المجالسُ السَّنيّة في مناقب ومصائب العترة النبويّة الجزء ٥

المجالسُ السَّنيّة في مناقب ومصائب العترة النبويّة5%

المجالسُ السَّنيّة في مناقب ومصائب العترة النبويّة مؤلف:
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 767

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥
  • البداية
  • السابق
  • 767 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 94447 / تحميل: 6014
الحجم الحجم الحجم
المجالسُ السَّنيّة في مناقب ومصائب العترة النبويّة

المجالسُ السَّنيّة في مناقب ومصائب العترة النبويّة الجزء ٥

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

وعفافه ونبله وكرمه وتقديم اهل بيته وغيرهم والسلطان وسائر الناس اياه على ذوي السن منهم والخطر وانه عندهم في غاية الاجلال والاعاظم والمحل الرفيع والقول الجميل وانه لم ير له ولياً ولا عدواً الا وهو يحسن القول فيه والثناء عليه.

(واما صفته في لباسه) فيستفاد أنه كان يلبس الطيلسان ومما رواه الشيخ في كتاب الغيبة أنه كان يلبس الثياب البيض الناعمة ويلبس مسحاً اسود خشناً على جلده ويقول هذا لله وهذا لكم.

قوم لهم شرف العلياء من مضر والمرء يؤخذ في تحديده النسب

المجلس الثالث

قال المفيد عليه الرحمة كان الامام بعد أبي الحسن علي بن محمد الهادي إبنه أبو محمد الحسن بن عليعليهما‌السلام لاجتماع خلال الفضل فيه وتقدمه على كافة أهل عصره فيما يوجب له الامامة ويقتضي له الرياسة من العلم والزهد وكمال العقل والعصمة والشجاعة والشجاعة والكرم وكثرة الاعمال المقربة الى الله جل اسمه ثم لنص ابيه عليه واشارته بالخلافة اليه (ثم) أورد جملة من الاخبار الدالة على نص ابيه عليه بالامامة من بعده (منها) ما رواه الكليني بسنده عن يحيى بن يسار قال أوصى ابى الحسن علي بن محمد الى إبنه الحسن قبل مضيه باربعة أشهر وأشار اليه بالامر من بعده

٦٦١

وأشهدني على ذلك وجماعة من الموالي (وبسنده) عن النوفلي قال كنت مع أبي الحسن (يعني الهاديعليه‌السلام ) فمر بنا محمد ابنه فقلت له جعلت فداك هذا صاحبنا بعدك فقال لا صاحبكم من بعدي الحسن (وبسنده) عن علي بن مهزيار قلت لابي الحسنعليه‌السلام ان كان كون وأعوذ بالله فالى من ؟ قال عهدي الى الاكبر من ولدي يعني الحسنعليه‌السلام وبسنده قال كتب ابو الحسنعليه‌السلام ابو محمد ابني أصح آل محمد غريزة وأوثقهم حجة وهو الاكبر من ولدي وهو الخلف واليه تنتهي عرى الامامة وأحكامنا فما كنت مسائلي عنه فاسأله عنه فعنده ما تحتاج اليه (وبسنده) عن داود بن القاسم الجعفري سمعت ابا الحسنعليه‌السلام يقول الخلف من بعدي الحسن (وبسنده) عن جماعة من بني هاشم منهم الحسن بن الحسين الافطس انهم حضروا دار ابي الحسن علي الهاديعليه‌السلام يوم توفي ابنه محمد وقد بسط له في صحن داره والناس جلوس حوله فقالوا قدرنا أن يكون حوله من الطالبيين والعباسيين وقريش مائة وخمسون رجلا سوى مواليه وسائر النسا اذ نظر الى ابنه الحسن وقد جاء مشقوق الجيب حتى قام عن يمينه ونحن لا نعرفه فقال له يا بني احدث لله شكراً فقد أحدث فيك امراً فبكى الحسن «ع» واسترجع وقال الحمد لله رب العالمين واياه أشكر واياه أسأل تمام نعمه علينا وانا لله وانا اليه راجعون فسألنا عنه فقيل لنا هذا الحسن ابنه وقدرنا له في ذلك الوقت نحو عشرين سنة فيومئذ عرفناه وعلمنا أنه قد اشار اليه بالامامة وأقامه مقامه (وبسنده)

٦٦٢

عن محمد بن يحيى قال دخلت على ابي الحسن علي الهادي «ع» بعد وفاة ابنه محمد فعزيته عنه وابنه ابو محمد «ع» جالس فبكى ابو محمد فقال له ابوه ان الله قد جعل فيك خلفا منه فاحمد الله (وبسنده) عن علي بن جعفر قال كنت حاضراً ابا الحسن الهادي «ع» لما توفي ابنه محمد فقال للحسن يا بني احدث لله شكراً فقد احدث الله فيك امراً (وبسنده) عن الانباري قال كنت حاضراً عند وفاة محمد بن علي الهادي فجاء الهادي «ع» فوضع له كرسي فجلس عليه وحوله اهل بيته وابو محمد ابنه قائم في ناحية فلما فرغ من امر محمد التفت الى ابنه أبي محمد فقال يا بني احدث لله شكراً فقد أحدث الله فيك أمراً.

شرف تتابع كابراً عن كابر كالرمح انبوبا على أنبوب

المجلس الرابع

في بعض ما جاء عن ابي محمد الحسن العسكريعليه‌السلام من المواعظ والحكم والوصايا (قال ع) ان لكلام الله فضلا على الكلام كفضل الله على خلقه ولكلامنا فضل على كلام الناس كفضلنا عليهم (وقال ع) لتمار فيذهب بهاؤك ولا تمازح فيجترأ عليك (وقال ع) حب الابرار للابرار ثواب للابرار وحب الفجار للابرار فضيلة للابرار وبغض الفجار للابرار زين للابرار وبغض الابرار

٦٦٣

لفجار خزي على الفجار (وقال ع) من التواضع السلام على كل من تمر به والجلوس دون شرف المجلس (وقال ع) من الجهل الضحك من غير عجب (وقال ع) من الفواقر التي تقصم الظهر جار ان رأى حسنة أخفاها وان رأى سيئة أفشاها (وقال ع) لشيعته اوصيكم بتقوى الله والورع في دينكم والاجتهاد لله وصدق الحديث وأداء الأمانة الى من ائتمنكم من بر او فاجر وطول السجود وحسن الجوار فبهذا جاء محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم صلوا في عشائرهم واشهدوا جنائزهم وعودوا مرضاهم وأدوا حقوقه فان الرجل منكم اذا ورع في دينه وصدق في حديثه وأدى الامانة وحسن خلقه مع الناس قيل هذا شيعتي فيسرني ذلك اتقوا الله وكونوا زينا ولا تكونوا شيئاً جروا الينا كل مودة وادفعوا عنا كل قبيح فانه ما قيل فينا من حسن فنحن اهله وما قيل فينا من سوء فما نحن كذلك لنا حق في كتاب الله وقرابة من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وتطهير من الله لا يدعيه غيرنا الا كذاب اكثر واذكر الله وذكر الموت وتلاوة القرآن والصلاة على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فان الصلاة على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عشر حسنات احفظوا ما وصيتكم به واستودعكم الله وأقرأ عليكم السلام (وقال ع بئس العبد عبد يكون ذا وجهين وذا لسانين يطري أخاه شاهداً وياكله غائباً ان أعطي حسده وان ابتلي خذله (وقالعليه‌السلام ) الغضب مفتاح كل شر (وقالعليه‌السلام ) أقل النسا راحة الحقود (وقالعليه‌السلام ) اورع الناس من وقف عند الشبهة. أعبد الناس من أقام على الفرائض. أزهد الناس من ترك الحرام. أشد الناس اجتهاداً من

٦٦٤

ترك الذنوب (وقالعليه‌السلام ) من يزرع خيراً يحصد غبطة ومن يزرع شراً يحصد ندامة لكل زارع ما زرع (وقالعليه‌السلام ) لا يشغلك رزق مضمون عن عمل مفروض (وقالعليه‌السلام ) ما ترك الحق عزيز الا ذل ولا أخذ به ذليل الا عز (وقال ع) صديق الجاهل تعب (وقالعليه‌السلام ) خصلتان ليس فوقهما شيء الايمان بالله ونفع الاخوان (وقالعليه‌السلام ) ليس من الادب اظهار الفرح عند المحزون (وقال ع) رياضة الجاهل ورد المعتاد عن عادته كالمعجز (وقال ع) التواضع نعمة لا تحسد عليها (وقال ع) لا تكرم الرجل بما يشق عليه (وقالعليه‌السلام ) ما أقبح بالمؤمن ان تكون له رغبة علانية فقد شانه (وقالعليه‌السلام ) ان للسخاء مقداراً فان زاد عليه فهو سرف وللحزم مقداراً فان زاد عليه فهو جبن وللاقتصاد مقداراً فان زاد عليه فهو بخل وللشجاعة مقداراً فان زاد عليه فهو تهور. وكفاك ادبا تجنبك ما تكره من غيرك. ولو عقل اهل الدنيا خربت. خير اخوانك من نسي ذنبك وذكر احسانك اليه. اضعف الاعداء كيداً من اظهر عدواته. من أنس بالله استوحش من الناس جعلت الخبائث في بيت وجعل مفتاحه الكذب. اذا كان المقضي كائناً فالضراعة لماذا (وقالعليه‌السلام ) من مدح غير المستحق فقد قام مقام التهم (وقالعليه‌السلام ) من ركب ظهر الباطل نزل به دار الندامة.

كلامهم فيه الشفاء من العمى وحبهم فرض على كل مسلم

٦٦٥

المجلس الخامس

فيما جاء في كيفية وفاة الحسن العسكريعليه‌السلام (روى) المفيد في الارشاد بسنده عن الكليني عن جماعة (وروى) هذا الخبر ايضا الصدوق في اكمال الدين وبين الروايتين تفاوت فيا لزيادة والنقصان ونحن نجمع بينهما (قالوا) حضرنا في شعبان سنة ثمان وسبعين ومائتين بعد وفاة الحسن العسكريعليه‌السلام بثمان عشره سنة او اكثر مجلس احمد بن عبيد الله بن خاقان وهو عامل السلطان يومئذ على الخراج والضياع بكورة قم وكان شديد النصب والانحراف عن اهل البيت فجرى في مجلسه يوما ذكر المقيمين من آل أبي طالب بسر من رأى ومذاهبهم وصلاحهم وأقدارهم عند السلطان فقال ما رأيت ولا اعرف بسر من رأى رجلا من العلوية مثل الحسن بن علي بن محمد بن علي الرضا في هديه وسكونه وعفافه ونبله وكرمه عند اهل بيته والسلطان وبني هاشم كافة وتقديمهم اياه على ذوي السن منهم والخطر وكذلك حاله عند القواد والوزراء والكتاب وعامة الناس كنت يوما قائماً على رأس ابي وهو يوم مجلسه للناس اذ دخل حجابه فقالوا ابو محمد بن الرضا بالباب فقال بصوت عال ائذنوا له فتعجبت منه ومنهم من جسارتهم ان يكنوا رجلا بحضرة ابي ولم يكن يكنى عنده الا خليفة او ولي عهد او من امر السلطان ان يكنى فدخل رجل اسمر اعين حسن القامة جميل الوجه جيد البدن

٦٦٦

حديث السن له جلالة وهيئة حسنة فلما نظر اليه ابي قام فمشى اليه خطوات ولا اعلمه فعل هذا باحد من بني هاشم والقواد واولياء العهد فلما دنا منه عانقه وقبل وجهه وصدره (ومنكبيه خ ل) وأخذ بيده وأجلسه على مصلاه الذي كان عليه وجلس الى جنبه مقبلا عليه بوجهه وجعل يكلمه ويفيده بنفسه وابويه وانا متعجب مما ارى منه اذ دخل الحاجب فقال جاء الموفق (وهو اخو المعتمد الخليفة العباسي) وكان الموفق اذ دخل على ابي تقدمه حجابه وخاصة قواده فقاموا بين مجلس ابي وبين باب الدار سماطين الى ان يدخل ويخرج فلم يزل ابي مقبلا على ابي محمد يحدثه حتى نظر الى غلمان الموفق فقال له حينئذ اذا شئت(١) جعلني الله فداك ابا محمد ثم قال لحجابه خذوا به خلف السماطين لا يراه هذا يعني الموفق فقام وقام ابي فعانقه ومضى فقلت لحجاب ابي وغلمانه ويحكم من هذا الذي كنيتموه بحضرة أبي وفعل به ابي هذا الفعل فقالوا هذا علوي يقال له الحسن بن لعي يعرف بابن الرضا فازددت تعجبا ولم ازل يومي ذلك قلقا متفكرا فيا مره وأمر ابي وما رأيته منه حتى كان الليل وكانت عادته ان يصلي العتمة ثم يجلس فينظر

____________________

(١) اي اذا شئت فقم كانوا اذا انتهى المجلس وارادوا ان يقوم الجليس يقولون له اذا شئت. بحذف جواب الشرط اما تأدبا او لكثرة الاستعمال.

- المؤلف -

٦٦٧

فيما يحتاج اليه من المؤامرات وما يرفعه الى السلطان فلما صلى وجلس جئت فجلست بين يديه فقال الك حاجة قلت نعم فان أذنت سألتك عنها قال قد أذنت قلت من الرجل الذي رأيتك بالغداة فعلت به ما فعلت من الاجلال والكرامة وفديته بنفسك وأبويك فقال يا بني ذاك امام الرافضة الحسن بن علي المعروف بابن الرضا وسكت ساعة ثم قال لو زالت الامامة عن خلفاء بني العباس ما استحقها أحد من بني هاشم غيره لفضله وعفافه وصيانته وزهده وعبادته وجميل أخلاقه وصلاحه ولو رأيت أباه رأيت رجلا جزيلا نبيلا فاضلا فازددت قلقاً وتفكيراً وغيظاً على أبي وما سمعت منه فيه وما رأيته من فعله به فلم تكن لي همة بعد ذلك الا السؤال عن خبره والبحث عن أمره فما سألت أحداً من بني هاشم والقواد والكتاب والقضاة والفقهاء وسائر الناس الا وجدته عندهم في غاية الاجلال والاعظام والمحل الرفيع والقول الجميل التقديم له على جميع أهل بيته ومشايخه فعظم قدره عندي اذ لم أر له ولياً ولا عدواً الا وهو يحسن القول فيه والثناء عليه فقال له بعض من حضر مجلسه من الأشعريين فما حال أخيه جعفر ؟ فقال ومن جعفر فيسأل خبره أو يقرن به ؟ ان جعفراً معلن بالفسق ماجن شريب للخمور أقل من رأيت من الرجال وأهتكهم لنفسه خفيف قليل في نفسه. ولقد ورد على السلطان وأصحابه في وقت وفاة الحسن بن علي ما تعجبت منه وما ظننت

٦٦٨

أنه يكون وذلك أنه لما اعتل الحسن بعث الى أبي أن ابن الرضا(١) قد اعتل فركب من ساعته الى دار الخلافة ثم رجع مستعجلا ومعه خمسة من خدم أمير المؤمنين كلهم من ثقاته وخاصته فيهم تحرير وامرهم بلزوم دار الحسن وتعرف حاله وبعث الى نفر من المتطببين فامرهم بالاختلاف اليه وتعهده صباحا ومساء فلما كان بعد ذلك بيومين او ثلاثة أخبر انه قد ضعف فركب حتى بكر اليه وامر المتطببين بلزوم داره وبعث الى قاضي القضاة وأمره ان يختار عشرة ممن يوثق به في دينه وورعه وامانته فبعث بهم الى دار الحسن وامرهم بلزومه ليلا ونهارا فلم يزالوا هناك حتى توفي فلما ذاع خبر وفاته صارت سر من رأى ضجة واحدة مات ابن الرضا وبعث السلطان الى داره من يفتشها وختم على جميع ما فيها وطلبوا اثر ولده وجاءوا بنساء لهن معرفة بالحبل فدخلن على جواريه فنظرن اليهن فذكر بعضهن ان هناك جارية بها حمل فامر بها فجعلت في حجرة ووكل بها تحرير الخادم وأصحابه ونسوة معهم ثم اخذوا في تجهيزه وعطلت الاسواق وركب بنو هاشم والقواد والكتاب والقضاة والمعدلون وسائر النسا الى جنازته فكانت سر ن رأى يومئذ شبيهاً بالقيامة فلما فرغوا من تهيئته بعث السلطان الى ابي عيسى بن المتوكل فأمره بالصلاة عليه فلما وضعت

____________________

(١) مر أن العسكري والهادي والجواد كان يعرف كل منهم في زمانه بابن الرضا.

- المؤلف -

٦٦٩

الجنازة للصلاة دنا ابو عيسى منه فكشف عن وجهه فعرضه على بني هاشم من العلوية والعباسية والقواد والكتاب والقضاة والمعدلين وقال هذا الحسن بن علي بن محمد بن الرضا مات حتف انفه لعى فراشه وحضره من خدم امير المؤمنين فلان وفلان ومن المتطببين فلان وفلان ثم غطى وجهه وصلى عليه وكبر خمس اوامر بحمله فحمل من وسط داره ودفن في البيت الذي دفن فيه ابوهعليهم‌السلام فلما دفن وتفرق الناس اضطرب السلطان واصحابه في طلب ولده وكثر التفتيش في المنازل والدور وتوقفوا عن قسمة ميراثه ولم يزل الذين ولكوا بحفظ الجارية التي توهموا فيها الحبل ملازمين لها سنتين واكثر حتى تبين لهم بطلان الحبل فقسم ميراثه بين أمه وأخيه جعفر وادعت امه وصيته وثبت ذلك عند القاضي والسلطان على ذلك يطلب اثر ولده (قال) احمد بن عبيد الله ولما دفن جاء جعفر اخوه الى ابي وقال له اجعل لي مرتبة ابي واخي واوصل اليك في كل سنة عشرين الف دينار فزبره ابي وأسمعه ما كره وقال له يا أحمق ان السلطان أعزه الله جرد سيفه وسوطه في الذين زعموا ان اباك واخاك أئمة ليردهم عن ذلك فلم يقدر عليه وجهد أن يزيل أباك واخاك عن تلك المرتبة فلم يتهيأ له ذلك فان كنت عند شيعة ابيك واخيك اماماً فلا حاجة بك الى سلطان يرتبك مراتبهما ولا غير سلطان وان لم تكن عندهم بهذه المنزلة لم تنلها بنا واستقله ابي عند ذلك واستضعفه وأمر ان يحجب عنه فلم يؤذن له بالدخول عليه حتى مات ابي وخرجنا وهو

٦٧٠

على تلك الحال واسلطان يطلب اثر ولد الحسن بن علي الى اليوم وهو لا يجد الى ذلك سبيلا وشيعته مقيمون على انه مات وخلف ولداً يقوم مقامه في الامامة (وقال المفيد في الارشاد) مرض أبو محمدعليه‌السلام في اول شهر ربيع الاول وتوفي في الثامن منه وخلف ابنه المنتظر لدولة الحق وكان قد اخفي مولده وسترامره لصعوبة الوقت وشدة طلب سلطان الزمان له واجتهاده في البحث عن امره ولما شاع من مذهب الشيعة الامامية فيه وعرف من انتظارهم له فلم يظهر ولدهعليه‌السلام في حياته ولا عرفه الجمهور بعد وفاته وتولى جعفر بن علي اخو ابي محمد «ع» اخذ تركته وسعى في حبس جواري ابي محمد واعتقال حلائله وشنع على اصحابه بانتظارهم ولده وقطعهم بوجوده والقول بامامته وأغرى بالقوم حتى أخافهم وشردهم وجرى على مخلفي ابي محمد بسبب ذلك كل عظيمة من اعتقال وحبس وتهديد وتصغير واستخفاف وذل ولم يظفر السلطان منهم بطائل وحاز جعفر ظاهراً تركة ابي محمد واجتهد في القيام عند الشيعة مقامه ولم يقبل أحد منهم ذلك ولا اعتقده فيه (وروى) الصدوق في اكمال الدين عن بعض كتب التواريخ ان ام بي محمد «ع» قدمت من المدينة الى سر من رأى حين اتصل بها الخبر فكانت لها أقاصيص يطول شرحها مع اخيه جعفر من مطالبته اياها بميراثه وسعايته بها الى السلطان وكشف ما أمر الله عزوجل بستره (وقال) الصدوق في اكمال الدين وجدت في بعض كتب التواريخ انه لما توفي ابو محمد الحسن العسكري «ع» كان في

٦٧١

ليلة وفاته قد كتب بيده كتباً كثيرة الى المدينة ولم يحضره في ذلك الوقت الا صقيل الجارية وعقيد الخادم ومن علم الله غيرهما قال عقيد فدعا بماء قد اغلي بالمصطكي فجئنا به اليه فقال ابدأ بالصلاة وبسطنا في حجره المنديل واخذ من صقيل الماء فغسل به وجهه وذراعيه مرة مرة ومسح على رأسه وقدميه مسحا وصلى الصبح على فراشه واخذ القدح ليشرب فأقبل القدح يضرب ثناياه ويده ترتعد فأخذت صقيل القدح من يده ومضى من ساعته صلى الله عليه وصار الى كرامة الله جل جلاله (وروي) انه «ع» مضى مسموما سمه المعتمد (وفي الفصول المهمة) ذهب كثير من الشيعة الى ان ابا محمد الحسن بن علي العسكري مات مسموما وكذلك ابوه وجده.

سلام على من سر من رامحله سلام على المرجو في محكم الزبر

سلام على اولاد زمزم والصفا وخيف منى والبيت والركن والحجر

على خمسة مني السلام وسبعة لعلهم ان يشفعوا ساعة الحشر

(مراثي الحسن العسكريعليه‌السلام )

قال السيد صالح النجفي المعروف بالقزوينيرحمه‌الله من قصيدة

٦٧٢

أيا صفوة الهادي ويا محيي الهدى ومحكم دين المصطفى وهو دارس

فكم للعدى من نعمة قد غرستها فلم تجن الا عكس ما أنت غارس

ولما مضى الهدي أريت معاجزاً بها أرغمت من شائنيك المعاطس

ولما جفاك المستعين وما اكتفى بافعاله وهو الحسود المنافس

ابنت بأن الرجس بعد ثلاثة على الرأس في قعر الجحيم لناكس

وبشرت في بشر حليمة نرجساً بمولودها المولى الذي لا يقايس

ووافتك ببي أنوار وجهه تضيء وتجلى من سناها الحنادس

وطبع الحصى في خاتم منك معجز كعلمك بالأموات وهي دوارس

ولولاك لارتاب الأنام براهب تصوب اذا استسقى عليها الرواجس

وأظهرت ما أخفاه من عظم مرسل فبانت لدى الناس الأمور اللوابس

بوجهك يستسقى الغمام وللعدى بحبسك عنها الله للقطر حابس

بنفسي من نالت به سر من رأى فخاراً له تعنو النجوم الكوانس

بنفسي من أبكى النبي مصابه وأظلم فيه دينه وهو شامس

بنفسي محبوساً على حبس حقه مضي وعليه المكرمات حبائس

بنفسي من في كل يوم تسومه هوانا بنو العباس وهي عوابس

بنفسي من قاسى اذى الضيم منهم زمانا وما فيهم به من يقايس

بنفسي مسموماً تشفت به العدى قضى وبها لم تشف منه النسائس

بنفسي مكروبا قضى بعد سمه بكاه الموالي والعدو المشاكس

٦٧٣

وشاب لما قد ناله كل مفرق وكل فؤاد فيه شبت مقابس

فلا كان يوم العسكري فانه ليوم على الدين الحنيفي ناحس

حكى جده عمراً وسما وغربة ومارس من أعدائه ما يمارس

ولو لم ترج منكم النفس مدركا لأوتاركم أخنت عليها القوامس

مليك له غر الملائك جحفل وليث له غلب اللبوث فرائس

وسمر لأوساط السراة حيازم وبيض لهامات الكماة قلانس

سحاب ندى بالفضل يهمي وكوكب به تزهر الدنيا وتزهو البسابس

امام الهدى ادرك بطلعتك الهدى فقد طمست أعلامه والمدارس

عليكم سلام والسلام طهارة لأنفسنا ما ماس للبان مائس

وقال علي بن عيسى الاربلي صاحب كشف الغمة رحمه‌ الله ت عالى

يا راكباً يسري على جسرة قد غبرت في أوجه الضمر

عرج بسامراء والثم ثرى رمس الامام الحسن العسكري

عرج على من جده صاعد ومجده عال على المشتري

على الامام الطاهر المجتبى على الكريم الطاهر العنصر

على ولي الله في عصره وابن خيار الله في الأعصر

على كريم صوب معروفه يربي على صوب الحيا الممطر

على امام عدل أحكامه يسلط العرف على المنكر

وقل سلام الله وقف على ذاك الجناب الممرع الأخضر

٦٧٤

هم الأولى دلوا على مذهب مثل الصباح الواضح المسفر

يا سادتي ان ولائي لكم من خير ما قدمت للمحشر

وقال المؤلف عفا الله عن جرائمه فيا لعسكريينعليهما‌السلام

ابكي وهل يشفي الغليل بكائي بدرين قد غربا بسامراء

علمين من رب البرية للورى نصباً باعلى قنة العلياء

نجمين يهدى السالكون لربهم بهداهما في الفتنة العمياء

قد ضل من لا يهتدي بهداهما ومتى هداية خابط الظلماء

وهما سبيل الله حقا من يحد عنه يته في ظلمة طخياء

بعلي الهادي وبالحسن ابنه كشف الكروب ومدفع اللأواء

يا آل أحمد ما ببعض صفاتكم ولو اجتهدت يفي جميع ثنائي

أنى وقد نطق الكتاب بمدحكم نصاً فأخرس ألسن البلغاء

وعليكم الصلوات في صلواتنا تتلى بكل صبيحة ومساء

المهدي صاحب الزمان عجل الله فرجه

ذكر تاريخ مولده وما جاء في ولادته وغيبته وسفرائه ودلائل امامته واثبات غيبته والأخبار الواردة فيه من طرق أهل السنة والشيعة وان فيه سنة من سنن الأنبياء والاستدلال بغبياتهم على غبيته ومعجزاته ودفع الشبهات الموردة على ودوده ومن قال

٦٧٥

بوجوده من علماء أهل السنة فوافق الشيعة ومن رآه وعلامات ظهوره والسنة التي يخرج فيها والمكان الذي يخرج فيه وسيرته عند قيامه ومدة دولته وعدد أنصاره وأسماء بلدانهم ومدائحه وما يتعلق بذلك وفيه مجالس.

المجلس الأول

الامام بعد أبي محمد الحسن العسكري وثاني عشر أئمة المسلمين وخلفاء الله في العالمين وثالث المحمدين ولده المسمى باسم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم المكنى بكنيته ابن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام .

وجاء في كثير من الأخبار النهي عن تسميته مثل لا يحل لكم ذكره باسمه أو لا يحل لكم تسميته أولا يحل ذكره باسمه حتى يخرج فيملا الأرض قسطاً وعدلا الخ. أو يحرم عليهم تسميته وهو سمي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وكنيته أو لا يسميه باسمه الا كافر أو لايرى دسمه ولا يسمى باسمه (ولأجل) ذلك كان يعبر عنهعليه‌السلام في الأخبار وكلام الرواة بالصاحب والقائم وصاحب الزمان وصاحب الدار والحضرة والناحية المقدسة

٦٧٦

والرجل والغريم والغلام وغير ذلك ولا يصرحون باسمه (قال المفيد عليه الرحمة) والغريم رمز كانت الشيعة تعرفه قديماً بينها ويكون خطابها عليه للتقية (وحمل) الصدوق وجملة من الأصحاب النهي الوارد في هذه الأخبار على ظاهره فافتوا بالتحريم (ويمكن) الحمل على الكراهة لحكمة لا يعلمها الا الله تعالى ولا ينافيه التشديد الوارد في الأخبار البالغ الى حد التفكير فقد ورد في المكروهات أمثال ذلك مثل من ترك فرق شعره فرق بمنشار من نار (ويؤيد) الكراهة التصريح باسمه في بعض الاحاديث (وقول) عثمان بن سعيد العمري حين قيل له فالاسم قال اياك أن تبحث عن هذا فان عند القوم ان هذا النسل قد انقطع (وقوله) أيضاً لما سئل عن الاسم محرم عليكم ان تسألوا عن ذلك ولا أقول هذا من عندي ليس لي أن أحلل وأحرم ولكن عنهعليه‌السلام فان الأمر عند السلطان ان أبا محمدعليه‌السلام مضى ولم يخلف ولداً واذا وقع الاسم وقع الطلب فاتقوا الله وأمسكوا عن ذلك (وما في بعض التوقيعات) ان دللتم على الاسم أذاعوا وان عرفوا المكان دلوعليه (وفي بعضها) ان وقفوا على الاسم أذاعوه وان وقفوا على المكان دلوا عليه (ينافيه) مامر من أنه يحرم عليهم تسميته ثم قوله انه سمي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وكنيه الذي علم به اسمه فدل على تحريم التصريح لحكمة والخوف لا يتفاوت فيه الحال بين التصريح وانه سمي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (وينافيه) أيضاً ما مر في بعضها من انه لا يحل تسميته حتى يخرج أو حتى يظهره الله (ويمكن) الجمع بان

٦٧٧

التصريح بالاسم مكروه مطلقاً والتسمية صريحاً وكناية محرمة في زمن الخوف وبذلك يرتفع جميع التنافي بين الأخبار والله أعلم.

ولد المهدي (ع) ليلة النصف من شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين بسر من رأى في أيام المعتمد (قال المفيد) ولم يخف أبوه ولداً ظاهراً ولا باطناً غيره وخلفه غائباً مستتراً وكانت سنه عند وفاة أبيه خمس سنين (أمه) أم ولد يقال لها نرجس كانت خير أمة (وفي رواية) ان اسمها الأصلي مليكة ، كنيته ككنية رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ويكنى أيضاً بأبي جعفر (لقبه) الحجة والمهدي والخلف الصالح والقائم المنتظر وصاحب الزمان وأشهرها المهدي (بوابه) عثمان بن سعيد ثم ابنه محمد بن عثمان ثم الحسين بن روح ثم علي بن محمد السمري) نقش خاتمه) على ما ذكره الكفعمي انا حجة الله وخاصته (شاعره) ابن الرومي. صاحب كشف الغمة

عداني عن التشبيب بالرشأ الأحوى وعن علمي سلع وعن بانتي حزوى

غرامي بناء عن غرامي وفكرتي تمثله للقلب في السر والنجوى

من النفر الغر الذين تملكوا من الشرف العادي غايته القصوى

هم القوم من أصفاهم الود مخلصاً تمسك في أخراه بالسبب الاقوى

هم القوم فاقوا العالمين مآثراً محاسنها تجلى وآياتها تروى

٦٧٨

موالاتهم فرض وحبهم هدى وطاعتهم قربى وودهم تقوى

المجلس الثاني

(اما صفته في خلقه وحليته) فعن سنن ابي داود انه يشبه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في الخلق بالضم ولا يشبهه في الخلق بالفتح ولكن في رواية النعمان في الغيبة عن امير المؤمنينعليه‌السلام انه يشبه نبيكم في الخلق والأخلاق وفي رواية كأن وجهه كوكب درب في خده الايمن خال أسود. وفي رواية : أفرق الثنايا أجلى الجبهة. وفي رواية : اجلى الجبين(١) (واما صفته في اخلاقه واطواره) فالمستفاد من مجموع الاخبار الآتية وغيرها التي رواها عامة المسلمين انه يشبه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في خلقه بالضم وانه من اهل بيته اسمه كاسمه وللمهدي عجل الله فرجه غيبتان صغرى وكبرى كما جاءت بذلك الاخبار عن أئمة اهل البيتعليهم‌السلام ويقال قصرى وطولى (اما الغيبة الصغرى) فمن مولده الى انقطاع السفارة بينه وبين

____________________

(١) في النهاية الاجلى الخفيف شعر ما بين النزعتين من الصدغين والذي انحسر الشعر عن جبهته.

- المؤلف -

٦٧٩

شيعته(١) بوفاة السفراء وعدم نصب غيرهم وهي اربعة وسبعون سنة ففي هذه المدة كان السفراء يرونه وربما رآه غيرهم ويصلون الى خدمته وتخرج على ايديهم توقيعات منه الى شيعته في أجوبة مسائل وفي أمور شتى (واما الغيبة الكبرى) فهي بعد الاولى (اما السفراء) في زمن الغيبة الصغرى بينه وبين شيعته فهم اربعة. * (الاول ابو عمر وعثمان بن سعيد بن عمرو العمري) *

بفتح العين وسكون الميم وكان اسديا فنسب الى جده ابي امه جعفر العمري وقيل ان ابا محمد الحسن العسكريعليه‌السلام أمر بكسر كنيته فقيل العمري ويقال له العسكري لانه كان يسكن عسكر سر من رأى ويقال له السمان لأنه كان يتجر بالسمن تغطية للامر وكان الشيعة اذا حملوا الى الحسن العسكريعليه‌السلام ما يجب عليهم من المال جعله ابو عمرو في زقاق السمن وحمله اليه تقية وخوفاً

____________________

(١) هكذا ذكر المفيد وغيره فجعلوا ابتداء الغيبة من مولده لا من ابتداء امامته لانها كانت كذلك ولا وجه لجعلها من ابتداء امامته ولذلك كانت اربعا وسبعين سنة هذا بناء على ان وفاة السمري سنة ثلثمائة وتسع وعشرين اما بناء على ان وفاته سنة ثمان وعشرين كما في اعلام الورى فتنقص سنة مع انه ذكر ان مدة الغيبة الصغرى اربع وسبعون سنة.

- المؤلف -

٦٨٠

وكان علي ال هاديعليه‌السلام نصبه وكيلا ثم ابنه الحسن العسكريعليه‌السلام ثم كان سفيراً للمهديعليه‌السلام قال الشيخ الطوسي ي كتاب الغيبة في حقه انه الشيخ الموثوق به وقال علي الهاديعليه‌السلام في حقه هذا ابو عمرو الثقة الامين ما قاله لكم فعني بقوله وما أداه اليكم فعني يؤديه (وسأله) بعض اصحابه لمن أعامل وعمن آخذ وقول من أقبل فقال العمري ثقتي فما أدى اليك فعني يؤدي وما قال لك فعني يقول فاسمع له وأطلع فانه الثقة المأمون (وقال الحسن العسكري «ع») في حقه بعد مضي ابيه هذا ابو عمرو الثقة الامين ثقة الماضي وثقتي في المحيا والممات فما قاله لكم فعني يقوله وما أداه اليكم فعني يؤديه (وجاءه) اربعون رجلا من أصحابه يسألونه عن الحجة من بعده فاذا غلام كأنه قطع قمر اشبه الناس بابي محمد فقال هذا امامكم من بعدي وخليفتي عليكم أطيعوه ولا تتفرقوا من بعدي فتهلكوا في اديانكم الا وانكم لا ترونه بعد يومكم هذا حتى يتم له عمر فاقبلوا من عثمان بن سعيد ما يقوله وانتهوا الى امره واقبلوا قوله فهو خليفة امامكم والامر اليه (وعثمان) بن سعيد هو الذي حضر تغسيل الحسن العسكري (ع) وتولى جميع امره في تكفينه وتحنيطه ودفنه مأموراً بذلك (قال) الشيخ الطوسي في كتاب الغيبة وكانت توقيعات صاحب الامر (ع) تخرج على يده ويد ابنه محمد الى شيعته وخواص ابيه بالامر والنهي وأجوبة المسائل بالخط الذي كان يخرج في حياة الحسن العسكري (ع)

٦٨١

فلم تزل الشيعة مقيمة على عدالتهما حتى توفي عثمان بن سعيد(١) وغسله ابنه محمد ودفن بالجانب الغربي من مدينة السلام في شارع الميدان في قبلة مسجد الذرب يدخل الى موضع القبر في بيت ضيق مظلم فكنا نزوره مشاهرة من وقت دخولي الى بغداد سنة ثمان واربعمائة الى سنة نيف وثلاثين واربعمائة ثم عمره الرئيس ابو منصور محمد بن الفرج وأبرز القبر الى براً وعمل عليه صندوقات تحت سقف ويتبرك جيران المحلة بزيارته ويقولون هو رجل صالح وربما قالوا هو ابن داية الحسين (ع) ولا يعرفون حقيقة الحال وهو كذلك الى يومنا هذا وهو سنة أربع واربعين واربعمائة. *( الثاني ابو جعفر محمد بن عثمان بن سعيد العمري) *

روى الشيخ في كتاب الغيبة عن هبة الله بن محمد عن شيوخه قالوا لم تزل الشيعة مقيمة على عدالة عثمان بن سعيد وجعل الامر بعد موته كله مردوداً الى ابنه ابي جعفر والشيعة مجمعة على عدالته وثقته وأمانته للنص عليه بالامانة والعدالة والأمر بالرجوع اليه في حياة الحسن العسكري «ع» وبعد موته في حياة ابيه عثمان بن سعيد لا يختلف في عدالته ولا يرتاب بامانته والتوقيعات تخرج على يده الى الشيعة في المهمات طول حياته بالخط الذي كانت تخرج به في حياة ابيه عثمان (وقال) الشيخ ايضاً لما مضى ابو عمرو

____________________

(١) لم يتيسر لنا الاطلاع على تاريخ وفاته.

- المؤلف -

٦٨٢

عثمان بن سعيد قام ابنه ابو جعفر محمد بن عثمان مقامه بنص ابي محمد الحسن العسكري «ع» ونص ابيه عثمان عليه بأمر القائم «ع» قال الحسن العسكري «ع» اشهدوا على ان عثمان بن سعيد العمري وكيلي وان ابنه محمداً وكيل ابني مهديكم (وقال ع) لبعض اصحابه العمري وابنه ثقتان فما أديا اليك فعني يؤديان وما قالا لك فعني يقولان فاسمع لهما واطعهما فانهما الثقتان المأمونان (وكانت) لابي جعفر محمد بن عثمان كتب في الفقه مما سمعه من ابي محمد الحسن «ع» ومن الصاحب «ع» ومن ابيه عثمان عن ابي محمد وعن ابيه علي بن محمد منها كتب الاشربة (وروي) عنه انه قال والله ان صاحب هذا الامر ليحضر الموسم كل سنة يرى الناس ويعرفهم ويرونه ولا يعرفونه (وقيل) له رأيت صاحب هذا الأمر قال نعم وآخر عهدي به عند بيت الله الحرام وهو يقول اللهم انجزلي ما وعدتني (وقال) رأيته صلوات الله عليه متعلقاً بأستار الكعبة في المستجار وهو يقول اللهم انتقم بي من اعدائك (ودخل) على محمد بن عثمان بعض اصحابه فرآه وبين يديه ساجة ونقاش ينقش عليها آيا من القرآن واسماء الأئمة «ع» على حواشيها فقال هذه لقبري اوضع عليها او قال أسند اليها وقد فرغت منه وانا كل يوم انزل فيه فأقرأ جزءاً من القرآن فاذا كان يوم كذا من شهر كذا من سنة كذا صرت الى الله ودفنت فيه فكان كما قال (وفي رواية) انه حفر لنسفه قبراً وقال أمرت ان أجمع امري فمات بعد شهرين (وكانت وفاته) في آخر جمادى الاول سنة خمس وثلثمائة او اربع وثلثمائة وتولى

٦٨٣

هذا الامر نحواً من خمسين سنة(١) ودفن عند والدته بشارع باب الكوفة في بغداد قيل وهو الآن في وسط الصحراء. (الثالث أبو القاسم الحسين بن روح بن أبي بحر النوبختي)

أقامه أبو جعفر محمد بن عثمان مقامه قبل وفاته بسنتين أو ثلاث سنين فجمع وجوه الشيعة وشيوخها وقال لهم ان حدث علي حدث الموت فالامر الى أبي القاسم الحسين بن روح لانوبختي فقد امرت أن أجعله في موضعي بعدي فارجعوا اليه وعولوا في أموركم عليه (وفي رواية انهم سألوه ان حدث أمر فمن يكون مكانك فقال لهم هذا أبو القاسم الحسين بن روح بن أبي بحر النوبختي القائم مقامي والسفير بينكم وبين صاحب الأمر والوكيل

____________________

(١) هكذا حكاه الشيخ محمد بن الحس نالطوسي في كتاب الغيبة عن أبي نصر هبة الله بن محمد بن أحمد الكاتب بن بنت أبي ولادة الصاحبعليه‌السلام وهي سنة ٢٥٥ الى وقت وفاة محمد بن عثمان وهي سنة ٣٠٥ مع ان محمد بن عثمان لم يتول السفارة من حين ولادة الصاحبعليه‌السلام بل بعد وفاة أبيه عثمان فلا بد ان ينقص من هذه المدة خمس سنين من ولادة الحجة «ع» الى حين وفاة العسكريعليه‌السلام وينقص منها مدة سفارة عثمان بن سعيد الى حين وفاته وتولي ولده السفارة بعده.

- المؤلف -

٦٨٤

له والثقة الأمين فارجوا اليه في أموركم وعولوا عليه في مهماتكم فبذلك أمرت وقد بلغت (وكان) محمد بن عثمان العمري له من يتصرف له ببغداد نحو من عشرة أنفس منهم الحسين بن روح وكلهم كان أخص به من الحسين بن روح وكان مشايخ الشيعة لا يشكون في ان الذي يقوم مقام محمد بن عثمان هو جعفر بن أحمد بن متيل أو أبوه لما رأوه من الخصوصية به وكثرة وجوده في منزله جعفر أو أبيه بسبب وقع له ويأكله في منزل أحدهما فلما وقع الاختيار على أبي القاسم سلموا ولم ينكروا وكانوا معه وبين يديه كما كانوا مع ابي جعفر محمد بن عثمان ومنهم جعفر بن أحمد بن متيل قال جعفر لما حضرت محمد بن عثمان الوفاة كنت جالساً عند رأسه أسأله وأحدثه وأبو القاسم بن روح عند رجليه فقال لي أمرت أن أوصي الى أبي القاسم الحسين بن روح فقمت من عند رأسه واخذت بيد أبي القاسم وأجلسته في مكاني وتحولت الى عند رجليه (وفي رواية) ان الحسين بن روح كان وكيلا لمحمد بن عثمان سنين كثيرة ينظر له في كل أملاكه وكان خصيصاً به وكان يدفع اليه في كل شهر ثلاثين ديناراً رزقاً له غير ما يصل اليه من الوزراء والرؤساء من الشيعة مثل آل الفرات وغيرهم فتمهدت له الحال في طول حياة محمد بن عثمان الى أن أوصى اليه (وقال) الشيخ لاطوسيرحمه‌الله في كتاب الغيبة كان أبو القاسمرحمه‌الله من أعقل النسا عند المخالف والموافق ويستعمل التقية (وتوفي) أبو

٦٨٥

٦٨٦

٦٨٧

٦٨٨

٦٨٩

٦٩٠

٦٩١

٦٩٢

٦٩٣

٦٩٤

٦٩٥

٦٩٦

٦٩٧

٦٩٨

٦٩٩

٧٠٠

701

702

703

704

705

706

707

708

709

710

711

712

713

714

715

716

717

718

719

720

721

722

723

724

725

726

727

728

729

730

731

732

733

734

735

736

737

738

739

740

741

742

743

744

745

746

747

748

749

750

751

752

753

754

755

756

757

758

759

760

761

762

763

764

765

766

767