العبّاس ابوالفضل ابن أمير المؤمنين عليه السلام سماته وسيرته

العبّاس ابوالفضل ابن أمير المؤمنين عليه السلام سماته وسيرته9%

العبّاس ابوالفضل ابن أمير المؤمنين عليه السلام سماته وسيرته مؤلف:
تصنيف: شخصيات إسلامية
الصفحات: 607

العبّاس ابوالفضل ابن أمير المؤمنين عليه السلام سماته وسيرته
  • البداية
  • السابق
  • 607 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 68197 / تحميل: 5551
الحجم الحجم الحجم
العبّاس ابوالفضل ابن أمير المؤمنين عليه السلام سماته وسيرته

العبّاس ابوالفضل ابن أمير المؤمنين عليه السلام سماته وسيرته

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

[١١٣٥٧] ٦ - الصدوق في الفقيه والمقنع والهداية: فإذا أتيت عرفات فاضرب خباءك بنمرة قريبا من المسجد، فإن ثم ضرب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله خباءه وقبته، فإذا زالت الشمس يوم عرفة فاقطع التلبية، واغتسل، وصل بها الظهر والعصر بأذان وإقامتين، وإنما تتعجل في الصلاة، وتجمع بينهما لتفرغ للدعاء فإنه يوم دعاء ومسألة.

[١١٣٥٨] ٧ - عوالي اللآلي: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : أنه غدا من منى من حين أصبح بعد صلاة الصبح يوم عرفة فنزل بنمرة، وهي منزل الإمام بعرفة، وراح مهجرا، وجمع بين الظهر والعصر، ثم خطب الناس، ثم راح فوقف الموقف بعرفة.

١٠ -( باب حدود عرفة التي يجب الوقوف بها يوم عرفة)

[١١٣٥٩] ١ - دعائم الاسلام: عن محمد بن عليعليهما‌السلام ، أنه قال: « حد عرفات من المأزمين إلى أقصى الموقف ».

وعنهعليه‌السلام : أنه نهى عن النزول والوقوف بالأراك.

[١١٣٦٠] ٢ - بعض نسخ الرضوي: « فإن عرفات كلها موقف إلى بطن عرنة.

وعن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال: اجتنبوا الأراك »(١) .

__________________

٦ - الفقيه ج ٢ ص ٣٢٢، المقنع ص ٨٦، الهداية ص ٦٠.

٧ - عوالي اللآلي ج ١ ص ١٦٤ ح ١٦٧.

الباب ١٠

١ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٢٢.

٢ - عنه في البحار ج ٩٩ ص ٣٤٨.

(١) بعض نسخ الرضوي ص ٧٥، وعنه في البحار ج ٩٩ ص ٣٦١ ح ٣٢.

٢١

١١ -( باب استحباب الوقوف في مسيرة الجبل بعرفة، وإجزاء الوقوف بأي موضع كان منها، وجواز الارتفاع إلى الجبل مع الزحام)

[١١٣٦١] ١ - دعائم الاسلام: عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، أنه قال: « عرفة كلها موقوف، وأفضل ذلك سفح الجبل ( ونهى عن النزول والوقوف بالأراك )(١) وقالعليه‌السلام : الجبال أفضل ».

وعنهعليه‌السلام قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : كلّ عرفة موقف ».

[١١٣٦٢] ٢ - السيد علي بن طاووس في مصباح الزائر: عن بشر، وبشير ابني غالب الأسديين قالا: وقفنا مع أبي عبد الله الحسين بن علي بن أبي طالبعليهما‌السلام بعرفة، فخرج عشية عرفة من فسطاطه في جماعة من أهل بيته وولده وشيعته ومواليه، متذللا خاشعا فجعل يمشي هونا حتى وقف في مسيرة الجبل، فاستقبل البيت ورفع يديه تلقاء وجهه كاستطعام المسكين » الخبر.

[١١٣٦٣] ٣ - عوالي اللآلي: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: « عرفة كلها موقف، وارتفعوا عن وادي عرنة ».

__________________

الباب ١١

١ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٢٠.

(١) أثبتناه من المصدر.

٢ - مصباح الزائر، وعنه في البحار ج ٩٨ ص ٢١٤.

٣ - عوالي اللآلي ج ١ ص ٢١٤.

٢٢

١٢ -( باب جواز الوقوف راكبا)

[١١٣٦٤] ١ - عبد الله بن جعفر في قرب الإسناد: عن محمد بن عيسى، عن حفص بن عمر مؤذن علي بن يقطين - في حديث يأتي - أنه قال: فإذا أبو عبد اللهعليه‌السلام واقف على بغل، أو بغلة له، الخبر.

١٣ -( باب استحباب سد الخلل في عرفات بنفسه، وأهله ورحله)

[١١٣٦٥] ١ - السيد علي بن طاووس في كتاب عمل شهر رمضان: بإسناده إلى الشيخ أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري، بإسناده إلى محمد بن عجلان قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: « كان علي بن الحسينعليهما‌السلام إذا دخل شهر رمضان - إلى أن قال - ولقد كان يشتري السودان وما به إليهم حاجة، يأتي بهم عرفات فيسد بهم تلك الفرج والخلال، فإذا أفاض أمر بعتقهم وجوائز لهم من المال ».

١٤ -( باب استحباب الوقوف بعرفات على سكينة ووقار،والاكثار من ذكر الله، والاجتهاد في الدعاء بالمأثور وغيره، وجملة مما يستحب فيه)

[١١٣٦٦] ١ - السيد علي بن طاووس في كتاب الاقبال: بإسناده إلى محمد بن الحسن بن الوليد، بإسناده إلى القاسم بن الحسين النيسابوري قال: رأيت

__________________

الباب ١٢

١ - قرب الإسناد ص ٧٥.

الباب ١٣

١ - الاقبال ص ٢٦٠.

الباب ١٤

١ - إقبال الاعمال ص ٣٣٩.

٢٣

أبا جعفرعليه‌السلام عندما وقف بالموقف، مد يديه جميعا فما زالتا ممدودتين إلى أن أفاض، فما رأيت أحدا أقدر على ذلك منه.

[١١٣٦٧] ٢ - وبإسناده إلى محمد بن الحسن الصفار، بإسناده إلي علي بن داود قال: رأيت أبا عبد اللهعليه‌السلام بالموقف آخذا بلحيته، ومجامع ثوبه، وهو يقول بإصبعه اليمنى منكس الرأس: « هذه رمتي(١) بما جنيت ».

[١١٢٦٨] ٣ - وبإسناده إلى أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري بإسناده إلى أياس بن سلمة بن(١) الأكوع، عن أبيه، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادقعليهما‌السلام قال: سمعته يدعو يوم غرفة في الموقف بهذا الدعاء فنسخته:

« تقول إذا زالت الشمس من يوم عرفة، وأنت بها تصلي الظهر والعصر، ثم ائت الموقف وكبر الله مائة مرة، واحمده مائة مرة، وسبحه مائة مرة ( وهلله مائة مرة )(٢) واقرأ قل هو الله أحد مائة مرة، وإن أحببت أن تزيد على ذلك فزد، واقرأ سورة القدر مائة مرة، ثم قل: لا إله إلا الله الحليم الكريم. الدعاء، وهو طويل.

__________________

٢ - إقبال الاعمال ص ٣٣٩.

(١) الرمة بالضم والتشديد: قطعة من الجبل. ومنه قولهم: ( دفع الشئ برمته ) أي بجملته. ومنه: القاتل نفسا خطا يتل برمته ( مجمع البحرين ج ٦ ص ٧٦ ).

٣ - إقبال الاعمال ص ٣٣٧ و ٣٦٩.

(١) في المخطوط. عن. وما أثبتناه من المصدر. راجع تقريب التهذيب ج ١ ص ٨٧.

(٢) أثبتناه من المصدر.

٢٤

قال ( رحمه الله )(٣) : ومن الدعوات يوم عرفة المرويات عن الصادقعليه‌السلام ، فقال:. تكبر الله مائة مرة، تهلله مائة مرة، وتسبحه مائة مرة، وتقدسه مائة مرة، وتقرأ آية الكرسي مائة مرة، وتصلي على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله مائة مرة، ثم تبدأ بالدعاء فتقول: إلهي وسيدي. الدعاء ذكره بطوله.

[١١٣٦٩] ٤ - وعن علي بن موسى الرضاعليهما‌السلام من أدعيته في يوم عرفة: « اللهم كما سترت علي ما لم أعلم فاغفر لي ما تعلم، وكما وسعني علمك فليسعني عفوك، وكما بدأتني بالاحسان فأتم نعمتك بالغفران.

وكما أكرمتني بمعرفتك فاشفعها بمغفرتك، وكما عرفتني وحدانيتك فأكرمني بطاعتك، وكما عصمتني مما لم أكن أعتصم منه إلا بعصمتك فاغفر لي ما لو شئت عصمتني منه، يا جواد ويا كريم، يا ذا الجلال والاكرام ».

[١١٣٧٠] ٥ - وفي مصباح الزائر: عن بشر وبشير - في المتقدم - قالا: ثم دعاعليه‌السلام فقال: « الحمد الله الذي ليس لقضائه دافع » - إلى أن قالا - ثم إنهعليه‌السلام اندفع في المسألة، واجتهد في الدعاء وعيناه تقطران دموعا ثم قال: « اللهم اجعلني أخشاك » - إلى أن قالا - ثم رفععليه‌السلام صوته وبصره إلى السماء، وعيناه قاطرتان كأنهما مزادتان(١) ، وقالعليه‌السلام بأعلى صوته: « يا أسمع السامعين - الدعاء إلى قوله - على كلّ شئ قدير، يا رب يا رب ».

ورواه الشيخ إبراهيم الكفعمي في البلد الأمين، مثله، وزاد: قال

__________________

(٣) الاقبال ص ٣٨٥.

٤ - إقبال الاعمال ص ٣٣٩، وعنه في البحار ج ٩٨ ص ٢١٦.

٥ - مصباح الزائر، وعنه في البحار ج ٩٨ ص ٢١٤ ح ٢.

(١) المزادة: الرواية ( مجمع البحرين ج ٣ ص ٥٩ ).

٢٥

بشر وبشير: فلم يكن له جهد إلا جهد إلا قوله: يا رب يا رب بعد هذا الدعاء، وشغل من حضر ممن كان حوله، وشهد ذلك المحضر عن الدعاء لأنفسهم، واقبلوا على الاستماع له، والتأمين على دعائه قد اقتصروا على ذلك لأنفسهم، ثم علت أصواتهم بالبكاء معه، وغربت الشمس، وأفاضعليه‌السلام وأفاض الناس معه(٢) .

[١١٣٧١] ٦ - عبد الله بن جعفر الحميري في قرب الإسناد: عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي، عن الرضاعليه‌السلام قال: « كان أبو جعفرعليه‌السلام يقول: ما من بر ولا فاجر يقف بجبال عرفات فيدعو الله إلا استجاب الله له، أما البر ففي حوائج الدنيا والآخرة، وأما الفاجر ففي أمر الدنيا ».

[١١٣٧٢] ٧ - الصدوق في العلل: عن حمزة بن محمد(١) العلوي، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن معاوية بن عمار قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن عرفات، لم سميت عرفات؟ فقال: « إن جبرئيلعليه‌السلام خرج بإبراهيمعليه‌السلام يوم عرفة، فلما زالت الشمس قاله جبرئيل: يا إبراهيم اعترف بذنبك، واعرف مناسكك، فسميت عرفات لقول جبرئيل اعترف، فاعترف ».

ووراه البرقي في المحاسن، عن أبيه، عن ثعلبة بن ميمون، عن معاوية: مثله(٢) .

__________________

(٢) البلد الأمين ص ٢٥٣ و ٢٥٨.

٦ - قرب الإسناد ص ١٦٦.

٧ - علل الشرايع ص ٤٣٦.

(١) في المخطوط الحسن وما أثبتناه من المصدر ومعاجم الرجال راجع معجم رجال الحديث ج ٦ ص ٢٨١.

(٢) المحاسن ص ٣٣٥ ح ١٠٩.

٢٦

٨ - فقه الرضاعليه‌السلام :. ثم أئت الموقف فادع بدعاء الموقف، واجتهد في الدعاء والتضرع، وألح قائما وقاعدا إلى أن تغرب الشمس ».

[١١٣٧٤] ٩ - دعائم الاسلام: عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، أنه قال: « يقف الناس بعرفة يدعون، ويرغبون ويسألون الله من كلّ فضله، وبما قدروا عليه حتى تغرب الشمس » الخبر.

[١١٣٧٥] ١٠ - ابن شهرآشوب في المناقب: عن عبد الرحمن العنبري قال: خطب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله يوم عرفة وحث على الصدقة، فقال رجل: يا رسول الله ان إبلي هذه للفقراء، فنظر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله إليها، فقال: « اشتروها ( لي )(١) » فاشتريت الخبر.

١٥ -( باب أن الدعاء بعرفة مستحب مؤكد، وليس بواجب)

[١١٣٧٦] ١ - الصدوق في الهداية: عن أبي جعفرعليه‌السلام ، قال: « سبعة مواطن ليس فيها دعاء مؤقت - إلى أن قال - والوقوف بعرفات، وركعتي الطواف ».

__________________

٨ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٢٨.

٩ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٢٠.

١٠ - المناقب ج ص ٩٨.

(١) أثبتناه من المصدر.

الباب ١٥

١ - الهداية ص ٤٠.

٢٧

١٦ -( باب استحباب كثرة دعاء الانسان بعرفة وغيرها لإخوانه واختياره على الدعاء لنفسه)

[١١٣٧٧] ١ - زيد النرسي في أصله قال: رأيت معاوية بن وهب البجلي في الموقف وهو قائم يدعو، فتفقدت دعاءه فما رأيته يدعو لنفسه بحرف واحد، وسمعته يعد رجلا رجلا من الآفاق يسميهم ويدعو لهم حتى نفر الناس، فقلت له: يا أبا القاسم أصلحك الله لقد رأيت منك عجبا، فقال: يا أبن أخي فما الذي أعجبك مما رأيت مني؟ فقال: رأيت لا تدعو لنفسك وأنا أرمقك حتى الساعة فلا أدري أي الامرين أعجب، ما أخطأت من حظك في الدعاء لنفسك في مثل هذا الموقف، أو عنايتك وإيثار إخوانك على نفسك حتى تدعو لهم في الآفاق؟

فقال: يا أبن أخي فلا تكثرن تعجبك من ذلك، إني سمعت مولاي ومولاك ومولى كلّ مؤمن ومؤمنة جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، وكان والله في زمانه سيد أهل السماء، وسيد أهل الأرض، وسيد من مضى منذ خلق الله الدنيا إلى أن تقوم الساعة بعد آبائه رسول الله، وأمير المؤمنين، والأئمة من آبائه ( صلى الله عليهم ) يقول - وإلا صمت أذنا معاوية، وعميت عيناه، ولا نالته شفاعة محمد، وأمير المؤمنين ( صلوات الله عليهما ) -: من دعا لأخيه المؤمن بظهر الغيب، ناداه ملك من السماء الدنيا: يا عبد الله لك مائة ألف مثل ما سألت، وناداه ملك من السماء الثانية: يا عبد الله لك مائة ألف مثل الذي دعوت، وكذلك ينادي من كلّ سماء تضاعف حتى ينتهي إلى السماء السابعة، فيناديه ملك: يا عبد الله لك سبعمائة ألف مثل الذي دعوت، فعند ذلك يناديه الله:

__________________

الباب ١٦

١ - أصل زيد النرسي ص ٤٤.

٢٨

عبدي أنا الله الواسع الكريم الذي لا ينفد خزائني، ولا ينقص رحمتي شئ، بل وسعت رحمتي كلّ شئ، لك ألف ألف مثل الذي دعوت » فأي حظ أكثر يا أبن أخي من الذي اخترته أنا لنفسي الخبر.

[١١٣٧٨] ٢ - السيد علي بن طاووس في فلاح السائل: بإسناده إلى الشيخ الصدوق أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري، قال: حدثنا محمد بن يعقوب، قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، قال: حدثنا أبي.

قال: رأيت عبد الله بن جندب بالموقف، فلم أر موقفا كان أحسن من موقفه، ما زال مادا يده إلى السماء ودموعه تسيل على خديه حتى بلغت(١) الأرض، فلما انصرف الناس قلت له: يا أبا محمد ما رأيت موقفا قط أحسن من موقفك، قال: والله ما دعوت فيه إلا لإخواني، وذلك أن أبا الحسن موسى بن جعفرعليهما‌السلام أخبرني أنه. من دعا لأخيه بظهر الغيب، نودي من العرش ولك مائة(٢) ضعف مثله » فكرهت أن أدع مائة(٣) ضعف مضمونة لواحدة لا أدري تستجاب أم لا.

١٧ -( باب في وجوب حسن الظن بالله في المغفرة بعرفات، والمشعر، ومنى)

[١١٣٧٩] ١ - دعائم الاسلام: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « أعظم أهل عرفات جرما من انصرف وهو يظن أنه لم يغفر له ».

[١١٣٨٠] ٢ - جعفر بن أحمد القمي في كتاب الغايات: عن إدريس بن

__________________

٢ - فلاح السائل ص ٤٤.

(١) في المخطوط والمصدر: بلغ، وما أثبتناه هو الصواب.

(٢)، (٣) - في المصدر: مائة ألف.

الباب ١٧

١ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٢٠.

٢ - الغايات ص ٨٤.

٢٩

يوسف، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قلت: أي أهل عرفات أعظم جرما؟ قال: « المنصرف من عرفات وهو يظن أن الله لم يغفر له ».

[١١٣٨١] ٣ - الجعفريات: أخبرنا محمد، حدثني موسى، حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه عن عليعليهم‌السلام قال: « قيل: يا رسول الله أي أهل عرفات أعظم جرما؟ قال: الذي ينصرف من عرفات وهو يظن أنه لم يغفر له، قال جعفر بن محمدعليهما‌السلام : يعنى الذي يقنط من رحمة الله عز وجل ».

[١١٣٨٢] ٤ - وبهذا الاسناد قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من الذنوب ذنوب لا تغفر إلا بعرفات ».

[١١٣٨٣] ٥ - زيد النرسي في أصله: قال سمعت علي بن مزيد قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: « ما أحد ينقلب من الموقف من بر الناس، وفاجرهم، ومؤمنهم وكافرهم إلا برحمة ومغفرة، يغفر للكافر ما عمل في سنته، ولا يغفر له ما قبله، ولا ما يفعل بعد ذلك، ويغفر للمؤمن من شيعتنا جميع ما عمل في عمره، وجميع ما يعمله في سنته بعد ما ينصرف إلى أهله من يوم يدخل إلى أهله سنة(١) ، ويقال له بعد ذلك: قد غفر لك، وطهرت من الدنس، فاستقبل، واستأنف العمل، وحاج غفر له ما عمل في عمره، ولا يكتب عليه سيئة فيما يستأنف، وذلك

__________________

٣ - الجعفريات ص ٦٥.

٤ - الجعفريات ص ٦٥.

٥ - أصل زيد النرسي ص ٤٩.

(١) في المصدر: سنته.

٣٠

أن تدركه العصمة من الله فلا يأتي بكبيرة أبدا، فما دون الكبائر(٢) مغفور له ».

[١١٣٨٤] ٦ - علي بن إبراهيم في تفسيره: عن أبيه، عن القاسم بن محمد، عن سليمان بن داود المنقري عن سفيان بن عيينة، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « سأل رجل ( من )(١) أبي ( عبد الله )عليه‌السلام )(٢) بعد منصرفه من الموقف، فقال: أترى يخيب(٤) الله هذا الخلق كله؟! فقال أبو ( عبد اللهعليه‌السلام (٥) : « ما وقف بهذا الموقف أحد من الناس، مؤمن ولا كافر إلا غفر الله له، إلا أنهم في مغفرتهم على ثلاث منازل: مؤمن غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وأعتقه من النار، وذلك قوله تعالى:( وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ) (٦) .

ومؤمن غفر الله له ما تقدم من ذنبه وقيل له: أحسن فيما بقي، وذلك قوله:( فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَىٰ ) (٧) الكبائر.

وأما العامة فإنهم يقولون:( فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه، ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى الصيد) ، افترى ان الله تعالى حرم الصيد

__________________

(٢) في نسخه ذلك، ( منه قده ).

٦ - تفسير القمي ج ١ ص ٧٠.

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) أثبتناه من المصدر.

(٣) في النسخة: « عند »، ( منه قده ).

(٤) في المصدر: يجيب.

(٥) أثبتناه من المصدر.

(٦) البقرة ٢: ٢٠١.

(٧) البقرة ٢: ٢٠٣.

٣١

بعد ما أحله لقوله:( وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُوا ) (٨) وفي تفسير العامة يقول: إذا حللتم فاتقوا الصيد، وكافر وقف هذا الموقف ( يريد )(٩) زينة الحياة الدنيا، غفر الله له ما تقدم من ذنبه إن تاب من الشرك، وإن لم يتب وفاه الله أجره في الدنيا، ولم يحرمه ثواب هذا الموقف، وهو قوله:( مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ * أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) (١٠) .

[١١٣٨٥] ٧ - القطب الراوندي في لب اللباب: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: « إذا كانت عشية عرفة يقول الله لملائكته: انظروا إلى عبادي وإمائي شعثا غبرا، جاؤوني من كلّ فج عميق، لم يروا رحمتي، ولا عذابي - يعني الجنة والنار - أشهدكم ملائكتي إني قد غفرت لهم الحاج وغير الحاج، فلم ير يوما أكثر عتقاء من النار من يوم عرفة وليلتها ».

١٨ -( باب وجوب الوقوف بعرفات، وأن من تركه عمدا بطل حجه، وحكم من نسيه أو لم يدركه)

[١١٣٨٦] ١ - الشيخ المفيد في الإختصاص: عن عبد الرحمن بن إبراهيم، عن الحسين بن مهران، عن الحسين بن عبد الله، عن أبيه، عن جده، عن

__________________

(٨) المائدة ٥: ٢.

(٩) أثبتاه من المصدر.

(١٠) هود ١١: ١٥ و ١٦.

٧ - لب الباب: مخطوط.

الباب ١٨

١ - الاختصاص ص ٣٣ و ٣٩، ورواه الصدوق في الخصال ص ٣٥٥ ح ٣٦، وفي الأمالي ص ١٥٧ ح ١ وعنه في البحار ج ٩ ص ٢٩٤ ح ٥.

٣٢

جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده الحسين بن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام ، قال: « جاء رجل من اليهود إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال: يا محمد - إلى أن قال - إني أسألك عن عشر كلمات أعطاها الله تعالى موسى في البقعة المباركة حيث ناجاه إلى أن قال - يا محمد فأخبرني عن التاسع لأي شئ أمر الله الوقوف بعرفات بعد العصر؟ فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : لان بعد العصر ساعة عصى آدمعليه‌السلام ربه: فافترض الله على أمتي الوقوف والتضرع والدعاء في أحب المواضع إلى الله، وهو موضع عرفات، وتكفل بالإجابة، والساعة التي ينصرف هي الساعة التي تلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم، قال: صدقت يا محمد، فما ثواب من قام بها ودعا وتضرع إليه؟

فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : والذي بعثني بالحق بشيرا ونذيرا، إن لله تبارك وتعالى في السماء سبعة أبواب: باب التوبة، وباب الرحمة، وباب التفضل، وباب الاحسان، وباب الجود، وباب الكرم، وباب العفو، لا يجتمع ( بعرفات )(١) أحد إلا تساهل من هذه الأبواب، وأخذ من الله هذه الخصال، فإن لله تبارك وتعالى مائة ألف ملك مع كلّ ملك مائة وعشرون ألف ملك، ولله مائة رحمة ينزلها على أهل عرفات، فإذا انصرفوا أشهد الله تلك الملائكة بعتق رقاب أهل عرفات، فإذا انصرفوا أشهد الله تلك الملائكة بأنه أوجب لهم الجنة، وينادي مناد: انصرفوا مغفورا لكم فقد أرضيتموني، ورضيت لكم، قال: صدقت يا محمد » الخبر.

[١١٣٨٧] ٢ - دعائم الاسلام: روينا عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ،

__________________

(١) أثبتناه من الخصال والأمالي والبحار.

٢ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٢٠.

٣٣

أنه قال في قول الله عز وجل:( ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ ) (١) قال: « كانت قريش تفيض من المزدلفة في الجاهلية، ويقولون: نحن أولى بالبيت من الناس، فأمرهم الله أن يفيضوا من حيث أفاض الناس من عرفات ».

[١١٣٨٨] ٣ - عوالي اللآلي: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « الحج عرفة ».

[١١٣٨٩] ٤ - أبو عبد الله محمد بن إبراهيم النعماني في تفسيره: عن أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة، عن جعفر بن أحمد بن يوسف الجعفي، عن إسماعيل بن مهران، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه، عن إسماعيل بن جابر، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، أنه قال: « قال أمير المؤمنينعليه‌السلام في قوله تعالى:( ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ ) (١) ، وإنما أراد سبحانه بعض الناس، وذلك أن قريشا كانت في الجاهلية تفيض من المشعر الحرام، ولا يخرجون إلى عرفات كسائر العرب، فأمرهم سبحانه أن يفيضوا من حيث أفاض رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وأصحابه، وهم في هذا الموضع الناس على الخصوص ورجعوا عن سنتهم » الخبر.

__________________

(١) البقرة ٢: ١٩٩.

٣ - عوالي اللآلي ج ٢ ص ٢٣٦ ح ٩٣.

٤ - تفسير النعماني ص ١٦ أ، وعنه في البحار ج ٩٣ ص ٢٤.

(١) البقرة ٢: ١٩٩.

٣٤

١٩ -( باب استحباب الوقوف بعرفه على طهارة)

[١١٣٩٠] ١ - دعائم الاسلام: عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، أنه قال:. لا يصلح الوقوف بعرفة على غير طهارة.

٢٠ -( باب كراهة سؤال الناس في الحرم، ويوم عرفة، وكراهة رد السائل فيها)

[١١٣٩١] ١ - الصدوق في الخصال: عن المظفر العلوي، عن جعفر بن محمد بن مسعود العياشي، عن أبيه، عن عبد الله بن محمد بن خالد الطيالسي، عن أبيه، عن محمد بن زياد الأزدي، عن حمزة بن حمران، عن أبيه عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: « نظر علي بن الحسينعليهما‌السلام ، يوم عرفة إلى قوم يسألون الناس، فقال: ويحكم أغير الله تسألون في مثل هذا اليوم، إنه ليرجى في مثل هذا اليوم لما في بطون الحبالى أن ( يكون سعيدا )(١) ! ».

[١١٣٩٢] ٢ - نوادر علي بن أسباط: عن رجل من أصحابنا يكنى بأبي إسحاق، عن بعض أصحابنا، أنه قال: كان علي بن الحسينعليهما‌السلام ، يقول: « يوم عرفة يوم لا يسأل فيه أحد أحدا إلا الله ».

__________________

الباب ١٩

١ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٢٠.

الباب ٢٠

١ - الخصال ص ٥١٧.

(١) في المصدر: يكونوا سعداء.

٢ - نوادر علي بن أسباط ص ١٢٣.

٣٥

٢١ -( باب عدم جواز الإفاضة من عرفات قبل الغروب، ويعلم بذهاب الحمرة المشرقية)

[١١٣٩٣] ١ - دعائم الاسلام: عن عليعليه‌السلام : أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، دفع من عرفة حين غربته الشمس.

[١١٣٩٤] ٢ - فقه الرضاعليه‌السلام : « ثم ائت الموقف - إلى أن قال - إلى أن تغرب الشمس، ثم أفض منها بعد المغيب ».

[١١٣٩٥] ٣ - عبد الله بن جعفر الحميري في قرب الإسناد: عن محمد بن عيسى، عن حفص بن عمر مؤذن علي بن يقطين، قال: كنا نروي أنه يقف للناس في سنة أربعين ومائة خير الناس فحججت في تلك السنة فإذا إسماعيل بن علي بن عبد الله بن العباس واقف، قال: فدخلنا من ذلك غم شديد لما كنا نرويه فلم نلبث إذا أبو عبد اللهعليه‌السلام واقف على بغل أو بغلة له، فرجعت أبشر أصحابنا، ورجعت، فقلت: هذا خير الناس الذي كنا نرويه، فلما أمسينا قال(١) إسماعيل لأبي عبد اللهعليه‌السلام : ما تقول يا أبا عبد الله سقط القرص؟ فدفع أبو عبد اللهعليه‌السلام بغلته، وقال له: « نعم » ودفع(٢) إسماعيل بن علي دابته على أثره، فسارا غير بعيد حتى سقط أبو عبد اللهعليه‌السلام عن بغله أو بغلته، فوقف إسماعيل عليه حتى ركب، فقال له أبو عبد الله

__________________

الباب ٢١

١ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٢٠.

٢ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٢٨، وعنه في البحار ج ٩٩ ص ٢٥٥ ح ٢٧.

٣ - قرب الإسناد ص ٧٥.

(١) في المصدر زيادة: قال.

(٢) دفع: أي شرع في السير، ( منه قده ).

٣٦

عليه‌السلام ، ورفع رأسه إليه فقال:. إن الامام إذا دفع لم يكن له أن يقف إلا بالمزدلفة. فلم يزل إسماعيل يتقصد حتى ركب أبو عبد اللهعليه‌السلام ، ولحق به.

٢٢ -( باب أن من أفاض من عرفات قبل الغروب جاهلا لميلزمه شئ وإن كان متعمدا لزمه بدنة ينحرها يوم النحر، فإن عجز لزمه صوم ثمانية عشر يوما بمكة، أو في الطريق، أو في أهله)

[١١٣٩٦] ١ - دعائم الاسلام: عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، أنه سئل عن وقت الإفاضة من عرفات، فقال: « إذا وجبت الشمس، فمن أفاض قبل غروب الشمس فعليه بدنة ينحرها ».

[١١٣٩٧] ٢ - فقه الرضاعليه‌السلام : « وإياك أن تفيض قبل الغروب فيلزمك دم ».

[١١٣٩٨] ٣ - الصدوق في المقنع: إياك أن تفيض منها قبل غروب الشمس فيلزمك دم شاة، فإذا غربت الشمس فأفض.

٢٣ -( باب استحباب الدعاء عند غروب الشمس يوم عرفة بالمأثور)

[١١٣٩٩] ١ - السيد علي بن طاووس في الاقبال: بإسناده عن محمد بن الحسن

__________________

الباب ٢٢

١ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٢١.

٢ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٢٨.

٣ - المقنع ص ٨٦.

الباب ٢٣

١ - إقبال الاعمال ص ٣٣٩.

٣٧

ابن الوليد، بإسناده إلى حماد بن عبد الله، قال كنت قريبا من أبي الحسن موسىعليه‌السلام بالموقف، فلما همت الشمس ( للغروب )(١) أخذ بيده اليسرى بمجامع ثوبه، ثم قال:. اللهم إني عبدك وابن عبدك، إن تعذبني فبأمور قد سلفت مني، وأنا بين يديك وإن تعف عني فأهل العفو أنت ( يا )(٢) أهل العفو، يا أحق من عفا، اغفر لي ولأصحابي حرك دابته.

[١١٤٠٠] ٢ - وفيه دعاء آخر في عشية عرفة: يا رب إن ذنوبي لا تضرك، وإن مغفرتك لي لا تنقصك، ( فأعطني ما لا ينقصك )(١) واغفر لي ما لا يضرك.

[١١٤٠١] ٣ - وفيه دعاء آخر في عشية عرفة: اللهم لا تحرمني خير ما عندك بشر ما عندي، فإن أنت لم ترحمني وتعبي(١) ونصبي، فلا تحرمني أجر المصاب على مصيبته.

[١١٤٠٢] ٤ - بعض نسخ الرضوي: « أبي العالمعليه‌السلام أنا سمعته يقول عند غروب الشمس: اللهم أعتق رقبتي من النار، يكررها حتى أفاض(١) الناس ».

__________________

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) أثبتناه من المصدر.

٢ - إقبال الاعمال ص ٤٢٠.

(١) أثبتناه من المصدر.

٣ - إقبال الاعمال ص ٤٢٠.

(١) في المصدر: بتعبي.

٤ - بعض نسخ الفقه الرضوي ص ٧٤ ضمن كتاب نوادر أحمد بن محمد بن عيسى.

(١) في المخطوط والمصدر. أقام.، وما أثبتناه استظهار المصنف ( قده ).

٣٨

[١١٤٠٣] ٥ - فقه الرضاعليه‌السلام : « ثم أفض منها بعد المغيب، وتقول: لا إله إلا الله ».

٢٤ -( باب نوادر ما يتعلق بإحرام الحج، والوقوف بعرفة)

[١١٤٠٤] ١ - بعض نسخ الرضوي في سياق إحرام الحج: « ويدخل البيت، ويحرم منه، أو من الحجر إلى أن قال ثم تطوف بالبيت سبعا لوداعك البيت عند خروجك إلى منى لا رمل عليك فيها، وتصلي وافرا » الخ.

[١١٤٠٥] ٢ - تفسير الإمامعليه‌السلام قال: « قال علي بن الحسينعليهما‌السلام وهو واقف بعرفات للزهري: كم تقدر هاهنا من الناس؟ قال: أقدر أربعة آلاف ألف وخمسمائة ألف كلهم حجاج قصدوا الله بآمالهم ويدعونه بضجيج أصواتهم ( فقال له: يا زهري ما أكثر الضجيج وأقل الحجيج، فقال الزهري: كلهم حجاج، أفهم قليل )(١) فقال له: يا زهري ادن لي وجهك، فأدناه إليه، فمسح بيده وجهه، ثم قال: أنظر فنظر إلى الناس، قال الزهري: فرأيت أولئك الخلق كلهم قردة لا أرى فيهم إنسانا إلا في كلّ عشرة آلاف واحدا من الناس، ثم قال لي: ادن يا زهري فدنوت منه، فمسح بيده وجهي، ثم قال: انظر فنظرت إلى الناس، قال الزهري فرأيت أولئك الخلق(٢) ذئبة إلا تلك

__________________

٥ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٢٨.

الباب ٢٤

١ - عنه في البحار ج ٩٩ ص ٣٤٧.

٢ - تفسير الإمام العسكريعليه‌السلام ص ٢٥٦.

(١) ما بين المعقوفتين أثبتناه من المصدر.

(٢) في المصدر زيادة:. كلهم خنازير، ثم قال لي: أدن إلي وجهك فأدنيت منه فمسح بيده وجهي فإذا هم كلهم.

٣٩

الخصائص من الناس نفرا يسيرا، فقلت: بأبي وأمي يا أبن رسول الله قد أدهشتني آياتك وحيرتني عجائبك!

قال: يا زهري ما الحجيج من هؤلاء إلا النفر اليسير الذين رأيتهم بين هذا الخلق الجم الغفير، ثم قال لي: إمسح يدك على وجهك، ففعلت فعاد أولئك الخلق في عيني ناسا كما كانوا أولا.

ثم قال: من حج ووالى موالينا، وهجر معادينا، ووطن نفسه على طاعتنا، ثم حضر هذا الموقف مسلما إلى الحجر الأسود ما قلده الله من أماناتنا، ووفيا بما لزمه من عهودنا، فذلك هو الحاج، والباقون هم من قد رأيتهم يا زهري.

يا زهري: حدثني أبي، عن جدي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: ليس الحاج المنافقين المعادين لمحمد وعلي ومحبيهما ( صلوات الله عليهما )، الموالين لشانئهما وإنما الحاج المؤمنون المخلصون الموالون لمحمد وعلي ( صلوات الله عليهما ) ومحبيهما، المعادون لشانئهما، إن هؤلاء المؤمنين الموالين لنا المعادين لأعدائنا لتسطع أنوارهم في عرصات القيامة على قدر موالاتهم لنا، فمنهم من يسطع نوره مسيرة ألف سنة، ومنهم من يسطع نوره مسيرة ثلاثمائة ألف سنة، وهو جميع مسافة تلك العرصات، ومنهم من يسطع نوره إلى مسافات بين ذلك يزيد بعضها على بعض على قدر مراتبهم في موالاتنا، ومعاداة أعدائنا، يعرفهم أهل العرصات من المسلمين والكافرين بأنهم الموالون المتولون والمتبرئون، يقال لكل واحد منهم: يا ولي الله أنظر في هذه العرصات إلى كلّ من أسدى إليك في الدنيا معروفا، أو نفس عنك كربا، أو أغاثك إذ كنت ملهوفا، أو كف عنك عدوا، أو أحسن إليك في معاملته فأنت شفيعه، فإن كان من المؤمنين المحقين زيد بشفاعته في نعم الله عليه، وإن كان من المقصرين

٤٠

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

لأخيه سبط رسول الله صلى الله عليه وآله والوحيدِ من أولادِ بضعته الزهراء ، وبقيّة الماضين منهم.

فبَدَلاً من أنْ يعرفوا قدرَهُ ، ويغْتَنِمُوا مقامَهُ بينَهم ، ويَتَزَوَّدُوا منه ما يزيدهم معرفةً وبصيرةً بالدين ؛ احتَوَشُوهُ هكذا مُجتمعين لِيَسْتأْصِلُوا وُجُوده ، ويقتُلُوهُ!

إنّه صعبٌ على مثل العَبّاس العارفِ البصيرِ أنْ يرى الإمامَ يواجهُ هكذا ظُلامة ، وأنْ يرى من الأُمّة هكذا ضلالة.

وماذا يملكُ العَبّاسُ حينئذٍ سوى التسليم والصبر ، وسوى نفسه وقوّته ليقدّمها إلى أخيه وقاءً ويبذل روحه لإمامه فداءً : ولذا قدّم إخوتَه ، وهم أشقّاؤه وأعزّته ، قدّمهم أمام الحسين حِسبةً احْتَسَبَهم عندَ الله ، فقال لهم : «يا بني أُمّي ، تقدّمُوا حتّى أراكُم قد نَصَحْتُم للهِ ولِرَسوله »(١) .

ولو فرضتْ هذه الكلمات خفيفةً على اللسان ، فإنّها بلا ريبٍ ثقيلةٌ على القلب : أن تُقالَ لإخوةٍ أشقّاء.

لكنّ العَبّاسَ يُريدُ لإخوته الفوزَ بِالشهادة الّتي هي عينُ السعادة ، ويتقرّبُ بما قدّم فداءً للحُسين عليه السلام الّذي لو سلم وبقي ؛ فهم أحياءٌ معه ، كما هُم وهُو بعدَ الشهادة :( أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ) سورة آل عمران (٣) الآية (١٦٩).

__________________

(١) الإرشاد للمفيد (٢ / ١٠٩).

٢٠١

وخامساً : الطاعة حتّى الشهادة :

ومن أخلد ما اختصّ به العَبّاس في كربلاء هو انقيادُهُ المُطلقُ لِولي أمره المعصوم الإمام الحُسين عليه السلام وتخصيص الإمام لهُ مهمّة جلب الماء وطلبه ، من حين مَنَعَ العدوُّ وُرُودَهم ، وحتّى الساعة الأخيرة من عزمهما معاً على طلب الماء ، وقد سجّل التاريخُ مواقفَ عظيمةً للعبّاس عليه السلام في هذا السبيل ، كما سبق.

٢٠٢

البابُ السادس :

قتالُ العّبّاس عليه السلام وأرجازُهُ

ومقتلهُ ومرقدهُ ورِثاؤهُ

وقاتلهُ وسالبهُ

١ ـ قتالُ العَبّاس عليه السلام وأرجازُه ومقتلُهُ

٢ ـ مرقدُ العَبّاس عليه السلام ومزاره

٣ ـ رثاؤهُ عليه السلام ونُدبتُه

٤ ـ قاتلهُ وسالبهُ

٢٠٣
٢٠٤

قتالُ العبّاس سلامُ الله عليه وأرْجازُهُ ومقتلهُ

في صباحُ عاشُوراء :

قال الشيخ المُفيدُ : لمّا أصبحَ الحُسينُ بن عليّ عليهما السلام صباحَ عاشُوراء : عَبَّأَ أصحابَهُ بعدَ صلاة الغداة ، وكان معهُ اثنان وثلاثُون فارِساً ، وأربعون راجِلاً.

فجعلَ زُهَيْرَ بنَ القَيْن في ميمَنة أصحابه.

وحَبِيبَ بنَ مُظاهِرٍ في ميسَرة أصحابه.

وأَعطى رايَتَهُ العَبّاسَ أخاهُ.

في خِضَمّ القِتال :

وقاتَلَ أصحابُ الحُسين بن عليّ عليه السلام القومَ أَشَدَّ قِتالٍ ، حتّى انتصفَ النَهارُ.

وكانَ القتلُ يَبِينُ في أصحاب الحُسين عليه السلام لِقِلَّةِ عَدَدِهِمْ. ولم يَزَلْ يَتَقَدَّمُ رَجُلٌ رَجُلٌ من أصحابه ، فيُقْتَلُ ؛ حتّى لم يَبْقَ معَ الحُسين عليه السلام إلاّ أهلُ بيتِه خاصّةً(١) .

__________________

(١) الإرشاد للمفيد (٢ / ١١٠).

٢٠٥

العَبّاسُ عليه السلام وإخوتُهُ :

فلمّا رأى العَبّاسُ بن عليّ رحمةُ الله عليه كَثْرةَ القَتلى في أهلِهِ ، قالَ لأخْوَتِهِ مِن أُمّه ، وهَم «عَبْد الله ، وجعفرٌ ، وعثمانُ» :

«يابَنِي أُمّي! تَقَدَّمُوا حتّى أراكُم قد نَصَحْتُمْ للهِ ولِرسوله»(١) .

وقال لهم : «تَقَدَّمُوا ـ بِنَفسي أَنْتُم ـ فَحامُوا عن سيّدِكُم حتّى تَمُوتُوا دُوْنَهُ».

فَتَقَدَّمُوا جَميعاً ، فَسارُوا أمامُ الحُسين عليه السلام يَقُوْنَهُ بِوُجُوهِهِم ونُحُورِهِم حتّى قُتِلُوا(٢) .

العَبّاس عليه السلام بينَ يَدَي أَخِيه الحُسين عليه السلام :

ولمّا قُتِلَ إخوةُ العَبّاس ؛ تَقَدَّمَ إلى أخيه الحسين عليه السلام وقال :

لقد ضاقَ صَدْري ، وأُريدُ أنْ آخُذَ ثأرِي من هؤلاءِ المُنافقين(٣) .

قال الشيخُ المُفيدُ :

وحَمَلت الجماعةُ على الحُسين عليه السلام فغَلَبُوه على عسكرِهِ.

واشتَدَّ به العَطَشُ ، فركبَ المُسنّاةَ يُريد الفُراتَ ، وبينَ يَدَيهِ العَبّاسُ أخُوهُ.

فاعتَرَضَهُ خيلُ ابن سَعْدٍ ، وفيهم رجلٌ من بني دارِم ؛ فقال لهم :

__________________

(١) الإرشاد للمفيد (٢ / ١١٠).

(٢) الأخبار الطوال (٢٥٧).

(٣) بحار الأنوار (٤٥ / ٤١).

٢٠٦

وَيْلَكُم ، حُولُوا بينَهُ وبينَ الفُراتِ ، ولا تُمكِّنُوهُ من الماء!.

فقال الحُسينُ عليه السلام : «الّلهمّ! أَظْمِئْهُ ».

فغضبَ الدارِميّ ، ورماهُ بسهمٍ فأثبتَهُ في حَنَكِهِ.

فانتزعَ الحُسينُ عليه السلام السهمَ ، وبَسَطَ يَدَهُ تحتَ حَنَكِهِ ، فامْتلأتْ راحتاهُ بِالدَمِ ، فرَمى بِهِ ، ثمّ قال :

«الّلهمّ ، إنّي أَشْكُو إليكَ ما يُفْعَلُ بِابنِ بنتِ نَبِيّكَ ».

ثمّ رَجَعَ إلى مكانِهِ ، وقد اشتَدَّ بهِ العَطَشُ.

قال الدينوري :

وبقيَ العَبّاسُ بن عليّ قائماً أمامَ الحُسين يُقاتِلُ دُونَهُ ، ويميلُ معهُ حيثُ مالَ حتّى قُتِلَ رحمه الله(١) .

قال الشيخ المفيد :

وأحاطَ القومُ بِالعَبّاس ، فاقْتَطَعُوهُ مِنهُ ـ أي من الحسين ـ فَجَعَلَ يُقاتِلُهم وَحْدَهُ ، حتّى قُتِلَ(٢) .

وقال الخوارزمي ـ بعد ذكر إخوة العَبّاس ومقتلهم ـ :

ثمّ خرجَ العَبّاسُ بن عليّ ـ وهو السقّاء ـ وهو يقول :

أَقْسَمْتُ بِالله الأَعَزِّ الأعْظَمِ

وبِالحَجُونِ صادِقاً وزَمْزَمِ

وبِالحَطِيْمِ والفَنا المُحَرَّمِ

لَيُخْضَبَنَّ اليَومَ جِسْمِي بِدَمِي

__________________

(١) الأخبار الطوال (٢٥٧).

(٢) الإرشاد للمفيد (٢ / ١١٠).

٢٠٧

دُوْنَ الحُسينِ ذِي الفَخارِ الأَقْدَمِ

إمامِ أَهْلِ الفَضْلِ والتَكَرُّمِ

ولم يَزَلْ يُقاتِلُ حتّى قَتَلَ جَماعَةً ، ثمّ قُتِلَ(١) .

قطعُ اليَدَيْن :

قال ابن شهر آشوب :

مضى العَبّاسُ عليه السلام يطلبُ الماءَ ، فحَمَلُوا عليه ، وحَمَلَ هُو عليهم ؛ فَفَرَّقَهم ، وجعلَ يقولُ :

لا أَرْهَبُ المَوْتُ إذا المَوتُ زَقا(٢)

حتّى أُوارَى في المَصالِيتِ لُقى

نَفْسي لِنَفْسِ المُصْطَفى الطُهْرِ وِقى

إنّي أَنَا العَبّاسُ أَغْدُوْ بِالسِقا

ولا أَخافُ الشَرَّ يَوْمَ المُلْتَقى

فَفَرَّقَهم.

__________________

(١) مقتل الخوارزمي (٢ / ٣٨٠) والفتوح لابن أعثم (٥ / ٢٠٧).

(٢) كتبتُ عن هذه الأبيات ما نصه :

كذا أورد السماوي هذا الرجز في «إبصار العين» : (ص ٣٣) فقال في شرح الكلمات :

(زقا) : صاحَ ، تزعم العربُ أن للموت طائراً يصيح ويسمونه (الهامة) ويقولون إذا قتل الإنسان ولم يؤخذ بثاره زقت هامته حتى يثأر ، قال الشاعر :

فإنْ تكُ هامةٌ بِهراةَ تَزْقُو

فقدْ أزقيتُ بِالمروين هاما

(المصاليت) جمع (مصلات) وهو الرجل السريع المتشتمر ، قال عامر بن الطفيل :

وإنا المصاليتُ يومَ الوغى

إذا ما المغاويرُ لم تُقْدِمِ

يقول الجلالي : ومعنى الرجز : إنّي لا أخافُ حينَ يعلن الموتُ عن وجوده ، حتى أكون عند اللقاء مقتولاً ملقىً بين الشجعان.

وقد روي الرجز بعبارات أخرى في (بطل العلقمي) للشيخ المظفر (٣ / ص ٢٣١ ـ ٢٣٤) طبعة الحيدرية قم ١٤٢٥ هـ.

٢٠٨

فكَمَنَ له زِيادُ بن وَرْقاء الجَنْبِي من وراء نخلةٍ ، وعاوَنَهُ حُكيمُ بن الطُفَيْل السنبسي ، فضَرَبَهُ على يَمِينِهِ ، فأَخَذَ السيفَ بِشِمالِهِ ، وحَمَلَ عليهم وهُوَ يرتَجِزُ :

واللهِ إنْ قَطَعْتُمُوا يَمِيْنِي

إنّي أُحامِي أَبَداً عَنْ دِيْنِي

وعَن إمامٍ صادِقِ اليَقِيْنِ

نَجْلِ النَبِيِّ الطاهِرِ الأَمِيْنِ

فقاتَلَ حتّى ضَعُفَ.

فكَمَنَ لهُ حُكَيْمُ بن الطُفَيْل الطائِيّ من وراء نخلةٍ ، فضَرَبَهُ على شِمالِهِ فقالَ :

يا نَفْسُ ، لا تَخْشَيْ منَ الكُفّارِ

وأَبْشِرِيْ بِرَحْمَةِ الجَبّارِ

معَ النَّبِيّ المُصْطَفَى المُخْتارِ

قدْ قَطَعُوا بِبَغْيِهِمْ يَسارِيْ

فَأَصْلِهِمْ يا رَبِّ حَرَّ النارِ(١)

وممّا زاد الظالمون في ظُلامة العَبّاس عليه السلام وهو قطعهم يديه الشريفتين ، وهذا أمرٌ تأسّوا فيه بِسَلَفِهم الطالِحِ ، وتأسّى فيه العَبّاسُ عليه السلام بعمّه جعفر بن أبي طالب عليه السلام شهيد مؤتة.

وقد جاء في الخبر المشهور عن الإمام زين العابدين السجّاد عليه السلام حيث قال :

«رحمَ اللهُ العَبّاسَ فقد آثَرَ وأَبْلى ، وفَدى أخاهُ بِنفسه حتّى قُطِعَت يداهُ ؛ فأبْدَلَهُ اللهُ عزّ وجلّ بِهما جناحينِ يطيرُ بِهما معَ الملائكة في الجنّة

__________________

(١) مناقب آل أبي طالب (٤ / ١١٧) وبطل العلقمي (٣ / ٢٣٠ ـ ٢٣٢).

٢٠٩

كما جعلَ لِجَعفر بن أبي طالب »(١) .

وجاء في الزيارة الصادرة من الناحية المقدّسة ، قوله : «المَقْطُوعَة يَداهُ».

كما جاء خبر قطع اليدين في المقاتل ، وورد في الأرجاز المرويّة منها عن لسانه عليه السلام كما مرّ.

قطعُ الرِجْلَينِ :

قال النعمان المصريّ : وكان الّذي وَلِيَ قتلَ العبّاس بن عليّ يومئذٍ يزيدُ بنُ زياد الحنفيّ ، وأخذ سلبه حكيم بن طفيل الطّائيّ ، وقيل : إنّه شرك في قتله يزيد.

وكان بعد أن قتل إخوته عَبْد الله وعثمان وجعفر معه قاصدين الماء ، ويرجع وحده بالقِربة ، فيحملة على أصحاب عُبَيْد الله بن زياد الحائلين دون الماء ، فيقتل منهم ويضرب فيهم حتّى ينفرجوا عن الماء ؛ فيأتي الفُراتَ فيملأ القِربةَ ويحملها ، ويأتي بها الحسين عليه السلام وأصحابه ، فيسقيهم.

حتّى تكاثروا عليه ، وأوهنته الجراح من النبل ، فقتلوه كذلك بين الفُرات والسرادق ، وهو يحمل الماء ، وثَمَّ قبرُهُ.

وقطعوا يديه ، ورجليه ، حَنَفاً عليه ، ولِما أبلى فيهم وقَتَلَ منهم ، فلذلك سُمِّيَ السقّاء(٢) .

__________________

(١) أمالي الصدوق (ص ٧ ـ ٥٤٨) حديث ٧٣١ وقد مر.

(٢) شرح الأخبار (٣ / ١٩١ ـ ١٩٣).

٢١٠

عمدُ الحديد ومصرعه عليه السلام :

قال ابن شهر آشوب : فقاتَلَ حتّى ضَعُفَ ، فكَمَنَ لهُ حُكَيْمُ بن الطُفَيْل الطائِيّ من وراء نخلةٍ ، فضَرَبَهُ على شِمالِهِ ، فقالَ :

يا نَفْسُ ، لا تَخْشَيْ منَ الكُفّارِ

وأَبْشِرِيْ بِرَحْمَةِ الجَبّارِ

معَ النَّبِيّ المُصْطَفَى المُخْتارِ

قدْ قَطَعُوا بِبَغْيِهِمْ يَسارِيْ

فَأَصْلِهِمْ يا رَبِّ حَرَّ النارِ(١)

فقتله الملعُون بعمود الحديد(٢) .

وقال السماويّ : فحمل عليه رجلٌ تميميٌّ من أبان بن دارم ، فضربه بعمودٍ على رأسه ، فخرّ صريعاً على الأرض. ونادى بأعلى صوته : «أدركني ، يا أخي»(٣) .

تكالُب القومِ على العبّاس عليه السلام وسلبه :

قال البلاذريّ : قيل : قتل حرملةُ بنُ كاهل ـ الأسديّ ثُمّ الوالبيّ ـ العبّاسَ بنَ عليّ بن أبي طالب ، مع جماعةٍ ، وتعاورُوه(٤) .

وفي نصٍّ آخر : حرملةُ بن الكاهل بن الجزار بن سلمة بن الموقد الّذي قَتَلَ عبّاسَ بن عليّ مع الحسين ، وهو الّذي جاء برأسه(٥) .

__________________

(١) مناقب آل أبي طالب (٤ / ١١٧) وبطل العلقمي (٣ / ٢٣٠ ـ ٢٣٢).

(٢) المناقب لشهر آشوب.

(٣) إبصار العين.

(٤) البلاذري ، أنساب الأشراف : (٣ / ٤٠٦).

(٥) جمل من أنساب الأشراف : (١٣ / ٢٥٦) وانظر : (١١ / ١٧٥).

٢١١

أقول : الظاهرُ أنّ المقتول على يد حرملة هو العبّاسُ الأصغرُ ، لِما مضى من أنّه كان يحملُ رأسه ؛ وقد علّقهُ على فرسِهِ ؛ في ما نقلهُ أبو الفرج ، وسِبطُ ابن الجوزِيّ(١) .

وأمّا العبّاس أبو الفضل ؛ فقد اشترك في قتله زيادٌ وحُكيم ، كما سنذكره.

قاتله وسالبه :

قال الشيخ المفيد : وأحاط القوم بالعَبّاس ، فاقتطعوه من الحسين ، فجعل يقاتلهم وحده ، حتّى قتل رحمة الله عليه ، وكان المتولّي لقتله يزيد ابن ورقاء الحنفيّ وحكيم بن الطفيل السنبسيّ ، بعد أن أُثْخِنَ بِالجراح ، فلم يستطعْ حراكاً(٢) . وكذا في المصابيح لأبي العَبّاس الحسني(٣) .

وقال القاضي النعمان : وكان الّذي وَلِيَ قتلَ العبّاس بن عليّ يومئذٍ يزيدُ بنُ زياد الحنفيّ ، وأخذ سلبه حكيم بن طفيل الطّائيّ ، وقيل : إنّه شرك في قتله يزيد.

وكان بعد أن قتل إخوته عَبْدل الله وعثمان وجعفر معه قاصدين الماء ، ويرجع وحده بالقِربة ، فيحمل على أصحاب عُبَيْد الله بن زياد الحائلين

__________________

(١) عقاب الأعمال (ص ٢١٨) ح ٨ باب عقاب من قاتل الحسين عليه السلام. وتذكرة الخواصّ (٢ / ٢ ـ ٢٥٣) ومقاتل الطالبيّين (ص ١١٧ ـ ١١٨) والأمالي الخميسيّة (١ / ٢ ـ ١٨٣) والحدائق الورديّة (١ / ٧ ـ ١٢٨).

(٢) الإرشاد للمفيد (٢ / ١١٠).

(٣) المصابيح (ص ٢٧٥).

٢١٢

دون الماء ، فيقتل منهم ويضرب فيهم حتّى ينفرجوا عن الماء ؛ فيأتي الفُراتَ فيملأ القِربةَ ويحملها ، ويأتي بها الحسين عليه السلام وأصحابه ، فيسقيهم.

حتّى تكاثروا عليه ، وأوهنته الجراح من النبل ، فقتلوه كذلك بين الفُرات والسرداق ، وهو يحمل الماء ، وثَمَّ قبرُهُ.

وقطعوا يديه ، ورجليه ، حَنَقاً عليه ، ولِما أبلى فيهم وقَتَلَ منهم ، فلذلك سُمِّي السقّاء(١) .

وقال أبو الفرج الأصفهانيّ : حدّثني أحمد بن عيسى قال : حدّثني حسين بن نصر ، قال : حدّثنا أبي ، قال : حدّثنا عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه السلام : أنّ زيد بن رقّاد الجنبيّ ، وحُكيم بن الطُفيل الطّائي ؛ قتلا العبّاس بن عليّ عليه السلام(٢) .

وسَلَبَ ثيابَهُ حُكيمُ بن طُفيل الطّائيّ(٣) .

فقد اشترك في قتله كلّ من : زياد بن رقّاد الجنبيّ ، وحُكيم بن الطُفيل الطّائيّ السنبسيّ ، وكلاهما ابتلي في بدنه(٤) .

وورد في زيارة الناحية : «... لعن الله قاتله يزيد بن الرقّاد الجهني ،

__________________

(١) شرح الأخبار ، ٣ / ١٩١ ـ ١٩٣.

(٢) مقاتل الطالبيّين : (ص ٩٠).

(٣) البلاذري أنساب الأشراف : (٣ / ٦ ـ ٤٠٧) والطبري في التاريخ (٦ / ٦) ومقتل الخوارزمي (٢ / ٢٢٠).

(٤) الرسّان ، تسمية من قتل : (ص ١٤٩) وانظر : ابن سعد في ترجمة الحسين عليه السلام من طبقاته (ص ٧) رقم (٥٧). وراجع أنساب الأشراف للبلاذري (٣ / ٢٠١) وتاريخ الطبري (٥ / ٤٦٨).

٢١٣

وحكيم بن الطُفيل الطائي»(١) .

العبّاس آخرُ قتيلٍ :

ولئن كان أوّل قتيلٍ من أهل البيت هو ابن الإمام الحسين عليه السلام عليٌّ المعروف بالأكبر ، وكان مقتله صعباً على قلب أبيه ، لأنّه كان فلذة كبده ، وكان المذكّر بجدّه لشبهه به ، حتّى قال الحسين عليه السلام فيما عندما توجّه إلى ساحة المعركة :

«الّلهمّ اشهدْ على هؤلاء القوم فقدْ بَرَزَ إليهم غُلامٌ أَشْبَهُ الناس خَلْقاً وخُلُقاً ومنطقاً بِرَسُولكَ مُحمّدٍ ، كُنّا إذا اشْتَقْنا إلى وَجْهِ رَسُولك نَظَرْنا إلى وَجْهِهِ.

اللهمّ فامْنَعْهم بَرَكاتِ الأرض ، وإنْ مَنَعْتهم فَفَرِّقْهم تفريقاً ومَزِّقْهم تَمْزيقاً ، واجْعَلْهم طرائِقَ قِدَداً ، ولا تُرْضِ الوُلاةَ عنهم أبَداً ؛ فإنّهم دَعَوْنا لِيَنْصُرُونا ثمّ عَدَوْا علينا يُقاتِلُونا»(٢) .

وقال عند مصرعه : قتل الله قوماً قتلوك ، يا بُني! ما أجرأهم على الله وعلى انتهاك حرمة رسول الله ، على الدنيا بعدك العفا (٣) .

ولكنّه رغم المُصاب الصعب ، فإنّه مع فقده كانت له سلوةٌ بسائر أهل بيته ، وقوّةُ قلب وقوامُ ظهر ؛ فلذا اقتصر على نعي الدُنيا.

__________________

(١) بحار الأنوار (٤٥ / ٦٦).

(٢) مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي (٢ / ٣٤).

(٣) مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي (٢ / ٣٦).

٢١٤

وأمّا عند مصرع أخيه العَبّاس ، فقد كان المُصاب عندهُ أصعبَ ، لكونه آخر نصيرٍ ممّن كان معه من أهلٍ وأصحابٍ ، فبقي الحسين بعد العَبّاس وحدَه بلا عضدٍ ولا نصيرٍ.

وإذا اعتبر الحسين عليه السلام قتل ولده عليّ الأكبر ، انتهاكاً لحرمة رسول الله ، فإنّ الوارد في زيارة العبّاس عليه السلام المأثورة ، وغير المقيّدة بزمن معيّن ما نصّه :

«فَلَعَنَ اللهُ أُمّةً قَـتَلَتْكَ ، ولَعَنَ اللهُ أُمّةً ظَلَمَتْكَ ، ولَعَنَ اللهُ أُمّةً اسْتَحَلَّتْ منكَ المَحارِمَ وانْتَهَكَتْ حُرْمَةَ الإسلامِ »(١) .

حضور الحسين عليه السلام عند العبّاس ورثاءه وندبته له عليه السلام :

ولمّا قُتِلَ العَبّاس عليه السلام قال الحسين عليه السلام : «الآنَ انكَسَرَ ظَهْري ، وقَلَّتْ حِيْلَتي»(٢) وبهذا كان قد نعى نفسَهُ ووُجُودَهُ الشريف بِقَتلِ أخيه العَبّاس. ولسان حاله يقول :

هوّنتَ بانَ أبي مصارعَ فِتيَتي

والجُرحُ يُسكِنُهُ الّذي هُوَ آلَمُ(٣)

__________________

(١) لاحظ الزيارة في الملحق الثاني (ص ٢٤٩).

(٢) مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي (٢ / ٣٠) والبحار (٤٥ / ٤٢).

(٣) من شعر السيّد جعفر الحلّي رحمة الله راجع ديوان «سحر بابل» (ص ٤٣٢).

٢١٥

المرقد المقدّس

دفنه عليه السلام :

في حديث الإمام السجّاد زين العابدين عليه السلام : شَقَّ لهُ ضريحاً وأنزلهُ وَحْدَهُ ، كما فعلَ بأبيهِ الوَصِيّ(١) .

وقال المفيد : وبعدَما قَفَلَ جندُ الكوفة من كربلاء ، خَرَجَ أهلُ الغاضريّة من بني أَسَدٍ ، فدَفَنُوا الحُسين وأصحابه. دَفَنُوا الحُسين حيثُ قبرُهُ الآن. ودَفَنُوا عليّ بن الحُسين عند رِجْليهِ. وحَفَرُوا للشُهداء من أهل بيته وأصحابه الّذين صرعوا معه حولَهُ ، ممّا يلي رِجْلَي الحُسين عليه السلام وجمعُوهم فدَفَنُوهُم جميعاً. إلاّ العَبّاس بن عليّ عليهما السلام فإنّهم دَفَنُوهُ في موضِعِهِ الّذي قُتِلَ فيه على طريق الغاضِريّة ، حيثُ قبرُهُ الآن(٢) .

وقال أبو نصر البُخاريّ : ليس يُعرَفُ في الطَفّ قبرُ أحدٍ ممّن قُتِلَ مع الحُسين بن عليّ عليهما السلام إلاّ قبر العَبّاس بن عليّ عليهما السلام(٣) .

وقال البيهقيّ : قبرُهُ مُفردٌ بكربلاء ، وصلّى عليه جابر بن عَبْد الله الأنصاري(٤) .

__________________

(١) كامل الزيارات (ص ٣٢٥) مقتل الحسين عليه السلام المقرّم (٤١٢ ـ ٤١٨).

(٢) الإرشاد (٢ / ١١٤).

(٣) سرّ السلسلة (ص ٨٩) معالم أنساب الطالبيين (ص ٢٥٥).

(٤) لباب الأنساب (١ / ٣٩٧).

٢١٦

وقال ابن عِنَبة : وقبرُهُ قريبٌ من الشريعة(١) حيثُ استشهد(٢) .

وقال الشيخ المفيدُ : فهؤلاء سبعةَ عشرَ نَفْساً من بني هاشم رضوان الله عليهم أجمعين إخوةُ الحُسين عليه وعليهم السلام وبنُو ابيه وبنُو عمّهِ جعفرٍ وعقيلٍ ، وهم كلّهم مدفُونُون ممّا يلي رِجلَي الحُسين عليه السلام في مشهدِهِ ، حُفِرَ لَهم حفيرةٌ وأُلقوا فيها جميعاً ، وسُوّيَ عليهم التُرابُ.

إلاّ العَبّاس بن عليّ عليهما السلام فإنّه دُفِنَ في موضع مَقْتَلِهِ ، على المُسنّاة ، بطريق الغاضريّة ، وقبرُهُ ظاهرٌ.

وليسَ لقبور إخوته وأهله الّذين سمّيناهم أَثَرٌ ، وإنّما يزورُهُم الزائِرُ من عند قبر الحُسين عليه السلام ويؤمِي إلى الأرض الّتي نحو رِجْلَيه بِالسلام عليهم وعليّ بن الحسين من جملتهم ، ويقال : إنّه أقربُهم دَفْناً إلى الحُسين عليه السلام.

فأمّا أصحاب الحُسين رحمة الله عليهم الّذين قُتِلُوا معه ، فإنّهم دُفِنُوا إلاّ أنّنا لا نشكّ أنّ الحائر محيطٌ بهم رضي الله عنهم وأرضاهم وأسكنهم جنان النعيم(٣) .

__________________

(١) الشريعة من أسماء النهر.

(٢) عمدة الطالب (ص ٣٥٨).

(٣) الإرشاد للشيخ المفيد (٢ / ١٣٠).

٢١٧

مرقد العبّاس عليه السلام والحائر المقدّس :

روى ابن قولويه قال : محمّد بن أحمد بن الحسين العسكريّ ، عن الحسن بن عليّ بن مهزيار ، عن أبيه ، عن ابن أبي عُميْر ، عن محمّد بن مروان ، عن أبي حمزة الثُماليّ ، قال : قال الصادق عليه السلام : إذا أردتَ زيارةَ قبرِ العبّاس بن عليّ وهو على شطّ الفُراتِ بِحِذاءِ الحائر ، فقف على باب السقيفة ، وقل(١) .

ويدلّ هذا الحديث على أمورٍ تخصّ مرقده الشريف :

١ ـ أنّ مرقد العبّاس عليه السلام كان في عصر الإمام الصادق عليه السلام في بيتٍ مسقوفٍ ، وله بابٌ.

٢ ـ أنّ المرقد خارجٌ عن الحائر المعروف النسبة إلى الامام الحسين عليه السلام والّذي له حكمٌ خاصٌّ مذكورٌ في باب صلاة المسافر من كتاب الصلاة.

٣ ـ أنّه كان واقعاً على شطّ الفُراتِ.

الرأس الشريف ومدفنه :

إنّ من أبشع الجرائم الّتي ارتكبها أنصار آل أبي سفيان في كربلاء ، هو : قطع رؤوس الشهداء من آل أبي طالب ، والتجوال بها في الفيافي والصحارى ، وعرضها للناس ونصبها في ميادين المُدُن.

قال الخوارزمي ـ بعد ذكر الشهداء من أهل البيت عليهم السلام ـ وأخذوا

__________________

(١) ابن قولويه في كامل الزيارات (ص ٢٥٦ ـ ٢٥٨) ونقله المجلسي في البحار (٩٨ / ٢٧٧ ـ ٢٧٨).

٢١٨

رؤوسَ هؤلاء ، فحملتْ إلى الشام ، ودُفِنَتْ جُثَثُهُم بِالطَفّ(١) .

وقال ابن حبيب : ونصب يزيد بن معاوية رأس الحسين رضي الله عنه ، وقُتِلَ معه العَبّاس ، وجعفرٌ ، وعَبْد الله ، ومحمّدٌ أبو بكر ؛ بَنُو عليّ بن أبي طالب رضي الله عنهم.

ثمّ ذكر أسماء بقيّة الهاشميّين الشُهداء معهم ، وقال : وحُمِلَتْ رؤوسُهم إلى يزيد بن معاوية ، ونَصَبَها بِالشام ، وبَعَثَ بِرأس الحسين عليه السلام فنُصِبَ بِالمدينة(٢) .

مقام مدفن الرأس الشريف في الشام :

ذكر السيّد الأمين ما نصّه : رأيتُ بعد سنة ١٣٢١ هـ في المقبرة المعروفة بمقبرة (باب الصغير) بدمشق مشهداً وضع فوق بابه صخرة كتب عليها ما صورته :

هذا مدفَنُ رأسِ العَبّاس بن عليّ ، ورأس عليّ بن الحسين الأكبر ، ورأس حبيب بن مظاهِر.

ثمّ إنّه هُدِمَ بعد ذلك بسنتين ، وأُعيدَ بناؤُهُ ، وأُزيلَتْ هذه الصخرة ، وبني ضريحٌ داخل المشهد ، ونُقِشَ عليه أسماءٌ كثيرةٌ لِشُهداء كربلاء ، ولكنّه منسوبٌ إلى الرؤوس الشريفة الثلاثة المقدّم ذكرُها حَسَبَ ما كان موضوعاً على بابه ، كما مرّ.

__________________

(١) مقتل الحسين عليه السلام (٢ / ٤٠٠).

(٢) المحبّر لابن حبيب (٤٩٠ ـ ٤٩١).

٢١٩

قال السيّد الأمين : والظنّ القويّ بصحّة نسبته(١) .

وذكر الشيخ فرج آل عمران القطيفي في (الأزهار الأرجية) ما خلاصته : أنّ السيّد عَبْد الحُسين شرف الدين صاحب (المراجعات) قال له : إنّي زرتُ مشهدَ الرؤوس في السنة (السابعة بعد الثلاثماءة والألف من الهجرة) وأنا حينئذٍ ابن(١٧) سنة ، وهي إذ ذاك قبّةٌ صغيرةٌ ، وبعد عدّة سنوات قيّض الله لتعميره الشهم الغيور السيّد سليم مرتضى أحد الأشراف ، وكان هو القيّمُ على المشهد ، وخلفه ذُرّيته ، وقد كتب على المشهد :

وقبّةٌ من بني عدنان ما نَظَرَتْ

عَنْنُ الغَزالة أَعْلى مِنهُمُ نُصُبَا

من كلِّ جسمٍ بوجهِ الأرضِ مُطَّرَحٍ

وكُلّ رأسٍ بِرأسِ لارُمْحِ قد نُصِبَا

هذا مقامُ رُؤوس الشُهداء الستّة عشر من أهل بيت النبيّ الّذين استشهدوا يوم طَفّ كربلاء مع الإمام الحُسين عليه السلام ابن الإمام عليّ بن أبي طالب عليهما السلام.

شيّد هذا المقامُ بِمساعي السيّد أفندي السيّد حُسين مُرتضى ، قائم مقام مراقد أهل البيت عليهم السلام في شوال سنة ١٣٣٠ هـ.

ويقع بقرب محلّ رُؤوس الشهداء مسجد الإمام زين العابدين عليه السلام وهو المسجد الّذي بقي في أُسارى أهل البيت ؛ حين وَرَدُوا دمشق ، وهو أَقْدَمُ مسجدٍ في دمشق ، وكانتْ آثارُ التعمير فيه باديةَ ، فأوّلُ ما أُنزلوا في هذا البيت ، وهي تُسمّى اليومَ بـ «الخَراب» وبِها باتُوا بُرهةً من الزمن ، ثمّ

__________________

(١) أعيان الشيعة (ج ٤ قسم ١ ص ٢٩٠) بتصرّف واختصار.

٢٢٠

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607