العبّاس ابوالفضل ابن أمير المؤمنين عليه السلام سماته وسيرته

العبّاس ابوالفضل ابن أمير المؤمنين عليه السلام سماته وسيرته9%

العبّاس ابوالفضل ابن أمير المؤمنين عليه السلام سماته وسيرته مؤلف:
تصنيف: شخصيات إسلامية
الصفحات: 607

العبّاس ابوالفضل ابن أمير المؤمنين عليه السلام سماته وسيرته
  • البداية
  • السابق
  • 607 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 68489 / تحميل: 5602
الحجم الحجم الحجم
العبّاس ابوالفضل ابن أمير المؤمنين عليه السلام سماته وسيرته

العبّاس ابوالفضل ابن أمير المؤمنين عليه السلام سماته وسيرته

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

فتزوّجها زيدُ ب الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليه السلام فولدتْ له نفيسة بنت زيد. وأخو نفيسة لأُمّها : عُبَيْد الله بن العَبّاس(١) .

وقال ابن حبيب : وتزوّجت لُبابَةُ بنتُ عُبَيْد الله بن العَبّاس :

العَبّاسَ بن عليّ بن أبي طالب.

ثمّ خَلَفَ عليها الوليدُ بنُ عُتبة بن أبي سفيان.

ثمّ زيدَ بن حسن بن عليّ بن أبي طالب(٢) .

وقال العمري : وولد العَبّاس عليه السلام : عُبَيْد الله والفضل ، أُمّهما لُبابَة بنت عُبَيْد الله(٣) ابن العَبّاس.

أخوهما لأُمّهما : القاسمُ بن الوليد بن عتبة.

وأُختهما لأُمّهما : نفيسةُ بنت زيد بن حسن(٤) .

ومن هذه الأُمور : تميّز أزواجُ كلٍّ من البنتين وأولادهما :

فالّتي كانت زوجةَ العَبّاس السقّاء عليه السلام هي (لُبابة بنت عُبَيْد الله) وولدها عُبَيْد الله بن العَبّاس ، وقد خرجتْ بعد العَبّاس عليه السلام إلى الوليد بن عتبة فأولدها (القاسم) وتزوّجتْ بعده (زيد الجواد بن الحسن بن أَمِيْر المُؤْمِنِيْنَ عليه السلام فأولدها (نفيسة).

__________________

(١) لاحظ سرّ السلسلة (ص ٢٩) ومعالم أنساب (ص ١٢١).

(٢) المحبّر (ص ٤٤١).

(٣) في المطبوعة (عَبْد الله) وهو غلط قطعاً بقرينة كون لُبابَة أُمّاً للقاسم ونفيسة ، فإنّ المذكور عند ذكر أُمّهما لُبابَة بنت عُبَيْد الله ، فلاحظ.

(٤) المجدي (ص ٢٣١) وذكر نفيسة بنت زيد في (ص ٢٠) أيضاً.

٢٦١

وأمّا لُبابَة بنت عَبْد الله حبر الأُمّة ، فقد خرجتْ إلى :

عليّ بن عَبْد الله بن جعفر ، ثمّ إلى إسماعيل بن طلحة ، ثمّ إلى محمّد ابن عُبَيْد الله ابن عمّها.

فمن عَكَسَ ونَسَبَ أزواج كلٍّ منهما إلى الأُخرى ، وكذا أولاد أحداهما إلى الأُخرى فقد أخطأ(١) .

والظاهر أنّ كلّ تلك الأخطاء قد وقع على أَثَر التصحيف بين (عَبْد الله) و(عُبَيْد الله) لتقاربهما وسهولة الخلط بينهما رسماً.

ومن أغرب الأُمور :

ما حصل لخليفة بن خَيّاط حيث قال : لُبابَة بنت عُبَيْد الله ، أُمّ العَبّاس الأصغر ، ومحمّد بن عليّ بن أبي طالب(٢) .

وهذا غلطٌ فضيعٌ ، فإنّ العَبّاس الأصغر ومحمّداً هما ولدان لأمير المؤمنين عليّ ابن أبي طالب عليهما السلام ولم يذكر أحدٌ في زوجاته (لُبابة بنت عُبَيْد الله).

تنبيه :

وقفتُ على (موسوعة عَبْد الله بن العَبّاس) للسيّد العلاّمة محمّد مهدي الخِرْسان دام ظلّه ، فلم أجد فيه(٣) ذكراً لزوجة العَبّاس السقّاء عليه السلام.

__________________

(١) لاحظ مناهل الضرب (ص ٦١ ـ ٦٥) وطبقات ابن سعد (٥ / ٢٤٤) والمجدي (ص ٢٣١).

(٢) تاريخ خليفة (ص ١٧٩).

(٣) في الفصل الرابع الّذي ذكر فيه أبناء ابن عباس وأسماء زوجاته (ج ٥ ص ٤٠٣).

٢٦٢

ولم يتعرّض لما وقع فيه كثيرٌ ممّن كتب الأنساب والتاريخ من الخلط بين بنت عَبْد الله ، وبنت عُبَيْد الله ، مع ذكر السيّد لبنات عَبْد الله : «لُبابَة» و«أسماء» وقال : «وقد ذكرناهما وأزواجهما»(١) .

أقولُ : ولم يذكر اسم أبي الفضل العَبّاس عليه السلام بينهم ولا احتمالاً!.

وهذا ممّا يدلّ على أنّ (لُبابة) زوجة العَبّاس السقّاء عليه السلام هي بنت عُبَيْد الله لا عَبْد الله.

ثمّ إنّ الخِرْسان ذكر (أسماء بنت عَبْد الله) وأنّ ابن سعد ذكرها في ترجمة أبيها وقال : كانت عند عَبْد الله بن عُبَيْد الله بن العَبّاس بن عَبْد المطّلب بن هاشم ، فولدت له حَسَناً وحُسيناً الفقيه ، وأُمّها أُمّ ولدٍ(٢) كما ذكرها مصعب(٣) . ثمّ قال الخِرْسان : إلاّ أنّ ابن الكلبيّ ، وابن حزمٍ ، لم يذكراها ولا أُختها لُبابة ، فراجع الجمهرة لكلّ منهما(٤) .

أقول : بل كلاهما ذكرا كلتيهما :

فهذا الكلبيّ قال في (جمهرة النسب) : ومن بني عُبَيْد الله بن العَبّاس : حسن بن عَبْد الله بن عُبَيْد الله بن العَبّاس ، كان فقيهاً ، وأُمّهُ أسماءُ بنت عَبْد الله بن العَبّاس(٥) .

__________________

(١) موسوعة عُبَيْد الله بن عبّاس (٥ / ٤٠٦).

(٢) طبقات ابن سعد (ص ١١٣). وانظر سير أعلام النبلاء للذهبي (٣ / ٣٣٣) فقد ذكرها مع أُختها (لُبابة) زوجة عَبْد الله بن عُبَيْد الله وهو ابن عمّها.

(٣) نسب قريش (ص ٢٩٦).

(٤) موسوعة عَبْد الله بن عبّاس (٥ / ٤٠٤).

(٥) نسب قريش (ص ٣٣).

٢٦٣

نعم ، لم أجد فيه ذكراً عن (لُبابة).

وهذا ابن حزم قال في (جمهرة أنساب العرب) : وكانت أُمّ الحسن بن عَبْد الله المذكور ، وأُمّ أخيه الحُسين بن عَبْد الله : أسماءُ بنت عَبْد الله بن العَبّاس بن عَبْد المطّلب(١) .

وذكر (لُبابة بنت عَبْد الله) في أولاد زوجها الوليد بن عتبة بن أبي سُفيان(٢) وكذلك ذكرها مع أولاد زوجها الآخر : إسماعيل بن طلحة(٣) .

أولاد أبي الفَضْلِ العبّاس عليه السلام :

١ ـ الفَضْل :

قال العُمري : وَلَدَ العَبّاسُ بن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام : عُبَيْد الله ، والفَضْلَ ، أُمُّهما بنتُ عُبَيْد الله(٤) بن العَبّاس(٥) .

وبه كان يكنّى. ومقتضى هذا ظاهراً كونه أكبر أولاده.

كما أنّ مقتضى حصرهم عقب العَبّاس عليه السلام في (عُبَيْد الله) عدم وجود عقب للفضل.

__________________

(١) جمهرة أنساب العرب (ص ١٩).

(٢) جمهرة أنساب العرب (ص ١١١).

(٣) جمهرة أنساب العرب (ص ١٣٩).

(٤) هكذا صحّحنا الاسم لكن في المطبوع من المجدي (ص ٢٣١) «عَبْد الله» وقد عرفت وجه التصحيح في ما سبق.

(٥) المجدي (ص ٢٣١).

٢٦٤

إلاّ أنّ بعض العلويّين تنتهي مشجّراتهم إلى الفضل بن العَبّاس ابن أَمِيْر المُؤْمِنِيْنَ عليه السلام!!!.

والحلّ : أنّ هذه المشجّرات قد اختزل فيها بعض أسماء السلسلة ، فإنّ المسمّى بـ (الفضل بن العَبّاس) موجودٌ في عمود النسب في الطبقات المتأخّرة ، ولا بدّ من ملاحظة هذا الأمر في كثيرٍ من المشجّرات العلويّة.

٢ ـ عُبَيْد الله :

ذكره جميع النسّابين وكثير من غيرهم ، واقتصر كثير منهم على ذكره وحده(١) .

والظاهر أنّ سبب ذلك كونه هو المُعْقِب من بينهم ، كما صرّح به النسّابون.

وسيأتي ذكره مستقلاً.

٣ ـ الحسن :

ذكره ابن قتيبة ، وقال : لأُمّ ولد(٢) كما ذكره البرّي في الجوهرة(٣) ونقله الأُردوبادي عن : العلاّمة الفتوني أنّه ذكر الحسن بن العَبّاس ، وذكر له أعقاباً(٤) .

__________________

(١) مثل شرح الأخبار (٣ / ١٨٤) وسرّ السلسلة () وقال : ومنه أعقب ، وابن عنبة في عمدة الطالب (ص ٣٥٧) ومقتل ابن أبي الدنيا (ص ١٣٠).

(٢) المعارف (ص ٢١٧).

(٣) الجوهرة في النسب (٢ / ٢٢٨).

(٤) فصول من حياة أبي الفَضْلِ للأُردوبادي (ص ١١٢).

٢٦٥

٤ ـ محمّد :

ذكره ابن شهر آشوب ، وقال : قُتِلَ بالطفّ. كذا نقل عنه ، لكن الموجود فيه : محمّد الأصغر ابن علي بن أبي طالب عليه السلام لم يُقْتَل ، لمرضه(١) .

وقال الخوارزمي : إنّ محمّداً استشهد في كربلاء(٢) . ولعلّ السببَ في ذكره مع أولاد العَبّاس عليه السلام زعم خليفة بن خيّاط : أنّ أُمّهُ لُبانة بنت عَبْد الله ابن العَبّاس ، وكنيته أبو القاسم(٣) .

أقولُ : وهذا الكلام ـ على ما فيه من الأخطاء ـ غير معتمَد إطلاقاً ، فقد سمّى أُمّه (لُبانة) وهو تصحيفٌ واضحٌ ، وكثيراً ما يصدر من المؤلّفين(٤) بدل (لُبابة) الّذي هو المعروف والمضبوط.

ثمّ إنّ زوجة العَبّاس عليه السلام هي بنت عُبَيْد الله ، لا عَبْد الله ، كما أثبتنا.

٥ ـ عَبْد الله :

قال المظفّر : كان طفلاً في الطفّ ، وأُخذ مع السبايا(٥) . ولم يرد هذا في مصدرٌ معتمَدٌ. وقد اتصلت به بعض المشجرات ، وفيها ما مرّ في «الفضل».

٦ ـ القاسم :

لم يذكره أحدٌ في أولاد العَبّاس عليه السلام إلاّ ما تصوّر من دلالة تكنية

__________________

(١) مناقب آل أبي طالب عليه السلام (٤ / ١٢٢).

(٢) مقتل الخوارزمي (٢ / ٢٨).

(٣) تاريخ خليفة (١ / ١٧٩).

(٤) لقد شاع هذا التصحيف (أي لبابَة إلى لُبانة) في كتب التاريخ والحديث وغيرهما من فنون التراث فلينتبه له.

(٥) بطل العلقمي (٣ / ٤٢٩).

٢٦٦

العَبّاس عليه السلام بأبي القاسم ، على وجود ولدٍ له بهذا الاسم ، لكن سبق عدم تماميّة هذه الدلالة لوجود احتمالين :

الأوّل : احتمال أن تكون هذه الكنية مرتجلةً ـ أي مستحدثة ـ ، بدون توقّفٍ على وجود ولدٍ للعبّاس عليه السلام بهذا الاسم.

الثاني : أن تكون الكلمة مصحّفة أو محرّفة ، لانحصار ذكرها في ما يروى من زيارة جابر الأنصاري رضي الله عنه(١) .

فلا يقوم دليلاً على وجود ولد له عليه السلام بهذا الاسم.

وخلّو كتب الأنساب والمشجّرات من ذكره ، أقوى دليل على عدمه. مضافاً إلى ما مرّ من أنّ القاسم إنّما هو ابن لُبابة بنت عُبَيْد الله زوجة العَبّاس ، من زوجها الثاني الوليد بن عُتبة ، كما صرّح به النسّابون والمؤرّخون(٢) .

فلعلّ الّذي عدّه في الأولاد ، توهّم ذلك من هذه الولادة.

__________________

(١) موسوعة الزيارات (٣ / ٥٣٧) هـ ٢.

(٢) نسب قريش لمصعب (ص ٣٢ و ٤٣ و ٧٩).

٢٦٧

عقبهُ عليه السلام من عُبَيْد الله

أجمع أهل النسب ـ كافّةً ـ على أنّه لم يُعْقِبْ من أولاد العَبّاس عليه السلام إلاّ ابنُه عُبَيْد الله. بل ؛ الّذي يظهر منهم أنّه لم يبق بعد العَبّاس عليه السلام منهم أحدٌ يرثه غير عُبَيْد الله :

قال ابن أبي الدُنيا : قُتِلَ العَبّاسُ بنُ عليّ بعد إخوته ، مع الحُسين صلوات الله عليهم ، فورث العَبّاسُ إخوتَه ، ولم يكن لهم ولدٌ ، فورثَ العَبّاسَ ابنُه عُبَيْد الله بنُ العَبّاس(١) . وكان يوصف بالكمال والمروءَةِ والجمال(٢) . وتُوفّي وهو ابن خمسٍ وخمسين سنة(٣) .

وقال ياقوت الحموي : وفي ظاهر (طبريّة) قبرٌ يزعمون إنّه قبر عُبَيْد الله بن عبّاس بن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام(٤) .

وقال في (منتقلة الطالبيّة) : قوم من أولاد العَبّاس عليه السلام ورَدُوْا طبريّة(٥) .

وقالوا : ومنه العقبُ ، فكلُّ مَن انتمى إلى العَبّاس بن عليّ ، من غير

__________________

(١) مقتل أَمِيْر المُؤْمِنِيْنَ عليه السلام (ص ١٢٠) ط الطباطبائي ، و(ص ١٣٠) ط المحمودي.

أقول : وحصر الإرث بعبيد الله لابدّ أن يكون إضافيّاً بالنسبة إلى سائر الأولاد ؛ لوجود أمّ العبّاس أمّ البنين عليهما السلام ، وزوجته لبابة على التقدير ؛ فليلاحظ.

(٢) المجدي (ص ٢٣١).

(٣) المجدي (ص ٢٣١).

(٤) معجم البلدان (٤ / ١٩).

(٥) منتقلة الطالبية (ص ٢٠٤).

٢٦٨

عُبَيْد الله بن العَبّاس ، فهو كاذبٌ(١) .

أقولُ : وعمليّاً ، فإنّ كتب النسب لم يفرّعوا من غير عُبَيْد الله لأحدٍ من أولاد العَبّاس(٢) .

إلاّ ما نقله الأُردوبادي عن العلّامة الفتوني في (حديقة النسب) أنّه ذكر للحسن بن العَبّاس ابن أَمِيْر المُؤْمِنِيْنَ عليه السلام : «حمزة» ، وذكروا له «قاسماً» ، وذكروا له «عليّاً» ، وذكروا له «محمّداً» ، وذكروا له «حمزة» ، وذكروا له «المهدي» ، وذكروا له «سعداً» وذكروا له «عليّاً» وذكروا له «عَبْد الله» وذكروا له «يحيى» وذكروا له «حمزة».

ثمّ ذكر أعقاب بعض من ذُكِرَ ، وقال : فلعلّ مرادَ مَنْ حَصَرَ نسلَهُ عليه السلام في (عُبَيْد الله) العددَ والذيل الطويل ، أو أنّه لم يثبتْ عندهم وجودُ (الحسن)(٣) .

أقولُ : أو أنّ «الحسن بن العباس» قد درجَ ومات في حياة والده.

وأحتملُ أنّ ما ذكره العلاّمة الفتوني قدس سره إنّما هو لبعض من سُمّيَ (بالحسن بن العَبّاس) من ذرّية عُبَيْد الله بن العَبّاس عليه السلام وفي فروع المُشجّرات. ولا بُدّ من الفحص عن ذلك ، لكثرة تكرار الأسماء المُتشابهة في الفروع.

وقال ابن عنبة : وأعقبَ (العَبّاسُ عليه السلام) مِن ابنهِ عُبَيْد الله ، وعقبُهُ ينتهي

__________________

(١) لباب الأنساب ، للبيهقي : (١ / ٣٥٧).

(٢) لاحظ المجدي (ص ٢٣١) وما بعدها إلى ص (٢٤٣).

(٣) فصول من حياة ابي الفَضْلِ عليه السلام للأُردوبادي (ص ١١٥).

٢٦٩

إلى ابنه الحَسن ، فأعقبَ الحسنُ من خمسة رجال ، وهم :

عُبَيْد الله [بن الحسن بن عُبَيْد الله بن العَبّاس] قاضي الحرَمَينِ ، كان أميراً بمكّة والمدينة ، قاضياً عليهما.

والعَبّاسُ [بن الحسن بن عُبَيْد الله بن العَبّاس] الخطيبُ الفصيحُ.

وحمزةُ الأكبرُ.

وإبراهيمُ «جردقة».

والفضلُ : وكان لَسِناً فصيحاً سديدَ الدين عظيمَ الشجاعة ، أَعْقَبَ مِن ثلاثةٍ(١) .

وقال البُخاري : وقرأتُ في كتبٍ عديدةٍ مَن أحصى آل أبي طالب عليهم السلام في سنة (٢٢٧) بالمدينة وسائر الأمصار ، فكانوا : (١٣٧٠) رجلاً ، ومن الإناث : (١٣٧٠) امرأة. ومن ذلك : من وُلْدِ العَبّاسِ بنِ عليّ عليهم السلام : (١٤٠) رجلاً ، ومن الإناث : (١٣٠) امرأة(٢) .

أقولُ : وقد أخبرني العلاّمة المحدّث شيخي في الإجازة ، السيّد محمّد ابن الحسين الحسني المعروف بـ (الجَلال) المتوفّى سة (١٤٢٥ هـ) رحمه الله : أنّ باليمن من ذرّيّة العَبّاس الشهيد السقّاء عليه السلام عِدّةً(٣) .

__________________

(١) عمدة الطالب (ص ٣٥٧).

(٢) سرّ السلسلة (ص ٨٧).

(٣) في «الملحق الثاني» من هذا الكتاب ، ذكر مَن وقفنا على اسمه وعنوانه من ذرّيّة سيّدنا العبّاس عليه السلام بالتفصيل ، ومنهم الأسر والقبائل العلويّة العبّاسيّة القاطنين في مختلف البلاد والمنتقلة إليها ، ومنها اليمن.

٢٧٠

وأشار إلى زوجته أُمّ ولده يحيى : أنّها (عبّاسيّة) من ذُريّة أبي الفضل عليه السلام(١) .

أقولُ : إنّ ممّا أكرم الله سيّدنا أبا الفَضْل عليه السلام وامتازَ به أنّ نسل الإمام أمير المؤمنين عليه السلام لم يبقِ مستمرّاً من غير السبطين وغير أبي الفَضْل عليهم السلام ومحمّد ابن الحنفيّة ، وعمر الأطرف ، ونبّه النسّابون على هذا :

فقال ابن سعد : وكان النَسْلُ من ولد عليّ لخمسةٍ وذكر منهم العَبّاس ابن الكلابيّة(٢) ونقله العُبَيْد لي(٣) وذكر مثله الطبريّ(٤) ، وقال النويري : فالعلويّون خمس أفخاذ وذكر منهم : العبّاس وهو السقّاء ابن عليّ سمّي بذلك ؛ لأنّه كان قد سقى أخاه الحسينَ الماءَ بِالقربة في الطفّ(٥) .

وأشار البخاري الناسب إلى أمرٍ أخصّ ، فقال : لم يُعْقِبْ أَمِيْر المُؤْمِنِيْنَ عليه السلام من (مَهِيْرةٍ) بعد فاطمة عليها السلام إلاّ منها(٦) .

يعني من السيّدة أُمّ البَنِيْنَ والدة سيّدنا أبي الفَضْل العبّاس عليه السلام ؛ لأنّ غيره وغير الحسنين عليهم السلام من الأولاد كانوا من أُمّهات الأولاد.

وسنذكر في كتابنا هذا جملةً من أعلام المنتسبين إلى سيّدنا العَبّاس عليه السلام من العلماء والأُمراء والشعراء والقضاة ، وغيرهم من المشاهير ، بتوفيق الله.

__________________

(١) جرى هذا الحديث في سفره رحمة الله إلى النجف الأشرف ونزوله عندنا سنة ١٣٩٨ هـ.

(٢) طبقات ابن سعد (٣ ـ ١ / ١٤).

(٣) تهذيب الأنساب (ص ٣٢ ـ ٣٣).

(٤) تاريخ الطبري (٥ / ١٥٥).

(٥) نهاية الأرب : (٢ / ٣٧١).

(٦) سرّ السلسلة (ص) ومعالم أنساب (ص ٢٥٥).

٢٧١

أنساب آل العبّاس عليه السلام في أهمّ كتب النسب

وبلدانهم وتراجم الأعلام منهم(١)

١ ـ كتاب (المجديّ) للسيّد العُمَريّ(٢) .

٢ ـ كتاب (عُمدة الطالب) للسيّد ابن عِنَبة(٣) .

٣ ـ البلدان الّتي انتقل إليها جماعاتٌ من الذرّيّة العبّاسية الطاهرة.

٤ ـ من ذرّية العبّاس عليه السلام في اليمن السعيدة : أوّلاً : القبائل ، وثانياً : الأعلام.

٥ ـ ترجمة كوكبةٍ من الأعلام والمعاريف الّذين وقفنا على تراجمهم.

٦ ـ ما ورد في (موسوعة أنساب آل البيت النبوي).

__________________

(١) رأينا أنْ نوردَ ما ذكره أعلام النسب العلويّ الشريف ممّا يتعلّق بنسب السادة من ذُريّة سيّدنا أبي الفضل العبّاس عليه السلام. وقد اعتمدنا على علمين من أشهرهم ، وهما : السيّد العُمريّ ، في كتابه «المجدي» ، والسيّد ابن عِنَبة ، في كتابه «عمدة الطالب».

ثمّ ألحقنا مواضيع أخرى استيعاباً لما وقفنا عليه ممّا يرتبط بهذا الغرض.

(٢) هو الشريف العلّامة الجليل ، نجمُ الدين ، عليُّ بنُ محمّد بن عليّ ، العلويّ العُمَرِيّ النسّابة من أعلام القرن الخامس الهجريّ ويعرف بابن الصوفيّ ، وهو من ذريّة عمر الأطراف ابن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام. ومؤلّف الكتاب المعروف (المجدي) الّذي اعتمده علماء النسب باعتباره من أقدم ما جمع هذا الفنّ ، وقد اعتمدنا في عملنا هنا على النُسخة المطبوعة الّتي حقّقها العلّامة الأستاذ الدكتور الشيخ أحمد المهدويّ الدامغانيّ حفظه الله ، وأثبتنا تعليقاته بنصهافي الهوامش ، وهي من منشورات المكتبة المرعشيّة في قمّ المقدّسة سنة ١٤٠٩ هـ.

(٣) اعتمدنا في هذا المصدر على النُسخة النفيسة الّتي قابلها وعلّق عليها سماحة الحجّة الفقيه السيّد موسى الحُسينيّ الشُبَيريّ الزَنجانيّ حفظه الله.

٢٧٢

ـ ١ ـ

ذريّة العبّاس عليه السلام من كتاب (المَجْديّ)

قال النسّابة العمريّ :

بسم الله الرحمن الرحيم

وُلْد العبّاس بن عليّ بن أبي طالب عليه السلام : عُبَيْدُ الله ، والفضلُ ، أُمُّهما : لُبابَةُ بنتُ عُبَيْد الله بن العبّاس بن عَبْد المطّلب.

أخُوهما لأُمّهما : القاسمُ بنُ الوليد بن عُتبة بن أبي سفيان.

وأُختُهما لأُمّهما : نفيسةُ بنتُ زيد بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليهما السلام.

فوَلَدَ عُبَيْدُ الله بنُ العبّاس ـ وكان يوصف بالكمال والمروءة والجمال ، ومات وله خمسٌ وخمسون سنةً ـ أبا جعفر عَبْدَ الله ، وحَسَناً.

فأمّا عَبْدُ الله ؛ فأولَدَ أربعةً : عليّاً ، والعبّاسَ ، وجعفراً وإبراهيم.

لم يُعْقِبْ منهم سوى (عليّ بن عَبْد الله بن عُبَيْد الله) فإنّه أولَدَ ثلاثة : الحُسينَ ، ومحمّداً ، والحَسَنَ.

لم يُعْقِبْ منهم غير (الحَسَن بن عليّ) فإنّه أَعْقَبَ خمسةً : عليّاً ، ومحمّداً ، وإبراهيمَ ، وعَبْد الله ، والعبّاسَ. أُمّ بعضهم : عبدة بنت يحيى بن الحسين بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام.

٢٧٣

وانقرض عَبْد الله بن عبيد الله بن العبّاس السّقاء.

ووَلَدَ الحَسَنُ بنُ عُبَيْد الله بن العبّاس : عَبْدَ الله ، وعبّاساً ، ومحمّداً ، وحمزةَ ، وإبراهيمَ ، والفضلَ ، وعليّاً.

وكان الحسنُ بنُ عُبَيْد الله بن العبّاس لأُمّ وَلَدٍ ، وروى الحديثَ ، وعاشَ سبعاً وستّين سنةً.

فوَلَدَ عليُّ بنُ الحَسَن بن عُبَيْد الله بن العبّاس ، ويُلقّب (حشايا) أربعةً :

محمّداً الزاكي ، والحسنَ وأحمدَ ، وأحمد الصغير(١) .

فوَلَدَ الزاكي : عليّاً ، وأحمد. وانقرضوا.

ووَلَدَ الفضلُ بنُ الحسن بن عُبَيْد الله بن العبّاس ـ وكان لسناً فصيحاً ، أحدَ سادات بني هاشم ، يُقالُ له : (ابن الهاشميّة) وكان مُحتشماً عند الخلفاء ـتسعةً : فاطمةَ ، والعبّاسَ ، ومحمّداً ، والعبّاسَ الأصغرَ ، وسُليمانَ ، وعَبْد الله ، وأحمدَ ، وجعفراً ، وعليّاً.

فأمّا جعفرٌ : فأعْقَبَ فَضلاً.

والباقون لم يُعْقِب منهم سوى رجلين : العبّاس الأكبر بيَنْبُع ، ومحمّد. فمن وُلْدِ محمّد بن الفضل بن الحسنِ بنِ عُبَيْد الله بن العبّاس : الفضلُ الشاعرُ الخطيبُ المكنّى (أبا العبّاس ابن محمّد) وله ولدٌ بِقُمّ وطبرستان.

ووجدتُ لأبي العبّاس ؛ الفضل بن محمّد بن الفضل ـ هذا ـ في جدّه

__________________

(١) الأساس (وك وخ وش) بعض العبارات الراجعة إلى (الحسن بن عبيد الله) ساقطة والمتن مضطرب والتصحيح من (ر).

٢٧٤

العبّاس السقّاء ابن عليّ بن أبي طالب عليه السلام :

إنّي لأَذْكُرُ لِلعبّاسِ مَوْقِفَهُ

بِكربلاء وهامُ القومِ تُخْتَطَفُ

يَحمي الحُسينَ ويسقيهِ على ظَمَأً

ولا يُولّي ولا يثني فيختلفُ

فلا أرى مشهداً يوماً كمشهدهِ

مع الحسين عليه الفضلُ والشَرَفُ

أكرِمْ بهِ مشهداً بانَتْ فضائِلُهُ

وما أضاعَ لهُ أفعالُهُ خَلَفُ(١)

وأمّا العبّاسُ بنُ الفضل بن الحسن : فإنّهُ أولَدَ أربعةً :

عَبْد الله ، وعُبَيْد الله ، ومحمّداً ، وفضلاً.أولد كُلٌّ منهم .

ووَلَدَ إبراهيم بن الحسن بن عُبَيْد الله ـ ويلقّبُ (جردقة) ـ خمسةً : أحمدَ ، وعليّاً ، والحسنَ ، ومحمّداً ، وجعفراً.

فأمّا أحمدُ ، وجعفرٌ : فلم يُعْقِبا.

وأمّا الحسنُ بنُ إبراهيم جردقة : فأولَد :

عليّاً : دَرَجَ.

ومحمّداً : قتلهُ بنُو الحَسَن. فمن وُلدهِ : أبو القاسم ؛ حمزة(٢) بن الحسين ابن محمّد القتيل ابن حسن ابن جردقة.

وأمّا محمّدُ ابن جردقة : فأولد ستّةً ، وهم :

عليٌّ ، وأحمدُ ، ولُبابةُ ، وجعفرٌ ، وإبراهيمُ ، وعَبْد الرحمن.

__________________

(١) الأبيات الأوّل والثاني والرابع في «معجم الشّعراء» للمرزباني (ص ١٨٤) وفيه :

«أكرمْ به سيّداً بانَتْ فضيلَتُهُ

وما أضاعَ لَهُ كَسْبُ العُلا خَلَفُ»

(٢) في النسخة هنا عبارة : (كان ببرذعة) فلاحظ.

٢٧٥

لم يُعْقِبْ منهم غيرُ أحمد بن محمّد ، فإنّ له ثلاثة أولاد ، أعقبوا بمصر ، وهم : محمّدٌ ، والحسنُ ، والحُسينُ ، بنُو أحمد بن محمّد.

ووَلَدَ عليُّ بن إبراهيم جردقة ـ وأُمّه سُعْدى بنتُ عَبْد العزيز المخزوميّ ، وكان ذاجاهٍ ولسنٍ وعارضةٍ ، ومات سنة أربعٍ وستّين ومائتين ـ : تسعةَ عشرَ ذَكَراً.

فمن ولده : أبو عليّ ؛ عُبَيْد الله بنُ عليّ ابن جردقة : أولدَ بمصر.

ويحيى بن عليّ : أولد ببغداد ، وقال ابن خداع النسّابة : رأيتُ ببغداد محمّدَ بنَ يحيى بن عليّ ابن جردقة العبّاسيّ سديداً.

ووَلَدَ حمزةُ بنُ عليّ : ثلاثة ذكور.

ووَلَدَ إسماعيلُ بن عليّ ابن جردقة : ـ ويعرفُ بـ (السامرّي أبي هاشم) ـ : أربعةَ ذكورٍ ، أَعْقَبَ بعضهم.

ووَلَدَ عَبْدُ الله بنُ عليّ ابن جردقة : ثلاثةَ أولادٍ ، أَعْقَبَ بعضهم.

ووَلَدَ أحمدُ بنُ عليّ ـ ويكنّى (أبا الطّيب) ـ : ثلاثةَ ذكور ، أَعْقَبَ بعضهم.

ووَلَدَ زيدُ بنُ عليّ : محمّداً.

ووَلَدَ العبّاسُ بنُ عليّ ابن جردقة ـ ويكنّى (أبا الفضل) وكان بسامرّاء ، ثُمّ انتقلَ إلى مصرَ ـ : تسعةَ(١) ذُكُور :

فمن ولده : حمزةُ بنُ محمّد بن العبّاس بن عليّ ابن جردقة ، أُمّه : أُمّ ولدٍ روميّة ، يقال لها : (لائم) مات سنةَ ستٍّ وعشرين وثلاثمائة ، وله ولدٌ

__________________

(١) في ش (ستة).

٢٧٦

يُقال له : (العبّاس). ومن ولده : أبو الحسن ؛ محمّد الأصمّ ابن عليّ بن العبّاس ، مات عن ولدين : الحسن والحسين.

فوَلَدَ القاسمُ بنُ عليّ ابن جردقة ـ مات بمصر ـ ثلاثة ذكور :

أبا عَبْد الله ، الحسين ، لأُمّ ولدٍ ، له : عليّ.

وأبا الطّيب أحمد ، لأُمّ ولدٍ تُدعى (شاطر) له : ولدان.

وإبراهيمَ بن القاسم ، لم يُعْقِبْ.

ووَلَدَ موسى بن عليّ ابن جردقة : سبعةَ ذُكُورٍ ، فمن ولده : يحيى بن إبراهيم بن موسى بن عليّ ، غرق بمصر في النِيل.

ووَلَدَ إبراهيمُ الأكبرُ ابنُ عليّ ابن جردقة : تسعةَ ذكور ، أَعْقَبَ منهم ثلاثة : عليٌّ ، وجعفرٌ ، وأبو طالب محمّدٌ.

ووَلَدَ الحسنُ بنُ عليّ ـ وكان يسكن بغداد ـ :ثلاثةً أعقبوا :

فمنهم : عليٌّ الناسخ الشيرازي ببغداد بسوق السلاح ، ابن أبي الفضل ؛ العبّاس بن الحسين بن عليّ ابن جردقة.

وأبو العبّاس ؛ محمّد : بالرّصافة ، وله ولدٌ بالجانب الشّرقيّ من بغداد ، ابن أبي أحمد السامريّ ابن الحسن بن عليّ ابن جردقة.

ووَلَدَ محمّدُ بن عليّ بن إبراهيم جردقة ابن الحسن بن عُبَيْد الله بن العبّاس عليه السلام ـ ويُلقّبُ محمّدٌ (الشطيح) ـ : سبعةَ ذكور.

أَعْقَبَ منهم : الفضلُ بنُ محمّد السطيح(١) بمصر ، كان له بها ولدٌ.

__________________

(١) هكذا في الأساس ، وفي : ش وخ ، «الشطيح» بالمعجمة ، و«السطيح» بالمهملة ، والله العالم.

٢٧٧

وولد حمزة بن الحسن بن عُبَيْد الله بن العبّاس عليه السلام : أربعة ذكور : محمّداً والحسن وعليّاً وقاسماً.

فأمّا محمّد بن حمزة : فكان أحدَ السادات تَقَدُّماً ولسناً وبَراعةً ، قتلهُ الرجّالة في بُستانه على أيّام المكتفي. والحسن أخوه ؛ لم يذكر لهما ولد.

ووَلَدَ عليّ بن حمزة : ثلاثة ذُكُور : محمّداً ، والحسن ، والحسين.

فأمّا الحسن ؛ فلم يُعْقِب.

وأمّا محمّد بن عليّ بن حمزة : فنزل البصرة ، وروى الحديث بها وبغيرها عن عليّ بن موسى الرضا عليهما السلام وغيره ، وكان متوجِّهاً قويّ الفضل والعلم ، وهو لأُمّ ولدٍ ويُكنّى أبا عَبْد الله.

أنشدني أبو الحسن النيليّ بالبصرة ، قال : أنشدني شيخٌ وَرَدَ إلينا إلى البصرة ، يعرفُ بأبي الحسين ابن الملطيّ(١) عمّن ذكر أنّ الصوليّ أبا بكر أنشدَ لمحمّدٍ(٢) بن عليّ بن حمزة بن الحسن بن عُبَيْد الله بن العبّاس بن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليهما السلام في رجلٍ سوّفهُ قضاءَ حاجته :

لو كنتُ من دهري على ثقةٍ

لصبرتُ حتّى يبتدي أمريْ

لكنْ نوائبُهُ تُحرّكُني

فاذْكُرْ وُقِيْتَ نوائِبَ الدَهْرِ

واجعلْ لِحاجَتِنا وإنْ كَثُرَتْ

أشغالُكُمْ حَظّاً من الذكْرِ

__________________

(١) في ك و(ش وخ) المطلي ، بتقديم الطاء على اللام.

(٢) ثقة جليل القدر راجع تنقيح المقال (/ ١٥٥) ويقول مؤلفه : وفي داره حصلتْ أُم صاحب الأمر (عجّل الله فرجه) بعد وفاة الحسن العسكري عليه السلام انتهى. وكفاه بهذا فضلاً وشرفاً ونبلاً.

٢٧٨

فالمرءُ لا يخلُو على عقب الْـ

أيّامِ مِن ذَمٍّ ومِن شُكْرِ(١)

ومات محمّدٌ عن ستّة ذُكُورٍ أولدَ بعضُهم.

فأمّا الحسين بن عليّ ، فإنّه أعْقَبَ : محمّداً ، وعليّاً :

فمحمّد لم يُعْقِبْ.

وعليٌّ أَعْقَبَ ثلاثةَ ذُكُورٍ ، أَعْقَبَ بعضهم.

ووَلَدَ القاسمُ بن حمزة بن الحسن بن عُبَيْد الله بن العبّاس عليه السلام : سبعة عشر ذكراً :

منهم : عليّ بن محمّد بن حمزة بن القاسم بن حمزة الحسن بن عُبَيْد الله ، كان من أهل الفضل.

ومنهم : الحسين بن عليّ بن الحسين بن القاسم بن حمزة ، وقع إلى سمرقند.

وأحسب أنّ منهم : جعفر بن علي العبّاسيّ الرقّي النحويّ المعروف (بالإبراهيميّ) رآهُ شيخُنا أبو الحسن النسّابة وروى عنه.

ومنهم : القاضي بطبرستان ، أبو الحسين ؛ عليّ بن الحسين بن محمّد بن الحسين بن الحسن بن القاسم بن حمزة ، مات عن ولدين ذكرين.

فقال لي القاضي أبو جعفر السّمنانيّ بالموصل : جاءنا رجلٌ إلى بغداد عبّاسيّ علويّ ، فكانت له في نفسي هيبةٌ وفي عيني منظرةٌ ، حتّى ربّما سبقتني الدمعة ، وذكرتُ به سلفه عليهم السلام.

__________________

(١) وقد أورد المرزباني هذا الشعر في معجم الشعراء ص ٤١١. في ترجمة محمد بن علي. وسنذكر كلامه فيه عند اسمه في الأعلام من ذرية أبي الفضل عليه السلام.

٢٧٩

فسألتُ عن الرجل ، فخُبِّرتُ أنّه وَلَدٌ للقاضي أبي الحسين ؛ عليّ بن الحسين العبّاسيّ هذا.

ووَلَدَ العبّاسُ بن الحسن بن عُبَيْد الله بن العبّاس الشهيد عليه السلام : وكان سيّداً جليلاً قريبَ المجلس من الرشيد ، شاعراً خطيباً.

أنشدني أبو الغنائم الحسنيّ عن أبي القاسم ابن خداع النسّابة رحمهما الله : للعبّاس بن الحسن يرثي أخاه محمّداً :

وارَى البقيعُ مُحمّداً

لله ما وارى البقيعُ

مِنْ نائِلٍ ويَدٍ ومَعْـ

ـرُوفٍ إذا ضَنَّ المَنُوعُ

وحَيَاً لأيتامٍ وأر

ملةٍ إذا جفَّ الربيعُ

وَلّى فَوَلَّى الجودُ والمَعْـ

ـرُوفُ والحَسَبُ الرفيعُ

وأنشدني شيخُنا أبو عَبْد الله ؛ حمويه بن عليّ بن حمويه ؛ بالبصرة ، للعبّاس بن الحسن بن عُبَيْد الله بن العبّاس عليه السلام أيضاً :

وقالتْ قريشٌ لنا مفخرٌ

رفيعٌ على النّاس لا يُنكَرُ

بِنا يفخَرُون على غيرِنا

فأمّا علينا فلا يَفخرُوا

عشرةَ ذُكور ، أولد منهم أربعةٌ : عُبَيْد الله ، وعليٌّ ، وأحمدُ ، وعَبْد الله.

فمن ولد أحمد : أبو الحسين ؛ زيدٌ الشاعر ـ وكان ليّن الشِعْر ـ ابن أحمد بن العبّاس.

وأمّا عَبْد الله بن العبّاس بن الحسن بن عُبيد الله : فكان سيّداً شاعراً

٢٨٠

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

الله لنبيه، مثل قوله:( لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ ) أي لتسلكن سبيل من كان قبلكم من الأمم في الغدر بالأوصياء بعد الأنبياء، وهذا كثير في كتاب اللهعزوجل .

٢٣ ـ في جوامع الجامع وعن أبي عبيدة لتركبن سنن كان قبلكم من الأولين وأحوالهم، وروى ذلك عن الصادقعليه‌السلام .

٢٤ ـ في مجمع البيان( لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ ) أي لتركبن يا محمد سماء بعد سماء تصعد فيها عن ابن عباس وابن مسعود ومجاهد والشعبي والكلبي إلى قوله: وقيل: معناه شدة بعد شدة، حياة ثم موت، ثم بعث ثم جزاء، وروى ذلك مرفوعا.

٢٥ ـ( وَإِذا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لا يَسْجُدُونَ ) وفي خبر مرفوع عن أبي هريرة قال: قرء رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله :( إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ ) فسجد.

٢٦ ـ في جوامع الجامع روى ان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قرء ذات يوم( وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ ) فسجد هو ومن معه من المؤمنين، وقريش تصفق فوق رؤسهم وتصفر فنزلت.

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من قرء( وَالسَّماءِ ذاتِ الْبُرُوجِ ) في فرائضه فانها سورة النبيين كان محشره وموقفه مع النبيين والمرسلين والصالحين.

٢ ـ في مجمع البيان أبيّ بن كعب عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: ومن قرءها أعطاه الله من الأجر بعدد كل يوم جمعة وكل يوم عرفة يكون في دار الدنيا عشر حسنات.

٣ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى الأصبغ بن نباته عن أمير المؤمنينعليه‌السلام حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام : ولقد سئل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وانا عنده عن الائمة بعده فقال للسائل:( وَالسَّماءِ ذاتِ الْبُرُوجِ ) ان عددهم بعدد البروج ورب الليالي والأيام والشهور، ان عدتهم كعدة الشهور.

٥٤١

٤ ـ في روضة الكافي علي بن إبراهيم وعدة من أصحابنا عن سهل بن زياد جميعا عن محمد بن عيسى عن يونس عن أبي الصباح الكناني عن الأصبغ بن نباتة قال: قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : ان للشمس ثلاثمأة وستين برجا كل برج منها مثل جزيرة من جزاير العرب، وتنزل يوم على برج منها، فاذا غابت انتهت إلى بطنان العرش فلم تنزل ساجدة إلى الغد ثم ترد إلى موضع مطلعها، ومعها ملكان يهتفان معها.

٥ ـ في كتاب الخصال عن أبان بن تغلب قال: كنت عند أبي عبد اللهعليه‌السلام إذا دخل عليه رجل من أهل اليمن إلى قولهعليه‌السلام : يا أخا أهل اليمن عندكم علم؟ فقال اليماني: نعم جعلت فداك ان في اليمن قوما ليسوا كأحد من الناس في علمهم فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : وما يبلغ من علم عالمهم؟ قال له اليماني: ان علم عالمهم ليزجر الطير ويقفو الأثر في الساعة الواحدة مسيرة شهر للراكب المجد فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : فان عالم المدينة أعلم من عالم اليمن. قال اليماني: وما بلغ من علم عالم المدينة؟ فقال: إنّ عالم المدينة ينتهى إلى حيث لا يقفو الأثر ويزجر الطير ويعلم ما في اللحظة الواحدة مسيرة الشمس تقطع اثنى عشر برجا واثنى عشر برا واثنى عشر عالما ؛ فقال له اليماني: جعلت فداك ما ظننت ان أحدا يعلم هذا أو يدرى ما كنهه؟ قال: ثم قام اليماني وخرج.

٦ ـ في تفسير علي بن إبراهيم واليوم الموعود أي يوم القيامة.

٧ ـ في مجمع البيان( وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ ) يعنى يوم القيامة في قول جميع المفسرين، وهو الذي تجازى فيه الخلائق ويفصل فيه القضاء.

أقول: وستقف قريبا إنشاء الله على حديثين في أن اليوم الموعود يوم القيامة.

٨ ـ في أصول الكافي محمد بن يحيى عن سلمة بن الخطاب عن علي بن حسان عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قوله: وشاهد ومشهود قال: النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأمير المؤمنينعليه‌السلام .

٩ ـ في كتاب معاني الأخبار سئل أبو عبد اللهعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل :

٥٤٢

وَشاهِدٍ وَمَشْهُودٍ ) قال: الشاهد يوم الجمعة والمشهود يوم عرفة.

١٠ ـ وباسناده إلى عبد الرحمان بن أبي عبد الله عن أبي عبد اللهعليه‌السلام انه قال: الشاهد يوم الجمعة والمشهود يوم عرفة والموعود يوم القيامة.

١١ ـ وباسناده إلى يعقوب بن سعيد قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل :( وَشاهِدٍ وَمَشْهُودٍ ) قال: الشاهد يوم عرفة.

١٢ ـ وباسناده إلى محمد بن هاشم عمن روى عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: سأله الأبرش الكلبي عن قول اللهعزوجل :( وَشاهِدٍ وَمَشْهُودٍ ) فقالعليه‌السلام : ما قيل لك؟ فقال: قالوا: شاهد يوم الجمعة ومشهود يوم عرفة، فقال أبو جعفرعليه‌السلام : ليس كما قيل لك، الشاهد يوم عرفة، والمشهود يوم القيامة، أما تقرء القرآن قال اللهعزوجل ( ذلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ ) .

١٣ ـ عن الحسين بن سعيد عن فضالة عن أبان عن أبي الجارود عن أحدهماعليهما‌السلام في قول اللهعزوجل ( وَشاهِدٍ وَمَشْهُودٍ ) قال: الشاهد يوم الجمعة، والمشهود يوم عرفة، والموعود يوم القيامة.

١٤ ـ أبيرحمه‌الله قال: حدّثنا أحمد بن إدريس عن عمران بن موسى عن الحسن بن موسى الخشاب عن علي بن حسان عن عبد الرحمن بن كثير الهاشمي مولى أبي جعفر محمد بن علي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول اللهعزوجل :( وَشاهِدٍ وَمَشْهُودٍ ) قال: النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأمير المؤمنينعليه‌السلام .

١٥ ـ في تفسير علي بن إبراهيم( وَشاهِدٍ وَمَشْهُودٍ ) قال: الشاهد يوم الجمعة، والمشهود يوم القيامة.

١٦ ـ في مصباح شيخ الطائفة خطبة لأمير المؤمنينعليه‌السلام خطب بها يوم الغدير يقول فيهاعليه‌السلام : ان هذا يوم عظيم الشأن إلى قولهعليه‌السلام : ويوم شاهد ومشهود.

١٧ ـ في مجمع البيان( وَشاهِدٍ وَمَشْهُودٍ ) فيه أقوال: أحدها ان الشاهد يوم الجمعة والمشهود يوم عرفة عن ابن عباس وقتادة وروى ذلك عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلى قوله.

٥٤٣

١٨ ـ وثانيها ان الشاهد محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله والمشهود يوم عرفة عن ابن عباس وسعيد بن المسيب وهو المروي عن الحسن بن عليعليهما‌السلام .

١٩ ـ وروى ان رجلا دخل مسجد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فاذا رجل يحدث عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: فسألته عن الشاهد والمشهود فقال: نعم، الشاهد يوم الجمعة والمشهود يوم عرفة، فجزته إلى آخر يحدث عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فسألته عن ذلك فقال: اما الشاهد فيوم الجمعة وأمّا المشهود فيوم النحر فجزتهما إلى غلام كأن وجهه الدينار، وهو يحدث عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقلت: أخبرنى عن شاهد ومشهود فقال: نعم اما الشاهد فمحمد وأمّا المشهود فيوم القيامة، أما سمعت الله سبحانه يقول:( يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً ) وقال:( ذلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ ) فسألت عن الاول، فقالوا: ابن عباس وسألت عن الثاني فقالوا: ابن عمر، وسألت عن الثالث فقالوا: الحسن بن عليعليهما‌السلام

٢٠ ـ وقيل: الشاهد الأيام والليالي والمشهود بنو آدم، وينشد للحسين بن علىعليهما‌السلام :

مضى أمسك الماضي شهيدا معدلا

وخلفت في يوم عليك شهيد

فان أنت بالأمس اقترفت اسائة

فقيد بإحسان وأنت حميد

فلا ترج فعل الخير يوما إلى غد

لعل غدا يأتى وأنت فقيد

٢١ ـ في الصحيفة السجادية في دعائهعليه‌السلام عند الصباح والمساء: وهذا يوم حادث جديد، وهو علينا شاهد عتيد، ان أحسنا ود عنا بحمد، وان أسأنا فارقنا بذم.

٢٢ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى محمد بن إسماعيل القرشي عمن حدثه أن إسماعيل بن أبي رافع عن أبيه عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله حديث طويل يقول فيه وقد ذكر بخت النصر: وملك بعده مهرويه بن بخت نصر ستة عشر سنة وعشرين يوما وأخذ عند ذلك دانيال. وحفر له جبا في الأرض وطرح فيه دانيالعليه‌السلام وأصحابه وشيعته من المؤمنين، فألقى عليهم النيران، فلما رأى أن النار ليست

٥٤٤

تقربهم ولا تحرقهم استودعهم الجب وفيه الأسد والسباع بكل لون من العذاب حتى خلصهم اللهعزوجل منه، وهم الذين ذكرهم الله تعالى في كتابه فقال جل وعز:( قُتِلَ أَصْحابُ الْأُخْدُودِ النَّارِ ذاتِ الْوَقُودِ ) .

٢٣ ـ في تفسير علي بن إبراهيم( قُتِلَ أَصْحابُ الْأُخْدُودِ ) قال: كان سببهم ان الذي هيج الحبشة على غزوة اليمن ذو نواس وهو آخر من ملك من حمير. تهود واجتمعت معه حمير على اليهودية وسمى نفسه يوسف، وأقام على ذلك حينا من الدهر، ثم أخبر ان بنجران بقايا قوم على دين النصرانية وكانوا على دين عيسى وعلى حكم الإنجيل، ورأس ذلك الدين عبد الله بن بريا من، فحمله. أهل دينه على أن يسير إليهم ويحملهم على اليهودية ويدخلهم فيها، فسار حتى قدم نجران فجمع من كان بها على دين النصرانية ثم عرض عليهم دين اليهودية والدخول فيها فأبوا عليه، فجادلهم وعرض عليهم وحرص الحرص كله فأبوا عليه وامتنعوا من اليهودية والدخول فيها واختاروا القتل. فاتخذ لهم أخدودا وجمع فيه الحطب اشتعل فيه النار فمنهم من أحرق بالنار، ومنهم من قتل بالسيف ومثل بهم كل مثلة، فبلغ عدد من قتل وأحرق بالنار عشرين ألفا وأفلت منهم(١) رجل يدعى دوس ذو ثعلبان على فرس له ركضه، واتبعوه حتى أعجزهم في الرمل، ورجع ذو نواس إلى ضيعة من جنوده فقال الله:( قُتِلَ أَصْحابُ الْأُخْدُودِ ) إلى قوله:( الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ )

٢٤ ـ في محاسن البرقي عنه عن أبيه عن هارون بن الجهم عن مفضل بن صالح عن جابر الجعفي عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: بعث الله نبيا حبشيا إلى قومه فقاتلهم فقتل أصحابه وأسروا وخدوا لهم أخدودا من نار، ثم نادوا: من كان من أهل ملتنا فليعتزل، ومن كان على دين هذا النبي فليقتحم النار، فجعلوا يقتحمون النار، وأتت امرأة معها صبي لها فهابت النار، فقال لها صبيها: اقتحمي، قال: فاقتحمت النار وهم أصحاب الأخدود.

__________________

(١) أي خلص.

٥٤٥

٢٥ ـ في مجمع البيان روى مسلم في الصحيح عن هدية(١) بن خالد عن حماد بن سلمة عن ثابت بن عبد الرحمان بن أبي ليلى عن صهيب عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: كان ملك فيمن كان قبلكم له ساحر، فلما مرض الساحر قال: انى قد حضر اجلى فادفع إلى غلاما أعلمه السحر، فدفع إليه غلاما وكان يختلف اليه. وبين الساحر والملك راهب، فمر الغلام بالراهب فأعجبه كلامه وامره، فكان يطيل عنده القعود، فاذا ابطأ عن الساحر ضربه وإذا ابطأ عن اهله ضربوه فشكا ذلك إلى الراهب، فقال: يا بنى إذا استبطأك الساحر فقل حبسني أهلي وإذا استبطأك أهلك فقل: حبسني الساحر، فبينما هو ذات يوم إذا بالناس قد غشيهم دابة عظيمة فظيعة فقال: اليوم أعلم أمر الساحر أفضل أم أمر الراهب، فأخذ حجرا فقال: أللّهم ان كان أمر الراهب أحب إليك فاقتل هذه الدابة، فرمى فقتلها ومضى الناس، فأخبر بذلك الراهب فقال: يا بنى انك ستبتلى فاذا ابتليت فلا تدل على، قال: وجعل يداوي الناس فيبرئ الأكمه والأبرص، فبينما هو كذلك إذ عمى جليس للملك فأتاه وحمل إليه مالا كثيرا، فقال: اشفني ولك ما هاهنا، فقال: انا لا أشفى أحدا ولكن الله يشفى فان آمنت بالله دعوت الله فشفاك، قال: فآمن فدعا الله فشفاه فذهب فجلس إلى الملك فقال: يا فلان من شفاك؟ فقال: ربي قال: انا؟ قال: لا، ربي وربك الله ؛ قال: أو ان لك ربا غيري؟ قال: نعم ربي وربك الله فأخذه فلم يزل به حتى له على الغلام ؛ فبعث إلى الغلام فقال: لقد بلغ من أمرك أن تشفى الأكمه والأبرص قال: ما أشفى أحدا ولكن الله يشفى قال: أو ان لك ربا غيري؟ قال: نعم ربي وربك الله فأخذه فلم يزل به حتى دله على الراهب فوضع المنشار عليه فنشر حتى وقع شقتين فقال للغلام: ارجع عن دينك فأبى فأرسل معه نفرا قال اصعدوا به جبل كذا وكذا فان رجع عن دينه والا فدهدهوه(٢)

__________________

(١) كذا في الأصل وتوافقه المصدر أيضا والظاهر انه مصحف «هدبة» بالباء الموحدة روى عنه البخاري ومسلم وترجمه ابن حجر في تهذيب التهذيب وغيره في غيره فراجع.

(٢) أي دحرجوه.

٥٤٦

منه قال: فعلوا به الجبل فقال: أللّهم اكفنيهم بما شئت فرجف بهم الجبل فتدهدهوا أجمعون وجاء إلى الملك فقال: ما صنع أصحابك؟ فقال: كفانيهم الله فأرسل به مرة اخرى قال: انطلقوا به فلججوه في البحر، فان رجع والا فأغرقوه فانطلقوا به في قرقور(١) فلما توسطوا به البحر قال: أللّهم اكفنيهم بما شئت، فانكفأت(٢) بهم السفينة وجاء حتى قام بين يدي الملك فقال: ما صنع أصحابك؟ فقال: كفانيهم الله، ثم قال: انك لست بقاتلي حتى تفعل ما آمرك به أجمع الناس ثم اصلبني على جذع ثم خذ سهما من كنانتي ثم ضعه على كبد القوس، ثم قل: باسم رب الغلام فانك ستقتلني، قال فجمع الناس وصلبه ثم أخذ سهما من كنانته فوضعه على كبد القوس وقال: باسم رب الغلام ورمى فوقع السهم في صدغه(٣) ومات. فقال الناس: آمنا برب الغلام، فقيل له: أرأيت ما كنت تخاف قد نزل والله بك من الناس، فأمر بالأخدود فخددت على أفواه السكك ثم أضرمها نارا فقال من رجع عن دينه فدعوه، ومن أبى فاقحموه فيها فجعلوا يقتحمونها، وجاءت امرأة بابن لها فقال لها: يا امة اصبري فانك على الحق.

قال ابن المسيب كنا عند عمر بن الخطاب إذ ورد عليه انهم احتفروا فوجدوا ذلك الغلام وهو واضع يده على صدغه، فكلما مدت يده عادت إلى صدغه، فكتب عمر: واروه حيث وجدتموه.

٢٦ ـ وروى سعيد بن جبير قال: لـمّا انهزم أهل إسفندهان قال عمر بن الخطاب: ما هم يهود ولا نصارى ولا لهم كتاب وكانوا مجوسا، فقال عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام : بلى قد كان لهم كتاب رفع، وذلك ان ملكا لهم سكر فوقع على ابنته ـ أو قال: على أخته ـ فلمّا أفاق قال لها: كيف المخرج مما وقعت فيه؟ قال: تجمع أهل مملكتك وتخبرهم أنّك ترى نكاح البنات وتأمرهم أن يحلوه، فجمعهم فأخبرهم فأبوا

__________________

(١) القرقور ـ بالضم ـ: السفينة الطويلة.

(٢) أي فانقلبت.

(٣) الصدغ ـ بضم الصاد ـ ما بين العين والاذن.

٥٤٧

ان يتابعوه فخد لهم أخدودا في الأرض وأوقد فيه النيران وعرضهم عليها فمن أبى قبول ذلك قذفه في النار ومن أجاب خلى سبيله، وقال الحسن كان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إذا ذكر عنده أصحاب الأخدود تعوذ بالله من جهد البلاء.

٢٧ ـ وروى العياشي باسناده عن جابر عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: أرسل علىعليه‌السلام إلى اسقف نجران يسأله عن أصحاب الأخدود فأخبره بشيء فقالعليه‌السلام : ليس كما ذكرت ولكن سأخبرك عنهم ان الله بعث رجلا حبشيا نبيا وهم حبشية فكذبوه فقاتلهم فقتلوا أصحابه وأسروه وأسروا أصحابه، ثم بنوا له جسرا ثم ملأه نارا ثم جمعوا الناس فقالوا: من كان على ديننا وأمرنا فليعتزل، ومن كان على دين هؤلاء فليرم نفسه في النار، فجعل أصحابه يتهافتون في النار، فجاءت امرأة معها صبي لها ابن شهر فلما هجمت هابت ورقت على ابنها فنادى الصبى: لا تهابي وارمينى ونفسك في النار، فان هذا والله في الله قليل، فرمت بنفسها في النار وصبيها وكان ممن تكلم في المهد.

٢٨ ـ وباسناده عن ميثم التمار قال: سمعت أمير المؤمنين وذكر أصحاب الأخدود فقال: كانوا عشرة وعلى مثالهم عشرة يقتلون في هذا السوق.

٢٩ ـ في كتاب الخصال عن المفضل بن عمر عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سألته عن النيران فقالعليه‌السلام : اربعة: نار تأكل وتشرب، ونار تأكل ولا تشرب، ونار تشرب ولا تأكل، ونار لا تأكل ولا تشرب. فالتي تأكل وتشرب فنار ابن آدم وجميع الحيوان ؛ والتي تأكل ولا تشرب فنار الوقود، والتي تشرب ولا تأكل فنار الشجر، والتي لا تأكل ولا تشرب فهي نار القداحة والحباحب.

٣٠ ـ في روضة الكافي محمد بن سالم بن أبي سلمة عن أحمد بن الريان عن أبيه عن جميل بن دراج عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قد كان قبلكم قوم يقتلون ويحرقون وينشرون بالمناشير وتضيق عليهم الأرض برحبها فما يردهم عما هم عليه شيء مما هم فيه من غير ترة وتروا من فعل ذلك بهم ولا أذى، بل( ما نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ) ، فاسئلوا ربكم درجاتهم واصبروا على نوائب دهركم

٥٤٨

تدركوا سعيهم.

٣١ ـ في جوامع الجامع:( إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ ) أي أحرقوهم وعذبوهم بالنار وهم أصحاب الأخدود فلهم في الاخرة عذاب جهنم بكفرهم و( لَهُمْ عَذابُ الْحَرِيقِ ) وهي نار اخرى عظيمة بإحراقهم المؤمنين( فَلَهُمْ عَذابُ جَهَنَّمَ ) في الاخرة( وَلَهُمْ عَذابُ الْحَرِيقِ ) في الدنيا لـِمــا روي أنّ النار انقلبت عليهم فأحرقتهم.

٣٢ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام في قوله ذا العرش المجيد فهو الله الكريم المجيد حدّثني أبي عن أحمد بن النضر عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: بينا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله جالس وعنده جبرئيل إذا حانت من جبرئيل نظرة قبل السماء إلى أن قال: قال جبرئيلعليه‌السلام : ان هذا إسرافيل صاحب الرب وأقرب خلق الله منه، واللوح بين عينيه من ياقوتة حمراء، فاذا تكلم الرب تبارك وتعالى بالوحي ضرب اللوح جبينه فنظر فيه ثم ألقاه إلينا نسعى به في السموات والأرض.

٣٣ ـ وفيه قال علي بن إبراهيم في قوله:( بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ ) قال: اللوح المحفوظ، له طرفان، طرف على يمين العرش على جبهة إسرافيل فاذا تكلم الرب جل ذكره بالوحي ضرب اللوح جبين إسرافيل. فنظر في اللوح فيوحى بما في اللوح إلى جبرئيلعليه‌السلام .

٣٤ ـ في أمالي الصدوق (ره) باسناده إلى محمد بن يعقوب النهشلي قال: حدّثني علي بن موسى الرضاعليه‌السلام عن أبيه عن موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي عن أبيه علي بن أبي طالبعليهم‌السلام عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن جبرئيل عن ميكائيل عن إسرافيل عن الله جل جلاله ونقل حديثا طويلا.

وباسناده إلى علي بن بلال عن علي بن موسى الرضا عن موسى بن جعفر عن جعفر بن محمد عن محمد بن علي عن علي بن الحسين عن الحسين بن علي عن على

٥٤٩

بن أبي طالبعليهم‌السلام عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله عن جبرئيل عن ميكائيل عن إسرافيلعليهم‌السلام عن اللوح عن القلم قال: يقول اللهعزوجل : ولاية عليّ بن أبي طالب حصني فمن دخل حصني امن من ناري.

٣٥ ـ في كتاب المناقب لابن شهر آشوب العقد، كتب ملك الروم إلى عبد الملك: أكلت لحم الجمل الذي هرب عليه أبوك من المدينة لأغزونك بجنود مأة ألف، ومأة ألف ومأة ألف، فكتب عبد الملك إلى الحجاج ان يبعث إلى زين العابدينعليه‌السلام ويتوعده ويكتب إليه ما يقول ففعل فقال علي بن الحسين: ان لله لوحا محفوظا يلحظه في كل يوم ثلاثمأة لحظة ليس منها لحظة واحدة إلّا يحيى فيها ويميت ويعز ويذل ويفعل ما يشاء، وانى لأرجو أن يكفيك منها لحظة واحدة، فكتب بها الحجاج إلى عبد الملك فكتب عبد الملك بذلك إلى ملك الروم، فلما قرأه قال: ما خرج هذا إلّا من كلام النبوة.

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من كانت قراءته في فرائضه بالسماء والطارق كانت له عند الله يوم القيامة جاها ومنزلة، وكان من رفقاء النبيين وأصحابهم في الجنة.

٢ ـ في مجمع البيان عن أبيّ بن كعب عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله من قرأها أعطاه الله بعدد كل نجم في السماء عشر حسنات.

٣ ـ في تفسير علي بن إبراهيم: والسماء والطارق قال: الطارق النجم الثاقب وهو نجم العذاب، ونجم القيامة وهو زحل في أعلى المنزل حدّثنا جعفر بن أحمد عن عبيد الله بن موسى عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن أبيه عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قوله:( وَالسَّماءِ وَالطَّارِقِ ) قال: السماء في هذا الموضع أمير المؤمنين، والطارق الذي يطرق الائمة من عند الله مما يحدث بالليل والنهار ،

٥٥٠

رو هو الروح الذي مع الائمة يسددهم قلت ؛ والنجم الثاقب؟ قال: ذاك رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

٤ ـ في كتاب الخصال عن أبان بن تغلب قال: كنت عند أبي عبد اللهعليه‌السلام إذ دخل عليه رجل من أهل اليمن وذكر حديثا طويلا وفيه فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : فما زحل عند كم في النجوم؟ قال اليماني: نجم نحس فقال له أبو عبد اللهعليه‌السلام : لا تقولن هذا فانه نجم أمير المؤمنين وهو نجم الأوصياءعليهم‌السلام ؛ وهو النجم الثاقب الذي قال الله في كتابه، فقال له اليماني: فما يعنى بالثاقب؟ قال: لان مطلعه في السماء السابعة، وانه ثقب(١) بضوءه حتى أضاء السماء الدنيا، فمن ثم سماه الله النجم الثاقب.

٥ ـ في تفسير علي بن إبراهيم:( إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْها حافِظٌ ) قال: الملائكة قال علي بن إبراهيم في قوله:( فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ مِمَّ خُلِقَ خُلِقَ مِنْ ماءٍ دافِقٍ ) قال: النطفة التي تخرج بقوة( يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرائِبِ ) قال الصلب الرجل والترائب المرأة وهو صدرها.

٦ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) قال أبو محمد الحسن العسكريعليه‌السلام سأل عبد الله بن صور يا رسول الله فقال: أخبرنى يا محمد الولد يكون من الرجل أو المرأة؟ فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : أمّا العظام والعصب والعروق فمن الرجل وأمّا اللحم والدم والشعر فمن المرأة، قال: صدقت يا محمد، ثم قال: فما بال الولد يشبه أعمامه ليس فيه من شبه أخواله شيء، ويشبه أخواله، وليس فيه من شبه أعمامه شيء فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : أيهما علمائه ماء صاحبه كان الشبه له فقال: صدقت يا محمد، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٧ ـ وعن ثوبان قال: إنّ يهوديا قال لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : أفلا اسألك عن شيء لا يعلمه إلّا نبي؟ قال: وما هو؟ قال: عن شبه الولد بأبيه وامه، قال: ماء الرجل أبيض غليظ وماء المرأة أصفر رقيق، فاذا علا ماء الرجل ماء المرأة كان الولد

__________________

(١) ثقب الكوكب: أضاء.

٥٥١

ذكرا بإذن اللهعزوجل : ومن قبل ذلك يكون الشبه، وإذا علا ماء المرأة ماء الرجل خرج الولد أنثى بإذن اللهعزوجل ، ومن قبل ذلك يكون الشبه، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٨ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى أنس بن مالك عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله حديث طويل يقول فيه لعبد الله بن سلام وقد سأله عن مسائل: وإذا سبق ماء الرجل ماء المرأة نزع الولد إلى أبيه(١) .

٩ ـ وباسناده إلى محمد بن عبد الله بن زرارة عن علي بن عبد الله عن أبيه عن جده عن أمير المؤمنينعليه‌السلام قال: تعتلج النطفتان في الرحم فأيتهما كانت أكثر جاءت تشبهها فان كانت نطفة المرأة أكثر جاءت تشبه أخواله، وان كانت نطفة الرجل أكثر جاءت تشبه أعمامه، وقال: تجول النطفة في الرجل أربعين يوما فمن أراد أن يدعو اللهعزوجل ففي تلك الأربعين قبل ان يخلق، ثم يبعث اللهعزوجل ملك الأرحام فيأخذها فيصعد بها إلى اللهعزوجل ، فيقف ما شاء الله فيقول: يا الهى أذكر أم أنثى؟ فيوحى اللهعزوجل ما يشاء ويكتب الملك.

١٠ ـ وباسناده إلى داود بن القاسم الجعفري عن أبي جعفر الثاني عن الحسن بن علىعليهم‌السلام أنّه قال مجيبا للخضر بأمر أمير المؤمنين وقد سأل أمير المؤمنينعليه‌السلام عن مسائل: وأمّا ما ذكرت من أمر الرجل يشبه أعمامه وأخواله فان الرجل إذا أتى اهله بقلب ساكن وعروق هادئة(٢) وبدن غير مضطرب أسكنت تلك النطفة في تلك الرحم، فخرج الولد يشبه أباه وامه وان هو أتاها بقلب غير ساكن وعروق غير هادئة وبدن مضطرب اضطربت تلك النطفة في جوف تلك الرحم، فوقعت على عرق من عروق الأعمام أشبه الولد أعمامه، فان وقعت على عرق من عروق الأخوال أشبه الولد أخواله.

١١ ـ وباسناده إلى علي بن أبي حمزة عن أبي بصير قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام

__________________

(١) نزع الولد أي أبيه أي أشبهه.

(٢) أي ساكنة.

٥٥٢

فقلت: ان الرجل ربما أشبه أخواله وربما أشبه أباه وربما أشبه عمومته؟ فقال: إنّ نطفة الرجل بيضاء ونطفة المرأة صفراء رقيقة فان غلبت نطفة الرجل نطفة المرأة أشبه الرجل أباه وعمومته، وان غلبت نطفة المرأة نطفة الرجل أشبه الرجل أخواله.

١٢ ـ وباسناده إلى ابن بكير عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قلت له: المولود يشبه أباه وعمه؟ قال: إذا سبق ماء الرجل ماء المرأة فالولد يشبه أباه وعمه، وإذا سبق ماء المرأة ماء الرجل يشبه الولد، امه وخاله.

١٣ ـ في تفسير علي بن إبراهيم:( إِنَّهُ عَلى رَجْعِهِ لَقادِرٌ ) كما( خَلَقَهُ مِنْ نُطْفَةٍ ) يقدر ان يرده إلى الدنيا والى القيامة، وقوله( يَوْمَ تُبْلَى السَّرائِرُ ) قال: يكشف عنها.

١٤ ـ في مجمع البيان والسرائر أعمال ابن آدم والفرائض التي أوجبت عليه، وهي سرائر بين الله والعبد و «تبلى» أي تختبر تلك السرائر يوم القيامة حتى يظهر خيرها من شرها ومؤديها من مضيعها روى ذلك مرفوعا عن أبي الدرداء قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ضمن الله خلقه أربع خصال: الصلوة والزكاة وصوم شهر رمضان والغسل من الجنابة وهي السرائر التي قال الله تعالى:( يَوْمَ تُبْلَى السَّرائِرُ ) .

١٥ ـ وعن معاذ بن جبل قال: سألت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ما هذه السرائر التي ابتلى الله بها العباد في الاخرة؟ فقال: سرائركم هي أعمالكم من الصلوة والصيام والزكاة والوضوء والغسل من الجنابة، وكل مفروض، لان الأعمال كلها سرائر خفية فان شاء الرجل قال: صليت ولم يصل، وان شاء قال: توضأت ولم يتوضأ، فذلك قوله:( يَوْمَ تُبْلَى السَّرائِرُ ) .

١٦ ـ في مصباح شيخ الطائفةقدس‌سره خطبة لأمير المؤمنينعليه‌السلام خطب بها يوم الغدير وفيها يقول: إنّ هذا يوم عظيم الشأن إلى قوله: ويوم كمال الدين هذا يوم إبلاء السرائر.

١٧ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدّثنا جعفر بن أحمد بن عبيد الله بن موسى عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير في قوله:( فَما لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلا ناصِرٍ )

٥٥٣

قال:( فَما لَهُ مِنْ قُوَّةٍ ) يهوى بها على خالقه، ولا ناصر من الله ينصره ان أراد به سوءا( وَالسَّماءِ ذاتِ الرَّجْعِ ) قال: ذات المطر( وَالْأَرْضِ ذاتِ الصَّدْعِ ) أي ذات النبات.

١٨ ـ في مجمع البيان:( إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ ) يعنى ان القرآن يفصل بين الحق والباطل بالبيان عن كل واحد منهما وروى ذلك عن الصادقعليه‌السلام .

١٩ ـ في تفسير علي بن إبراهيم متصل بقوله: ان أراد به سوءا قلت:( إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً ) قال: كادوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وكادوا علياعليه‌السلام وكادوا فاطمةعليها‌السلام ، فقال الله: يا محمد( إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً وَأَكِيدُ كَيْداً فَمَهِّلِ الْكافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً ) لو قد بعث القائمعليه‌السلام فينتقم لي من الجبارين والطواغيت من قريش وبنى امية وساير الناس، وفيه( فَمَهِّلِ الْكافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً ) قال: دعهم قليلا.

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال وباسناده عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من قرء( سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ) في فرائضه أو نوافله قيل له يوم القيامة: ادخل الجنة من أي أبواب الجنة شئت إنْ شاء الله.

٢ ـ وباسناده عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: الواجب على كل مؤمن إذا كان لنا شيعة ان يقرء في ليلة الجمعة بالجمعة و( سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ) ، الحديث.

٣ ـ في مجمع البيان أبيّ بن كعب عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله من قرءها أعطاه الله عشر حسنات بعدد كل حرف انزل الله على إبراهيم وموسى ومحمد صلوات الله عليهم

٤ ـ وعن عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام قال: كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يحب هذه السورة( سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ) . وأول من قال سبحان ربي الأعلى ميكائيل.

٥ ـ عن ابن عباس كان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله إذا قرء( سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ) قال: سبحان ربي الأعلى ؛ وكذلك روى عن عليٍّعليه‌السلام .

٦ ـ وفيه قال الباقرعليه‌السلام : إذا قرأت( سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ) فقل: سبحان ربي الأعلى

٥٥٤

وان كنت في الصلوة فقل فيما بينك وبين نفسك.

٧ ـ وروى العياشي باسناده عن ابن أبي حميصة عن عليٍّعليه‌السلام قال: صليت خلفه عشرين ليلة وليس يقرء إلّا سبح الاسم ربك الأعلى. وقال: لو تعلمون ما فيها لقرءها الرجل كل يوم عشرين مرة ؛ وان من قرءها فكأنما قرء صحف موسى وإبراهيم الذي وفى.

٨ ـ وفي تفسير العياشي عن الأصبغ بن نباته قال: لـمّا تقدم أمير المؤمنينعليه‌السلام الكوفة صلى بهم أربعين صباحا يقرء بهم( سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ) .

٩ ـ وعن عقبة بن عامر الجهني قال: لـمّا نزلت( فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ ) قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله اجعلوها في ركوعكم، ولما نزل( سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ) قال: اجعلوها في سجودكم.

١٠ ـ في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد ومحمد بن الحسين عن عثمان بن عيسى عن سماعة عن أبي بصير قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : اقرء في ليلة الجمعة بالجمعة، وسبح( اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ) .

١١ ـ في عيون الأخبار في باب ذكر الأخلاق الرضاعليه‌السلام ووصف عبادته، فاذا قرء( سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ) قال سرا: سبحان ربي الأعلى.

١٢ ـ في كتاب الخصال فيما علم أمير المؤمنينعليه‌السلام أصحابه من الاربعمأة باب مما يصلح للمسلم في دينه ودنياه: إذا قرأتم من المسبحات الاخيرة فقولوا: سبحان الله الأعلى.

١٣ ـ في روضة الواعظين للمفيد (ره) وروى جعفر بن محمد عن أبيه عن جدهعليهم‌السلام انه قال: وان لله ملكا يقال له: حزقائيل له ثمانية عشر الف جناح ما بين الجناح إلى الجناح خمسمائة عام، ثم اوحى الله إليه ايها الملك: طر فطار مقدار عشرين الف عام لم ينل رأس قائمة من قوائم العرش، ثم ضاعف الله له في الجناح والقوة، وامره ان يطير فطار مقدار ثلثين الف عام لم ينل أيضا، واوحى الله اليه: ايها الملك لو طرت إلى نفخ الصور ومع أجنحتك وقوتك لم تبلغ إلى ساق عرشي، فقال الملك

٥٥٥

سبحان ربي الأعلى، فأنزل اللهعزوجل ( سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ) فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : اجعلوها في سجودكم، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٤ ـ في تفسير علي بن إبراهيم أخبرنا الحسين بن محمد عن المعلى بن محمد عن بسطام بن مرة عن إسحاق بن حسان عن الهيثم بن واقد عن علي بن الحسين العبدي عن سعد الإسكاف عن الأصبغ بن نباتة انه سأل أمير المؤمنينعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل :( سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ) فقال: مكتوب على قائمة العرش قبل ان يخلق الله السماوات والأرضين بألفى عام، لا إله إلّا الله وحده لا شريك له وان محمدا عبده ورسوله فاشهدوا بهما وان عليا وصيّ محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله .

وفيه( سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ) قال: قل سبحان ربي الأعلى الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى قال: قال: قدر الأشياء بالتقدير الاول ثم هدى إليها من يشاء.

١٥ ـ في مجمع البيان قرء الكسائي «قدر» بالتخفيف وهو قراءة علىعليه‌السلام والباقون «قدر» بالتشديد.

١٦ ـ في تفسير علي بن إبراهيم قوله:( وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعى ) قال: أي النبات فجعله بعد إخراجه غثاء أحوى قال: يصير هشيما بعد بلوغه ويسود.

قوله: سنقرئك فلا تنسى أي نعلمك فلا تنسى ثم استثنى فقال: إلّا ما شاء الله لأنه لا يؤمن النسيان اللغوي وهو الترك لان الذي لا ينسى هو الله.

١٧ ـ في مجمع البيان( سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسى ) قال ابن عباس: كان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إذا نزل عليه جبرئيلعليه‌السلام بالوحي يقرئه مخافة ان ينساه فكان لا يفرغ جبرئيلعليه‌السلام من آخر الوحي حتى يتكلم هو بأوله، فلما نزلت هذه الآية لم ينس بعد ذلك شيئا( قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى ) فان من تطهر من الشرك وقال: لا إله إلّا الله إلى قوله: وقيل: أراد صدقة الفطرة وصلوة العيد وروى ذلك مرفوعا.

ومتى قيل: على هذا القول كيف يصح والسورة مكية ولم يكن هناك صلوة العيد ولا زكوة فطر؟ قلنا يحتمل ان يكون أولها بمكة وختمت بالمدينة.

١٨ ـ في أصول الكافي علي بن محمد عن أحمد بن الحسين عن علي بن ريان عن

٥٥٦

عبيد الله بن عبد الله الدهقان قال: دخلت على أبي الحسن الرضاعليه‌السلام فقال لي: ما معنى قوله( وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى ) فقلت: كلّما ذكر اسم ربه قام فصلى، فقال لي لقد كان اللهعزوجل كلف هذا شططا! فقلت: جعلت فداك فكيف هو؟ فقال: كلّما ذكر اسم ربه صلى على محمد وآله.

١٩ ـ في من لا يحضره الفقيه وسئل الصادقعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل ( قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى ) قال: من اخرج الفطرة. قيل له:( وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى ) قال: خرج إلى الجبانة(١) فصلى.

٢٠ ـ وروى حماد بن عيسى عن حريز عن أبي بصير وزرارة قالا: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : ان من إتمام الصوم إعطاء الزكاة يعنى الفطرة، كما ان الصلوة على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من تمام الصلوة، لأنه من صام ولم يؤد الزكاة فلا صوم له إذا تركها متعمدا، ولا صلوة له إذا ترك الصلوة على النبي وآله، ان اللهعزوجل قد بدء بها قبل الصوم قال( قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى ) .

٢١ ـ في تفسير علي بن إبراهيم قوله:( قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى ) قال: زكوة الفطرة، فاذا أخرجها قبل صلوة العيد( وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى ) قال: صلوة الفطر والأضحى.

٢٢ ـ في مجمع البيان: بل تؤثرون الحيوة الدنيا والاخرة خير وأبقى وفي الحديث من أحب آخرته أضر بدنياه، ومن أحب دنياه أضر بآخرته.

٢٣ ـ في أصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن عبد الله بن إدريس عن محمد بن سنان عن المفضل بن عمر قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام :( بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَياةَ الدُّنْيا ) قال: ولاية شبوية(٢) ( وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقى ) ولاية أمير المؤمنينعليه‌السلام ( إِنَّ هذا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولى صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى ) .

٢٤ ـ باسناده إلى درست بن أبي منصور عن رجل عن أبي عبد اللهعليه‌السلام وهشام

__________________

(١) الجبانة: الصحراء.

(٢) الشبوة: العقرب والنسبة إليها شبوية قال الفيض (ره): كأنه شبه الجائر بالعقوب «انتهى» وفي المصدر وكذا المنقول عنه في البحار «ولايتهم» مكان «ولاية شبوية».

٥٥٧

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال رأس كل خطيئة حب الدنيا.

٢٥ ـ وباسناده إلى مسلم بن عبد الله قال: سئل علي بن الحسينعليهما‌السلام أي الأعمال أفضل عند الله؟ قال: ما من عمل بعد معرفة اللهعزوجل ومعرفة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أفضل من بغض الدنيا، فان لذلك شعبا كثيرة وللمعاصي شعب، فأول ما عصى الله به الكبر معصية إبليس حين( أَبى وَاسْتَكْبَرَ وَكانَ مِنَ الْكافِرِينَ ) ، ثم الحرص وهي معصية آدم وحواعليهما‌السلام حين قال اللهعزوجل لهما: «كلا( مِنْ حَيْثُ شِئْتُما وَلا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونا مِنَ الظَّالِمِينَ ) فأخذا ما لا حاجة بهما اليه، فدخل ذلك على ذريتهما إلى يوم القيامة، وذلك ان أكثر ما يطلب ابن آدم ما لا حاجة به اليه، ثم الحسد وهي معصية ابن آدم حيث حسد أخاه فقتله، فتشعب من ذلك حب النساء وحب الدنيا وحب الرياسة وحب الراحة وحب الكلام وحب العلو والثروة، فصرن سبع خصال فاجتمعن كلهن في حب الدنيا، فقالت الأنبياء والعلماء بعد معرفة ذلك: حب الدنيا رأس كل خطيئة، والدنيا دنيائان دنيا بلاغ ودنيا ملعونة وأمل لا يدرك ورجاء لا ينال.

قال مؤلف هذا الكتاب والأحاديث في هذا المعنى كثيرة ومفادها لا يخفى على من( كانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ ) رزقنا الله وإياكم دوام التفكر في حقيقة أحوال الدارين.

٢٦ ـ في كتاب الخصال عن عتبة بن عمر الليثي عن أبي ذررحمه‌الله عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله حديث طويل وفيه قلت: يا رسول الله فما في الدنيا مما أنزل الله عليك شيء مما كان في صحف إبراهيم وموسى؟ قال: يا أبا ذر اقرأ( قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَياةَ الدُّنْيا وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقى إِنَّ هذا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولى صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى ) .

٢٧ ـ في أصول الكافي محمد بن يحيى عن محمد بن عبد الجبار عن محمد بن إسماعيل عن علي بن النعمان عن ابن مسكان عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قال لي: يا أبا محمد ان اللهعزوجل لم يعط الأنبياء شيئا إلّا وقد أعطاه

٥٥٨

محمدا، وقال: وقد اعطى محمدا جميع ما اعطى الأنبياء وعندنا الصحف التي قال اللهعزوجل :( صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى ) قلت: جعلت فداك: هي الألواح؟ قال: نعم.

٢٨ ـ وباسناده إلى مسعدة بن صدقة عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : ايها الناس ان الله تبارك وتعالى أرسل إليكم الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى أن قال: فجاءهم بنسخة ما في الصحف الاولى، وتصديق الذي بين يديه، وتفصيل الحلال من ريب الحرام، ذلك القرآن فاستنطقوه ولن ينطق لكم.

٢٩ ـ وباسناده إلى عبد الحميد بن أبي الديلم عن أبي عبد اللهعليه‌السلام انه قال: وقد ذكر المسيحعليه‌السلام وجرت بعده في الحواريين في المستحفظين، وإنّما سماهم اللهعزوجل المستحفظين لأنهم استحفظوا الاسم الأكبر وهو الكتاب الذي يعلم به علم كل شيء، الذي كان مع الأنبياءعليهم‌السلام ، يقول اللهعزوجل :( وَلَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ وَأَنْزَلْنا مَعَهُمُ الْكِتابَ وَالْمِيزانَ ) الكتاب الاسم الأكبر، وإنّما عرف مما يدعى الكتاب التوراة، والإنجيل والفرقان، فيها كتاب نوحعليه‌السلام وفيها كتاب صالح وشعيب وإبراهيم فأخبر اللهعزوجل :( إِنَّ هذا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولى صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى ) فأين صحف إبراهيم انما صحف إبراهيم الاسم الأكبر، وصحف موسى الاسم الأكبر.

٣٠ ـ علي بن إبراهيم عن أبيه ومحمد بن القاسم عن محمد بن سليمان عن داود عن حفص بن غياث عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: نزل القرآن جملة واحدة في شهر رمضان إلى البيت المعمور ثم نزل في طول عشرين سنة، ثم قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : نزل صحف إبراهيم في أول ليلة من شهر رمضان، وأنزلت التوراة لست مضين من شهر رمضان.

٣١ ـ في الكافي باسناده إلى أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: أنزلت التوراة في ست مضت من شهر رمضان، ونزل الإنجيل في اثنى عشر ليلة من شهر رمضان، وانزل الزبور في ليلة ثمان عشرة مضت من شهر رمضان، ونزل القرآن في ليلة القدر.

٥٥٩

٣٢ ـ في روضة الكافي أحمد بن محمد بن الكوفي عن علي بن الحسن التيمي عن علي بن أسباط عن علي بن جعفر قال: حدّثني معتب أو غيره قال: بعث عبد الله بن الحسن إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام يقول لك أبو محمد: انا أشجع منك وأنا أسخى منك وانا أعلم منك فقال لرسوله: اما الشجاعة فو الله ما كان لك موقف يعرف به جبنك من شجاعتك، وأمّا السخي فهو الذي يأخذ الشيء من جهته فيضعه في حقه، وأمّا العلم فقد أعتق أبوك عليّ بن أبي طالب ألف مملوك فسم لنا خمسة منهم وأنت عالم، فعاد إليه فأعلمه ثم عاد اليه، فقال له: يقول لك انك رجل صحفي فقال له أبو عبد اللهعليه‌السلام قل له: أي والله صحف إبراهيم وموسى وعيسى ورثتها عن آبائيعليهم‌السلام .

٣٣ ـ في بصائر الدرجات أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر ابن سويد عن يحيى الحلبي عن عبد الله بن مسكان عن أبي بصير قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : عندنا الصحف التي قال الله:( صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى ) قلت: الصحف هي الألواح؟ قال: نعم.

٣٤ ـ محمد بن عيسى عمن رواه عن محمد قال: حدّثني عبد الله بن إبراهيم الأنصاري الهمداني عن أبي خالد القماط عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سمعته يقول: لنا ولادة من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله طهر، وعندنا( صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى ) ورثناها عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

٣٥ ـ محمد بن عبد الجبار عن الحسين عن أحمد بن الحسن التيمي عن فيض بن المختار عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أفضت إليه صحف إبراهيم وموسى فائتمن عليها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عليا، فائتمن عليها على الحسن، وائتمن عليها الحسن الحسين حتى انتهى إلينا.

٣٦ ـ أحمد بن محمد عن ابن سنان عن عبد الله بن مسكان وشعيب الحذاء عن أبي بصير قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : عندي الصحف الاولى صحف إبراهيم وموسى، قال ضريس أليست هي الألواح؟ قال: نعم.

٣٧ ـ إبراهيم بن هاشم عن البرقي عن ابن سنان وغيره عن بشر عن حمران

٥٦٠

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607