العبّاس ابوالفضل ابن أمير المؤمنين عليه السلام سماته وسيرته

العبّاس ابوالفضل ابن أمير المؤمنين عليه السلام سماته وسيرته9%

العبّاس ابوالفضل ابن أمير المؤمنين عليه السلام سماته وسيرته مؤلف:
تصنيف: شخصيات إسلامية
الصفحات: 607

العبّاس ابوالفضل ابن أمير المؤمنين عليه السلام سماته وسيرته
  • البداية
  • السابق
  • 607 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 68056 / تحميل: 5526
الحجم الحجم الحجم
العبّاس ابوالفضل ابن أمير المؤمنين عليه السلام سماته وسيرته

العبّاس ابوالفضل ابن أمير المؤمنين عليه السلام سماته وسيرته

مؤلف:
العربية

بسم الله الرحمن الرحيم

١

العباس ابوالفضل ابن امير المومنين عليهما السلام

سماته و سيرته

بقلم السيد محمد رضا الحسيني الجلالي

٢

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ

الحمدُ لله ربّ العالَمين

والصلاة والسلامُ على سيّد المرسلين

وعلى الأئمّة من آله المعصومين

وعلى أوليائهم أجمعين إلى يوم الدين

٣
٤

الأهداء

إلى سيّدي الوالد :

* الّذي اْستظَلَّ بِجِوارِ أبي الفَضْل العَبّاسِ عليه السلام عُمراً مَديداً

* وأَمَّ جماعةَ المُؤمنينَ في الحَرَمَينِ الشريفين الحُسَينيّ والعبّاسيّ سنينَ عَدِيدَةً

* وظلّ مدرّساً في الحوزةِ العلميّةِ في كربلاءَ المُقدّسة فترةً طويلةً الفقيه الحُجّة الشهيد السيّد مُحسن الحُسينيّ الجلاليّ الحائريّ

(١٣٣٠ ـ ١٣٩٦ هـ)

أُقدّم هذا العملَ الّذي هوَ ممّا نَفَثَهُ في رُوْعيَ من مَعارِفِهِ ومنوِيّاتهِ ورَغَباتِهِ قدّسَ اللهُ رُوحهُ وحَشَرَهُ مع الصِدّيقينَ ، آمين.

السيّد محمّد رضا الحسينيّ الجلاليّ

٥
٦

دليلُ الكتاب

كلمة إدارة المكتبة ٩

مقدّمة المؤلّف ١٢

القسم الأوّل : هويّة العبّاس عليه السلام وسماتُه.................... ١٥ ـ ١٤٣

البابُ الأوّل : هويّة العبّاس عليه السلام الشخصيّة ١٧

البابُ الثاني : سمات العَبّاس عليه السلام الجسديّة ١٢٧

البابُ الثالث : سمات العَبّاس عليه السلام الروحيّة ١٣١

القسم الثاني : سيرةُ العبّاس عليه السلام......................... ١٤٥ ـ ٢٣٢

البابُ الرابع : سيرة العَبّاس عليه السلام في رحاب الأئمّة عليهم السلام ١٤٧

البابُ الخامس : سيرة العَبّاس عليه السلام في كربلاء ١٨٣

البابُ السادس : قِتال العَبّاس عليه السلام وأرجازه ومقتله ومرقدُهُ ٢٠٣

الخاتمة :............................................... ٢٣٣ ـ ٢٤٤

العَبّاس معجزة الحسين عليهما السلام ٢٣٣

الملاحق........................................................ ٢٤٥ ـ ٣٧٠

الملحق الأوّل : الزيارات المأثورة للعبّاس عليه السلام ٢٤٧

الملحق الثاني : زوجة العبّاس عليه السلام وأولاده ، وذرّيته في كتب النسب ، والأعلام منهم عبر التاريخ ٢٥٣

الملحق الثالث : خلاصة الكتاب ٣٥٩

الفهارس العامّة ٣٧١

٧
٨

كلمة إدارة المكتبة

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ

الحمدُ لله ربّ العالمين ، وصلّى اللهُ على رسولهِ الأكرمِ ، وعلى آلِه الطيّبينَ الطاهِرينَ ، وسَلَّمَ وبعد :

حينَ تَشَرَّفنا باستلامِ مَهامّ إِدارةِ مكتبةِ العَتَبَةِ العَبّاسيّةِ المُشرَّفَةِ ؛ تداعَتْ إلى أذْهانِنا مجموعَةٌ من الإنجازاتِ المُنبَثِقة من رغبةٍ جادّةٍ في النهوضِ بِواقِعِ المكتبةِ ورَفْعِ أركانها بِما يليقُ بِمكانةِ مُشرِّفها عليهِ أفضلُ الصلاةِ والسلامِ ، فبعد ما عانتهُ خلال السَنَواتِ العِجافِ الّتي أثّرتْ بعُمقٍ ملموسٍ على الواقع الثقافيّ في العراق عموماً ، وعلى هذا الصَرْحِ المقدّس بخاصّة.

وقد وضعنا في اعتبارنا أنّ نقطةَ الانْطلاقِ لا بُدّ أنْ تَسيرَ على خُطُواتٍ مرسومةٍ وِفْقَ خُطّةٍ مدروسةٍ تشملُ مَحاوِرَ عِدّةً :

فمن جهةٍ : أنّ المكتبة بحاجةٍ إلى المصادر العامّة الكثيرة والمنوّعة ، لِسَدِّ حاجةِ رُوّادِها بِمُختلفِ مشاربِبهم ومستوياتهم الثقافيّة والعلميّة.

ومن جهةٍ أُخرى : ونحنُ في مقامِ بابِ الحوائجِ أبي الفَضْلِ العَبّاس ابن أميْر المُؤْمِنيِنَ عليه السلام ، وفي مكتبتهِ العامِرَةِ ، والكلُّ ينهلُ من فيضهِ العَذْبِ ، ومَعَ ذلَك فنحنُ لا نملكُ من تُراثه إلاّ النَزْرَ الّذي لا يَسُدُّ طَلَبَ مُحبّيهِ ، ولا يُروّي ظَمَأَ شَوقِهِم إلى الوُقُوفِ عليهِ.

٩

فاستعَنّا بِاللهِ تعالى وقَصَدْنا بابَ مَنْ يلوذُ بِبابِهِ السائِلُونِ ، أنْ يُوفّقَنا لِخِدْمَةِ مُحبّيهِ في مَشارقِ الأرضِ ومَغارِبها ، من خلال إخراج دراساتٍ علميّةٍ ، بأقلامٍ مُعاصرةٍ ، وعلى منهجِ البُحُوثِ والدِراسات القويمةِ في مجالَي السيرةِ والتراجمِ ، ودراسةِ المَصادِرِ التاريخيّة ، وبِأُسلوبٍ مُواكِبٍ لِمُتطلّباتِ المَرحَلةِ الراهِنَةِ ، في ما يَخُصُّ سيّدَنا العَبّاسَ عليه السلام لِمَحدوديّة الأعمالِ الجادّةِ لِدراسةِ شَخصيّتهِ وسِماتِهِ وسِيرَتِهِ المُباركةِ ، وهُوَ القَمَرُ الزاهِرُ بينَ شُمُوسِ العِتْرةِ الطاهرةِ عليهم السلام والمُتألّق في رِحابِ العِصْمةِ والهُدى ، فكانَ لهَ نَورٌ يَشِعُّ في ظِلَّ الأوْتادِ المُطهّرةِ ، المَعْصومينَ : والده الإمام أمير المُؤمنينَ وسيّد الوّصِيّينَ ، وأخَوَيْه الإمامَينِ السِبْطَيْنِ الحَسَنِ والحُسَينِ عليهما السلام فكانَ من المُحَتّم أنْ يُكْتَبَ عن سِماتِهِ وسِيرَتِهِ بِالبحثِ والتنقيبِ والتَحَرّي الدقِيقِ.

وقد استجابَ اللهُ جلّ وعلا سُؤْلَنا بِأَنْ هَيَّأ لِهذِهِ المُهِمّةِ الشريفةِ أحَدَ أبْرَزَ المُحقّقينَ في مجالِ التأليفِ والبحثِ السيّدَ الجلاليَّ دامَ عِزُّهُ ، المُؤلِّفُ لِهذا الكتاب ، فانْبرى لِكتابَتِهِ مُعْتمِداً أوْثَقَ المَصادِرَ وأقْدَمَها ، مُستخدِماً ما عُرِفَ عنهُ وشاعَ من غزَارَةِ فِكْرٍ وعُمْقِ رُؤْيَةٍ وسَدادَ نَظَرٍ ، مَعَ بَراعَةِ الأُسْلُوب ، ومَنْهَجيّةِ الطَرْحِ ، وقدْ تَمَّ ما أَنجَزَهُ بِتَوفيقٍ من اللهِ تعالى وفَضْلٍ (ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ).

ونحنُ إِذْ نُقدّمُ هذا الكتابَ لِعاشقي سيّدِنا أبي الفَضْل العبّاس عليه السلام وطالبي المعرفَةِ ، نهنِّئُ السيّدَ المُؤلِّفَ للتوفيقِ لهذا العَمَلِ ، ونَدْعُو لَهُ بِالمزيدِ من التوفيقِ لِنيلِ شَرَفِ خِدمةِ الحَقّ وأَهلهِ من الّذينَ رَسَمُوا على جبينِ الإنسانيّة

١٠

بَصَمَات العِزِّ والفَخارِ ، كما قام به لأبي الفَضْل العَبّاس عليه السلام الّذي طبعَ بِكِلتي يَدَيْهِ بَصْمَةً ظلّتْ شِعاراً لِلوَلاءِ والوَفاءِ والإخْلاصِ ، لِكَشفِ الحقيقةِ ونَصْرِها ، وإزالَةِ الزَيْفِ والتزويرِ والظُلمِ ودَحْرِها.

وما نأملُ ونرجُو من الله تعالى التوفيقَ لِتحقيقه في القريب العاجل ، هُو جمعِ تُراث أبي الفَضْلِ العَبّاس عليه السلام من الشِعْرِ والنَثْرِ ، على طُولِ القُرُونِ من الأوّل حتّى عصرنا هذا.

ونسألُهُ تعالى العَفْوَ عن التقصيرِ ، والعَوْنَ في أَداءِ المُهمّاتِ ، والتوفيقَ لِما يُحِبُّ ويَرْضَى ، إنّهُ قَرِيْبٌ مُجِيْبٌ.

نور الدين الموسوي

إدارة مكتبة العتبة العبّاسيّة المشرّفة

كربلاء المقدّسة

١٤٣٣ هـ

١١

مقدّمة المؤلّف

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ

كانَ من توفيق الله تباركَ اسمُه أنْ حظيتُ بزيارة العَتَباتِ المُقدّسة في العراق ، في ثلاثة شُهُورٍ مُتواليةٍ : شهر رجبٍ المُكرّم ، وشهر شعبانَ المُعظّم وشهر رمضانَ المُبارك ، هذه السنةَ (١٤٢٩ هـ).

ومن مكارم تلك السَفرات أنّي فُزْتُ بزيارة مرقد سيّدنا الشهيد العبّاس أبي الفَضْلِ ابن أمير المؤمنين عليهما السلام في كربلاء المقدّسة ، وفي تلك البقعة المُباركة ساقني الحظُّ إلى لِقاء القائمين على خدمة عتبته المُقدّسة ، ووقفت عن كَثَبٍ على جُهُودهم الكبيرة في المجالات كافّةً ، وفي المجال الثقافيّ والإعلاميّ خاصّة ، فكانتْ أعمالُهم ممّا يفتخرُ به نظير ما يصدر في العتبات المقدّسة الأُخرى ، فشكرَ اللهُ سعيَهم وأجزلَ أجرَهم.

وفي اللقاء دارَ الحديثُ عن كِتابي (الحُسينُ عليه السلام سماتُهُ وسيرتُهُ) الّذي كانَ لهُ وَقْعٌ بين الأوساط العلميّة والتاريخيّة والأدبيّة ، منذُ ظُهوره ، فتداولَهُ خُطباء المِنْبر الحُسَينيّ دامَ مجدُهُم وعُلاهم ، وتقبّلُوهُ بقبولٍ حَسَنٍ ، وقرّظوهُ ، فأوقعَ في نفسي اعتزازاً ، لكونِهِ يَدُلُّ على قبولِهِ عندَ الله جلّ وعَزَّ ، وما يستَتبعُ من دُعاء القُرّاء لي بالمغفرة والرضوان.

١٢

وفي تلك الأجواء الْمَلْأى بالقُدسيّة ، وفي ظِلال العَتبة العَبّاسيّة المقدّسة وأروقة مرقده الشريف ، وصحنه الواسع المُبهج ، وفي جَمْعٍ مِنَ الفُضَلاء العاملين في خدمته ؛ وَقَعَ في خَلَدي أنْ أكتبَ عن سيّدنا أبي الفضل العَبّاس الشهيد عليه السلام كذلك كتاباً يحوي (سماته وسيرته) على منوال ما كتبتُ عن الإمام الحسين سيّد الشهداء عليه السلام.

ورجعتُ إلى مقرّ عملي في قُمّ المُقدّسة ، وبدأتُ العمل لإنجاز هذا الكتاب باسم (العَبّاس عليه السلام سماته وسيرته).

وقد التزمتُ فيه اعتماد أقدم المصادر المختصّة وأوثقها ، مقدّماً ما اتّفقت عليه ثمّ ما اجتمع عليه اثنان على الأقلّ ممّن تأخّر عصرُه.

مُحاولاً استنطاق النُصُوص بما يتوافقُ مع معطَيات العقائد الحقّة ، والتاريخ المثبَت ، ومؤدّى اللّغة والأدب.

ومعضّداً لذلك بالقرائن الحاليّة والمقاليّة المنثورة في التُراث الإسلاميّ ممّا تؤطِّرُ تلك النُصوصَ وتُقارن دلالاتِها.

هادفاً من العمل : أن لا تبقى النُصوصُ المنقولةُ مُبْهَمةً ، أو جامدةً على ظواهرها ، أو بعيدةً عن مُقارناتها المُهِمَّةِ الّتي تُثيرُ مداليلها وتُضيئ مقاصدها ؛ فالغرضُ الأقصى هو : توضيحُ النُصُوص وتقريب دلالاتها للوصول إلى أهدافها الواقعيّة ، الّتي نبتغي تقديمها إلى القُرّاءِ بأبهى شَكلٍ وأيسره.

وأرجُو من الله الكريم المَنّان أَنْ يَمُنَّ عَلَيَّ بقبولِ هذا العمل الّذي لم أقصدْ به سوى وجههِ الكريم ، خدمةً لوليّهِ الصالِحِ.

١٣

وأن يُثِيْبَنِي عليهِ يَوْمَ لِقائِهِ ، بوسيلَةِ سَيِّدي وَعَمِّي وَمَوْلايَ أبي الفَضْلِ العبّاس عليه السلام بِالْمَغْفِرَةِ وَالرِّضْوانِ في الآخرةِ ، والرحمةِ والتوفيقِ في هذِهِ الدُّنيا.

وآمُلُ أنْ يَقَعَ هذا الكتابُ عندَ القُرّاءِ المَوْقِعَ الَّذي سَبَقَ لكتاب (الحسين عليه السلام سماتُه وسيرتُه) ليكونا خُطَىً من قَدَمِ صِدقٍ لِي مَعَهما وأصحابِهما الّذين بَذَلُوا دُونهَما ، فأفُوزَ فَوزاً عظيماً ، وَاللهُ هُوَ المُسْتَعانُ.

وكَتَبَ

السيّد مُحَمَّد رِضا الحُسينيّ الجلاليّ

قمّ المُقدّسة ٢٠ شهر صفر الخير ١٤٣٣ هـ

١٤

القسم الأوّل

هويّة العبّاس عليه السلام وسِماتُه

البابُ الأوّل : هويّة العَبّاس عليه السلام الشخصيّة

البابُ الثاني : سمات العَبّاس عليه السلام الجسديّة

البابُ الثالث : سمات العَبّاس عليه السلام الروحيّة

١٥
١٦

البابُ الأوّل

هويّةُ العَبّاس عليه السلام الشَّخْصِيَّةُ

آباؤُهُ وأعْمامُهُ

أُمَّهاتُهُ وأَخْوالُهُ

اسمُهُ وأَلْقابُهُ وكُناهُ

إخْوَتُهُ وأَخَواتُهُ

١٧
١٨

آباؤُهُ الكِرامُ وأعْمامُهُ العِظامُ

ولد العَبّاس عليه السلام في كنف والدين ، فاحتوشه آباء وأُمّهاتٌ هم القمّة في الشرف والمجد

أتاهُ المجدُ مِنْ هَنّا وهَنّا

فَكانَ لَهُ بِمُعْتَلِجِ السُّيُوْلِ(١)

فوالدُهُ :

الإمامُ أَميْرُ المُؤْمِنِيْنَ عليٌّ المُرتضى ، ابن عمّ الرسول صلى الله عليه وآله وصهرُهُ زوجُ الزهراء فاطمة البتول عليها السلام وأبو السبطين الحسن والحسين عليهما السلام.

وهو مَن فضائلُهُ وفواضلُهُ كثيرةٌ سائرةٌ ، معروفةٌ مرفوعةٌ ، كالشمس في رائعة النهار ، وقد ملأت الدُنيا وخلدتْ ، لأنّها من الوحي صدرتْ ، وفي آيات القرآن الكريم وردتْ ، وعلى لسان النَبيّ الأكرم صلى الله عليه وآله رويتْ.

وها هي سلسلةُ نَسَبِهِ الشريف :

فهو العَبّاسُ :

ابنُ عليٍّ أَمير المُؤْمِنِيْنَ ، أبي الحسن : وليد الكعبة المعظّمة ، وربيب

__________________

(١) من شعر يزيد بن عُبَيْد السعديّ ، أبي وجزة السلميّ (ت ١٣٠ هـ) قاله في محمّد الديباج ، وفي ديوانه : (أتاك) و(وكنت). وراجع : اختيار الممتع في علم الشعر وعمله للنهشلي (١ / ٧٣) ، وفيه : كمجتمع السيول.

١٩

الرسول ، وأوّل من آمن به ، وصهره ، ووصيّه ، وشهيد الصلاة في محراب مسجد الكوفة.

ابن أبي طالب :

شيخ البطحاء ، وسيّد بني هاشم ، ومؤمن قريش ، وعَمُّ الرسول وناصره وكافله ، فقال فيه لمّا مات : «يا عمّ ، ربّيت صغيراً ، وكَفَلْتَ يتيماً ونصرتَ كبيراً ، فجزاك الله عنّي خيراً» ومشى بين يدي سريره ، وجعل يعرضه ويقول : «وصلتك رحمٌ وجُزيت خيراً»(١) .

وقد أعلن أبو طالب إيمانَهُ ، وكشف عن معرفته بالحقّ ، في وصيّته وهو مُحْتَضَرٌ ، وهذا نصُّها منقولاً من خطّ ابن الشِحْنَة :

لمّا حضرت الوفاةُ أبا طالبٍ عمّ النَبِيّ ، جمع إليه وجوه قريشٍ وأوصاهم ، قال :

«يا معشر قريشٍ أنتم صفوةُ الله من خلقه ، وقلبُ العرب ، وفيكم السيّدُ المُطاعُ ، وفيكم المُقْدِمُ الشُجاعُ ، الواسعُ الباع.

واعلموا أنّكم لم تتركوا للعرب في المآثر نَصيباً إلاّ أحرزتموهُ ، ولا شَرَفاً إلاّ أدركتموهُ ، فلكم بذلك على الناس الفضيلة ، ولهم إليكم الوسيلة ، والناسُ لكم حربٌ ، وعلى حربكم ألْبٌ.

وإنّي أُوصيكم بتعظيم هذه البِنْية ، فإنَّ فيها مرضاةً للربّ ، وقواماً للمعاش ، ونبأة للوطأة.

__________________

(١) تاريخ اليعقوبي (٢ / ٣٥)

٢٠

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600
٦٠١

فهرس المحتويات

المقدمة7

المدخل 10

التمهيد وسير البحث 10

تمهيد 12

خلاصة الرؤية المشهورة13

في تعليل الصلح 13

صلح الحسن عليه‌السلام في الاعلام الاموي والعباسي 24

وروايات اهل البيت عليهم‌السلام 24

الرؤية الجديدة30

أبواب البحث وفصوله36

الباب الأول 40

الرؤية المشهورة في تعليل الصلح 40

الباب الأول / الفصل الأول 43

المستشرقون : الحسن عليه‌السلام شخصية ضعيفة منهارة43

الباب الأول / الفصل الثاني 48

الإسلاميون : الكوفيون متفرقون متخاذلون 48

الإسلاميون القدامى 48

مشاهير المتأخرين من الباحثين الشيعة53

مشاهير من الباحثين من أهل السنة68

الباب الثاني 72

القراءة الجديدة72

الفتح المبين لمشروع علي عليه‌السلام 72

٦٠٢

الذي حققه الحسن عليه‌السلام بصلحه72

الباب الثاني / الفصل الأول 77

خلفيات الصلح 77

الخلفية المباشرة للصلح هي نهضة علي عليه‌السلام الاحيائية للسنة77

قصة الشورى وبيعة عثمان(1) 78

ما هي سيرة الشيخين التي رفضها علي عليه‌السلام؟81

انشقاق قريش الحاكمة على نفسها84

مشروع علي عليه‌السلام لإحياء السنة النبوية في حج التمتع 86

قريش تقتل عثمان والجماهير تبايع عليا عليه‌السلام 87

منهج علي عليه‌السلام في بيعته وحكومته88

رد فعل قريش المسلمة السلبي من علي عليه‌السلام 89

شهادة علي عليه‌السلام على يد حملة91

الفكر التكفيري (الخوارج)91

مشروع علي عليه‌السلام إنجازات ومشكلات 92

أهل العراق يبايعون الحسن عليه‌السلام على الحكم 93

العقبات امام انطلاقة مشروع علي عليه‌السلام 93

المفتاح لانطلاق مشروع علي عليه‌السلام في الشام95

هو الصلح وليس الحرب 95

خصائص أطروحة الصلح المطلوبة98

العمق الاستراتيجي للحسن عليه‌السلام والتفكير المحدود لمعاوية102

الوفاء بالشروط مدة عشر سنوات 107

انتشار سنة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لدى أهل البلاد المفتوة شرقاً110

وغرباً بفضل مشروع علي عليه‌السلام وصلح الحسن عليه‌السلام 110

الباب الثاني / الفصل الثاني 111

السنوات العشر الاولى من الصلح (سنوات الفتح المبين لمشروع علي عليه‌السلام)111

رؤيتان للسنوات العشر قبل وفاة الحسن عليه‌السلام 111

٦٠٣

طرف من اخبار شيعة علي عليه‌السلام في سنوات الصلح 121

نماذج من أحاديث حملة الحديث من الكوفيين 137

الذين دخلوا الشام137

الباب الثاني / الفصل الثالث 160

سيرة الامام الحسن عليه‌السلام (معالم امامته الدينية ومرجعيته في عمل الخير)160

المبحث الأول في سنوات الصلح 160

المبحث الثاني مراحل حياته عليه‌السلام 173

الباب الثاني / الفصل الرابع 186

السنوات العشر بعد وفاة الحسن عليه‌السلام (الغدر المبين لمعاوية)186

موت الحسن عليه‌السلام بالسم قضية سياسية وليست شخصية186

خطة معاوية لتصفية التشيّع في الكوفة213

خلاصة بما قام به معاوية وولاته220

خلاصة في اسرة معاوية ونسبه ومرض وفاته222

الباب الثاني / الفصل الخامس 235

تعليقات على موارد من كتاب صلح الحسن عليه‌السلام للعلامة الحجة الشيخ راضي آل ياسين رحمه‌الله 235

كلامه رحمه‌اللهعلى بنود الصلح(1) 236

تعليقاتنا على كلامه السابق رحمه‌الله من رقم 1 الى رقم 8 240

كلامه رحمه‌الله في دراسة الشروط والوفاء بها244

تعليقات على كلامه رحمه‌الله من رقم 9 الى رقم 14 248

الباب الثاني / الفصل السادس 253

مسار الإمامة الإلهية لأربعين سنة253

المرحلة الأولى : على عهد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله 253

المرحلة الثانية : قريش المسلمة تمارس الإمامة الدينية259

بعد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بدلا من أهل البيت عليهم‌السلام 259

المرحلة الثالثة : الإمامة الهادية على عهد علي عليه‌السلام 269

٦٠٤

المرحلة الرابعة : الامام الحسن عليه السالم يؤسس 276

المرجعية الدينية المستقلة عن السلطة276

ويتنازل عن السلطة المدنية276

المرحلة الخامسة : معاوية يحيي الإمامة الدينية277

القرشية ويسميها خلافة الله 277

الباب الثاني / الفصل السابع 278

مقارنة بين صلح النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله الحديبية وصلح الحسين عليه‌السلام 278

الباب الثاني / الفصل الثامن 288

مقتطفات من تاريخ الكوفة من سنة 14 هـ ـ 148 هـ288

الكوفة قبل الفتح الإسلامي للعراق وقبل تمصيرها288

الكوفة على عهد الخليفة عمر بن الخطاب 14 ـ 23 هجـ (عشر سنوات)291

مكرسة لسياسة الخليفتين 291

الكوفة على عهد عثمان 23 ـ 28 هـ قبل انشقاق قريش عليه مكرسة لسيرة294

الشيخين (ست سنوات)294

نهضة علي عليه‌السلام على عهد عثمان سنة 27 هـ لإحياء حج التمتع 299

الكوفة على عهد علي عليه‌السلام 306

الكوفة في سنوات الصلح سنوات الفتح المبين لعلي عليه‌السلام 308

الكوفة على عهد الغدر المبين لمعاوية 50 ـ 60 هـ عشر سنوات 309

الكوفة هـ على عهد نهضة الحسين عليه‌السلام وشهادته وحركة سليمان بن صرد310

ودولة المختار 60 ـ 67 310

الكوفة على عهد ابن الزبير 67 ـ 72 هـ311

موقف عبد الملك بن مروان من الكوفة311

الوليد بن عبد الملك يأمر بإخراج الشيعة العراقيين من الحجاز312

وإرجاعهم إلى الكوفة312

من قتلهم أو روَّعهم الحجاج من شيعة علي عليه‌السلام 312

٦٠٥

دور الامام السجاد والباقر والصادق عليهم‌السلام 333

في الكوفة بعد نهضة الحسين عليه‌السلام 333

الكوفة على عهد هشام وثورة زيد رحمه‌الله 112 هـ333

الكوفة مركز مرجعية الامام الصادق عليه‌السلام 335

الكوفة على عهد حركة ولدي عبد الله بن الحسن المثنى رضي‌الله‌عنه 339

الباب الثالث 344

العباسيون يحذون حذو الأمويين 344

في تحريف التاريخ 344

الباب الثالث / الفصل الأول 348

تحريف الأمويين للتاريخ 348

1. ما رواه الزبير بن بكار في كتابه الموفقيات 348

2. ما رواه أبو الفرج في كتابه الأغاني 351

3. رواية المدائني في كتابه الأحداث 357

4. ما رواه سليم بن قيس في كتابه364

الباب الثالث / الفص الثاني 368

انشقاق العباسيين عن العلويين 368

العباسيون وأطروحتهم الفكرية والسياسية368

ولد علي بن عبد الله بن عباس 369

ولد محمد بن علي بن عبد الله بن عباس 370

تغير ولاء العباسيين وتبدل أطروحتهم الفكرية370

الباب الثالث / الفصل الثالث 377

سياسة الاعلام العباسي 377

اولا : رسالة المنصور الجوابية إلى محمد 377

ذي النفس الزكية قتل سنة 144 377

ثانيا : خطبة المنصور في الكوفة379

سنة 144 هجرية379

٦٠٦

ثالثا : حوار الخليفة المنصور مع مالك بن انس 381

رابعا : شعر مروان ابن أبي حفصة385

خامسا : شعر منصور النَّمِري 387

سادسا : شعر أبان بن عبد الحميد اللاحقي 387

سابعا : شعر ابن المعتز 247 ـ 296 هجرية389

خاتمة الفصل الثالث من الباب الثالث 396

الباب الثالث / الفصل الرابع 398

الروايات الطاعنة في عقيدة الوصية بعلي عليه‌السلام 398

أ. رواية سيف بن عمر (ت 170 ـ 193)398

ب. رواية عبد الرحمن بن مالك بن مغول تـ 195 400

الباب الثالث / الفصل الخامس 402

كتاب أبي مخنف في مقتل الحسين عليه‌السلام 402

الرواية عن الأئمة من ذرية الحسين عليه‌السلام : أهل الشام405

هم قتلة الحسين عليه‌السلام 405

ونصوص التاريخ تؤيد ذلك 406

طرف من كلمات أهل البيت عليهم‌السلام في الكوفيين 407

الباب الثالث / الفصل السادس 409

الروايات الطاعنة في أهل الكوفة على لسان علي والحسن عليهما‌السلام 409

النموذج الأول : ما نسبه الرواة إلى علي عليه‌السلام قوله :409

(وددت أني أبيع عشرة منكم برجل من أهل الشام)409

النموذج الثاني : خطبة يرويها الشيخي المفيد تنسب 422

إلى علي عليه‌السلام فيها طعن على أهل الكوفة422

النموذج الثالث : ما رواه ابن عساكر في 430

تاريخ مدينة دمشق ج 12 ص 169 430

النموذج الرابع : رواية أبي مخنف وغيره في تفرق الكوفيين 432

بعد النهروان بخلاف رواية أبي عوانة التي تؤكد 432

٦٠٧