المجالس الحسنة في مناسبات السَّنَة

المجالس الحسنة في مناسبات السَّنَة0%

المجالس الحسنة في مناسبات السَّنَة مؤلف:
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 343

المجالس الحسنة في مناسبات السَّنَة

مؤلف: السيد أحمد الحكيم
تصنيف:

الصفحات: 343
المشاهدات: 43988
تحميل: 4344

توضيحات:

المجالس الحسنة في مناسبات السَّنَة
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 343 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 43988 / تحميل: 4344
الحجم الحجم الحجم
المجالس الحسنة في مناسبات السَّنَة

المجالس الحسنة في مناسبات السَّنَة

مؤلف:
العربية

به قال: يابُنيّ إيّاك وظلمَ من لا يجدُ عليك ناصراً إلا اللَّه)، ثمّ انّه(ع) اُغمي عليه ثمّ فتح عينيه وقرأ( إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ ) ، و( إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا ) وقال: (الحمدُ للَّه الذي صدقنا وعده، وأورثنا الأرض نتبوّأ من الجنّةِ حيث نشاء فنعمَ أجرُ العاملين)، ثمّ قضى الامام نحبه(١) .

واسيّداه، واإماماه، وامسموماه، وامظلوماه:

اويلي عله أبوالباقر كنز العلوم

عگب گيدة وحديدة وذيك الهموم

گضة نحبة وسافة عليه مسموم

مثل جدّه علي صابر ومظلوم

والشيعة تعزي الغايب اليوم

تگله وتهل دموعه دموم

يمته تاخذ بثارك من الگوم

وروي انه لما مات الامام زين العابدين(ع) كانت له ناقةٌ قد حجّ عليها اثنين وعشرين حجة ما قرعها بمقرعةٍ قط، فجاءت إلى قبر الامام وضربت بجرانها على القبر وتمرّغت عليه وصاحت وهملت عيناها، فأتى الناسُ الامامَ الباقرَ(ع) وأخبروه خبر الناقة فأتاها وأدخلها مكانها، فما مكثت طويلاً حتى خرجت ثانياً وصنعت كما صنعت اوّل مرّة، فاُخبر الامام الباقر(ع) فلمّا نظر إليها قال دعوها فإنها مودِّعة، فلم تلبث ثلاثة ايام حتى ماتت.

أقول: هذه الناقة هملت عيناها حزناً لفراق الإمام زين العابدين، وفي كربلاء عاد فرس الإمام الحسين وهو مخضّب بدمه ويصهل صهيلاً عالياً

____________________

(١) الانوار البهيّة للمرحوم الشيخ عباس القمي: ص١١٢.

٢٦١

وهو يقول: الظليمة الظليمة من أُمّةٍ قتلت ابنَ بنت نبيّها وتوجّه نحو الخيام حتى وصل إلى العقيلة:

يمهر حسين گلي وين لا وين

السرج خالي وتجر رجلين ويدين

يگللها يزينب طاح الحسين

فوگ الترب ومخضّب بدمه

للحومه لفت زينب مسرعه

ودمع العين دمعه بأثر دمعه

وصلت شافته مكسور ضلعه

لنه الخيل داست فوگ جسمه

* * *

فرأت في الصعيدِ ملقىً حماها

هشّمت صدرَهُ خيولُ الأعادي

فدعت والجفونُ قَرحى وفي القلب

لهيبٌ من الأَسى ذو اتقادِ

أحمى الضائعاتِ بعدك ضعنا

في يدِ النائباتِ حَسرى بوادِ

لاحول ولا قوة إلّا باللَّه العليّ العظيم

وسيعلم الذين ظلموا أيّ منقلبٍ ينقلبون والعاقبة للمتقين

٢٦٢

مناسبات شهر صفر الخير

١ - الليلة الأولى:

- دخول السبايا إلى الشام

٢ - الليلة الثانية:

- شهادة زيد بن عليّ بن الحسين(ع)

٣ - الليلة السابعة:

- شهادة الإمام الحسن المجتبى(ع)

٤ - الليلة السابعة عشر:

- شهادة الإمام عليّ بن موسى الرضا(ع)

٥ - ليلةُ الأربعين:

- أربعين الإمام الحسين(ع)

٦ - ليلة الثامن والعشرين:

- شهادة النبيّ الأكرم(ص)

٢٦٣

الليلة الأولى من صفر المجلس الأول

دخول السبايا إلى الشام

أناعيَ قتلى الطفِّ لا زلتَ ناعيا

تهيجُ على طول الليالي البواكيا

أعِد ذكرَهُم في كربلا إِنَّ ذكرَهم

طوى جزعاً طيّ السجلِّ فؤاديا

ودَعْ مقلتي تحمرُّ بعد ابيضاضها

بعدِّ رزايا تتركُ الدّمعَ داميا

ستنسى الكرى عيني كأنّ جفونَها

حلفنَ بمن تنعاهُ أن لا تلاقيا

وتعطي الدّموعَ المستهلّاتِ حقّها

محاجرُ تبكي بالغوادي غواديا

واعضاءُ مجدٍ ما توزّعت الظبى

بتوزيعها إلّا الندى والمعاليا

لئن فرّقتها آلُ حربٍ فلم تكن

لتجمعَ حتى الحشر إلّا المخازيا

وممّا يُزيلُ القلبَ عن مستقرِّهِ

ويتركُ زندَ الغيظِ للحشر واريا

وقوفُ بناتِ الوحي عند طليقها

بحالٍ بها يُشجينَ حتى الأعاديا

أبا حسنٍ حربٌ تقاضَتك دينَها

الى أن أساءت في بنيكَ التقاضيا(١)

____________________

(١) الشاعر المرحوم السيد حيدر الحلي(ره)، الدرّ النضيد: ص٣٥١.

قال المرحوم السيد جواد شبر في (أدب الطف) الجزء الثامن ص٨ :

ولد السيد حيدر في الحلة - حيث ينتهي نسبه إلى الإمام أبي عبداللَّه الحسين(ع)- كان مولدهُ (١٥) شعبان سنة ١٢٤٦ه الموافق لسنة ١٨٣٠م.

وقبل أن يكمل عامه الثاني من عمره فقد والدَهُ فعاش يتيماً، وقد تولّى تربيتَهُ عمُّهُ السيد مهدي، كان شاعراً مجيداً من أشهر شعراء العراق أديباً ناثراً جيّد الخط نظم فأكثر ولا سيّما في رثاء الإمام الحسين(ع) فقد حلَّقَ بالرّغم من أنّ معاصريه من فحول الشعراء وأكابر الادباء فقد فاقهم حتى اعترفوا له بالفضل، وقال السيد الأمين في (أعيان الشيعة): وكان

٢٦٤

نعي

بنات المصطفى بياحال سارت

وبالبلدان بيها الگوم دارت

عن نضّارها بالستر حارت

مضل إلها ستر بيه اتستّر

طلعوا كل اهالي الشام ليهن

بحالت فرح تتفرّج عليهن

وعلي السّجاد ويّاهن وليهن

ابگيد وجامعه وبالحبل ينجر(١)

* * *

كانت مآتمُ بالعراق تعدُّها

أمويّةٌ بالشام من أعيادها

____________________

لغويّاً عارفاً بالعربيّة شهماً أديباً، وقوراً تقيّاً عليه سمات العلماء الأبرار كثير العبادة والنوافل كريم الطبع، وفي (الطليعة) أخبرني السيد حيدر الحِلي قال: رأيت في المنام فاطمة الزهراء(ع) فأتيت إليها مسلّماً عليها مقبلاً يديها فالتفتت إِليّ وقالت:

أناعيَ قتلى الطفِّ لا زلتَ ناعياً

تهيجُ على طول الليالي البواكيا

فجعلت أبكي وانتبهت وأنا أردّدُ هذا البيت وجعلت أتمشى وأنا أبكي ففتح اللَّهُ عليّ أن قلت:

أعد ذكرهم في كربلا إِنّ ذكرَهم

طوى جزعاً طيَّ السجلِّ فؤاديا

إلى آخر القصيدة، ثمّ أوصى أن تكتب وتوضع معَهُ في كفنه.

وكان أبيَّ النفس، يتمتع بكانةٍ سامية في الأوساط العلمية والأدبيّة بحيث يحتفي به السيد المجدّد الشيرازي في سامراء ذكر الشيخ الأميني(ره) في (الغدير) أن السيد حيدر قصد سامراء لزيارةِ الإمامين العسكريين(ع)، وبعد أداء الزيارة قصدَ المرجع السيد المجدّد الشيرازي، فعزم السيّد المجدّد على ردّ الزيارة له وحمل معه مائة ليرة ذهبيّة ودفعها له بكلّ احترام وتقدير ثمّ قبّلَ يد السيد حيدر حيث انه شاعر أهل البيت:. توفي السيد حيدر في مسقط رأسه - الحلّة - ليلة الأربعاء التاسع من ربيع الثاني سنة ١٣٠٤ه وعمره (٥٩) سنة ودفن في النجف الأشرف في الجهة الشمالية من الصحن الشريف بين مرقدي السيد ميرزا جعفر القزويني والشيخ جعفر الشوشتري.

(١) وسيلة الدارين الكبرى: ص٤٦.

٢٦٥

في اليوم الأول من صفر اُدخل رأس الحسين(ع) مدينة دمشق. قال السيد بن طاووس في (اللهوف): وسار القومُ براس الحسين(ع) والأسراء من رجالِه، فلمّا قربوا من دمشق دنت أمّ كلثوم من الشّمر وكان من جملتهم فقالت له: لي إليك حاجة فقال: وما حاجتُك؟ قالت: إذا دخلت بنا البلد فاحملنا في دربٍ قليل النظارة، وتقدّم إليهم ان يخرجوا هذه الرؤوس من بين المحامل وينحونا عنها فقد خُزينا من كثرةِ النظر الينا ونحنُ في هذه الحال، فأمر في جواب سؤالِها ان يجعل الرؤوس على الرّماح في أوساط المحامل بغياً منه وكفرا ً وسلك بهم بين النظارة على تلك الصفة حتى أتى بهم بابَ دمشق، فوقفوا على درج باب المسجد الجامع حيث يقام السبي.

وروي أنّ بعض الفضلاء التابعين لما شاهدوا رأس الحسين(ع) بالشام أخفى نفسَهُ شهراً من جميع أصحابه، فلمّا وجدوهُ بعد اذ فقدوه سألوه عن سبب ذلك فقال: ألا ترون ما نزل بنا، وأنشأ يقول:

جاؤوا برأسِكَ يابنَ بنت محمّد

مترمّلاً بدمائهِ ترميلا

وكأنّما بك يابن بنتِ محمّ

قتلوا جهاراً عامدين رسولا

قتلوك عطشاناً ولم يترقّبو

في قتلك التأويلَ والتنزيلا

ويكبّرون بأن قُتلتَ وإنّما

قتلوا بك التكبيرَ والتّهليلا(١)

دخل عيال الامام الحسسين(ع) إلى الشام وقد زيّنها أهلُها، وكان

____________________

(١) نفس المهموم: ص٤٢٩ - ٤٣٠.

٢٦٦

بأيديهم الطبول والدفوف وهم في فرح غامر، وسرورٍ عامر، وكانت الدعاية أنّ هؤلاء خوارج انتصر عليهم يزيد بن معاوية.

قال الراوي: جاء شيخٌ فدنا من نساء الحسين(ع) وعياله وقال: الحمد للَّه الذي قتلكم وأهلككم وأراح البلاد من رجالكم، وأمكن امير المؤمنين منكم!!

فقال له الامام علي بن الحسين(ع): (يا شيخ هل قرأتَ القرآن؟)

قال: نعم، قال: فهل عرفت هذه الآية( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ) (١) ؟ قال الشيخ: قد قرأت ذلك، قال له الامام(ع): نحنُ القربى ياشيخ، وهل قرأتَ في بني إسرائيل:( وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ ) (٢) ؟ قال الشيخ: قد قرأت ذلك فقال الامام(ع): نحن القربى ياشيخ، فهل قرأت هذه الآية( وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْ‏ءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى ) (٣) ؟ قال: نعم فقال(ع): فنحنُ القربى ياشيخ، وهل قرأت هذه الآية( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرُكُمْ تَطْهِيراً ) (٤) ؟ قال الشيخ: قد قرأت ذلك فقال الامام(ع): نحن أهل البيت الذين خصّنا اللَّه بآية الطهارة يا شيخ، قال الراوي: بقي الشيخُ ساكتاً نادماً على ما تكلّم به، وقال تاللَّهِ إنكم هم؟!

____________________

(١) الشورى: الآية ٢٣.

(٢) الإسراء: الآية ٢٦.

(٣) الانفال: الآية ٤١.

(٤) الأحزاب: الآية ٣٣.

٢٦٧

فقال الامام(ع): (تاللَّهِ إنّا لنحنُ هم من غير شكٍّ وحقِّ جدِّنا رسول اللَّه(ص) إنّا لنحنُ هم). قال الراوي: فبكى الشيخ ورمى عمامتَهُ، ثمّ رفع رأسَهُ إلى السماء وقال: اللهمّ اني أبرأ إليك من عدوِّ آلّ محمّد من الجنّ والإنس، ثمّ قال: هل لي‏ن توبة؟ فقال له: (نعم ان تبت تاب اللَّه عليك وانت معن). فقال: أنا تائب، فبلغ يزيد بن معاوية حديث الشيخ فأمر به فقُتل.

وروي عن الامام زين العابدين(ع) أنه قال: (لما أتوا برأس الحسين(ع) إلى يزيد لعنه اللَّه، كان يتخذ مجالس الشراب، ويأتي برأس الحسين(ع) ويضعه بين يديه ويشرب عليه، فحضر ذات يومٍ رسول ملك الروم، وكان من أشراف الروم وعظمائهم فقال ليزيد: يا ملك العرب، هذا رأس مَن؟ فقال له يزيد: ما لك ولهذا الراس؟ قال: اني إذا رجعتُ إلى ملكِنا يسألني عن كلِّ شي‏ء رأيتُهُ، فأحببتُ أن أخبرهُ بقصّة هذا الرأس وصاحبه حتى يشاركك الفرح والسرور.

فقال له يزيد لعنه اللَّه: هذا رأس الحسين بن علي بن أبي طالب!!

فقال الرومي: ومن أمُّهُ؟

قال: فاطمة بنت رسول اللَّه(ص).

فقال الرومي: أفٍّ لك ولدينك، لي دينٌ أحسنُ من دينك، إنّ أبي من أحفاد داود(ع)، وبيني وبينه آباءٌ كثيرة، والنصارى يعظمونني ويأخذون من تراب أقدامي تبرّكاً بي لأني من أحفاد داود(ع) وأنتم تقتلون ابن بنت نبيّكم، وليس بينه وبين نبيّكم إلّا أمّ واحدة فأيُّ دين دينكم؟!

ثم قال ليزيد: هل سمعت حديث كنيسة الحافر؟

٢٦٨

فقال له: قل حتى أسمع.

فقال: إنّ بين عُمان والصين بحرٌ مسيرةُ ستّةُ أشهر ليس فيها عمران إلّا بلدة واحدة في وسط الماء طولها ثمانون فرسخاً في ثمانين فرسخاً ما على وجه الأرض بلدةٌ أكبر منها، ومنها يحمل الكافور والياقوت، أشجارهم العود والعنبر، وهي في أيدي النصارى، لا ملكَ لأحدٍ من الملوك فيها سواهم، وفي تلك البلدة كنائسُ كثيرة أعظمها كنيسةٌ تسمّى كنيسة الحافر، في محرابها حقّةُ ذهب معلّقة فيها حافر يقولون: إنّه حافر حمار كان يركبُهُ عيسى(ع) وقد زيّنوا حول الحقّة بالذّهب والديباج، يقصدُها في كلّ عام عالَمٌ من النصارى يطوفون حولها، ويقبّلونها ويرفعون حوائجهم إلى تعالى عندها، هذا شأنهم ودأبهم بحافر حمارٍ يزعمون أنه حافر حمارٍ كان يركبُه عيسى نبيّهم وأنتم تقتلون ابن بنت نبيّكم، فلا بارك اللَّه فيكم ولا في دينكم.

فقال يزيد: اقتلوا هذا النصراني لئلّا يفضحني في بلاده.

فلمّا أحسّ النصراني بذلك قال ليزيد: أتريد أن تقتلني؟ قال: نعم. قال: اعلم أني رأيت البارحة نبيّكم في المنام يقول: يانصراني إنك من أهل الجنّة فتعجّبت من كلامه، وأنا أشهد أن لا إله إلا اللَّه وأنّ محمّداً رسول اللَّه، ثمّ وثب إلى رأس الحسين(ع) وضمّه إلى صدره وجعل يقبّله ويبكي حتى قتل)(١) .

يعظّمون له أعوادَ منبرهِ وتحت أقدامهم أولادَهُ وضعوا

____________________

(١) اللهوف: ص٢٢١ - ٢٢٢.

٢٦٩

بأيّ حكمٍ بنوه يتبعونَكم وفخركم أنكم صحبٌ له تبعُ

قال الراوي: ثمّ أدخل ثقلُ الحسين(ع) ونساؤه ومن تخلّف من أهل بيته على يزيد وهم مقرنون بالحبال، فلمّا وقفوا بين يديه وهم على تلك الحال قال له الامام عليّ بن الحسين(ع): (أنشدك اللَّه يا يزيد ما ظنّك برسول اللَّه(ص) لو رآنا على هذه الحالة)؟! فأمر يزيد بالحبال فقطّعت، ثمّ وضع رأس الحسين(ع) بين يديه، وأجلس النساء خلفَه لئلّا ينظرن إليه وأما زينب فإنّها لما رأتهُ أهوت إلى جيبها فشقّتهُ ثمّ نادت بصوت حزين يقرح القلوب: يا حسيناه، يا حبيب رسول اللَّه، يابن مكّة ومنى، يابن فاطمة الزهراء سيّدة النساء، يابن محمّد المصطفى، قال الراوي: فأبكت واللَّه كلَّ من كان حاضراً في المجلس، ويزيد ساكت(١) .

ثمّ دعا يزيد بقضيب خيزران فجعل ينكث به ثنايا الحسين(ع) فأقبل عليه أبوبرزة الأسلمي وقال: ويحك يا يزيد، أتنكت بقضيبك ثغر الحسين(ع) ابن فاطمة؟! أشهدُ لقد رأيت النبيّ(ص) يرشفُ ثناياه وثنايا أخيه الحسن ويقول: أنتما سيّدا شباب أهل الجنّة، قتلَ اللَّهُ قاتليكما ولعنه وأعدّ له جهنّم وساءت مصيراً، فغضب يزيد وأمر بإخراجه فأخرج سحباً.

قال الراوي: وجعل يزيد لعنه اللَّه يتمثّل بأبياتِ ابن الزِّبعرى ويقول:

ليتَ أشياخي ببدرٍ شهدوا

جزعَ الخزرج من وقعِ الأسل

لأهلّوا واستهلُّوا فرحا

ثمّ قالوا يا يزيدُ لا تُشل

____________________

(١) اللهوف للسيّد بن طاووس: ص٢١٤.

٢٧٠

قد قتلنا القرمَ من ساداتهم

وعدلناهُ ببدرٍ فاعتدل

لعبت هاشمُ بالملكِ فلا

خبرٌ جاءَ ولا وحيٌ نزل

لستُ من خندفَ إن لم أنتقم

من بني أحمدَ ما كان فعل

قال الراوي: فقامت زينب ابنةُ علي(ع) وقالت: الحمد للَّه ربّ العالمين وصلى اللَّه على محمّد وآله أجمعين، صدق اللَّه كذلك يقول:( ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوآى أَنْ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِءُونَ ) (١) . أظننت يا يزيدُ - حيث أخذت علينا أقطار الأرض وآفاقَ السماء فأصبحنا نساق كما تُساقُ الإماء - أنّ بنا على اللَّه هواناً، وبك عليه كرامة!! وأنّ ذلك لعظيمِ خطرك عنده، فشمخت بأنفك، ونظرت في عطفك جذلان مسرورا، حين رأيت الدّنيا لك مستوسقة، والأمورَ متّسقة، وحين صفا لك ملكُنا وسلطانُنا، فمهلاً مهلاً أنسيتَ قول اللَّه عزّوجلّ( وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ ِلأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ ) (٢) .

أمنَ العدل يابن الطلقاء تخديرُك حَرائرك ونساءك وسوقك بنات رسول اللَّه سبابا، قد هتكت ستورهنّ وأبديت وجوههنّ، تحدوا بهنّ الأعداءُ من بلدٍ إلى بلد، ويستشرفهنّ أهلُ المنازل والمناهل، ويتصفّح وجوههنّ القريبُ والبعيد، والدّنيّ والشريف، ليس معهنّ من رجالهنّ ولي، ولا من حماتهنّ حمي.

____________________

(١) الروم: الآية ١٠.

(٢) آل عمران: الآية ١٧٨.

٢٧١

وكيف ترتجى مراقبةُ من لفظ فوه أكبادَ الأزكياء، ونبت لحمُهُ بدماء الشهداء، وكيف يستظلّ في ظلّنا أهلَ البيت مَن نظرَ إلينا بالشنف(١) والشنآن والإحن والأضغان؟!

ثمّ تقول غير متأثّم ولا مستعظم:

لأهلّوا واستهلُّوا فرحاً

ثمّ قالوا يا يزيدُ لا تُشل

منحنياً على ثنايا أبي عبداللَّه(ع) سيّد شباب أهل الجنّة تنكتُها بمخصرتك(٢) .

نعي

يحسين راسك حين شفته

تلعب عصا يزيد اعله شفته

ذاك الوكت صوتي رفعته

وصديتله بحرگه وندهته

انشلت يمينك يلضربته

بسما سمعني الرّجس لمته

شتمني وتعدتله شتمته

يا اخو المثلك ضاعت اخته

* * *

يخويه الدهر بية وبيك شفتك

مشيت ميسّره وعل ترب شفتك

واعظم يوم يوم بيه شفتك

ضربه بخيزرانه ابن الدعيه

* * *

____________________

(١) الشّنف والشّنآن: أي الترفع والبغض.

(٢) اللهوف لابن طاووس: ص٢١٥ - ٢١٦.

٢٧٢

أو مثلُ زينبَ وهي بنتُ محمّدٍ

برزت تخاطبُ شامةً ملعونا

وغدى بمحضرها يقلّبُ مبسماً

كان النبيُّ برشفِهِ مفتونا

نثرت عقيقَ دموعِها لما غدا

بعصاه ينكتُ لؤلؤاً مكنونا

لاحول ولا قوة إلّا باللَّه العليّ العظيم

وسيعلم الذين ظلموا أيّ منقلبٍ ينقلبون والعاقبة للمتقين

٢٧٣

الليلة الثانية من صفر المجلس الثاني

زيد الشهيد(ع)

لزيدِ الطّهر جئنا والتجأنا

ومِن غِيَرِ الزّمان إليه مِلنا

فها هو للورى كهفٌ حصينٌ

وللراجين غَوثٌ ثمّ أمنا

فقل للشّانئين لنا خسِرتم

ونحنُ إلى العلى سرنا وفزنا

* * *

٢٧٤

ولد(ع) سنة ٧٨ للهجرة، واستشهد يوم الإثنين لليلتين خلتا من شهر صفر سنة ١٢٠ للهجرة، وعمره ٤٢ سنة.

أمّهُ أمُّ ولد - جارية - إسمها حورية أو حوراء اشتراها المختار بن ابي عبيدة الثقفي (رحمه‌الله )، وأهداها إلى الإمام زين العابدين علي بن الحسين(ع) فولدت له زيداً(١) .

وعن أبي حمزة الثمالي قال: حججتُ فأتيت عليّ بن الحسين(ع) فقال لي: (يا أبا حمزة ألا أحدّثك عن رؤيا رأيتُها، رأيتُ كأني أدخلت الجنة فأتيت بحوراء لم أرَ أحسنَ منها، فبينا أنا متكئ على أريكتي اذ سمعت قائلاً يقول: ياعليّ بن الحسين ليُهْنِكَ زيد، يا عليّ بن الحسين ليُهْنِكَ زيد، فيُهْنِكَ زيد).

قال أبوحمزة ثمّ حججتُ بعده فأتيتُ عليّ بن الحسين(ع) فقرعت الباب ففتح لي فدخلت فإذا هو حاملٌ زيداً على يده أو قال حاملٌ غلاماًعلى يده فقال لي: (يا أبا حمزة هذه تأويلُ رؤياي قد جعلها ربّي حقّاً)(٢) .

وروي عن بعض الأصحاب قال: كنت عند عليّ بن الحسين(ع) فكان إذا صلّى الفجر لم يتكلّم حتى تطلع الشمس، وفي اليوم الذي ولد فيه زيد وبُشّر بولادته التفت إلى أصحابِهِ وقال: (أيّ شي‏ء ترون أن أسمّي هذا المولود)، فقال كلٌّ منهم شيئاً فقال(ع): (ياغلام عليّ بالمصحف)، فجاؤوا

____________________

(١) أبو الحسين زيد الشهيد للمرحوم السيد محسن الأمين العاملي: ص٣.

(٢) الأمالي للشيخ الصّدوق(ره) المجلس الرابع والخمسون ح١٢: ص٢٧٥.

٢٧٥

بالمصحف فوضعه في حجره وفتحهُ ونظر إلى أول حرف في أول ورقة فكانت هذه الآية:( وَفَضَّلَ اللَّهُ الُْمجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِي’مًا ) (١) ، فأطبق المصحف ثمّ فتحه ونظر فيه فكان في أول ورقة هذه الآية:( إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ... الآية ) (٢) فقال(ع): (هو واللَّهِ زيد هو واللَّهِ زيد)(٣) .

وقال الشيخ المفيد في (الإرشاد): كان زيد بن علي بن الحسين: عينَ اُخوته بعد أبي جعفر (الباقر) (ع)، وافضلهم، وكان عابداً ورعاً فقيهاً سخيّاً شجاعاً، وظهر بالسيف يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويأخذ بثأر الحسين(ع)(٤) .

وفي عمدة الطالب: زيد الشهيد بن زين العابدين عليّ بن الحسين بن علي بن أبي طالب:، ويكنى أبا الحسين، وامّه أم ولد، ومناقبُهُ أجلُّ من أن تُحصى، وفضلُهُ أكثرُ من أن يوصف ويقال له حليف القرآن(٥) .

وقال الشّعبي في حقّه: واللَّهِ ما ولدت النّساءُ أفضلَ من زيد ابن علي ولا أفقه ولا أشجع ولا أزهد.

وقال عاصم بن عمر الخطّاب في حقّه وهو يخاطب أهل الكوفة بعد شهادة زيد: لقد أُصيب عندكم رجلٌ ما كان في زمانه مثلُهُ ولا أرى يكون

____________________

(١) النساء: الآية ٧٥.

(٢) التوبة: الآية ١١١.

(٣) أبوالحسين زيد الشهيد: ص٥.

(٤) الإرشاد: ص٢٦٨.

(٥) أبوالحسين زيد الشهيد: ص١٠.

٢٧٦

بعده مثله، وقد رأيتُهُ وهو غلام حدَث، وانه ليسمع الشي‏ء من ذكرِ اللَّه فيغشى عليه حتى يقول القائل ما هو عائدٌ إلى الدنيا(١) .

وروى أبو الفرج الأصفهاني في (مقاتل الطالبيين) بسنده إلى خصيب‏الوابشي قال: كنت إذا رأيت زيد بن علي رأيت أسارير النور في وجهِهِ.

وروى أيضاً بسنده إلى البابكي - واسمه عبداللَّه بن مسلم بن بابك - قال: خرجنا مع زيد بن علي إلى مكة، فلمّا كان نصف الليل واستوت الثريّا فقال: يا بابكي أما ترى هذه الثريّا - النجوم - أترى أحداً ينالها؟ قلت لا قال: واللَّهِ لوددتُ أنّ يدي ملصقةٌ بها فأقع إلى أرض أو حيث أقع فأتقطع قطعة قطعة وأنّ اللَّه اصلح بين أمّةِ محمّد(ص)(٢) .

هذا وقد وردت الأحاديث الشريفة عن أهل بيت العصمة والطهارة: في مدح هذا العبد الصالح زيد الشهيد(ع) بما لا مزيد عليه. فمن ذلك ما روي عن الامام أبي جعفر الباقر عن أبيه عن أمير المؤمنين: قال: (قال رسول اللَّه(ص) للحسين(ع): يا حسين يخرجُ من صلبك رجلٌ يقال له: زيد يتخطى هو وأصحابُهُ يوم القيامة رقابَ الناس غرّاً محجّلين يدخلون الجنة بغير حساب)(٣) .

وعن عبداللَّه بن سيابة قال: خرجنا ونحن سبعة نفر فأتينا المدينة

____________________

(١) أبوالحسين زيد الشهيد: ص١٠.

(٢) مقاتل الطالبيين: ص٨٧.

(٣) أبو الحسين زيد الشهيد: ص١٧ - ١٨.

٢٧٧

فدخلنا على أبي عبداللَّه(ع) فقال: (أعندكم خبرٌ عن عمي زيد؟ فقلنا قد خرج أو هو خارج، قال: (فإن أتاكم خبرٌ فأخبروني)، قال: فأتى رسول الصيرفي بكتابٍ فيه: أما بعد فإنّ زيد بن علي(ع) قد خرج يوم الأربعاء غرّة صفر ومكث الأربعاء والخميس وقتل يوم الجمعة وقتل معه فلان وفلان، فدخلنا على أبي عبداللَّه الصادق(ع) فدفعنا إليه الكتاب فقرأه وبكى ثمّ قال: (إنّا للَّه وإنّا إليه راجعون عند اللَّه أحتسب عمّي انه كان نعم العم انّ عمّي كان رجلاً لدنيانا وآخرتنا مضى واللَّه عمّي شهيداً كشهداء استشهدوا مع النبيّ وعليّ والحسن والحسين(ع) )(١) .

وروى الشيخ الكليني(ره) في (روضة الكافي) بسنده إلى الامام الصادق(ع) قال: (لا تقولوا خرج زيد فإنّ زيداً كان عالماً وكان صدوقاً ولم يدعُكم إلى نفسه إنما دعا إلى الرّضا من آل محمد(ص)، ولو ظفر لوفى بما دعاكم إليه إنّما خرج لسلطانٍ مجتمع لينقضَهُ)(٢) .

وفي الأمالي روى الشيخ الصدوق (ره) بسنده عن أبي الجارود زياد بن المنذر قال: اني لجالسٌ عند أبي جعفر محمد بن علي الباقر(ع) اذ أقبل زيد ابن علي(ع) فلمّا نظر إليه أبو جعفر(ع) وهو مقبل قال: (هذا سيّدٌ من أهل بيته، والطالبُ بأوتارهم لقد أُنجبت أمٌّ ولدتك يا زيد)(٣) .

وكان سبب خروجه هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حيث

____________________

(١) أبو الحسين زيد الشهيد: ص١٧ - ١٨.

(٢) روضة الكافي: ص٢٦٤.

(٣) الأمالي للمرحوم الشيخ الصدوق(ره) المجلس الرابع والخمسون ص٢٧٥ ح١١.

٢٧٨

شاعت المحرّمات والفسق والفجور في عصر بني أمية، روى الخوارزمي في كتاب (المقتل) عن جابر الجعفي انه قال: قال لي محمد بن علي الباقر(ع): (إنّ أخي زيد بن علي خارجٌ مقتول وهو على الحقّ فالويل لمن خذله، والويل لمن حاربَهُ، والويل لمن يقتلُهُ)، قال جابر: فلمّا أزمع زيدٌ على الخروج قلت له اني سمعت أخاك يقول كذا وكذا فقال لي: يا جابر لا يسعني أن أسكت وقد خولف كتابُ اللَّه، وتحوكم إلى الجبت والطّاغوت، وذلك أني شهدت هشاماً ورجلٌ عنده يسبّ رسولَ اللَّه(ص) فقلت للسّاب ويلك ياكافر أما أني لو تمكنت منك لاختطفت روحك وعجّلتُكَ إلى النار فقال لي هشام مه عن جليسنا يازيد، فواللَّهِ إن لم يكن إلّا أنا ويحيى ابني لخرجت عليه وجاهدته حتى أفنى(١) .

وأقام زيد(ع) بضعة عشرَ شهراً، وأرسلَ دعاتَه إلى الآفاق يدعون الناسَ إلى بيعتِهِ، فلمّا دنا خروجُهُ أمرَ أصحابَهُ بالاستعداد والتهيّؤ فجعل من يريد أن يفي له يستعد، وشاع ذلك فانطلق سليمان بن سراقة البارقي إلى يوسف بن عمر - وهو والي هشام بن عبدالملك على العراق - وأخبره خبر زيد، فبعث يوسف بن عمر جماعة ليلاً يطلب زيداً فلم يجده عند الرجلين اللذين قيل أنه عندهما، فأُخِذا إلى يوسف فلمّا كلّمهما عرف أمرَ زيد وأصحابَه.

وبلغ هذا الخبر زيداً فتخوّف أن يؤخذ عليه الطريق، فتعجّل الخروج قبل الأجل الذي بينه وبين أهل الأمصار، وكان قد وعد أصحابه ليلة

____________________

(١) أبو الحسين زيد الشهيد: ص٥٥.

٢٧٩

الأربعاء أول ليلة من صفر سنة ١٢٢ فخرج قبل الأجل(١) .

قال أبو الفرج الأصفهاني: ولما علمّ والي العراق يوسف بن عمر بنية زيد(ع) الخروج بعث الحكم بن الصلت يأمره أن يجمع أهل الكوفة في المسجد الأعظم ويمنعهم من الخروج منه، وفعلاً بعث الحكم إلى العرفاء والشرطة والمقاتلة فأدخلوا أهل الكوفة المسجد ونادى مناديه: أيّما رجل من العرب والموالي أدركناه خارج المسجد فقد برئت منه الذمّة ائتوا المسجد الأعظم، فأتى الناس المسجد الأعظم يوم الثلاثاء قبل خروج زيد، وخرج زيد ليلاً وذلك ليلة الأربعاء لسبعٍ بقين من المحرّم في ليلةٍ شديدة البرد - قبل الموعد المحدّد باسبوع ونادوا بشعارهم شعار رسول اللَّه(ص): (يامنصور أمت) فما زالوا كذلك حتى أصبحوا فلمّا أصبحوا بعث زيد(ع) رجلين يناديان بشعارهما في نواحي الكوفة.

قال أبو مخنف: قال يوسف بن عمر من يأتي الكوفة فيقرب من هؤلاء - زيد وأصحابه - فيأتيني بخبرهم؟ فقال رجل أنا آتيك‏بخبرهم فركب في خمسين فارساً ثمّ أقبل حتى دخَلَ الكوفة فاستخبر ثمّ رجع إلى يوسف فأخبرَهُ، فلمّا أصبح يوسف خرج إلى تلٍّ قريب الحيرة فنزل عليه ومعه قريش وأشراف الناس وأمير شرطته يومئذٍ العباس بن سعيد المزني، فأرسلَ ألفي فارس وثلاثمائة رجاله ناشبة لقتال زيد(ع).

قال: وأصبح زيد بن علي(ع) وجميع من التحق به تلك الليلة مائتان وثمانية عشر (٢١٨) من الرجالة فقال زيد(ع) سبحان اللَّه فأين الناس؟

____________________

(١) مقاتل الطالبيين ص٩٢.

٢٨٠