يعقدونها في البلاطات والقصور إلّا لكسب أكثر عدد ممكن من الشعراء الذين يرجون منهم القيام بحركة الدعاية ، والبث الإعلامي المنشود للخطّ وللسلطان ، وبالتالي تُعطى لهم السنايا والعطايا بسخاء وكرم حسب مقدرة الشاعر على الدور الذي أوكل إليه.
ومن هنا يتّضح لنا دور الشعراء الحسينيين في إحياء ذكرى عاشوراء على مرّ العصور من جهة ، ودورهم في ترسيخ المبادئ التي نهض الإمام الحسين (عليهالسلام
) لأجلها في وجه الطغيان والطاغية.
فإذا ما أخلص الشاعر نيّته ، وجعل نصب عينيه تلك الأهداف السامية ، فلا شك أنّه مسجّل في ديوان الحسين (عليهالسلام
) ، ويستحق أن يحمل وسام الأنصار.
وأخيراً نصل إلى السبب الحقيقي من وراء اضطهاد الشعراء الحسينيين على يد سلاطين القمع والإرهاب ، ووزراء السجن والتعذيب ، كما نصل إلى السبب من وراء اغتيال الشعر الحسيني ، بل شعر مدرسة أهل البيت (عليهمالسلام
) بشكل عام من كتب التاريخ والتراث والأدب والسيرة ، وإبعاده من نوادي أدب ومجالس الشعر ، فكلّما كان الشاعر جادّاً في نشر تلك الأهداف الحسينية ، بل المحمدية كلّما كانت معاناته أدهى وأعظم ، وكلّما كان الشعر بديعاً فتح طريقه إلى القلوب والأذهان كلّما كان اغتياله أسرع وأشدّ.
إذاً ، فالشاعر لا بدّ وأن يكون ملتزماً مهدفاً ، يضع الأُمّة على الطريق الصحيح ، ومسارها السوي ، ويجنّبها الانحراف والانزلاق حيث إنّ الشعوب تنظر إلى الشعراء بأنّهم رسل السّلام والمحبّة ، ورجال الفكر والثقافة ، فلا بدّ أن يتحمّلوا مسؤولياتهم بأحسن وجه ، وبشكل دقيق ، ويتجنّبوا الكذب والدجل ، ويبتعدوا عن أبوب السلاطين والملوك.
ومن المعروف أنّ حبل الكذب قصير
، كما إنّ الملك لو دام لأحد لما وصل إلى غيره.
____________________