٦ - خرج زيد إلى الحرب - أي توجه نحو ساحة الوغى.
٧ - خرج زيد ليلعب - أي خرج لأجل اللعب.
ورغم إمكانية تقدير حرف ( من ) في بعضها إلّا أنّ جواز عدم التقدير كان في الأمر.
هذا في صيغة الثلاثي المجرد ، وأمّا إذا أريد أن يُبنى منه صيغة المزيد من باب التفعّل ، أي بزيادة حرفين على المجرّد ؛ ليصبح ( تخرّج ) بتشديد الراء فإنّ هذا الباب يأتي للأغراض التالية :
١ - للدلالة على المطاوعة ، مثل : علّمته فتعلم.
٢ - للدلالة على التكلّف ، مثل : تشجّع ، أي تكلّف ؛ ليكون شجاعاً ، أو تكلّف الشجاعة.
٣ - للدلالة على التظاهر بالشيء ، مثل : تزّهد ، أي أظهر الزهد.
٤ - للدلالة على الطلب ، مثل : تعظّم ، أي طلب لأنّ يكون عظيماً.
٥ - للدلالة على التمهّل ، مثل : تجرّع الماء ، أي شرب الماء شيئاً فشيئاً.
٦ - للدلالة على أنّ الفاعل جانب الفعل ، مثل : تهجّد ، أي جانب الهجود.
٧ - للدلالة على أنّ الفاعل اتّخذ المفعول فعلاً ، مثل : توسّدته ، أي اتخذته وسادة.
ومن المعلوم أنّ هذه المعاني لا تُطابق مع الفعل ( تخرّج ) فيما نحن فيه إلّا في الدلالة الأولى حيث يمكن القول : خرّجته في الأدب فتخرّج ، كما ورد في اللغة.
وبما أنّ أصل الفعل ومادّته الأصلية يستخدم مع ( من ) فيما إذا كان متعلّقه المكان ؛ فنرجّح استخدام ( من ) بدل ( في ).
وهذا لا يعني نفي صحة استخدام ( في ) ولكنّه مفضول ، وادّعاء أنّ استخدام ( من ) يعني الانفصال عن الشيء مردود ؛ بأنّه إن كان المراد الانفصال النهائي فهو غير حاصل ، ولا مقصود فيما استخدم مع الثلاثي المجرّد ، كما لو قلت : خرجت من البيت ، حيث لا تريد انفصاله عنه نهائياً ، بل فترة عدم تواجده في البيت.