أحياناً بعض الحباب الخزفية ، وكان البابليون يدفنون موتاهم فيها.
وقد عبّر عنها الإمام الحسين (عليهالسلام
) في خطبة مشهورة له ، وذلك عندما عزم السير نحو الكوفة: (( وكأنّي بأوصالي تقطّعها عسلان الفلوات بين النواويس وكربلا ))
.
ثمّ ( الحير ) , ومعناه اللغوي الحمى ، ثمّ ( الحائر )
, وهي الأراضي المنخفضة التي تضمّ موضع قبر الحسين (عليهالسلام
) إلى رواق بقعته الشريفة ، وقد حار الماء حولها على عهد المتوكّل العباسي عام ٢٣٦ ه.
وكانت للحائر وهدة فسيحة محدودة بسلسلة تلال ممدودة ، وربوات متّصلة في الجهات الشماليّة الغربيّة والجنوبيّة منه تشكّل للناظرين نصف دائرة ، مدخلها الجهة الشرقيّة , حيث يتوجّه منها الزائر إلى مثوى سيدنا العباس بن علي (عليهماالسلام
)
.
وسُمّيت كذلك بـ ( الطفّ ) لوقوعها على جانب نهر العلقمي ، وفيها عدّة عيون ماء جارية ؛ منها الصيد ، والقطقطانية ، والرهيمة ، وعين الجمل وذواتها ، وهي عيون كانت للموكّلين بالمسالح التي كانت وراء الخندق الذي حفره شابور كحاجز بينه وبين العرب
.
ومنها ( شفيه ) , وهي بئر حفرتها بنو أسد بالقرب من كربلاء ، واُنشأت بجانبها قرية ، وكان الحسين (عليهالسلام
) عندما حبسه الحرّ بن يزيد الرياحي عن الطريق ، وأمّ كربلاء ، أراد أن ينزله في مكان لا ماء فيه ، قال أصحابه: دعنا ننزل في هذه القرية - يعنون نينوى - , أو هذه القرية - يعنون الغاضريّة - ، أو هذه الاُخرى - يعنون شفيه -.
وإنّ الضحاك بن عبد الله المشرفي عندما اشتدّ الأمر على الحسين (عليهالسلام
) يوم عاشوراء وبقي وحيداً استاذن الحسين (عليهالسلام
) بالانصراف ؛ لوعد كان بينهما ( أنّه ينصره متى كان كثير الأنصار) , فاستوى على ظهر فرسه فوجّهها نحو العسكر ، فأفرجوا له واخترق صفوفهم ، ثمّ تبعه منهم خمسة عشر
____________________