أمّا في سائر أيام السنة فيشبه هواء سائر مدن العراق بدون فرق يعتدّ به , والذي يجلب المسلمين إلى كربلاء هو زيارة قبر الحسين (عليهالسلام
) ابن بنت رسول المسلمين (صلىاللهعليهوآله
) ، وقبور جماعة من شهداء آل البيت (عليهمالسلام
).
والحسين (عليهالسلام
) مدفون في جامع فاخر حسن البناء , فيه ثلاث مآذن وقبّتان , كلّها مبنية بالآجر والقاشاني ، ومغشّاة بصفيحة من الذهب الإبريز ، وهناك أيضاً ساعتان كبيرتان دقاقتان , وكلّ ساعة مبنية على برج شاهق. وفي كربلاء جامع آخر لا يقلّ عن السابق حسناً في البناء , وهو جامع العباس (عليهالسلام
) ، وفيه أيضاً مئذنتان وقبّتان وساعتان كبيرتان على الصورة المتقدّم ذكرها ووصفها.
وفي هذه المدينة قسم قديم البناء والطرز , ضيق الأزقّة والشوارع والأسواق , إلّا أنّ ما يباع في تلك الأسواق بديع الصنع ، وأغلب بضائعها تشاكل بضائع بلاد فارس ، لا سيما يشاهد المناظر كثيراً من الطوس من كبيرة وصغيرة من النحاس الأصفر ( الصفر ).
وهناك سلعة لا تراها تباع في غير كربلاء , وهي الترب ( جمع تربة وزان غرفة ) ، وهي عبارة عن قطعة من الفخار أخذ ترابها من أرض كربلاء ، وجبلت على صورة مستديرة أو مربعة أو مستطيلة أو نحو ذلك , يتخذها الشيعة وقت الصلاة فيجعلونها في جهة القبلة ويصلّون متّجهين نحوها.
وممّا يكثر في أسواقها أنواع الأحذية المختلفة الشكل , الفارسية الطرز ، وترى في الحوانيت الزعفران الفاخر الخالص من كلّ شائبة وغش ممّا لا تجد مثله في بغداد.
ولغة أغلب أهل كربلاء الفارسية ؛ لكثرة العجم فيها ، إلّا أنّ الكثيرين منهم تعلّموا العربية ويحسنون التكلّم بها.
ويقسم لواء كربلاء إلى ثلاثة أقضية ؛ وهي مركز قضاء كربلاء والهنديّة والنجف ، والى سبع نواح , وهي: ثلاث منها في مركز القضاء , وأسماؤها: المسيّب والرحالية وشفاثة ، وواحد في الهنديّة , وهي الكفل ، وثلاث في النجف , وهي: الكوفة والرحبة والناجية.
ولمـّا كان نهار الأحد ٤ نيسان نهضنا صباحاً وفطرنا , ثمّ ركبنا العجلات وبرحنا كربلاء في نحو الساعة العاشرة
.
____________________