القطرة من بحار مناقب النبيّ والعترة عليهم السلام الجزء ٢

القطرة من بحار مناقب النبيّ والعترة عليهم السلام0%

القطرة من بحار مناقب النبيّ والعترة عليهم السلام مؤلف:
الناشر: سليمان زاده
تصنيف: مكتبة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وأهل البيت عليهم السلام
الصفحات: 672

القطرة من بحار مناقب النبيّ والعترة عليهم السلام

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: آية الله العلّامة السيّد أحمد المستنبط رحمة الله عليه
الناشر: سليمان زاده
تصنيف: الصفحات: 672
المشاهدات: 41697
تحميل: 5191


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 672 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 41697 / تحميل: 5191
الحجم الحجم الحجم
القطرة من بحار مناقب النبيّ والعترة عليهم السلام

القطرة من بحار مناقب النبيّ والعترة عليهم السلام الجزء 2

مؤلف:
الناشر: سليمان زاده
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

قال: قالت فاطمة عليها السلام يوماً لي: أنا أحبّ إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم منكم، فقلت: لا، بل أنا أحبّ، فقال الحسن عليه السلام: لا، بل أنا، وقال الحسين عليه السلام: لا، بل أنا أحبّكم إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ودخل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال:

يا بنيّة، فيم أنتم؟ فأخبرناه فأخذ فاطمة عليها السلام فاحتضنها وقبّل فاها وضمَّ عليّاً عليه السلام إليه وقبّل بين عينيه وأجلس الحسن عليه السلام على فخذه الأيمن، والحسين عليه السلام على فخذه الأيسر وقبّلهما وقال: أنتم أولى بي في الدنيا والآخرة، والى اللَّه من والاكم وعادى من عاداكم، أنتم منّي وأنا منكم.

والّذي نفسي بيده لايتولّاكم عبد في الدنيا إلّا كان اللَّه عزّوجلّ وليّه في الدنيا والآخرة.(١)

٩٠١/١٢ - في دلائل الإمامة للطبري : بأسانيده عن أبي بصير قال: سألت أباجعفر محمّد بن عليّ عليهما السلام عن مصحف فاطمة عليها السلام فقال: اُنزل عليها بعد موت أبيها، قلت: ففيه شيء من القرآن؟ فقال: ما فيه شيء من القرآن، قلت: فصفه لي، قال: له دفّتان من زبرجدتين على طول الورق وعرضه حمراوين.

قلت: جعلت فداك، صف لي ورقه، قال: ورقه من درّ أبيض قيل له: كن فكان.

قلت: جعلت فداك فما فيه؟ قال: فيه خبر ما كان وخبر ما يكون إلى يوم القيامة، وفيه خبر سماء سماء، وعدد ما في السماوات من الملائكة وغير ذلك، وعدد كلّ مَن خلق اللَّه مرسلاً وغير مرسل وأسماؤهم وأسماء من اُرسل إليهم، وأسماء مَن كذّب ومَن أجاب [منهم]، و [فيه] أسماء جميع مَن خلق اللَّه من المؤمنين والكافرين، من الأوّلين والآخرين.

وأسماء البلدان، وصفة كلّ بلد في شرق الأرض وغربها، وعدد ما فيها من المؤمنين، وعدد ما فيها من الكافرين، وصفة كلّ من كذّب، وصفة القرون الاُولى

____________________

(١) بشارة المصطفى: ٢٠٦.

٢٦١

وقصصهم، ومن ولّي من الطواغيت ومدّة ملكهم وعددهم، و [فيه] أسماء الأئمّة وصفتهم، وما يملك واحداً واحداً(١) و [فيه] صفة كرّاتهم(٢) و [فيه صفة] جميع من تردّد في الأدوار [من الأوّلين والآخرين].

[قال:] قلت: جُعلت فداك، وكم الأدوار؟ قال: خمسون ألف عام وهي سبعة أدوار، وفيه أسماء جميع مَن خلق اللَّه [من الأوّلين والآخرين] وآجالهم، وصفة أهل الجنّة وعدد مَن يدخلها، وعدد من يدخل النار، و [أسماء] هؤلاء وأسماء هؤلاء، وفيه علم القرآن كما اُنزل وعلم التوراة كما اُنزلت، وعلم الإنجيل كما اُنزل، وعلم الزبور، وعدد كلّ شجرة ومدرة في جميع البلاد.

قال أبوجعفر عليه السلام: فلمّا أراد اللَّه تعالى أن ينزله عليها، أمر جبرئيل وميكائيل وإسرافيل أن يحملو [المصحف] فينزلوا به عليها(٣) ، وذلك في ليلة الجمعة من الثُلث الثاني من الليل، فهبطوا به [عليها] وهي قائمة تصلّي، فما زالوا قياماً حتّى قعدت، فلمّا فرغت من صلاتها سلّموا عليها وقالوا لها: السلام يقرؤك السلام. ووضعوا المصحف في حجرها، فقالت لهم: اللَّه السلام، ومنه السلام، وإليه السلام، وعليكم يا رسل اللَّه السلام.

ثمّ عرجوا إلى السماء فما زالت من بعد صلاة الفجر إلى زوال الشمس تقرأه حتّى أتت على آخره.

ولقد كانت عليها السلام مفروضة الطاعة(٤) على جميع من خلق اللَّه من الجنّ والإنس والطير والوحش(٥) والأنبياء والملائكة.

____________________

(١) في الأصل: وما يملك كلّ واحد واحد.

(٢) في الأصل: صفة كبرائهم.

(٣) في الأصل: أن يحملوه فينزلون به عليها.

(٤) في المصدر: طاعتها مفروضة.

(٥) البهائم، خ.

٢٦٢

فقلت: جعلت فداك، فلمن صار ذلك المصحف بعد مضيّها؟(١) قال: دفعته إلى أميرالمؤمنين عليه السلام فلمّا مضى صار إلى الحسن عليه السلام ثمّ إلى الحسين عليه السلام ثمّ عند أهله حتّى يدفعوه إلى صاحب هذا الأمر عليه السلام.

فقلت: إنّ هذا العلم كثير! قال: يا أبامحمّد، إنّ هذا الّذي وصفته لك لفي ورقتين من أوّله، وما وصفت لك بعد ما في الورقة الثالثة ولا تكلّمتُ بحرف منه.(٢)

٩٠٢/١٣ - في الثاقب في المناقب : قال ابن عبّاس: لمّا سقطت فاطمة الزهراء عليها السلام الأرض أزهرت [الأرض] وأشرقت الفلوات، وأنارت الجبال والربوات، وهبطت الملائكة إلى الأرض، ونشرت أجنحتها في المشرق والمغرب، وضربت عليها سرادقات وحجب البهاء، وكنفتها بأظلّة السماء وغشي أهل مكّة ما غشيهم من النور.

ودخل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى خديجة وقال: يا خديجة، لاتحزني، إن كان قد هجرك نسوان مكّة ولن يدخلن عليك، فلينزلن عندك اليوم نسوان [نسرات](٣) بهجات عطرات عنجات(٤) ينقدح في أعلاهنّ نور يستقبل إستقبالاً ويلتهب إلتهاباً، وتفوح منهنّ رائحة تسرّ أهل مكّة جميعاً، فسلّمت الجواري، فأحسنّ وحيّين فأبلغن - في حديث طويل - حتّى وليت كلّ واحدة من حملها وغسلها في الطست الّذي كان معهنّ ونشفنها بالمنديل وتخليقها وتقميطها، فلمّا فرغن عرجن إلى السماء مثنيات عليها.

____________________

(١) في المصدر: فلمّا مضت، إلى من صار ذلك المصحف؟

(٢) دلائل الإمامة: ١٠٤ ح ٣٤.

(٣) ليس في المصدر، وفي هامش الأصل: النسرات، وهي القطعة من الجيش من المائة إلى المائتين.

(٤) عنجات: من عنج أي: عطف، وفي المصدر: غنجات. والْغُنْج: ملاحة العينين.

٢٦٣

وفي رواية اُخرى : أنّ المرأة الّتي بين يدي خديجة غسّلتها بماء الكوثر وأخرجت خرقتين بيضاوين أشدّ بياضاً من اللبن، وأطيب ريحاً(١) من المسك والعنبر، فلفّتها بواحدة، وقنعتها باُخرى، ثمّ استنطقتها فنطقت عليها السلام بالشهادة فقالت:

أشهد أن لا إله إلّا اللَّه، وأشهد أنّ أبي محمّداً رسول اللَّه، وأنّ بعلي(٢) سيّد الأوصياء، وولدي سادة الأسباط.

ثمّ سلّمت عليهنّ وسمّت كلّ واحدة منهنّ باسمها وأقبلن فضحكن إليها، وتباشرت الحور العين، وبشّر أهل السماوات بعضهم بعضاً بولادة فاطمة عليها السلام.

وحدث في السماء نور زاهر لم تره الملائكة قبل ذلك، وقالت النسوة: خذيها ياخديجة، طاهرة مطهّرة زكيّة ميمونة، بورك لك فيها وفي نسلها. فتناولتها فرحة مستبشرة وألقمتها ثديها فدرّ عليها، وكانت عليها السلام تنمو في اليوم كما ينمو الصبي في الشهر، و [تنموا] في الشهر كما ينمو الصبي في السنة.(٣)

٩٠٣/١٤ - وفيه : عن عاصم بن الأحول عن زرّ بن حبيش، عن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال: خرجت من منزلي يوماً بعد وفات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فرأيت أميرالمؤمنين عليه السلام فقال لي: يا سلمان، جفوتنا بعد [وفاة] رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

فقلت: حبيبي [يا] أميرالمؤمنين، مثلك لايخفى عليه، غير أنّ حزني على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو الّذي منعني من زيارتكم، فقال لي: يا سلمان، ائت إلى منزل فاطمة عليها السلام فإنّها إليك مشتاقة، وتريد أن تتحفك بتحفة قد أتحفت بها من الجنّة.

قال سلمان: قلت: يا أميرالمؤمنين، أتحفت بتحفة من الجنّة بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ قال: نعم يا سلمان.

____________________

(١) في المصدر: رائحة.

(٢) في المصدر: عليّاً عليه السلام.

(٣) الثاقب في المناقب: ٢٨٦ ح ٢ مع إختلاف يسير.

٢٦٤

قال: فهرولت هرولة إلى منزل فاطمة عليها السلام وقرعت الباب، فخرجت إليّ فضّة فأذنت لي، فدخلت وإذا فاطمة عليها السلام جالسة وعليها عباءة قد اعتجرت(١) بها واستترت فلمّا رأتني قالت: [يا] سلمان، اجلس واعقل واعلم أنّي كنت جالسة بالأمس مفكّرة في وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والحزن يتردّد في صدري، وقد كنت رددت باب حجرتي بيدي، فانفتح من غير أن يفتحه أحد، وإذا أنا بأربع(٢) جواري، فدخلن عليّ، لم ير الراؤون بحسنهنّ ونضارة وجوههنّ، فلمّا دخلن قمت إليهنّ مستنكرة لهنّ، فقلت: أنتنّ من أهل المدينة أم من أهل مكّة؟ فقلن: لا من أهل المدينة ولا من أهل مكّة ولا من أهل الأرض، نحن من الحور العين، أرسلنا إليك ربّ العالمين يا ابنة رسول اللَّه لنعزّيك بوفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

قالت فاطمة عليها السلام: قلت لإحداهنّ: ما اسمك؟ قالت: أنا ذرّة، قلت: حبيبتي لم سمّيت ذرّة؟ قالت: سمّيت ذرّة لأنّي لأبي ذر الغفاري صاحب أبيك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقلت للاُخرى: وأنت ما اسمك؟ قالت: أنا سلمى، قلت: لم سمّيت سلمى؟ قالت: لأنّي لسلمان الفارسي صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

وقلت للاُخرى: ما اسمك؟ قالت: مقدودة، قلت: حبيبتي لم سمّيت مقدودة؟ قالت: لأنّي للمقداد بن الأسود الكندي صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم [فقلت للاُخرى: ما اسمك؟ قالت: عمّارة، قلت: ولم سمّيت عمّارة؟ قالت: لأنّي لعمّار ابن ياسر صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم] فأهدين إليّ هدية أخبأت لك منها.

ثمّ أخرجت لي طبقاً أبيض(٣) ، [فيه] رطب أكبر من الخشكنانج(٤) أبيض من الثلج، وأذكى من المسك، وأعطتني منها عشر رطبات، عجزت من حملها، فقالت:كلهنّ عند إفطارك وأعد إليّ بعجمهنّ.

____________________

(١) اعتجرت: لفّت رأسها.

(٢) في الأصل: بثلاثة.

(٣) في الأصل: أبيض أرزق.

(٤) الخشكنانج: خبزة تصنع من خالص دقيق الحنطة وتملأ بالسكّر واللوز أو الفستق وتقلى.

٢٦٥

قال سلمان: فخرجت من عندها اُريد منزلي، فما مررت بأحد ولابجمع من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلّا قالوا: يا سلمان، ما رائحة المسك الأذفر معك، قال سلمان: كتمت أنّ معي شيئاً حتّى أتيت منزلي، فلمّا كان وقت الإفطار أفطرت عليهنّ، فلم أجد لهنّ عجماً، فعدت على(١) فاطمة عليها السلام وقرعت الباب عليها، فأذنت لي بالدخول، فدخلت وقلت: يا بنت رسول اللَّه، أمرتني أن آتيك بعجمته وإنّي(٢) لم أجد لها عجماً، فتبسَّمت، ولم تكن ضحكت عليها السلام.

ثمّ قالت: يا سلمان، هي من نخيل غرسها اللَّه تعالى لي في دار السلام بدعاء علّمنيه أبي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كنت أقوله غدوة وعشيّة، قلت: علّميني الكلام سيّدتي.

قالت: إن سرّك أن تلقى اللَّه تعالى وهو عنك راض غير غضبان، ولاتضرّك وسوسة الشيطان مادمت حيّاً فواظب عليه.

وفي رواية اُخرى: إن سرّك أن لاتمسّك الحمّى ما عشت في دار الدنيا فواظب عليه، فقال سلمان: فقلت علّميني، قالت عليها السلام:

«بسم اللَّه الرحمن الرحيم، بسم اللَّه النور، بسم اللَّه نور النور، بسم اللَّه نور على نور، بسم اللَّه الّذي هو مدبّر الاُمور، بسم اللَّه الّذي خلق النور من النور، الحمد للَّه الّذي خلق النور [من النور]، وأنزل النور على الطور، في كتاب مسطور، في رقّ منشور، والبيت المعمور، والسقف المرفوع، والبحر المسجور، بقدر مقدور، على نبيّ محبور، بسم [اللَّه](٣) الّذي هو بالعزّ مذكور، وبالخير مشهور، وعلى السرّاء والضرّاء مشكور».

قال سلمان: فتعلّمته وقد لقّنت أكثر من ألف نفس من أهل المدينة ومكّة

____________________

(١) فغدوت إلى، خ.

(٢) في المصدر: وأنا.

(٣) الحمدللَّه، خ.

٢٦٦

ممّن بهم [علل] الحمّى، وكلّهم برؤوا بإذن اللَّه تعالى.(١)

٩٠٤/١٥ - وفيه : عن أميرالمؤمنين عليه السلام أنّه قد استقرض من يهوديّ شيئاً فاسترهنه فدفع إليه ملاءة(٢) فاطمة عليها السلام وكانت من الصوف، فأدخلها اليهودي [داره] فوضعها في بيت، فلمّا كان الليل دخلت زوجته البيت الّذي فيه الملاءة لشغل، فرأت نوراً ساطعاً في البيت، فانصرفت إلى زوجها فأخبرته بما رأت في ذلك البيت، فتعجّب زوجها وقد نسي [أنّ] في بيته ملاءة فاطمة عليها السلام.

فنهض مسرعاً فدخل البيت فإذا ضياء الملاءة منتشرة، [و] شعاعها كأنّها تشتعل من بدر منير، يلمع من قريب، فتعجّب من ذلك فأمعن النظر في موضع الملاءة(٣) ، فعلم أنّ النّور من ملاءة فاطمة عليها السلام فخرج اليهودي إلى أقربائه(٤) وزوجته إلى أقربائها(٥) فاستحضراهم(٦) الدار، فاجتمع ثمانون من اليهود، فرأوا ذلك فأسلموا.(٧)

٩٠٥/١٦ - في الخرائج : روي عن عمران بن الحصين قال: كنت عند النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم جالساً إذ أقبلت فاطمة عليها السلام وقد تغيّر وجهها من الجوع، فقال لها: اُدني فدنت منه فرفع يده حتّى وضعها على صدرها - وهي صغيرة - في موضع القلادة ثمّ قال: «اللهمّ مشبع الجاعة ورافع الوضيعة، لاتجع فاطمة [بنت محمّد].»

قال: فرأيت الدم [قد غلب] على وجهها كما كانت الصفرة، فقالت: ما جعت بعد ذلك.(٨)

____________________

(١) الثاقب في المناقب: ٢٩٧ ح٣ مع إختلاف يسير في الألفاظ.

(٢) الملاءة - بالضمّ والمدّ -: الإزار والريطة.

(٣) في الأصل: الملاقاة.

(٤،٥) في المصدر: قرابته، قرابتها.

(٦) في المصدر: واستحضرهم.

(٧) الثاقب في المناقب: ٣٠١ ح٢، الخرائج: ٥٣٧/٢ ح ١٣، عنه البحار: ٣٠/٤٣ ح ٣٦.

(٨) الخرائج: ٥٢/١ ح ٨٠، عنه البحار: ٢٧/٤٣ ح ٢٩.

٢٦٧

٩٠٦/١٧ - في صحيفة الرضا عليه السلام: بإسناده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: تحشر ابنتي فاطمة عليها السلام يوم القيامة ومعها ثياب مصبوغة بدم الحسين عليه السلام فتتعلّق بقائمة من قوائم العرش فتقول: يا ربّ، احكم بيني وبين قاتل ولدي.

قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: فيحكم لابنتي وربّ الكعبة.(١)

٩٠٧/١٨ - في مناقب عتيقة لبعض علمائنا الإماميّة : بأسانيده المفصّلة رفعه إلى ابن عبّاس قال: جاء رجل من أشراف العرب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال له: يا رسول اللَّه بأيّ شيء فضّلتم علينا وأنت ونحن من ماء واحد؟

فقال صلى الله عليه وآله وسلم: يا أخا العرب لمّا أحبّ اللَّه جلّ ذكره خلقنا تكلّم بكلمة صارت نوراً، وتكلّم باُخرى صارت روحاً، فخلقني وخلق عليّاً، وخلق فاطمة، وخلق الحسن والحسين عليهم السلام فخلق من نوري العرش وأنا أجلّ من العرش، وخلق من نور عليّ السماوات فعليّ أجلّ من السماوات، وخلق من نور الحسن القمر، فالحسن أجلّ من القمر، وخلق من نور الحسين الشمس فالحسين خير من الشمس.

ثمّ إنّ اللَّه تعالى ابتلى الأرض بالظلمات فلم تستطع الملائكة ذلك، فشكت إلى اللَّه عزّوجلّ، [فقال اللَّه] لجبرئيل عليه السلام: خذ من نور فاطمة عليها السلام وضعه في قنديل وعلّقه في قرط العرش، ففعل جبرئيل ذلك، فأزهرت السماوات السبع والأرضين السبع، فسبّحت الملائكة وقدّست.

فقال اللَّه: وعزّتي وجلالي وجودي ومجدي وإرتفاع مكاني لأجعلنَّ ثواب تسبيحكم وتقديسكم لفاطمة وبعلها وبنيها ومحبّيها إلى يوم القيامة، فمن أجل ذلك سمّيت الزهراء عليها السلام.(٢)

____________________

(١) صحيفة الرضا عليه السلام: ٨٩ ح ٢١، عيون أخبار الرضا عليه السلام: ٢٥/٢ ح ٦، عنهماالبحار:٢٢٠/٤٣ح٢.

(٢) مصباح الأنوار: ٦٩ (مخطوط) نحوه، عنه تأويل الآيات: ١٣٧/١ ح ١٦.

٢٦٨

٩٠٨/١٩ - في تفسير القمي قدس سره : أبي، عن ابن محبوب، عن ابن رئاب، عن أبي عبيدة، عن الصادق عليه السلام قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يكثر تقبيل فاطمة عليها السلام فأنكرت ذلك عائشة، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا عائشة، إنّي لمّا اُسري بي إلى السماء دخلت الجنّة فأدناني جبرئيل من شجرة طوبى، وناولني من ثمارها فأكلته، فحوّل اللَّه ذلك ماءً في ظهري، فلمّا هبطت إلى الأرض واقعت خديجة فحملت بفاطمه عليها السلام فما قبّلتها قطّ إلّا وجدت رائحة شجرة طوبى منها.(١)

٩٠٩/٢٠ - ابن شاذان : [بإسناده] عن سلمان الفارسي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:

يا سلمان، من أحبّ فاطمة عليها السلام ابنتي فهو في الجنّة معي، ومن أبغضها فهو في النار.

يا سلمان، حبّ فاطمة عليها السلام ينفع في مائة موطن، أيسر تلك المواطن: الموت والقبر والميزان والمحشر والصراط والمحاسبة، فمن رضيت عنه [ابنتي فاطمة عليها السلام رضيت عنه] ومن رضيت عنه رضي اللَّه عنه، ومن غضبت عليه فاطمة عليها السلام، غضبت عليه، ومن غضبت عليه غضب اللَّه عليه.

يا سلمان، ويلٌ لمن يظلمها ويظلم ذرّيّتها وشيعتها.(٢)

٩١٠/٢١ - في تفسير فرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي : وهو أحد علماء الحديث في القرن الثالث قال: حدّثني الحسين بن سعيد معنعناً، عن جعفر، عن أبيه عليهما السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:

إذا كان يوم القيامة نادى مناد من بطنان العرش: يا معشر الخلائق، غضّوا أبصاركم حتّى تمرّ بنت حبيب اللَّه إلى قصرها، فتمرّ إبنتي فاطمة عليها السلام وعليها

____________________

(١) تفسير القمي: ٣٦٥/١، عنه البحار: ١٢٠/٨ ح ١٠، و ٣٦٤/١٨ ح ٦٨ و ٦/٤٣ ح٦.

(٢) مائة منقبة: ١٢٦ المنقبة ٦١، وفيه: ويل لمن يظلمها ويظلم بعلها أميرالمؤمنين عليّاً عليه السلام وويلٌ لمن يظلم ذرّيّتها وشيعتها.

٢٦٩

ريطتان خضراوان، حواليهما سبعون ألف حوراء، فإذا بلغت إلى باب قصرها وجدت الحسن عليه السلام قائماً والحسين عليه السلام نائماً مقطوع الرأس.

فتقول للحسن: من هذا؟ فيقول: هذا أخي، إنّ اُمّة أبيك قتلوه، وقطعوا رأسه، فيأتيها النداء من عنداللَّه: يا بنت حبيب اللَّه، إنّي [إنّما] أريتك ما فعلت به اُمّة أبيك، إنّي ادّخرت لك عندي تعزية بمصيبتك فيه، وإنّي جعلت تعزيتك اليوم أنّي لاأنظر في محاسبة العباد حتّى تدخلي الجنّة أنت وذرّيّتك وشيعتك ومن أولاكم معروفاً ممّن ليس هو من شيعتك قبل أن أنظر في محاسبة العباد.

فتدخل فاطمة عليها السلام ابنتي الجنّة وذرّيّتها وشيعتها ومن أولاها معروفاً ممّن ليس من شيعتها، فهو قول اللَّه عزّوجلّ:( لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ ) (١) قال: هو يوم القيامة( وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنفُسُهُمْ خَالِدُونَ ) (٢) هي واللَّه، فاطمة وذرّيّتها وشيعتها ومن أولاهم معروفاً ليس هو من شيعتها.(٣)

٩١١/٢٢ - في تفسير فرات قال : حدّثنا سهل بن أحمد الدينوري معنعناً، عن أبي عبداللَّه جعفر بن محمّد عليهما السلام قال: قال جابر لأبي جعفر عليه السلام: جعلت فداك يابن رسول اللَّه، حدّثني بحديث في فضل جدّتك فاطمة عليها السلام إذا أنا حدّثت به الشيعة فرحوا بذلك.

قال أبوجعفر عليه السلام: حدّثني أبي، عن جدّي، عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: إذا كان يوم القيامة نصب للأنبياء والرسل منابر من نور، فيكون منبري أعلى منابرهم يوم القيامة، ثمّ يقول اللَّه: يا محمّد أخطب، فأخطب بخطبة لم يسمع أحد من الأنبياء والرسل بمثلها، ثمّ ينصب للأوصياء منابر من نور، وينصب لوصيّي عليّ بن أبي طالب عليه السلام في أوساطهم منبر من نور، فيكون منبر عليّ عليه السلام أعلا منابرهم، ثمّ يقول

____________________

(١، ٢) الأنبياء: ١٠٢ و١٠٣.

(٣) تفسير فرات: ٢٦٩ ح٤، عنه البحار: ٣٣٦/٧ ضمن ح ٢١، و٦٢/٤٣ ح ٥٩/٦٨ ٥٤ ح ١٠٩.

٢٧٠

له: يا عليّ، أخطب، فيخطب بخطبة لم يسمع أحد من الأوصياء بمثلها.

ثمّ ينصب لأولاد الأنبياء والمرسلين منابر من نور، فيكون لابنيَّ وسبطيّ وريحانتيَّ أيّام حياتي منبران من نور، ثمّ يقال لهما: أخطبا، فيخطبان بخطبتين لم يسمع أحد من أولاد الأنبياء والمرسلين بمثلهما.

ثمّ ينادي مناد - وهو جبرئيل عليه السلام -: أين فاطمة بنت محمّد صلّى اللَّه عليهما؟ أين خديجة بنت خويلد؟ أين مريم بنت عمران؟ أين آسية بنت مزاحم؟ أين اُمّ كلثوم اُمّ يحيى بن زكريّا؟

فيقمن، فيقول اللَّه تبارك وتعالى: يا أهل الجمع، لمن الكرم اليوم؟ فيقول محمّد وعليّ والحسن والحسين وفاطمة عليهم السلام: للَّه الواحد القهّار.

فيقول اللَّه جلّ جلاله: يا أهل الجمع، إنّي قد جعلت الكرم لمحمّد صلى الله عليه وآله وسلم وعليّ والحسن والحسين وفاطمة عليهم السلام، يا أهل الجمع، طأطؤوا الرؤوس وغضّوا الأبصار فإنّ هذه فاطمة تسير إلى الجنّة.

فيأتيها جبرئيل بناقة من نوق الجنّة مدبّجة الجبين(١) خطامها من اللؤلؤ المحقّق(٢) الرطب، عليها رحل من المرجان، فتناخ بين يديها فتركبها فيبعث إليها مائة ألف ملك، فيصيرون(٣) [على يمينها، ويبعث إليها مائة ألف ملك فيصيرون](٤) على يسارها، ويبعث إليها مائة ألف ملك يحملونها على أجنحتهم حتّى يسيروها(٥) عند(٦) باب الجنّة.

____________________

(١) في المصدر والبحار: الجنبين.

(٢) ليس في البحار: ٨، وفي البحار: ٤٣ «المخفق».

(٣) في البحار: ٨ ليسيروا، وفي البحار: ٤٣ فيسيرون.

(٤) ليس في المصدر.

(٥) في نسخة من المصدر: يصيروها، وفي البحار: ٤٣ يسيّرونها.

(٦) في نسخة من المصدر والبحار: على.

٢٧١

فإذا صارت عند باب الجنّة تلتفت، فيقول اللَّه: يا بنت حبيبي، ما التفاتك وقد أمرت بك إلى جنّتي؟ فتقول: يا ربّ، أحببت أن يعرف قدري في مثل هذا اليوم فيقول اللَّه تبارك وتعالى: يا بنت حبيبي، إرجعي فانظري من كان في قلبه حبّ لك أو لأحد من ذرّيّتك خذي بيده فأدخليه الجنّة.

قال أبوجعفر عليه السلام: واللَّه، يا جابر إنّها ذلك اليوم لتلتقط شيعتها ومحبّيها كما يلتقط الطير الحبّ الجيّد من الحبّ الرديء، فإذا صار شيعتها معها عند باب الجنّة يلقي اللَّه في قلوبهم أن يلتفتوا، فإذا التفتوا فيقول اللَّه: يا أحبّائي، ما التفاتكم وقدشفّعت فيكم فاطمة بنت حبيبي؟ فيقولون: يا ربّ، أحببنا أن يعرف قدرنا في مثل هذا اليوم، فيقول اللَّه: يا أحبّائي، ارجعوا وانظروا من أحبّكم لحبّ فاطمة، اُنظروا من أطعمكم لحبّ فاطمة، انظروا من سقاكم شربة في حبّ فاطمة، اُنظروا من ردّ عنكم غيبة في حبّ فاطمة انظروا من كساكم لحبّ فاطمة خذوا بيده وأدخلوه الجنّة.

قال أبوجعفر عليه السلام: واللَّه، لايبقى [في] الناس إلّا شاكّ أو كافر أو منافق، فإذاصاروا بين الطبقات نادوا كما قال اللَّه تعالى:( فَمَا لَنَا مِن شَافِعِينَ * وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ ) (١) فيقولون:( فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينََ ) (٢) .

قال أبوجعفر عليه السلام: هيهات هيهات! منعوا ما طلبوا( وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ) (٣) .(٤)

٩١٢/٢٣ - وفيه : قال: حدّثني موسى بن عليّ بن موسى بن محمّد بن عبدالرحمان المحاربي معنعناً، عن أبي عبداللَّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن

____________________

(١، ٢) الشعراء: ١٠٢ - ١٠٠.

(٣) الأنعام: ٢٨.

(٤) تفسير فرات: ٢٩٨ ح ١٣، عنه البحار: ٥١/٨ ح ٥٩، و٦٤/٤٣ ح ٥٧.

٢٧٢

جدّه عليهم السلام قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: معاشر الناس، تدرون لما خلقت فاطمة سلام اللَّه عليها؟ قالوا: اللَّه ورسوله أعلم قال: خلقت فاطمة حوراء إنسيّه، لا إنسيّة قال: خلقت من عرق جبرئيل ومن زغبه(١) .

قالوا: يا رسول اللَّه، أشكل(٢) ذلك علينا تقول: حوراء إنسيّة لا إنسيّة، ثمّ تقول:من عرق جبرئيل ومن زغبه.

قال: إذا أنا اُنبّئكم: أهدى إليَّ ربّي تفّاحة من الجنّة أتاني بها جبرئيل عليه السلام فضمّها إلى صدره، فعرق جبرئيل وعرقت التفّاحة فصار عرقهما شيئاً واحداً ثمّ قال:السلام عليك يا رسول اللَّه ورحمة اللَّه وبركاته، قلت: وعليك السلام يا جبرئيل، فقال: إنّ اللَّه أهدى إليك تفّاحة من الجنّة فأخذتها فقبّلتها ووضعتها على عيني وضممتها إلى صدري.

ثمّ قال: يا محمّد كلها، قلت: حبيبي جبرئيل هدية ربّي تؤكل؟ قال: نعم، قد اُمرت بأكلها، فأفلقتها فرأيت منها نوراً ساطعاً فرعت(٣) من ذلك النور، قال: كل فإنّ ذلك نور المنصورة فاطمة.

قلت: يا جبرئيل، ومن المنصورة؟ قال: جارية تخرج من صلبك إسمها في السماء المنصورة، وفي الأرض فاطمة.

فقلت: يا جبرئيل ولم سمّيت في السماء منصورة، وفي الأرض فاطمة؟ قال:سمّيت فاطمة في الأرض، لأنّه فطمت شيعتها من النار وفطمت(٤) أعداؤها عن

____________________

(١) الزغب: الشعيرات الصغرى على ريش الفرخ.

(٢) في البحار: استشكل.

(٣) ففزعت، خ.

(٤) فطموا، خ.

٢٧٣

حبّها، وذلك قول اللَّه في كتابه:( وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّـهِ ) (١) ينصر(٢) فاطمة سلام اللَّه عليها.(٣)

____________________

(١) الروم: ٥ ٤.

(٢) بنصر، خ.

(٣) تفسير فرات: ٣٢١ ح ٦.

٢٧٤

الباب الرابع

في ذكر قطرة من بحر مناقب رضيعي

الوحي والتنزيل وفطيمي العلم والشرف الجليل

الحسن والحسين صلوات الله عليهما

وتنقسم أخبار الباب إلى قسمين: القسم الأوّل: في الأخبار الواردة المشتركة بين الإمامين صلوات اللَّه عليهما، والقسم الثاني: فيما يختصّ بكلّ واحد منهما.

أمّا القسم الأوّل فنذكر منه عدّة أخبار:

٩١٣/١ - في الكافي : عليّ بن محمّد، عن بعض أصحابنا، عن عليّ بن الحكم عن ربيع بن محمّد المسلي، عن عبداللَّه بن سليمان العامري، عن أبي جعفر عليه السلام قال: لمّا عرج برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نزل بالصلاة عشر ركعات، ركعتين ركعتين، فلمّا ولد الحسن والحسين زاد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سبع ركعات شكراً للَّه، فأجاز اللَّه له ذلك.(١)

____________________

(١) الكافي: ٤٨٧/٣ ح ٢، عنه البحار: ٢٥٨/٤٣ ح ٤١، والوسائل: ٣٥/٣ ح ١٣.

٢٧٥

٩١٤/٢ - في أمالي الصدوق قدس سره : أبي، عن محمّد العطّار، عن الأشعري، عن يوسف بن الحارث، عن محمّد بن مهران، عن عليّ بن الحسن، عن عبدالرزّاق عن معمّر، عن إسماعيل بن معاوية، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:

إذا كان يوم القيامة زُيّن عرش ربّ العالمين بكلّ زينة، ثمّ يؤتى بمنبرين من نور، طولهما مائة ميل، فيوضع أحدهما عن يمين العرش، والآخر عن يسار العرش، ثمّ يؤتى بالحسن والحسين عليهما السلام فيقوم الحسن عليه السلام على أحدهما، والحسين عليه السلام على الآخر، يزيّن الربّ تبارك وتعالى بهما عرشه كما يزيّن المرأة قُرطاها(١) .(٢)

٩١٥/٣ - في الخصال : الحسن بن محمّد بن يحيى العلوي، عن جدّه، عن الزبيربن أبي بكر، عن إبراهيم بن حمزة الزبيري، عن إبراهيم بن عليّ الرافعي عن أبيه، عن جدّته زينب بنت أبي رافع قالت: أتت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بابنيها الحسن والحسين عليهما السلام إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في شكواه الّذي توفّي فيه فقالت: يا رسول اللَّه، هذان ابناك فورِّثهما شيئاً.

قال صلى الله عليه وآله وسلم: أمّا الحسن عليه السلام فإنَّ له هيبتي وسؤددي(٣) وأمّا الحسين عليه السلام فإنّ له شجاعتي(٤) وجودي.(٥)

٩١٦/٤ - في كامل الزيارات : لابن قولويه اُستاذ الشيخ المفيد قدس سره: أبي، عن

____________________

(١) القرط: ما يعلّق في شحمة الاُذن من درّ أو ذهب أو فضّة أو نحوها.

(٢) أمالي الصدوق: ١٧٤ ح ١ المجلس الرابع والعشرون، عنه البحار: ٢٦١/٤٣ ح٣، وإرشاد القلوب: ١٤١/٢.

(٣) السؤدد - بضمّ السين وفتح الدال الاُولى -: السيادة والشرافة.

(٤) هكذا في البحار؛ وفي المصدر: جرأتي.

(٥) الخصال: ٧٧ ح١٢٢، إعلام الورى: ٤١٢/١، إرشاد المفيد: ٦/٢، عنها البحار: ٢٦٣/٤٣ح١٠.

٢٧٦

الحميري، عن رجل من أصحابنا، عن عبداللَّه(١) بن موسى، عن مهلهل العبدي عن أبي هارون العبدي، عن ربيعة السعدي، عن أبي ذرّ الغفاري رحمه الله قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقبّل الحسن والحسين عليهما السلام(٢) وهو يقول: من أحبّ الحسن والحسين عليهما السلام وذرّيّتهما مخلصاً لم تلفح النار وجهه، ولو كانت ذنوبه بعدد رمل عالج(٣) ، إلّا أن يكون ذنباً يخرجه من الإيمان.(٤)

٩١٧/٥ - في البحار : عن ابن شاذان، بإسناده، عن زاذان، عن سلمان قال: أتيت النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم فسلّمت عليه، ثمّ دخلت على فاطمة عليها السلام فقالت: يا أباعبداللَّه هذان الحسن والحسين جائعان يبكيان، فخذ بأيديهما فاخرج بهما إلى جدّهما، فأخذت بأيديهما وحملتهما حتّى أتيت بهما إلى النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم فقال: مالكما يا حسناي؟

قالا: نشتهي طعاماً يا رسول اللَّه، فقال النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: اللهمّ أطعمهما، ثلاثاً.

قال: فنظرت فإذا سفرجلة في يد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم شبيهة بقُلّة من قِلال هجر(٥) أشدّ بياضاً من الثلج وأحلى من العسل، وألين من الزبد، ففركها بإبهامه فصيّرها نصفين، ثمّ دفع إلى الحسن عليه السلام نصفها، وإلى الحسين عليه السلام نصفها، فجعلت أنظر إلى النصفين في أيديهما وأنا أشتهيها.

قال: يا سلمان، هذا طعام من الجنّة، لا يأكله أحد حتّى ينجو من

____________________

(١) في المصدر: عبيداللَّه.

(٢) في البحار والأصل: يقبّل الحسين بن عليّ عليهما السلام.

(٣) رمل عالج: ما تراكم من الرمل.

(٤) كامل الزيارات: ١١٣ ح٤، عنه البحار: ٢٦٩/٤٣ ح ٢٩.

(٥) في مجمع البحرين: قِلال هَجَر: شبيهة بالحباب، والقُلّة: إناء للعرب كالجرّة الكبيرة، وفي الخرائج: مشبّهة بالجرّة الكبيرة.

٢٧٧

الحساب(١) .(٢)

٩١٨/٦ - وفيه : حكي عن عروة البارقي قال: حججت في بعض السنين فدخلت مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فوجدت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جالساً وحوله غلامان يافعان(٣) وهو يقبّل هذا مرّة وهذا اُخرى، فإذا رآه الناس يفعل ذلك أمسكوا عن كلامه حتّى يقضي وطره منهما، وما يعرفون لأيّ سبب حبّه إيّاهما، فجئته وهو يفعل ذلك بهما.

فقلت: يا رسول اللَّه، هذان ابناك؟ فقال: إنّهما ابنا ابنتي وابنا أخي وابن عمّي وأحبّ الرجال إليّ، ومن [هو] سمعي وبصري، ومن نفسه نفسي ونفسي نفسه، ومن أحزن لحزنه ويحزن لحزني.

فقلت له: قد عجبت يا رسول اللَّه من فعلك بهما وحبّك لهما، فقال لي: اُحدّثك أيّها الرجل. إنّي لمّا عرج بي إلى السماء ودخلت الجنّة انتهيت إلى شجرة في رياض الجنّة، فعجبت من طيب رائحتها، فقال لي جبرئيل: يا محمّد، لاتعجب من هذه الشجرة، فثمرها أطيب من ريحها، فجعل جبرئيل يُتحفني من ثمرها ويُطعمني من فاكهتها، وأنا لا أملُّ منها،

ثمّ مررنا بشجرة اُخرى، فقال لي جبرئيل: يا محمّد، كل من هذه الشجرة فإنّها يشبه الشجرة الّتي أكلت منها الثمر، فهي أطيب طعماً وأزكى(٤) رائحة.

قال: فجعل جبرئيل يتحفني بثمرها ويشمُّني من رائحتها، وأنا لا أملُّ منها.

فقلت: يا أخي جبرئيل، ما رأيت في الأشجار أطيب ولا أحسن من هاتين

____________________

(١) زاد في الخرائج: غيرنا، وإنّك على خير.

(٢) البحار: ٣٠٨/٤٣، روى الراوندي رحمه الله في الخرائج: ٥٣٦/٢ ح ١٢ (نحوه)، عنه البحار:١٠١/٣٧ ح٥ وروى الخوارزمي في مقتل الحسين عليه السلام: ٩٧.

(٣) اليافع: دون المراهق.

(٤) أزكى: أطيب. وفي البحار: أذكى.

٢٧٨

الشجرتين! فقال لي: يا محمّد، أتدري ما اسم هاتين الشجرتين؟ فقلت: لا أدري، فقال: أحدهما الحسن، والاُخرى الحسين، فإذا هبطت يا محمّد، إلى الأرض من فورك(١) فأت زوجتك خديجة، وواقعها من وقتك وساعتك، فإنّه يخرج منك طيب رائحة الثمر الّذي أكلته من هاتين الشجرتين، فتلد لك فاطمة الزهراء عليها السلام ثمّ زوّجها أخاك عليّاً عليه السلام فتلد له ابنين، فسمّ أحدهما الحسن والآخر الحسين عليهما السلام.

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ففعلت ما أمرني أخي جبرئيل، فكان الأمر ما كان، فنزل إليَّ جبرئيل بعد ما ولد الحسن والحسين عليهما السلام فقلت له: يا جبرئيل، ما أشوقني إلى تينك الشجرتين فقال لي: يا محمّد، إذا اشتقت إلى الأكل من ثمرة تينك الشجرتين فشمّ الحسن والحسين عليهما السلام.

قال: فجعل النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم كلّما اشتاق إلى الشجرتين يشمُّ الحسن والحسين عليهما السلام ويلثمهما وهو يقول: صدق أخي جبرئيل عليه السلام ثمّ يقبّل الحسن والحسين عليهما السلام ويقول: يا أصحابي، إنّي أودّ أنّي اُقاسمهما حياتي، لحبّي لهما، وهما ريحانتاي من الدنيا.

فتعجّب الرجل من [الشجرة الّتي أكلت منها و](٢) وصف النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم للحسن والحسين عليهما السلام فكيف لو شاهد النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم من سفك دماءَهم، وقتل رجالهم، وذبح أطفالهم، ونهب أموالهم، وسبى حريمهم، اُولئك عليهم لعنة اللَّه والملائكة والناس أجمعين، وسيعلم الّذين ظلموا أيّ منقلب ينقلبون.(٣)

٩١٩/٧ - وفيه : عن الرؤياني، أنّ الحسن والحسين عليهما السلام مرّا على شيخ يتوضّأ ولايحسن، فأخذا في التنازع يقول كلّ واحد منهما: أنت لاتحسن الوضوء فقالا:أيّها الشيخ، كن حكماً بيننا يتوضّأ كلّ واحد منّا، فتوضّئا ثمّ قالا: أيّنا يحسن؟

____________________

(١) من فورك: من قبل أن تسكن. الفَوْر: الوقت الحاضر الّذي لاتأخير فيه.

(٢) ليس في البحار.

(٣) البحار: ٣١٤/٤٣ و٣١٥.

٢٧٩

قال: كلاكما تحسنان الوضوء، ولكن هذا الشيخ الجاهل هو الّذي لم يكن يحسن، وقد تعلّم الآن منكما وتاب على يديكما ببركتكما وشفقتكما على اُمّة جدّكما.(١)

٩٢٠/٨ - في المناقب : أبوجعفر(٢) المدائني في حديث طويل: خرج الحسن والحسين وعبداللَّه بن جعفر عليهم السلام حُجّاجاً ففاتهم أثقالهم، فجاعوا وعطشوا فرأوا في بعض الشعوب خباءً رثّاً وعجوزاً، فاستسقوها فقالت: اطلبوا هذه الشويهة(٣) ففعلوا، واستطعموها فقالت: ليس إلّا هي، فليقم أحدكم فليذبحها حتّى أصنع لكم طعاماً، فذبحها أحدهم، ثمّ شوَّت لهم من لحمها فأكلوا وقيّلوا عندها، فلمّا نهضوا قالوا لها: نحن نفر من قريش نريد هذا الوجه، فإذا انصرفنا وعدنا فالممي(٤) بنا فإنّا صانعون بك خيراً ثمّ رحلوا.

فلمّا جاء زوجها وعرف الحال أوجعها ضرباً، ثمّ مضت الأيّام فأضرَّت بها الحال، فرحلت حتّى اجتازت بالمدينة، فبصر بها الحسن عليه السلام فأمر لها بألف شاة وأعطاها ألف دينار، وبعث معها رسولاً إلى الحسين عليه السلام فأعطاها مثل ذلك، ثمّ بعثها إلى عبداللَّه بن جعفر فأعطاها مثل ذلك.(٥)

٩٢١/٩ - في البحار : الحسن البصري واُمّ سلمة: إنّ الحسن والحسين عليهما السلام دخلا على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبين يديه جبرئيل عليه السلام فجعلا يدوران حوله، يشبّهانه بدحية الكلبي، فجعل جبرئيل يؤمىء بيده كالمتناول شيئاً فإذا في يده تفّاحة

____________________

(١) المناقب: ٤٠٠/٣، عنه البحار: ٣١٩/٤٣.

(٢) في البحار: أبوالحسن.

(٣) الشويهة: مصغّر الشاة.

(٤) اَلَمّ بالقوم: أتاهم فنزل بهم. اللمام: اللقاء اليسير.

(٥) المناقب: ١٦/٤، عنه البحار: ٣٤١/٤٣ ح ١٥، كشف الغمّة: ٥٥٩/١، عنه البحار: ٣٤٨/٤٣، فصول المهمّة: ١٣٩.

٢٨٠