القطرة من بحار مناقب النبيّ والعترة عليهم السلام الجزء ٢

القطرة من بحار مناقب النبيّ والعترة عليهم السلام0%

القطرة من بحار مناقب النبيّ والعترة عليهم السلام مؤلف:
الناشر: سليمان زاده
تصنيف: مكتبة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وأهل البيت عليهم السلام
الصفحات: 672

القطرة من بحار مناقب النبيّ والعترة عليهم السلام

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: آية الله العلّامة السيّد أحمد المستنبط رحمة الله عليه
الناشر: سليمان زاده
تصنيف: الصفحات: 672
المشاهدات: 41732
تحميل: 5195


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 672 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 41732 / تحميل: 5195
الحجم الحجم الحجم
القطرة من بحار مناقب النبيّ والعترة عليهم السلام

القطرة من بحار مناقب النبيّ والعترة عليهم السلام الجزء 2

مؤلف:
الناشر: سليمان زاده
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

إذهب بهذا الكتاب الليلة إلى البقيع حتّى تتوسّطه ثمّ تنادي: يا درجان.

ففعل ذلك فجاءه شخص فدفع إليه الكتاب، فلمّا قرأه قال: أتحبّ أن ترى أباك؟ فلا تبرح حتّى آتيك به فإنّه بضجنان(١) ، فانطلق فلم يلبث إلّا قليلاً حتّى أتاني رجل أسود في عنقه حبل أسود مدلع لسانه(٢) يلهث وعليه سربال أسود، فقال لي: هذا أبوك، ولكن غيّره اللهب ودخان الجحيم وجرع الحميم.

فسألته [عن حاله]، قال: إنّي كنت أتوالى بنواُميّة، وكنت أنت تتوالى أهل البيت، وكنت اُبغضك على ذلك وأحرمتك مالي ودفنته عنك، فأنا اليوم على ذلك من النادمين فانطلق إلى جنّتي فاحتفر تحت الزيتونة فخذ المال وهو مائة وخمسون ألفاً، وادفع إلى محمّد بن عليّ خمسين ألفاً ولك الباقي.

قال: ففعل الرجل كذلك، فقضى أبوجعفر عليه السلام بها ديناً وابتاع بها أرضاً ثمّ قال: أمّا إنّه سينفع الميّت الندم على ما فرّط من حبّنا وضيّع من حقّنابما أدخل علينا من الرفق والسرور.(٣)

١٠٠٩/١٢ - الراوندي : عن أبي بصير، قال:دخلت المسجد مع أبي جعفر عليه السلام والناس يدخلون ويخرجون، فقال لي: سل الناس هل يرونني؟ وكلّ من لقيته قلت له: هل رأيت أباجعفر؟ يقول: لا، وهو واقف، حتّى دخل أبوهارون المكفوف قال: سل هذا؟

فقلت: هل رأيت أباجعفر عليه السلام؟ فقال: أليس هو واقفاً؟ قلت: وما علمك؟ قال: وكيف لا أعلم وهو نور ساطع.

____________________

(١) ضجنان: جبل بتهامة.

(٢) دلع لسانه دلعاً: أخرجه.

(٣) المناقب: ١٩٣/٤ و ١٩٤، عنه البحار: ٢٦٧/٤٦ضمن ح ٦٥.

٣٦١

قال: وسمعت(١) يقول رجل من أهل إفريقيّة(٢) : ما حال راشد؟ قال: خلّفته حيّاً صالحاً يقرؤك السلام، قال: رحمه الله، قال: مات؟ قال:نعم، قال: متى؟ قال: بعد خروجك بيومين، قال: و الله، ما مرض ولا [كان] به علّة؟

قال: وإنّما يموت من يموت من مرض أوعلّة، قلت: من الرجل؟ قال: رجل [كان] لنا موالياً ولنا محبّاً.

ثمّ قال: لئن ترون أنّه ليس لنا معكم أعين ناظرة وأسماع سامعة، لبئس ما رأيتم، و الله لايخفى علينا شيء من أعمالكم، فاحضرونا جميعاً(٣) ، وعوّدوا أنفسكم الخير، وكونوا من أهله تعرفون به(٤) فإنّي بهذا آمر ولدي وشيعتي.(٥)

١٠١٠/١٣ - في فلاح السائل للسيّد الأجلّ رضي الدين عليّ بن طاووس قدس سره : روي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: دخلت على أبي يوماً وهو يتصدّق على فقراء أهل المدينة بثمانية آلاف دينار، وأعتق أهل بيت بلغوا أحد عشر مملوكاً، الخبر.(٦)

١٠١١/١٤ - في أمالي الشيخ أبي عليّ بن الشيخ الطوسي قدس سره : جماعة، عن أبي المفضّل بإسناده إلى شقيق البلخي، عمّن أخبره من أهل العلم، قال: قيل لمحمّد بن عليّ الباقر عليه السلام: كيف أصبحت؟

قال: أصبحنا غرقى في النعمة، موفورين بالذنوب، يتحبّب إلينا إلهنا بالنعم ونتمقّت إليه بالمعاصي، ونحن نفتقر إليه، وهو غنيّ عنّا.(٧)

١٠١٢/١٥ - في الكافي: محمّد بن أبي عبد الله ومحمّد بن الحسن، عن سهل

____________________

(١) في المصدر: وسمعته.

(٢) في المصدر:إفريقيا.

(٣) في بعض نسخ المصدر: جميلاً.

(٤) في البحار: تعرفوا.

(٥) الخرائج: ٥٩٥/٢ ح٧، عنه البحار: ٢٤٣/٤٦ ح ٣١.

(٦) فلاح السائل: ١٦٩، عنه البحار: ٣٠٢/٤٦ ح ٤٨.

(٧) أمالي الطوسي: ٦٤١ ح ١٧ المجلس الثاني والثلاثون (مرسلاً)، البحار: ٣٠٣/٤٦ ح ٥٢.

٣٦٢

بن زياد، ومحمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد جميعاً عن الحسن بن العبّاس بن الحريش، عن أبي جعفر الثاني عليه السلام قال:

قال أبوعبد الله عليه السلام: بينا أبي عليه السلام يطوف بالكعبة إذا رجل معتجر(١) قد قيّض له(٢) فقطع عليه اُسبوعه(٣) حتّى أدخله إلى دار جنب الصفا، فأرسل إليّ فكنّا ثلاثة فقال: مرحباً يابن رسول الله، ثمّ وضع يده على رأسي وقال: بارك الله فيك يا أمين الله بعد آبائه.

يا أبا جعفر، إن شئت فأخبرني وإن شئت فأخبرتك، وإن شئت سلني وإن شئت سألتك، وإن شئت فاصدقني وإن شئت صدقتك، قال:كلّ ذلك أشاء.

قال: فإيّاك أن ينطق لسانك عند مسألتي بأمر تضمر لي غيره.

قال: إنّما يفعل ذلك من في قلبه علمان يخالف أحدهما صاحبه، وإنّ الله عزّوجلّ أبي أن يكون له علم فيه اختلاف.

قال: هذه مسألتي وقد فسّرت طرفاً منها. أخبرني عن هذا العلم الّذي ليس فيه اختلاف، من يعلمه؟

قال: أمّا جملة العلم فعند الله جلّ ذكره، وأمّا ما لابدّ للعباد منه، فعند الأوصياء.

قال: ففتح الرجل عجيرته(٤) واستوى جالساً وتهلّل وجهه(٥) وقال: هذه أردت ولها أتيت، زعمت أنّ علم ما لا اختلاف فيه من العلم عند الأوصياء، فكيف يعلمونه؟

قال: كما كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يعلمه إلّا أنّهم لايرون ما كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

____________________

(١) اعتجر فلان بالعمامة: لفّها على رأسه وردّ طرفها على وجهه.

(٢) قَيَّضَ له كذا: قدّره له وهيّأه.

(٣) اسبوعه: طوافه.

(٤) عجيرته: يعني طرف العمامة الّذي اعتجر به.

(٥) تهلّل: استنار وظهرت عليه أمارة السرور، يقال: تهلّل وجه الرجل من فرحه.

٣٦٣

يرى، لأنّه كان نبيّاً وهم محدّثون، وأنّه كان يفد(١) إلى الله جلّ جلاله فيسمع الوحي وهم لايسمعون.

فقال: صدقت يابن رسول الله، سآتيك بمسألة صعبة:

أخبرني عن هذا العلم ما له لايظهر كما كان يظهر مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟

قال: فضحك أبي عليه السلام وقال: أبي الله عزّوجلّ أن يطّلع على علمه إلّا ممتحناً للإيمان به، كما قضى على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يصبر على أذى قومه، ولايجاهدهم إلّا بأمره، فكم من اكتتام قد أكتتم به حتّى قيل له:( فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ ) (٢) ، وأيم الله(٣) أن لو صدع(٤) قبل ذلك لكان آمناً، ولكنّه إنّما نظر في الطاعة، وخاف الخلاف فلذلك كفّ، فوددت أنّ عينيك(٥) تكون مع مهديّ هذه الاُمّة، والملائكة بسيوف آل داود بين السماء والأرض تعذّب أرواح الكفرة من الأموات، ويلحق بهم أرواح أشباههم من الأحياء.

ثمّ أخرج سيفاً، ثمّ قال: ها إنّ هذا منها.

قال: فقال أبي عليه السلام: إي والّذي اصطفى محمّداً صلى الله عليه وآله وسلم على البشر.

قال: فردّ الرجل اعتجاره، وقال: أنا إلياس، ما سألتك عن أمرك ولي به(٦) جهالة غير أنّي أحببت أن يكون هذا الحديث قوّة لأصحابك.

وساق الحديث بطوله إلى أن قال: ثمّ قام الرجل وذهب فلم أره.(٧)

____________________

(١) وَفَدَ، يَفِدُ: وَرَد رسولاً.

(٢) الحجر: ٩٤.

(٣) أيمُ الله: كلمة قسم، يقال: أيمُ الله لأفعلنّ كذا.

(٤) صَدَع الأمر: بيّنه وجهر به.

(٥) في المصدر: عينك.

(٦) في المصدر: وبي منه.

(٧) الكافي: ٢٤٢/١ ح١، عنه البحار: ٣٩٧/١٣ ح٤، و٧٤/٢٥ ح ٦٤، و٣٧١/٥٢ ح ١٦٣.

٣٦٤

١٠١٣/١٦ - في المهج حرز آخر للباقر عليه السلام، [دعى فيه لشيعته ولأصحاب الكبائر منهم بقوله عليه السلام:](١) .

بسم الله الرحمن الرحيم، يا دان غير متوان، يا أرحم الراحمين، اجعل لشيعتي من النار وقاء(٢) ، ولهم عندك رضاً، واغفر ذنوبهم ويسّر اُمورهم، واقض ديونهم، واستر عوراتهم، وهب لهم الكبائر الّتي بينك وبينهم، يا من لايخاف الضيم، ولاتأخذه سنة ولانوم، اجعل لي من كلّ غمّ فرجاً ومخرجاً [إنّك على كلّ شيء قدير].(٣)

١٠١٤/١٧ - كنز الفوائد : محمّد بن العبّاس، عن المنذر بن محمّد، عن أبيه، عن عمّه الحسين بن سعيد، عن أبان بن تغلب، عن عليّ بن محمّد بن بشر قال: قال محمّد بن عليّ عليهما السلام لابن الحنفيّة(٤) :

إنّما حبّنا أهل البيت شيء يكتبه الله في أيمن قلب المؤمن(٥) ، ومن كتبه الله في قلبه لايستطيع أحد محوه، أما سمعت الله سبحانه يقول:( أُولَـٰئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ ) إلى آخر الآية(٦) ؟ فحبّنا أهل البيت الإيمان.(٧)

١٠١٥/١٨ - في الخرائج : روي أنّ جماعة استأذنوا على أبي جعفر عليه السلام قالوا: فلمّا صرنا في الدهليز إذا قراءة سريانيّة بصوت حسن يقرأ ويبكي حتّى أبكى بعضنا وما نفهم ما يقول، فظنّنا أنّ عنده بعض أهل الكتاب استقرأه.

____________________

(١) ليس في المصدر والبحار.

(٢) في المصدر: وقاءً لهم.

(٣) مهج الدعوات: ٣٢ - ٣١، عنه البحار: ٢٦٨/٩٤ ح٢، وما بين المعقوفين أثبتناه من البحار.

(٤) في المصدر: قال محمّد بن عليّ عليهما السلام - ابن الحنفيّة -، وفى البحار: قال محمّد بن الحنفيّة.

(٥) في المصدر: قلب العبد.

(٦) المجادلة: ٢٢.

(٧) تأويل الآيات: ٦٧٦/٢ ح٨، عنه البحار: ٣٦٦/٢٣ح ١٧ و٣٨٩ ح ١٠.

٣٦٥

فلمّا انقطع الصوت دخلنا عليه فلم نر عنده أحداً، قلنا: [يابن رسول الله]، لقد سمعنا قراءة سريانيّة بصوت حسن.

قال: ذكرت مناجاة إليا(١) النبيّ فأبكتني.(٢)

١٠١٦/١٩ - في بصائر الدرجات : محمّد بن الحسين، عن أحمد بن أبي بشير، عن كثير، عن أبي عمران(٣) قال: قال أبوجعفر عليه السلام:

لقد سأل موسى العالم مسألة لم يكن عنده، جوابها ولقد سأل العالم موسى عليه السلام مسألة لم يكن عنده جوابها، ولو كنت بينهما لأخبرت كلّ واحد منهما بجواب مسألته، ولسألتهما عن مسألة لايكون عندهما جوابها.(٤)

١٠١٧/٢٠ - في الإختصاص المنسوب إلى المفيد قدس سره : أحمد بن محمّد بن عيسى عن محمّد بن سنان، عمّن حدّثه عن عبدالرحيم القصير قال: ابتدأني أبو جعفر عليه السلام فقال: أما إنّ ذا القرنين قد خيّر السحابتين فاختار الذلول وذخر لصاحبكم الصعب. فقلت: وما الصعب؟

فقال: ما كان من سحاب فيه رعد وصاعقة وبرق، فصاحبكم يركبه، أما إنّه سيركب السحاب ويرقى في الأسباب أسباب السماوات السبع والأرضين السبع خمس عوامر وثنتان خراب.(٥)

و فيه أيضاً : عن الصادق عليه السلام قال بعد ذكر الحديث: ولو اختار الصعب لم

____________________

(١) في بعض نسخ المصدر: إلياس.

(٢) الخرائج: ٢٨٦/١ ح ١٩، عنه البحار: ٢٥٤/٤٦ ح٥٠.

(٣) في البصائر: عن كثير بن أبي حمران، وفي الخرائج: عن كثير بن أبي عمران.

(٤) بصائر الدرجات: ٢٢٩ ح١، الخرائج: ٧٩٧/٢ ح٧، مع إختلاف يسير في الألفاظ، عنهما البحار: ١٩٥/٢٦ح٤.

(٥) بصائر الدرجات: ٤٠٨ ح ١، مع إختلاف يسير، و٤٠٩ ح ٣ (نحوه)، الإختصاص: ٣٢١ (نحوه)، عنهما البحار: ٣٢١/٥٢ ح ٢٧.

٣٦٦

يكن له ذلك، لأنّ الله إدّخره للقائم عليه السلام.(١)

١٠١٨/٢١ - موعظة بليغة له عليه السلام : روي أنّه حضره ذات يوم جماعة من الشيعة فوعظهم وحذّرهم وهم ساهون لاهون، فأغاظه ذلك فأطرق مليّاً، ثمّ رفع رأسه إليهم فقال:

إنّ كلامي لو وقع طرف منه في قلب أحدكم لصار ميّتاً، ألا يا أشباحاً بلا أرواح، وذبالاً(٢) بلامصباح، [كأنّكم] خشب مسنّدة، وأصنام مربدة(٣) ، ألا تأخذون الذهب من الحجر؟ ألاتقتبسون الضياء من النور الأزهر؟ ألا تأخذون اللؤلؤ من البحر؟ خذوا الكلمة الطيّبة ممّن قالها وإن لم يعمل بها، فإنّ الله تعالى يقول:( الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ) (٤) - إلى أن قال عليه السلام:

كأنّك قد نسيت ليالي أوجاعك وخوفك، دعوته فاستجاب لك فاستوجبت(٥) بجميع صنيعه الشكر فنسيته فيمن ذكر، وخالفته فيما أمر.

ويلك إنّما أنت لصّ من لصوص الذنوب، كلّما عرضت لك شهوة أو ارتكاب ذنب سارعت إليه وأقدمت بجهلك عليه، فارتكبته كأنّك لست بعين الله أو كأنّ الله ليس لك بالمرصاد.

يا طالب الجنّة؛ ما أطول نومك، وأكلّ مطيّتك، وأوهى همّتك، فللّه أنت من طالب ومطلوب.

ويا هارباً من النار ما أحثّ مطيّتك إليها، وما أكسبك لما يوقعك فيها.

انظروا إلى هذه القبور سطوراً بأفناء الدور - إلى قوله -: يابن الأيّام الثلاث:

____________________

(١) الإختصاص: ٣٢١، عنه البحار: ٣٢١/٥٢ ذيل الحديث ٢٨.

(٢) الذبالة جمعها ذبال: الفتيلة الّتي تُسرَجُ.

(٣) في البحار: مريدة.

(٤) الزمر: ١٨.

(٥) في البحار: فاستوجب.

٣٦٧

يومك الّذي ولدت فيه، ويومك الّذي تنزل فيه قبرك، ويومك الّذي تخرج فيه إلى ربّك، فياله من يوم عظيم.

يا ذوي الهيئة المعجبة، والهيم(١) المعطنة(٢) ، ما لي أرى أجسامكم عامرة وقلوبكم دامرة؟ أما والله لو عاينتم ما أنتم ملاقوه، وما أنتم [إليه] صائرون لقلتم:( يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلَا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ) (٣) ، وقال جلّ من قائل:( بَلْ بَدَا لَهُم مَّا كَانُوا يُخْفُونَ مِن قَبْلُ وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ) (٤) .(٥)

____________________

(١) الهيم: العطشان.

(٢) عطنت الإبل: بركت عند الماء بعد شربها.

(٣) الأنعام: ٢٧.

(٤) الأنعام: ٢٨.

(٥) البحار: ١٧٠/٧٨ ح ٤.

٣٦٨

الباب الثامن

في ذكر قطرة من بحر مناقب

الإمام الهمام مظهر الحقائق أبي عبد الله

جعفر بن محمّد الصادق صلوات الله عليه

١٠١٩/١ - في الثاقب في المناقب : روى المفضّل بن عمر قال: وجّه المنصور إلى الحسن بن زيد - وهو واليه على الحرمين -: أن أحرق على جعفر بن محمّد عليهما السلام داره، [فألقى النار في دار أبي عبد الله عليه السلام](١) ، فأخذت النار في الباب وفي الدهليز، فخرج أبوعبد الله عليه السلام يتخطّى النار ويمشي فيها ويقول: أنا ابن أعراق الثرى، وأناابن إبراهيم خليل الله.(٢)

روي: أنّ النمرود لعنه الله لمّا ألقى إبراهيم عليه السلام في النار ورآها الناس إنّ النار ما تضرّه، فقال النمرود: إن هذا إلّا أعراق الثرى، وما عرقه إلّاعرق الثرى.

____________________

(١) من المصدر والبحار.

(٢) المناقب: ٢٣٦/٤، عنه البحار: ١٣٦/٤٧ ضمن ح١٨٦، وأورد ابن حمزة في الثاقب في المناقب: ١٣٧ (نحوه).

٣٦٩

أقول : أعراق الثرى: كناية عن إسماعيل عليه السلام، ولعلّه إنّما كنّى عنه بذلك لأنّ أولاده انتشروا في البراري.

١٠٢٠/٢ - في مناقب الديلمي رحمه الله : حمّاد بن عيسى قال: سأل رجل أباعبد الله عليه السلام فقال له: الملائكة أكثر أم الناس؟

فقال له: والّذي نفسي بيده، ملائكة الله في السماوات أكثر من تراب الأرض، وما في السماء موضع قدم إلّا وفيه ملك ساجد أو راكع، يسبّح الله تعالى ويمجّده ويقدّسه، ولا في الأرض شجرة إلّا وفيها ملك يحفظها، وكلّهم يستغفرون لمحبّينا ويدعون لهم، ويلعنون باغضينا ويسألون الله تعالى أن يرسل عليهم العذاب.(١)

١٠٢١/٣ - قرب الإسناد: بإسناده عن عليّ بن رئاب، عن أبي عبد الله عليه السلام [قال:] سمعت [أباعبد الله عليه السلام] يقول وهو ساجد: اللهمّ اغفر لي ولأصحاب أبي، فإنّي أعلم أنّ فيهم من ينتقصني.(٢)

١٠٢٢/٤ - في الثاقب في المناقب : روى أبوهارون العبدي قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام إذ دخل عليه رجل وقال: بما تفتخرون علينا ولد أبي طالب؟

[قال:](٣) وكان بين يديه طبق فيه رطب فأخذه عليه السلام رطبه ففلقها واستخرج نواها ثمّ غرسها في الأرض وتفل عليها فخرجت من ساعتها، وربت حتّى أدركت وحملت، واجتنى منها رطباً فقدّم إليه في طبق، فاُخذ واحدة ففلقها فأكل، وإذا على نواها مكتوب: «لا إله إلّا الله، محمّد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خزّان الله في أرضه».

ثمّ قال أبو عبد الله عليه السلام: أتقدرون على مثل هذا؟

قال الرجل: و الله لقد دخلت عليك وما على بسيط الأرض أحد أبغض إليّ

____________________

(١) البحار: ١٧٦/٥٩ ح ٧ (نحوه).

(٢) قرب الإسناد: ١٦٦ ح ٦٠٧، عنه البحار: ١٧/٤٧ح٥، وفيه: من ينقّصني.

(٣) ليس في المصدر.

٣٧٠

منك، وقد خرجت وما على بسيط الأرض أحد أحبّ إليّ منك.(١)

١٠٢٣/٥ - في الصراط المستقيم : دخل عليه عليه السلام العبدي وامرأته مجهودة في مرضها قد يئس منها، فأخبره خبرها، فأطرق مليّاً وكان عليه ثوبان ممصّران، ثمّ قال عليه السلام: قد دعوت الله لها ارجع فتجدها تأكل السكّر الطبرزد.

فرجع فوجدها كما قال، فسألها فقالت: دخل عليّ رجل عليه ثوبان ممصّران وقال: يا ملك الموت ألست اُمرت لنا بالسمع والطاعة؟ قال:بلى، قال عليه السلام: أخِّر أمرها عشرين سنة، فخرجا [من عندي] فأفقت.(٢)

١٠٢٤/٦ - وفيه : عن عبدالرحمان بن الحجّاج قال: كنت مع أبي عبد الله عليه السلام بين مكّة والمدينة، وهو على بغلة وأنا على حمار، وليس معنا أحد، فقلت: يا سيّدي ما يجب من عظم حقّ الإمام؟

فقال: يا عبدالرحمان، لو قال لهذا الجبل: سر، لسار، [قال:] فنظرت و الله، إلى الجبل يسير، فنظر [والله](٣) إليه فقال: إنّي لم أعنك [فوقف](٤) .(٥)

١٠٢٥/٧ - الثاقب في المناقب : ما حدّث به صالح بن الأشعث البزّاز [الكوفي] قال: كنت بين يدي المفضّل إذ وردت عليه رقعة من مولانا الصادق عليه السلام فنظر فيها فنهض قائماً واتّكأ عليّ.

ثمّ تياسرنا إلى باب حجرة الصادق عليه السلام فخرج إليه عبد الله بن وشاح فقال: اسرع يا مفضّل في خطواتك، أنت وصاحبك هذا.

____________________

(١) الثاقب في المناقب: ١٢٦ ح ١٣.

(٢) الصراط المستقيم: ١٨٥/٢ ح٢، وأورد الراوندي في الخرائج: ٢٩٤/١ ح٢ (نحوه)، عنه البحار: ١١٥/٤٧ح ٥٢.

(٣، ٤) ليس في الخرائج والبحار.

(٥) الخرائج: ٦٢١/٢، عنه البحار: ١٠١/٤٧ ح ١٢٣، وأورده في الصراط المستقيم: ١٨٨/٢ ح ١٧ مرسلاً وباختصار.

٣٧١

فدخلنا فإذا بالمولى الصادق عليه السلام قد قعد على كرسيّ وبين يديه امرأة، فقال: يا مفضّل، خذ هذه الإمرأة وأخرجها إلى بريّة في ظاهر البلد وانظر ما يكون من أمرها وعد إليَّ مسرعاً.

قال المفضّل: فامتثلت ما أمرني به مولاي عليه السلام وسرت بها إلى البريّة(١) ، فلمّا توسّطتها سمعت منادياً ينادي: أحذر يا مفضّل، فتنحّيت عن المرأة، وطلعت غمامة سوداء ثمّ امطرت عليها حجارة حتّى لم أر للمرأة حسّاً ولا أثراً.

فهالني ما رأيته، ورجعت مسرعاً إلى مولاي عليه السلام وهممت إلى أن اُحدّثه بما رأيت، فسبق إلى الحديث وقال عليه السلام: يا مفضّل، أتعرف المرأة؟ فقلت: لا، يا مولاي.

قال: هذه امرأة الفضّال بن عامر، [و] قد كنت سيّرته إلى فارس ليفقّه أصحابي بها، فلمّا كان عند خروجه من منزله قال لامرأته: هذا مولاي جعفر عليه السلام شاهد عليك، لاتخونيني في نفسك، فقالت: نعم إن خنتك في نفسي أمطر الله عليّ من السماء عذاباً واقعاً، فخانته في نفسها من ليلتها فأمطر الله عليها ما طلبت.

يا مفضّل، المرئة سترها(٢) وكانت عارفة بالله، هتكت حجاب الله، وقصمت ظهرها، والعقوبة إلى العارفين والعارفات أسرع.(٣)

١٠٢٦/٨ - وفيه: سعد بن الكشّاف، عن سعد بن ظريف كان عند أبي عبد الله عليه السلام(٤) إذ دخل عليه رجل من أهل الجبل بهدايا وألطاف، وكان ممّا اُهدي إليه جراب فيه قديد وخبز، فنشره أبوعبد الله عليه السلام قدّامه، ثمّ قال: خذ هذا القديد وأطعمه الكلب.

____________________

(١) في المصدر: إلى بريّة البلد.

(٢) في المصدر: إذا هتكت امرأة سترها.

(٣) الثاقب في المناقب: ١٦٠ ح ١٠.

(٤) في المصدر: سعد الإسكاف، عن سعد بن طريف قال:كنّا عند أبي عبد الله عليه السلام.

٣٧٢

فقال الرجل: ولِمَ؟ قال: إنّ هذا القديد ليس بذكيّ. فقال الرجل: لقد اشتريته من رجل مسلم وذكر أنّه ذكيّ.

قال: فردّه أبوعبد الله عليه السلام الجراب كما كان، ثمّ قال للرجل: قم فأدخله البيت وضعه في زاوية، ففعل الرجل وقد تكلّم أبوعبد الله بكلام لا أعرفه، ولا أدري ما هو.

فسمع الرجل القديد وهو يقول: يا عبد الله، ليس مثلي يأكله أولاد الأنبياء(١) إنّي لست بذكيّ.

فرفع الرجل الجراب وخرج إلى أبي عبد الله عليه السلام وأخبره بما سمع منه.

فقال له أبوعبد الله عليه السلام: أما علمت يا هارون، إنّا نعلم ما لايعلمه الناس؟!

قال: بلى، جعلت فداك، وخرج الرجل وخرجت أتبعه فعبر كلب(٢) فألقاه إليه فأكله حتّى لم يبق منه شيء.(٣)

١٠٢٧/٩ - وفيه : أبوالحسن عليّ بن محمّد النقي، عن أبيه، عن جدّه، عن أبيه موسى بن جعفر عليهم السلام قال - في حديث طويل أنا اختصره -:إنّ ملك الهند بعث بجارية رائقة(٤) الجمال إلى أبي [جعفر بن محمّد] عليهما السلام مع بعض [ثقاته في] تحف وهدايا كثيرة، وكتب إليه:

بسم الله الرحمن الرحيم.

من ملك الهند إلى جعفر بن محمّد الطاهر من كلّ نجس.

أمّا بعد، هداني الله على يدك فإنّي أهدى إليّ بعض عمّالي جارية لم أر

____________________

(١) في المناقب: ليس مثلي يأكله الإمام ولا أولاد الأنبياء.

(٢) في المصدر: حتّى لقينا كلب.

(٣) الثاقب في المناقب: ٤١٥ ح١، وأورد الراوندي في الخرائج: ٦٠٦/٢ ح١ (نحوه)، وابن شهراشوب في المناقب: ٢٢٢/٤ (نحوه)، عنهماالبحار: ٩٥/٤٧ ح١٠٧.

(٤) راقني جماله يروقني: أعجبني.

٣٧٣

أحسن منها حسناً، ولا أجمل منها جمالاً، ولا أعظم منها [خطراً، ولا أعقل منها عقلاً، ولا أكمل منها كمالاً، أن اتّخذ منها] ولداً يكون له الملك بعدي، فأعجبتني وأعجبني شأنها، فأقامت بين يدي يوماً وليلة اُفكّر فيها وفي جلالتها، فلم أر أحداً يستأهلها غيرك، فبعثت بها إليك مع شيء من الحليّ والحلل والجواهر والطيب.

ثمّ جمعت من جميع وزرائي وعمّالي [واُمنائي] فاخترت منهم ألف رجل يصلحون للأمانة، واخترت من الألف مائة، ومن المائة عشرة، ومن العشرة واحدة وهو ميزاب بن حبّاب(١) لم أجد في مملكتي رجلاً أعقل منه، ولا أشجع، فبعثت على يده هذه الهديّة و [هذه] الجارية.

فلمّا وصل الرجل بما بعث معه إليه بعد دفع كثير واستشفاع قال له: ارجع أيّها الخائن من حيث جئت بهديّتك.

فقال: أبعد شقّة بعيدة، ومشقّة شديدة، وإقامة حول الباب لايقبل هديّة الملك؟

فقال: ليس لك عندي جواب، وما كنت بالّذي أقبلها، لأنّك خائن فيما أتيت به وائتمنت عليه. فقال: و الله لا(٢) خنتك ولا خنت الملك.

فقال عليه السلام: فإن شهد عليك بالخيانة بعض ثيابك تقرّ بالإسلام؟ قال: أو تعفيني عن ذلك وتسأل بما أحببت من بعد؟

فأمر به فخلع عن أعلاه فروة(٣) ثمّ أمر به فبسط [في] ناحية الدار. ثمّ قام عليه السلام فصلّى ركعتين وأطال [في](٤) الركوع والسجود، ودعا بما أحبّ ثمّ رفع رأسه وقد علاه نور وقال: أيّها الفرو الطائع للَّه تعالى تكلّم بما تعلم منه، وصف لنا ما جنى.

____________________

(١) في المصدر: ميزاب بن جنان، وفي المناقب: ميزان الهندي. وما هنا موافق مع الخرائج والبحار.

(٢) في المصدر: ما.

(٣) في المصدر: فخلع من أعلاه فرو.

(٤) ليس في المصدر.

٣٧٤

وانبسطت الفروة(١) ثمّ انقبضت وانضمّت حتّى صارت كالكبش [الفاضل](٢) البازل(٣) ، فسمع من في المجلس وهو يقول:

يابن رسول الله الصادق، بعث إليك ملك الهند هذا الرجل وائتمنه على هذه الجارية، وما معنا من المال ووصّاه بحفظها وحياطتها، فلم يزل على ذلك حتّى صرنا إلى بعض الصحاري، فأصابنا المطر حتّى ابتلّ جميع ما معنا، فأقمنا في ذلك الموضع شهراً كاملاً حتّى طلعت الشمس واحتبس المطر، وعلّقنا ما معنا على [الحجر و] الأشجار، فنادى خادماً كان مع الجارية يخدمها يقال له: بشير، فقال: يا بشير، لو دخلت هذه المدينة فأتيتنا بما فيها من الطعام إلى أن تجفّ رواحلنا كنّا قد أكلنا من طعام هذه المدينة. فدفع إليه دراهم كثيرة ودخل الخادم المدينة.

فأمر الميزاب هذه الجارية أن تخرج من خيمتها(٤) إلى مضرب قد نصب لها في الشمس وقال لها: لو خرجت إلى هذه المضرب ونظرت إلى هذه الأشجار وهذه المدينة الّتي قد أشرفنا عليها.

فخرجت الجارية فإذا في الأرض وحل(٥) ، فكشفت عن ساقيها وسقط خمارهما، فنظر الخائن إليها وإلى حسنها وجمالها، فراودها عن نفسها فأجابته، فبسطني في الأرض وأفسد على الجارية وفجر عليها(٦) وخانك يابن رسول الله.

وهذا ما كان من قصّتي(٧) وقصّتها، وأنا أسألك بالّذي جمع لك خير الدنيا

____________________

(١) في المصدر: فانبسط الفرو (بالتذكير). وكذا ما بعده.

(٢) ليس في المصدر.

(٣) البازل: الكامل.

(٤) في المصدر: من قبّتها.

(٥) الوحل: الطين الرقيق ترتطم فيه النّاس والدوابّ.

(٦) في المصدر: وأفرش عليّ الجارية وفجر بها.

(٧) في المصدر: قصّته.

٣٧٥

والآخرة إلّا سألت الله تعالى ألّا يعذّبني بما أتاني من فجورهما عليّ وفراشهما إيّاي.(١)

قال موسى عليه السلام: فبكى الصادق عليه السلام وبكيت وبكى من في المجلس واصفرّت ألوانهم.

قال: ففزع الميزاب وأخذ به(٢) رعدة شديدة وخوف، فخرّ ساجداً [للَّه] وقال: قد علمت أنّ جدّك كان بالمؤمنين رحيماً فارحمني رحمك الله، وليكن لك اُسوة بأخلاق جدّك فلم يعلم الملك بما كان حالي وقصّتي، وقد أخطأت.

فقال عليه السلام: لا رحمتك أبداً، ولا تعطفت عليك إلّا أن تقرّ [بما جنيت، قال: فأقرّ الهندي بما أخبرت به الفروة].

قال: فلمّا لبسها وصار [ت في عنقه انضمت] فى حلقه وخنقته حتّى اسودّ وجهه.

فقال الصادق عليه السلام: أيّها الفرو، خلّ عنه، فقالت [الفرو]: أسألك بالّذي جعلك إماماً إلّا أذنت لي أن أقتله؟ فقال له: خلّ عن النجس حتّى يرجع إلى صاحبه فيكون أولى به منّا.

وفي الحديث طول إقتصرنا منه على موضع الحاجة، فمن أراد الجميع طلبه في موضعه فإنّه [موضع](٣) مشهور.(٤)

١٠٢٨/١٠ - النجاشى في رجاله : روى الحسن بن عليّ بن زياد الوشّاء، عن

____________________

(١) في المصدر: ألّا يعذبني بالنّار لفجورهما على تنجيسهما إيّاي.

(٢) في المصدر: وأخذته.

(٣) ليس في المصدر.

(٤) الثاقب في المناقب: ٣٩٨ ح ٥، وأورد الراوندي في الخرائج: ٢٩٩/١ ح٦ (نحوه مفصّلاً)، و ابن شهراشوب في المناقب: ٢٤٢/٤، مع إختلاف وإختصار، عنهماالبحار: ١١٣/٤٧ ح ١٥٠، وفي الصراط المستقيم:١٨٦/٢ح٦ قطعة منه مرسلاً.ومابين المعقوفين أثبتناه من المصدر.

٣٧٦

جدّه إلياس قال: لمّاحضرته الوفاة قال لنا: اشهدوا عليّ وليست ساعة الكذب هذه الساعة لسمعت أباعبد الله عليه السلام يقول: و الله لايموت عبد يحبّ الله ورسوله ويتولّى الأئمّة عليهم السلام فتمسّه النار، ثمّ أعاد الثانية والثالثة من غير أن أسأله.(١)

١٠٢٩/١١ - في الخرائج للقطب الراوندي قدس سره :روي أنّ أباجعفر عليه السلام كان في الحجّ(٢) ومعه ابنه جعفر عليه السلام فأتاه رجل فسلّم عليه وجلس بين يديه، ثمّ قال: إنّي اُريد أن أسألك، قال: سل إبني جعفر، قال: فتحوّل الرجل فجلس إليه.

ثمّ قال: أسألك؟ قال: سل عمّا بدا لك. قال: أسألك عن رجل أذنب ذنباً عظيماً؟

قال: أفطر يوماً في شهر رمضان متعمّداً؟ قال: أعظم من ذلك.

قال: زنا في شهر رمضان؟ قال: أعظم من ذلك. قال: قتل النفس؟ قال: أعظم من ذلك.

قال: إن كان من شيعة عليّ [بن أبي طالب] عليه السلام مشى إلى بيت الله الحرام وحلف(٣) أن لايعود، وإن لم يكن من شيعته فلا بأس.

فقال له الرجل: رحمكم الله يا ولد فاطمة -ثلاثاً - هكذا سمعته من رسول صلى الله عليه وآله وسلم.

ثمّ إنّ الرجل ذهب(٤) فالتفت أبوجعفر عليه السلام [إلى جعفر] فقال: عرفت الرجل؟ قال: لا، قال:ذلك الخضر عليه السلام، إنّما أردت أن اُعرّفكه.(٥)

[قال العلّامة المجلسي رحمه الله]: قوله: «لابأس» لعلّ المراد به أنّه ليس كفّارة ولاتنفعه، لإشتراط قبولها بالإيمان، وما فيه من الكفر أعظم من كلّ إثم.

____________________

(١) رجال النجاشي: ٣٩ الرقم ٨٠.

(٢) في المصدر: في الحجر.

(٣) في المصدر: مشى إلى بيت الله الحرام من منزله، ثمّ ليحلف عند الحجر.

(٤) في المصدر: ثمّ قام الرجل فذهب.

(٥) الخرائج: ٦٣١/٢ ح ٣٢، عنه البحار: ٢١/٤٧ ح٢٠.

٣٧٧

١٠٣٠/١٢ - في البحار : قال الصادق عليه السلام: إنّ عندي سيف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وإنّ عندي لراية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المغلبة، [وإنّ عندي لخاتم سليمان بن داود عليهما السلام](١) وإنّ عندي الطشت الّذي كان موسى يقرِّب بها القربان، وإنّ عندي الإسم الّذي كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا وضعه بين المسلمين والمشركين لم يصل من المشركين إلى المسلمين نشّابة(٢) ، وإنّ عندي لمثل الّذي جاءت به الملائكة، ومثل السلاح فينا كمثل التابوت في بني إسرائيل، يعني أنّه كان دلالة على الإمامة.(٣)

وفي رواية الأعمش قال الصادق عليه السلام: ألواح موسى عليه السلام عندنا، وعصا موسى عليه السلام عندنا، ونحن ورثة النبيّين.(٤)

وقال عليه السلام: علمنا غابر ومزبور، ونكت في القلوب، ونقر في الأسماع، وإنّ عندنا الجفر الأحمر، والجفر الأبيض، ومصحف فاطمة عليها السلام، وإنّ عندنا الجامعة فيها جميع ما يحتاج الناس إليه.(٥)

١٠٣١/١٣ - في المجالس للشيخ المفيد قدس سره :المظفّر بن محمّد، [عن محمّد] بن همام، عن أحمد بن مابنداد(٦) ، عن منصور بن العبّاس، عن الحسن بن عليّ الخزّاز، عن عليّ بن عقبة، عن سالم بن أبي حفصة، قال: لمّا هلك أبوجعفر محمّد بن عليّ الباقر عليهما السلام قلت لأصحابي: انتظروني حتّى أدخل على أبي عبد الله جعفر بن محمّد عليهما السلام فاُعزّيه، فدخلت عليه فعزّيته، ثمّ قلت: إنّا للَّه وإنّا إليه راجعون، ذهب و الله من كان يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فلا يسأل عمّن بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا و الله لا يرى مثله أبداً.

قال: فسكت أبوعبد الله عليه السلام ساعة. ثمّ قال: قال الله عزّوجلّ: إنّ [من عبادي](٧)

____________________

(١) ليس في المناقب.

(٢) النُشّاب - بالضمّ و التشديد -: السهام، الواحدة: نشّابة.

(٣ - ٥) المناقب: ٢٧٦/٤، عنه البحار: ٢٥/٤٧ ضمن ح٢٦.

(٦) في المصدر: مابندار.

(٧) من المصدر.

٣٧٨

من يتصدّق بشقّ تمره فاُربّيها له [فيها](١) كما يربّي أحدكم فُلُوَّه(٢) حتّى أجعلها له مثل اُحد.

فخرجت إلى أصحابي فقلت: ما رأيت أعجب من هذا! كنّا نستعظم قول أبي جعفر عليه السلام:قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بلا واسطة، فقال لي أبوعبد الله عليه السلام: قال الله عزّوجلّ بلا واسطة!(٣)

١٠٣٢/١٤ - من كتاب الدلائل للحميري : عن سليمان بن خالد، عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله تعالى:( إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّـهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ ) (٤) .

قال أبوعبد الله عليه السلام: أما و الله لربّما وسدنا لهم الوسائد في منازلنا.(٥)

١٠٣٣/١٥ - في المجاس للشيخ المفيد قدس سره والأمالي للشيخ عليّ بن الشيخ الطوسي : المفيد، عن الصدوق، عن أبيه، عن محمّد بن أبي القاسم، عن البرقي عن أبيه قال: حدّثني من سمع حنّان بن سدير يقول: [سمعت أبا سدير الصيرفي يقول:](٦) رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيما يرى النائم وبين يديه طبق مغطّى بمنديل فدنوت منه وسلّمت عليه، فردّ [عليَّ](٧) السلام، ثمّ كشف المنديل عن الطبق فإذا فيه رطب، فجعل يأكل منه فدنوت منه.

فقلت: يا رسول الله، ناولني رطبة، فناولني واحدة فأكلتها، [ثمّ قلت: يا

____________________

(١) من المصدر.

(٢) الفلوّ - بتشديد الواو وضمّ اللام -: المُهر يفصل عن اُمّه لأنّه يفتلي أي: يُفْطَم، و الجمع: أفلاء.

قال الطريحي: وإنّما ضرب المثل بالفلوّ، لأنّه يريد زيادة تربيتة (مجمع البحرين: ٤٣٠/٢).

(٣) أمالي المفيد: ٣٥٤ ح٧، عنه البحار: ٢٧/٤٧ ح ٢٧.

(٤) فصّلت: ٣٠.

(٥) كشف الغمّة: ١٨٧/٢، عنه البحار: ٣٣/٤٧ ضمن ح٣٠.

(٦) ليس في أمالي المفيد.

(٧) من أمالي المفيد.

٣٧٩

رسول الله، ناولني اُخرى، فناولنيها فأكلتها](١) وجعلت كلّما أكلت واحدة سألته اُخرى، حتّى أعطاني ثماني رطبات فأكلتها، ثمّ طلبت منه اُخرى فقال لي: حسبك.

قال: فانتبهت من منامي، فلمّا كان من الغد دخلت على جعفر بن محمّد الصادق عليه السلام وبين يديه طبق مغطّى بمنديل كأنّه الّذي رأيته في المنام بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فسلّمت عليه، فردّ عليّ السلام، ثمّ كشف عن الطبق فإذا فيه رطب فجعل يأكل منه فعجبت لذلك. فقلت: جعلت فداك، ناولني رطبة، فناولني فأكلتها، ثمّ طلبت اُخرى، فناولني فأكلتها، وطلبت اُخرى حتّى أكلت ثماني رطبات، ثمّ طلبت منه اُخرى.

فقال لي: لو زادك جدّي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لزدناك، فأخبرته الخبر، فتبسّم تبسّم عارف [بما كان](٢) .(٣)

١٠٣٤/١٦ - في بصائر الدرجات للشيخ محمّد بن الحسن الصفّار القمّي رحمه الله: محمّد بن عبدالجبّار، عن الحسن بن الحسين، عن أحمد بن الحسن الميثمي عن إبراهيم بن مهزم قال:خرجت من عند أبي عبد الله عليه السلام ليلة ممسياً فأتيت منزلي بالمدينة، وكانت اُمّي معي فوقع بيني وبينها كلام فأغلظت لها.

فلمّا أن كان من الغد صلّيت الغداة وأتيت أبا عبد الله عليه السلام، فلمّا دخلت عليه فقال لي مبتدئاً:يا أبا مهزم، ما لك والوالدة(٤) أغلظت في كلامها البارحة؟ أما علمت أنّ بطنها منزل قد سكنته، وأنّ حجرها مهد قد غمزته، وثديها وعاء قد شربته؟

____________________

(١) من المصادر.

(٢) من المصادر.

(٣) أمالي المفيد: ٣٣٥ ح٦، أمالي الطوسي: ١١٤ ح ٢٨ المجلس الرابع، عنهما البحار: ٦٣/٤٧ ح٢، وأورد في الثاقب في المناقب: ٤١٢ ح ١٢ (نحوه).

(٤) في المصدر: وللوالدة.

٣٨٠