القطرة من بحار مناقب النبيّ والعترة عليهم السلام الجزء ٢

القطرة من بحار مناقب النبيّ والعترة عليهم السلام0%

القطرة من بحار مناقب النبيّ والعترة عليهم السلام مؤلف:
الناشر: سليمان زاده
تصنيف: مكتبة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وأهل البيت عليهم السلام
الصفحات: 672

القطرة من بحار مناقب النبيّ والعترة عليهم السلام

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: آية الله العلّامة السيّد أحمد المستنبط رحمة الله عليه
الناشر: سليمان زاده
تصنيف: الصفحات: 672
المشاهدات: 41709
تحميل: 5191


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 672 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 41709 / تحميل: 5191
الحجم الحجم الحجم
القطرة من بحار مناقب النبيّ والعترة عليهم السلام

القطرة من بحار مناقب النبيّ والعترة عليهم السلام الجزء 2

مؤلف:
الناشر: سليمان زاده
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

أهل الإيمان والتقى، وأهل الورع والتقوى، من ردّ عليهم فقد ردّ على الله، ومن طعن عليهم فقد طعن على الله، لأنّهم عباد الله حقّاً وأولياؤه صدقاً.

و الله إنّ أحدهم ليشفع في مثل ربيعة ومضر فيشفّعه الله تعالى فيهم لكرامته على الله تعالى.(١)

١٠٧٢/١٨ - في الإختصاص المنسوب للمفيد قدس سره: أبوالفرج، عن أبي سعيد سهل بن زياد، عن رجل، عن عبد الله بن جبلة، عن أبي المعزا، عن موسى بن جعفر عليهما السلام قال: سمعته يقول:

من كانت له إلى الله حاجة وأراد أن يرانا وأن يعرف موضعه من الله(٢) فليغتسل ثلاث ليال يناجي بنا فإنّه يرانا ويغفر له بنا ولايخفى عليه موضعه.

قلت: سيّدي، فإنّ رجلاً رآك في منامه وهو يشرب النبيذ.

قال: ليس النبيذ يفسد عليه دينه، إنّما يفسد عليه تركنا وتخلّفه عنّا، إنّ أشقى أشقياءكم من يكذّبنا في الباطن بما يخبر عنّا، يصدّقنا(٣) في الظاهر [ويكذّبنا في الباطن](٤) .

نحن أبناء نبيّ الله، وأبناء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأبناء أميرالمؤمنين عليه السلام، وأحباب ربّ العالمين، نحن مفتاح الكتاب، [فبنا] نطق العلماء، ولولا ذلك لخرسوا، نحن رفعنا المنار وعرّفنا القبلة، نحن حجر البيت في السماء والأرض، بنا غفر لآدم، وبنا ابتلي أيّوب، وبنا افتقد يعقوب، وبنا حبس يوسف، وبنا دفع(٥) البلاء، وبنا أضاءَت الشمس.

نحن مكتوبون على عرش ربّنا، مكتوبون:(٦) محمّد خير النبيّين، وعليّ سيّد

____________________

(١) صفات الشيعة: ٨٢ ح٥، عنه البحار: ١٦٧/٦٨ ح٢٥.

(٢) في البحار: أن يعرف موضعه.

(٣) في البحار: ممّا يخبر عنّا ويصدّقنا.

(٤) ليس في البحار.

(٥) في البحار: رفع.

(٦) في البحار: مكتوب.

٤٢١

الوصيّين، وفاطمة سيّدة نساء العالمين، أنا خاتم الأوصياء، أنا طالب الباب، أنا صاحب صفّين، أنا المنتقم من أهل البصرة، أنا صاحب كربلاء.

من أحبّنا وتبرّأ من عدوّنا كان معنا، وممّن في الظلّ الممدود والماء المسكوب.

والحديث طويل وفي آخره: إنّ الله اشترك(١) بين الأنبياء والأوصياء في العلم والطاعة.(٢)

١٠٧٣/١٩ - وفيه : حدّثنا جعفر بن الحسين المؤمن رحمه الله عن محمّد بن الحسن عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن محمّد بن عيسى بن عبيد، عن حمّاد بن عيسى قال: دخلنا(٣) على أبي الحسن الأوّل عليه السلام فقلت له: جلعت فداك، ادع الله لي أن يرزقني داراً وزوجة وولداً وخادماً والحجّ في كلّ سنة.

فقال: اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد، وارزقه داراً وزوجة وولداً وخادماً والحجّ خمسين سنة.

قال حمّاد: فلمّا اشترط خمسين سنة علمت أنّي لا أحجّ أكثر من خمسين سنة، قال حمّاد: وحججت ثمان وأربعين حجّة وهذه داري قد رزقتها، وهذه زوجتي وراء الستر تسمع كلامي، وهذا ابني، وهذه خادمتي قد رزقت كلّ ذلك.

فحجّ بعد هذا الكلام حجّتين تمام الخمسين، ثمّ خرج بعد الخمسين حاجّاً فزامل(٤) أبا العباس النوفلي القصير، فلمّا صار في الموضع الإحرام دخل يغتسل في الوادي فحمله فغرّقه الماء رحمه الله وأباه قبل أن يحجّ زيادة على خمسين، عاش إلى وقت الرضا عليه السلام وتوفّي سنة تسع ومائتين، وكان من جهينة.(٥)

____________________

(١) في المصدر: أشرك.

(٢) الإختصاص: ٨٨ - ٨٧، عنه البحار: ٢٥٦/٢٦ ح٣٢، ولم ترد في البحار من قوله: أنا خاتم الأوصياء إلى آخره.

(٣) في البحار: دخلت.

(٤) الزميل: العديل الّذي يُزاملك أي: يعادلك في المحمل، ومنه زاملتُ أباجعفر عليه السلام في شقّ محمل.

(٥) الإختصاص: ٢٠١ و ٢٠٢، عنه البحار: ١٨٠/٤٨ ح٢٣.

٤٢٢

خاتمة

فيها غرر من الشعر وبعض وصاياه عليه السلام

قال الأديب عبدالباقي العمري في مدح الإمام موسى بن جعفر صلوات الله عليه وآله:

خلعنا نفوساً قبل خلع نعالنا

غداة حللنا مرقداً منك مأنوسا

وليس علينا من جناح نجلعها

لأنّك بالوادي المقدّس يا موسى

قال هو أيضاً في مدحه:

لذو استجر متوسّلاً

إن ضاق أمرك أو تعسر

بأبي الرضا جدّاً لجوا

د محمّد موسى بن جعفر عليهم السلام

وقال أيضاً:

أيا ابن النبيّ المصطفى وابن صنوه(١)

عليّ ويابن الطهر سيّدة النسا

لئن كان موسى قد تقدّس في طوى

فأنت الّذي واديه فيه تقدّسا

وقال أيضاً بحضرة نديم بك أفندي:

سميّ الكليم أتاك النديم

بصدق الصميم وقلب سليم

تقبّل دعاه وابلغ مناه

واحسن قراه فأنت الكريم

بحقّ النبيّ وحقّ الوصيّ

أبيك وليّ العليّ العظيم

ومن معجزاته عليه السلام ما نظم قصيدة ابن الغار البغدادي:

وله معجز القليب فسل عنه

رواة الحديث بالنقل تخبر

ولدى السجن حين أبدى إلى السجن(٢)

قولاً في السجن والأمر مشهر

ثمّ يوم الفصاد حتّى أتى الآسي(٣)

إليه فردّه وهو يذعر(٤)

ثمّ نادى آمنت بالله لا غير

وأنّ الإمام موسى بن جعفر عليهما السلام

____________________

(١) الصنو: النظير، المثل.

(٢) في المصدر والبحار: السجّان.

(٣) الآسي: الطبيب.

(٤) ذَعَرَة: خوّفه وأفزعه.

٤٢٣

واذكر الطائر الّذي جاء بالصك

إليه من الإمام وبشّر

ولقد قدّموا إليه طعاماً

فيه مستلمح أباه وأنكر

وتجافى عنه وقال حرام

أكل هذا فكيف تعرف منكر

واذكر الفتيتان أيضاً ففيهما(١)

فضله أذهل(٢) العقول وأبهر(٣)

عند ذاك استقال من مذهب

كان يوالي أصحابه وتغيّر(٤)

أبيات مشهورة ومجرّبة عند الخواصّ تكتب وتوجّه بها إلى مشهد الإمام موسى بن جعفر عليهما السلام للإستشفاع وقضاء الحوائج تطرح على قبره عليه السلام:

لم تزل للأنام تحسن صنعا

وتجير الّذي أتاك وترعى

وإذا ضاقت الفضاء بي ذرعي

يا سميّ الكليم جئتك اسمعي

والهوى مركبي وحبّك زادي

أنت غيث للمجد بين ولولا

فيض جدويكم الوجود اضمحلا

قسماً بالّذي تعالى وجلا

ليس تقضي لنا الحوائج إلّا

عند باب الرجا جدّ الجواد عليهما السلام

وصيّته عليه السلام لولده: في كشف الغمّة : روي أنّه عليه السلام أحضر ولده يوماً فقال [لهم]: يا بنيّ، إنّي موصيكم بوصيّة فمن(٥) حفظها لم يضع معها، إن أتاكم آت فأسمعكم في الاُذن اليمنى مكروهاً، ثمّ تحوّل إلى الاُذن اليسرى فاعتذر وقال: لم أقل شيئاً فاقبل(٦) عذره.(٧)

وموعظة نافعة له عليه السلام : روي أنّه كتب هارون الرشيد إلى أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام: عظني وأوجز.

[قال:](٨) فكتب إليه: ما من شيء تراه عينك(٩) إلّا وفيه موعظة.(١٠)

____________________

(١) في المصدر والبحار: وذكر الفتيان أيضاً ففيها.

(٢) ذَهَلَهُ: نسيه وغفل عنه.

(٣) بَهَر الشيء فلاناً: أدهشه وحيّره.

(٤) المناقب:٣٠٤/٤ و ٣٠٥، عنه ا البحار: ٧٩/٤٨ ح١٠١.

(٥) في المصدر: مَن. (٦) في المصدر:فاقبلوا. (٧) كشف الغمّة: ٢١٨/٢.

(٨) من المصدر.

(٩) في البحار:عينيك.

(١٠) أمالي الصدوق: ٥٩٩ ح ٨ المجلس السادس والسبعون، عنه البحار: ٣١٩/٧٨ح٢.

٤٢٤

الباب العاشر

في ذكر قطرة من بحر مناقب

الإمام الضامن المرتجى، ثامن أئمّة الهدى

مولانا أبي الحسن عليّ بن موسى الرضا

صلوات اللَّه عليه

١٠٧٤/١ - في مناقب الديلمي قدس سره: محمّد بن الفرج قال: كتبت إلى أبي الحسن الرضا عليه السلام: جعلت فداك، [من] هؤلاء الصالحون الّذي يقول إبراهيم عليه السلام:( رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ ) (١) ؟

قال: جاء الجواب: يا عاجز، من تراهم، نحن هم.

١٠٧٥/٢ - عماد الدين الطبري في بشارة المصطفى قال : حدّثنا سعد بن عبداللَّه عن أحمد بن محّمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن يعقوب بن إسحاق عن أبي زكريّا الواسطي، عن هشام بن أحمد(٢) قال:

قال أبوالحسن الأوّل عليه السلام: هل علمت أحداً من أهل المغرب قدم؟ قلت: لا.

____________________

(١) الشعراء: ٨٣.

(٢) في المصدر والخرائج: عن هشام بن أحمر.

٤٢٥

فقال: بلى، قد قدم رجل فانطلق بنا، فركب وركبنا معه حتّى انتهينا إلى الرجل فإذا رجل من أهل المغرب معه رقيق. فقال له: أعرض علينا، فعرض علينا تسع جوار كلّ ذلك يقول أبوالحسن عليه السلام: لا حاجة لي فيها.

ثمّ قال له: أعرض علينا، قال: ما عندي شيء. فقال: بلى أعرض علينا، قال: لا واللَّه، ما عندي إلّا جارية مريضة. فقال له: ما عليك أن تعرضها فأبى عليه ثمّ انصرف.

ثمّ إنّه أرسلني من الغد إليه، فقال لي: قل له: كم غايتك فيها؟ فإذا قال: كذا وكذا، فقل: قد أخذتها فأتيته [فقال: ما أريد أن انقصها من كذا وكذا؟ قلت: قد أخذتها وهو لك](١) . فقال: هي لك، ولكن من الرجل الّذي كان معك بالأمس؟ فقلت: رجل من بني هاشم. فقال: من أيّ بني هاشم؟ فقلت: ما عندي أكثر من هذا.

فقال: أخبرك عن هذه الوصيفة، إنّي اشتريتها من أقصى المغرب، فلقيتني إمرأة من أهل الكتاب فقالت: ما هذه الوصيفة معك؟ فقلت: اشتريتها لنفسي فقالت: ما ينبغي أن تكون هذه الوصيفة عند مثلك، إنّ هذه الجارية ينبغي أن تكون عند خير أهل الأرض فلاتلبث عنده إلّا قليلاً حتّى تلد منه غلاماً يدين له شرق الأرض وغربها، قال: فأتيته بها فلم تلبث عنده إلّا قليلاً حتّى ولدت عليّاً عليه السلام.(٢)

١٠٧٦/٣ - في دلائل الإمامة للطبري : أخبرني أبوالحسين محمّد بن هارون بن موسى، عن أبيه قال: حدّثنا أبو عليّ محمّد بن همام، قال: حدّثنا أحمد، عن أبيه عن الحسن بن عليّ، عن محمّد بن صَدَقة قال: دخلت على الرضا عليه السلام فقال:

____________________

(١) ليس في المصدر.

(٢) بشارة المصطفى: ٢١٥، وأورده الراوندي في الخرائج: ٦٥٣/٢ ح ٦ باختلاف يسير، عنه البحار: ٧/٤٩ ح ١١.

٤٢٦

لقيت رسول اللَّه، وعليّاً، وفاطمة، والحسن، والحسين، وعليّ بن الحسين، ومحمّد وجعفر، وأبي عليهم السلام في ليلتي هذه، وهم يحدّثون اللَّه عزّوجلّ، فقلت: اللَّه!

قال: فأدناني رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم وأقعدني بين أميرالمؤمنين عليه السلام وبينه، فقال لي:كأنّي بالذرّيّة من أزل قد أصاب لأهل السماء ولأهل الأرض، بخٍّ بخٍّ لمن عرفوه حقّ معرفته، والّذي فلق الحبّة وبرأ النسمة، العارف به خير من كلّ ملك مقرّب وكلّ نبيّ مرسل، وهم واللَّه، يشاركون الرسل في درجاتهم.

ثمّ قال لي: يا محمّد، بخٍّ بخٍّ، لمن عرف محمّداً وعليّاً عليهما السلام، والويل لمن ضلّ عنهم وكفى بجهنّم سعيراً.(١)

١٠٧٧/٤ - في الثاقب في المناقب : عليّ بن أسباط قال: ذهبت إلى الرضا عليه السلام في يوم عرفة فقال لي: إسرج لي حماري، فأسرجت له حماره، ثمّ خرج من المدينة إلى البقيع يزور فاطمة عليها السلام، فزار وكنت(٢) معه، فقلت: سيّدي على من اُسلّم(٣) ؟

فقال لي: سلّم على فاطمة الزهراء البتول، وعلى الحسن والحسين، و [على] عليّ بن الحسين، و [على] محمّد بن عليّ، و [على] جعفر بن محمّد، و [على] موسى بن جعفر عليهم أفضل الصلوات وأكمل التحيّات، فسلّمت على ساداتي ورجعت.

فلمّا كان في بعض الطريق، قلت: [يا] سيّدي فإنّي(٤) معدم، وليس عندي [ما أنفقه في عيدي] هذا.

فحكّ الأرض بسوطه ثمّ ضرب بيده، فتناول سبيكة ذهب فيها مائة دينار فقال [لي]: خذها، فأخدتها، فأنفقتها في اُموري.(٥)

____________________

(١) دلائل الإمامة: ٣٧٦ ح ٣٧.

(٢) في بعض نسخ المصدر: وزرت.

(٣) في المصدر: على كم اُسلّم؟

(٤) في المصدر: إنّي.

(٥) الثاقب في المناقب: ٤٧٣ ح١، وما بين المعقوفتين أثبتناه من المصدر.

٤٢٧

١٠٧٨/٥ - وفيه : أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطي قال: كنت شاكّاً في أبي [الحسن] الرضا عليه السلام وكتبت إليه كتاباً وسألت(١) الإذن عليه، و [قد] أضمرت في نفسي أن أسأله إذا دخلت عليه عن ثلاث آيات قد عقدت قلبي عليها.

قال: فأتاني جوابه(٢) - أي جواب كتابي -: كفانا(٣) اللَّه وإيّاك، أمّا ما طلبت من الإذن عليّ فإنّ الدخول عليّ صعب، وهؤلاء قد ضيّقوا عليّ في ذلك فلست تقدر عليه الآن، وسيكون إن شاء اللَّه تعالى.

وكتب عليه السلام بجواب ما أردت أن أسأله من الآيات الثلاث في الكتاب، ولا واللَّه ماذكرت له منهنّ شيئاً، وقد بقيت متعجّباً بما ذكر هو(٤) في الكتاب، ولم أدر أنّه جوابي إلّا بعد ذلك، فوقفت على معنى ما كُتب به عليه السلام.(٥)

١٠٧٩/٦ - وفيه: ابن أبي يحيى قال: لمّا توفّي أبوالحسن موسى عليه السلام وقف الناس(٦) فحججت تلك السنة، فإذا أنا بعليّ بن موسى الرضا عليهما السلام فأضمرت في نفسي أمراً فقلت:( أَبَشَرًا مِّنَّا وَاحِدًا نَّتَّبِعُهُ ) (٧) .

فمرّ كالبرق الخاطف عليّ فقال: أنا البشر الّذي يجب عليك أن تتّبعني.

فقلت: يا مولاي، معذرة إلى اللَّه تعالى وإليك. فقال: مغفور لك إن شاء اللَّه تعالى.(٨)

١٠٨٠/٧ - وفيه : روى مالك أبوتحف جدّة(٩) أبو محمّد الغفاري قال: لزمني

____________________

(١) في المصادر: أسأله فيه.

(٢) في المصادر: جواب ما كتبت به إليه.

(٣) في المصادر: عافانا.

(٤) في العيون والبحار: لما ذكرها.

(٥) الثاقب في المناقب:٤٧٧ح٤، عيون أخبار الرضا عليه السلام:٢١٣/٢ح١٨، عنه البحار: ٣٦/٤٩ح١٧.

(٦) في المصدر: وقفت.

(٧) القمر: ٢٤.

(٨) الثاقب في المناقب: ٤٧٧ ح٥.

(٩) كذا في الأصل، وفي المصدر: مالك بن نوبخت عن جدّه أبي محمّد الغفاري.

٤٢٨

دين ثقيل، فقلت: ما لقضاء ديني إلّا(١) سيّدي ومولاي أبوالحسن الرضا عليه السلام.

فلمّا أصبحت أتيت منزله، واستأذنت عليه فأذن لي، فدخلت فقال لي ابتداءاً: [يا أبا محمّد،] قد عرفنا حاجتك وعلينا قضاء دينك.

فلمّا أمسينا أتى بطعام الإفطار، فأكلنا، فقال: يا أبامحمّد، تقف(٢) أو تنصرف؟ فقلت: يا سيّدي، إن قضيت حاجتي فالإنصراف أحبّ إليّ.

قال: فتناول عليه السلام من تحت البساط [قبضة] ودفعها إليّ، فخرجت ودنوت من السراج، فإذا هي دنانير حمر [و] صفر، فأوّل دينار وقع في يديّ رأيت نقشه كان عليه: يا أبامحمّد، الدينار(٣) خمسون، ستّة وعشرون [منها لقضاء دينك، وأربعة وعشرون] لنفقة بيتك.

فلمّا أصبحت فتّشت الدنانير، فلم أجد ذلك الدينار، وإذا [هي] لم ينقص شيئاً، وفيه ثلاث آيات.(٤)

١٠٨١/٨ - فيه : أحمد بن عليّ بن الحسن الثعالبي قال: حدّثني أبو أحمد عبداللَّه [بن عبدالرحمان] المعروف بالصفواني، قال: خرجت قافلة من خراسان إلى كرمان فقطع اللصوص عليهم الطريق، وأخذوا منهم [رجلاً] اتّهموه بكثرة المال وأقاموه في الثلج، وملأُوا فاه منه، فانفسد فمه ولسانه حتّى لم يقدر على التكلّم.

ثمّ انصرف إلى خراسان وسمع بخبر أبي الحسن الرضا عليه السلام بنيسابور، فرأى فيما يرى النائم كأنّ قائلاً يقول له: إنّ ابن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم نازل بخراسان فاسأله عن علّتك ليعلّمك الجواب في الدواء(٥) فتنفع به.

____________________

(١) في المصادر: غير سيّدي ومولاي أبي الحسن.

(٢) في المصادر: تبيت.

(٣) في المصادر: الدنانير.

(٤) الثاقب في المناقب:٤٧٧ح٦، عيون أخبار الرضا عليه السلام:٢١٩/٢ح٢٩، عنه البحار:٣٨/٤٩ح٢٢.

(٥) في بعض نسخ المصدر: ليعمل لك الدواء، وفي العيون والبحار: فربّما يعلّمك دواء ما.

٤٢٩

قال: فرأيت كأنّي قد قصدته وشكوت إليه ما كنت دفعت إليه(١) وأخبرته [بعلّتي](٢) فقال لي: خذ من الكمّون والشعير(٣) والملح ودقّه، وخذ منه في فمك مرّتين أو ثلاثاً تعافى.

فانتبه الرجل من منامه ولم يفكّر فيما كان رأى في المنام حتّى ورد باب نيسابور فقيل له: إنّ عليّ بن موسى الرضا عليهما السلام قد ارتحل من نيسابور وهو برباط سعد، فوقع في قلبي أن أقصده وأصف له أمري، فأتيته فدخلت عليه وقلت(٤) : يابن رسول اللَّه، كان من أمري كيت وكيت، وقد انفسد فمي ولساني ولا أقدر(٥) على الكلام إلّا بجهد، فعلّمني دواء أنتفع به.

فقال عليه السلام: ألم اُعلّمك؟ فاذهب واستعمل ما وصفت لك في المنام. فقال الرجل:يابن رسول اللَّه إن رأيت أن تعيده عليّ.

فقال لي: خذ من الكمّون والشعير(٦) والملح ودقّه وخذ [منه] في فمك مرّتين أو ثلاثاً تعافى.

فقال الرجل: فاستعملت منه فعافاني اللَّه تعالى(٧) .(٨)

____________________

(١) في المصدر: وقعت فيه.

(٢) أثبتناه من العيون والبحار.

(٣) في المصدر والبحار: السعتر، وفي العيون: الزعتر.

(٤) في المصدر: فوقع في نفسه أن يقصده ويصف له أمره، فدخل عليه فقال، وفي العيون والبحار:فوقع في نفس الرجل أن يقصده ويصف له أمره ليصف له ماينتفع به من الدواء، فقصده إلى رباط سعد، فدخل إليه فقال.

(٥) في العيون والبحار: حتّى لا أقدر.

(٦) في المصدر والبحار: السعتر، وفي بعض نسخ المصدر كما هنا، وفي العيون: الزعتر.

(٧) في العيون والبحار: فاستعملت ما وصفه لي فعوفيت.

(٨) الثاقب في المناقب: ٤٨٤ ح٢، عيون أخبار الرضا عليه السلام: ٢١١/٢ ح١٦، عنه البحار: ١٢٤/٤٩ح٦ و١٥٩/٦٢ ح١.

٤٣٠

١٠٨٢/٩ - فيه: أبوالصلت الهروي، قال: بينا أنا واقف بين يديه عليه السلام(١) إذ قال لي: [يا] أباالصلت، اُدخل القبّة الّتي فيها قبر هارون، فأتني بتراب من أربعة جوانبه(٢) .

قال: فمضيت وأتيته به، فلمّا مثّلت بين يديه، قال لي: ناولني هذا التراب الّذي هو من عند قبره، فناولته فأخذه وشمّه ثمّ رمى به، وقال: سيحفر لي في هذا الموضع، فتظهر صخرة لو جمع لها كلّ معول(٣) بخراسان لم يتهيّأ قلعها.

ثمّ قال: سيحفر [لي] في هذا الموضع فتأمرهم(٤) أن يحفروا لي سبع مراق إلى أسفل، وأن يشقّ لي ضريحة(٥) فإن أبوا إلّا أن يلحدوا فنأْمُرهم أن يجعلوا اللحد ذراعين وشبراً، فإنّ اللَّه عزّوجلّ سيوسّعه لي ما شاء، فإذا فعلوا ذلك فإنّك ترى عند رأسي نداوة، فتكلّم بالكلام الّذي اُعلّمك فإنّه ينبع الماء حتّى يمتلىء اللحد وترى فيه حيتاناً صغاراً، ففت(٦) لها الخبز الّذي أعطيك فإنّها تلتقطه، فإذا لم يبق منه شيء خرجت منه حوتة كبيرة فالتقطت الحيتان الصغار حتّى لايبقى منها شيء ثمّ تغيب، فإذا غابت فضع يدك على الماء ثمّ تكلّم بالكلام الّذي اُعلّمك، فإنّه ينضب الماء ولايبقى منه شيء، ولاتفعل ذلك إلّا بحضرة المأمون.

ثمّ قال عليه السلام: يا أبا الصلت، غداً أدخل إلى هذا الفاسق [الفاجر]، فإن أنا خرجت مكشوف الرأس فتكلّم، اُكلّمك، وإن خرجت وأنا مغطّى الرأس فلا تكلّمني.

قال أبوالصلت: فلمّا أصبحنا من الغد لبس ثيابه، وجلس في محرابه ينتظر فبينا كذلك إذ دخل عليه غلام المأمون فقال: أجب أميرالمؤمنين، فلبس نعليه ورداءه، وأمرني أن أتبعه حتّى دخل على المأمون وبين يديه طبق وعليه عنب

____________________

(١) في المصادر: بين يدي أبي الحسن الرضا عليه السلام.

(٢) في المصادر: جوانبها.

(٣) المِعْوَل: آلة من الحديد ينقر بها الصخر.

(٤) في المصدر: فأمرهم.

(٥) في المصدر: وأن يشقّ في صخرة.

(٦) في المصدر والبحار: ففتّت.

٤٣١

وأطباق الفاكهة، وبيده عنقود عنب قد أكل بعضه وأبقى(١) بعضه.

فلمّا بصر(٢) بالرضا عليه السلام وثب إليه، وعانقه وقبّل ما بين عينيه وأجلسه معه، ثمّ ناوله العنقود وقال: يابن بنت رسول اللَّه، رأيت عنباً أحسن من هذا؟ فقال الرضا عليه السلام: ربّما يكون في الجنّة أحسن منه. فقال له: كل منه.

فقال الرضا عليه السلام: اعفني [منه](٣) فقال: لابدّ من ذلك، وما يمنعك منه؟ لعلّك تتّهمنا بشيء؟

فتناول العنقود وأكل منه ثمّ تناوله(٤) ، فأكل الرضا عليه السلام منه ثلاث حبّات ثمّ رماه وقام.

فقال المأمون: إلى أين؟ قال: إلى حيث وجّهتني.

فخرج عليه السلام وهو مغطّى الرأس فلم اُكلّمه حتّى دخل الدار، والحديث طويل.

فلمّا قبض عليه السلام [أمر المأمون بحفر قبره، فحفرت الموضع] فظهر كلّ شيء على ما وصف [الرضا عليه السلام] وفعلت ما أمرني [به].

فلمّا رأى المأمون ما ظهر من الماء والحيتان وغير ذلك قال: لم يزل الرضا عليه السلام يرينا من عجائبه في حياته حتّى أرانا [ها] بعد وفاته أيضاً.

وكان معه وزيره فقال له: أتدري ما أخبرك به الرضا عليه السلام؟ قال: لا. قال: [أخبرك] إنّ مثلكم [يا] بني العبّاس(٥) على(٦) كثرتكم [وطول مدّتكم] مثل هذه الحيتان الصغار، حتّى إذا فنيت آجالكم وانقلبت آثاركم وذهبت دياركم(٧) ، سلّط اللَّه [تعالى] عليكم رجلاً منّا فأفناكم عن آخركم. قال: صدقت.

____________________

(١) في المصادر: وبقي.

(٢) في العيون والبحار: أبصر.

(٣) في العيون: تعفيني منه، والبحار: تعفيني عنه.

(٥) في المصادر: ناوله.

(٦) في العيون والبحار: إنّه قد أخبرك أنّ ملككم.

(٧) في المصدر: مع.

(٨) في المصدر: وانقضت أيّامكم، وفي العيون والبحار: وانقطعت آثاركم وذهبت دولتكم.

٤٣٢

وفي الحديث طول.(١)

وروى هرثمة بن أعين ما يخالف بعضه ذلك(٢) وهذا هو الأكثر.

وقد روى ذلك من طريق العامّة أيضاً.(٣)

١٠٨٣/١٠ - فيه : أنّ أباالحسن الرضا عليه السلام دخل السوق فاشترى كلباً وديكاً وكبشاً فلمّا كتب صاحب الخبر بذلك [إلى] هارون الرشيد، قال: آمنّا جانبه.

وكتب إليه الزبيري: إنّ عليّ بن موسى الرضا عليهما السلام قد فتح بابه ودعا إلى نفسه.

فقال الرشيد: واعجباه، إنّ على بن موسى عليهما السلام قد اشترى كلباً وديكاً وكبشاً ويكتب فيه بما يكتب.(٤)

فقال المصنّف [لهذا الكتاب رحمه الله]: إنّ هذا أمر عجيب حيث علم إن فعل ذلك لم يجد إلى قتله سبيلاً، ولا إلى التشبّث بذيله وسيلة.(٥)

١٠٨٤/١١ - فيه : إبراهيم بن أبي البلاد قال: كان لي جار يشرب المسكر وينتهك ما اللَّه به أعلم.

قال: فذكرته للرضا عليه السلام، وكان له محبّاً، فقال: يا أبا إسحاق، أما علمت أنّ وليّ عليّ عليه السلام لم تزلّ له قدم إلّا ويثبت له اُخرى؟

قال: فانصرفت، وإذا أنا بكتاب منه قد أتاني فيه حوائج له، فأمرني أن أشتريها بستّين ديناراً، فقلت في نفسي: واللَّه ما عودني أن يكتب إليّ، إذ لم يكن عندي شيء، ولا أعلم له عندي شيئاً.

____________________

(١) الثاقب في المناقب: ٤٨٩ ح٤، عيون أخبار الرضا عليه السلام: ٢٤٤/٢ ح١، عنه البحار:٣٠٠/٤٩ح١٠.

(٢) كشف الغمّة: ٢٦٦ - ٢٦٥/٢، عيون أخبار الرضا عليه السلام: ٢٤٨/٢ح١، عنه البحار: ٢٩٣/٤٩ح٨.

(٣) الثاقب في المناقب: ٤٩١ ح٥.

(٤) عيون أخبار الرضا عليه السلام: ٢٠٥/٢ ح٤ باختلاف يسير، عنه البحار: ١١٤/٤٩ ح ٤.

(٥) الثاقب في المناقب: ٤٩٢ ح٨.

٤٣٣

فلمّا كان من الليل إذا أنا برجل [جاءني] سكران، فدعاني من خلف الباب فنزلت إليه فقال [لي]: اُخرج، فقلت: وما أفعل(١) في هذه الساعة ما حاجتك؟ إذأتيت؟ [قال:] فأخرج يدك وخذ هذه الصرّة، وابعث بها إلى مولاي لينفقها في الحاجة، ولايقدر(٢) أن يتكلّم من السكر.

فأخذت ما أعطاني وانصرفت، فنظرت وزنها فإذا هي ستّون ديناراً، فقلت:واللَّه، هذا مصداق ما قال لي في وليّ عليّ عليه السلام وفي كتابه بحاجته. فاشتريت حوائجه، وكتبت إليه بفعل الرجل، فكتب: هذا من ذلك.(٣)

١٠٨٥/١٢ - فيه: أبو واسع محمّد بن أحمد بن إسحاق النيسابوري، قال: سمعت جدّتي خديجة بنت حمدان قالت: لمّا دخل عليّ بن موسى الرضا عليهما السلام نيسابور نزل محلّة قرفى ناحية [تعرف] بلاد سناباد في دار لجدّتي تعرف بـ«پسنده»، لأنّ الرضا عليه السلام ارتضاها من بين الدور، و«پسنده» كلمة فارسيّة معناها: مرضي.

فلمّا نزل الدار(٤) زرع لوزة في جانب من جوانب الدار، فنبتت وصارت شجرة، وأثمرت في سنته، فعلم الناس بذلك وكانوا يستشفون بلوز تلك الشجرة فمن أصابه علّة ويتبرّك بالتناول من تلك اللوز [مستشفياً به فعوفي] ومن أصابه رمد جعل من ذلك اللوز على عينيه عوفي.

وكانت الحامل إذا عسر ولادتها يتناول من تلك اللوز فتخفّ عنها(٥) الولادة وتضع من ساعتها.

و [كان] إذا أخذ القولنج دابّة من دوابّ الناس أخذ من قضبان تلك الشجرة

____________________

(١) في المصدر: لاأفعل.

(٢) في المصدر: وما يقدر.

(٣) الثاقب في المناقب: ٤٩٣ ح٩.

(٤) في المصدر: نزل عليه السلام دارنا.

(٥) في المصدر: تناولت من ذلك اللوز فتخفّ عنها.

٤٣٤

فأمسه(١) على بطنها فتعافى، [ويذهب عنها ريح القولنج ببركة الرضا عليه السلام].

فمضت الأيّام على تلك الشجرة ويبست، فجاء جدّي حمدان فقطع أغصانها فعمي.

وروي في تلك الشجرة آيات كثيرة، ذكرها الحافظ أبو عبداللَّه في مؤلّفه [المسمّى بـ] مفاخر الرضا عليه السلام، وقد اقتصرنا هنا نحن على هذا القدر.(٢)

١٠٨٦/١٣ - وفيه : عليّ بن موسى العمّاني، قال: دخل الرضا عليه السلام على المأمون فوجد فيه همّاً فقال: إنّي أرى فيك همّاً؟ قال: نعم، بالباب بدوي وأنّه قد دفع سبع شعرات يزعم أنّها من لحية رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم، وقد طلب الجائزة، فإن كان صادقاً ومنعت الجائزة فقد بخست شرفي، وإن كان كاذباً وأعطيته الجائزة فقد سخر بي وما أدري ما أعمل به؟

فقال الرضا عليه السلام: عليّ بالشعر. فلمّا رآه شمّه وقال: هذه أربعة من لحية رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم والباقي ليس من لحيته.

فقال المأمون: من أين قلت هذا؟ فقال: عليّ بالنار، وألقى الشعر في النار فأحرقت(٣) ثلاث شعرات وبقيت الأربع الّتي أخرجها [الرضا] عليه السلام لم يكن للنار عليها سبيل.

فقال المأمون: عليّ بالبدوي، [فاُدخل](٤) ، فلمّا مثّل بين يديه أمر بضرب رقبته فقال البدوي: ما ذنبي؟ قال: تصدّق عن الشعر، فقال: أربعة من لحية رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم وثلاثة من لحيتي، فتمكّن الحسد في قلب المأمون.(٥)

____________________

(١) في المصدر: فأمرّه.

(٢) الثاقب في المناقب: ٤٩٦ ح٤، ورواه في عيون أخبار الرضا عليه السلام: ١٣١/٢ ح ١ مع اختلاف في الألفاظ، عنه البحار: ١٢١/٤٩ ح ٢ وما بين المعقوفين أثبتناه من المصدر.

(٣) في المصدر: فاحترقت.

(٤) ليس في المصدر.

(٥) الثاقب في المناقب: ٤٩٧ ح٣.

٤٣٥

١٠٨٧/١٤ - في عيون أخبار الرضا عليه السلام : الهمداني، عن عليّ بن إبراهيم، عن اليقطيني، عن أبي حبيب النباجي أنّه قال: رأيت رسول صلى الله عليه وآله وسلم في المنام وقد وافى النباج ونزل بها في المسجد الّذي ينزله الحاجّ في كلّ سنة، وكأنّي مضيت إليه وسلّمت عليه ووقفت بين يديه، ووجدت عنده طبقاً من خوص نخل المدينة فيه تمر صيحاني فكأنّه قبض قبضة من ذلك التمر فناولني، فعددته فكان ثمانية عشر تمرة، فتأوّلت أنّي أعيش بعدد كلّ تمرة سنة.

فلمّا كان بعد عشرين يوماً كنت في أرض بين يديّ تعمر للزراعة حتّى جاءني من أخبرني بقدوم أبي الحسن الرضا عليه السلام من المدينة، ونزوله ذلك المسجد ورأيت الناس يسعون إليه، فمضيت نحوه فإذا هو جالس في الموضع الّذي كنت رأيت فيه النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وتحته حصير مثل ما كان تحته، وبين يديه طبق خوص فيه تمر صيحاني، فسلّمت عليه فردّ السلام عليّ واستدناني، فناولني قبضة من ذلك التمر، فعددته فإذا عدده مثل ذلك العدد الّذي ناولني رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم، فقلت له: زدني منه يابن رسول اللَّه فقال عليه السلام: لو زادك رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم لزدناك.(١)

١٠٨٨/١٥ - فيه: ابن الوليد، عن الصفّار، عن ابن عيسى، عن البزنطي قال: بعث الرضا عليه السلام إليّ بحمار فركبته وأتيته وأقمت عنده بالليل إلى أن مضى منه ما شاءاللَّه.

فلمّا أراد أن ينهض قال: لا أراك أن تقدر على الرجوع إلى المدينة، قلت: أجل جعلت فداك، قال: فبت عندنا الليلة واغد على بركة اللَّه عزّوجلّ، قلت: أفعل جعلت فداك.

فقال: يا جارية، أفرشي له فراشي واطرحي عليه ملحفتي الّتي أنام فيها،

____________________

(١) عيون أخبار الرضا عليه السلام: ٢١٠/٢ ح ١٥، عنه البحار: ٣٥/٤٩ ح ١٥.

٤٣٦

وضعي تحت رأسه مخادّي(١) .

قال: قلت في نفسي: من أصاب ما أصبت في ليلتي هذه، لقد جعل اللَّه لي من المنزلة عنده، وأعطاني من الفخر ما لم يعطه أحداً من أصحابنا، بعث إليّ بحماره فركبته، وفرش لي فراشه وبتّ في ملحفته، ووضعت لي مخادّه(٢) ما أصاب مثل هذا [أحد] من أصحابنا، قال: وهو قاعد معي وأنا اُحدّث في نفسي.

فقال عليه السلام: يا أحمد، إنّ أميرالمؤمنين عليه السلام أتى زيد بن صوحان في مرضه يعوده فافتخر على الناس بذلك.

[قال عليه السلام:](٣) فلاتذهبنّ نفسك إلى الفخر، وتذلّل للَّه عزّوجلّ، واعتمد على يده فقام عليه السلام.(٤)

١٠٨٩/١٦ - وفيه : محمّد بن أحمد السناني وغير واحد من المشايخ، عن الأسدي، عن سعد بن مالك، عن أبي حمزة، عن ابن أبي كثير، قال: لمّا توفّي موسى عليه السلام وقف الناس في أمره فحججت في تلك السنة فإذا أنا بالرضا عليه السلام فأضمرت في قلبي أمراً فقلت:( أَبَشَرًا مِّنَّا وَاحِدًا نَّتَّبِعُهُ ) الآية(٥) .

فمرّ [عليّ] عليه السلام كالبرق الخاطف عليّ، فقال: أنا واللَّه البشر الّذي يجب عليك أن تتّبعني، فقلت: معذرة إلى اللَّه [تعالى] وإليك، فقال: مغفور لك.(٦)

١٠٩٠/١٧ - روى البرسي في مشارقه: أنّ رجلاً من الواقفة جمع مسائل

____________________

(١) في المصدر: مخدّتي.

(٢) في المصدر: مخدّته.

(٣) ليس في المصدر والبحار.

(٤) عيون أخبار الرضا عليه السلام: ٢١٣/٢ ح ١٩، عنه البحار: ٣٦/٤٩ ح ١٨.

(٥) القمر: ٢٤.

(٦) عيون أخبار الرضا عليه السلام: ٢١٩/٢ ح ٢٧، عنه البحار: ٣٨/٤٩ ح ٢١ وتقدّم نحوه في الصفحة ٢٨٦ ح ٦.

٤٣٧

مشكلة في طومار، وقال في نفسه: إن عرف [الرضا عليه السلام](١) معناه فهو وليّ الأمر.

فلمّا أتى الباب وقف [ليخفّ الناس من] المجلس(٢) ، فخرج إليه الخادم وبيده رقعة فيها جواب مسائله بخطّ الإمام عليه السلام، فقال له الخادم: أين الطومار؟

فأخرجه فقال له: يقول لك وليّ اللَّه: هذا جواب ما فيه، فأخذه ومضى.(٣)

١٠٩١/١٨ - وفيه : روي أنّه عليه السلام قال يوماً في مجلسه: «لا إله إلّا اللَّه» مات فلان فصبر هنيئة وقال: «لا إله إلّا اللَّه» غسل وكفّن، وحمل إلى حفرته.

ثمّ صبر هنيئة وقال: «لا إله إلّا اللَّه» وضع في قبره وسئل عن ربّه فأجاب، ثمّ سئل عن نبيّه فأقرّ، ثمّ سئل عن إمامه فعدّهم حتّى وقف(٤) عندي فما باله وقف؟ وكان الرجل واقفيّاً.(٥)

١٠٩٢/١٩ - وفيه : قال: إنّ الرضا عليه السلام لمّا قدم من خراسان توجّهت إليه الشيعة من الأطراف، وكان عليّ بن أسباط قد توجّه إليه بهدايا وتحف، فاُخذت القافلة واُخذ ماله وهداياه وضرب على فيه، فانتثرت نواجذه(٦) ، فرجع إلى قرية هناك فنام، فرأى الرضا عليه السلام في منامه، وهو يقول: لاتحزن إنّ هداياك ومالك وصلت إلينا، وأمّا فمك بثناياك(٧) فخذ من السعد المسحوق واحش(٨) به فاك.

قال: فانتبه مسروراً وأخذ من السعد وحشا به فاه فردّ اللَّه عليه نواجذه.

قال: فلمّا وصل إلى الرضا عليه السلام ودخل عليه قال: قد وجدت ما قلناه لك في

____________________

(١) ليس في المصدر.

(٢) في المصدر: ليخفّ المجلس.

(٣) مشارق أنوار اليقين: ٩٦، عنه البحار: ٧١/٤٩ ح ٩٥.

(٤) في المصدر: ثمّ سئل عن إمامه فأخبر، وعن العترة فعدّهم ثمّ وقف.

(٥) مشارق أنوار اليقين: ٩٦، عنه البحار: ٧١/٤٩ ح ٩٥.

(٦) النواجذ من الأسنان: الضواحك، وهي الّتي تبدو عند الضحك.

(٧) في المصدر: وأمّا غمّك وثناياك، وفي البحار: وأمّا همّك بثناياك.

(٨) حَشا الوسادة ونحوها: ملأها بالقطن.

٤٣٨

السعد حقّاً فادخل هذه الخزانة فانظر، فدخل فإذا ماله وهداياه كلّها على حدته.(١)

١٠٩٣/٢٠ - في عيون أخبار الرضا عليه السلام : الورّاق والمكتّب وحمزة العلوي والهمداني جمعياً، عن عليّ، عن أبيه، عن الهروي، وحدّثنا جعفر بن نعيم بن شاذان، عن أحمد بن إدريس، عن إبراهيم بن هاشم، عن الهروي، قال:

رفع إلى المأمون أنّ أبا الحسن عليّ بن موسى الرضا عليهما السلام يقعد مجالس الكلام، والناس يفتنون(٢) بعلمه، فأمر محمّد بن عمرو الطوسي - حاجب المأمون - فطرد الناس عن مجلسه وأحضره.

فلمّا نظر إليه زبره واستخفّ به، فخرج أبوالحسن الرضا عليه السلام من عنده مغضباً وهو يدمدم بشفتيه(٣) ويقول: وحقّ المصطفى والمرتضى وسيّدة النساء لاستنزلنّ من حول اللَّه عزّوجلّ بدعائي عليه ما يكون سبباً لطرد كلاب أهل هذه الكورة إيّاه واستخفافهم به وبخاصّته وعامّته.

ثمّ إنّه عليه السلام انصرف إلى مركزه واستحضر الميضاة وتوضّأ وصلّى ركعتين وقنت في الثانية فقال:

أللهمّ يا ذا القدرة الجامعة، والرحمة الواسعة، والمنن المتتابعة، والآلاء المتوالية، والأيادي الجميلة، والمواهب الجزيلة.

يا من لايوصف بتمثيل، ولايمثّل بنظير، ولايغلب بظهير.

يا من خلق فرزق، وألهم فأنطق، وابتدع فشرع، وعلا فارتفع، وقدر فأحسن وصوّر فأتقن، واحتجّ(٤) فأبلغ، وأنعم فأسبغ، وأعطى فأجزل.

يا من سما في العزّ ففات خواطر(٥) الأبصار، ودنى في اللطف فجاز هواجس الأفكار، يا من تفرّد بالملك فلا ندّ له في ملكوت سلطانه، وتوحّد بالكبرياء فلا

____________________

(١) مشارق أنوار اليقين: ٩٦، عنه البحار: ٧٢/٤٩ ضمن ح ٩٥.

(٢) في المصدر والبحار: يفتتنون.

(٣) دمدم عليه: إذا كلّمه مغضباً.

(٤) في المصدر: وأجنح.

(٥) في المصدر: خواطف.

٤٣٩

ضدّ له في جبروت شأنه.

يا من حارت في كبرياء هيبته دقائق لطائف الأوهام، وحسرت دون إدراك عظمته خطائف أبصار الأنام، يا عالم خطرات قلوب العالمين، و [يا](١) شاهد لحظات أبصار الناظرين.

يا من عنت الوجوه لهيبته، وخضعت الرقاب لجلالته، ووجلت القلوب من خيفته، وارتعدت الفرائص من فرقه.

يا بديء يا بديع يا قويّ، يا منيع يا عليّ يا رفيع، صلّ على من شرّفت الصلاة [بالصلاة](٢) عليه، وانتقم لي ممّن ظلمني، واستخفّ بي وطرد الشيعة عن بابي، وأذقه مرارة الذلّ والهوان كما أذاقنيها، واجعله طريد الأرجاس وشريد(٣) الأنجاس.

قال أبوالصلت عبدالسلام بن صالح الهروي: فما استتمّ مولاي عليه السلام دعاءه حتّى وقعت الرجفة(٤) في المدينة، وارتجّ البلد، وارتفعت الزعقة(٥) والصيحة، واسفحلت(٦) النعرة وثارت الغبرة، وهاجت القاعة(٧) فلم اُزايل(٨) مكاني إلى أن سلّم مولاي عليه السلام فقال لي:

يا أباالصلت، إصعد السطح فإنّك سترى إمرأة بغية عثة(٩) رثّة(١٠) مهيّجة

____________________

(١) ليس في المصدر.

(٢) من المصدر والبحار.

(٣) التشريد: الطرد

(٤) الرجفة: الزلزلة الشديدة.

(٥) الزعقة: الصياح.

(٦) في المصدر والبحار: واستفحلت، واستفحل الأمر: تفاقم وعظم.

(٧) القاعة: ساحة المدينة.

(٨) في المصدر: فلم أزل عن مكاني.

(٩) العثّة: العجوز والمرئة البذية والحمقاء، وفي المصدر: غثة.

(١٠) الرثة بالكسر: المرئة الحمقاء.

٤٤٠