القطرة من بحار مناقب النبيّ والعترة عليهم السلام الجزء ٢

القطرة من بحار مناقب النبيّ والعترة عليهم السلام0%

القطرة من بحار مناقب النبيّ والعترة عليهم السلام مؤلف:
الناشر: سليمان زاده
تصنيف: مكتبة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وأهل البيت عليهم السلام
الصفحات: 672

القطرة من بحار مناقب النبيّ والعترة عليهم السلام

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: آية الله العلّامة السيّد أحمد المستنبط رحمة الله عليه
الناشر: سليمان زاده
تصنيف: الصفحات: 672
المشاهدات: 41701
تحميل: 5191


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 672 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 41701 / تحميل: 5191
الحجم الحجم الحجم
القطرة من بحار مناقب النبيّ والعترة عليهم السلام

القطرة من بحار مناقب النبيّ والعترة عليهم السلام الجزء 2

مؤلف:
الناشر: سليمان زاده
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

اللعنة عليكم، ويجعل بأسكم بينكم، وبقي الدين بينكم لفظاً بألسنتكم.

فإذا اوُتيتم(١) هذه الخصال توقّعوا الريح الحمراء، أو مسخاً، أو قذفاً بالحجارة وتصديق ذلك في كتاب اللَّه عزّوجلّ( قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَىٰ أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِّن فَوْقِكُمْ أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُم بَأْسَ بَعْضٍ انظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ ) (٢) .

فقام إليه جماعة من الصحابة، فقالوا: يا رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم، أخبرنا متى يكون ذلك؟

فقال صلى الله عليه وآله وسلم: عند تأخير الصلوات، واتّباع الشهوات، وشرب القهوات، وشتم الآباء والاُمّهات، حتّى ترون الحرام مغنماً، والزكاة مغرماً، وأطاع الرجل زوجته، وجفا جاره، وقطع رحمه، وذهبت رحمة الأكابر، وقلّ حياء الأصاغر، وشيّدوا البنيان، وظلموا العبيد والإماء، وشهدوا بالهوى، وحكموا بالجور، ويسبّ الرجل أباه، ويحسد الرجل أخاه، ويعامل الشركاء بالخيانة، وقلّ الوفاء، وشاع الزنا، وتزيّن الرجال بثياب النساء، وسلب عنهنّ قناع الحياء.

ودبّ الكبر في القلوب كدبيب السمّ في الأبدان، وقلّ المعروف، وظهرت الجرائم، وهوّنت العظائم، وطلبوا المدح بالمال، وأنفقوا المال للغناء، وشغلوا بالدنيا(٣) عن الآخرة، وقلّ الورع، وكثر الطمع والهرج [والمرج].

وأصبح المؤمن ذليلاً، والمنافق عزيزاً، مساجدهم معمورة بالأذان، وقلوبهم خالية من الإيمان، واستخفّوا(٤) بالقرآن، وبلغ المؤمن عنهم كلّ هوان، فعند ذلك ترى وجوههم وجوه الآدميّين، وقلوبهم قلوب الشياطين، كلامهم أحلى من

____________________

(١) في المصدر: أتيتم.

(٢) الأنعام: ٦٥.

(٣) في المصدر: في الدنيا.

(٤) في المصدر: بما استخفّوا.

٥٢١

العسل، وقلوبهم أمرّ من الحنظل، فهم ذئاب وعليهم ثياب.

ما من يوم إلّا يقول اللَّه تبارك وتعالى: أفبي تغترّون؟(١) أَم عليَّ تجبرون(٢) ( أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ ) (٣) .

فو عزّتي وجلالي، لولا من يعبدني مخلصاً ما أمهلت من يعصيني طرفة عين، ولولا ورع الورعين من عبادي لما أنزلت من السماء قطرة، ولا أنبتّ ورقة خضراء.

فواعجباه(٤) لقوم آلهتهم أموالهم، وطالت آمالهم، وقصرت آجالهم، وهم يطمعون في مجاورة مولاهم، ولايصلون إلى ذلك إلّا بالعمل، ولا يتمّ العمل إلّا بالعقل.(٥)

بيان : الوقاحة: قلّة الحياء، والرعناء: الحمقاء، والقهوة: الخمر.

١١٩٢/٤٢ - غيبة الطوسي قدس سره : الفضل، عن عليّ بن عبداللَّه، عن عبدالرحمان بن أبي عبداللَّه، عن أبي الجارود قال: قال أبوجعفر عليه السلام:

إنّ القائم عليه السلام يملك ثلاثمائة وتسع سنين كما لبث أهل الكهف في كهفهم، يملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً، ويفتح اللَّه له شرق الأرض وغربها، ويقتل الناس حتّى لايبقى إلّا دين محمّد صلى الله عليه وآله وسلم، يسير بسيرة سليمان بن داود عليهما السلام، الخبر.(٦)

وفيه أيضا : عن الصادق عليه السلام أنّه سئل كم يملك القائم عليه السلام؟ قال: سبع سنين

____________________

(١) في المصدر: أنّي تفترون.

(٢) في المصدر والبحار: أم عليّ تجترؤن.

(٣) المؤمنون: ١١٥.

(٤) في المصدر: فوا عجباً.

(٥) جامع الأخبار: ٣٩٥ ح ١١٠٠، عنه البحار: ٢٦٢/٥٢ ح ١٤٨.

(٦) غيبة الطوسي: ٤٧٤ ح ٤٩٦، عنه البحار: ٢٩١/٥٢ ح ٣٤.

٥٢٢

يكون سبعين سنة من سنينكم(١) هذه.(٢)

وفي غيبة النعماني : عن أبي جعفر عليه السلام أنّه سئل كم يقوم القائم عليه السلام في عالمه حتّى يموت؟ قال عليه السلام: تسع عشرة سنة [من يوم قيامه إلى يوم موته](٣) .(٤)

وفي [رواية اُخرى] : زيادة: أشهر.(٥)

أقول : يحمل الحديث الأوّل على زمن استقرار ملكه واستيلائه تمام الأرض والحديث [الثاني] والأربعون أعمّ من زمن ظهوره ومدّة بقائه في الرجعة و [الثاني و] الثالث كلّ واحد منهما محمول على أحد العالمين: إمّا زمن ظهوره فقط، وإمّا مدّة بقائه في الرجعة كذلك.

١١٩٣/٤٣ - كفايه الأثر في النصوص على الأئمّة الإثني عشر عليهم السلام : أبوالمفضّل الشيباني، عن الكليني، عن محمّد العطّار، عن سلمة بن الخطّاب، عن محمّد الطيالسي، عن ابن أبي عمير وصالح بن عقبة جميعاً، عن علقمة بن محمّد الحضرمي، عن الصادق عليه السلام عن آبائه عن عليّ عليهم السلام قال:

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: يا عليّ، إنّ قائمنا عليه السلام إذا خرج يجتمع إليه ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً عدد رجال بدر، فإذا حان وقت خروجه يكون له سيف مغمود ناداه السيف: قم يا وليّ اللَّه، فاقتل أعداء اللَّه.(٦)

١١٩٤/٤٤ - بصائر الدرجات : أحمد بن محمّد، عن جعفر بن محمّد الكوفي عن الحسن بن حمّاد الطائي، عن سعد، عن أبي جعفر عليه السلام قال: حديثنا صعب

____________________

(١) في المصدر والبحار: سنيّكم.

(٢) غيبة الطوسي: ٤٧٤ ح ٤٩٧، عنه البحار: ٢٩١/٥٢ ح ٣٥.

(٣) من المصدر والبحار.

(٤) غيبة النعماني: ٣٣١ ح ٣، عنه البحار: ٢٩٨/٥٢ ح ٦١.

(٥) غيبة النعماني: ٣٣٢ ح ٤، عنه البحار: ٢٩٩ ح ٦٢.

(٦) كفاية الأثر: ٢٦٣، عنه البحار: ٣٠٣/٥٢ ح ٧٢.

٥٢٣

مستصعب، لايحتمله إلّا ملك مقرّب، أو نبيّ مرسل، أو مؤمن ممتحن، أو مدينة حصينة.

فإذا وقع أمرنا وجاء مهديّنا كان الرجل من شيعتنا أجرى من ليث، وأمضى من سنان، يطأ عدوّنا برجليه، ويضربه بكفّيه، وذلك عند نزول رحمة اللَّه وفرجه على العباد.(١)

١١٩٥/٤٥ - كمال الدين : بأسانيده عن المفضّل بن عمر، عن أبي بصير قال: قال أبوعبداللَّه عليه السلام:

إنّه إذا تناهت الاُمور إلى صاحب هذا الأمر رفع اللَّه تبارك وتعالى له كلّ منخفض من الأرض، وخفّض له كلّ مرتفع حتّى تكون الدنيا عنده بمنزلة راحته، فأيّكم لو كانت في راحته شعرة لم يبصرها.(٢)

١١٩٦/٤٦ - في الإرشاد : روى أبوبصير قال أبوعبداللَّه عليه السلام:

إذا قام القائم عليه السلام هدم المسجد الحرام حتّى يردّه إلى أساسه، وحوّل المقام إلى الموضع الّذي كان فيه، وقطع أيدي بني شيبة، وعلّقها على باب الكعبة، وكتب عليها: هؤلاء سرّاق الكعبة.(٣)

١١٩٧/٤٧ - وفيه : روى أبوالجارود، عن أبي جعفر عليه السلام - في حديث طويل - أنّه [قال:] إذا قام القائم عليه السلام سار إلى الكوفة، فيخرج منها بضعة عشر آلاف(٤) أنفس يدعون البتريّة(٥) عليهم السلاح فيقولون له: ارجع من حيث جئت فلا حاجة لنا في بني فاطمة، فيضع فيهم السيف حتّى يأتي على آخرهم.

____________________

(١) بصائر الدرجات: ٢٤ ح ١٧، عنه البحار: ٣١٨/٥٢ ح ١٧.

(٢) كمال الدين: ٦٧٤/٢ ح ٢٩، عنه البحار: ٣٢٨/٥٢ ح ٤٦.

(٣) الإرشاد: ٣٦٤، عنه البحار: ٣٣٨/٥٢ ح ٨٠، وروى الصدوق في علل الشرائع: ٤١٠/٢ ذح٥ (نحوه)، عنه البحار: ٣١٧/٥٢ ح ١٤.

(٤) في المصدر: ألف.

(٥) البُتْريّة - بضمّ الموحدة -: فرق من الزيديّة، قيل: نسبوا إلى المغيرة بن سعد، ولقبه الأبتر.

٥٢٤

ثمّ يدخل الكوفة، فيقتل بها كلّ منافق مرتاب، ويهدم قصورها، ويقتل مقاتليها حتّى يرضى اللَّه عزّ وعلا.(١)

١١٩٨/٤٨ - في غيبة النعمانى : أحمد بن هوذة، عن النهاوندي، عن عبداللَّه بن حمّاد، عن صباح المزني، عن الحارث بن حصيرة، عن ابن نباته قال: سمعت عليّاً عليه السلام يقول:

كأنّي بالعجم فساطيطهم في مسجد الكوفة يعلّمون الناس القرآن كما اُنزل. قلت: يا أميرالمؤمنين أوليس هو كما اُنزل؟ فقال: لا، محي منه سبعون من قريش بأسمائهم وأسماء آبائهم، وما ترك أبولهب إلّا للإزراء(٢) على رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم لأنّه عمّه.(٣)

١١٩٩/٤٩ - وفيه : أحمد بن هوذة، عن النهاوندي، عن عبداللَّه بن حمّاد، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر عليه السلام قال:

أصحاب القائم عليه السلام ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً أولاد العجم، بعضهم يحمل في السحاب نهاراً، يعرف باسمه واسم أبيه ونسبه وحليته، وبعضهم نائم على فراشه فيرى في مكّة على غير ميعاد.(٤)

١٢٠٠/٥٠ - في التهذيب : محمّد بن أحمد بن يحيى، عن محمّد بن الحسين، عن محمّد بن إسماعيل، عن صالح بن عقبة، عن عمرو بن أبي المقدام، عن أبيه، عن حبّة العرني قال: خرج أميرالمؤمنين عليه السلام إلى الحيرة، فقال: ليتّصلنّ هذه بهذه - وأومأ بيده إلى الكوفة والحيرة - حتّى يباع الذراع فيما بينهما بدنانير، وليبنينّ بالحيرة مسجداً له خمسمائة باب يصلّي فيه خليفة القائم عليه السلام، لأنّ مسجد الكوفة

____________________

(١) الإرشاد: ٣٦٤، عنه البحار: ٣٣٨/٥٢ ح ٨١.

(٢) في المصدر: إلّا إزراء.

(٣) غيبة النعماني: ٣١٨ ح ٥، عنه البحار: ٣٦٤/٥٢ ح ١٤١.

(٤) غيبة النعماني: ٣١٥ ح ٨، عنه البحار: ٣٦٩/٥٢ ح ١٥٧.

٥٢٥

ليضيق عليهم، وليصلّينّ فيه إثنا عشر إماماً عدلاً.

قلت: يا أميرالمؤمنين، ويسع مسجد الكوفة هذا الّذي تصف الناس يومئذ؟

قال: تبنى له أربع مساجد: مسجد الكوفة أصغرها، وهذا، ومسجدان في طرفي الكوفة من هذا الجانب، وهذا الجانب، وأومأ بيده نحو نهر البصريّين والغريّين.(١)

١٢٠١/٥١ - وفيه : أحمد بن محمّد، عن يعقوب بن عبداللَّه، عن إسماعيل بن زيد مولى الكاهلي عنه، عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال:

قال أميرالمؤمنين عليه السلام في وصف مسجد الكوفة: في وسطه عين من دهن، وعين من لبن، وعين من ماء [شراب للمؤمنين، وعين من ماء] طهور للمؤمنين.(٢)

١٢٠٢/٥٢ - كتاب العدد للشيخ رضي الدين عليّ بن يوسف بن مطهّر الحلّي أخي العلّامة: قال أبوعبداللَّه عليه السلام:

كأنّني بالقائم عليه السلام على ظهر النجف، لابس درع رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم فيتقلّص عليه، ثمّ ينتفض بها فيستدير عليه، ثمّ يغشي الدرع بثوب إستبرق، ثمّ يركب فرساً له أبلق بين عينيه شمراخ، ينتفض به، لايبقى أهل بلد إلّا أتاهم نور ذلك الشمراخ حتّى يكون آية له، ثمّ ينشر راية رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم إذا نشرها أضاء لها ما بين المشرق والمغرب.

وقال أميرالمؤمنين عليه السلام: كأنّني به عليه السلام قد عبّر من وادي السلام إلى مسيل السهلة على فرس محجّل(٣) له شمراخ يزهر [به](٤) ، يدعو ويقول في دعائه:

«لا إله إلّا اللَّه حقّاً حقّاً، لا إله إلّا اللَّه إيماناً وصدقاً، لا إله إلّا اللَّه تعبّداً ورقّاً،

____________________

(١) البحار: ٣٧٤/٥٢ ح ١٧٣.

(٢) البحار: ٣٧٤/٥٢ ح ١٧٢.

(٣) التحجيل: بياض في قوائم الفرس.

(٤) ليس في المصدر والبحار.

٥٢٦

اللهمّ معزّ كلّ مؤمن وحيد، ومذلّ كلّ جبّار عنيد، أنت كنفي حين تعييني المذاهب، وتضيق عليّ الأرض بما رحبت.

اللهمّ خلقتني وكنت غنيّاً عن خلقي، ولولا نصرك إيّاي لكنت من المغلوبين، يا منشر الرحمة من مواضعها، ومخرج البركات من معادنها، ويا من خصّ نفسه بشموخ الرفعة، فأولياؤه بعزّة يتعزّزون، يا من وضعت له الملوك نير(١) المذلّة على أعناقهم، فهم من سطوته خائفون.

أسألك باسمك الّذي فطرت به خلقك، فكلّ لك مذعنون، أسألك أن تصلّي على محمّد وآل محمّد، وأن تنجز لي أمري، وتعجّل لي في الفرج، وتكفيني وتعافيني وتقضي حوائجي، الساعة الساعة، الليلة الليلة، إنّك على كلّ شيء قدير».(٢)

١٢٠٣/٥٣ - قال السيّد بن طاووس قدس سره في المهج : رأيت [أنا] في المنام من يعلّمني دعاء يصلح لأيّام الغيبة وهذه ألفاظه:

يا من فضّل [آل](٣) إبراهيم وآل إسرائيل على العالمين باختياره، وأظهر في ملكوت السماوات والأرض عزّة اقتداره، وأودع محمّداً صلّى اللَّه عليه وآله وأهل بيته غرائب أسراره، صلّ على محمّد وآله واجعلني من أعوان حجّتك على عبادك وأنصاره.(٤)

١٢٠٤/٥٤ - في كمال الدين للصدوق قدس سره : عن إبراهيم بن محمّد العلوي قال:حدّثتني نسيم خادم أبي محمّد الحسن بن عليّ عليهما السلام قالت: دخلت على صاحب الأمر عليه السلام بعد مولده بليلة، فعطست عنده فقال لي: يرحمك اللَّه.

____________________

(١) النير: الخشبة المعترضة فوق عُنق الثور، أو عنقي الثورين المقرونين.

(٢) العدد القويّة:٧٤ح١٢٤و١٢٥، عنه البحار:٣٩١/٥٢ ح٢١٤، الصحيفة المباركة المهديّة:٢٩٨.

(٣) ليس في المصدر.

(٤) مهج الدعوات: ٣٩٦ و٣٩٧، الصحيفة المباركة المهديّة: ٢٢٢.

٥٢٧

قالت نسيم: ففرحت [بذلك].

فقال لي: ألا اُبشّرك في العطاس؟ قلت: بلى يا [مولاي].

قال عليه السلام: هو أمان من الموت ثلاثة أيّام.(١)

____________________

(١) كمال الدين: ٤٣٠/٢ ذح٥، عنه البحار: ٥/٥١ ح٧، الصحيفة المباركة المهديّة: ٢٥٧.

٥٢٨

خاتمة الباب

وفيها ذكر توسّل واستشفاع، وتوقيعين شريفين، وفائدة لطيفة:

أمّا التوسّل : فذكره السيّد بن طاووس في المهج في ذيل دعاء العبرات أحببت أن أختتم بها الكتاب ليتشرّف بذكر أسمائهم، لأنّ أسماءهم الأسماء الحسنى الواردة في الكتاب الكريم حيث قال تبارك وتعالى:( وَلِلَّـهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ فَادْعُوهُ بِهَا ) (١) ، كما في الخبر(٢) ليكون ختامها مسك، وفي ذلك وليتنافس المتنافسون فهذا لفظه(٣) :

«إلهى وإذا قام ذو حاجة في حاجته شفيعاً فوجدته ممتنع النجاح مطيعاً، فإنّي أستشفع إليك بكرامتك والصفوة من أنبيائك(٤) الّذين لهم أنشأت ما يقلّ ويظلّ ونزَّلت(٥) ما يدقّ ويجلّ، أتقرّب إليك بأوّل من توَّجته تاج الجلالة، وأحللته من الفطرة محلّ السلالة، حجّتك في خلقك، وأمينك على عبادك، محمّد رسولك صلّى اللَّه عليه وآله، وبمن جعلته لنوره مغرباً، وعن مكنون سرّه مُعْرِباً، سيّد الأوصياء، وإمام الأتقياء، يعسوب الدين، وقائد الغرّ المحجّلين، أبي الأئمّة الراشدين عليّ أميرالمؤمنين صلوات اللَّه عليه.

وأتقرّب إليك بخيرة الأخيار، واُمّ الأنوار، والإنسيّة الحوراء البتول العذراء فاطمة الزهراء سلام اللَّه عليها، وبقرّة عين الرسول، وثمرتَي فؤاد البتول، السيّدين الإمامين أبي محمّد الحسن وأبي عبداللَّه الحسين، وبالسجّاد زين العبّاد، ذي

____________________

(١) الأعراف: ١٨٠.

(٢) البرهان: ٥٢/٢.

(٣) ما ذكره المؤلّف أعلى اللَّه مقامه قسمة الأخير من دعاء العبرات، ومن شاء أن يقرء الدّعاء من النسخة الّتي فيها إضافات مهمّة فليراجع الصحيفة المباركة المهديّة: ٣٣٣.

(٤) في المصدر: أنامك.

(٥) برأت خ.

٥٢٩

الثفنات، راهب العرب عليّ بن الحسين، وبالإمام العالم، والسيّد الحاكم، والنجم الزاهر، والقمر الباهر مولاي محمّد بن عليّ الباقر.

وبالإمام الصادق مبيّن المشكلات، مظهر الحقائق، والمفحم بحجّته كلّ ناطق، مخرس ألسنة أهل الجدال، مسكّن الشقاشق مولاي جعفر بن محمّد الصادق، وبالإمام التقيّ، والمخلص الصفيّ، والنور الأحمدي، والنور الأنور، والضياء الأزهر مولاي موسى بن جعفر.

وبالإمام المرتضى، والسيف المنتضى مولاي عليّ بن موسى الرضا، وبالإمام الأمجد، والباب الأقصد، والطريق الأرشد، والعالم المؤيّد، ينبوع الحكم، ومصباح الظلم، سيّد العرب والعجم، الهادي إلى [الحقّ](١) والرشاد، والموفّق بالتأييد والسداد مولانا محمّد بن عليّ الجواد.

وبالإمام منحة الجبّار، ووالد الأئمّة الأطهار عليّ بن محمّد، المولود بالعسكر الّذي حذّر بمواعظه وأنذر، وبالإمام المنزّه عن المآثم، المطهّر عن المظالم، الحبر العالم، بدر الظلام، ربيع الأنام، التقيّ النقيّ الطاهر الزكيّ مولاي أبي محمّد الحسن بن عليّ العسكري.

وأتقرّب إليك بالحفيظ العليم، الّذي جعلته على خزائن الأرض، والأب الرحيم الّذي ملّكته أزمّة البسط والقبض، صاحب النقيبة الميمونة، وقاصف الشجرة الملعونة، مكلّم الناس في المهد، والدالّ على منهاج الرشد، الغائب عن الأبصار، الحاضر في الأمصار، الغائب عن العيون، الحاضر في الأفكار، بقيّة الأخيار، الوارث لذي الفقار، الّذي يظهر في بيت اللَّه ذي الأستار، العالم المطهّر محمّد بن الحسن عليهم أفضل التحيّات وأعظم البركات وأتمّ الصلوات.

أللهمّ فهؤلاء معاقلي إليك في طلباتي ووسائلي، فصلّ عليهم صلاة لايعرف

____________________

(١) ليس في المصدر.

٥٣٠

سواك مقاديرها، ولايبلغ كثير الخلائق صغيرها، وكن لي بهم عند أحسن ظنّي وحقّق لي بمقاديرك تهيئة التمنّي.

إلهي لا ركن لي أشدّ منك فآوي إلى ركن شديد، ولا قول لي أسدّ من دعائك فاستظهرك بقول سديد، ولا شفيع لي إليك أوجه من هؤلاء فآتيك بشفيع وديد فهل بقي يا ربّ غير أن تجيب وترحم منّي البكاء والنحيب؟

يا من لا إله سواه، يا من يجيب المضطرّ إذا دعاه، يا راحم عبرة يعقوب، يا كاشف ضرّ أيّوب، إغفر لي وارحمني وانصرني على القوم الكافرين، وافتح لي وأنت خير الفاتحين، يا ذا القوّة المتين، يا أرحم الراحمين».(١)

وأمّا التوقيعان الشريفان : وهما قد خرجا من الناحية المقدّسة إلى رئيس الفرقة المحقّة العالم المتبحّر الشيخ المفيد قدس سره.

الأوّل : في الإحتجاج: ذكر كتاب ورد من الناحية المقدّسة في أيّام بقيت من صفر سنة عشر وأربعمائة على الشيخ أبي عبداللَّه محمّد بن محمّد بن النعمان قدس سره [ذكر موصله أنّه يحمله من ناحية متّصلة بالحجاز]، نسخته:

للأخ السديد، والوليّ الرشيد، الشيخ المفيد أبي عبداللَّه محمّد بن محمّد بن النعمان أدام اللَّه إعزازه من مستودع العهد المأخوذ على العباد.

بسم اللَّه الرحمن الرحيم

أمّا بعد، سلام عليك أيّها الوليّ المولى المخلص في الدين، المخصوص فينا باليقين، فإنّا نحمد إليك اللَّه الّذي لا إله إلّا هو، ونسأله الصلاة على سيّدنا ومولانا [و] نبيّنا محمّد وآله الطاهرين.

ونعلمك - أدام اللَّه توفيقك لنصرة الحقّ، وأجزل مثوبتك على نطقك عنّا بالصدق -: أنّه قد اُذن لنا في تشريفك بالمكاتبة، وتكليفك ما تؤدّيه عنّا إلى موالينا

____________________

(١) مهج الدعوات: ٤١١ - ٤٠٩.

٥٣١

قبلك، أعزّهم اللَّه بطاعته، وكفاهم المهمّ برعايته لهم وحراسته.

فقف أيّدك(١) اللَّه بعونه على أعدائه المارقين من دينه على ما نذكره(٢) واعمل في تأديته إلى من تسكن إليه بما نرسمه إن شاء اللَّه تعالى.

نحن وإن كنّا ثاوين(٣) بمكاننا النائي عن مساكن الظالمين، حسب الّذي أراناه اللَّه تعالى لنا من الصلاح، ولشيعتنا المؤمنين في ذلك، ما دامت دولة الدنيا للفاسقين، فإنّا يحيط علمنا(٤) بأنبائكم، ولايعزب منّا شيء من أخباركم، ومعرفتنا بالزلل(٥) الّذي أصابكم مذ جنح(٦) كثير منكم إلى ما كان السلف الصالح عنه شاسعاً(٧) [تائهين](٨) ونبذوا العهد المأخوذ منهم وراء ظهورهم كأنّهم لايعلمون.

إنّا غير مهملين لمراعاتكم(٩) ولا ناسين لذكركم، ولولا ذلك لنزل بكم اللأواء(١٠) و(١١) اصطلمكم(١٢) الأعداء، فاتّقوا اللَّه جلّ جلاله، وظاهرونا على(١٣) انتياشكم من فتنة قد أنافت(١٤) عليكم يهلك فيها من حمّ أجله(١٥) ويحمى عليه(١٦) من أدرك أمله، وهي أماره لأزوف(١٧) حركتنا ومبائنتكم(١٨) بأمرنا ونهينا

____________________

(١) في البحار: أمدّك.

(٢) في المصدر: أذكره.

(٣) ثوى بالمكان: أقام واستقرّ.

(٤) في المصدر: نحيط علماً.

(٥) في المصدر: بالذلّ.

(٦) جنح إليه: مال إليه وتابعه.

(٧) شَسَعَ بفلان: أبعده، فهو شاسع.

(٨) ليس في المصدر والبحار، وتاَه في الأرض: ضلّ وذهب متحيّراً.

(٩) لإعانتكم خ.

(١٠) اللأواء: الشدّة وضيق المعيشة، وفي بعض النسخ: البلواء.

(١١) في المصدر: أو.

(١٢) اصطلمكم: استأصلكم.

(١٣) في بعض نسخ المصدر: وظاهروا بأعلى.

(١٤) في بعض نسخ المصدر: أطافت.

(١٥) حمّ الشى ء: قرب.

(١٦) في المصدر: عنها.

(١٧) أزف الوقت: دنا.

(١٨) مباثّتكم خ ل، كذا في المصدر والبحار.

٥٣٢

واللَّه متمّ نوره ولو كره المشركون.

اعتصموا بالتقيّة من شبّ(١) نار الجاهليّة، يحششها(٢) عصب اُمويّة، تهول بها فرقة مهديّة، أنا زعيم بنجاة من لم يرم منها(٣) المواطن [الخفيّة](٤) ، وسلك في الطعن(٥) منها السبل المرضيّة، إذا حلّ جمادي الأولى من سنتكم هذه فاعتبروا بما يحدث فيه واستيقظوا من رقدتكم لما يكون في الّذي يليه.

ستظهر لكم من السماء آية جليّة، ومن الأرض مثلها بالسويّة، ويحدث في أرض المشرق ما يحزن ويقلق، ويغلب من بعد على العراق طوائف عن الإسلام مرّاق، يضيق(٦) بسوء فعالهم على أهله الأرزاق.

ثمّ تتفرّج(٧) الغمّة من بعده ببوار طاغوت من الأشرار، ثمّ يسرّ بهلاكه المتّقون الأخيار، ويتّفق لمريدي(٨) الحجّ من الآفاق ما يأملونه منه على توفير غلبه(٩) منهم وإتّفاق، ولنا في تيسير حجّهم على الاختيار منهم والوفاق شأن يظهر على نظام واتّساق.

فليعمل(١٠) كلّ امرئ منكم ما يقرب به من محبّتنا، وليتجنّب(١١) ما يدنيه من كراهيّتنا(١٢) وسخطنا، فإنّ أمرنا بغتة فجأة حين لاتنفعه توبة ولاينجيه من عقابنا ندم على حوبة، واللَّه يلهمك(١٣) الرشد ويلطف لكم بالتوفيق برحمته.(١٤)

____________________

(١) شبّ النار: توقّدت.

(٢) حشّ النار: أوقدها وهيّجها.

(٣) منكم فيها خ، وفي المصدر: لم يرم فيها.

(٤) ليس في المصدر.

(٥) الظعن خ: الإرتمال.

(٦) في بعض نسخ المصدر: فراق، فضيق.

(٧) تنفرج، خ، كذا في المصدر.

(٨) لمن يريد، خ.

(٩) عليه، خ. كذا في المصدر.

(١٠) في الأصل: فيعمل.

(١١) وليجتنب خ. وفي المصدر: ويتجنّب.

(١٢) في المصدر: كراهتنا.

(١٣) في المصدر: يلهمكم.

(١٤) الإحتجاج: ٣٢٤ - ٣١٨/٢، عنه البحار: ١٧٤/٥٣ ح٧.

٥٣٣

الثاني : وفيه أيضاً: ورد عليه كتاب آخر من قبله صلوات اللَّه عليه يوم الخميس الثالث والعشرين من ذي الحجّة سنة ٤١٢ نسخته:

[من عبداللَّه المرابط في سبيله إلى ملهم الحقّ ودليله](١)

بسم اللَّه الرحمن الرحيم

سلام عليك أيّها الناصر للحقّ، الداعي إلى كلمة الصدق، فإنّا نحمد اللَّه إليك الّذي لا إله إلّا هو إلهنا وإله آبائنا الأوّلين، ونسأله الصلاة على [نبيّنا و](٢) سيّدنا ومولانا محمّد خاتم النبيين وعلى أهل بيته الطيّبين الطاهرين.

وبعد فإنّا(٣) كنّا نظرنا مناجاتك عصمك اللَّه بالسبب الّذي وهبه لك من أوليائه وحرسك [به] من كيد أعدائه، وشفّعنا ذلك الآن من مستقرّ لنا، ينصب في شمراخ من بهماء(٤) صرنا إليه آنفا من غماليل(٥) ألجأ إليه السباريت(٦) من الإيمان ويوشك أن يكون هبوطنا منه إلى صحصح(٧) من غير بعد من الدهر، ولاتطاول من الزمان ويأتيك نبأ منّا بما يتجدّد لنا من حال، فتعرف بذلك ما نعتمده من الزلفة إلينا بالأعمال، واللَّه موفّقك لذلك برحمته.

فلتكن حرسك اللَّه بعينه الّتي لاتنام أن تقابل لذلك فتنة تسبّل نفوس قوم حرست(٨) باطلاً لاسترهاب المبطلين، [و](٩) تبتهج لذمارها(١٠) المؤمنون ويحزن

____________________

(١) ليس في المصدر.

(٢) ليس في المصدر.

(٣) في المصدر والبحار: فقد.

(٤) يهماء خ: الفلاة لايهتدي فيها.

(٥) الغماليل: الوادي أو الشجر أو كلّ مجتمع أظلم.

(٦) السَبْرات: الفقير والمسكين.

(٧) الصَحْصَحْ: الأرض المستوية الواسعة.

(٨) حرثت، كذا في المصدر والبحار.

(٩) ليس في المصدر.

(١٠) في البحار: لدمارها.

٥٣٤

لذلك المجرمون.

وآية حركتنا من هذه اللوثة(١) حادثة بالحرم(٢) المعظّم من رجس منافق مذمّم مستحلّ للدم المحرّم، يعمد(٣) بكيده أهل الإيمان، ولا يبلغ بذلك غرضه من الظلم لهم والعدوان، لأنّنا من وراء حفظهم بالدعاء الّذي لايحجب عن ملك الأرض والسماء، فليطمئنّ بذلك من أوليائنا القلوب، وليثقوا بالكفاية منه، وإن راعتهم بهم الخطوب، والعاقبة لجميل(٤) صنع اللَّه سبحانه تكون حميدة لهم ما اجتنبوا المنهيّ عنه من الذنوب.

ونحن نعهد إليك أيّها الوليّ المخلص المجاهد فينا الظالمين، أيّدك اللَّه بنصره الّذي أيّد به السلف من أوليائنا الصالحين، أنّه من اتّقى ربّه من إخوانك في الدين وأخرج ممّا عليه إلى مستحقّيه كان آمناً من الفتنة المضلّة(٥) ومحنها المضلّة(٦) ومن بخل منهم بما أعاره اللَّه من نعمته، على من أمره بصلته فإنّه يكون خاسراً بذلك لاُولاه وآخرته.

ولو أنّ أشياعنا - وفّقهم اللَّه لطاعته - على اجتماع من القلوب في الوفاء بالعهد عليهم، لما تأخّر عنهم اليمن بلقائنا، ولتعجّلت لهم السعادة بمشاهدتنا على حقّ المعرفة وصدقها منهم بنا، فما يحبسنا عنهم إلّا ما يتّصل بنا ممّا نكرهه، ولانؤثره منهم، واللَّه المستعان وهو حسبنا ونعم الوكيل، وصلواته على سيّدنا البشير النذير محمّد وآله الطاهرين وسلّم.(٧)

____________________

(١) اللزبة خ: الشدّة والقحط.

(٢) بالخصم خ، وفي المصدر: بالجرم.

(٣) في بعض النسخ: يغمد.

(٤) بجميع خ، وفي المصدر: بجميل.

(٥) في المصدر: المبطلة، وفي البحار: المظلّة.

(٦) في المصدر: المظلمة المظلّة، وفي البحار: المظلمة المضلّة.

(٧) الإحتجاج: ٣٢٥ - ٣٢٤/٢، عنه البحار: ١٧٦/٥٣ ح ٨.

٥٣٥

وأمّا الفائدة:

وهي أنّا قد ذكرنا في الباب السابع في الحديث الثامن عشر من قول أبي جعفر الباقر عليه السلام: لقد سأل موسى عليه السلام العالم عليه السلام - أي الخضر عليه السلام - مسألة لم يكن عنده جوابها، ولقد سأل العالم عليه السلام موسى عليه السلام مسألة لم يكن عنده جوابها، ولو كنت بينهما لأخبرت كلّ واحد منهما بجواب مسألته ولسألتهما عن مسألة لايكون عندهما جوابها.(١)

وورد في كتاب كمال الدين للصدوق قدس سره: عن الرضا عليه السلام: أنّه - أي الخضر عليه السلام- ليحضر حيث ذكر، فمن ذكره منكم فليسلّم عليه، وأنّه ليحضر المواسم(٢) فيقضي جميع المناسك، ويقف بعرفة فيؤمّن على دعاء المؤمنين، وسيونس اللَّه به وحشة قائمنا عليه السلام في غيبته ويصل به وحدته.(٣)

وورد في الكافي عن الصادق عليه السلام: لو كنت بين موسى عليه السلام والخضر عليه السلام لأخبرتهما أنّي أعلم منهما ولأنبأتهما بما ليس في أيديهما.(٤)

يقول مؤلّف القطرة : هذا مكانة العالم - أي الخضر عليه السلام - بالنسبة إلى الإمام الباقر عليه السلام والإمام الصادق عليه السلام مع ما له من العلم والمقام وحضوره عليه السلام عند ذكره، وأنّه من توابع الإمام المنتظر - صلوات اللَّه عليه - ورعاياه، وكيف يكون أيّها الموالون مقام متبوعه وإمامه؟

وهل يعقل أن لايحضر عند ذكره المقدّس، مع أنّه قد ورد في الكافي في تفسير قوله تعالى:( وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّـهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ) (٥) قال

____________________

(١) راجع الصفحة: ٣٣٦ ح ١٠١٥.

(٢) في المصدر: الموسم كلّ سنة.

(٣) كمال الدين: ٣٩٠/٢ ح ٤.

(٤) بصائر الدرجات: ٢٣٠ ح ٣ و٤، عنه البحار: ١٩٦/٢٦ ح ٦ و٧.

(٥) التوبة: ١٠٥.

٥٣٦

عليّ عليه السلام: إيّانا عنى؟(١)

فما لنا أن لانتوسّل إليه دائماً بذكره الجليل الجميل كي يرزقنا اللَّه لقاءَه واتّباعه ولانراقب اللَّه سبحانه وتعالى وإيّاه - سلام اللَّه عليه - في سوء أعمالنا مع كوننا بمرأى ومسمع من إمامنا، وكيف من الخالق تقدّست أسماؤه وجلّت نعماؤه وآلاؤه.

وليكن هذا آخر ما أردنا ونقلنا في المجلّد الثاني من القطرة، وإن كان قليلاً من كثير، وقطرة من بحار، إلّا أنّ فيه الكفاية لمن طلب الهداية، واسأل اللَّه العفو عمّا اتّفق فيه من الزلل وعن جميع ذنوبنا.

والمرجوّ من إخواننا الناظرين فيه أن يذكرونا بخير ولاينسونا بالدعاء عند ما ينتفعون بشيء من مطالب هذا المجلّد أيضا.

واتّفق الفراق بعون اللَّه تبارك وتعالى بمشهد سيّدي ومولاي أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب - عليه وعلى من يحبّه أفضل الصلاة والسلام - بيد مؤلّفه العبد الفقير إلى اللَّه تعالى أحمد بن رضي الدين الموسوى المستنبط التبريزي الغروي في الخامس والعشرين من ذي القعدة من شهور ستّة وسبعين وثلثمائة بعد الألف من الهجرة النبويّة صلّى اللَّه عليه وآله.

____________________

(١) البرهان: ١٥٨/٢.

٥٣٧

٥٣٨

الفهارس

١ - الآيات الكريمة.......................................................................................... ٥٤١

٢ - الأحاديث الشريفة...................................................................................... ٥٧٥

٣ - المصادر................................................................................................. ٦٥٧

٤ - الموضوعات............................................................................................. ٦٧١

٥٣٩

٥٤٠