دروس في فنّ الخطابة

دروس في فنّ الخطابة0%

دروس في فنّ الخطابة مؤلف:
المحقق: معهد سيد الشهداء للمنبر الحسيني
الناشر: جمعية المعارف الاسلامية الثقافية
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 128

دروس في فنّ الخطابة

مؤلف:
المحقق: معهد سيد الشهداء للمنبر الحسيني
الناشر: جمعية المعارف الاسلامية الثقافية
تصنيف:

الصفحات: 128
المشاهدات: 18002
تحميل: 3923

توضيحات:

بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 128 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 18002 / تحميل: 3923
الحجم الحجم الحجم
دروس في فنّ الخطابة

دروس في فنّ الخطابة

مؤلف:
الناشر: جمعية المعارف الاسلامية الثقافية
العربية

١٢١

الخطبة التاسعة :

خطبة السيّدة زينب (عليها‌السلام )

قال الراوي : قامت زينب بنت عليّ بن أبي طالب (عليهما‌السلام ) في مجلس يزيد (لعنة الله عليه) فقالت :

الحمد للَّه ربّ العالمين ، وصلّى الله على رسوله وآله أجمعين ، صدق الله سبحانه كذلك يقول:( ثُمَّ كانَ عاقِبَةَ الَّذِينَ أَساؤُا السُّوآى أَنْ كَذَّبُوا بِآياتِ اللهِ وكانُوا بِها يَسْتَهْزِؤُنَ ) ، أظننت يا يزيد حيث أخذت علينا أقطار الأرض ، وآفاق السماء ، فأصبحنا نُساق كما تُساق الأُسارى ، أنّ بنا على الله هوانا ، وبك عليه كرامة ، وأنّ ذلك لعظم خطرك عنده ؛ فشمخت بأنفك ، ونظرت في عطفك ، جذلان مسروراً ، حين رأيت الدنيا لك مستوسقة ، والأمور متّسقة ، وحين صفا لك ملكنا وسلطاننا ، مهلاً ! مهلاً ! أنسيت قول الله تعالى :( ولا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّما نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لأَنْفُسِهِمْ إِنَّما نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدادُوا إِثْماً ولَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ ) ؟!

أَمِنَ العدل يابن الطلقاء تخديرك حرائرك وإماءك ، وسوقك بنات رسول الله سبايا ؟! قد هتكت ستورهنَّ ، وأبديت وجوههنَّ ، تحدو بهنَّ الأعداء من بلد إلى بلد ، ويستشرفهنَّ أهل المناهل والمناقل ، ويتصفّح وجوههنَّ القريب والبعيد ، والدني والشريف ، ليس معهنَّ من رجالهنَّ وليّ ، ولا من حماتهنَّ حميّ.

وكيف

١٢٢

يُرتجى مراقبة مَنْ لفظ فوه أكباد الأزكياء ، ونبت لحمه بدماء الشهداء ؟ وكيف يُستبطئ في بغضنا أهل البيت مَنْ نظر إلينا بالشنف والشنآن ، والإحن والأضغان ؟ ثمّ تقول غير متأثّم ولا مستعظم:

لأهلّوا واستهلّوا فرحا

ثمّ قالوا يا يزيدَ لا تشلّ

منتحياً على ثنايا أبي عبد الله ، سيّد شباب أهل الجنّة ، تنكتها بمخصرتك ؟! وكيف لا تقول ذلك ، وقد نكأت القرحة ، واستأصلت الشافة ، بإراقتك دماء ذريّة محمّد (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) ، ونجوم الأرض من آل عبد المطلب ، وتهتف بأشياخك زعمت أنّك تناديهم ؟

فلتردنّ وشيكاً موردهم ، ولتودّنّ أنّك شُللت وبُكمت ، ولم تكن قلت ما قلت ، وفعلت ما فعلت.

اللّهمّ خذ بحقّنا ، وانتقم ممّن ظالمنا ، وأحلل غضبك بمَنْ سفك دماءنا ، وقتل حماتنا.

فواللهِ ما فريت إلّا جلدك ، ولا جززت إلّا لحمك ، ولتردنّ على رسول الله بما تحمّلت من سفك دماء ذريّته ، وانتهكت من حرمته في عترته ولحمته ، حيث يجمع الله شملهم ، ويلمّ شعثهم، ويأخذ بحقّهم( ولا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ) ، حسبك بالله حاكماً ، وبمحمّدٍ خصيماً ، وبجبرئيل ظهيراً ، وسيعلم مَنْ سوى لك ، ومكّنك من رقاب المسلمين ، بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاّ ، وأيّكم شَرٌّ مَكاناً وأَضْعَفُ جُنْداً.

ولئن جرّت عليّ الدواهي مخاطبتك ، إنّي لأستصغر قدرك ، وأستعظم تقريعك ، وأستكبر توبيخك ، لكن العيون عبرى والصدور حرّى ، ألا فالعجب كلّ العجب لقتل حزب الله النجباء بحزب الشيطان الطلقاء ! فهذه الأيدي تنطف من دمائنا ، والأفواه تتحلّب من لحومنا ، وتلك

١٢٣

الجثث الطواهر الزواكي تنتابها العواسل ، وتعفوها أُمّهات الفراعل ، ولئن اتخذتنا مغنماً ، لتجدنّا وشيكاً مغرماً ، حين لا تجد إلّا ما قدّمت ،( وما رَبُّكَ بِظَلاّمٍ لِلْعَبِيدِ ) .

فإلى الله المشتكى ، وعليه المعوّل ، فكد كيدك ، واسعَ سعيك ، وناصب جهدك ، فواللهِ لا تمحو ذكرنا ، ولا تُميت وحينا ، ولا تُدرك أمدنا ، ولا ترحض عنك عارها ، وهل رأيك إلّا فند ، وأيامك إلّا عدد ، وجمعك إلّا بدد ؟! يوم ينادي المنادي :( أَلا لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الظَّالِمِينَ ) ، فالحمد لله الذي ختم لأوّلنا بالسعادة ، ولآخرنا بالشهادة والرحمة ، ونسأل الله أن يكمل لهم الثواب ، ويوجب لهم المزيد ، ويُحسن علينا الخلافة ، إنّه رحيم ودود ، و( حَسْبُنَا اللهُ ونِعْمَ الْوَكِيلُ ) .

١٢٤

الخطبة العاشرة :

خطبة الزواج

وكمثال على خطب النكاح نذكر الخطبة المعروفة باسم ( خطبة عليّ بن موسى الرضاعليه‌السلام ) حيث يقول فيها :

(( الحمد لله الذي حمد في الكتاب نفسه ، وافتتح بالحمد كتابه ، وجعل الحمد أوّل محلّ نعمته، وآخر جزاء أهل طاعته ، وصلّى الله على محمّد خير البريّة ، وعلى آله أئمّة الرحمة ، ومعادن الحكمة.

والحمد لله الذي كان في نبئه الصادق ، وكتابه الناطق ، أنّ من أحقّ الأسباب بالصلة ، وأوّلى الأمور بالتقدمة سبباً أوجب نسباً ، وأمراً أعقب غنى ، فقال (جلّ ثناؤه) :( وهُو الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وصِهْراً، وكانَ رَبُّكَ قَدِيراً ) (١) ، وقال (جلّ ثناؤه) :( وأَنْكِحُوا الأَيامى مِنْكُمْ والصَّالِحِينَ مِنْ عِبادِكُمْ وإِمائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَراءَ يُغْنِهِمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ ، واللهُ واسِعٌ عَلِيمٌ ) (٢) ، ولو لم تكن في المناكحة والمصاهرة آية منزلة ، ولا سنّة متّبعة ، لكان ما جعل الله فيه من برّ القريب ، وتألّف البعيد ما رغب فيه العاقل اللبيب ، وسارع إليه الموفّق المصيب ، فأوّلى الناس بالله مَنْ اتّبع أمره ، وأنفذ حكمه ،

____________________

١ - سورة الفرقان / ٥٤.

٢ - سورة النور / ٣٢.

١٢٥

وأمضى قضاءه ، ورجا جزاءه ، ونحن نسأل الله تعالى أن يعزم لنا ولكم على أوفق الأمور ، ثمّ إنّ فلان بن فلان مَنْ قد عرفتم مروءته وعقله ، وصلاحه ونيّته وفضله ، وقد أحبّ شركتكم ، وخطب كريمتكم فلانة ، وبذل لها من الصداق كذا ، فشفّعوا شافعكم ، وأنكحوا خاطبكم في يُسر غير عسر ، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ))(١) .

____________________

١ - بحار الأنوار - للمجلسيّ ١٠٣ / ٢٦٥.

١٢٦

الفهرس

المقدّمة ٥

الدرس الأوّل : الجهة العامّة للخطيب ١٢

الدرس الثاني : الجهة الخاصّة للخطيب ٢٢

الدرس الثالث : ما يجب فعله حال الإلقاء ٣٠

الدرس الرابع : ما يجب فعله حال الإلقاء ٣٨

الدرس الخامس : ما يجب فعله حال الإلقاء ٤٦

الدرس السادس : تهيئة مواد الخطاب‏ ٥٤

الدرس السابع : الارتجال ٦١

الدرس الثامن : صياغة الخطاب ٦٤

الدرس التاسع : مادة مقدّمة الخطاب ٦٨

الدرس العاشر : مادة العرض ٧٤

الدرس الحادي عشر : الجمهور ٨١

الدرس الثاني عشر : الجمهور بالنظر إلى الخطيب ٨٨

الخطبة الأولى : صفات المتقين ٩٤

الخطبة الثانية : صفات المنافقين ١٠١

الخطبة الثالثة : خطبة الجهاد ١٠٤

الخطبة الرابعة : فضائل أهل البيت ( عليهم‌السلام ) ١٠٨

الخطبة الخامسة : في ذم إبليس ١١١

الخطبة السادسة : خطبة عيد الفطر ١١٤

١٢٧

الخطبة السابعة : خطبة الإمام الحسين ( عليه‌السلام ) ١١٨

الخطبة الثامنة : خطبة السيّدة الزهراء ( عليها‌السلام ) ١١٩

الخطبة التاسعة : خطبة السيّدة زينب ( عليها‌السلام ) ١٢٢

الخطبة العاشرة : خطبة الزواج ١٢٥

الفهرس ١٢٧

١٢٨