وغير خفيٍّ على أحد أنَّ صوت هذا الموكب وهو على تلك الحالة المحزنة المفجعة, قد أقضَّ مضاجع الطغاة, ومنع عَينَي يزيد وأعوانه الرقاد, وزلزل بنيانهم وأهوى به إلى جهنّم وبئس المهاد, فهو صوت المظلوم وصرخته, ودعاؤه وندبته. الذي ليس دونه حجاب, وتُفتح له السماء باباً بعد باب.
وإنّ من عوامل بقاء هذا الصوت المدوّي بوجه الطغاة هو التذكير به في كلّ عصر ومصر, من خلال إقامة مجالس العزاء وإثارة المشاعر بالتباكي والبكاء, تقرّباً إلى الله تعالى ومودّة للرسول وآل بيته المظلومين..
ومن هنا قام معهد سيّد الشهداءعليهالسلام
للمنبر الحسينيّ بإعداد هذا الكتاب "مجالس السبايا" ليكون عوناً للأخوة القرّاء في رثائهم ومجالسهم. في هذه المناسبة الأليمة. والتي تمتدّ منذ يوم شهادة الإمام الحسينعليهالسلام
في العاشر من المحرّم وحتى يوم الأربعين ورجوعهم إلى مدينة رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم
.
ونذكِّر في هذه المقدّمة بما يلي:
١- تناولنا العديد من المجالس والمصائب في هذا الكتاب ولكنّنا لم نستقصي كلّ ما يذكر في هذا المجال.
٢- حاولنا- قدر الإمكان- عرض المجالس التي يتداولها القرّاء عادة بعد عاشوراء, مقتصرين على أهمّها.
٣- اقتصرنا على ذكر القصائد والنعي والأبيات الشعبيّة والمصيبة مع الإشارة إلى الربط أو ما يسمى بالـ "الگوريز", دون ذكر المحاضرة اتّكالاً منّا على قدرات الأخوة القرّاء وجدارتهم.
وفي الختام, فأملنا أن يلقى هذا العمل رضا الله تعالى ورضا نبيّه وأهل بيتهعليهمالسلام
, وأن يتقبّلوه منّا بأحسن القبول, وأن يرزقنا الله شفاعتهم ويحشرنا معهم إنّه سميع مجيب.
معهد سيّد الشهداءعليهالسلام
للمنبر الحسينيّ