زاد المنبر الحسيني

زاد المنبر الحسيني مؤلف:
الناشر: جمعية المعارف الاسلامية الثقافية
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 24

  • البداية
  • السابق
  • 24 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 10506 / تحميل: 4130
الحجم الحجم الحجم
زاد المنبر الحسيني

زاد المنبر الحسيني

مؤلف:
الناشر: جمعية المعارف الاسلامية الثقافية
العربية

سلسلة زاد عاشوراء

زاد المنبر الحسيني

١

الكتاب: زاد المنبر الحسيني

نشر: جمعية المعارف الاسلامية الثقافية

إعداد : معهد سيد الشهداء للمنبر الحسيني

جميع حقوق الطبع محفوظة ©

٢

المقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم

"ينبغي على الخطباء إثارة عواطف الناس تجاه الحسينعليه‌السلام .وتوضيح واقعة عاشوراء ومبادئها.وإثارة المعرفة والإيمان".

الإمام الخامنئي (دام ظله الوارف)

السادة الأفاضل المحاضرين في المجالس الحسينية دمتم موفقين تتقدم منكم الوحدة الثقافية المركزية في حزب اللَّه بأسمى آيات العزاء بالمصاب العظيم بإمامنا أبي عبد اللَّه الحسينعليه‌السلام سائلة المولى تعالى أن يجعلنا من الطالبين بثاره مع الولي الأعظم الإمام الحجة ابن الحسن عجَّل اللَّه تعالى فرجه الشريف.

ومع إطلالة شهر محرم لعام ١٤٢٣ه وانسجاماً مع توصيات المؤتمر الثقافي العاشورائي الأول، وتلافياً للوقوع في تكرار مضامين الكلمات ومن أجل إنجاح البرامج المقرَّرة نقترح توزيع مضامين الكلمات وفق الترتيب والبرنامج الزمني التالي.

٣

الليلة الأولى

دوافع النهضة الحسينية

قال الإمام الحسينعليه‌السلام في وصيته لأخيه محمد بن الحنفية: "إني لم أخرج أشراً ولا بطراً، ولا مفسداً، ولا ظالماً، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمّة جدّي، أريد أن أمر بالمعروف وأنهى عن المنكر، وأسير بسيرة جدي وأبي علي بن أبي طالب".

الالفات إلى أن الإمام الحسينعليه‌السلام يركّز في هذه الوصية على نوعين من الانحراف: انحراف القيادة، وانحراف المجتمع.

١- انحراف القيادة (الانحرافات في سياسة معاوية):

أ- تفريق المجتمع:

قال معاوية لرسوله إلى البصرة "فانزل في مضر، واحذر ربيعة وتودَّد الأزد وانعَ ابن عفَّان، وذكرهم الوقعة التي أهلكتهم".

ب- الإرهاب والتشريد:

قُتل في المدينة ومكة ٣٠ ألفاً عدا من أحرق بالنار.

شرّد من الكوفة ٥٠ ألفاً.

ج- التضليل الديني:

وضع أحاديث كاذبة عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

٤

د- تغيير القدوة:

كتب معاوية نسخة إلى عمَّاله: "إن برئت الذمة ممن روى شيئاً من فضائل أبي تراب".

نشر أحاديث كاذبة عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مثل: "إن اللَّه ائتمن على وحيه ثلاثاً: أنا وجبرئيل ومعاوية".

٢- انحراف المجتمع:

أ- ضلال مجتمع الشام:

تعجَّب أهل الشام حين استشهد الإمام عليعليه‌السلام قائلين "أوكان علي يصلي؟!".

ب- هزيمة مجتمع الحجاز والعراق:

- عمر بن لوذان يقول للحسينعليه‌السلام : "أنشدك اللَّه يا بن رسول اللَّه لما انصرفت، فواللَّه ما تُقدِمْ إلا على الأسنَّة، وحدّ السيوف".

- الانهزام في جيش مسلم.

ج- سياسة العدوان والإرهاب الإسرائيلي المستمر على الأمة، وردّ المقاومة.

٥

الليلة الثانية

حبُّ الحسينعليه‌السلام

أ- عبودية اللَّه تشمل عاطفة الإنسان:

النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : "لو أن رجلاً أحبَّ في اللَّه حجراً لحشره اللَّه معه".

ب- اللَّه تعالى يحدِّد أحباءه:

قال تعالى:﴿ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى .

ج- ثواب حب أهل البيتعليهم‌السلام .

النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : "ألا من مات على حبِّ آل محمد مات شهيداً، ألا من مات على حبِّ آل محمد مات مغفوراً له، ألا من مات على حبِّ آل محمد مات تائباً.الخ".

د- النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يدعو إلى حبِّ الحسينعليه‌السلام :

النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : "حسين مني وأنا من حسين، أحبَّ اللَّه من أحب حسيناً".

"من أحبَّ أن ينظر إلى أحبِّ أهل الأرض إلى أهل السماء فلينظر إلى الحسينعليه‌السلام ".

ه-: مظاهر حبّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم للحسينعليه‌السلام .

* النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حبا للحسن والحسينعليه‌السلام وهما على ظهره وهو يقول: "نعم الجمل جملكما، ونعم العدلان أنتما".

٦

و- عشاق الحسين في كربلاء:

- الإمام عليعليه‌السلام يتحدث عن شهداء كربلاء "مصارع عشاق شهداء لا يسبقهم من كان قبلهم ولا يلحقهم من بعدهم".

- عابس يُلقي درعه ومغفره وسط المعركة فُيقال له هل جننت؟ فيجيب "حبَّ الحسين قد أجنني".

ز- الحب مدخل للطاعة:

- نموذج الحب السلبي في الكوفة (قلوبهم معك وسيوفهم عليك).

- نموذج الحب الإيجابي في أصحابي الحسينعليه‌السلام .

- كيف نقترب منهم؟!

- نماذج من وصايا شهداء المقاومة الإسلامية.

*من وصية الشهيد عبد المجيد كركي: "إن مواساة الحسين لا تكون إلا بالاقتصاص من الأعداء أينما حلوا، أهلي.ما أسعدكم يوم القيامة عندما تقابلوا الحسينعليه‌السلام ويقول لكم: أهلاً بمحبينا، ادخلوها بسلام امنين".

٧

الليلة الثالثة

أسباب سقوط المجتمع الكوفي

من هذه الأسباب:

١- الحرص على الدنيا:

- الإمام الحسينعليه‌السلام : "الناس عبيد الدنيا والدين لعق على ألسنتهم، يحوطونه ما درَّت معايشهم، فإذا محِّصوا بالبلاء قلَّ الديَّانون".

- عبد اللَّه بن الحر الجحفي يجيب الإمام الحسينعليه‌السلام بعد أن دعاه لنصرته: "واللَّه إني لأعلم أن من شايعك كان السعيد في الاخرة، ولكن ما عسى أن أغني عنك ولم أخِّلف لك بالكوفة ناصراً، فأنشدك باللَّه أن تحملني على هذه الخطة، فإن نفسي لم تسمح بعد بالموت".

- عمرو المشرقي وابن عمه قال لهما الإمام الحسينعليه‌السلام : "أجئتما لنصرتي فقالا: لا، إنا كثيرو العيال، وفي أيدينا بضائع للناس ولم ندرِ ماذا يكون، ونكره أن نضيِّع الأمانة".

نظرة المؤمن للدنيا: - الإمام عليعليه‌السلام : "ومن ابصر بها بصَّرته، ومن أبصر إليها أعمته".

الإمام عليعليه‌السلام : "انظر إلى الدنيا نظر الزاهد المفارق، ولا تنظر إليها نظر العاشق الواله"؟

- الإمام الحسينعليه‌السلام في خطبة

٨

العاشر: "أيها الناس إن اللَّه خلق الدنيا فجعلها دار فناء وزوال متصرفة بأهلها حالاً بعد حال؛ فالمغرور من غرَّته والشقىّ من فتنته فلا تغرَّنكم هذه الدنيا، فإنها تقطع رجاء من ركن إليها وتخيب طمع من طمع فيها".

٢- الخوف من الظالم:

- الاستشهاد بحال الناس حينما علموا بقدوم ابن زياد إلى الكوفة.

- بنو أسد لا يستجيبون لحبيب بن مظاهر بل يرتحلون جميعاً خوفاً من ابن سعد.

٣- انتشار الروح الفردية وذوبان روح الجماعة:

- اجتمع حول مسلم بن عقيل أربعة الاف مقاتل وحاصروا قصر الإمارة الذي لم يتجاوز فيه رجال ابن زياد ثلاثين رجلاً، لكن جرى الانسحاب تحت وطأة الخوف من ناحية وانتشار الروح الفردية من ناحية أخرى حتى أمسى مسلم وحده.

- الإسلام يركّز على روح الجماعة ومن أمثلة ذلك:

- صلاة الجماعة وثوابها.

- الدعاء جماعة (بركات دعاء ٤٠ مؤمناً).

- التكافل الاجتماعي في الزكاة والخمس والصدقات.

- الكلام عن مجتمع المقاومة في لبنان الذي استفاد من تجربة مجتمع الكوفة كي لا يكرِّر التجربة المريرة.

٩

الليلة الرابعة

مكانة أنصار الإمام الحسينعليه‌السلام وصفاتهم:

أ- مكانة الأنصار:

- الإمام عليعليه‌السلام : "مصارع عشاق شهداء لا يسبقهم من كان قبلهم، ولا يلحقهم من بعدهم".

- الإمام الحسينعليه‌السلام : "..فإني لا أعلم أصحاباً أولى ولا خيراً من أصحابي".

- زيارة الناحية المقدسة: "السلام عليكم يا خير أنصار..بوأكم اللَّه مبوَّء الأبرار، أشهد لقد كشف لكم الغطاء".

ب- من صفات الأنصار:

١- مُحافظون على وقت الصلاة:

- نظر الصائدي في السماء وأخذ يقلِّب وجهه ثم توجَّه نحو الإمام الحسينعليه‌السلام وقال: "نفسي لنفسك الفداء، أرى هؤلاء قد اقتربوا منك، واللَّه لا تقتل حتى أقتل معك، وأحبّ أن ألقى ربي، وقد صليت هذه الصلاة التي دنا وقتها، فأجابه: ذكرت الصلاة جعلك اللَّه من المصلين الذاكرين وأقاموا الصلاة".

٢- مؤدون لحقوق الناس:

- الإمام الحسينعليه‌السلام في كربلاء: "لا يقتل معنا رجل وعليه دين".(الكلام عن حقوق الناس).

٣- أهل شجاعة.

٤- أصحاب وعي وبصيرة.

١٠

٥- مصرُّون في طلب الشهادة:

- عمرو بن الحجاج الزبيدي: "ويلكم يا حمقاء، مهلاً، أتدرون من تقاتلون؟! إنما تقاتلون فرسان المصر، وأهل البصائر، وقوماً مستميتين".

٦- صابرون:

- زيارة الناحية المقدسة: السلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار.

٧- مستبشرون بلقاء اللَّه:

- بعد أن أخبر الإمام الحسينعليه‌السلام أصحابه بأنهم سيُقتلون قال بأجمعهم له: "الحمد للَّه الذي أكرمنا بنصرك، وشرَّفنا بالقتل معك، أولا نرضى أن نكون معك في درجتك يا ابن رسول اللَّه".

- برير يجيب من تعجَّب من فرحته قائلاً: "لكنني مستبشر بما نحن لاقون، واللَّه ما بيننا وبين الحور العين إلا أن يميل علينا هؤلاء بأسيافهم.

٨- متفانون في ولاية أهل البيتعليه‌السلام :

- موقف سعيد بن عبد اللَّه الحنفي: "واللَّه لا نخليك حتى يعلم اللَّه أنا قد حفظنا غيبة رسوله فيك، أما واللَّه لو علمت إني أقتل، ثم أحيا، ثم أحرق حياً.ثم اذَّرى، يفعل ذلك بي سبعين مرة لما فارقتك حتى ألقى حمامي دونك، وكيف لا أفعل ذلك.وإنما هي قتلة واحدة، ثم هي الكرامة التي لا انقضاء لها أبداً".

- استشهاد سعيد وهو يدافع عن الإمامعليه‌السلام أثناء أدائه الصلاة.

١١

الليلة الخامسة

الإمام المهديرحمه‌الله والثأر للحسينعليه‌السلام

أ- الثأر للحسينعليه‌السلام عنوان حركة الإمام الحجةرحمه‌الله :

- عن الإمام الصادقعليه‌السلام في قوله تعالى:﴿ أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ : "..إنما هي للقائمعليه‌السلام إذا خرج يطلب بدم الحسينعليه‌السلام ".

ب- الترابط بين نهضة الحسينعليه‌السلام وقيام المهديرحمه‌الله :

- الإمام الباقرعليه‌السلام : "يظهر المهدي في يوم عاشوراء، وهو اليوم الذي قتل فيه الحسينعليه‌السلام ".

ج- رجعة الإمام الحسينعليه‌السلام حين قيام القائمرحمه‌الله :

- التفت الحسينعليه‌السلام إلى أصحابه وقال: "..فابشروا فواللَّه لئن قتلونا فإنا نرد على نبيِّنا، ثم أمكث ما شاء اللَّه، فأكون أول من تنشق عنه الأرض".

- عن الصادقعليه‌السلام : "ويُقْبل الحسينعليه‌السلام في أصحابه الذين قتلوا معه ومعه سبعون نبيَّاً..فيدفع إليه القائم الخاتم".

د- كيف نكون من الأنصار؟

- بين التمني بـ (يا ليتنا كنا معكم فنفوز فوزاً عظيماً) والدعاء بـ (اللهم اجعلني من أنصاره) نطلع على بعض صفات أنصار الحجة

١٢

لنحققها فينا عسانا نكون منهم، فمن صفاتهم.

١- عابدون للَّه:

ورد: "رجال لا ينامون الليل، لهم دوي كدوي النحل".

٢- ثابتون:

أمير المؤمنينعليه‌السلام : "لا يبالون في اللَّه لومة لائم".

٣- أقوياء:

الإمام الصادقعليه‌السلام : "ما يخرج إلا في أولي قوة".

٤- مجهَّزون:

الإمام الصادقعليه‌السلام : "ليعدن أحدكم لخروج القائم ولو سهماً، فإن اللَّه تعالى إذا علم ذلك من نيِّته رجوت أن ينسى‏ء في عمره حتى يدركه فيكون من أعوانه وأنصاره".

٥- منظَّمون:

أمير المؤمنينعليه‌السلام : "الزيُّ واحد، واللباس واحد، كأنما اباؤهم أب واحد".

٦- متولون أولياء اللَّه متبرئون من أعدائه:

الرسول الأكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : "طوبى لمن أدرك قائم أهل بيتيرحمه‌الله وهو مقتدٍ به قبل قيامه يتولَّى وليَّه ويتبرَّأ من عدوه".

٧- داعون بالشهادة:

الإمام الصادقعليه‌السلام : "يدعون بالشهادة ويتمنون أن يقتلوا في سبيل اللَّه".

* مجاهدو المقاومة الإسلامية ونموذج الأنصار.

١٣

الليلة السادسة

السيدة زينبعليها‌السلام نموذج العابدة والمجاهدة

أ- علاقة السيدة زينبعليها‌السلام بالإمام الحسينعليه‌السلام .

* كانت إذا زارته يقوم لها إجلالاً ويجلسها في مكانه.

ب- خصال السيدة زينبعليها‌السلام :

١- عالمة:

- الإمام زين العابدينعليه‌السلام : "أنت بحمد اللَّه عالمة غير معلَّمة، وفهمة غير مفهَّمة".

- كان الناس يرجعون إليها في الحلال والحرام، وكانت تفسِّر القرآن للناس.(الإلفات إلى أهمية تعلُّم المرأة دينها).

٢- عابدة:

- ما تركت تهجدها طول دهرها حتى ليلة الحادي عشر من المحرَّم.

- الإمام السجادعليه‌السلام : إن عمتي زينب مع تلك المصائب والمحن النازلة بها في طريقنا إلى الشام ما تركت نوافلها الليليلة.

٣- مخدَّرة:

- يحيى المازني: كنت في جوار أمير المؤمنينعليه‌السلام في المدينة مدَّة مديدة، وبالقرب من البيت الذي تسكنه زينب ابنته، فلا واللَّه ما رأيت

١٤

لها شخصاً ولا سمعت لها صوتاً.(الحديث عن حجاب المرأة وعدم الاختلاط)

﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ .

٤- مجاهدة:

- دور السيدة زينبعليه‌السلام في نشر الثقافة العاشورائية: في الكوفة والشام والمدينة.

- قالت في الكوفة: "يا أهل الكوفة، يا أهل الختل والغدر أتبكون، فلا رقأت الدمعة ولا هدأت الرَّنة.ألا بئس ما قدَّمتْ لكم أنفسكم أن سخط اللَّه عليكم وفي العذاب أنتم خالدون".

- قالت ليزيد: "فكد كيدك، واسع سعيك، وناصب جهدك، فواللَّه لا تمحو ذكرنا ولا تميت وحينا".

٥- متولية إمام زمانها:

* رغم كون السيدة زينبعليها‌السلام عالمة غير معلمة وقد تجاوزت الخمسين من عمرها، لكنها كانت بعد شهادة أخيها تعلم أن إمامها هو ابن أخيها الشاب الإمام زين العابدينعليه‌السلام ، لذا لم تتفرَّد بالقرار، وذهبت إلى الإمام السجاد وسألته ماذا نفعل يا ابن أخي.

ج- زينبيات العصر:

- الإضاءة على دور المرأة في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي.

١٥

الليلة السابعة

العزَّة والذلة

ورد في خطبة الإمام الحسينعليه‌السلام الثانية: "ألا وإن الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين: بين السلة والذلة، وهيهات منَّا الذلة، يأبى اللَّه ذلك لنا ورسوله والمؤمنون، وحجور طابت وطهرت، وأنوف حمية، ونفوس أبيَّة، من أن تؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام، ألا وإني زاحف بهذه الأسرة مع قلة العدد وخذلة الناصر".

أ- العزة عنوان تربوي أساس في مدرسة كربلاء.

ب- عزَّة المؤمن من عزَّة اللَّه تعالى:

﴿ مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا .

﴿ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ .

ج- كيف نحصِّل العزة؟

- الإمام الصادقعليه‌السلام : "من أراد عزاً بلا عشيرة، وغنى بلا مال، وهيبة بلا سلطان، فيلنتقل عن ذل معصية اللَّه إلى عزِّ طاعته".

* موقف الإسلام من العشيرة: ليس رفضاً بل تهذيباً لها عن العصبية.

- الإمام عليعليه‌السلام : "أكرم عشيرتك فإنهم جناحك الذي به تطير".

- الإمام السجادعليه‌السلام : "العصبية التي

١٦

يأثم صاحبها أن يرى الرجل شرار قومه خيراً من خيار قوم آخرين، وليس من العصبية أن يحبّ الرجل قومه، ولكن من العصبية أن يعين قومه على الظلم".

- النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : "من تَعصَّب أو تُعصِّبَ له فقد خلع ربق الإيمان من عنقه".

* موقف الإسلام من المال: ليس رفضاً بل تهذيباً له عن المحرمات والشبهات.

- في الحديث: "لا خير في من لا يحب جمع المال من حلال يكف به وجهه، ويقضي به دينه، ويصل به رحمه".

- في الحديث القدسي: "من لم يبال من أيّ اكتسب الدينار والدرهم لم أبالِ يوم القيامة من أي أبواب النار أدخلته".

* موقف الإسلام من السلطة: أن تكون الحاكمية فيها للَّه تعالى.

د- العز الحقيقي بطاعة اللَّه تعالى:

- الإمام عليعليه‌السلام : "الهي كفى بي عزاً أن أكون لك عبداً، وكفى بي فخراً أن تكون لي ربَّاً".

ه- عز الأمة بالجهاد وطاعة الولي:

- الإمام عليعليه‌السلام : "فرض اللَّه الجهاد عزَّاً للإسلام".

- الإمام السجادعليه‌السلام : "طاعة ولاة الأمر تمام العز".

و- العز الذي ناله مجتمعنا هو بسبب الجهاد وطاعة الولي الفقيه.

١٧

الليلة الثامنة

حركة الإصلاح الحسينية:

أ- تصوير واقع الأمة قبل الثورة.

١- أمة خائفة، قاعدة عن حقوقها، متغافلة عن الانحراف.

٢- حكام ظلمة منحرفون.

- الإمام الحسينعليه‌السلام في كتابه لأهل البصرة: ".فإن السنَّة قد أميتت، وإن البدعة قد أحييت، وإن هؤلاء القوم قد لزموا طاعة الشيطان، وتركوا طاعة الرحمن، وأظهروا الفساد، وعطلوا الحدود واستأثروا بالفي‏ء، وأحلوا حرام اللَّه، وحرموا حلاله..".

- الإمام الحسينعليه‌السلام : "يزيد رجل فاسق فاجر، شارب الخمر، قاتل النفس المحترمة، معلن بالفسق والفجور".

- الإمام الحسينعليه‌السلام : "ألا ترون إلى الحق لا يعمل به وإلى الباطل لا يتناهى عنه".

ب- الحل هو الخروج لأجل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:

- الإمام الحسينعليه‌السلام : "ما خرجت أشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي رسول اللَّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أريد أن أمر بالمعروف وأنهى عن المنكر".

ج- مكانة فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:

- الإمام عليعليه‌السلام : "ما أعمال البرّ كلها والجهاد في سبيل اللَّه عند الأمر

١٨

بالمعروف والنهي عن المنكر إلا كنفثة في بحرٍ لجّي".

- تتجلى المكانة لهذه الفريضة في تقديم سبط الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الوحيد نفسه للقيام بها.

د- مراتب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:

- النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : "من رأى منكم منكراً فليغيِّره بيده فإن لم يستطيع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان".

و- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تكليف يعم كل الناس كفائياً فإن تُرك إثم الجميع.

ه- عاقبة التاركين للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:

- النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : "لا يزال الناس بخير ما أمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر، وتعاونوا على البر، فإذا لم يفعلوا نزعت عنهم البركات وسلّط بعضهم على بعض، وليس لهم ناصر في الأرض ولا معين".

- الإمام عليعليه‌السلام : "لا تتركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيولَّى عليكم شراركم ثم تدعون فلا يستجاب لكم".

- الإمام عليعليه‌السلام : "من ترك إنكار المنكر بقلبه ويده ولسانه فهو ميت بين الأحياء".

ز- نحن مدينون للمجاهدين بأداء هذه الفريضة في المقاومة وإلا لحلَّ علينا البلاء.

١٩

الليلة التاسعة

الجهاد والشهادة

أ- الجهاد والشهادة أبرز عنوانين في عاشوراء.

ب- الجهاد أفضل الأعمال.

- الإمام عليعليه‌السلام : "إن الجهاد أشرف الأعمال بعد الإسلام وهو قوام الدين".

- النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : "إن صبر المسلم في بعض مواطن الجهاد يوماً واحداً خير له من عبادة أربعين سنة".

ج- منقصة غير المجاهد:

- النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : "من لقي اللَّه بغير أثر من جهاد لقى اللَّه وفيه ثلمة".

- النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : "من ترك الجهاد ألبسه اللَّه ذلاً في نفسه وفقراً في معيشته ومحقاً في دينه".

د- موقف الأمة من المجاهدين:

١- عدم إيذائهم.

٢- ودعمهم.

- النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : "اتقوا أذى المجاهدين في سبيل اللَّه، فإن اللَّه يغضب لهم كما يغضب للرسل، ويستجيب لهم كما يستجيب لهم".

- النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : "من جهَّز غازياً بسلك أو إبرة

٢٠

الادوية بقلب حاضر وفهم وافر بأنامل التصديق وكف التوفيق ثم تضعها في طبق التحقيق ثم تغسلها بماء الدموع ، ثم تضعها في قد الرجاء ثم توقد عليها بنار الشوق حتى ترغى زبد الحكمة ، ثم تفرغها في صحاف الرضا وتروّح عليها بمراوح الاستغفار ، ينعقد لك من ذلك شربة جديدة ، ثم تشربها في مكان لا يراك فيه احد الا الله تعالى فان ذلك يزيل عنك الذنوب حتى لا يبقى عليك ذنب. فأنشأ الطبيب يقول :

يا خاطب الحوراء في خدرها

مر فتقوى الله من مهرها

وكن مجداً لا تكن وانياً

جاهد النفس على برها

إلى غير ذلك مما يدلنا على ما للدين الحنيف من العناية بالصحة ، وما لدى النبي (ص) وأوصيائه من المعرفة الإلهية والكنوز القرآنية التي اختارهم الله لمعرفتها فلقد كان النبي (ص) في حياته الشريفة هو الواسطة الكبرى بين الخالق وخلقه ولما رفعه الله اليه أبى لطفه العام وكرمه الشامل أن يترك هذا الناس بعد النبي (ص) سدى ودون أن ينصب لهم ولياً مرشداً يكشف لهم عن تلك الكنوز ويبث فيهم تلك التعاليم الصالحة المصلحة والارشادات الحكيمة ، فكان أوصياؤه وأبناؤه هم حملة تلك العلوم وأمناء الله في أرضه على مكنون علمه وغامض سره ولا غرابة فقد أخذوا ذلك عن جدهم النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله عن جبرائيل «ع» عن الله تعالى.

ولقد ظهر في الناس من تعاليمهم وارشاداتهم ما دل على كامل معرفتهم وتمام اطلاعهم على مختلف العلوم لا سيما علم الطب ، حتى جمع غير واحد من العلماء جملة من أقوالهم فألفها كتباً قيمة باسم ـ طب النبي ، وطب الائمة ، وطب الرضا إلى غيرها مما ملئت الكتب وتواترت بها الاحاديث الصحيحة ، وفي مقدمتها الرسالة الذهبية ( المذهبة ) التي ألفها الامام علي بن موسى الرضاعليه‌السلام بطلب من المأمون الخليفة العباسي(1) وفيها فوائد جمة من قواعد الطب وأصول الصحة

__________________

(1) تذكر برمتها في بحار الأنوار ج 14.

٢١

وقد أمر المأمون ان تكتب بالذهب ، ولذلك سميت بالذهبية أو المذهبة ولم يكن للخليفة عنها غنى برجال الفن المتصلين به نظراء ـ حنا بن ماسويه وجبرائيل ابن بختشوع وصالح بن سلهمه الهندي وغيرهم من أطباء البلاط العباسي(1) .

أما الإمام الصادق «ع» فقد كان عصره عصر ابتداء النهضة العلمية في الجزيرة حيث اتجهت الانظار نحو طلب العلوم وأقبل الناس على اكتساب المعارف وكان الوقت ملائماً والظروف مساعدة له على بث مالديه من تلكم الكنوز القرآنية الموروثة. لذلك فقد ظهر من أقواله الحكيمة وآرائه الطيبة الصائبة وأحاديثه العلمية والدينية الصحيحة ما طبق الارجاء وأنار القلوب المظلمة وهدى النفوس التائهة ، حتى قصده القاصي والداني بين مستشف بارشاداته القيمة وبين مغترف من منهله العلمي العذب النمير.

ولأجل ذلك فقد روت عنه الرواة ، وكتبت عنه الكتب والرسائل. وتخرج عليه طائفة من العلماء والحكماء وجمهرة من جهابذة الدين وكثير من أكابر الحفاظ والمحدثين ، حتى أصبح قوله «ع» فصل الخطاب. فاذا قيل قال الصادق وقفت العلماء دون قوله واجمين ، وبما ورد عنه معترفين وله خاضعين.

وها نحن الآن نقدم اليك ما يخص موضوعنا هذا مما ورد عنه «ع» في علم الطب خاصة ، بيد أن طلبنا للاختصار في هذه الرسالة جعلنا نكتفي بالنزر القليل من وافر علمه وجزيل فضله لعدم إمكان الإحاطة الكاملة في هذا المختصر كما أن من المستحسن أيضاً قبل الشروع في البحث أن نذكر للقارئ الكريم ما يلزم ذكره ههنا لكي لا يغفل طالب الحقيقة فيزل أو يغتر بأقوال بعض ذوي الأغراض الخسيسة فيظن ، أن الإمام أبا عبدالله الصادق «ع» أخذ هذه العلوم عمن ورد الجزيرة من علماء الأجانب فلاسفة وأطباء وغيرهم ، إذ من البديهي المسلم كما سنثبته لك أن معرفته «ع» لم تكن إلا قبساً من أشعة علم النبي صلى الله عليه

__________________

(1) وقد شرح هذا الكتاب وعلق عليه وحققه الدكتور صاحب زيني النجفي باسم طب الرضا في سلسلة ( ملتقى العصرين ) الصادرة في الكاظمية.

٢٢

وآله الذي أخذه عن الوحي إذ لاينطق عن الهوى ان هو إلا وحي يوحى ثم استودع ذلك لدى وصيه الذي قالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فيه : أنا مدينة العلم وعلي بابها(1) وأن وصيه هذا هو الذي قال : سلوني قبل أن تفقدوني ولن تسألوا بعدي مثلي(2) ، ثم استودعه علي «ع» ولديه الحسن والحسينعليهما‌السلام الذين قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فيهما(3) : هذان إمامان قاما أو قعدا ثم كان ذلك العلم الإلهي لدى الإمام السجاد ومنه لدى الباقر ثم ورثه الامام الباقر ولده الامام أبا عبدالله الصادق جعفر بن محمدعليه‌السلام .

إذن فهذه العظمة العلمية في شخصية الامام الصادق «ع» لم تكن إلا سراً من أسرار الكتاب ونوراً من أنوار النبوة وفيضاً من فيوضات الإمامة لا غير ولو كانت مكتسبة لظهر من أساتذته ومعلميه ـ كما زعم الجاهلون ـ بعض ما ظهر منه مما ملأ الكتب وفاضت به الأخبار والأحاديث.

ثم دع ما تقدم وتأمل منصفاً ثم أنظر في أقواله وتعاليمه بعين طالب الحقيقة فهل تجد لكل من ورد الجزيزة آنذاك من أطباء وفلاسفة إطلاعاً على آرائه وأقواله أو إدراكاً لما أبانه واظهره مما لم يدركه العلم في ذلك العصر ، ولم يقف العلماء على مغزاه ومرماه إلا بعد قرون متطاولة وأجيال متعاقبة ، وبعد أن مخضتهم التجارب العلمية وأرشدتهم الاكتشافات العملية إلى معرفة ذلك.

والآن اذكر لك بعض مناظراته الطبية لاثبت صحة دعوانا في طب الامام «ع» ولتحكم بنفسك على نفسك. وإليك بعضها :

__________________

(1) الغدير للأميني ج 6 ص 54.

(2) الغدير ج 6 ص 178.

(3) حديث متفق عليه.

٢٣

[[ مناظرة الإمام «ع» مع الطبيب الهندي (1) ]]

عن محمد بن إبراهيم الطالقاني عن الحسن بن علي العدوي عن عباد بن صهيب عن أبيه عن جده عن الربيع صاحب المنصور قال : حضر أبو عبدالله «ع» مجلس المنصور يوماً وعنده رجل من الهند يقرأ عليه كتب الطب ، فجعل أبو عبدالله «ع» ينصت لقراءته ، فلما فرغ الهندي قال له : يا أبا عبدالله ، أتريد مما معي شيئاً ؟ قال : لا فان معي خير مما معك ، قال وما هو ؟ قال «ع» أدواي الحار بالبارد والبارد بالحار والرطب باليابس واليابس بالرطب وأرد الأمر كله إلى الله عز وجل وأستعمل ما قاله رسول الله (ص) : وأعلم أن المعدة بيت الداء وأن الحمية رأس كل دواء واعط البدن ما اعتاده ، فقال الهندي : وهل الطب إلا هذا ؟ فقال الصادق «ع» أتراني من كتب الطب أخذت ؟ قال نعم ، قال «ع» : لا والله ما أخذت إلا عن الله سبحانه فاخبرني : أنا أعلم بالطب أم أنت ؟ قال الهندي بل أنا ، قال الصادق «ع» فأسألك شيئاً ، قال سل ، قال الصادقعليه‌السلام أخبرني يا هندي :

لم كان في الرأس شؤون ؟ قال لا أعلم.

فلم جعل الشعر عليه من فوق ؟ قال لا أعلم.

فلم خلت الجبهة من الشعر ؟ قال لا أعلم.

قالعليه‌السلام :

فلم كان لها تخطيط وأسارير ؟ قال لا أعلم.

فلم كان الحاجبان فوق العينين ؟ قال لا أعلم.

فلم جعلت العينان كاللوزتين ؟ قال لا أعلم.

فلم جعل الأنف فيما بينهما ؟ قال لا أعلم.

فلم ثقب الأنف من اسفله ؟ قال لا أعلم.

__________________

(1) بحار الأنوار ج 14 ص 478 وفي كشف الأخطار ( مخطوط ).

٢٤