زاد المناسبات

زاد المناسبات21%

زاد المناسبات مؤلف:
الناشر: جمعية المعارف الاسلامية الثقافية
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 274

زاد المناسبات
  • البداية
  • السابق
  • 274 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 47302 / تحميل: 4831
الحجم الحجم الحجم
زاد المناسبات

زاد المناسبات

مؤلف:
الناشر: جمعية المعارف الاسلامية الثقافية
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

أُعطيت ما لم يعطه أحد من الانبياء ، فقلنا يا رسول اللّه ما هو؟ قال : نصرت بالرعب ، واعطيت مفاتيح الأرض ، وسميت أحمد ، وجعل التراب لي طهوراً ، وجعلت امتي خير الامم.

[مشكل الآثار ج ٢ ص ٢٦٣ ] روى بسنده عن مجاهد المكي عن ابي هريرة ، قال : كنا نحرس رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم في بعض مغازيه ذات ليلة فجئت الى المكان الذي فيه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يكون مضطجعا فلم أجد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم في مضجعه فظننت ان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم انما اقامته الصلاة ، فتقلبت ورميت يمينا وشمالا فاذا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قائم في الشجرة يصلي فهويت نحوه فاذا رجل قد أخرجه مثل الذي اخرجني فقمت أنا وهو خلف رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم نصلي بصلاة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فصلى ما شاء اللّه أن يصلي حتى إذا كان بين ظهراني صلاته سجد سجدة ظننت انه قد قبض فيها ، فابتدرناه فجلسنا بين يديه أنا وصاحبي فساءلنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم وساءلناه ثم قال : هل انكرتم من صلاتي الليلة شيئا ، فقلنا نعم يا رسول اللّه ، سجدت بين ظهراني صلاتك سجدة حتى ظنننا انك قد قبضت فيها ، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : إني أُعطيت فيها خمساً لم يعطها نبي قبلي ، اني بعثت الى الناس كافة أحمرهم وأسودهم ، وكان النبي قبلي يبعث الى أهل بيته أو الى أهل قريته ، ونصرت بالرعب على عدوي مسيرة شهر امامي وشهر خلفي وأحلت لي الغنائم والأخماس ولم تحل لنبي قبلي إنما تؤخذ فتوضع فتنزل عليها النار من السماء بيضاء فتحرقها ، وجعلت لي الارض مسجداً وطهوراً أصلي فيها حيث أدركتني الصلاة ، واعطيت حينئذ دعوة فذخرتها شفاعة لامتي يوم القيامة ، قال مجاهد : قال ابو هريرة : وكان صاحبي ـ وكان أفضل مني ـ نسيت أفضلها أو أخيرها ، قول رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم وانا أرجو أن تنال من امتي من لا يشرك باللّه شيئاً.

٦١

باب

في أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم سيد الانبياء وامامهم

وهم يؤمنون به

[مستدرك الصحيحين ج ٢ ص ٥٤٦ ] روى بسنده عن ابي هريرة قال : سيد الانبياء خمسة ومحمد صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم سيد الخمسة نوح وابراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم.

[كنز العمال ج ٦ ص ١٠٨ ] ولفظه : انا سيد المرسلين اذا بعثوا وسابقهم اذا وردوا ، ومبشرهم اذا يئسوا ، وامامهم اذا سجدوا ، وأقربهم مجلسا اذا اجتمعوا ، أتكلم فيصدقني ، وأشفع فيشفعني ، وأسأل فيعطيني (قال) أخرجه ابن النجار.

[مستدرك الصحيحين ج ٢ ص ٦١٤ ] روى بسنده عن ابن عباس قال : أوحى اللّه الى عيسى : يا عيسى آمن بمحمد ، وامر من أدركه من امتك ان يؤمنوا به ، فلو لا محمد ما خلقت ، ولو لا محمد ما خلقت الجنة والنار ولقد خلقت العرش على الماء فاضطرب فكتبت عليه لا إله إلا اللّه محمد رسول اللّه فسكن.

[مستدرك الصحيحين ج ٢ ص ٦١٧ ] روى بسنده عن انس بن مالك قال : كنا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم في سفر فنزلنا منزلاً فاذا

٦٢

رجل في الوادي يقول : اللهم أجعلني من أمة محمد صلّى الله عليه و (آله) وسلم المرحومة المغفورة المثاب لها ، قال : فاشرقت على الوادي فاذا رجل طوله اكثر من ثلاث مائة ذراع فقال لي من أنت؟ قال : قلت أنا أنس بن مالك خادم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ، قال : اين هو؟ قلت : هو ذا يسمع كلامك ، قال : فأته واقرأه مني السلام وقل له : أخوك الياس يقرئك السلام ، فاتيت النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فاخبرته فجاء حتى لقيه فعانقه وسلم عليه ثم قعد يتحدثان ، فقال له : يا رسول اللّه اني آكل في كل سنة يوماً وهذا يوم فطري فآكل انا وأنت ، فنزلت عليهما مائدة من السماء عليها خبز وحوت وكرفس فأكلا واطعماني وصلينا العصر ثم ودعه ثم رأيته مرّ على السحاب نحو السماء.

[سنن الدارمي ج ١ ص ١١٥ ] روى بسنده عن جابر ان عمر بن الخطاب اني رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم بنسخة من التوراة ، فقال : يا رسول اللّه هذه نسخة من التوراة فسكت فجعل يقرأ ووجه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يتغير ، فقال ابو بكر : ثكلتك أمك ما ترى بوجه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فقال : اعوذ باللّه من غضب اللّه ومن غضب رسوله ، رضينا باللّه رباً ، وبالإسلام ديناً ، وبمحمد صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم نبياً ، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : والذي نفس محمد بيده لو بدا لكم موسى فاتبعتموه وتركتموني لضللتم عن سواء السبيل ، ولو كان حياً وأدرك لا تبعني.

٦٣

بابٌ

في ان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم اكثر الانبياء تبعا ً

[صحيح مسلم] في كتاب الايمان في باب قول النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : أنا أول الناس يشفع في الجنة ، روى بسنده عن انس بن مالك قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : أنا اكثر الأنبياء تبعاً يوم القيامة ، وأنا أول من يقرع باب الجنة.

[صحيح مسلم] روى في الباب المتقدم بسنده عن أنس ، قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : أنا أول الناس يشفع في الجنة ، وأنا أكثر الأنبياء تبعاً.

[صحيح مسلم] روى في الباب المتقدم بسنده عن انس ، قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : أنا أول شفيع في الجنة لم يصدق نبي من الأنبياء ما صدقت ، وان من الانبياء ما يصدقه من أمته إلا رجل واحد.

٦٤

باب

في أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ختم به النبيون

[صحيح البخاري] في كتاب بدء الخلق ، في باب خاتم النبيين روى بسنده عن أبي هريرة ان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قال : ان مثلي ومثل الانبياء من قبلي كمثل رجل بني بيتاً فأحسنه وأجمله إلا موضع لبنة من زواية فجعل الناس يطوفون به ويعجبون له ويقولون : هلا وضعت هذه اللبنة ، قال : فأنا اللبنة وأنا خاتم النبيين.

[صحيح مسلم] في كتاب الفضائل في باب ذكر كونه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم خاتم النبيين ، روى بسنده عن جابر عن النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قال : مثلي ومثل الأنبياء كمثل رجل بني داراً فأتمها وأكملها إلا موضع لبنة فجعل الناس يدخلونها ويتعجبون منها ويقولون : لو لا موضع اللبنة ، قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فأنا موضع اللبنة جئت فختمت الأنبياء.

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج ٥ ص ٣٩٦ ] روى بسنده عن حذيفة ان نبي اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قال : في امتي كذابون ودجالون سبعة وعشرون ، ومنهم اربع نسوة ، وإني خاتم النبيين لا نبي بعدي.

٦٥

باب

في ان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يرى من وراء ظهره

ويرى في الظلمة

[صحيح البخاري] في كتاب الصلاة ، في باب عظة الامام الناس في اتمام الصلاة ، روى بسنده عن أبي هريرة ان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ، قال : هل ترون قبلتي هاهنا؟ فو اللّه ما يخفى عليّ خشوعكم ولا ركوعكم ، إني لأراكم من وراء ظهري.

[صحيح البخاري] في الباب المتقدم ، روى بسنده عن أنس بن مالك قال : صلّى بنا النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ثم رقي المنبر فقال ـ في الصلاة وفي الركوع ـ اني لأراكم من ورائي كما أراكم.

[صحيح البخاري] في باب تسوية الصفوف ، روى بسنده عن انس قال : أُقيمت الصلاة فأقبل علينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم بوجهه فقال : اقيموا صفوفكم وتراصوا فإني أراكم من وراء ظهري.

[صحيح مسلم] في كتاب الصلاة في باب الأمر بتحسين الصلاة ، روى بسنده عن ابي هريرة ، قال : صلّى بنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يوماً ثم انصرف فقال : يا فلان ألا تحسن صلاتك ، ألا ينظر المصلي اذا صلّى

٦٦

كيف يصلي؟ فانما يصلي لنفسه ، وإني واللّه لأبصر من ورائي كما ابصر من بين يدي.

[صحيح مسلم] في باب النهي عن سبق الامام ، بسنده عن انس قال : صلّى بنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ذات يوم فلما قضى الصلاة أقبل علينا بوجهه فقال : ايها الناس اني إمامكم فلا تسبقوني بالركوع ولا بالسجود ولا بالقيام ولا بالانصراف ، فاني أراكم امامي ومن خلفي ، ثم قال : والذي نفس محمد بيده لو رأيتم ما رأيت لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً قالوا وما رأيت يا رسول اللّه؟ قال : رأيت الجنة والنار.

[تاريخ بغداد ج ٤ ص ٢٧٢ ] روى بسنده عن عائشة قالت : كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يرى في الظلمة كما يرى في الضوء.

٦٧

بابٌ

في ان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لا يتمثل الشيطان بصورته

[صحيح البخاري] في كتاب العلم في باب إثم من كذب على النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ، روى بسنده عن ابي هريرة عن النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ، قال : تسموا باسمي ولا تكتنوا بكنيتي ، ومن رآني في المنام فقد رآني فان الشيطان لا يتمثل في صورتي ، ومن كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار.

[صحيح البخاري] في التعبير في باب من رأى النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم في المنام ، روى بسنده عن أنس ، قال : قال النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم من رآني في المنام فقد رآني فان الشيطان لا يتخيل بي ، ورؤيا المؤمن ستة واربعون جزءً من النبوة.

[صحيح مسلم] في كتاب الرؤيا في باب قول النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم من رآني في المنام فقد رآني ، روى بسنده عن ابي هريرة قال : سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يقول : من رآني في المنام فسيراني في اليقظة ، أو لكأنما رآني في اليقظة لا يتمثل الشيطان بي.

٦٨

بابٌ

في أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يطعمه ربه ويسقيه

[صحيح البخاري] في كتاب الصوم في باب الوصال ، روى بسنده عن انس عن النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قال : لا تواصلوا ، قالوا إنك تواصل ، قال : لست كأحد منكم ، إني أطعم وأسقي ، أو أبيت أطعم وأسقى.

[صحيح البخاري] في الباب المتقدم ، روى بسنده عن ابي سعيد انه سمع النبي صلّى اللّه عليه و (آله) يقول : لا تواصلوا فأيكم اذا أراد أن يواصل فليواصل حتى السحر ، قالوا : فإنك تواصل يا رسول اللّه ، قال : إني لست كهيئتكم ، إني أبيت لي مطعم يطعمني وساق يسقيني.

[صحيح البخاري] في باب التنكيل لمن أكثر الوصال ، روى بسنده عن ابي هريرة ، قال : نهى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم عن الوصال في الصوم ، فقال له رجل من المسلمين : انك تواصل يا رسول اللّه قال : وأيكم مثلي إني أبيت يطعمني ربي ويسقيني ، فلما أبوا أن ينتهوا عن الوصال واصل بهم يوماً ثم يوماً ثم رأوا الهلال ، فقال : لو تأخر لزدتكم كالتنكيل لهم حين أبوا أن ينتهوا.

٦٩

[صحيح البخاري] في الباب المتقدم ، روى بسنده عن أبي هريرة عن النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قال : إياكم والوصال مرتين ، قيل إنك تواصل ، قال : إني أبيت يطعمني ربي ويسقيني فأكلفوا من العمل ما تطيقون.

[صحيح البخاري] في كتاب الصيام في باب النهي عن الوصال روى بسنده عن انس ، قال : واصل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم في أول شهر رمضان فواصل ناس من المسلمين ، فبلغه ذلك فقال لو مد لنا الشهر لو اصلنا وصالاً يدع المتعمقون تعمقهم ، إنكم لستم مثلي ، أو قال : إني لست مثلكم إني أظل يطعمني ربي ويسقيني.

٧٠

بابٌ

في اعجاز النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في ماء الوضوء

[صحيح البخاري] في كتاب الأشربة في باب شربة البركة والماء المبارك ، روى بسنده عن جابر بن عبد اللّه ، قال : لقد رأيتني مع النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم وقد حضرت العصر وليس معنا ماء غير فضلة فجعل في إناء ، فأتى النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم به ، فأدخل يده فيه وفرج أصابعه ، ثم قال حي على أهل الوضوء البركة من اللّه ، فلقد رأيت الماء يتفجر من بين أصابعه ، فتوضأ الناس وشربوا ، فجعلت لا آلو ما جعلت في بطني منه فعلمت أنه بركة ؛ قلت لجابر : كم كنتم يومئذٍ؟ قال : الفاً وأربعمائة.

[صحيح البخاري] في كتاب بدء الخلق في باب علامات النبوة في الاسلام ، روى بسنده عن جابر بن عبد اللّه (رضي اللّه عنه) قال : عطش الناس يوم الحديبية والنبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم بين يديه ركوة ، فتوضأ فجهش الناس نحوه ، فقال : ما لكم؟ قالوا : ليس عندنا ماء نتوضا ولا نشرب إلا ما بين يديك ، فوضع يده في الركوة فجعل الماء يثور بين أصابعه كأمثال العيون ، فشربنا وتوضأنا ، قلت : كم كنتم؟ قال : لو كنا مائة الف لكفانا كنا خمس عشرة مائة (اللغة) الركوة دلو صغير من جلد.

٧١

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج ٣ ص ٣٥٧ ] روى بسنده عن جابر بن عبد اللّه ، قال : سافرنا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قال : فحضرت الصلاة ، قال : فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم هل في القوم من طهور؟ قال : فجاء رجل بفضلة من أداوة قال فصبه في قدح قال : فتوضأ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ، ثم إن القوم اتوا بقية الطهور ، فقالوا : تمسحوا تمسحوا ، قال : فسمعهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فقال : على رسلكم ، قال : فضرب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يده في القدح في جوف الماء ، قال : ثم قال أسبغوا الوضوء الطهور ، قال : فقال جابر بن عبد اللّه : والذي أذهب بصري ـ قال وكان ذهب بصره ـ لقد رأيت الماء يخرج من بين أصابع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فلم يرفع يده حتى توضأوا اجمعون ، قال الاسود ـ حسبته قال ـ كنا مائتين وزيادة.

[مسند الامام احمد بن حنبل ج ٣ ص ١٦٩ ] روى بسنده عن ثابت عن انس بن مالك ، قال : قلت حدثنا بشيء شهدته من هذه الأعاجيب لا تحدثنا به عن غيرك ، قال صلّى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم الظهر وقعد على المقاعد التي كان يأتيه عليها جبريل (عليه‌السلام ) قال : فجاء بلال فآذنه بصلاة العصر ، فقال : من كان له أهل بعيد بالمدينة ليقضي حاجته ويصيب من الوضوء ، وبقي ناس من المهاجرين ليس لهم أهلون بالمدينة ، فأتى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم بقدح أروح في أسفله شيء من ماء ، فوضع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم كفه في القدح فما وسعت كفه فوضع أصابعه هؤلاء الاربع ثم قال ادنوا فتوضأوا ، قال فتوضأوا حتى ما بقي منهم أحد إلا توضأ ، فقلنا يا أبا حمزة كم تراهم كانوا؟ قال ما بين السبعين الى الثمانين (اقول) ولهذا الباب اخبار كثيرة اقتصرنا على ما ذكر حذراً من الاطالة.

٧٢

باب

في اعجاز النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في السقي

[صحيح البخاري] في كتاب بدء الخلق في باب علامات النبوة في الاسلام ، روى بسنده عن البراء ، قال كنا يوم الحديبية اربع عشرة مائة ـ والحديبية بئر ـ فنزحناها حتى لم نترك فيها قطرة ، فجلس النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم على شفير البئر فدعا بماء فمضمض ومج في البئر ، فمكثنا غير بعيد ثم استقينا حتى روينا وروت ، أو صدرت ركائبنا.

[صحيح البخاري] في كتاب بدء الخلق في باب علامات النبوة في الاسلام روى بسنده عن عمران بن حصين انهم كانوا مع النبي صلّى اللّه عليه`و (آله) وسلم في مسير (ثم ساق الحديث) الى أن قال وقد عطشنا عطشاً شديداً فبينما نحن نسير اذا نحن بامرأة سادلة رجليها بين مزادتين فقلنا لها اين الماء؟ فقالت إنه لا ماء ، فقلنا كم بين أهلك وبين الماء؟ قالت يوم وليلة فقلنا انطلقي الى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قالت وما رسول اللّه؟ فلم نملكها من أمرها حتى استقبلنا بها النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فحدثته بمثل الذي حدثتنا غير انها حدثته أنها مؤتمة فامر بمزادتيها فمسح في العز لاوين فشربنا عطاشاً أربعين رجلاً حتى روينا فملأنا كل قربة معنا وأداوة غير أنه لم

٧٣

نسق بعيراً وهي تكاد تنض من الملء ، ثم قال : هاتوا ما عندكم ، فجمع لها من الكسر والتمر حتى أتت أهلها ، قالت : لقيت أسحر الناس أو هو نبي كما زعموا ، فهدى اللّه ذلك الصرم بتلك المرأة فأسلمت واسلموا (اللغة) المزادة الراوية ، العزلاوين مثني العزلاء ، وهو مصب الماء من القربة ونحوها ، سميت بذلك لأنها في أحد خصمي القربة لا في وسطها ، ولا هي كفمها الذي منه يستقي فيها. ويقال نضت القربة أو تنض من شدة الملء إذا انشقت ، والصرم بكسر الصاد المهملة وسكون الراء : الجماعة.

[صحيح الترمذي ج ٢ ص ٧٨ ] روى بسنده عن ابي هريرة ، قال : كان أهل الصفة أضياف أهل الإسلام لا يأوون على أهل ولا مال ، واللّه الذي لا إله إلا هو ان كنت لأعتمد بكبدي على الأرض من الجوع وأشد الحجر على بطني من الجوع ، ولقد قعدت يوماً على طريقهم الذي يخرجون فيه فمر بي ابو بكر فسألته عن آية من كتاب اللّه ، ما أسأله إلا ليشبعني ، فمر ولم يفعل ، ثم مربي عمر فسألته عن آية من كتاب اللّه ما أسأله إلا ليشبعني ، فمر ولم يفعل ، ثم مر أبو القاسم صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فتبسم حين رآني ، وقال : أبا هريرة قلت : لبيك يا رسول اللّه ، قال إلحق ومضى فأتبعته ودخل منزله فاستأذنت فاذن لي فوجدت قدحاً من لبن فقال : من أين هذا اللبن لكم؟ قيل : أهداه لنا فلان فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم أبا هريرة؟ قلت : لبيك ، فقال : إلحق أهل الصفة فأدعهم وهم أضياف الإسلام لا يأوون على أهل ومال ، إذا أتته صدقة بعث بها اليهم ولم يتناول منها شيئاً ، وإذا أتته هدية أرسل اليهم ، فاصاب منهم وأشركهم فيها فساءني ذلك وقلت : ما هذا القدح بين أهل الصفة؟ وانا رسوله اليهم فسيأمرني أن أديره عليهم ، فما عسى أن يصيبني منه؟ وقد كنت أوجو أن أصيب منه ما يغنيني ، ولم يكن بد من طاعة اللّه وطاعة رسوله ، فاتيتهم فدعوتهم فلما دخلوا عليه وأخذوا مجالسهم ، فقال : أبا هريرة خذ القدح وأعطهم فاخذت القدح فجعلت أناوله الرجل فيشرب حتى يروي ثم يرده فاناوله الآخر حتى انتهيت به الى رسول اللّه

٧٤

صلى اللّه عليه و (آله) وسلم وقد روى القوم كلهم فاخذ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم القدح فوضعه على يده ثم رفع رأسه فتبسم ، فقال : أبا هريرة إشرب فشربت ، ثم قال : اشرب فلم أزل أشرب ويقول : إشرب حتى قلت : والذي بعثك بالحق ما أجد له مسلكاً ، فأخذ القدح فحمد اللّه وسمي وشرب.

[مسند الامام أحمد بن حنبل ج ٥ ص ٢٩٨ ] روى بسنده عن ابي قتادة ، قال : كنا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم في سفر فقال : إنكم إن لا تدركوا الماء غداً تعطشوا ، وانطلق سرعان الناس يريدون الماء ـ ثم ساق الحديث ـ (إلى ان قال) : فركب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فسار وسرنا هنيهة ، ثم نزل ، فقال : أمعكم ماء؟ قال : قلت : نعم معي ميضاة فيها شيء من ماء ، قال : إئت بها فأتيته بها ، فقال : مسوا منها مسوا منها ، فتوضأ القوم وبقيت جرعة ، فقال : ازدهر بها يا أبا قتادة فانه سيكون لها نبأ ، ثم ساق الحديث (الى أن قال) : فلما اشتدت الظهيرة رفع لهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فقالوا : يا رسول اللّه هلكنا عطشاً تقطعت الأعناق ، فقال لا أملك عليكم ، ثم قال : يا أبا قتادة إئت بالميضاة فأتيته بها ، فقال : احلل لي غمري ـ يعني قدحه ـ فحللته فاتيته به فجعل يصب فيه ويسقي الناس ، فازدحم الناس عليه ، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ، أحسنوا الملء فكلكم سيصدر عن ري فشرب القوم حتى لم يبق غيري وغير رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ، فصب لي ، فقال : أشرب يا أبا قتادة ، قال قلت : أشرب أنت يا رسول اللّه ، قال : إن ساقي القوم آخرهم ، فشربت وشرب بعدي ، وبقي في الميضاة نحو ما كان فيها ، وهم يومئذٍ ثلاثمائة (الحديث).

[مسند الإمام احمد بن حنبل ج ٥ ص ٢٣٧ ] روى بسنده عن معاذ إنهم خرجوا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم عام تبوك ، ثم ساق الحديث (إلى أن قال) ثم قال : ـ أي النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ـ

٧٥

إنكم ستأتون غداً ان شاء اللّه تعالى عين تبوك ، وإنكم لن تأتوا بها حتى يضحى النهار فمن جاء فلا يمس من مائها شيئاً حتى آتي فجئنا وقد سبقنا اليها رجلان والعين مثل الشراك تنض بشئ من ماء ثم ساق الحديث (إلى ان قال) ثم غرفوا بايديهم من العين قليلاً قليلاً حتى اجتمع في شيء ، ثم غسل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فيه وجهه ويديه ، ثم أعاده فيها فجرت العين بماء كثير فاستسقى الناس ، ثم قال : رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يوشك يا معاذ ـ إن طالت بك حياة ـ أن ترى ماء هاهنا قد ملأ جناناً.

[مسند الامام احمد بن حنبل ج ٣ ص ٣٤٣ ] روى بسنده عن جابر بن عبد اللّه ، قال : شكا أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم اليه العطش ، قال : فدعا بعس فيه شيء من ماء فوضع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فيه يده ، وقال : اسقوا فاستسقى الناس ، قال : فكنت أرى العيون تنبع من بين أصابع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم.

[طبقات ابن سعد ج ١ القسم ١ ص ٩٨ ] روى بسنده عن عمرو ابن سعيد ان ابا طالب قال : كنت بذي المجاز ومعي ابن أخي ـ يعني النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ـ فادركني العطش فشكوت اليه فقلت : يا بن اخي قد عطشت ، وما قلت له ذلك وأنا أري أن عنده شيئا إلا الجزع ، قال : فثنى وركه ثم نزل ، فقال : يا عم أعطشت؟ قال : قلت نعم ، قال : فأهوى بعقبه الى الأرض فإذا بالماء ، فقال : أشرب يا عم ، قال فشربت.

[تاريخ بغداد ج ١٢ ص ٢٨٧ ] روى بسنده عن نافع ، ـ وكانت له صحبة من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ـ قال : كنت مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) في سفر كنا زهاء أربعمائة رجل فنزلنا في موضع ليس فيه ماء ، فشق ذلك على أصحابه ، فقالوا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم أعلم ، قال : فجاءت شويهة لها قرنان فقامت بين يدي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فحلبها فشرب حتى روى وسقى أصحابه حتى رووا ، ثم قال : صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يا نافع املكها الليلة وما

٧٦

اراك تملكها قال فأخذتها فوتدت لها وتداً ثم ربطتها بحبل ثم قمت في بعض الليل فلم أر الشاة ورأيت الحبل مطروحاً ، فجئت الى النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فأخبرته من قبل أن يسألني فقال لي : يا نافع ذهب بها الذي جاء بها.

[الآثار للشيباني] في باب فضل الصوم (ص٥٣ ) روى بسنده عن علي ابن الأقمر ، أن النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم كان يظل صائما ويبيت طاويا قائما ثم ينصرف الى شربة من لبن قد وضعت له فيشربها فتكون فطره وسحوره الى مثلها من القابلة ، قال فانصرف الى شربته فوجد بعض اصحابه قد بلغ مجهوده فشربها فطلب له في بيوت أزواجه طعام أو شراب فلم يوجد فطلبوا عند أصحابه فلم يجدوا عندهم شيئاً ، فقال من يطعمني أطعمه اللّه مرتين ، فلم يجدوا شيئاً يطعمونه إياه ، قال فأقبلوا على العنزة فوجدوها كأحفل ما كانت فحلبوا منها مثل شربة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم.

٧٧

باب

في اعجاز النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في الاطعام

[صحيح مسلم] في كتاب الضيافة ، في باب استحباب خلط الأزواد اذا قلّت ، روى بسنده عن اياس بن سلمة عن ابيه ، قال : خرجنا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم في غزوة فاصابنا جهد حتى هممنا ان ننحر بعض ظهرنا ، فأمر نبي اللّه فجمعنا تزوادنا فبسطنا له نطعاً فاجتمع زاد القوم على النطع ، قال : فتطاولت لأحرزه كم هو فحرزته كربضة العنز ونحن اربع عشرة مائة ، قال : فأكلنا حتى شبعنا جميعاً ثم حشونا جربنا ، فقال نبي اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ، فهل من وضوء؟ قال فجاء رجل بأداوة فيها نطفة فافرغها في قدح فتوضأنا كلنا ندغفقه دغفقة اربع عشرة مائة ، قال : ثم جاء بعد ذلك ثمانية ، فقالوا : هل من طهور فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فرغ الوضوء. (اللغة) دغفق الماء إذا دفقه وصبه صبا كثيراً واسعا وفلان في عيش دفق أي واسع.

[صحيح مسلم] في كتاب الأشربة في باب جواز استتباعه غيره الى دار من يثق برضاه ، روى بسنده عن جابر بن عبد اللّه يقول : لما حفر

٧٨

الخندق رأيت برسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم خمصاً فانكفأت الى امرأتي فقلت لها : هل عندك شئ؟ فاني رأيت برسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم خمصاً شديداً فأخرجت لي جراباً فيه صاع من شعير ولنا بهيمة داجن ، قال : فذبحتها وطحنت ففرغت الى فراغي فقطعتها في برمتها ثم وليت الى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فقالت : لا تفضحني برسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ومن معه ، قال : فجئته فساررته فقلت : يا رسول اللّه إنا قد ذبحنا بهيمة لنا وطحنت صاعا من شعير كان عندنا فتعال أنت ونفر معك. فصاح رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم وقال يا أهل الخندق إن جابراً قد صنع لكم سواراً فحيهلا بكم ، وقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم لا تنزلن برمتكم ولا تخبزن عجينتكم حتى أجيء ، فجئت وجاء رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يقدم الناس حتى جئت امرأتي فقالت : بك وبك ، فقلت : قد فعلت الذي قلت لي ، فاخرجت له عجينتنا فبصق فيها وبارك ، ثم عمد الى من برمتنا فبصق فيها وبارك ، ثم قال : ادعي خابزة فلتخبز معك ، واقدحي من برمتكم ولا تنزلوها وهم الف ، فأقسم باللّه لأكلوا حتى تركوه وانحرفوا وان برمتنا لتغط كما هي ، وان عجينتنا لتخبز كما هي (اللغة) البرمة بضم الباء الموحدة : القدر مطلقاً وجمعها برام بكسر الباء الموحدة وهي في الأصل المتخذة من الحجر المعروف بالحجاز واليمن.

[صحيح مسلم] في كتاب النكاح في باب زواج زينب بنت جحش روى بسنده عن انس بن مالك ، قال تزوج رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فدخل باهله ، قال : فصنعت أمي أم سليم حيسا فجعلته في تور ، فقالت يا انس اذهب بهذا الى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فقل بعثت بهذا اليك أهي وهي تقرئك السلام وتقول ان هذا لك منا قليل يا رسول اللّه (ثم قال) : فذهبت بها الى رسول اللّه

٧٩

صلى اللّه عليه و (آله) وسلم فقلت : إن امي تقرئك السلام وتقول : إن هذا لك منا قليل يا رسول اللّه ، فقال : ضعه ثم قال : إذهب فأدع لي فلاناً وفلاناً وفلاناً ومن لقيت وسمى رجالاً ، قال فدعوت من سمى ومن لقيت ، قال : قلت لأنس : عددكم كانوا؟ قال زهاء ثلاثمائة ، وقال لي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يا أنس هات التور قال : فدخلوا حتى امتلأت الصفة والحجرة ، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ليتحلق عشرة عشرة وليأكل كل انسان مما يليه ، قال فأكلوا حتى شبعوا ، قال : فخرجت طائفة ودخل طائفة حتى أكلوا كلهم ، فقال لي : يا أنس أرفع ، قال : فرفعت فما أدري حين وضعت كان أكثر أم حين رفعت (الحديث) ـ (اللغة) التور إناء صغير.

[صحيح مسلم] في كتاب الأشربة في باب اكرام الضيف (روى) بسنده عن عبد الرحمن بن ابي بكر ، قال : كنا مع النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ثلاثين ومائة فقال النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم هل مع أحد منكم طعام؟ فاذا مع رجل صاع من طعام أو نحوه ، ثم جاء رجل مشرك مشعان طويل بغنم يسوقها ، فقال النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم أبيع أم عطية؟ (أو قال) أم هبة؟ قال : لا بل بيع ، فاشترى منه شاة فصنعت وأمر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم بسوار البطن أن يشوى ، قال : وأيم اللّه ما من الثلاثين ومائة إلا حز له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم حزة حزة من سوار بطنها ، إن كان شاهداً أعطاه ، وإن كان غائباً خبأ له قال : وجعل قصعتين فأكلنا منهما اجمعون وشبعنا وفضل في القصعتين ، فحملته على البعير (أو كما قال).

[صحيح مسلم] في كتاب الأشربة ، في باب جواز استتباعه غيره الى دار من يثق برضاه (روى) بسنده عن أنس بن مالك يقول : قال أبو طلحة لأم سليم : قد سمعت صوت رسول اللّه صلّى اللّه عليه

٨٠

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

التي كانت تثار حوله من أكبر شخصيّات علميّة تصل إليها يد الدولة العباسيّة، حتى أسقطها وحوّلها إلى نقطة قوّة وطريق لنشر الإسلام الأصيل.حتى لم يبقَ أمام العباسيّين إلّا الأسلوب القديم، أسلوب سفك الدماء واغتيال الإمامعليه‌السلام ، فاستشهد عن عمر لم يتجاوز الخمس وعشرين عاماً، ليتحقّق ما أخبر عنه والده الإمام الرضاعليه‌السلام الذي قال: " قد ولد لي شبيه موسى بن عمران فالق البحار، وشبيه عيسى بن مريم قدست أمٌ ولدته، قد خلقت طاهرة مطهرة، يقتل غصباً فيبكي له وعليه أهل السماء ويغضب الله تعالى على عدوه وظالمه فلا يلبث إلّا يسيراً حتى يعجل الله به إلى عذابه الأليم وعقابه الشديد"(١) .

من وصاياهعليه‌السلام :

ورد أنّ رجلاً قال للإمام الجوادعليه‌السلام : " أوصني يا ابن رسول الله، قال: أو تقبل؟.قال: نعم.

قالعليه‌السلام : " توسّد الصبر، واعتنق الفقر، وارفض الشهوات، وخالف الهوى، واعلم أنّك لن تخلُ من عين الله، فانظر كيف تكون"(٢) .

____________________

١- العلامة المجلسي - بحار الانوار - ج ٥٠ - مكتبة اهل البيتعليهم‌السلام - ص ١٥

٢- العلامة المجلسي - بحار الانوار - ج ٧٥ - مكتبة اهل البيتعليهم‌السلام - ص ٣٨٥

٢٢١

الإمام الباقرعليه‌السلام : الزعامة العلمية والجهادية

المناسبة: شهادة الإمام الباقرعليه‌السلام

التاريخ: ٧ ذو الحجة سنة ١١٤ ه

إن مساحة العمر الجهادي للإمام الباقرعليه‌السلام كانت غنية بالمواقف الحاسمة والأعمال التي أسست للسياسة المبدئية الناهضة لأهل البيتعليه‌السلام بعد نهضة كربلاء وفي مواجهة السلطة الجائرة سواء كانت أموية أم عباسية.

الامام في كربلاء:

عاش الامام الباقرعليه‌السلام مع جده الحسينعليه‌السلام حوالي أربع سنوات، وقد جمع بين وعيه الخاص الذي هو وعي الإمامة، لواقعة الطف وشهادة الآل والأصحاب، وبين الحضور المباشر في الواقعة، وهذا يعني أيضاً أنه قد واكب مراحل تسلط

٢٢٢

الأمويين السفيانيين ثم المروانيين بعد معاوية بن أبي سفيان على الأمة الإسلامية وشؤونها.

لقد كان الإمامعليه‌السلام يدرك أن المواجهة طويلة وقلقة في مقابل السلطة الأموية ولتثبيت أقدام الولاية لأهل البيتعليه‌السلام في الأمة، لأن الأمر لا يتعلق بسلطة بقدر ما يتعلق بنهج وأصالة في الهوية الدينية والمستقبل.

بنو مروان بين البطش والخلاعة:

ولتوضيح صورة العصر الذي عاشه الإمامعليه‌السلام نشير الى أن مدة إمامته المباركة دامت حوالي ١٨ سنة، عاصر خلالها خمسة من ملوك بني مروان الذين انتقلت إليهم السلطة بعد إنهيار البيت السفياني، وكلا البيتين من أمية، وهم على التوالي بإيجاز:

الوليد بن عبد الملك بن مروان (ت - ٩٦ه) الذي عرف بالطغيان والإستبداد.

سليمان بن عبد الملك بن مروان (ت ٩٩ه)الذي كان يرتع في الشهوات.

عمر بن عبد العزيز بن مروان (تـ ١٠١ه) الذي عرف

٢٢٣

بسياسته الزكية في قبال حماقات آبائه اتجاه أهل البيتعليه‌السلام وعموم الأمة وحرمات الدين حتى اختلف في أمره المؤرخون بين قادح ومادح.

يزيد بن عبد الملك بن مروان (تـ ١٠٥ه) وكان خليعاً ماجناً يهتك حرمات الدين.

هشام بن عبد الملك بن مروان (تـ ١٢٤ه) وقد عرف بالظلم الشديد وكانت شهادة الإمام الباقرعليه‌السلام في عهده سنة ١١٤ه.

واقع الأمة:

تتألف الأمة بشكل أساسي من شريحتين هما:

العلماء وعامة الناس، ونقصد بالعلماء كل من يدعي علماً ومعرفة يجعله متقدماً على غيره وفي مقام المسؤولية أكثر، وإذا كانت تلك حال الحكام فما هي حال هؤلاء؟

إن الوضع العام في الأمة لم يكن مريحاً على الاطلاق، فموجات الشك والحيرة كانت تأخذ الناس يمنة ويسرة وسياسةالتجهيل المتعمدة التي اتبعتها السلطة الأموية أفقدت الكثيرين الإتزان.

٢٢٤

والناس تحتاج الى إعداد وتربية طويلة الأمد لتنتقل الى طور القدرة على النهوض وإزالة الجور والفساد وإقامة العدل.

وأما العلماء فكثير منهم في خدمة السلطان ويرتزق من عطاياه ويشتهر بدعاياته ومناصبه أما المخلصون لدينهم الناطقون بالحق فكانوا فئة مضطهدة وملاحقة ومحاصرة يمنع السلطان الناس عنها خوفاً من أثرها.

المواجهة الشاملة:

أمام هذا الواقع المرير لم يكن يجدي الجهد الذي يبذل في اتجاه واحد، أو فتح معركة هنا وأخرى هناك، بل وجد الإمامعليه‌السلام في حسابات الواقع والأهداف المأمولة أن المطلوب هو خوض مواجهة شاملة على الصعد السياسية والثقافية والإجتماعية والتربوية والروحية وغيرها...بل ولم يكن الإمام يستبعد المواجهة العسكرية والأمنية إذا توفرت شروطها المناسبة.

دور الإعلام والدعاية:

وهناك حقيقة ثابتة في كل التجارب أن الناس تتأثر بقوة الدعاية والاعلام الموجّه وهو ما كانت تسعى السلطة الأموية

٢٢٥

إستغلاله تقوية لمواقعها وإضعافاً لخصومها، وكان الإمامعليه‌السلام يدرك ذلك ايضاً ويسعى لجعله قوة لمشروع النهوض المشروط بالوعي والاحساس بضرورة التغيير، ولم يغفل هذا العامل حتى لما بعد شهادته، فقد أوصى كما ينقل عنه ولده الإمام الصادقعليه‌السلام حيث قال:" قال لي أبي: يا جعفر أوقف لي من مالي كذا وكذا النوادب تندبني عشر سنين بمنى أيام منى"(١) ، ولهذا الأمر دلالاته الهامة لا يسع المجال لتوضيحها، لكنه في الحد الأدنى يعلن ظلامة له في عنق بني أمية يسمعها للمسلمين أيام الحج وفي المنزل الذي ينزل فيه كل الحجيج وهو وادي منى.

خوف الطاغوت:

ولم يكن مستهجناً للمتتِّبع أن يجد السلطة الأموية طائفة مذعورة أمام الحضور القوي للإمام الباقرعليه‌السلام وعلمه الغزير وحجته القاطعة وجرأته الموجعة وسعيه الدؤوب لاستنهاض المسلمين وتشجيعهم على الإصلاح ومواجهة الظلم والفساد.

وأكثر ما أثار خوفهم حديث الإمامعليه‌السلام من انقطاع ملك

____________________

١ - العلامة المجلسي - بحار الانوار - ج ٤٦ - مكتبة اهل البيتعليهم‌السلام - ص ٢٢٠

٢٢٦

بني أمية وزواله الحتمي والأكيد وانتشار ذلك بين الناس.

ولذلك كان هناك سعي دائم من الإمامعليه‌السلام للإتصال بالناس، وخوف كبير لدى السلطة من ذلك ومحاولتها عزل الإمام عن الأمة حتى في حالات السفر والترحال.فحينما خرج من الشام عائداً الى المدينة واجه الإمامعليه‌السلام حصاراً رسمياً بإعلان القطيعة معه من الناس.

عجز السلطة:

إن كل بطش السلطان لم يكن ليخيف الإمامعليه‌السلام أو يثنيه عن المواجهة حتى لو كانت في عقر داره، لا لإظهار قوة الحق وشجاعة أهله فقط بل ليظن أيضاً عجز الباطل مهما كان قوياً أمام عيون الأمة، وقد استدعاه هشام بن عبد الملك الى الشام وأوعز الى من حوله أن يوبخوا الإمام بمجرد دخوله، ودخل الإمام غير عابئ بهم وسلم دون تخصيص وجلس بلا استئذان مما أغضب هشاماً فراح يوبخه وهو ساكت الى أن انتهوا، فنهض قائماً وقالعليه‌السلام : " أيها الناس أين تذهبون وأين يراد بكم؟ بنا هدى الله أولكم وبنا يختم آخركم، فإن يكن لكم ملك معجل فإن لنا ملكاً مؤجلاً، وليس بعد ملكنا ملك لأنا أهل العاقبة

٢٢٧

يقول الله عزَّ وجلَّ ﴿وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ(١) ،فأمر هشام به الى الحبس.

وقد آلى الأمر أن يتخلص الأمويون من الامام بدس السم إليه ليرحل إلى الله تعالى مكلَّلاً بالشهادة.

____________________

١- الشيخ الكليني - الكافي - ج ١ - مكتبة اهل البيتعليهم‌السلام - ص ٤٧١

٢٢٨

معرفة الله في دعاء عرفة

المناسبة: يوم عرفة

التاريخ: ٩ ذو الحجة

تعددت الطرق وتنوعت في معرفة الله سبحانه حتى ورد أن الطرق إلى الله بعدد أنفاس الخلائق بناء على تفسير الطرق بطرق المعرفة.

درجات المعرفة:

فمن مستدلِّ على وجود الله تعالى من خلاله آثاره الواضحة كاستدلال الأعرابي الذي سئل عن وسيلة معرفته بالله تعالى فأجاب:

" البعرة تدل على البعير، وأثر الأقدام تدل على المسير،أفسماء ذات أبراج، وأرض ذات فجاج، لا تدلان على الصانع اللطيف الخبير؟!"(١) .

____________________

١- العلامة المجلسي - بحار الانوار - ج ٦٦ - مكتبة اهل البيتعليهم‌السلام - ص ١٣٤

٢٢٩

إلى مستدلِّ بالحركة على المحرِّك:

كتلك العجوز التي سُئلت عن وسيلة معرفتها بالله تعالى فأجابت وهي قرب مغزلها: " إنْ حركته تحرَّك وإن تركته سكن، فكيف يتحرك الكونُ دون محرِّك".

- إلى مستدل بكيفية الخلقة: كالاستدلال بالبيضة التي أراد من خلالها الإمام الصادقعليه‌السلام إقناع أحد الملحدين بربوبيّة الله تعالى.

فقالعليه‌السلام : "...هذا حصن مكنون، له جلد غليظ، وتحت الجلد الغليظ جلد رقيق، وتحت الجلد الرقيق ذهبة مايعة، وفضة ذائبة، فلا الذهبة المايعة تختلط بالفضة الذائبة، ولا الفضة الذائبة تختلط بالذهبة المايعة، فهي على حالها، لا يخرج منها خارج مصلح فيخبر عن إصلاحها، ولا يدخل إليها داخل مفسد فيخبر عن إفسادها، لا يُدرى للذكر خلقت أم للأنثى، تنفلق عن مثل ألوان الطواويس أترى لها مدبِّراً ؟!"(١) .

- إلى مستدل بالفطرة الكامنة داخل كلّ إنسان، والتي أشار إليها الإمام الصادقعليه‌السلام لأحد السائلين عن الله تعالى

____________________

١- الشيخ الطبرسي - الاحتجاج - ج ٢ - مكتبة اهل البيتعليهم‌السلام - ص ٧١

٢٣٠

فسألهعليه‌السلام : " يا عبد الله، هل ركبت سفينة؟ قال: بلى، قالعليه‌السلام : فهل كسرت بك حيث لا سفينة تنجيك، ولا سباحة تغنيك؟ قال: بلى، قالعليه‌السلام : " فهل تعلق قلبك هناك أنّ شيئاً من الاشياء قادر على أن يخلصك من ورطتك؟ قال: بلى، قال الإمامعليه‌السلام : فذلك الشيء هو الله، القادر على الانجاء حين لا منجا وعلى الإغاثة حيث لا مغيث"(١) .

ومع أهمية هذه الطرق لمعرفة الله تعالى، لكن للإمام الحسينعليه‌السلام لغة أخرى عند الحديث عن طرق معرفته سبحانه وتعالى وقد أبرز دعاء عرفة لغة الحسينعليه‌السلام هذه حينما قال متوجِّهاً لله تعالى: " كيف يُستدل عليك بما هو في وجوده مفتقر إليك، أيكون لغيرك من الظهور ما ليس لك حتى يكون هذا المظهر لك؟ متى غبت حتى تحتاج إلى دليل يدلّ عليك؟ ومتى بعدت حتى تكون الآثار هي التي توصل إليك؟ عميت عينٌ لا تراك ولا تزال عليها رقيباً، وخسرت صفقة عبد لم تجعل له من حبِّك نصيباً"(٢) . فالإمامعليه‌السلام في دعائه هذا يشير إلى أن الله

____________________

١- العلامة المجلسي - بحار الانوار - ج ٨٩ - مكتبة اهل البيتعليهم‌السلام - ص ٢٤٠

٢- العلامة المجلسي - بحار الانوار - ج ٦٤ - مكتبة اهل البيتعليهم‌السلام - ص ١٤٢

٢٣١

تعالى هو الأظهر وبه ظهرت الأشياء وكما قال الشاعر:

لقد ظهرت فلا تخفى على أحد

إلا على اكمهٍ لا يعرف القمرَ

لكن بطنت بما أظهرت محتجباً

وكيف يُعرَف من بالعارف استترَ

وقد تجلَّت معرفة الإمام الحسينعليه‌السلام بالله تعالى في كربلاء حيث كان الله تعالى مقصد الحسينعليه‌السلام بكل عطاءاته وتضحياته فهو القائل بعدما رمى الدم الطاهر نحو السماء " هوَّن ما نزل بي أنه بعين الله"(١) وهو المترنِّم بصفات الله تعالى في آخر لحظات حياته الدنيوية وهو في عظيم الشدِّة قائلاً: " اللهم متعالي المكان عظيم الجبروت شديد المحال غني عن الخلائق، عريض الكبرياء، قادر على ما تشاء...، قريب إذا دعيت، محيط بما خلقت، قابل التوبة لمن تاب إليك، قادر على ما أردت، ومدرك ما طلبت، وشكور إذا شُكرت، وذكور إذا ذكرت، أدعوك محتاجاً، وارغب إليك

____________________

١- لجنة الحديث في معهد الامام باقر العلوم - موسوعة كلمات الامام الحسينعليه‌السلام - مكتبة اهل البيتعليهم‌السلام - ص ٥٧٣

٢٣٢

فقيراً.."(١) .

إنها المعرفة التي انجذب بها الإمام الحسينعليه‌السلام إلى الله فجذبنا بها إليه.

____________________

١- الشيخ الطوسي - مصباح المتهجد - مكتبة اهل البيتعليهم‌السلام - ص ٨٢٧

٢٣٣

موسم الحج

المناسبة: عيد الأضحى المبارك

التاريخ: ١٠ ذو الحجة

العيد في النظرة الإسلامية ليس عادة أو تقليداً أجوف لا غاية وراءه بل هو يوم من أيام الله العظيمة التي جعلت ليبرهن الإنسان على سمو إنسانيته في مجال القيم، والأخلاق، والآداب والعلاقات الاجتماعية والإنسانية..

ولذلك فهناك عدة مستحبات وردت في مناسبات الأعياد تؤكد صفتها العبادية إنسانياً واجتماعياً وبالأخص في يوم الأضحى وليلته منها:

١- إحياؤها بالعبادة:

عن الامام الصادق جعفر بن محمد عن أبيهعليه‌السلام قال: " كان عليعليه‌السلام يعجبه أن يفرغ نفسه أربع ليال من

٢٣٤

السنة: أول ليلة من رجب وليلة النحر وليلة الفطر وليلة النصف من شعبان"(١)

٢- زيارة الإمام الحسينعليه‌السلام :

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال:" من زار الحسين بن علي عليهما السلام ليلة من ثلاث غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، قال: قلت: وأي الليالي ؟ فذكر: ليلة الأضحى"(٢) .

٣- الأضحية:

وهي من المستحبات المؤكدة - كما أورد صاحب مفاتيح الجنان - التي يستحب أن يكون إفطاره بلحمها وليقسم لحمها ثلاثة أثلاث، يتصدق بثلث على الجيران وبثلث على السائل (الفقراء) وثلث لأهل بيته ويتصدق بجلدها ويعطي أجرة الذابح من غير الأضحية، فانظر إلى هذا التقسيم للأضحية الذي تظهر فيه الجهة الاجتماعية واضحة بينة من خلال العناية بذوي الفقر والجيران.

٤- الغسل وصلاة العيد.

____________________

١- الشيخ الصدوق - فضائل الأشهر الثلاثة - مكتبة اهل البيتعليهم‌السلام - ص ٤٦

٢- الشيخ الطوسي-مصباح المتهجد - مكتبة اهل البيتعليهم‌السلام - ص ٧١٦

٢٣٥

٥- التزاور وصلة الرحم:

" عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : حدثني جبرئيلعليه‌السلام أن الله عز وجل أهبط إلى الأرض ملكا، فأقبل ذلك الملك يمشي حتى وقع إلى باب عليه رجل يستأذن على رب الدار، فقال له الملك، ما حاجتك إلى رب هذه الدار؟ قال: أخ لي مسلم زرته في الله تبارك وتعالى، قال له الملك، ما جاء بك إلا ذاك ؟ فقال: ما جاء بي إلا ذاك، فقال: إني رسول الله إليك وهو يقرئك السلام ويقول: وجبت لك الجنة وقال الملك: إن الله عز وجل يقول: أيما مسلم زار مسلماً فليس إياه زار، إياي زار وثوابه عليَّ الجنة"(١) .

وعن الإمام الباقرعليه‌السلام : " إن العبد المسلم إذا خرج من بيته زائراً أخاه لله لا لغيره، التماس وجه الله، ورغبة فيما عنده، وكّل الله عزّ وجلّ به سبعين ألف ملَك ينادونه من خلفه إلى أن يرجع إلى منزله: ألا طبت وطابت لك الجنّة"(٢) .

والله تعالى يعتبر الذين يصلون أرحامهم ويحسنون إليهم

____________________

١- الشيخ الكليني - الكافي -ج ٢-مكتبة اهل البيتعليهم‌السلام - ص ١٧٦

٢- الشيخ الكليني - الكافي -ج ٢-مكتبة اهل البيتعليهم‌السلام - ص ١٧٥

٢٣٦

ويواسونهم بمالهم إذا احتاجوا ولا يهجرونهم لحقد أو غيظ أو عداوةمن الذين يخشون ربهم ويتقونه ويخافون سوء الحساب فيعدهم بحسن العاقبة.

وفي المقابل فإن قطيعة الأرحام من الذنوب التي تعجّل الفناء والهلاك وتكون بها نهاية المجتمع.

عن أمير المؤمنينعليه‌السلام في خطبته: " أعوذ بالله من الذنوب التي تعجل الفناء، فقام إليه عبد الله بن الكواء اليشكري فقال: يا أمير المؤمنين أو تكون ذنوب تعجل الفناء ؟ فقال: نعم ويلك قطيعة الرحم، إن أهل البيت ليجتمعون ويتواسون و هم فجرة فيرزقهم الله وإن أهل البيت ليتفرقون ويقطع بعضهم بعضا فيحرمهم الله وهم أتقياء"(١) .

وهذا أحد المعاني التي نستفيدها من العيد وهو ما ينبغي أن نعتمده كأسلوب من أساليب إحيائنا لأيامه المباركة.

____________________

١- الشيخ الكليني - الكافي -ج ٢مكتبة اهل البيتعليهم‌السلام - ص ٣٤٧

٢٣٧

بين الأخوة والغدير : الإمام عليعليه‌السلام

المناسبة: عيد الغدير

التاريخ: ١٨ ذو الحجة

يعتبر عيد الغدير عيد الله الأكبر يوم إكمال الدين وتمام النعمة حيث قال الله تعالى:﴿..الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا..(١)

المؤاخاة يوم الغدير:

العنوان الرئيسي لهذا اليوم هو: المؤاخاة، وقد وردت للمؤاخاة صيغة خاصة في هذا اليوم تدلّ على عمق العلاقة التي يريدها الله تعالى بين إخوان الولاية وهي كما ذكرها المحقّق النوري أن يضع المؤمن يده اليمنى على اليد اليمنى لأخيه

____________________

١- المائدة:٣.

٢٣٨

المؤمن ويقول: " وآخيتك في الله وصافيتك في الله وصافحتك في الله وعاهدت الله وملائكته وكتبه ورسله وأنبياءه والأئمة المعصومينعليه‌السلام على أنّي إن كنت من أهل الجنّة والشفاعة وأذن لي بأن أدخل الجنّة لا أدخلها إلّا وأنت معي" ثمّ يقول له أخوه المؤمن: " قبلت"(١) .

ولا يخفى ما للأخوة من آثار في شدّ أواصر الوحدة في المجتمع الإسلامي وتحقيق مضمون قوله تعالى:﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ(٢)

من هنا ورد عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : " من جدّد أخاً في الإسلام بنى الله له برجاً في الجنّة"(٣) .

وورد عن الإمام الصادقعليه‌السلام : " من لم يرغب في الاستكثار من الإخوان ابتلي بالخسران"(٤) .

العلاقة بين الأخوة:

وعن كيفيّة العلاقة بين الإخوان أوضح أهل البيتعليهم‌السلام

____________________

١- النوري - الميرزا - مستدرك الوسائل - ج ٦ - مكتبة أهل البيتعليهم‌السلام - ص ٢٧٩

٢- الحجرات:١٠

٣- الريشهري - محمد - ميزان الحكمة - ج١ - مكتبة أهل البيتعليهم‌السلام -٣٩

٤- الريشهري - محمد - ميزان الحكمة - ج١ - مكتبة أهل البيتعليهم‌السلام - ٣٩

٢٣٩

الكثير من التفاصيل نذكر منها:

ما ورد عن الإمام الصادقعليه‌السلام : " يحتاج الإخوة فيما بينهم إلى ثلاثة أشياء...التناصف والتراحم ونفي الحسد"(١) .

وعن الإمام الصادقعليه‌السلام : " المؤمن أخو المؤمن عينه ودليله، لا يخونه ولا يظلمه، ولا يغشّه ولا يعده عدة فيخلفه"(٢) .

وعن النبي الأعظمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : " خير إخوانك من أعانك على طاعة الله وصدّك عن معاصيه وأمرك برضاه".

وعن أمير المؤمنينعليه‌السلام : " خير إخوانك من سارع إلى الخير وجذبك إليه، وأمرك بالبرّ وأعانك عليه".

وعنهعليه‌السلام : " خير إخوانك من دلّك على هدى وأكسبك تقىً وصدّك عن اتباع هوى"(٣) .

وعن أمير المؤمنينعليه‌السلام : " شرّ الناس من لا يعفو عن الهفوة ولا يستر عن العورة".

____________________

١- النمازي الشهرودي - الشيخ علي-مستدرك سفينة البحار - ج ١ - مكتبة اهل البيتعليهم‌السلام - ص ٧١

٢- العلامة المجلسي - بحار الانوار- ج ٧١ - مكتبة اهل البيتعليهم‌السلام - ص ٢٦٨

٣- الريشهري - محمد - ميزان الحكمة - ج١ - مكتبة أهل البيتعليهم‌السلام - ص ٤٦

٢٤٠

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274