زاد المبلغ الى بيت الله الحرام

زاد المبلغ الى بيت الله الحرام0%

زاد المبلغ الى بيت الله الحرام مؤلف:
المحقق: معهد سيد الشهداء للمنبر الحسيني
الناشر: جمعية المعارف الاسلامية الثقافية
تصنيف: أصول الدين
الصفحات: 135

  • البداية
  • السابق
  • 135 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 15366 / تحميل: 3938
الحجم الحجم الحجم
زاد المبلغ الى بيت الله الحرام

زاد المبلغ الى بيت الله الحرام

مؤلف:
الناشر: جمعية المعارف الاسلامية الثقافية
العربية

عاقبة ترك الذكر

١- خسران الدنيا والآخرة: قال تعالى: ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى(١) .

٢- تسلّط الشيطان عليه: قال تعالى: ﴿وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ(٢) .

٣ - قساوة القلب: "مِمّا كَلَّمَ اللهُ به موسى: يا موسى لا تَنْسَني عَلَى كُلِّ حالٍ وَلاَ تَفْرَحْ بِكَثْرَةِ المَالِ، فَإِنَّ نِسْياني يُقَسِّي الْقَلْبَ"(٣) .

____________________

١- طه: ١٢٤.

٢- الزخرف: ٣٦.

٣- ميزان الحكمة، الريشهري، ج٢، ص٩٧٦.

٦١

المحاضرة الثانية عشرة:

آداب ومستحبّات عيد الأضحى

وعن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :

"زَيِّنُوا الْعيدَيْنِ بِالتَّهْليلِ وَالتَّكْبيرِ وَالتَّحْميدِ وَالتَّقْديسِ"

الهدف:

لفت النظر إلى ضرورة التقيّد بمستحبّات يوم العيد وليلته، وعدم الخروج عن آدابه وسننه.

تصدير الموضوع:

أَسْأَلُكَ بِحَقِّ هذا الْيِوْمِ الّذي جَعَلْتَهُ لِلْمُسْلِمينَ عيداً وَلِمْحَمّدٍ وآلِهَِ ذُخْراً وشَرَفاً وَكَرَِامَةً وَمزيداً.

٦٢

محاور الموضوع:

من معاني العيد:

وممّا يستدلّ به على عظمة يوم العيد، أن جعل الله له مقاماً يُسأل بحقّه، وأفاض فيه على النبيّ وآلهعليه‌السلام بأعظم الفيوضات، فالعيد يوم للطّاعة والعبادة والتقرّب إلى الله تعالى، وهو اليوم الذي يسأل العبد فيه ربّه قبول أعماله وعباداته، وما مظاهر الفرح والبهجة والسرور التي جعلها الله مستحبّة في هذا اليوم، إلّا انعكاس لفرحه الحقيقيّ بقربه من الله، وتوفيقه لأداء الفرائض، وشموله بالعناية والرحمة الإلهيّة.

١- الغسل: وهو سُنَّةٌ أكيدة في هذا اليوم.

٢- إحياء ليلة العيد بالعبادة: وهي إحدى الليالي الّتي يستحبّ إحياؤها، وتفتح فيها أبواب السماء، فعن الإمام الصادقعليه‌السلام عن آبائهعليهم‌السلام : "أنَّ عَلِيّاً عَلَيْهِ الصّلاةُ والسلامُ، كان يُعْجِبُهُ أَنْ يُفَرِّغَ نَفْسَهُ أَرْبَعَ لَيالٍ في السنَةِ، وَهِيَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ رَجَبٍ وَلَيْلَةُ النّصْفِ مِنْ شَعْبانٍ وَلَيْلَةُ الفِطْرِ وَلَيْلَةُ الأَضْحَى"(١) .

٣- أداء صلاة العيد: ويستحبّ له أن يفطر على لحم الأُضحية قبل الذهاب لأداء الصلاة، وأن لا يخرج إلّا بعد طلوع الشمس، وأن يدعو بالمأثور في هذا اليوم من الأدعية الخاصّة بالعيد.

____________________

١- مصباح المتهجد، الشيخ الطوسي، ص ٦٤٩.

٦٣

وعن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : "زَيِّنُوا الْعيدَيْنِ بِالتَّهْليلِ وَالتَّكْبيرِ وَالتَّحْميدِ وَالتَّقْديسِ"(١) .

٤- قراءة دعاء الندبة.

٥- الأُضحية: وهي من المستحبات المؤكّدة - كما أورد صاحب مفاتيح الجنان - التي يستحبّ أن يكون إفطاره بلحمها، وليقسّم لحمها ثلاثة أثلاث. يتصدّق بثلثٍ على الجيران، وثلث على السائل (الفقراء)، وثلثٍ لأهل بيته، ويتصدّق بجلدها، ويعطي أُجْرَةَ الذابح من غير الأضحية.

وعن الإمام عليّعليه‌السلام : "لَوْ عَلِمَ النّاس ما في الأُضْحِيَةِ لاسْتَدانُوا وَضَحُّوا، إِنَّهُ لَيُغْفَرُ لِصاحِبِ الأُضْحِيَةِ عِنْدَ أَوّلِ قَطْرَةٍ تَقْطَرُ مِنْ دَمِها"(٢) .

٦– زيارة الإمام الحسينعليه‌السلام : فعن الإمام الصادقعليه‌السلام : "إِنَّهُ مَنْ زارَ الْحُسَيْنَعليه‌السلام لَيْلَةً مِنْ ثَلاثٍ غَفَرَ اللهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَما تَأَخَّرَ، لَيْلَةَ الفِطَرِ، وَلَيْلَةُ الأَضْحَى، وَلَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبانٍ"(٣) .

٧- صِلَةُ الرّحم: ورد عن مولانا الصادقعليه‌السلام في تفسير قوله تعالى: ﴿وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ

____________________

١- ميزان الحكمة، الريشهر ي، ج٣، ص٢١٩٨.

٢- الحدائق الناضرة، المحقق البحراني، ج١٧، ص٢٠٢.

٣- النساء ١.

٦٤

رَقِيبًا(١) ، قالعليه‌السلام : "هِيَ أَرْحامُ النّاس، إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ أَمَرَ بِصِلَتِها وَعَظَّمَها، أَلا تَرَى أَنَّهُ جَعَلَها مِنْهُ"(٢) .

٨- العفو والتسامح: ففي يوم العيد، ينبغي إصلاح حالات الخصام والشقاق، والنزاعات، والخلافات، والمخاصمات، والعمل على تصفية القلوب، وتعميم التسامح، وتنقية النفوس، وتوحيد الصفّ، والكلمة، وشدّ أواصر المسلمين، وتوطيد اللُّحمة الإجتماعيّة، لا سيّما العائليّة.

ولا ننسى في هذا اليوم، الرأفة بالفقراء والمحتاجين، وقضاء حوائج المؤمنين، ومؤانسة الأهل، والإهتمام بالزوجة والأولاد، وزيارة الأخوة والأقارب، والدعاء للمجاهدين وأهل الثغور، وعيادة المرضى، وزيارة قبور الموتى المؤمنين، لا سيّما الشهداء.

____________________

١- النساء ١.

٢- الكافي، الشيخ الكليني، ج٢، ص١٥٠.

٦٥

المحاضرة الثالثة عشرة:

الإستقامة بعد أداء فريضة الحجّ

عن الإمام عليّعليه‌السلام عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :

".... وَإِذا قَضُوا مَناسِكَهُمْ قْيلَ لَهُمْ: بَنَيْتُمْ بِناءً فلا تَهْدِموهُ، وَكُفّيتُمْ ما مَضَى فَأَحْسنُوا فيما تَسْتَقْبِلونَ".

-الهدف

ضرورة التنبيه على أنّ أداء فريضة الحجّ، ينبغي أن يشكّل منعطفاً يستلزم الإستقامة الدائمة.

-تصدير الموضوع

قال تعالى: ﴿فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ(١) .

____________________

١- هود، ١١٢.

٦٦

-محاور الموضوع

أصناف الحُجاجِّ بعد الفراغ من المناسك

فإكرامُ الحجّاج وفدُ الله أمرٌ طبيعيّ، إلّا إنّ هذا الإكرام، لا يكون واحداً لكافّة الحجيج، وإنّما يختلف من واحدٍ إلى آخر، كلٌّ وفْقَ عمله، وإخلاصه، وصفاء قلبه، في ما أدّى من أعمال. فعن الإمام الصادقعليه‌السلام : "الحجَّاجُ يصدرونَ عَلَى ثَلاثَةِ أَصْنافٍ: صِنْفٌ يُعْتَقُ مِنَ النّارِ، وَصِنْفٌ يَخْرُجُ مِنْ ذُنوبِهِ كَهَيْئَةِ يومَ وَلَدَتْهُ أُمّهُ، وَصِنْفٌ يَحْفَظُهُ اللهُ في أَهْلِهِ وَمالِهِ، فَذاكَ أَدنى ما يَرْجِعُ بِهِ الحاجُّ"(١) .

معنى الإستقامة: أن يحافظ الحاجّ على المكاسب التي نالها من أداء فريضة الحجّ، من كونه مغفور الذنب مقبول العمل، ويكون ذلك بالحفاظ على حالة الرقي الروحيّ، والإلتزام الدينيّ.

ثمرات الإستقامة

١- وفرة الخيرات: قال تعالى: ﴿وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُم مَّاء غَدَقًا(٢) .

٢- عدم الخوف والحزن: قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ(٣) .

____________________

٢- تحرير الأحكام، العلّامة الحلّي، ج١، ص٥٣٤.

٣- الجن، ١٦.

٤- الأحقاف، ١٣.

٦٧

٣- تنْزٌلُّ الملائكة: قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالجنّة الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ(١) .

٤- الفلاح: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : "إِنْ تَسْتَقيمُوا تُفْلِحُوا"(٢) .

٥- السلامة: عن الإمام عليّعليه‌السلام : "مَنْ لَزِمَ الإسْتقِامَةَ لَزِمَتْهُ السّلامَةُ"(٣) .

٦- الكرامة وعدم المَلامَة: وعنهعليه‌السلام : "عَلَيْكَ بِمَنْهَجِ الإِسْتِقامة فَإِنَّهُ يُكْسِبُكَ الْكَرامَةَ وَيَكْفيكَ المَلامَةَ"(٤) .

٧- الفوزُ بالجنّة: عن الإمام عليّعليه‌السلام : "مَنِ اسْتَقامَ فَإِلى الجنّة، وَمَنْ زَلَّ فَإِلَى النّارِ"(٥) .

٨- السعادة: عن الإمام عليّعليه‌السلام : "أَفْضَلُ السَّعادَةِ اسِتِقامَةُ الدَّينِ "(٦) .

الإستقامة

بعد أداء الفريضة يقتضي التنبّه لعدّة أمور:

ممّا لا شك فيه، أنّ أداء فريضة الحجّ، من الطاعات الّتي ينبغي أن تشكّل منعطفاً في حياة الإنسان، تختلف ما قبلها عمّا بعدها، فلا بدّ لك أيّها الحاجّ أن تلتفت إلى الملاحظات التالية:

____________________

١- فصّلت، ٣٠.

٢- كنز العمّال، خ٥٤٧٩.

٣- ميزان الحكمة، ج٣، ص٢٦٣٤.

٤- عيون الحكم والمواعظ، ص٣٣٣.

٥- نهج البلاغة، ج١، ص٢٣٣.

٦- عيون الحكم والمواعظ، ص١١٧.

٦٨

١- استئناف العمل الصالح: روي أنّ منادياً ينادي بالحاجّ إذا قضوا مناسكهم: "قَدْ غُفِرَ لَكُمْ ما مَضَى، فاسْتَأْنِفوا الْعَمَلَ"(١) .

٢- إيّاكم وهدم ما بنيتم: وروى الإمام عليّعليه‌السلام عن النبيّ الأكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ".... وَإِذا قَضُوا مَناسِكَهُمْ قْيلَ لَهُمْ: بَنَيْتُمْ بِناءً فلا تَهْدِموهُ، وَكُفيتُمْ ما مَضَى فَأَحْسنُوا فيما تَسْتَقْبِلونَ"(٢) .

٣- إيّاكم والذنوب: عن الإمام الصادقعليه‌السلام : "الحاجُّ لا يزالُ عَلَيْهِ نوَرُ اللهِ ما لَمْ يَلِمّ بِذَنْب"(٣) .

٤- إيّاكم والتلوّن: عن الإمام عليّعليه‌السلام : "إِعْلَمُوا أَنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعالَى يُبْغِضُ مِنْ عِبادِهِ الم-تَلَوِّنَ، فَلا تَزولُوا عَنِ الحَقِّ، وَوِلايَةِ أَهْلِ الحَقِّ فَإِنَّهُ مَنِ اسْتَبْدَلَ بِنا هَلَكَ"(٤) .

وعنهعليه‌السلام : "فَاسْتَقيمُوا عَلى كِتابِهِ، وَعَلى مِنْهاجِ أَمْرِهِ، وَعَلى الطَّريقَةِ الصّالِحَةِ مِنْ عِبادَتِهِ، ثُمَّ لاَ تَمْرُقُوا مِنْها، وَلاَ تَبْتَدِعُوا فيها، وَلا تُخَالِفُوا عَنْها....."(٥) .

____________________

١- مستدرك الوسائل، الميرزا النوري، ج٨، ص١٠.

٢- الحجّ والعمرة في الكتاب والسنّة، ص١٤٨.

٣- الوسائل، ج٨، ص٦٨.

٤- مصباح البلاغة، الميرجهاني، ج٣، ص٣٠٧.

٥- نهج البلاغة، ج٢، ص٩٣.

٦٩

المحاضرة الرابعة عشرة:

زيارة الرسول في المدينة

ورد في الحديث:

"ما بَعْدَ مكّة بُقْعَةٌ أَفَضْلَ مِنْ مَدينَة الرِّسولِصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فَالأْعَمْالُ فيها أَيْضاً تُضاعَفُ".

الهدف:

بيان أهمّيّة زيارة النبيّ في المدينة المنوّرة وفضلها وثوابها، وكونها من متممّات أعمال الحجّ.

تصدير الموضوع:

قال تعالى: ﴿وَأَتِمُّواْ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلّهِ(١) .

____________________

١- البقرة، ١٩٦.

٧٠

محاور الموضوع:

ورد في الحديث: "ما بَعْدَ مكّة بُقْعَةٌ أَفَضْلَ مِنْ مَدينَة الرِّسولِصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فَالأْعَمْالُ فيها أَيْضاً تُضاعَفُ".

قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : "صَلاةٌ في مَسْجِديِ هذا خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ صَلاةٍ فيما سِواهُ إلّا الْمَسْجِد الحرامُ"(١) .

وعن أبي جعفرعليه‌السلام أنّه قال لأبي حمزة الثماليّ: "المساجدُ الأربعةُ: المسجدُ الحرامُ ومسجدُ الرِّسولِ ومسجدُ بيتِ المقدسِ ومسجدُ الكوفةِ، يا أبا حمزةَ، الفريضةُ فيها تَعْدِلُ حِجَّةً والنّافِلَةُ تَعْدِلُ عُمْرَةً"(٢) .

أهمّيّة الولاية في قبول الأعمال

عن أبي حمزة قال: "قال لنا عليّ بن الحسينعليه‌السلام أيّ البقاع أفضلُ؟ فقلْتَ اللهُ ورسولُهُ وابنُ رسولِهِ أعلمُ، فقالعليه‌السلام : أَمّا أَفْضَلُ البِقاعِ ما بينَ الرّكَّنِ وَالمَقامِ، وَلَوْ أَنَّ رَجُلاً عَمَّرَ ما عَمَّرَ نوحٌ في قَوْمِهِ أَلْفَ سَنَةٍ إلّا خمَسْينَ عاماً، يَصوُم النَّهارَ وَيقومُ اللَّيلَ ثُمَّ لَقِيَ اللهَ بِغَيْرِ وِلاَيتِنا لَمْ يَنْفَعْهُ ذلِكَ شَيْئاً"(٣) .

فضيلة زيارة قبرالنبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

١- تماميّة الحجّ: عن الإمام الصادقعليه‌السلام : "إِذا حَجَّ أَحَدُكُمْ

____________________

١- تذكرة الفقهاء، العلّامة الحلّي، ج٦، ص٢٧٤.

٢- منتهى المطلب، العلّامة الحلّي، ج١، ص٣٨٦.

٣- من لا يحضره الفقيه، الشيخ الصدوق، ج٢، ص٢٤٥

٧١

فَلْيَخْتِمْ حَجَّهُ بِزِيارَتِنِا لأَنَّ ذلِكَ مِنْ تَمامِ الْحَجِّ"(١) .

وعن الإمام عليّعليه‌السلام : "إِبْدَأُوا بِمكّة وَاخْتِمُوا بِنا"(٢) .

٢- شفاعتهم يوم القيامة: "قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : "مَنْ حَجَّ فَزارَ قَبْري بَعْدَ وَفاتي، كانَ كَمَنْ زارَني في حَياتي"(٣) ، وعن الحسن بن عليٍّ الوشّاء، قال: سمعت الرّضاعليه‌السلام يقول: "إِنَّ لِكُلِّ إِمامٍ عَهْداً في عُنُقِ أَوْلِيائِهِ وَشيَعتِهِ، وَإِنّ مِنْ تَمام الْوَفاءِ بِالْعَهْدِ زِيارَةَ قبورِهِمْ فَمَنْ زارَهُمْ رَغَبةً في زِيارَتِهِمْ وَتَصْدِيقاً بِمَا رَغبُوا فيهِ كانَ أَئِمَّتُهُمْ شُفَعاؤُهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ"(٤) .

وعن النبيّ الأكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : "مَنْ حَجَّ الَبَيْتَ وَلَمْ يَزُرْني فَقَدْ جَفاني"(٥) .

وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : "مَنْ زارَ قَبْري وَجَبَتْ لَهُ شَفاعَتي"(٦) .

٣- فضل وثواب حجّتين: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : "مَنْ حَجَّ إِلى مكّة ثُمَّ قَصَدَني في مَسْجِدي كُتِبَتْ لَهُ حَجَّتانِ مَبْرورَتانِ"(٧) .

من آداب الزيارة

إِنّ لِزِيارة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كما الأئمّة الأطهار، جملة من السنن والآداب الَّتي يستحبّ إلفات نظر الحاجّ إليها:

____________________

١- الحجّ والعمرة في الكتاب والسنّة، ص٢٥٦.

٢- الوسائل، ج١٠، ص٢٦٠.

٣- الغدير، الشيخ الاميني، ج٥، ص٩٨.

٤- الكافي، الشيخ الكليني، ج٤، ص٥٦٧.

٥- كنز العمّال، المتّقي الهندي، ج٥، ص١٣٥.

٦- العقائد الإسلامية، مركز المصطفى، ج٣، ص٤٨١.

٧- الزيارة في الكتاب والسنّة، الشيخ جعفر السبحاني، ص٥٢.

٧٢

١- الغسل والطهارة.

٢- ارتداء الملابس الطاهرة والتطيّب قبل دخول الروضة المقدّسة.

٣- ذكر الله أثناء المسير إلى الحرم المطهّر، بالتكبير، والتهليل، والتسبيح، والتحميد، والصلاة على النبيّ وآله.

٤- تقصير الخُطَى عند الخروج للزيارة، والسير بسكينة ووقار.

٥- الوقوف على باب الحرم الشريف والاستئذان بالدخول، وأن يزور واقفاً.

٦- الإستشفاع بصاحب القبر إلى الله لقضاء الحوائج.

٧- أن يزور بالزيارات المأثورة الواردة عن الأئمّة الأطهار.

٨- أن لا يرفع صوته كثيراً عند قراءة الزيارة.

٩- أن يترك اللغو وما لا ينبغي من الكلام والجدال الفارغ في البقاع الطاهرة.

١٠- أن يودّع الرسول عند خروجه، فعن الإمام الصادقعليه‌السلام : "يَنْبَغي لِلّزائِرِ أَنْ يَكونَ آخِرَ عَهْدِهِ خارِجاً مِنَ المْدَينَةِ قَبرَ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يُوَدِّعُهُ كَما يَفْعَلُ يَوْمَ دُخولِهِ"(١)

____________________

١- مستدرك الوسائل، ميرزا النوري، ح١٠، ص٢٠٠.

٧٣

فضل مكة

قال الله تعالى: ﴿رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النّاس تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ(١) .

عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : "والله إنّك لخير أرض الله وأحبّ أرض الله إلى الله عزَّ وجلَّ، ولولا أنّي أخرجت منك ما خرجت"(٢) .

عن الإمام عليّ بن الحسينعليه‌السلام : "النائم بمكّة كالمتجهد بين البلدان يأمن فيها كلّ خائف دخلها (حتى) الطير والوحش"(٣) ..

____________________

١- نقلاً عن كتاب معالم مكّة والمدينة بين الماضي والحاضر.

٢- إبراهيم: ٣٧

٣- المحاسن: ٦٨

٧٤

١ - البيت الحرام (الكعبة)

شكل الكعبة

قال تعالى: ﴿إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ(١) .

الكعبة الآن من الخارج على التعديل الذي رجع إليه الحجّاج، وهو ما كانت عليه طيلة حياة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وهي ذات شكل مربّع تقريباً، مبني بالحجارة الزرقاء الصلبة، ويبلغ ارتفاعها خمسة عشر متراً، (١٥ متر) وطول ضلعها الذي فيه الميزاب والذي قبالته عشرة أمتار وعشر سنتيمترات.

ويحيط بالكعبة من خارجها قصّة من البناء في أسفلها، متوسّط ارتفاعها خمسة وعشرون سنتيمتراً، ومتوسّط عرضها ثلاثون سنتيمتراً، وتسمى بالشاذروان.

الحجر الأسود:

عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : "الحَجَرُ يمينُ اللهِ في أرضِهِ فَمَنْ مَسَحَهُ مَسَحَ يَدَ اللهِ".

الحجر الأسود: وهو حجر صقيل بيضاوي غير منتظم، ولونه (الحالي) أسود يميل إلى الاحمرار، وفيه نقط حمراء وتعاريج

____________________

١- آل عمران: ٩٦ - ٩٧

٧٥

صفراء، وهي أثر لحام القطع التي كانت تكسّرت منه، وقطره نحو ثلاثين سنتيمتراً، ويحيط به اطار من الفضة عرضه عشرة سنتيمترات.

نوعه:

هذا الحجر ليس من الأحجار العادية المعروفة، وإنّما هو حجر جاء به جبريلعليه‌السلام من الجنّة. ولونه الأصلي أبيض من الثلج وأمّا سبب اسوداده كما ورد في الخبر أنّ خطايا بني آدم هي التي سوّدته.

خصائص الحجر الأسود

إنّ لهذا الحجر المبارك عدّة خصائص أهمّها:

١ - استحباب تقبيله واستلامه.

٢ - إنّه في أشرف مكان في بيت الله المعظّم (الركن الشرقيّ).

٣ - إنّه في المكان الذي يشرع ابتداء الطواف بالبيت منه.

٤ - إنّ استلامه كمن بايع الله ورسوله.

٥ - يشهد يوم القيامة لمن استلمه بحقّ.

٦ - إنّه شافع ومشفّع يوم القيامة.

٧ - إنّه في الأرض بمنزلة يمين الله.

٧٦

أركان الكعبة

تسمّى زوايا البيت العتيق الخارجية بالأركان، وهي أربعة:

الأوّل: الركن الأسود:

سُمِّيَ به لأنّ فيه الحجر الأسود، ويسمّى أيضاً بالركن الشرقيّ، ومنه بالطواف.

الثاني: الركن العراقيّ:

سُمِّيَ بذلك لأنّه إلى جهة العراق، ويسمّى هذا الركن أيضاً بالركن الشماليّ نسبة إلى جهة الشمال، وبين هذا الركن والركن الأسود يقع باب الكعبة.

الثالث: الركن الشاميّ:

سُمِّيَ بذلك لأنّه إلى جهة الشام والمغرب، ويسمّى هذا الركن أيضاً بالركن الغربيّ، وبين هذا الركن والركن العراقيّ يقع حجر إسماعيل الذي يصبّ فيه ميزاب الكعبة.

الرابع: الركن اليمانيّ:

سُمِّيَ باليماني لاتجاهه إلى اليمن.

شاذروان الكعبة

أمّا شاذروان الكعبة فهو البناء المحاط بأسفل جدار الكعبة

٧٧

ممّا يلي أرض المطاف من جهاتها الثلاث الشرقيّة، والغربيّة، والجنوبيّة.

وشكل هذا الشاذروان، هو بناء مسنَّم بأحجار الرخام المرمر.

وأمّا الجهة الشماليّة فليس فيها شاذروان مثل الجهات الثلاث، وإنّما بها بناء بسيط من حجر الصوّان من نوع الحجر الذي بنيت به الكعبة المعظّمة، وذلك هو أنه من أصل الكعبة وليس بشاذروان.

باب الكعبة

لمـّا عمّرته قريش جعلت له باباً بمصراعين. وقال ابن فهد: إنّ الباب الذي كان على الكعبة قبل بناء ابن الزبير بمصراعين، طوله أحد عشر ذراعاً من الأرض إلى منتهى أعلاه، وكان الباب الذي عمله ابن الزبير أحد عشر ذراعاً، فلمّا كان الحجّاج عمل لها باباً طوله ستّة أذرع وشبراً.

وذلك أنّ الحَجّاج أحدث بعض التغيّيرات على بناء ابن الزبير، ومنها أنّه رفع باب الكعبة عمّا كان عليه في زمن ابن الزبير.

٧٨

حجر إسماعيل

عن الإمام الصادقعليه‌السلام :"الحجر بيت إسماعيل وفيه قبر هاجر وقبر إسماعيلعليه‌السلام ".

أمّا حجر إسماعيل، فهو الحائط الواقع شمال الكعبة المعظّمة، وهو على شكل نصف دائرة. وقد جعله إبراهيم الخليلعليه‌السلام عريشاً إلى جانب الكعبة المعظّمة، على ما ذكره الأزرقيّ.

ميزاب الرحمة

في أعلى الجدار الشماليّ في منصفة الميزاب الذي وضع لتصريف ماء المطر، الذي ينزل على سطح الكعبة، ويسمّى (ميزاب الرحمة). وأوّل من وضع ميزاباً للكعبة قريش حين بنتها سنة ٣٥ من ولادة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، حيث كانت قبل ذلك بلا سقف.

وقد عمل السلطان عبد المجيد خان ميزاباً صنع بالقسطنطيّة سنة ١٢٧٦م، وركب في السنة نفسها، وهو مصفّح بالذهب نحو

٧٩

خمسين رطلاً وهو آخر ميزاب، وهو الموجود الآن بالكعبة المشرّفة.

فضل الدعاء تحت الميزاب:

روي عن الإمام الباقرعليه‌السلام : "إِذا نَظَرْتَ إلى الميزاب تقول: (اللَّهُمَّ اعْتِقْ رَقَبَتَي مِنَ النّارِ وَأَوْسِعْ عَلَيَّ مِنْ رِزْقِكَ الْحَلالِ وادْرَأْ عَنّي شَرَّ فَسَقَةِ الجِنِّ والإِنْسِ وَأَدْخِلْنِي الجنّة بَرَحْمَتِكَ)".

المستجار:

عن الإمام الصادقعليه‌السلام : "بَنى إبراهيمُ البيتَ وجعلَ لَهُ بابينِ: بابٌ إلى المشرقِ وبابٌ إلى المغربِ والبابُ الَّذي إلى المغربِ يسمّى المُسَتَجارُ".

قال الفاسيّ المكيّ: "هو ما بين الرّكن اليمانيّ إلى الباب المسدود في دُبُر الكعبة".

ما يفعل عند المستجار

عن معاوية بن عمار قال:

قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : "إذا فَرَغْتَ مِنْ طوافِكَ وَبَلْغَتَ مُؤَخَّرَ

٨٠