الحسين عليه السلام وبطلة كربلاء

الحسين عليه السلام وبطلة كربلاء0%

الحسين عليه السلام وبطلة كربلاء مؤلف:
الناشر: دار الكتاب الإسلامي
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
ISBN: 964-465-169-3
الصفحات: 528

الحسين عليه السلام وبطلة كربلاء

مؤلف: محمد جواد مغنية
الناشر: دار الكتاب الإسلامي
تصنيف:

ISBN: 964-465-169-3
الصفحات: 528
المشاهدات: 64689
تحميل: 3751

توضيحات:

الحسين عليه السلام وبطلة كربلاء
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 528 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 64689 / تحميل: 3751
الحجم الحجم الحجم
الحسين عليه السلام وبطلة كربلاء

الحسين عليه السلام وبطلة كربلاء

مؤلف:
الناشر: دار الكتاب الإسلامي
ISBN: 964-465-169-3
العربية

فإذا جعفر يطير مع الملائكة ، وإذا حمزة مع أصحابه»(١) . وحين قدم جعفر من الحبشة قال النّبيّ : «ما أدري بأيّهما أنا أشدّ فرحا بقدوم جعفر أو بفتح خيبر ، وقبّل ما بين عينيه»(٢) .

الهجرة إلى الحبشة :

قال صاحب السّيرة النّبويّة :

«قال لمّا رأى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ما يصيب أصحابه من البلاء وما هو فيه من العافية بمكانه من الله ، ومن عمّه أبي طالب ، وأنّه لا يقدر على أن يمنعهم ممّا هم فيه من البلاء ، قال لهم : لو خرجتم إلى أرض الحبشة فإنّ بها ملكا لا يظلم أحد عنده وهي أرض صدق حتّى يجعل الله لكم فرجا ممّا أنتم فيه ، فخرج عند ذلك المسلمون من أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى أرض الحبشة مخافة الفتنة ، وفرارا إلى اللهعزوجل بدينهم فكانت أوّل هجرة في الإسلام»(٣) .

امتثلوا أمر الرّسول ، وذهبوا إلى الحبشة ، وكان فيمن هاجر إليها جعفر الطّيّار ،

__________________

(١) انظر ، ذخائر العقبى : ٢١٦ ، الإستيعاب : ١ / ٢١١ ـ ٢١٣ ، ربيع الأبرار : ٣ / ٣٦٤ ، فتح الباري : ٧ / ٦٢ ، تحفة الأحوذي : ١٠ / ١٨٣ ، الكامل في التّأريخ : ٣ / ٢٣٠.

(٢) انظر ، المصنّف لابن أبي شيبة : ٦ / ٢٨١ ح ٣٢٢٦ ، الآحاد والمثاني : ١ / ٢٧٦ ح ٣٦٣ ، المعجم الكبير : ٢ / ١٠٨ ح ١٤٦٩ ، شعب الإيمان : ٦ / ٤٧٧ ح ٦٩٦٨ ، فتح الباري : ١١ / ٥٢ ، تفسير القرطبي : ١٥ / ٢١٥ ، تفسير ابن كثير : ٣ / ٤٦٨ ، الطّبقات الكبرى : ٣ / ١٠٨ و : ٤ / ٣٥.

(٣) انظر ، السّيرة النّبويّة : ١ / ٣٢١ طبعة (١٩٥٥ م). (منهقدس‌سره ) ، و : ٢ / ١٦٤ ، تأريخ الطّبري : ٢ / ٧٠ ، البداية والنّهاية : ٣ / ٨٥ ، الثّقات : ١ / ٥٧ ، الطّبقات الكبرى : ٤ / ٣٤ ، الإستيعاب : ١ / ٢٤٢ ، أسد الغابة ١ : ٣٤١ ، مختصر تأريخ دمشق : ٦ / ٢٢.

٣٠١

وزوّجته أسماء بنت عميس ، وولدت له هناك عبد الله ، وعونا ، ومحمّدا(١) . ولقي المسلمون من النّجاشي ملك الحبشة حسن الجوار والضّيافة(٢) .

ولمّا رأت قريش أنّهم قد آمنوا بأرض الحبشة ، وأصابوا أمانا واطمئنانا ، جمعوا للنّجاشي وبطارقته هدايا ، وبعثوا بها مع عمرو بن العاص(٣) ، وعمارة بن الوليد أخ خالد بن الوليد ، ليردّ النّجاشي المسلمين إلى المشركين.

«وصحب عمرو بن العاص في رحلته زوّجة دخل عليها مذ قليل وهي امرأة جميلة فاتنة للألباب لعوب ، لم يكن عمرو يطيق أن يبتعد عنها وفي

__________________

(١) تقدّمت تخريجاته.

(٢) انظر ، المستدرك على الصّحيحين : ٢ / ٦٢٣ ، سيرة ابن إسحق : ٦٩ ، دلائل النّبوّة : ٢ / ٢٢ ، تأريخ اليعقوبيّ : ٢ / ١٣ ، أنساب العرب لابن حزم : ١٥٤ ، طبقات ابن سعد : ٧ / ق ٢ / ١٨٨ ، المعارف لابن قتيبة : ٢٨٥ ، اسد الغابة : ٤ / ٤٢٠ ، الكامل في التّأريخ : ٢ / ٢٣٢ ، البداية والنّهاية : ٤ / ٢٧٥ ، شرح النّج لابن أبي الحديد : ١ / ٢٠ و ٨ / ٥٣ ، مقاتل الطّالبيين : ٤٤.

(٣) أبو عبد الله أو أبرو محمّد عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم القرشيّ السّهمي وأمّه النّابغة بنت حرملة ، سبيت من بني جيلان بن عتيك ، وبيعت بعكاظ واشتراها الفاكه بن المغيرة ، ثمّ انتقلت إلى عبد الله بن جدعان ومنه إلى العاص بن وائل ، فولدت له عمرا. أرسلته قريش إلى النّجاشي ليغيّر رأيه على جعفر بن أبي طالب ، ومن معه من المهاجرين إلى الحبشة ، ويسترجعهم إلى مكّة فردّه النّجاشي. أسلم سنة ثمان ، وقبل الفتح بستّة أشهر. وافتتح مصر لعمر ، ووليها إلى السّنة الرّابعة من خلافة عثمان ، فعزله عنها ، فأخذ يؤلّب عليه حتّى قتل. ثمّ اشترك مع معاوية بصفّين مطالبا بثأر عثمان ، وأشار برفع المصاحف للصّلح فانخدع جيش عليّ وقبلوا الصّلح ، وعيّنوا أبا موسى من قبلهم ، وعيّن معاوية عمرا فغدر بأبي موسى وخلعا عليّا ونصب عمرو معاوية وأخذ مصر طعمة من معاوية ووليها بعد قتل محمّد بن أبي بكر حتّى توفّي سنة (٤٣ ه‍) أو بعدها ، ودفن هناك.

انظر ، جمهرة أنساب العرب لابن حزم : ١٥٤ ، وطبقات ابن سعد : ٧ / ق ٢ / ١٨٨ ، المعارف لابن قتيبة : ٢٨٥ ، اسد الغابة : ٤ / ٤٢٠ ، الكامل في التّأريخ : ٢ / ٢٣٢ ، البداية والنّهاية : ٤ / ٢٧٥ ، شرح النّهج لابن أبي الحديد : ١ / ٢٠ و ٨ / ٥٣ ، مقاتل الطّالبيّين : ٤٤.

٣٠٢

الطّريق إلى النّجاشي رأت امرأة عمرو عمارة ، وتحدّثت إليه فشغفها حبّا وذات ليلة هجرت زوّجها عمرو بن العاص ، وارتمت في فراش ابن الوليد ولم تعد إلى عمرو إلّا بشرط أن تتردّد بينه وبين ابن الوليد(١) .

وسبقت أنباء هذه الفضيحة إلى النّجاشي ، وإلى المهاجرين ، فلم تنفع حيلة لعمرو بن العاص ، وردّ النّجاشي الرّسل إلى قريش خائبين ، وظل على كرمه مع المهاجرين إليه أمّا المسلمون في قريش فقد تلقوا عمرو بالسّخرية ، وعلموه أنّ الإسلام وحده هو الّذي كان يمكن أن يعصم امرأته ويعصمه من مثل هذا الهوان»(٢) .

ورجع جعفر الطّيّار ومن معه من المسلمين إلى المدينة سنة (٧ ه‍) فصادف رجوع النّبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله من خيبر ، فقال : «ما أدري بأيّهما أنا أشدّ فرحا بقدوم جعفر أو بفتح خيبر»(٣) . وقبّل ما بين عينيه وقال له : أنت أشبه النّاس بخلقي ،

__________________

(١) انظر ، السّيرة النّبويّة لابن كثير : ٢ / ٢٦.

(٢) ذكر أصحاب السّير ، والتّواريخ قصّة عمارة وزوّجة عمرو ، وأنّ النّجاشي جمع بين الرّسولين ، وبين المسلمين ، وتكلّم جعفر عن دعوة الرّسول ، ومحاسن الإسلام ، وكانت النّتيجة أن طرد النّجاشي الرّسول ، وزاد في إكرام المسلمين ، وقد آثرت نقل هذه العبارة من كتاب «محمّد رسول الحرّيّة» لعبد الرّحمن الشّرقاوي ، لجمعها واختصارها. (منهقدس‌سره ).

(٣) تقدّمت تخريجاته. وانظر ، المستدرك على الصّحيحين : ٢ / ٦٨١ ح ٤٢٤٩ ، و : ٣ / ٢٣٠ ح ٤٩٣١ وص : ٢٣٣ ح ٤٩٤١ ، مجمع الزّوائد : ٦ / ٣٠ و : ٩ / ٢٧١ ـ ٢٧٢ و ٤١٩ ، مسند البزار : ٦ / ٢٠٩ ح ٢٢٤٩ ، المعجم الكبير : ٢ / ٢٠٨ ح ١٤٦٩ و ١٤٧٠ و : ٢ / ١١٠ ح ١٤٧٨ و : ٢٢ / ١٠٠ ح ٢٤٤ ، فتح الباري : ١١ / ٥٢ ، تهذيب التّهذيب : ٢ / ٨٣ ح ١٤٦ ، تهذيب الكمال : ٥ / ٥٣ ، الطّبقات الكبرى : ٢ / ١٠٨ و : ٤ / ٣٥ ، السّيرة النّبويّة : ٥ / ٥.

٣٠٣

وخلقي ، وخلقت من الطّينة الّتي خلقت منها»(١) .

استشهاده :

في سنة (٨ ه‍) ، بعث رسول الله أحد أصحابه ، وهو الحارث بن عمير(٢) بكتاب إلى ملك بصرى بأرض الشّام ، فلمّا نزل مؤتة عرض له شرحبيل الغسّاني أحد ولاة الرّوم ، فأوثقه ثمّ ضرب عنقه ، ولم يقتل غيره من بعوث رسول الله ، فاشتدّ ذلك على رسول الله ، وجهّز جيشا من ثلاثة آلاف ، وأمّر عليهم جعفر الطّيّار ، فإن قتل فزيد بن حارثة ، فإن قتل فعبد الله بن رواحة ، وانطلق الجيش إلى مشارف الشّام ، فجمع له الرّوم مئة ألف مقاتل ، وقيل : مئتا ألف ، وأخذ الرّاية جعفر ، وأقبل على الرّوم يجالدهم بعنف ، فقطعت يمينه ، فأخذ اللّواء بشماله فقطعت ، فاحتضن الرّاية بعضدية ، حتّى قتل(٣) .

__________________

(١) انظر ، ذخائر العقبى للمحبّ الطّبري : ٢١٤ و ٢١٥ طبعة سنة (١٩٥٦ م) (منهقدس‌سره ). ومجمع الزّوائد:٥ / ٢٠٨ و : ٩ / ٢٧٢ ، المعجم الأوسط : ٦ / ٣٣٥ ، كنز العمّال : ١٣ / ٣٢٢.

(٢) صحابي ، بعثه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى ملك بصرى بكتابه ، فلمّا نزل مؤتة (قرب الكرك ـ بشرقي الأردن) عرض له شرحبيل بن عمرو الغسّاني فأوثقه رباطا ، وضرب عنقه صبرا. ولم يقتل لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله رسول غيره. وعلى أثر مقتله كانت غزوّة مؤتة.

انظر ، الإصابة : ١ / ٦٨١ رقم «١٤٦١» ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ١٥ / ٦١ ، الطّبقات الكبرى : ٢ / ١٢٨ و : ٤ / ٣٤٣ ، اسد الغابة : ٢ / ٦٩ ، المصباح المضيء : ١ / ٣٥٩ ، الإستيعاب : ١ / ٣٠٤ ، تأريخ دمشق : ٢ / ٧ و : ١١ / ٤٦٤.

(٣) انظر ، تهذيب التّهذيب : ٥ / ٢١٢ ، إمتاع الأسماع : ١ / ٢٧ ، الإصابة رقم «٤٦٦٧» ، صفوة الصّفوة : ١ / ١٩١ ، حلية الأولياء : ١ / ١١٨ ، تأريخ ابن عساكر : ٧ / ٣٨٧ ، الطّبقات لابن سعد : ٣ / ٧٩ ، الكامل لابن الأثير ٢ / ٨٦ ، المحبّر : ١١٩ و ١٢١ و ١٢٣.

٣٠٤

وروي أنّه حين اشتدّ القتل ، نزل عن فرسه ، وعقرها فكان أوّل رجل عقر فرسه في الإسلام ، وقاتل وهو يقول(١) :

يا حبّذا الجنّة واقترابها

طيبة وبارد شرابها

والرّوم روم قد دنا عذابها

كافرة بعيدة أنسابها

عليّ إذ لاقيتها ضرابها

وبعد أن استشهد وجدوا في مقدّم جسده الشّريف أكثر من تسعين ضربة وطعنة(٢) .

هذا هو بيت أبي طالب ، وهذه أبناؤه ، فمنذ اليوم الّذي نبتت فيه بذرة الإسلام إلى آخر يوم من أيّام العبّاسيّين عانى التّجويع ، والسّجن ، والحصر في شعب مكّة المكّرمة ، والتّشريد في أرض الحبشة ، ومجابهة الموت بالمبيت إلى فراش الرّسول ، والجهاد في بدر ، وأحد ، والأحزاب ، وفي جميع غزوات الرّسول وحروبه ، والقتل في أرض الشّام والعراق ، وفي كلّ مكان كلّ ذلك من أجل الإسلام ، وكلمة «لا إله إلّا الله محمّد رسول الله» ورغم ذلك فأبو طالب غير مسلم. ولماذا؟ لأنّه أبو عليّ

__________________

(١) انظر ، الكامل في التّأريخ : ٢ / ٢٣٤ و ٢٣٦ ، تأريخ الطّبري : ٣ / ٣٧ ، تأريخ الخميس : ٢ / ٧١ ، السّيرة لابن هشام : ٢ / ٣٧٢ و ٣٧٨ ، السّيرة الحلبية : ٣ / ٧٧ ، السّنن الكبرى : ٩ / ١٥٤ ، تأريخ دمشق : ٢٨ / ١٢٣ ، حلية الأولياء : ١ / ١١٨ ، تهذيب الكمال : ٥ / ٥٨ ، فتح الباري : ٧ / ٥١١ ، البداية والنّهاية : ٣ / ٤٦٦ و : ٤ / ٢٧٨ ، سير أعلام النّبلاء : ١ / ٢١٠.

(٢) انظر ، جوامع السّيرة : ٢٨٢ ، المعارف : ٢٠٥ ، اسد الغابة : ١ / ٣٤١ طبعة مصر ، السّيرة لابن إسحاق : ٢٢٦ ، صحيح البخاري : ٥ / ٢٤. بالإضافة إلى المصادر السّابقة.

٣٠٥

وتحدّث الرّسول عن شهداء مؤتة(١) ، وبخاصّة جعفر الطّيّار ، وقال : أنّ الجوار الّذي صاروا إليه أحبّ إلى نفوسهم ، وأقرّ لعيونهم من الدّنيا وما فيها ، ومن فيها ، أمّا أبناؤهم وعيالهم ففي كفالة الله ، وهو نعم المولى ، ونعم المصير.

قال عبد الله بن جعفر : «جاءنا النّبيّ بعد موت أبي ، وقال : لا تبكوا على أخيّ بعد اليوم ، ودعا بالحلّاق فحلّق رؤوسنا ، وقال : أمّا محمّد فشبيه عمّنا أبي طالب ، وأمّا عبد الله فشبيه خلقي وخلقي ، ثمّ أخذ بيدي ، وقال : أللهمّ أخلف جعفرا في أهله ، وبارك لعبد الله في صفقة يمينه ؛ ولمّا ذكرت أمّي يتمنا قال لها : لا تخافي عليهم أنا ولّيهم في الدّنيا والآخرة»(٢) .

وكفى بالرّسول الأعظم وليّا ، وهل يبغي أبو طالب وآل أبي طالب سوى ولاية الله ورسوله؟.

واختلف المؤرّخون في عمر جعفر الطّيّار ، فمن قائل : أنّه استشهد ابن (٣٨) ، وقائل (٤١)(٣) .

__________________

(١) مؤتة قرية (موضع من بلد الشّزام) والآن في الأردن ، وفيها مقام لجعفر الطّيّار مزار ومشهور. انظر ، النّهاية في غريب الحديث : ٣ / ٣٧١.

(٢) انظر ، فقه السّيرة للشّيخ محمّد الغزّالي : ٢٨١ بعنوان غزوة مؤتة. (منهقدس‌سره ).

مسند أحمد : ١ / ٢٠٤ ح ١٧٥٠ ، الأحاديث المختارة : ٩ / ١٦٢ و ١٦٤ ح ١٣٩ و ١٤٤ ، المصنّف لابن أبي شيبة : ٦ / ٣٨١ ح ٣٢٢٠٥ ، سنن البيهقي الكبرى : ٤ / ٦٠ ح ٦٨٨٥ ، السّنن الكبرى : ٥ / ٤٨ ح ٨١٦٠ و ٨٦٠٤ ، مجمع الزّوائد : ٦ / ١٥٧ و : ٩ / ٢٧٣ و ٢٨٦ ، الإصابة : ٤ / ٧٤٤ رقم «٢٦١١١» ، فضائل الصّحابة للنّسائي : ١ / ١٨ ح ٥٧ ، معتصر المختصر : ١ / ٢١٠ ، المعجم الكبير : ٢ / ١٠٥ ح ١٤٦٠ ، المستدرك على الصّحيحين : ١ / ٥٢٨ ح ١٣٧٨.

(٣) انظر ، الإستيعاب لابن عبد البرّ : ٢ / ٤٥٨ و ٥١١ ، الإصابة : ٤ / ٧٤٤ رقم «٢٦١١١» ، حلية ـ

٣٠٦

عبد الله بن جعفر :

كان لجعفر الطّيّار ثلاثة ذكور : عبد الله ، وبه يكنى ، ومحمّد ، وعون ، ولدوا كلّهم في أرض الحبشة ، وأمّهم أسماء بنت عميس ، ومحمّد بن أبي بكر أخوهم لأمّهم(١) .

وصحب عبد الله النّبيّ ، وحفظ الحديث عنه ، ولازم عمّه أمير المؤمنين والحسنين ، وأخذ عنهم العلم.

وكان أغنى بني هاشم وأيسرهم ، وكانت له ضياع كثيرة ، ومتاجر واسعة.

وكان أسخى رجل في الإسلام ، وله حكايات في الجود كثيرة وعجيبة ، منها أنّ أحد الخلفاء أرسل له ثلاثة ملايّين درهما ، ففرقها جميعا على الفقراء ، وزاد عليها من ماله(٢) . وله مواقف مع معاوية عرّفه فيها مكانه وحقيقته ، نقلنا بعضها

__________________

ـ الأولياء : ١ / ١١٨ ، تأريخ ابن عساكر : ٧ / ٣٨٧ ، الطّبقات لابن سعد : ٣ / ٧٩ ، الكامل لابن الأثير ٢ / ٨٦ ، المحبّر : ١١٩ و ١٢١ و ١٢٣ ، تأريخ الخميس : ٢ / ٧١ ، السّيرة لابن هشام : ٢ / ٣٧٢ و ٣٧٨ ، السّيرة الحلبية : ٣ / ٧٧ ، السّنن الكبرى : ٩ / ١٥٤.

(١) انظر ، تأريخ الطّبري : ٤ / ٣٤١ و : ٦ / ٢٥٦ ، مقاتل الطّالبيّين : ٦٠ ، مروج الذّهب : ٣ / ٩٢ و ٣٣٣ ، مقتل الحسين للخوارزمي : ٢ / ٢٧ ، المعارف لابن قتيبة : ٢٠٦ ، مقتل الحسين لأبى مخنف : ٧٣ ، الفصول المهمّة لابن الصّباغ المالكي : ٢ / ١٧٠ ، بتحقّيقنا ، الفتوح لابن أعثم : ٣ / ١٢٧ ، جمهرة أنساب العرب : ٦١ ، الإمامة والسّياسة لابن قتيبة : ٢ / ١٢ ، مقتل الحسين للخوارزمي : ٢ / ٢٧ ، ينابيع المودّة : ٣ / ٧٣ طبعة اسوة.

(٢) انظر ، المدائني (حياة الإمام الحسنعليه‌السلام ) ، كشف الغمّة : ١ / ٥٥٨ ، المناقب لابن شهر آشوب : ٣ / ١٨٢ ، الفصول المهمّة في معرفة الأئمّة لابن الصّباغ المالكي : ٢ / ٣٢ ، بتحقيقنا ، تأريخ الطّبري : ٥ / ١٥٣ ، و : ٤ / ١١٨ طبعة أخرى ، الكامل في التّأريخ : ٣ / ٣٩٧ ، و : ٤ / ٢٧٢ ، الإصابة : ٣ / ٤٧١ ، لسان الميزان : ١ / ٢٦٨ ، ميزان الإعتدال : ١ / ١٣٩ ، مقاتل الطّالبيّين : ٨٦ و ٢٥.

٣٠٧

في كتاب «الشّيعة والحاكمون»(١) .

وعن الشّعبي أنّ عبد الله دخل على معاوية ، وعنده يزيد ، فجعل يزيد يعرّض بعبد الله في كلامه ، وينسبه إلى الإسراف

فقال عبد الله ليزيد : إنّي لأرفع نفسي عن جوابك ، ولو قالها صاحب السّرير لأجبته

فقال معاوية : كأنّك تظن أنّك أشرف منه؟.

قال عبد الله : أي والله ، ومنك ومن أبيك ، وجدّك.

فقال معاوية : ما كنت أحسب أنّ أحدا في عصر حرب بن اميّة أشرف منه.

فقال عبد الله : بلى والله. إنّ أشرف منه من أكفأ عليه إناءه ، وأجاره بردائه.

قال صدقت ، يا أبا جعفر(٢) .

__________________

(١) انظر ، الشّيعة والحاكمون : ١٢٨ ، بتحقّيقنا ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ٦ / ٢٩٦.

(٢) انظر ، زينب الكبرى لجعفر النّقدي : ٨٩ طبع النّجف. (منهقدس‌سره ). انظر ، تأريخ دمشق : ٢٧ / ٢٦٥ ، شزرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ١٥ / ٢٢٩.

٣٠٨

الزّواج

قالوا : «أنّ الفرس العتيق هو الّذي ينحدر من آباء لا هجنة فيها»(١) . وكذلك الأسر الطّيبة الطّاهرة العريقة في التّقى والقداسة تخشى الهجنة إذا زوّجت أبناءها وبناتها بمن دونها فضلا وصلاحا.

حين بلغت الزّهراء مبلغ الزّواج كثر طلابها ، فرفضهم النّبيّ جميعا ، لعدم الكفاءة ، وزوّجها عليّا ، لأنّها منه ، وهو منها ، وهما من النّبيّ في الصّميم. ونفس الشّيء حصل لابنتها الحوراء ، طلبها كثيرون ، فردّهم الإمام ، وزوّجها ابن أخيه عبد الله ، ومن أولى بها منه ، وهو ابن عمّها للأب والأمّ ، وسبق أبوه جعفر الطّيّار إلى الإسلام ، وهاجر وجاهد واستشهد في سبيله.

شرف المصاهرة :

وإذا كان الإقتران بنسل الرّسول شرفا وكرامة ، فآله أولى النّاس بهذا الحقّ ، لأنّه لهم ومنهم وفيهم ، وقد روي أنّ النّبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله نظر إلى أولاد عليّ ، وجعفر ، وقال : «بناتنا لبنينا ، وبنونا لبناتنا»(٢) . وإذا لم يكن النّبيّ جدّا لأولاد جعفر فإنّه لهم

__________________

(١) انظر ، لسان العرب : ١ / ٥٩٠.

(٢) انظر ، من لا يحضرة الفقيه : ٣ / ٣٩٣ ح ٤٣٨٤ ، وسائل الشّيعة : ٢٠ / ٧٤ ح ٢٥٠٦٨ ، مناقب آل أبي ـ

٣٠٩

بمنزلة الأب والجدّ ، وهو ولّيهم في الدّنيا والآخرة ، ولا شيء أحبّ إلى الجدّ من اقتران أحفاده بعضهم ببعض ، لأنّ في ذلك تأكيدا لنسله وامتدادا لنوع من وجوده.

حياتها الزّوجيّة :

لم يتحدّث المؤرّخون وأصحاب السّير عن حياة السّيّدة زينب مع زوّجها عبد الله ، وكل ما ذكروه أنّه رزق منها أربعة ذكور وأنثى

وعن أي شيء يتحدّث المؤرّخون في هذا الباب؟ هل يتحدّثون عن نزاعها وشقاقها مع زوّجها ، أو مع الجيران ، أو عن وضعها الأحاديث على لسان جدّها في فضلها وفضل أبيها ، أو عن تحزّبها الأحزاب ، وركوب الجمال ، والبغال ، أو يتحدّثون عن مظاهر الأبّهة ، وعدد الجواري والعبيد ، أو عن رحلات النّزهة وشم النّسيم ، أو مجالس الأنس والطّرب؟.

لقد اكتفت الحوراء بذكر الله عن ذكر النّاس ، والقيل والقال ، وصرفها القيام بين يدي الله ، والإنقطاع إليه عن كلّ شيء فكان بيتها بيت العبادة ، والتّهجد ، وتلاوة القرآن(١) :

منازل كانت للرّشاد وللتّقى

وللصّوم والتّطهير والحسنات

قالت بنت الشّاطئ :

«لم يفرق الزّواج بين زينب وأبيها واخوتها ، فقد بلغ من تعلق الإمام عليّ

__________________

ـ طالب : ٣ / ٩٠ ، مكارم الأخلاق للطّبرسي : ٢٠٤.

(١) انظر ، ديوان دعبل : ١٢٤ ، الفصول المهمّة في معرفة الأئمّة لابن الصّباغ المالكي : ٢ / ٣١٠ ، بتحقيقنا ، سير أعلام النّبلاء : ٩ / ٣٩١ ، فرائد السّمطين : ٢ / ٣٣٧ ح ٥٩١ ، تذكرة الخواصّ : ٢٣٨ ، مقاتل الطّالبيّين : ٥٦٥.

٣١٠

بابنته ، وابن أخيه أن أبقاهما معه ، حتّى إذا ولّى أمر المسلمين ، وانتقل إلى الكوفة انتقلا معه ، فعاشا في مقرّ الخلافة موضع رعاية أمير المؤمنين واعزازه ، ووقف عبد الله بجانب عمّه في نضاله الحربي ، فكان أميرا بين أمراء جيشه في صفّين»(١) .

وكيف يصبر الإمام عن جوهرته الكريمة ، وقد رأى فيها مثاله ، وطبائعه ، وجميع شمائله؟ فلقد روى الرّواة أنّها كانت تنطق بلسان أبيها إذا تكلّمت. ونقل الشّيخ النّقدي عن النّيسابوري : «أنّها كانت في فصاحتها ، وبلاغتها ، وزهدها ، وعبادتها كأبيها المرتضى ، وأمّها الزّهراء»(٢) .

وليست الفصاحة ، والبلاغة ، والزّهد ، والعبادة كلّ ما لعليّ من أوصاف كلّا ثمّ كلّا ، إنّ صفات أبيها عليّ لا تدركها عقولنا نحن ، وما كان لأحد أن يدركها أو يحيط بها إلّا الأنبياء ، والأوصياء ، ولست أدري : هل يتطور العقل البشري في المستقبل ، ويبلغ مرتبة تؤهله لتفهم هذه الشّخصيّة على حقيقتها ومن جميع جهاتها؟

أولادها :

ولد لعبد الله بن جعفر من السّيّدة زينب أربعة ذكور ، وأنثى ، وهم عليّ المعروف بالزّينبي ، ومحمّد ، وعبّاس ، وعون ، وأمّ كلثوم ، وهي الّتي خطبها معاوية لولده يزيد ، فزوّجها خالها الحسينعليه‌السلام من ابن عمّها القاسم ابن محمّد بن

__________________

(١) انظر ، بطلة كربلاء ، الدّكتورة عائشة عبد الرّحمن بنت الشّاطيء. موسوعة آل النّبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، النّاشر دار الكتاب العربي ، بيروت لبنان ، الطّبعة الأولى ١٩٦٧ م.

(٢) انظر ، زينب الكبرى ، جعفر النّقدي ، منشورات الرّضي ، قم المقدسة ، الطّبعة الثّانية ، والطّبعة الثّالثة ، منشورات الطّبعة الحيدرية ، النّجف الأشرف.

٣١١

جعفر بن أبي طالب(١) .

ومحمّد وعون قتلا مع خالهما الحسين بكربلاء ، برز عون للقتال ، وهو يقول(٢) :

إن تنكروني فأنا ابن جعفر

شهيد صدق في الجنان أزهر

يطير فيها بجناح أخضر

كفى بهذا شرفا في المحشر

هؤلاء آل أبي طالب كبارا ، وصغارا ، إذا عملوا عملوا ليوم المحشر والخلود ، وإذا افتخروا افتخروا بالشّهداء والصّدّيقين ، وإذا انتقموا انتقموا لله لا لأنفسهم ، ولذا كان لهم عند المسلمين حقّ المودّة والولاء ، وعند الله سبحانه الكرامة والرّضوان

وقتل عون من الأعداء ثلاثة فوارس ، وثمانية عشر رجلا ، ثمّ ضربه عبد الله ابن قطنة الطّائي فقتله ، ولمّا خرج المختار قبض على ابن قطنة ، وقتله(٣) .

__________________

(١) انظر ، أعيان الشّيعة : ٣٣ / ١٩١ طبعة (١٩٥٠ م). (منه قدس‌سره). انظر ، السّيرة لابن إسحاق : ٢٢٦ ، صحيح البخاري : ٣ / ١٣٦٠ ح ٣٥٠٦ و : ٤ / ١٥٥٥ ح ٤٠١٦ و : ٥ / ٢٤ ، تهذيب الكمال : ١٤ / ٣٦٩ ، الإستيعاب : ١ / ٢٤٢ ، الطّبقات الكبرى : ٤ / ٣٩ ، الإصابة : ١ / ٤٨٧ ، تهذيب الأسماء : ١ / ١٥٥ ، التّرغيب والتّرهيب : ٢ / ٢٠٦ ح ٢١١٧ ، مجمع الزّوائد : ٩ / ٢٧٣ ، المعجم الكبير : ٢ / ١٠٧ ح ١٤٦٧ و : ١١ / ٣٦٢ ح ١٢٠٢٠ ، أنساب الأشراف : ٢ / ١٨٩ ، تأريخ اليعقوبي : ٢ / ٢١٣ ، تأريخ الطّبري : ٥ / ١٥٣.

(٢) انظر ، ناسخ التّواريخ : ٢ / ٣٢١ ، شرح الأخبار : ٣ / ٢٠٢ ، مناقب آل أبي طالب : ٣ / ٢٥٤.

(٣) انظر ، المعارف لابن قتيبة : ٢٠٦ ، مقتل الحسين لأبي مخنف : ٧٣ ، تأريخ الطّبري : ٦ / ٢٥٦ ، الفصول المهمّة لابن الصّباغ المالكي : ٢ / ١٧٠ ، بتحقّيقنا ، مقتل الحسين لأبي مخنف : ١٦٥ ـ ١٦٦ و ٢٣٨ ، الفتوح لابن أعثم : ٣ / ١٢٧ ، جمهرة أنساب العرب : ٦١ ، الإمامة والسّياسة لابن قتيبة : ٢ / ١٢ ، تأريخ الطّبري : ٦ / ٢٥٦ ، و : ٤ / ٣٤١ طبعة آخر ، المناقب لابن شهر آشوب : ٤ / ١٠٦ ، و : ـ

٣١٢

وبرز محمّد وهو يقول(١) :

أشكو إلى الله من العدوان

فعال قوم في الرّدى عميان

قد بدّلوا معالم القرآن

ومحكم التّنزيل والتّبيان

وقتل من الأعداء عشرة أنفس ، وحمل عليه ابن نهشل التّميمي فقتله(٢) .

ولمّا ورد نعي الحسين ونعي محمّد وعون إلى المدينة كان عبد الله بن جعفر جالسا في بيته ، فدخل عليه النّاس يعزونه ، وكان له غلام اسمه أبو السّلاس ، فقال ماذا لقينا من الحسين؟ فحذفه عبد الله بنعله ، وقال له : يا ابن اللّخناء أللحسين تقول هذا والله لو شهدته لما فارقته ، حتّى اقتل معه ، وقد هوّن عليّ مصابهما أنّهم قتلا مع أخي وابن عمّي مواسيين له صابرين معه ، ثمّ قال : الحمد لله ، لقد عزّ عليّ مصرع الحسين ، وإذا لم أكن قد واسيته بيدي ، فقد واسيته بولدي(٣) .

__________________

ـ ٢ / ٢٢٠ طبعة آخر ، مقاتل الطّالبيّين : ٦٠ ، و : ١٢٢ طبعة آخر ، و : ٩٥ طبعة آخر ، مقتل الحسين للخوارزمي : ٢ / ٢٧ ، ينابيع المودّة : ٣ / ٧٣ طبعة اسوة ، مروج الذّهب : ٣ / ٩٢ و ٣٣٣ ، مقاتل الطّالبيّين ، الإصبهاني : ٦٠ ، و : ١٢٢ طبعة آخر ، إبصار العين في أنصار الحسين : ٣٩ طبعة النّجف.

(١) انظر ، ناسخ التّواريخ : ٢ / ٣٢٢ ، شرح الأخبار : ٣ / ٢٠٣ ، مناقب آل أبي طالب : ٣ / ٢٥٤.

(٢) انظر ، مقتل الحسين لأبي مخنف : ١٦٧ و ٢٣٩ ، إبصار العين في أنصار الحسين : ٤٠ طبعة النّجف ، المناقب لابن شهر آشوب : ٢ / ٢٢٠ ، مقتل الحسين للخوارزمي : ٢ / ٢٧ ، تأريخ الطّبري : ٦ / ٢٥٦ و ٢٦٩ ، و : ٤ / ٣٤١ طبعة آخر ، مقاتل الطّالبيّين : ٦١ ، الإرشاد للشّيخ المفيد : ٢ / ٦٨ و ١٠٧ و ١٢٥ ، المعارف لابن قتيبة : ٢٠٧ الفصول المهمّة لابن الصّباغ المالكي : ٢ / ١٧٠ ، بتحقّيقنا.

(٣) انظر ، الغارات : ٢ / ٦٩٥ ، الكامل في التّأريخ : ٤ / ٨٩ ، مقتل الحسين لأبي مخنف : ١٦٦ و ٢٢٦ ، جواهر المطالب في مناقب عليّ بن أبي طالب لابن الدّمشقي : ٢ / ٢٩٦ ، تأريخ الطّبري : ٤ / ٣٥٧ ، كشف الغمّة : ٢ / ٢٨٠ ، شرح الأخبار : ٢ / ٢٠٢.

٣١٣

وقد تساءل البعض عن عدم خروج عبد الله بن جعفر مع الحسين؟.

واعتذر عنه جماعة بأعذار لا تعدو الحدس ، والتّخمين. وقال بعضهم : أنّ بصره كان مكفوفا يومئذ.

والّذي نعتقده أنّ عبد الله بن جعفر كان مطيعا للإمامين الحسن والحسين بعد عمّه ، وأنّه لم يخالف لهما أمرا ، لا في السّر ولا في العلانية ، وقد رأيناه يترك أمر زوّاج ابنته أمّ كلثوم لخالها الحسين ، حين طلبها معاوية لولده يزيد ، كما ترك أمر خروج زوّجته زينب إليه وإليها ، وهو الّذي أمر ولديه عونا ومحمّدا بالخروج مع خالهما ، ولكنّ الحسينعليه‌السلام لم يلزمه بالخروج ولم يوجب عليه ذلك ، بل ترك له الخيار ، وقد رأى أنّ بقاءه في المدينة أصلح ، لإعتبارات نجهلها نحن ، ويعذر هو فيها ، ولو أنّ الحسين أوجب عليه الخروج لأسرع إلى الإجابة ، وليس من شكّ أنّه مأجور ومشكور عند الله والنّاس على رضاه واغتباطه باستشهاد ولديه بين يدي الإمام.

وأنّ سيرته ومواقفه بعد الحسين لأصدق دليل على إيمانه وإخلاصه وصدقه في المتابعة والولاء لعمّه وأبنائه ، وعن كتاب المحاسن والمساويء للبيهقي أنّ عبد الله بن عبّاس ، وعمرو بن العاص كانا في مجلس معاوية ، فعرّض عمرو بعبد الله بن جعفر ، ونال منه ، فقال ابن عبّاس :

«وليس كما ذكرت ، ولكنّه لله ذكور ولنعمائه شكور ، وعن الخنازجور ، جواد كريم ، سيّد حليم لا يدّعي لدعي ـ يعرض بابن العاص ـ ولا يدنو لدني ، كمن اختصم فيه من قريش شرّارها فغلب عليه جزّارها ـ كما حدث لابن العاص ـ فأصبح ألأمها حسبا ، وأدناها منصبا وليت شعري بأي قدم تتعرض

٣١٤

للرّجال؟. وبأي حسب تبارز عند النّضال؟! أبنفسك وأنت الوغد الرّنيم؟! أمّ بمن تنتمي إليه ، فأهل السّفه ، والطّيش ، والدّناءة في قريش ، لا بشرف في الجاهليّة اشتهروا ، ولا بقديم في الإسلام ذكروا ...»(١) .

وضع الأحاديث والأخبار :

أمّا ما جاء في بعض الكتب من ولع عبد الله بن جعفر بالقيان والغناء فهو ، إمّا افتراء لا أصل له ولا أساس ، وإمّا مبالغ فيه بقصد النّيل من مقام أمير المؤمنين ، لأنّه ابن أخيه ، وزوّج ابنته على طريقة السّلف الطّالح من أمثال الأمويّين وأذنابهم الّذين يضعون لهم الأحاديث والأخبار في عليّ وأولاده وأحفاده بعد أن يقبضوا الثّمن.

من ذلك ، وعلى سبيل المثال ، حديث : «إنّ ابني هذا سيّد ، ولعل الله يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين ...»(٢) . وضعه معاوية ليثبت به إسلامه ،

__________________

(١) انظر ، المحاسن والمساويء للبيهقي : ١ / ١٤٣ ، الإصابة : ٢ / ٣٢٠ ، تأريخ دمشق : ٢٩ / ٧٤.

(٢) لا نريد التّعليق على هذا الحديث من باب وضعه سندا ومتنا ، بل نقول : هذا الحديث من وضع الأمويين وأنصارهم ، الّذين استأجرهم معاوية للكذب والإفتراء على الرّسولصلى‌الله‌عليه‌وآله هذا أوّلا.

انظر ، الإصابة : ١ / ٦٤ ، فقال فيها ابن حجر : «وهكذا أصبحت الخلافة ملكا عضوضا على يد معاوية الّذي ورّثها لابنه يزيد ، وأجبر النّاس على بيعته في حياته ، لا ينازعه في ملكه منازع من بعده. بل قال في جواهر المطالب في مناقب عليّ بن أبي طالب لابن الدّمشقي : ٢ / ٢٠١ ، الرّواة من حفّاظ بني أميّة. انظر ، الإصابة : ١ / ٣٣٠ ، مسند أحمد : ٥ / ٥١ ، العقد الفريد : ١ / ١٦٤ ، تهذيب تأريخ دمشق لابن عساكر : ٤ / ٢٠٢ ، صحيح البخاري : ٢ / ١١٨ ، و : ٤ / ١٤١ ، سنن النّسائي : ٣ / ١٠٧ سنن أبي داود : ٢ / ٢٨٥ ، و : ٣ / ١١٨ ، محاسن البيهقي : ٥٥ ، مستدرك الحاكم : ٣ / ١٦٩ ، الإستيعاب : ١ / ٣٨٤ ، ـ

٣١٥

وإسلام من كان معه في صفّين ، وينفي عنه وعنهم البغي الّذي دمغهم به حديث «ويح عمّار تقتله الفئة الباغية يدعوهم إلى الجنّة ، ويدعونه إلى النّار»(١) .

__________________

ـ وثانيا : إنّ هذا اللّفظ «بين فئتين من المسلمين عظيمتين» كيف يوجّهها أصحاب الرّأي والسّداد في حالة المقارنة بين قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله حول ريحانة الإمام الحسنعليه‌السلام : إنّ ابني هذا سيّد ، وقولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : وإنّ الحسنين خير النّاس جدّا وجدّة وأبا وأمّا ، وقولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّ الحسن والحسين سبطا هذه الأمّة ، وقولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّ الله زيّن الجنّة بالحسن والحسين ، وقولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّ الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة ، وقولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّ الحسنين عضوان من أعضائه ، وغير ذلك كثير وبين قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه كما ذكر ذلك صاحب ميزان الإعتدال : ٢ / ٧ و : ١٢٩ ، طبعة مصر سنة ١٣٢٥ ه‍ ، وابن حجر في تهذيب التّهذيب : ٥ / ١١٠ ، و : ٧ / ٣٢٤ ، و : ٨ / ٧٤ ، طبعة حيدر آباد سنة ١٣٢٥ ه‍.

وفي لفظ ابن عيّينة «فارجموه» ، وكنوز الحقائق : ٩ ، طبعة استانبول سنة ١٢٨٥ ه‍ ، وابن سعد في الطّبقات : ٤ / ١٣٦ ق ١. وقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ويّح عمّار ، وكذلك تأسّف عبد الله بن عمر بن الخطّاب ، وتأسّف عبد الله بن عمرو بن العاص على أنّه كان مع الفئة الباغية؟؟! ومع هذا كلّه يطلقون لفظة «المسلمين» على معاوية وأصحابه ، وبالتالي فإنّ لفظ «المسلم» كما يطلق على المؤمن فكذلك يطلق على المنافق والباغي وغير ذلك من الفرق المنتحلة للإسلام.

(١) ذكرت ذلك في بعض مؤلّفاتي السّابقة ، وأعدته هنا ، لتّعم الفائدة. (منهقدس‌سره ).

وعمّار : هو أبو اليقظان عمّار بن ياسر بن عامر بن مالك بن كنانة بن قيس بن الحصين بن الوذيم من بني ثعلبة ، وأمّه سميّة. وكان حليفا لبني مخزوم. وكان هو ووالده من السّابقين إلى الإسلام وهو سابع سبعة أجهروا بإسلامهم ، وقد استشهد والداه أثر تعذيب قريش إيّاهما على إسلامهما. وقد ورد عن الرّسولصلى‌الله‌عليه‌وآله أحاديث صحيحة في مدحه منها قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «إنّ عمّارا ملئ إيمانا إلى مشاشه».

انظر ، صحيح البخاريّ : كتاب الصّلاة ، باب التّعاون في بناء المساجد ، و : ١ / ١٢٢ ، صحيح مسلم : ٤ / ٢٢٣٥ ، صحيح التّرمذي : ٥ / ٦٦٩ ، مسند أحمد : ٢ / ١٦١ و ١٦٤ ، و : ٤ / ١٩٧ ، و : ٦ / ٢٨٩ ، مسند أبي داود الطّيّالسي : ٣ / ٩٠ ، حلية الأولياء : ٤ / ١١٢ ، تأريخ بغداد : ١٣ / ١٨٦ ، و : ٥ / ٣١٥ ، و : ٧ / ٤١٤ ، طبقات ابن سعد : ٣ / ١٧٧ ، الطّبقات لابن سعد : ٣ / ٣٥٩ ، أنساب الأشراف : ١ / ١٧٠ ، الاسيعاب : ١ / ١٥٧ ، مسند أحمد : ٥ / ٢١٤ ، تأريخ الطّبريّ : ٣ / ٣١٦ ، الموضّح للخطيب : ١ / ٢٧٧. وانظر أيضا الرّوايات الّتي خلقها الطّبريّ : ١ / ٣٠٩٥ ـ ٣٠٩٦ ، والخطيب في الموضّح : ـ

٣١٦

__________________

ـ ١ / ٢٧٥ ، وابن عساكر بترجمة خزيمة بسنده عن سيف من مخطوطات المكتبة الظّاهرية بدمشق : ٥ رقم ٣٣٧ ورقة ٣٠٢ و ٣٠٣. وقارن أيضا مع ما رواه اليعقوبي في تأريخه : ٢ / ١٧٨ ، ومروج الذّهب : ٢ / ٣٦٦ ، والفتوح لابن أعثم : ٢ / ٢٨٩. وفي تأريخ الإسلام للذّهبي : ٢ / ١٧١.

وهنالك أحاديث أخرى ، وهو الّذي نزلت فيه آية ١٠٦ من سورة النّحل ( مَنْ كَفَرَ بِاللهِ مِنْ بَعْدِ إِيمانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ ) انظر ، تفسير الآية في تفسير الطّبريّ ، والقرطبي ، وابن كثير ، والسّيوطي. وانظر طبقات ابن سعد : ٣ / ١٧٨ ، والمستدرك : ٣ / ١٧٨.

وانظر ترجمة عمّار بن ياسر في مروج الذّهب : ٢ / ٢١ و ٢٢ ، أنساب الأشراف : ٥ / ٤٨ ـ ٨٨ ، و : ٢ / ٣١٤ وما بعدها تحقيق المحمودي طبعة الأعلمي بيروت ، مسند أحمد : ١ / ٩٩ و ١٢٣ و ١٢٥ و ١٣٠ و ١٣٧ و ٤٠٤ ، و : ٢ / ١٦١ و ١٦٤ و ٢٠٦ ، و : ٣ / ٥ ، و : ٢٢ و ٢٨ و ٩٠ ، و : ٤ / ٧٦ و ٨٩ و ٩٠ و ١٩٧ و ١٩٨ و ٣١٩ ، و : ٥ / ٢١٤ ، و ٣٠٦ ، و : ٦ / ٢٨٩ ، و ٣٠٠ ، و ٣١١ و ٣١٥ و ٤٥٠ ، وصحيح البخاريّ : الجهاد ب ١٧ ، سنن ابن ماجه ب ١١ من المقدّمة ، وسنن التّرمذي : ب ٣٣ من كتاب المناقب ، ومسند الطّيّالسي : ١١٧ و ٦٠٣ و ٦٤٣ و ٦٤٩ و ١١٥٦ و ١٥٩٨ و ٢١٦٨ و ٢٢٠٢ ، والإسيعاب : ٢ / ٤٦٩ حرف العين ، الإصابة : ٢ / ٥ ، خصائص أمير المؤمنين للنّسائي : ١٣٢ ط الحيدرية ، حلية الأولياء : ٤ / ١٧٢ و ٣٦١ ، و : ٧ / ١٩٧ و ١٩٨ ، ومجمع الزّوائد : ٧ / ٢٤٠ و ٢٤٢ ، و ٢٤٤ و : ٩ / ٢٩٥ ، تأريخ الطّبريّ : ٥ / ٣٩ و ٤١ ، و : ١٠ / ٥٩.

وانظر ترجمته أيضا في اسد الغابة : ٢ / ١١٤ و ١٤٣ و ٢١٧ ، و : ٤ / ٤٦ ، الإمامة والسّيّاسة لابن قتيبة : ١ / ١١٧ ، تأريخ اليعقوبي : ٢ / ١٦٤ طبعة الغري ، وقعة صفّين : ٣٤١ و ٣٤٣ ، العقد الفريد : ٤ / ٣٤١ و ٣٤٣ ، المناقب للخوارزمي : ٥٧ و ١٢٣ و ١٢٤ و ١٥٩ و ١٦٠ ، الكامل في التّأريخ : ٣ / ٣١٠ و ٣١١ ، الإستيعاب بهامش الإصابة : ٢ / ٤٣٦ طبعة السّعادة ، فرائد السّمطين : ١ / ١١٤ و ١٢٠ و ٢٨٧ ، المعجم الصّغير للطبراني : ١ / ١٨٧.

وراجع أيضا شرح النّهج لابن أبي الحديد : ٨ / ١٠ و ١٧ و ١٩ و ٢٤ ، و : ١٥ / ١٧٧ طبعة مصر تحقيق محمّد أبو الفضل ، و : ٢ / ٢٧٤ الطّبعة الأولى مصر ، سيرة ابن هشام : ٢ / ١٠٢ ، نور الأبصار : ١٧ و ٨٩ طبعة السّعيدية بمصر ، كفاية الطّالب : ١٧٢ ـ ١٧٥ طبعة الحيدرية ، و ٧١ و ٧٣ طبعة الغري ، تذكرة الخواصّ : ٩٣ و ٩٤ ، ينابيع المودّة : ١٢٨ و ١٢٩ طبعة إسلامبول ، و : ١٥١ و ١٥٢ طبعة الحيدرية ، و : ١ / ١٢٨ و ١٢٩ طبعة العرفان ، وأحكام القرآن لابن عربي : ٤ / ١٧٠٥ الطّبعة الثّانية تحقيق ـ

٣١٧

ومنه الخبر المفترى على الإمام الحسنعليه‌السلام أنّه كان إذا رأى جمعا من النّسوة يقول لهنّ: «من منكنّ تأخذ ابن بنت رسول الله؟ فيجبنّه بصوت واحد : كلّنا مطلقات ابن بنت رسول الله»(١) .

وأي عاقل يصدق مثل هذا على الإمام الزّكي الّذي له عقل جدّه محمّد المصطفى ، وأبيه عليّ المرتضى؟! أي عاقل يصدق أنّ الإمام الحسن كان يقف على قارعة الطّريق ، وينادي معلنا عن نفسه ورغبته في الزّواج ، والنّكاح؟ وأغرب من كلّ ذلك جواب النّسوة كلّنا مطلقات ابن بنت رسول الله. متى تزوّج بهذه الكثرة الكثيرة؟! ومتى طلقهنّ؟! وكيف إجتمع مطلقاته كلهنّ في مجلس واحد؟! وكيف خفينّ عليه ، ولم يعرف حتّى ولا واحدة منهنّ ، وبالأمس كنّ في بيته وعلى فراشه؟!

ومن ذلك أخبار السّيّدة سكينة مع أشعب الطّمّاع وغيره من المغنّين والمخنثين(٢) ...إلى كثير من الأكاذيب والإفتراءات الّتي حاكتها الفئة الباغية

__________________

ـ البجاوي. وكان عمّار مع عليّ في حرب الجمل وصفّين ، وقتل بصفّين مساء الخميس ٩ صفر سنة (٣٧ ه‍) وله من العمر ٩٣ سنة.

انظر ، صحيح البخاريّ : ١ / ١٢٢ و ٢ / ٣٠٥ ، صحيح مسلم : ٤ / ٢٢٣٥ ، صحيح التّرمذي : ٥ / ٦٦٩ ، مسند أحمد : ٢ / ١٦١ و ١٦٤ ، و : ٤ / ١٩٧ ، و : ٦ / ٢٨٩ ، حلية الأولياء : ٤ / ١١٢.

(١) إنّ هذه الأباطيل قد افتعلها المنصور الدّوانيقي وأخذها عنه المؤرّخون كما ذكر صاحب المروج : ٣ / ٢٢٦ ، وصبح الأعشى : ١ / ٢٣٣ ، وجمهرة رسائل العرب : ٣ / ٩٢. ثمّ جاءت لجان التّبشير كلامنس وغيره في دائرة معارفه : ٧ / ٤٠٠ من تروّيج الأكاذيب عليهعليه‌السلام ، والمسلّم ، والمقطوع به هو تزوّجهعليه‌السلام بباكرة واحدة وتسع زوّجات ثيّبات.

(٢) لسنّا بصدد ردّ أكاذيب ابن خلّكان والإصبهاني بصدد سكينة وزوّاجها من فلان وفلان. ولا نريد أن ـ

٣١٨

بشهادة رسول الله(١) ، والشّجرة الملعونة في كتاب الله(٢) .

__________________

ـ نقف مع هذه الأساطير ، والأكاذيب الإصبهانيّة ، والدّمشقيّة ، والكثيريّة ، والأثيريّة على بنت الطّهارة ، ومعدن الوحي والرّسالة ، بل نقول : ألا لعنة الله على الكاذبين ، ألا لعنة الله على الظّالمين.

انظر ، مصادر هذه الأسطورة ، والأبيات الشّعريّة في تأريخ دمشق : ١١ / ٢٦١ و : ٦٩ / ٢٠٩ ، الأغاني : ١٦ / ١٦١ ، البداية والنّهاية : ٩ / ٢٩١ ، ديوان جميل : ٢٩ و ٤٠ طبعة بيروت ، ديوان الفرزدق : ١ / ٢٥٩ و : ٢ / ١٥٥ طبعة بيروت صادر ، مصارع العشاق : ٢ / ٨٠ ـ ٨٢ ، ديوان جرير : ٣٥٥ و ٤١٦ طبعة بيروت ، ديوان كثيّر : ٥٥ و ١١٦ طبعة بيروت.

انظر ، سير أعلام النّبلاء : ٥ / ٢٦٣ ، الطّبقات الكبرى : ٨ / ٤٧٥ ، تأريخ دمشق : ٦٩ / ٢٠٥ ، درّر الأصداف في فضل السّادة الأشراف ، لعبد الجواد بن خضر الشّربيني.

(١) انظر ، صحيح البخاري : ١ / ١٢٢ ، صحيح مسلم : ٤ / ٢٢٣٥ ، صحيح التّرمذي : ٥ / ٦٦٩ ، مسند أحمد : ٢ / ١٦١ و ١٦٤ ، و : ٤ / ١٩٧ ، و : ٦ / ٢٨٩ ، مسند أبي داود الطّيّالسي : ٣ / ٩٠ ، حلية الأولياء : ٤ / ١١٢ ، تأريخ بغداد : ١٣ / ١٨٦ ، و : ٥ / ٣١٥ ، و : ٧ / ٤١٤ ، طبقات ابن سعد : ٣ / ١٧٧ ، الطّبقات لابن سعد : ٣ / ٣٥٩ ، أنساب الأشراف : ١ / ١٧٠ ، الإستيعاب : ١ / ١٥٧ ، مسند أحمد : ٥ / ٢١٤ ، تأريخ الطّبريّ : ٣ / ٣١٦ ، الموضّح للخطيب : ١ / ٢٧٧ ، مروج الذّهب : ٢ / ٢١ و ٢٢ ، أنساب الأشراف : ٥ / ٤٨ ـ ٨٨ ، و : ٢ / ٣١٤ وما بعدها تحقيق المحمودي طبعة الأعلمي بيروت ، مسند أحمد : ١ / ٩٩ و ١٢٣ و ١٢٥ و ١٣٠ و ١٣٧ و ٤٠٤ ، و : ٢ / ١٦١ و ١٦٤ و ٢٠٦ ، و : ٣ / ٥ ، و : ٢٢ و ٢٨ و ٩٠ ، و : ٤ / ٧٦ و ٨٩ و ٩٠ و ١٩٧ و ١٩٨ و ٣١٩ ، و : ٥ / ٢١٤ ، و ٣٠٦ ، و : ٦ / ٢٨٩ ، و ٣٠٠ ، و ٣١١ و ٣١٥ و ٤٥٠ ، وصحيح البخاريّ : الجهاد ب ١٧ ، سنن ابن ماجه ب ١١ من المقدّمة ، وسنن التّرمذي : ب ٣٣ من كتاب المناقب ، ومسند الطّيّالسي : ١١٧ و ٦٠٣ و ٦٤٣ و ٦٤٩ و ١١٥٦ و ١٥٩٨ و ٢١٦٨ و ٢٢٠٢ ، والاسيعاب : ٢ / ٤٦٩ حرف العين ، الإصابة : ٢ / ٥ ، خصائص أمير المؤمنين للنّسائي : ١٣٢ ط الحيدرية ، حلية الأولياء : ٤ / ١٧٢ و ٣٦١ ، و : ٧ / ١٩٧ و ١٩٨ ، ومجمع الزّوائد : ٧ / ٢٤٠ و ٢٤٢ ، و ٢٤٤ و : ٩ / ٢٩٥ ، تأريخ الطّبريّ : ٥ / ٣٩ و ٤١ ، و : ١٠ / ٥٩.

(٢) انظر ، دلائل النّبوّة للبيهقي : ٦ / ٥١١ ، تفسير الطّبري : ١٥ / ٧٧ ، الدّر المنثور : ٤ / ١٩١ ، فتح القدير : ٣ / ٢٣٩ ، تأريخ دمشق : ٥٧ / ٢٧٣ ، النّزاع والتّخاصم : ٢٣ ، الهداية الكبرى : ٧٦ ح ٢٥ ، فتح الباري : ٨ / ٣٠٢ ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ٩ / ٢٢٠.

٣١٩
٣٢٠