مسند الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام الجزء ١

مسند الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام0%

مسند الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 531

مسند الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام

مؤلف: الشيخ عزيز الله العطاردي
تصنيف:

الصفحات: 531
المشاهدات: 47319
تحميل: 3382


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 531 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 47319 / تحميل: 3382
الحجم الحجم الحجم
مسند الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام

مسند الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام الجزء 1

مؤلف:
العربية

١٧ ـ عنه حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضى الله عنه قال : حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار ، عن يعقوب بن يزيد ، ومحمّد بن عيسى بن عبيد ، عن الحسين بن الحسن الفارسى ، عن سليمان بن جعفر الجعفرى ، عن حمّاد بن عيسى ، عن أبى عبد اللهعليه‌السلام قال : لا تجتمع الامامة فى أخوين بعد الحسن والحسينعليهما‌السلام ، إنمّا تجرى فى الأعقاب وأعقاب والأعقاب(١) .

١٨ ـ عنه حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل رضى الله عنه ، قال : حدّثنا علىّ بن الحسين السعدآباديّ ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن أبيه ، عن محمّد بن سنان ، عن يونس بن يعقوب ، عن أبى عبد اللهعليه‌السلام قال : أبى اللهعزوجل أن يجعلها فى أخوين بعد الحسن والحسينعليهما‌السلام (٢) .

١٩ ـ عنه حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضى الله عنه قال : حدّثنا الحسين بن الحسن بن أبان ، عن الحسين بن سعيد ، عن محمّد بن سنان ، عن أبى سلام ، عن سورة بن كليب ، عن أبى بصير ، عن أبى جعفرعليه‌السلام فى قول اللهعزوجل :( وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ ) إنّها فى الحسينعليه‌السلام تنتقل من ولد الى ولد ، لا ترجع إلى أخ ولا عمّ(٣) .

٢٠ ـ عنه حدّثنا أبى رضى الله عنه ، قال : حدّثنا سعد بن عبد الله : وعبد الله بن جعفر الحميرىّ جميعا ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن أبى جعفر محمّد بن جعفر ، عن أبيه ، عن عبد الحميد بن نصر ، عن أبى إسماعيل ، عن أبى عبد اللهعليه‌السلام قال : لا تكون الامامة فى أخوين بعد الحسن والحسينعليهما‌السلام أبدا ، إنّما هى فى الأعقاب وأعقاب الأعقاب(٤)

__________________

(١) كمال الدين : ٤١٤.

(٢) كمال الدين : ٤١٥.

(٣) كمال الدين : ٤١٥.

(٤) كمال الدين : ٤١٥.

١٢١

٢١ ـ عنه حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل رضى الله عنه قال : حدّثنا علىّ بن الحسين السعدآبادي ، عن أحمد بن أبى عبد الله البرقي ، عن أبيه ، عن محمّد بن أبى عمير ، عن غير واحد ، عن أبى بصير ، عن أبى عبد اللهعليه‌السلام قال : لمّا ولدت فاطمةعليها‌السلام الحسينعليه‌السلام أخبرها أبوهاصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنّ أمّته ستقتله من بعده ، قالت : ولا حاجة لى فيه ، فقال : إنّ اللهعزوجل قد أخبرنى أن يجعل الأئمّة من ولده ، قالت : قد رضيت يا رسول الله(١) .

٢٢ ـ عنه حدّثنا أبى رضى الله عنه قال : حدّثنا سعد بن عبد الله ، وعبد الله بن جعفر الحميرىّ جميعا ، عن محمّد بن الحسين بن أبى الخطاب ؛ ومحمّد بن عيسى بن عبيد جميعا ، عن عبد الله بن أبى نجران ، عن عيسى بن عبد الله العلوى العمرىّ ، عن أبى عبد الله جعفر بن محمّد الصادقعليهما‌السلام قال : قلت له : جعلت فداك إن كان كون ولا أرانى الله يومك ـ فبمن آتمّ؟

قال فأومأ إلى موسىعليه‌السلام ، قلت : فان مضى موسىعليه‌السلام فبمن آتمّ؟ قال : بولده ، قلت : فان مضى ولده وترك أخا كبيرا وابنا صغيرا فبمن آتمّ؟ قال : بولده ، ثمّ هكذا أبدا ، قلت : فإن أنا لم أعرفه ولم أعرف موضعه فما أصنع؟ قال : تقول : «اللهمّ إنّى أتولّى من بقى من حججك من ولد الامام الماضى فانّ ذلك يجزئك(٢) .

٢٣ ـ حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل رضى الله عنه قال : حدّثنا عبد الله بن جعفر الحميرىّ قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى ، قال : حدّثنا الحسن بن محبوب ، عن علىّ بن رئاب قال : قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : لمّا ان حملت فاطمةعليها‌السلام بالحسينعليه‌السلام قال لها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّ اللهعزوجل قد وهب لك غلاما اسمه الحسين ، تقتله امّتى ، قالت : فلا حاجة لى فيه ، فقال : إنّ اللهعزوجل قد وعدنى فيه عدة ،

__________________

(١) كمال الدين : ٤١٥.

(٢) كمال الدين : ٤١٥.

١٢٢

قالت : وما وعدك؟ قال : وعدنى أن يجعل الإمامة من بعده فى ولده ، فقالت ، رضيت(١) .

٢٤ ـ عنه حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق رضى الله عنه قال أخبرنا أحمد بن محمّد الهمدانيّ ، قال : حدّثنا علىّ بن الحسن بن علىّ بن فضّال ، عن أبيه ، عن هشام بن سالم قال : قلت للصادق جعفر بن محمّدعليهما‌السلام : الحسن أفضل أم الحسين؟ فقال: الحسن أفضل من الحسين. قال قلت : فكيف صارت الامامة من بعد الحسين فى عقبه دون ولد الحسن؟

فقال : إنّ الله تبارك وتعالى أحبّ ، أن يجعل سنة موسى وهارون جارية فى الحسن والحسينعليهما‌السلام ، ألا ترى أنّهما ، كانا شريكين فى النبوّة كما كان الحسن والحسين شريكين فى الامامة وإنّ اللهعزوجل جعل النبوّة فى ولد هارون ولم يجعلها فى ولد موسى ، وإن كان موسى أفضل من هارونعليهما‌السلام ، قلت : فهل يكون إمامان فى وقت واحد؟

قال لا إلّا أن يكون أحدهما صامتا مأموما لصاحبه ، والآخر ناطقا إماما لصاحبه ، فأمّا أن يكونا إمامين ناطقين فى وقت واحد فلا ، قلت : فهل تكون الامامة فى أخوين بعد الحسن والحسينعليهما‌السلام ؟ قال : لا إنّما هى جارية فى عقب الحسينعليه‌السلام كما قال اللهعزوجل :( وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ ) ثمّ هى جارية فى الاعقاب وأعقاب الأعقاب إلى يوم القيامة(٢)

__________________

(١) كمال الدين : ٤١٦.

(٢) كمال الدين : ٤١٦.

١٢٣

١٣ ـ باب أنّ الحسين على عضد النبيّ

وعاتقهعليهما‌السلام

١ ـ الصدوق حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل رضى الله عنه قال : حدّثنا علىّ بن الحسين السعدآبادي قال : حدّثنا أحمد بن أبى عبد الله البرقي ، عن أبيه ، عن فضالة ابن أيّوب ، عن زيد الشحّام ، عن أبى عبد الله الصادقعليه‌السلام جعفر بن محمد ، عن أبيه محمّد بن على الباقر ، عن أبيهعليه‌السلام قال : مرض النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله المرضة التي عوفى منها فعادته فاطمةعليها‌السلام سيّدة النساء ومعها الحسن والحسين قد اخذت الحسن بيدها اليمنى واخذت الحسين بيدها اليسرى وهما يمشيان وفاطمة بينهما حتّى دخلوا منزل عائشة.

فقعد الحسينعليه‌السلام على جانب رسول الله الأيمن والحسين على جانب رسول الله الأيسر ، فاقبلا يغمزان ما يليهما من بدن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فما أفاق النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله من نومه ، فقالت فاطمة للحسن والحسين : حبيبى إنّ جدّكما قد غفا فانصرفا ساعتكما هذه ودعاه حتّى يفيق وترجعان إليه ، فقالا لسنا ببارحين فى وقتنا هذا فاضطجع الحسن على عضد النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله الأيمن والحسين على عضده الايسر.

فغفيا وانتبها قبل أن ينتبه النبيّ وقد كانت فاطمة لمّا ناما انصرفت الى منزلها ، فقالا لعائشة ما فعلت أمّنا قالت لمّا نمتما رجعت الى منزلها فخرجا فى ليلة ظلماء مد لهمّة ذات رعد وبرق وقد ارخت السماء عز إليها فسطع لهما نور فلم يزالا يمشيان فى ذلك النور والحسن قابض بيده اليمنى على يد الحسين اليسرى ، وهما يتماشيان ويتحدّثان حتّى أتيا حديقة بنى النجّار ، فلمّا بلغا الحديقة حارا فبقيا لا يعلمان أين

١٢٤

يأخذان.

فقال الحسن للحسين إنا قد حرنا وبقينا على حالتنا هذه وما ندرى أين نسلك فلا عليك أن ننام فى وقتنا هذا حتّى نصبح فقال له الحسينعليه‌السلام دونك يا أخى فافعل ما ترى فاضطجعا جميعا ، واعتنق كلّ واحد منهما صاحبه وناما وانتبه النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله من نومته التي نامها فطلبهما فى منزل فاطمة فلم يكونا فيه وافتقدهما.

فقامعليه‌السلام قائما على رجليه وهو يقول : الهى وسيّدى ومولاى هذان شبلاى خرجا من المخمصة والمجاعة ، اللهمّ أنت وكيلى عليهما فسطع للنبىّ نور قلم يزل يمضى فى ذلك النور حتّى أتى حديقة بنى النجّار ، فاذا هما نائمان قد اعتنق كلّ واحد منهما صاحبه وقد تقشعت السماء فوقها كطبق فهى تمطر كاشدّ مطر ما رآه الناس قطّ ، وقد منع اللهعزوجل المطر منهما فى البقعة الّتي هما فيها نائمان.

لا يمطر عليهما قطرة وقد اكتنفتهما حية لها شعرات كآجام القصب وجناحان جناح قد غطت به الحسن وجناح قد غطت به الحسين ، فلمّا أن بصر بهما النبيّ تنحنح فانسابت الحية وهى تقول اللهمّ انّى أشهدك وأشهد ملائكتك ان هذين شبلا نبيك قد حفظتهما عليه ودفعتهما إليه سالمين صحيحين ، فقال لها النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله أيّتها الحيّة ممن أنت قالت : أنا رسول الجنّ إليك لتعلمنا ما نسينا من كتاب الله.

فلمّا بلغت هذا الموضع سمعت مناديا ينادى أيتها الحية هذان شبلا رسول الله فاحفظهما من الآفات والعاهات ، ومن طوارق الليل والنهار ، فقد حفظتهما وسلمتهما إليك سالمين صحيحين وأخذت الحية الآية وانصرفت وأخذ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله فوضعه على عاتقه الأيمن ووضع الحسين على عاتقه الأيسر ، وخرج علىّعليه‌السلام ، فلحق برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال له بعض أصحابه بأبى أنت وامى ادفع الىّ أحد شبليك اخفف عنك.

فقال امض فقد سمع الله كلامك وعرف مقامك وتلقاه آخر فقال : بأبى أنت و

١٢٥

أمّى ادفع إلىّ أحد شبليك أخفف عنك ، فقال : امض فقد سمع الله كلامك وعرف مقامك ، فتلقّاه علىّعليه‌السلام ، فقال بأبى أنت وأمّى يا رسول الله ادفع الى أحد شبلى وشبليك حتّى اخفف عنك ، فالتفت النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله الى الحسن فقال يا حسن هل تمضى الى كتف أبيك فقال له والله يا جداه ان كتفك لأحبّ الىّ من كتف أبى.

ثمّ التفت الى الحسينعليه‌السلام فقال يا حسين هل تمضى الى كتف أبيك فقال له :

والله يا جدّاه إنّى لأقول لك كما قال أخى الحسن إن كتفك لأحبّ إلىّ من كتف أبى فأقبل بهما الى منزل فاطمةعليها‌السلام وقد ادّخرت لهما تميرات فوضعتها بين أيديهما فأكلا وشبعا وفرحا فقال لهما النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله قوما الآن فاصطرعا

فقاما ليصطرعا وقد خرجت فاطمة فى بعض حاجتها فدخلت فسمعت النبيّ وهو يقول ايه يا حسن شدّ على الحسين ، فاصرعه فقالت له يا أبه واعجباه أتشجع هذا على هذا أتشجع الكبير على الصغير ، فقال لها يا بنية أما ترضين أن أقول أنا يا حسن شدّ على الحسين فاصرعه ، وهذا حبيبى جبرئيل يقول يا حسين شدّ على الحسن فاصرعه(١) .

٢ ـ عنه حدثنا أبى رضى الله عنه ، قال : حدثنا سعد بن عبد الله بن أبى خلف ، قال : حدثنا يعقوب بن يزيد ، عن حماد بن عيسى ، عن عبد الله بن مسكان عن أبان ابن خلف ، عن سليم بن قيس الهلالى عن سلمان الفارسىرحمه‌الله ، قال : دخلت على النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله فاذا الحسين على فخذيه وهو يقبل عينيه ويلثم فاه وهو يقول : أنت سيد ابن سيد ، أنت امام ابن امام ، أنت حجة ابن حجة ، أبو حجج تسعة من صلبك ، تاسعهم قائمهم.(٢)

٣ ـ قال ابن عساكر : قرأت على أبى محمد عبد الكريم بن حمزة ، عن أبى بكر

__________________

(١) أمالي الصدوق : ٢٦٦.

(٢) عيون اخبار الرضا : ١ / ٥٢.

١٢٦

الخطيب ، أنبأنا أبو القاسم الحسين بن أحمد بن عثمان ابن شيطا البزاز ، أنبأنا أبو الحسن على بن محمد بن المعلى بن الحسن الشونيزى ، أنبأنا محمد بن جرير الطبرى ، الفقيه ، حدثني محمد بن اسماعيل الضرارى ، أنبأنا شعيب بن ماهان ، عن عمرو بن جميع العبدى ، عن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن على عن ربية السعدى قال

لما اختلف الناس فى التفضيل رحلت راحلتى وأخذت زادى حتى دخلت المدينة فدخلت على حذيفة بن اليمان ، فقال لى : من الرجل؟ قلت : من أهل العراق. فقال : من أى العراق؟ قال : قلت : رجل من أهل الكوفة. قال : مرحبا بكم يا أهل الكوفة ما جاء بك قال : قلت : اختلف الناس علينا فى التفضيل فجئت لأسألك عن ذلك. فقال لى: على الخبير سقطت ، أما أنى لا أحدثك إلّا ما سمعته اذ نادى ووعاه قلبى وأبصرته عيناى.

خرج علينا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله كأنّى انظر إليه كما انظر إليك الساعة حامل الحسين بن على على عاتقه كانّى انظر الى كفه الطيّبة واضعها على قدمه يلصقها بصدره فقال : يا أيّها الناس لأعرفنّ ما اختلفتم فيه يعنى فى الخيار بعدى ـ هذا الحسين بن على خير الناس جدّا وخير الناس جدّة ، جدّه محمّد رسول الله سيّد النبيّين وجدّته خديجة بنت خويلد سابقة نساء العالمين الى الايمان بالله ورسوله.

هذا الحسين بن على خير الناس أبا وخير الناس أما ، أبوه على ابن أبى طالب أخو رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ووزيره وابن عمّه وسابق رجال العالمين إلى الإيمان بالله ورسوله ، وأمّه فاطمة بنت محمّد سيّدة نساء العالمين.

هذا الحسين بن على خير الناس عمّا وخير الناس عمّة ، عمّه جعفر بن أبى طالب المزيّن بالجناحين يطير بهما فى الجنّة حيث يشاء ، وعمّته أم هانئ بنت أبى طالب.

هذا الحسين بن على خير الناس خالا وخير الناس خالة ، خاله القاسم بن محمّد

١٢٧

رسول الله وخالته زينب بنت محمّد رسول الله ، ثمّ وضعه عن عاتقه فدرج بين يديه وحبا ، ثمّ قال : يا أيّها النّاس هذا الحسين بن على جدّه وجدّته فى الجنّة ، وأبوه وأمّه فى الجنّة ، وعمّه وعمّته فى الجنّة ، وخاله وخالته فى الجنّة ، وهو وأخوه فى الجنّة ، انّه لم يؤت أحد من ذرّيّة النبيّين ما أوتى الحسين بن على ما خلا يوسف بن يعقوب(١) .

١٤ ـ باب انّه ريحانة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله

١ ـ الحافظ ابن عساكر : أنبأنا أبو سعد المطرّز ، أنبأنا أبو نعيم ، أنبأنا سليمان بن أحمد الطبرانى أنبأنا أحمد بن ما بهرام الإيذجى ، أنبأنا جراح بن مخلّد ، أنبأنا الحسن ابن عنبسة ، أنبأنا على ابن هاشم ، عن محمّد بن عبيد الله بن على ، عن عبد الله بن عبد الرحمن الحزمى ، عن أبيه عن جدّه يعنى معمر بن حزم ، عن أبى أيّوب الأنصاري ، قال : دخلت : على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله والحسن والحسين يلعبان بين يديه فى حجره ، فقلت يا رسول الله أتحبّهما؟ قال : وكيف لا أحبّهما وهما ريحانتاى من الدنيا أشمهما(٢) .

٢ ـ عنه أخبرنا أبو طالب على بن عبد الرحمن ، أنبأنا أبو الحسن علىّ بن الحسين ، أنبأنا أبو محمّد بن النحاس ، أنبأنا أبو سعيد ابن الاعرابى ، أنبأنا محمّد بن يونس ، أنبأنا أبو العبّاس الحارثى ، أنبأنا حمّاد بن عيسى الجهنى بالجحفة ، أنبأنا جعفر ابن محمّد ، عن أبيه ، عن جابر بن عبد الله ، قال :

__________________

(١) ترجمة الامام الحسين : ١٣٥.

(٢) ترجمة الامام الحسين : ٤٠.

١٢٨

قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لعلى : سلام عليك أبا الريحانتين أوصيك بريحانتىّ من الدنيا من قبل أن ينهدّ ركناك واللهعزوجل خليفتى عليك : قال : فلمّا مات النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله قال على هذا أحد الركنين الّذي قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فلمّا ماتت فاطمة قال : هذا الركن الثانى الّذي قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله (١) .

٣ ـ عنه أخبرنا أبو العلاء عبيس وأبو الوفاء عتيق ابنا محمّد بن عبيس ، وأبو بكر ناصر بن منصور بن محمّد الشوكانيون ، قالوا : أنبأنا أبو طاهر محمّد بن عبيس ابن محمّد ابن عبيس الفقيه ، أنبأنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن أحمد بن عبدوس بن كامل السراج الفقيه المعروف بالزعفرانى أنبأنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمران بن مالك القطيعى أنبأنا محمّد بن يونس بن موسى القرشى سنة أربع وثمانين ومأتين ، أنبأنا حماد بن عيسى الجهنى ، أنبأنا جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن جابر بن عبد الله الانصارى قال :

قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لعلى بن أبى طالب : سلام عليك أبا الريحانتين أوصيك بريحانتىّ من الدنيا فعن قليل ينهدّ ركناك ، والله خليفتى عليك ، فلمّا قبض النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله قال على : هذا أحد الركنين الذي قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فلمّا ماتت فاطمة قال : هذا الركن الآخر الذي قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله (٢) .

٤ ـ قال ابن أبى الحديد : وفى الحديث الصحيح أنّه قال الحسن والحسينعليهما‌السلام : «إنّكم لتجبّنون وإنّكم لتبخّلون ، وإنّكم لمن ريحان الله»(٣) .

٥ ـ روى ابن الجوزى عن ابن عمر قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، هما ريحانتاى من الدنيا يعنى الحسن والحسينعليهما‌السلام ، انفرد باخراجه البخاري(٤)

__________________

(١) ترجمة الامام الحسين : ١٢٠.

(٢) ترجمة الامام الحسين : ١٢٠.

(٣) شرح النهج : ١٦ / ٦٢

(٤) صفة الصفوة : ١ / ٣٢١

١٢٩

١٥ ـ باب أنّهعليه‌السلام سيّد شباب أهل الجنّة

١ ـ الحافظ ابن عساكر ، أخبرنا أبو القاسم علىّ بن إبراهيم ، وأبو الحسن علىّ ابن أحمد ، قالا : أنبأنا أبو منصور ابن خيرون ، أنبأنا أبو بكر الخطيب ، أنبأنا محمّد بن الحسين القطان ، أنبأنا عبد الباقى بن قانع ، أنبأنا محمّد بن الحسن بن يعقوب الحاجب ، أنبأنا عبد الصمد بن حسان ، أنبأنا محمّد بن أبان ، عن أبى جناب ، عن الشعبى ، عن زيد بن يثيع ، عن علىّ ، قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة(١) .

٢ ـ أخبرنا أبو القاسم تميم ابن أبى سعيد ابن أبى العباس ، أنبأنا أبو بكر محمّد ابن عبد الله بن عمر العمرى ، أنبأنا أبو محمّد ابن أبى شريح وأنبأنا يحيى بن محمّد بن صاعد ، أنبأنا محمّد بن يحيى بن كثير بحرّان ، وحميد بن الاصبغ بن عبد العزيز بعسقلان ، قالا : أنبأنا آدم بن أبى إياس ، أنبأنا لكيز بن حسين عن أبى جناب الكلبى ، عن عامر الشعبى ، عن الحارث الهمدانيّ ، عن علىّ بن أبى طالب ، قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة(٢) .

٣ ـ قال ابن عبد ربه : قال أبو هريرة لمروان : علام تمنع أن يدفن الحسن مع جدّه؟ فلقد أشهد أنّى سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة ، فقال له مروان. لقد ضيع الله حديث نبيّه إذ لم يروه غيرك ، قال : أما إنّك إذ قلت ذلك لقد صحبته حتى عرفت من أحبّ ومن أبغض ، ومن نفى ومن أقرّ ،

__________________

(١) ترجمة الامام الحسين : ٤١.

(٢) ترجمة الامام الحسين : ٥٤.

١٣٠

ومن دعا له ومن دعا عليه(١)

٤ ـ الحميرى ، عن جعفر ، عن أبيهعليهما‌السلام قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة وأبوهما خير منهما(٢) .

٥ ـ الصدوق حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسروررحمه‌الله ، قال : حدّثنا الحسين ابن محمّد بن عامر ، عن المعلى بن محمّد البصرى ، عن جعفر بن سليمان ، عن عبد الله بن الحكم ، عن أبيه ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال : قال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّ عليّا وصيي وخليفتى ، وزوجته فاطمة سيّدة نساء العالمين ابنتى ، والحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة ولداي.

من والاهم فقد والاني ، ومن عاداهم فقد عادانى ، ومن ناواهم فقد ناوانى ، ومن جفاهم فقد جفانى ، ومن برّهم فقد برّنى ، وصل الله من وصلهم ، وقطع من قطعهم ، ونصر من أعانهم ، وخذل من خذلهم ، اللهمّ من كان له من أنبيائك ورسلك ثقل وأهل بيت ، فعلىّ وفاطمة والحسن والحسين أهل بيتى وثقلى ، فاذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيرا(٣) .

٦ ـ عنه حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليدرحمه‌الله قال : حدّثنا محمّد ابن الحسن الصفّار ، عن العبّاس بن معروف ، عن أبى اسحاق ، عن الحسن بن زياد العطّار ، قال قلت لأبى عبد اللهعليه‌السلام : قول رسول الله فاطمة سيّدة نساء أهل الجنّة أسيّدة نساء عالمها قال ذاك مريم ، وفاطمة سيّدة نساء ، أهل الجنّة من الأوّلين والآخرين فقلت : فقول رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة ، قال : هما والله سيّدا شباب أهل الجنّة من الأوّلين والآخرين(٤)

__________________

(١) عقد الفريد : ٤ / ٣٦١.

(٢) قرب الاسناد : ٥٣.

(٣) أمالى الصدوق : ٣٥.

(٤) أمالى الصدوق : ٧٦.

١٣١

٧ ـ أبو جعفر الطبرى الامامى باسناده ، عن المنهال بن عمر ، عن زرّ بن حبيش ، عن حذيفة قال : قالت لى امّى متى عهدك بالنبىّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقلت : ما لي به عهد ، قال فنالت منى ، قلت دعينى فانى سآتى النبيّ فيستغفر لى ذلك قال : فأتيت رسول الله فصلّيت معه المغرب ، قال : فصلّى ما بين المغرب والعشاء ، ثمّ انصرف فتبعته فبينا هو يمشى اذ عرض له عارض ثمّ مضى فتبعته فالتفت.

فقال من هذا؟ فقلت : حذيفة فقال : ما جاء بك يا حذيفة ، فاخبرته بالذى قالت امّى ، وقلت لها فقال غفر الله لك يا حذيفة ولامّك ما رأيت العارض الذي عرض لى ، قلت بلى بأبى أنت وأمّى ، قال جاءنى ملك من الملائكة لم يهبط الى الأرض قبل ليلتى هذه ، فاستأذن ربّهعزوجل ان يسلم علىّ فبشّرنى أنّ الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة وانّ فاطمةعليها‌السلام سيّدة نساء أهل الجنّة(١) .

٨ ـ الترمذى حدّثنا محمود بن غيلان ، حدّثنا أبو داود الحفرى ، عن سفيان ، عن يزيد بن أبى زياد ، عن ابن أبى نعم ، عن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه ، قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة(٢) .

١٦ ـ باب انّ الحسين على ظهر النبيّعليهما‌السلام

١ ـ الحافظ ابن عساكر ، أخبرنا أبو القاسم ابن السمرقندى ، أنبأنا أحمد بن أبى عثمان ، وأحمد بن محمّد بن إبراهيم ، وأخبرنا أبو عبد الله بن القصارى ، أنبأنا أبى ، أنبأنا إسماعيل بن الحسن الصرصرى ، أنبأنا حمزة بن القاسم الهاشمى ، أنبأنا عبّاس

__________________

(١) بشارة المصطفى : ٣٤٠.

(٢) صحيح الترمذى : ٥ / ٦٥٦.

١٣٢

الدورى أنبأنا خالد بن يزيد الطبيب ، أنبأنا كامل بن العلاء ، عن أبى صالح ، عن أبى هريرة ، قال :

كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يصلّى فاذا سجد ركب الحسن والحسين على ظهره ، فاذا رفع رأسه أخذهما بيده أخذا رفيقا فوضع أحدهما على فخذه والآخر فى حجره ، فقلت يا رسول الله أذهب بهما إلى أمهما؟ قال : لا. قال : فبرقت برقة فقال : ألحقا بأمكما. قال : فلم يزالا فى ضوء تلك البرقة حتّى لحقا بأمّهما(١) .

٢ ـ عنه أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمّد بن الحصين ، أنبأنا أبو علىّ ابن المذهب. أنبأنا أحمد بن جعفر ، أنبأنا عبد الله بن أحمد ، حدّثنى أبى أنبأنا أسود بن عامر ، أنبأنا كامل وأبو المنذر ، قال أسود : قال : أخبرنا المعنى ، عن أبى صالح ، عن أبى هريرة قال:

كنّا نصلّى مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، العشاء فاذا سجد وثب الحسن والحسين على ظهره ، فاذا رفع رأسه أخذهما بيده من خلفه ، أخذا رفيقا فيضعهما على الارض فاذا عاد عادا ، حتّى قضى صلاته أقعدهما على فخذيه ، قال : فقمت إليه فقلت : يا رسول الله أردّهما؟ فبرقت برقة فقال : لهما : الحقا بأمّكما قال : فمكث ضوؤها حتّى دخلا(٢) .

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنبأنا أبو بكر البيهقي ، أنبأنا أبو عبد الله محمّد ابن عبد الله الحافظ أنبأنا محمّد بن يعقوب ، أنبأنا أبو جعفر محمّد بن عبد الله بن المنادى ، أنبأنا وهب بن جرير بن حازم حدّثنا أبى ، أنبأنا محمّد بن عبد الله بن أبى يعقوب ، عن عبد الله بن شداد بن الهاد ، عن أبيه قال : خرج علينا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وهو حامل أحد ابنيه الحسن والحسين.

__________________

(١) ترجمة الامام الحسين : ١٠٣.

(٢) ترجمة الامام الحسين : ١٠٣.

١٣٣

فتقدّم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ثمّ وضعه عند قدمه اليمنى فسجد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله سجدة أطالها ، قال أبى فرفعت رأسى من بين الناس فاذا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ساجد وإذا الغلام راكب على ظهره ، فعدت فسجدت فلما انصرف رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال الناس : يا رسول الله لقد سجدت فى صلاتك هذه سجدة ما كنت تسجدها أفشيء أمرت به؟ أو كان يوحى إليك؟ قال : كلّ ذلك لم يكن إنّ ابنى ارتحلنى فكرهت أن أعجّله حىّ يقضى حاجته(١) .

١٧ ـ باب انّ الرّسول يخطب والحسين

يمشى بين يديهعليهما‌السلام

١ ـ الحافظ ابن عساكر وأخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنبأنا أبو على ابن المذهب ، قالا : أنبأنا أحمد بن جعفر ، أنبأنا عبد الله ، حدّثنى أبى ، أنبأنا زيد بن الحباب ، حدثني حسين بن واقد ، حدّثنى عبد الله بن بريدة ، قال : سمعت أبى ، بريدة يقول : كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يخطبنا فجاء الحسن والحسين وعليهما قميصان أحمران يمشيان ، ويعثران ، فنزل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله من المنبر فحملهما فوضعهما بين يديه ثمّ قال : صدق الله ورسوله( أَنَّما أَمْوالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ ) نظرت إلى هذين الصبيين يمشيان ويعثران فلم أصبر حتّى قطعت حديثى ورفعتهما(٢) .

٢ ـ عنه أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم ، أنبأنا أبوا الفضل الرازى ، أنبأنا جعفر بن عبد الله ، أنبأنا محمّد بن هارون ، أنبأنا محمّد بن إسحاق ، أنبأنا علىّ بن

__________________

(١) ترجمة الامام الحسين : ١٠٥.

(٢) ترجمة الامام الحسين : ١٠٧.

١٣٤

الحسن بن شقيق ، أنبأنا الحسين بن واقد ، أنبأنا عبد الله بن بريدة ، عن أبيه ، قال : بينما رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يخطب إذ أقبل الحسن والحسين ، عليهما قميصان أحمران يمشيان ويعثران ، إذ نزل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله من المنبر فرفعهما ثمّ قال : صدق الله ورسوله :( أَنَّما أَمْوالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ ) نظرت إلى هذين الصبيّين يمشيان ويعصران فلم أصبر حتّى قطعت حديثى ورفعتهما(١) .

٣ ـ عنه أخبرنا أبو القاسم الشحامى ، أنبأنا أبو بكر البيهقي ، أنبأنا أبو عبد الله الحافظ ، أنبأنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب ، أنبأنا الحسن بن مكرم ، أنبأنا زيد ابن الحباب ، أنبأنا حسين بن واقد ، عن عبد الله بن بريدة ، عن أبيه قال : كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يخطب وأقبل الحسن والحسين وعليهما ـ وقال ابن عفان : عليهما ـ قميصان أحمران وهما يعثران ويقومان ، فلمّا رآهما نزل فأخذهما ثمّ صعد فوضعهما فى حجره ثمّ قال : صدق الله( أَنَّما أَمْوالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ ) رأيت هذين فلم أصبر حتّى أخذتهما(٢) .

١٨ ـ باب انّ الرّسول يصلّى والحسين يلزم عنقه

١ ـ الحافظ ابن عساكر أخبرنا أبو بكر المرزقى ، أنبأنا أبو الحسين بن المهتدى ، أنبأنا أبو الحسن على بن عمر بن محمّد الحربى ، أنبأنا أبو عبد الله أحمد بن الحسن ـ يعنى الصوفى ـ أنبأنا عبد الرحمن بن صالح ، أنبأنا علىّ بن هاشم بن البريد ، أنبأنا محمّد بن عبد الرحمن بن أبى ليلى ، عن عطية العوفى ، عن أبى سعيد الخدرى قال : جاء

__________________

(١) ترجمة الامام الحسين : ١٣٥.

(٢) ترجمة الامام الحسين : ١٠٨.

١٣٥

حسين يشتدّ والنبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله يصلّى فالتزم عنقه فقام النبيّ وأخذه بيده فلم يزل يمسكه حتّى ركع(١) .

١٩ ـ باب انّ الرسول يسقى الحسينعليه‌السلام

١ ـ الحافظ ابن عساكر أخبرنا أبو على الحدّاد فى كتابه ، ثمّ أخبرنى أبو القاسم ابن السمرقندى ، أنبأنا يوسف بن الحسن ، قال : أنبأنا أبو نعيم؟ أنبأنا عبد الله بن جعفر ، أنبأنا يونس بن حبيب ، أنبأنا أبو داوود ، أنبأنا عمرو بن ثابت ، عن أبيه ، عن أبى فاختة. قال : قال علىّ : زارنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فبات عندنا والحسن والحسين نائمان.

فاستسقى الحسن ، فقام رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الى قربة لنا فجعل يعصرها فى القدح ثمّ جاء يسقيه فتناول الحسين القدح ليشرب فمنعه وبدأ بالحسن ، فقالت فاطمة : يا رسول الله كأنّه أحبّهما إليك؟ فقال : لا ولكنّه استسقى أوّل مرّة ؛ ثمّ قال رسول الله : إنّى وإيّاك وهذين وأحسبه قال : وهذا الراقد يعنى عليّا ـ يوم القيامة فى مكان واحد(٢) .

٢ ـ عنه أخبرنا أبو القاسم ابن الحصين ، أنبأنا أبو على ابن المذهب ، قالا : أنبأنا أحمد بن جعفر ، أنبأنا عبد الله ، حدّثنى أبى ، أنبأنا عفان ، أنبأنا معاذ بن معاذ ، أنبأنا قيس بن الربيع ، عن أبى المقدام ، عن عبد الرحمن الأزرق ، عن على قال : دخل علىّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وأنا نائم على المنامة.

__________________

(١) ترجمة الامام الحسين : ١٠٩.

(٢) ترجمة الامام الحسين : ١١١.

١٣٦

فاستسقى الحسن ـ أو الحسين ـ قال فقام النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى شاة لنا بكيء فحلبها فدرّت فجاءه الآخر فنحّاه النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله فقالت : فاطمة : يا رسول الله كأنّه أحبّهما إليك؟ قال : لا ولكنّه استسقى قبله ، ثمّ قال إنّى وإيّاك وهذين وهذا الراقد فى مكان واحد يوم القيامة(١) .

٣ ـ أخبرنا أبو بكر محمّد بن نصر بن أبى بكر اللفتوانى ، وأبو الفضل محمّد بن عبد الواحد بن محمّد المغازلى ، بأصبهان ، وأبو صالح عبد الصمد بن عبد الرحمن بن أحمد الحنوى ، ببغداد ، قالوا : أنبأنا رزق الله بن عبد الوهّاب بن عبد العزيز ، أنبأنا أحمد بن محمّد بن أحمد بن حمّاد الواعظ ، أنبأنا علىّ بن محمّد بن عبيد الحافظ ، أنبأنا محمّد بن الحنين الحنينى ، أنبأنا إبراهيم بن محمّد بن ميمون ، أنبأنا علىّ بن عبّاس ، عن أبى الجحّاف ، عن عبد الرحمن بن زياد ، عن عبد الله ـ أو عبيد الله بن الحارث الحنينى ـ شكّ عبد الرحمن بن زياد قال ابن عبيد : والصواب : عبد الله بن الحرث ـ عن أبى سعيد الخدرى قال:

دخل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله على ، علىّ وفاطمة والحسن والحسين فاضطجع معهم فاستسقى الحسن فقام رسول الله إلى لقوح فحلبها ، فاستسقى الحسين ، فقال له نبىّ الله : يا بنى استسقى أخوك قبلك نسقيه ثمّ نسقيك قالت فاطمة : كأنّه أحبّهما إليك يا رسول الله؟ قال : ما هو بأحبّهما إلىّ إنّى وأنت وهما وهذا المضطجع فى مكان واحد يوم القيامة(٢) .

٤ ـ عنه أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله بن أحمد ، أنبأنا أبو بكر الخطيب ، أنبأنا أبو طاهر إبراهيم بن محمّد بن عمر بن يحيى العلوى ، أنبأنا أبو المفضّل محمّد بن عبد الله بن محمّد الشيبانى ، أنبأنا أبو زيد محمّد بن أحمد بن سلامة الأسدي

__________________

(١) ترجمة الامام الحسين : ١١٢.

(٢) ترجمة الامام الحسين : ١١٤.

١٣٧

بالمراغة أنبأنا السرى بن خزيمة بالرّى ، أنبأنا يزيد بن هشام العبدى ، أنبأنا مسمع ابن عبد الملك : عن خالد بن طليق ، عن أبيه ، عن جدته أم نجيد : عن ميمونة وأمّ سلمة زوجى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله .

قالتا استسقى الحسن فقام رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فخرج له فى غمر كان لهم ثمّ أتاه به فقام الحسين فقال : اسقنيه يا أبه. فأعطاه رسول الله الحسن ، ثمّ خرج للحسين فسقاه ، فقالت فاطمة : كأنّ الحسن أحبّهما إليك؟ قال : إنّه استسقى قبله وإنّى وإيّاك وهما وهذا الراقد فى مكان واحد فى الجنّة(١) .

٢٠ باب انّ اسمه مكتوب على العرش

١ ـ الحافظ ابن عساكر أخبرنا أبو القاسم علىّ بن إبراهيم ، وأبو الحسن علىّ ابن أحمد ، قالا : أنبأنا أبو منصور ابن خيرون ، أنبأنا أبو بكر أحمد بن علىّ ، أنبأنا أبو الفتح هلال بن محمّد بن جعفر الحفار ، حدّثنى أبو الحسن على بن أحمد بن حمويه الحلوانى المؤدّب ، حدّثنى محمّد بن إسحاق المقرئ ـ يعنى أبا بكر المعروف بشاموخ ـ أنبأنا علىّ بن حمّاد الخشاب ، أنبأنا على ابن المدينى ، أنبأنا وكيع بن الجراح ، أنبأنا سليمان بن مهران ، أنبأنا جابر : عن مجاهد ، عن ابن عبّاس.

قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ليلة عرج بى الى السماء رأيت الى باب الجنّة مكتوبا : لا إله إلّا الله ، محمّد رسول الله علىّ حبّ الله ، الحسن والحسين صفوة الله ، فاطمة امة الله على باغضهم لعنة الله(٢)

__________________

(١) ترجمة الامام الحسين : ١١٥.

(٢) ترجمة الامام الحسين : ١٣٠.

١٣٨

٢١ ـ باب أنّه ابن رسول اللهعليهما‌السلام

١ ـ الحافظ ابن عساكر أخبرنا أبو محمّد ابن طاوس ، أنبأنا عاصم بن الحسن ، أنبأنا أبو سهل محمّد بن عمر العكبرى ، أنبأنا علىّ بن الفرج ابن أبى روح ، أنبأنا ابن أبى الدنيا ، حدّثنى أبو محمّد عبد الرحمن بن صالح الازدى ، أنبأنا يحيى بن يعلى ، أنبأنا يونس بن خبّاب ، عن مجاهد قال : جاء رجل إلى الحسن والحسين فسألهما فقالا : انّ المسألة لا تصلح إلا لثلاثة : لحاجة ، مجحفة ، أو لحمالة مثقلة ، أو دين فادح فأعطياه.

ثمّ أتى ابن عمر فأعطاه ولم يسأله عن شيء فقال له الرجل : أتيت ابنى عمّك وهما أصغر سنا منك فسألانى وقالا لى وأنت لم تسألنى عن شيء قال : هما ابنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إنّهما كانا يغرّان بالعلم غرّا(١) .

٢ ـ أخبرنا أبو الحسن بن سعيد ، أنبأنا أبو النجم بدر بن عبد الله ، أنبأنا أبو بكر الخطيب ، أنبأنا محمّد بن عبيد بن شهريار الأصبهاني أنبأنا سليمان بن أحمد بن أيّوب الطبرانى ، أنبأنا طىّ بن إسماعيل بن الحسن ابن قحطبة بن خالد بن معدان الطائى ببغداد ، أنبأنا عبد الرحمن بن صالح الأزدى أنبأنا يحيى بن على الأسلمى عن يونس ابن خبّاب ، عن مجاهد.

قال جاء رجل الى الحسن والحسين فسألهما فقالا : إنّ المسألة لا تصلح إلّا لثلاثة : لحاجة مجحفة ، أو لحمالة مثقلة ، أو دين فادح ، فأعطياه ، ثمّ أتى ابن عمر

__________________

(١) ترجمة الامام الحسين : ١٣٨.

١٣٩

فأعطاه ولم يسأله ، فقال له الرجل : أتيت ابنى عمّك فسألانى وأنت لم تسألنى؟! فقال ابن عمر : هما ابنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إنّهما كان يغرّان بالعلم غرّا(١) .

٣ ـ عنه أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد الله السلمى ، إذنا ومناولة وقرأ علىّ إسناده ، أنبأنا أبو على محمّد بن الحسين ، أنبأنا أبو الفرج المعافا بن زكريّا ، أنبأنا محمّد ابن يحيى الصولى ، أنبأنا العلائى أنبأنا ابن عائشة ، أنبأنا الحسن بن الحسين الفزارى أنبأنا قطرى الخشاب ، عن مدرك بن عمارة ، قال : رأيت ابن عباس آخذا بركاب الحسن والحسين ، فقيل له : أتأخذ بركابهما وأنت أسنّ منهما؟ فقال : ان هذين ابنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أو ليس من سعادتى أن آخذ بركابهما(٢)

٢٢ ـ باب انّهعليه‌السلام سيّد الشهداء

١ ـ ابن قولويه حدّثنى محمّد بن جعفر الرزاز ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد ابن إسماعيل ، عن حنان قال قال أبو عبد اللهعليه‌السلام زوروا الحسينعليه‌السلام ولا تجفوه انّه سيّد شباب أهل الجنّة من الخلق وسيّد الشهداء(٣) .

٢ ـ عنه حدّثنى أبىرحمه‌الله ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن العبّاس بن معروف ، عن حماد بن عيسى ، عن ربعى بن عبد الله قال قلت لابي عبد اللهعليه‌السلام اين قبور الشهداء فقال : أليس أفضل الشهداء عندكم والذي نفسى بيده ، إنّ حوله أربعة آلاف ملك شعثا غبرا يبكونه الى يوم القيامة(٤)

__________________

(١) ترجمة الامام الحسين : ١٣٨.

(٢) ترجمة الامام الحسين : ١٤٦.

(٣) كامل الزيارات : ١٠٩.

(٤) كامل الزيارات : ١٠٩.

١٤٠