مسند الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام الجزء ٢

مسند الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام0%

مسند الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 571

مسند الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام

مؤلف: الشيخ عزيز الله العطاردي
تصنيف:

الصفحات: 571
المشاهدات: 71346
تحميل: 3435


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 571 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 71346 / تحميل: 3435
الحجم الحجم الحجم
مسند الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام

مسند الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام الجزء 2

مؤلف:
العربية

ذلك بزمان أتاه سهم غرب ، وهو واقف فى قتال ففلق قلبه ، فمات(١)

١١ ـ قال المقرّم : لما قتل أبو عبد الله الحسينعليه‌السلام مال الناس على ثقله ومتاعه وانتهبوا ما فى الخيام وأضرموا النار فيها وتسابق القوم على سلب حرائر الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله ففررن بنات الزهراءعليهما‌السلام حواسر مسلبات باكيات وان المرأة لتسلب مقنعتها من رأسها وخاتمها من إصبعها وقرطها من أذنها والخلخال من رجلها وأخذ رجل قرطين ، لأم كلثوم وخزم أذنها وجاء آخر إلى فاطمة ابنة الحسين فانتزع خلخالها وهو يبكى.

قالت له : مالك؟ فقال : كيف لا ابكى وانا أسلب ابنة رسول الله قالت له : دعنى قال : أخاف ان يأخذه غيرى. ورأت رجلا يسوق النساء بكعب رمحه وهنّ يلذن بعضهنّ ببعض وقد اخذ ما عليهن من أخمرة وأسورة ولما بصر بها قصدها ففرت منه فاتبعها رمحه فسقطت لوجهها مغشيا عليها ولما أفاقت رأت عمتها أمّ كلثوم عند رأسها تبكى.

نظرت امرأة من آل بكر بن وائل كانت مع زوجها إلى بنات رسول الله بهذا الحال فصاحت يا آل بكر بن وائل أتسلب بنات رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لا حكم إلا لله يا لثارات رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فردها زوجها إلى رحله ، وانتهى القوم إلى على بن الحسين وهو مريض على فراشه لا يستطيع النهوض فقائل يقول لا تدعوا منهم صغيرا ولا كبيرا وآخر يقول لا تعجلوا حتى نستشير الأمير عمر بن سعد ، وجرّد الشمر سيفه يريد قتله.

فقال له حميد بن مسلم : يا سبحان الله أتقتل الصبيان إنما هو صبىّ مريض ، فقال : إن ابن زياد أمر بقتل أولاد الحسين وبالغ ابن سعد فى منعه خصوصا لما سمع العقيلة زينب ابنة أمير المؤمنين تقول : لا يقتل حتى أقتل دونه فكفّوا عنه.

__________________

(١) تاريخ الطبرى : ٥ / ٤٥٤.

٢٠١

كانت عيادته منهم سياطهم

وفى كعوب الفنا قالوا البقاء لكا

جروه فانتهبوا النطع المعدلة

وأوطئوا جسمه السعدان والحسكا

أقبل ابن سعد إلى النساء فلما رأيته بكين فى وجهه ، فمنع القوم عنهنّ وقد أخذوا ما عليهن ولم يردّوا شيئا فوكل جماعة بحفظهن وعاد إلى خيمته.

ونادى ابن سعد : ألا من ينتدب الى الحسين فيوطئ الخيل صدره وظهره ، فقام عشرة منهم إسحاق بن حوية والأحبش بن مرئد بن علقمة بن سلمة الحضرمى ، وحكيم بن الطفيل السنبسى ، وعمرو بن صبيح الصيداوى ورجاء بن منقذ العبدى وسالم بن خيثمة الجعفى ، وصالح بن وهب الجعفى وواخط بن غانم وهانى بن ثبيت الحضرمى واسيد بن مالك ، قد اسوا بخيولهم جسد ريحانة الرسول وأقبل هؤلاء العشرة الى ابن زياد يقدمهم اسيد بن مالك يرتجز :

نحن رضضنا الصدر بعد الظهر

بكل يعبوب شديد الأسر

فأمرهم بجائزة يسيرة.

قال البيرونى : لقد فعلوا بالحسين ما لم يفعل فى جميع الأمم بأشرار الخلق من القتل بالسيف والرمح والحجارة واجراء الخيول وقد وصل بعض هذه الخيول الى مصر فقلعت نعالها وسمرت على أبواب الدور تبركا وجرت بذلك السنة عندهم فصار أكثرهم يعمل نظيرها ويعلق على أبواب الدور(١) .

٢٧ ـ باب سلبهعليهما‌السلام

١ ـ قال المفيد : دعى الحسينعليهما‌السلام بسراويل يمانيّة يلمع فيها البصر ففرزها ثمّ لبسها ، وإنمّا فرزها كيلا يسلبها بعد قتله ، فلمّا قتل الحسينعليهما‌السلام عمد أبجر بن

__________________

(١) مقتل الحسين : ٣٥٧ ـ ٣٦٢

٢٠٢

كعب إليه فسلبه السّراويل وتركه مجرّدا وكانت يدا أبجر بن كعب لعنه الله بعد ذلك تتيبسان فى الصيف حتّى كأنهما عودان وتترطّبان فى الشّتاء فتنضحان دما وقيحا الى أن أهلكه الله(١) .

٢ ـ عنه قال : نزل شمر لعنة الله عليه ، إليه فذبحه ثم رفع رأسه إلى خولى بن يزيد ، فقال احمله إلى الأمير عمر بن سعد ثمّ أقبلوا على سلب الحسينعليه‌السلام ، فأخذ قميصه إسحاق بن الحياة الحضرمىّ لعنة الله عليه وأخذ سراويله ابجر بن كعب لعنة الله عليه ، وأخذ عمامته اخنس بن مرثد لعنة الله عليه وأخذ سيفه رجل من بنى دارم وانتهبوا رحله وابله وأثقاله وسلبوا نسائه(٢) .

٣ ـ قال الطبرسى : ثم اقبلوا على سلب الحسينعليه‌السلام فأخذ قميصه إسحاق بن حوية الحضرمى ، وأخذ سراويله بحر بن كعب ، وأخذ عمامته أخنس بن يزيد ، وأخذ سيفه رجل من بنى دارم ، وانتهبوا رحله وإبله وأثقاله وسلبوا نساءه(٣)

٤ ـ قال ابن شهرآشوب : يروى انّه اخذ عمامته جابر بن زيد الازدى ، وتعمّم بها فصار فى الحال معتوها واخذ ثوبه جعونة بن حوية الحضرمى ، ولبسه فتغيّر وجهه ، وحصّ شعره وبرص بدنه ، وأخذ سراويله الفوقانى بحير بن عمرو الجرمى ، وتسرول به فصار مقعدا.(٤)

٥ ـ عنه قال : سلب الحسينعليه‌السلام ما كان عليه فأخذ عمامته جابر بن يزيد الازدى ، وقميصه اسحاق بن حوّى وثوبه جعونة بن حويّة الحضرمى ، وقطيفته من خزّ قيس بن الاشعث الكندى ، وسراويله بحير بن عمير الجرمى ، ويقال اخذ سراويله بحير بن كعب التميمى ، والقوس والحلل الرّحيل بن خيثمة الجعفى ، وهانى بن شبيب الحضرمى ، وجرير بن مسعود الحضرمى ، ونعليه الأسود الأوسى وسيفه

__________________

(١) الارشاد : ٢٢٥.

(٢) الارشاد : ٢٢٦.

(٣) اعلام الورى : ٢٤٥.

(٤) المناقب : ٢ / ١٨٥.

٢٠٣

رجل من بنى نهشل من بنى دارم ، ويقال الاسود بن حنظلة فأحرقهم المختار بالنّار(١) .

٦ ـ قال ابن طاوس : أخذ سراويله بحر بن كعب التيمى ، لعنه الله تعالى فروى انه صار زمنا مقعدا من رجليه واخذ عمامته أخنس بن مرثد بن علقمة الحضرمى ، وقيل جابر بن يزيد الاودى ، لعنهما الله فاعتمّ بها فصار معتوها واخذ نعليه الأسود بن خالد لعنه الله واخذ خاتمه بجدل بن سليم الكلبى وقطع إصبعه مع الخاتم وهذا أخذه المختار فقطع يده ورجليه ، وتركه يتشحط فى دمه حتى هلك واخذ قطيفة لهعليه‌السلام كانت من خز قيس بن الاشعث.

أخذ درعه البتراء عمر بن سعد فلما قتل عمر وهبها المختار لأبى عمرة قاتله وأخذ سيفه جميع بن الخلق الأودى وقيل رجل من بنى تميم ، يقال له أسود بن حنظلة وفى رواية ابن سعدانة أخذ سيفه الفلافس النهشلى وزاد محمّد بن زكريّا انه وقع بعد ذلك الى بنت حبيب بن بديل وهذا السيف المنهوب المشهور ليس بذى الفقار فانّ ذلك كان مذخورا ومصونا مع أمثاله من ذخائر النبوّة والإمامة وقد نقل الرواة تصديق ما قلناه وصورة ما حكيناه(٢) .

٧ ـ قال الطبرى : إنّ رجلا من كندة يقال له مالك بن النّسير من بنى بدّاء أتاه فضربه على رأسه بالسيف وعليه برنس له فقطع البرنس وأصاب السيف رأسه فأدمى رأسه فامتلأ البرنس دما فقال له الحسين : لا أكلت بها ولا شربت وحشرك الله مع الظالمين قال : فألقى ذلك البرنس ثمّ دعا بقلنسوة فلبسها واعتمّ وقد أعيا وبلّد وجاء الكندى حتّى أخذ البرنس ـ وكان من خزّ ـ فلما قدم به بعد ذلك على امرأته أم عبد الله ابنة الحرّ أخت حسين بن الحرّ البدىّ أقبل يغسل البرنس من الدم فقالت له امرأته : أسلب ابن بنت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله تدخل بيتى

__________________

(١) المناقب : ٢ / ٢٢٤.

(٢) اللهوف : ٥٦.

٢٠٤

أخرجه عنّى فذكر أصحابه أنه لم يزل فقيرا بشر حتى مات(١) .

٨ ـ عنه قال أبو مخنف : عن جعفر بن محمّد بن علىّ ، قال : وجد بالحسينعليه‌السلام حين قتل ثلاث وثلاثون طعنة وأربع وثلاثون ضربة قال : وجعل سنان بن أنس لا يدنو أحد من الحسين الّا شد عليه مخافة أن يغلب على رأسه حتى أخذ رأس الحسين فدفعه إلى خولى قال : وسلب الحسين ما كان عليه ، فأخذ سراويله بحر بن كعب ، وأخذ قيس بن الأشعث قطيفته ـ وكانت من خزّ وكان يسمّى بعد قيس قطيفة ـ وأخذ نعليه رجل من بنى أود يقال له الأسود وأخذ سيفه رجل من بنى نهشل بن دارم فوقع بعد ذلك إلى أهل حبيب بن بديل(٢) .

٩ ـ قال سبط ابن الجوزى : سلبوه جميع ما كان عليه حتى سرواله اخذه بحر ابن كعب التميمى ، وأخذ قميصه اسحاق بن حوية الحضرمى واخذ سيفه القلافس النهشلى واخذ قطيفته قيس بن الأشعث الكندى واخذ نعليه الأسود بن خالد الأزدى واخذ عمامته جابر بن يزيد وأخذ برنسه مالك بن بشير الكندى وقال عمر بن سعد : من جاء برأس الحسين فله ألف درهم(٣) .

١٠ ـ الحافظ ابن عساكر أخبرنا أبو غالب بن البناء ، أنبأنا أبو الغنائم بن المأمون أنبأنا أبو القاسم بن حبابة ، أنبأنا أبو القاسم البغوى ، أنبأنا إسحاق بن إسماعيل الطالقانى سنة خمس وعشرين أنبأنا جرير : عن ابن أبى ليلى قال : قال الحسين بن على حين أحسّ بالقتل : ابغوا لى ثوبا لا يرغب فيه أجعله تحت ثيابى حتى لا أجرّد فقيل له : تبان فقال : ذاك لباس من ضربت عليه الذلة فأخذ ثوبا فخرقه فجعله تحت ثيابه فلما قتل جرّد صلوات الله عليه ورضوانه(٤) .

١١ ـ قال محمّد بن سعد : لمّا قتل الحسينعليه‌السلام انتهب ثقله فأخذ سيفه

__________________

(١) تاريخ الطبرى : ٥ / ٤٤٨.

(٢) تاريخ الطبرى : ٥ / ٤٥٣.

(٣) تذكرة الخواص : ٢٥٣.

(٤) ترجمة الامام الحسين : ٢٢١.

٢٠٥

الفلافس النهشلى ، وأخذ سيفا آخر جميع بن الخلق الأودى واخذ سراويله بحر الملعون بن كعب التميمى فتركه مجردا! وأخذ قطيفته قيس بن الأشعث بن قيس الكندى فكان يقال له: قيس قطيفة ، وأخذ نعليه الأسود بن خالد الأودى ، واخذ عمامته جابر بن يزيد ، واخذ برنسه وكان من خزّ ـ مالك بن بشير الكندى(١) .

٢٨ ـ باب ما جرى على رأسهعليه‌السلام

١ ـ قال الصدوق أقبل سنان لعنة الله عليه حتى ادخل رأس الحسين بن علىعليهما‌السلام على عبيد الله بن زياد ، لعنة الله عليه وهو يقول :

املأ ركابى فضة وذهبا

أنا قتلت الملك المحجبا

قتلت خير الناس اما وابا

وخيرهم اذ ينسبون نسبا

فقال له عبيد الله بن زياد : ويحك فان علمت انه خير الناس أبا وأما لم قتلته اذا فأمر به فضرب عنقه وعجّل الله بروحه الى النار(٢) .

٢ ـ قال المفيد : سرّح عمر بن سعد من يومه ذلك وهو يوم عاشوراء برأس الحسينعليه‌السلام مع خولى بن يزيد الأصبحى وحميد بن مسلم الأزدى الى عبيد الله بن زياد ، وأمر برءوس الباقين من أصحابه وأهل بيته فقطعت وكانوا اثنين وسبعين رأسا وسرّح بها مع شمر بن ذى الجوشن وقيس بن الأشعث وعمرو بن الحجّاج فأقبلوا حتّى قدموا بها على ابن زياد(٣) .

٣ ـ أبو جعفر الطوسى باسناده قال : أخبرنا أبو عمر قال : أخبرنا أحمد قال :

__________________

(١) ترجمة الامام الحسين من الطبقات.

(٢) أمالي الصدوق : ٩٨.

(٣) الارشاد : ٢٢٧.

٢٠٦

حدثنا أحمد بن الحسين بن عبد الملك قال : حدثنا اسماعيل بن عامر قال : حدّثنا الحكم بن محمّد بن القاسم الثقفى ، قال : حدثني أبى عن أبيه انه حضر عبيد الله بن زياد حين أتى برأس الحسين صلوات الله عليه ، فجعل ينكت بقضيب ثناياه ، ويقول : انه كان لحسن الثغر ، فقال له زيد بن أرقم : ارفع قضيبك فطالما رأيت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يلثم موضعه.

قال : انك شيخ قد خرفت. فقام زيد يجرّ ثيابه ثم عرضوا عليه ، ثم أمر بضرب عنق على بن الحسينعليهما‌السلام ، قال له على : ان كان بينك وبين هؤلاء النساء رحم ، فأرسل معهنّ من يؤدّيهن ، فقال تؤدّيهن أنت وكأنه استحى وصرف اللهعزوجل عن على بن الحسينعليه‌السلام القتل ، قال القاسم بن محمد : ما رأيت منظرا قطّ أفزع من إلقاء رأس الحسين بين يديه وهو ينكته(١) .

٤ ـ قال ابن شهرآشوب قال أبو مخنف جاءت كندة الى ابن زياد بثلاثة عشر رأسا ، وصاحبهم قيس بن الأشعث وجاءت هوازن بعشرين راسا وصاحبهم شمر بن ذى الجوشن ، وجاءت بنو تميم بتسعة عشر رأسا ، وجاءت بنو أسد بتسعة أرؤس وجاء ساير الجيش بتسعة رءوس فذلك سبعون رأسا وجاء برأس الحسينعليه‌السلام خوليّ بن يزيد الأصبحى(٢) .

٥ ـ قال ابن طاوس : ثمّ انّ عمر بن سعد بعث برأس الحسينعليه‌السلام فى ذلك اليوم وهو يوم عاشورا مع خولى بن يزيد الأصبحى ، وحميد بن مسلم الأزدى ، الى عبيد الله بن زياد وامر برءوس الباقين من أصحابه واهل بيته فنظفت ، وسرح بها مع شمر بن الجوشن لعنه الله وقيس بن الاشعث وعمرو بن الحجاج فأقبلوا حتى قدموا بها الى الكوفة وأقام بقية يومه واليوم الثانى الى زوال الشمس ثم رحل بمن تخلف من عيال الحسينعليه‌السلام وحمل نسائه صلوات الله عليه على أحلاس أقتاب

__________________

(١) أمالي الطوسى : ١ / ٢٥٧

(٢) المناقب : ٢ / ٢٢٤

٢٠٧

الجمال بغير وطاء مكشفات الوجوه بين الاعداء وهنّ ودائع الأنبياء وساقوهنّ كما بساق سبى الترك والروم فى أشد المصائب والهموم ولله در قائله :

يصلى على المبعوث من آل هاشم

ويغزى بنوه انّ ذا العجيب

وقال آخر :

أترجو أمّة قتلت حسينا

شفاعة جده يوم الحساب(١)

٦ ـ عنه قال : روى أن أصحاب الحسينعليه‌السلام كانت ثمانية وسبعين رأسا فاقتسمتها القبائل لتقرب بذلك الى عبيد الله بن زياد ، والى يزيد بن معاوية لعنهم الله فجاءت كندة بثلاثة عشر رأسا وصاحبهم قيس بن الأشعث وجاءت هوازن باثنى عشر رأسا وصاحبهم شمر بن الجوشن لعنهم الله وجاءت تميم بسبعة عشر رأسا وجاءت بنو أسد بستة عشر رأسا ، وجاءت مذحج بسبعة رءوس وجاء باقى الناس بثلاثة عشر رأسا(٢) .

٧ ـ محمّد بن يعقوب ، عن علىّ بن ابراهيم ، عن أبيه ، عن يحيى بن زكريا ، عن يزيد بن عمر بن طلحة ، قال : قال لى أبو عبد اللهعليه‌السلام وهو بالحيرة ، أما تريد ما وعدتك؟ قلت : بلى ـ يعنى الذّهاب إلى قبر أمير المؤمنين صلوات الله عليه ـ قال : فركب وركب إسماعيل وركبت معهما حتّى إذا جاز الثوية وكان بين الحيرة والنجف ، عند ذكوات بيض نزل ونزل إسماعيل ونزلت معهما ، فصلّى وصلّى إسماعيل وصلّيت ، فقال لإسماعيل : قم فسلّم على جدّك الحسينعليه‌السلام ، فقلت : جعلت فداك أليس الحسين بكربلاء؟ فقال : نعم ولكن لما حمل رأسه إلى الشام سرقه مولى لنا فدفنه بجنب أمير المؤمنينعليه‌السلام (٣) .

٨ ـ عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن إبراهيم بن عقبة ، عن الحسن

__________________

(١) اللهوف : ٦٢.

(٢) اللهوف : ٦٢.

(٣) الكافى : ٤ / ٥٧١

٢٠٨

الخزّاز ، عن الوشّاء أبى الفرج عن أبان بن تغلب قال : كنت مع أبى عبد اللهعليه‌السلام فمرّ بظهر الكوفة فنزل فصلّى ركعتين ، ثمّ تقدّم قليلا فصلّى ركعتين ، ثمّ سار قليلا فنزل فصلّى ركعتين ، ثمّ قال : هذا موضع قبر أمير المؤمنينعليه‌السلام ، قلت : جعلت فداك والموضعين اللّذين صلّيت فيهما؟ قال : موضع رأس الحسينعليه‌السلام وموضع منزل القائمعليه‌السلام (١) .

٩ ـ الصدوق حدثنا عبد الواحد بن محمّد بن عبدوس النيسابوريّ العطار رضى الله عنه قال : حدثنا على بن محمّد بن قتيبة ، عن الفضل بن شاذان قال : سمعت الرضاعليه‌السلام يقول : لما حمل رأس الحسين بن علىعليهما‌السلام الى الشام أمر يزيد لعنه الله فوضع ونصبت عليه مائدة ، فأقبل هو لعنه الله وأصحابه يأكلون ويشربون الفقاع ، فلما فرغوا أمر بالرأس فوضع فى طست تحت سريره وبسط عليه رقعة الشطرنج.

جعل يزيد عليه اللعنة يلعب بالشطرنج ويذكر الحسين وأباه وجدّه صلوات الله عليهم ويستهزئ بذكرهم ، فمتى قمر صاحبه تناول الفقاع فشربه ثلاث مرّات ، ثم صبّ فضلته ، على ما يلي الطست من الأرض ، فمن كان من شيعتنا فليتورع عن شرب الفقاع واللعب بالشطرنج ، ومن نظر الى الفقاع أو الى الشطرنج فليذكر الحسينعليه‌السلام وليلعن يزيد وآل زياد ، يمحو الله بذلك ذنوبه ولو كانت بعدد النجوم(٢) .

١٠ ـ عنه حدثنا تميم بن عبد الله بن تميم القرشى رضى الله عنه ، قال : حدثنا أبى ، عن أحمد بن على الأنصاري ، عن عبد السلام بن صالح الهروى ، قال : سمعت أبا الحسن على بن موسى الرضاعليهما‌السلام يقول : أوّل من اتخذ له الفقاع فى الإسلام بالشام يزيد بن معاوية ، لعنه الله ، فاحضر وهو على المائدة وقد نصبها على رأس الحسينعليه‌السلام ، فجعل يشربه ويسقى أصحابه ويقول لعنه الله :

__________________

(١) الكافى : ٤ / ٥٧٢

(٢) عيون اخبار الرضا : ٢ / ٢٢.

٢٠٩

اشربوا فهذا شراب مبارك ولو لم يكن من بركته إلّا أنا أوّل ما تناولناه ورأس عدوّنا بين أيدينا ومائدتنا منصوبة عليه ونحن نأكله ونفوسنا ساكنة وقلوبنا مطمئنة ، فمن كان من شيعتنا فليتورع عن شرب الفقاع ، فانه من شراب أعدائنا فان لم يفعل فليس منا.

لقد حدثني أبى عن أبيه ، عن آبائه ، عن على بن أبى طالبعليه‌السلام قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : لا تلبسوا لباس أعدائى ولا تطعموا مطاعم أعدائى ولا تسلكوا مسالك أعدائى ، فتكونوا أعدائى كما هم أعدائى(١) .

١١ ـ قال المجلسى : روى انّه لمّا حمل رأسه إلى الشّام جنّ عليهم اللّيل فنزلوا عند رجل من اليهود ، فلمّا شربوا وسكروا قالوا : عندنا رأس الحسينعليه‌السلام فقال : أروه لى فأروه ، وهو فى الصّندوق يسطع منه النور نحو السماء ، فتعجّب منه اليهودىّ فاستودعه منهم ، وقال للرأس : اشفع لى عند جدّك فأنطق الله الرأس فقال : إنمّا شفاعتى للمحمّديين ، ولست بمحمّدىّ ، فجمع اليهودىّ أقرباءه ثمّ أخذ الرأس ووضعه فى طست وصبّ عليه ماء الورد ، وطرح فيه الكافور والمسك والعنبر.

ثمّ قال لأولاده وأقربائه : هذا رأس ابن بنت محمّدعليه‌السلام . ثمّ قال : يا لهفاه حيث لم أجد جدّك محمّداصلى‌الله‌عليه‌وآله فأسلم على يديه ، يا لهفاه حيث لم أجدك حيّا فأسلم على يديك واقاتل بين يديك ، فلو اسلمت الآن اشفع لى يوم القيامة ، فأنطق الله الرأس فقال بلسان فصيح : إن أسلمت فأنا لك شفيع ، قاله ثلاث مرّات وسكت فأسلم الرّجل وأقرباؤه(٢) .

١٢ ـ محمّد بن سعد : أخبرنا محمّد بن عمر ، قال : حدّثنا عطاء بن مسلم ، عمّن أخبره ، عن عاصم بن أبى النجود ، عن زرّ بن حبيش ، قال : أول رأس رفع على

__________________

(١) عيون اخبار الرضا : ٢ / ٢٣.

(٢) بحار الانوار : ٤٥ / ١٧٢.

٢١٠

خشبة رأس الحسين(١) .

١٣ ـ عنه أخبرنا محمّد بن عمر ، قال : حدّثنى عيسى بن عبد الرحمن السلمى ، عن الشعبى ، قال : رأس الحسين أول رأس حمل فى الإسلام(٢) .

١٤ ـ عنه أخبرنا محمّد بن عمر ، قال : حدّثنا شيبان ، عن جابر ، عن عامر ، قال : رأيت رأس الحسين بن على بعد أن قتل قد نصل الشيب من صبغ السواد(٣) .

١٥ ـ عنه قال : وأمر عبيد الله بن زياد بحبس من قدم به عليه من بقيّة أهل حسين معه فى القصر ، فقال ذكوان أبو خالد ، خلّ بينى وبين هذه الرءوس فأدفنها ففعل فكفّنها ودفنها بالجبّانة ، وركب إلى أجسادهم فكفّنهم ودفنهم(٤) .

١٦ ـ قال الدينورى : بعث عمر بن سعد برأس الحسين من ساعته إلى عبيد الله بن زياد مع خوليّ بن يزيد الأصبحىّ قالوا : ولما أدخل رأس الحسينعليه‌السلام على ابن زياد فوضع بين يديه جعل ابن زياد ينكت بالخيزرانة ثنايا الحسين ، وعنده زيد بن أرقم ، صاحب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال له : «مه ، ارفع قضيبك عن هذه الثنايا ، فلقد رأيت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يلثمها». ثم خنقته العبرة ، فبكى. فقال له ابن زياد : ممّ تبكى؟! أبكى الله ، عينيك ، والله لو لا أنك شيخ قد خرفت لضربت عنقك. قالوا : وكانت الرءوس قد تقدم بها شمر بن ذى الجوشن أمام عمر بن سعد. قالوا : واجتمع أهل الغاضريّة فدفنوا أجساد القوم(٥) .

١٦ ـ قال المسعودى : كان الذي تولى قتله رجل من مذحج واحتزّ رأسه ، وانطلق به إلى ابن زياد وهو يرتجز :

أوقر ركابى فضة وذهبا

أنا قتلت الملك المحجبا

قتلت خير الناس أما وأبا

وخيرهم إذ ينسبون نسبا

__________________

(١) ترجمة الامام الحسين من الطبقات.

(٢) ترجمة الامام الحسين من الطبقات.

(٣) ترجمة الامام الحسين من الطبقات.

(٤) ترجمة الامام الحسين من الطبقات.

(٥) الاخبار الطوال : ٢٥٩.

٢١١

فبعث به ابن زياد إلى يزيد بن معاوية ومعه الرأس ، فدخل إلى يزيد وعنده أبو برزة الأسلمى فوضع الرأس بين يديه ، فأقبل ينكت القضيب فى فيه ويقول :

تفلّق هاما من رجال أحبة

علينا ، وهم كانوا أعقّ وأظلما

فقال له أبو برزة : ارفع قضيبك فطال ما والله رأيت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يضع فمه على فمه يلثمه(١) .

١٧ ـ قال سبط ابن الجوزى : ذكر ابن سعد فى الطبقات قال : قالت مرجانة أمّ ابن زياد لابنها يا خبيث قتلت ابن رسول الله والله لا ترى الجنة أبدا ثم ان ابن زياد نصب الرءوس كلها بالكوفة على الخشب وكانت زيادة على سبعين رأسا وهى أول رءوس نصبت فى الاسلام بعد رأس مسلم بن عقيل بالكوفة. وذكر عبد الله بن عمرو الوراق فى كتاب المقتل أنه لما حضر الرأس بين يدى ابن زياد أمر حجاما فقال قوره فقوره واخرج لغاديده ونخاعه وما حوله من اللحم ، واللغاديد ما بين الحنك وصفحة العنق من اللحم.

فقام عمرو بن حريث المخزومى فقال لابن زياد قد بلغت حاجتك من هذا الرأس فهب لى ما ألقيت منه فقال ما تصنع به فقال أواريه فقال خذه فجمعه فى مطرف خز كان عليه وحمله الى داره فغسله وطيبه وكفنه ودفنه عنده فى داره وهى بالكوفة تعرف بدار الخز ، دار عمرو بن حريث المخزومى ، وقيل ان الرباب بنت امرئ القيس زوجة الحسين أخذت الرأس ووضعته فى حجرها وقبلته وقالت :

وا حسينا فلا نسيت حسينا

أقصدته أسنة الأعداء

غادروه بكربلاء سريعا

لا سقى الله جانبى كربلاء(٢)

١٨ ـ عنه قال عبيد بن عمير : لقد رأيت فى هذا القصر عجبا يعنى قصر الكوفة رأيت رأس الحسين بين يدى ابن زياد موضعا ، ثمّ رأيت رأس ابن

__________________

(١) مروج الذهب : ٣ / ٧٠.

(٢) تذكرة الخواص : ٢٥٩.

٢١٢

زياد بين يدى المختار ثمّ رأيت رأس المختار بين يدى مصعب بن الزبير ، ثم رأيت رأس مصعب بن الزبير بين يدى عبد الملك بن مروان ، قيل له فكم كانت المدة؟ فقال : مقدار ثلاث سنين فأفّ لدنيا تنتهى الى هذا(١) .

١٩ ـ عنه قال الواقدى : ثم دعا ابن زياد زحر بن قيس الجعفى وسلّم إليه الرءوس والسبايا وجهزه الى دمشق فحكى ربيعة بن عمرو قال : كنت جالسا عند يزيد بن معاوية فى بهو له اذ قيل هذا زحر بن قيس بالباب ، فاستوى جالسا مذعورا واذن له فى الحال ، فدخل فقال : ما وراءك ، فقال : ما تحبّ أبشر بفتح الله ونصره ، ورد علينا الحسين فى سبعين راكبا من أهل بيته وشيعته ، فعرضنا عليهم الامان والنزول على حكم ابن زياد.

فأبوا واختاروا القتال ، فما كان إلّا كنومة القائل أو جزر جزور حتّى أخذت السيوف مأخذها من هام الرجال؟ جعلوا يلوذون بالاكام فهاتيك أجسامهم مجردة وهم صرعى فى الفلاة ، قال : فدمعت عينا يزيد وقال : لعن الله ابن مرجانة ورحم الله أبا عبد الله لقد كنا نرضى منكم يا أهل العراق بدون هذا لعن الله ابن مرجانة لو كان بينه وبينه رحم ما فعل به هذا.

فلما حضرت الرءوس عنده قال : فرّقت سمية بينى وبين أبى عبد الله وانقطع الرحم لو كنت صاحبه لعفوت عنه ، ولكن ليقضى الله أمرا كان مفعولا رحمك الله يا حسين لقد قتلك رجل لم يعرف حق الأرحام ، وفى رواية لعن الله ابن مرجانة لقد اضطرّه إلى القتل ، لقد سأله أن يلحق ببعض البلاد أو الثغور فمنعه زرع لى ابن زياد فى قلب البرّ والفاجر والصالح والطالح العداوة ، ثمّ تنكر لابن زياد ولم يصل زحر بن قيس بشيء ، ثم بعث بالرأس الى ابنته عاتكة فغسلته وطيبته.

قلت : هكذا وقعت هذه الرواية ، رواها هشام بن محمّد وأمّا المشهور عن

__________________

(١) تذكرة الخواص : ٢٥٩.

٢١٣

يزيد فى جميع الروايات : انه لما حضر الرأس بين يديه جمع أهل الشام وجعل ينكت عليه بالخيزران ويقول أبيات ابن الزبعرى :

ليت أشياخى ببدر شهدوا

وقعة الخزرج من وقع الأسل

قد قتلنا القرن من ساداتهم

وعدلنا قتل بدر فاعتدل(١)

٢٠ ـ عنه حكى القاضى أبو يعلى عن أحمد بن حنبل فى كتاب الوجهين والروايتين أنه قال : إن صح ذلك عن يزيد فقد فسق. قال الشعبى وزاد يزيد فيها :

لعبت هاشم بالملك فلا

خبر جاء ولا وحى نزل

لست من خندف ان لم أنتقم

من بنى أحمد ما كان فعل

قال مجاهد : نافق(٢)

٢١ ـ عنه قال الزهرى : لما جاءت الرءوس كان يزيد فى منظره على جيرون فأنشد لنفسه :

لما بدت تلك الحمول وأشرقت

تلك الشموس على ربى جيرون

نعب الغراب فقلت صح أو لا تصح

فلقد قضيت من الغريم ديونى(٣)

٢٢ ـ عنه ذكر ابن أبى الدنيا انه لما نكت بالقضيب ثناياه أنشد لحصين بن الحمام المرى :

صبرنا وكان الصبر منا سجية

بأسيافنا تفرين هاما ومعصما

تفلق هاما من رءوس أحبة

إلينا وهم كانوا أعقّ وأظلما

قال مجاهد فو الله لم يبق فى الناس أحد إلا من سبّه وعابه وتركه ، قال ابن أبى الدنيا ، وكان عنده أبو برزة الأسلمى فقال له يا يزيد أرفع قضيبك فو الله لطال

__________________

(١) تذكرة الخواص : ٢٦٠.

(٢) تذكرة الخواص : ٢٦١.

(٣) تذكرة الخواص : ٢٦١.

٢١٤

ما رأيت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقبل ثناياه(١) .

٢٣ ـ عنه ذكر البلاذرى : ان الذي كان عند يزيد وقال هذه المقالة أنس بن مالك وهو غلظ من البلاذرى لأن أنسأ كان بالكوفة عند ابن زياد ولما جيء بالرأس بكى وقد ذكرناه(٢) .

٢٤ ـ عنه قال هشام : لما أنشد يزيد الأبيات قال له على بن الحسين بل ما قال الله أولى( ما أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَها ) فقال يزيد وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير ، وكان على بن الحسين والنساء موثقين فى الحبال فناداه علىّ يا يزيد ما ظنك برسول الله لو رآنا موثقين فى الحبال عرايا على أقتاب الجمال فلم يبق فى القوم إلا من بكى(٣) .

٢٥ ـ روى ابن أبى الدنيا عن الحسن البصرى قال ضرب يزيد رأس الحسين ومكانا كان يقبله رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ثم تمثّل الحسن :

سمية أمسى نسلها عدد الحصى

وبنت رسول الله ليس لها نسل(٤)

٢٦ ـ عنه قال ابن سعد بعث ابن زياد بالرأس مع مخفر بن ثعلبة العائدى وأمر يزيد نسائه فأقمن الماتم على الحسين ثلاثة أيام(٥)

٢٧ ـ عنه قال : حكى هشام بن محمّد عن أبيه عن عبيد بن عمير ، قال : كان رسول قيصر حاضرا عند يزيد فقال ليزيد هذا رأس من؟ فقال رأس الحسين قال ومن الحسين قال اين فاطمة ، قال ومن فاطمة؟ قال بنت محمّد ، قال : نبيكم؟ قال نعم ، قال : ومن أبوه؟ قال على بن أبى طالب ، قال ومن على بن أبى طالب؟ قال ابن عم نبينا ، فقال تبا لكم ولدينكم ما أنتم وحقّ المسيح على شيء ان عندنا فى بعض

__________________

(١) تذكرة الخواص : ٢٦٢.

(٢) تذكرة الخواص : ٢٦٢.

(٣) تذكرة الخواص : ٢٦٢.

(٤) تذكرة الخواص : ٢٦٢.

(٥) تذكرة الخواص : ٢٦٢.

٢١٥

الجزاير دير فيه حافر حمار ركبه عيسى السيد المسيح ونحن نحجّ إليه فى كل عام من الأقطار وتنذر له النذور ونعظمه كما تعظمون كعبتكم فاشهد أنكم على باطل ثم قام ولم يعد إليه(١) .

٢٨ ـ عنه قال : حكى محمّد بن سعد فى الطبقات عن محمّد بن عبد الرحمن قال لقينى رأس الجالوت فقال ان بينى وبين داود سبعين نبيا وأن اليهود تعظمنى وتحترمنى وأنتم قتلتم ابن بنت نبيكم(٢) .

٢٩ ـ ذكر عبد الملك بن هاشم فى كتاب السيرة أخبرنا القاضى الأسعد أبو البركات عبد القوى ابن أبى المعالى ابن الحبار السعدى ، فى جمادى الأول سنة تسع وستمائة بالديار المصرية قراءة عليه ونحن نسمع ، قال : أنبأنا أبو محمّد عبد الله بن رفاعة بن غدير السعدى فى جمادى الأولى سنة خمس وخمسين وخمسمائة قال أنبأنا أبو الحسن علىّ بن الحسن الخلعى ، أنبأنا أبو محمّد عبد الرحمن بن عمر بن سعيد النحاس التجيى أنبأنا أبو محمّد عبد الله بن جعفر بن محمّد بن رنجويه البغدادى ، أنبأنا أبو سعيد عبد الرحيم بن عبد الله البرقي ، أنبأنا أبو محمّد عبد الملك بن هشام النحوى البصرى.

قال لما أنفذ ابن زياد رأس الحسينعليه‌السلام إلى يزيد بن معاوية مع الأسارى موثقين فى الحبال ، منهم نساء وصبيان وصبيات من بنات رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله على أقتاب الجمال موثقين مكشفات الوجوه والرءوس وكلما نزلوا منزلا أخرجوا الرأس من صندوق أعدّوه له فوضعوه على رمح وحرسوه طول الليل الى وقت الرحيل ثم يعيدون الى الصندوق ويرحلوا فنزلوا بعض المنازل وفى ذلك المنزل دير فيه راهب فأخرجوا الرأس على عادتهم ووضعوه على الرمح وحرسه الحرس على عادته وأسندوا الرمح الى الدير.

__________________

(١) تذكرة الخواص : ٢٦٣.

(٢) تذكرة الخواص : ٢٦٣.

٢١٦

فلما كان فى نصف الليل رأى الراهب نورا من مكان الرأس الى عنان السماء فاشرف على القوم وقال من أنتم؟ قالوا نحن أصحاب ابن زياد قال وهذا رأس من؟ قالوا رأس الحسين بن على بن أبى طالب ابن فاطمة بنت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال : نبيكم؟ قالوا نعم قال بئس القوم أنتم لو كان للمسيح ولد لاسكناه أحداقنا ثم قال هل لكم فى شيء قالوا وما هو قال عندى عشرة آلاف دينار تأخذونها وتعطونى الرأس يكون ، عندى تمام الليلة واذا رحلتم تأخذونه قالوا وما يضرّنا فناولوه الرأس وناولهم الدنانير فاخذه الراهب فغسله وطيبه وتركه على فخذه وقعد يبكى الليل كله.

فلمّا أسفر الصبح قال يا رأس لا أملك إلا نفسى وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأن جدك محمّدا رسول الله وأشهد الله اننى مولاك وعبدك ثم خرج عن الدير وما فيه وصار يخدم أهل البيت ، قال ابن هشام فى السيرة : ثم إنهم أخذوا الرأس وساروا فلما قربوا من دمشق قال بعضهم لبعض تعالوا حتى نقسم الدنانير لا يراها يزيد فيأخذها منا فأخذوا الأكياس وفتحوها واذا الدنانير قد تحولت خزفا وعلى أحد جانب الدينار مكتوب( وَلا تَحْسَبَنَّ اللهَ غافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ ) الآية وعلى الجانب الآخر( وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ ) فرموها فى بردا(١) .

٢٩ ـ عنه اختلفوا فى الرأس على اقوال : اشهرها أنه ردّه الى المدينة مع السبايا ثم ردّ الى الجسد بكربلاء فدفن معه ، قاله هشام وغيره ، والثانى : انه دفن بالمدينة عند قبر أمه فاطمةعليهما‌السلام قاله ابن سعد قال لمّا وصل الى المدينة كان سعيد بن العاص واليا عليها فوضعه بين يديه وأخذ بارنبة أنفه ثم أمر به فكفن ودفن عند أمه فاطمةعليهما‌السلام وذكر الشعب : أنّ مروان بن الحكم كان بالمدينة فأخذه وتركه بين يديه وتناول أرنبة أنفه وقال :

__________________

(١) تذكرة الخواص : ٢٦٣.

٢١٧

يا حبذا بردك فى اليدين

ولونك الأحمر فى الخدين

والله لكأنى أنظر الى ايام عثمان ، وقال ابن الكلبى سمع سعيد بن العاص أو عمرو بن سعيد الضجة من دور بنى هاشم فقال :

عجّت نساء بنى تميم عجة

كعجيج سؤتنا غداة الأرنب

والبيت لعمرو بن معدى كرب والرواية (عجت نساء بنى زياد) وروى ان مروان أنشد :

ضرب الدوسر فيهم ضربة

اثتبت أوتاد ملك فاستقر

والثالث : انه بدمشق حكى ابن ابى الدنيا قال وجد رأس الحسين فى خزانة يزيد بدمشق فكفنوه ودفنوه بباب الفراديس وكذا ذكر البلاذرى فى تاريخه قال هو بدمشق فى دار الأمارة وكذا ذكر الواقدى أيضا.

الرابع : انه بمسجد الرقة على الفرات بالمدينة المشهورة. ذكره عبد الله بن عمر الوراق فى كتاب المقتل وقال لمّا حضر الرأس بين يدى يزيد بن معاوية قال : لأبعثنه الى آل أبى معيط عن رأس عثمان وكانوا بالرقة فبعثه إليهم فدفنوه فى بعض دورهم ثم ادخلت تلك الدار فى المسجد الجامع قال وهو الى جانب سدرة هناك وعليه شبيه النيل لا يذهب شتاء ولا صيفا.

الخامس : ان الخلفاء الفاطميين نقلوه من باب الفراديس الى عسقلان ثم نقلوه الى القاهرة وهو فيها وله مشهد عظيم يزار فى الجملة ففى أىّ مكان رأسه أو جسده فهو ساكن فى القلوب والضمائر قاطن فى الأسرار والخواطر أنشدنا بعض أشياخنا فى هذا المعنى :

لا تطلبوا المولى حسين

بأرض شرق أو بغرب

ودعوا الجميع وعرّجوا

نحوى فمشهده بقلبى(١)

__________________

(١) تذكرة الخواص : ٢٦٤.

٢١٨

٣٠ ـ محمّد بن اسماعيل البخاري عن محمّد بن الحسين بن إبراهيم قال حدثني حسين بن محمّد ، حدّثنا جرير ، عن أنس بن مالك أتى عبيد الله بن زياد برأس الحسينعليه‌السلام فجعل فى طست فجعل ينكت ، وقال فى حسنه شيئا ، فقال أنس كان أشبههم برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وكان مخضوبا بالوسمة(١) .

٣١ ـ ابو عيسى الترمذى حدّثنا خلاد بن أسلم ، أبو بكر البغدادىّ ، حدثنا النّضر بن شميل. أخبرنا هشام بن حسّان ، عن حفصة بنت سيرين قالت : حدّثنى أنس بن مالك قال : كنت عند ابن زياد فجئ برأس الحسين فجعل يقول بقضيب له فى أنفه ويقول : ما رأيت مثل هذا حسنا قال ، قلت : أما إنّه كان من أشبههم برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله (٢) .

٣٢ ـ قال الهيتمى : قتله سنان بن أبى أنس وأجهز عليه خولى بن يزيد الاصبحى ، من حمير وحزّ رأسه وأتى به عبيد الله بن زياد فقال سنان

أوقر ركابى فضة وذهبا

أنا قتلت الملك المحجبا

قتلت خير الناس أما وأبا

رواه الطبرانى ورجاله ثقات(٣) .

٣٣ ـ عنه باسناده ، عن الشعبى قال رأيت رأس الحسين أوّل رأس حمل فى الاسلام(٤) .

٣٤ ـ عنه عن عبد الملك بن عمير قال دخلت على عبيد الله بن زياد واذا رأس الحسين قدامه على ترس فو الله ما لبثت الا قليلا حتى دخلت على المختار فاذا رأس عبيد الله بن زياد على ترس ، فو الله ما لبثت إلّا قليلا حتى دخلت على مصعب بن الزبير ، واذا رأس المختار على ترس ، فو الله ما لبثت الا قليلا حتى دخلت على

__________________

(١) صحيح البخاري : ٥ / ٣٢.

(٢) صحيح الترمذى : ٥ / ٦٥٩.

(٣) مجمع الزوائد : ٩ / ١٩٤.

(٤) مجمع الزوائد : ٩ / ١٩٦.

٢١٩

عبد الملك وإذا رأس مصعب بن الزبير على ترس(١) .

٣٥ ـ عنه عن أبى قبيل ، قال لما قتل الحسين احتزوا رأسه وقعدوا فى أول مرحلة يشربون النبيذ يتحيون بالرأس فخرج إليهم قلم من حديد من حائط فكتب بسطر دم :

أترجو أمة قتلت حسينا

شفاعة جدّه يوم الحساب

فهربوا وتركوا الرأس ثم رجعوا.

٣٦ ـ الحافظ ابن عساكر ، أخبرنا أبو بكر بن عبد الباقى ، أنبأنا أبو محمّد الجوهرى إملاء ، قالا : أنبأنا أبو بكر بن مالك ، أنبأنا إبراهيم بن عبد الله ، أنبأنا سليمان بن حرب ، أنبأنا حمّاد بن سلمة ، عن على بن زيد ، عن أنس بن مالك ، قال : لما أتى برأس الحسين ـ يعنى إلى عبيد الله بن زياد ـ قال : فجعل ينكت بقضيب فى يده ويقول : إن كان لحسن الثغر : فقلت : والله لأسوءنك! لقد رأيت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقبّل موضع قضيبك من فيه(٢) .

٣٧ ـ عنه أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر ، قالت : قرئ على ابراهيم بن منصور ، أنبأنا أبو بكر بن المقرى ، قالا : أنبأنا أبو يعلى ، أنبأنا إبراهيم ـ هو ابن الحجاج ـ أنبأنا حمّاد ـ هو ابن سلمة ـ عن على بن زيد : عن أنس قال : لمّا قتل الحسين جئ برأسه إلى عبيد الله بن زياد ، فجعل ينكت بقضيب على ثناياه وقال : إن كان حسن الثغر ، فقلت : أما والله لأسوءنّك ، فقلت : لقد رأيت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقبّل موضع قضيبك من فيه(٣) .

٣٨ ـ أخبرنا أبو القاسم ابن السمرقندى أنبأنا عبد العزيز بن أبى طاهر ، أنبأنا صدقة ابن محمّد بن مروان ، أنبأنا عثمان بن محمّد الذهبى ، أنبأنا إسحاق بن الحسن بن

__________________

(١) مجمع الزوائد : ٩ / ١٩٦.

(٢) ترجمة الامام الحسين : ٢٥٧.

(٣) ترجمة الامام الحسين : ٢٥٨.

٢٢٠