مسند الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام الجزء ٢

مسند الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام10%

مسند الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 571

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣
  • البداية
  • السابق
  • 571 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 78030 / تحميل: 4643
الحجم الحجم الحجم
مسند الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام

مسند الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام الجزء ٢

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

٣ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن حماد ، عن الحلبي ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في الموقف ارتفعوا عن بطن عرنة وقال أصحاب الأراك لا حج لهم.

٤ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ومحمد بن إسماعيل ، عن الفضل بن شاذان ، عن ابن أبي عمير وصفوان بن يحيى ، عن معاوية بن عمار ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال قف في ميسرة الجبل فإن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وقف بعرفات في ميسرة الجبل فلما وقف جعل الناس يبتدرون أخفاف ناقته فيقفون إلى جانبه فنحاها ففعلوا مثل ذلك فقال أيها الناس إنه ليس موضع أخفاف ناقتي الموقف ولكن هذا كله موقف وأشار بيده إلى الموقف وفعل مثل ذلك في المزدلفة فإذا رأيت خللا فسده بنفسك وراحلتك فإن الله عز وجل يحب أن تسد تلك الخلال وانتقل عن الهضاب واتق الأراك فإذا وقفت بعرفات فاحمد الله وهلله ومجده وأثن عليه وكبره مائة تكبيرة واقرأ «قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ » مائة مرة وتخير لنفسك من الدعاء ما أحببت واجتهد فإنه يوم دعاء ومسألة وتعوذ بالله من الشيطان فإن الشيطان لن يذهلك في موضع أحب إليه من أن يذهلك في ذلك الموضع وإياك أن تشتغل بالنظر إلى الناس وأقبل قبل نفسك وليكن فيما تقول : اللهم رب المشاعر كلها فك رقبتي من النار وأوسع علي من الرزق الحلال وادرأ عني شر فسقة الجن والإنس اللهم لا تمكر بي ولا تخدعني ولا تستدرجني يا أسمع السامعين ويا أبصر الناظرين ويا أسرع الحاسبين ويا أرحم الراحمين أسألك أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تفعل بي كذا وكذا

الحديث الثالث : حسن.

الحديث الرابع : حسن كالصحيح. ويدل على استحباب الوقوف في ميسرة الجبل ، والمراد به ميسرته بالإضافة إلى القادم من مكة كما ذكره الأصحاب.

قوله عليه‌السلام : « وانتقل عن الهضاب » أي لا ترتفع الجبال والمشهور الكراهة ، ونقل عن ابن البراج وابن إدريس : أنهما حرما الوقوف على الجبل إلا لضرورة ، ومع الضرورة كالزحام وشبهه ينتفي الكراهة والتحريم إجماعا.

١٢١

وليكن فيما تقول وأنت رافع يديك إلى السماء اللهم حاجتي التي إن أعطيتها لم يضرني ما منعتني وإن منعتنيها لم ينفعني ما أعطيتني أسألك خلاص رقبتي من النار اللهم إني عبدك وملك يدك وناصيتي بيدك وأجلي بعلمك أسألك أن توفقني لما يرضيك عني وأن تسلم مني مناسكي التي أريتها إبراهيم خليلك ودللت عليها حبيبك محمدا صلى‌الله‌عليه‌وآله وليكن فيما تقول : اللهم اجعلني ممن رضيت عمله وأطلت عمره وأحييته بعد الموت حياة طيبة.

٥ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن حماد بن عيسى ، عن عبد الله بن ميمون قال سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وقف بعرفات فلما همت الشمس أن تغيب قبل أن تندفع قال اللهم إني أعوذ بك من الفقر ومن تشتت الأمر ومن شر ما يحدث بالليل والنهار أمسى ظلمي مستجيرا بعفوك وأمسى خوفي مستجيرا بأمانك وأمسى ذلي مستجيرا بعزك وأمسى وجهي الفاني مستجيرا بوجهك الباقي يا خير من سئل ويا أجود من أعطى جللني برحمتك وألبسني عافيتك واصرف عني شر جميع خلقك قال عبد الله بن ميمون وسمعت أبي يقول يا خير من سئل ويا أوسع من أعطى ويا أرحم من استرحم ثم سل حاجتك.

٦ـ محمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين ، عن الحسن بن علي ، عن صالح بن أبي الأسود ، عن أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال ليس في شيء من الدعاء عشية عرفة شيء موقت.

قوله عليه‌السلام : « اللهم حاجتي » أي أسألك حاجتي ، ويحتمل أن يكون التي خبر وعلى التقديرين جملة « أسألك » بيان لتلك الجملة ، ويحتمل على بعد أن يكون حاجتي معمول أسألك ، وقوله « خلاص » خبر مبتدإ محذوف.

الحديث الخامس : موثق. وقال الجوهري : « اندفع الفرس » أي أسرع في مسيره(١) .

الحديث السادس : ضعيف.

قوله عليه‌السلام : « شيء موقت » أي مفروض ، أو معين لا تتأتى السنة بدونه فلا ينافي

__________________

(١) الصحاح للجوهري : ج ٣ ص ١٢٠٨ وفيه أسرع في سيره.

١٢٢

٧ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه قال رأيت عبد الله بن جندب بالموقف فلم أر موقفا كان أحسن من موقفه ما زال مادا يديه إلى السماء ودموعه تسيل على خديه حتى تبلغ الأرض فلما انصرف الناس قلت له يا أبا محمد ما رأيت موقفا قط أحسن من موقفك قال والله ما دعوت إلا لإخواني وذلك أن أبا الحسن موسى بن جعفر عليه‌السلام أخبرني أنه من دعا لأخيه بظهر الغيب نودي من العرش ولك مائة ألف ضعف مثله فكرهت أن أدع مائة ألف ضعف مضمونة لواحد لا أدري يستجاب أم لا.

٨ ـ عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن محمد بن عيسى بن عبيد ، عن ابن أبي عمير قال كان عيسى بن أعين إذا حج فصار إلى الموقف أقبل على الدعاء لإخوانه حتى يفيض الناس قال فقلت له تنفق مالك وتتعب بدنك حتى إذا صرت إلى الموضع الذي تبث فيه الحوائج إلى الله عز وجل أقبلت على الدعاء لإخوانك وتركت نفسك قال إني على ثقة من دعوة الملك لي وفي شك من الدعاء لنفسي.

٩ ـ أحمد بن محمد العاصمي ، عن علي بن الحسين السلمي ، عن علي بن أسباط ، عن إبراهيم بن أبي البلاد أو عبد الله بن جندب قال كنت في الموقف فلما أفضت لقيت إبراهيم بن شعيب فسلمت عليه وكان مصابا بإحدى عينيه وإذا عينه الصحيحة حمراء كأنها علقة دم فقلت له قد أصبت بإحدى عينيك وأنا والله مشفق على الأخرى فلو قصرت من البكاء قليلا فقال والله يا أبا محمد ما دعوت لنفسي اليوم بدعوة فقلت فلمن دعوت قال دعوت لإخواني لأني سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول من دعا لأخيه بظهر الغيب وكل الله به ملكا يقول ولك مثلاه فأردت أن أكون إنما أدعو لإخواني ويكون الملك يدعو لي لأني في شك من دعائي لنفسي ولست في شك من دعاء الملك لي.

كون الفضل في الأدعية المأثورة.

الحديث السابع : حسن.

الحديث الثامن : ضعيف على المشهور.

الحديث التاسع : مجهول.

١٢٣

١٠ ـ محمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين ، عن النضر بن سويد ، عن عمرو بن أبي المقدام قال رأيت أبا عبد الله عليه‌السلام يوم عرفة بالموقف وهو ينادي بأعلى صوته أيها الناس إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كان الإمام ثم كان علي بن أبي طالب ثم الحسن ثم الحسين ثم علي بن الحسين ثم محمد بن علي عليه‌السلام ثم هه فينادي ثلاث مرات لمن بين يديه وعن يمينه وعن يساره ومن خلفه اثني عشر صوتا وقال عمرو فلما أتيت منى سألت أصحاب العربية عن تفسير هه فقالوا هه لغة بني فلان أنا فاسألوني قال ثم سألت غيرهم أيضا من أصحاب العربية فقالوا مثل ذلك.

١١ ـ عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن أحمد بن محمد ، عن سماعة قال قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام إذا ضاقت عرفة كيف يصنعون قال يرتفعون إلى الجبل.

(باب)

(الإفاضة من عرفات)

١ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن فضال ، عن يونس بن يعقوب قال قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام متى الإفاضة من عرفات قال إذا ذهب الحمرة يعني من الجانب الشرقي.

الحديث العاشر : ضعيف.

قوله عليه‌السلام : « ثم هه » قال في القاموس : « هه » تذكرة ووعيد. والمعنى المذكور في الخبر هو المراد وإن لم يذكر فيما عندنا من كتب اللغة ومثل هذا في لغة العجم أيضا شائع.

الحديث الحادي عشر : ضعيف على المشهور. ويدل على جواز الصعود إلى الجبل عند الضرورة كما مر.

باب الإفاضة من عرفات

الحديث الأول : موثق. ويدل على أن منتهى الوقوف ذهاب الحمرة كما هو ظاهر جماعة من الأصحاب وظاهر أكثر الأخبار الاكتفاء بغيبوبة القرص ، والأول أحوط.

١٢٤

٢ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ومحمد بن إسماعيل ، عن الفضل بن شاذان ، عن صفوان بن يحيى ، عن معاوية بن عمار قال قال أبو عبد الله عليه‌السلام إن المشركين كانوا يفيضون من قبل أن تغيب الشمس فخالفهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فأفاض بعد غروب الشمس قال وقال أبو عبد الله عليه‌السلام إذا غربت الشمس فأفض مع الناس وعليك السكينة والوقار وأفض بالاستغفار فإن الله عز وجل يقول «ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللهَ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ » فإذا انتهيت إلى الكثيب الأحمر عن يمين الطريق فقل اللهم ارحم موقفي وزد في علمي وسلم لي ديني وتقبل مناسكي وإياك والوجيف الذي يصنعه الناس فإن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال أيها الناس إن الحج ليس بوجيف الخيل ولا إيضاع الإبل ولكن اتقوا الله وسيروا سيرا جميلا لا توطئوا ضعيفا ولا توطئوا مسلما وتوأدوا واقتصدوا في السير فإن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كان يكف ناقته حتى يصيب رأسها مقدم الرحل ويقول أيها الناس عليكم بالدعة فسنة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله تتبع قال معاوية وسمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول اللهم أعتقني من النار وكررها حتى أفاض فقلت ألا تفيض فقد أفاض الناس فقال إني أخاف الزحام وأخاف أن أشرك في عنت إنسان.

٣ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن عثمان بن عيسى ، عن هارون بن خارجة قال سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول في آخر كلامه حين أفاض اللهم إني أعوذ بك أن أظلم أو أظلم أو أقطع رحما أو أوذي جارا.

الحديث الثاني : حسن كالصحيح. و « الكثيب » التل من الرمل ، و « الوجيف » ضرب من سير الإبل والخيل وإيضاع الإبل حملها على العدو السريع.

قوله عليه‌السلام : « وتؤدوا » هو أمر من تؤاد إذا تأنى والتؤدة الرزانة والتأني ، وقد تؤده وتئده ذكره الفيروزآبادي(١) وفي بعض النسخ وتؤذوا بالذال المعجمة فيستحب عليه النفي و « العنت » الوقوع في أمر شاق.

الحديث الثالث : موثق.

__________________

(١) القاموس المحيط : ج ١ ص ٢٧٤.

١٢٥

٤ ـ عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد وأحمد بن محمد ، عن الحسن بن محبوب ، عن علي بن رئاب ، عن ضريس الكناسي ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال سألته عن رجل أفاض من عرفات قبل أن تغيب الشمس قال عليه بدنة ينحرها يوم النحر فإن لم يقدر صام ثمانية عشر يوما بمكة أو في الطريق أو في أهله.

٥ ـ أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، عن عبد الله بن سنان ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال يوكل الله عز وجل ملكين بمأزمي عرفة فيقولان سلم سلم.

٦ ـ وعنه ، عن علي بن النعمان ، عن سعيد الأعرج ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال ملكان يفرجان للناس ليلة مزدلفة عند المأزمين الضيقين.

الحديث الرابع : صحيح. ولا خلاف بين الأصحاب في أنه إذا أفاض من عرفة قبل الغروب ناسيا أو جاهلا لا شيء عليه ، ولو كان عامدا جبره ببدنة فإن لم يقدر صام ثمانية عشر يوما.

وقال ابنا بابويه : الكفارة شاة ولم نقف لهما على مستند.

وهل تجب المتابعة في هذا الصوم؟ اختلفوا فيه ، والأظهر العدم ، ويستفاد من الخبر جواز فعله في السفر كما هو المشهور بين الأصحاب.

الحديث الخامس : صحيح.

قوله عليه‌السلام : « بمأزمي عرفة » قال في القاموس : المأزم ويقال له المأزمان مضيق بين جمع وعرفة وآخر بين مكة ومنى(١) انتهى.

ولا يبعد إرادتهما معا هنا فإنهما معا في طريق عرفة.

الحديث السادس : صحيح.

__________________

(١) القاموس المحيط : ج ٤ ص ٢٧٤.

١٢٦

(باب)

(ليلة المزدلفة والوقوف بالمشعر والإفاضة منه وحدوده)

١ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن معاوية وحماد ، عن الحلبي ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال قال لا تصل المغرب حتى تأتي جمعا فتصلي بها المغرب والعشاء الآخرة بأذان واحد وإقامتين وانزل ببطن الوادي عن يمين الطريق قريبا من المشعر ويستحب للصرورة أن يقف على المشعر الحرام ويطأه برجله ولا يجاوز الحياض ليلة المزدلفة ويقول اللهم هذه جمع اللهم إني أسألك أن تجمع لي فيها جوامع الخير اللهم لا تؤيسني من الخير الذي سألتك أن تجمعه لي في قلبي

باب ليلة المزدلفة والوقوف بالمشعر والإفاضة منه وحدوده

الحديث الأول : حسن.

قوله عليه‌السلام : « حتى تأتي جمعا » إنما سمي المشعر الحرام جمعا لاجتماع الناس فيه ، أو لأنه يجمع فيه بين المغرب والعشاء بأذان وإقامتين ، وأما استحباب تأخير الصلاة إلى جمع فهو مجمع عليه بين الأصحاب ، والأظهر جواز إيقاعهما بعرفة وفي الطريق من غير عذر ، ويظهر من الشيخ في الاستبصار المنع ، وأما مع العذر فلا ريب في جوازه وأما الاكتفاء بالأذان والإقامتين فالأشهر تعيينه والأحوط ذلك.

قوله عليه‌السلام : « أن يقف على المشعر الحرام » اعلم : أنه قد يطلق المشعر بفتح الميم وقد يكسر على جميع المزدلفة ، وقد يطلق على الجبل المسمى بقزح وهو المراد هاهنا في الموضعين كما ذكره الشيخ ، وفسرها ابن الجنيد بما قرب من المنارة ، وقال في الدروس الظاهر أنه المسجد الموجود الآن وما ذكره بعض المتأخرين أن المراد المزدلفة ، فلا يخفى بعده.

قوله عليه‌السلام : « ولا يجاوز الحياض » أي حياض وادي محسر فإنها حد عرفة من جهة منى وظاهره وجوب الوقوف بالليل كما اختاره بعض الأصحاب ، والمشهور

١٢٧

وأطلب إليك أن تعرفني ما عرفت أولياءك في منزلي هذا وأن تقيني جوامع الشر وإن استطعت أن تحيي تلك الليلة فافعل فإنه بلغنا أن أبواب السماء لا تغلق تلك الليلة لأصوات المؤمنين لهم دوي كدوي النحل يقول الله جل ثناؤه أنا ربكم وأنتم عبادي أديتم حقي وحق علي أن أستجيب لكم فيحط الله تلك الليلة عمن أراد أن يحط عنه ذنوبه ويغفر لمن أراد أن يغفر له.

٢ ـ أبو علي الأشعري ، عن محمد بن عبد الجبار ، عن صفوان ، عن ابن مسكان ، عن عنبسة بن مصعب قال سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن الركعات التي بعد المغرب ليلة المزدلفة فقال صلها بعد العشاء أربع ركعات.

٣ ـ الحسين بن محمد ، عن معلى بن محمد ، عن الحسن بن علي ، عن أبان بن عثمان ، عن رجل ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال يستحب للصرورة أن يطأ المشعر الحرام وأن يدخل البيت.

استحبابه وإن الوقوف الواجب الذي هو ركن هو بعد طلوع الفجر.

وقال في القاموس : المزدلفة موضع بين عرفات ومنى لأنه يتقرب فيها إلى الله تعالى ، أو لاقتراب الناس إلى منى بعد إفاضة الناس إليها في زلف من الليل ، أو لأنها أرض مستوية مكنوسة. وهذا أقرب(١) .

قوله عليه‌السلام : « فيحط » ظاهره عدم غفران جميع ذنوب الحاج ، فيحمل الأخبار الأخر على الأغلب والأكثر ، ويمكن حمل الحط في هذا الخبر على غير المؤمنين ، أو يكون في الترديد مصلحة لئلا يجترئوا على المعاصي.

الحديث الثاني : ضعيف ، وما تضمن من تأخير النوافل عن العشاء هو المشهور بين الأصحاب ، ووردت رواية صحيحة بجواز التقديم عليها وعمل بها بعض المتأخرين وعلى تقديره لا يبعد القول وبتعدد الأذان كما ورد في الأخبار أنه لا جمع مع النافلة ، والأحوط تأخير النافلة والاكتفاء بأذان واحد.

الحديث الثالث : صحيح.

__________________

(١) القاموس المحيط : ج ٣ ص ١٤٩.

١٢٨

٤ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ومحمد بن إسماعيل ، عن الفضل بن شاذان ، عن صفوان بن يحيى وابن أبي عمير ، عن معاوية بن عمار ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال أصبح على طهر بعد ما تصلي الفجر فقف إن شئت قريبا من الجبل وإن شئت حيث شئت فإذا وقفت فاحمد الله وأثن عليه واذكر من آلائه وبلائه ما قدرت عليه وصل على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وليكن من قولك اللهم رب المشعر الحرام فك رقبتي من النار وأوسع علي من رزقك الحلال وادرأ عني شر فسقة الجن والإنس اللهم أنت خير مطلوب إليه وخير مدعو وخير مسئول ولكل وافد جائزة فاجعل جائزتي في موطني هذا أن تقيلني عثرتي وتقبل معذرتي وأن تجاوز عن خطيئتي ثم اجعل التقوى من الدنيا زادي ثم أفض حين يشرق لك ثبير وترى الإبل موضع أخفافها

الحديث الرابع : حسن كالصحيح. وأما ما اشتمل عليه من الطهارة والوقوف والذكر والدعاء فالمشهور بين الأصحاب استحبابها ، وإنما الواجب عندهم النية والكون بها ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس والأحوط العمل بما تضمنته الرواية.

قوله عليه‌السلام : « ثم أفض » قال في النهاية : ثبير جبل بمنى(١) وفي حديث « الحج أشرق ثبير كيما نغير » ، أي نذهب سريعا يقال : أغار يغير إذا أسرع في العدو.

وقيل : أراد نغير على لحوم الأضاحي من الإغارة بمعنى النهب.

وقيل : ندخل في الغور وهو المنخفض من الأرض على لغة من قال : أغار إذا أتى الغور(٢) .

وقال في الدروس : الوقوف بعد طلوع الفجر إلى طلوع الشمس والأولى استئناف النية له والمجزي فيه الذي هو ركن مسماه ولو أفاض قبل طلوع الشمس

__________________

(١) نهاية ابن الأثير : ج ٢ ص ٤٦٤ ولكن في النهاية أيضا ج ١ ص ٢٠٧ « ثبير » وهو الجبل المعروف عند مكّة.

(٢) نهاية ابن الأثير : ج ٣ ص ٣٩٤.

١٢٩

٥ ـ أبو علي الأشعري ، عن محمد بن عبد الجبار ، عن صفوان بن يحيى ، عن إسحاق بن عمار قال سألت أبا إبراهيم عليه‌السلام أي ساعة أحب إليك أن أفيض من جمع فقال قبل أن تطلع الشمس بقليل فهي أحب الساعات إلي قلت فإن مكثنا حتى تطلع الشمس قال ليس به بأس.

٦ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن الحكم ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال لا تجاوز وادي محسر حتى تطلع الشمس.

(باب)

(السعي في وادي محسر)

١ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن حفص بن البختري وغيره ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام أنه قال لبعض ولده هل سعيت في وادي محسر فقال لا قال : فأمره أن يرجع حتى يسعى قال فقال له ابنه لا أعرفه فقال له سل الناس

ولما يتجاوز محسرا فلا بأس بل يستحب ، وإن تجاوزه اختيارا أثم ولا كفارة.

وقال الصدوق : عليه شاة(١) ، وقال ابن إدريس يستحب المقام إلى طلوع الشمس. والأول أشهر ولا يفيض الإمام حتى تطلع الشمس استحبابا وأوجبه عليه ابن حمزة.

الحديث الخامس : موثق. ويدل على استحباب تقدير الإفاضة على طلوع الشمس وحمل على ما إذا لم يتجاوز وادي محسر قبله للخبر الآتي.

الحديث السادس : حسن. وقال الطيبي : وادي محسر بضم الميم وفتح الحاء وكسر السين المشددة ، سمي بذلك لأجل فيل أصحاب الفيل حسر فيه أي أعيى وكل.

باب السعي في وادي محسر

الحديث الأول : حسن. ويدل على تأكيد استحباب السعي في وادي محسر

__________________

(١) من لا يحضره الفقيه : ج ٢ ص ٢٨٢.

١٣٠

٢ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن الحجال ، عن بعض أصحابنا قال مر رجل بوادي محسر فأمره أبو عبد الله عليه‌السلام بعد الانصراف إلى مكة أن يرجع فيسعى

٣ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ومحمد بن إسماعيل ، عن الفضل بن شاذان ، عن ابن أبي عمير وصفوان بن يحيى ، عن معاوية بن عمار ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال إذا مررت بوادي محسر وهو واد عظيم بين جمع ومنى وهو إلى منى أقرب فاسع فيه حتى تجاوزه فإن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حرك ناقته وقال اللهم سلم لي عهدي واقبل توبتي وأجب دعوتي واخلفني فيمن تركت بعدي

٤ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن محمد بن إسماعيل ، عن أبي الحسن عليه‌السلام قال الحركة في وادي محسر مائة خطوة.

٥ ـ أبو علي الأشعري ، عن محمد بن عبد الجبار ، عن صفوان بن يحيى ، عن إسحاق بن عمار ، عن أبي الحسن عليه‌السلام قال سألته عن حد جمع قال ما بين المأزمين إلى وادي محسر.

٦ ـ محمد بن يحيى وغيره ، عن أحمد بن محمد ومحمد بن إسماعيل ، عن علي بن

وأنه إذا فاته يقضيه ، وأنه يجوز الاكتفاء في معرفة المشاعر بأخبار الناس ، ويمكن حمله على ما إذا تحققت الاستفاضة.

الحديث الثاني : مرسل. وقال في المدارك : المراد بالسعي هنا الهرولة وهي الإسراع في المشي للماشي وتحريك الدابة للراكب وأجمع العلماء كافة على استحباب ذلك ولو ترك السعي فيه رجع فسعى استحبابا.

الحديث الثالث : حسن كالصحيح. ويدل على أن الراكب يركض دابته قليلا.

الحديث الرابع : حسن وظاهره أن طول وادي محسر مائة خطوة.

الحديث الخامس : موثق. والتحديد المذكور فيه إجماعي.

الحديث السادس : صحيح.

١٣١

النعمان ، عن عبد الله بن مسكان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال حد المزدلفة من محسر إلى المأزمين.

٧ ـ محمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين وعدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد جميعا ، عن ابن أبي نصر ، عن سماعة قال قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام إذا كثر الناس بجمع وضاقت عليهم كيف يصنعون قال يرتفعون إلى المأزمين.

٨ ـ أحمد بن محمد العاصمي ، عن علي بن الحسن التيملي ، عن عمرو بن عثمان الأزدي ، عن محمد بن عذافر ، عن عمر بن يزيد قال الرمل في وادي محسر قدر مائة ذراع.

(باب)

(من جهل أن يقف بالمشعر)

١ ـ عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ، عن حماد بن عثمان ، عن محمد بن حكيم قال قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام الرجل الأعجمي والمرأة الضعيفة يكونان مع الجمال الأعرابي فإذا أفاض بهم من عرفات مر بهم كما

الحديث السابع : موثق. ويدل على جواز الصعود إلى الجبال عند الضرورة.

وقال في المدرك : جواز الارتفاع إلى الجبل مع الاضطرار مقطوع به في كلام الأصحاب ، وجوز الشهيدان وجماعة ذلك اختيارا وهو مشكل.

وقال في الدروس : والظاهر أن ما أقبل من الجبال من المشعر دون ما أدبر.

الحديث الثامن : مجهول. وقد تقدم مثله.

باب من جهل أن يقف بالمشعر

الحديث الأول : ضعيف على المشهور. وظاهره تحقق الوقوف الذي هو ركن بالمرور بالمشعر مع مسمى الذكر فيه. وقال في المدارك إطلاق عبارة المحقق ، وغيره يقتضي عدم الفرق في بطلان الحج بتعمد ترك الوقوف بالمشعر بين العالم والجاهل ، ويدل عليه روايات وقد ورد في بعض الروايات ما يدل

١٣٢

مربهم إلى منى ولم ينزل بهم جمعا فقال أليس قد صلوا بها فقد أجزأهم قلت وإن لم يصلوا بها قال ذكروا الله فيها فإن كانوا ذكروا الله فيها فقد أجزأهم.

٢ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن سنان ، عن ابن مسكان ، عن أبي بصير قال قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام جعلت فداك إن صاحبي هذين جهلا أن يقفا بالمزدلفة فقال يرجعان مكانهما فيقفان بالمشعر ساعة قلت فإنه لم يخبرهما أحد حتى كان اليوم وقد نفر الناس قال فنكس رأسه ساعة ثم قال أليسا قد صليا الغداة بالمزدلفة قلت بلى فقال أليسا قد قنتا في صلاتهما قلت بلى فقال تم حجهما ثم قال المشعر من المزدلفة والمزدلفة من المشعر وإنما يكفيهما اليسير من الدعاء.

٣ ـ محمد بن إسماعيل ، عن الفضل بن شاذان ، عن صفوان بن يحيى ، عن معاوية بن عمار قال قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام ما تقول في رجل أفاض من عرفات فأتى منى؟

على عدم بطلان حج الجاهل بذلك كرواية محمد بن يحيى(١) .

وأجاب عنها الشيخ : بالحمل على من ترك كمال الوقوف جهلا وقد أتى باليسير منه(٢) واستدل عليه برواية محمد بن حكيم(٣) ، وأبي بصير(٤) ولا يخلو من البعد إلا أن قصور هذه الروايات من حيث السند يمنع من العمل بها انتهى.

الحديث الثاني : ضعيف على المشهور.

قوله عليه‌السلام : « من المزدلفة » لفظة من إما للابتداء أي لفظ المشعر مأخوذ من المكان المسمى بالمزدلفة وكذا العكس أو للتبعيض أي لفظ المشعر من أسماء المزدلفة أي المكان المسمى بها ، وبالعكس وعلى التقديرين المراد أن المشعر الذي هو الموقف مجموع المزدلفة لا خصوص المسجد وإن كان قد يطلق عليه.

الحديث الثالث : مجهول كالصحيح. ويدل على الاكتفاء باضطراري المشعر.

__________________

(١) الوسائل : ج ١٠ ص ٦٤ ح ٥ و ٦.

(٢) التهذيب : ج ٥ ص ٢٩٣.

(٣) التهذيب : ج ٥ ص ٢٩٣.

(٤) التهذيب : ج ٥ ص ٢٩٣.

١٣٣

قال : فليرجع فيأتي جمعا فيقف بها وإن كان الناس قد أفاضوا من جمع.

٤ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن فضال ، عن يونس بن يعقوب قال قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام رجل أفاض من عرفات فمر بالمشعر فلم يقف حتى انتهى إلى منى ورمى الجمرة ولم يعلم حتى ارتفع النهار قال يرجع إلى المشعر فيقف به ثم يرجع فيرمي الجمرة.

٥ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن محمد بن يحيى الخثعمي ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام أنه قال في رجل لم يقف بالمزدلفة ولم يبت بها حتى أتى منى فقال ألم ير الناس ولم ينكر منى حين دخلها قلت فإن جهل ذلك قال يرجع قلت إن ذلك قد فاته فقال : لا بأس.

والظاهر أنه مع إدراك اختياري عرفة ولا خلاف في جواز الاكتفاء به حينئذ.

الحديث الرابع : موثق وهو مثل السابق.

الحديث الخامس : حسن أو موثق.

قوله عليه‌السلام : « ألم ير الناس » أي بالمزدلفة حيث ينزلون وقوله : « لم ينكر » معطوف على مدخول الاستفهام ، أي ألم ينكر منى حين دخلها ولم ير فيها أحدا؟وظاهره أن الجاهل معذور في ترك الوقوف وهو خلاف المشهور كما عرفت.

قال في الدروس : الوقوف بالمشعر ركن أعظم من عرفة عندنا فلو تعمد تركه بطل حجه ، وقول ابن الجنيد بوجوب البدنة لا غير ضعيف ، ورواية حريز(١) بوجوب البدنة على متعمد تركه أو المستخف به متروكة محمولة على من وقف به ليلا قليلا ثم مضى ، ولو تركه نسيانا فلا شيء عليه إذا كان قد وقف بعرفات اختيارا فلو نسيهما بالكلية بطل حجه وكذا الجاهل ولو ترك الوقوف بالمشعر جهلا بطل حجه عند الشيخ في التهذيب(٢) ورواية محمد بن يحيى بخلافه وتأولها الشيخ على تارك كمال الوقوف جهلا وقد أتى باليسير منه.

__________________

(١) الوسائل : ج ١٠ ص ٦٥ ح ١ ب ٢٦.

(٢) التهذيب : ج ٥ ص ٢٩٢.

١٣٤

٦ ـ عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن الحسن بن محبوب ، عن علي بن رئاب ، عن حريز ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال من أفاض من عرفات مع الناس ولم يلبث معهم بجمع ومضى إلى منى متعمدا أو مستخفا فعليه بدنة.

(باب)

(من تعجل من المزدلفة قبل الفجر)

١ ـ عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن الحسن بن محبوب ، عن علي بن رئاب ، عن مسمع ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام في رجل وقف مع الناس بجمع ثم أفاض قبل أن يفيض الناس قال إن كان جاهلا فلا شيء عليه وإن كان أفاض قبل طلوع الفجر فعليه دم شاة.

٢ ـ الحسين بن محمد ، عن معلى بن محمد ، عن الحسن بن علي الوشاء ، عن أبان بن عثمان ، عن سعيد السمان قال سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عجل النساء ليلا من المزدلفة إلى منى وأمر من كان منهن عليها هدي أن ترمي ولا

الحديث السادس : ضعيف على المشهور وقد مر الكلام فيه.

باب من تعجل من المزدلفة قبل الفجر

الحديث الأول : ضعيف على المشهور. واختلف الأصحاب في أن الوقوف بالمشعر ليلا واجب أو مستحب ، وعلى التقديرين يتحقق به الركن فلو أفاض قبل الفجر عامدا بعد أن كان به ليلا ولو قليلا لم يبطل حجه وجبره بشاة على المشهور بين الأصحاب. قال ابن إدريس : من أفاض قبل الفجر عامدا مختارا يبطل حجه ، ولا خلاف في عدم بطلان حج الناسي بذلك وعدم وجوب شيء عليه ولا في جواز إفاضة أولي الأعذار قبل الفجر ، واختلف في الجاهل ، وهذا الخبر يدل على أنه كالناسي.

الحديث الثاني : ضعيف على المشهور ، ويدل علي جواز التعجيل للنساء

١٣٥

تبرح حتى تذبح ومن لم يكن عليها منهن هدي أن تمضي إلى مكة حتى تزور.

٣ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن جميل بن دراج ، عن بعض أصحابنا ، عن أحدهما عليهما‌السلام قال لا بأس بأن يفيض الرجل بليل إذا كان خائفا.

٤ ـ عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أحدهما عليهما‌السلام قال أيما امرأة أو رجل خائف أفاض من المشعر الحرام ليلا فلا بأس فليرم الجمرة ثم ليمض وليأمر من يذبح عنه وتقصر المرأة ويحلق الرجل ثم ليطف بالبيت وبالصفا والمروة ثم ليرجع إلى منى فإن أتى منى ولم يذبح عنه فلا بأس أن يذبح هو وليحمل الشعر إذا حلق بمكة إلى منى وإن شاء قصر إن كان قد حج قبل ذلك.

٥ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن أبي المغراء ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال رخص رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله للنساء والصبيان أن يفيضوا بليل ويرموا الجمار بليل وأن يصلوا الغداة في منازلهم فإن خفن الحيض مضين إلى مكة ووكلن من يضحي عنهن.

٦ ـ أحمد بن محمد ، عن محمد بن سنان ، عن عبد الله بن مسكان ، عن أبي بصير قال سمعت أبا عبد الله يقول لا بأس بأن تقدم النساء إذا زال الليل فيقفن عند المشعر الحرام ساعة ثم ينطلق بهن إلى منى فيرمين الجمرة ثم يصبرن ساعة ثم يقصرن

لأنهن معذورات في ذلك.

الحديث الثالث : مرسل كالحسن.

الحديث الرابع : ضعيف على المشهور ، ويدل على أنه يجوز للمعذور الاستنابة في الذبح وأنه لو بأن عدمه لا يبطل طوافه وسعيه ، وعلى أنه لو حلق بغير منى يستحب أن يحمل شعره إليها ، وعلى أنه لا بد للصرورة من الحلق إما وجوبا أو استحبابا على الخلاف.

الحديث الخامس : صحيح.

الحديث السادس : ضعيف على المشهور.

١٣٦

وينطلقن إلى مكة فيطفن إلا أن يكن يردن أن يذبح عنهن فإنهن يوكلن من يذبح عنهن.

٧ ـ وعنه ، عن علي بن النعمان ، عن سعيد الأعرج قال قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : جعلت فداك معنا نساء فأفيض بهن بليل قال نعم تريد أن تصنع كما صنع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال قلت نعم فقال أفض بهن بليل ولا تفض بهن حتى تقف بهن بجمع ثم أفض بهن حتى تأتي بهن الجمرة العظمى فيرمين الجمرة فإن لم يكن عليهن ذبح فليأخذن من شعورهن ويقصرن من أظفارهن ويمضين إلى مكة في وجوههن ويطفن بالبيت ويسعين بين الصفا والمروة ثم يرجعن إلى البيت ويطفن أسبوعا ثم يرجعن إلى منى وقد فرغن من حجهن وقال إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أرسل معهن أسامة.

٨ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن حفص بن البختري وغيره ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال رخص رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله للنساء والضعفاء أن يفيضوا من جمع بليل وأن يرموا الجمرة بليل فإن أرادوا أن يزوروا البيت وكلوا من يذبح عنهن.

(باب)

(من فاته الحج)

١ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد وسهل بن زياد ، عن الحسن بن محبوب ، عن داود الرقي قال كنت مع أبي عبد الله عليه‌السلام بمنى إذ جاء رجل فقال إن قوما قدموا يوم النحر وقد فاتهم الحج فقال نسأل الله العافية وأرى أن يهريق كل واحد

الحديث السابع : صحيح.

الحديث الثامن : حسن.

باب من فاته الحج

الحديث الأول : مختلف فيه.

قوله عليه‌السلام : « أرى أن يهريق » أجمع علماؤنا على أن من فاته الحج تسقط

١٣٧

منهم دم شاة ويحلون وعليهم الحج من قابل إن انصرفوا إلى بلادهم وإن أقاموا حتى تمضي أيام التشريق بمكة ثم يخرجوا إلى وقت أهل مكة وأحرموا منه واعتمروا فليس عليهم الحج من قابل

عنه بقية أفعاله ويتحلل بعمرة مفردة.

وصرح في المنتهى وغيره بأن معنى تحلله بالعمرة أنه ينتقل إحرامه بالنية من الحج إلى العمرة المفردة ثم يأتي بأفعالها.

ويحتمل قويا انقلاب الإحرام إليها بمجرد الفوات كما هو ظاهر القواعد والدروس ولا ريب أن العدول أولى وأحوط وهذه العمرة واجبة بالفوات فلا تجزي عن عمرة الإسلام ، وهل يجب الهدي على فائت الحج قيل : لا. وهو المشهور ، وحكى الشيخ : قولا بالوجوب للأمر به في رواية الرقي(١) ولم يعمل به أكثر المتأخرين لضعف الخبر عندهم.

قوله عليه‌السلام : « فليس عليهم الحج » قال الشيخ في التهذيب بعد إيراد هذه الرواية : إنها محمول على أنه إذا كانت حجتهم التطوع فلا يلزمهم الحج من قابل وإنما يلزمهم إذا كانت حجتهم حجة الإسلام وليس لأحد أن يقول لو كانت حجة التطوع لما قال : في أول الخبر وعليهم الحج من قابل إن انصرفوا إلى بلادهم لأن هذا نحمله على الاستحباب ، ويحتمل أن يكون الخبر مختصا بمن اشترط في حال الإحرام فإنه إذا كان اشترط لم يلزمه الحج من قابل وإن لم يكن اشترط لزمه ذلك في العام المقبل(٢) واستشهد لذلك بخبر ضريس(٣) الدال عليه.

واعترض عليه العلامة بأن الحج الفائت إن كان واجبا لم يسقط بمجرد الاشتراط وإن لم يكن واجبا لم يجب بترك الاشتراط والمسألة محل إشكال ، وما ذكره الشيخ لا يخلو من قوة والله يعلم.

__________________

(١) الوسائل : ج ١٠ ص ٦٦ ح ٥.

(٢) التهذيب : ج ٥ ص ٢٩٥ ح ٣٨.

(٣) التهذيب : ج ٥ ص ٢٩٥ ح ٣٨.

١٣٨

٢ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ومحمد بن إسماعيل ، عن الفضل بن شاذان ، عن صفوان بن يحيى وابن أبي عمير ، عن معاوية بن عمار ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال من أدرك جمعا فقد أدرك الحج وقال أيما قارن أو مفرد أو متمتع قدم وقد فاته الحج فليحل بعمرة وعليه الحج من قابل قال وقال في رجل أدرك الإمام وهو بجمع فقال إن ظن أنه يأتي عرفات فيقف بها قليلا ثم يدرك جمعا قبل طلوع الشمس فليأتها وإن ظن أنه لا يأتها حتى يفيضوا فلا يأتها وليقم بجمع فقد تم حجه.

٣ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن جميل بن دراج ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال من أدرك المشعر الحرام يوم النحر من قبل زوال الشمس فقد أدرك الحج.

٤ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن ابن فضال ، عن عبد الله بن المغيرة ، عن إسحاق بن عمار ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال من أدرك المشعر الحرام

الحديث الثاني : حسن كالصحيح.

قوله عليه‌السلام : « من أدرك جمعا » أي وقوفه الاختياري أو الأعم منه ومن الاضطراري. ولعله أظهر.

وأقسام الوقوفين بالنسبة إلى الاختياري والاضطراري ثمانية ، أربعة مفردة ، وأربعة مركبة ، والصور كلها مجزئة إلا اضطراري عرفة فإنه غير مجز قولا واحدا وكذا الاختياري على الأظهر وإن كان الأشهر الإجزاء ، وفي الاضطراريين واضطراري المشعر خلاف وظاهر الأخبار الصحيحة الإجزاء.

قوله عليه‌السلام : « وليقم بجمع » يستفاد منه أن اختياري المشعر مقدم على اضطراري عرفة ، ولا ريب فيه ، وإنما الإشكال فيما إذا تعارض الاضطراريان ، ولعل تقديم اضطراري المشعر أولى لدلالة الأخبار على إدراك الحج بإدراكه دون اضطراري عرفة.

الحديث الثالث : حسن. ويدل على الاجتزاء باضطراري المشعر.

الحديث الرابع : موثق.

١٣٩

وعليه خمسة من الناس قبل أن تزول الشمس فقد أدرك الحج.

٥ ـ أحمد بن محمد ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن الحكم ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال من أدرك المشعر الحرام وعليه خمسة من الناس فقد أدرك الحج.

٦ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن بعض أصحابه ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال قال تدري لم جعل ثلاث هنا قال قلت لا قال فمن أدرك شيئا منها فقد أدرك الحج.

(باب)

(حصى الجمار من أين تؤخذ ومقدارها)

١ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن معاوية بن عمار قال خذ حصى الجمار من جمع وإن أخذته من رحلك بمنى أجزأك.

وقوله عليه‌السلام : « وعليه خمسة » يحتمل أن يكون ذكر الخمسة لعدم الخوف أو للقرب من الزوال.

الحديث الخامس : صحيح.

الحديث السادس : حسن.

قوله عليه‌السلام : « ثلاث هنا » يمكن أن يكون المراد من الثلاث الوقوف الاختياري والاضطراريين المقدم والمؤخر لكن روى الشيخ في التهذيب هكذا إبراهيم بن هاشم عن ابن أبي عمير ، عن بعض أصحابه ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : قال أتدري لم جعل المقام ثلاثا بمنى؟ قال : قلت : لأي شيء جعلت أو لما ذا جعلت؟ قال : من أدرك شيئا منها فقد أدرك الحج ، فالمراد إدراك الفضيلة لا سقوطه بذلك ، والظاهر وحدة الخبرين ووقوع تصحيف في أحدهما.

باب حصى الجمار من أين تؤخذ ومقدارها

الحديث الأول : حسن. ولا خلاف في استحباب التقاط الحصى من جمع وجواز أخذها من جميع الحرم سوى المساجد.

١٤٠

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

رجل من أهل بيت المقدس أنّه قال : والله لقد عرفنا أهل بيت المقدس ونواحيها عشية قتل الحسين بن علىعليه‌السلام قلت وكيف ذاك قال : ما رفعنا حجرا ولا مدرا ولا صخرا إلّا ورأينا تحتها دما عبيطا يغلى واحمرت الحيطان كالعلق ومطر ثلاثة أيام دما عبيطا وسمعنا مناديا ينادى فى جوف اللّيل يقول :

أترجو أمّة قتلت حسينا

شفاعة جده يوم الحساب

معاذ الله لا نلتم يقينا

شفاعة أحمد وأبى تراب

قتلتم خير من ركب المطايا

وخير الشيب طرّا والشباب

انكسفت الشمس ثلاثة أيام ثم تجلت عنها وانشبكت النّجوم فلمّا كان من غد أرجفنا به بقتله فلم يات علينا كثير شي حتى نعى إلينا الحسينعليه‌السلام (١) .

٣٠ ـ عنه حدثنا أبو الحسين أحمد بن عبد الله بن علىّ الناقد باسناده قال قال عمر بن سعد قال : حدّثنى أبو معشر عن الزهرى قال لمّا قتل الحسينعليه‌السلام لم يبق فى بيت المقدس حصاة الا وجد تحتها دم عبيط(٢) .

٣١ ـ قال الطبرسى : روى يوسف بن عبده قال : سمعت محمّد بن سيرين ، يقول : لم تر هذه العمرة فى السماء إلّا بعد قتل الحسينعليه‌السلام (٣) .

٣٢ ـ عنه ذكر الشيخ أبو بكر البيهقي فى كتاب دلائل النبوة قال : أخبرنا القطّان حدّثنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب بن سفيان ، حدّثنا سليمان بن حريث حدّثنا حمّاد بن زيد ، عن معروف قال : اوّل ما عرف الزّهري تكلّم في مجلس الوليد ابن عبد الملك ، فقال الوليد : أيكم يعلم ما فعلت أحجار بيت المقدّس يوم قتل الحسين بن علىّ؟ فقال الزّهري : بلغني أنّه لم يقلب حجرا إلّا تحته دم عبيط(٤) .

٣٣ ـ عنه قال : وأخبرنا القطان باسناده ، عن عليّ بن مسهر قال : حدّثنى

__________________

(١) كامل الزيارات : ٧٦.

(٢) كامل الزيارات : ٧٧.

(٣) اعلام الورى : ٢١٨.

(٤) اعلام الورى ٢١٨.

٣٠١

جدّتى قالت : كنت ايّام الحسينعليه‌السلام جارية شابّة فكانت السماء أيّاما علقة(١) .

٣٤ ـ عنه قال : أخبرنا القطّان باسناده عن جميل بن مرّة قال : أصابوا إبلا في عسكر الحسينعليه‌السلام يوم قتل فنحروها وطبخوها قال : فصارت مثال العلقم فما استطاعوا أن يسيغوا منها شيئا(٢) .

٣٥ ـ عنه عن ابن عباس قال : رأيت النبيّ فيما يرى النائم ذات يوم نصف النهار أشعث أغبر ، بيده قارورة فيها دم ، فقلت : بأبي أنت وأمّي يا رسول الله ما هذه؟ قال : هذا دم الحسينعليه‌السلام وأصحابه لم أزل ألتقطه منذ اليوم ، فأحصى بذلك الوقت فوجدته قتل ذلك اليوم(٣) .

٣٦ ـ عنه عن نضرة الأزديّة ، لمّا قتل الحسين بن علىعليه‌السلام مطرت السماء دما فأصبحت وكلّ شي لنا ملأ دما(٤) .

٣٧ ـ أبو عيسى الترمذى حدّثنا واصل بن عبد الأعلى ، حدثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن عمارة بن عمير قال : لمّا جئ برأس عبيد الله بن زياد وأصحابه نضدت فى المسجد فى الرّحبة فانتهيت إليهم ، وهم يقولون : قد جاءت قد جاءت ، فاذا حية قد جات تخلّل الرءوس ، حتّى دخلت فى منخرى عبيد الله بن زياد فمكثت هنيهة ثم خرجت ، فذهبت حتى تغيبت. ثم قالوا : قد جات ، قد جاءت ، ففعلت ذلك مرّتين أو ثلاثا(٥) .

٣٨ ـ قال سبط ابن الجوزى : أخبرنا غير واحد عن الوهاب بن المبارك ، أنبأنا أبو الحسين بن عبد الجبار ، أنبأنا الحسين بن على الطناجيرى ، حدّثنا عمر بن أحمد بن شاهين ، حدثنا أحمد بن عبد الله بن سالم ، حدّثنا على بن سهل ، حدّثنا خلد ابن خداش ، حدّثنا حماد بن زيد ، عن ابن مرّة عن أبى الوصين مروان بن الوصين ،

__________________

(١) اعلام الورى : ٢١٨.

(٢) اعلام الورى : ٢١٨.

(٣) اعلام الورى : ٢١٨.

(٤) اعلام الورى : ٢١٩.

(٥) صحيح الترمذى : ٥ / ٦٦٠.

٣٠٢

قال : نحرت الإبل الّتي حمل عليها رأس الحسين وأصحابه ، فلم يستطيعوا أكل لحومها كانت أمرّ من الصبر(١) .

٣٩ ـ عنه قال جدّى أبو الفرج فى كتاب التبصرة لما كان القضبان يحمر وجهه عند الغضب فليستدلّ بذلك على غضبه وأنه أمارة السخط والحقّ سبحانه ليس بجسم فاظهر تأثير غضبه على من قتل الحسين بحمرة الافق ، وذلك دليل على عظيم الجناية(٢) .

٤٠ ـ عنه ، قال ابن سيرين : لمّا قتل الحسين أظلمت الدنيا ثلاثة أيام ثمّ ظهرت هذه الحمرة(٣) .

٤١ ـ عنه أخبرنا غير واحد عن علىّ بن عبيد ، أنبأنا على بن أحمد اليسرى ، أنبأنا أبو عبد الله بن بطة أنبأنا محمّد بن هارون الخضرمى ، حدثنا هلال بن بشر بن عبد المطلب بن موسى ، عن هلال بن ذكوان قال لما قتل الحسينعليه‌السلام مكثنا شهرين أو ثلاثة ، كأنّما لطخت الحيطان بالدّم من صلاة الفجر الى غروب الشمس ، قال : خرجنا فى سفر فمطرنا مطر أبقى اثره فى ثيابنا مثل الدم(٤) .

٤٢ ـ عنه قال السدّى : لما قتل الحسين بكت السماء بكائها حمرتها(٥) .

. ٤٣ ـ عنه قال ابن سيرين وجد حجر قبل مبعث النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله بخمس مائة سنة عليه مكتوب بالسريانية فنقلوه الى العربية فإذا هو :

أترجو امة قتلت حسينا

شفاعة جدّه يوم الحساب(٦)

٤٤ ـ عنه قال سليمان بن يسار وجد حجر عليه مكتوب :

لا بد أن ترد القيامة فاطمة

وقميصها بدم الحسين ملطّخ

__________________

(١) تذكرة الخواص : ٢٦٧.

(٢) تذكرة الخواص : ٢٧٣.

(٣) تذكرة الخواص : ٢٧٤.

(٤) تذكرة الخواص : ٢٧٤.

(٥) تذكرة الخواص : ٢٧٤.

(٦) تذكرة الخواص : ٢٧٤.

٣٠٣

ويل لمن شفعاؤه خصماؤه

والصور فى يوم القيامة ينفخ(١) .

٤٥ ـ قال الطبرى : قال حصين : فلما قتل الحسين لبثوا شهرين أو ثلاثة ، كأنما تلطّخ الحوائط بالدماء ساعة تطلع الشمس حتى ترتفع(٢) .

٤٦ ـ عنه قال وحدثني العلاء بن أبى عاثة قال : حدّثنى رأس الجالوت : عن أبيه قال : ما مررت بكربلاء إلا وأنا أركض دابّتى حتى أخلّف المكان ، قال : قلت : لم؟ قال كنا نتحدث أن ولد نبىّ مفتول فى ذلك المكان ، قال : وكنت أخاف أن أكون أنا ، فلما قتل الحسين قلنا : هذا الذي كنا نتحدث ، قال : وكنت بعد ذلك إذا مررت بذلك المكان أسير ولا أركض(٣) .

٤٧ ـ عنه قال هشام : عن عوانة ، قال : قال عبيد الله بن زياد لعمر بن سعد بعد قتله الحسين : يا عمر ، أين الكتاب الذي كتبت به إليك فى قتل الحسين؟ قال : مضيت لأمرك وضاع الكتاب ، قال : لتجيئنّ به ، قال : ضاع ، قال : والله لتجيئنّى به ، قال : ترك والله يقرأ على عجائز قريش اعتذارا إليهنّ بالمدينة ، أما والله لقد نصحتك فى حسين نصيحة لو نصحتها أبى سعد بن أبى وقاص ، كنت قد أدّيت حقه ، قال عثمان بن زياد أخو عبيد الله : صدق والله ، لوددت أنه ليس من بنى زياد رجل إلا وقى أنفه خزامة إلى يوم القيامة وأنّ حسينا لم يقتل : قال : فو الله ما أنكر ذلك عليه عبيد الله(٤) .

٤٨ ـ عنه قال هشام : حدثني بعض أصحابنا ، عن عمرو بن أبى المقدام ، قال : حدثني عمرو بن عكرمة ، قال : أصبحنا صبيحة قتل الحسين بالمدينة ، فإذا مولى لنا يحدثنا ، قال : سمعت البارحة مناديا ينادى وهو يقول :

أيها القاتلون جهلا حسينا

أبشروا بالعذاب والتّنكيل

__________________

(١) تذكرة الخواص : ٢٧٤.

(٢) تاريخ الطبرى : ٥ / ٣٩٣

(٣) تاريخ الطبرى : ٥ / ٣٩٣.

(٤) تاريخ الطبرى : ٥ / ٤٦٧.

٣٠٤

كلّ أهل السماء يدعو عليكم

من نبىّ وملائك وقبيل

قد لعنتم على لسان ابن داو

د وموسى وحامل الإنجيل

قال هشام : حدثني عمر بن حيزوم الكلبى ، عن أبيه ، قال : سمعت هذا الصوت(١) .

٤٩ ـ عنه حدثنا ابن حميد قال : حدثنا جرير ، عن مغيرة ، قال : كتب يزيد إلى ابن مرجانة : أن اغز ابن الزبير ، فقال : لا أجمعهما للفاسق أبدا أقتل ابن بنت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأغزوا البيت! قال : وكانت مرجانة امرأة صدق ، فقالت لعبيد الله حين قتل الحسين : ويلك! ما ذا صنعت! وما ذا ركبت(٢) .

٥٠ ـ قال أبو جعفر : حدثني أبو عبيدة معمر بن المثنى أن يونس بن حبيب الجرمى حدثه ، قال : لمّا قتل عبيد الله بن زياد الحسين بن علىعليهما‌السلام وبنى أبيه ، بعث برءوسهم إلى يزيد بن معاوية ، فسرّ بقتلهم أولا ، وحسنت بذلك منزلة عبيد الله عنده ، ثم أم يلبث إلا قليلا حتى ندم على قتل الحسين ، فكان يقول : وما كان علىّ لو احتملت الأذى وأنزلته معى فى دارى ، وحكمته فيما يريد ، وإن كان علىّ فى ذلك وكف ووهن فى سلطانى ، حفظا لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ورعاية لحقّه وقرابته!

لعن الله ابن مرجانة ، فانه أخرجه واضطرّه ، وقد كان سأله بأن يخلى سبيله ويرجع فلم يفعل ، أو يضع يده فى يدى ، أو يلحق بثغر من ثغور المسلمين حتى يتوفاه الله عزوجل فلم يفعل ، فأبى ذلك وردّه عليه وقتله ، فبغضنى بقتله إلى المسلمين وزرع لى فى قلوبهم العداوة ، فبغضنى البرّ والفاجر ، بما استعظم الناس فى قتلى حسينا ، ما لي ولابن مرجانة لعنه الله وغضب عليه(٣) .

٥١ ـ عنه قال هشام بن محمّد : حدثنا أبو مخنف ، قال : حدثني يوسف بن

__________________

(١) تاريخ الطبرى : ٥ / ٤٦٧.

(٢) تاريخ الطبرى : ٥ / ٤٨٣.

(٣) تاريخ الطبرى : ٥ / ٥٦.

٣٠٥

يزيد عن عبد الله بن عوف بن الأحمر الأزدى ، قال : لما قتل الحسين بن علىّ ورجع ابن زياد من معسكره بالنخيلة ، فدخل الكوفة ، تلاقت الشيعة بالتلاوم والتندم ، ورأت أنها قد أخطأت خطأ كبيرا بدعائهم الحسين إلى النصرة وتركهم اجابته ومقتله إلى جانبهم لم ينصروه ، ورأوا أنه لا يغسل عارهم والإثم عنهم فى مقتله إلا بقتل من قتله ، أو القتل فيه.

ففزعوا بالكوفة إلى خمسة نفر من رءوس الشيعة إلى سليمان بن صرد الخزاعى ، وكانت له صحبة مع النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله وإلى المسيب بن نجبة الفزارى ، وكان من أصحاب على وخيارهم ، وإلى عبد الله بن سعد بن نفيل الأزدى ، وإلى عبد الله بن وال التيمى ، وإلى رفاعة بن شداد البجلى.

ثم ان هؤلاء النفر الخمسة اجتمعوا فى منزل سليمان بن صرد ، وكانوا من خيار أصحاب علىّ ، ومعهم أناس من الشيعة وخيارهم ووجوههم. قال : فلما اجتمعوا إلى منزل سليمان بن صرد بدأ المسيب بن نجبة القوم بالكلام ، فتكلم فحمد الله وأثنى عليه وصلى على نبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله ثم قال :

أما بعد ، فإنا قد ابتلينا بطول العمر ، والتعرض لأنواع الفتن فنرغب إلى ربنا ألّا يجعلنا ممن يقول له غدا :( أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ ما يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجاءَكُمُ النَّذِيرُ ) فإن أمير المؤمنين قال : العمر الذي أعذر الله فيه إلى ابن آدم ستّون سنة ، وليس فينا رجل إلا وقد بلغه ، وقد كنا مغرمين بتزكية أنفسنا ، وتقريظ شيعتنا ، حتى بلا الله أخيارنا فوجدنا كاذبين فى موطنين من مواطن ابن ابنة نبيناصلى‌الله‌عليه‌وآله .

قد بلغنا قبل ذلك كتبه ، وقدمت علينا رسله ، وأعذر إلينا يسألنا نصره عودا وبدءا ، وعلانية وسرّا ، فبخلنا عنه بأنفسنا حتى قتل إلى جانبنا ، لا نحن نصرناه بأيدينا ، ولا جادلنا عنه بألسنتنا ، ولا قويناه بأموالنا ، ولا طلبنا له النصرة إلى عشائرنا ، فما عذرنا إلى ربنا وعند لقاء نبيناصلى‌الله‌عليه‌وآله وقد قتل فينا ولده وحبيبه ، و

٣٠٦

ذريته ونسله! لا والله ، لا عذر دون أن تقتلوا قاتله والموالين عليه ، أو تقتلوا فى طلب ذلك فعسى ربنا أن يرضى عنا عند ذلك ، وما أنا بعد لقائه لعقوبته بآمن ، أيها القوم ، ولّوا عليكم رجلا منكم فانه لا بد لكم من أمير تفزعون إليه ، وراية تحفّون بها ، أقول قولى هذا وأستغفر الله لى ولكم.

قال : فبدر القوم رفاعة بن شداد بعد المسيب الكلام ، فحمد الله وأثنى عليه وصلّى على النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ثمّ قال : أما بعد ، فان الله قد هداك لأصوب القول ، ودعوت إلى أرشد الأمور ، بدأت بحمد الله والثناء عليه ، والصلاة على نبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ودعوت إلى جهاد الفاسقين وإلى التوبة من الذنب العظيم ، فمسموع منك مستجاب لك ، مقبول قولك.

قلت : ولّوا أمركم رجلا منكم تفزعون إليه ، وتحفّون برايته ، وذلك رأى قد رأينا مثل الذي رأيت ، فإن تكن أنت ذلك الرجل تكن عندنا مرضيا وفينا متنصحا ، وفى جماعتنا محبا ، وإن رأيت رأى أصحابنا ذلك ولينا هذا الأمر شيخ الشيعة صاحب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وذا السابقة والقدم سليمان بن الصرد المحمود فى بأسه ودينه ، والموثوق بحزمه ، أقول قولى هذا واستغفر الله لى ولكم.

قال : ثمّ تكلم عبد الله بن وال وعبد الله بن سعد ، فحمدا ربّهما وأثنيا عليه ، وتكلّما بنحو من كلام رفاعة بن شداد ، فذكرا المسيب نجبة بفضله ، وذكرا سليمان بن صرد بسابقته ، ورضاهما بتوليته ، فقال المسيب بن نجبة أصبتم ووفقتم ، وأنا أرى مثل الذي رأيتم ، فولوا أمركم سليمان بن صرد(١) .

٥٢ ـ روى الهيتمى عن عبد الملك بن عمير ، قال دخلت على عبيد الله بن زياد واذا رأس الحسين قدامه على ترس فو الله ما لبثت إلّا قليلا حتى دخلت على المختار فاذا رأس عبيد الله بن زياد على ترس ، فو الله ما لبثت الا قليلا حتى دخلت

__________________

(١) تاريخ الطبرى : ٥ / ٥٥٢.

٣٠٧

على مصعب بن الزبير واذا رأس المختار على ترس ، فو الله ما لبثت إلّا قليلا حتى دخلت على عبد الملك واذا رأس مصعب بن الزبير على ترس(١) .

٥٣ ـ عنه عن دويد الجعفى عن ابيه قال : لما قتل الحسين انتهبت جزور من عسكره فلما طبخت إذا هى دم(٢) .

٥٤ ـ عن حميد الطحان قال كنت فى خزاعة فجاءوا بشيء من تركة الحسين فقيل لهم ننحر أو نبيع قال انحروا فجلست على جفنة فلمّا جلست فارت نارا(٣) .

٥٥ ـ عنه عن حاجب عبيد الله بن زياد ، قال دخلت القصر خلف عبيد الله ابن زياد حين قتل الحسين فاضطرم فى وجهه نارا فقال هكذا بكمه على وجهه فقال هل رأيت قلت نعم وأمرنى ان أكتم ذلك(٤) .

٥٦ ـ عنه عن الزهرى قال قال لى عبد الملك أىّ واحد أنت إن أعلمتنى أىّ علامة كانت يوم قتل الحسين ، فقال قلت لم ترفع حصاة ببيت المقدس الا وجد تحتها دم عبيط ، فقال لى عبد الملك إنى وإياك فى هذا الحديث لقرينان(٥) .

٥٧ ـ عنه عن الزهرى قال ما رفع بالشام حجر يوم قتل الحسين بن على إلا عن دم(٦) .

٥٨ ـ عنه عن أمّ حكيم قالت قتل الحسين وأنا يومئذ جويرية فمكثت السماء أياما مثل العلقة(٧) .

٥٩ ـ عنه عن جميل بن زيد قال لما قتل الحسين احمرت السماء ، قلت أى شيء تقول قال ان الكذاب منافق انّ السماء احمرت حين قتل(٨) .

٦٠ ـ عنه عن أبى قبيل ، قال لمّا قتل الحسين بن على انكسفت الشمس كسفة

__________________

(١) مجمع الزوائد : ٩ / ١٩٦.

(٢) مجمع الزوائد : ٩ / ١٩٦.

(٣) مجمع الزوائد : ٩ / ١٩٦.

(٤) مجمع الزوائد : ٩ / ١٩٦.

(٥) مجمع الزوائد : ٩ / ١٩٦.

(٦) مجمع الزوائد : ٩ / ١٩٦.

(٧) مجمع الزوائد : ٩ / ١٩٦.

(٨) مجمع الزوائد : ٩ / ١٩٧.

٣٠٨

حتى بدت الكواكب نصف النهار حتى ظننا أنها هى(١) .

٦١ ـ عنه عن عيسى بن الحرث الكندى قال لما قتل الحسين مكثنا سبعة أيام إذا صلينا العصر نظرنا الى السماء على أطراف الحيطان كأنها الملاحف المعصفرة ونظرنا الى الكواكب يضرب بعضها بعضا(٢)

٦٢ ـ عنه عن محمّد بن سيرين قال لم تكن فى السماء حمرة حتى قتل الحسين(٣) .

٦٣ ـ عنه بسنده قال رأيت الورس الذي أخذ من عسكر الحسين صار مثل الرماد(٤) .

٦٤ ـ الحافظ ابن عساكر أخبرنا أبو القاسم ابن السمرقندى أنبأنا أحمد بن أبى عثمان ، وأحمد بن محمد بن إبراهيم : وأخبرنا أبو عبد الله محمّد بن أحمد بن ابراهيم ، أنبأنا أبى أبو طاهر ، قالا : أنبأنا اسماعيل بن الحسن بن عبد الله الصرصرى أنبأنا الحسين بن اسماعيل المحاملى أنبأنا الحسين بن شبيب المؤدّب. أنبأنا خلف بن خليفة ، عن أبيه قال : لما قتل الحسين اسودّت السماء وظهرت الكواكب نهارا حتى رأيت الجوزاء عند العصر وسقط التراب الأحمر(٥) .

٦٥ ـ عنه أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنبأنا محمّد بن هبة الله ، قالوا : أنبأنا أبو الحسين بن الفضل القطان ، أنبأنا عبد الله بن جعفر بن درستويه ، أنبأنا يعقوب بن سفيان ، أنبأنا إسماعيل بن الخليل : أنبأنا على بن مسهر ، حدّثتنى جدّتى قالت : كنت أيام الحسين جارية شابة فكانت السماء أياما علقة(٦) .

٦٦ ـ عنه أخبرنا أبو البركات عمر بن إبراهيم بن محمّد الزيدى أنبأنا أبو الفرج محمّد بن أحمد بن محمّد بن علان بن الخازن ، أنبأنا القاضى أبو عبد الله محمّد

__________________

(١) مجمع الزوائد : ٩ / ١٩٧.

(٢) مجمع الزوائد : ٩ / ١٩٧.

(٣) مجمع الزوائد : ٩ / ١٩٧.

(٤) مجمع الزوائد : ٩ / ١٩٧.

(٥) ترجمة الامام الحسين : ٢٤٢.

(٦) ترجمة الامام الحسين : ٢٤٢.

٣٠٩

ابن عبد الله بن الحسين الجعفى أنبأنا أبو الحسن على بن محمّد بن هارون بن زياد الحميرى ، حدثني أبى أنبأنا اسماعيل بن الخليل ، عن على بن مسهر ، عن جدّته قالت : لما قتل الحسين كنت جارية شابة فمكثت السماء سبعة أيام بلياليها كأنها علقة(١) .

٦٧ ـ أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقى ، أنبأنا الحسن بن علىّ أنبأنا محمّد بن العباس ، أنبأنا أحمد بن معروف أنبأنا الحسين بن الفهم ، أنبأنا محمّد بن سعد أنبأنا عمرو بن عاصم الكلابى ، قال : أنبأنا خلاد صاحب السمسم وكان ينزل بنى جحدر ـ قال : حدثتنى أمى قالت : كنا زمانا بعد مقتل الحسين وان الشمس تطلع محمّرة على الحيطان والجدران بالغداة والعشىّ قالت : وكانوا لا يرفعون حجرا إلّا وجدوا تحته دما(٢) .

٦٨ ـ عنه باسناده قال : أنبأنا على بن محمّد عن على بن مدرك ، عن جدّه الأسود بن قيس ، قال : احمرت آفاق السماء بعد قتل الحسين ستة أشهر يرى ذلك فى آفاق السماء كأنها الدم ، قال : فحدثت بذلك شريكا فقال لى : ما أنت من الأسود؟ قلت : هو جدّى أبو أمى. قال : أما والله ان كان لصدوق الحديث عظيم الأمانة ، مكرما للضيف(٣) .

٦٩ ـ عنه أنبأنا أبو على الحداد ، وجماعة ، قالوا : أنبأنا أبو بكر بن ريذة ، أنبأنا سليمان بن أحمد ، أنبأنا محمّد بن عبد الله الحضرمى ، أنبأنا عثمان بن أبى شيبة ، حدثني أبى عن جدى : عن عيسى بن الحارث الكندى قال : لما قتل الحسين مكثنا سبعة أيام إذا صلينا العصر نظرنا إلى الشمس على أطراف الحيطان كأنها الملاحف المعصفرة ، ونظرنا إلى الكواكب يضرب بعضها بعضا(٤) .

٧٠ ـ عنه باسناده قال : أنبأنا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو الدمشقى ،

__________________

(١) ترجمة الامام الحسين : ٢٤٢.

(٢) ترجمة الامام الحسين : ٢٤٣.

(٣) ترجمة الامام الحسين : ٢٤٣.

(٤) ترجمة الامام الحسين : ٢٤٣.

٣١٠

أنبأنا محمّد بن الصلت الأسدي الكوفى أنبأنا الربيع بن المنذر الثورى عن أبيه قال : جاء رجل يبشر الناس بقتل الحسين فرأيته أعمى يقاد(١) .

٧١ ـ عنه أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسن. وأخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة. أنبأنا أبو بكر أحمد بن على وأخبرنا أبو القاسم ابن السمرقندى أنبأنا أبو بكر ابن الطبرى قالوا : أنبأنا أبو الحسين بن الفضل ، أنبأنا عبد الله بن جعفر ، أنبأنا يعقوب ، حدثني أبو الأسود النضر بن عبد الجبار ، أنبأنا ابن لهيعة عن أبى قبيل قال : لما قتل الحسين بن على كسفت الشمس كسفة بدت الكواكب نصف النهار حتى ظننّا أنها هى(٢) .

٧٢ ـ عنه أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة ، أنبأنا أبو بكر أحمد بن على ، وأخبرنا أبو القاسم ابن السمرقندى أنبأنا محمّد بن هبة الله ، قالا : أنبأنا محمّد بن الحسين ، أنبأنا عبد الله ، أنبأنا يعقوب ، أنبأنا سليمان بن حرب ، أنبأنا حماد بن زيد ، عن هشام! عن محمّد ، قال : تعلم هذه الحمرة فى الأفق مم هو؟ فقال : من يوم قتل الحسين بن على(٣) .

٧٣ ـ عنه أخبرنا أبو الحسن على بن أحمد بن منصور ، وأبو اسحاق ابراهيم ابن طاهر بن بركات ، قالا : أنبأنا أبو القاسم بن أبى العلاء ، أنبأنا أبو الحسن محمّد بن محمّد بن أحمد بن سعيد بن الروزبهان ، أنبأنا أبو الحسين على بن الفضل بن إدريس الستورى أنبأنا محمّد بن عقيل ، أنبأنا يحيى بن السرى ، أنبأنا روح بن عبادة : عن ابن عون ، عن محمّد بن سيرين ، قال : لم تكن ترى هذه الحمرة فى السماء حتى قتل الحسين بن على(٤) .

٧٤ ـ أخبرنا أبو يعقوب الهمدانيّ أنبأنا أبو الحسين بن المهتدى. وأنبأنا

__________________

(١) ترجمة الامام الحسين : ٢٤٣.

(٢) ترجمة الامام الحسين : ٢٤٤.

(٣) ترجمة الامام الحسين : ٢٤٥.

(٤) ترجمة الامام الحسين : ٢٤٥.

٣١١

أبو غالب ابن البناء ، أنبأنا أبو الغنائم بن المأمون ، قالا : أنبأنا أبو القاسم بن حبابة ، أنبأنا أبو القاسم البغوى أنبأنا قطن بن نسير أبو عبّاد ، أنبأنا جعفر بن سليمان ، قال : حدثتنى خالتى أم سالم قالت : لما قتل الحسين بن على مطرنا مطرا كالدّم على البيوت والجدر. قال : وبلغنى أنه كان بخراسان والشام والكوفة(١) .

٧٥ ـ عنه باسناده قال : أنبأنا البغوى حدثني أحمد بن محمّد بن يحيى بن سعيد ، أنبأنا زيد بن الحباب ـ وقال أبو غالب : حدثني ـ أبو يحيى مهدى بن ميمون ، قال : سمعت مروان مولى هند بنت المهلب يقول ـ وقال أبو غالب قال ـ : حدثني بواب عبيد الله بن زياد أنه لما جئ برأس الحسين فوضع بين يديه ، رأيت حيطان دار الإمارة تتسايل دما(٢) .

٧٦ ـ عنه أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن الفضل ، أنبأنا أحمد بن الحسين وأخبرنا أبو محمّد السلمى ، أنبأنا أبو بكر الخطيب ، وأخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنبأنا محمّد بن هبة الله ، قالوا : أنبأنا محمّد بن الحسين ، أنبأنا عبد الله بن جعفر ، أنبأنا يعقوب ، حدّثنى أيوب ابن محمّد الرقى أنبأنا سلام بن سليمان الثقفى عن زيد بن عمرو الكندى ، قال : حدثتنى أم حيّان قالت : يوم قتل الحسين أظلمت علينا ثلاثا ، ولم يمسّ أحد من زعفرانهم شيئا فجعله على وجهه إلا احترق ، ولم يقلب حجر ببيت المقدس إلا أصبح تحته دم عبيط.

قال : وأنبأنا يعقوب أنبأنا سليمان بن حرب ، أنبأنا حماد بن زيد ، عن معمر قال : أول ما عرف الزهرى أنه تكلم فى مجلس الوليد بن عبد الملك ، فقال الوليد : أيكم يعلم ما فعلت أحجار بيت المقدّس يوم قتل الحسين بن على ، فقال الزهرى زاد عبد الكريم وابن السمرقندى : بلغنى. وقالوا : ـ انه لم يقلب حجر إلا ـ زاد ابن

__________________

(١) ترجمة الامام الحسين : ٢٤٦.

(٢) ترجمة الامام الحسين : ٢٤٦.

٣١٢

السمرقندى : وجد تحته ، وقال البيهقي إلّا ـ وتحته دم عبيط(١) .

٧٧ ـ عنه أخبرنا أبو بكر الشاهد ، أنبأنا الحسن بن على الجوهرى ، أنبأنا أبو عمر الخزاز ، أنبأنا أبو الحسن الخشّاب ، أنبأنا الحسين بن الفهم ، أنبأنا محمّد بن سعد ، أنبأنا محمّد بن عمر ، قال : حدّثنى عمر بن محمّد بن عمر بن على ، عن أبيه قال : أرسل عبد الملك إلى ابن رأس الجالوت فقال : هل كان فى قتل الحسين علامة ، قال ابن رأس الجالوت: ما كشف يومئذ ، حجر إلّا وجد تحته دم عبيط(٢) .

٧٨ ـ عنه أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر ، أنبأنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك ، أنبأنا على بن محمّد بن علىّ ، وعبد الرحمن بن محمّد بن أحمد ، قالا : أنبأنا أبو العباس ، محمّد بن يعقوب قال : سمعت عباس بن محمّد ، يقول : سمعت يحيى يقول : أنبأ جرير ، عن يزيد بن أبى زياد ، قال : قتل الحسينعليه‌السلام ولى أربعة عشر سنة ، قال : وصار الورس الذي كان فى عسكرهم رمادا ، واحمرت آفاق السماء ونحروا ناقة له فى عسكرهم ، فكانوا يرون فى لحمها النيران(٣) .

٧٩ ـ عنه أخبرنا أبو عبد الله بن أبى مسعود ، أنبأنا أبو بكر الحافظ وأخبرنا أبو القاسم اسماعيل بن أبى بكر ، أنبأنا أبو بكر بن الطبرى قالوا : أنبأنا أبو الحسين القطان ، أنبأنا عبد الله بن جعفر ، أنبأنا يعقوب ، أنبأنا أبو بكر الحميدى ، أنبأنا سفيان ، حدثتنى جدّتى ، قالت : لقد رأيت الورس عاد رمادا ، ولقد رأيت اللّحم كان فيه النار حين قتل الحسين(٤) .

٨٠ ـ عنه أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندى ، أنبأنا أبو بكر ، قالا أنبأنا أبو الحسين ، أنبأنا عبد الله أنبأنا ، يعقوب ، أنبأنا أبو نعيم ، أنبأنا عقبة بن أبى حفصة السلولى ، عن أبيه قال : إن كان الورس من ورس الحسين يقال به هكذا فيصير

__________________

(١) ترجمة الامام الحسين : ٢٤٧.

(٢) ترجمة الامام الحسين : ٢٤٨.

(٣) ترجمة الامام الحسين : ٢٤٨.

(٤) ترجمة الامام الحسين : ٢٤٨.

٣١٣

رمادا(١) .

٨١ ـ عنه أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، أنبأنا أبو منصور بن زريق ، أنبأنا أبو بكر الخطيب أنبأنا أبو نعيم الحافظ ، أنبأنا أبو محمّد عبد الله بن محمّد بن جعفر بن حيان ، أنبأنا محمود بن أحمد بن الفرج ، أنبأنا محمّد بن المنذر البغدادى سنة اثنتين وثلاثين ومأتين ، أنبأنا سفيان بن عيينة قال : حدثتنى جدّتى أمّ عيينة ، أن حمّالا كان يحمل ورسا فهوى قتل الحسين بن علىّ فصار ورسه رمادا(٢) .

٨٢ ـ عنه أنبأنا أبو على الحدّاد وغيره ، قالوا : أنبأنا محمّد بن عبد الله بن محمّد ابن ابراهيم ، أنبأنا سليمان بن أحمد ، أنبأنا محمّد بن عبد الله الحضرمى ، أنبأنا أحمد بن يحيى الصوفى أنبأنا أبو غسانة ، أنبأنا أبو نمير ، عمّ الحسن بن شعيب ، عن أبى حميد الطّحان ، قال : كنت فى خزاعة ، فجاءوا بشيء من تركة الحسينعليه‌السلام ، فقيل له ننحر أو نبيع فنقسم ، قالوا : انحروا فنحر ، فجعل على جفنة ، فلما وضعت صارت نارا(٣) .

٨٣ ـ عنه أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندى ، أنبأنا أبو بكر بن اللّالكائى ، قالوا : أنبأنا محمّد بن الحسين بن الفضل ، أنبأنا عبد الله بن جعفر ، أنبأنا يعقوب ، أنبأنا سليمان بن حرب أنبأنا حمّاد بن زيد ، حدثني جميل بن مرّة ، قال : أصابوا إبلا فى عسكر الحسين يوم قتل فنحروها وطبخوها ، قال : فصارت مثل العلقم ، فما استطاعوا أن يسيغوا منها شيئا(٤) .

٨٤ ـ عنه أخبرنا أبو بكر الشاهد ، أنبأنا الحسين بن على ، أنبأنا محمّد بن العباس ، أنبأنا أحمد بن معروف ، أنبأنا الحسين بن الفهم ، أنبأنا محمّد بن سعد ، أنبأنا على بن محمد ، عن على بن مجاهد ، عن حنش بن الحرث ، عن شيخ من النخع ، قال : قال الحجاج : من كان له بلاء فليقم ، فقام قوم فذكروا بلاءهم ، وقام سنان بن أنس

__________________

(١) ترجمة الامام الحسين : ٢٤٩.

(٢) ترجمة الامام الحسين : ٢٤٩.

(٣) ترجمة الامام الحسين : ٢٤٩.

(٤) ترجمة الامام الحسين : ٢٥٠.

٣١٤

فقال : أنا قاتل حسين ، فقال الحجاج بلاء حسن! ورجع سنان الى منزله فاعتقل لسانه وذهب عقله فكان يحدث فى مكانه(١) .

٨٥ ـ عنه باسناده قال : حدثنا محمّد بن سعد ، أنبأنا محمّد بن عبد الله الأنصاري ، وعبد الملك بن عمر ، وأبو عامر العقدى ، أنبأنا قرة بن خالد أنبأنا أبو رجاء قال : لا تسبّوا عليّا يا لهفتا على أسهم رميته بهنّ يوم الجمل مع ذلك لقد قصرن ـ والحمد لله ، ثم قال : إنّ جار النا من بلهجيم جاءنا من الكوفة ، فقال : ألم تروا الى الفاسق بن الفاسق قتله الله يعنى الحسين بن على قال : فرماه الله بكوكبين فى عينيه فذهب بصره لعنه الله(٢) .

٨٦ ـ عنه أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة ، أنبأنا أبو بكر الخطيب إملاء ، أنبأنا أبو العلاء الوراق وهو محمّد بن الحسن بن محمد ، أنبأنا بكار بن أحمد المقرى ، أنبأنا الحسين بن محمّد الأنصاري حدثني محمّد بن الحسين المدنى ، عن ابن السكين البصرى ، حدّثنى عمّ أبى زحر بن حصين ، أنبأنا اسماعيل بن داود بن أسد ، حدّثنى أبى عن مولى لبنى سلامة.

قال : كنّا فى ضيعتنا بالنهرين ونحن نتحدث باللّيل : ما أحد ممّن أعان على الحسين خرج من الدنيا حتّى يصيبه بلية ، قال : وكان معنا رجل من طى ، فقال الطائى : أنا ممّن أعان على قتل الحسين ، فما أصابنى إلّا خير! قال : وغشى السراج ، فقام الطائى يصلحه ، فعلقت النار فى سباحته ، فمرّ يعد ونحو الفرات فرمى بنفسه فى الماء فاتبعناه ، فجعل اذا انغمس فى الماء فرقت النار على الماء ، فاذا ظهر أخذته حتّى قتله(٣) .

٨٧ ـ عنه أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندى ، أنبأنا أبو طاهر أحمد بن الحسن ،

__________________

(١) ترجمة الامام الحسين : ٢٥٠.

(٢) ترجمة الامام الحسين : ٢٥٠.

(٣) ترجمة الامام الحسين : ٢٥٢.

٣١٥

قالوا : أنبأنا أبو على بن شاذان ، أنبأنا أبو بكر محمّد بن الحسن بن مقسم ، حدّثنى أبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب ، حدثني عمر بن شبّة ، حدثني عبيد بن حماد ، أخبرنى عطاء بن مسلم ، قال : قال السدّى أتيت كربلاء ، أبيع بها البزّ ، فعمل لنا شيخ من طى طعاما فتعشينا عنده فذكرنا قتل الحسينعليه‌السلام .

فقلت : ما شرك فى قتله أحد إلّا مات بأسوإ ميتة ، فقال : ما أكذبكم يا أهل العراق فأنا فى من شرك فى ذلك ، فلم يبرح حتّى دنا من المصابيح وهو يتقد بنفط ، فذهب يخرج الفتيلة بإصبعه ، فأخذت النار فيها ، فذهب يطفيها بريقه ، فأخذت النار فى لحيته ، فعدا فألقى نفسه فى الماء فرأيته كانه حممة(١) .

٨٨ ـ عنه أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة السلمى ، أنبأنا أبو الحسن أحمد ابن عبد الواحد بن أبى الحديد السلمى ، أنبأنا جدّى أبو بكر محمّد بن أحمد بن عثمان العدل ، أنبأنا خيثمة بن سليمان بن حيدرة القرشى ، أنبأنا أحمد بن العلاء أخو هلال بالرقة ، أنبأنا عبيد بن حناد ، أنبأنا عطاء بن مسلم ، عن ابن السدّى ، عن أبيه ، قال : كنا غلمة نبيع البز. فى رستاق كربلا ، قال : فنزلنا برجل من طىّ قال : فقرّب إلينا العشاء.

قال : فتذاكرنا قتلة الحسين ، قال : فقلنا : ما بقى أحد ممن شهد كربلا من قتلة الحسينعليه‌السلام الّا وقد أماته الله ميتة سوء ، وبقتلة سوء ، قال : فقال : ما أكذبكم يا أهل الكوفة تزعمون أنه ما بقى أحد ممن شهد قتلة الحسين الّا وقد أماته الله ميتة سوء أو قتلة سوء ، وإنى لمن شهد قتلة الحسين وما بها أكثر مالا منّى ، قال : فنزعنا أيدينا عن الطعام.

قال : وكان السراج يوقد ، قال : فذهب ليطفئ السراج قال : فذهب ليخرج الفتيلة بإصبعه قال : فأخذت النار بإصبعه ، قال : ومدّها الى فيه ، فأخذت بلحيته

__________________

(١) ترجمة الامام الحسين : ٢٥٣.

٣١٦

قال : وحضر أو قال : فأحضر الى الماء حتّى ألقى نفسه فيه ، قال فرأيته يتوقد فيه النار حتّى صار حممة(١) .

٨٩ ـ عنه أخبرنا أبو المعالى عبد الله بن أحمد الحلوانى ، أنبأنا أبو بكر بن خلف ، أنبأنا السيد أبو منصور ظفر بن محمّد بن أحمد الحسينى ، أنبأنا أبو الحسن على بن عبد الرحمن بالكوفة ، أنبأنا أبو عمر أحمد بن حازم الغفارى ، أنبأنا أبو سعيد الثعلبى ، أنبأنا أبو اليمان ، عن إمام لبنى سليم ، عن أشياخ له قالوا : غزونا بلاد الروم فوجدنا فى كنيسة من كنائسها مكتوبا :

أترجو أمة قتلت حسينا

شفاعة جدّه يوم الحساب

قالوا : فقلنا للروم : متى كتبت هذا فى كنيستكم؟ قالوا : قبل مبعث نبيكم بثلاث مائة عام(٢) .

٥٦ ـ باب ما جرى لبنى هاشم بعد شهادتهعليه‌السلام

١ ـ الحميرى باسناده ، عن عبد الله بن ميمون ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيهعليهما‌السلام قال : لما قدم على يزيد بذرارى الحسينعليه‌السلام ، ادخل بهنّ نهارا مكشفات وجوههم ، فقال أهل الشام الجناة : ما رأينا سبيا أحسن من هؤلاء ، فمن أنتم ، فقالت سكينة بنت الحسينعليه‌السلام نحن سبايا آل محمّدعليهم‌السلام (٣) .

٢ ـ البرقي ، عن أبيه ، عن الحسن بن طريف بن ناصح ، عن أبيه ، عن الحسين ابن زيد ، عن عمر بن على بن الحسين ، قال : لمّا قتل الحسين بن علىّعليهما‌السلام ، لبسن نساء بنى هاشم السواد والمسوح ، وكنّ لا تشتكين من حرّ ولا برد ، وكان علىّ بن

__________________

(١) ترجمة الامام الحسين : ٢٥٤.

(٢) ترجمة الامام الحسين : ٢٥٤.

(٣) قرب الاسناد : ١٤.

٣١٧

الحسينعليهما‌السلام يعمل لهنّ الطعام للمأتم(١) .

٣ ـ محمّد بن يعقوب ، عن على بن محمّد ، عن سهل بن زياد ، عن محمّد بن أحمد ، عن الحسن بن على ، عن يونس ، عن مصقلة الطحانة قال : سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول : لمّا قتل الحسينعليه‌السلام اقامت امرأته الكلبية عليه مأتما وبكت وبكين النساء والخدم حتّى جفّت دموعهنّ وذهبت ، فبينا هي كذلك ، إذ رأت جارية من جواريها تبكى ودموعها تسيل ، فدعتها فقالت لها : مالك أنت من بيننا تسيل دموعك.

قالت : إنى لما أصابنى الجهد شربت شربة سويق ، قال : فأمرت بالطعام والأسوقة فأكلت وشربت وأطعمت وسقت ، وقالت : انما نريد بذلك آن نتقوّى على البكاء على الحسينعليه‌السلام قال : وأهدى الى الكلبية جؤنا لتستعين بها على مأتم الحسينعليه‌السلام فلمّا رأت الجؤن قالت : ما هذه؟ قالوا : هدية أهداها فلان لتستعينى على مأتم الحسين فقالت : لسنا فى عرس ، فما نصنع بها ، ثم أمرت بهنّ فاخرجن من الدار ، فلما أخرجن من الدار ، لم يحسّ لها حسّ ، كأنّما طرن بين السماء والأرض ولم ير لهنّ بها بعد خروجهنّ من الدار أثر(٢) .

٤ ـ قال الطبرى : قال هشام ، حدثني عوانة بن الحكم ، قال : لما قتل عبيد الله بن زياد الحسين بن علىّ وجيء برأسه إليه ، دعا عبد الملك بن أبى الحارث السلمى ، فقال : انطلق حتّى تقدم المدينة على عمرو بن سعيد بن العاص ، فبشره بقتل الحسين ، وكان عمرو بن سعيد بن العاص أمير المدينة يومئذ ، قال : فذهب ليعتلّ له فزجره ، وكان عبيد الله لا يصطلى ، بناره.

فقال : انطلق حتّى تأتى المدينة ولا يسبقك الخبر ، وأعطاه دنانير وقال : لا تعتلّ وإن قامت بك راحلتك فاشتر راحلة ، قال عبد الملك : فقدمت المدينة ،

__________________

(١) المحاسن : ٤٢٠

(٢) الكافى : ١ / ٤٦٦.

٣١٨

فلقينى رجل من قريش ، فقال : ما الخبر؟ فقلت : الخبر عند الأمير ، فقال : إنا لله وإنا إليه راجعون ، قتل الحسين بن على ، فدخلت على عمرو بن سعيد فقال : ما وراءك؟ فقلت : ما سرّ الأمير ، قتل الحسين بن على ، فقال : ناد بقتله ، فناديت بقتله ، فلم أسمع واعية قطّ مثل واعية نساء بنى هاشم فى دورهنّ على الحسين ، فقال عمرو بن سعيد وضحك :

عجّت نساء بنى زياد عجّة

كعجيع نسوتنا غداة الأرنب

والأرنب وقعة كانت لبنى زبيد على بنى زياد من بنى الحارث بن كعب ، من رهط عبد المدان ، وهذا البيت لعمرو بن معدى كرب ، ثم قال عمرو : هذه واعية بواعية عثمان بن عفان ، ثم صعد المنبر ، فأعلم الناس قتله(١) .

٥٧ ـ باب فضل زيارتهعليه‌السلام

١ ـ الحميرى باسناده عن حنان بن سدير ، قال قلت لابي عبد اللهعليه‌السلام : ما تقول فى زيارة قبر الحسينعليه‌السلام فانّه بلغنا عن بعضكم انّه قال تعدل حجّة وعمرة؟ قال فقال ما أصعب هذا الحديث ما تعدل هذا كلّه ، لكن زوروه ولا تجفوه ، وأنّه سيّد شباب الشهداء وسيّد شباب أهل الجنّة وشبيه يحيى بن زكريّا وعليهما بكت السّماء والأرض(٢) .

٢ ـ محمّد بن يعقوب عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن فضالة بن أيوب ، عن نعيم بن الوليد ، عن يونس الكناسى ، عن أبى عبد اللهعليه‌السلام قال : إذا أتيت قبر الحسين فائت الفرات واغتسل بحيال قبره ، وتوجّه

__________________

(١) تاريخ الطبرى : ٥ / ٤٦٥.

(٢) قرب الاسناد : ٤٨.

٣١٩

إليه وعليك السكينة والوقار ، حتّى تدخل إلى القبر من الجانب الشرقى وقل حين تدخله :

السلام على ملائكة الله المنزلين السلام على ملائكة الله المردفين ، السلام على ملائكة الله المسوّمين ، السلام على ملائكة الله الّذين هم فى هذا الحرم مقيمون.

فإذا استقبلت قبر الحسينعليه‌السلام فقل :

السلام على رسول الله السلام على أمين الله ، على رسله وعزائم أمره والخاتم لما سبق والفاتح لما استقبل والمهيمن على ذلك ، كلّه والسّلام عليه ورحمة الله وبركاته.

ثمّ تقول : اللهم صلّ على أمير المؤمنين عبدك وأخى رسولك الّذي انتجبته بعلمك وجعلته هاديا لمن شئت من خلقك ، والدّليل على من بعثته برسالاتك ، وديّان الدّين بعد لك ، وفصل قضائك بين خلقك ، والمهيمن على ذلك كلّه والسلام عليه ورحمة الله وبركاته.

اللهم صلّ على الحسن بن علىّ عبدك وابن الّذي انتجبته بعلمك ، وجعلته هاديا لمن شئت من خلقك ، والدّليل على من بعثته برسالتك وديّان الدّين بعد لك وفصل قضائك بين خلقك والمهيمن على ذلك كلّه والسلام عليه ورحمة الله وبركاته.

ثمّ تصلّى على الحسين وسائر الأئمةعليهم‌السلام كما صلّيت وسلّمت على الحسينعليه‌السلام ، ثمّ تأتى قبر الحسينعليه‌السلام فتقول :

السلام عليك يا ابن رسول الله السلام عليك يا ابن أمير المؤمنين صلّى الله عليك يا أبا عبد الله ، أشهد أنّك قد بلّغت عن اللهعزوجل ما أمرت به ولم تخش أحدا غيره وجاهدت فى سبيله وعبدته صادقا حتّى أتاك اليقين أشهد أنّك كلمة التقوى وباب الهدى والعروة الوثقى ، والحجّة على من يبقى ومن تحت الثّرى.

٣٢٠

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571