مسند الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام الجزء ٢

مسند الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام17%

مسند الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 571

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣
  • البداية
  • السابق
  • 571 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 77984 / تحميل: 4621
الحجم الحجم الحجم
مسند الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام

مسند الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام الجزء ٢

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

الله وتقبل الملائكة معه ويستغفرون له ويصلّون عليه حتّى يوافى منزله وتقول الملائكة يا ربّ هذا عبدك قدوا وافى قبر ابن نبيّكصلى‌الله‌عليه‌وآله وقدوا وافى منزله ، فأين تذهب ، فيناديهم النداء من السماء يا ملائكتى قفوا بباب عبدى فسبّحوا وقدّسوا واكتبوا ذلك فى حسناته الى يوم يتوفّى.

قال فلا يزالون ببابه الى يوم يتوفّى يسبّحون الله ويقدّسونه ويكتبون ذلك فى حسناته ، فاذا توفّى شهدوا جنازته وكفنه وغسله والصلاة عليه ، ويقولون ربّنا وكّلتنا بباب عبدك ، وقد توفّى فاين نذهب ، فيناد بهم يا ملائكتى قفوا بقبر عبدى فسبّحوا وقدّسوا واكتبوا ذلك فى حسناته الى يوم القيمة(١) .

زيارة اخرى

٤ ـ عنه حدّثنى الحسن بن عبد الله بن محمّد بن عيسى ، عن أبيه ، عن جدّه محمّد بن عيسى بن عبد الله ، عن ابراهيم بن أبى البلاد ، قال قلت لأبى الحسنعليه‌السلام ما تقول فى زيارة قبر الحسينعليه‌السلام فقال لى ما تقولون أنتم فيه ، فقلت بعضنا يقول حجّة وبعضنا يقول عمرة قال : فأىّ شيء تقول إذا أتيت فقلت : أقول.

السّلام عليك يا أبا عبد الله ، السّلام عليك يا ابن رسول الله أشهد أنك قد أقمت الصلاة وآتيت الزكاة ، وأمرت بالمعروف ، ونهيت عن المنكر ودعوت الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وأشهد أنّ الّذين سفكوا دمك واستحلّوا حرمتك ملعونون معذّبون على لسان داود وعيسى بن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون(٢)

__________________

(١) كامل الزيارات : ٢٠٧.

(٢) كامل الزيارات : ٢٠٨.

٤٢١

زيارة اخرى

٥ ـ عنه حدثني حكيم بن داود بن حكيم ، عن سلمة بن الخطاب ، عن علىّ بن محمّد ، عن بعض أصحابه عن سليمان بن حفص المروزى ، عن الرجل قال : تقول عند قبر الحسينعليه‌السلام . السّلام عليك يا أبا عبد الله السّلام عليك يا حجّة الله فى أرضه ، وشاهده على خلقه السّلام عليك يا ابن رسول الله السّلام عليك يا ابن على المرتضى ، السّلام عليك يا ابن فاطمة الزهراء أشهد أنّك قد أقمت الصلاة وآتيت الزكاة وأمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر وجاهدت فى سبيل الله حتّى أتاك اليقين وصلّى الله عليك حيّا وميتا.

ثمّ ضع خدّك الأيمن على القبر وقل : أشهد أنّك على بيّنة من ربّك جئتك مقرّا بالذنوب اشفع لى عند ربّك ، يا ابن رسول الله ثمّ اذكر الأئمةعليهم‌السلام واحدا واحدا وقل : أشهد انّهم حجج الله ، ثمّ قل : اكتب لى عندك عهدا وميثاقا بأنى أتيتك مجددا الميثاق فأشهد لى عند ربّك أنّك أنت الشاهد(١) .

زيارة اخرى

٦ ـ عنه حدّثنى محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ، عن محمّد بن الحسن الصّفار ، عن محمّد بن عبد الجبّار ، عن عبد الرّحمن بن أبى نجران ، عن عامر بن جذاعة عن أبى عبد اللهعليه‌السلام قال اذا أتيت الحسينعليه‌السلام فقل : الحمد لله وصلّى الله على

__________________

(١) كامل الزيارات : ٢٠٩.

٤٢٢

محمد النّبي وآله والسّلام عليه وعليهم ورحمة الله وبركاته ، صلّى الله عليك يا أبا عبد الله لعن الله من قتلك ومن شارك فى دمك ومن بلغه ذلك فرضى به أنا إلى الله منهم بريء ثلثا(١) .

زيارة اخرى

٧ ـ عنه حدّثنى أبى عن سعد بن عبد الله ، وعبد الله بن جعفر الحميرى ، عن أحمد بن الحسن بن على بن فضّال عن عمرو بن سعيد المدائنى ، عن مصدق بن صدقة ، عن عمّار بن موسى الساباطى عن أبى عبد اللهعليه‌السلام قال تقول اذا أتيت إلى قبره :

السّلام عليك يا ابن رسول الله السلام عليك يا ابن أمير المؤمنين ، السلام عليك يا أبا عبد الله ، السّلام عليك يا سيّد شباب أهل الجنّة ورحمة الله وبركاته ، السّلام عليك يا من رضاه من رضى الرّحمن وسخطه من سخط الرّحمن ، السّلام عليك يا أمين الله وحجته ، وباب الله والدليل على الله والداعى الى الله ، أشهد أنّك قد حلّلت حلال الله وحرّمت حرام الله وأقمت الصلاة وآتيت الزكاة وأمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر ودعوت الى سبيل ربّك بالحكمة والموعظة الحسنة وأشهد أنك ومن قتل معك شهداء أحياء عند ربكم ترزقون وأشهد أنّ قاتليك فى النّار أدين الله بالبراءة ممّن قاتلك وممّن قتلك وشايع عليك وممّن جمع عليك وممن سمع صوتك ولم يجبك يا ليتنى كنت معكم فأفوز فوزا عظيما(٢)

٨ ـ عنه حدّثنى على بن الحسين ، عن على بن ابراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن

__________________

(١) كامل الزيارات : ٢١١.

(٢) كامل الزيارات : ٢١٢.

٤٢٣

أبى نجران ، عن يزيد بن إسحاق عن الحسن بن عطيّة ، عن أبى عبد اللهعليه‌السلام قال : تقول عند قبر الحسينعليه‌السلام ما أحببت(١)

زيارة اخرى

٩ ـ حدّثنى محمّد بن جعفر ، عن محمّد بن الحسين عن محمّد بن إسماعيل ، عن صالح بن عقبة ، عن أبى سعيد المداينى قال دخلت على أبى عبد اللهعليه‌السلام فقلت جعلت فداك أتى قبر الحسينعليه‌السلام قال نعم ، يا با سعيد ائت قبر الحسينعليه‌السلام أطيب الطيبين وأطهر الطاهرين وأبرّ الأبرار واذا زرته يا با سعيد فسبّح عند رأسه تسبيح أمير المؤمنينعليه‌السلام ألف مرّة وسبّح عند رجليه تسبيح فاطمة الزّهراءعليهما‌السلام ألف مرّة ، ثمّ صل عنده ركعتين تقرأ فيها يس والرّحمن فاذا فعلت ذلك كتب الله لك ثواب ذلك إن شاء الله تعالى.

قال قلت جعلت فداك علّمنى تسبيح علىّ وفاطمةعليهما‌السلام قال : نعم يا با سعيد تسبيح علىّعليه‌السلام سبحان الّذي لا تنفد خزائنه سبحان الّذي لا تبيد معالمه سبحان الّذي لا يفنى ما عنده ، سبحان الّذي لا يشرك أحدا فى حكمه سبحان الّذي لا اضمحلال لفخره سبحان الّذي لا انقطاع لمدّته ، سبحان الّذي لا إله غيره.

تسبيح فاطمةعليها‌السلام : سبحان ذى الجلال الباذخ العظيم ، سبحان ذى العزّ الشامخ المنيف ، سبحان ذى الملك الفاخر القديم ، سبحان ذى البهجة والجمال ، سبحان من تردّى بالنور والوقار ، سبحان من يرى أثر النّمل فى الصّفاء ووقع الطيّر فى الهواء(٢)

__________________

(١) كامل الزيارات : ٢١٣.

(٢) كامل الزيارات : ٢١٣.

٤٢٤

زيارة اخرى

١٠ ـ عنه حدّثنى أبى وغير واحد عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمّد ابن عيسى ، عن العباس بن موسى الورّاق ، عن يونس عن عامر بن جذاعة قال سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول : إذا أتيت قبر الحسينعليه‌السلام ، فقل : السّلام عليك يا ابن رسول الله السّلام عليك يا أبا عبد الله لعن الله من قتلك ، ولعن الله من بلغه ذلك فرضى به أنا إلى الله منهم برىء(١) .

زيارة اخرى

١١ ـ عنه حدثني الحسين بن محمّد بن عامر ، عن احمد بن إسحاق بن سعد ، قال: حدّثنا سعدان بن مسلم ، قائد أبى بصير قال حدّثنا بعض أصحابنا عن أبى عبد اللهعليه‌السلام قال : إذا أتيت القبر بدأت فأثنيت على اللهعزوجل وصلّيت على النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله واجتهدت فى ذلك ثمّ تقول :

سلام الله وسلام ملائكته فيما تروح وتغدوا الزاكيّات الطاهرات لك ، وعليك ، وسلام الله وسلام ملائكته المقرّبين والمسلمين لك ، بقلوبهم والناطقين بفضلك والشهداء على أنّك صادق صديق ، صدقت ونصحت فيما أتيت به ، وأنّك ثار الله فى الأرض والدّم الّذي لا يدرك ثاره أحد من أهل الأرض ولا يدركه إلّا الله وحده جئتك يا ابن رسول الله وافدا إليك وأتوسّل إلى الله بك فى جميع حوائجى من أمر دنياى وآخرتى وبك يتوسّل المتوسلون إلى الله فى حوائجهم و

__________________

(١) كامل الزيارات : ٢١٥.

٤٢٥

يدرك أهل التراث من عباد الله طلبتهم.

ثمّ امش قليلا ثم تستقبل القبر والقبلة بين كتفيك ، فقل : الحمد لله الواحد الأحد المتوحّد بالأمور كلّها ، خالق الخلق فلم يعزب عنه شيء من أمرهم وعالم كل شيء بلا تعليم ضمن الارض ومن عليها دمك وثارك يا ابن رسول الله أشهد أن لك من الله ما وعدك من النصر والفتح وان لك من الله الوعد الحقّ فى هلاك عدوك وتمام موعده اياك ، أشهد انه قاتل معك ربيون كثير ، كما قال الله تعالى( وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَما وَهَنُوا لِما أَصابَهُمْ ) .

ثمّ كبّر سبع تكبيرات ثمّ امش قليلا واستقبل القبر ، ثمّ قل : الحمد لله الّذي لم يتخذ صاحبة ولا ولدا ولم يكن له شريك فى الملك ، خلق كلّ شيء فقدّره تقديرا أشهد أنّك قد بلغت عن الله ما أمرت به ووفّيت بعهد الله وتمّت بك كلماته وجاهدت فى سبيله حتّى أتاك اليقين لعن الله أمة قتلتك وأمّة خذلتك ولعن الله أمة خذّلت عنك.

اللهم إنّى أشهد بالولاية لمن واليت ، ووالت رسلك ، وأشهد بالبراءة ممّن برئت منه وبرئت رسلك ، اللهم العن الّذين كذّبوا رسولك ، وهدموا كعبتك ، وحرّفوا كتابك وسفكوا دماء أهل بيت نبيك وأفسدوا عبادك واستذلّوهم ، اللهم ضاعف لهم اللّعنة فيما جرت به سنّتك فى برّك وبحرك اللهمّ العنهم فى سمائك وأرضك اللهمّ اجعل لى لسان صدق فى أوليائك وحبّب الىّ مشاهدهم حتّى تلحقنى بهم وتجعلهم لى فرطا وتجعلنى لهم تبعا فى الدّنيا والآخرة.

ثمّ امش قليلا فكبّر سبعا وهلّل سبعا واحمد الله سبعا وسبح الله تعالى سبعا وأجبه سبعا وتقول لبيك داعى الله إن كان لم يجبك بدنى فقد أجابك قلبى وشعرى وبشرى ورأيى وهوائى على التسليم لخلف النّبىّ المرسل والسبط المنتجب والدليل العالم والأمين المستخزن والمرضىّ البليغ والمظلوم المهتضم ، جئت انقطاعا

٤٢٦

إليك وإلى ولدك وولد ولدك الخلف من بعدك على بركة الحق فقلبى لكم مسلّم وأمرى لكم متّبع ونصرتى لكم معدّة حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين لدينى ، ويبعثكم فمعكم معكم لا مع عدوّكم إنّى من المؤمنين برجعتكم لا أنكر لله قدرة ولا اكذّب له مشية ولا أزعم أنّ ما شاء لا يكون.

ثم امش حتى تنتهى إلى القبر وقل وأنت قائم : سبحان الله الّذي يسبّح له ذى الملك والملكوت ويقدس بأسمائه جميع خلقه سبحان الله الملك القدوس ربّنا وربّ الملائكة والروح اللهم اجعلنى فى وفدك إلى خير بقاعك وخير خلقك ، اللهم العن الجبت والطاغوت.

ثم ارفع يديك حتّى تضعهما ممدودتين على القبر ثم تقول : أشهد أنّك طهر طاهر من طهر طاهر قد طهّرت بك البلاد وطهرت أرض أنت فيها وانّك ثار الله فى الأرض حتى يستشير لك من جميع خلقه.

ثمّ ضع خديك ويديك جميعا على القبر ثم اجلس عند رأسه واذكر الله بما أحببت وتوجّه إليه واسأل حوائجك ثمّ ضع يديك وخديك عند رجليه وقل : صلّى الله عليك وعلى روحك وبدنك فلقد صدقت وأنت الصادق المصدّق قتل الله من قتلك بالأيدى والالسن.

ثم تقوم الى قبر ولده وتثنى عليهم بما أحببت وتسأل ربك حوائجك وما بدا لك ثمّ تستقبل قبور الشهداء قائما فتقول : السّلام عليكم ايّها الربّانيّون أنتم لنا فرط ونحن لكم تبع وأنصار أبشروا بموعد الله الّذي لا خلف له ، وانّ الله مدرك بكم ثاركم وأنتم سادة الشهداء فى الدنيا والآخرة.

ثمّ اجعل القبر بين يديك وصلّ ما بدا لك وكلّما دخلت الحائر فسلّم ثمّ امش حتى تضع يديك وخدّيك جميعا على القبر فاذا أردت أن تخرج فاصنع مثل ذلك ولا تقصّر عنده من الصّلاة ما أقمت واذا انصرفت من عنده فودّعه وقل : سلام الله

٤٢٧

وسلام ملائكته المقرّبين وأنبيائه المرسلين ، وعباده الصالحين عليك يا ابن رسول الله وعلى روحك وبدنك وذريتك ومن حضرك من أوليائك.

حدّثنى بهذه الزيارة أحمد بن محمّد بن الحسن بن سهل ، عن أبيه عن جده ، عن موسى بن الحسن بن عامر ، عن أحمد بن هلال ، قال حدّثنا اميّة بن على القيسى الشامى ، عن سعدان بن مسلم ، عن رجل عن أبى عبد اللهعليه‌السلام مثله وزاد فى آخره ـ من عند من حضرك من اوليائك.

فاذا بلغت الرّواح فقل هذا الكلام من أوّله الى آخره كما قلت حين دخلت الحائر ، فاذا دخلت منزلك فقل : الحمد لله الّذي سلّمنى وسلّم منّى ، الحمد لله فى الامور كلّها وعلى كلّ حال ، الحمد لله ربّ العالمين ثم كبّر إحدى وعشرين تكبيرة متتابعة وسهل ولا تعجل فيها إن شاء الله تعالى(١) .

زيارة اخرى

١٢ ـ عنه حدّثنى أبىرحمه‌الله عن سعد بن عبد الله ، عن الحسن بن على بن عبد الله بن المغيرة ، عن العباس بن عامر عن أبان ، عن الحسين بن عطية ، أبى ناب بيّاع السّابرى ، قال سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام وهو يقول من أتى قبر الحسينعليه‌السلام كتب الله له حجّة وعمرة أو عمرة وحجّة ، قال قلت جعلت فداك فما أقول اذا أتيته؟ قال تقول :

السّلام عليك يا أبا عبد الله ، السّلام عليك يا ابن رسول الله السّلام عليك يوم ولدت ويوم تموت ويوم تبعث حيا أشهد أنك حىّ شهيد ترزق عند ربك وأتوا لى وليّك وأبرأ من عدوّك ، وأشهد أنّ الّذين قاتلوك وانتهكوا حرمتك

__________________

(١) كامل الزيارة : ٢١٦ ـ ٢١٩.

٤٢٨

ملعونون على لسان النبيّ الأمّى وأشهد أنّك قد أقمت الصلاة وآتيت الزكاة وأمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر وجاهدت فى سبيل ربّك بالحكمة والموعظة الحسنة أسأل الله وليّك ووليّنا أن يجعل تحفتنا من زيارتك الصلاة على نبيّنا والمغفرة لذنوبنا اشفع لى يا ابن رسول الله عند ربك(١)

١٣ ـ عنه حدّثنى على بن الحسين ، عن سعد بن عبد الله ، عن الحسن بن على ابن عبد الله بن المغيرة ، عن العباس بن عامر ، عن جابر بن المكفوف عن أبى الصامت ، عن أبى عبد اللهعليه‌السلام قال سمعته يقول : من أتى الحسينعليه‌السلام ماشيا كتب الله له بكلّ خطوة ألف حسنة ومحى عنه الف سيئة ورفع له ألف درجة فاذا أتيت الفرات فاغتسل وعلّق نعليك وامش حافيا وامش بمشى العبد الذليل فاذا أتيت باب الحائر فكبّر الله أربعا وصلّ عنده واسأل حاجتك(٢) .

زيارة خفيفة

١٤ ـ حدّثنى محمّد بن الحسن ، عن محمّد بن الحسن الصّفار ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن على بن فضال ، عن صفوان بن يحيى عن أبى الصباح ، عن أبى عبد اللهعليه‌السلام ، أو عن أبى بصير عنه ، قال قلت كيف السّلام على الحسين بن علىعليهما‌السلام قال تقول : السّلام عليك يا أبا عبد الله السّلام عليك يا ابن رسول الله لعن الله من قتلك ، ولعن الله من أعان عليك ومن بلغه ذلك فرضى به أنا إلى الله منهم برئ(٣)

__________________

(١) كامل الزيارة : ٢٢٠.

(٢) كامل الزيارات : ٢٢١.

(٣) كامل الزيارات : ٢٢١.

٤٢٩

زيارة خفيفة

١٥ ـ عنه باسناده عن حمدان بن محمّد ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن ابان بن عثمان ، عن أبى همام عن أبى عبد اللهعليه‌السلام : قال اذا أتيت قبر الحسينعليه‌السلام فقل : السّلام عليك يا أبا عبد الله لعن الله من قتلك ، ولعن الله من شرك فى دمك ، ومن بلغه فرضى به وأنا إلى الله منهم برئ(١) .

زيارة اخرى

١٦ ـ عنه حدّثنى أبو عبد الرحمن محمّد بن أحمد بن الحسين العسكرى ، ومحمّد ابن الحسن جميعا عن الحسن بن على بن مهزيار ، عن أبيه على بن مهزيار ، عن محمّد بن أبى عمير ، عن محمّد بن مروان ، عن على بن أبى حمزة الثماليّ قال قال الصّادقعليه‌السلام : إذا أردت المسير الى قبر الحسين فصم يوم أربعاء والخميس والجمعة فاذا أردت الخروج فاجمع أهلك وولدك وادع بدعاء السفر واغتسل قبل خروجك وقل حين تغتسل :

اللهم طهّرنى وطهر قلبى واشرح لى صدرك وأجر على لسانى ذكرك ومدحك والثناء عليك ، فانّه لا قوّة إلا بك وقد علمت انّ قوام دينى التسليم لأمرك والأتباع لسنة نبيّك والشهادة على جميع أنبيائك ورسلك الى جميع خلقك.

اللهم اجعله نورا وطهورا وحرزا وشفاء من كلّ داء وسقم وآفة وعاهة و

__________________

(١) كامل الزيارات : ٢٢٢.

٤٣٠

من شرّ ما أخاف وأحذر.

فاذا خرجت فقل : اللهم انّى إليك وجهت وجهى وإليك فوّضت أمرى وإليك أسلمت نفسى ، وإليك الجأت ظهرى ، وعليك توكلت لا ملجأ إلّا إليك تباركت وتعاليت عزّ جارك وجلّ ثنائك.

ثمّ قل بسم الله وبالله ومن الله وإلى الله وفى سبيل الله وعلى ملّة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله على الله توكّلت وإليه أنبت فاطر السموات السّبع والأرضين السّبع وربّ العرش العظيم ، اللهم صلّ على محمّد وآل محمّد واحفظنى فى سفرى واخلفنى فى أهلى بأحسن الخلف.

اللهم إليك توجّهت وإليك خرجت وإليك وفدت ولخيرك تعرّضت وبزيارة حبيب حبيبك تقرّبت ، اللهم لا تمنعنى خير ما عندك بشّر منا عندى ، اللهم اغفر لى ذنوبى وكفّر عنّى سيئاتى وحطّ عنّى خطاياى واقبل منّى حسناتى وتقول.

اللهم اجعلنى فى درعك الحصينة الّتي تجعل فيها من تريد اللهم انى أبرأ إليك من الحول والقوّة ثلاث مرّات واقرأ فاتحة الكتاب والمعوذتين وقل هو الله أحد وإنّا أنزلناه وآية الكرسى ويس وآخر سورة الحشر «لو انزلنا هذا القرآن على جبل» ولا تدّهن ولا تكتحل حتّى تأتى الفرات واقلّ من الكلام والمزاح واكثر من ذكر الله تعالى وإياك والمزاح والخصومة فاذا كنت راكبا أو ماشيا فقل.

اللهم إنّى أعوذك من سطوات النكال وعواقب الوبال وفتنة الضلال ومن أن تلقانى بمكروه واعوذ بك من الحبس واللبس ومن وسوسة الشيطان وطوارق السوء ومن شر كل ذى شرّ ومن شر شياطين الجن والانس ومن شرّ من ينصب لأولياء الله العداوة ومن أن يفرطوا علىّ وأن يطغوا وأعوذ بك من شرّ عيون الظلمة ومن شرّ كلّ ذى شرّ وشرك إبليس ومن يردّ عن الخير باللسان واليد.

فاذا خفت شيئا فقل : لا حول ولا قوّة إلّا بالله به احتجبت وبه اعتصمت ،

٤٣١

اللهم اعصمنى من شرّ خلقك فانّما أنا بك وأنا عبدك.

فاذا أتيت الفرات فقل قبل أن تعبره ، اللهم أنت خير من وفد إليه الرجال وأنت يا سيدى اكرم مأتى وأكرم مزور وقد جعلت لكل زائر كرامة ولكلّ وافد تحفة ، وقد أتيتك زائرا قبر ابن نبيك صلواتك عليه فاجعل تحفتك إياى فكاك رقبتى من النّار ، وتقبل منّى عملى واشكر سعيى ، وارحم مسيرى إليك ، بغير منّ منّى بل لك المنّ علىّ اذ جعلت لى السبيل الى زيارته وعرفتنى فضله وحفظتنى حتّى بلغتنى قبر ابن وليك وقد رجوتك ، فصلّ على محمّد وآل محمّد ولا تقطع رجائى وقد أتيت فلا تخيّب أملى واجعل هذا كفارة لما كان قبله من ذنوبى واجعلنى من أنصاره يا أرحم الراحمين.

ثمّ اعبر الفرات وقل : اللهم صلّ على محمّد وآل محمّد واجعل سعيى مشكورا وذنبى مغفورا وعملى مقبولا واغسلنى من الخطايا والذنوب وطهّر قلبى من كلّ آفة تمحق دينى. أو تبطل عملى يا أرحم الراحمين.

ثمّ تأتى النّينوى فتضع رحلك بها ولا تدهن ولا تكتحل ولا تأكل اللّحم ما دمت مقيما بها ، ثمّ تأتى الشّط بحذاء محلّ القبر واغتسل وعليك الوقار وقل وأنت تغتسل : اللهم طهّرنى وطهّر لى قلبى واشرح لى صدرى وأجر على لسانى محبّتك ومدحتك ، والثناء عليك ، فانّه لا حول ولا قوّة إلا بك.

قد علمت أنّ قوام دينى التسليم لأمرك والشهادة على جميع أنبيائك ورسلك بالألفة بينهم أشهد أنّهم أنبياؤك ورسلك الى جميع خلقك ، اللهم اجعله لى نورا وطهورا وحرزا وشفاء من كل سقم وداء من كلّ آفة وعاهة ومن شرّ ما أخاف وأحذر.

اللهم طهر به قلبى وجوارحى وعظامى ولحمى ودمى وشعرى ، وبشرى ومخّى وعصبى وما أقلّت الأرض منّى واجعله لى شاهدا.

٤٣٢

ثمّ البس أطهر ثيابك فاذا لبستها فقل : الله اكبر ثلاثين مرّة وتقول : الحمد لله الّذي إليه قصدت فبلغنى واياه أردت فقبلنى ولم يقطع بى ورحمته ابتغيت فسلّمنى اللهم أنت حصنى وكهفى وحرزى ورجائى وأملى لا إله إلّا أنت يا ربّ العالمين.

فاذا أردت المشى فقل : اللهم إنّى أردتك فأردنى وانّى أقبلت بوجهى إليك فلا تعرض بوجهك عنّى فان كنت علىّ ساخطا فتب علىّ وارحم مسيرى الى ابن حبيبك اتبعنى ، بذلك رضاك عنّى فارض عنّى ولا تخيّبنى يا أرحم الراحمين.

ثمّ امش حافيا وعليك السكينة والوقار بالتكبير والتهليل والتمجيد والتعظيم لله ولرسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله وقل أيضا : الحمد لله الواحد المتوحّد بالأمور كلّها خالق الخلق لم يعزب عنه شيء من امورهم وعالم كلّ شيء بغير تعليم صلوات الله وصلوات ملائكته المقرّبين وأنبيائه المرسلين ورسله أجمعين على محمّد وأهل بيته الأوصياء الحمد لله الّذي أنعم علىّ وعرّفنى فضل محمّد وأهل بيتهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

ثم امش قليلا وقصّر خطاك فاذا وقفت على التلّ فاستقبل القبر فقف وقل : الله اكبر ثلثين مرّة وتقول لا إله إلّا الله فى علمه منتهى علمه ، ولا إله إلا الله مع علمه منتهى علمه والحمد لله فى علمه منتهى علمه والحمد لله بعد علمه منتهى علمه والحمد لله مع علمه منتهى علمه سبحان الله فى علمه منتهى علمه وسبحان الله بعد علمه منتهى علمه وسبحان الله مع علمه منتهى علمه ، والحمد لله بجميع محامده على جميع نعمه ، ولا إله إلّا الله والله اكبر وحقّ له ذلك لا إله الّا الله الحليم الكريم ، لا إله الّا الله العلىّ العظيم ، لا إله الّا الله نور السموات السّبع ونور الأرضين السبع ونور العرش العظيم ، والحمد لله ربّ العالمين السلام عليك يا حجّة الله وابن حجته السّلام عليكم يا ملائكة الله وزوار قبر ابن نبى الله.

ثمّ امش عشر خطوات وكبر ثلاثين تكبيرة وقل وأنت تمشى : لا إله إلا الله

٤٣٣

تهليلا لا يحصيه غيره قبل كلّ واحد وبعد كلّ واحد ومع كلّ واحد وعدد كل واحد ، وسبحان الله والحمد لله ولا إله إلّا الله والله أكبر قبل كلّ واحد وبعد كلّ واحد ، ومع كل واحد وعدد كلّ واحد أبدا أبدا أبدا.

اللهم إنّى أشهدك وكفى بك شهيدا فأشهد لى أنى أشهد انك حقّ وانّ رسولك حقّ وانّ حبيبك حق وانّ قولك حقّ وأنّ قضائك حقّ وأنّ قدرك حق وانّ فعلك حق وأنّ حشرك حق وأنّ فعلك حق وأنّ نارك حقّ وأنّ جنتك حق ، وانّك مميت الأحياء ومحيى الموتى وانّك باعث من فى القبور وانّك جامع النّاس ليوم لا ريب فيه ، وانّك لا تخلف الميعاد ، السّلام عليك يا حجّة الله وابن حجّته ، السّلام عليكم يا ملائكة الله ويا زوار قبر أبى عبد اللهعليه‌السلام .

ثمّ امش قليلا وعليك السكينة والوقار بالتكبير والتهليل ، والتمجيد والتحميد والتعظيم لله ولرسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله وقصّر خطاك فاذا أتيت الباب الذي يلى المشرق فقف على الباب وقل : أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أنّ محمّداصلى‌الله‌عليه‌وآله عبده ورسوله ، أمين الله على خلقه وأنّه سيد الأولين والآخرين وانّه سيد الأنبياء والمرسلين ، سلام على رسول الله الحمد لله الّذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدى لو لا ان هدانا الله لقد جاءت رسل ربّنا بالحق.

اللهم إنّى اشهد أنّ هذا قبر ابن حبيبك وصفوتك من خلقك وأنّه الفائز بكرامتك أكرمته بكتابك وخصصته وائتمنته على وحيك ، وأعطيته مواريث الأنبياء وجعلته حجّة على خلقك من الأصفياء فأعذر فى الدعا وبذل مهجته فيك ليستنقذ عبادك من الضلالة والجهالة والعمى والشك والارتياب الى باب الهدى من الرّدى.

أنت ترى ولا ترى وأنت بالمنظر الا على حتّى ثار عليه من خلقك من غرته الدنيا وباع الآخرة بالثمن الأوكس الأدنى وأسخطك وأسخط رسولك وأطاع

٤٣٤

من عبادك من أهل الشقاق والنفاق وحملة الأوزار من استوجب النار لعن الله قاتلى ولد رسولك وضاعف عليهم العذاب الأليم.

ثمّ تدنو قليلا وقل : السّلام عليك يا وارث آدم صفوة الله السّلام عليك يا وارث نوح نبى الله ، السّلام عليك يا وارث ابراهيم خليل الله ، السّلام عليك يا وارث موسى كليم الله ، السّلام عليك يا وارث عيسى روح الله ، السّلام عليك يا وارث محمّد حبيب اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، السّلام عليك يا وارث أمير المؤمنين على بن أبى طالب وصىّ رسول الله وولىّ الله ، السّلام عليك يا وارث الحسن بن على الزّكي ، السّلام عليك يا وارث فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين.

السّلام عليك أيّها الصدّيق الشهيد ، السّلام عليك أيّها الوصىّ البارّ التقى ، السّلام عليك أيها الوفى النقى اشهد أنّك قد أقمت الصّلاة وآتيت الزكاة وأمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر وعبدت الله مخلصا حتى أتاك اليقين ، السّلام عليك يا أبا عبد الله ورحمة الله وبركاته ، السّلام عليك وعلى الأرواح الّتي حلّت بفنائك وأناخت برحلك ، السّلام على ملائكة المحدقين بك السلام على ملائكة الله وزوار قبر ابن نبىّ الله.

ثم ادخل الحائر وقل حين تدخل : السّلام على ملائكة الله المقرّبين ، السّلام على ملائكة الله المنزلين السّلام على ملائكة الله المسوّمين ، السّلام على ملائكة الله الّذين هم مقيمون فى هذا الحائر ، بأذن ربّهم ، السّلام على ملائكة الله الذين هم فى هذا الحائر يعملون ولأمر الله مسلمون ، السّلام عليك يا ابن رسول الله وابن أمين الله وابن خالصة الله السّلام عليك يا أبا عبد الله إنّا لله وإنّا إليه راجعون.

ما أعظم مصيبتك عند جدّك رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وما أعظم مصيبتك عند من عرف اللهعزوجل وأجلّ مصيبتك عند الملأ الأعلى وعند أنبياء الله ورسله ، السّلام منّى إليك والتحيّة مع عظيم الرزيّة عليك كنت نورا فى الأصلاب الشامخة و

٤٣٥

نورا فى ظلمات الأرض ونورا فى الهواء ونورا فى السموات العلى ، كنت فيها نورا ساطعا لا يطفى وأنت النّاطق بالهدى.

ثمّ امش قليلا وقل : الله اكبر سبع مرّات وهلله سبعا واحمده سبعا وسبّحه سبعا وقل لبّيك داعى الله لبيك سبعا ، وقل : إن كان لم يجبك بدنى عند استغاثتك ولسانى عند استنصارك ، فقد أجابك قلبى وسمعى وبصرى ورأيى وهواى على التسليم لخلف النبيّ المرسل والسبط المنتجب والدليل العالم والأمين المستخزن والمؤدى المبلّغ والمظلوم المضطهد.

جئتك يا مولاى انقطاعا إليك وإلى جدك وأبيك وولدك الخلف من بعدك فقلبى لكم مسلّم ورأيى لكم متبع ونصرتى لكم معدّة حتى يحكم الله بدينه وبيعثكم وأشهد الله انّكم الحجّة وبكم ترجى الرحمة فمعكم لا مع عدوّكم انّى بكم من المؤمنين لا انكر لله قدرة ولا أكذّب منه بمشية.

ثم امش وقصّر خطاك حتى تستقبل القبر واجعل القبلة بين كتفيك واستقبل بوجهك وجهه وقل : السّلام عليك من الله والسّلام على محمد أمين الله على رسله وعزائم أمره الخاتم لما سبق والفاتح لما استقبل والمهيمن على ذلك كلّه ورحمة الله وبركاته ، والسّلام عليك وتحياته.

اللهم صلّ على محمّد وآل محمّد صاحب ميثاقك وخاتم رسلك وسيّد عبادك وأمينك فى بلادك وخير بريتك كما تلا كتابك وجاهد عدوّك حتى أتاه اليقين اللهم صلّ علىّ أمير المؤمنين عبدك وأخى رسولك الّذي انتجبته بعلمك وجعلته هاديا لمن شئت من خلقك والدليل على من بعثته برسالاتك وديّان الدين بعد لك وفصل قضائك بين خلقك والمهيمن على ذلك كلّه والسّلام عليه ورحمة الله وبركاته.

اللهم أتمم به كلماتك وأنجز به وعدك ، وأهلك به عدوّك ، واكتبنا فى أوليائه

٤٣٦

وأحبائه ، اللهم اجعلنا له شيعة وانصارا وأعوانا على طاعتك وطاعة رسولك ، وما وكلته به واستخلفته عليه يا ربّ العالمين.

اللهم صلّ على فاطمة بنت نبيّك وزوجة وليك وأمّ السبطين الحسن والحسين الطاهرة الصديقة الزكيّة سيّدة نساء العالمين صلاة لا يقوى على إحصائها غيرك ، اللهم صلّ على الحسن بن على عبدك وابن أخى رسولك الّذي انتجبته بعلمك وجعلته هاديا لمن شئت من خلقك والدليل على من بعثته برسالاتك وديّان الدّين بعد لك وفصل قضائك بين خلقك والمهيمن على ذلك كلّه ورحمة الله وبركاته.

اللهم صلّ على الحسين بن على عبدك وابن أخى رسولك الّذي انتجبته بعلمك وجعلته هاديا لمن شئت من خلقك والدليل على من بعثته برسالاتك وديّان الدين بعد لك وفصل قضائك بين خلقك والمهيمن على ذلك كلّه ورحمة الله وبركاته وتصلى على الأئمة كلّهم كما صلّيت على الحسن والحسينعليهما‌السلام .

تقول اللهم أتمم بهم كلماتك وانجز بهم وعدك وأهلك بهم عدوّك وعدوّهم من الجنّ والإنس أجمعين ، اللهم أجزهم عنّا خير ما جازيت نذيرا عن قومه اللهم اجعلنا لهم شيعة وأنصارا واعوانا على طاعتك وطاعة رسولك اللهم اجعلنا لهم ممّن يتبع النور الّذي انزل معهم وأحيينا محياهم وأمتنا مماتهم وأشهدنا مشاهدهم فى الدنيا والآخرة اللهم إنّ هذا مقام أكرمتنى به وشرفتنى وأعطيتنى فيه رغبتى على حقيقة إيمانى بك وبرسولك.

ثمّ تدنو قليلا من القبر وتقول : السّلام عليك يا ابن رسول الله وسلام الله وسلام ملائكته المقرّبين وأنبيائه المرسلين كلّما تروح الرايحات الطاهرات لك وعليك سلام المؤمنين لك بقلوبهم الناطقين لك بفضلك بألسنتهم أشهد انك صادق صديق ، صدقت فيما دعوت إليه ، وصدقت فيما أتيت به وأنّك ثار الله فى

٤٣٧

الأرض.

اللهم أدخلنى فى أوليائك وحبب الىّ مشاهدهم وشهادتهم فى الدنيا والآخرة انّك على كل شيء قدير.

تقول السّلام عليك يا أبا عبد الله رحمك الله يا أبا عبد الله صلى الله عليك يا أبا عبد الله ، السّلام عليك يا امام الهدى ، السلام عليك يا علم التقى ، السلام عليك يا حجّة الله على أهل الدنيا ، السلام عليك يا حجّة الله وابن حجّته ، السّلام عليك يا ابن نبى الله السّلام عليك يا ثار الله وابن ثاره ، السّلام عليك يا وتر الله وابن وتره ، أشهد أنّك قتلت مظلوما وانّ قاتلك فى النّار.

أشهد أنّك جاهدت فى الله حقّ جهاده ، لم تأخذك فى الله لومة لائم وانّك عبدته حتّى أتاك اليقين أشهد أنّكم كلمة التقوى وباب الهدى والحجّة على خلقه ، أشهد أنّ ذلك لكم سابق فيما بقى وأشهد أنّ أرواحكم وطينتكم طينة طيّبة طابت وطهرت بعضها من بعض من الله ، ومن رحمته وأشهد الله تبارك وتعالى وكفى به شهيدا وأشهدكم أنّى بكم مؤمن ولكم تابع فى ذات نفسى وشرايع دينى ، وخواتيم عملى ومنقلبى ومثوى فأسأل الله البر الرحيم أن يتمّم ذلك لى.

أشهد أنّكم قد بلّغتم ونصحتم وصبرتم وقتلتم وغصبتم وأسىء إليكم فصبرتم ، لعن الله أمّة خالفتكم وامة جحدت ولايتكم وأمّة تظاهرت عليكم وأمّة شهدت ولم تستشهد ، الحمد لله الّذي جعل النّار مثواهم ، وبئس الورد المورود وبئس الرفد المرفود.

تقول صلّى الله عليك يا أبا عبد الله ثلاثا وعلى روحك وبدنك ، لعن الله قاتليك ولعن الله سالبيك ، ولعن الله خاذليك ولعن الله من شايع على قتلك ومن أمر بقتلك وشارك فى دمك ، ولعن الله من بلغه ذلك فرضى به أو سلم إليه أنا أبرأ إلى الله من ولايتهم وأتولى الله ورسوله وآل رسوله وأشهد أنّ الذين انتهكوا

٤٣٨

حرمتك وسفكوا دمك ملعونون على لسان النبيّ الأمي اللهم العن الّذين كذّبوا رسلك وسفكوا دماء أهل بيت نبيّك صلواتك عليهم.

اللهم العن قتلة أمير المؤمنين وضاعف عليهم العذاب الأليم ، اللهم العن قتلة الحسين بن علىّ وقتلة أنصار الحسين بن على وأصلهم حرّ نارك وذقهم باسك وضاعف عليهم العذاب الأليم والعنهم لعنا وبيلا اللهم احلل بهم نقمتك وآتهم من حيث لا يحتسبون وخذهم من حيث لا يشعرون وعذّبهم عذابا نكرا ، والعن اعداء نبيّك وآل نبيك لعنا وبيلا اللهم العن الجبت والطاغوت والفراعنة انّك على كلّ شيء قدير.

تقول بأبى أنت وأمّى يا أبا عبد الله إليك كانت رحلتى مع بعد شقّتى ولك فاضت عبرتى وعليك كان أسفى ونحيبى وصراخى وزفرتى وشهيقى وإليك كان مجيء وبك استتر من عظيم جرمى ، أتيتك وافدا قد أوقرت ظهرى بأبى أنت وأمّى يا سيّدى بكيتك يا خيرة الله وابن خيرته وحقّ لى أن أبكيك وقد بكتك السموات والأرضون والجبال والبحار فما عذرى ان لم أبكك وقد بكاك حبيب ربّى وبكتك الأئمةعليهم‌السلام وبكاك من دون سدرة المنتهى الى الثرى جزعا عليك.

ثمّ استلم القبر وقل : السّلام عليك يا أبا عبد الله يا حسين بن على يا ابن رسول الله السّلام عليك يا حجّة الله وابن حجته ، أشهد أنّك عبد الله وامينه بلغت ناصحا وأدّيت أمينا وقلت صادقا وقتلت صديقا فمضيت شهيدا ومضيت على يقين لم تؤثر عمى على هدى ولم تمل من حقّ الى باطل ، ولم تجب إلا لله وحده وأشهد أنّك كنت على بيّنه من ربّك بلغت ما أمرت به وقمت بحقّه وصدّقت من كان قبلك غير واهن ولا موهن فصلّى الله عليك وسلّم تسليما جزاك الله من صدّيق خيرا.

٤٣٩

أشهد أنّ الجهاد معك جهاد وأنّ الحقّ معك وإليك وأنت أهله ومعدنه وميراث النبوّة عندك وعند أهل بيتك وأشهد أنّك قد بلغت ونصحت ووفيت وجاهدت فى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة ومضيت للذى كنت عليه شهيدا ومستشهدا وشهودا ، فصلّى الله عليك وسلم تسليما أشهد أنّك طهر طاهر مطهّر من طهر طاهر مطهر طهرت وطهرت أرض أنت بها وطهر حرمك.

أشهد أنّك أمرت بالقسط والعدل ودعوت إليهما وأشهد أن أمّة قتلتك شرار خلق الله وكفرته وانّى استشفع بك إلى الله ربّك وربّى من جميع ذنوبى وأتوجّه بك الى الله فى جميع حوائجى ورغبتى فى أمر آخرتى ودنياى.

ثم ضع خدّك الأيمن على القبر وقل : اللهم إنّى أسألك بحقّ هذا القبر ومن فيه ، وبحقّ هذه القبور ، ومن أسكنتها أن تكتب اسمى عندك فى أسمائهم ، حتّى توردنى مواردهم وتصدرنى مصادرهم إنك على كلّ شيء قدير.

تقول : ربّ أفحمتنى ذنوبى وقطعت مقالتى ، فلا حجة لى ولا عذر لى ، فانا المقرّ بذنبى الأسير ببليّتى ، المرتهن بعملى ، المتجلّد فى خطيئتى ، المتحيّر عن قصدى ، المنقطع بى ، قد أوقفت نفسى يا ربّ موقف الأشقياء الاذلّاء ، المذنبين المجترئين عليك ، المستخفين بوعيدك ، يا سبحانك أىّ جرأة عليك وأىّ تغرير غررت بنفسى وأىّ سكرة أوبقتنى وأىّ غفلة أعطبتنى ، ما كان أقبح سوء نظرى وأوحش فعلى يا سيّدى.

فارحم كبوتى لحرّ وجهى وزلّة قدمي وتعفيرى فى التراب خدّى وندامتى على ما فرط منّى ، وأقلنى عثرتى وارحم صراخى وعبرتى واقبل معذرتى وعد بحلمك على جهلى ، وبإحسانك على خطيئاتى ، وبعفوك علىّ ، ربّ أشكو إليك قساوة قلبى وضعف عملى فامنح بمسألتى فانا المقرّ بذنبى المعترف بخطيئتى وهذه يدى وناصيتى.

٤٤٠

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

فلما صار ب (زبالة) قام فيهم خطيبا فقال : ألا إنه أتاني خبر فظيع. ألا إن أهل الكوفة وثبوا على مسلم بن عقيل وهانئ بن عروة فقتلوهما ، وقتلوا أخي من الرضاعة عبد الله بن يقطر ، وقد خذلتنا شيعتنا ، فمن أحبّ منكم أن ينصرف فلينصرف من غير حرج ، وليس عليه منا ذمام. فتفرق الناس وأخذوا يمينا وشمالا ، حتّى بقي في أصحابه الذين جاؤوا معه من مكة وعددهم (٨٢) ، وإنما أراد ألا يصحبه إنسان إلا على بصيرة. ولما كان السحر أمر أصحابه فاستسقوا ماء وأكثروا ، ثم رحل من زبالة متجها إلى (القاع).

وأورد أبو مخنف في مقتله ص ٤٣ شبيه هذا الكلام ، هذا نصه :

وجعلعليه‌السلام لا يمرّ ببادية إلا ويتبعه خلق كثير ، حتّى انتهى إلى (زبالة) فنزل بها ، ثم قام خطيبا ، فحمد الله وأثنى عليه ، وذكر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فصلى عليه ، ثم نادى بأعلى صوته : أيها الناس إنما جمعتكم على أن العراق في قبضتي ، وقد جاء في خبر صحيح أن مسلم بن عقيل وهانئ بن عروة قتلا ، وقد خذلتنا شيعتنا ، فمن كان منكم يصبر على ضرب السيوف وطعن الرماح ، وإلا فلينصرف من موضعه هذا ، فليس عليه من ذمامي شيء. فسكتوا جميعا وجعلوا يتفرقون يمينا وشمالا ، حتّى لم يبق معه إلا أهل بيته ومواليه ، وقالوا : والله ما نرجع حتّى نأخذ بثأرنا ونذوق الموت غصّة بعد غصة ، وهم نيّف وسبعون رجلا ، وهم الذين خرجوا معه من مكة.

٦٧٢ ـ رجل نصراني يسلم على يد الحسينعليه‌السلام :

(مقتل الحسين المنسوب لأبي مخنف ، ص ٤٣)

قال أبو مخنف : لما نزل الحسينعليه‌السلام الثعلبية ، أقبل رجل نصراني وأمه ، فأسلما على يديه.

(أقول) : لعله وهب بن حباب الكلبي ، وأمه أم وهب.

«بطن العقبة»

٦٧٣ ـ لقاء الحسينعليه‌السلام بعمرو بن لوذان في (بطن العقبة) وما جرى بينهما من محاورة :(الحسين في طريقه إلى الشهادة ، ص ٩٠)

ولما كان وقت السحر أمرعليه‌السلام غلمانه وفتيانه ، فاستقوا الماء وأكثروا ، ثم سارعليه‌السلام حتّى مرّ (ببطن العقبة) في طريقه إلى الكوفة. وهناك لقي شيخا من بني

٥٦١

عكرمة يقال له عمرو بن لوذان ، فسأله أين تريد؟. فقال الحسينعليه‌السلام : الكوفة.فقال الشيخ : أنشدك الله لما انصرفت. فوالله ما تقدم إلا على الأسنة وحدّ السيوف ، وإن هؤلاء الذين بعثوا إليك لو كانوا كفوك مؤونة القتال ووطّؤوا لك الأشياء ، فقدمت عليهم ، كان ذلك رأيا ، فأما على هذه الحال التي تذكر ، فإني لا أرى لك أن تفعل. ثم قال الحسينعليه‌السلام : والله لا يدعوني حتّى يستخرجوا هذه العلقة من جوفي ، فإذا فعلوا سلّط الله عليهم من يذلهم حتّى يكونوا أذلّ فرق الأمم.

٦٧٤ ـ ما قاله الحسينعليه‌السلام في (بطن العقبة) لجعفر بن سليمان الضبعي :

(مقتل الحسين للمقرم ، ص ٢١٣)

وقالعليه‌السلام لجعفر بن سليمان الضبعي في (بطن العقبة) : إنهم لن يدعوني حتّى يستخرجوا هذه العلقة من جوفي ، فإذا فعلوا ذلك سلّط الله عليهم من يذلهم حتّى يكونوا أذلّ من فرام الأمة(١) .

٦٧٥ ـ إخبار الحسينعليه‌السلام بشهادته وهو في طريقه إلى كربلاء :

(تاريخ ابن عساكر ، ص ٢١١ ؛ وتاريخ الإسلام للذهبي ، ج ٢ ص ٣٤٥ ؛ وتاريخ ابن كثير ، ج ٨ ص ١٦٩)

عن يزيد الرّشك ، قال : حدثني من شافه الحسينعليه‌السلام قال : رأيت أبنية مضروبة بفلاة من الأرض. فقلت : لمن هذه؟. قالوا : هذه لحسينعليه‌السلام . قال :فأتيته ، فإذا شيخ يقرأ القرآن ، والدموع تسيل على خديه ولحيته. (قال) فقلت : بأبي أنت وأمي يابن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ما أنزلك هذه البلاد ، والفلاة التي ليس بها أحد؟.فقال : هذه كتب أهل الكوفة إليّ ، ولا أراهم إلا قاتليّ. فإذا فعلوا ذلك لم يدعوا لله حرمة إلا انتهكوها ، فيسلّط الله عليهم من يذلهم حتّى يكونوا أذلّ من فرم الأمة [يعني مقنعتها].

٦٧٦ ـ تعريف ببعض منازل الطريق :

(معجم البلدان لياقوت الحموي)

قال هشام : (واقصة)و (شراف) ابنتا عمرو بن معتق ، من أحفاد إرم ابن سام بن نوحعليه‌السلام . (واقصة) : منزل بطريق مكة بعد (القرعاء) نحو مكة وقبل (العقبة) لبني

__________________

(١) فرام المرأة : هو ما تحتشي به المرأة في موضعها ، وقيل هو خرقة الحيض. والأمة : هي العبدة المملوكة.

٥٦٢

شهاب من طيّئ. ويقال لها : واقصة الحزون ، وهي دون (زبالة) بمرحلتين. وإنما قيل لها واقصة الحزون ، لأن الحزون [أي الأراضي الصعبة الوعرة] أحاطت بها من كل جانب.

ـ تعريف بنوعيات الأرض من الكوفة إلى مكة :

والسائر إلى مكة ينهض في أول الحزن(١) من (العذيب) في أرض يقال لها (البيضة) ، حتّى يبلغ مرحلة (العقبة) في أرض يقال لها البسيطة ، ثم يقع في (القاع) وهو سهل. ويقال : (زبالة) أسهل منه. فإذا جاوزت ذلك استقبلت الرمل ، فأول رمل تلقاها يقال لها الشيحة [انظر الشكل ١٠].

(الشكل ١٠) : طبيعة الأرض من الكوفة إلى مكة

من العذيب تكون الأرض حزنة ثم بسيطة ثم سهلة ثم تبدأ الرمال من الشيحة

وهكذا انتهت سنة ٦٠ ه‍

وبدأت سنة ٦١ هجرية

(وذلك قبل يومين من وصول الحسينعليه‌السلام إلى كربلاء)

__________________

(١) الحزن : ما غلظ من الأرض ، ضد السهل.

٥٦٣

بداية سنة ٦١ هجرية

(١ محرم الحرام سنة ٦١ ه‍)

(١ تشرين الأول سنة ٦٨٠ م)

مدخل :

انتهت سنة ٦٠ هجرية ، وبدأت سنة ٦١ ه‍ بشهرها المحرم الحرام ، الّذي حرّم الله فيه القتل والقتال حتّى مع الكفار ، والذي ارتكبت فيه أكبر مجزرة في تاريخ الأمم والإسلام. حيث قتل الحزب الأموي الحاكم سيد شباب أهل الجنة ، الحسين بن عليعليهما‌السلام ، كما ذبح أخاه العباسعليه‌السلام وابنه علي الأكبرعليه‌السلام وابن أخيه القاسم بن الحسنعليه‌السلام ، وأربعا وعشرين بدرا من بدور بني هاشم ، من سلالة المجاهد الأكبر أبي طالبعليه‌السلام ، الّذي علمّ أولاده نصرة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فنصروا النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والإمام علياعليه‌السلام وابنيه الحسن والحسينعليهما‌السلام ، فكانوا خير خلف لخير سلف.

وقد مضى على مسير الحسينعليه‌السلام إلى كربلاء ٢٢ يوما ، وبقي له يومان ليصل إليها.

«شراف»

٦٧٧ ـ التزود بالماء من (شراف):

(لواعج الأشجان للسيد الأمين ، ص ٧٨)

ثم سار الحسينعليه‌السلام من بطن العقبة حتّى نزل (شراف). فلما كان في السحر أمر فتيانه أن يستقوا من الماء ويكثروا. ثم سار منها حتّى انتصف النهار.

٦٧٨ ـ طلائع الخطر :

(لواعج الأشجان للسيد الأمين ، ص ٧٨)

فبينا هو يسير إذ كبّر رجل من أصحابه ، فقال الحسينعليه‌السلام : الله أكبر ، لم كبّرت؟. قال : رأيت النخل. فقال له جماعة من أصحابه : إن هذا المكان ما رأينا به نخلة قط!. فقال لهم الحسينعليه‌السلام : فما ترون؟. قالوا : نراه والله أسنة الرماح وآذان الخيل.

٥٦٤

ثم قالعليه‌السلام : فهل لنا ملجأ نلجأ إليه فنجعله في ظهورنا ، ونستقبل القوم بوجه واحد؟. فقالوا : بلى ، هذا (ذو حسم) إلى جنبك ، فمل إليه عن يسارك ، فإن سبقت القوم إليه فهو كما تريد. فأخذ إليه ذات اليسار وملنا معه.

لقاء الحرّ بن يزيد التميميّ

«ذو حسم»

٦٧٩ ـ التقاء الحسينعليه‌السلام بأول كتيبة للجيش الأموي بقيادة الحر بن يزيد الرياحي :(لواعج الأشجان للسيد الأمين ، ص ٧٨)

فما كان بأسرع من أن طلعت علينا هوادي [جمع هادي : وهو العنق ومقدمة كل شيء] الخيل ، فتبيّناها وعدلنا. فلما رأونا عدلنا عن الطريق عدلوا إلينا ، كأن أسنتهم اليعاسيب [جمع يعسوب : وهو النحل ، وشبّه لمعان أسنّتهم بلمعان أجنحة النحل أثناء طيرانها] وكأن راياتهم أجنحة الطير. فاستبقنا إلى (ذي حسم) فسبقناهم إليه.

وأمر الحسينعليه‌السلام بأبنيته فضربت. وجاء القوم زهاء ألف فارس مع الحر ابن يزيد التميمي ، حتّى وقف هو وخيله مقابل الحسينعليه‌السلام في حرّ الظهيرة ، والحسينعليه‌السلام وأصحابه معتمّون متقلدون أسيافهم.

٦٨٠ ـ الحسينعليه‌السلام يسقي جنود أعدائه :

(المصدر السابق ؛ ومقتل الحسين للخوارزمي ، ج ١ ص ٢٣٠)

فقال الحسينعليه‌السلام لفتيانه : اسقوا القوم وارووهم من الماء ، ورشّفوا الخيل ترشيفا [أي اسقوهم قليلا]. وكانوا شاكّين في السلاح ، لا يرى منهم إلا الحدق.فأقبلوا يملؤون القصاع والطساس من الماء ، ثم يدنونها من الفرس ، فإذا عبّ منها ثلاثا أو أربعا أو خمسا عزلت عنه ، وسقي آخر ، حتّى سقوها عن آخرها.

قال علي بن الطعّان المحاربي : كنت مع الحر يومئذ ، فجئت في آخر من جاء من أصحابه. فلما رأى الحسينعليه‌السلام ما بي وبفرسي من العطش ، قال : أنخ الرواية ،

٥٦٥

فلم أفهم (لأن الرواية عندي السّقاء). ثم قال : يابن الأخ أنخ الجمل ، فأنخته(١) .فقال : اشرب ، فجعلت كلما شربت سال الماء من السقاء. فقال الحسينعليه‌السلام :أخنث السقاء [أي اعطفه] فلم أفهم ، ولم أدر كيف أفعل!. فقامعليه‌السلام فعطفه بيده ، فشربت وسقيت فرسي.

وكان مجيء الحر بن يزيد من القادسية ، وكان عبيد الله بن زياد بعث الحصين بن نمير ، وأمره أن ينزل القادسية ، ويقدّم الحر بين يديه في ألف فارس ، يستقبل بهم الحسينعليه‌السلام . وكانت ملاقاة الحر للحسينعليه‌السلام على مرحلتين من الكوفة [حوالي ٩٠ كم].

ـ تعليق السيد عبد العزيز المقرّم :

يقول السيد المقرّم : فانظر إلى هذا اللطف والحنان من أبي الضيم الحسينعليه‌السلام على هؤلاء الجمع في تلك البيداء المقفرة ، التي تعزّ فيها الجرعة الواحدة ، وهو عالم بحراجة الموقف ونفاد الماء ، ولكن العنصر النبوي والكرم العلوي ، لم يتركا صاحبهما إلا أن يحوز الفضل. وإن فعلها فقد فعلها أبوه من قبله في صفين ، وكل إناء ينضح بما فيه.

٦٨١ ـ الحسينعليه‌السلام يتعرف على الحر :

(مثير الأحزان للشيخ شريف الجواهري ، ص ٤٢)

ثم قال الحر : السلام عليك يابن رسول الله ورحمة الله وبركاته. فقال الحسينعليه‌السلام : وعليك السلام ، من أنت يا عبد الله؟. فقال : أنا الحر بن يزيد.فقال : يا حرّ ، ألنا أم علينا؟. فقال الحر : والله يابن رسول الله لقد بعثت لقتالك ، وأعوذ بالله أن أحشر من قبري وناصيتي مشدودة إلى رجلي ، ويدي مغلولة إلى عنقي ، وأكبّ على حرّ وجهي في النار. يابن رسول الله ، ارجع إلى حرم جدك ، أين تذهب فإنك مقتول!.

__________________

(١) الرواية في لسان أهل الحجاز : اسم للجمل الّذي يستقى عليه. وفي لسان أهل العراق : اسم للسقاء الّذي يملأ بالماء. فلذلك لم يفهم ابن الطعان مراد الحسينعليه‌السلام حتّى قال له : أنخ الجمل.

٥٦٦

٦٨٢ ـ من خطبة للحسينعليه‌السلام بعد لقائه بالحر في (ذي حسم) وقد صلّىعليه‌السلام صلاة الظهر بالعسكرين :

(مقتل الخوارزمي ، ص ٢٣١ ؛ ولواعج الأشجان ، ص ٨٠)

قال الشيخ المفيد : فلم يزل الحر موافقا للحسينعليه‌السلام حتّى حضرت صلاة الظهر. فقال الحسينعليه‌السلام للحجاج بن مسروق : أن أذّن يرحمك الله وأقم الصلاة حتّى نصلي. فأذّن الحجّاج للظهر. فلما فرغ صاح الحسينعليه‌السلام بالحر :يابن يزيد أتريد أن تصلي بأصحابك ، وأنا أصلّي بأصحابي؟. فقال الحر : لا بل تصلي ، ونحن نصلّي بصلاتك يا أبا عبد الله!. فقالعليه‌السلام للحجاج : أقم ، فأقام.

وتقدم الحسينعليه‌السلام للصلاة ، فصلى بالعسكرين جميعا. فلما فرغ وثب قائما متكئا على قائم سيفه ، وكان في إزار ورداء ونعلين. فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال :أيها الناس معذرة إليكم ، أقدّمها إلى الله وإلى من حضر من المسلمين. إني لم آتكم (وفي رواية : لم أقدم إلى بلدكم) حتّى أتتني كتبكم وقدمت عليّ رسلكم ، أن أقدم إلينا ، فإنه ليس علينا إمام ، فلعل الله أن يجمعنا بك على الهدى والحق ، فإن كنتم على ذلك فقد جئتكم ، فإن تعطوني ما أطمئن إليه وأثق به من عهودكم ومواثيقكم أدخل معكم إلى مصركم ، وإن لم تفعلوا وكنتم لمقدمي كارهين ولقدومي عليكم باغضين ، انصرفت عنكم إلى المكان الّذي منه جئت إليكم. فسكتوا جميعا(١) .

ثم دخلعليه‌السلام فاجتمع إليه أصحابه. وانصرف الحر إلى مكانه الّذي كان فيه ، فدخل خيمة قد ضربت له واجتمع إليه جماعة من أصحابه. وعاد الباقون إلى صفّهم الّذي كانوا فيه ، فأعادوه. ثم أخذ كل رجل منهم بعنان دابته وجلس في ظلها.

٦٨٣ ـ كتاب ابن زياد للحر يأمره فيه بالتضييق على الحسينعليه‌السلام :

(مقتل الخوارزمي ، ج ١ ص ٢٣١)

فبينا هم على تلك الحال ، وإذا بكتاب ورد من الكوفة من عبيد الله بن زياد إلى الحر: أما بعد يا حر ، فإذا أتاك كتابي هذا ، فجعجع(٢) بالحسين بن علي ، ولا

__________________

(١) كذا في مقتل المقرم ص ٢١٥ ، ومناقب ابن شهراشوب ، ج ٣ ص ٢٤٦ ط نجف. ولم يذكر الخوارزمي موضع الخطبة وهو (شراف). وفي مقتل أبي مخنف ، ص ٤٤ أنه خطبها في (الثعلبية).

(٢) جعجع بالحسين : أي احبسه وضيّق عليه.

٥٦٧

تفارقه حتّى تأتيني به ، فإني قد أمرت رسولي أن يلزمك ولا يفارقك حتّى تأتي بإنفاذ أمري إليك والسلام.

فلما قرأ الحر الكتاب بعث إلى ثقات أصحابه فدعاهم ، ثم قال : ويحكم إنه قد ورد عليّ كتاب عبيد الله بن زياد ، يأمرني أن أقدم على الحسين بما يسوؤه ، ولا والله ما تطاوعني نفسي ولا تجيبني إلى ذلك أبدا. فالتفت رجل من أصحاب الحر يكنى (أبا الشعثاء الكندي) إلى رسول ابن زياد وقال له : فيم جئت ثكلتك أمك؟. فقال له الرسول : أطعت إمامي ووفّيت بيعتي وجئت برسالة أميري. فقال له أبو الشعثاء :لعمري لقد عصيت ربك وإمامك ، وأهلكت نفسك ، واكتسبت والله عارا ونارا ، فبئس الإمام إمامك الّذي قال فيه الله :( وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيامَةِ لا يُنْصَرُونَ ) [القصص : ٤١](١) .

٦٨٤ ـ من خطبة لهعليه‌السلام بالعسكرين بعد أن صلى بهما صلاة العصر :

(مقتل الحسين للخوارزمي ، ج ١ ص ٢٣٢)

ودنت صلاة العصر ، فأمر الحسينعليه‌السلام مؤذنه أيضا بالأذان ، فأذّن وأقام ، وتقدمعليه‌السلام فصلى بالعسكرين. فلما انصرف من صلاته وثب قائما على قدميه ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : أما بعد أيها الناس فإنكم إن تتقوا الله تعالى وتعرفوا الحق لأهله يكن رضا الله عنكم. وإنا أهل بيت نبيكم محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، أولى بولاية هذه الأمور عليكم ، من هؤلاء المدّعين ما ليس لهم ، والسائرين فيكم بالظلم والجور والعدوان ، وإن كرهتمونا وجهلتم حقنا ، وكان رأيكم على خلاف ما جاءت به كتبكم ، انصرفت عنكم(٢) .

فقال له الحر : أنا والله ما أدري ما هذه الكتب والرسل التي تذكر. فقال الحسينعليه‌السلام لبعض أصحابه : يا عقبة بن سمعان أخرج إليّ الخرجين اللذين فيهما كتبهم إليّ. فأخرج خرجين مملوءين صحفا من كتب أهل الكوفة ، فنثرت بين يديه.

__________________

(١) كان أبو الشعثاء الكنديرحمه‌الله منصفا. وستجد عدوله إلى الحسينعليه‌السلام واستشهاده معه في الجزء الثاني من هذه الموسوعة.

(٢) مقتل الحسين للسيد عبد الرزاق المقرم ، ص ٢١٦.

٥٦٨

فقال له الحر : إنا لسنا من هؤلاء الذين كتبوا إليك(١) . وقد أمرنا إذا نحن لقيناك أن لا نفارقك حتّى نقدمك الكوفة على الأمير عبيد الله. فتبسّم الحسينعليه‌السلام وقال له :يابن يزيد ، الموت أدنى إليك من ذلك!.

ترجمة عقبة بن سمعان

عقبة بن سمعان ، عدّه الشيخ الطوسي في (رجاله) من أصحاب الحسينعليه‌السلام . وقد ذكره الطبري وغيره من مؤرخي الواقعة ، ويفهم مما ذكروه أنه كان عبدا للرباب زوجة الحسينعليه‌السلام ، وأنه كان يتولى خدمة أفراسه وتقديمها له. فلما استشهد الحسينعليه‌السلام فرّ على فرس ، فأخذه أهل الكوفة ، فزعم أنه عبد للرباب بنت امرئ القيس الكلابية ، فأطلق سراحه.وجعل يروي الواقعة كما حدثت ، ومنه أخذ كثير من أخبارها. (مقتل أبي مخنف المقتبس ، ص ١٣)

٦٨٥ ـ محاورة الحسينعليه‌السلام مع الحر وقد حاول التضييق عليه حتّى يقدمه على عبيد الله بن زياد بالكوفة :

(مقتل الخوارزمي ، ج ١ ص ٢٣٢)

ثم التفت الحسينعليه‌السلام إلى أصحابه فقال : احملوا النساء ليركبن ، حتّى ننظر ما الّذي يقدر أن يصنع هذا [أي الحر] وأصحابه فتقدمت خيل أهل الكوفة فحالت بينهم وبين المسير. فضرب الحسينعليه‌السلام بيده إلى سيفه وصاح بالحر : ثكلتك أمك يابن يزيد ، ما الّذي تريد أن تصنع؟. فقال الحر : أما والله يا أبا عبد الله ، لو

__________________

(١) جاء في (تذكرة الخواص) لسبط ابن الجوزي ، أنه لما نادى الحسينعليه‌السلام يوم عاشوراء :يا شبث بن ربعي ويا حجّار بن أبجر ويا فلان ويا فلان ألم تكتبوا إليّ ، فقالوا :ما ندري ما تقول. وكان الحر بن يزيد الرياحي من ساداتهم ، فقال له : بلى والله لقد كاتبناك ونحن الذين أقدمناك ، فأبعد الله الباطل وأهله ، والله لا أختار الدنيا على الآخرة. يقول الشيخ حبيب آل إبراهيم في كتابه (ذكرى الحسين) من حاشية.

ص ٨٢ : فيمكن أن يكون حمل الحر على الإنكار تعصبه لمن كان معه أولا ، فلما رأى منهم ما رأى رجع إلى الحق وهداه الله تعالى.

٥٦٩

قالها غيرك من العرب لرددتها عليه كائنا من كان ، ولكن والله مالي إلى ذكر أمك [أي فاطمة] من سبيل ، غير أنه لا بدّ لي من أن أنطلق بك إلى الأمير. قالعليه‌السلام :إذن والله لا أتبعك. فقال الحر : إذن والله لا أدعك.

فقال الحسينعليه‌السلام : فذر إذن أصحابك وأصحابي وابرز إليّ ، فإن قتلتني حملت رأسي إلى ابن زياد ، وإن قتلتك أرحت الخلق منك. فقال الحر : إني لم أؤمر بقتالك ، وإنما أمرت أن لا أفارقك أو أقدم بك على الأمير. وأنا والله كاره أن يبتليني الله بشيء من أمرك. غير أني أخذت بيعة القوم وخرجت إليك. وأنا أعلم أنه ما يوافي القيامة أحد من هذه الأمة إلا وهو يرجو شفاعة جدك ، وإني والله لخائف إن أنا قاتلتك أن أخسر الدنيا والآخرة ، ولكن أما أنا يا أبا عبد الله فلست أقدر على الرجوع إلى الكوفة في وقتي هذا ، ولكن خذ غير الطريق وامض حيث شئت (وفي رواية : ولكن خذ طريقا نصفا بيننا لا يدخلك الكوفة ولا يردّك إلى المدينة(١) ) حتّى أكتب إلى الأمير أن الحسين خالفني الطريق فلم أقدر عليه ، وأنا أنشدك الله في نفسك (وفي رواية : وإني أذكّرك الله في نفسك(٢) ) فإني أشهد لئن قاتلت لتقتلنّ. فقال الحسينعليه‌السلام : كأنك تخبرني بأني مقتول!. فقال له : نعم يا أبا عبد الله ، لا أشك في ذلك إلا أن ترجع من حيث جئت. فقال الحسينعليه‌السلام :لا أدري ما أقول لك ، ولكني أقول كما قال أخو الأوس وهو يريد نصرة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فخوّفه ابن عمه حين لقيه ، وقال : أين تذهب فإنك مقتول ، فقال له :

سأمضي فما بالموت عار على الفتى

إذا ما نوى حقا وجاهد مسلما

وواسى الرجال الصالحين بنفسه

وفارق مذموما(٣) وخالف مجرما

أقدّم نفسي لا أريد بقاءها

لتلقى خميسا في النزال(٤) عرمرما

فإن عشت لم أذمم(٥) وإن متّ لم ألم

كفى بك ذلّا أن تعيش وترغما

__________________

(١) مقتل المقرم ص ٢١٧. وفي تاريخ الطبري ج ٦ ص ٢٢٨ ط أولى مصر ، قال الحر : «فخذ ههنا فتياسر عن طريق العذيب والقادسية" وبينه وبين العذيب ٣٨ ميلا.

(٢) مقتل الحسين للمقرم ص ٢١٧.

(٣) وفي رواية : (مثبورا).

(٤) وفي رواية (في الهياج). والخميس : الجيش ، لأنه مؤلف من خمس فرق. ويوم الهياج : يوم القتال. العرمرم : الجيش الكثير.

(٥) وفي رواية (لم أندم).

٥٧٠

٦٨٦ ـ التقاء الحسينعليه‌السلام بالحر وإخباره بمصرع مسلم :

(تذكرة الخواص لسبط ابن الجوزي ، ص ٢٥٦ ط ٢ نجف)

قال علماء السير : ولم يزل الحسينعليه‌السلام قاصدا الكوفة ، مجدّا في السير ، ولا علم له بما جرى على مسلم بن عقيل. حتّى إذا كان بينه وبين القادسية ثلاثة أميال تلقّاه الحر بن يزيد التميمي ، فسلّم عليه وقال له : أين تريد يابن رسول الله؟. فقال :أريد هذا المصر. فقال له : ارجع فوالله ما تركت لك خلفي خيرا ترجوه. وأخبره بقتل مسلم بن عقيل وهانئ بن عروة. وقدوم ابن زياد الكوفة واستعداده له.

فهمّ بالرجوع ، وكان معه إخوة مسلم بن عقيل ، فقالوا : والله لا نرجع حتّى نصيب بثأرنا أو نقتل. فقالعليه‌السلام : لا خير في الحياة بعدكم(١) .

«البيضة»

٦٨٧ ـ من كتاب للحسينعليه‌السلام إلى أشراف الكوفة بعد علمه بمقتل مسلم ابن عقيل ، يدعوهم فيه إلى البرّ بعهودهم ، ويبيّن لهم أن الهدف من نهضته هو تقويم الانحراف :

(مقتل الحسين للخوارزمي ، ج ١ ص ٢٣٤)

( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) . من الحسين بن علي إلى سليمان بن صرد والمسيّب بن نجبة ورفاعة بن شداد وعبد الله بن وال وجماعة المؤمنين. أما بعد فقد علمتم أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قد قال في حياته : «من رأى سلطانا جائرا مستحلا لحرم الله ، ناكثا لعهد الله ، مخالفا لسنّة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، يعمل في عباد الله بالإثم والعدوان ، ثم لم يغيّر بقول ولا فعل ، كان حقيقا على الله أن يدخله مدخله».وقد علمتم أن هؤلاء القوم قد لزموا طاعة الشيطان ، وتولوا عن طاعة الرحمن ، وأظهروا في الأرض الفساد ، وعطّلوا الحدود والأحكام ، واستأثروا بالفيء ، وأحلّوا حرام الله وحرّموا حلاله. وإني أحقّ بهذا الأمر ، لقرابتي من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . وقد أتتني كتبكم وقدمت عليّ رسلكم ببيعتكم ، أنكم لا تسلموني ولا تخذلوني ، فإن وفيتم لي بيعتكم فقد أصبتم حظكم ورشدكم ، ونفسي مع أنفسكم وأهلي وولدي مع أهليكم وأولادكم ، فلكم بي أسوة. وإن لم تفعلوا

__________________

(١) تاريخ الطبري ، ج ٦ ص ٢٢٠.

٥٧١