مسند الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام الجزء ٢

مسند الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام10%

مسند الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 571

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣
  • البداية
  • السابق
  • 571 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 77943 / تحميل: 4609
الحجم الحجم الحجم
مسند الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام

مسند الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام الجزء ٢

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

٢١ - باب استحباب معاودة الدعاء وكثرة تكراره عند تأخّر الإِجابة، بل معها أيضا ً

[ ٨٧٢٦ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن أحمد ابن محمّد بن أبي نصر، عن أبي الحسن( عليه‌السلام ) - في حديث - أنّ أبا جعفر( عليه‌السلام ) كان يقول: إنّ المؤمن ليسأل الله عزّ وجلّ حاجة فيؤخّر عنه تعجيل إجابته حبّاً لصوته واستماع نحيبه، ثمّ قال: والله ما أخر الله عزّ وجلّ عن المؤمنين ما يطلبون من هذه الدنيا خير لهم عمّا عجّل لهم منها، وأيّ شيء الدنيا، إن أبا جعفر( عليه‌السلام ) كان يقول: ينبغي للمؤمن أن يكون دعاؤه في الرخاء نحواً من دعائه في الشدّة، ليس إذا أُعطي فتر، فلا تمل الدعاء فإنّه من الله عزّ وجلّ بمكان.

ورواه الحميري في( قربّ الإِسناد) عن أحمد بن محمّد بن عيسى، مثله (١) .

[ ٨٧٢٧ ] ٢ - وعنه، عن أحمد، عن علي بن الحكم، عن منصور الصيقل قال: قلت لأبي عبدالله( عليه‌السلام ) : ربّمّا دعا الرجل بالدعاء فاستجيب له ثمّ أُخّر ذلك إلى حين؟ قال: فقال: نعم، قلت: ولم ذاك، ليزداد من الدعاء؟ قال: نعم.

[ ٨٧٢٨ ] ٣ - وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبن عمير، عن إسحاق بن أبي هلال المدائني، عن حديد، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام )

____________

الباب ٢١

وفيه ٧ أحاديث

١ - الكافي ٢: ٣٥٤ / ١، أورد صدره وذيله في الحديث ١ من الباب ١٩، وأورد قطعة من صدره في الحديث ١ من الباب ٣٢ من هذه الابواب.

(١) قربّ الإِسناد: ١٧١ وليس فيه( أحمد بن محمّد بن عيسى ).

٢ - الكافي ٢: ٣٥٥ / ٢.

٣ - الكافي ٢: ٣٥٥ / ٣.

٦١

قال: إنّ العبد ليدعو فيقول الله عزّ وجلّ للملكين: قد استجبت له ولكن احبسوه بحاجته فإنّي أُحبّ أن أسمع صوته، وإنّ العبد ليدعو، فيقول الله تبارك وتعالى: عجلوا له حاجته فاني أبغض صوته.

[ ٨٧٢٩ ] ٤ - وعنه، عن أبيه، عن ابن أبي عمير(١) ، عن عبدالله بن المغيرة عن غير واحد من أصحابنا قال: قال أبوعبدالله( عليه‌السلام ) : إن العبد الولي لله يدعو الله عزّ وجلّ في الأمر ينوبه فيقال للملك الموكّل به: اقض لعبدي حاجته ولا تعجلها فاني أشتهي أن أسمع صوته ونداءه وصوته، وإنّ العبد العدوّ لله عزّ وجلّ ليدعو الله عزّ وجلّ في الأمر ينوبه فيقال للملك الموكل به: اقض حاجته وعجّلها فإنّي أكره أن أسمع صوته ونداءه وصوته، قال: فيقول الناس: ما أُعطي هذا إلّا لكرامته، ولا منع هذا إلّا لهوانه.

[ ٨٧٣٠ ] ٥ - وعن الحسين بن محمّد، عن أحمد بن إسحاق، عن سعدان بن مسلم، عن إسحاق بن عمّار، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: إن المؤمن ليدعو الله عزّ وجلّ في حاجته فيقول الله عزّ وجلّ: أخّروا إجابته شوقاً إلى صوته ودعائه، فاذا كان يوم القيامة قال الله عزّ وجلّ: عبدي، دعوتني فأخّرت إجابتك وثوابك كذا وكذا، ودعوتني في كذا وكذا فأخرت إجابتك وثوابك كذا وكذا، قال: فيتمنى المؤمن أنه لم يستجيب له دعوة في الدنيا ممّا يرى من حسن الثواب.

[ ٨٧٣١ ] ٦ - محمّد بن علي بن الحسين في( المجالس ): عن محمّد بن علي ماجيلويه، عن محمّد بن يحيى العطّار، عن محمّد بن أحمد، عن محمّد بن عمران، عن أبيه عمران بن إسماعيل، عن أبي علي الأنصاري، عن محمّد بن

____________________

٤ - الكافي ٢: ٣٥٥ / ٧.

(١) كذا في المصدر، وقد كتب المصنف في هامش الاصل( ابن ابي عمير) عن نسخة بدل( عبدالله بن المغيرة ).

٥ - الكافي ٢: ٣٥٦ / ٩.

٦ - أمالي الصدوق: ٢٤٥ / ١١.

٦٢

جعفر التميمي عن الصادق( عليه‌السلام ) - في حديث - أن رجلاً قال لابراهيم الخليل( عليه‌السلام ) إنّ لي دعوة منذ( ثلاث سنين) (١) ما أُجبت فيها بشيء، فقال له إبراهيم: إنّ الله إذا أحب عبداً احتبس دعوته ليناجيه ويسأله ويطلب إليه، وإذا أبغض عبداً عجّل دعوته( وألقى) (٢) في قلبه اليأس منها.

[ ٨٧٣٢ ] ٧ - أحمد بن فهد في( عدّة الداعي) عن جابر بن عبدالله قال: قال رسول الله ( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : إن العبد ليدعو الله وهو يحبه فيقول لجبرئيل: اقض لعبدي هذا حاجته وأخّرها، فإنّي أحبّ أن لا أزال أسمع صوته.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(٣) .

٢٢ - باب استحباب الدعاء سرا وخفية، واختياره على الدعاء علانية

[ ٨٧٣٣ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن أبي همام إسماعيل بن همام، عن أبي الحسن الرضا( عليه‌السلام ) قال: دعوة العبد سرّاً دعوة واحدة تعدل سبعين دعوة علانية.

ورواه الصدوق في( ثواب الأعمال ): عن محمّد بن الحسن، عن الصفّار، عن أحمد بن محمّد، مثله(٤) .

____________________

(١) في المصدر: ثلاثين سنة.

(٢) وفيه: أو القى.

٧ - عدّة الداعي: ٢٥.

(٣) تقدّم في الباب ٢ والحديث ٧ من الباب ٨ والباب ٢٠ من هذه الابواب، ويأتي ما يدلّ عليه في الباب ٤٤ من أبواب الجمعة.

الباب ٢٢

وفيه حديثان

١ - الكافي ٢: ٣٤٥ / ١.

(٤) ثواب الأعمال: ١٩٣.

٦٣

[ ٨٧٣٤ ] ٢ - قال الكليني: وفي رواية اخرى: دعوة تخفيها أفضل عند الله من سبعين دعوة تظهرها.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك في مقدمة العبادات(١) .

٢٣ - باب استحباب الدعاء عند هبوب الرياح، وزوال الشمس، ونزول المطر، وقتل الشهيد، وقراءة القرآن، والاذان، وظهور الآيات، وعقيب الصلوات

[ ٨٧٣٥ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن يحيى بن إبراهيم بن أبي البلاد، عن أبيه، عن زيد الشحّام قال: قال أبو عبدالله( عليه‌السلام ) : اطلبوا الدعاء في أربّع ساعات: عند هبوب الرياح، وزوال الافياء، ونزول القطر، وأول قطرة من دم القتيل المؤمن، فان أبواب السماء تفتح عند هذه الأشياء.

[ ٨٧٣٦ ] ٢ - وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: قال أمير المؤمنين (عليه‌السلام ) : اغتنموا الدعاء عند أربّع: عند قراءة القرآن، وعند الأذان، وعند نزول الغيث، وعند التقاء الصفّين للشهادة.

[ ٨٧٣٧ ] ٣ - وعنه، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن جميل بن درّاج، عن عبدالله بن عطاء، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: كان أبي إذا كانت له

____________________

٢ - الكافي ٢: ٣٤٥ / ١.

(١) تقدّم في الباب ١٧ من أبواب مقدّمة العبادات.

الباب ٢٣

وفيه ١٠ أحاديث

١ - الكافي ٢: ٣٤٦ / ١.

٢ - الكافي ٢: ٣٤٦ / ٣.

٣ - الكافي ٢: ٣٤٦ / ٤.

٦٤

إلى الله حاجة طلبها في هذه الساعة، يعني زوال الشمس.

[ ٨٧٣٨ ] ٤ - محمّد بن علي بن الحسين في( ثواب الأعمال ): عن محمّد بن علي ماجيلويه، عن عمّه محمّد بن أبي القاسم، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن علي بن أسباط، يرفعه إلى أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) قال: من قرأ مائة آية من القرآن، من أيّ القرآن شاء، ثمّ قال: يا الله، سبع مرّات، فلو دعا على الصخرة لقلعها، إن شاء الله.

[ ٨٧٣٩ ] ٥ - وفي( المجالس ): عن الحسين بن أحمد بن إدريس، عن أبيه، عن إبراهيم بن هاشم، عن النوفلي، عن السكوني، عن الصادق عن آبائه، عن أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) قال: اغتنموا الدعاء عند خمسة مواطن: عند قراءة القرآن، وعند الأذان، وعند نزول الغيث، وعند التقاء الصفين للشهادة، وعند دعوة المظلوم، فانها ليس لها حجاب دون العرش.

وعن أبيه، عن سعد، عن عبدالله بن محمّد بن عيسى، عن أبيه عن ابن المغيرة، عن السكوني، مثله(١) .

[ ٨٧٤٠ ] ٦ - وفي( الخصال) عن أبيه، عن سعد، عن أحمد بن محمّد، عن القاسم بن يحيى، عن جدّه الحسن بن راشد عن أبي بصير ومحمّد بن مسلم، عن أبي عبدالله، عن آبائه، عن علي( عليهم‌السلام ) ، فيما علّم أصحابه: تفتح أبواب السماء في خمسة مواقيت: عند نزول الغيث وعند الزحف، وعند الأذان، وعند قراءة القرآن، ومع زوال الشمس، وعند طلوع الفجر.

____________________

٤ - ثواب الأعمال: ١٣٠.

٥ - أمالي الصدوق: ٩٧ / ٧.

(١) أمالي الصدوق: ٢١٨ / ٣.

٦ - الخصال: ٣٠٢ / ٧٩.

٦٥

[ ٨٧٤١ ] ٧ - وعن محمّد بن موسى بن المتوكّل، عن علي بن الحسين السعد آبادي، عن أحمد بن أبي عبدالله البرقي، عن أبيه، عن محمّد بن أبي عمير، عن أبان، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: ساعات الليل اثنتا عشرة ساعة، وساعات النهار اثنتا عشرة ساعة، وأفضل ساعات الليل والنهار أوقات الصلاة، ثمّ قال( عليه‌السلام ) : إنّه إذا زالت الشمس فتحت أبواب السماء، وهبّت الرياح، ونظر الله عزّ وجلّ إلى خلقه، وإنّي لأحبّ أن يصعد لي عند ذلك إلى السماء عمل صالح.

ثمّ قال: عليكم بالدعاء في أدبار الصلوات فإنّه مستجاب.

[ ٨٧٤٢ ] ٨ - أحمد بن فهد في( عدّة الداعي) عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: إذا زالت الشمس فتحت أبواب السماء وأبواب الجنان، وقضيت الحوائج العظام، فقلت: من أي وقت؟ قال: مقدار ما يصلّي الرجل أربّع ركعات مترسّلاً.

[ ٨٧٤٣ ] ٩ - الحسن بن محمّد الطوسي في( المجالس) عن أبيه، عن أبي محمّد الفحّام، عن المنصوري، عن عمّ أبيه، عن علي بن محمّد الهادي، عن آبائه، عن الصادق( عليه‌السلام ) قال: ثلاثة أوقات لا يحجب فيها الدعاء عن الله تعالى: في أثر المكتوبة، وعند نزول القطر، وظهور آية معجزة لله في أرضه.

[ ٨٧٤٤ ] ١٠ - وبهذا الإِسناد قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : من أدّى لله مكتوبة فله أثرها دعوة مستجابة.

____________________

٧ - الخصال: ٤٤٨ / ٦٥.

٨ - عدّة الداعي: ٤٦.

٩ - أمالي الطوسي ١: ٢٨٧.

١٠ - أمالي الطوسي ١: ٢٩٥، وأورده في الحديثين ٩ و ١٠ من الباب ١ من أبواب التعقيب.

٦٦

أقول وتقدّم ما يدلّ على بعض المقصود في التعقيب(١) ويأتي ما يدلّ عليه(٢) .

٢٤ - باب استحباب الدعاء بعد تقديم الصدقة، وشم ّ الطيب، والرواح إلى المسجد

[ ٨٧٤٥ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن الحسين بن محمّد، عن أحمد بن إسحاق، عن سعدان بن مسلم، عن معاوية بن عمّار، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: كان [ أبي ](٣) إذا طلب الحاجة طلبها عند زوال الشمس، فاذا أراد ذلك قدم شيئاً فتصدّق به وشمّ شيئاً من طيب وراح إلى المسجد ودعا في حاجته بما شاء الله.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(٤) .

٢٥ - باب استحباب الدعاء في السحر، وفي الوتر، وما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس

[ ٨٧٤٦ ] ١ - محمّد بن علي بن الحسين في( الخصال) بإسناده (٥) ، عن علي

____________________

(١) تقدّم في الباب ١ من أبواب التعقيب.

(٢) يأتي في الباب ٢٥ من هذه الابواب، وفي الحديثين ١٣ و ١٩ من الباب ٨، وفي الباب ٣٠ من أبواب صلاة الجمعة.

الباب ٢٤

فيه حديث واحد

١ - الكافي ٢: ٣٤٧ / ٧.

(٣) أثبتناه من المصدر.

(٤) تقدّم في باب ٢٣ من أبواب المساجد.

الباب ٢٥

وفيه ٤ أحاديث

١ - الخصال: ٦١٥.

(٥) يأتي في الفائدة الاولى من الخاتمة برمز( ر ).

٦٧

( عليه‌السلام ) - في حديث الأربّعمائة - قال: من كان له إلى ربّه حاجة فليطلبها في ثلاث ساعات: ساعة في يوم الجمعة، وساعة تزول الشمس، وحين تهبّ الرياح، وتفتح أبواب السماء، وتنزل الرحمة، ويصوت الطير، وساعة في آخر الليل عند طلوع الفجر، فإنّ ملكين يناديان: هل من تائب يتاب عليه؟ هل من سائل يعطى؟ هل من مستغفر فيغفر له؟ هل من طالب حاجة فتقضى له؟ فأجيبوا داعي الله واطلبوا الرزق فيما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس، فإنّه أسرع في طلب الرزق من الضربّ في الأرض، وهي الساعة التي يقسّم الله فيها الرزق بين عباده.

توكّلوا على الله عند ركعتي الفجر إذا صلّيتموها، ففيها تعطوا الرغائب.

[ ٨٧٤٧ ] ٢ - محمّد بن يعقوب، عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن شريف بن سابق، عن الفضل بن أبي قرّة، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : خير وقت دعوتم الله فيه الأسحار، وتلا هذه الآية في قول يعقوب( عليه‌السلام ) :( سَوفَ أَستَغفِرُ لَكُم ربّي ) (١) قال: أخّرهم إلى السحر.

[ ٨٧٤٨ ] ٣ - وعنهم، عن أحمد، عن الجاموراني، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن صندل(٢) ، عن أبي الصباح الكناني، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: إن الله عزّ وجلّ يحبّ من عباده المؤمنين كلّ دعّاء، فعليكم بالدعاء في السحر إلى طلوع الشمس، فإنّها ساعة يفتح فيها أبواب السماء، وتقسم فيها الأرزاق، وتقضى فيها الحوائج العظام.

____________________

٢ - الكافي ٢: ٣٤٦ / ٦.

(١) يوسف ١٢: ٩٨.

٣ - الكافي ٢: ٣٤٧ / ٩.

(٢) كذا في المصدر، لكن في ( ثواب الاعمال ) للصدوق ( مندل بن علي ) وقد كتبها المصنف ( مندل ) ثمّ صوبها على ما في المصدر.

٦٨

ورواه الصدوق في( العلل ): عن محمّد بن موسى بن المتوكّل، عن علي بن الحسين السعد آبادي، عن أحمد بن أبي عبدالله البرقي، عن أبي عبدالله الجاموراني، مثله(١) .

[ ٢٧٤٩ ] ٤ - أحمد بن فهد في( عدّة الداعي) عن النبي ( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) قال: إذا كان آخر الليل يقول الله سبحانه: هل من داع فأُجيبه؟ هل من سائل فأُعطيه سؤله؟ هل من مستغفر فأغفر له؟ هل من تائب فأتوب عليه؟

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك في التعقيب وفي القنوت(٢) ، ويأتي ما يدلّ عليه(٣) .

٢٦ - باب استحباب الدعاء في السدس الأوّل من نصف الليل الثاني

[ ٨٧٥٠ ] ١ - محمّد بن الحسن بإسناده عن الحسين بن سعيد، عن ابن أبي عمير، عن عمر بن أُذينة، عن عمر بن يزيد قال: سمعت أبا عبدالله( عليه‌السلام ) يقول: إنّ في الليل لساعة ما يوافقها عبد مسلم يصلّي ويدعو الله عزّ وجلّ فيها إلّا استجاب له في كلّ ليلة، قلت: أصلحك الله، وأيّ ساعة هي من الليل؟ قال: إذا مضى نصف الليل إلى الثلث الباقي.

____________________

(١) لم نعثر على هذا الحديث في( علل الشرائع) لكن الصدوق رواه في ثواب الاعمال: ١٩٣ ٤ - عدّة الداعي: ٤٠، أورده في الحديث ٥ من الباب ٣٠ من هذه الابواب.

(٢) تقدم في الباب ١٠ من أبواب القنوت وفي الحديث ٣ و ٤ من الباب ١، وفي الحديث ٣ من الباب ١٨ من أبواب التعقيب وعلى بعض المقصود في الحديث ٦ من الباب ٢٣ من هذه الابواب.

(٣) يأتي ما يدلّ على بعض المقصود في الباب ٢٦ و ٢٧ من هذه الابواب.

الباب ٢٦

وفيه ٣ أحاديث

١ - التهذيب ٢: ١١٧ / ٤٤١.

٦٩

[ ٨٧٥١ ] ٢ - وفي رواية أُخرى: وهي السدس الأول من أول النصف الباقي.

ورواه الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، نحوه، وترك ذكر عمر بن يزيد، وذكر الحديث كالرواية الثانية(١) .

[ ٨٧٥٢ ] ٣ - وعنه، عن أبيه، عن صفوان، عن أبي أيوب، عن عبده النيسابوري(٢) قال: قلت لإبي عبداللهى (عليه‌السلام ) : إنّ الناس يروون عن النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) أنّه قال: إنّ في الليل لساعة لا يدعو فيها عبد مؤمن بدعوة إلّا استجيب له قال: نعم، قلت: متى هي؟ قال: ما بين نصف الليل إلى الثلث الباقي، قلت: ليلة من الليالي أو كل ليلة؟ فقال: كل ليلة.

ورواه الحسن بن محمّد الطوسي في( الأمالي) عن أبيه، عن المفيد، عن محمّد بن عمر الجعابي، عن أحمد بن محمّد بن سعيد، عن يوسف بن إبراهيم، عن محمّد بن زياد، عن أبي أيّوب [ عن ] (٣) محمّد بن عبده، نحوه(٤) .

٢٧ - باب استحباب الدعاء والذكر والاستعاذة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها

[ ٨٧٥٣ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن علي بن أسباط، عن غالب بن عبدالله، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) في

____________________

٢ - لم نعثر على هذه الرواية في( التهذيب) لكن رواها في( الكافي) ذيل الحديث السابق، وفي( ٣: ٤٤٧ / ١٩ ).

(١) الكافي ٢: ٣٤٧ / ١٠.

٣ - التهذيب ٢: ١١٨ / ٤٤٤.

(٢) في المصدر: السابوري.

(٣) سقطت كلمة( عن) من خط المصنف، وفي المصدر: ابي ايوب الخزاز عن محمّد بن عبده.

(٤) أمالي الطوسي ١: ١٤٨، تقدم ما يدلّ على استحباب الدعاء في السحر في الباب ٢٥ من هذه الابواب، ويأتي ما يدلّ عليه في الباب ٣٠ من هذه الابواب.

الباب ٢٧

فيه ٥ أحاديث

١ - الكافي ٢: ٣٧٩ / ١.

٧٠

قول الله عزّ وجلّ:( وَظِلَالُهُم بِالغُدُوِّ وَالآصَالِ ) (١) قال: هو الدعاء قبل طلوع الشمس وقبل غروبها، وهي ساعة إجابة.

[ ٨٧٥٤ ] ٢ - وعنه، عن أبيه، عن صالح بن السندي، عن جعفر بن بشير، عن عبدالله بن بكير، عن شهاب بن عبد ربّه قال: سمعت أبا عبدالله( عليه‌السلام ) يقول: إذا تغيّرت الشمس فاذكر الله عزّ وجلّ، وإن كنت مع قوم يشغلونك فقم وادع.

[ ٨٧٥٥ ] ٣ - وعن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن ابن فضّال، عن أبي جميلة، عن جابر، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: إنّ إبليس - عليه لعائن الله - يبث جنود الليل من حين تغيب الشمس وتطلع، فأكثروا ذكر الله عزّ وجلّ في هاتين الساعتين، وتعوذّوا بالله من شرّ إبليس وجنوده، وعوّذوا صغاركم في تلك الساعتين فانّهما ساعتا غفلة.

ورواه الصدوق باسناده عن جابر، مثله(٢) .

[ ٨٧٥٦ ] ٤ - وعنهم، عن أحمد، عن محمّد بن علي، عن عبد الرحمن بن أبي هاشم، عن أبي خديجة، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: إن الدعاء قبل طلوع الشمس وقبل غروبها سنّة واجبة مع طلوع الشمس(٣) والمغربّ، الحديث.

[ ٨٧٥٧ ] ٥ - وعنهم، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن محمّد الإشعري،

____________________

(١) الرعد ١٣: ١٥.

٢ - الكافي ٢: ٣٨٠ / ٩.

٣ - الكافي ٢: ٣٧٩ / ٢، وتقدّم نحوه في الحديث ٥ من الباب ٣٦ من أبواب التعقيب.

(٢) الفقيه ١: ٣١٨ / ١٤٤٤.

٤ - الكافي ٢: ٣٨٧ / ٣١، وأورده بتمامه في الحديث ١ من الباب ٤٧ من هذه الابواب.

(٣) في المصدر: الفجر.

٥ - الكافي ٢: ٣٨٠ / ٨.

٧١

عن ابن القدّاح، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: ما من يوم يأتي على ابن آدم إلّا قال له ذلك اليوم: يابن آدم، أنا يوم جديد، وأنا عليك شهيد، فقل فيّ خيراً واعمل فيّ خيراً أشهد لك يوم القيامة، فإنّك لن تراني بعدها أبداً، قال: وكان علي( عليه‌السلام ) إذا أمسى يقول: مرحباً بالليل الجديد، والكاتب الشهيد، اكتبا على اسم الله، ثمّ يذكر الله عزّ وجلّ.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(١) ، ويأتي ما يدلّ عليه(٢) .

٢٨ - باب استحباب الدعاء عند رقّة القلب وحصول الاخلاص والخوف من الله

[ ٨٧٥٨ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حمّاد بن عيسى، عن حسين بن المختار، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: إذا رقّ أحدكم فليدع فإنّ القلب لا يرقّ حتى يخلص.

[ ٨٧٥٩ ] ٢ - وعن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن إسماعيل بن مهران، عن سيف بن عمرّة، عمّن ذكره، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: إنّ الله عزّ وجلّ لا يستجيب دعاء بظهر قلب قاس.

[ ٨٧٦٠ ] ٣ - وعنهم، عن ابن خالد، عن علي بن حديد، رفعه إلى أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: إذا اقشعرّ جلدك ودمعت عيناك فدونك دونك،

____________________

(١) تقدّم في الباب ٣٦ من أبواب التعقيب وفي الحديث ٣ من الباب ٥، وفي الحديث ٦ من الباب ٢٣، وفي الباب ٢٥ من هذه الابواب.

(٢) يأتي في الباب ٤٧ من هذه الابواب، وفي الباب ٤٩ من أبواب الذكر.

الباب ٢٨

فيه ٦ أحاديث

١ - الكافي ٢: ٣٤٦ / ٥.

٢ - الكافي ٢: ٣٤٤ / ٤، وأورده في الحديث ٤ من الباب ١٦ من هذه الابواب.

٣ - الكافي ٢: ٣٤٧ / ٨.

٧٢

فقد قصد قصدك.

وعنهم، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن إسماعيل، عن أبي إسماعيل السرّاج، عن محمّد بن أبي حمزة، عن سعيد، مثله(١) .

[ ٨٧٦١ ] ٤ - وقد سبق حديث السكوني عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) ، أنّ أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) قال: وبالإِخلاص يكون الخلاص، فإذا اشتدّ الفزع فإلى الله المفزع.

[ ٨٧٦٢ ] ٥ - محمّد بن علي بن الحسين بإسناده عن أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) ، في وصيّته لمحمّد بن الحنفية قال: وأخلص المسألة لربّك فإنّ بيده الخير والشر، والإِعطاء والمنع، والصلة والحرمان.

[ ٨٧٦٣ ] ٦ - وفي( الخصال) عن أبيه، عن محمّد بن يحيى، عن الحسين بن اسحاق، عن علي بن مهزيار، عن علي بن حديد رفعه إلى أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: إذا اقشعرّ جلدك ودمعت عيناك ووجل قلبك فدونك دونك، فقد قصد قصدك.

ورواه الكليني كما مرّ(٢) .

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(٣) ، ويأتي ما يدلّ عليه(٤) .

____________________

(١) الكافي ٢: ٣٤٧ / ذيل الحديث ٨.

٤ - تقدم في الحديث ٤ من الباب ٨ من هذه الابواب.

٥ - الفقيه ٤: ٢٧٦ / ٨٣٠.

٦ - الخصال: ٨١ / ٦.

(٢) مرّ في الحديث ٣ من هذا الباب.

(٣) تقدّم في الحديث ٨ من الباب ١، وفي الحديث ٥ من الباب ٣ وفي الباب ١٦ من هذه الابواب.

(٤) يأتي في الباب ٢٩ والحديث ٢ من الباب ٣٠ من هذه الابواب.

٧٣

٢٩ - باب استحباب الدعاء مع حصول البكاء واستحباب البكاء أو التباكي عنده مع تعذّره، ولو بتذكّر من مات من الاقربّاء

[ ٨٧٦٤ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن عثمان بن عيسى، عن إسحاق بن عمّار قال: قلت لأبي عبدالله (عليه‌السلام ) : أكون أدعو فأشتهي البكاء ولا يجيئني، وربّما ذكرت بعض من مات من أهلي فأرق وأبكي، فهل يجوز ذلك؟ فقال: نعم، فتذكرهم فاذا رققت فابك وادع ربّك تبارك وتعالى.

[ ٨٧٦٥ ] ٢ - وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن عنبسة العابد قال: قال أبو عبدالله (عليه‌السلام ) : إن لم( يكن بك بكاء) (١) فتباك.

[ ٨٧٦٦ ] ٣ - وعنه، عن أحمد، عن ابن فضّال، عن يونس بن يعقوب، عن سعد بن يسار قال: قلت لأبي عبدالله (عليه‌السلام ) : إني أتباكى في الدعاء وليس لي بكاء؟ قال: نعم، ولو مثل رأس الذباب.

[ ٨٧٦٧ ] ٤ - وعنه، عن أحمد بن محمّد، عن علي بن الحكم، عن علي بن أبي حمزة قال: قال أبو عبدالله( عليه‌السلام ) لأبي بصير: إن خفت أمرا يكون أو حاجة تريدها فابدأ بالله فمجّده وأثن عليه كما هو أهله، وصل على النبى (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) ، وسل حاجتك، وتباكَ ولو مثل رأس الذباب،

____________________

الباب ٢٩

وفيه ١٣ حديثاً

١ - الكافي ٢: ٣٥٠ / ٧.

٢ - الكافي ٢: ٣٥٠ / ٨.

(١) في نسخة: تَكُ بَكّاءً( هامش المخطوط ).

٣ - الكافي ٢: ٣٥٠ / ٩.

٤ - الكافي ٢: ٣٥٠ / ١٠.

٧٤

إن أبي كان يقول: إنّ أقربّ ما يكون العبد من الربّ عزّ وجلّ وهو ساجد باكٍ.

[ ٨٧٦٨ ] ٥ - وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن عبدالله بن المغيرة، عن إسماعيل البجلي، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: إن لم يجئك البكاء فتباك، وإن خرج منك مثل رأس الذباب فبخ(١) .

[ ٨٧٦٩ ] ٦ - محمّد بن علي بن الحسين في( الخصال) عن أبيه، عن سعد بن عبدالله، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن محمّد بن أبي عمير، عن منصور ابن يونس، عن أبي حمزة الثمالي، عن علي بن الحسين( عليه‌السلام ) قال: ما من خطوة أحب إلى الله من خطوتين: خطوة يسد بها المؤمن صفّاً في سبيل الله، وخطوة إلى ذي رحم قاطع، وما من جرعة أحب إلى الله من جرعتين: جرعة غيظ ردها مؤمن بحلم، وجرعة مصيبة ردها مؤمن بصبر، وما من قطرة أحبّ إلى الله من قطرتين: قطرة دم في سبيل الله، وقطرة دمعة في سواد الليل لا يريد بها عبد إلّا الله عزّ وجلّ.

ورواه الحسين بن سعيد في كتاب( الزهد ): عن فضّالة، عن الحسين بن عثمان، عن رجل، عن أبي حمزة، نحوه(٢) .

[ ٨٧٧٠ ] ٧ - وعن جعفر بن علي، عن جده الحسن بن علي، عن جدّه عبدالله بن المغيرة، عن السكوني، عن جعفر بن محمّد، عن آبائه، عن النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) قال: كل عين باكية يوم القيامة إلّا ثلاث أعين: عين

____________________

٥ - الكافى ٢: ٣٥١ / ١١.

(١) بخ بخ: كلمة تقال عند الرضا والمدح مبنية على السكون.( مجمع البحرين - بخ - ٢: ٤٢٩ ).

٦ - الخصال: ٥٠ / ٦٠.

(٢) كتاب الزهد: ٧٦ / ٢٠٤.

٧ - الخصال: ٩٨ / ٤٦، اورده عن ثواب الاعمال في الحديث ٨ من الباب ١٥ من ابواب جهاد النفس، وعن الفقيه مرسلاً في الحديث ٣ من الباب ٥ من ابواب القواطع.

٧٥

بكت من خشية الله، وعين غضت عن محارم الله، وعين باتت ساهرة في سبيل الله.

[ ٨٧٧١ ] ٨ - أحمد بن فهد في( عدّة الداعي) قال: قال رسول الله ( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : إذا أحبّ الله عبداً نصب في قلبه نائحة من الحزن، فإنّ الله يحب كل قلب حزين، وأنه لا يدخل النار من بكى من خشية الله حتى يعود اللبن إلى الضرع، واذا أبغض الله عبدا جعل في قلبه مزماراً من الضحك، وإنّ الضحك يميت القلب، والله لا يحبّ الفرحين.

[ ٨٧٧٢ ] ٩ - قال: وقال الله عزّ وجلّ لعيسى (عليه‌السلام ) : يا عيسى، هب لي من عينيك الدموع ومن قلبك الخشية، وقم على قبور الأموات فنادهم بالصوت الرفيع فلعلّك تأخذ موعظتك منهم، وقل: إنّي لاحق في اللاحقين.

يا عيسى: صبّ لي من عينيك الدموع، واخشع لي بقلبك.

[ ٨٧٧٣ ] ١٠ - قال: وقد روي أنّ بين الجنّة والنار عقبة لا يجوزها إلّا البكّاؤون من خشية الله.

[ ٨٧٧٤ ] ١١ - وعن النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : قال الله عزّ وجلّ:(١) ما أدرك العابدون(٢) درك البكاء عندي شيئاً، وإنّي لأبني لهم في الرفيع الأعلى قصراً لا يشاركهم فيه غيرهم.

[ ٨٧٧٥ ] ١٢ - قال: وفيما أوحى الله إلى موسى( عليه‌السلام ) : وابك على

____________________

٨ - عدّة الداعى: ١٥٥، ورد الحديث هكذا: الى الضرع وإنه لا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم في منخري المؤمن أبداً.

٩ - عدّة الداعي: ١٥٥.

١٠ - عدّة الداعي: ١٥٦.

١١ - عدّة الداعي: ١٥٦.

(١) في المصدر زيادة: وعزّتي وجلالي.

(٢) في المصدر زيادة: مما أدرك البكاؤون.

١٢ - عدّة الداعي: ١٥٦.

٧٦

نفسك ما دمت في الدنيا.

[ ٨٧٧٦ ] ١٣ - وفيما أوحى الله إلى عيسى( عليه‌السلام ) : ابك على نفسك بكاء من قد ودّع الأهل، وقلى الدنيا، وتركها لأهلها.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(١) ، ويأتي ما يدلّ عليه هنا(٢) وفي جهاد النفس(٣) .

٣٠ - باب استحباب الدعاء في الليل خصوصاً ليلة الجمعة، وفي يوم الجمعة

[ ٨٧٧٧ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن ابن أبي عمير، عن محمّد بن كردوس، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) - في حديث - قال: من قام من آخر الليل فذكر الله تناثرت عنه خطاياه، فإن قام من آخر الليل فتطهّر وصلّى ركعتين وحمد الله وأثنى عليه وصلّى على النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) لم يسأل الله شيئاً إلّا أعطاه، إمّا أن يعطيه الذي يسأله بعينه، وإمّا إن يدخر له ما هو خير له منه.

[ ٨٧٧٨ ] ٢ - محمّد بن علي بن الحسين في( المجالس) عن أبيه، عن سعد،

____________________

١٣ - عدّة الداعي: ١٥٦، وأورد نحوه عن أمالي الصدوق في الحديث ٢ من الباب ١٥ من أبواب جهاد النفس.

(١) تقدم في الحديث ٥ من الباب ٣ والباب ٢٨ من هذه الأبواب.

(٢) يأتي ما يدلّ عليه في الحديث ٢ من الباب ٣٠ من هذه الأبواب، وفي الباب ٥ من أبواب القواطع.

(٣) يأتي في الباب ١٥ من أبواب جهاد النفس.

الباب ٣٠

فيه ٥ أحاديث

١ - الكافي ٣: ٤٦٨ / ٥، تقدّم صدر الحديث في الحديث ١ من الباب ٩ من أبواب الوضوء، وأورد تمامه في الحديث ٤ من الباب ٢٨ من أبواب الصلوات المندوبة.

٢ - أمالي الصدوق: ٢٩٢ / ١.

٧٧

عن محمّد بن الحسين، عن محمّد بن سنان، عن المفضّل بن عمر، عن الصادق( عليه‌السلام ) قال: كان فيما ناج الله به موسى بن عمران( عليه‌السلام ) أن قال له: يابن عمران، كذب من زعم أنّه يحبّني فإذا جنّه الليل نام عني، أليس كلّ محبّ يحبّ خلوة حبيبه؟ ها أنا يابن عمران مطّلع على أحبّائي، إذا جنّهم الليل حوّلت أبصارهم في قلوبهم، ومثّلت عقوبتي بين أعينهم، يخاطبوني عن المشاهدة، ويكلّموني عن الحضور، يابن عمران، هب لي من قلبك الخشوع ومن بدنك الخضوع، ومن عينيك الدموع، وادعني في ظلم الليل فإنّك تجدني قريباً مجيباً.

[ ٨٧٧٩ ] ٣ - محمّد بن الحسين الرضي الموسوي في( نهج البلاغة) عن نوف البكالي - في حديث - أنّ أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) قال له: يا نوف، إنّ داود( عليه‌السلام ) قام في مثل هذه الساعة من الليل فقال: إنّها ساعة لا يدعو فيها عبد إلّا استجيب له إلّا أن يكون عشّاراً أو عريفاً، أو شرطياً، أو صاحب عرطبة - وهو الطنبور -، أو صاحب كوبة - وهو الطبل -.

وقد قيل أيضاً: إنّ العرطبة الطبل، والكوبة الطنبور.

[ ٨٧٨٠ ] ٤ - أحمد بن فهد في( عدّة الداعي) عن الباقر( عليه‌السلام ) قال: إنّ الله تعالى لينادي كلّ ليلة جمعة من فوق عرشه من أوّل الليل إلى آخره: إلّا عبد مؤمن يدعوني لدينه ودنياه قبل طلوع الفجر فاجيبه؟ إلّا عبد مؤمن يتوب إليّ قبل طلوع الفجر فأتوب عليه؟ إلّا عبد مؤمن قد قترت عليه

____________________

٣ - نهج البلاغة ٣: ١٧٣ / ١٠٤، وأورد نحوه في الحديث ١٢ من الباب ١٠٠ من أبواب ما يكتسب به العشار: بالعين المهملة والشين المشددة مأخوذ من التعشير وهو أخذ العشر من أموال الناس بأمر الظالم.

( مجمع البحرين - عشر - ٣: ٤٠٤ ).

العريف: وهو القيم بأمور القبيلة أو الجماعة من الناس يلي أمورهم ويتعرف الأمير منه أحوالهم- والعرافة عمله -( لسان العربّ - عرف - ٩: ٢٣٨ ).

٤ - عدّة الداعي: ٣٧ أورده عن الفقيه والمقنعة والتهذيب في الحديث ٣ من الباب ٤٤ من أبواب الجمعة.

٧٨

رزقه فيسألني الزيادة في رزقه قبل طلوع الفجر فأزيده وأُوسع عليه؟ إلّا عبد مؤمن سقيم يسألني أن أشفيه قبل طلوع الفجر فأُعافيه؟ إلّا عبد مؤمن محبوس مغموم يسألني أن اطلقه من سجنه واخلي سربّه؟ إلّا عبد مؤمن مظلوم يسألني أن آخذ له بظلامته قبل طلوع الفجر فأنتصر له فآخذ له بظلامته؟ قال: فلا يزال ينادي بهذا حتى يطلع الفجر.

[ ٨٧٨١ ] ٥ - قال: وقال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : إذا كان آخر الليل يقول الله عزّ وجلّ: هل من داع فأُجيبه؟ وهل من سائل فاعطيه سؤله هل من مستغفر فاغفر له؟ هل من تائب فأتوب عليه؟

أقول: ويأتي ما يدلّ على ذلك في الجمعة(١) .

٣١ - باب استحباب تقديم تمجيد الله، والثناء عليه، والاقرار بالذنب، والاستغفار منه، قبل الدعاء، وعدم جواز الدعاء بما لا يحلّ وما لا يكون

[ ٨٧٨٢ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن أبي علي الأشعري، عن محمّد بن عبد الجبّار، عن صفوان، عن الحارث بن المغيرة قال: سمعت أبا عبدالله( عليه‌السلام ) يقول: إياكم إذا أراد أحدكم أن يسأل من ربّه شيئاً من حوائج الدنيا والآخرة حتى يبدأ بالثناء على الله عزّ وجلّ، والمدح له، والصلاة على النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) ، ثمّ يسأل الله حوائجه.

[ ٨٧٨٣ ] ٢ - وبالإِسناد عن صفوان، عن العيص بن القاسم قال: قال أبو

____________________

٥ - عدّة الداعي: ٤٠، وأورده في الحديث ٤ من الباب ٢٥ من هذه الابواب.

(١) يأتي في الحديث ٣ و ٤ و ١٢ من الباب ٤٠ وفي الباب ٤٤ من أبواب الجمعة، تقدّم ما يدلّ عليه في الباب ٢٥ و ٢٦ من هذه الأبواب.

الباب ٣١

فيه ١٠ أحاديث

١ - الكافي ٢: ٣٥١ / ١.

٢ - الكافي ٢: ٣٥٢ / ٦.

٧٩

عبدالله (عليه‌السلام ) : إذا طلب أحدكم الحاجة فليثن على ربّه وليمدحه، فإنّ الرجل إذا طلب الحاجة من السلطان هيّأ له من الكلام أحسن ما يقدر عليه، فاذا طلبتم الحاجة فمجّدوا الله العزيز الجبّار وامدحوه واثنوا عليه، تقول: يا أجود من أعطى، ويا خير من سئل، يا أرحم من استرحم، يا أحد يا صمد، يا من لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد، يا من لم يتّخذ صاحبة ولا ولداً، يا من يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد ويقضي ما أحبّ، يا من يحول بين المرء وقلبه، يا من هو بالمنظر الأعلى، يا من ليس كمثله شيء يا سميع يا بصير، وأكثر من أسماء الله عزّ وجلّ، فإنّ أسماء الله عزّ وجلّ كثيرة، وصلّ على محمّد وآل محمّد، وقل: اللهمّ أوسع عليّ من رزقك الحلال ما أكفّ به وحهي، واؤدّي به عني(١) أمانتي، وأصل به رحمي ويكون عوناً لي في الحج والعمرّة، وقال: إنّ رجلاً دخل المسجد فصلّى ركعتين ثمّ سأل الله عزّ وجلّ فقال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : عجل العبد ربّه، وجاء آخر فصلّى ركعتين ثمّ أثنى على الله عزّ وجلّ وصلّى على النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) فقال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : سل تعط.

[ ٨٧٨٤ ] ٣ - وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن ابن فضّال، عن ابن بكير، عن محمّد بن مسلم قال: قال أبو عبدالله( عليه‌السلام ) : إن في كتاب أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) : إن المدحة قبل المسألة، فاذا دعوت الله عزّ وجلّ فمجده، قلت: كيف امجده؟ قال: تقول: يا من هو أقربّ إلي من حبل الوريد، يا فعإلّا لما يريد، يا من يحول بين المرء وقلبه، يا من هو بالمنظر الأعلى، يا من(٢) ليس كمثله شيء.

[ ٨٧٨٤ ] ٤ - وعنه، عن أحمد، عن علي بن الحكم، عن أبي كهمس قال:

____________________

(١) في المصدر: عن.

٣ - الكافي ٢: ٣٥١ / ٢.

(٢) في المصدر زيادة: هو.

٤ - الكافي ٢: ٣٥٢ / ٧.

٨٠

يقدرون على أن يمنعوا حسينا ولا أنفسهم ، تنافسوا فى أن يقتلوا بين يديه ، فجاءه عبد الله وعبد الرحمن ابنا عروة الغفاريان ، فقالا : يا أبا عبد الله ، عليك السلام ، حازنا العدوّ إليك ، فأحببنا أن نقتل بين يديك ، نمنعك وندفع عنك ، قال : مرحبا بكما! ادنوا منّى ، فدنوا منه ، فجعلا يقاتلون قريبا منه ، وأحدهما يقول :

قد علمت حقّا بنو غفار

وخندف بعد بنى نزار

لنضربنّ معشر الفجّار

بكلّ عضب صارم بتّار

يا قوم ذودوا عن بنى الأحرار

بالمشرفىّ والقنا الخطّار(١)

٢٦ ـ شهادة يحيى المازنى

٥٨ ـ قال ابن شهرآشوب : ثمّ برز يحيى بن سليم المازنى وهو يقول :

لأضربنّ القوم ضربا فيصلا

ضربا شديدا فى العدا معجّلا

لا عاجزا فيها ولا مولولا

ولا أخاف اليوم موتا مقبلا(٢)

٢٧ ـ شهادة قرة الغفارى.

٥٩ ـ قال ابن شهرآشوب : ثمّ برز قرّة بن أبى قرّة الغفارى وهو يرتجز :

قد علمت حقّا بنو غفار

وخندف بعد بنى نزار

بانّنى الليث لدى الغبار

لاضربنّ معشر الفجّار

ضربا وجيعا عن بنى الأخيار

__________________

(١) تاريخ الطبرى : ٥ / ٤٤٢.

(٢) المناقب : ٢ / ٢١٨.

٨١

فقتل ثمانية وستّين رجلا(١) .

٢٨ ـ شهادة عمرو بن مطاع

٦٠ ـ قال ابن شهرآشوب : ثمّ برز عمرو بن مطاع الجعفى ، وقال :

اليوم قد طاب لنا الفراع

دون حسين الضّرب والسطاع

نرجو بذاك الفوز والدّفاع

من حرّ نار حين لا امتناع(٢)

٢٩ ـ شهادة جون مولى أبى ذر

٦١ ـ قال ابن شهرآشوب : ثمّ برز جون بن أبى مالك مولى أبى ذرّ مرتجزا :

كيف يرى الفجّار ضرب الأسود

بالمشرفىّ القاطع المهنّد

أذبّ عنهم باللّسان واليد

بالسّيف صلتا عن بنى محمّد

فقتل خمسا وعشرين رجلا(٣) .

٦٢ ـ قال ابن طاوس : ثمّ برز جون مولى أبى ذر وكان عبدا أسود فقال له الحسينعليه‌السلام أنت فى اذن منّى فانّما تبعتنا طلبا للعافية فلا تبتل بطريقنا ، فقال يا ابن رسول الله أنا فى الرخاء ألحس قصاعكم وفى الشدّة أخذ لكم ، والله إن ريحى لمنتن وان حسبى للئيم ولونى لأسود فتنفّس علىّ بالجنّة فتطيب ريحى ، ويشرف حسبى ويبيّض وجهى ، لا والله لا افارقكم حتّى يختلط هذا الدم الأسود مع دمائكم ، ثمّ

__________________

(١) المناقب : ٢ / ٢١٨.

(٢) المناقب : ٢ / ٢١٨.

(٣) المناقب : ٢ / ٢١٨.

٨٢

قاتل رضوان الله عليه حتّى قتل(١) .

٦٣ ـ قال المقرّم : ووقف جون مولى أبى ذر الغفارى أمام الحسين يستأذنه فقالعليه‌السلام : يا جون إنّما تبعتنا طلبا للعافية فأنت فى أذن منّى فوقع على قدميه يقبلها ويقول : أنا فى الرخاء ألحس قصاعكم ، وفى الشدّة أخذ لكم إنّ ريحى لنتن وحسبى للئيم ، ولونى لأسود ، فتنفّس على بالجنّة ليطيب ريحى ويشرف حسبى ويبيض لونى والله لا افارقكم حتّى يختلط هذا الدم الأسود مع دمائكم فأذن له الحسين ، فقتل خمسا وعشرين ، وقتل.

فوقف عليه الحسين وقال : اللهمّ بيّض وجهه ، وطيّب ريحه واحشره مع محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله وعرّف بينه وبين آل محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله فكان من يمرّ بالمعركة يشمّ منه رائحة طيبة أذكى من المسك(٢) .

٣٠ ـ شهادة انيس بن معقل

٦٤ ـ قال ابن شهرآشوب : ثمّ برز أنيس بن معقل الأصبحى وهو يقول :

أنا أنيس وانا بن معقل

وفى يمينى نصل سيف مصقل

أعلو بها الهامات وسط القسطل

عن الحسين الماجد المفضّل

ابن رسول الله خير مرسل

فقتل نيفا وعشرين رجلا(٣)

__________________

(١) اللهوف : ٤٧.

(٢) مقتل الحسين : ٢٨٨.

(٣) المناقب : ٢١٨.

٨٣

٣١ ـ شهادة الحجاج بن مسروق

٦٥ ـ قال ابن شهرآشوب : ثمّ برز الحجّاج بن مسروق الجعفى وهو يقول :

اقدم حسينا هاديا مهديّا

فاليوم نلقى جدّك النبيّا

ثمّ أباك ذا النّدى عليّا

ذاك الّذي نعرفه وصيّا

فقتل خمسا وعشرين رجلا(١) .

٦٦ ـ قال المقرم : وقاتل الحجّاج بن مسروق الجعفى حتّى خضب بالدماء فرجع إلى الحسين يقول :

اليوم القى جدّك النبيا

ثمّ أباك ذا الندى عليّا

ذاك الذي نعرفه الوصيا

فقال الحسين : وأنا ألقاهما على أثرك فرجع يقاتل حتّى قتل(٢) .

٣٢ ـ شهادة عبد الله بن عمير الكلبى

٦٧ ـ قال أبو مخنف : حدّثنى أبو جناب ، قال : كان منّا رجل يدعى عبد الله بن عمير ، من بنى عليم ، كان قد نزل الكوفة ، واتّخذ عند بئر الجعد من همدان دارا ، وكانت معه امرأة له من النمر بن قاسط يقال لها أمّ وهب بنت عبد ، فرأى القوم بالنخيلة يعرضون ليسرّحوا إلى الحسين ، قال : فسأل عنهم ، فقيل له : يسرّحون إلى

__________________

(١) المناقب : ٢ / ٢١٨.

(٢) مقتل الحسين : ٢٩١.

٨٤

حسين بن فاطمة بنت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال : والله لقد كنت على جهاد أهل الشرك حريصا ، وإنّى لارجو ألّا يكون جهاد هؤلاء الذين يغزون ابن بنت نبيّهم أيسر ثوابا إيّاى فى جهاد المشركين.

فدخل الى امرأته فأخبرها بما سمع ، وأعلمها بما يريد ، فقالت : أصبت أصاب الله بك أرشد أمورك ، أفعل وأخرجنى معك ، قال : فخرج بها ليلا حتّى أتى حسينا ، فأقام معه ، فلمّا دنا منه عمر بن سعد ورمى بسهم ارتمى الناس ، فلمّا ارتموا خرج يسار مولى زياد بن أبى سفيان ، وسالم مولى عبيد الله بن زياد ، فقالا : من يبارز؟ ليخرج إلينا بعضكم ، قال : فوثب حبيب بن مظاهر وبرير بن خضير ، فقال لهما حسين : اجلسا ، فقام عبد الله بن عمير الكلبى فقال أبا عبد الله ، رحمك الله! ائذن لى فلأخرج إليهما ، فرأى حسين رجلا آدم طويلا شديد الساعدين بعيد ما بين المنكبين.

فقال حسين : إنّى لأحسبه للأقران قتّالا ، اخرج إن شئت ، قال : فخرج إليهما فقالا له : من أنت؟ فانتسب لهما ، فقالا ، لا نعرفك ، ليخرج إلينا زهير بن القين أو حبيب بن مظاهر ، أو برير بن خضير ، ويسار مستنتل أمام سالم ، فقال له الكلبى : يا ابن الزانية ، وبك رغبة عن مبارزة أحد من الناس ، وما يخرج إليك أحد من الناس الّا وهو خير منك ، ثمّ شدّ عليه فضربه بسيفه حتّى برد ، فانّه لمشتغل به يضربه بسيفه إذ شدّ عليه سالم.

فصاح به قد رهقك العبد ، قال : فلم يأبه له حتّى غشيه فبدره الضربة ، فاتّقاه الكلبى بيده اليسرى ، فأطار أصابع كفّه اليسرى ، ثمّ مال عليه الكلبىّ فضربه حتّى قتله ، وأقبل الكلبىّ مرتجزا وهو يقول ، وقد قتلهما جميعا :

إن تنكرونى فأنا ابن كلب

حسبى بيتى فى عليم حسبى

إنّى امرؤ ذو مرّة وعصب

ولست بالخوّار عند النكب

٨٥

إنّى زعيم لك أمّ وهب

بالطعن فيهم مقدما والضرب

ضرب غلام مؤمن بالربّ

فأخذت أمّ وهب امرأته عمودا ، ثمّ أقبلت نحو زوجها ، فقال له : فداك أبى وأمّى! قاتل دون الطيّبين ذرّية محمّد ، فأقبل إليها يردّها نحو النساء فأخذت تجاذب ثوبه ، ثمّ قالت ، إنّى لن أدعك دون أن أموت معك ، فناداها حسين ، فقال : جزيتم من أهل بيت خيرا ، ارجعى رحمك الله إلى النساء فاجلسى معهنّ ، فانّه ليس على النساء قتال ، فانصرفت إليهنّ(١) .

٦٨ ـ قال المقرّم : حمل الشمر فى جماعة من أصحابه على ميسرة الحسين ، فثبتوا لهم حتّى كشفوهم وفيها ، قاتل عبد الله بن عمير الكلبى فقتل تسعة عشر فارسا واثنى عشر راجلا ، وشدّ عليه هانى بن ثبيت الحضرمى فقطع يده اليمنى ، وقطع بكر ابن حىّ ساقه. فاخذ أسيرا وقتل صبرا ، فمشت إليه زوجته أمّ وهب وجلست عند رأسه تمسح الدم عنه وتقول : هنيئا لك الجنّة اسأل الله رزقك الجنّة أن يصحبنى معك ، فقال الشمر لغلامه رستم : اضرب رأسها بالعمود فشدخها وماتت مكانها ، وهى أوّل امرأة قتلت من أصحاب الحسين ، وقطع رأسه ورمى به الى جهة الحسين ، فأخذته أمّه(٢) ومسحت الدم عنه ثمّ أخذت عمود خيمته وبرزت الى الأعداء فردّها الحسين وقال ارجعى رحمك الله فقد وضع عنك الجهاد ، فرجعت وهى تقول : اللهمّ لا تقطع رجائى فقال الحسين لا يقطع رجاك(٣)

__________________

(١) تاريخ الطبرى : ٤٢٩.

(٢) كذا والظاهر زوجته.

(٣) مقتل الحسين : ٢٧٣.

٨٦

٣٣ ـ محمّد بن بشير الحضرمى

٦٩ ـ الحافظ ابن عساكر : أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقى ، أنبأنا أبو محمّد الشيرازى ، أنبأنا أبو عمر الخزاز ، أنبأنا أبو الحسن الخشاب ، أنبأنا الحسين بن محمّد ، أنبأنا محمّد بن سعد ، أنبأنا علىّ بن محمّد ، عن أبى الأسود العبدى ، عن الأسود بن قيس العبدى ، قال : قيل لمحمّد بن بشير الحضرمى ، وهو مع الحسين فى كربلاء : قد أسر ابنك بثغر الرى. قال : عند الله احتسبه ونفسى ، ما كنت أحبّ أن يؤسر ولا أن أبقى بعده ، فسمع قوله الحسينعليه‌السلام فقال له : رحمك الله أنت فى حلّ من بيعتى ، فاعمل فى فكاك ابنك! قال : أكلتنى السباع حيّا ان فارقتك! قال : فأعط ابنك هذه الأثواب البرود تستعين بها فى فداء أخيه. فأعطاه خمسة أثواب قيمتها ألف دينار(١) .

٣٤ ـ شهادة سعيد بن عبد الله

٧٠ ـ قال ابن شهرآشوب : ثمّ برز سعيد بن عبد الله الحنفى مرتجزا :

اقدم حسين اليوم تلق أحمدا

وشيخك الخير عليا ذا الندى

وحسنا كالبدر وافى الأسعدا(٢)

٧١ ـ قال المقرّم : وقام الحسين الى الصلاة ، فقيل انّه صلى بمن بقى من أصحابه صلاة الخوف ، وتقدّم أمامه زهير بن القين ، وسعيد بن عبد الله الحنفى فى نصف من

__________________

(١) ترجمة الامام الحسين : ١٥٤.

(٢) المناقب : ٢ / ٢١٩.

٨٧

أصحابه ، ويقال إنّه صلّى وأصحابه فرادى بالايماء.

لما اثخن سعيد بالجرح سقط الى الارض وهو يقول : اللهمّ العنهم لعن عاد وثمود وأبلغ نبيك منّى السلام وأبلغه ما لقيت من ألم الجراح ، فانّى أردت بذلك ثوابك فى نصرة ذرية نبيّكصلى‌الله‌عليه‌وآله ، والتفت الى الحسين قائلا : أوفيت يا ابن رسول الله؟ قال نعم أنت أمامى فى الجنّة وقضى نحبه فوجد ثلاثة عشر سهما غير الضرب والطعن(١) .

٣٥ ـ ٣٦ ـ شهادة جنادة بن الحارث وابنه

٧٢ ـ قال ابن شهرآشوب : ثمّ برز جنادة بن الحارث الانصارى مرتجزا :

أنا جناد وأنا ابن الحارث

لست بخوار ولا بناكث

عن بيعتى حتّى يرثنى وارثى

اليوم ثارى فى الصعيد ماكثى

فقتل ستة عشر رجلا ثمّ برز ابنه واستشهد(٢) .

٣٧ ـ شهادة عمرو بن جناده

٧٣ ـ قال المقرّم : جاء عمرو بن جنادة الأنصاري : بعد أن قتل أبوه ، وهو ابن احدى عشر سنة ، يستأذن الحسين فأبى وقال : هذا غلام قتل أبوه فى الحملة الاولى ولعلّ أمه تكره ذلك ، قال الغلام : انّ امّى أمرتنى ، فأذن له فما أسرع أن قتل ورمى برأسه إلى جهة الحسين ، فأخذته أمه ومسحت الدم عنه وضربت به رجلا قريبا

__________________

(١) مقتل الحسين : ٢٧٩.

(٢) مقتل الحسين : ٢٩٠.

٨٨

منها فمات وعادت الى المخيم فأخذت عمودا وقيل سيفا وانشأت :

إنى عجوز فى النساء ضعيفة

خاوية بالية نحيفة

أضربكم بضربة عنيفة

دون بنى فاطمة الشريفة

فردّها الحسين الى الخيمة بعد أن أصابت بالعمود رجلين(١) .

٣٨ ـ شهادة مالك بن دودان

٧٤ ـ قال ابن شهرآشوب : ثمّ برز مالك بن دودان وأنشأ يقول :

إليكم من مالك الضرغام

ضرب فتى يحمى عن الكرام

يرجو ثواب الله ذى الأنعام(٢)

٣٩ ـ شهادة أبو ثمامة الصائدى

٧٥ ـ قال ابن شهرآشوب : ثمّ برز أبو ثمامة الصائدى وقال :

عزاء لآل المصطفى وبناته

على حبس خير الناس سبط محمّد

عزاء لزهراء النبيّ وزوجها

خزانة علم الله من بعد أحمد

عزاء لاهل الشرق والغرب كلّهم

وحزنا على حبس الحسين المسدد

فمن مبلغ عنّى النبيّ وبنته

بان ابنكم فى مجهد أىّ مجهد(٣)

٧٦ ـ قال الطبرى : فلا يزال الرجل من أصحاب الحسين قد قتل ، فاذا قتل

__________________

(١) مقتل الحسين : ٢٩٠.

(٢) المناقب : ٢ / ٢١٩.

(٣) المناقب : ٢ / ٢١٩.

٨٩

منهم الرجل والرجلان تبيّن فيهم ، واولئك كثير لا يتبيّن فيهم ما يقتل منهم ، قال : فلمّا رأى ذلك أبو ثمامة عمرو بن عبد الله الصائدى قال للحسين يا أبا عبد الله ، نفسى لك الفداء! انّى أرى هؤلاء قد اقتربوا منك ، ولا والله لا تقتل حتّى اقتل دونك إن شاء الله ، وأحبّ أن ألقى ربّى وقد صلّيت هذه الصلاة التي دنا وقتها.

قال : فرفع الحسين رأسه ثمّ قال : ذكرت الصلاة ، جعلك الله من المصلّين الذاكرين نعم ، هذا أوّل وقتها ، ثمّ قال : سلوهم أن يكفّوا عنّا حتّى نصلّى ، فقال لهم الحصين بن تميم : إنّها لا تقبل ، فقال له حبيب بن مظاهر : لا تقبل زعمت! الصلاة من آل الرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لا تقبل وتقبّل منك يا حمار! قال فحمل عليهم حصين بن تميم(١) .

٧٧ ـ قال المقرم : خرج أبو ثمامة الصائدى ، فقاتل حتّى اثخن بالجراح ، وكان مع عمر بن سعد ابن عم له ، يقال له قيس بن عبد الله بينهما عداوة ، فشدّ عليه وقتله(٢) .

٤٠ ـ شهادة ابراهيم بن الحصين

٧٨ ـ قال ابن شهرآشوب : ثمّ برز إبراهيم بن الحصين الأسدي يرتجز قائلا :

اضرب منكم مفصلا وساقا

ليهرق اليوم دمى اهراقا

ويرزق الموت أبو اسحاقا

اعنى بنى الفاجرة الفسّاقا

__________________

(١) تاريخ الطبرى : ٥ / ٤٣٩.

(٢) مقتل الحسين : ٢٨١.

٩٠

فقتل منهم أربعة وثمانين رجلا(١) .

٤٢ ـ شهادة عمرو بن قرضة الانصارى

٧٩ ـ قال ابن شهرآشوب : وبرز عمرو بن قرظة الانصارى وهو يقول :

قد علمت كتيبة الانصار

انّى سأحمى حوزة الذمار

ضرب غلام غير نكس شار

دون حسين مهجتى ودارى(٢)

٤٢ ـ شهادة أحمد بن محمّد الهاشمى.

٨٠ ـ قال ابن شهرآشوب : ثمّ برز أحمد بن محمّد الهاشمى وهو ينشد :

اليوم ابلو حسبى ودينى

بصارم تحمله يمينى

أحمى به يوم الوغى عن دينى(٣) .

٤٣ ـ شهادة وهب بن جناح الكلبى

٨١ ـ قال ابن طاوس : خرج وهب بن جناح الكلبى ، فأحسن فى الجلاد ، وبالغ فى الجهاد ، وكان معه امرأته ووالدته فرجع إليهما ، وقال يا أمه أرضيت أم لا ، فقالت الامّ ما رضيت حتّى تقتل بين يدى الحسينعليه‌السلام ، وقالت امرأته بالله عليك ولا تفجعنى ، فرجع فلم يزل يقاتل حتّى قطعت يداه.

__________________

(١) المناقب : ٢ / ٢١٩.

(٢) المناقب : ٢ / ٢٢٠.

(٣) المناقب : ٢ / ٢٢٠.

٩١

فاخذت امرأته عمودا فاقبلت نحوه وهى تقول فداك أبى وأمّى قاتل دون الطيبين حرم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فاقبل كى يردّها الى النساء فاخذت بجانب ثوبه وقالت لن أعود دون أن أموت ، معك ، فقال الحسينعليه‌السلام : جزيتم من أهل بيتى خيرا ارجعى الى النساء رحمك الله فانصرفت إليهم ولم يزال الكلبى يقاتل حتّى قتل رضوان الله عليه(١) .

٤٤ ـ شهادة عمرو بن خالد الصيداوى

٨٢ ـ قال ابن طاوس : قال الراوى : ثمّ برز عمرو بن خالد الصيداوى ، فقال للحسينعليه‌السلام يا أبا عبد الله جعلت فداك قد هممت أن ألحق بأصحابك ، وكرهت أن أتخلف فاراك وحيدا بين أهلك قتيلا ، فقال له الحسينعليه‌السلام : تقدّم فانّا لاحقون بك عن ساعة فتقدّم فقاتل حتّى قتل رضوان الله عليه(٢) .

٤٥ ـ شهادة غلام تركى

٨٣ ـ قال ابن شهرآشوب : وروى انّه برز غلام تركى للحرّ وجعل يقول :

البحر من طعنى وضربى يصطلى

والجوّ من نبلى وسهمى يمتلى

إذا حسامى عن يمينى ينجلى

ينشقّ قلب الحاسد المبجّل

__________________

(١) اللهوف : ٤٧.

(٢) اللهوف : ٤٧.

٩٢

فقتل سبعين رجلا(١) .

٤٦ ـ شهادة عجوز

٨٤ ـ قال ابن شهرآشوب : ثمّ برزت قائلة :

أنا عجوز سيّدى ضعيفة

خاوية بالية نحيفة

اضربكم بضربة عنيفة

دون بنى فاطمة الشريفة(٢)

٤٧ ـ شهادة فتى

٨٥ ـ قال ابن شهرآشوب : ثمّ برزفتى قائلا :

أميرى حسين ونعم الأمير

سرور فؤاد البشير النذير

علىّ وفاطمة والده

فهل تعلمون له من نظير

فقاتل حتّى قتل ورمى برأسه الى امّه فاخذته ورمته إلى رجل فقتله(٣) .

٤٨ ـ شهادة أنس بن الحارث

٨٦ ـ قال المقرم : وكان أنس بن الحارث بن نبيه الكاهلى ، شيخا كبيرا صحابيا رأى النبيّ وسمع حديثه وشهد معه بدرا وحنينا ، فاستأذن الحسين وبرز شادّا

__________________

(١) المناقب : ٢ / ٢١٩.

(٢) المناقب : ٢ / ٢١٩.

(٣) المناقب : ٢ / ٢١٩.

٩٣

وسطه بالعمامة رافعا حاجبيه بالعصابة ، ولمّا نظر إليه الحسين بهذه الهيئة بكى وقال :

شكرا لك يا شيخ فقتل على كبره ثمانية عشر رجلا وقتل(١) .

٤٩ ـ ٥٠ ـ شهادة واضح وأسلم

٨٧ ـ قال المقرم : ولمّا صرع واضح التركى مولى الحرث المذحجى استغاث بالحسين ، فأتاه أبو عبد الله واعتنقه فقال : من مثلى وابن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله واضع خدّه على خدّى ، ثمّ فاضت نفسه الطاهرة ، ومشى الحسين إلى أسلم مولاه واعتنقه وكان به رمق فتبسّم وافتخر بذلك ومات(٢) .

٥١ ـ شهادة رجل من بنى أسد

٨٨ ـ قال ابن عساكر : قال ابن سعد : أنبأنا علىّ بن محمّد ، عن عامر بن أبى محمّد ، عن الهيثم بن موسى ، قال : قال العريان بن الهيثم : كان أبى يتبدّى فينزل قريبا من الموضع الذي كان فيه معركة الحسين ، فكنّا لا نبد وإلّا وجدنا رجلا من بنى أسد هناك ، فقال له أبى : أراك ملازما هذا المكان! قال : بلغنى أن حسينا يقتل هاهنا فأنا أخرج إلى هذا المكان لعلّى أصادفه فاقتل معه! قال ابن الهيثم فلمّا قتل الحسين قال أبى : انطلقوا بنا ننظر هل الأسدي فيمن قتل مع الحسين؟ فأتينا المعركة وطوّفنا فإذا الأسدي مقتول(٣) .

__________________

(١) مقتل الحسين : ٢٨٩.

(٢) مقتل الحسين : ٢٨٤.

(٣) ترجمة الامام الحسين : ٢١٢.

٩٤

٥٢ ـ شهادة سوار

٨٩ ـ قال المقرم : وقاتل سوار بن أبى حمير ، من ولد فهم بن جابر بن عبد الله ابن قادم الفهمى الهمدانيّ ، قتالا شديدا حتّى ارتثّ بالجرح ، وأخذ أسيرا فأراد ابن سعد قتله ، وتشفّع فيه قومه وبقى عندهم جريحا إلى أن توفّى على رأس أشهر(١) .

٤٥ ـ باب شهداء أهل البيتعليهم‌السلام

١ ـ قال المفيد : اسماء من قتل مع الحسينعليه‌السلام من أهل بيته بطفّ كربلا ، وهم سبعة عشر نفسا ، الحسين بن علىعليهما‌السلام ، العبّاس وعبد الله وجعفر وعثمان بنو أمير المؤمنين عليه وعليهم‌السلام أمّهم أمّ البنين وعبد الله وأبو بكر ابنا أمير المؤمنينعليه‌السلام أمّهما ليلى بنت مسعود الثقفيّة ، وعلىّ وعبد الله ابنا الحسين بن علىّعليهما‌السلام ، والقاسم وأبو بكر ، وعبد الله بنو الحسن بن علىّعليهما‌السلام .

محمّد وعون ابنا عبد الله بن جعفر بن أبى طالب رضى الله عنهم أجمعين ، وعبد الله وجعفر وعبد الرحمن بنو عقيل بن أبى طالب رضى الله عنهم ، ومحمّد بن أبى سعيد بن عقيل بن أبى طالب رحمة الله عليهم أجمعين ، فهؤلاء سبعة عشر نفسا من بنى هاشم رضوان الله عليهم أجمعين اخوة الحسين عليه وعليهم‌السلام وبنو أخيه وبنو عمّيه جعفر وعقيل وهم كلّهم مدفونون ممّا يلى رجلى الحسينعليه‌السلام فى

__________________

(١) مقتل الحسين : ٢٩١.

٩٥

مشهده.

حفر لهم حفيرة والقوا فيها جميعا وسوّى عليهم التراب إلّا العباس بن علىعليهما‌السلام ، فانّه دفن فى موضع مقتله ، على المسنّاة بطريق الغاضريّة وقبره ظاهر وليس لقبور إخوته وأهله الّذين سمّيناهم أثر وإنمّا يزورهم الزائر من عند قبر الحسينعليه‌السلام ، ويومئ الى الأرض الّتي نحو رجليه بالسلام عليهم وعلىّ بن الحسينعليهما‌السلام فى جملتهم ، ويقال إنّه أقربهم دفنا الى الحسين(١)

٢ ـ قال محمّد بن سعد فى الطبقات : قتل مع الحسين بن على بن أبى طالبعليه‌السلام .

١ ـ العبّاس بن علىّ بن أبى طالب الأكبر ، قتله زيد بن رقاد الجنبى وحكيم السنبسى من طىء.

٢ ـ جعفر بن علىّ بن أبى طالب الأكبر ، قتله هانى بن ثبيت الحضرمى.

ـ عبد الله بن علىّ بن أبى طالب قتله هانى بن ثبيت الحضرمى.

٣ ـ عثمان بن علىّ بن أبى طالب رماه خولى بن يزيد بسهم فأثبته وأجهز عليه رجل من بنى أبان بن دارم.

٥ ـ أبو بكر بن علىّ بن أبى طالب يقال : انّه قتل فى ماقيه(٢) .

٦ ـ محمّد بن على بن أبى طالب الاصغر ، امّه أمّ ولد ، قتله رجل من بنى أبان ابن دارم.

٧ ـ علىّ بن الحسين الاكبر قتله مرّة بن النعمان العبدى.

٨ ـ عبد الله بن الحسن قتله هانى بن ثبيت الحضرمى.

٩ ـ جعفر بن الحسين قتله عبد الله بن عقبة الغنوى.

__________________

(١) الارشاد : ٢٣٣.

(٢) كذا فى الاصل.

٩٦

١٠ ـ أبو بكر بن الحسن قتله عبد الله بن عقبة الغنوى.

١١ ـ عبد الله بن الحسن قتله ابن حرملة الكاهلى من بنى أسد.

١٢ ـ القاسم بن الحسن قتله سعيد بن عمرو الأزدى.

١٣ ـ عون بن عبد الله بن جعفر ، قتله عبد الله بن قطبة الطائى.

١٤ ـ محمّد بن عبد الله بن جعفر ، قتله عامر بن نهشل التميمى.

١٥ ـ مسلم بن عقيل بن أبى طالب ، قتله عبيد الله بن زياد بالكوفة صبرا.

١٦ ـ جعفر بن عقيل ، قتله بشر بن حوط الهمدانيّ.

١٧ ـ عبد الرحمن بن عقيل ، قتله عثمان بن خالد بن أسير الجهنى.

١٨ ـ عبد الله بن عقيل امّه أمّ ولد ، قتله عمرو بن صبح الصدائى.

١٩ ـ عبد الله بن عقيل أمه أم ولد ، قتله عمرو بن صبح ويقال اسيد بن مالك الحضرمى.

٢٠ ـ محمّد بن أبى سعيد بن عقيل ، قتله لقيط الجهنى.

وقد كان ابناء عبد الله بن جعفر لجئا الى امرأة عبد الله بن قطبة الطائى ثمّ النبهانى ، وكانا غلامين لم يبلغا ، وقد كان عمر بن سعد أمر مناديا فنادى : من جاء برأسهما فله ألف درهم ، فجاء ابن قطبة الى منزله ، فقالت له امرأته : إن غلامين لجئا إلينا ، فهل لك تشرف بهما فتبعث بهما الى المدينة.

قال : نعم أرنيهما ، فلمّا رآهما ذبحهما وجاء برءوسهما إلى عبيد الله بن زياد ، فلم يعطه شيئا ، فقال عبيد الله : وددت أنّه كان جاءنى بهما حيّا ، فمننت بهما على أبى جعفر يعنى عبد الله بن جعفر ، وبلغ ذلك عبد الله بن جعفر ، فقال : وددت أنّه كان جاءنى بهما فأعطيته ألفى ألف.

لم يفلت من أهل بيت الحسين بن على الّذين معه الّا خمسة نفر.

١ ـ علىّ بن الحسين الاصغر وهو أبو بقية ولد الحسين بن على اليوم وكان

٩٧

مريضا فكان مع النساء.

٢ ـ حسن بن حسن بن على وله بقية.

٣ ـ عمرو بن حسن بن على ولا بقية له.

٤ ـ القاسم بن عبد الله بن جعفر.

٥ ـ محمّد بن عقيل الأصغر(١) .

١ ـ شهادة على الاكبر

٢ ـ قال الصدوق : برز علىّ بن الحسينعليه‌السلام ، فلمّا برز إليهم دمعت عين الحسينعليه‌السلام ، فقال : اللهمّ كن أنت الشهيد عليهم ، فقد برز إليهم ابن رسولك وأشبه الناس وجها وسمتا به ، فجعل يرتجز وهو يقول :

أنا علىّ بن الحسين بن على

نحن وبيت الله أولى بالنبىّ

أما ترون كيف أحمى عن أبى

فقتل منهم عشرة ثمّ رجع إلى أبيه ، فقال : يا أبه العطش فقال له الحسينعليه‌السلام صبرا يا بنىّ يسقيك جدّك بالكأس الأوفى ، فرجع فقاتل حتّى قتل ، منهم أربعة وأربعين رجلا ثمّ قتلصلى‌الله‌عليه‌وآله (٢) .

٣ ـ قال ابن شهرآشوب : ثمّ تقدّم علىّ بن الحسين الاكبرعليه‌السلام وهو ابن ثمان عشر سنة ويقال : ابن خمس وعشرين وكان يشبه برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله خلقا وخلقا ونطقا وجعل يرتجز ويقول :

__________________

(١) ترجمة الامام الحسين من الجزء غير المطبوع فى الطبقات : ٧٥.

(٢) أمالى الصدوق : ٩٨.

٩٨

أنا علىّ بن الحسين بن علىّ

من عصبة جدّ أبيهم النبيّ

نحن وبيت الله أولى بالوصىّ

والله لا يحكم فينا ابن الدعى

اضربكم بالسيف أحمى عن أبى

اطعنكم بالرمح حتّى ينثنى

طعن غلام هاشمىّ علوى

فقتل سبعين مبارزا ثمّ رجع الى أبيه وقد أصابته جراحات فقال يا أبة العطش فقال الحسينعليه‌السلام يسقيك جدّك فكر أيضا عليهم وهو يقول :

الحرب قد بانت لها حقايق

وظهرت من بعدها مصادق

والله ربّ العرش لا نفارق

جموعكم أو تغمد البوارق

فطعنه مرّة بن منقذ العبدى على ظهره غدرا فضربوه بالسيف ، فقال الحسينعليه‌السلام على الدنيا بعدك العفا وضمّه إلى صدره وأتى به الى باب الفسطاط(١) .

٤ ـ قال المفيد : ولم يزل يتقدّم رجل رجل من أصحابه ، فيقتل حتّى لم يبق مع الحسينعليه‌السلام ، إلّا أهل بيته خاصّة ، فتقدّم ابنه علىّ بن الحسينعليهما‌السلام ، وامّه ليلى بنت أبى مرّة بن عروة بن مسعود الثقفى ، وكان من أصبح الناس وجها وله يومئذ تسع عشرة سنة فشدّ على الناس وهو يقول :

أنا علىّ بن الحسين بن على

نحن وبيت الله أولى بالنبىّ

تالله لا يحكم فينا ابن الدعى

اضرب بالسيف أحمى عن أبى

ضرب غلام هاشمىّ قرشىّ

ففعل ذلك مرارا وأهل الكوفة يتّقون قتله ، فبصر به مرّة بن منقذ العبدى ، فقال علىّ آثام العرب ، ان مرّ بى يفعل مثل ما فعل ، ذلك ، إن لم أثكله أباه فمرّ يشدّ على الناس كما مرّ فى الأوّل ، فاعترضه مرّة بن منقذ وطعنه فصرع واحتواه القوم

__________________

(١) المناقب : ٢ / ٢٢٢.

٩٩

فقطعوه بأسيافهم فجاء الحسينعليه‌السلام حتّى وقف عليه فقال قتل الله قوما قتلوك يا بنىّ ما اجرأهم على الرّحمن وعلى انتهاك حرمة الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله وانهملت عيناه بالدّموع.

ثمّ قال على الدنيا بعدك العفا وخرجت زينب أخت الحسينعليه‌السلام مسرعة تنادى يا أخيّاه وابن أخيّاه وجاءت حتّى اكبّت عليه فاخذ الحسينعليه‌السلام برأسها فردّها إلى الفسطاط ، وأمر فتيانه فقال احملوا اخاكم فحملوه حتّى وضعوه بين يدى الفسطاط الّذي كانوا يقاتلون أمامه(١) .

٥ ـ قال ابن طاوس : فلمّا لم يبق معه سوى أهل بيته خرج علىّ بن الحسينعليه‌السلام ، وكان من أصبح الناس وجها وأحسنهم خلقا فاستأذن أباه فى القتال ، فأذن له ، ثمّ نظر إليه نظر آيس منه وأرخىعليه‌السلام عينه وبكى ، ثمّ قال : اللهمّ اشهد فقد برز إليهم غلام أشبه الناس خلقا وخلقا ومنطقا برسولكصلى‌الله‌عليه‌وآله وكنّا اذا اشتقنا الى نبيك نظرنا إليه فصاح وقال يا ابن سعد قطع الله رحمك كما قطعت رحمى ، فتقدّم نحو القوم فقاتل قتالا شديدا وقتل جمعا كثيرا ، ثمّ رجع إلى أبيه وقال :

يا أبت العطش قد قتلنى وثقل الحديد قد أجهدنى ، فهل إلى شربة من الماء ، سبيل ، فبكى الحسينعليه‌السلام وقال : وا غوثاه يا بنىّ قاتل قليلا فما أسرع ما تلقى جدك محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله فيسقيك ، بكأسه الأوفى شربة لا تظمأ بعدها أبدا ، فرجع الى موقف النزال ، وقاتل أعظم القتال فرماه ، منقذ بن مرّة العبدى لعنه الله تعالى بسهم فصرعه ، فنادى يا أبتاه عليك منّى السلام هذا جدّى يقرئك السلام ويقول لك عجّل القدوم علينا ثمّ شهق شهقة فمات.

فجاء الحسينعليه‌السلام حتّى وقف عليه ووضع خدّه على خدّه ، وقال قتل الله

__________________

(١) الارشاد : ٢٢٢.

١٠٠

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571