مسند الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام الجزء ٣

مسند الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام12%

مسند الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 496

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣
  • البداية
  • السابق
  • 496 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 75299 / تحميل: 4516
الحجم الحجم الحجم
مسند الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام

مسند الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام الجزء ٣

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

فسله عن ذلك؟ فأتيته فأخبرته فقال لي: ما ضحّى بمنى شاة أفضل من شاتك.

[ ١٨٨١٨ ] ٤ - وبإسناده عن موسى بن القاسم، عن ابن جبلة، عن علي، عن عبد صالح (عليه‌السلام ) قال: إذا اشتريت أضحيتك وقمطتها وصارت في رحلك فقد بلغ الهدي محلّه.

[ ١٨٨١٩ ] ٥ - محمّد بن محمّد بن النعمأنّ في ( المقنعة ) قال: سُئل (عليه‌السلام ) عن رجل اشترى أضحية فسرقت منه؟ فقال: أنّ اشترى(١) مكانها فهو أفضل، وأنّ لم يشتر مكانها فلا شيء عليه.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(٢) ، ويأتي ما يدلّ عليه(٣) .

٣١ - باب أنّ الهدي إذا عجز عن الوصول ولم يجد من يتصدق به عليه، أجزأه ذبحه أو نحره ويعلمه بما يدلّ على أنّه هدي، ويجوز لمن مرّ به الأكل منه حينئذ، وحكم الهدي إذا دخل الحرم فعطب

[ ١٨٨٢٠ ] ١ - محمّد بن علي بن الحسين بإسناده عن حفص بن البختري قال: قلت لأَبي عبدالله (عليه‌السلام ) : رجل ساق الهدي فعطب في موضع لا يقدر على من يتصدّق به عليه، ولا يعلم أنّه هدي، قال: ينحره ويكتب

____________________

٤ - التهذيب ٥: ٢١٨ / ٧٣٥.

٥ - المقنعة: ٧٠.

(١) في المصدر: إذا اشترى.

(٢) تقدم في الحديث ٢ من الباب ٢٨ من هذه الأبواب.

(٣) يأتي في الحديث ٧ من الباب ٣٩ من هذه الأبواب.

الباب ٣١

فيه ٦ أحاديث

١ - الفقيه ٢: ٢٩٧ / ١٤٧٧.

١٤١

كتاباً( أنّه هدي) (١) يضعه عليه ليعلم من مرّ به أنّه صدقة.

[ ١٨٨٢١ ] ٢ - وبإسناده عن معاوية بن عمّار، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) قال: إذا أصاب الرجل بدنة ضالة فلينحرها وليعلم أنّها بدنة.

[ ١٨٨٢٢ ] ٣ - وبإسناده عن القاسم بن محمّد، عن علي بن أبي حمزة قال: سألت أبا عبدالله (عليه‌السلام ) عن رجل ساق بدنة فانكسرت قبل أن تبلغ محلّها أو عرض لها موت أو هلاك، قال: يذكّيها إن قدر على ذلك، ويلطخ نعلها التي قلدت بها حتّى يعلم من مرّ بها أنّها قد ذكيت فيأكل من لحمها إن أراد.

[ ١٨٨٢٣ ] ٤ - وفي ( العلل ) عن أبيه، عن سعد بن عبدالله، عن أحمد وعبدالله ابني محمّد بن عيسى، عن محمّد بن أبي عمير، عن حماد، عن الحلبي، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) قال: أي رجل ساق بدنة فانكسرت قبل أنّ تبلغ محلّها، أو عرض لها موت أو هلاك فلينحرها أنّ قدر على ذلك، ثمّ ليلطخ نعلها التي قلّدت به بدم حتّى يعلم من مرّ بها أنّها قد ذكّيت فيأكل من لحمها أنّ أراد، وأنّ كان الهدي الذي انكسر وهلك(٢) مضموناً فإنّ عليه أنّ يبتاع مكان الذي انكسر أو هلك، والمضمون هو الشيء الواجب عليك في نذر أو غيره، وإن لم يكن مضموناً وإنمّا هو شيء تطوّع به، فليس عليه أنّ يبتاع مكأنّه إلّا أنّ يشاء أنّ يتطوّع.

[ ١٨٨٢٤ ] ٥ - محمّد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن ابيه، عن

____________________

(١) ليس في المصدر.

٢ - الفقيه ٢: ٢٩٨ / ١٤٨١، وأورده في الحديث ٣ من الباب ٢٨ من هذه الأبواب.

٣ - الفقيه ٢: ٢٩٨ / ١٤٧٨.

٤ - علل الشرائع: ٤٣٥ / ٣.

(٢) في المصدر: أو هلك.

٥ - الكافي ٤: ٤٩٣ / ١، وأورده في الحديث ٦ من الباب ٢٥ من هذه الأبواب.

١٤٢

حماد، عن حريز، عمّن أخبره، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: كلّ من ساق هدياً تطوعاً فعطب هديه فلا شيء عليه، ينحره ويأخذ نعل التقليد فيغمسها في الدم فيضرب به صفحة سنامه ولا بدل عليه، وما كان من جزاء صيد أو نذر فعطب فعل مثل ذلك وعليه البدل، وكلّ شيء إذا دخل الحرم فعطب فلا بدل على صاحبه تطوّعاً أو غيره.

[ ١٨٨٢٥ ] ٦ - محمّد بن الحسن بإسناده عن الحسين بن سعيد، عن فضّالة ابن أيوب، عن عمرو(١) بن حفص الكلبي قال: قلت لأَبي عبدالله (عليه‌السلام ) : رجل ساق الهدي فعطب في موضع لا يقدر على من يتصدّق به عليه، ولا من يعلمه أنّه هدي، قال: ينحره ويكتب كتاباً ويضعه عليه، ليعلم من يمرّ به(٢) أنّه صدقة.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(٣) .

٣٢ - باب أن الهدي إذا هلك أو ضاع فأقام بدله ثم وجد الأول تخير في ذبح ما شاء، إلّا أن يشعره أو يقلّده فيتعين

[ ١٨٨٢٦ ] ١ - محمّد بن الحسن بإسناده عن موسى بن القاسم، عن ابن أبي عمير، عن حماد، عن الحلبي قال: سألت أبا عبدالله (عليه‌السلام ) عن الرجل يشتري البدنة ثمّ تضلّ قبل أن يشعرها ويقلّدها فلا يجدها حتّى يأتي منى فينحر ويجد هديه؟ قال: أنّ لم يكن قد أشعرها فهي من ماله إن

____________________

٦ - التهذيب ٥: ٢١٨ / ٧٣٦.

(١) في المصدر: عمر.

(٢) في المصدر: ليعلم من مرّ به.

(٣) تقدم في الباب ٢٥ من هذه الأبواب.

الباب ٣٢

فيه ٣ أحاديث

١ - التهذيب ٥: ٢١٩ / ٧٣٨، والاستبصار ٢: ٢٧١ / ٩٦٢.

١٤٣

شاء نحرها، وإن شاء باعها، وإن كان أشعرها نحرها.

[ ١٨٨٢٧ ] ٢ - وبإسناده عن الحسين بن سعيد، عن محمّد بن سنان، عن ابن مسكان، عن أبي بصير قال: سألت أبا عبدالله (عليه‌السلام ) عن رجل اشترى كبشا فهلك(١) منه، قال: يشتري مكأنّه آخر، قلت: فإن كان(٢) اشترى مكأنّه آخر ثمّ وجد الأوّل ، قال: إن كانا جميعاً قائمين فليذبح الأوّل وليبع الاخير وأنّ شاء ذبحه، وأنّ كان قد ذبح الأَخير ذبح(٣) الأوّل معه.

وعنه، عن ابن مسكان، مثله(٤) .

ورواه الكليني عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن ابن سنان(٥) .

ورواه الصدوق بإسناده عن ابن مسكان(٦) .

أقول: حمله الشيخ على كونه قد أشعر الأوّل لما مرّ(٧) .

[ ١٨٨٢٨ ] ٣ - محمّد بن مسعود العياشي في ( تفسيره )، عن عبدالله بن فرقد، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام )(٨) قال: الهدي من الإِبل والبقر

____________________

٢ - التهذيب ٥: ٢١٨ / ٧٣٧، وأورد صدره في الحديث ٤ من الباب ٢٥ من هذه الأبواب.

(١) في نسخة: فضلّ منه ( هامش المخطوط ).

(٢) « كان » ليس في الفقيه والاستبصار ( هامش المخطوط ).

(٣) في الفقيه والكافي: فليذبح ( هامش المخطوط ).

(٤) الاستبصار ٢: ٢٧١ / ٩٦١.

(٥) الكافي ٤: ٤٩٤ / ٧.

(٦) الفقيه ٢: ٢٩٨ / ١٤٨٠.

(٧) مرّ في الحديث ١ من هذا الباب.

٣ - تفسير العياشي ١: ٨٨ / ٢٢٦.

(٨) في المصدر: أبي جعفر (عليه‌السلام )

١٤٤

والغنم، ولا يجب حتّى يعلق عليه - يعني إذا قلّده فقد وجب - وقال: ومَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ: شاة.

٣٣ - باب أنّ من اشترى هدياً فذبحه ثمّ ادعاه آخر وأقام بيِّنَةً حكم له به فيأخذه، ولا يجزئ عن واحد منهما

[ ١٨٨٢٩ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد(١) ، عن علي بن حديد، عن جميل، عن بعض أصحابنا، عن أحدهما (عليهما‌السلام ) في رجل اشترى هدياً فنحره فمرّ بها(٢) رجل فعرفه، فقال: هذه بدنتي ضلت منّي بالأَمس، وشهد له رجلأَنّ بذلك، فقال: له لحمها، ولا يجزئ عن واحد منهما، ثمّ قال: ولذلك جرت السنّة بإشعارها وتقليدها إذا عرفت.

ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب(٣) .

____________________

الباب ٣٣

فيه حديث واحد

١ - الكافي ٤: ٤٩٥ / ٩.

(١) في الاستبصار: محمّد بن أحمد.

(٢) في المصدر: فمرّ به.

(٣) التهذيب ٥: ٢٢٠ / ٧٤٠، والاستبصار ٢: ٢٧٢ / ٩٦٤.

١٤٥

٣٤ - باب أنّ الهدي إذا نتج وجب ذبحهما أو نحرهما و أنّه يجوز ركوبه والحمل عليه وشرب لبنه مع الحاجة، ما لم يضرّ به أو بولده

[ ١٨٨٣٠ ] ١ - محمّد بن علي بن الحسين بإسناده عن معاوية بن عمار، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) في رجل ساق بدنة فنتجت، قال: ينحرها وينحر ولدها، وإن كان الهدي مضموناً فهلك اشترى مكأنّها ومكان ولدها.

[ ١٨٨٣١ ] ٢ - وبإسناده عن حماد، عن حريز أنّ أبا عبدالله (عليه‌السلام ) قال: كان علي (عليه‌السلام ) إذا ساق البدنة ومرّ على المشاة حملهم على بدنه(١) ، وإن ضلّت راحلة رجل ومعه بدنة ركبها غير مضرّ ولا مثقل.

[ ١٨٨٣٢ ] ٣ - وبإسناده عن يعقوب بن شعيب أنّه سأل أبا عبدالله (عليه‌السلام ) عن الرجل يركب هديه إن احتاج إليه؟ فقال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : يركبها غير مجهد ولا متعب.

[ ١٨٨٣٣ ] ٤ - وبإسناده عن منصور بن حازم، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) قال: كان عليّ (عليه‌السلام ) يحلب البدنة ويحمل عليها غير مضرّ.

____________________

الباب ٣٤

فيه ٨ أحاديث

١ - الفقيه ٢: ٢٩٧ / ١٤٧٤.

٢ - الفقيه ٢: ٣٠٠ / ١٤٩٠.

(١) في المصدر: البدنة.

٣ - الفقيه ٢: ٣٠٠ / ١٤٩١.

٤ - الفقيه ٢: ٣٠٠ / ١٤٩٢.

١٤٦

[ ١٨٨٣٤ ] ٥ - وبإسناده عن أبي بصير، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) في قول الله عزّ وجلّ:( لَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ إلَى أَجَلٍ مُسَمّى ) (١) قال: أنّ احتاج إلى ظهرها ركبها من غير أنّ يعنف عليها، وإن كان لها لبن حلبها حلاباً لا ينهكها.

محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن إسماعيل، عن محمّد بن الفضيل، عن أبي الصباح الكناني، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) مثله(٢) .

[ ١٨٨٣٥ ] ٦ - وعن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن الحسين ابن سعيد، عن النضر بن سويد، عن هشام بن سالم، عن سليمان بن خالد، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) قال: أنّ نتجت بدنتك فاحلبها ما لا يضر(٣) بولدها ثمّ انحرهما جميعاً، قلت: أشرب من لبنها وأسقي؟ قال: نعم، وقال: إن عليّاً (عليه‌السلام )(٤) كان إذا رأى ناساً يمشون قد جهدهم المشي حملهم على بُدنِه، وقال: إن ضلتّ راحلة الرجل أو هلكت ومعه هدي فليركب على هديه.

ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب(٥) ، وكذا الذي قبله.

[ ١٨٨٣٦ ] ٧ - وعنه، عن أحمد بن محمّد، عن علي بن الحكم، عن

____________________

٥ - الفقيه ٢: ٣٠٠ / ١٤٩٣، والتهذيب ٥: ٢٢٠ / ٧٤٢.

(١) الحجّ ٢٢: ٣٣.

(٢) الكافي ٤: ٤٩٢ / ١.

٦ - الكافي ٤: ٤٩٣ / ٢.

(٣) في نسخة: ما لم يضر ( هامش المخطوط ).

(٤) في المصدر: أن علياً أمير المؤمنين (عليه‌السلام )

(٥) التهذيب ٥: ٢٢٠ / ٧٤١.

٧ - الكافي ٤: ٤٩٣ / ٣.

١٤٧

العلاء، عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: سألته عن البدنة تنتج أيحلبها(١) ؟ قال: احلبها حلباً غير مضرّ بالولد، ثمّ انحرهما جميعاً، قلت: يشرب من لبنها؟ قال: نعم ويسقي إن شاء.

[ ١٨٨٣٧ ] ٨ - محمّد بن الحسن بإسناده، عن محمّد بن أحمد بن يحيى، عن إبراهيم بن هاشم، عن النوفلي، عن السكوني، عن جعفر بن محمّد (عليه‌السلام ) أنّه سُئل ما بال البدنة تقلّد النعل وتشعر؟ فقال: أما النعل فيعرف(٢) أنّها بدنة ويعرفها صاحبها بنعله، وأما الإِشعار فإنّه يحرّم ظهرها على صاحبها من حيث أشعرها، فلا يستطيع الشيطأنّ أنّ يتسنّمها.

ورواه الصدوق في ( العلل ) عن أبيه، عن سعد، عن إبراهيم بن هاشم(٣) .

أقول: هذا محمول على الإِضرار بها أو الكراهة.

٣٥ - باب استحباب نحر الإِبل قائمة معقولة عن يمينها ويطعن في لبتها

[ ١٨٨٣٨ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن أبي علي الأَشعري، عن محمّد بن عبد الجبّار، عن صفوان بن يحيى، عن عبدالله بن سنان، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) في قول الله عزّ وجلّ:( فَاذْكُرُوا اسْمَ اللهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ ) (٤)

____________________

(١) في المصدر: أنحلبها.

٨ - التهذيب ٥: ٢٣٨ / ٨٠٤، وأورده في الحديث ٢٢ من الباب ١٢ من أبواب أقسام الحج.

(٢) في المصدر: فتعرف.

(٣) علل الشرائع: ٤٣٤ / ١.

الباب ٣٥

فيه ٥ أحاديث

١ - الكافي ٤: ٤٩٧ / ١ والتهذيب ٥: ٢٢٠ / ٧٤٣.

(٤) الحج ٢٢: ٣٦.

١٤٨

قال: ذلك حين تصفّ للنحر يربط(١) يديها ما بين الخفّ إلى الركبة، ووجوب جنوبها إذا وقعت على الأَرض.

ورواه الصدوق بإسناده عن عبدالله بن سنان مثله(٢) .

[ ١٨٨٣٩ ] ٢ - وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن إسماعيل، عن محمّد بن الفضيل، عن أبي الصباح الكناني قال: سألت أبا عبدالله (عليه‌السلام ) كيف تنحر البدنة؟ فقال: تنحر وهي قائمة من قبل اليمين.

ورواه الصدوق بإسناده عن أبي الصباح الكناني مثله(٣) .

[ ١٨٨٤٠ ] ٣ - وعنه، عن محمّد بن الحسين، عن عبد الرحمن بن أبي هاشم البجلي، عن أبي خديجة قال: رأيت أبا عبدالله (عليه‌السلام ) وهو ينحر بدنتة معقولة يدها اليسرى، ثمّ يقوم به(٤) من جانب يدها اليمنى ويقول: « بسم الله والله أكبر، اللّهمّ هذا منك ولك، اللّهم تقبّله منّي » ثمّ يطعن في لبّتها ثمّ يخرج السكين بيده، فاذا وجبت قطّع موضع الذبح بيده.

ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب(٥) ، وكذا كل ما قبله.

[ ١٨٨٤١ ] ٤ - وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن

____________________

(١) في المصدر: تُربط.

(٢) الفقيه ٢: ٢٩٩ / ١٤٨٧.

٢ - الكافي ٤: ٤٩٧ / ٢، والتهذيب ٥: ٢٢١ / ٧٤٤.

(٣) الفقيه ٢: ٢٩٩ / ١٤٨٨.

٣ - الكافي ٤: ٤٩٨ / ٨.

(٤) ليس في المصدر.

(٥) التهذيب ٥: ٢٢١ / ٧٤٥.

٤ - الكافي ٤: ٤٩٧ / ٣، وأورده عن الفقيه في الحديث ٢ من الباب ٣٨ من هذه الأبواب.

١٤٩

معاوية بن عمار قال: قال أبو عبدالله( عليه‌السلام ) : النحر في اللبّة والذبح في الحلق.

ورواه الصدوق بإسناده عن معاوية بن عمّار مثله(١) .

[ ١٨٨٤٢ ] ٥ - عبدالله بن جعفر الحميريّ في ( قرب الإِسناد )، عن عبدالله ابن الحسن، عن جدّه علي بن جعفر، عن أخيه (عليه‌السلام ) ، قال: سألته عن البدنة كيف ينحرها قائمة أو باركة؟ قال: يعقلها وأنّ شاء قائمة وأنّ شاء باركة.

٣٦ - باب استحباب تولّي الذبح بنفسه حتّى المرأة، وجعل يد الصبي مع يد الذابح، واستحباب تعدد الهدي وكثرته، وجواز ذبح هدي الغير بإذنه

[ ١٨٨٤٣ ] ١ - محمّد بن علي بن الحسين بإسناده عن الحلبي، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) قال: لا يذبح لك اليهودي ولا النصرانيّ أُضحيتك، فأنّ كانت امرأة فلتذبح لنفسها ولتستقبل القبلة، وتقول: وجّهت وجهي للذي فطر السموات والأَرض حنيفاً مسلماً(٢) ، اللّهم منك ولك.

محمّد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حماد، عن الحلبي قال: لا يذبح لك وذكر مثله(٣) .

____________________

(١) الفقيه ٢: ٢٩٩ / ١٤٨٤.

٥ - قرب الإِسناد: ١٠٤.

وتقدّم ما يدل عليه في الأَحاديث ١ و ١٤ و ١٨ من الباب ١٢ من أبواب أقسام الحج.

ويأتي ما يدل عليه في الحديثين ١٢ و ٢٠ من الباب ٤٠ من هذه الأبواب.

الباب ٣٦

فيه ٦ أحاديث

١ - الفقيه ٢: ٢٩٩ / ١٤٨٦.

(٢) « مسلماً » ليس في الكافي ( هامش المخطوط ).

(٣) الكافي ٤: ٤٩٧ / ٤.

١٥٠

[ ١٨٨٤٤ ] ٢ - وعنه، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن معاوية بن عمّار، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) - في حديث - قال: وكان علي بن الحسين (عليه‌السلام ) يضع(١) السكين في يد الصبي، ثمّ يقبض على يديه الرجل(٢) فيذبح.

[ ١٨٨٤٥ ] ٣ - وعن الحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمّد، عن الوشاء، عن حماد بن عثمان، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) قال: سمعته يقول: نحر رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) بيده ثلاثا وستين، ونحر علي (عليه‌السلام ) ما غبر، قلت: سبعا وثلاثين؟ قال: نعم.

[ ١٨٨٤٦ ] ٤ - أحمد بن أبي عبدالله البرقي في ( المحاسن ) عن أبيه، عن القاسم بن إسحاق، عن عباد الرواجني، عن جعفر بن سعيد(٣) ، عن بشر بن زيد(٤) قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) لفاطمة: (عليها‌السلام ) :اشهدي ذبح ذبيحتك، فأن أوّل قطّرة منها يغفر الله بها(٥) كل ذنب عليك وكل خطيئة عليكِ - إلى أنّ قال: - وهذا للمسلمين عامة(٦) .

[ ١٨٨٤٧ ] ٥ - وعنه، عن معاوية بن عمّار، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام )

____________________

٢ - الكافي ٤: ٤٩٧ / ٥، وأورده عن الفقيه مرسلاً في الحديث ٤ من الباب ١٧ من أبواب أقسام الحج.

(١) في المصدر: يجعل.

(٢) في نسخة: على يدي الصبي ( هامش المخطوط ).

٣ - الكافي ٤: ٢٥٠ / ٨.

٤ - المحاسن: ٦٧ / ١٢٧.

(٣) في المصدر: حفص بن سعيد.

(٤) في المصدر: بشير بن زيد.

(٥) في المصدر: يكفر الله بها.

(٦) في المصدر: وهذا للناس عامة.

٥ - المحاسن: ٦٧.

١٥١

قال: كان علي بن الحسين( عليه‌السلام ) يجعل السكين في يد الصبي ثمّ يقبض الرجل على يد الصبي فيذبح.

[ ١٨٨٤٨ ] ٦ - محمّد بن علي بن الحسين قال: كان النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) ساق معه مائة بدنة فجعل لعليّ (عليه‌السلام ) منها أربعاً وثلاثين، ولنفسه ستّاً وستّين، ونحرها كلّها بيده - إلى أن قال - وكان علي (عليه‌السلام ) يفتخر على الصحابة، فقال:(١) من فيكم مثلي وأنا الذي ذبح رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) هديه(٢) بيده.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على جواز الذبح عن الغير في الإِفاضة عن المشعر قبل الفجر(٣) .

٣٧ - باب وجوب التسمية واستقبال القبلة عند ذبح الهدي ونحره، واستحباب الدعاء بالمأثور

[ ١٨٨٤٩ ] ١ - محمّد بن علي بن الحسين بإسناده عن معاوية بن عمّار، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) قال: إذا اشتريت هديك فاستقبل به القبلة وانحره أو اذبحه، وقل: « وجّهت وجهي للذي فطر السموات والأَرض حنيفاً مسلماً وما أنا من المشركين إنّ صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله ربّ العالمين، لا

____________________

٦ - الفقيه ٢: ١٥٣ / ٦٦٥، وأورد صدره في الحديث ٦ من الباب ١٠ من هذه الأبواب.

(١) في المصدر: ويقول: من فيكم مثلي وأنا شريك رسول الله صلّى الله عليه وآله في هديه.

(٢) في المصدر: هديي.

(٣) تقدّم في الأَحاديث ٣ و ٤ و ٦ و ٧ من الباب ١٧ من أبواب الوقوف بالمشعر، وفي الحديث ٧ من الباب ١٠ من هذه الأبواب. ويأتي ما يدلّ عليه في الحديث ٢ من الباب ٣٧ من هذه الأبواب.

الباب ٣٧

فيه حديثان

١ - الفقيه ٢: ٢٩٩ / ١٤٨٩.

١٥٢

شريك له وبذلك أُمرت وأنا من المسلمين، اللّهمّ منك ولك، بسم الله وبالله(١) والله اكبر، اللّهم تقبّل منّي » ثمّ أمرّ السكين ولا تنخعها حتّى تموت.

ورواه الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، وعن محمّد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن صفوان، وابن أبي عمير قال: قال أبو عبدالله (عليه‌السلام ) وذكر مثله(٢) .

ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب مثله(٣) .

[ ١٨٨٥٠ ] ٢ - قال الصدوق: وكان علي (عليه‌السلام )(٤) يضحّي عن رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) كل سنّة بكبش فيذبحه ويقول: « بسم الله، وجّهت وجهي للّذي فطر السموات والارض حنيفاً مسلماً وما أنا من المشركين، أنّ صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين، اللّهمّ منك ولك، اللّهمّ هذا عن نبيّك » ويذبح(٥) كبشاً آخر عن نفسه.

أقول: وتقدّم ما يدلّ علي ذلك(٦) ، ويأتي ما يدلّ عليه(٧) .

____________________

(١) ليس في المصدر.

(٢) الكافي ٤: ٤٩٨ / ٦.

(٣) التهذيب ٥: ٢٢١ / ٧٤٦.

٢ - الفقيه ٢: ٢٩٣ / ١٤٤٨، وأورده في الحديث ٧ من الباب ٦٠ من هذه الأبواب.

(٤) في المصدر: وكان أمير المؤمنين (عليه‌السلام )

(٥) في المصدر: ثمّ يقول: « اللّهم إن هذا عن نبيك » ثمّ يذبحه ويذبح.

(٦) تقدم في الحديثين ١ و ٣ من الباب ٣٥ وفي الحديث ١ من الباب ٣٦ من هذه الأبواب، وما يدلّ على استحباب الصلاة على النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) عند الذبح في الباب ٦٤ من أبواب أحكام العشرة، وعلى استحباب الطهارة عند الذبح في الحديث ١ من الباب ٣٨ من أبواب الطواف، وفي الأَحاديث ١ و ٦ و ٨ من الباب ١٥ من أبواب السعي.

(٧) يأتي في البابين ١٤ و ١٥ من أبواب الذبائح، وما يدلّ على بعض المقصود في الحديث ١ من الباب ٣٨ وفي الحديث ١٢ من الباب ٦٠ من هذه الأبواب.

١٥٣

٣٨ - باب أنّ من نسى التسمية عند الذبح لم تحرم ذبيحته، واستحب التسمية عند الأكل، ووجوب نحر الإِبل وذبح غيرها

[ ١٨٨٥١ ] ١ - محمّد بن الحسن بإسناده عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن ابن سنان قال: سمعت أبا عبدالله (عليه‌السلام ) يقول: إذا ذبح لكم(١) المسلم ولم يسمّ ونسي، فكل من ذبيحته وسمّ الله على ما تأكل.

[ ١٨٨٥٢ ] ٢ - محمّد بن علي بن الحسين بإسناده عن معاوية بن عمّار، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) قال: النحر في اللبة، والذبح في الحلق.

[ ١٨٨٥٣ ] ٣ - قال: وقال الصادق (عليه‌السلام ) : كلّ منحور مذبوح حرام، وكلّ مذبوح منحور حرام.

أقول: ويأتي ما يدلّ على ذلك في محلّه إن شاء الله تعالى(٢) .

____________________

الباب ٣٨

فيه ٣ أحاديث

١ - التهذيب ٥: ٢٢٢ / ٧٤٧.

(١) ليس في المصدر.

٢ - الفقيه ٢: ٢٩٩ / ١٤٨٤، وأورده في الحديث ٤ من الباب ٣٥ من هذه الأبواب.

٣ - الفقيه ٢: ٢٩٩ / ١٤٨٥.

(٢) يأتي ما يدلّ على بعض المقصود في الأَحاديث ٢ و ٣ و ٤ من الباب ١٥ من أبواب الذبائح.

١٥٤

٣٩ - باب وجوب الابتداء بالرمي ثم بالذبح ثم الحلق، فإن خالف ناسياً أو جاهلاً أو عامداً أجزأه

[ ١٨٨٥٤ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير(١) ، عن معاوية بن عمّار، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) قال: إذا رميت الجمرة فاشتر هديك الحديث.

[ ١٨٨٨٥ ] ٢ - وعن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن علي بن النعمان، عن سعيد الأَعرج - في حديث - أنّه سأل أبا عبدالله (عليه‌السلام ) عن النساء؟ قال: تقف بهنّ بجمع ثمّ أفض بهنّ حتّى تأتي(٢) الجمرة العظمى فيرمين الجمرة، فأنّ لم يكن عليهنّ ذبح فليأخذن من شعورهنّ ويقصرن من أظفارهنّ.

[ ١٨٨٥٦ ] ٣ - وعن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن أحمد، عن موسى بن جعفر البغدادي، عن جميل، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) قال: تبدأ بمنى بالذبح قبل الحلق، وفي العقيقة بالحلق قبل الذبح.

[ ١٨٨٥٧ ] ٤ - وعن على بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن

____________________

الباب ٣٩

فيه ١١ حديثاً

١ - الكافي ٤: ٤٩١ / ١٤، ولم نعثر عليه في التهذيب المطبوع، وأورده بتمامه في الحديث ٤ من الباب ٨ من هذه الأبواب بالطريقين.

(١) اضاف في المصدر ما يلي: ومحمّد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذأنّ عن ابن ابي عمير وصفوان بن يحيى.

٢ - الكافي ٤: ٤٧٤ / ٧، والتهذيب ٥: ١٩٥ / ٦٤٧، وأورده بتمامه في الحديث ٢ من الباب ١٧ من أبواب الوقوف بالمشعر، وقطّعة منه في الحديث ١ من الباب ١ من أبواب رمي جمرة العقبة، وفي الحديث ١ من الباب ٨ من أبواب الحلق والتقصير.

(٢) في الكافي: تأتي بهنّ.

٣ - الكافي ٤: ٤٩٨ / ٧، والتهذيب ٥: ٢٢٢ / ٧٤٩.

٤ - الكافي ٤: ٥٠٤ / ١.

١٥٥

جميل بن دراج قال: سألت أبا عبدالله( عليه‌السلام ) عن الرجل يزور البيت قبل أنّ يحلق؟ قال: لا ينبغي إلّا أن يكون ناسياً، ثمّ قال: إنّ رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) أتاه أُناس يوم النحر فقال بعضهم: يا رسول الله إنّي حلقت(١) قبل أنّ أذبح، وقال بعضهم: حلقت قبل أنّ أرمي، فلم يتركوا شيئاً كان ينبغي(٢) أن يؤخروه إلّا قدّموه، فقال: لا حرج.

ورواه الشيخ بإسناده عن علي بن إبراهيم(٣) .

وبإسناده عن محمّد بن يعقوب(٤) ، وكذا كلّ ما قبله.

ورواه الصدوق بإسناده عن ابن أبي عمير مثله، إلّا أنّه قال: فلم يتركوا شيئاً كان ينبغي لهم أن يقدّموه إلّا أخّروه، ولا شيئاً كان ينبغي لهم أن يؤخّروه إلّا قدّموه، فقال: لا حرج(٥) .

[ ١٨٨٥٨ ] ٥ - وعن أبي علي الأَشعري، عن محمّد بن عبد الجبار، عن صفوان بن يحيى، عن معاوية بن عمّار، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) في رجل نسي أن يذبح بمنى حتّى زار البيت فاشترى بمكّة ثمّ ذبح، قال: لا بأس قد أجزأ عنه.

ورواه الصدوق بإسناده عن معاوية بن عمّار مثله(٦) .

[ ١٨٨٥٩ ] ٦ - وعن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن

____________________

(١) في نسخة: إنّي قد حلقت ( هامش المخطوط ).

(٢) في المصدر: ينبغي لهم.

(٣) التهذيب ٥: ٢٣٦ / ٧٩٧، والاستبصار ٢: ٢٨٥ / ١٠٠٩.

(٤) التهذيب ٥: ٢٢٢ / ٧٥٠.

(٥) الفقيه ٢: ٣٠١ / ١٤٩٦.

٥ - الكافي ٤: ٥٠٥ / ٤.

(٦) الفقيه ٢: ٣٠١ / ١٤٩٧.

٦ - الكافي ٤: ٥٠٤ / ٢.

١٥٦

محمّد بن أبي نصر قال: قلت لأَبي جعفر الثاني (عليه‌السلام ) : جعلت فداك إنّ رجلاً من أصحابنا رمى الجمرة يوم النحر، وحلق قبل أنّ يذبح، فقال: إنّ رسول (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) ( لما كان يوم النحر )(١) أتاه طوائف من المسلمين فقالوا: يا رسول الله ذبحنا من قبل أنّ نرمي، وحلقنا من قبل أنّ نذبح، فلم يبق شيء ممّا ينبغي(٢) أن يقدّموه إلّا أخّروه، ولا شيء ممّا ينبغي(٣) أنّ يؤخروه إلّا قدّموه، فقال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ): لا حرج، لا حرج(٤) .

محمّد بن الحسن بإسناده عن محمّد بن يعقوب مثله(٥) .

أقول: حمله الشيخ على النسيان، لما مرّ(٦) .

[ ١٨٨٦٠ ] ٧ - وبإسناده عن محمّد بن أحمد بن يحيى، عن محمّد بن الحسين، عن وهيب بن حفص، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) قال: إذا اشتريت أضحيتك وقمطتها(٧) في جانب رحلك فقد بلغ الهدي محله، فأنّ أحببت أنّ تحلق فاحلق.

ورواه الكليني، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن علي ابن الحكم، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي الحسن (عليه‌السلام ) قال: إذا اشتريت أضحيتك ووزنت ثمنها وصارت في رحلك وذكر مثله(٨) .

ورواه الصدوق بإسناده عن علي بن أبي حمزة، عن أبي عبدالله( عليه

____________________

(١) ليس في التهذيب ولا الاستبصار ( هامش المخطوط ).

(٢ و ٣) في المصدر: ينبغي لهم.

(٤) « لا حرج » الثانية ليس في التهذيب ولا الاستبصار ( هامش المخطوط ).

(٥) اتهذيب ٥: ٢٣٦ / ٧٩٦، والاستبصار ٢: ٢٨٤ / ١٠٠٨.

(٦) مرّ في الحديث ٤ من هذا الباب.

٧ - التهذيب ٥: ٢٣٥ / ٧٩٤، والاستبصار ٢: ٢٨٤ / ١٠٠٧.

(٧) في الاستبصار زيادة: وصارت ( هامش المخطوط ) وكذلك التهذيب.

(٨) الكافي ٤: ٥٠٢ / ٤.

١٥٧

السلام) قال: إذا اشترى الرجل هديه وقمطه في بيته، فقد بلغ محلّه، فإن شاء فليحلق(١) .

أقول: هذا محمول على الحلق بعد الذبح، وقد عمل بعض الأَصحاب بظاهره(٢) ، ويأتي في الحلق حديث بمعناه(٣) ، وما قلناه أحوط.

[ ١٨٨٦١ ] ٨ - وبإسناده عن عمرو بن سعيد، عن مصدق بن صدقة، عن عمّار الساباطي - في حديث - قال: سألت أبا عبدالله (عليه‌السلام ) عن رجل حلق قبل أنّ يذبح؟ قال: يذبح ويعيد الموسى، لأَنّ الله تعالى يقول:( وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ ) (٤) .

[ ١٨٨٦٢ ] ٩ - وبإسناده عن موسى بن القاسم، عن علي قال: لا يحلق رأسه ولا يزور حتّى يضحّي، فيحلق رأسه ويزور متى ما شاء(٥) .

[ ١٨٨٦٣ ] ١٠ - وعنه، عن عبد الرحمن، عن عبدالله بن سنان، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام )(٦) قال: سألته عن رجل حلق رأسه قبل أن يضحّي؟ قال: لا بأس وليس عليه شيء ولا يعودنّ.

[ ١٨٨٦٤ ] ١١ - محمّد بن علي بن الحسين بإسناده عن معاوية بن عمّار،

____________________

(١) الفقيه ٢: ٣٠٠ / ١٤٩٤.

(٢) راجع منتهى المطلب ٢: ٧٥٤.

(٣) يأتي في الحديث ٢ من الباب ٣ من أبواب الحلق والتقصير.

٨ - التهذيب ٥: ٤٨٥ / ١٧٣٠، وأورده في الحديث ٢ من الباب ١١، وصدره في الحديث ٤ من الباب ٧ من أبواب الحلق والتقصير.

(٤) البقرة ٢: ١٩٦.

٩ - التهذيب ٥: ٢٣٦ / ٧٩٥، والاستبصار ٢: ٢٨٤ / ١٠٠٦.

(٥) في نسخة: متى ما شاء ( هامش المخطوط ).

١٠ - التهذيب ٥: ٢٣٧ / ٧٩٨، والاستبصار ٢: ٢٨٥ / ١٠١٠.

(٦) « عن ابي عبدالله (عليه‌السلام ) » ليس في الاستبصار ( هامش المخطوط ).

١١ - الفقيه ٢: ٣٠١ / ١٤٩٧.

١٥٨

عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) في رجل نسي أنّ يذبح بمنى حتّى زار البيت، فاشترى بمكّة ثمّ نحرها، قال: لا بأس قد أجزأ عنه.

أقول: وتقدم ما يدلّ على ذلك(١) ، ويأتي ما يدلّ عليه هنا، وفي الحلق(٣) .

٤٠ - باب حكم أكل الإِنسان وإطعامه وإهدائه من هديه المندوب الواجب

[ ١٨٨٦٥ ] ١ - محمّد بن الحسن بإسناده عن موسى بن القاسم، عن النخعي، عن صفوان بن يحيى، عن معاوية بن عمّار، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) قال: إذا ذبحت أو نحرت فكل وأطعم، كما قال الله:( فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعَترَّ ) (٣) فقال: القانع: الذي يقنع بما أعطيته، والمعترّ: الذي يعتريك، والسائل: الذي يسألك في يديه، والبائس: الفقير.

[ ١٨٨٦٦ ] ٢ - وعنه، عن صفوان وابن أبي عمير، وجميل بن دراج وحمّاد ابن عيسى وجماعة ممّن روينا عنه من أصحابنا، عن أبي جعفر وأبي عبدالله

____________________

(١) تقدّم ما يدلّ على بعض المقصود في الأَحاديث ٤ و ٢٠ و ٢١ و ٣٠ و ٣٥ من الباب ٢ من أبواب أقسام الحج، وفي الحديث ٢ من الباب ٣ من أبواب الإِحصار والصد، وفي الأَحاديث ٢ و ٤ و ٥ و ٦ و ٧ من الباب ١٧ من أبواب الوقوف بالمشعر، وفي الحديث ٤ من الباب ٤ من هذه الأبواب.

(٢) يأتي في الحديث ١ من الباب ١ وفي الباب ٢ من أبواب الحلق والتقصير.

الباب ٤٠

فيه ٢٨ حديثاً

١ - التهذيب ٥: ٢٢٣ / ٧٥١.

(٣) الحج ٢٢: ٣٦.

٢ - التهذيب ٥: ٢٢٣ / ٧٥٢.

١٥٩

( عليهما‌السلام ) أنّهما قالا: إنّ رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) أمرّ أن يؤخذ من كلّ بدنة بضعة، فأمرّ بها رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) فطبخت فأكل هو وعلي وحسوا من المرق، وقد كان النبي( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) أشركه في هديه.

أقول: وتقدّم رواية هذا المعنى في كيفيّة الحج(١) .

[ ١٨٨٦٧ ] ٣ - وعنه، عن ابن أبي عمير، عن سيف التمار قال: قال أبو عبدالله (عليه‌السلام ) : أنّ سعيد بن عبد الملك(٢) قدم حاجاً فلقي أبي فقال: إنّي سقت هدياً فكيف أصنع؟ فقال له أبي: أطعم أهلك ثلثاً، وأطعم القانع والمعتر ثلثاً، وأطعم المساكين ثلثاً، فقلت: المساكين هم السُؤّال؟ فقال: نعم، وقال: القانع: الذي يقنع بما أرسلت إليه من البضعة فما فوقها، والمعتر: ينبغي له أكثر من ذلك، هو أغنى من القانع يعتريك فلا يسألك.

ورواه الصدوق في ( معاني الأَخبار ) عن محمّد بن الحسن، عن الصفار، عن عباس بن معروف، عن علي بن مهزيار، عن الحسين بن سعيد، عن صفوان، عن سيف التمار مثله(٣) .

[ ١٨٨٦٨ ] ٤ - وبإسناده عن محمّد بن أحمد بن يحيى، عن الحسن بن علي، عن العباس ابن عامر، عن أبان بن عثمان، عن عبد الرحمن، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) قال: سألته عن الهدي ما يؤكل منه، ( أشيء يهديه في

____________________

(١) تقدم في الحديث ٤ من الباب ٢ من أبواب أقسام الحج.

٣ - التهذيب ٥: ٢٢٣ / ٧٥٣.

(٢) في المصدر: سعد بن عبد الملك.

(٣) معاني الأَخبار: ٢٠٨ / ٢.

٤ - التهذيب ٥: ٢٢٤ / ٧٥٨، والاستبصار ٢: ٢٧٣ / ٩٦٧.

١٦٠

فأبى الّا أن يضلّ من يشاء ويهدى من يشاء ، فابتدأنى ربّى فى علىّ بسبع خصال ، أما أوّلهنّ فانّه أوّل من ينشقّ عنه الارض معى ولا فخر ، أمّا الثانية فانّه يذود عن حوضى كما يذود الرعاة غريبة الابل ، امّا الثالثة فانّ من فقراء شيعة علىّ ليشفع فى مثل ربيعة ومضر.

أمّا الرابعة فانّه أوّل من يقرع باب الجنّة معى ولا فخر ، أمّا الخامسة فانّه يزوج من الحور العين معى ولا فخر ، أمّا السادس فانّه أوّل من يسكن معى فى علّيين ولا فخر ، وأمّا السابعة ، فانّه أوّل من يسقى من رحيق مختوم( خِتامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذلِكَ فَلْيَتَنافَسِ الْمُتَنافِسُونَ ) .

من سورة الحديد

١٥ ـ روى المجلسى ، عن دعوات الراوندى : قال زيد بن أرقم : قال الحسين ابن علىعليهما‌السلام : ما من شيعتنا إلّا صدّيق شهيد ، قلت أنّى يكون ذلك وهم يموتون على فرشهم؟ فقال : أما تتلو كتاب الله( الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ ) ثمّ قالعليه‌السلام : لو لم تكن الشهادة الّا لمن قتل بالسيف ، لأقلّ الله الشهداء.

من سورة البروج

١٦ ـ روى الهيتمى باسناده ، عن الحسين بن علىعليهما‌السلام فى قوله تعالى :( وَشاهِدٍ وَمَشْهُودٍ ) قال : الشاهد جدّى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله والمشهود يوم القيامة ثمّ

__________________

(١) تفسير فرات : ١٤٥.

(٢) البحار : ٨٢ / ١٧٣.

١٦١

تلا هذه الآية( إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً ) وتلا( ذلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ ) (١) .

من سورة الشمس

١٧ ـ فرات قال : حدّثنى علىّ بن محمّد بن عمر الزهرى معنعنا عن أبى جعفرعليه‌السلام قال : قال الحارث الأعور للحسينعليه‌السلام : يا ابن رسول الله جعلت فداك أخبرنى عن قول الله فى كتابه( وَالشَّمْسِ وَضُحاها ) قال : ويحك يا حارث ذلك محمّد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال : قلت : جعلت فداك قوله :( وَالْقَمَرِ إِذا تَلاها ) قال : ذلك أمير المؤمنين علىّ بن أبى طالبعليه‌السلام يتلوا محمّداصلى‌الله‌عليه‌وآله قال : قلت قوله :( وَالنَّهارِ إِذا جَلَّاها ) قال : ذلك القائم من آل محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله يملأ الارض قسطا وعدلا(٢) .

من سورة الضحى

١٨ ـ البرقي ، عن أبيه ، عن الوشّاء عن عاصم بن حميد ، عن عمر بن أبى نصر قال : حدّثنى رجل من أهل البصرة قال : رأيت الحسين بن علىّعليه‌السلام وعبد الله بن عمر يطوفان بالبيت فسألت ابن عمر فقلت : قول الله( وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ) ؟ ـ قال : أمره أن يحدّث بما أنعم الله عليه ، ثمّ إنّى قلت للحسين بن علىّعليهما‌السلام : قول الله تعالى :( وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ) ـ قال : أمره أن يحدّث بما أنعم الله عليه من دينه(٣)

__________________

(١) مجمع الزوائد : ٧ / ١٣٥.

(٢) تفسير فرات : ٢١٢.

(٣) المحاسن : ٢١٨.

١٦٢

من سورة التوحيد

١٩ ـ روى الصدوق باسناده ، قال : وهب بن وهب القرشى : حدّثنى الصادق جعفر بن محمّد ، عن أبيه الباقر ، عن أبيهعليه‌السلام أنّ أهل البصرة كتبوا الى الحسين بن علىعليهما‌السلام يسألونه عن الصمد ، فكتب إليهم : بسم الله الرحمن الرحيم ، أمّا بعد فلا تخوضوا فى القرآن ، ولا تجادلوا فيه ، ولا تتكلّموا فيه بغير علم ، فقد سمعت جدّى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : من قال فى القرآن بغير علم فليتبوّأ مقعده من النار ، وأنّ الله سبحانه قد فسّر الصمد فقال :( اللهُ أَحَدٌ ، اللهُ الصَّمَدُ ) ثمّ فسّره.

فقال :( لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ ) .( لَمْ يَلِدْ ) لم يخرج منه شيء كثيف كالولد وسائر الاشياء الكثيفة الّتي تخرج من المخلوقين ، ولا شيء لطيف كالنفس ، ولا يتشعّب منه البدوات كالسنة والنوم والخطرة والهمّ والحزن والبهجة والضحك والبكاء والخوف والرجاء والرغبة والسأمة والجوع والشبع ، تعالى أن يخرج منه شيء ، وأن يتولّد منه شيء كثيف أو لطيف.

( وَلَمْ يُولَدْ ) لم يتولّد من شيء ولم يخرج من شيء كما يخرج الأشياء الكثيفة من عناصرها كالشيء من الشيء والدابّة والنباتات من الأرض والماء من الينابيع والثمار من الأشجار ، ولا كما يخرج الأشياء اللّطيفة من مراكزها كالبصر من العين والسمع من الاذن ، والشمّ من الأنف والذوق من الفم والكلام من اللسان والمعرفة والتميز من القلب ، وكالنار من الحجر.

لا بل هو الله الصمد الذي لا من شيء ولا فى شيء ، مبدع الاشياء وخالقها ومنشى الاشياء بقدرته ، يتلاشى ما خلق للفناء بمشيّته ويبقى ما خلق للبقاء بعلمه فذلكم الله الصمد ، الذي لم يلد ولم يولد ، عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال ، ولم

١٦٣

يكن له كفوا أحد(١) .

تفسير حروف المعجم

٢٠ ـ الصدوق ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن عبد الرّحمن المقرى الحاكم قال : حدّثنا أبو عمر ومحمّد بن جعفر المقرى الجرجانىّ ، قال : حدّثنا أبو بكر محمّد بن الحسن الموصلى ببغداد ، قال : حدّثنا محمّد بن عاصم الطريفى ، قال : حدّثنا أبو زيد عبّاس بن يزيد بن الحسين بن علىّ الكحال مولى زيد بن على ، قال : أخبرنى أبى يزيد بن الحسن ، قال : حدّثنى موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمّد ، عن أبيه محمّد بن علىّ ، عن أبيه علىّ بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن علىّ بن أبى طالبعليهم‌السلام ،

قال : جاء يهودى الى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله وعنده أمير المؤمنين علىّ بن أبى طالبعليه‌السلام فقال له : ما الفائدة فى حروف الهجاء فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لعلىّعليه‌السلام : أجبه ، وقال : اللهمّ وفّقه وسدّده ، فقال علىّ بن أبى طالبعليه‌السلام : ما من حرف الّا وهو اسم من أسماء اللهعزوجل .

ثمّ قال : أمّا الألف فالله لا إله الّا هو الحىّ القيوم وأمّا الباء فالباقى بعد فناء خلقه ، وأمّا التاء فالتوّاب يقبل التوبة عن عباده ، وأمّا الثاء فالثّابت الكائن( يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا ) ـ الآية» وأمّا الجيم فجلّ ثناؤه وتقدّست أسماؤه ، وأمّا الحاء فحقّ حىّ حليم ، وأمّا الخاء فخبير بما يعمل العباد ، وأمّا الدال فديّان يوم الدين ، وأمّا الذال فذو الجلال والاكرام. وأمّا الرّاء فرؤوف بعباده ، وأمّا الزاى فزين المعبودين.

__________________

(١) التوحيد : ٩٠.

١٦٤

أمّا السين فالسميع البصير ، وأمّا الشين فالشاكر لعباده المؤمنين. وأمّا الصاد فصادق فى وعده ووعيده ، وأمّا الضاد فالضارّ النافع ، وأمّا الطاء فالطاهر المطهّر. وأمّا الظاء فالظاهر المظهر لآياته ، وأمّا العين فعالم بعباده ، وأمّا الغين فغياث المستغيثين من جميع خلقه ، وأمّا الفاء ففالق الحبّ والنّوى ، وأمّا القاف فقادر على جميع خلقه. وأمّا اللّام فلطيف بعباده.

أمّا الميم فمالك الملك ، وأمّا النون فنور السموات من نور عرشه ، وأمّا الواو فواحد أحد صمد لم يلد ولم يولد ، وأمّا الهاء فهاد لخلقه. وأمّا اللام ألف لا إله الا الله وحده لا شريك له ، وأمّا الياء ، فيد الله باسطة على خلقه ، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : هذا هو القول الذي رضى اللهعزوجل لنفسه من جميع خلقه ، فأسلم اليهودىّ(١) .

تفسير حروف الاذان

٢١ ـ الصدوق حدّثنا أحمد بن محمّد بن عبد الرحمن المروزى الحاكم المقرى ، قال : حدّثنا أبو عمرو محمّد بن جعفر المقرى الجرجانى ، قال : حدّثنا أبو بكر محمّد بن الحسن الموصلى ببغداد ، قال : حدّثنا محمّد بن عاصم الطريفىّ ، قال : حدّثنا أبو زيد عيّاش بن يزيد بن الحسن بن على الكحّال مولى زيد بن على ، قال : أخبرنى أبى يزيد بن الحسن ، قال : حدّثنى موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمّد ، عن أبيه محمّد بن على ، عن أبيه علىّ بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن علىّ بن أبى طالبعليه‌السلام ، قال :

كنّا جلوسا فى المسجد اذ صعد المؤذن المنارة فقال : الله أكبر الله أكبر ، فبكى

__________________

(١) التوحيد : ٢٣٤.

١٦٥

أمير المؤمنين علىّ بن أبى طالبعليه‌السلام وبكينا ببكائه ، فلمّا فرغ المؤذّن قال : أتدرون ما يقول المؤذّن؟ قلنا : الله ورسوله ووصيّه أعلم ، فقال : لو تعلمون ما يقول لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا ، فلقوله : الله أكبر معان كثيرة : منها أنّ قول المؤذّن : «الله أكبر» يقع على قدمه وأزليّته وأبديّته وعلمه وقوّته وقدرته وحلمه وكرمه وجوده وعطائه وكبريائه.

فاذا قال المؤذّن : الله أكبر ، فانّه يقول : الله الّذي له الخلق والأمر ، وبمشيّته كان الخلق ، ومنه كان كلّ شيء للخلق وإليه يرجع الخلق ، وهو الأوّل قبل كلّ شيء لم يزل ، والآخر بعد كلّ شيء لا يزال ، والظاهر فوق كلّ شيء لا يدرك ، والباطن دون كلّ شيء لا يحدّ ، فهو الباقى وكلّ شيء دونه فان ، والمعنى الثانى «الله اكبر» أى العليم الخبير علم ما كان وما يكون قبل أن يكون ، والثالث «الله اكبر» أى القادر على كلّ شيء يقدر على ما يشاء ، القوىّ لقدرته ، المقتدر على خلقه ، القوىّ لذاته ، قدرته قائمة على الأشياء كلّها اذا قضى أمرا فانّما يقول له كن فيكون.

الرّابع «الله اكبر» على معنى حلمه وكرمه يحلم كأنّه لا يعلم ويصفح كأنّه لا يرى ويستر كأنّه لا يعصى ، لا يعجّل بالعقوبة كرما وصفحا وحلما ، والوجه الآخر فى معنى «الله اكبر» أى الجواد جزيل العطاء كريم الفعال ، والوجه الآخر «الله اكبر» فيه نفى كيفيته كأنّه يقول : الله أجلّ من أن يدرك الواصفون قدر صفته الّذي هو موصوف به وإنمّا يصفه الواصفون على قدرهم لا على قدر عظمته وجلاله ، تعالى عن أن يدرك الواصفون صفته علوّا كبيرا.

الوجه الآخر «الله اكبر» كأنّه يقول : الله أعلى وأجلّ وهو الغنىّ عن عباده لا حاجة به الى أعمال خلقه ، وأمّا قوله : «أشهد أن لا إله الّا الله» فاعلام بأنّ الشهادة لا تجوز الّا بمعرفة من القلب ، كأنّه يقول : اعلم أنّه لا معبود الّا اللهعزوجل وأنّ كلّ معبود باطل سوى اللهعزوجل وأقرّ بلسانى بما فى قلبى من العلم بأنّه لا إله الّا الله

١٦٦

وأشهد أنّه لا ملجا من الله الّا إليه ولا منجى من شرّ كلّ ذى شرّ وفتنة كلّ ذى فتنة الّا بالله.

فى المرّة الثانية «أشهد أن لا إله إلّا الله». معناه أشهد أن لا هادى إلّا الله ، ولا دليل الّا الله ، وأشهد الله بأنى أشهد أن لا إله الّا الله ، و. شهد سكّان السماوات وسكّان الأرضين وما فيهنّ من الملائكة والناس أجمعين ، وما فيهنّ من الجبال والأشجار والدوابّ والوحوش وكلّ رطب ويابس بأنّى أشهد ان لا خالق الّا الله ، ولا رازق ولا معبود ولا ضارّ ولا نافع ولا قابض ولا باسط ولا معطى ولا مانع ولا دافع ولا ناصح ولا كافى ولا شافى ولا مقدّم ولا مؤخّر الّا الله ، له الخلق والأمر وبيده الخير كلّه ، تبارك الله ربّ العالمين.

أمّا قوله : «أشهد أنّ محمّدا رسول الله» يقول : أشهد الله إنّى أشهد أن لا إله الّا هو وأنّ محمّدا عبده ورسوله ونبيّه وصفيّه ونجيّه أرسله الى كافّة النّاس أجمعين بالهدى ودين الحقّ ليظهره على الدين كلّه ولو كره المشركون ، وأشهد من فى السماوات والأرض من النّبيّين والمرسلين والملائكة والناس أجمعين أنّى أشهد أنّ محمّداصلى‌الله‌عليه‌وآله سيّد الأوّلين والآخرين ، وفى المرّة الثانية «أشهد أنّ محمّدا رسول الله» يقول : أشهد أن لا حاجة لأحد الى أحد الّا الى الله الواحد القهّار مفتقرة إليه سبحانه وأنّه الغنىّ عن عباده والخلائق أجمعين.

أنّه أرسل محمّدا الى الناس بشيرا ونذيرا وداعيا الى الله باذنه وسراجا منيرا ، فمن أنكره وجحده ولم يؤمن به أدخله اللهعزوجل نار جهنّم خالدا مخلدا لا ينفك عنها أبدا ، وأمّا قوله : «حىّ على الصلاة أى هلمّوا الى خير أعمالكم ودعوة ربّكم ، وسارعوا الى مغفرة من ربّكم واطفاء ناركم الّتي أوقدتموها على ظهوركم ، وفكاك رقابكم الّتي رهنتموها بذنوبكم ليكفر الله عنكم سيئاتكم ، ويغفر لكم ذنوبكم ، ويبدّل سيّئاتكم حسنات ، فإنّه ملك كريم ذو الفضل العظيم.

١٦٧

قد أذن لنا معاشر المسلمين بالدخول فى خدمته والتقدّم الى بين يديه وفى المرّة الثانية «حىّ على الصلاة» أى قوموا الى مناجاة ربّكم وعرض حاجاتكم على ربّكم وتوسّلوا إليه بكلامه وتشفّعوا به أكثروا الذكر والقنوت والرّكوع والسجود والخضوع والخشوع ، وارفعوا إليه حوائجكم فقد أذن لنا فى ذلك ، وأمّا قوله : «حىّ على الفلاح» فإنّه يقول : أقبلوا الى بقاء لا فناء معه ونجاة لا هلاك معها وتعالوا الى حياة لا موت معها ، والى نعيم لا نفاد له ، والى ملك لا زوال عنه ، والى سرور لا حزن معه ، والى انس لا وحشة معه.

الى نور لا ظلمة معه والى سعة لا ضيق معها ، والى بهجة لا انقطاع لها ، والى غنى لا فاقة معه ، والى كرامة بالها من كرامة ، وعجّلوا الى سرور الدنيا والعقبى ونجاة الآخرة والأولى ، وفى المرّة الثانية «حىّ على الفلاح» فانّه يقول : سابقوا الى ما دعوتكم إليه ، والى جزيل الكرامة وعظيم المنّة وسنّى النّعمة والفوز العظيم ونعيم الابد فى جوار محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله فى مقعد صدق عند مليك مقتدر.

أمّا قوله «الله اكبر» فانّه يقول : الله أعلى وأجلّ من أن يعلم أحد من خلقه ما عنده من الكرامة لعبد أجابه وأطاعه وأطاع ولاة أمره وعرفه وعبده واشتغل به وبذكره وأحبّه وأنس به واطمأنّ إليه ووثق به وخافه ورجاه واشتاق إليه ووافقه فى حكمه وقضائه ورضى به وفى المرّة الثانية «الله اكبر» فانّه يقول : الله اكبر وأعلى وأجلّ من أن يعلم أحد مبلغ كرامته لاوليائه وعقوبته لأعدائه ، ومبلغ عفوه وغفرانه ونعمته لمن أجابه وأجاب رسوله ، ومبلغ عذابه ونكاله وهو انه لمن أنكره وجحده.

أمّا قوله : «لا إله إلّا الله» معناه ، لله الحجّة البالغة عليهم بالرسل والرسالة والبيان والدّعوة وهو أجلّ من أن يكون لأحد منهم عليه حجّة ، فمن أجابه فله النور والكرامة ومن انكره فانّ الله غنىّ عن العالمين ، وهو أسرع الحاسبين ، ومعنى

١٦٨

«قد قامت الصلاة» فى الإقامة اى حان وقت الزيارة والمناجاة وقضاء الحوائج ودرك المنى والوصول الى اللهعزوجل ، والى كرامته وغفرانه وعفوه ورضوانه.

قال الصدوق فى ذيل الحديث : إنمّا ترك الراوى لهذا الحديث ذكر «حى على خير العمل» للتقيّة(١) .

باب الدعاء

١ ـ أدب الداعى

١ ـ الطبرسى باسناده ، عن الحسين بن علىعليهما‌السلام قال : كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يرفع يديه اذا ابتهل ودعا كما يستطعم المسكين(٢) .

٢ ـ دعاء الاستسقاء

٢ ـ الحميرى باسناده ، عن أمير المؤمنينعليه‌السلام أنّه قال للحسينعليه‌السلام ادع فقام الحسينعليه‌السلام يدعوا اللهم يا معطى الخيرات من مناهلها ومنزل الرحمات من معادنها ومجرى البركات على أهلها منك الغيث المغيث وأنت الغياث المستغاث ونحن الخاطئون وأهل الذنوب وأنت المستغفر الغفّار لا إله الّا أنت.

اللهم أرسل السماء علينا بجنبها مدرار واسقنا الغيث واكفا مغزارا غيثا مغيثا واسعا متّسعا مهطلا مريئا ممرعا غدقا مغدقا غسلانا مجلجلا سحّا سحّا ثجّا ثجّاجا

__________________

(١) التوحيد : ٢٣٨ ـ ٢٤١.

(٢) مكارم الاخلاق : ٣١٤.

١٦٩

سائلا مسيلا ودقا مطفاحا يدفع الودق بالودق دفاعة ويتلوا القطر منه قطرا غير خلّب برقه ، ولا مكذّب رعده تنعش به الضعيف من عبادك وتحيى به الميّت من بلادك وتونق به ذوى الآكام من بلادك ويستحقّ به علينا من مننك آمين يا ربّ العالمين فما فرغ من دعائه حتّى صبّ الله تبارك وتعالى عليهم السماء صبّا.

قال فقيل لسلمان يا أبا عبد الله علّمنا هذا الدعاء ، قال ويحكم أين أنتم عن حديث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله حيث يقول : انّ الله قد أجرى على السن أهل بيتى مصابيح الحكمة(١) .

٣ ـ قال ابن قتيبة : حدّثنا اسحاق بن راهويه ، قال : أخبرنا حسين بن على الجعفىّ ، عن اسرائيل ، عن الحسينعليه‌السلام أنّه كان اذا استسقى قال : اللهمّ اسقنا سقيا واسعة وادعة عامّة ، نافعة غير ضارة تعمّ بها حاضرنا وبادينا وتزيد بها فى رزقنا وشكرنا ، اللهمّ اجعله رزق ايمان وعطاء ايمان ، انّ عطاءك لم يكن محظورا ، اللهمّ أنزل علينا فى أرضنا سكنها وأنبت فيها زينتها ومرعاها(٢) .

٣ ـ الدعاء عند ارتفاع النهار

٤ ـ قال أبو جعفر الطوسى : الساعة الثالثة : وهى من ذهاب الشعاع الى ارتفاع النهار للحسين بن علىعليه‌السلام : يا من تجبّر فلا عين تراه يا من تعظّم فلا تخطر القلوب بكنهه يا حسن المنّ يا حسن التجاوز ، يا حسن العفو يا جواد يا كريم يا من لا يشبهه شيء من خلقه يا من منّ على خلقه بأوليائه اذا ارتضاهم لدينه وأدّب بهم عباده وجعلهم حججا منّا منه على خلقه ، أسألك بحقّ الحسين بن علىعليهما‌السلام السبط التابع لمرضاتك والناصح فى دينك والدليل على ذاتك أسألك بحقّه وأقدّمه بين يدى حوائجى أن تصلّى على محمّد وإله وأن تفعل بى كذا وكذا(٣)

__________________

(١) قرب الاسناد : ٧٣

(٢) عيون الاخبار : ٢ / ٢٧٨.

(٣) مصباح المتحدين : ٣٥٨

١٧٠

٤ ـ صلاة الحاجة

٥ ـ روى الطبرسى عن الحسين بن علىعليهما‌السلام قال : تصلّى أربع ركعات تحسن قنوتهن وأركانهنّ ؛ تقرأ فى الأولى «الحمد» مرة و( حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ) سبع مرّات وفى الثانية الحمد مرّة وقوله :( ما شاءَ اللهُ لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ ، إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مالاً وَوَلَداً ) سبع مرات وفى الثالثة «الحمد» مرة وقوله :( لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ) سبع مرّات وفى الرابعة «الحمد» مرّة و( أُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللهِ إِنَّ اللهَ بَصِيرٌ بِالْعِبادِ ) سبع مرّات ، ثم تسأل حاجتك(١) .

٥ ـ دعائهعليه‌السلام فى يوم عرفة

٧ ـ قال ابن طاوس : من الدعوات المشرفة فى يوم عرفة دعاء مولانا الحسين بن على صلوات الله عليه.

الحمد لله الّذي ليس لقضائه دافع ولا لعطائه مانع ولا كصنعه صنع صانع وهو الجواد الواسع ، فطر أجناس البدائع وأتقن بحكمته الصنائع لا يخفى عليه الطلائع ولا تضيع عنده الودائع أتى بالكتاب الجامع وبشرع الإسلام النّور الساطع وهو للخليقة صانع وهو المستعان على الفجائع.

جازى كلّ صانع ورائش كلّ قانع وراحم كلّ ضارع ومنزل المنافع والكتاب الجامع بالنور الساطع وهو للدعوات سامع وللدرجات رافع و

__________________

(١) مكارم الاخلاق : ٣٨٥.

١٧١

للكربات دافع وللجبابرة قامع وراحم عبرة كلّ ضارع ودافع ضرعة كلّ ضارع فلا إله غيره ولا شيء يعدله وليس كمثله شيء وهو السميع العليم البصير اللطيف الخبير وهو على كلّ شيء قدير.

اللهم انى أرغب إليك وأشهد بالرّبوبية لك مقرا بانّك ربّى وأنّ إليك مردّى ابتدأتني بنعمتك قبل أن أكون شيئا مذكورا وخلقتنى من التراب ثمّ أسكنتنى الأصلاب آمنا لريب المنون واختلاف الدهور ، فلم أزل ظاعنا من صلب الى رحم فى تقادم الأيّام الماضية ، والقرون الخالية لم تخرجنى لرأفتك بى ولطفك لى واحسانك الىّ فى دولة أيام الكفرة الذين نقضوا عهدك وكذّبوا رسلك لكنك أخرجتنى رأفة منك وتحنّنا علىّ للذى سبق لى من الهدى الذي فيه يسّرتنى وفيه أنشاتنى ، ومن قبل رؤفت بى بجميع صنعك وسوابغ نعمتك فابتدعت خلقى من منّى يمنى.

ثمّ أسكنتنى فى ظلمات ثلاث بين لحم وجلد ودم لم تشهرنى بخلقى ولم تجعل إلىّ شيئا من أمرى ثم اخرجتنى إلى الدنيا تامّا سويّا وحفظتنى فى المهد طفلا صبيّا ورزقتنى من الغذاء لبنا مريا وعطفت علىّ قلوب الحواضن وكلفتنى الأمّهات الرحائم وكلأتنى من طوارق الجانّ وسلّمتنى من الزيادة والنقصان.

فتعاليت يا رحيم يا رحمن حتّى اذا استهللت ناطقا بالكلام أتممت علىّ سوابق الانعام فربّيتنى زائدا فى كلّ عام حتىّ اذا كملت فطرتى وسريرتى أوجبت علىّ حجتك بان ألهمتنى معرفتك وروّعتنى بعجائب فطرتك وأنطقتنى لما ذرأت فى سمائك وأرضك من بدائع خلقك ونبّهتنى لذكرك وشكرك وواجب طاعتك وعبادتك وفهّمتنى ما جاءت به رسلك ويسّرت لى تقبل مرضاتك ومننت علىّ فى جميع ذلك بعونك ولطفك.

ثمّ إذ خلقتنى من حرّ الثرى لم ترض لى يا إلهى بنعمة دون أخرى ورزقتنى

١٧٢

من أنواع المعاش وصنوف الرياش بمنّك العظيم علىّ واحسانك القديم الىّ حتى اذا أتمت علىّ جميع النعم وصرفت عنّى كلّ النّقم ، لم يمنعك جهلى وجرأتى عليك أن دللتنى على ما يقرّبنى إليك ووفّقتنى لما يزلفنى لديك فان دعوتك أجبتنى وأن سألتك أعطيتنى وأن أطعتك شكرتنى وان شكرتك زدتنى كلّ ذلك إكمالا لأنعمك علىّ وإحسانك الىّ.

فسبحانك سبحانك من مبدئ معيد حميد مجيد وتقدّست أسماؤك وعظمت آلاؤك فأىّ أنعمك يا الهى احصى عددا او ذكرا أم أىّ عطاياك أقوم بها شكرا وهى يا ربّ أكثر من أى يحصيها العادّون أو يبلغ علما بها الحافظون ثم ما صرفت وذرأت علىّ اللهم من الضرّ والضّراء اكثر ممّا ظهر لى من العافية والسّراء.

أنا أشهد يا إلهى بحقيقة ايمانى وعقد عزمات يقينى وخالص صريح توحيدى ، وباطن مكنون ضميرى وعلائق مجارى نور بصرى وأسارير صفحة جبينى وخرق مسارب نفسى وحذاريف مآرن عرنينى ومسارب صماخ سمعى وما ضمّت وأطبقت عليه شفتاى وحركات لفظ لسانى ومغرز حنك فمى وفكّى ومنابت أضراسى وبلوغ حبائل بارع عنقى ومساغ مطعمى ومشربى وحمالة أمّ رأسى وجمل حمائل حبل وتيني وما اشتمل عليه تامور صدرى ونياط حجاب قلبى وأفلاذ حواشى كبدى وما حوته شراسيف أضلاعى وحقاق مفاصلى وأطراف أناملى وقبض عواملى ودمى وشعرى وبشرى وعصبى وقصبى وعظامى ومخى وعروقى وجميع جوارحى.

ما أنشج علىّ ذلك أيام رضاعى وما أقلّت الأرض منّى ونومى ويقظتى وسكونى وحركتى وحركات ركوعى وسجودى أن لو حاولت واجتهدت مدى الاعصار والأحقاب لو عمّرتها أن أؤدّى شكر واحدة من أنعمك ما استطعت ذلك الا بمنّك الموجب علىّ شكرا آنفا جديدا وثناء طارفا عتيدا.

١٧٣

أجل ولو حرصت والعادون من أنامك أن نحصى مدى انعامك سالفة وآنفة لما حصرناه عددا ولا أحصيناه أبدا هيهات أنّى ذلك وأنت المخبر عن نفسك فى كتابك الناطق والنبأ الصادق وان تعدّوا نعمة الله لا تحصوها ، صدق كتابك اللهمّ ونباؤك وبلغت أنبياؤك ورسلك ما أنزلت عليهم من وحيك وشرعت لهم من دينك غير أنى أشهد بجدّى وجهدى ومبالغ طاقتى ووسعى أقول مؤمنا.

الحمد لله الذي لم يتّخذ ولدا فيكون موروثنا ولم يكن له شريك فى الملك فيضاده فيما ابتدع ولا ولىّ من الذّل فيرفده فيما صنع سبحانه سبحانه سبحانه ، لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا وتفطرتا فسبحان الله الواحد الحقّ الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد الحمد لله حمدا يعدل حمد ملائكة المقربين وأنبيائه المرسلين ، وصلى الله على خيرته من خلقه محمد خاتم النبيين وآله الطاهرين المخلصين.

اللهم اجعلنى أخشاك كأنّى أراك وأسعدنى بتقواك ولا تشقنى بمعصيتك وخر لي فى قضاءك وبارك لى فى قدرك حتىّ لا أحبّ تعجيل ما أخّرت ولا تأخير ما عجّلت ، اللهم اجعل غناى فى نفسى واليقين فى قلبى والإخلاص فى عملى ، والنور فى بصرى والبصيرة فى دينى ومتعنى بجوارحى واجعل سمعى وبصرى الوارثين منّى وانصرنى على من ظلمنى وارزقنى مآربى وثارى واقر بذلك عينى.

اللهم اكشف كربتى واستر عورتى واغفر لى خطيئتى وأخسأ شيطانى وفكّ رهانى واجعل لى يا الهى الدرجة العليا فى الآخرة والأولى اللهم لك الحمد كما خلقتنى فجعلتنى سميعا بصيرا ولك الحمد كما خلقتنى فجعلتنى حيّا سويّا يا رحمة بى وكنت عن خلقى غنيا ربى بما برأتنى فعدلت فطرتى ربّ بما أنشأتنى فاحسنت صوتى يا رب بما أحسنت بى وفى نفسى عافيتنى ربّ بما كلأتنى ووفّقتنى ، ربّ بما أنعمت علىّ فهديتني ربّ بما آويتنى ومن كلّ خير أتيتنى وأعطيتنى ربّ بما اطعمتنى

١٧٤

وسقيتنى وبما أغنيتنى وأقنيتنى ربّ بما أعنتى وأعززتنى ربّ بما ألبستني من ذكرك الصافى ويسّرت لى من صنعك الكافي صلّ على محمّد وآل محمّد وأعنّى على بوائق الدهر وصروف الأيام واللّيالى ، ونجّنى من أهوال الدّنيا وكربات الآخرة واكفنى شرّ ما يعمل الظالمون فى الأرض.

اللهم ما أخاف فاكفنى وما أحذر فقنى وفى نفسى ودينى فأحرسنى وفى سفرى فاحفظنى وفى أهلى ومالى وولدى فأخلفنى وفيما رزقتنى فبارك لى وفى نفسى فذللّنى وفى أعين الناس فعظّمنى ومن شر الجنّ والإنس فسلّمنى وبذنوبى فلا تفضحنى وبسريرتى فلا تخزنى وبعملى فلا تبتلنى ونعمك فلا تسلبنى وإلى غيرك فلا تكلنى الى من تكلنى إلى القريب يقطعنى أم إلى البعيد يتهجمنى أم إلى المستضعفين لى وأنت ربّى وعليك أمرى أشكو إليك غربتى وبعد دارى وهو انى على من ملكته أمرى.

اللهم فلا تحلل بى غضبك فان لم تكن غضبت علىّ فلا أبالى سواك غير ان عافيتك أوسع لى ، فأسألك بنور وجهك الّذي أشرقت له الأرض والسموات وانكشفت به الظلمات وصلح عليه أمر الأوّلين والآخرين أن لا تميتنى على غضبك ولا تنزل بى سخطك لك العتبى حتى ترضى من قبل ذلك لا إله إلّا أنت ربّ البلد الحرام والمشعر الحرام والبيت العتيق الذي أحللته البركة وجعلته للناس أمنة يا من عفى عن العظيم من الذنوب بحلمه يا من اسبغ النعمة بفضله يا من أعطى الجزيل بكرمه.

يا عدّتى فى كربتى يا مونسى فى حفرتى يا ولىّ نعمتى يا إلهى وإله آبائى ابراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب وربّ جبرئيل وميكائيل واسرافيل وربّ محمّد خاتم النبيين وآله المنتجبين ومنزل التوراة والإنجيل والزبور والقرآن العظيم ، ومنزل كهيعص وطه ويس والقرآن الحكيم أنت كهفى حين تعيينى المذاهب

١٧٥

فى سعتها وتضيق علىّ الأرض بما رحبت ، ولو لا رحمتك لكنت من المفضوحين وأنت مؤيّدى بالنصر علي الأعداء ولو لا نصرك لى لكنت من المغلوبين.

يا من خصّ نفسه بالسّمو والرفعة ، وأولياؤه بعزه يعتزّون يا من جعلت له الملوك نير المذلة على أعناقهم فهم من سطواته خائفون يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور وغيب ما تأتى به الأزمان والدّهور ، يا من لا يعلم كيف هو إلّا هو ، يا من لا يعلم ما هو إلّا هو ، يا من لا يعلم ما يعلمه ، إلّا هو ، يا من كبس الأرض على الماء وسدّ الهواء بالسّماء يا من له أكرم الاسماء يا ذا المعروف الّذي لا ينقطع أبدا يا مقيض الرّكب ليوسف فى البلد القفر ومخرجه من الجبّ وجاعله بعد العبودية ملكا.

يا رادّ يوسف على يعقوب بعد ان ابيضّت عيناه من الحزن فهو كظيم ، يا كاشف الضرّ والبلاء عن أيوب يا ممسك يد إبراهيم عن ذبح ابنه بعد أن كبر سنّه وفنى عمره يا من استجاب لزكريّا فوهب له يحيى ولم يدعه فردا وحيدا يا من أخرج يونس من بطن الحوت يا من فلق البحر لبنى إسرائيل فأنجاهم وجعل فرعون وجنوده من المغرقين يا من أرسل الرّياح مبشرات بين يدى رحمته يا من لا تعجل على من عصاه من خلقه.

يا من استنقذ السحرة من بعد طول الجحود وقد غدوا وفى نعمته ياكلون رزقه ويعبدون غيره قد حادّوه ونادّوه وكذّبوا رسله يا الله يا بدئ لا بدأ لك يا دائما لا نفاد لك يا حىّ يا قيوم يا محيى الموتى يا من هو قائم على كلّ نفس بما كسبت يا من قلّ له شكرى فلم يحرمنى وعظمت خطيئتى فلم يفضحنى ورآنى على المعاصى فلم يخذلنى يا من حفظنى فى صغرى يا من رزقنى فى كبرى ، يا من أياديه عندى لا يحصى يا من نعمه عندى لا تجارى يا من عارضنى بالخير والإحسان وعارضته بالاساءة والعصيان.

يا من هدانى بالإيمان قبل أن أعرف شكر الامتنان يا من دعوته مريضا

١٧٦

فشفانى وعريانا فكسانى وجائعا فاطعمنى وعطشانا فأروانى وذليلا فأعزّنى وجاهلا فعرّفنى ووحيدا فكثرنى وغائبا فردّنى ومقلا فأغنانى ومنتصرا فنصرنى وغنيا فلم يسلبني وأمسكت عن جميع ذلك فابتدأتنى فلك الحمد يا من أقال عثرتى ونفّس كربتى وأجاب دعوتى وستر عورتى وذنوبى وبلغنى طلبتى ونصرنى على عدوّى أن أعدّ نعمك ومننك وكرائم منحك لا أحصيها.

يا مولاى أنت الذي أنعمت أنت الّذي أحسنت أنت الذي أجملت أنت الذي أفضلت ، أنت الذي مننت أنت الذي أكملت أنت الذي رزقت أنت الذي أعطيت ، أنت الّذي أغنيت أنت الذي أقنيت أنت الذي آويت أنت الذي كفيت أنت الّذي هديت أنت الذي ، عصمت أنت الّذي سترت أنت الّذي غفرت أنت الذي أقلت أنت الذي مكّنت أنت الّذي أعززت أنت الذي أعنت أنت الّذي عضدت أنت الّذي أتيت ، أنت الذي نصرت أنت الّذي شفيت أنت الذي عافيت أنت الذي كرّمت تباركت ربنا وتعاليت فلك الحمد دائما ولك الشكر واجبا.

ثمّ أنا يا الهى المعترف بذنوبى فاغفرها لى أنا الّذي أخطأت أنا الّذي أغفلت أنّا الّذي جهلت أنا الّذي هممت أنا الذي سهوت أنا الذي اعتمدت انا الّذي تعمّدت انا الذي وعدت أنا الّذي أخلفت أنا الّذي نكثت أنا الذي أقررت يا إلهى أعترف بنعمك عندى وأبوء بذنوبى فاغفر لى يا من لا تضرّه ذنوب عباده وهو الغنىّ عن طاعتهم والموفق من عمل منهم صالحا بمعونته ورحمته فلك الحمد إليه أمرتنى فعصيتك ونهيتنى فارتكبت نهيك فأصبحت لا ذا براءة فأعتذر ولا ذا قوّة فأنتصر فبأىّ شيء استقيلك يا مولاى.

أبسمعي أم ببصرى أم بلسانى أم بيدى أم برجلى أليس كلّها نعمك عندى وبكلّها عصيتك يا مولاى فلك الحجة والسبيل علىّ يا من سترنى من الآباء والأمّهات أن يزجرونى ومن العشائر والإخوان أن يعيرونى ومن السلاطين أن

١٧٧

يعاقبونى ولو اطلعوا يا مولاى على ما أطلعت عليه منّى إذا ما انظرونى ولرفضونى وقطعونى.

فها أنا ذا بين يديك يا سيّدى خاضعا ذليلا حصيرا ، حقيرا لا ذو براءة فأعتذر ولا ذو قوة فأنتصر ، ولا حجة لى فاحتجّ بها ولا قائل لم أجترح ولم أعمل سوء وما عسى الجحود لو جحدت يا مولاى ينفعنى وكيف وانّى ذلك وجوارحى كلّها شاهدة علىّ بما قد عملت يقينا غير ذى شك إنك سائلى من عظائم الأمور ، وانك الحكيم العدل الذي لا يجور وعدلك مهلكى ومن كل عدلك مهربى.

فأن تعذبنى فبذنوبى يا مولاى بعد حجتك علىّ وإن تعف عنّى فبحلمك وجودك وكرمك لا إله إلا أنت سبحانك إنى كنت من الظالمين لا إله إلّا أنت سبحانك إنى كنت من المستغفرين لا إله إلا أنت سبحانك إنّى كنت من الموحّدين ، لا إله إلا أنت سبحانك إنى كنت من الوجلين ، لا إله إلّا أنت سبحانك إنى كنت من الراجين الراغبين ، لا إله إلّا أنت سبحانك إنى كنت من السائلين ، لا إله إلّا أنت سبحانك انى كنت من المهلّلين المسبحين ، لا إله إلا أنت ربّى وربّ آبائى الأوّلين.

اللهم هذا ثنائى عليك ممجدا وإخلاصى لك موحدا وإقرارى بآلائك معددا وإن كنت مقرّا أنى لا أحصيها لكثرتها وسبوغها وتظاهرها وتقادمها إلى حادث ما لم تزل تتغمدنى به معها منذ خلقتنى وبرأتنى من أوّل العمر من الاغناء بعد الفقر ، وكشف الضرّ وتسبيب اليسر ودفع العسر وتفريج الكرب والعافية فى البدن والسلامة فى الدين ولو رفدني على قدر ذكر نعمك على جميع العالمين من الاولين والآخرين لما قدرت ، ولا هم على ذلك تقدّست وتعاليت من ربّ عظيم كريم رحيم.

لا تحصى آلاؤك ولا يبلغ ثناك ولا تكافى نعماؤك صلّ على محمّد وآل محمّد وأتمم علينا نعمتك وأسعدنا بطاعتك سبحانك لا إله إلّا أنت تجيب دعوة المضطرّ إذا دعاك وتكشف السوء وتغيث المكروب وتشفى السقيم وتغنى الفقير و

١٧٨

تجبر الكبير وترحم الصغير وتعين الكبير ، وليس دونك ظهير ولا فوقك قدير وأنت العلىّ الكبير يا مطلق المكبّل الأسير ، يا رازق الطفل الصغير يا عصمة الخائف المستجير يا من لا شريك له ولا قدير صلّ على محمّد وآل محمّد.

اعطنى فى هذه العشية أفضل ما أعطيت وأنلت أحدا من عبادك من نعمة تولّيها وآلاء تجدّدها وبلية تصرفها وكربة تكشفها ودعوة تسمعها وحسنة تتقبّلها وسيئة تغفرها انّك لطيف خبير وعلى كل شيء قدير ، اللهم إنك أقرب من دعى وأسرع من أجاب وأكرم من عفا وأوسع من أعطى وأسمع من سئل يا رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما ، ليس كمثلك مسئول ولا سواك مأمول دعوتك فأجبتنى وسألتك فاعطيتنى ورغبت إليك فرحمتني ووثقت بك فنجّيتنى وفزعت إليك فكفيتنى.

اللهم صلّى على محمّد عبدك ورسولك ونبيك وعلى آله الطيبين الطّاهرين أجمعين وتممّ لنا نعماؤك وهنئنا عطاءك واجعلنا لك شاكرين ولآلائك ذاكرين آمين ربّ العالمين اللهم يا من ملك فقدر وقدر فقهر ، وعصى فستر واستغفر فغفر ، يا غاية رغبة الراغبين ومنتهى أمل الراجين ، يا من أحاط بكلّ شيء علما ووسع المستقبلين رأفة وحلما اللهم إنا نتوجّه إليك فى هذه العشية الّتي شرّفتها وعظّمتها بمحمّد نبيك ورسولك وخيرتك وأمينك على وحيك.

اللهم فصلّ على البشير النذير السراج المنير ، الذي أنعمت به على المسلمين وجعلته رحمة للعالمين ، اللهم فصلّ على محمّد وآله ، كما محمّد أهل ذلك. يا عظيم ، فصلّ عليه وعلى آل محمّد المنتجبين الطيبين الطاهرين ، أجمعين ، وتغمّدنا بعفوك عنا ، فاليك عجّت الأصوات بصنوف اللغات واجعل لنا فى هذه العشية نصيبا فى كلّ خير تقسمه ونور تهدى به ورحمة تنشرها وعافية تجللها وبركة تنزلها ورزق تبسطه يا أرحم الراحمين.

١٧٩

اللهم اقلبنا فى هذا الوقت منجحين ، مفلحين ، مبرورين ، غانمين ولا تجعلنا من القانطين ولا تخلنا من رحمتك ولا تحر منا ما نؤمّله من فضلك ولا تردّنا خائبين ولا عن بابك مطرودين ولا تجعلنا من رحمتك محرومين ولا لفضل ما نؤمّله من عطاياك قانطين ، يا أجود الأجودين ويا أكرم الأكرمين.

اللهم إليك أقبلنا موقنين ولبيتك الحرام آمّين قاصدين ، فأعنّا على منسكنا وأكمل لنا حجّنا واعف اللهم عنّا وعافنا ، فقد مددنا إليك أيدينا وهى بذلّة الاعتراف موسومة ، اللهم فأعطنا فى هذه العشية ما سألناك واكفنا ما استكفيناك ، فلا كافى لنا سواك ولا ربّ لنا غيرك ، نافذ فينا حكمك ، محيط بنا علمك ، عدل فينا قضاؤك اقض لنا الخير واجعلنا من أهل الخير.

اللهم أوجب لنا بجودك عظيم الأجر وكريم الذخر ودوام اليسر واغفر لنا ذنوبنا أجمعين ولا تهلكنا مع الهالكين ولا تصرف عنّا رأفتك برحمتك يا أرحم الراحمين ، اللهم اجعلنا فى هذا الوقت ممن سألك فأعطيته وشكرك فزدته وتاب إليك فقبلته وتنصل إليك من ذنوبه فغفر تهاله يا ذا الجلال والاكرام.

اللهم وفقنا وسدّدنا واعصمنا واقبل تضرّعنا يا خير من سئل ويا أرحم من استرحم ، يا من لا يخفى عليه اغماض الجفون ولا لحظ العيون ، ولا ما استقرّ فى المكنون ولا ما انطوت عليه مضمرات القلوب ، ألا كلّ ذلك قد أحصاه علمك ووسعه حلمك ، سبحانك وتعاليت عمّا يقول الظالمون علوّا كبيرا.

تسبّح لك السماوات السبع والأرض ومن فيهنّ وإن من شيء إلّا يسبّح بحمدك ، فلك الحمد والمجد ، وعلوّ الجدّ ، يا ذا الجلال والإكرام والفضل والإنعام والأيادي الجسام وأنت الجواد الكريم ، الرءوف الرحيم ، أوسع علىّ من رزقك وعافنى فى بدنى ودينى وآمن خوفى وأعتق رقبتى من النّار.

اللهم لا تمكر بي ولا تستدر جنى ولا تخذلنى ، وادر أعنّى شرّ فسقه الجنّ و

١٨٠

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496