من هم قتلة الحسين شيعة الكوفة ؟

من هم قتلة الحسين شيعة الكوفة ؟4%

من هم قتلة الحسين شيعة الكوفة ؟ مؤلف:
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
ISBN: 978-964-2501-97-7
الصفحات: 482

من هم قتلة الحسين شيعة الكوفة ؟
  • البداية
  • السابق
  • 482 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 44001 / تحميل: 4783
الحجم الحجم الحجم
من هم قتلة الحسين شيعة الكوفة ؟

من هم قتلة الحسين شيعة الكوفة ؟

مؤلف:
ISBN: ٩٧٨-٩٦٤-٢٥٠١-٩٧-٧
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

الفصل السادس :

هل كان الّذين كتبوا إلى الإمام شيعةً له؟

٣٢١
٣٢٢

لقد تقدّم أنّ الإمامعليه‌السلام كان في ريبٍ من تلك الكتب ، حتّى إنّه صرّح بأنّ أصحابها سيقتلونه ، جاء ذلك في ما رواه يزيد الرشك عمّن شافه الإمامعليه‌السلام في الطريق ، وفي روايةٍ أُخرى ـ رواها البلاذري ـ قالعليه‌السلام : «ما كانت كُتتب مَن كَتب إليّ في ما أظنّ إلّامكيدةً لي ، وتقرّباً إلى ابن معاوية بي»(١) .

فهل كان هؤلاء كلّهم شيعةً له؟

إنّ أوّل كتابٍ ذُكرت أسماء أصحابها فيه ـ في ما نعلم ـ هو الكتاب الذي أرسله :

١ ـ سليمان بن صرد

٢ ـ المسيَّب بن نجبة

٣ ـ رِفاعة بن شدّاد

٤ ـ حبيب بن مظاهر(٢) .

وقد كتبوا هذا الكتاب في منزل سليمان ، بعد أن خَطَبهم ؛ وقد

__________________

(١) أنساب الأشراف ٣ / ٣٩٣

(٢) انظر : تاريخ الطبري ٣ / ٢٧٧ ـ ٢٧٨ ، الكامل في التاريخ ٣ / ٣٨٥ / ـ ٣٨٦ ، البداية والنهاية ٨ / ١٢١ ـ ١٢٢

٣٢٣

تقدّم نصُّ كلامه عن كتاب «الإرشاد»(١) .

ومن الّذين كتبوا إليه جماعة ناشدهم الإمامعليه‌السلام في يوم عاشوراء ، وهم :

١ ـ شبث بن ربعي

٢ ـ حجّار بن أبجر

٣ ـ قيس بن الأشعث

٤ ـ يزيد بن الحارث

قال لهمعليه‌السلام : «ألم تكتبوا إليَّ؟!».

قالوا : لم نفعل(٢) .

وقد كذبوا عليهم لعنة الله ، فقد جاء في الأخبار أنّه بعد أنْ استُشهد الإمامعليه‌السلام ، قال ابن سعد لشبث بن ربعي : «إنزل فجئني برأسه!

فقال : أنا بايعتُه ثمّ غدرتُ به ، ثمّ أنزل فأحتزّ رأسه؟! لا والله لا أفعل ذلك.

قال : إذاً أكتبُ إلى ابن زياد.

قال : أُكتبْ له!»(٣) .

ومنهم : عمرو بن الحجّاج الزبيدي(٤) ، وهو أبو زوجة هاني بن

__________________

(١) تقدّم في الصفحة ٢٥٨ وما بعدها ؛ فراجع!

(٢) انظر : انساب الأشراف ٣ / ٣٩٦ ، الكامل في التاريخ ٣ / ٤١٩ ، البداية والنهاية ٨ / ١٤٣

(٣) الدر النظيم : ٥٥١

(٤) بحار الأنوار ٤٤ / ٣٤٤ ، وانظر : تاريخ الطبري ٣ / ٣١٤ ، البداية والنهاية ٨ / ١٢٢

٣٢٤

عروة(١) ، وهو الذي قاد العسكر لاحتلال الفرات ، وقطع الماء عن أهل البيت ومعسكر الإمام(٢) .

ومنهم : عزرة بن قيس الأحمسي(٣) ، وهو الذي أراد ابن سعد أن يبعثه رسولاً إلى الإمام فأبى ؛ لأنّه كان ممّن كتب إليه بالقدوم(٤) .

ومنهم : محمّد بن عمير التميمي(٥) .

ولدى التحقيق يتبيّن أنّ الّذين كتبوا إليه ينقسمون إلى قسمين :

١ ـ قسم كانوا شيعة له ، وهم : سليمان بن صرد وجماعته ، وفراس ابن جعدة.

٢ ـ وقسم لم يكونوا شيعةً له ، وهؤلاء على قسمين :

أ ـ الخوارج ، أمثال «شبث بن ربعي».

ب ـ حزب بني أُميّة ، أمثال «حجّار بن أبجر».

فأمّا «الشيعة» :

فمنهم من استشهد مع الإمامعليه‌السلام ، كحبيب بن مظاهر الأسدي.

ومنهم : سليمان بن صرد وجماعته ، الّذين سنتحدَّث عنهم فيما بعد.

__________________

(١) بحار الأنوار ٤٤ / ٣٤٤

(٢) انظر : تاريخ الطبري ٣ / ٣١١ ـ ٣١٢

(٣) بحار الأنوار ٤٤ / ٣٣٤ ، وانظر : أنساب الأشراف ٣ / ٣٧٠ ، تاريخ الطبري ٣ / ٣١٧

(٤) تاريخ الطبري ٣ / ٣١٠ ، البداية والنهاية ٨ / ١٨٧

(٥) بحار الأنوار ٤٤ / ٣٣٤

٣٢٥

رُسُل أهل الكوفة إلى الإمام

ثمّ إنّ من الرسل إلى الإمامعليه‌السلام :

١ ـ عبد الله بن مسمع الهمداني

٢ ـ عبد الله بن وال

٣ ـ قيس بن مُسْهِر الصيداوي

٤ ـ عمارة بن عبد الله السلولي

٥ ـ هاني بن هاني السبيعي

٦ ـ سعيد بن عبد الله الحنفي

٧ ـ عبد الرحمن بن عبد الله بن الكون الأرحبي.

وقد كان «سعيد» هذا ممّن بايع مسلماًعليه‌السلام ، مع عابس الشاكري وحبيب بن مظاهر ، في بيت المختار الثقفي(١) ، ثمّ استشهد ثلاثتهم مع الإمام في الطفّ(٢) .

و «عبد الرحمن» المذكور استشهد ـ أيضاً ـ مع الإمام(٣) .

و «قيس بن مسهِر» استشهد في الكوفة ، فقد كان حاملاً لكتابٍ من الإمام إلى أهل الكوفة ، فمضى إلى الكوفة وعبيد الله بن زياد قد وضع المراصد والمصابيح على الطرق ، فليس أحد يقدر أن يجوز إلّافُتّش ، فلمّا تقارب من الكوفة قيس بن مسهر لقيه عدوٌّ لله ، يقال له : الحصين بن

__________________

(١) انظر : تاريخ الطبري ٣ / ٢٧٩

(٢) مناقب آل أبي طالب ٤ / ١١٢ ، البداية والنهاية ٨ / ١٤٨

(٣) مناقب آل أبي طالب ٤ / ١٢٢

٣٢٦

نمير السكوني ، فلمّا نظر إليه قيس كأنّه اتّقى على نفسه ، فأخرج الكتاب سريعاً فمزّقه عن آخره ، فأمر الحصين أصحابه فأخذوا قيساً وأخذوا الكتاب ممزّقاً حتّى أتوا به إلى عبيد الله بن زياد(١) .

و «عبد الله بن وال» كان مع سليمان بن صرد ، وقد استشهد معه ؛ نقل ابن الأثير :

أنّ أدهم بن محرز الباهلي حمل بخيله ورجله على التوّابين ، فوصل ابنُ محرز إلى ابنِ وال وهو يتلو :( وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبّهِمْ يُرْزَقُونَ ) (٢) ، فغاظ ذلك أدهم بن محرز ، فحمل عليه فضرب يده فأبانها ، ثمّ تنحّى عنه وقال : إنّي أظنّك وددت أنّك عند أهلك؟!

قال ابن وال : بئسما ظننت ، والله ما أُحبّ أنّ يدك مكانها إلّاأن يكون لي من الأجر ما في يدي ؛ ليعظم وزرك ويعظم أجري.

فغاظه ذلك أيضاً ، فحمل عليه وطعنه فقتله وهو مقبل ما يزول ، وكان ابن وال من الفقهاء العبّاد(٣) .

وكذا قُتل معه جماعته الآخرون ، الّذين كتبوا إلى الإمامعليه‌السلام أو كانوا رسلاً إليه ، إلّا «حبيب بن مظاهر» ، فإنّه استشهد في الطفّ ، وإلّا «رفاعة بن شدّاد» فإنّه رجع إلى الكوفة بعد استشهاد سليمان والجماعة(٤) .

__________________

(١) الفتوح ٥ / ٩٢ ـ ٩٣ ؛ وقد تقدّم في الصفحات ٢٨٥ ـ ٢٨٨

(٢) سورة آل عمران ٣ : ١٦٩

(٣) انظر : الكامل في التاريخ ٤ / ٨ حوادث سنة ٦٥ ه

(٤) سير أعلام النبلاء ٣ / ٣٩٥ ضمن ترجمة سليمان بن صرد الخزاعي

٣٢٧
٣٢٨

الفصل السابع :

إجراءات ابن زياد في الكوفة

٣٢٩
٣٣٠

لقد ولّى يزيدُ بن معاوية عبيدَ الله بن زياد على الكوفة ، بعد أن لعب الوالي عليها ـ وهو : النعمان بن بشير ـ دوره المأمور به ، بوصيّةٍ من معاوية ، فكتب إليه يزيد مع مسلم بن عمرو :

«أمّا بعد ، فإنّه كتب إليّ شيعتي من أهل الكوفة ، يخبروني أنّ ابن عقيل بها يجمع الجموع ويشقُّ عصا المسلمين ، فسِرْ حين تقرأ كتابي هذا حتّى تأتي الكوفة ، فتطلب ابن عقيل طلب الخُرزة حتّى تثقفه فتوثقه أو تقتله أو تنفيه ؛ والسلام.

وسلّم إليه عهده على الكوفة.

فسار مسلم بن عمرو ، حتّى قدم على عبيد الله بالبصرة ، فأوصل إليه العهد والكتاب ، فأمر عبيد الله بالجهاز من وقته ، والمسير والتهيّؤ إلى الكوفة من الغد ، ثمّ خرج من البصرة واستخلف أخاه عثمان ، وأقبل إلى الكوفة ومعه مسلم بن عمرو الباهليّ وشريكُ بن أعور الحارثيّ وحشمه وأهل بيته ، حتّى دخل الكوفة وعليه عمامةٌ سوداء وهو مُتلثّم ، والناس قد بلغهم إقبال الحسينعليه‌السلام إليهم فهم ينتظرون قدومه ، فظنّوا حين رأوا عبيد الله أنّه الحسين ، فأخذ لا يمرُّ على جماعةٍ من الناس إلّاسلَّموا عليه وقالوا : مرحباً بابن رسول الله ، قدمتَ خيرَ مقدم.

٣٣١

فرأى من تباشرهم بالحسين ما ساءه ، فقال مسلم بن عمرو لمّا أكثروا : تأخَّروا! هذا الأمير عبيدُ الله بن زياد.

وسار حتّى وافى القصر في الليل ، ومعه جماعةٌ قد التفُّوا به لا يشكُّون أنّه الحسينعليه‌السلام ، فأغلق النعمان بن بشير عليه وعلى حامّته ، فناداه بعض من كان معه ليفتح لهم الباب ، فاطّلع إليه النعمان وهو يظنّه الحسين فقال : أنشدك الله إلّاتنحّيت ، والله ما أنا مسلّمٌ إليك أمانتي ، وما لي في قتالك من أَرَبٍ.

فجعل لا يكلّمه ، ثمّ إنّه دنا وتدلّى النعمان من شَرَفٍ فجعل يُكلّمه ، فقال : افتح لا فتحت ، فقد طال ليلك!

وسمعها إنسان خلفه فنكص إلى القوم الّذين اتّبعوه من أهل الكوفة على أنّه الحسين فقال : أي قوم! ابن مرجانة والّذي لا إله غيره.

ففتح له النعمان ودخل ، وضربوا الباب في وجوه الناس فانفضّوا.

وأصبح فنادى في الناس : الصلاةُ جامعةٌ ؛ فاجتمع الناس ، فخرج إليهم فحمد الله وأثنى عليه ، ثمّ قال :

أمّا بعد ، فإنّ أمير المؤمنين ولّاني مصركم وثغركم وفيئكم ، وأمرني بإنصاف مظلومكم وإعطاء محرومكم ، والإحسان إلى سامعكم ومُطيعكم كالوالد البرِّ ، وسوطي وسيفي على من ترك أمري وخالف عهدي ، فليُبق امرؤ على نفسه ؛ الصدق ينبي عنك لا الوعيد.

ثمّ نزل ، فأخذ العُرفاءَ والناسَ أخذاً شديداً فقال : اكتبوا إلى العُرفاء ومن فيكم من طلبة أمير المؤمنين ، ومَن فيكم من الحروريّة وأهل الريب ، الّذين رأيهم الخلافُ والشِّقاق ، فمن يجيء بهم لنا فبريء ، ومن لم يكتب

٣٣٢

لنا أحداً فليضمن لنا ما في عِرافته ألّا يخالفنا منهم مخالف ، ولا يبغِ علينا منهم باغٍ ، فمن لم يفعل برئت منه الذمّةُ وحلالٌ لنا دمُه ومالُه ، وأيّما عريفٍ وُجدَ في عرافته من بُغية أمير المؤمنين أحدٌ لم يرفعه إلينا ، صُلِبَ على باب داره ، وأُلغيت تلك العرافةُ من العطاء»(١) .

واتّخذ ابن زياد فور وصوله إلى الكوفة ـ بعد أنْ عُرف أصحاب مسلم بن عقيل وشيعته وانكشفوا على أثر سكوت «النعمان بن بشير» عنهم!! ـ إجراءات عديدةٍ غيَّرت مجاري الأُمور ، وانتهت بالقضاء على مسلم وأنصاره واستشهادهم ، ثمّ استشهاد الإمام وأصحابه في كربلاء ، ونحن نلخّص ما قام به في خطوط :

١ ـ الشائعات

كان للإشاعات الدور الكبير في تفرّق الناس عن مسلمعليه‌السلام ، فقد أمر ابنُ زياد جماعةً ممّن حوله أنْ يعلموا الناس بوصوله إلى الكوفة ويشيعوا بينهم وصول جيشٍ من الشام ويخوّفونهم به ، ويخذّلونهم عن مسلم بن عقيل(٢) .

ومن هؤلاء : شهاب الحارثي ، فقد جاء بترجمته من «مختصر تاريخ دمشق» أنّه هو الذي قبض على حُجر بن عديّ وجماعته وأخذهم إلى معاوية ، وكان والي الريّ من قبل معاوية(٣) .

__________________

(١) الإرشاد ٢ / ٤٢ ـ ٤٥ ، وانظر : تاريخ الطبري ٣ / ٢٨١ ، الكامل في التاريخ ٣ / ٣٨٨ ـ ٣٨٩ ، البداية والنهاية ٨ / ١٢٢ ـ ١٢٣

(٢) انظر : بحار الأنوار ٤٤ / ٣٥٠

(٣) مختصر تاريخ دمشق ٢١ / ١٣٨ رقم ١٠٠

٣٣٣

٢ ـ نصب العرفاء

وهم الّذين يعرفون أفراد القبائل ويتولّون أُمورهم ، وبواسطتهم يتعرّف الأمير على أحوالهم ، فيخبرونه عمّن تخلّف عن القتال مثلاً ، وعمّن وُلد له منهم ، ومن مات ، وعلى أيديهم تجري أُعطيات أفراد القبائل ، وعن طريقهم تنفّذ السلطات مقاصدها في القبيلة(١) .

وكان لهؤلاء الّذين نصبهم دور كبير في إخراج الناس لحرب الإمامعليه‌السلام .

٣ ـ نصب رؤساء القبائل

وجعل ابن زياد النظام القبلي في الكوفة على النحو التالي ، مع تعيين رؤساء القبائل(٢) ، فجعل :

عمرو بن حريث ، على أهل المدينة ؛ وقد كان عليهم من قبل مسلم ابن عقيل : العبّاس بن جعدة الجدلي.

وخالد بن عرفطة ، على تميم وهمدان ؛ وكان عليهم من قبل مسلم : أبو ثمامة الصائدي ، وكان أبو ثمامة ـ وهو : عمرو بن عبد الله بن

__________________

(١) انظر : فيض القدير ٢ / ٤٧٦ ح ٢٠٧٥ ، ومادّة «عرف» في : النهاية في غريب الحديث والأثر ٣ / ٢١٨ ، لسان العرب ٩ / ١٥٤

(٢) تاريخ الطبري ٣ / ٢٨٦ ـ ٢٨٧.

والواضع الأوّل لهذا النظام في الكوفة هو عمر بن الخطّاب ؛ انظر : تاريخ الطبري ٢ / ٤٧٩ حوادث سنة ١٧ ه‍ ، الأحكام السلطانية ـ للماوردي ـ : ٢٤٩ وما بعدها

٣٣٤

الأنصاري ـ يقبض الأموال لمسلم ويشتري السلاح(١) .

وقيس بن الوليد بن عبد شمس ، على ربيعة وبكر وكندة ؛ وكان عليهم من قبل مسلم : عبيد الله بن عمرو بن عزيز الكندي.

وأبا بردة ابن أبي موسى الأشعري ، على مذحج وأسد ؛ وكان عليهم من قبل مسلم : مسلم بن عوسجة.

٤ ـ بثُّ الجواسيس

وبثّ جواسيسه وعيونه بين الناس ، للتعرّف على مواقع الشيعة وشخصيّاتهم وتحرّكاتهم ، بعد أن لاذوا بالكتمان والاختفاء ؛ وقضيّة إرساله مولاه المسمّى ب «معقل» ومعه ثلاثة آلاف درهم ليلتمس له موضع مسلم ابن عقيلعليه‌السلام وأفراد أصحابه ، وأنّه جاء إلى المسجد الأعظم والتقى بمسلم بن عوسجة ، وتظاهر بأنّه من الشيعة وجعل يتباكى معروفة(٢) .

٥ ـ محاصرة الكوفة

وقد سيطر على جميع أطراف الكوفة والطرق المؤدّية إليها ، فما يدخل إليها أو يخرج منها أحدٌ إلّاويفتّش ويفحص عن حاله ويُعرف.

وكان يزيد قد كتب إليه :

«إنّه قد بلغني أنّ الحسين بن عليّ قد توجّه نحو العراق ، فضع

__________________

(١) بحار الأنوار ٤٤ / ٣٤٢ ، تاريخ الطبري ٣ / ٢٨٤

(٢) انظر : أنساب الأشراف ٢ / ٣٣٦ ، الفتوح ٥ / ٤٦ ، تاريخ الطبري ٣ / ٢٨٢ ، تهذيب الكمال ٤ / ٤٩٥ ، الأخبار الطوال : ٢٣٥ ، سير أعلام النبلاء ٣ / ٢٩٩ ، البداية والنهاية ٨ / ١٢٣

٣٣٥

المناظر والمسالح ، واحترس على الظنّ ، وخذ على التهمة»(١) .

وسأل الإمامعليه‌السلام في الطريق بعض الناس عمّا يجري في الكوفة ، فأجاب : «لا والله ما ندري ، غير إنّا لا نستطيع أن نلج ولا نخرج»(٢) .

وكان على شرطته : سمرة بن جندب(٣) ، والحصين بن نمير ، وقد قال له : «يا حصين بن نمير! ثكلتك أُمّك إنْ ضاع بابُ سكّةٍ من سكك الكوفة وخرج هذا الرجل ـ يعني مسلماًعليه‌السلام ـ ولم تأتني به ، وقد سلّطتك على دور أهل الكوفة»(٤) .

وقد تقدّم كيف عرف قيسَ بن مسهر الصيداوي لمّا أراد الدخول إلى الكوفة ، وقبض عليه ، واستشهدرحمه‌الله (٥) .

وكقضيّة عبد الله بن يقطر(٦) ـ أو : بقطر ـ الذي كان يحمل كتاباً من

__________________

(١) تاريخ الطبري ٣ / ٢٩٣

(٢) تاريخ الطبري ٣ / ٢٩٩

(٣) ذكر ذلك ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ٤ / ٧٨ ـ ٧٩ ، وعنه في تنقيح المقال ٢ / ٦٩ ، وقال : إنّ سمرة بن جندب عاش حتّى حضر مقتل الحسين ، وكان من شرطة ابن زياد ، وكان أيّام مسير الحسين إلى العراق يحرّض الناس على الخروج إلى قتاله ، ومن قبل ذلك كان والياً على البصرة من قبل زياد بن أبيه لمّا ولّاه معاوية المصرين.

ثمّ ناقض ابن أبي الحديد في ما ذكره ، فراجعه ؛ وحاصله أنّ القوم ذكروا وفاته قبل واقعة الطفّ

(٤) بحار الأنوار ٤٤ / ٣٥١

(٥) تقدّم في الصفحات ٢٨٥ ـ ٢٨٨

(٦) وُلد مع الإمامعليه‌السلام في زمن واحد ، لذا سمّي : لدة الحسين ، ورضيع الحسين ؛ لأنّ أباه كان خادماً لرسول الله ، وكانت ميمونة زوجته في بيت أمير

٣٣٦

الإمامعليه‌السلام ، فأخذ مالك بن يربوع التميمي الكتاب منه ، فأمر ابن زياد بقتله(١) .

القضاء على الشيعة

وهكذا تمكّن ابن زياد من القضاء على أنصار مسلم بن عقيل ، كهانئ ابن عروة وغيره ، حتّى إنّه قتل بعضهم بين أبناء عشيرته أمام أعين قومه ، ونكتفي هنا ببعض القضايا كما ذكر المؤرّخون :

ميثم التمّار

وهو من بني أسد ، وكان من خواصّ مولانا أمير المؤمنين الإمام عليّعليه‌السلام ، وطالما كانعليه‌السلام يخرج من جامع الكوفة فيجلس عنده فيحادثه ، وربّما كان يبيع له التمر إذا غاب ، قال له ذات يوم : «ألا أُبشّرك يا ميثم؟».

فقال : بماذا يا أمير المؤمنين؟

قال : «بأنّك تموت مصلوباً».

فقال : يا مولاي! وأنا على فطرة الإسلام؟

قال : «نعم».

ثمّ قال له : «يا ميثم! تريد أُريك الموضع الذي تصلب فيه والنخلة

__________________

المؤمنين ، فولدت عبد الله هذا قبل ولادة الإمام الحسين بثلاثة أيّام ، وكانت تحضن الإمام الحسين وترضع ولدها ، فسمّي : رضيع الحسين.

(١) بحار الأنوار ٤٤ / ٣٤٣

٣٣٧

التي تعلّق عليها وعلى جذعتها؟».

قال : نعم يا أمير المؤمنين.

فجاء به إلى رحبة الصيارف وقال له : «ها هنا» ، ثمّ أراه نخلة وقال له : «على جذع هذه».

فما زال ميثم رضي الله عنه يتعاهد تلك النخلة حتّى قُطعت وشُقت نصفين ، فسُقف بالنصف منها وبقي النصف الآخر ، فما زال يتعاهد النصف ويصلّي في ذلك الموضع ويقول لبعض جيران الموضع : يا فلان! إنّي أُريد أن أُجاورك عن قريب فأحسن جواري.

فيقول ذلك الرجل في نفسه : يريد ميثم أن يشتري داراً في جواري ؛ ولا يعلم ما يريد بقوله.

حتّى قُبض الإمام عليّعليه‌السلام وظهر عبيد الله بن زياد وأصحابه ، وأخذ ميثم في مَن أخذ وأمر بصلبه ، فصلب على ذلك الجذع في ذلك المكان ، فلمّا رأى ذلك الرجل أنّ ميثماً قد صلب في جواره قال : إنّا لله وإنّا إليه راجعون ؛ ثمّ أخبر الناس بقصّة ميثم وما قاله في حياته ، وما زال ذلك الرجل يتعاهده ويكنس تحت الجذع ويبخّره ويصلّي عنده ويكرّر الرحمة عليه ، رضي الله عنه(١) .

يحدّثنا الكشّي في رجاله فيقول : «مرّ ميثم التمّار على فرس له ، فاستقبل حبيب بن مظاهر الأسدي عند مجلس بني أسد ، فتحدّثا حتّى اختلف أعناق فرسيهما ، ثمّ قال حبيب : لكأنّي بشيخ أصلع ضخم البطن يبيع البطيخ عند دار الرزق قد صُلب في حبّ أهل بيت نبيّهعليه‌السلام ،

__________________

(١) انظر : بحار الأنوار ٤٢ / ١٣٨ ح ١٩

٣٣٨

تُبقر بطنه على الخشبة.

فقال ميثم : وإنّي لأعرف رجلاً أحمر له ضفيرتان يخرج لينصر ابن بنت نبيّه فيُقتل ويُجال برأسه بالكوفة.

ثمّ افترقا.

فقال أهل المجلس : ما رأينا أحداً أكذب من هذين.

قال : فلم يفترق أهل المجلس حتّى أقبل رُشيد الهجري فطلبهما ، فسأل أهل المجلس عنهما فقالوا : افترقا وسمعناهما يقولان كذا وكذا.

فقال رُشيد : رحم الله ميثماً نسي : ويزاد في عطاء الذي يجيء بالرأس مئة درهم.

ثمّ أدبر ، فقال القوم : هذا والله أكذبهم!

فقال القوم : والله ما ذهبت الأيّام والليالي حتّى رأيناه مصلوباً على باب دار عمرو بن حريث ، وجيء برأس حبيب بن مظاهر قد قُتل مع الحسينعليه‌السلام ، ورأينا كلَّ ما قالوا»(١) .

روى ابن حجر العسقلاني في «الإصابة» ، قال :

كان ميثم التمّار عبداً لامرأة من بني أسد ، فاشتراه عليٌّ منها وأعتقه ، وقال له : «ما اسمك؟».

قال : سالم.

قال : «أخبرني رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّ اسمك الذي سمّاك به أبواك في العجم : ميثم».

قال : صدق الله ورسوله وأمير المؤمنين ، والله إنّه لاسمي.

__________________

(١) رجال الكشّي ١ / ٢٩٢ رقم ١٣٣

٣٣٩

قال : «فارجع إلى اسمك الذي سمّاك به رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ودع سالماً».

فرجع ميثم واكتنى بأبي سالم ، فقال له عليٌّ ذات يوم : «إنّك تؤخذ بعدي فتصلب وتطعن بحربة ، فإذا جاء اليوم الثالث ابتدر منخراك وفوك دماً فتخضب لحيتك ، وتصلب على باب عمرو بن حريث عاشر عشرة ، وأنت أقصرهم خشبة وأقربهم من المطهرة ، فامض حتّى أُريك النخلة التي تصلب على جذعها».

فأراه إيّاها ، وكان ميثم يأتيها فيصلّي عندها ويقول : بوركت من نخلة ، لك خُلقت ولي غُذّيت ، فلم يزل يتعاهدها حتّى قطعت.

ثمّ كان يلقى عمرو بن حريث فيقول له : إنّي مجاورك فأحسن جواري.

فيقول له عمرو : أتريد أن تشتري دار ابن مسعود أو دار ابن حكيم؟ وهو لا يعلم ما يريد.

ثمّ حجّ في السنة التي قُتل فيها ، فدخل على أُمّ سلمة أُمّ المؤمنين فقالت له : من أنت؟

قال : أنا ميثم.

فقالت : والله لربّما سمعت من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يذكرك ويوصي بك عليّاً.

فسألها عن الحسين ، فقالت : هو في حائط له.

فقال : أخبريه أنّي قد أحببت السلام عليه فلم أجده ، ونحن ملتقون عند ربّ العرش إن شاء الله تعالى.

٣٤٠

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482