موسوعة كربلاء الجزء ١

موسوعة كربلاء 8%

موسوعة كربلاء مؤلف:
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 735

الجزء ١ الجزء ٢
  • البداية
  • السابق
  • 735 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 496754 / تحميل: 5873
الحجم الحجم الحجم
موسوعة كربلاء

موسوعة كربلاء الجزء ١

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

يفكّر بآخرته ، قبل أن يفكر بدنياه.

بعيد النظر عميق الفكر ، يتجاوز الحاضر إلى المستقبل ، ويعمل للأجيال.

كما يعلمنا أنّ :

ـ الصلاة عمود الدين.

ـ جولة الباطل ساعة ، وجولة الحق إلى الساعة.

ـ الرجوع عن الخطأ خير من التمادي في الباطل (مثال الحر بن يزيد)

ـ إذا حمّ القضاء ، وقع البلاء.

ـ المسلم أخو المسلم ، ما لم يقع بينهما السيف.

ـ على الباغي تدور الدوائر (مثال عمر بن سعد).

ـ بشّر القاتل بالقتل ولو بعد حين

(مثال عبيد الله بن زياد ، وكل من شرك في دم الحسينعليه‌السلام ).

ـ من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا ، فهو في سبيل الله.

ـ كل قتيل في جنب الله شهيد.

ـ الشهيد حيّ بقدر ما يمثل من آمال وأمنيات.

ـ الحق يؤخذ ولا يعطى.

ـ وإذا لم يكن من الموت بدّ فمن العجز أن تموت جبانا

ـ المنية ولا الدنية ، والموت ولا العار.

ـ لا سعادة إلا بالشهادة ، ولا خلود إلا بالفداء.

ـ الجهاد باب من أبواب الجنة.

ـ الجنّة تحت ظلال السيوف.

ـ الناس عبيد الدّنيا ، والدين لعق على ألسنتهم.

ـ حبّ الدّنيا رأس كل خطيئة (مثال عمر بن سعد).

٢١

مقدمة في موضوع الموسوعة

لا يخفى ما لحياة سيد الشهداء الإمام الحسينعليه‌السلام من قيمة مميّزة ومنزلة مرموقة ، في التاريخ العربي والإسلامي ، إذ وجّهت الفكر الإنساني وأيقظت الضمير الإسلامي ، للتمسك بالدين الحنيف ، والانقياد لتعاليم السماء.

لذلك كانت سيرة الحسينعليه‌السلام وكلماته أثناء مسيره إلى الشهادة ، النبراس الحيّ لكل مؤمن حرّ ، ولكل شاب مثقّف ، ينهل منها أصول العقائد والأمر بالمعروف ، ومبادئ التحرر والجهاد ، وفنون الأخلاق والهداية ، عدا عما تحتويه من المعلومات الأدبية والشعرية والتاريخية والسياسية والحربية.

وقد انصبّ الاهتمام في هذه (الموسوعة) على الفترة الزمنية من حياة الحسينعليه‌السلام الممتدة من هلاك معاوية في رجب سنة ٦٠ ه‍ وتولي يزيد الحكم ـ حيث قرر الحسينعليه‌السلام القيام بنهضته الشريفة ـ وحتى رجوع سبايا أهل البيتعليهم‌السلام من دمشق إلى المدينة المنورة مع الإمام زين العابدينعليه‌السلام ، في صفر سنة ٦١ ه‍ ، وهي فترة لا تزيد عن ثمانية أشهر من نهاية عمر الإمام الحسينعليه‌السلام التي ختمت بالشهادة ، التي هي أعلى مراقي السعادة.

وقد قسّمت هذه المدة إلى أقسام توافق الأمكنة التي تنقّل فيها الحسينعليه‌السلام ؛ من إقامته في المدينة إلى خروجه إلى مكة ، إلى مسيره واستشهاده ، في كربلاء ، ثم مسير رأسه الشريف والسبايا إلى الكوفة ، ثم إلى دمشق ، ثم رجوع الركب الحسيني إلى المدينة المنورة (أنظر المخطط التالي).

٢٢

(الشكل ـ ١)

المخطط العام لمسير الحسينعليه‌السلام من المدينة إلى مكة إلى العراق

ونهضة مسلم بن عقيل في الكوفة واستشهاده

ثم استشهاد الحسينعليه‌السلام في كربلاء ومسيرة الرؤوس والسبايا

وكان لا بدّ قبل الدخول في صلب الموضوع من إعطاء فكرة سريعة عن الخلفية السابقة لنهضة الحسينعليه‌السلام ، وكيف نقض معاوية صلحه مع الإمام الحسنعليه‌السلام ، ثم عمل على أخذ البيعة لابنه يزيد. كما كان لزوما لإتمام الفائدة إطلاع القارئ على بعض أعمال يزيد بعد كربلاء ، في مدة خلافته الممسوخة ، والتي قصّرها الله إلى ثلاث سنين وثمانية أشهر لا أكثر.

وختمت الموسوعة بمقارنة بين شخصية الحسينعليه‌السلام وشخصية يزيد ، لأظهر أن هذه الأمة الحائرة لم تكن خير أمة أخرجت للناس ، حين ضنّت بالنور المبين المتمثل بالحسينعليه‌السلام ، واستبدلت به رمز الباطل والغواية المبين ، المتمثل بيزيد بن معاوية اللعين ، فكانت عقوبتها العادلة أن تظل متفرقة متخاصمة إلى يوم الدين.

وقد حاولت في هذه الموسوعة المبينة ، استقصاء كل الأحداث والوقائع المتصلة بالحسينعليه‌السلام وأصحابه وأعدائه ، مأخوذة من أشهر كتب التاريخ والمقاتل ، وكتب الأعلام والتراجم ؛ بدءا من أقدم المؤرخين أبي مخنف (لوط بن يحيى) المتوفى سنة ١٥٧ ه‍ ، وحتى نهاية القرن الحادي عشر الهجري ، الموافق لوفاة العلامة المجلسي صاحب (البحار) سنة ١١١١ ه‍.

٢٣

وكان من أكبر أهداف هذه الموسوعة ، عرض الأحداث وفق تسلسلها الزمني وترابطها المرحلي ، فراعيت التسلسل الزمني والتاريخي لهذه الأحداث قدر الإمكان.

هذا وقد نهجت على تقسيم مواد الموسوعة إلى فقرات ، ووضعت لكل فقرة رقما وعنوانا ، متبوعا بين قوسين بذكر الكتاب الّذي نقلت منه ، مقرونا باسم المؤلف ورقم الصفحة والجزء والطبعة. وذكرت في الحاشية المراجع والمصادر التي أخذ منها ذلك الكتاب.

ولم آل جهدا في شرح بعض المفردات الصعبة والعبارات الغامضة حسب مقتضى الحال ، إضافة إلى بعض التعليقات الضرورية والإيضاحات الهامة.

ويجد القارئ في الفصل التالي مقدمة شاملة عن مصادر الكتاب المعتمدة.

والله أسأل أن يوفقنا لما فيه الخير والسداد ، ويلهمنا الهداية والرشاد ، إنه سميع مجيب.

لبيب

٢٤

الباب الأول

مقدّمات

الفصل ١ ـ مقدمة في مصادر الموسوعة

الفصل ٢ ـ أنساب آل أبي طالبعليهم‌السلام وتراجمهم

الفصل ٣ ـ توطئة في أهل البيتعليهم‌السلام وفضائلهم :

ـ من هم أهل البيتعليهم‌السلام ؟

ـ أهل البيتعليهم‌السلام هم الأئمة الاثنا عشر

ـ أهل البيتعليهم‌السلام هم الخمسة أصحاب الكساء

ـ فضائل أهل البيتعليهم‌السلام

ـ محبة أهل البيتعليهم‌السلام ومودتهم

الفصل ٤ ـ الإمام الحسينعليه‌السلام : جملة من مناقبه وفضائله

الفصل ٥ ـ أنباء باستشهاد الإمام الحسينعليه‌السلام قبل وقوعه

الفصل ٦ ـ الحزن والبكاء وإقامة المآتم على الحسينعليه‌السلام

ـ إقامة العزاء على الحسينعليه‌السلام يوم عاشوراء

الفصل ٧ ـ فلسفة النهضة الحسينية وأهدافها

ـ فلسفة الإبتلاء

٢٥
٢٦

الفصل الأول

مقدمة في مصادر الموسوعة

١ ـ جولة في المراجع القديمة

٢ ـ رواة الطبري وأبي مخنف

٣ ـ أهم المراجع والمصادر المعتمدة

٤ ـ التعريف بالكتب السابقة

٥ ـ تلاحم مصادر الشيعة والسنة في روايات مقتل الحسينعليه‌السلام

٦ ـ ترجمة أصحاب المصادر

٧ ـ فهرس عام للمصادر التاريخية التي اعتمدنا عليها

٨ ـ فهرس لمصادر التراجم والأنساب

٩ ـ مصادر تاريخية (درجة ثانية)

١٠ ـ الكتب التاريخية الحديثة والمعاصرة

١١ ـ كتب الجغرافيا والبلدان.

٢٧
٢٨

الفصل الأول :

مقدمة في مصادر الموسوعة

١ ـ جولة في المراجع القديمة

(نقصد بالمراجع : الكتب الأصلية التي أثبت مؤلفوها فيها الروايات والأخبار مباشرة دون الرجوع إلى غيرهم. أما المصادر : فهي الكتب التي ألّفها أصحابها معتمدين على المراجع الأصلية).

ولقد كان من أهداف هذه الموسوعة الأساسية الاعتماد على المراجع الأصلية والمصادر القديمة ، وبيان قيمة هذه المراجع ومدى وثاقة أصحابها ، دون تفريق في ذلك بين كتب السنّة وكتب الشيعة ، لأنها لا تتعارض مع بعضها من جهة ، ولأنها تؤلف وحدة متكاملة حول الموضوع من جهة أخرى. ذلك أن الحسينعليه‌السلام ونهضته المباركة وشهادته في كربلاء ، ليست ملك مذهب معين ولا دين معيّن ؛ فالحسينعليه‌السلام استشهد من أجل الإسلام والإيمان ، ومن أجل الحق أينما كان.

مراجع صدر الإسلام الأول :

خلافا لما يظن البعض ، فقد اهتم أجدادنا بتدوين التاريخ ، وخاصة منذ صدر الإسلام الأول وعصر الخلفاء الأربعة. فهذا هو المؤرخ الكبير أبو مخنف (الكوفي)(١) يخصص كتابا لكل وقعة من المواقع الهامة في صدر الإسلام ، حتّى عدّوا له أكثر من ثلاثين مؤلفا ، منها : (فتوح الشام) ـ

(الرّدة) ـ (فتوح العراق) ـ (وقعة الجمل) ـ (وقعة صفين) ـ (وقعة النهروان) ـ

__________________

(١) أبو مخنف : بكسر الميم ، وخنف الرجل بأنفه يخنف : لوى أنفه من التيه والكبر.

٢٩

(الأزارقة) ـ (الخوارج والمهلب) ـ (مقتل الإمام عليّعليه‌السلام ) ـ (الشورى) ـ (مقتل عثمان) ـ (مصعب بن الزبير والعراق) ـ (ثورة المختار والأخذ بالثار).

وجاء في دائرة المعارف الإسلامية (المترجمة عن الانكليزية) أن أبا مخنف صنّف ٣٢ رسالة في التاريخ ، عن حوادث مختلفة وقعت إبّان القرن الأول للهجرة.

اندثار كتب المراجع القديمة :

وللأسف فإن كل هذه المراجع الثمينة لأبي مخنف قد اندثرت ولم يصل إلينا منها إلا القليل ، ولم يبق لنا منها إلا بعض ما رواه الآخرون في تواريخهم ، مثل الطبري الّذي جاء بعد نحو ١٥٠ عاما من أبي مخنف.

كتاب مقتل الحسينعليه‌السلام لأبي مخنف :

ومن أشهر كتب أبي مخنف «مقتل الحسينعليه‌السلام » الّذي نقل عنه أعظم العلماء المتقدمين واعتمدوا عليه. ولكن للأسف أنه فقد ، ولا توجد منه نسخة اليوم. وأما المقتل الّذي بأيدينا والمنسوب إليه ، فهو ليس له ، بل ولا لأحد من المؤرخين المعتمدين. ومن أراد تصديق ذلك فليقابل بين ما في هذا المقتل وما نقله الطبري وغيره.

يقول الشيخ محمّد السماوي في تقديمه لكتاب مقتل الحسينعليه‌السلام للخوارزمي (ج ١ صفحة ه) : فإن المقاتل القديمة المفصّلة ، كمقتل أبي مخنف ، لم يبق منها شيء إلا ما نقله الطبري والجزري وأمثالهما ، في ضمن كتبهم ، فأما أعيانها فلم يبق منها شيء ، لأن (مقتل أبي مخنف) لم يوجد منذ خمسة أو ستة قرون ، وكذلك أمثاله.

وقد أورد بروكلمان في كتابه (تاريخ الأدب العربي) ج ١ ص ٢٥٣ ، أن مخطوطة كتاب مقتل الحسينعليه‌السلام المنسوب لأبي مخنف موجودة في امبروزيانا ، وأنها طبعت في بومباي عام ١٣١١ ه‍.

ويقول العلامة المرحوم آغا بزرك الطهراني في (الذريعة) :

«مقتل الحسينعليه‌السلام لأبي مخنف ، طبع مع المجلد العاشر من البحار في بومباي عام ١٢٨٧ ه‍. ونسبته إليه مشهورة ، لكن الظاهر أن فيه بعض الموضوعات. وقد حقّقه شيخنا النوري في كتابه (اللؤلؤ والمرجان)».

٣٠

وقد أورد سليمان القندوزي في (ينابيع المودة) ج ٢ ص ١٥٨ ، مقتلا منسوبا إلى أبي مخنف ، وهو يشبه إلى حدّ ما المقتل المتداول ، ولكنه يختلف اختلافا بيّنا ، حتّى في الأشعار.

مقتل الحسين لأبي مخنف (المقتبس) من الطبري :

وبما أن أغلب روايات الطبري المتعلقة بمقتل الحسينعليه‌السلام هي من رواية أبي مخنف ، فقد قام أحد علمائنا الأفاضل وهو الحاج ميرزا حسن الغفاري بإنجاز مفيد ، فنخب روايات أبي مخنف التي وردت في تاريخ الطبري ، وجمعها في كتاب سمّاه «مقتل الحسين (المقتبس) من الطبري». وهو من منشورات المكتبة العامة لآية الله المرعشي النجفي ، طبع قم عام ١٣٩٨ ه‍ ، وفيه تعليقات هامة ومفيدة.

مقتل أبي مخنف الصغير والكبير :

ولدى مطالعة كتاب (أسرار الشهادة) للفاضل الدربندي ، تبيّن أنه ينقل عن كتابين باسم (مقتل الحسين لأبي مخنف) ، أحدهما صغير والآخر كبير ، والظاهر أن المتداول بأيدينا هو الصغير ، وقد قابلته مع المقتل المتداول فوجدت بينهما شبها كبيرا ، ولكنهما ليسا متطابقين.

مخطوطة نادرة لمقتل أبي مخنف (في مكتبة الأسد):

هذا وقد لفت نظري وجود مخطوطة لمقتل الحسينعليه‌السلام لأبي مخنف في مكتبة الأسد العامرة بدمشق ، برقم (عامّ ٤٣٠٣).

أولها : «هذا مصرع الحسينعليه‌السلام وما جرى له ولأهل بيته من قتلهم وسفك دمائهم وسبي حريمهم ..». وهذه المخطوطة مصرع كامل قديم لمؤلف مجهول وبدون تاريخ.

النسخة مخرومة الأول ، ومهترئة ، والكلام فيها على شاكلة القصص. ويدخل في مجرى القصة قوله : قال أبو مخنف يقصد لوط بن يحيى الأزدي. والمظنون أن هذه القصة منسوبة لأبي مخنف. وإذا صحّ أن جامعها نسبها إليه ، تبيّن الوضع فيها ، من أن لغتها غير لغة عصره ، ومن بعض أغلاط النحو فيها.

وزيد في آخرها فصل ليس في الكتاب الأصلي ، وهو (شرح زيارة أبي عبد اللهعليه‌السلام في يوم عاشوراء من قرب أو بعد).

٣١

وتقع المخطوطة في ٧١ ورقة ، أصابتها الرطوبة بما لم يؤثّر ، حجم ١٨ ١٤ سم ، ١٥ سطرا ، ٣ سم حاشية. خط تعليق ـ القرن التاسع ، بقايا جلد مطبوع.

الثقات الذين حفظوا لنا التاريخ :

كان محمّد بن جرير الطبري [توفي عام ٣١٠ ه‍] مسلما تقيّا ورعا ، ومن أشهر المؤرخين عند السنة. وكان يحترم أهل البيتعليهم‌السلام ويجلّهم باعتبارهم جزءا لا ينفصل عن الإسلام ، وامتدادا عقائديا لجدّهم النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . ومن مظاهر هذا الإجلال أنه لم يكن يذكر أحدا من أهل البيت إلا وقرنه بكلمةعليه‌السلام ، وهي عبارة تسالم على ذكرها الشيعة دون السنة. إذن فالطبري مؤرّخ سنّي موثوق وغير متعصب.

أما أبو مخنف لوط بن يحيى [ت ١٥٧ ه‍] فقد كان مسلما تقيّا ملتزما ، وهو من أشهر المؤرخين عند الشيعة. ويدل على صدقه وتقواه أن رواياته كانت منقولة عن رجال موثوقين رأوا الحوادث بأمّ أعينهم ، وسمعوا الحوار بآذانهم ، وهو بعد ذلك يذكر الرواية كما هي بحرفيتها ، دون أن يدخل رأيه الشخصي ، حتّى لا يحرّفها عن منطوقها الأصلي. إذن فأبو مخنف مؤرّخ شيعي موثوق وغير متعصب.

وكان من التقاء هذين البحرين الكبيرين ، أكبر نعمة حصلنا عليها ، وهي حفظ الروايات التاريخية الإسلامية ، ومنها ما يختص بمعركة كربلاء والإمام الحسينعليه‌السلام . والذي يدل على وثاقة أبي مخنف من طرف غير مباشر ، اعتماد الطبري على رواياته بشكل مطلق ، حتّى أن تاريخ الطبري فيما يتعلق بكربلاء كأنه تاريخ لأبي مخنف. كل ذلك بفضل التقوى والموضوعية وعدم التعصب ، التي امتاز بها أغلب مؤرخينا من سنّة وشيعة ، لأن الكذب والغش مما لا يقرّه أي مذهب من المذاهب.

جناية التعصب المقيت :

هذا التواشج والتلاحم بين الفريقين في حفظ التاريخ وغيره من التراث الإسلامي ، وهو مما يفتخر به كل مسلم ، لم يرق لبعض العلماء والمؤرخين ، من الذين أعماهم التعصب ، فعملوا على التشكيك بكل المؤرخين ، ليتسنى لهم التشكيك بكل التراث. وقد دفعهم هذا التعصب إلى أن يوثّقوا في الرواية كلّ سنيّ ، حتّى ولو كان قاتل الحسين وحارق أستار الكعبة ، في مقابل أن يوهّنوا في رواية أي

٣٢

شخص شيعي مهما كان صادقا وورعا. وهم ينسون أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لم يكن له مذهب ، وإنما كان مسلما فحسب. وكذا الخلفاء الأربعة الذين جاؤوا من بعده ، فقد كان مذهبهم الإسلام ليس إلا.

ومن هذا القبيل ما قرأت في أحد كتب التاريخ المعتبرة وقد فاتني اسمه ، أن الحصين بن نمير أو غيره ، لا يجوز لعنه ، والسبب في ذلك أنه ولد قبل وفاة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بأسبوع ، فاحتراما للصحبة لا يجوز لعنه.

(أقول) : ما ذا بقي من أثر الصحبة لمثل هذا الرجل الّذي اشترك في قتل الحسينعليه‌السلام وضرب الكعبة بالمنجنيق بأمر من يزيد الفاجر ، لا بل ما ذا بقي فيه من الإسلام؟. وكيف نثق به على رواية يرويها ، ونحن لم نثق به على قتل الحسين وأهل البيتعليهم‌السلام وهدم الكعبة وحرقها؟!.

وكيف لا يأسف الإنسان أن يقع في مثل هذا التعصب المقيت حتّى أكابر العلماء ، أمثال ابن كثير [ت ٧٧٤ ه‍] صاحب التفسير الكبير والمؤلفات الشهيرة ، مثل (البداية والنهاية) وغيره. فهو بعد أن وصم الشيعة بأحاديث لم أعثر على ذكرها في أي كتاب من كتبهم ، فإنه حاول الإيقاع بين السنة والشيعة والتشكيك بمؤرخيهم ، حتّى بأبي مخنف.

يقول ابن كثير في (البداية والنهاية) ج ٨ ص ١٨٦ ، في أول حديثه عن مقتل الحسينعليه‌السلام : «صفة مقتلهعليه‌السلام مأخوذ من كلام أئمة هذا الشان ، لا كما يزعمه أهل التشيع من الكذب الصريح والبهتان».

ثم يقول في (البداية والنهاية) ج ٨ ص ٢١٣ ، بعد ذكر تسيير سبايا أهل البيتعليهم‌السلام إلى يزيد : «وهذا يردّ قول الرافضة ، أنهم حملوا على نجائب الإبل سبايا عرايا ، حتّى كذب من زعم منهم أن الإبل البخاتي ، إنما نبتت لها الأسنمة من ذلك اليوم ، لتستر عوراتهم من قبلهن ودبرهن». يقصد بالإبل البخاتي ذات السنامين.

ولا أدري ماذا عنى بالرافضة هنا ، هل الشيعة الإمامية أم غيرهم؟.

إلى أن يقول في (البداية والنهاية) ج ٨ ص ٢١٨ ، علما بأن كل الروايات التي أوردها ابن كثير هي مروية عن الطبري عن أبي مخنف ، يقول :

«وللشيعة والرافضة في صفة مصرع الحسينعليه‌السلام كذب كثير وأخبار باطلة ،

٣٣

وفيما ذكرنا كفاية ، وفي بعض ما أوردناه نظر. ولو لا أن ابن جرير الطبري وغيره من الحفّاظ والأئمة ذكروه ما سقته ، وأكثره من رواية أبي مخنف (لوط بن يحيى) وقد كان شيعيا ، وهو ضعيف الحديث عند الأئمة ، ولكنه إخباري حافظ ، وعنده من هذه الأشياء ما ليس عند غيره ، ولهذا يترامى عليه كثير من المصنفين في هذا الشأن ممن بعده. والله أعلم».

وظاهر تناقضه فيما ذكر ، فإذا كان أبو مخنف ضعيفا عند أئمة السنة ، فلما ذا روى عنه أغلب رواياته ، ولما ذا رووا هم عنه؟ ولما ذا لم يذكر أسباب ضعفه وعدم ثقته ، الله م إلا أن يكون سبب ذلك لكونه شيعيا ، لا سيما أنه ذكر أنه «كان شيعيا «قبل أن يصمه بالضعف ، مما يوحي بالعلاقة بينهما. ومن الغريب أن يكون ميزان الوثاقة عند ابن كثير وغيره مثل هذا الميزان ، علما بأن الشيعي هو بالتعريف كلّ من التزم بمنهج الإمام عليّعليه‌السلام لا يحيد عنه ، ذلك الإمام الّذي نشأ على الإسلام وتربّى على الإسلام وكان ديدنه الإسلام ، وكان صلبا في ذات الله ، لا تأخذه في الله لومة لائم.

٣٤

٢ ـ رواة الطبري وأبي مخنف

بحث قيّم للمؤرخ فلهوزن حول رواة الطبري وأبي مخنف :

كتب المؤرخ الألماني يوليوس فلهوزن عدة كتب حول صدر الإسلام ، منها كتاب (الخوارج والشيعة) وتطرق فيه إلى ذكر وقعة كربلاء ، ومنها كتاب (تاريخ الدولة العربية) وتطرق فيه إلى خلافة الإمام عليّعليه‌السلام وانشقاق معاوية وتأسيس الدولة الأموية. وموضوع هذا الكتاب لا علاقة له بموضوعنا ، إلا أن فلهوزن قد ذكر في مقدمته بحثا قيّما عن الطبري ، وعن الرواة الذين اعتمد عليهم ، نثبته فيما يلي :

الطبري يحفظ لنا تراث أبي مخنف :

قال فلهوزن في (تاريخ الدولة العربية) صفحة (ق) :

إن الروايات القديمة المتعلقة بعصر بني أمية توجد حتّى اليوم على أوثق ما تكون عليه عند الطبري ، لأنها لم تختلط ولم تتناولها يد التوفيق والتنسيق.

والطبري حفظ لنا خصوصا قطعا كبيرة جدا من روايات أبي مخنف ، الراوية المحقق ، فحفظ لنا بذلك أقدم وأحسن ما كتبه ناثر عربي نعرفه.

من هو أبو مخنف؟ : (حوالي ٥٧ ـ ١٥٧ ه‍)

وكان أبو مخنف لوط بن يحيى بن سعيد بن مخنف ، من (أزد) الكوفة. ويدل نسبه الطويل على أنه كان من حيث نسب أبيه ، من أصل نابه. والأغلب أن مخنف بن سليم ـ رئيس الأزد في موقعة صفين ـ كان جدّه.

ونحن لا نعلم متى ولد أبو مخنف ، ولكنه لما قامت ثورة ابن الأشعث في سنة ٨٢ ه‍ كان في سن الرجال(١) .

__________________

(١) يمكن أن نعتبر إعتمادا على كلام فلهوزن هذا ، أن يكون عمر أبي مخنف في هذا التاريخ ٢٥ عاما ، فتكون ولادته سنة ٥٧ ه‍ ، أي قبل وقعة كربلاء بثلاث سنوات. وبناء على هذا الاعتبار يكون عمره نحو مئة عام. وقد ذكر فلهوزن بعد قليل ما يوحي بأن أبا مخنف كان مولودا عندما حدثت موقعة صفين ، وهذا غير صحيح لأن هذه الموقعة حدثت سنة ٣٧ ه‍ ، أي قبل أن يولد بعشرين سنة.

٣٥

وكان أبو مخنف صديقا لمحمد بن السائب الكلبي. ويرجع لهشام الكلبي المؤرخ المشهور [ت ٢٠٦ ه‍] ـ وهو ابن محمّد بن السائب ـ الفضل الأكبر في حفظ كتب أبي مخنف وروايتها وتوريثها للأجيال. والطبري في العادة يذكر روايات أبي مخنف بحسب رواية ابن الكلبي لها. وقد عاش أبو مخنف حتّى شهد سقوط خلافة بني أمية في دمشق. وآخر الروايات المأثورة عنه تتعلق بحوادث سنة ١٣٢ ه‍.

على أن أبا مخنف يذكر في بعض الأحيان رواة آخرين أقدم منه أو معاصرين له ويعتمد على رواياتهم ، مثل عامر الشعبي وأبي المخارق الراسبي ومجالد بن سعيد ومحمد بن السائب الكلبي. أما في الأغلب فإنه لم يأخذ ما رواه عن أقرانه من الرواة المتقدمين ، بل هو جمع رواياته من سماعه لها بنفسه ، ومن السؤال عنها في مختلف مظانّها ، وعند كل من استقاها من مصادرها أو حضرها بنفسه من الناس.وعلى هذا فإن سلسلة الرواة الذين يذكرهم هي دائما قصيرة جدا.

وكل الروايات تذكر في صورة حديث بين الأشخاص الذين كانت تدور حولهم الحوادث ، وكل الروايات وصف لمسرح هذه الحوادث.

(وقد أثبتّ بعد هذا البحث القيّم استقصاء للرواة الذين اعتمد عليهم أبو مخنف والطبري ، لما لذلك من قيمة تاريخية وتوثيقية).

ميزة أبي مخنف أنه يروي أخبارا متنوعة في الموضوع الواحد :

وتابع فلهوزن حديثه قائلا : وأعظم ما صنع أبو مخنف من حيث تقدير قيمة الروايات ، هو أنه جمع طائفة كبيرة من روايات متنوعة ومن أخبار عن الشيء الواحد مختلفة في مصادرها ، بحيث يستطيع الإنسان أن يوازن بينها ويعرف الصحيح المؤكد منها من غيره. وأبو مخنف قد توصّل بذلك إلى أن صارت الأشياء الثانوية تتوارى ، لأنها لا تظهر إلا مرة واحدة ، كما صارت الأشياء الأساسية لا تزال تزداد بروزا ، لأنها تتكرر في جميع الروايات.

أبو مخنف لم يراع الترتيب الزمني للحوادث :

ومع ذلك فإن أبا مخنف لا يتناول برواياته فترة كبيرة من الزمان ، وهو لا يربط بين أجزائها ربطا يراعي الوقائع كما هي ، ويراعي ترتيبها التاريخي ، ويعوزه ترتيب الحوادث ترتيبا مطّردا ، فهو لا يذكر إلا تواريخ متفرقة.

٣٦

ميزة أخرى لأبي مخنف ورواياته :

ومما يتميز به أبو مخنف أن رواياته تبدأ بعصر الفتوحات ، وأنه يخبرنا في الأغلب عن فترة كان هو نفسه يعيش فيها ، وهي تبدأ بوقعة صفين ، ويرجع ذلك إلى أن اهتمامه اقتصر على المكان الّذي كان يعيش هو فيه ، أعني على العراق وعاصمته الكوفة. والموضوعات التي يتناولها بشغف خاص هي ثورات الخوارج والشيعة ، التي كان على رأسها (مثل) حجر بن عدي والحسين بن عليّعليه‌السلام وسليمان بن صرد والمختار الثقفي

أبو مخنف كان موضوعيا رغم أن ميله شيعي :

فأبو مخنف يمثّل الروايات العراقية ، وهواه في جانب أهل العراق على أهل الشام ، وفي جانب عليّعليه‌السلام على بني أمية. ومع ذلك فإن الإنسان لا يلاحظ عند أبي مخنف شيئا من الأغراض يستحق الذكر.

المؤرخون الذين جاؤوا بعده :

وعند الحديث عن الدولة الأموية وأحزاب المعارضة ، لا يقدّم أبو مخنف المادة الغزيرة ، لذلك فإن أصدق مرجع لها هو الروايات المدنية (نسبة إلى المدينة المنوّرة) ، فهي أهم الروايات القديمة ، وهي من حيث أصولها أقدم من الروايات الكوفية. غير أن أصحابها الذين وصلت إلينا عنهم روايات كافية ، أحدث عهدا من أبي مخنف. وأهم حملة هذه الروايات المدنية هم خصوصا : ابن اسحق ، وأبو معشر ، والواقدي [ت ٢٠٧ ه‍]. وهم لم يكونوا يجمعون مادة الروايات من مصادرها الأصلية ، كما فعل الرواة قبلهم ، بل إنما وصلت إليهم الروايات من حفظ رواية العلماء لها. وهؤلاء نظروا فيها ونخلوها ، وكتبوها من جديد ومزجوا بينها ، ولكنهم خصوصا ربطوا بينها ربطا أوسع وأدقّ مما كان قبلهم. وهم في الوقت نفسه رتّبوها ترتيبا زمنيا مطّردا ، بحيث خرج على أيديهم من الروايات المفككة لأخبار الأحداث الكبرى المتفرقة ، تاريخ متصل.

ويمكن أن يعتبر ابن اسحق مؤسس هذا التاريخ ، وهو يتميز ـ هو ومن جاء بعده ـ بكتابة التاريخ في صورة ذكر الأحداث التي وقعت في كل عام ، وهي الصورة التي أصبحت متّبعة.

٣٧

هذا ولم يكن في المدينة ميل لبني أمية ولا لأهل الشام ، فلا يستطيع الإنسان أن ينتظر منهم أكثر من الحكاية الموضوعية.

روايات أهل الشام ضاعت :

ولا شك أنه قد كان هناك عند أهل الشام أيضا ، مأثور من الروايات ، ولكن هذا المأثور ضاع ولم يصل إلينا. ويجد الإنسان آثارا له عند البلاذري [ت ٢٧٩ ه‍] وربما وجدها أيضا عند عوانة الكلبي [ت ١٤٧ ه‍]. ويذكر الطبري في كثير من الأحيان عند روايته لأخبار الشام : وذلك بحسب رواية ابن الكلبي عادة.

أما المدائني [ت ٢٢٥ ه‍] فهو يتبوّأ ما يشبه أن يكون مكانا وسطا بين أبي مخنف وبين مؤرخي المدينة. فهو مؤرخ عالم ، لكنه يسهب في الرواية ، وله اهتمام إقليمي ظاهر فيما يتعلق بالبصرة وخراسان. وتكاد كل الروايات المتعلقة بهما تكون مأخوذة عنه. هذا إلى أنه يمثل وجهة النظر العباسية تماما ، وهو يروي سقوط بني أمية وقيام الأسرة (المباركة) ، رواية تتمشى مع ذلك.

وإنني أكتفي بهذا القدر من الكلام في بيان ما يختص به هؤلاء الرواة الكبار عند الطبري.

(انتهى ما أورده فلهوزن حتّى الصفحة ذ)

الرواة الذين اعتمد عليهم الطبري في رواياته عن مقتل الحسينعليه‌السلام :

إن (محمد بن جرير الطبري) من المؤرخين المتقدمين كما اسلفنا ، إذ كانت مدة حياته بين ٢٢٤ ـ ٣١٠ ه‍ (الموافق ٨٣٩ ـ ٩٢٣ م). ومن الملاحظ أن كل رواياته التي وردت في تاريخه ، والمتعلقة بمقتل الحسينعليه‌السلام كانت منقولة عن ابي مخنف ، الذي توفي سنة ١٥٧ ه‍. وهي منقولة مباشرة عن أبي مخنف باستثناء روايتين رواهما عن (هشام بن محمد الكلبي عن أبي مخنف).

وقد استقصيت كل هذه الروايات وجمعت أسانيدها ، لما لها من الأهمية التاريخية البالغة ، أوردها فيما يلي(١) :

__________________

(١) تاريخ الطبري ـ الجزء السادس ـ نهاية سنة ٦٠ ه‍.

٣٨

(قال هشام بن محمد) حدثني أبو مخنف عن يحيى بن هانئ بن عروة.

(قال هشام بن محمد) حدثني أبو مخنف عن النضر بن صالح بن حبيب بن زهير العبسي عن حسان بن فائد بن بكر العبسي.

(قال أبو مخنف) : حدثني النضر بن صالح بن زهير العبسي.

(قال أبو مخنف) : حدثني الحجاج بن علي عن محمد بن بشير الهمداني.

(قال أبو مخنف) : حدثني يوسف بن يزيد عن عفيف بن زهير بن أبي الأخنس.

(قال أبو مخنف) : حدثني يوسف بن يزيد عن عبد الله بن حازم.

(قال أبو مخنف) : حدثني سليمان بن أبي راشد عن عبد الله بن حازم الكبري.

(قال أبو مخنف) : حدثني سليمان بن أبي راشد عن حميد بن مسلم الأزدي.

(قال أبو مخنف) : حدثني الصقعب بن زهير عن حميد بن مسلم.

(قال أبو مخنف) : حدثني يونس بن أبي إسحاق السبيعي عن عباس الجدلي.

(قال أبو مخنف) : حدثني المجالد بن سعيد الهمداني عن عامر الشعبي.

(قال أبو مخنف) : حدثني قدامة بن سعيد بن زائدة بن قدامة الثقفي.

(قال أبو مخنف) : حدثني جعفر بن حذيفة الطائي.

(قال أبو مخنف) : حدثني سعيد بن مدرك بن عمارة.

(قال أبو مخنف) : حدثني عبد الرحمن بن جندب عن عقبة بن سمعان.

(قال أبو مخنف) : حدثني الحارث بن كعب الوالبي عن عقبة بن سمعان.

(قال أبو مخنف) : حدثني حدثتني دلهم بنت عمرو زوجة زهير بن القين.

(قال أبو مخنف) : حدثني أبو جناب يحيى بن أبي حية الكلبي عن عدى بن حرملة ابن كاهل الأسدي.

(قال أبو مخنف) : حدثني الحارث بن كعب الوالبي عن زين العابدينعليه‌السلام .

(قال أبو مخنف) : حدثني أبو جناب عن هانئ بن ثبيت الحضرمي.

(قال أبو مخنف) : حدثني أبو سعيد عقيصي عن بعض أصحابه.

(قال أبو مخنف) : حدثني هشام بن الوليد عمن شهد ذلك.

(قال أبو مخنف) : حدثني السدي عن رجل من بني فزارة.

٣٩

(قال أبو مخنف) : حدثني الصقعب بن زهير عن عوف بن أبي جحيفة.

(قال أبو مخنف) : حدثني عمر بن خالد عن زيد بن علي بن الحسينعليه‌السلام عن داود بن علي بن عبد الله بن عباس.

(قال أبو مخنف) : حدثني حدثني أبو علي الأنصاري عن بكر بن مصعب المزني.

(قال أبو مخنف) : حدثني لوذان أحد بني عكرمة عن أحد بني عمومته.

(قال أبو مخنف) : حدثني عقبة بن أبي العيزار.

(قال أبو مخنف) : حدثني الحارث بن حصيرة عن عبد الله بن شريك العامري.

(قال أبو مخنف) : حدثني عبد الله بن عاصم الفائشي عن الضحاك بن عبد الله المشرقي.

(قال أبو مخنف) : حدثني فضيل بن خديج الكندي من محمد بن بشر عن عمرو الحضرمي.

(قال أبو مخنف) : حدثني عمرو بن مرة الجملي عن أبي صالح الحنفي عن غلام لعبد الرحمن الأنصاري.

(قال أبو مخنف) : حدثني علي بن حنظلة بن أسعد الشامي عن رجل من قومه.

(قال أبو مخنف) : حدثني حسين أبو جعفر. (قال) حدثني محمد بن قيس.

(قال أبو مخنف) : حدثني سويد بن حية. (قال) حدثني ثابت بن هبيرة.

(قال أبو مخنف) : حدثني جعفر بن محمد بن عليعليه‌السلام .

(قال أبو مخنف) : حدثني عطاء بن السائب عن عبد الجبار بن وائل الحضرمي عن أخيه مسروق بن وائل.

(قال أبو مخنف) : حدثني الحسين بن عقبة المرادي.

(قال أبو مخنف) : حدثني نمر بن وعلة عن أيوب بن مشرح الخيواني.

(قال أبو مخنف) : حدثني زهير بن عبد الرحمن بن زهير الخثعمي.

(قال أبو مخنف) : حدثني الحجاج بن عبد الله بن عمار بن عبد يغوث البارقي.

(قال أبو مخنف) : حدثني جميل بن مرثد من بني معن عن الطرماح بن عدي.

٤٠

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

٢ - الذهبي أيضاً: « عبيدالله بن موسى أبو محمد العبسي الحافظ، أحد الأعلام على تشيعه وبدعته ثقة. مات في ذي القعدة سنة ٢١٣ »(١) .

٣ - ابن حجر: « ثقة كان يتشيّع »(٢) . وقد ذكر ثقته عن جماعة في تهذيب التهذيب(٣) .

(٥٦)

أبو الحسن علي بن قادم الخزاعي الكوفي

المتوفى سنة (٢١٣). أخرج العاصمي في ( زين الفتى ) عن شيخه ابن الجلاب، عن أبي أحمد الهمداني عن أبي عبدالله محمد الصفار، عن أحمد بن مهران، عن علي بن قادم عن فطر، عن أبي الطفيل قال: جمع عليرضي‌الله‌عنه الناس في الرحبة ثم قال لهم: أنشد الله كلّ امرئ مسلم سمع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول يوم غدير خم ما سمع لمـّا قام، فقام ثلاثون من الناس، فشهدوا حين أخذه بيده فقال للناس: أتعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: نعم يا رسول الله. قال: من كنت مولاه فهذا مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه.

قال: فخرجت وكأنّ في نفسي شيئاً، فلقيت زيد بن أرقم، فقلت له: إنّي سمعت علياًرضي‌الله‌عنه يقول كذا وكذا، قال: فما تنكر؟! قد سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول له ذلك(٤) .

كما يعلم روايته من كفاية الطالب أيضاً.

____________________

(١). الكاشف ٢ / ٢٣٤.

(٢). تقريب التهذيب ١ / ٥٣٩.

(٣). تهذيب التهذيب ٧ / ٥٣.

(٤). زين الفتى في تفسير سورة هل أتى - مخطوط.

٢٨١

ترجمته

١ - ذكرهابن حبان في الثقات(١) .

٢ - وثقهابن خلفون ، وقالابن قانع: كوفي صالح وقالأبو حاتم: محلّه الصّدق(٢) .

٣ - وقالابن حجر: « صدوق يتشيّع »(٣) .

(٥٧)

محمد بن سليمان بن أبي داود الحراني أبو عبدالله المعروف ببومة

المتوفى سنة (٢١٣). أخرج النسائي قال: « أخبرنا أبو داود قال: حدثنا محمد بن سليمان، حدثنا فطر، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة قال: جمع علي الناس » الحديث كما تقدم سابقاً(٤) .

ترجمته

١ - ذكرهابن حبان في الثقات(٥) .

٢ - الذهبي: « ثقة. مات سنة ٢١٣ »(٦) .

____________________

(١). الثقات ٨ / ٤٥٩.

(٢). تهذيب التهذيب ٧ / ٣٤٧.

(٣). تقريب التهذيب ٢ / ٤٢.

(٤). خصائص أمير المؤمنين: ١٠٠.

(٥). الثقات ٩ / ٦٩.

(٦). الكاشف ٣ / ٤٤.

٢٨٢

٣ - ابن حجر: « صدوق، من التاسعة، مات سنة ثلاث عشرة. ق »(١) .

٤ - وترجم له بالتفصيل فيتهذيب التهذيب (٢) .

(٥٨)

عبدالله بن داود أبو عبد الرحمن المعروف بالخريبي

المتوفى سنة (٢١٣). أخرج النسائي: « أخبرنا زكريا بن يحيى قال: حدثنا نصر بن علي قال: حدثنا عبدالله بن داود عن عبد الواحد بن أيمن، عن أبيه أن سعداً قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من كنت مولاه فعلي مولاه »(٣) .

ترجمته

١ - الذهبي: « عبدالله بن داود الخريبي، الامام أبو عبد الرحمن الهمداني الكوفي ثقة حجة صالح، توفي سنة ٢١٣ »(٤) .

٢ - وترجم لهابن حجر في تهذيب التهذيب فأورد كلمات أعلام القوم في توثيقه(٥) .

٣ - وقال فيتقريبه: « ثقة عابد، من التاسعة، مات سنة ثلاث عشرة، وله سبع وثمانون سنة، أمسك عن الرواية قبل موته، فلذلك لم يسمع منه البخاري. خ ٤ »(٦) .

____________________

(١). تقريب التهذيب ٢ / ١٦٦.

(٢). تهذيب التهذيب ٩ / ١٩٩.

(٣). خصائص أمير المؤمنين: ٩٥.

(٤). الكاشف ٢ / ٨٣.

(٥). تهذيب التهذيب ٥ / ٢٠٠.

(٦). تقريب التهذيب ١ / ٤١٢.

٢٨٣

(٥٩)

أبو عبد الرحمن علي بن الحسن بن دينار العبدي

المتوفى سنة (٢١٥) فقد وقع في طريق حديث الغدير، في رواية ابن الأثير الجزري(١) وابن حجر العسقلاني(٢) .

ترجمته

وهذا الرجل من مشايخ البخاري، وأحمد بن حنبل وغيرهما، قال أحمد: لا أعلم في من قدم علينا من خراسان أفضل منه، ذكره ابن حبان في الثقات، وترجمه ابن حجر في تهذيب التهذيب(٣) ، وقال ابن حجر في تقريبه: « ثقة حافظ »(٤) وذكره الذهبي في تذكرة الحفاظ(٥) والكاشف(٦) . وقال السيوطي: « عنه: ابنه محمد وأحمد ابن حنبل والبخاري، مات سنة ٢١٥ »(٧) .

(٦٠)

يحيى بن حماد الشيباني المصري

المتوفى سنة (٢١٥) أخرج النسائي:

____________________

(١). أسد الغابة ٣ / ٣٠٧.

(٢). الاصابة ٤ / ٨٠.

(٣). تهذيب التهذيب ٧ / ٢٩٧.

(٤). تقريب التهذيب ٢ / ٣٤.

(٥). تذكرة الحفاظ ١ / ٣٧٠.

(٦). الكاشف ٢ / ٢٨١.

(٧). طبقات الحفاظ: ١٥٨.

٢٨٤

« أخبرنا أحمد بن المثنى قال: حدثنا يحيى بن حماد قال أخبرنا ابو: عوانة، عن سليمان قال: حدثنا حبيب بن أبي ثابت عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم: قال لـمّا رجع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من حجة الوداع ونزل غدير خم أخذ بيد عليرضي‌الله‌عنه فقال: من كنت وليه فهذا وليه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، فقلت لزيد: سمعته من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؟ فقال: والله ما كان في الدوحات أحد إلّا رآه بعينه وسمعه باُذنيه »(١) .

وأخرج الحاكم قال: « حدثنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن تميم الحنظلي ببغداد، ثنا أبو قلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي، ثنا يحيى بن حماد. وحدثني أبوبكر محمد بن أحمد بالويه وأبوبكر أحمد بن جعفر البزار قالا: ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا يحيى حماد. وثنا أبو نصر أحمد بن سهل الفقيه ببخارى، ثنا صالح بن محمد الحافظ البغدادي، ثنا خلف بن سالم المخرمي، ثنا يحيى بن حماد. ثنا أبو عوانة عن سليمان الأعمش قال: ثنا حبيب بن أبي ثابت عن أبي الطفيل، عن زيد بن أرقم قال: لمـّا رجع رسول الله الحديث »(٢) .

و أخرج أحمد: « ثنا يحيى بن حماد، ثنا أبو عوانة، ثنا أبو بلج، ثنا عمرو بن ميمون قال: إني لجالس إلى ابن عباس، إذ أتاه تسعة رهط، فقالوا: يا ابن عباس، إمّا أنْ تقوم معنا وإمّا أن تخلو بنا عن هؤلاء. فقال ابن عباس: بل أقوم معكم - قال: وهو يومئذ صحيح قبل أن يعمى - قال: فابتدءوا فتحدّثوا فلا ندري ما قالوا. قال: فجاء ينفض ثوبه ويقول: أف وتف!! وقعوا في رجل له عشر، وقعوا في رجل قال له النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لأبعثنَّ رجلاً لا يخزيه أبداً يحبُّ الله ورسوله. قال فاستشرف لها من استشرف قال: أين علي؟ قالوا: هو في الرحل يطحن. قال: وما كان أحدكم يطحن؟! قال: فجاء وهو أرمد لا يكاد يبصر قال:

____________________

(١). الخصائص: ٩٣.

(٢). المستدرك ٣ / ١٠٩

٢٨٥

فنفث في عينيه، ثم هزّ الراية ثلاثاً فأعطاها إياه، فجاء بصفية بنت حيي.

قال: ثم بعث فلاناً بسورة التوبة، فبعث علياً خلفه، فأخذها منه قال: لا يذهب بها إلّا رجل مني وأنا منه.

قال: وقال لبني عمه: أيكم يواليني في الدنيا والآخرة؟ قال وعلي معه جالس. فأبوا. فقال علي: أنا أواليك في الدنيا والآخرة فقال: أنت وليي في الدنيا والآخرة.

قال: وكان أول من أسلم من الناس بعد خديجة.

قال: وأخذ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ثوبه فوضعه على علي وفاطمة وحسن وحسين فقال: إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهّركم تطهيراً

قال: وشرى علي نفسه، لبس ثوب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ثم نام مكانه، قال وكان المشركون يرمون رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فجاء أبوبكر وعلي نائم قال: وأبوبكر يحسب أنه نبي الله، قال فقال: يا نبي الله قال: فقال له علي: إن نبي اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قد انطلق نحو بئر ميمون فأدركه، قال: فانطلق أبوبكر فدخل معه الغار، قال: وجعل علي يرمى بالحجارة كما كان يرمى نبي الله، وهو يتضور قد لفَّ رأسه في الثوب لا يخرجه حتى أصبح، ثم كشف عن رأسه فقالوا: إنك للئيم، كان صاحبك نراميه فلا يتضور، وأنت تتضور وقد استنكرنا ذلك

قال: وخرج بالناس في غزوة تبوك، قال فقال له علي: أخرج معك؟ قال فقال له نبي الله: لا. فبكى علي، فقال له أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلّا أنك لست بنبي، إنه لا ينبغي أن أذهب إلّا وأنت خليفتي.

قال: وقال له رسول الله: أنت وليي في كل مؤمن بعدي.

وقال: سدّوا أبواب المسجد غير باب علي، فقال: فيدخل المسجد جنباً وهو طريقه ليس له طريق غيره.

٢٨٦

قال: وقال: من كنت مولاه فان مولاه علي »(١) .

ترجمته:

١ - ذكرهابن حبان في الثقات(٢) .

٢ - وقالالذهبي: « خ م ت س ق: يحيى بن حماد الشيباني مولاهم ختن أبي عوانة وروايته، وله عن عكرمه بن عمار وشعبة. وعنه: البخاري والدارمي والكديمي. ثقة متأله. توفي سنة ٢١٥»(٣) .

٣ - وترجمهابن حجر حيث ذكر توثيقات الأعلام إياه(٤) .

٤ - وقال فيتقريبه: « ثقة عابد »(٥) .

(٦١)

حجاج بن منهال السلمي أبو محمد الأنماطي البصري

المتوفى سنه (٢١٧) أخرج الثعلبي في تفسيره قال: « أخبرنا أبو القاسم يعقوب بن احمد السري، أخبرنا أبوبكر محمد بن عبدالله بن محمد، حدثنا أبو مسلم ابراهيم بن عبدالله الكجي، حدثنا حجاج بن منهال، حدثنا حماد، عن علي بن زيد، عن عدي بن ثابت، عن البراء بن عازب قال: لمـّا نزلنا مع رسول الله في حجة الوداع، كنا بغدير خم فنادى: إن الصلاة جامعة، وكسح للنبي تحت شجرتين، فأخذ بيد علي، فقال: ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى. قال هذا مولى من أنا مولاه. اللهم

____________________

(١). مسند أحمد ١ / ٣٣١.

(٢). الثقات ٩ / ٢٥٧.

(٣). الكاشف ٣ / ٢٥٣.

(٤). تهذيب التهذيب ١١ / ١٩٩.

(٥). تقريب التهذيب ٢ / ٣٤٦.

٢٨٧

وال من والاه وعاد من عاداه، قال: فلقيه عمر فقال: هنيئاً لك يا ابن أبي طالب أصبحت مولى كل مؤمن ومؤمنة »(١) .

ترجمته:

١ - الذهبي: « حجاج بن منهال الحافظ الحجّة أبو محمد البصر الأنماطي عنه: البخاري وأحمد بن الفرات وعبد والدارمي والذهلي وخلق. قال أبو حاتم: ثقة فاضل، وقال أحمد العجلي: ثقة رجل صالح، وكان سمساراً يأخذ من كلّ دينار حبة، وقال خلف كردوس: كان صاحب سنّة يظهرها. قال البخاري: مات في شوال سنة ٢١٧ »(٢) .

٢ - وقال « كان ثقة ورعاً ذا سنّة وفضل. توفي سنة ٢١٧ »(٣) .

٣ - وترجمهابن حجر في تهذيب التهذيب(٤) .

٤ - وقال فيتقريبه: « ثقة فاضل »(٥) .

(٦٢)

علي بن عياش أبو الحسن الحمصي

المتوفى سنة (٢١٩). أخرج الواحدي في أسباب النزول، عن أبي سعيد محمد بن علي الصفار، عن الحسن بن أحمد المخلدي، عن محمد بن حمدون بن خالد، عن محمد بن ابراهيم الحلواني عن الحسن بن حماد سجادة، عن علي بن عياش، عن الأعمش وأبي الجحاف عن

____________________

(١). تفسير الثعلبي - مخطوط.

(٢). تذكرة الحفاظ ١ / ٤٠٣.

(٣). الكاشف ١ / ٢٠٨.

(٤). تهذيب التهذيب ٢ / ٢٠٦.

(٥). تقريب التهذيب ١ / ١٥٤.

٢٨٨

عطية، عن أبي سعيد الخدري قال: نزلت هذه الآية في غدير خم في علي بن أبي طالبرضي‌الله‌عنه »(١) .

ترجمته:

١ - الذهبي: « علي بن عياش، الحافظ. الامام القدوة، أبو الحسن الألهاني الحمصي البكاء عنه: أحمد والبخاري وأبو إسحاق الجوزجاني وابراهيم بن الهيثم والذهلي ومحمد بن عوف وآخرون. وثّقه النسائي والناس، وقال أبو حاتم: كنت أفيد الناس عنه »(٢) .

٢ - وقال: « عنه: خ والذهلي والناس، وثّقوه، ولد سنة ١٤٣ ومات سنة ٢١٩ »(٣) .

٣ - وذكرابن حجر كلمات القوم في حقه في تهذيب التهذيب(٤) .

٤ - وقال: « ثقة ثبت »(٥) .

٥ - وذكرهالسيوطي وقال: « وعنه: أحمد وابن معين والبخاري وخلق.

مات سنة ٢١٨ »(٦) .

(٦٣)

مالك بن اسماعيل بن درهم أبو غسان النهدي الكوفي

المتوفى سنة (٢١٩)

____________________

(١). أسباب النزول: ١٥٠ في آية التبليغ.

(٢). تذكرة الحفاظ ١ / ٣٨٤.

(٣). الكاشف ٢ / ٢٩٢.

(٤). تهذيب التهذيب ٧ / ٣٦٨.

(٥). تقريب التهذيب ٢ / ٤٢.

(٦). طبقات الحفاظ: ١٦٥.

٢٨٩

روى الحمويني قال: أخبرنا الشيخ عماد الدين عبد الحافظ بن بدران ابن شبل بقراءتي عليه، قلت له: أخبرك القاضي محمد بن عبد الصمد بن أبي الفضل الحرستاني إجازة فأقر به، قال: انبأنا أبو عبدالله محمد بن الفضل الفراوي إجازة، قال: أنبأنا أبوبكر أحمد بن الحسين البيهقي الحافظ، أنبأنا أبوبكر أحمد بن الحسن القاضي قال: أنبأنا أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم قال: حدثنا أحمد بن حازم ابن أبي غرزة قال: أنبأنا أبو غسان قال: حدّثنا فضيل بن مرزوق، عن أبي إسحاق عن سعيد بن ذي حدان وعمر وذي مرّ قالا:

قال عليعليه‌السلام : أنشد بالله - ولا أنشد إلّا أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله - من سمع خطبة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوم غدير خم؟ قال: فقام اثنا عشر رجلاً، ستة من قبل سعيد، وستة من قبل عمرو، فشهدوا أنهم سمعوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : يقول: اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، وأحب من أحبه، وأبغض من أبغضه »(١) .

ترجمته:

١ - الذهبي: « أبو غسان الحافظ الحجة حدّث عنه البخاري. والباقون بواسطة قال ابن معين لأحمد بن حنبل: إنْ سرّك أن تكتب عن رجل ليس في قلبك منه فاكتب عن أبي غسان. وقال أبو حاتم قال ابن معين: ليس بالكوفة أتقن منه، وقال يعقوب بن شيبة: ثقة متثبت صحيح الكتاب، من العابدين، وقال ابن نمير: أبو غسان من أئمة المحدثين، وقال أبو حاتم: لم أر بالكوفة أتقن منه لا أبو نعيم ولا غيره، وكنت إذا نظرت إليه كأنّه خرج من قبر كان له فضل وعبادة واستقامة، وقال أبو داود: جيد الأخذ شديد التشيع. قال

____________________

(١). فرائد السمطين ١ / ٦٨.

٢٩٠

ابن سعد: مات سنة تسع عشرة ومائتين »(١) .

٢ - وقال: « مالك بن اسماعيل أبو غسان النهدي الحافظ حجّة، عابد، قانت لله. توفي سنة ٢١٩ »(٢) .

٣ - وذكرابن حجر كلمات الثناء عليه في تهذيب التهذيب.

٤ - وقال فيتقريبه: « ثقة متقن صحيح الكتاب عابد »(٣) .

(٦٤)

قاسم بن سلام أبو عبيد الهروي

المتوفى سنة (٢٢٣) او (٢٢٤). روى في تفسيره ( غريب القرآن ) قال: « لمـّا بلّغ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم غدير خم ما بلّغ، وشاع ذلك في البلاد، أتى جابر بن النضر بن الحارث بن كلدة العبدري، فقال: يا محمد، أمرتنا من الله أن نشهد أن لا إله إلّا الله، وأنّك رسول الله، وبالصلاة والصوم والحج والزكاة، فقبلنا منك، ثم لم ترض بذلك حتى رفعت بضبع ابن عمك ففضلته علينا وقلت: من كنت مولاه فعلي مولاه. فهذا شيء منك أم من الله؟ فقال رسول الله: والله الذي لا إله إلّا هو إن هذا من الله. فولى جابر يريد راحلته وهو يقول: اللّهم إنْ كان ما يقول محمد حقاً فأمطر علينا حجارة من السماء، أو ائتنا بعذاب أليم، فما وصل إليها حتى رماه الله بحجر، فسقط على هامته. وخرج من دبره وقتله، وأنزل الله تعالى( سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ ) . الآية.

____________________

(١). تذكرة الحفاظ ١ / ٤٠٢.

(٢). الكاشف ٣ / ١١٢.

(٣). تقريب التهذيب ٢ / ٢٢٣.

٢٩١

ترجمته:

١ - ترجم لهالخطيب البغدادي وأطنب فيها، فذكر عن اسحاق بن ابراهيم الحنظلي قوله: « إنّ الله لا يستحي من الحق، أبو عبيد أعلى مني ومن ابن حنبل والشافعي » وعن ثعلب « لو كان أبو عبيد في بني إسرائيل لكان عجباً » وعن أحمد بن كامل القاضي: « كان أبو عبيد القاسم بن سلام فاضلاً في دينه وفي علمه، ربانياً متفنناً في أصناف علوم الاسلام، من القرآن والفقه والعربية والأخبار، حسن الرواية، صحيح النقل، لا أعلم أحدا من الناس طعن عليه في شيء من أمره ودينه » وعن ابراهيم الحربي: « كان أبو عبيد كأنه جبل نفخ فيه روح » وعن ابن معين - وقد سئل عن الكتابة عن أبي عبيد - « مثلي يسئل عن أبي عبيد؟ أبو عبيد يسأل عن الناس » وسئل أيضاً عن أبي عبيد فقال: « ثقة » وعن أبي داود أنه سئل عنه فقال: « ثقة مأمون »(١) .

٢ - وقالالذهبي: بعد ذكر بعض الكلمات: « قلت: من نظر في كتب أبي عبيد علم مكانه من الحفظ والعلم. وكان حافظاً للحديث وعلله، ومعرفته متوسطة، عارفاً بالفقه والاختلاف، رأسا في اللغة، إماماً في القراءات »(٢) .

٣ - وقالابن حجر: « الامام المشهور، ثقة فاضل مصنّف »(٣) .

(٦٥)

محمد بن كثير أبو عبدالله العبدي البصري

المتوفى سنة (٢٢٣). أخرج ابن الأثير عن ابن عقدة بإسناده عن محمد بن كثير عن فطر وابن الجارود عن أبي

____________________

(١). تاريخ بغداد ١٢ / ٤٠٣ - ٤١٦.

(٢). تذكرة الحفاظ ٢ / ٤١٧.

(٣). تقريب التهذيب ٢ / ١١٧.

٢٩٢

الطفيل قال: كنا عند عليرضي‌الله‌عنه فقال: أنشد الله تعالى من شهد يوم غدير خم إلّا قام: فقام سبعة عشر رجلا منهم أبو قدامة الأنصاري فقالوا: نشهد أنّا أقبلنا مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من حجة الوداع، حتى إذا كان الظهر خرج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (١) .

ترجمته:

١ - ابن حبان: « ثقة فاضل. مات ٢٢٣ عن مائة سنة »(٢) .

٢ - ابن حجر: « ثقة لم يصب من ضعّفه، من كبار العاشرة، مات سنة ثلاث وعشرين، وله تسعون سنة. ع »(٣) .

٣ - الخزرجي: « وعنه: خ د والذهلي: قال ابن حبان: كان ثقة فاضلاً »(٤) .

(٦٦)

موسى بن اسماعيل المنقري البصري،

المتوفى سنة (٢٢٣). أخرج الحافظ ابن كثير قال: « وقال الحافظ أبو يعلى الموصلي والحسن بن سفيان، ثنا هدبة، ثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد وأبي هارون، عن عدي بن ثابت، عن البراء قال: كنا مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في حجة الوداع، فلما أتينا على غدير خم كشح لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم تحت شجرتين، ونودي في الناس

____________________

(١). أسد الغابة ٥ / ٢٧٦.

(٢). الثقات ٩ / ٧٧.

(٣). تقريب التهذيب ٢ / ٢٠٣.

(٤). خلاصة التهذيب: ٣٥٧.

٢٩٣

الصلاة جامعة ودعا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم علياً، وأخذ بيده فأقامه عن يمينه، فقال: ألست أولى بكل امرئ من نفسه؟ قالوا: بلى. قال: فإن هذا مولى من أنا مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، فلقيه عمر بن الخطاب فقال: هنيئاً لك أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة.

ورواه ابن جرير عن أبي زرعة، عن موسى بن إسماعيل، عن حماد بن سلمة، عن علي بن زيد وأبي هارون العبدي »(١) .

ترجمته:

١ - الذهبي: « التبوذكي الحافظ الثقة، موسى بن اسماعيل المنقري. مولاهم البصري عنه الذهلي وأبو حاتم والبخاري وأبو داود وأحمد بن أبي خيثمة وخلق كثير قال أبو حاتم: لا أعلم بالبصرة ممن أدركنا أحسن حديثاً من أبي سلمة »(٢) .

٢ - وقال: « ثقة متثبت، مات سنة ٢٢٣ »(٣) .

٣ - وذكرابن حجر ثقته عن جماعة في التهذيب(٤) .

٤ - وقال فيتقريبه: « ثقة ثبت، من صغار التاسعة، ولا التفات إلى قول ابن خراش تكلّم الناس فيه »(٥) .

(٦٧)

قيس بن حفص بن القعقاع أبو محمد البصري

المتوفى سنة (٢٢٧). روى

____________________

(١). تاريخ ابن كثير ٢ / ٢٠٩ - ٢١٠.

(٢). تذكرة الحفاظ ١ / ٣٩٤.

(٣). الكاشف ٣ / ١٨٠.

(٤). تهذيب التهذيب ١٠ / ٣٣٣.

(٥). تقريب التهذيب ٢ / ٢٨٠.

٢٩٤

أخطب خطباء خوارزم: « أخبرني سيد الحفاظ أبو منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي، فيما كتب إليّ من همدان، أخبرني أبو الفتح عبدوس بن عبدالله ابن عبدوس الهمداني كتابة، حدثني عبدالله بن اسحاق البغوي حدثني الحسن بن عليل الغنوي، حدثني محمد بن عبد الرحمن الزراع حدثني قيس بن حفص، حدثني علي بن الحسين، حدثنا أبو الحسن العبدي، عن أبي هريرة العبدي عن أبي سعيد الخدري أنه قال:

إن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوم دعا الناس إلى غدير خم، أمر بما كان تحت الشجرة من الشوك فقمّ، وذلك يوم الخميس، ثم دعا الناس إلى علي، فأخذ بضبعه فرفعها، حتى نظر الناس إلى بياض إبطيه، ثم لم يتفرقا حتى نزلت هذه الآية:( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً ) . فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : الله أكبر على إكمال الدين، وإتمام النعمة، ورضى الرب برسالتي، والولاية لعلي.

ثم قال: اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله.

فقال حسان بن ثابت: يا رسول الله أتأذن يا رسول الله لي أن أقول أبياتاً؟ فقال: قل ببركة الله تعالى. فقال حسان بن ثابت: يا معشر مشيخة قريش اسمعوا شهادة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . ثم قال:

يناديهم يوم الغدير نبيّهم

بخمّ وأسمع بالرسول منادياً

إلى آخر الأبيات »(١) .

ترجمته:

١ - ذكرهابن حبان في الثقات(٢) .

____________________

(١). مناقب أمير المؤمنين: ٨٠.

(٢). الثقات ٩ / ١٥.

٢٩٥

٢ - وقالالذهبي: « خ - قيس بن حفص الدارمي بصري. عن أبي عوانة وطبقته. وعنه: خ وابن الضريس وجماعة »(١) .

٣ - وذكرابن حجر كلمات التوثيق له في تهذيب التهذيب(٢) .

٤ - وقال فيتقريبه: « ثقة »(٣) .

(٦٨)

يحيى بن عبد الحميد الحماني أبو زكريا الكوفي

المتوفى سنة (٢٢٨). روى الحافظ أبو الفتح محمد بن علي النطنزي في ( الخصائص العلوية ) عن الحسن بن أحمد المهري عن أحمد بن عبدالله بن أحمد قال: حدثنا محمد بن أحمد ابن علي قال: حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال: حدثنا يحيى الحماني قال: حدثنا قيس بن الربيع أبو هارون العبدي، عن أبي سعيد الخدري:

إن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم دعا الناس إلى عليرضي‌الله‌عنه في غدير خم، وأمر بما تحت الشجرة من الشوك فقمّ، وذلك يوم الخميس، فدعا علياً فأخذ بضبعيه فرفعهما، حتى نظر الناس إلى بياض إبطي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ثم لم يتفرقوا حتى نزلت هذه الآية( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ) الآية.

فقال رسول الله: الله أكبر على إكمال الدين وإتمام النعمة، ورضى الرب برسالتي، والولاية لعلي من بعدي. قال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله.

فقال حسان بن ثابت: ائذن لي يا رسول الله، فأقول في علي أبياتاً لتسمعها. فقال: قل على بركة الله. فقام حسان فقال:

____________________

(١). الكاشف ٢ / ٤٠٣.

(٢). تهذيب التهذيب ٢٩٠٨.

(٣). تقريب التهذيب ٢ / ١٢٨.

٢٩٦

يناديهم يوم الغدير نبيّهم. إلى آخر الأبيات.

ورواه عنه كذلك أبو نعيم الاصبهاني في ( ما نزل في علي ) وكذا أبو سعيد السجستاني في ( كتاب الولاية ) والحسكاني في ( شواهد التنزيل ) والحمويني في ( فرائد السمطين ١ / ٧٤ ) بطريق أبي نعيم.

ترجمته:

١ - ترجم لهالخطيب البغدادي، وذكر عن يحيى بن معين: « ابن الحماني صدوق مشهور، ما بالكوفة مثل ابن الحماني، ما يقال فيه إلّا من حسد » وعنه أيضاً:

« ثقة وما كان بالكوفة في أيامه رجل يحفظ معه وهؤلاء يحسدونه » وفيه « قال عباس: لم يزل يحيى يقول هذا حتى مات » وعن أبي عبيد: « سمعت أبا داود يقول: كان حافظاً » وعن الرمادي: هو عندي أوثق من أبي بكر بن أبي شيبة، وما يتكلّمون فيه إلّا من الحسد ».

وفيه بسنده عن دلويه: « سمعت يحيى بن عبد الحميد يقول: كان معاوية وفي حديث العتيقي: مات معاوية - على غير ملّه الاسلام »(١) .

٢ - الذهبي: « يحيى بن عبد الحميد الحافظ الكبير عنه: أبو حاتم وابن أبي الدنيا ومطين والبغوي وخلق. كان من أعيان الحفاظ وليس بمتقن » ثم ذكر ثقته عن يحيى، وعن مطين: « سألت ابن نمير عن يحيى الحماني فقال: هو أكبر من هؤلاء كلهم، فاكتب عنه »(٢) .

٣ - ابن حجر: « حافظ، إلّا أنهم اتّهموه بسرقة الحديث »(٣) .

أقول: لا يبعد أن تكون هذه التهمة وغيرها منبعثة من الحسد، أو مسبّبة عمّا كان يقوله بالنسبة إلى معاوية، كما عرفت من تاريخ الخطيب.

____________________

(١). تاريخ بغداد ١٤ / ١٦٧.

(٢). تذكرة الحفاظ ١ / ٤٢٣.

(٣). تقريب التهذيب ٢ / ٣٥٢.

٢٩٧

(٦٩)

خلف بن سالم المهلبي المخرمي البغدادي

المتوفى سنة (٢٣١). أخرج الحاكم حديث الغدير من طريقه عن زيد بن أرقم حيث قال « وثنا أبو نصر أحمد ابن سهل الفقيه ببخارى، ثنا صالح بن محمد الحافظ البغدادي، ثنا خلف بن سالم المخرمي، ثنا يحيى بن حماد ثنا أبو عوانة عن سليمان الأعمش قال: ثنا حبيب ابن أبي ثابت عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقمرضي‌الله‌عنه قال

( ثم قال الحاكم ): هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بطوله.

شاهده حديث سلمة بن كهيل عن أبي الطفيل أيضاً صحيح على شرطهما(١) .

ترجمته:

١ - ترجم لهالخطيب فذكر عن أحمد بن حنبل قوله: « لا يشك في صدقه » وعن يحيى بن معين: « صدوق » فقيل ليحيى: « يا أبا زكريا إنه يحدّث بمساوئ أصحاب رسول الله؟ فقال: قد كان يجمعها، وأما أن يحدّث بها فلا » وعن يعقوب ابن شيبة: « كان ثقة ثبتاً » وعن النسائي: « ثقة »(٢) .

٢ - الذهبي: « من أعيان حفّاظ بغداد »(٣) .

٣ - ابن حجر: « ثقة حافظ، من العاشرة، صنف المسند، عابوا عليه

____________________

(١). المستدرك ٣ / ١٠٩.

(٢). تاريخ بغداد ٨ / ٣٢٨.

(٣). تذكرة الحفاظ ٢ / ٤٨١.

٢٩٨

التشيع، ودخوله في شيء من أمر القاضي »(١) .

(٧٠)

أحمد بن عمر بن حفص الجلاب أبو جعفر الوكيعي

المتوفى سنة (٢٣٥) أخرج أحمد: « عن أحمد بن عمر الوكيعي، ثنا زيد بن الحباب، ثنا الوليد بن عقبة ابن نزار العبسي، حدثني سماك بن عبيدالله بن الوليد العبسي قال: دخلت على عبد الرحمن بن أبي ليلى، فحدثني أنه شهد علياًرضي‌الله‌عنه في الرحبة فقال: أنشد الله رجلاً سمع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وشهده يوم غدير خم إلّا قام، ولا يقوم إلّا من قد رآه. فقام اثنا عشر رجلاً فقالوا: قد رأيناه وسمعناه حيث أخذ بيده يقول: اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله. فقام إلّا ثلاثة لم يقوموا، فدعا عليهم فأصابتهم دعوته »(٢) .

ترجمته:

١ - ترجم لهالخطيب وذكر ثقته عن يحيى بن معين، وعبدالله بن أحمد ومحمد بن عبدوس(٣) .

٢ - الذهبي: « كان حافظاً ثبتاً. توفي: ٢٣٥ »(٤) .

٣ - ابن حجر: « ثقة، من العاشرة، مات سنة خمس وثلاثين م ل »(٥) .

____________________

(١). تقريب التهذيب ١ / ٢٢٥.

(٢). مسند أحمد ١ / ١١٩.

(٣). تاريخ بغداد ٤ / ٢٨٤.

(٤). الكاشف ١ / ٦٦.

(٥). تقريب التهذيب: ١ / ٢٢.

٢٩٩

(٧١)

إبراهيم بن المنذر بن عبدالله الحزامي أبو إسحاق المدني

المتوفى سنة (٢٣٦). أخرج النسائي قال « أخبرني أبو عبد الرحمن زكريا بن يحيى السجستاني قال: حدثني محمد بن عبد الرحيم قال: أخبرنا ابراهيم قال: حدثنا معن قال: حدثني موسى بن يعقوب، عن المهاجر بن مسمار، عن عائشة بنت سعد وعامر بن سعد عن سعد: إن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خطب فقال: أما بعد أيها الناس فإني وليّكم. قالوا: صدقت. ثم أخذ بيد علي فرفعها، ثم قال: هذا وليي والمؤدي عني، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه »(١) .

ترجمته:

١ - ذكرهابن حبان في الثقات(٢) .

٢ - الخطيب: « روى عنه محمد بن اسماعيل وكان ثقة » ثم قال في ردّ من قال عنده مناكير: « أما المناكير فقلّما يوجد يوجد في حديثه، إلّا أن يكون عن المجهولين، ومن ليس بمشهور عند المحدّثين، ومع هذا فإن يحيى بن معين وغيره من الحفاظ كانوا يرضونه ويوثّقونه »(٣) .

٣ - الذهبي: « أحد العلماء صدوق توفي سنة ١٣٦ »(٤) .

____________________

(١). خصائص أمير المؤمنين: ١٠٠.

(٢). الثقات ٨ / ٧٣.

(٣). تاريخ بغداد ١ / ١٧٩.

(٤). الكاشف ١ / ٩٤.

٣٠٠

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

701

702

703

704

705

706

707

708

709

710

711

712

713

714

715

716

717

718

719

720

721

722

723

724

725

726

727

728

729

730

731

732

733

734

735