موسوعة كربلاء الجزء ١

موسوعة كربلاء 8%

موسوعة كربلاء مؤلف:
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 735

الجزء ١ الجزء ٢
  • البداية
  • السابق
  • 735 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 471892 / تحميل: 5572
الحجم الحجم الحجم
موسوعة كربلاء

موسوعة كربلاء الجزء ١

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

ح وأخبرناه أبو عبدالله الحسين بن أحمد بن علي البيهقي، أنا القاضي أبو علي محمد بن إسماعيل بن محمد العراقي - بطوس - قالوا: حدثنا أبو طاهر المخَلّص - إملاء - نا يحيى بن محمد بن صاعد، نا [ محمد بن ] يحيى بن عبد الكريم الأزدي، نا عبدالله بن داود، نا سعيد بن [ أبي عروبة ] عن قتادة، عن سعيد بن المسيّب، عن سعد بن أبي وقاص قال: [ قال ] رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لعلي: « أنت مني بمنزلة هارون من موسى ».

وهذا إسناد غريب والمحفوظ ما

أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبدالله بن الحسن بن أحمد، أنا أبو محمد الجوهري.

ح وأخبرنا أبو عبدالله الحسن بن محمد بن عبد الوهاب، نا أبو علي الحسين بن غالب بن المبارك المقرىء، قالا: أنا أبو الفضل عبيد الله بن [ عبد الرحمن ] بن محمد [ الزهري ].

[ وأخبرنا أبو الحصين أحمد بن محمد بن الطيوري، أنبأنا أبو القاسم البغوي، قالا: أنبأنا محمد وحفص قالا: أنبأنا عبدالله بن محمد بن عمر العوفي، أنبأنا بشر بن هلال الصواف، أنبأنا جعفر بن سليمان، عن حرب بن شداد، عن قتادة عن سعيد بن المسيّب، عن سعد بن أبي وقاص، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لعلي بن أبي طالب: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى؟ ].

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، وأبو القاسم بن [ البسري ].

وأخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن الطّيّب، أنا أبو القاسم بن القُشيري، قالا: أنا محمد بن عبدالله، قالا: نا عبدالله بن محمد بن عبد العزيز، نا

٨١

بِشْر بن هلال الصّوّاف، نا جعفر بن هارون عن حرب بن شداد، عن قتادة، عن سعيد بن المسيّب، عن سعد بن أبي وقاص قال:

قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لعلي بن أبي طالب: « أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ».

أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك، أنا عبد العزيز بن علي بن أحمد بن الحسين، أنا أبو طاهر المـُخَلّص، وأبو القاسم البغوي، نا بِشْر بن هلال الصّوّاف، نا جعفر بن سليمان، عن حرب بن شداد، عن قتادة، عن سعيد بن المسيّب، عن سعد بن أبي وقاص قال:

قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لعلي بن أبي طالب: « أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ».

وأخبرناه أتم من هذا أبو الحسن محمد بن عبد الجبار بن توبة، وأبو ياسر سليمان بن عبدالله بن سليمان بن الفرج، وأبو القاسم بن السمرقندي، وأبو عبدالله يحيى بن الحسن، قالوا: أنا أبو الحسين بن النقور - زاد ابن البنّا: وأبو يعلى بن الفراء قالا: - أنا عيسى بن علي، أنا أبو القاسم البغوي، نا أبو محمد نعيم بن الهيصم، أنا جعفر بن سليمان، عن حرب أبي الخطّاب، عن قتادة، عن سعيد بن المسيّب قال جعفر: أظنه عن سعد بن أبي وقاص قال:

لما غزا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم غزوة تبوك خلّف علياً بالمدينة فقالوا: فيه: ملّه وكره صحبته، فبلغ ذلك علياً، فشقّ عليه، قال: فتبع النبي صلّى الله عليه وسلّم حتى لحقه، فقال: يا رسول الله خلّفتني مع الذراري والنساء حتى قالوا: مَلّه وكره صحبته، فقال: « ما ترضى يا علي أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى »؟

قال ابن مَنيع: هكذا حدث نُعَيم عن جعفر بهذا الحديث بالشك.

٨٢

وحدّثناه بشر بن هلال الصوّاف، نا جعفر، عن حرب بن شدّاد، عن قتادة، عن سعيد بن المسيّب، عن سعد، عن النبي صلّى الله عليه وسلّم نحوه ولم يشك.

أخبرناه أبو محمد هبة الله بن سهل بن عمر، أنا أبو عثمان البَحيري.

ح وأخبرناه أبو المظفر القُشيري، أنا أبو سعد الجنزرودي، قالا: أنا أبو عمرو بن حمدان الحِيري.

ح وأخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم، نا إبراهيم بن منصور، نا أبو بكر ابن المقرئ.

قالا: أنا أبو يعلى أحمد بن علي بن المُثنّى الموصلي.

ح وأخبرناه أبو عبدالله الخَلاّل، أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرىء، نا أبو القاسم البغوي.

ح وأخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي، وأبو البركات يحيى بن عبد الرّحمن بن حُبيش، قالا: أنا أبو الحسين بن النّقّور، نا عيسى بن علي قال: قُرئ على أبي القاسم البغوي، قالا: نا بِشْر بن هلال الصوّاف، نا جعفر بن [ سليمان ]، عن حرب بن شداد، عن قتادة، عن سعيد بن المسيّب، عن سعد بن أبي وقاص قال:

لما غزا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم غزوة تبوك خلّف علياً بالمدينة [ فقال الناس: ملّه وكره صحبته ] فتبع علي النبي صلّى الله عليه وسلّم حتى لحقه في بعض الطرق، وقال [ البحيري: فبلغ ] ذلك علياً [ فخرج ] حتى لحق بالنبي صلّى الله عليه وسلّم في الطريق، فقال: يا رسول الله خلّفتني بالمدينة [ مع النساء والذراري حتى قالوا ]. قال البَحيري: حتى قال الناس: ملّه وكره صحبته، فقال له النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: « يا علي إنّما خلّفتك على

٨٣

أهلي، أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى [ إلّا أنه ] - وقال البحيري: غير أنه - لا نبي بعدي ».

وأما حديث عليّ [ بن الحسين ].

فأخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد الجَنْزَرودي، أنا أبو عمرو بن حمدان، أنا أبو يعلى [ أحمد ] بن علي، نا سعيد بن بسطام، نا يزيد بن زريع، نا إسرائيل، عن حكيم بن جُبير قال:

قلت لعلي بن حسين: أشهد على عبد خير لحدثني أنه سمع علياً على هذا المنبر وهو يقول: خير هذه الأمّة بعد نبيها أبو بكر، وعمر، وثالث، لو شئت سميت ثالثاً، قال: فضرب علي بن حسين فخذي وقال: حدثني سعيد بن المسيّب أن سعد بن أبي وقاص حدّثه أنه سمع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول لعلي: « أنت مني بمنزلة هارون من موسى ».

وأخبرناه أبو النجم بدر بن عبدالله، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو القاسم الحسين بن أحمد بن عثمان بن شيطا البزاز، نا علي بن محمد بن المـُعلّى الشونيزي، نا طريف بن عبيد الله الموصلي، نا علي بن حكيم الأودي، نا عبدالله ابن بُكَير الغنوي، حدثني حكيم بن جبير قال:

قلت لعلي بن الحسين: يا سيدي إن الشعبي حدث عن أبي جُحيفة وهب الخير أن أباك صعد المنبر فقال: خير هذه الامة بعد نبيها أبو بكر وعمر، فقال: أين يذهب بك يا حكيم، حدثني سعيد بن المسيّب عن سعد أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال له: « أنت مني بمنزلة هارون من موسى » إنّ المؤمن يهضم نفسه؟!

وأخبرناه أبو محمد عبد الكريم بن حمزة، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا محمد بن يوسف الهّروي، حدثني إسحاق بن سيار بن

٨٤

محمد، وأنا سألته، أنا علي بن قادم، نا إسرائيل، عن حكيم بن جبير قال:

قلت لعلي بن الحسين: إنّ ناساً عندنا بالعراق يزعمون أن أبا بكر وعمر خير من علي، قال: فقال لي علي بن الحسين: فكيف أصنع بحديث حدّثنيه سعيد بن المسيّب، عن سعد بن أبي وقّاص قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لعلي: « أنت مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبيّ بعدي ».

قال: وأنا محمد بن يوسف الهّروي، نا أبو قِلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي، نا أمية بن بسطام، نا يزيد بن زريع، عن إسرائيل بن يونس، عن حكيم بن جبير قال:

قلت لعلي بن الحسين، إن ناساً عندنا بالعراق يقولون: إنّ أبا بكر وعمر خيرٌ من علي، قال: فقال علي بن الحسين، فكيف أصنع بحديث حدّثنيه سعيد ابن المسيّب عن سعد بن أبي وقاص؟ قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لعلي: « أنت مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي ».

قال أبو عبدالله الهّروي: وهذا الحديث لم يحدث به عن إسرائيل [ إلّا ] يزيد بن زريع، وعلي بن قادم، والحديث غريب، وبالله التوفيق.

قد رواه عبيد الله، عن إسرائيل أيضاً:

أخبرناه أبو القاسم بن الحصين، نا أبو طالب بن غيلان، أنا أبو بكر الشافعي، حدثني أبو عبدالله [ أحمد بن صالح بن ] بن محمد البرقي، نا جعفر ابن موسى القطان، نا عبيد الله بن موسى، نا إسرائيل، عن حكيم بن جبير، عن علي بن الحسين، حدثني سعيد بن المسيّب، عن علي أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم [ خرج ] في غزوة تبوك [ و ] خلّف بالمدينة علي فقال له: تخلّفني؟ قال: « أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلّا أنه لا نبي بعدي ».

وأما حديث يحيى

٨٥

فأخبرناه أبو بكر محمد بن عبدالله نا أبو العبّاس عبيد الله بن موسى بن إسحاق الهاشمي، أنا محمد بن محمد بن سليمان.

وأخبرناه أبو عبدالله أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر المقرىء، نا محمد بن الباغندي، نا هارون بن حاتم - زاد الهاشمي: المقرىء - نا عبد السلام بن سعيد، عن سعيد بن المسيّب عن سعد بن مالك، قال: سمعت النبي صلّى الله عليه وسلّم [ وفي حديث الهاشمي: ] عن سعد أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال - لعلي: « أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلّا أنه لا نبي بعدي».

[ رواه ] غيره بينهما الزهري.

أخبرناه أبو محمد بن طاوس، أنا عاصم بن الحسن، أنا أبو عمر بن مهدي، أنا محمد بن مَخْلَد، نا عبدالله بن نسيب، نا ذؤيب بن عباية، حدثني أُسامة بن حفص، عن يحيى بن سعيد، عن الزهري، عن سعيد بن المسيّب عن سعد: أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال لعلي: « أنت مني بمنزلة هارون من موسى ».

وأما حديث صفوان:

فأخبرناه أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا أبو الحسين بن أبي نصر، أنا أبو بكر الميانجي، أنا علي بن أحمد بن الحسين العجلي - يعرف بابن أبي قوبة - نا عبّاد بن يعقوب، أنا ابن أبي نجيح، عن صفوان بن سُلَيم، عن سعيد بن المسيّب، عن سعد بن أبي وقاص قال:

سمعت أذناي وأبصرت عيناي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وهو يقول لعليعليه‌السلام : « أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلّا أنه لا نبي بعدي ».

٨٦

وقد رواه عن عامر بن سعد: المنهال بن عمرو، وسلمة بن كُهَيل، ومحمد ابن مسلم الزهري، والحويرث بن نهار.

فأما حديث المنهال:

فأخبرناه أبو عبدالله الفراوي، وأبو المظفر بن القشيري، قالا: أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو الفقيه.

وأخبرتنا أم المجتبى العلوية قالت: قُرىء على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرىء.

قالا: أنا أبو يعلى الموصلي، نا داود بن عمرو، نا حسّان بن إبراهيم، عن محمد بن سلمة بن كهيل، عن أبيه، عن المنهال - زاد المقرىء: ابن عمرو - عن عامر بن سعد، عن أبيه، وعن أم سلمة.

أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال لعلي: « أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى غير أنّه لا نبيّ بعدي ».

وأخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا أبو القاسم البغوي، نا داود بن عمرو، نا حسّان بن إبراهيم، نا محمد بن سلمة، عن سلمة، عن المنهال، عن عامر بن سعد، عن سعد، وعن أم سلمة:

أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال لعلي: « أما ترضى أنْ تكون منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنه ليس بعدي نبي ».

أخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي، وأبو البركات يحيى بن عبد الرحمن بن حسن، وأبو الحسن محمد بن أحمد بن إبراهيم، قالوا: أنا أبو الحسين بن النّقّور، نا عيسى بن علي، أنا أبو بكر عبدالله بن محمد بن زياد النيسابوري، - إملاء - نا محمد بن إشكاب، نا أحمد بن المفضل الكوفي، نا يحيى بن سلمة بن كهيل، عن أبيه، عن المنهال بن عمرو، عن عامر بن سعد، عن أبيه سعد، وعن أم سلمة.

٨٧

أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال لعلي: « ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، غير أنه ليس بعدي نبوة ».

وأما حديث سلمة:

فأخبرناه أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو القاسم عبد العزيز بن جعفر بن محمد الخِرَقي، نا محمد بن محمد الباغندي، نا محمد بن حميد الرازي، نا هارون بن المغيرة، عن عمرو بن أبي قيس، عن شعيب بن خالد، عن سلمة بن كهيل، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه، وعن أم سلمة قالا:

قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لعلي: « أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى».

قال سلمة: وسمعت مولى لبني موهبة يقول: سمعت ابن عباس يقول: قال النبي صلّى الله عليه وسلّم؛ مثله.

وأما حديث الزُّهري:

فأخبرناه أبو الحسن الفقيه، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمد، والحسن بن حبارة، قالا: نا خيثمة، نا أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق الصّوّاف، نا مَعْمَر بن بكّار، حدثني إبراهيم بن سعد، عن الزهري، عن عامر بن سعد قال:

إنّي لمع أبي إذ تبعنا رجل في نفسه على عليّ بعض الشىء، فقال: يا أبا إسحاق ما حديث يذكر الناس عن علي؟ قال: وما هو؟ قال: « أنت مني بمنزلة هارون من موسى » قال: نعم، سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول لعلي: « أنت مني كهارون من موسى » ما تنكر أن يقول لعلي هذا، وأفضل من هذا؟

وأمّا حديث الحُويرث:

فأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو محمد بن أبي عثمان، وأبو طاهر القّصّاري.

٨٨

وأخبرنا أبو عبدالله محمد بن أحمد بن محمد، أنا أبي أبو طاهر.

قالا: أنا إسماعيل بن الحسن بن عبدالله، نا أبو القاسم الحسين بن أحمد ابن صدقة الفرائضي، نا محمد بن الحسين بن أبي الحنين الكوفي.

ح وأخبرنا أبو بكر عبد الغفار بن محمد الشيروي في كتابه، وحدثني أبو المحاسن عبد الرزاق بن محمد بن أبي نصر الطّبسي عنه، أنا أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري، نا أبو العبّاس محمد بن يعقوب الأصم، نا محمد بن الحسن بن أبي الحنين الكوفي - بالكوفة - نا أبو غسّان - زاد الفرائضي: مالك بن إسماعيل - نا عبد السّلام بن حرب، عن يزيد بن أبي زياد، عن حويرث بن نهار، عن عامر بن سعد، عن أبيه وقال الفرائضي: عن سعد - قال:

خرج رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في غزاة وخلّف علياً، فاشتدّ ذلك على علي، قال: فقال له رسول الله صلّى الله عليه وسلّم - وقال الفرائضي: النبي صلّى الله عليه وسلّم: - « أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلّا أنه لا نبي بعدي ».

وهو صحيح من حديث إبراهيم بن سعد

فقد أخبرناه أبو المظفر بن القُشيري، أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو ابن حمدان.

ح وأخبرنا أبو سهل المزكي، وأبو عبدالله الأديب، قالا: أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرىء.

قالا: أنا أبو يعلى الموصلي، نا زهير، نا هاشم بن القاسم، نا شعبة، حدثني سعد بن إبراهيم، عن إبراهيم بن سعد بن مالك، عن أبيه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لعلي: « أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسىعليهما‌السلام ».

٨٩

وأخبرناه أبو علي الحسن بن المظفر، أنا أبو محمد الجوهري.

وأخبرناه أبو القاسم بن الحُصَين، نا أبو علي بن المـُذْهِب.

قالا: أنا أبو بكر القطيعي، نا عبدالله بن أحمد، حدثني أبي، نا محمد بن جعفر.

ح وأخبرناه أبو عبدالله الحسين بن أحمد بن علي، وأبو القاسم زاهر بن طاهر، قالا: أنا أبو بكر المقرىء، أنا أبو الفضل الفامي، أنا أبو العبّاس السرّاج، نا زياد بن أيوب، نا هاشم بن القاسم.

ح وأخبرنا أبو عبدالله الحسين بن عبد الملك، أنا أبو عثمان سعيد بن أحمد بن محمد، أنا أبو الفضل عبيد الله بن محمد الفامي، أنا أبو العبّاس محمد ابن إسحاق الثقفي، نا يعقوب بن إبراهيم، نا غندر.

ح وأخبرناه أبو محمد بن طاوس، أنا عاصم بن الحسن، أنا أبو عمر بن مهدي، نا الحسين بن يحيى بن عياش، نا علي بن مسلم، أنا أبو داود.

قالوا: نا شعبة عن سعد بن إبراهيم قال: سمعت إبراهيم بن سعد، عن سعد بن أبي وقاص عن النبي صلّى الله عليه وسلّم أنه قال لعلي: « أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى »، وفي حديث أبي داود وأحمد: أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال.

رواه البخاري ومسلم عن بُندار عن غندر.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو القاسم بن البُسري، وأبو محمد بن أبي عثمان، وأحمد بن محمد بن إبراهيم.

وأخبرنا أبو عبدالله محمد بن أحمد، أنا أبي قالوا: أنا إسماعيل بن الحسن بن عبدالله.

ح وأخبرنا أبو محمد بن طاوس، أنا عاصم بن الحسن، أنا أبو عمر بن

٩٠

مهدي قالا: نا أبو عبدالله المحاملي، نا محمد بن منصور، نا يعقوب بن إبراهيم، نا أبي عن ابن إسحاق، حدثني محمد بن طلحة بن يزيد بن ركانة، عن إبراهيم ابن سعد بن أبي وقاص عن أبيه.

أن النبي صلّى الله عليه وسلّم - وقال ابن طاوس: أنه سمع النبي صلّى الله عليه وسلّم - قال لعلي هذه المقالة حين استخلفه « ألا ترضى يا عليّ أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلّا أنه لا نبي بعدي »؟

وأخبرنا أبو المظفّر القُشيري، أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو الفقيه.

وأخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم، وأبو عبدالله الحسين بن عبد الملك، قالا: أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرىء.

قالا: أنا أبو يعلى الموصلي، نا زهير، نا يعقوب بن إبراهيم، نا أبي، عن ابن إسحاق، حدثني محمد بن طلحة بن يزيد بن ركانة، عن إبراهيم بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه.

أنه سمع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول لعلي هذه المقالة « أفلا ترضى - زاد الفقيه: يا علي وقالا: - أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلّا أنه لا نبي بعدي »؟

ورواه مصعب بن سعد عن أبيه.

أخبرناه أبو علي بن السبط، أنا أبو محمد الجوهري.

ح وأخبرناه أبو القاسم بن الحُصين، أنا أبو علي بن المـُذْهِب.

قالا: أنا أحمد بن جعفر، نا عبدالله بن أحمد بن محمد بن حنبل، حدثني أبي، نا محمد بن جعفر، نا شعبة، عن الحكم، عن مصعب بن سعد، عن سعد بن أبي وقّاص قال:

خلّف رسول الله صلّى الله عليه وسلّم علي بن أبي طالب في غزوة تبوك،

٩١

قال: يا رسول الله تخلّفني في النساء والصبيان؟ قال: « أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، غير أنه لا نبي بعدي ».

أخبرناه أبو المظفّر بن القُشيري، أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو بن حمدان.

وأخبرناه أبو سهل بن سعدويه، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرىء.

قالا: أنا أبو يعلى، نا عبيد الله - هو: ابن عمر القواريري - نا غُندَر.

ح وأخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا أبو عبيد القاسم بن إسماعيل، نا محمد بن الوليد البُسري، نا محمد بن جعفر، نا شعبة، عن الحكم، عن مصعب بن سعد، عن سعد بن أبي وقاص قال:

خلّف رسول الله صلّى الله عليه وسلّم علي بن أبي طالب في غزوة تبوك، فقال: يا رسول الله تخلّفني في النساء والصبيان؟ قال: « أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى غير - وفي حديث ابن السمرقندي: إلا - أنه لا نبي بعدي - وفي حديث أبي المظفر: ما ترضى -.

ح وأخبرنا أبو علي الحداد في كتابه.

وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا يوسف بن الحسن الزنجاني.

قالا: نا وأبو نعيم الحافظ، نا عبدالله بن جعفر بن أحمد بن فارس، نا يونس بن حبيب، نا أبو داود، نا شعبة، عن الحكم، عن مصعب بن سعد، عن سعد قال:

خلّف رسول الله صلّى الله عليه وسلّم علي بن أبي طالب في غزوة تبوك فقال: يا رسول الله أتخلّفني في النساء والصبيان؟ فقال: « أما ترضى أن تكون

٩٢

مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبيّ بعدي ».

ورواه غيره عن أبي داود الطيالسي، عن شعبة، فقال: عن عاصم.

أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفر، وأبو غالب بن البنّا، قالا: أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو العبّاس عبدالله بن موسى بن إسحاق الهاشمي، نا علي ابن سراج المصري الحافظ، نا نُصَير بن حرب، نا أبو داود الطيالسي، نا شعبة، عن عاصم، عن مصعب بن سعد، عن سعد قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لعلي: « أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلّا أنه لا نبيّ بعدي ».

أخبرنا أبو عبدالله الحسين بن عبد الملك، أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرىء، نا أبو عروبة، نا أبو رفاعة، نا محمد بن الحسن - يعرف بالهُجَيمي - نا أبو عَوانة، عن الأعمش، عن الحكم، عن مصعب بن سعد، عن سعد قال:

قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لعلي: « أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلّا أنه لا نبي بعدي ».

ولقد رأيته يخطر بالسيف يعلو به هامَ المشركين يقول: سنحنح الليل كأني جنّي.

وأخبرناه أبو القاسم علي بن إبراهيم العلوي، أنا الأمير المؤيد معتزّ الدولة أبو المكارم حَيْدَرة بن الحسين بن مفلح، أنا الحسين بن عبدالله بن محمد بن إسحاق بن أبي كامل، أنا خيثمة بن سليمان، نا محمد بن يونس بن موسى السّامري.

ح وأخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن الحسن الفرغولي، أنا أبو عثمان محمد بن عبيد الله المحمي، أنا السيد أبو الحسن محمد بن الحسين بن داود بن علي بن عيسى العلوي، نا أبو الأحرز محمد بن عمر بن جميل الأزدي، نا محمد

٩٣

بن يونس القرشي، قالا: نا محمد بن الحسن بن معلّى بن زياد القُردوسي.

وأخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، نا أبو سعد أحمد بن إبراهيم المقرىء - إملاء - أنا أبو منصور الأزدي - بهراة - أنا أبو علي الرفاء، نا محمد بن يونس ابن موسى، نا محمد بن الحسن بن معلّى القُردوسي، نا أبو عَوانة، عن الأعمش، عن الحكم، عن مصعب بن سعد، عن أبيه سعد قال:

قال لي معاوية: تحب - وقال أبو حفص: أتحب - علياً؟ قال: قلت: وكيف لا أحبّه وقد سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم - وقال أبو حفص: النبي صلّى الله عليه وسلّم - يقول: « أنت مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي ».

ولقد رأيته بارز يوم بدر، فجعل - وقال أبو حفص: وهو - يحمحم كما تحمحم الفرس، وهو يقول - وقال أبو حفص، وأبو القاسم الشحامي ويقول: -.

بازل عامين حديثٌ سِنّي

سنَحْنَح الليلِ كأنّي جنّي

لمثل هذا ولدتني أمي

قال: فما رجع حتى خضب سيفه دماً.

وروته عائشة بنت سعد عن أبيها.

أخبرناه أبو علي بن السبط، نا أبو محمد الجوهري.

ح وأخبرنا أبو القاسم بن الحُصَين، أنا أبو علي الواعظ.

قالا: أنا أحمد بن جعفر، نا عبدالله بن أحمد، حدثني أبي، نا أبو سعيد مولى بني هاشم، نا سليمان بن بلال، نا الجُعيد بن عبد الرحمن، عن عائشة بنت سعد، عن أبيها.

أن علياً خرج مع النبي صلّى الله عليه وسلّم حتى جاء ثنية الوداع، وعلي يبكي يقول: تُخلّفني مع الخوالف، فقال: « أو ما ترضى أن تكون مني بمنزلة

٩٤

هارون من موسى إلّا النبوة »؟

وأخبرناه أبو محمد بن طاوس، أنا عاصم بن الحسن، أنا أبو عمر بن مهدي، نا أبو محمد عبدالله بن أحمد بن إسحاق الجوهري، نا الربيع بن سليمان، نا عبدالله بن وهب، أخبرني سليمان - يعني ابن بلال - حدثني الجُعيد، عن عائشة بنت سعد، عن أبيها.

أن علي بن أبي طالب خرج مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، حتى إذا جاء ثنية الوداع وهو يريد تبوك، وعلي يبكي ويقول: يا رسول الله أتخلّفني مع الخوالف؟ فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: « أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلّا النبوة »؟

وأخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو محمد يحيى بن محمد بن الحسن بن محمد بن علي بن الأقساسي وأبو عبدالله محمد بن الحسن الخزاعي المعروف بابن داود الكوفيان - ببغداد - قالا: أنا القاضي أبو عبدالله محمد بن عبدالله بن الحسن الجعفي، نا صالح بن وصيف الكَتّاني، نا أبو محمد القاسم بن عبدالله بن المغيرة الجوهري، نا أبو غسان يعني مالك بن إسماعيل النّهدي، نا المطلّب بن زياد، نا ليث.

ح وأخبرنا أبو منصور بن خيرون، نا أبو بكر الخطيب، أنا علي بن القاسم بن الحسن الشاهد - بالبصرة - نا علي بن إسحاق بن محمد بن البختري المادرائي، نا حسين بن شداد، نا سهل بن نصر، نا المطلّب بن زياد، عن ليث، عن الحكم، عن عائشة بنت سعد، عن سعد.

أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال لعلي يوم غزوة - وقال سهل: في غزوة تبوك: - « أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلّا أنه لا نبيّ بعدي ».

أخبرنا أبو عبدالله الحسين بن عبد الملك، أنا سعيد بن أحمد بن محمد، أنا

٩٥

أبو بكر محمد بن الحسن بن علي بن بكر بن هانىء البزاز العدل الثقة، نا أبو عبدالله محمد بن محمد بن شاد بن قُتيبة الراوساني، نا أبو سعيد الأشج، نا الصّلت بن زياد، عن ليث، عن الحكم، عن عائشة بنت سعد، عن سعد قال: سمعت النبي صلّى الله عليه وسلّم يقول لعلي في غزوة: « أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلّا أنه لا نبيّ بعدي ».

الصواب: المـُطّلب.

وأخبرناه أبو البركات عمر بن إبراهيم، أنا أبو الفرج محمد بن أحمد بن الخازن، أنا محمد بن عبدالله الجُعفي، نا علي بن محمد بن هارون الحِميري، نا أبو سعيد عبدالله بن سعيد الأشج، نا المطّلب بن زياد، عن ليث، عن الحكم، عن عائشة ابنة سعد، عن سعد.

أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال لعلي يوم غزوة تبوك: « أنت مني بمكان هارون من موسى إلّا أنه لا نبي بعدي ».

وأخبرناه أبو محمد بن طاوس، أنا عاصم بن الحسن، أنا أبو عمر بن مهدي، أنا محمد بن مَخْلَد، أنا أحمد بن عثمان بن حكيم، نا حسن بن بشر، نا الحكم بن عبد الملك، عن زيد بن نافع، عن عائشة بنت سعد عن أبيها، عن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال لعلي: « أنت مني بمنزلة هارون من موسى، إلّا أنه لا نبي بعدي ».

أخبرنا أبو محمد أيضاً، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا عبدالله بن عبيد الله البيع، أنا أبو عبدالله المحاملي، نا عبدالله بن شبيب، حدثني ابن أبي أويس، حدثني أبي عن سليمان بن بلال، عن عبد الأعلى بن عبدالله بن أبي فروة، عن عائشة بنت سعد، عن أبيها سعد بن أبي وقّاص.

أن علي بن أبي طالب خرج مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، حتى إذا

٩٦

جاء ثنية الوداع ورسول الله صلّى الله عليه وسلّم يريد تبوك، وعليّ يبكي ويقول: يا رسول الله تخلّفني مع الخوالف؟ فقال له رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: « ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلّا النبوة ».

ورواه الأسود بن يزيد، ومالك بن الحارث الأشتر عن سعد.

أخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو محمد بن أبي عثمان، وأبو طاهر أحمد بن محمد بن إبراهيم.

ح وأخبرنا أبو عبدالله محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم، أنا أبي، قالا: أنا أبو القاسم إسماعيل بن الحسن بن عبدالله بن الهيثم الصرصري، أنا أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة، نا عبدالله بن أحمد بن المستورد، نا أحمد ابن صبيح القرشي، نا يحيى بن يعلى، عن العلاء بن عبدالله بن زهير - وذكر عنه خيراً - عن عبد الرحمن بن الأسود، عن أبيه، وعن الأشتر عن سعد بن مالك.

أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال لعلي: « أنت مني بمنزلة هارون من موسى، إلّا أنه لا نبيّ بعدي، سالم الله من سالمته، وعادى من عاديته ».

وروي عن زيد بن أرقم عن سعد.

أخبرناه أبو الحسن الفقيه الشافعي، نا عبد العزيز الصوفي، أنا أبو محمد ابن أبي نصر، أنا خيثمة بن سليمان، نا يحيى بن أبي طالب - ببغداد - نا يزيد بن هارون، أنا فطر بن خليفة، عن عبدالله بن شريك، عن زيد بن أرقم قال:

قدمت المدينة فجلسنا إلى سعد فقال: سمعت النبي صلّى الله عليه وسلّم يقول لعلي: « أنت مني بمنزلة هارون من موسى «، وسدّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم الأبواب إلّا باب علي.

قال: هكذا قال: عن زيد بن أرقم، وهذا الحديث عند الناس عن عبدالله ابن شريك، عن عبدالله بن الرقيم الكناني، عن سعد - يعني ما

٩٧

أخبرناه أبو علي بن السبط، أنا أبو محمد الجوهري.

ح وأخبرناه أبو القاسم بن الحُصَين، أنا أبو علي بن المـُذْهِب.

قالا: أنا أحمد بن جعفر، نا عبدالله بن أحمد، حدثني أبي، نا حجاج، نا فطر، عن عبدالله بن شريك، عن عبدالله بن الرُّقَيم الكناني قال:

خرجنا إلى المدينة زمن الجَمَل، فلقينا سعد بن مالك بها، فقال: أمر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بسدّ الأبواب الشارعة في المسجد، وترك باب علي.

ورواه ابن البَيْلَماني عن سعد.

أخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر محمد بن الحسن الطبري المقرىء، أنا أبو طاهر محمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق بن خُزَيمة، أنا أبو عبدالله محمد بن محمد بن شاد بن قتيبة الراوساني، نا أبو سعيد عبدالله بن سعيد الأشج، نا عبدالله بن الأجلح، عن أبيه، عن حبيب بن أبي ثابت عن [ ابن ] البيلماني، عن سعد قال: سمعت النبي صلّى الله عليه وسلّم يقول لعلي: « أنت مني بمنزلة هارون من موسى، إلّا أنه لا نبي بعدي ».

وأخبرناه أبو عبدالله الخلّال، أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرىء، حدثني ناعم بن السري بن عاصم - بطرسوس - نا عبدالله بن سعيد الكندي أبو سعيد الأشج، نا الأجلح، عن أبيه، عن حبيب بن أبي ثابت، عن ابن البَيْلَماني، عن سعد قال: سمعت النبي صلّى الله عليه وسلّم يقول لعلي بن أبي طالب: « أنت مني بمنزلة هارون من موسى، إلّا أنه لا نبي بعدي ».

وروي هذا الحديث أيضاً عن غير سعد، روي عن: عمر، وعلي، وأبي هريرة، وابن عباس، وابن جعفر، ومعاوية، وجابر بن عبدالله، وأبي سعيد، والبَراء بن عازب، وزيد بن أرقم، وجابر بن سَمُرة، وأنس بن مالك، وزيد بن

٩٨

أبي أوفى، ونبيط بن شريط، وحُبْشي بن جُنَادة، ومالك بن الحويرث الليثي، وأبي الفيل، وأسماء بنت عميس، وأم سلمة أم المؤمنين، وفاطمة بنت حمزة، عن النبي صلّى الله عليه وسلّم.

فأمّا ما رُوي عن عمر بن الخطاب:

فأخبرناه أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، نا عبد العزيز بن أحمد التميمي، أنا الحسين بن عبدالله بن محمد بن أبي كامل، أنا محمد بن الحسين ابن صالح في كتابه، نا المبارك بن محمد، نا أحمد بن موسى صاحب الآدم، نا إسماعيل بن يحيى بن عبدالله التيمي، عن عبد الملك، عن عطاء، عن سويد بن غفلة قال:

رأى عمر رجلاً يخاصم علياً، فقال له عمر: إنّي لأظنك من المنافقين، سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: « علي مني بمنزلة هارون من موسى، إلاّ أنه لا نبي بعدي ».

وأخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة ابن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي، نا محمد بن أحمد بن هارون، نا الحسن بن يزيد الجَصّاص، نا إسماعيل بن يحيى، نا عبد الملك بن جُريج، عن عطاء، عن سويد بن غفلة، عن عمر بن الخطاب قال:

رأى رجلاً يشتم عليّاً كانت بينه وبينه خصومة، فقال له عمر: إنك من المنافقين، سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: « إنّما علي منّي بمنزلة هارون من موسى، إلّا أنه لا نبي بعدي ».

أخبرناه أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أحمد بن محمد القطيعي، نا محمد بن عبدالله بن محمد الكوفي، حدثني علي بن محمد بن مروان أبو الحسن المقرىء من كتابه، أنا الحسن بن يزيد الجصّاص المخرّمي - سكن

٩٩

سُر من رأى - نا إسماعيل بن يحيى بن عبيد الله التيمي، عن ابن جريج، عن عطاء بن السائب الثقفي من أهل الكوفة، عن سويد بن غفلة، عن عمر بن الخطاب.

أنه رجلاً يسبّ علياً فقال: إنّي أظنك منافقاً، سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: « إنّما علي مني بمنزلة هارون من موسى، إلّا أنه لا نبي بعدي ».

وأخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو محمد عبدالله بن محمد بن سعيد بن محارب بن عمرو الأنصاري الأوسي الإصطخري، نا أبو محمد عبدالله بن أذران الخياط بشيراز سنة أربع وثلاثمائة، نا إبراهيم بن سعيد الجوهري وصيّ المأمون، حدثني أمير المؤمنين المأمون، حدثني أمير المؤمنين الرشيد، حدثني أمير المؤمنين المهدي، حدثني أمير المؤمنين المنصور، عن أبيه، عن جده، عن عبدالله بن عباس قال:

سمعت عمر بن الخطاب وعنده جماعة، فتذاكروا السابقين إلى الإسلام فقال عمر: أمّا عليّ فسمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول فيه ثلاث خصال لوددتُ أنّ لي واحدة منهن، فكان أحبّ إليّ مما طلعت عليه الشمس، كنت أنا وأبو عبيدة وأبو بكر وجماعة من الصحابة إذ ضرب النبي صلّى الله عليه وسلّم بيده على منكب عليّ فقال له: « يا علي أنت أول المؤمنين إيماناً، وأوّل المسلمين إسلاماً، وأنت مني بمنزلة هارون من موسى ».

وأما ما رُوي عن علي:

فأخبرناه أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن بن محمد الزهري، نا حمزة بن القاسم الهاشمي، نا أبو عبدالله الحسين بن عبيد الله، حدثني إبراهيم بن سعيد، حدثني أمير المؤمنين

١٠٠

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

الشيعة والخوارج والمنافقين.ولما وصلوا (ساباط المدائن) أراد الحسنعليه‌السلام اختبار جنوده ليكون على بصيرة من أمرهم. فصعد المنبر وخطبهم ، فانفضّ بعضهم يقول : ما نظنه والله يريد إلا صلح معاوية ، كفر والله الحسن. فشدّوا على فسطاطه يريدون قتله ونهبوه. ثم بدر إليه الجرّاح بن سنان الأسدي وقال له : يا حسن ، أشركت كما أشرك أبوك من قبل ، ثم طعنه في فخذه فشقّه حتّى بلغ العظم ، وضربه الحسنعليه‌السلام ، فخرّ كل منهما على الأرض. ثم انقضّ جمع من شيعة الحسنعليه‌السلام على الأسدي فقتلوه. وكتب معاوية إلى جماعة رؤساء القبائل في العراق ، بأنهم إن قتلوا الحسن ولّاهم ولاية في الشام ، وأعطى كل واحد منهم ألف ألف درهم ، فكتبوا له بالسمع والطاعة سرا.

(الشكل ـ ٢) مخطط الطريق الّذي سلكه

الحسنعليه‌السلام من الكوفة إلى ساباط إلى مسكن

٣٢١

وبدأ الحسنعليه‌السلام ينفذ كتائبه لمحاربة جيش الشام. فكان كلما وصلت كتيبة إليه أغراها معاوية بالمال ، فانضمت إليه مع قائدها. حتّى أن ممن فعل ذلك عبيد الله ابن العباس ابن عم الإمام عليعليه‌السلام .

وهكذا خذل أصحاب الحسنعليه‌السلام إمامهم وقائدهم ، حتّى لم يبق معه أكثر من مئتي شخص.

ولقد بلغ تخالف أنصار الحسنعليه‌السلام مبلغه ، فلقد بعث معاوية إلى أربعة من حلفاء الحسنعليه‌السلام أن يقتلوه لقاء مال وولاية وتزويج إحدى بناته ، فبعثوا إلى معاوية يسألونه : أيريد الحسن طيّبا أم ميّتا؟. فبعث معاوية رسائلهم إلى الحسنعليه‌السلام طالبا منه الصلح.

صلح الإمام الحسنعليه‌السلام مع معاوية

٣٢٥ ـ صلح الحسنعليه‌السلام :(المصدر السابق)

ولما استيأس الحسنعليه‌السلام من أصحابه وجد أنه لا مناص من الصلح ، فقبل بالصلح على شروط تكفل بعض حقوق شيعته من أن ينكل بهم [أي معاوية] ، وكان من جملة شروطه أن لا يولّي معاوية أحدا من بعده. فرضي معاوية بكل شروط الصلح ، ثم ضرب بها عرض الحائط ، وذلك حين خطب بأهل العراق قائلا : «ألا وإني كنت منّيت الحسن وأعطيته أشياء ، وجميعها تحت قدمي لا أفي بشيء منها».وبذلك تخلّى معاوية عن كل شيء من كرامته ، حتّى من شهامته العربية في حفظ الوعد والوفاء بالعهد.

٣٢٦ ـ كيف تمّ الصلح :(الإستيعاب لابن حجر العسقلاني ، ج ١ ص ٣٧٠)

لما قتل الإمام عليعليه‌السلام بايع الإمام الحسنعليه‌السلام أكثر من أربعين ألفا على الموت. فبقي نحو سبعة أشهر خليفة بالعراق وما وراءها من خراسان. ثم سار إلى معاوية وسار معاوية إليه ، فلما تراءى الجمعان في موضع يقال له مسكن (انظر الشكل ـ ٢) من أرض السواد بناحية الأنبار ، علم أنه لن تغلب إحدى الفئتين حتّى يذهب أكثر الأخرى.

فكتب إلى معاوية يخبره أنه يصيّر الأمر إليه ، على أن يشترط عليه أن لا يطلب أحدا من أهل المدينة والحجاز ولا أهل العراق بشيء كان في أيام أبيه ، فأجابه معاوية وكاد يطير فرحا.

٣٢٢

واشترط عليه الحسنعليه‌السلام أن يكون له الأمر من بعده ، فالتزم ذلك كله. وكان كما قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «إنّ الله سيصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين».

فقال للحسنعليه‌السلام أحد أصحابه : يا عار المؤمنين!. فقالعليه‌السلام : العار خير من النار.

ولما جاء الحسنعليه‌السلام الكوفة ، قال له أبو عامر سفيان بن أبي ليلى : السلام عليك

يا مذلّ المؤمنين!. فقالعليه‌السلام : لا تقل يا أبا عامر ، فإني لم أذلّ المؤمنين ، ولكن كرهت أن أقتلهم في طلب الملك.

وكان توقيع الصلح في النصف من جمادى الأولى سنة ٤١ ه‍ ، فبايع الناس معاوية حينئذ ، ومعاوية ابن ست وستين إلا شهرين. وسمي ذلك العام عام الجماعة.

٣٢٧ ـ رأي الحسنعليه‌السلام في أهل الكوفة :

(التنبيه والإشراف للمسعودي ، ص ٢٦)

قال الإمام الحسنعليه‌السلام بعد توقيع الصلح : إني رأيت أهل الكوفة قوما لا يوثق بهم ، وما اغترّ بهم إلا من ذلّ ، ليس أحد منهم يوافق رأي الآخر وأهلها هم الذين فرّقوا دينهم وكانوا شيعا.

٣٢٨ ـ بنود وثيقة الصلح :

(الإمام الحسين يوم عاشوراء ، طبع مؤسسة البلاغ ، ص ١٨)

وكان من بنود وثيقة الصلح بين الإمام الحسنعليه‌السلام ومعاوية :

١ ـ هذا ما صالح عليه الحسن بن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام معاوية بن أبي سفيان ، صالحه على أن يسلّم إليه ولاية المسلمين ، على أن يعمل فيهم بكتاب الله وسنة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وسيرة الخلفاء الراشدين المهتدين. وليس لمعاوية بن أبي سفيان أن يعهد لأحد من بعده عهدا.

٢ ـ على أن تكون الخلافة للحسنعليه‌السلام من بعده ، فإن حدث فيه حدث فلأخيه الحسينعليه‌السلام .

٣ ـ كتبت الصحيفة وأقرت من قبل الطرفين.

٣٢٣

وما أن انتهى أمر الإقرار بها حتّى وقف معاوية وسط أصحابه ، ثم قال : ألا وإني كنت قد منّيت الحسن أشياء ، وأعطيته أشياء ، وجميعها تحت قدمي ، لا أفي بشيء منها له.

٣٢٩ ـ لماذا صالح الإمام الحسنعليه‌السلام ؟ صالح لحقن دماء المسلمين :

(الأخبار الطوال لأبي حنيفة الدينوري ، ص ٢٢٠)

دخل علي بن محمّد بن بشير الهمداني على الإمام الحسنعليه‌السلام فقال له :السلام عليك يا مذلّ المؤمنين!. فقالعليه‌السلام : وعليك السلام اجلس ، لست مذلّ المؤمنين ، ولكني معزّهم ، ما أردت بمصالحتي معاوية إلا أن أدفع عنكم القتل ، عند ما رأيت من تباطؤ أصحابي عن الحرب ، ونكولهم عن القتال. ووالله لئن سرنا إليهم بالجبال والشجر ما كان بدّ من إفضاء هذا الأمر إليه.

قال : ثم خرجنا من عنده ، ودخلنا على الحسينعليه‌السلام فأخبرناه بما ردّ علينا ، فقالعليه‌السلام : صدق أبو محمد ، فليكن كل رجل منكم حلسا من أحلاس بيته (أي يظل ساكنا لا يتحرك كالحلس وهو البساط الملقى في بيته) ، مادام هذا الإنسان حيا [يعني معاوية].

٣٣٠ ـ من كلام للحسينعليه‌السلام في أصحابه بعد إجراء الصلح :

(مقتل الحسين لأبي مخنف ، ص ٣)

ثم قال الحسينعليه‌السلام : الحمد لله كما هو أهله ، إن أمر الله كان مفعولا ، وإن أمر الله كان قدرا مقدورا ، إنه كان أمرا مقضيا. والله لو اجتمعت الإنس والجن على الّذي كان أن لا يكون لما استطاعوا. والله لقد كنت طيّب النفس بالموت ، حتّى عزم عليّ أخي الحسنعليه‌السلام وناشدني الله أن لا أنفذ أمرا ولا أحرّك ساكنا ، فأطعته وكأنما يجدع جادع أنفي بالسكاكين أو يشرح لحمي بالمناشير. فأطعته كرها ، وقد قال الله تعالى :( وَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ) (٢١٦) [البقرة : ٢١٦]. والآن كان صلحا وكانت بيعة ، ولننظر مادام هذا الرجل (أي معاوية) حيا ، فإذا مات نظرنا ونظرتم ، فقلنا : والله يا أبا عبد الله ما نحزن إلا لكم ، أن تضاموا في حقكم ، ونحن أنصاركم ومحبوكم ، فمتى دعوتمونا أجبناكم ومتى أمرتمونا أطعناكم.

٣٢٤

٣٣١ ـ معاوية يطلب من الإمام الحسنعليه‌السلام أن يخطب في الكوفة إبّان الصلح:

(الإستيعاب لابن حجر العسقلاني ، ج ١ ص ٢٧٣)

ثم قدم معاوية الكوفة بعد الصلح ، فطلب من الحسنعليه‌السلام أن يصعد المنبر ويخطب ، وقال له : قم يا حسن فكلّم الناس بما جرى بيننا.

فقام الحسنعليه‌السلام فتشهد وحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال في بديهته : أما بعد ، فإن الله هداكم بأولنا ، وحقن دماءكم بآخرنا (ونحن أهل بيت نبيكم ، أذهب الله عنا الرجس وطهّرنا تطهيرا). وإن لهذا الأمر مدة والدنيا دول ، وإن اللهعزوجل يقول :( وَإِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ أَمْ بَعِيدٌ ما تُوعَدُونَ (١٠٩)إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ مِنَ الْقَوْلِ وَيَعْلَمُ ما تَكْتُمُونَ (١١٠)وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتاعٌ إِلى حِينٍ ) (١١١) [الأنبياء : ١٠٩ ـ ١١١].

فضجّ الناس بالبكاء.

٣٣٢ ـ الإمام الحسنعليه‌السلام يكشف حقيقة معاوية وعمرو بن العاص :

(تذكرة الخواص لسبط ابن الجوزي ، ص ٢٠٨ ط نجف)

قال أهل السير : ولما سلّم الحسنعليه‌السلام الأمر إلى معاوية ، أقام يتجهز إلى المدينة. فاجتمع إلى معاوية رهط من شيعته ، منهم عمرو بن العاص والوليد بن عقبة [وهو أخو عثمان بن عفان لأمه]. وقالوا : نريد أن تحضر الحسنعليه‌السلام على سبيل الزيارة ، لتخجله قبل مسيره إلى المدينة. فنهاهم معاوية ، وقال : إنه ألسن بني هاشم. فألحّوا عليه ، فأرسل إلى الحسن فاستزاره.

فلما حضرعليه‌السلام شرعوا فتناولوا علياعليه‌السلام ، والحسن ساكت.

فلما فرغوا ، حمد الحسن الله وأثنى عليه وصلى على رسوله محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ثم قال : إن الّذي أشرتم إليه (أي عليعليه‌السلام ) قد صلّى إلى القبلتين ، وبايع البيعتين ، وأنتم بالجميع مشركون ، وبما أنزل الله على نبيه كافرون. وإنه حرّم على نفسه الشهوات ، وامتنع عن الملذات ، حتّى أنزل الله فيه :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّباتِ ما أَحَلَّ اللهُ لَكُمْ وَلا ) [المائدة : ٨٧]. وأنت يا معاوية ممن قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في حقه : «اللهم لا تشبعه ، أو لا أشبع الله بطنك «(أخرجه مسلم عن ابن عباس). وبات أمير المؤمنينعليه‌السلام يحرس رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من المشركين وفداه بنفسه ليلة الهجرة ، حتّى أنزل الله فيه :( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ

٣٢٥

مَرْضاتِ ) [البقرة : ٢٠٧]. ووصفه الله بالإيمان فقال :( إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا ) [المائدة : ٥٥] والمراد به أمير المؤمنين. وقال له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :

«أنت مني بمنزلة هرون من موسى ، وأنت أخي في الدنيا والآخرة».

وأنت يا معاوية ، نظر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إليك يوم الأحزاب ، فرأى أباك على جمل يحرّض الناس على قتاله ، وأخوك يقود الجمل ، وأنت تسوقه ، فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «لعن الله الراكب والقائد والسائق». وما قابله أبوك في موطن إلا ولعنه ، وكنت معه.

ولّاك عمر الشام فخنته ، ثم ولّاك عثمان فتربصت عليه. وأنت الّذي كنت تنهى أباك عن الإسلام ، حتّى قلت مخاطبا له :

يا صخر لا تسلمن طوعا فتفضحنا

بعد الذين ببدر أصبحوا مزقا

لا تركننّ إلى أمر تقلّدنا

والراقصات بنعمان به الحرقا

وكنت يوم بدر وأحد والخندق والمشاهد كلها تقاتل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . وقد علّمت المسلمين الّذي ولدت عليه.

توضيح (١) : قال الأصمعي وهشام الكلبي في كتابه المسمى (بالمثالب) : إن معاوية كان يقال إنه من أربعة من قريش : عمارة بن الوليد بن المغيرة المخزومي ، ومسافر بن أبي عمرو ، وأبي سفيان ، والعباس بن عبد المطلب. وهؤلاء كانوا ندماء أبي سفيان. وكان كل منهم يتّهم بهند (أم معاوية).

ثم التفت الحسنعليه‌السلام إلى عمرو بن العاص وقال : أما أنت يابن النابغة (أمه النابغة ، كانت أمة فسبيت ، فاشتراها عبد الله بن جدعان ، فكانت بغيّا كما سترى) فادّعاك خمسة من قريش ، غلب عليك ألأمهم وهو العاص ، وولدت على فراش مشرك ، وفيك نزل قوله تعالى :( إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ ) (٣) [الكوثر : ٣]. وكنت عدوّ الله وعدوّ رسوله وعدوّ المسلمين ثم نفض الحسنعليه‌السلام ثوبه وقام.

توضيح (٢) : وذكر الكلبي أيضا في كتاب (المثالب) قال كانت النابغة أم عمرو بن العاص من البغايا أصحاب الرايات بمكة ، فوقع عليها العاص بن وائل في عدة من قريش ، منهم أبو لهب ، وأمية بن خلف ، وهشام بن المغيرة ، وأبو سفيان ، في طهر واحد.

٣٢٦

ثم قال الكلبي : وكان الزناة الذين اشتهروا بمكة جماعة منهم هؤلاء المذكورون فلما حملت النابغة [بعمرو] تكلموا فيه ، فلما وضعته اختصم فيه الخمسة الذين ذكرناهم ، كل واحد يزعم أنه ولده. وأكبّ عليه العاص بن وائل وأبو سفيان بن حرب ، كل واحد يقول : والله إنه مني. فحكمّا أمه النابغة ، فاختارت العاص ، فقالت : هو منه. فقيل لها : ما حملك على هذا ، وأبو سفيان أشرف من العاص؟. فقالت : هو كما قلتم ، إلا أنه رجل شحيح ، والعاص جواد ينفق على بناتي.

وسيأتي فصل في آخر الموسوعة عن أنساب هؤلاء الفجّار فالتمسوه في محله ، فهم كلهم من شجرة واحدة ، اجتثّت من باطن الأرض مالها من قرار.

٣٢٧

الفصل العاشر

حكم معاوية بن أبي سفيان

تعريف بالفصل :

نبدأ الفصل بترجمة لمعاوية ، وبعض أقوال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فيه ، وتحامل أهل الشام على العلامة النّسائي. ثم ننتقل إلى بيان حكم بني أمية ، وهو الّذي عبّر عنه النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالملك العضوض (أي فيه عسف وظلم يعضّ الناس) وإخبار النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم به ، وكذلك إخبار الإمام عليعليه‌السلام به وتبشيره بسرعة زواله. ثم نستعرض بعض سمات الحكم الأموي الّذي انحرف عن الإسلام بفرضه مبدأ الملكية الوراثية ، وإثارته العصبيات الجاهلية ، وبعض أعمال بني أمية المنكرة ، كمحاولة معاوية نقل منبر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلى الشام ، وكمحاولة عبد الملك بن مروان تحويل المسلمين عن مكة إلى القدس.

ثم نرجع إلى معاوية لنفصّل في بعض هناته وموبقاته ؛ مثل توليته للأشرار ، وادّعائه زياد بن عبيد ، وقتله حجر بن عديّ ، وأمره بسبّ الإمام عليعليه‌السلام على منابر الإسلام. وننهي الفصل بأسوأ أعماله ومنكراته ، وهي سمّه للإمام الحسنعليه‌السلام ، ثم توليته يزيد اللعين خليفة على المسلمين. ودور مروان بن الحكم في مساندة هذا النظام الجائر ، لتهديم صرح الإسلام وإسقاط نظامه وعقائده.

٣٣٣ ـ ترجمة معاوية :

(التنبيه والإشراف للمسعودي ، ص ٢٦١)

هو معاوية بن أبي سفيان (صخر) بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف.

ولد بمكة قبل الهجرة بخمس عشرة سنة. وفي يوم فتح مكة كان عمره ٢٣ سنة ، وفي ذلك اليوم دخل في الإسلام مع من أسلم من أهل مكة ، قبل وفاة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بثلاث سنين.

٣٢٨

قال المسعودي : بويع لمعاوية في شهر ربيع الأول سنة ٤١ ه‍. وتوفي بدمشق في رجب سنة ٦٠ ه‍ وله ثمانون سنة. ودفن بدمشق في الموضع المعروف بباب الصغير. وقيل : بل في الدار المعروفة بدمشق (بالخضراء) وهي إلى هذا الوقت في قبلة المسجد الجامع ، وفيها الشرطة والحبوس. وكان بها ينزل معاوية ومن ولي الأمر بعده من بني أمية. وأن الّذي في مقبرة باب الصغير هو قبر معاوية بن يزيد.وكانت خلافة معاوية تسع عشرة سنة وثلاثة أشهر وأياما.

وقال اليافعي في (مرآة الجنان) ج ١ ص ١٣١ ط ١ : ولي معاوية الشام لعمر وعثمان عشرين سنة ، ثم ولي الملك بعد عليعليه‌السلام عشرين سنة أخرى ، فيكون المجموع أربعين سنة.

٣٣٤ ـ صفة معاوية :

(النجوم الزاهرة لابن تغري بردي ، ص ١٥٤)

قال الذهبي : وكان معاوية رجلا طويلا أبيض جميلا مهيلا (أي مخوفا لهيبته).إذا ضحك انقلبت شفته العليا. وكان يخضب بالصفرة.

وقال المسعودي في (التنبيه والإشراف) ص ٢٦١ :

وكان طويلا مسمّنا أبيض ، كبير العجيزة ، قصير الهامة ، جهم الوجه ، جاحظ العينين ، عريض الصدر ، وافر اللحية ، يخضب بالحناء والكتم.

وكان داهية ذا مكر ، وذا رأي وحزم في أمر دنياه. إذا رأى الفرصة لم يبق ولم يتوقف ، وإذا خاف الأمر دارى عنه ، وإذا خصم في مقال ناضل عنه ، وقطع الكلام على مناظره.

وكان صاحب أمره سرجون الرومي ، ومن كتّابه عبد الملك بن مروان.

وقال الشعبي : دهاة العرب أربعة : معاوية للأناة ، وعمرو بن العاص للمعضلات ، والمغيرة للبديهة ، وزياد ابن أبيه للصغير والكبير.

وتوفي عمرو بن العاص سنة ٤٣ ه‍ قبل معاوية ، وله تسعون سنة.

(انتهى كلام المسعودي).

٣٣٥ ـ قصة شريك بن الأعور ، ومعنى معاوية :

(أسرار البلاغة للشيخ البهائي ، ص ٤٨)

كان شريك بن الأعور من أصحاب الإمام عليعليه‌السلام في البصرة ، أصيبت عينه

٣٢٩

في صفين. دخل على معاوية وهو يختال في مشيته. وكان شجاعا مع دمامة (أي بشاعة الخلقة). فداعبه معاوية وقال : ويلك ، أنت شريك وما لله شريك ، وأبوك أعور والصحيح خير من الأعور ، وأنت دميم والوسيم خير من الدميم. فلم سوّدك قومك عليهم؟!.

فقال شريك : وأنت معاوية ، وما معاوية إلا كلبة عوت فاستعوت فسمّيت معاوية ، وأبوك صخر والسهل خير من الصخر ، وجدك حرب والسلم خير من الحرب ، وإنك ابن أميّة ، وما أمية إلا أمة صغّرت فسمّيت أميّة. فبم صرت أمير المؤمنين؟!.

فتبسم معاوية غيظا وقال : أقسمت عليك إلا خرجت عني. فخرج ولم يدخل بعدها إليه.

٣٣٦ ـ جواب سليط :

(تاريخ الخلفاء للسيوطي ، ص ١٩٩ ط مصر)

وأخرج ابن عساكر عن عبد الله بن عمير ، قال : قدم جارية بن قدامة السعدي على معاوية. فقال : من أنت؟. قال : جارية بن قدامة. قال : وما عسيت أن تكون ، هل أنت إلا نحلة؟!. قال : لا تقل ، فقد شبّهتني بها حامية اللسعة ، حلوة البصاق. والله ما معاوية إلا كلبة تعاوي الكلاب!. وما أميّة إلا تصغير أمة!.

٣٣٧ ـ خبر أروى بنت الحارث الهاشمية تعدد مثالب معاوية :

(تاريخ أبي الفداء ، ج ٢ ص ٠٠٠)

ومما يحكى عن حلم معاوية من تاريخ القاضي جمال الدين بن واصل ، أن أروى بنت الحارث بن عبد المطلب بن هاشم ، دخلت على معاوية (وقد قدم المدينة) وهي عجوز كبيرة. فقال لها معاوية : مرحبا بك يا خالة ، كيف أنت؟. فقالت : بخير يابن أختي. لقد كفرت النعمة ، وأسأت لابن عمك الصحبة ، وتسمّيت بغير اسمك ، وأخذت غير حقك. وكنا أهل البيت أعظم الناس في هذا الدين البلاء ، حتّى قبض الله نبيّه ، مشكورا سعيه ، مرفوعا منزلته ، فوثبت علينا بعده تيم وعديّ وأمية ، فابتزّونا حقنا ، وولّيتم علينا ، فكنا فيكم بمنزلة بني إسرائيل في آل فرعون ، وكان علي بن أبي طالب (فيكم) بعد نبينا بمنزلة هرون من موسى (غايتنا الجنة وغايتكم النار).

٣٣٠

فقال لها عمرو بن العاص : كفيّ أيتها العجوز الضالة ، واقصري عن قولك مع ذهاب عقلك. فقالت : وأنت يابن الباغية تتكلم!. وأمك كانت أشهر بغيّ بمكة!.وأرخصهن أجرة!. وادّعاك خمسة من قريش ، فسئلت أمك عنهم ، فقالت : كلهم أتاني ، فانظروا أشبههم به فألحقوه به ، فغلب عليك شبه العاص بن وائل ، فألحقوك به.

(وفي المنتخب للطريحي ، ج ٢ ص ٧٩) : وقال مروان بن الحكم : كفّي أيتها العجوز واقصدي لما جئت له. فقالت : وأنت يابن الزرقاء تتكلم!. والله أنت ببشير مولى ابن كلدة أشبه منك بالحكم بن العاص ، وقد رأيت الحكم سبط الشعر مديد القامة ، وما بينكما قرابة إلا كقرابة الفرس الضامر من الأتان المقرف ، فأسأل عما أخبرتك به أمّك ، فإنها ستخبرك بذلك.

فقال لها معاوية : عفا الله عما سلف!.

٣٣٨ ـ أصل معاوية :

دخل عقيل يوما على معاوية ، فقال له معاوية : حدّثنا عما سبق ، فإنك نسّابة.فقال عقيل : أتعرف (حمامة)؟. قال : وما حمامة؟. فهرب عقيل من المجلس دون أن يجيبه فبعث معاوية وراءه ، ورجاه أن يبيّن له من حمامة؟. فقال : هل تعطيني الأمان؟. قال : أعطيتك. قال : إنها جدتك ، وكانت في الجاهلية تنصب راية للعرب ولغير العرب.

أما أم معاوية فهي هند بنت عتبة ، وقد كانت أيضا صاحبة راية في الجاهلية.ومما يؤكد ذلك أن النساء لما جئن بعد فتح مكة يعرضن إسلامهن على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في المدينة ، شرط عليهن شروطا ، منها (ولا يزنين). فقالت هند : أوتزني الحرة يا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ! فضحك عمر بن الخطاب وكان في المجلس. وذلك أنه كانت له معها حادثة ، هو والعباس ورجلان آخران.

أما (ميسون) أم يزيد ، فلما تزوج بها معاوية ، كان خادمه قد فضّها قبله بأسبوع ، وبعد حين ولدت له يزيد. وهي نصرانية من بني كلب.

وسوف نتكلم بالتفصيل في نسب مثلث الرجس (يزيد ـ ابن زياد ـ عمر بن سعد) في الجزء الثاني من الموسوعة ، مباشرة بعد فصل استشهاد الإمام الحسينعليه‌السلام ، انطلاقا من المبدأ القائل : لا يقتل الحسينعليه‌السلام إلا ابن زنا.

٣٣١

٣٣٩ ـ نساء معاوية :(الكامل لابن الأثير ، ج ٣ ص ٣٥٠)

فمنهن فاختة ابنة قرظة ، فولدت له عبد الرحمن ، فكنّي به.

ومنهن ميسون بنت بجدل بن أنيف الكلبية ، أم يزيد.

٣٤٠ ـ أولاد معاوية :

له من الذكور : عبد الرحمن ويزيد. ومن الإناث : هند ورملة وصفية وعائشة.

٣٤١ ـ بعض الأحاديث المأثورة في معاوية :

في (المنتخب) للطريحي ، ص ١٥ ط ٢ :

حكى عبد الله بن عمر قال : أتيت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهو في مسجده ، فسمعته يقول لجلسائه : الآن يطلع عليكم رجل ، يموت على غير سنّتي. فما استتم كلامه ، إذ طلع معاوية وجلس معنا في المسجد. فقام النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يخطب ، فأخذ معاوية بيد [أخيه] يزيد ، وخرج ولم يسمع الخطبة. فلما رآه النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خارجا مع [أخيه] قال : «لعن الله القائد والمقود».

وفي (مجمع الزوائد) للهيثمي ، ج ٥ ص ٢٤١ :

روى ابن حجر : كما في (مجمع الزوائد) عن مسند أبي يعلى والبزاز ، وفي (الصواعق المحرقة) ص ١٣٢ عن مسند الروياني عن أبي الدرداء ، عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال :«أول من يبدّل سنّتي رجل من بني أمية ، يقال له يزيد».

وفي (تاريخ الطبري) ، ج ١١ ص ٣٥٧ ـ حوادث سنة ٢٨٤ ه‍ ؛ وكتاب (صفين) لنصر بن مزاحم ، ص ٢٤٧ ط مصر ؛ و (تذكرة الخواص) لسبط ابن الجوزي ، ص ١١٥ ط إيران ؛ أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم رأى أبا سفيان على جمل وابنه يزيد يقوده ، ومعاوية يسوقه ، فقال : «لعن الله الراكب والقائد والسائق».

وفي (تهذيب التهذيب) لابن حجر ، ج ١ ص ٤٢٨ ؛ و (تاريخ الطبري) ج ١١ ص ٣٥٧ ؛ و (شرح النهج لابن أبي الحديد) ج ١ ص ٢٤٨ ؛ و (اللآلىء المصنوعة) للسيوطي ، ج ١ ص ٣٢٠ ؛ و (ميزان الاعتدال) للذهبي ، ج ١ ص ٢٦٨ ط مصر ؛ و (سير أعلام النبلاء) للذهبي ، ج ٣ ص ٩٩ ؛ قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه».

وفي (اللهوف) ص ١٣ ؛ و (مثير الأحزان) لابن نما ، ص ١٠ : قالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :

٣٣٢

«الخلافة محرّمة على آل أبي سفيان ، الطلقاء وأبناء الطلقاء ، فإذا رأيتم معاوية على منبري فابقروا بطنه».

٣٤٢ ـ كيف توفي العلامة النّسائي شهيدا في دمشق :

النّسائي هو أبو عبد الرحمن أحمد بن علي بن شعيب ، أحد كبار المحدثين من العامة ، صاحب كتاب (الخصائص) ، وكتاب (السنن) أحد الصحاح الستة عند السنة.

قال الذهبي في (سير أعلام النبلاء) ج ١٤ ص ١٣٣ :

ولم يكن أحد في رأس الثلاثمائة أحفظ من النّسائي ، وهو أحذق بالحديث ورجاله من مسلم وأبي داود والترمذي.

وحين فارق مصر في آخر عمره وقدم إلى دمشق ، ألّف كتابا في فضائل الإمام عليعليه‌السلام سمّاه (خصائص أمير المؤمنين). وبعد أن ألفّه كان يحدّث في الجامع الأموي عن خصائص عليعليه‌السلام . فأنكر عليه قوم تأليفه لهذا الكتاب ، وعدم تأليفه في فضائل الصحابة والشيخين. فقال : دخلت دمشق سنة ٣٠٢ ه‍ والمنحرف بها عن عليعليه‌السلام كثير ، فصنّفت كتاب (الخصائص) ، رجوت أن يهديهم الله تعالى بهذا الكتاب.

ثم إنه صنّف بعد ذلك (فضائل الصحابة). فقيل له : ألا تخرّج فضائل معاوية؟.فقال : أي شيء أخرّج؟ حديث : «اللهم لا تشبع بطنه؟».

وفي (البداية والنهاية) لابن كثير ، ج ١١ ص ١٢٤ قال : ودخل إلى دمشق فسأله أهلها أن يحدّثهم بشيء من فضائل معاوية. فقال : أما يكفي معاوية أن يذهب (وفي رواية : أن يروح) رأسا برأس ، حتّى يروى له فضائل؟. فقاموا إليه (وهو يحدّث) فجعلوا يطعنون في خصيتيه حتّى أخرجوه من المسجد الجامع.

وفي (وفيات الأعيان) لابن خلكان ، ج ١ ص ٧٧ قال : فجعلوا يدفعون في خصيتيه وداسوه. ثم حمل إلى الرملة فمات بها سنة ٣٠٣ ه‍.

وقال ابن خلكان أيضا : لما داسوه بدمشق مات بسبب ذلك الدوس ، وهو مقتول. وكان عمره يقارب التسعينرحمه‌الله .

والنّسائي : منسوب إلى (نسا) وهو اسم بلدة بخراسان ، بينها وبين سرخس يومان ، وبينها وبين أبي ورد يوم. وتقع اليوم شمال مشهد في تركستان الروسية.

٣٣٣

(أقول) : فانظر أيها اللبيب إلى هذا العالم الأريب ، الّذي أدلى بالحق بعد أن أقرّ به ، وألفّ كتابا كاملا في فضائل الإمام عليعليه‌السلام سماه (خصائص أمير المؤمنين) ، ماذا كانت نهايته نتيجة التعصب الأعمى والجهل المقيت. وليس له ذنب سوى أنه لم يحفظ إلا حديثا واحدا عن معاوية ، وهو : «لا أشبع الله هذه البطن يا معاوية». وذلك أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان كلما طلب معاوية ، يقولون له : إنه يأكل!.

٣٤٣ ـ الإمام عليعليه‌السلام يتنبأ بأعمال معاوية :

(نهج البلاغة ، الخطبة ٥٦)

قال الإمام عليعليه‌السلام في (نهج البلاغة) يصف معاوية :

«أما إنه سيظهر عليكم بعدي رجل رحب البلعوم ، مندحق البطن. يأكل ما يجد ، ويطلب ما لا يجد ، فاقتلوه ولن تقتلوه. ألا وإنه سيأمركم بسبّي والبراءة مني. فأما السبّ فسبّوني ؛ فإنه لي زكاة ولكم نجاة ، وأما البراءة فلا تتبرؤوا مني ؛ فإني ولدت على الفطرة ، وسبقت إلى الإيمان والهجرة».

شرح : مندحق البطن : أي بارز البطن. سيظهر عليكم : أي سيغلبكم.

٣٤٤ ـ بطنة معاوية :

ويظن البعض أن الإمام علياعليه‌السلام عنى بهذا الوصف : زياد ابن أبيه ، أو الحجاج ، أو المغيرة بن شعبة.

والأقوى أنه عنى به معاوية. لأن معاوية كان موصوفا بالنهم وكثرة الأكل ، وكان بطينا ، يقعد بطنه إذا جلس على فخذيه.

وكان معاوية يأكل فيكثر ، ثم يقول : ارفعوا الطعام ، فو الله ما شبعت ولكن مللت وتعبت. وكثير من الأكلات الشامية منسوبة إليه.

وقد تظاهرت الأخبار كما قرأت على أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم دعا على معاوية لما بعث إليه يطلبه فوجده يأكل ، ثم بعث ثانية فوجده يأكل ، وكلما بعث إليه قالوا : إنه يأكل ، فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «اللهم لا تشبع بطنه».

وفي ذلك قال الشاعر :

وصاحب لي ، بطنه كالهاويه

كأن في أحشائه معاويه

٣٣٤

سبّ معاوية للإمام عليعليه‌السلام

٣٤٥ ـ سبّ الإمام عليعليه‌السلام :

وأما عن السبّ ، فإن معاوية أمر الناس بالعراق والشام وغيرهما ، بسبّ عليعليه‌السلام والبراءة منه ، وهو يعلم أنه من الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيرا. وخطب بذلك على منابر الإسلام. وصار ذلك سنّة في أيام بني أمية ، إلى أن قام عمر بن عبد العزيز فأبطل ذلك ، كما سترى.

٣٤٦ ـ معاوية يأمر الناس بسبب عليعليه‌السلام :

(وقعة كربلاء للشيخ الركابي ، ص ٣٠ ؛ وكتاب سليم بن قيس ، ص ٢٠٢)

كان معاوية يركزّ في سياسته على سبّ الإمام عليعليه‌السلام . فقد كتب نسخة واحدة بعد صلحه مع الحسنعليه‌السلام إلى كافة عماله : أن برئت الذمّة ممن روى شيئا من فضل أبي تراب وأهل بيته. فقامت الخطباء في كل كورة وعليكل منبر ، يلعنون عليا ويبرؤون منه ، ويقعون فيه وفي أهل بيته.

وحين سئل مروان بن الحكم : لماذا سبّ عليا وشتمه؟ قال : لا يستقيم لنا أمر إلا بذلك!. وكان لا يدع سبّ عليعليه‌السلام على المنبر كل جمعة.

٣٤٧ ـ الذين يسبّون علياعليه‌السلام هم أهل النار :

(المجالس السنيّة للسيد الأمين ، ج ٣ ص ١١٩)

عن ابن عباس رضي الله عنه قال : أشهد على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لسمعته يقول : «من سبّ عليا فقد سبّني ، ومن سبّني فقد سبّ الله ، ومن سبّ الله أكبّه الله على منخره في نار جهنم».

٣٤٨ ـ لماذا رفع عمر بن عبد العزيز مسبّة الإمام عليعليه‌السلام ؟ :

عن عمر بن عبد العزيز قال : كنت غلاما أقرأ القرآن على بعض ولد عتبة بن مسعود ، فمرّ بي يوما وأنا ألعب مع الصبيان ، ونحن نلعن علياعليه‌السلام . فكره ذلك ، ودخل المسجد. فتركت الصبيان ، وجئت إليه لأدرس عليه وردي. فلما رآني قام فصلى ، وأطال في الصلاة شبه المعرض عني ، حتّى أحسست منه ذلك.

فلما انفتل من صلاته كلح في وجهي ، فقلت له : ما بال الشيخ؟. قال لي : يا بني أنت اللاعن علياعليه‌السلام ؟ قلت : نعم.

٣٣٥

قال : فمتى علمت أن الله سخط على أهل بدر بعد أن رضي عنهم؟. فقلت :يا أبت ، وهل كان عليّ من أهل بدر؟.

فقال : ويحك ، وهل كانت بدر كلها إلا له؟.

فقلت : لا أعود. فقال : إنك لا تعود؟ قلت : نعم. فلم ألعنه بعدها.

٣٤٩ ـ عمر بن عبد العزيز وأبوه :

(شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ، ج ٤ ص ٥٨)

قال عمر بن عبد العزيز : ثم كنت أحضر تحت منبر المدينة وأبي يخطب يوم الجمعة ، وهو يومئذ أمير المدينة. فكنت أسمع أبي يمرّ في خطبته تهدر شقاشقه ، حتّى يأتي إلى لعن عليعليه‌السلام فيجمجم ، ويعرض له من الفهاهة والحصر ما الله عالم به. فكنت أعجب من ذلك.

فقلت له يوما : يا أبت أنت أفصح الناس وأخطبهم ، فما بالي أراك أفصح خطيب يوم حفلك ، حتّى إذا مررت بلعن هذا الرجل صرت ألكن عييّا؟. فقال : يا بني ، إن من ترى تحت منبرنا من أهل الشام وغيرهم ، لو علموا من فضل هذا الرجل ما يعلمه أبوك ، لم يتبعنا منهم أحد. فوقرت كلمته في صدري ، مع ما قاله لي معلمي أيام صغري. فأعطيت الله عهدا ، لئن كان لي في هذا الأمر نصيب لأغيّرنه. فلما منّ الله عليّ بالخلافة أسقطت ذلك ، وجعلت مكانه :( إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ وَإِيتاءِ ذِي الْقُرْبى وَيَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ) (٩٠) [النحل :٩٠]. وكتب به إلى الآفاق فصار سنّة. وفي ذلك قال الشريف الرضي مادحا عمر :

يابن عبد العزيز لو بكت العي

ن فتى من أميّة لبكيتك

غير أني أقول إنك قد طب

ت وإن لم يطب ولم يزك بيتك

أنت نزّهتنا عن السبّ والقذ

ف ، فلو أمكن الجزاء جزيتك

ولو اني رأيت قبرك لاستح

ييت من أن أرى وما حيّيتك

وقليل أن لو بذلت دماء ال

بدن صرفا على الذرى وسقيتك

٣٥٠ ـ عمر بن عبد العزيز يمنع مسبة الإمام عليعليه‌السلام :

(الإمام الحسين يوم عاشوراء ، طبع مؤسسة البلاغ ، ص ٤٣)

وكان عمر بن عبد العزيز في نهاية النسك والتواضع ، فترك لعن عليعليه‌السلام على المنابر ، وجعل مكانه.

٣٣٦

وقيل : بل جعل مكان ذلك :( إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ وَإِيتاءِ ذِي الْقُرْبى وَيَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ) (٩٠) [النحل : ٩٠].وقيل : بل جعلهما جميعا.

٣٥١ ـ الإمام عليعليه‌السلام يأمر أتباعه بعدم سبّ أهل الشام :

(الدرجات الرفيعة للسيد علي خان ، ص ٤٢٤)

روى نصر بن مزاحم بإسناده عن عبد الله بن شريك ، قال : خرج حجر بن عدي وعمرو بن الحمق [في صفين] ، يظهران البراءة واللعن لأهل الشام. فأرسل إليهما الإمام عليعليه‌السلام أن كفّا عما يبلغني عنكما. فأتياه فقالا : يا أمير المؤمنين ، ألسنا محقّين؟. قال : بلى. قالا : أوليسوا مبطلين؟. قال : بلى. قالا : فلم منعتنا من شتمهم؟. قال : كرهت لكم أن تكونوا لعّانين شتّامين ، تشهدون وتبرون ، ولكن لو وصفتم مساوئ أعمالهم فقلتم : من سيرتهم كذا وكذا ، كان أصوب في القول ، وأبلغ في العذر. وقلتم مكان لعنكم إياهم وبراءتكم منهم : الله م احقن دماءنا ودماءهم ، وأصلح ذات بيننا وبينهم ، واهدهم من ضلالتهم ، حتّى يعرف الحقّ منهم من جهله ، ويرعوي عن الغي والعدوان من لهج به ؛ كان هذا أحبّ إليّ وخيرا لكم.

فقالا : يا أمير المؤمنين ، نقبل موعظتك ونتأدب بأدبك.

٣٥٢ ـ ماذا يمثّل معاوية؟ :

(وقعة كربلاء للشيخ الركابي ، ص ١٦)

يعلّق أحد المستشرقين قائلا : إن معاوية يمثّل الروح الفاشستية الاستبدادية ، التي لا تؤمن بحق ولا تدفع عن أمة ، وإنما هدفها الرئيسي مصلحتها الذاتية.

ثم يقول المستشرق : إن معاوية إنسان طاغية معتد مفضوح ، صاحب مذابح ومجازر. كان من أخطر أعداء الدولة الإسلامية ، وكان عامل فناء لكيانها وحضارتها.

الحكم الأموي وسماته

٣٥٣ ـ حكم معاوية من الملك العضوض :

يروي المسلمون بالإجماع قول الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «الخلافة بعدي ثلاثون سنة ، ثم

٣٣٧

تكون ملكا عضوضا». وهذا الزمن يوافق آخر سنة من حياة الإمام الحسنعليه‌السلام ، مما يدل على أن الملك العضوض (أي الظالم الفاسد) يشمل حكم معاوية ومن بعده ، فهي حكومات غير شرعية.

٣٥٤ ـ الملك العضوض :

(أخبار الدول للقرماني ، ص ١٠٦)

قال القرماني : وكانت خلافة الحسنعليه‌السلام ستة أشهر ، وهي تكملة ما ذكره رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من مدة الخلافة ، ثم تكون ملكا عضوضا ، ثم يكون جبروتا وفسادا في الأرض ، فكان كما قالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

٣٥٥ ـ الخلافة بعدي ثلاثون سنة :

(تاريخ أبي الفداء ، ج ٢ ص ٩٦)

توفي النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم سنة ١١ ه‍ ، وانتهت خلافة الحسنعليه‌السلام سنة ٤١ ه‍ ، فيكون الفرق ثلاثين سنة.

وروى سفينة أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : «الخلافة بعدي ثلاثون سنة ، ثم تكون ملكا عضوضا». وكان آخر الثلاثين يوم خلع الحسنعليه‌السلام نفسه من الخلافة ، وتصالح مع معاوية.

٣٥٦ ـ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يتنبأ بحكم بني أمية :

(المصدر السابق ، ص ٩٧)

خلفاء بني أمية أربعة عشر خليفة ، وكانت مدة ملكهم نيّفا وتسعين [الأصح نيّفا وثمانين] سنة ، وهي ألف شهر تقريبا.

قال ابن الأثير في تاريخه : إنه لما سار الحسنعليه‌السلام من الكوفة ، عرض له رجل فقال : يا مسوّد وجوه المؤمنين!. فقالعليه‌السلام : لا تعذلني ، فإن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أري في منامه أن بني أمية ينزون على منبره رجلا فرجلا ، فساءه ذلك ، فأنزل الله تعالى :( إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ ) (١) [الكوثر : ١]و( إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (١)وَما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ (٢)لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ) (٣) [القدر : ١ ـ ٣].

(أقول) : يواسيه سبحانه بإعطائه الكوثر وليلة القدر ، التي هي خير من ألف شهر ، أي من ملك بني أمية الّذي مدته ألف شهر.

٣٣٨

٣٥٧ ـ خلافة بني أمية ألف شهر :

(البداية والنهاية لابن كثير ، ج ٦ ص ٢٧٥)

قال يعقوب بن سفيان عن أبي هريرة ، أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : رأيت في المنام بني الحكم (أو بني أبي العاص) ينزون (أي يثبون) على منبري كما تنزو القردة. قال : فما رآني رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مستجمعا ضاحكا حتّى توفي.

وقال النوري عن علي بن زيد بن جدعان عن سعيد بن المسيب ، قال : رأى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بني أمية على منابرهم ، فساءه ذلك. فأوحي إليه : إنما هي دنيا أعطوها ، فقرّ به عينه ، وهي قوله تعالى( وَما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ ) (٦٠) [الإسراء : ٦٠].

وقال أبو داود الطيالسي : حدثنا القاسم بن الفضل ، حدثنا يوسف بن مازن الراسبي قال : قام رجل إلى الحسن بن عليعليه‌السلام بعدما بايع معاوية ، فقال : يا مسوّد وجوه المؤمنين. فقال الحسنعليه‌السلام : لا تؤنّبني رحمك الله ، فإن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم رأى بني أمية يخطبون على منبره رجلا رجلا ، فساءه ذلك ، فنزلت الآية :( إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ ) (١) [الكوثر : ١] يعني نهرا في الجنة ، ونزلت الآية :( إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (١)وَما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ (٢)لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ) (٣) [القدر : ١ ـ ٣] يملكه بنو أمية.

قال القاسم بن القاسم بن فضل : فحسبنا ذلك ، فإذا هو ألف شهر لا يزيد يوما ولا ينقص يوما.

٣٥٨ ـ ملوك بني أمية ومدة حكم كل واحد منهم :

(مروج الذهب للمسعودي ، ج ٣ ص ٢٤٩ ؛ والمنتخب لفخر الدين الطريحي ، ص ٣٩٨)

نقل أنه كانت الدولة لبني أمية ألف شهر ، وكانوا لا يزالون يأمرون الخطباء بسبّ علي بن أبي طالبعليه‌السلام على رؤوس المنابر.

فأول من تأمّر منهم معاوية ، ومدة خلافته عشرون سنة.

ثم تخلّف من بعده ولده يزيد ، ثلاث سنين وثمانية أشهر وأربعة عشر يوما.

ثم تخلّف من بعده معاوية بن يزيد ، شهرا واحدا وأحد عشر يوما. وترك الخلافة خوفا من عذاب الله ، واعترف بظلم آبائه ، وعرّف الناس ذلك وهو قائم على المنبر.حتّى أن أمه لامته على ذلك ، فقالت له : ليتك كنت حيضة ولم تكن بشرا ، أتعزل

٣٣٩

نفسك من منصب آبائك؟. فقال لها : يا أماه ، وأنا وددت أن أكون حيضة ولا أطأ موطئا لست له بأهل ، ولا ألقى اللهعزوجل بظلم آل محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

ثم تخلّف من بعده مروان بن الحكم ، ثمانية أشهر وعشرة أيام ومات.

ثم تخلّف من بعده عبد الملك بن مروان ، إحدى وعشرين سنة وشهرا وعشرين يوما.

ثم تخلّف من بعده الوليد بن عبد الملك ، تسع سنين وثمانية أشهر ويوما.

ثم تخلّف من بعده سليمان بن عبد الملك ، سنتين وستة شهور و ١٥ يوما.

ثم تخلّف من بعده عمر بن عبد العزيز ، سنتين وخمسة أشهر وخمسة أيام.

ثم تخلّف من بعده يزيد بن عبد الملك ، أربع سنين و ١٣ يوما.

ثم تخلّف هشام بن عبد الملك ، تسعة عشر سنة وتسعة شهور وتسعة أيام.

ثم تخلّف الوليد بن يزيد ، سنة وثلاثة شهور ، وهو الّذي مزّق القرآن.

ثم تخلّف يزيد بن الوليد ، شهرين وعشرة أيام.

ثم تخلف مروان بن محمّد بن مروان ، خمس سنين وشهرين وعشرة أيام.

ويضاف إلى ذلك الثمانية أشهر التي كان مروان يقاتل فيها بني العباس إلى أن قتل ، فيصير ملكهم جميعا إحدى وتسعين سنة وسبعة (أو تسعة) أشهر وثلاثة عشر يوما.

يطرح من ذلك أيام الإمام الحسنعليه‌السلام وهي خمسة أشهر وعشرة أيام ، وتوضع أيام عبد الله بن الزبير إلى الوقت الّذي قتل فيه ، وهي سبع سنين وعشرة أشهر وثلاثة أيام ، فيصير الباقي بعد ذلك ثلاثا وثمانين سنة وأربعة أشهر ، ويكون ذلك ألف شهر.

وقد ذكر قوم أن تأويل قولهعزوجل :( لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ) (٣) [القدر: ٣].

ما ذكرناه من أيامهم.

وقد روي عن ابن عباس أنه قال : والله ليملكن بنو العباس ضعف ما ملكته بنو أمية: باليوم يومين ، وبالشهر شهرين ، وبالسنة سنتين ، وبالخليفة خليفتين.

٣٥٩ ـ إخبار الإمام عليعليه‌السلام بمصير بني أمية :

(ينابيع المودة ، ج ٣ ص ٤)

قال الإمام عليعليه‌السلام من خطبة له : «ألا إن لكل دم ثائرا ، ولكل حقّ طالبا.

٣٤٠

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

701

702

703

704

705

706

707

708

709

710

711

712

713

714

715

716

717

718

719

720

721

722

723

724

725

726

727

728

729

730

731

732

733

734

735