موسوعة كربلاء الجزء ١

موسوعة كربلاء 8%

موسوعة كربلاء مؤلف:
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 735

الجزء ١ الجزء ٢
  • البداية
  • السابق
  • 735 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 471964 / تحميل: 5573
الحجم الحجم الحجم
موسوعة كربلاء

موسوعة كربلاء الجزء ١

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

بكفن آدم من الجنة والحنوط، والمسحاة (۱) معه ».

قال: « ونزل مع جبرئيل سبعون الف ملك (صلوات الله عليهم)، ليحضروا جنازة آدم عليه‌السلام، فغسّله هبة الله وجبرئيل، وكفنه وحنطه، ثم قال جبرئيل لهبة الله: تقدم فصلّ على أبيك، وكبّر عليه خمساً وسبعين تكبيرة »، الخبر.

۱۹۱۴ / ۴ - كتاب محمّد بن المثنى: عن جعفر بن محمّد بن شريح، عن ذريح المحاربي قال: ذكر أبوعبدالله عليه‌السلام سهل بن حنيف، فقال: « كان من النقباء ». فقلت (۱): من نقباء نبي الله الاثني عشر (۲) ؟ فقال: « نعم ». ثم قال: « ما سبقه أحد من قريش ولا من الناس بمنقبة »، وأثنى عليه.

وقال: « لما مات جزع أميرالمؤمنين عليه‌السلام عليه جزعا شديدا، وصلى عليه خمس صلوات ».

۱۹۱۵ / ۵ - المفيد (رحمه الله) في مجالسه: عن علي بن محمّد القرشي،

______________

(۱) المسحاة: المجرفة، الا انها من حديد (لسان العرب - حسا - ج ۱۴ ص ۳۷۲).

۴ - كتاب محمّد بن المثنى ص ۸۶، عنه في البحار ج ۸۱ ص ۳۷۶ ح ۲۵.

(۱) في المصدر: فقلت له.

(۲) في حديث عبادة بن الصامت: وكان من النقباء، جمع نقيب، وهو كالعريف على القوم، المقدم عليهم، الذي يتعرف اخبارهم وينقب عن احوالهم اي يفتش. وكان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قد جعل ليلة العقبة كلّ واحد من الجماعة الذين بايعوه بها نقيبا على قومه وجماعته ليأخذوا عليهم الاسلام ويعرفوهم شرائطه، وكانوا اثني عشر نقيباً كلهم من الانصار ... (لسان العرب: نقب ج ۱ ص ۷۶۹ - ۷۷۰).

۵ - امالي الشيخ المفيد ص ۳۱، عنه في البحار ج ۸۱ ص ۳۸۵ ح ۴۷.

٢٦١

عن علي بن الحسن بن فضال، عن الحسين بن نصر، عن ابيه، عن احمد بن عبدالله بن عبد الملك، عن عبد الرحمن المسعودي، عن عمرو بن حريث الانصاري، عن الحسين بن سلمة البناني، عن ابي خالد الكابلي، عن ابي جعفر محمّد بن علي الباقر عليهما‌السلام قال: « لما فرغ أميرالمؤمنين من تغسيل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وتكفينه، وتحنيطه اذن للناس وقال: ليدخل منكم عشرة عشرة ليصلوا عليه، فدخلوا، وقام أميرالمؤمنين عليه‌السلام بينه وبينهم، وقال: ( إِنَّ اللَّـهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ) (۱) وكان الناس يقولون كما يقول ».

قال أبوجعفر عليه‌السلام: « وهكذا كانت الصلاة عليه صلى‌الله‌عليه‌وآله ».

۱۹۱۶ / ۶ - البحار: عن مصباح الانوار، عن جعفر بن محمّد، عن آبائه عليهم‌السلام: « ان علي بن ابي طالب عليه‌السلام صلى على فاطمة عليها‌السلام  فكبر خمسا وعشرين تكبيرة ».

۱۹۱۷ / ۷ - دعائم الإسلام: روينا: عن جعفر بن محمّد (صلوات الله عليهما) أنه ذكر وفاة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال: « لما غسله على عليه‌السلام وكفنه اتاه العباس فقال: يا علي، ان الناس قد اجتمعوا ليصلوا على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله، ورأوا ان يدفن في البقيع، وان يؤمهم في الصلاة عليه رجل منهم، فخرج علي (صلوات الله عليه) فقال: أيها الناس ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله

______________

(۱) الاحزاب ۳۳: ۵۶.

۶ - البحار ج ۸۱ ص ۳۹۰ ح ۵۵ عن مصباح الانوار ص ۲۶۱.

۷ - دعائم الإسلام ج ۱ ص ۲۳۴، عنه في البحار ج ۸۱ ص ۳۷۴ ح ۲۴.

٢٦٢

كان اماما حيّاً وميتاً، وانه لم يقبض نبي الا دفن في البقعة التي مات فيها، قالوا: اصنع ما رأيت، فقام علي (صلوات الله عليه) على باب البيت، وصلى على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله، وقدم الناس عشرة عشرة، يصلون عليه وينصرفون ».

۱۹۱۸ / ۸ - ابن شهر آشوب في المناقب: قال أبوجعفر عليه‌السلام: « قال الناس: كيف الصلاة عليه صلى‌الله‌عليه‌وآله ؟ فقال علي عليه‌السلام: ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إمام حيا وميتا، فدخل عليه عشرة عشرة فصلوا عليه يوم الاثنين، وليلة الثلاثاء حتّى الصباح، ويوم الثلاثاء، حتّى صلى عليه الاقرباء والخواص ولم يحضر اهل السقيفة، وكان على عليه‌السلام انفذ إليهم بريدة، وانما تمت بيعتهم بعد دفنه ».

۱۹۱۹ / ۹ - وفيه قال: وسئل الباقر عليه‌السلام: كيف كانت الصلاة على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال: « لما غسّله أميرالمؤمنين عليه‌السلام وكفّنه سجّاه، وادخل عليه عشرة فداروا حوله، ثم وقف أميرالمؤمنين عليه‌السلام في وسطهم فقال: ( إِنَّ اللَّـهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ) (۱) فيقول القوم مثل ما يقول حتّى صلى عليه اهل المدينة وأهل العوالي » (۲).

______________

۸ - المناقب لابن شهرآشوب ج ۱ ص ۲۳۹.

۹ - المصدر السابق ج ۱ ص ۲۳۹.

(۱) الاحزاب ۳۳: ۵۶.

(۲) ورد في الحديث ذكر العالية والعوالي في غير موضع، وهي أماكن بأعلى أراضي المدينة وأدناها من المدينة على أربعة أميال وأبعدها من جهة نجد ثمانية. (لسان الرب - علا - ج ۱۵ ص ۸۷).

٢٦٣

۱۹۲۰ / ۱۰ - وعن منصور بن محمّد بن عيسى، عن ابيه، عن جدّه زيد بن علي، عن ابيه، عن جدّه الحسين بن علي عليهم‌السلام في خبر طويل يذكر فيه وصية أميرالمؤمنين عليه‌السلام وفيه: « وان يصلي الحسن مرة، والحسين مرة، صلاة امام ففعلا كما رسم ».

۱۹۲۱ / ۱۱ - الشيخ الطبرسي في اعلام الورى: قال ابان: وحدّثني أبومريم، عن ابي جعفر عليه‌السلام - وذكر مثل الخبر الأول - إلى قوله: « ويوم الثلاثاء حتّى صلى عليه صغيرهم وكبيرهم، وذكرهم وانثاهم، وضواحي المدينة بغير امام ».

۱۹۲۲ / ۱۲ - الشيخ علي بن محمّد الخزاز القمي في كفاية الاثر: عن علي بن الحسن بن محمّد، عن هارون بن موسى، عن محمّد بن علي بن معمر، عن عبدالله بن معبد، عن موسى بن ابراهيم، عن عبد الكريم بن هلال، عن اسلم، عن ابي الطفيل، عن عمار قال: لما حضرت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله الوفاة دعا بعلي عليه‌السلام فساره طويلا وساق الخبر في كيفية تجهيزه إلى ان قال: - ثم قام - اي: علي عليه‌السلام على الباب وصلى عليه، ثم امر الناس عشرا عشرا يصلون عليه ثم يخرجون.

۱۹۲۳ / ۱۳ - ثقة الاسلام في الكافي: عن محمّد بن الحسين، عن سهل بن زياد، عن ابن فضال، عن علي بن النعمان، عن ابي مريم الانصاري عن ابي جعفر عليه‌السلام قال: قلت له: كيف كانت

______________

۱۰ - المناقب ج ۲ ص ۳۴۸، عنه في البحار ج ۴۲ ص ۲۳۴ ح ۴۴.

۱۱ - اعلام الورى ص ۱۳۷.

۱۲ - كفاية الاثر ص ۱۲۴.

۱۳ - الكافي ج ۲ ص ۳۷۴ ح ۳۵.

٢٦٤

الصلاة على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ؟ قال: « لمّا غسّله أميرالمؤمنين عليه‌السلام وكفّنه سجّاه، ثم ادخل عليه عشرة فداروا حوله، ثم وقف أميرالمؤمنين عليه‌السلام في وسطهم فقال: ( إِنَّ اللَّـهَ وَمَلَائِكَتَهُ ) (۱) الآية، فيقول القوم كما يقول، حتّى صلّى عليه اهل المدينة واهل العوالي ».

۱۹۲۴ / ۱۴ - وعن محمّد بن يحيى، عن سلمة بن الخطاب، عن علي بن سيف، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال: « لما قبض النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله صلت عليه الملائكة، والمهاجرون، والانصار، فوجاً فوجاً ».

۱۹۲۵ / ۱۵ - علي بن ابراهيم في تفسيره: في سياق غزوة احد قال: وامر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بالقتلى فجمعوا، فصلى عليهم ودفنهم في مضاجعهم، وكبر على حمزة سبعين تكبيرة.

۱۹۲۶ / ۱۶ - الحسين بن حمدان الحضيني في الهداية: عن عيسى بن مهدي، وعسكر مولى أبي جعفر، والريان مولى الرضا عليه‌السلام، وجماعة كثيرة، عن أبي محمّد العسكري عليه‌السلام في حديث طويل: « وأمر الله أن يكبر عليه - أي على حمزة - سبعين تكبيرة، ويستغفر له ما بين كلّ تكبيرتين منها، فأوحى الله إليه صلى‌الله‌عليه‌وآله إني قد فضلت عمك حمزة بسبعين تكبيرة، لعظمته عندي، وكرامته عليّ، وكبّر خمساً على كلّ مؤمن ومؤمنة »، الخبر.

______________

(۱) الاحزاب ۳۳: ۵۶.

۱۴ - الكافي ج ۲ ص ۳۷۵ ح ۳۸.

۱۵ - تفسير القمي ج ۱ ص ۱۲۳.

۱۶ - الهداية ص ۶۹ - ۷۰، عنه في البحار ج ۸۱ ص ۳۹۵ ح ۶۲ باختلاف في سنده.

٢٦٥

۱۹۲۷ / ۱۷ - صحيفة الرضا عليه‌السلام باسناده: قال « رأيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله كبر على عمه حمزة خمس تكبيرات، وكبر على الشهداء بعده خمس تكبيرات، فلحق حمزة بسبعين تكبيرة ».

۱۹۲۸ / ۱۸ - علي بن الحسين المسعودي في اثبات الوصية: ثم اعتلّ آدم عليه‌السلام فدعا هبة الله فقال له: قد اشتهيت من فواكه الجنّة.

وروي انه قال له: امض إلى الجنة فجئني منها بعنب، فانطلق هبة الله إلى أن قال: فقال له جبرئيل: عظم الله اجرك فيه، إن أباك آدم عليه‌السلام قبضه الله عزّوجلّ، فرجع فوجده قد قبض، فغسله - والملائكة يعينونه - وكفنه، وكان جبرئيل قد هبط من الجنة بكفنه، وحنوطه، فلما وضع للصلاة عليه قال هبة الله: تقدم يا روح الله فصلّ عليه قال جبرئيل: بل تقدم انت فصل عليه فانك (۱) قمت مقام من أمر الله له بالسجود، فلما سمع هبة الله ذلك تقدم فصلّى (۲) وأوحي إليه: ان كبر خمساً وسبعين تكبيرة، بعدد صفوف الملائكة الذين صلّوا عليه.

۱۹۲۹ / ۱۹ - الشيخ شاذان بن جبرئيل القمي في كتاب الروضة والفضائل في حديث وفاة فاطمة بنت أسد: فلمّا صلّى - أي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله - عليها كبر سبعين تكبيرة، ثم لحدها في

______________

۱۷ - صحيفة الرضا عليه‌السلام ص ۷۸ ح ۱۹۰.

۱۸ - إثبات الوصية ص ۱۴.

(۱) في المصدر زيادة: قد.

(۲) في المصدر زيادة: عليه.

۱۹ - الفضائل ص ۱۰۶ - ۱۰۷.

٢٦٦

قبرها (۱) بيده الكريمة، إلى أن قال: قال صلى‌الله‌عليه‌وآله: واما تكبيري سبعين تكبيرة، فانما صلى عليها سبعون صفاً من الملائكة، الخبر.

۱۹۳۰ / ۲۰ - السيد عبد الكريم بن طاووس في فرحة الغري: عن المدائني، عن ابي زكريا، عن ابي بكر الهمداني، عن الحسين بن علوان، عن سعد بن طريف، عن الاصبغ بن نباتة.

وعبدالله بن محمّد، عن علي بن اليمان، عن ابي حمزة الثمالي، عن ابي جعفر محمّد بن علي عليهما‌السلام.

والقاسم بن محمّد المقري (۱)، عن عبدالله بن زيد، عن المعافى بن (۲) عبد السلام، عن ابي عبدالله الجدلي - في حديث طويل - ان أميرالمؤمنين عليه‌السلام قال لابنه الحسن عليه‌السلام، وهو يوصي إليه: « اي بني، فصل عليّ فكبر سبعا، فانها لن تحل لاحد من بعدي، الا لرجل من ولدي يخرج في آخر الزمان، يقيم اعوجاج الحق ».

۱۹۳۱ / ۲۱ - محمّد بن مسعود العياشي في تفسيره: عن ابي حمزة الثمالى، عن ابي جعفر عليه‌السلام - في سياق حديث وفاة آدم عليه‌السلام - إلى ان قال: « فتقدم هبة الله فصلى على ابيه آدم،

______________

(۱) في المصدر: ثم وسدها في اللحد.

۲۰ - فرحة الغري ص ۳۳، عنه في البحار ج ۴۲ ص ۲۱۵ ح ۱۶.

(۱) كذا، والظاهر أنّه المنقري.

(۲) في المصدر: عن

۲۱ - تفسير العياشي ج ۱ ص ۳۰۹ - ۳۱۰ ح ۸۷.

٢٦٧

وجبرئيل خلفه وجنود الملائكة، وكبر عليه ثلاثين تكبيرة، فأمره جبرئيل فرفع من ذلك خمساً وعشرين تكبيرة، والسنة اليوم فينا: خمس تكبيرات، وقد كان يكبر على اهل بدر تسعا وسبعاً » الخبر.

۱۹۳۲ / ۲۲ - البحار: نقلا عن كتاب وفاة أميرالمؤمنين عليه‌السلام لابي الحسن علي بن عبدالله بن محمّد البكري، عن لوط بن يحيى، عن اشياخه واسلافه - وساق الخبر الطويل - إلى ان قال: قال عليه‌السلام في وصيته: « ثم تقدم يا ابا محمّد، وصل عليّ يا بني يا حسن، وكبر عليّ سبعا، واعلم انه لا يحل ذلك لاحد (۱) غيري، الا على رجل يخرج في آخر الزمان، اسمه: القائم المهدي، من ولد اخيك الحسين، يقيم اعوجاج الحق » الخبر.

۷- ( باب أنه ليس في صلاة الجنازة قراءة، ولا دعاء معيّن )

۱۹۳۳ / ۱ - فقه الرضا عليه‌السلام: « ويقنت بين كلّ تكبيرين، والقنوت: ذكر الله، والشهادتان، والصلاة على محمّد وآله، والدعاء للمؤمنين والمؤمنات ».

۱۹۳۴ / ۲ - دعائم الإسلام: عن ابي جعفر محمّد بن علي عليهما‌السلام انه قال: « لا باس بالصلاة على الجنازة حين تطلع الشمس، وحين

______________

۲۲ - البحار ج ۴۲ ص ۲۹۲.

(۱) في المصدر: علي اجد.

الباب - ۷

۱ - فقه الرضا عليه‌السلام ص ۲۰، عنه في البحار ج ۸۱ ص ۳۵۴.

۲ - دعائم الإسلام ج ۱ ص ۲۳۵، عنه في البحار ج ۸۱ ص ۳۷۴ - ۳۷۵ ح ۲۵.

٢٦٨

تغرب، وفي كلّ حين، انما هو استغفار ».

قال: وروينا عن اهل البيت عليهم‌السلام، في القول والدعاء في صلاة الجنائز، وجوها يكثر عددها، فدل ذلك على ان ليس فيها شئ موقت.

۱۹۳۵ / ۳ - الصدوق في الهداية: قال: قال أبوجعفر عليه‌السلام: « سبعة مواطن ليس فيها دعاء موقت، الصلاة على الجنازة، والقنوت ». الخبر.

۸- ( باب أنه ليس في صلاة الجنازة ركوع ولا سجود )

۱۹۳۶ / ۱ - فقه الرضا عليه‌السلام: « وقد اكره ان يتوضأ انسان عمدا للجنازة، لانه ليس بالصلاة، انما هو التكبير، والصلاة هي التي فيها الركوع والسجود ».

قلت: اي يتوضأ بقصد الوجوب، لقوله عليه‌السلام قبيله: « وان كنت جنبا، وتقدمت للصلاة عليها، فتيمم أو توضأ وصل عليها، وقد اكره »، الخ، فالمراد بالكراهة: الحرمة.

۹- ( باب أنه لا تسليم في صلاة الجنازة )

۱۹۳۷ / ۱ - فقه الرضا عليه‌السلام: « ولا تسليم، لان الصلاة على

______________

۳ - الهداية ص ۴۰، عنه في البحار ج ۸۱ ص ۳۹۵ ح ۶۲.

الباب - ۸

۱ - فقه الرضا عليه‌السلام ص ۱۹، عنه في البحار ج ۸۱ ص ۳۵۴.

الباب - ۹

۱ - فقه الرضا عليه‌السلام ص ۲۰، عنه في البحار ج ۸۱ ص ۳۵۴.

٢٦٩

الميت انما هو دعاء، وتسبيح، واستغفار ».

وفي موضع آخر: « ولا تسلّم »، وفي موضع آخر: « وليس فيها التسليم ».

۱۹۳۸ / ۲ - دعائم الإسلام: عن جعفر بن محمّد، عليهما‌السلام انه قال: « فإذا فرغت (۱) من الصلاة على الميت انصرفت بتسليم ».

قلت: قد ذكر الشيخ في الاصل (۲) وجوهاً لما دل على لزوم التسليم فيها، أحسنها في هذا الخبر، الوجه الاخير منها، وهو كونه سنة خارجة عن صلاة الجنازة، لما يأتي في العشرة من استحباب التسليم عند المفارقة.

۱۰- ( باب استحباب رفع اليدين في كلّ تكبيرة من صلاة الجنازة )

۱۹۳۹ / ۱ - دعائم الإسلام: عن ابي جعفر محمّد بن علي (۱)، عليهما‌السلام، أنه كان يرفع يديه بالتكبير على الجنائز، ويكبر عليها خمساً.

۱۹۴۰ / ۲ - فقه الرضا عليه‌السلام: « وارفع يديك بالتكبير الأول،

______________

۲ - دعائم الإسلام ج ۱ ص ۲۳۷.

(۱) في المصدر: انصرفت.

(۲) الوسائل ج ۲ ص ۷۸۵ ذيل حديث ۵.

الباب - ۱۰

۱ - دعائم الإسلام ج ۱ ص ۲۳۶ باختنلاف يسير في لفظه، عنه في البحار ج ۸۱ ص ۳۷۴ ح ۲۴.

(۱) في المصدر: عن جعفر بن محمّد عليه‌السلام.

۲ - فقه الرضا عليه‌السلام ص ۱۹، ۲۰ عنه في البحار ج ۸۱ ص ۳۵۲ ح ۲۳.

٢٧٠

وكبر وقل ... » الخ.

وفي موضع آخر: « يرفع اليد بالتكبير الأول، ويقنت بين كلّ تكبيرتين، والقنوت: ذكر الله، والشهادتين، والصلاة على محمّد وآل محمّد، والدعاء للمؤمنين والمؤمنات، هذا في تكبيرة بغير رفع اليدين ».

قلت: حمل ما دل على عدم الرفع في غير التكبيرة الاولى على التقية، أو على الجواز ورفع الوجوب، ويمكن الحمل على عدم تأكد الاستحباب، والله العالم.

۱۱- ( باب استحباب وقوف الإمام في موقفه حتّى ترفع الجنازة )

۱۹۴۱ / ۱ - فقه الرضا عليه‌السلام: « ولا تبرح من مكانك حتّى ترى الجنازة على ايدي الرجال ».

۱۲- ( باب ما يدعى به في الصلاة على الطفل )

۱۹۴۲ / ۱ - دعائم الإسلام: عن جعفر بن محمّد (صلوات الله عليهما) انه كان يقول في الصلاة على الطفل: « اللهم اجعله لنا سلفاً وفرطاً (۱)

______________

الباب - ۱۱

۱ - فقه الرضا عليه‌السلام ص ۱۹، عنه في البحار ج ۸۱ ص ۳۵۲ ح ۲۳.

الباب - ۱۲

۱ - دعائم الإسلام ج ۱ ص ۲۳۷، عنه في البحار ج ۸۱ ص ۳۷۶.

(۱) الفرط بالتحريك: ما تقدمك من أجر وعمل (لسان العرب - فرط - ج ۷ ص ۳۶۷، مجمع البحرين ج ۴ ص ۲۶۴).

٢٧١

واجرا ».

۱۹۴۳ / ۲ - فقه الرضا عليه‌السلام: « وإذا حضرت مع قوم يصلون عليه فقل: اللهم اجعله لابويه ولنا ذخرا ومزيدا، وفرطا واجرا ».

۱۹۴۴ / ۳ - الصدوق في المقنع والهداية: في الصلاة عليه: « اللهم اجعله لأبويه ولنا فرطاً ».

۱۹۴۵ / ۴ - صحيفة الرضا عليه‌السلام باسناده: « قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله: يا علي، وإذا صليت على طفل، فقل: اللهم اجعله لابويه سلفا، واجعله لهما فرطا، واجعله لهما نورا ورشدا واعقب والديه الجنة، انك على كلّ شئ قدير ».

۱۳- ( باب وجوب صلاة جنازة من بلغ ست سنين فصاعداً )

۱۹۴۶ / ۱ - فقه الرضا عليه‌السلام: « واعلم ان الطفل لا يصلى عليه حتّى يعقل الصلاة ».

الصدوق في المقنع والهداية: مثله.

۱۹۴۷ / ۲ - كتاب المسائل لعلي بن جعفر: عن اخيه الكاظم

______________

۲ - فقه الرضا عليه‌السلام ص ۱۹، عنه في البحار ج ۸۱ ص ۳۵۲ ح ۲۳.

۳ - المقنع ص ۲۱، الهداية ص ۲۶، عنه في البحار ج ۸۱ ص ۳۹۰.

۴ - صحيفة الرضا عليه‌السلام ص ۸۱ ح ۲۰۲.

الباب - ۱۳

۱ - فقه الرضا عليه‌السلام ص ۱۹، عنه في البحار ج ۸۱ ص ۳۵۳ ح ۲۳.

(۱) المقنع ص ۲۱، الهداية ص ۲۶.

۲ - قرب الاسناد ص ۹۹، عنه في البحار ج ۸۱ ص ۳۸۹ ح ۵۳.

٢٧٢

عليه‌السلام قال: وسألته عن الصبي يصلى عليه إذا مات وهو ابن خمس سنين فقال: « إذا عقل الصلاة فيصلى عليه ».

۱۴- ( باب استحباب الصلاة على الطفل الذي مات ولم يبلغ ست سنين إذا ولد حياً )

۱۹۴۸ / ۱ - دعائم الإسلام عن علي عليه‌السلام انه قال: « إذا استهل (۱) الطفل صلي عليه ».

۱۹۴۹ / ۲ - الجعفريات: اخبرنا عبدالله بن محمّد قال: اخبرنا محمّد بن محمّد قال: حدّثني موسى بن اسماعيل قال: حدّثنا ابي، عن ابيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن ابيه، عن جدّه علي بن الحسين، عن ابيه، عن علي بن ابي طالب عليهم‌السلام قال: « ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله صلى على امرأة ماتت في نفاسها عليها وعلى ولدها ».

دعائم الإسلام باسناده: عن ابي جعفر محمّد بن علي عليهما‌السلام عنه عليه‌السلام مثله (۱).

______________

الباب - ۱۴

۱ - دعائم الإسلام ج ۱ ص ۲۳۵، عنه في البحار ج ۸۱ ص ۳۷۴ ح ۲۴.

(۱) استهل الصبي بالبكاء: رفع صوته وصاح عند الولادة ... واصله رفع الصوت (لسان العرب - هلل - ج ۱۱ ص ۷۰۱).

۲ - الجعفريات ص ۲۰۶.

(۱) دعائم الإسلام ج ۱ ص ۲۳۵، عنه في البحار ج ۸۱ ص ۳۷۴ ح ۲۴.

٢٧٣

۱۵- ( باب أن من فاته بعض التكبير في صلاة الجنازة قضاه متتابعاً وإن رفعت الجنازة قضاه وهو يمشي معها )

۱۹۵۰ / ۱ - فقه الرضا عليه‌السلام: « فإذا فاتك مع الإمام بعض التكبير، ورفعت الجنازة فكبر عليها تمام الخمس وانت مستقبل القبلة ».

۱۹۵۱ / ۲ - دعائم الإسلام: عن علي عليه‌السلام انه قال: « من سبق ببعض التكبير في صلاة الجنازة فليكبر وليدخل معهم (ويجعل ذلك اول صلاته) (۱) فإذا انصرفوا لم ينصرف حتّى يتم ما بقى عليه، ثم ينصرف ».

۱۶- ( باب جواز الصلاة على الميت بعد الدفن لمن لم يصلّ عليه على كراهية إن كان الميت قد صلّي عليه، وحد ذلك، وانه لا يصلى على الغائب بل يدعى له )

۱۹۵۲ / ۱ - فقه الرضا عليه‌السلام: « فان لم تلحق الصلاة على الجنازة حتّى يدفن الميت فلا بأس أن تصلّى بعد ما دفن ».

۱۹۵۳ / ۲ - الصدوق في العيون: عن محمّد بن القاسم الاسترآبادي، عن

______________

الباب - ۱۵

۱ - فقه الرضا عليه‌السلام ص ۱۹، عنه في البحار ج ۸۱ ص ۳۵۳ ح ۲۳.

۲ - دعائم الإسلام ج ۱ ص ۲۳۶ باختلاف يسير، وفيه: عن جعفر بن محمّد عليه‌السلام، عنه في البحار ج ۸۱ ص ۳۷۵ ح ۲۴.

(۱) مابين القوسين ليس في المصدر.

الباب - ۱۶

۱ - فقه الرضا عليه‌السلام ص ۱۹، عنه في البحارج ۸۱ ص ۳۵۴ ح ۲۳.

۲ - عيون اخبار الرضا عليه‌السلام ج ۱ ص ۲۷۹، عنه في البحار ج ۸۱ ص =

٢٧٤

يوسف بن زياد، عن أبيه، عن أبي محمّد العسكري، وفي تفسيره عليه‌السلام أيضاً: عن آبائه عليهم‌السلام أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لما اتاه جبرئيل بنعي النجاشي بكى بكاء حزين عليه، وقال: « إنّ أخاكم أصحمة (۱) مات »، ثم خرج إلى الجبّانة (۲) وصلى عليه (۳) وكبر سبعاً، فخفض الله له كلّ مرتفع حتّى رأى جنازته، وهو بالحبشة.

۱۹۵۴ / ۳ - القطب الراوندي في فقه القرآن: في قوله تعالى: ( وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَن يُؤْمِنُ بِاللَّـهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ ) (۱): عن جابر وغيره، ان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله اتاه جبرئيل وأخبره بوفاة النجاشي، ثم خرج من المدينة إلى الصحراء، ورفع الله الحجاب بينه وبين جنازته، فصلى عليه، ودعا له، واستغفر له، وقال للمؤمنين: « صلوا عليه » فقال منافقون: نصلي على علج (۲) بنجران ؟! فنزلت الآية والصّفات التي في الآية هي صفات

______________

=  ۳۴۶ ح ۱۳ وج ۱۸ ص ۴۱۸ ح ۳.

(۱) أصحمة: وهو أصحمة بن بحر، ملك الحبشة النجاشي، أسلم في عهد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله (القاموس المحيط ج ۴ ص ۱۴۰).

(۲) الجبان والجبانة، بالتشديد: الصحراء، وتسمى بها المقابر لأنها تكون في الصحراء تسمية الشئ بموضعه (لسان العرب - جبن - ج ۱۳ ص ۸۵، مجمع البحرين - جبن - ج ۶ ص ۲۲۴).

(۳) وصلى عليه: ليس في المصدر.

۳ - فقه القرآن ج ۱ ص ۱۶۲.

(۱) آل عمران ۳: ۱۹۹.

(۲) العلج: الرجل الضخم من كفّار العجم وبعضهم يطلقه على الكافر مطلقاً (مجمع البحرين - علج - ج ۲ ص ۳۱۹). وهذا اعتراض صريح على أمر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقد نقل المجلسي « ره » =

٢٧٥

النجاشي.

۱۷- ( باب وجوب كون رأس الميت إلى يمين الإمام ورجليه إلى يساره ووجوب الإعادة لو صلي عليه مقلوباً ولو جاهلاً إلّا أن يدفن )

۱۹۵۵ / ۱ - فقه الرضا عليه‌السلام: « وإذا صليت على الميت وكانت الجنازة مقلوبة فسوّها، وأعد الصلاة عليها، ما لم يدفن ».

۱۸- ( باب عدم كراهية الصلاة على الجنازة عند طلوع الشمس وغروبها وجوازها في كلّ وقت ما لم يتضيق وقت فريضة وكذا كلّ عبادة غير مؤقته )

۱۹۵۶ / ۱ - دعائم الإسلام: عن ابي جعفر محمّد بن علي عليهما‌السلام انه قال: « لا بأس بالصلاة على الجنازة (۱)، حين تطلع الشمس، وحين تغرب، وفي كلّ حين، انما هو استغفار ».

۱۹۵۷/۲ - فقه الرضا عليه‌السلام: عن أبيه عليه‌السلام، « انه

______________

=  قصة إسلام النجاشي في عدة مواضع من البحار، فراجع ج ۱۸ ص ۴۱۴ ح ۱ عن تفسير القمي ج ۱ ص ۱۷۷ وج ۱۸ ص ۴۱۸ ح ۵ عن إعلام الورى ص ۴۳ وقصص الأنبياء للراوندي ص ۳۳۴.

الباب - ۱۷

۱ - فقه الرضا عليه‌السلام ص ۱۹، عنه في البحار ج ۸۱ ص ۳۵۲ ح ۲۳.

الباب - ۱۸

۱ - دعائم الإسلام ج ۱ ص ۲۳۵، عنه في البحار ج ۸۱ ص ۳۷۴ ح ۲۴.

(۱) في المصدر: الجنائز.

۲ - فقه الرضا عليه‌السلام ص ۲۰، عنه في البحار ج ۸۱ ص ۳۵۵.

٢٧٦

كان يصلي على الجنازة بعد العصر، ما كان (۱) في وقت الصلاة حتّى يصفارّ (۲) الشمس، فإذا اصفارّت لم يصلّ عليها، حتّى تغرب، وقال: لا بأس بالصلاة على الجنازة حين تغيب الشمس، وحين تطلع، إنّما هو استغفار ».

۱۹۵۸ / ۳ - كتاب علي بن جعفر: عن اخيه موسى عليه‌السلام قال: سألته عن الصلاة على الجنائز إذا احمّرت الشمس أتصلح ؟ قال: « لا صلاة الّا وقت صلاة، فإذا وجبت الشمس فصلّ المغرب، ثم صلّ على الجنازة ».

۱۹- ( باب جواز الصلاة على الجنازة بغير طهارة وكذا التكبير والتسبيح والتحميد والتهليل والدعاء واستحباب الوضوء لها أو التيمم )

۱۹۵۹ / ۱ - فقه الرضا عليه‌السلام: « ولا بأس أن يصلي الجنب على الجنازة والرجل على غير وضوء ».

۱۹۶۰ / ۲ - دعائم الإسلام: عن علي (۱) عليه‌السلام انه سئل عن

______________

(۱) في المصدر: كانوا.

(۲) اصفرّ واصفارّ الشئ: صار أصفر، واصفارّت الشمس كناية عن اقترابها: من الغروب. (لسان العرب - صفر - ج ۴ ص ۴۶۰).

۳ - قرب الاسناد ص ۹۹، وعنه في البحار ج ۸۱ ص ۳۸۶ ح ۴۹.

الباب - ۱۹

۱ - فقه الرضا عليه‌السلام ص ۱۹، عنه في البحار ج ۸۱ ص ۳۵۲ ح ۲۳.

۲ - دعائم الإسلام ج ۱ ص ۲۳۶، عنه في البحار ج ۸۱ ص ۳۷۴ ح ۲۴.

(۱) في المصدر: عن جعفر بن محمّد عليه‌السلام ، وفي البحار: عن علي عليه‌السلام.

٢٧٧

الرجل يحضر الجنازة وهو على غير وضوء ولا يجد الماء؟ قال: « يتيمم ويصلى عليها إذا خاف أن تفوته ».

۲۰- ( باب جواز أن تصلي الحائض والجنب على الجنازة، واستحباب التيمم لهما وانفراد الحائض في الصف )

۱۹۶۱ / ۱ - فقه الرضا عليه‌السلام: « ولا بأس أن يصلي الجنب على الجنازة والرجل على غير وضوء والحائض، الا ان الحائض تقف ناحية ولا تخلط بالرجال، وان كنت جنباً وتقدمت للصلاة عليها فتيمم أو توضأ وصل عليها ».

۱۹۶۲ / ۲ - الصدوق في المقنع: ولا بأس ان يصلّي الجنب والحائض على الجنازة، الا أن الحائض تقف ناحية ولا تختلط بالرجال.

۲۱- ( باب أنه يصلي على الجنازة أولى الناس بها أو من يأمره، وحكم حضور الإمام )

۱۹۶۳ / ۱ - فقه الرضا عليه‌السلام: « واعلم ان أولى الناس بالصلاة على الميت الولي أو من قدّمه الولي، فإذا (۱) كان في القوم رجل من بني هاشم فهو أحق بالصلاة إذا قدمه الولي، فان تقدم من غير أن يقدمه الولي فهو الغاصب (۲) ».

______________

الباب - ۲۰

۱ - فقه الرضا عليه‌السلام ص ۱۹، عنه في البحار ج ۸۱ ص ۳۵۲ ح ۲۳

۲ - المقنع ص ۲۱.

الباب - ۲۱

۱ - فقه الرضا عليه‌السلام ص ۱۹، عنه في البحار ج ۸۱ ص ۳۵۲ ح ۲۳.

(۱) في المصدر: فإن.

(۲) في المصدر: غاصب.

٢٧٨

۱۹۶۴ / ۲ - الجعفريات: أخبرنا عبدالله بن محمّد قال: أخبرنا محمّد بن محمّد قال: حدّثني موسى بن اسماعيل قال: حدّثنا ابي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه علي بن الحسين، عن أبيه قال: قال علي بن أبي طالب عليهما‌السلام: « إذا حضر سلطان جنازة فهو أحق بالصلاة عليها ».

۱۹۶۵ / ۳ - وبهذا الاسناد: قال: قال علي عليه‌السلام: « الوالي احق بالجنازة من وليها ».

۱۹۶۶ / ۴ - وبهذا الاسناد: عن جعفر بن محمّد، عن ابيه عليه‌السلام: لما توفيت ام كلثوم بنت علي بن ابي طالب عليه‌السلام، خرج مروان بن الحكم - وهو امير يومئذ على المدينة - فقال الحسين بن علي عليهما‌السلام: « لو لا السنة ما تركته يصلي عليها » (۱).

۱۹۶۷ / ۵ - دعائم الإسلام: عن علي عليه‌السلام انه قال: « إذا حضر السلطان الجنازة، فهو احق بالصلاة عليها من وليها ».

۱۹۶۸ / ۶ - الصدوق في المقنع: واعلم ان اولى من يتقدم للصلاة على

______________

۲ - الجعفريات ص ۲۰۹.

۳ - الجعفريات ص ۲۱۰.

۴ - المصدر السابق ص ۲۱۰.

(۱) يستفاد من هذا الحديث، بعد ثبوته وصحته، أن الإمام اراد ان يقول: بأن مروان ليس اهلاً لكل شئ حتّى للصلاة على الميت لولا السنة.

وهناك العديد من اهل السير والتاريخ يرى اتحادها مع ام كلثوم بنت أميرالمؤمنين المعروفة بالصغرى والتي حضرت واقعة الطف واسرت مع بقية العيال والاطفال وذكروا لها خطبة في الكوفة قبالاتحاد يترك الحديث.

۵ - دعائم الإسلام ج ۱ ص ۲۳۵، عنه في البحار ج ۸۱ ص ۳۷۴ ح ۲۴.

۶ - المقنع ص ۲۰.

٢٧٩

الجنازة من يقدمه ولي الميت، وإذا كان في القوم رجل من بني هاشم، فهو احق بالصلاة عليه، إذا قدمه ولي الميت، فان تقدم من غير ان يقدمه الولي فهو غاصب.

۲۲- ( باب أن الزوج أولى بالمرأة من جميع أقاربها، حتّى الأخ والولد والأب )

۱۹۶۹ / ۱ - الصدوق في الخصال: عن احمد بن الحسن القطان، عن الحسن بن علي العسكري، عن ابي عبدالله محمّد بن زكريا البصري، عن جعفر بن محمّد بن عمارة، عن ابيه، عن جابر بن يزيد الجعفي قال: سمعت ابا جعفر محمّد بن علي الباقر عليهما‌السلام يقول: « احق الناس بالصلاة عليها إذا ماتت زوجها ».

۱۹۷۰ / ۲ - دعائم الإسلام: عن علي عليه‌السلام، انه سئل عن رجل توفيت امرأته، ايصلي عليها ؟ قال: « عصبتها اولى بذلك منه ».

قلت: حمل الشيخ ما دل على ذلك، على التقية لموافقته للعامة، وهوفي محله.

______________

الباب - ۲۲

۱ - الخصال ج ۲ ص ۵۸۷.

۲ - دعائم الإسلام ج ۱ ص ۲۳۵.

٢٨٠

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

قال الطبري في تاريخه : زعموا أن الحسن البصري لما بلغه قتل حجر وأصحابه ، قال: صلّوا عليهم وكفنّوهم واستقبلوا بهم القبلة؟. قالوا : نعم. قال : حجّوهم وربّ الكعبة.

وذكر كثير من أهل الأخبار أن معاوية لما حضرته الوفاة ، جعل يغرغر بالموت ، ويقول : إن يومي منك يا حجر بن عدي لطويل.

(أقول) : ولكن هيهات ينفع الندم.

ترجمة حجر بن عدي

(الدرجات الرفيعة للسيد علي خان ، ص ٤٢٣)

هو حجر بن عديّ بن معاوية بن جبلة بن الأدبر الكندي. يكنى أبا عبد الرحمن ، ويسمى حجر الخير.

قال ابن عبد البرّ في (الإستيعاب) : كان حجر من فضلاء الصحابة ، شجاعا من المقدمين.

وقال غيره : كان من الأبدال ، وكان صاحب راية النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . وهو بعد من الرؤساء والزهاد. وشهد القادسية ، وهو الّذي فتح مرج عذراء. ومحبته وإخلاصه لأمير المؤمنينعليه‌السلام أشهر من أن تذكر. وكان على كندة يوم صفين ، وعلى الميسرة يوم النهروان.

وفي (أعلام الزركلي) : وسكن الكوفة إلى أن قدم زياد ابن أبيه واليا عليها ، فدعا به زياد فجاءه ، فحذّره من الخروج على بني أمية. فما لبث أن عرفت عنه الدعوة إلى مناوأتهم والاشتغال في السرّ بالقيام عليهم. فجيء به إلى دمشق ، فأمر معاوية بقتله بعد أن أعطاه الأمان ، فقتل في مرج عذراء (من قرى دمشق) مع أصحاب له.

٣٩٣ ـ إثارة مروان بن الحكم الفتنة بين معاوية والحسينعليه‌السلام :

(مناقب ابن شهراشوب ، ج ٤ ص ٥١ ط إيران)

روى الكلبي أن مروان بن الحكم قال يوما للحسينعليه‌السلام : لو لا فخركم بفاطمة

٣٦١

بم كنتم تفخرون علينا؟. فوثب الحسين (وكان شديد القبضة) فقبض على حلقه فعصره ، ولوى عمامته على عنقه حتّى غشي عليه ، ثم تركه.

وأقبل الحسينعليه‌السلام على جماعة من قريش ، فقال : أنشدتكم الله إلا صدّقتموني إن صدقت. أتعلمون أن في الأرض حبيبين كانا أحبّ إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مني ومن أخي؟. أو على ظهر الأرض ابن بنت نبي غيري وغير أخي؟. قالوا : الله م لا.قال : وإني لا أعلم أن في الأرض ملعون ابن ملعون غير هذا وأبيه ، طريد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . والله ما بين جابرسا وجابلقا [مدينتان إحداهما بباب المشرق والأخرى بباب المغرب] رجلان ممن ينتحل الإسلام أعدى لله ولرسوله ولأهل بيته منك ومن أبيك إذ كان ، وعلامة قولي فيك أنك إذا غضبت سقط رداؤك عن منكبك!.

قال : فو الله ما قام مروان من مجلسه حتّى غضب ، فانتفض وسقط رداؤه عن عاتقه.

٣٩٤ ـ دعايات مفتعلة :

شعر معاوية أن الأمة بكافة فصائلها تقدّم الإمام الحسينعليه‌السلام ، باعتباره الحاكم الّذي يلي الخلافة بعد هلاك معاوية وبدون منافس. وذلك لشياع ذكره في الأمصار وعلى كل لسان. فهم كانوا لا يشكّون بأن الخلافة سوف تؤول إليه بعد هلاك معاوية. لذلك بدأ معاوية يختلق القصص المنقولة عن بعض الوشّائين والنمّامين ، بأن الحسينعليه‌السلام يفكر في الخروج عليه. لذلك كتب معاوية للحسينعليه‌السلام كتابا يذكّره فيه بعهده وصلحه.

٣٩٥ ـ كتاب معاوية للحسينعليه‌السلام يتهمه فيه بالفتنة وشقّ عصا الطاعة ، ويتوعده بالبطش به :

(ذكرى الحسين للشيخ حبيب آل إبراهيم ، ج ٨ ص ١٣١)

قال السيد علي جلال الحسيني في كتابه (الحسين) ج ١ ص ١٦٤ :

روى ابن قتيبة في (الإمامة والسياسة) ج ١ ص ٢٨٤ وما بعدها ، وأبو عمرو محمّد بن عمر الكشي في (معرفة أخبار الرجال) ، وأبو جعفر الطوسي في (اختيار الرجال) طبع بومبي ص ٣٢ وما بعدها ؛ أن معاوية كتب إلى الحسينعليه‌السلام :

أما بعد ، فقد انتهت إليّ أمور عنك ، إن كانت حقا فقد أظنك تركتها رغبة فدعها ، ولعمر الله إنّ من أعطى الله عهده وميثاقه لجدير بالوفاء ، وإن أحقّ الناس بالوفاء لمن

٣٦٢

أعطى بيعته ، من كان مثلك في خطرك وشرفك ومنزلتك التي أنزلك الله بها. وإن كان الّذي بلغني باطلا ، فإنك أنت أعدل الناس لذلك ، وحظّ نفسك فاذكر ، وبعهد الله أوف!. فإنك متى تنكرني أنكرك ، ومتى تكدني أكدك. فاتّق شقّ عصا هذه الأمة ، وأن يردّهم الله على يديك في فتنة ، فقد عرفت الناس وبلوتهم ، فانظر لنفسك ولدينك ولأمة محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ولا يستخفّنك السفهاء والذين لا يعلمون.

٣٩٦ ـ ردّ الحسينعليه‌السلام على كتاب معاوية ، وبيان بعض أعماله ونقضه للعهد:

(المصدر السابق ، ص ١٣٢)

فلما وصل الكتاب إلى الحسين رضي الله عنه ، كتب إليه :

أما بعد ، فقد بلغني كتابك تذكر فيه أنه انتهت إليك عني أمور أنت لي عنها راغب ، وأنا بغيرها عندك جدير ، وإن الحسنات لا يهدي لها ولا يسدد إليها إلا الله تعالى. وأما ما ذكرت أنه رقى إليك عني ، فإنه إنما رقاه إليك الملّاقون المشّاؤون بالنميمة ، المفرّقون بين الجمع ، وكذب الغاوون. واعلم بأني ما أردت لك حربا ولا عليك خلافا ، وإني لأخشى الله في ترك ذلك منك ، ومن الإعذار فيه إليك ، وإلى أوليائك القاسطين (الجائرين) الملحدين ، حزب الظلمة وأولياء الشيطان.

ألست القاتل حجر بن عدي أخا كندة ، وأصحابه المصلّين العابدين الذين كانوا ينكرون الظلم ويستعظمون البدع ، ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ، ولا يخافون في الله لومة لائم؟ ثم قتلتهم ظلما وعدوانا ، من بعد ما أعطيتهم الأيمان المغلظّة والمواثيق المؤكدة ، جرأة على الله واستخفافا بعهده.

أولست قاتل عمرو بن الحمق صاحب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، العبد الصالح الّذي أبلته العبادة ، فنحل جسمه واصفر لونه؟. فقتلته بعد ما أمنّته وأعطيته من العهود ما لو فهمته (الوعول) لنزلت من رؤوس الجبال.

أولست بمدّع (زياد بن سمية) المولود على فراش (عبيد) عبد ثقيف؟. فزعمت أنه ابن أبيك ، وقد قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «الولد للفراش وللعاهر الحجر». فتركت سنّة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم تعمدا ، واتبعت هواك بغير هدى من الله. ثم سلطّته على أهل الإسلام يقتلهم ويقطع أيديهم وأرجلهم ويسمل عيونهم ويصلبهم على جذوع النخل ، كأنك لست من هذه الأمة وليسوا منك.

٣٦٣

أولست قاتل الحضرمي الّذي كتب إليك فيه زياد بن سمية أنه على دين علي كرم الله وجهه ، فكتبت إليه أن اقتل كلّ من كان على دين عليعليه‌السلام ، فقتلهم ومثّل بهم بأمرك؟!.

وقلت فيما قلت : انظر لنفسك ولدينك ولأمة محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم واتق شقّ عصا هذه الأمة ، وأن تردّهم إلى فتنة. وإني لا أعلم فتنة أعظم على هذه الأمة من ولايتك عليها ، ولا أعظم نظرا لنفسي ولديني ولأمة محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أفضل من أن أجاهدك ، فإن فعلت فإنه قربة إلى الله ، وإن تركته فإني أستغفر الله لديني ، وأسأله توفيقه لإرشاد أمري.

وقلت فيما قلت : إني إن أنكرك تنكرني ، وإن أكدك تكدني ، فكدني ما بدا لك ، فإني أرجو أن لا يضرني كيدك ، وأن لا يكون على أحد أضرّ منه على نفسك ، لأنك قد ركبت جهلك ، وتحرّصت على نقض عهدك ، ولعمري ما وفيت بشرط. ولقد نقضت عهدك بقتل هؤلاء النفر الذين قتلتهم بعد الصلح والأيمان والعهود والمواثيق ، فقتلتهم من غير أن يكونوا قاتلوا وقتلوا ، ولم تفعل ذلك بهم إلا لذكرهم فضلنا وتعظيمهم حقنا ، فقتلتهم مخافة أمر ، لعلك لولم تقتلهم متّ قبل أن يفعلوا ، أو ماتوا قبل أن يدركوا. فأبشر يا معاوية بالقصاص واستيقن بالحساب. واعلم أن لله تعالى كتابا لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ، وليس الله بناس لأخذك بالظنّة وقتلك أولياءه على التّهمة ، ونفيك لهم أولياءه من دورهم إلى دار الغربة ، وأخذك للناس ببيعة ابنك غلام حدث ، يشرب الشراب ويلعب بالكلاب. وما أراك إلا قد خسرت نفسك ، وتبّرت دينك ، وغششت رعيتك ، وأخربت أمانتك ، وسمعت مقالة السفيه الجاهل ، وأخفت الورع التقي ، والسلام.

فقال معاوية : إن أثرنا بأبي عبد الله إلا أسدا.

استخلاف معاوية ليزيد

٣٩٧ ـ عزم معاوية على البيعة ليزيد بعد وفاة الحسنعليه‌السلام :

(الاستيعاب لابن عبد البر ، ج ١ ص ٣٧٦)

وكان معاوية قد أشار بالبيعة ليزيد في حياة الحسنعليه‌السلام وعرّض بها ، بعد أن

٣٦٤

نكث بشروط صلحه مع الحسنعليه‌السلام ، ولكنه لم يكشفها ولا عزم عليها إلا بعد وفاة الحسنعليه‌السلام .

٣٩٨ ـ اعتماد معاوية على داهيتين :

(خطط الشام لمحمد كرد علي ، ج ١ ص ١٣٦)

ولما مات الحسنعليه‌السلام بعد أربعة أشهر من استيلائه على العراق ، صفا الجو لمعاوية وبايع له الناس. فملك العراق والحجاز ومصر ، وأجمعت القلوب على مبايعته طوعا أو كرها. وكان ممن مالأ معاوية على تحقيق رغائبه عمرو بن العاص ، قريبه وعامله على مصر ، والمغيرة بن شعبة عامله على الكوفة. وهما الداهيتان اللتان يقول فيهما الحسن البصري : إنهما أفسدا هذه الأمة ، لاحتيال الأول برفع المصاحف يوم صفين وتقرير التحكيم ، ولأن الثاني كان من الداعين لأخذ البيعة ليزيد.

٣٩٩ ـ المغيرة بن شعبة يشير على معاوية باستخلاف يزيد :

(تاريخ الخلفاء للسيوطي ، ص ٢٠٥)

قال الحسن البصري : أفسد أمر الناس اثنان : عمرو بن العاص ، يوم أشار على معاوية برفع المصاحف فحملت ، ونال من القراء ، فحكمّ الخوارج ، فلا يزال هذا التحكيم إلى يوم القيامة.

والمغيرة بن شعبة ، فإنه كان عامل معاوية على الكوفة ، فكتب إليه معاوية : إذا قرأت كتابي فأقبل معزولا ، فأبطأ عنه. فلما ورد عليه قال : ما أبطأ بك؟. قال :أمر كنت أوطّئه وأهيّئه!. قال : وما هو؟. قال : البيعة ليزيد من بعدك. قال : أوقد فعلت؟. قال : نعم. قال : ارجع إلى عملك!.

فلما خرج قال له أصحابه : ما وراءك؟. قال : وضعت رجل معاوية في غرز غيّ ، لا يزال فيه إلى يوم القيامة.

قال الحسن البصري : فمن أجل ذلك بايع هؤلاء لأبنائهم ، ولو لا ذلك لكانت شورى إلى يوم القيامة.

٤٠٠ ـ البيعة ليزيد :(العقد الفريد لابن عبد ربه ، ج ٤ ص ٣٠٢)

روى أبو الحسن المدائني قال : لما مات زياد بن أبيه سنة ٥٣ ه‍ ، أظهر معاوية عهدا مفتعلا ، فقرأه على الناس ، فيه عقد الولاية ليزيد بعده فلم يزل يروّض الناس لبيعته سبع سنين

٣٦٥

فلما كانت سنة خمس وخمسين كتب معاوية إلى سائر الأمصار أن يفدوا عليه.فوفد عليه من كل مصر قوم. وكان فيمن وفد عليه من البصرة الأحنف بن قيس. ثم جلس معاوية في أصحابه ، وأذن للوفود فدخلوا عليه. وقد تقدّم إلى أصحابه أن يقولوا في يزيد. فأول من تكلم الضحاك بن قيس الخ.

٤٠١ ـ كلام الأحنف بن قيس في يزيد وبيعته :

(المصدر السابق)

ثم تكلم الأحنف بن قيس ، فقال : يا أمير المؤمنين ، أنت أعلم بيزيد ، في ليله ونهاره ، وسرّه وعلانيته ، ومدخله ومخرجه. فإن كنت تعلمه لله رضا ولهذه الأمة فلا تشاور الناس فيه ، وإن كنت تعلم منه غير ذلك فلا تزوّده الدنيا وأنت تذهب إلى الآخرة.

٤٠٢ ـ خطبة مروان في مسجد المدينة يدعو إلى يزيد :

(مقتل الحسين للخوارزمي ، ج ١ ص ١٧١)

أخبرنا سيد الحفّاظ أبو منصور شهردار بن شيرويه الديلمي حدثنا من أدرك مروان بن الحكم ، أنه خطب الناس على المنبر ليدعو إلى يزيد بن معاوية [وكان والي معاوية على المدينة]. فقام عبد الرحمن بن أبي بكر الصدّيق ، فجلس على قوائم المنبر ، فقال : لا ، ولا نعمة عين لك ، أدين الهرقليّة [نسبة إلى هرقل ملك الروم] ، كلما ذهب واحد جاء آخر؟. هلك أبو بكر فترك ولدا هم أطيب وأكثر من ولد معاوية ، ثم نحّاها عنهم وجعلها في رجل من بني عديّ بن كعب. ثم هلك عمر ابن الخطاب فترك ولدا هم أطيب وأكثر من ولد معاوية ، فنحّاها عنهم وجعلها شورى بين الناس.

(قال) : وقالت عائشة : يا مروان ، أما والله إنكم للشجرة الملعونة التي ذكر الله في القرآن.

رواية أخرى للخطبة : (الفتوح لابن أعثم ، ج ٥ ص ١٧١)

وذكر هذه القصة أحمد بن أعثم الكوفي في تاريخه أطول من هذه.

قال : كتب معاوية إلى مروان بن الحكم يأمره أن يدعو الناس إلى بيعة يزيد ، ويخبره في كتابه أن أهل مصر والشام والعراق قد بايعوا.

٣٦٦

فأرسل مروان إلى وجوه أهل المدينة ، فجمعهم في المسجد الأعظم. ثم صعد المنبر ، فحمد الله وأثنى عليه ، وذكر الطاعة وحضّ عليها ، وذكر الفتنة وحذّر منها.

ثم قال في بعض كلامه : أيها الناس إن أمير المؤمنين قد كبر سنّه ، ودقّ عظمه ، ورقّ جلده ، وخشي الفتنة من بعده. وقد أراه الله رأيا حسنا ، وقد أراد أن يختار لكم وليّ عهد ، يكون لكم من بعده مفزعا ، يجمع الله به الألفة ويحقن به الدماء ، وأراد أن يكون ذلك عن مشورة منكم وتراض ، فماذا تقولون؟.

(قال) فقال الناس من كل جانب : إنا مانكره ذلك إذا كان رضا. فقال مروان :فإنه قد اختار لكم الرضا الّذي يسير بسيرة الخلفاء الراشدين المهديين ، وهو ابنه (يزيد). قال : فسكت الناس.

وتكلم عبد الرحمن بن أبي بكر ، فقال : كذبت والله ، وكذب من أمّرك بهذا.والله ما (يزيد) بمختار ولا رضا ، ولكنكم تريدون أن تجعلوها هرقلية في يزيد الخمور ، يزيد القرود ، يزيد الفهود.

فقال مروان : إن هذا المتكلم هو الّذي أنزل الله فيه :( وَالَّذِي قالَ لِوالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُما ) [الأحقاف : ١٧].

(قال) فغضب عبد الرحمن ، وقال : يابن الزرقاء! أفينا تتأوّل القرآن ، وأنت الطريد ابن الطريد!. ثم بادر إليه فأخذ برجليه ، وقال : انزل يا عدوّ الله عن منبر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فليس مثلك من يتكلم [بهذا] على أعواده.

قال : فضجّت بنو أمية في المسجد. وبلغ ذلك عائشة فخرجت من منزلها متلفّعة بملاءة لها ، ومعها نسوة من قريش ، حتّى دخلت المسجد. فلما نظر إليها مروان كأنه فزع من ذلك ، فقال : سألتك بالله يا أم المؤمنين إن قلت إلا حقا. فقالت عائشة : لا أقول إلا حقا. أشهد لقد لعن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أباك ولعنك ، فأنت فضض من لعنة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وأنت الطريد ابن الطريد. أتكلّم أخي عبد الرحمن بما تكلمه!.فسكت مروان ولم يردّ عليها شيئا ، [ورجعت عائشة إلى منزلها] وتفرّق الناس.

٤٠٣ ـ عزل مروان بن الحكم عن المدينة :

ذكر الدينوري في (الإمامة والسياسة) ص ١٧٥ : أن معاوية بعد وفاة الإمام الحسنعليه‌السلام وتولية يزيد ، بعث إلى مروان وكان عامله على المدينة ، يطلب منه أخذ البيعة ليزيد من أهل المدينة ، فحاول مروان ذلك فلم يستطع. فبعث إلى معاوية

٣٦٧

بعدم تجاوب أهل المدينة معه. فعزله ، وعيّن مكانه سعيد بن العاص ، وهو جلف قاس ، فأظهر الغلظة ، وأخذهم بالعزم والشدة. ثم قدم معاوية بنفسه إلى المدينة.

ترجمة مروان بن الحكم

[وأبيه الحكم بن أبي العاص]

هو أبو الحكم ، مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية.

قال الذهبي في (العبر في خبر من غبر) ج ١ ص ٧١ :

وكان مروان كاتب السرّ لابن عمه عثمان ، وبسببه جرى على عثمان ما جرى. وكان قصيرا ، كبير الرأس واللحية ، دقيق الرقبة ، أوقص ، أحمر الوجه. يلقّب : خيط باطل ، لدقّة عنقه. عاش ثلاثا وستين سنة.

وقال البلاذري في (أنساب الأشراف) ج ٥ ص ١٢٥ طبعة أنيقة : وكان والده الحكم مغموصا عليه في إسلامه ، وكان إظهاره الإسلام في يوم فتح مكة ، فكان يمرّ خلف رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فيخلج بأنفه ويغمز بعينيه ، فبقي على ذلك التخليج وأصابته خبلة.

وكان الحكم يفشي أحاديث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فلعنه وسيّره إلى الطائف مع بنيه ، وقال : لا يساكنّي. فلم يزالوا طرداء حتّى ردّهم عثمان ، فكان ذلك مما نقم فيه عليه.

عن أبي هريرة (قال) قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «رأيت في النوم بني الحكم بن أبي العاص ينزون على منبري كما تنزو القردة «فأصبح كالمتغيّظ. فما رؤي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مستجمعا ضاحكا بعد ذلك حتّى مات (راجع مقتل الخوارزمي ، ج ١ ص ١٧٣).

وقال البلاذري في (أنساب الأشراف) : حدثنا روح بن عبد المؤمن المقري عن عمرو بن مرة الجهني ، قال : استأذن الحكم بن أبي العاص على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال : «ائذنوا له لعنة الله عليه ، وعلى من يخرج من صلبه ، إلا المؤمنين وقليل ما هم ، يشرفون في الدنيا ، ويتّضعون في الآخرة».

٣٦٨

وكانت أم مروان صفية ، ويقال الصعبة بنت أبي طلحة ، وأمها مارية بنت موهب كندية ، وهي الزرقاء التي يعيّرون بها ، فيقال : بنو الزرقاء. وكان موهب قينا (أي عبدا).

وفي (أخبار الدول) للقرماني ، ص ١٣٢ :

روى الحاكم في كتاب (الفتن والملاحم) من المستدرك عن عبد الرحمن بن عوف ، أنه قال : كان لا يولد لأحد ولد إلا أتي به إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فيدعو له. فأدخل عليه مروان بن الحكم ، فقال : «هذا الوزغ ابن الوزغ ، الملعون ابن الملعون».

ثم روى الحاكم عن عمرو بن مرة الجهني ، قال : إن الحكم بن أبي العاص استأذن على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فعرف صوته ، فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :

«ائذنوا له لعنة الله عليه ذو مكر وخديعة. يعطون في الدنيا ، وما لهم في الآخرة من خلاق».

٤٠٤ ـ جملة من أعمال مروان المشينة :

(شذرات الذهب لابن عماد الحنبلي ، ص ٦٩)

ذكر الذهبي وابن عبد البر وغيرهما شيئا من مخازي مروان ، منها : أنه أول من شقّ عصا المسلمين بلا شبهة. وقتل النعمان بن بشير ، أول مولود من الأنصار في الإسلام. وخرج على ابن الزبير بعد أن بايعه على الطاعة. وقتل طلحة بن عبيد الله يوم الجمل (غيلة من خلفه).

٤٠٥ ـ الغدر صفة متأصلة في مروان :

(نهج البلاغة ، خطبة رقم ٧١)

ومما يثبت أن صفة الغدر متأصلة في مروان ، أنه لما أخذ أسيرا يوم الجمل ، استشفع الحسن والحسينعليهما‌السلام إلى الإمامعليه‌السلام في أن يطلق سراحه ، فخلّى سبيله. فقالا لأبيهما : أتحبّ أن يبايعك يا أمير المؤمنين؟. فقالعليه‌السلام : أولم يبايعني بعد قتل عثمان؟ لا حاجة لي في بيعته ، إنها كفّ يهودية ، لو بايعني بكفّه

٣٦٩

لغدر بسبته (أي إسته). أما إنّ له إمرة كلعقة الكلب أنفه. وهو أبو الأكبش الأربعة ، وستلقى الأمة منه ومن ولده يوما أحمر [يقصد بالأكبش الأربعة أولاد عبد الملك بن مروان وهم : الوليد وسليمان ويزيد وهشام].

٤٠٦ ـ هلاك مروان بن الحكم :

روى الواقدي كما في (تاريخ الطبري) ج ٢ ص ٥٧٦ قال :

تزوج مروان أرملة يزيد وهي (فاختة). وكان زواجه منها أشبه بأخذ الميراث ، منه بأن يكون زواجا ومصاهرة. وقد آلم ذلك نفس خالد بن يزيد ، الّذي أصبح في حجره. وكان مروان لا يألو جهدا في إسقاط خالد من أعين الناس ، وأخيرا حرمه مما كان قد وعده به في (الجابية) من أن تكون له الخلافة بعده.

فما كان من فاختة إلا أن انتقمت لابنها خالد من غدر مروان ، فغطّته بالوسادة وهو في سريره ، حتّى قتلته.

وقال الذهبي في (دول الإسلام) :

فلم يلبث أن وثبت عليه زوجته لكونه شتمها ، فوضعت على وجهه مخدّة كبيرة وهو نائم ، وقعدت هي وجواريها فوقها ، حتّى مات.

وقال البلاذري في (أنساب الأشراف) ص ١٥٩ طبع ليدن :

غدر مروان بخالد بن يزيد بن معاوية فيما وعده من ولاية العهد ، وأمه فاختة.ودخل عليه خالد على مرحلة من دمشق ، فقال له مروان : ما أدخلك عليّ في هذا الوقت يابن الرطبة؟!. فقال خالد : أمين مختبر ، أبعدها الله وأسحقها. وأتى أمه فأخبرها بما قال مروان. فقالت له : لن تسمع منه مثلها أبدا. ودخل مروان على أم خالد فتركته حتّى نام ، ثم عمدت إلى مرفقة محشوة ريشا فجعلتها على وجهه ، وجلست وجواريها عليها حتّى مات غمّا. ثم صرخت وجواريها وولولن وقلن :مات أمير المؤمنين بالفجأة.

وقال المسعودي في (مروج الذهب) ج ٣ ص ٩٨ :

فمنهم من رأى أنها وضعت على نفسه وسادة وقعدت فوقها مع جواريها حتّى مات. ومنهم من رأى أنها أعدت له لبنا مسموما ، فلما دخل عليها ناولته إياه فشرب. فلما استقر في جوفه وقع يجود بنفسه وأمسك لسانه. فحضره عبد الملك وغيره من ولده ، فجعل مروان يشير إلى أم خالد ، يخبرهم أنها قتلته ، وأم خالد

٣٧٠

تقول : بأبي وأمي أنت ، حتّى عند النزع لم تشتغل عني ؛ إنه يوصيكم بي حتّى هلك.

٤٠٧ ـ معاوية ينقض عهوده ويحاول تولية يزيد :

(مختصر تاريخ العرب لسيد أمير علي ، ص ٧٢)

ولكي يضمن معاوية الخلافة لابنه يزيد ، لم يتردد قط في نكث العهود مع الحسين ابن عليعليهما‌السلام .

وقد كان الصلح المعقود بين الحسنعليه‌السلام ومعاوية ينص على الاعتراف بحق الحسينعليه‌السلام في الخلافة ، ولكن معاوية نقض العهد ، وأخذ لابنه البيعة. فحنق الحسينعليه‌السلام ، وزاد في حنقه فساد يزيد ، فلم يعترف قط بطاغية الشام.

وفي (عمدة الطالب في أنساب أبي طالب) ص ١٨٠ ط نجف :

وكان معاوية قد نقض شرط الحسن بن عليعليه‌السلام بعد موته ، وبايع لابنه يزيد.وامتنع الحسينعليه‌السلام من بيعته. وأعمل معاوية الحيلة حتّى أوهم الناس أنه بايعه ، وبقي على ذلك حتّى مات معاوية.

٤٠٨ ـ قدوم معاوية إلى المدينة لأخذ البيعة ليزيد :

(ذكرى الحسين للشيخ حبيب آل إبراهيم ، ج ٨ ص ١٢٧)

روى ابن قتيبة في كتاب (الإمامة والسياسة) في قدوم معاوية إلى المدينة لأخذ البيعة لابنه يزيد ، أنه لما نزل المدينة دعا الحسينعليه‌السلام وعبد الله بن عباس رضي الله عنه إلى مجلس يضم خاصته. فلما استقرّ بهم المجلس ابتدأ معاوية فقال :

أما بعد ، فالحمد لله وليّ النعم ومنزل النقم ، وأشهد ألا إله إلا الله ، المتعالي عما يقول الملحدون علوا كبيرا ، وأن محمدا عبده المختص المبعوث إلى الجن والإنس كافة ، لينذرهم بقرآن لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، تنزيل من حكيم حميد. فأدّى عن الله وصدع بأمره ، وصبر على الأذى في جنبه ، حتّى وضح دين الله ، وأعزّ أولياءه ، وقمع المشركين ، وظهر أمر الله وهم كارهون. فمضى صلوات الله عليه ، وقد ترك من الدنيا ما بذل له ، واختار منها الترك لما سخّر له ، زهادة واختيارا لله ، وأنفة واقتدارا على الصبر ، بغيا لما يدوم ويبقى. فهذه صفة الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ثم خلفه رجلان محفوظان وثالث مشكوك ، وبين ذلك خوض طالما عالجناه ، مشاهدة ومكافحة ، ومعاينة وسماعا ، وما أعلم

٣٧١

منه فوق ما تعلمان. وقد كان أمر (يزيد) ما سبقتم إليه وإلى تجويزه ، وقد علم الله ما أحاول به من أمر الرعية ، من سدّ الخلل ولمّ الصدع بولاية يزيد ، بما أيقظ العين وأحمد الفعل. هذا معناي في (يزيد) ، وفيكما فضل القرابة ، وحظوة العلم ، وكمال المروءة ، وقد أصبت من ذلك عند يزيد على المناظرة والمقابلة ، ما أعياني مثله عندكما وعند غيركما ، ومع علمه بالسنة وقراءة القرآن ، والحلم الّذي يرجح بالصم الصلاب. وقد علمتما أن الرسول المحفوظ بعصمة الرسالة ، قدّم على الصدّيق والفاروق ومن دونهما من أكابر الصحابة وأوائل المهاجرين يوم غزوة السلاسل من لم يقارب القوم [يريد بذلك عمرو بن العاص] ، وفي رسول الله أسوة حسنة. فمهلا بني عبد المطلب ، فأنا وأنتم شعبا نفع وجد ، وما زلت أرجو الإنصاف في اجتماعكما ، فما يقول القائل إلا بفضل قولكما ، فردّا على ذي رحم مستعتب ، ما يحمد به البصيرة في عتابكما. وأستغفر الله لي ولكما.

٤٠٩ ـ ردّ الإمام الحسينعليه‌السلام على كلام معاوية :

(المصدر السابق ، ص ١٢٨)

قال : فتيسّر ابن عباس للكلام ونصب يده للمخاطبة ، فأشار إليه الحسينعليه‌السلام وقال : على رسلك ، فأنا المراد ، ونصيبي في التهمة أوفر. فأمسك ابن عباس.

فقام الحسينعليه‌السلام فحمد الله وصلّى على الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ثم قال :

أما بعد يا معاوية ، فلن يؤدّي القائل وإن أطنب في صفة الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من جميع جزءا ، وقد فهمت ما لبّست به الخلف بعد رسول الله من إيجاز الصفة ، والنكب عن استبلاغ البيعة. وهيهات هيهات يا معاوية ، فضح الصبح فحمة الدجى ، وبهرت الشمس أنوار السّرج ، ولقد فضّلت حتّى أفرطت ، واستأثرت حتّى أجحفت ، ومنعت حتّى بخلت ، وجرت حتّى جاوزت ، ما بذلت لذي حق من اسم حقه من نصيب ، حتّى أخذ الشيطان حظه الأوفر ونصيبه الأكمل. وفهمت ما ذكرته عن (يزيد) من اكتماله وسياسته لأمة محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . تريد أن توهم الناس في يزيد ، كأنك تصف محجوبا ، أو تنعت غائبا ، أو تخبر عما كان مما احتويته بعلم خاص ، وقد دلّ يزيد من نفسه على موقع رأيه ، فخذ ليزيد فيما أخذ به ، من استفزازه الكلاب المهارشة عند التحارش ، والحمام السّبّق لأترابهن ، والقينات ذوات المعازف وضروب الملاهي ، تجده ناصرا. ودع عنك ما تحاول ، فما أغناك أن تلقى الله بوزر

٣٧٢

هذا الخلق بأكثر مما أنت لاقيه ، فوالله ما برحت تقدح باطلا في جور ، وحتفا في ظلم ، حتّى ملأت الأسقية. وما بينك وبين الموت إلا غمضة ، فتقدم على عمل محفوظ ، في يوم مشهود ، ولات حين مناص.

ورأيتك عرّضت بنا بعد هذا الأمر ، ومنعتنا عن آبائنا تراثنا ، ولقد لعمر الله أورثنا الرسولعليه‌السلام ولادة ، وجئت لنا بما حججتم به القائم عند موت الرسول ، فأذعن للحجة بذلك ، وردّه الإيمان إلى النّصف ، فركبتم الأعاليل وفعلتم الأفاعيل ، وقلتم كان ويكون ، حتّى أتاك الأمر يا معاوية ، من طريق كان قصدها لغيرك ، فهناك فاعتبروا يا أولي الأبصار.

وذكرت قيادة الرجل القوم بعهد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وتأميره له وقد كان ذلك ، ولعمرو بن العاص فضيلة بصحبة الرسول وببيعته له ، وما صار لعمرو يومئذ حتّى أنف القوم إمرته ، وكرهوا تقديمه ، وعدوا عليه فعاله ، فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :

«لا جرم معشر المهاجرين لا يعمل عليكم بعد اليوم». فكيف تحتجّ بالمنسوخ من فعل الرسول في أوكد الأحوال وأولاها ، بالمجتمع عليه من الصواب؟. أم كيف ضاهيت بصاحب تابعا ، وحولك من يؤمن في صحبته ويعتمد في دينه وقرابته ، وتتخطاهم إلى مسرف مفتون؟. تريد أن تلبس الناس شبهة ، يسعد بها الباقي في دنياه ، وتشقى بها في آخرتك؟.( أَلا ذلِكَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِينُ ) وأستغفر الله لي ولكم.

٤١٠ ـ جرأة أبي قتادة الأنصاري على معاوية :

(أخبار الدول وآثار الأول للقرماني ، ص ١٢٩)

قال ابن أبي الدنيا : حجّ معاوية سنة إحدى وخمسين ، فلما قدم المدينة لقيه أبو قتادة الأنصاري. فقال له معاوية : تلقّاني الناس كلهم غيركم يا معشر الأنصار!.قال : لم يكن لنا دواب. قال : فأين النواضح؟. قال : عقرناها في طلبك وطلب أبيك يوم بدر. فسكت.

يقول القرماني : ولم نذكر في هذا الكتاب ما شجر بين معاوية وبين عليعليه‌السلام لما يتطرق للنفوس الضعيفة وأهل الأهواء من البغض لمعاوية رضي الله عنه.ونسكت عن حرب الصحابة ، فالذي جرى بينهم كان اجتهادا مجردا.

٣٧٣

تعليق على القرماني :

رغم احترامي للشيخ القرماني الدمشقي ، وثقتي بدينه وتقواه وتعظيمه لأهل البيتعليهم‌السلام ، إلا أن كلامه المتقدم لا يمكن السكوت عليه ، من عدة وجوه :

١ ـ يقول : إن ما شجر بين الصحابة الأولين هو من قبيل أن الواحد منهم قد اجتهد فأخطأ. وأقول : إن الخطأ في الاجتهاد مقبول بالنسبة لأهل العلم والذين قضوا حياتهم في الدين والفقه ، فهؤلاء بعد تحصيلهم كل هذه العلوم إذا اجتهدوا وصدف أن أخطؤوا فيمكن التجاوز عنهم. لكن هذا لا ينطبق على مثل مروان بن الحكم ومعاوية والحجاج وغيرهم. فمعاوية رجل ليس عنده أي رصيد من الدين ، وكل أعماله كانت صادرة من مصلحته الشخصية ، وهذا هو الّذي دعاه إلى تولية يزيد ، وهو يعلم أنه أفجر الناس أجمعين. فليس معاوية من الذين يجوز لهم الاجتهاد في أمور الدين أصلا ، حتّى نقول إنه اجتهد فأخطأ أو أصاب.

٢ ـ إن الاجتهاد الّذي يحتمل فيه الإصابة والخطأ ، هو الاجتهاد في الأمور المبهمة المشتبه فيها ، وليس في الأشياء الواضحة الثابتة مثل خلافة أمير المؤمنينعليه‌السلام . فكيف يجوز لأحد أن يجتهد فيها ، ويقول إنها صحيحة أو غير صحيحة بعد أن اجتمع المسلمون عليها. وهذا انطلاقا من كلام رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :«لا اجتهاد في موضع النص». فما عمله معاوية في عدم مبايعته للإمام عليعليه‌السلام وإراقته الدماء في سبيل ذلك ، هو ليس اجتهاد ، وإنما هو خروج كامل عن الدين والإسلام.

٣ ـ إن القرماني يقول : إن ما شجر بين الصحابة يلزم عدم ذكره بل ستره ، وإذا علمنا أن ما فعله معاوية وأمثاله من العمل على اقتتال المسلمين وإراقة دمائهم ، وبالتالي ضياع الإسلام تشتيت المسلمين ، هو يحصل في كل زمان ، ولا أحد يسكت عنه ، فكيف نسكت عن الأولين الذين هم كانوا أول من فتح باب الفتن والدماء على هذه الأمة ، وهم الذين سنّوا أساس الكفر والنفاق؟ إن هؤلاء أولى بالذكر والتعرية والإنكار ممن جاء بعدهم ، لقول النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «من سنّ سنّة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة».

٣٧٤

٤١١ ـ قصة عن مداهنة الناس لمعاوية لكسب الأموال :

(مرآة الجنان لليافعي ، ج ١ ص ١٤٦ ط ١)

روي أن معاوية لما نصّب ولده يزيد في ولاية العهد ، أقعده في قبة حمراء ، فجعل الناس يسلّمون على معاوية ، ثم يميلون إلى يزيد. حتّى جاء رجل ففعل ذلك ثم رجع إلى معاوية ، فقال : يا أمير المؤمنين لو لم تولّ هذا أمور المسلمين لأضعتها.والأحنف بن قيس جالس. فقال له معاوية : ما بالك لا تقول يا أبا بحر؟. فقال :أخاف الله إن كذبت ، وأخافكم إن صدقت. فقال معاوية [للرجل] : جزاك الله خيرا عن الطاعة ، وأمر له بألوف. فلما خرج لقيه ذلك الرجل ، فقال : يا أبا بحر إني لأعلم كذا وكذا وذمّ يزيد ، ولكنهم قد استوثقوا من هذه الأموال بالأبواب والأقفال ، فليس يطمع في استخراجها إلا بما سمعت. فقال الأحنف : إن ذا الوجهين خليق أن لا يكون عند الله وجيها.

٤١٢ ـ أيهما يخدع الآخر؟ :

يروى أنه لما ألزم معاوية الناس على البيعة ليزيد بولاية العهد ، بدأ الناس يتوافدون عليه جماعات لتهنئته وتقريظه. فخلا يزيد بأبيه يوما فقال له : يا أبت ، إني متعجب ما أدري أنحن نخدع الناس ، أم أن الناس يخدعوننا؟. فقال معاوية ليزيد قوله المشهور : يا بني ، من خادعته فتخادع لك ليخدعك ، فقد خدعته.

وهذا يبيّن أن كل أعمال معاوية هي خداع في خداع. ومن أوضح الأمثلة على هذا الخداع قصة أرينب بنت اسحق!.

قصة أرينب بنت اسحق

[التي تدل على كرم أخلاق مولانا الحسين]

[في مقابل دناءة أخلاق معاوية ويزيد]

تمهيد للقصة :

بعد أن ضرب معاوية على فخذه وهو يصلي في مسجد دمشق ، ونجا من الموت بأعجوبة ، جاءته الوفود إلى الشام تهنّئه بالصحة والسلامة. وكان من جملة من جاءه مسلّما واليه على العراق عبد الله بن سلّام ومعه زوجته (أرينب بنت اسحق) ذات

٣٧٥

الجمال الأخّاذ. وكان يزيد يجلس في إحدى شرفات قصر الخضراء حين رآها تدخل مع زوجها ، فهاج في صدره حبّ قديم وكان يعرفها من قبل ، فافتتن بها.

ثم إنه دخل على أبيه معاوية وقال له : لا بدّ لي من زواج (أرينب) مهما كلف الأمر. وبما أن يزيد هو الابن المدلل لأبيه ، والذي لا تردّ له حاجة ، عمل معاوية على تنفيذ رغبة ابنه ، ولو كان في ذلك المهانة والعار ، والدناءة وغضب الجبار.

٤١٣ ـ قصة أرينب بنت اسحق :

(الإتحاف بحب الإشراف للشبراوي ، ص ٢٠١ ـ ٢٠٩)

يقول الشيخ عبد الله الشبراوي الشافعي :

فمن مكارم أخلاق الإمام الحسينعليه‌السلام ما حكاه ابن بدرون في (شرح قصيدة ابن عبدون) من قصة أرينب بنت اسحق زوجة عبد الله بن سلّام القرشي. وكان عبد الله هذا واليا لمعاوية على العراق ، وكانت أرينب هذه من أجمل نساء وقتها وأحسنهن أدبا وأكثرهن مالا. وكان يزيد بن معاوية قد سمع بجمالها وبما هي عليه من الأدب وحسن الخلق والخلق ، ففتن بها ، فلما عيل صبره استراح في ذلك مع أحد خصيان معاوية ، وكان ذلك الخصي خاصّا بمعاوية واسمه رفيف ، فذكر رفيف ذلك لمعاوية ، وذكر شغفه بأرينب ، وأنه ضاق ذرعه بأمرها.

فبعث معاوية إلى يزيد فاستخبره من أمره ، فبثّ له شأنه ، فقال معاوية : مهلا يا يزيد!. قال : علام تأمرني بالمهل ، وقد انقطع منها الأمل. قال له معاوية : فأين حجاك ومروءتك؟. فقال له يزيد : قد عيل الصبر والحجى ، ولو كان أحد ينتفع به في الهوى ، لكان أولى الناس بالصبر عليه داود حين ابتلي به.

قال له : اكتم أمرك يا بني ، فإن البوح به غير نافعك ، والله بالغ أمره فيك ، ولا بدّ مما هو كائن.

وكانت أرينب بنت اسحق مثلا في أهل زمانها ، لجمالها وتمام كمالها وشرفها وكثرة مالها. فأخذ معاوية في الحيلة حتّى يبلغ يزيد رضاه فيها.

فكتب معاوية إلى (عبد الله بن سلّام) وكان استعمله على العراق ، أن أقبل حين تنظر في كتابي لأمر فيه حظك إنشاء الله ، ولا تتأخر عنه ، وجدّ السير.

وكان عند معاوية يومئذ بالشام أبو هريرة وأبو الدرداء صاحبا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .فلما قدم عليه عبد الله بن سلام الشام ، أمر معاوية أن ينزل منزلا قد هيأه له ، وأعدّ

٣٧٦

فيه منزله ، ثم قال لأبي هريرة وأبي الدرداء : إن الله قد قسم بين عباده نعما ، أوجب عليهم شكرها ، وحتم عليهم حفظها ، فحباني منهاعزوجل بأتم الشرف وأكرم الذكر ، وأوسع عليّ رزقه ، وجعلني راعي خلقه وأمينه في بلاده ، والحاكم في أمر عباده ، ليبلوني أأشكر أم أكفر. وأول ما ينبغي للعبد أن يفتقده وينظر فيه ، من استرعاه الله أمره ومن لا غنى له عنه. وقد بلغت لي ابنة [أي أدركت سن البلوغ] أريد إنكاحها ، وأنظر في اختيار من يباعلها ، لعل من يكون بعدي يقتدي فيه بهديي ، ويتّبع فيه أثري ، فإنه قد يبتزّ الملك بعدي ، من يغلب عليه ز هو الشيطان ، وتزيينه إلى تعطيل بناتهم ، فلا يردن لهن كفوا. وقد رضيت لابنتي عبد الله بن سلام القرشي ، لدينه وشرفه ومروءته وأدبه.

فقال أبو هريرة وأبو الدرداء : إن أولى الناس برعاية نعم الله وشكرها وطلب مرضاته فيما خصّه به أنت ، لأنك صاحب رسول الله وكاتبه وصهره. قال معاوية :فاذكرا ذلك عني لعبد الله ، وقد جعلت لها في نفسها شوري ، غير أني لأرجو أن لا تخرج من رأيي إنشاء الله تعالى.

فخرجا من عنده متوجهين إلى منزل عبد الله بن سلام بالذي قاله لهما معاوية.

ثم إن معاوية دخل على ابنته فقال لها : إذا دخل عليك أبو الدرداء وأبو هريرة ، وعرضا عليك أمر عبد الله بن سلّام وإنكاحي إياك منه ، وحضّاك إلى المسارعة إلى هواي ، فقولي لهما : عبد الله بن سلام كفؤ كريم وقريب حميم ، غير أن تحته أرينب بنت اسحق ، وأنا خائفة أن يعرض لي من الغيرة ما يعرض للنساء ، فأتناول منه ما يسخط الله فيه فيعذبني عليه ، ولست بفاعلة حتّى يفارقها.

فلما ذكر ذلك أبو هريرة وأبو الدرداء لعبد الله بن سلام ، وأعلماه بالذي أمرهما معاوية ، وأنهما جاءاه خاطبين!. قال لهما : نعم ، أنتما تعلمان رضاي بذلك وحرصي على صهارة أمير المؤمنين. فرجعا إلى معاوية وذكرا له ذلك. فقال : أنا راض بذلك وطالب له ، لكني قد أعلمتكما أني جعلت لها في نفسها شوري ، فادخلا عليها واعرضا عليها ما أحببته لها. فدخلا عليها وعرضا عليها ذلك ، فقالت كالذي قال لها أبوها.

فأعلما عبد الله بن سلام بذلك ، فلما ظن أنه لا يمنعها منه إلا بقاء أرينب عنده ، أشهدها على طلاقها ثلاثا ، وأرسلهما يعلمان بذلك معاوية وابنته. فأظهر معاوية

٣٧٧

كراهية لما فعله عبد الله بن سلام ، وقال : ما أحببت طلاق زوجته ولا استحسنته ، ولكن انصرفا في عافية. ثم عودا إلينا فإننا نسعى في رضاها ، ويكون ذلك إنشاء الله.

وكتب إلى يزيد يعلمه بما كان من طلاق عبد الله لزوجته أرينب بنت اسحق.

ثم عاد أبو هريرة وأبو الدرداء إلى معاوية ، فأمرهما بالدخول على ابنته وسؤالها رضاها ، تبرّيا من الأمر ، ونظرا في القدر. وقال : لم يكن لي أن أكرهها وقد جعلت لها الشورى في نفسها. فدخلا عليها وأعلماها بطلاق عبد الله بن سلام لزوجته أرينب ليسرّاها ، وذكرا من فضل عبد الله وكمال مروءته وكريم فخره. فقالت : جفّ القلم بما هو كائن ، وإنه في قريش لرفيع القدر ، وقد تعلمان أن التزويج جدّه جدّ وهزله جدّ ، والأناة في الأمور آمن لما يخاف فيها من المحذور ، وأن الأمور إذا جاءت خلاف الهوى بعد التأني فيها ، كان المرء بحسن العزاء خليقا ، وبالصبر عليها حقيقا. وإني سائلة عنه حتّى أعرف دخلة خبره ، ويتضح لي بالذي أريد علمه من أمره ، وإن كنت أعلم أن لا اختيار لأحدهما فيما هو كائن ، ومعلمتكما بالذي يزينه الله في أمره ، ولا قوة إلا بالله. قال الشيخان : وفقك الله وخار لك.

وتحدث الناس بالذي كان من طلاق عبد الله بن سلام امرأته ، وخطبته ابنة معاوية. واستحث عبد الله بن سلام الشيخين ، فأتياها ، فقالا لها : اصنعي ما أنت صانعة واستخيري الله ، فإنه يهدي من استهداه. قالت : أرجو والحمد لله أن يكون الله قد خار ، فإنه لا يكل إلى غيره من توكل عليه. وقد سألت عنه فوجدته غير ملائم ولا موافق لما أريد لنفسي ، مع اختلاف من استشرتهم فيه ، فمنهم الناهي عنه والآمر به ، واختلافهم أقل ما كرهت.

فلما بلغّاه كلامها ، علم أنه مخدوع. وقال متعزيا : ليس لأمر الله رادّ ، ولا لما بدّ منه صادّ ، فإن المرء وإن كمل له علمه واجتمع له عقله ، ليس بدافع عن نفسه قدرا برأي ولا كيد. ولعل ما سرّوا به لا يدوم لهم سروره ، ولا يدفع عنهم محذوره.

وشاع أمره وفشا في الناس ، وقالوا : خدعه معاوية حتّى طلقّ امرأته ، وإنما أرادها لابنه يزيد ، بئس ما صنع.

ولما انقضت أقراؤها (وهي العدّة) وجّه معاوية أبا الدرداء إلى العراق خاطبا لها على ابنه يزيد. فخرج حتّى قدمها ، وبها يومئذ الحسين بن عليعليهما‌السلام . فقال

٣٧٨

أبو الدرداء حين قدم العراق : ما ينبغي لذي نهى أن يبدأ بشيء غير زيارة الحسينعليه‌السلام سيد شباب أهل الجنة ، إذا دخل موضعا هو فيه ، فإذا أديت حقه ذهبت إلى ما جئت إليه.

مبادرة رائعة :

فلما رآه الحسينعليه‌السلام قام إليه وصافحه إجلالا لصحبته من جدهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ولموضعه من الإسلام. وقال له : ما أتى بك يا أبا الدرداء؟. قال : وجّهني معاوية خاطبا لابنه يزيد (أرينب بنت اسحق) فرأيت عليّ حقا أن لا أبدأ بشيء قبل السلام عليك. فشكر له الحسينعليه‌السلام ذلك وأثنى عليه. ثم قال : لقد كنت أردت نكاحها وعزمت على الإرسال إليها ، إذا انقضت أقراؤها ، فلم يمنعني من ذلك إلا تخيّر فعلك ، فقد أتى الله بك ، فاخطب رحمك الله لي وله [أي يزيد] التحري من تختاره منا ، وهي أمانة في عنقك حتّى تؤديها إليها ، واعطها من المهر مثل ما بذل لها معاوية عن ابنه. فقال : أفعل إنشاء الله.

فلما دخل أبو الدرداء على أرينب ، قال : أيتها المرأة ، إن الله خلق الأمور بقدرته ، وكوّنها بعزته ، فجعل لكل أمر قدرا ، ولكل قدر سببا ، فليس لأحد عن قدر الله مستخلص ، ولا للخروج من عمله مناص ، فكان ما سبق لك وقدّر عليك ، الّذي كان من فراق عبد الله بن سلام إياك ، ولعل ذلك لا يضرّك ، ويجعل الله فيه خيرا كثيرا. وقد خطبك أمير هذه الأمة وابن مليكها وولي عهده والخليفة من بعده : يزيد ابن معاوية ، والحسين ابن بنت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وابن أول من أقرّ به من أمته وسيد شباب أهل الجنة يوم القيامة. وقد بلغك سناهما وفضلهما ، وجئتك خاطبا لهما ، فاختاري أيهما شئت.

فسكتت طويلا ، ثم قالت : يا أبا الدرداء ، لو كان هذا الأمر جاءني وأنت غائب ، لأشخصت فيه الرسل إليك ، واتبعت فيه رأيك ولم أقتطعه دونك. فأما إذ كنت المرسل فيه ، فقد فوّضت أمري بعد الله إليك ، وجعلته في يديك ، فاختر لي أرضاهما لديك ، والله شاهد عليك ، فاقض في قصدي بالتحري ، ولا يصدّنك عن ذلك اتباع هوى ، فليس أمرهما عليك خفيّا ، ولست فيما طوّقتك غبيّا.

قال أبو الدرداء : أيتها المرأة إنما عليّ إعلامك ، وعليك الاختيار لنفسك.فقالت : عفا الله عنك ، إنما أنا بنت أخيك ومن لا غنى به عنك ، فلا تمنعك رهبة

٣٧٩

أحد من قول الحق فيما طوّقتك. فقد وجبت عليك إذا الأمانة فيما حمّلتك. والله خير من روعي وخيف ، إنه بنا خبير لطيف.

فلما لم يجد بدّا من القول والإشارة ، قال : أي بنيّة ، ابن بنت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أحبّ إليّ لك وأرضى عندي ، والله أعلم بخيرهما لك. وقد رأيت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم واضعا شفتيه على شفتي حسين ، فضعي شفتيك حيث وضع رسول الله شفتيه.قالت : قد اخترته ورضيته فتزوجها الإمام الحسين بن عليعليهما‌السلام وساق لها مهرا عظيما.

وبلغ معاوية الّذي كان من فعل أبي الدرداء في ذلك ، ونكاح الحسينعليه‌السلام إياها ، فتعاظمه جدا ولامه شديدا. وقال : من يرسل ذا بله وعمى ، يركب خلاف ما يهوى. وكان عبد الله بن سلام قد استودع أرينب قبل فراقها بدرات مملوءة درّا ، وكان ذلك أعظم ماله لديه وأحبه إليه. وقد كان معاوية اطّرحه وقطع عنه جميع روافده لسوء قوله فيه وتهمته أنه خدعه. فلم يزل يجفوه حتّى عيل صبره ، وقلّ ما في يديه ، ولام نفسه على المقام لديه. فرجع إلى العراق ، وهو يذكر ماله الّذي استودعه إياها ، ولا يدري كيف يصنع فيه ، وأنّى يصل إليه ، وهو يتوقع جحودها لسوء فعله بها ، وطلاقه إياها من غير شيء أنكره عليها.

ردّ الحقّ إلى أهله :

فلما قدم العراق لقي الحسينعليه‌السلام فسلّم عليه ، ثم قال له : قد عرفت ما كان من خبري وخبر أرينب. وكنت قبل فراقي إياها قد استودعتها مالا عظيما ، وكان الّذي كان ، ولم أقبضه ، ووالله ما أنكرت منها في طول صحبتها فتيلا ، ولا أظن بها إلا جميلا. فذاكرها أمري وحاضضها على ردّ مالي إليّ ، فإن الله يحسن إليك ذكرك ، ويجزل به أجرك. فسكت عنه.

ولما انصرف الحسينعليه‌السلام إلى أهله ، قال لها : قدم عبد الله بن سلام ، وهو يحسن الثناء عليك ويحمل النشر عنك ، في حسن صحبتك ، وما آنسه قديما من أمانتك ، فسرّني بذلك وأعجبني. وذكر أنه كان استودعك مالا ، فأدّي إليه أمانته ، وردّي عليه ماله ، فإنه لم يقل إلا صدقا ، ولم يطلب إلا حقا. قالت : صدق.استودعني مالا لا أدري ما هو ، وإنه لمطبوع عليه بخاتمه ، ما حوّل فيه شيء إلى يومه ، وها هو فادفعه إليه بطابعه. فأثنى عليها الحسينعليه‌السلام خيرا. وقال : أدخله عليك حتّى تبرئي إليه منه ، كما دفعه إليك.

٣٨٠

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

701

702

703

704

705

706

707

708

709

710

711

712

713

714

715

716

717

718

719

720

721

722

723

724

725

726

727

728

729

730

731

732

733

734

735