موسوعة كربلاء الجزء ١

موسوعة كربلاء 8%

موسوعة كربلاء مؤلف:
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 735

الجزء ١ الجزء ٢
  • البداية
  • السابق
  • 735 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 487401 / تحميل: 5757
الحجم الحجم الحجم
موسوعة كربلاء

موسوعة كربلاء الجزء ١

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

لقاء الحبيبين على يد بقية السبطين :

ثم لقي الحسينعليه‌السلام عبد الله ، فقال : ما أنكرت مالك ، وإنما زعمت أنه كما دفعته إليها بطابعك ، فادخل إليها واستوف مالك منها. قال عبد الله : أو تأمر من يدفعه إليّ. قال : لا ، حتّى تقبض مالك منها ، كما دفعته إليها ، وتبرئها منه إذا أدته إليك.

فلما دخل عليها عبد الله قال لها الحسينعليه‌السلام : هذا عبد الله بن سلام قد جاء يطلب وديعته ، فأدّي إليه أمانته. فأخرجت إليه البدر ، فوضعتها بين يديه ، وقالت :هذا مالك ، فشكر وأثنى. وخرج الحسينعليه‌السلام عنهما. وفضّ عبد الله خواتم بدره ، وحثا لها من ذلك الدرّ حثوات ، وقال : خذي هذا فهو قليل مني. فاستعبرا جميعا ، حتّى علت أصواتهما بالبكاء ، أسفا على ما ابتليا به.

فدخل الحسينعليه‌السلام عليهما وقد رقّ لهما للذي سمع منهما. فقال : أشهد الله أنها طالق. الله م إنك قد تعلم أني لم أستنكحها رغبة في مالها ولا جمالها ، ولكني أردت إرجاعها لبعلها ، فأوجب لي بذلك الأجر. ولم يأخذ شيئا مما ساقه لها من مهرها. فسألها عبد الله أن تصرف إلى الحسينعليه‌السلام ما كان ساق لها ، فأجابته إلى ذلك ، شكرا لما صنعه بها ، فلم يقبله الحسينعليه‌السلام ، وقال : الّذي أرجو عليه من الثواب خير وأولى.

فلما انقضت أقراؤها تزوجها عبد الله بن سلام ، وبقيا زوجين سعيدين إلى أن فرّق الموت بينهما

وباءت مكيدة معاوية وابنه يزيد بالفشل ، لأنها مكيدة غدر وضرر ، ونجحت مبادرة الحسينعليه‌السلام لأنها مبادرة برّ وخير ، وصدق من قال : «كلّ إناء ينضح بما فيه». فهذه كانت أخلاق آل أبي سفيان ، وتلك كانت أخلاق آل بيت محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

يقول السيد محسن الأمين في (المجالس السنيّة) ج ٣ ص ٧٣ بعد إيراد هذه القصة : ومن هذا وشبهه كانت الأحقاد تزداد في قلب يزيد على الحسينعليه‌السلام ، حتّى أظهر الشماتة والفرح يوم جيء إليه برأس الحسينعليه‌السلام .

٣٨١

مرض معاوية وهلاكه

٤١٤ ـ مرض معاوية ووصيته :

(معالي السبطين في أحوال السبطين للمازندراني ، ج ١ ص ١٢٣)

في (الناسخ) أن معاوية عاش ثمانين سنة. ولما تصرّمت أيامه ، وردت عليه كتب من أهل المدينة ، فوجد فيها رقعة مكتوب فيها :

إذا الرجال ولدت أولادها

واضطربت من كبر أعضادها

وجعلت أسقامها تعتادها

فهي زروع قد دنا حصادها

فقال معاوية : هذه الرقعة تهددني بالموت وتنعى إليّ نفسي. فما مضت إلا أيام قلائل حتّى ابتدأ به المرض والوجع.

قال المسعودي : إن معاوية دخل الحمّام في بدء علة كانت وفاته فيها ، فرأى نحول جسمه ، فبكى لفنائه وما قد أشرف عليه من الدثور الواقع بالخليقة ، وقال متمثّلا :

أرى الليالي أسرعت في نقضي

أخذن بعضي ، وتركن بعضي

حنين طولي وحنين عرضي

أقعدنني من بعد طول نهضي

فلما اشتدت علته وأيس من برئه ، أنشأ يقول :

فياليتني لم أعن في الملك ساعة

ولم أك في اللذات أعشى النواظر

وكنت كذي طمرين عاش ببلغة

من الدهر حتّى زار أهل المقابر

فلما مرض المرضة التي مات بها كان يبكي ، فقال له مروان : أتجزع من المرض؟. قال : لا بل أبكي وأجزع على نفسي مما ارتكبت ، وهو قتل حجر بن عدي وأصحابه ، وغصب عليعليه‌السلام حقه ومحاربتي معه ، وتوليتي يزيد على أمة محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

وكان معاوية في مرضه ربما اختلط في بعض الأوقات. فقال مرة : كم بيننا وبين الغوطة؟. فصاحت بنته : واحزناه! ثم مات.

وفي مخطوطة مصرع الحسين [مكتبة الأسد] ص ٣ :

وجاء في الخبر : أنه لما حضرت معاوية الوفاة دعا بولده يزيد ، وكان واليا على مدينة حمص ، استدعاه إلى دمشق ليوصيه.

٣٨٢

٤١٥ ـ وصية معاوية لابنه يزيد :(مقتل الخوارزمي ، ج ١ ص ١٧٤)

ثم قال معاوية ليزيد : إني من أجلك آثرت الدنيا على الآخرة ، ودفعت حق علي بن أبي طالب ، وحملت الوزر على ظهري ، وإني لخائف أنك لا تقبل وصيتي ، فتقتل خيار قومك ، ثم تغزو حرم ربك ، فتقتلهم بغير حق ، ثم يأتي الموت بغتة ، فلا دنيا أصبت ولا آخرة أدركت.

يا بنيّ إني جعلت هذا الملك مطعما لك ولولدك من بعدك ، وإني موصيك وصية فاقبلها ، فإنك تحمد عاقبتها ، وإنك بحمد الله صارم حازم.

انظر أن تثب على أعدائك كوثوب الهزبر البطل ، ولا تجبن كجبن الضعيف النّكل.

وفي (تذكرة الخواص) ص ٢٤٦ ط ٢ نجف :

فإني قد كفيتك الحلّ والترحال ، ووطّأت لك البلاد والرجال ، وأخضعت لك أعناق العرب. وإني لا أتخوّف عليك أن ينازعك هذا الأمر الّذي أسّست (استتبّ) لك ، إلا أربعة نفر من قريش : الحسين بن علي ، وعبد الله بن الزبير ، وعبد الله بن عمر ، وعبد الرحمن بن أبي بكر.

فأما ابن عمر ، فرجل قد وقذته (أي أنحلته) العبادة ، وإذا لم يبق أحد غيره بايعك.

وأما الحسين ، فإن أهل العراق لن يدعوه حتّى يخرجوه ، فإن خرج عليك فظفرت به ، فاصفح عنه ، فإن له رحما ماسّة وحقا عظيما.

وأما ابن أبي بكر ، فإنه ليست له همّة إلا في النساء واللهو ، فإذا رأى أصحابه قد صنعوا شيئا صنع مثله.

وأما الّذي يجثم لك جثوم الأسد ، ويطرق (أي يضرب) إطراق الأفعوان ، ويراوغك مراوغة الثعلب (فإن أمكنته فرصة وثب) ، فذاك ابن الزبير. فإن وثب عليك وأمكنتك الفرصة منه ، فقطّعه إربا إربا.

تابع وصية معاوية ليزيد فيما يخص معاملة أهل الحجاز والعراق والشام :

(المصدر السابق ، ص ١٧٦)

ثم قال معاوية : وانظر إلى أهل الحجاز ، فإنهم أصلك وفرعك ، فأكرم من قدم عليك منهم ، ومن غاب عنك فلا تجفهم ولا تعقّهم.

٣٨٣

وانظر إلى أهل العراق ، فإنهم لا يحبونك أبدا ولا ينصحونك. ولكن دارهم ما أمكنك واستطعت ، وإن سألوك أن تعزل عنهم في كل يوم عاملا فافعل ، فإنّ عزل عامل واحد هو أيسر عليك وأخفّ من أن يشهروا عليك مائة ألف سيف.

وانظر يا بني أهل الشام ، فإنهم بطانتك وظهارتك ، وقد بلوتهم وخبرتهم وعرفت نياتهم ، وهم صبر عند اللقاء ، حماة في الوغى. فإن دار بك أمر من عدوّ يخرج عليك فانتصر بهم ، فإذا أصبت منهم حاجتك فارددهم إلى بلادهم يكونوا بها إلى وقت حاجتك إليهم.

قال : ثم تنفّس الصّعداء ، ثم غشي عليه ، فلم يفق من غشيته يومه ذلك. فلما أفاق قال : أوه( جاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْباطِلُ ) [الإسراء : ٨١]. ثم جعل يقول :

إن تناقش يكن نقاشك يا

ربّ عذابا لا صبر لي بالعذاب

أو تجاوز فأنت ربّ رحيم

عن مسيء ذنوبه كالتراب

٤١٦ ـ وصية معاوية بوضع شيء من شعر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وظفره في فمه وعينه :

(المصدر السابق ، ص ١٧٧)

ثم قال معاوية : اعلموا أني كنت بين يدي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ذات يوم وهو يقلّم أظفاره ، فأخذت القلامة ، وأخذت بمشقص من شعره على الصفا ، وجعلتها في قارورة هي عندي ، فاجعلوا أظفاره وشعره في فمي وأذني ، وصلّوا عليّ وواروني في حفرتي ، وذروني وربي ، فإنه غفور رحيم. ثم انقطع كلامه فلم ينطق بشيء.

وفي رواية القرماني في (أخبار الدول) ص ١٢٩ :

وكان عند معاوية شيء من شعر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقلامة ظفره ، فأوصى أن يجعل ذلك في فمه وعينيه ، وأن يكفّن بثوب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . وقال : افعلوا ذلك وخلوّا بيني وبين أرحم الراحمين.

٤١٧ ـ تعليق على وصية معاوية ليزيد :

(حياة الإمام الحسين بن عليعليه‌السلام لباقر شريف القرشي ، ج ٢ ص ٢٣٧)

بعد استعراض الوصية قال السيد باقر شريف القرشي :

وأكبر الظن أن هذه الوصية من الموضوعات. فقد افتعلت لإثبات حلم معاوية ، وأنه عهد إلى ولده بالإحسان الشامل إلى المسلمين ، وهو غير مسؤول عن تصرفاته.

٣٨٤

وفيها أن يعامل أهل العراق معاملة جيدة ، وكذلك أهل الحجاز ، وخاصة الحسينعليه‌السلام .

لكن الواقع أن مقابل هذه الوصية الظاهرية هناك وصية مستورة تعاكسها ، وهي الحقيقة التي ستطبق.

فقد روى المؤرخون أن معاوية أوصى يزيد بإرسال مسلم بن عقبة إلى المدينة إذا لم يبايعوا ، وكان (مسلم) جزّارا جلّادا لا يعرف الرحمة والرأفة. فهل هكذا الإحسان للحجازيين؟!.

كما أوصى بتعيين عبيد الله بن زياد على العراق ، وهو أكبر دموي غادر ، فهل هكذا الإحسان للعراقيين؟!.

وإذا كان معاوية لم يتردد في اغتيال الإمام الحسنعليه‌السلام حتّى بعد ما بايعه ، فهل حقا يوصي ابنه بالحسينعليه‌السلام ، وأن يعفو عنه إذا ظفر به. ولو أن الوصية المزعومة كانت صحيحة لما كان يزيد ، لا همّ له بعد موت أبيه إلا تحصيل البيعة من الحسينعليه‌السلام . الصحيح أنه أوصاه أن يغتاله سرا ، فبعث إلى والي المدينة كتابا صغيرا منفصلا عن الكتاب الأصلي يأمره به بقتله أو يبايع. كما أمر والي مكة ـ فيما بعد ـ بأن يقتله على أي حال اتفق ، حتّى ولو كان متمسكا بأستار الكعبة!.

توضيح : زعم بعض المؤرخين أن معاوية كتب وصيته ليزيد ، ويزيد لم يكن حاضرا عنده. وقال بعضهم إنه كان حاضرا عند الوصية. ولكنهم أجمعوا على أنه لم يكن حاضرا عند موته ، بل كان في (حوّارين) من أعمال شرق حمص. ويمكن إزالة هذا التعارض بالقول إن معاوية كتب الوصية في غياب يزيد ، ولما حضر قرأ أبوه عليه الوصية. ثم إن يزيد سافر إلى حوّارين ، وما لبث أبوه أن مات وهو غائب عنه. فاستدعاه الضحّاك بن قيس ، فقدم لثلاثة أيام على وفاته.

يقول الدينوري في (الأخبار الطوال) : إن معاوية أوصى وكان يزيد غائبا ، ثم قدم عليه يزيد ، فأعاد عليه الوصية ، ثم قضى.

٤١٨ ـ وفاة معاوية وعمره :(مقتل الحسين للخوارزمي ، ج ١ ص ١٧٧)

يقول الخوارزمي : فتوفي معاوية في غد ذلك اليوم ، وليس عنده يزيد (بل خرج إلى حوران للصيد). فكان ملكه تسع عشرة سنة وثلاثة أشهر. وتوفي بدمشق يوم الأحد لأيام خلت من شهر رجب سنة ٦٠ ه‍ ، وهو ابن ثمان وسبعين ٧٨ سنة.

٣٨٥

٤١٩ ـ هلاك معاوية وتشييعه :

(الإمامة والسياسة لابن قتيبة الدينوري ، ج ١ ص ١٧٤)

ذكروا أن نافع بن جبير قال :

إني بالشام يوم موت معاوية ، وكان يزيد غائبا ، واستخلف معاوية الضحاك بن قيس بعده ، حتّى يقدم يزيد

فلما مات معاوية خرج الضحّاك على الناس ، فقال : لا يحملنّ اليوم نعش أمير المؤمنين إلا قرشي. قال : فحملته قريش ساعة.

ثم قال أهل الشام : أصلح الله الأمير ، اجعل لنا من أمير المؤمنين نصيبا في موته كما كان لنا في حياته. قال : فاحملوه ، فحملوه وازدحموا عليه ، حتّى شقّوا البرد الّذي كان عليه صدعين (أي نصفين).

٣٨٦

الفصل الحادي عشر

حكم يزيد بن معاوية

[غرة شهر رجب سنة ٦٠ ه‍]

٤٢٠ ـ الوضع الفلكي أول حكم يزيد :

(تاريخ اليعقوبي ، ج ٢ ص ٢٤١)

يقول اليعقوبي : وملك يزيد بن معاوية ، في مستهل رجب سنة ٦٠ ه‍ ، وكانت الشمس يومئذ في (الثور) درجة وعشرين دقيقة ، والقمر في (العقرب) كذا درجات وثلاثين دقيقة ، وزحل في (السرطان) إحدى عشرة درجة ، والمشتري في (الجدي) تسع عشرة درجة ، والمريخ في (الجوزاء) اثنتين وعشرين درجة وثلاثين دقيقة ، والزّهرة في (الجوزاء) ثماني درجات وخمسين دقيقة ، وعطارد في (الثور) عشرين درجة وثلاثين دقيقة.

٤٢١ ـ الحكم الوراثي :

لم يستنكر كثير من المسلمين بعد موت معاوية جلوس يزيد على الحكم ، رغم بشاعة هذا الأمر ومعارضته التامة لتعاليم الإسلام ، وما ذلك إلا لدهاء معاوية في التمهيد لهذا الأمر من قبل ، وتعويدهم عليه بعد استهجانه واستنكاره ، وهي من خطط الحكم الدكتاتوري الملكي الّذي ابتدعه معاوية ، وسرى داؤه في كل الحكم الأموي.

إن قانون ولاية العهد الّذي سنّه معاوية هو قانون اقتبسه من الأفكار الكسروية والهرقلية ليحارب به الإسلام. وهذا القانون إن دلّ على شيء فإنما يدلّ على النزعة العنصرية. ومن عادة الطواغيت أنهم يحاولون أن تستمر مسيرتهم الدكتاتورية من خلال استمرارية وجودهم بشخص أبنائهم.

٤٢٢ ـ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يتنبّأ بحكم الطاغية يزيد :

في (الإتحاف بحب الأشراف) للشبراوي ، ص ٦٥ :

روى أبو يعلى من حديث أبي عبيدة رفعه : «لا يزال أمراء أمتي قائمين بالقسط حتّى يتسلمه رجل من بني أمية ، يقال له يزيد».

٣٨٧

وفي (تاريخ الخلفاء) للسيوطي ، ص ٢٠٧ :

وأخرج أبو يعلى في مسنده بسند ضعيف عن أبي عبيدة قال : «لا يزال أمر أمتي قائما بالقسط ، حتّى يكون أول من يثلمه رجل من بني أمية ، يقال له : يزيد».

ورواه غير أبو يعلى بدون تسمية يزيد ، لأنهم كانوا يخافون من تسميته.

ولهذا روى ابن أبي شيبة وغيره عن أبي هريرة أنه قال : الله م لا تدركني سنة ستين ولا إمرة الصبيان. وكانت ولاية يزيد فيها.

٤٢٣ ـ الفساد بعد عام الستين :(البداية والنهاية لابن كثير ، ج ٦ ص ٢٥٩)

قال الإمام أحمد : حدثنا أبو عبد الرحمن أن الوليد بن قيس النجيعي حدثه أن أبا سعيد الخدري قال : سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : «يكون خلفّ من بعد الستين سنة( أَضاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَواتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا ) (٥٩) [مريم : ٥٩]. ثم يكون خلف يقرؤون القرآن لا يعدو تراقيهم (أي لا يتعدى حلوقهم) ، ويقرأ القرآن ثلاثة :مؤمن ومنافق وفاجر».

قال بشير : فقلت للوليد بن قيس : ما هؤلاء الثلاثة؟. قال : المنافق كافر به ، والفاجر يتأكلّ به ، والمؤمن يؤمن به. (رواه أحمد بسند جيد قوي).

٤٢٤ ـ خلافة يزيد بن معاوية في رجب سنة ٦٠ ه‍ :

(تاريخ الطبري ، ج ٦ ص ١٨٨ طبعة أولى مصر)

قال هشام بن محمّد الكلبي عن أبي مخنف : ولي يزيد بن معاوية في هلال رجب سنة ٦٠ ه‍.(وفي رواية) : بويع ليزيد بالخلافة بعد وفاة أبيه معاوية للنصف من رجب ، وقيل لثمان بقين منه.

٤٢٥ ـ ذكر مدة خلافة يزيد بن معاوية وعمره :

قال المسعودي في (مروج الذهب) ج ٣ ص ٦٣ :

بويع يزيد بن معاوية ، فكانت أيامه ثلاث سنين وثمانية أشهر إلا ثماني ليال.

وهلك يزيد بحوّارين من أرض دمشق ، لسبع عشرة ليلة خلت من صفر سنة ٦٤ ه‍ ، وهو ابن ٣٣ سنة.

وقال ابن الطقطقا في (الفخري) ص ١١٣ :

كانت ولاية يزيد على أصح القولين ثلاث سنين وستة أشهر. ففي السنة الأولى

٣٨٨

قتل الحسين بن عليعليه‌السلام ، وفي السنة الثانية نهب المدينة وأباحها ثلاثة أيام ، وفي السنة الثالثة غزا الكعبة.

وفي (تاريخ أبي الفداء) ج ٢ ص ١٠٤ :

وكانت مدة خلافته ثلاث سنين ونصف.

وقال السيوطي في (تاريخ الخلفاء) ص ٢٠٥ :

يزيد بن معاوية الأموي ، أبو خالد. ولد سنة ٢٥ أو ٢٦ ه‍.

وقال ابن عبد ربه في (العقد الفريد) ج ٤ ص ٣٠٥ :

مات يزيد يوم الخميس لأربع عشرة خلت من ربيع الأول سنة ٦٤ ه‍ ، وعمره ٣٨ سنة. ودفن بحوّارين خارجا من المدينة.

وقال المسعودي في (التنبيه والإشراف) ص ٢٦٤ : وهلك يزيد بحوّارين من أرض دمشق ، مما يلي قارا والقطيفة طريق حمص في البر ، لسبع عشرة ليلة خلت من صفر سنة ٦٤ ه‍ ، وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة. وكانت أيامه ثلاث سنين وسبعة أشهر و ٢٢ يوما.

٤٢٦ ـ صفة يزيد وهيئته :

قال المسعودي في (التنبيه والإشراف) ص ٢٦٤ : كان يزيد آدم ، شديد الأدمة ، عظيم الهامة ، بوجهه أثر جدري بيّن. يبادر بلذته ، ويجاهر بمعصيته ، ويستحسن خطأه ، ويهوّن الأمور على نفسه في دينه ، إذا صحّت له دنياه.

وقال السيوطي في (تاريخ الخلفاء) : كان ضخما ، كثير اللحم ، كثير الشعر.

وقال ابن عبد ربه في (العقد الفريد) : كان آدم جعدا مهضوما ، أحور العينين ، بوجهه آثار جدري ، حسن اللحية خفيفها.

وكان كاتبه وصاحب أمره : سرجون بن منصور.

وقال المازندراني في (معالي السبطين) ج ٢ ص ٩١ :

بل صفاته كصفات العبيد : ذميم الوجه ، قبيح المنظر ، أفطس الأنف ، أسود الخدّ ، بشدقه ضربة كزند البعير ، غليظ الشفتين ، جدريّ الخدين. وكان على وجهه أثر ضربة. إذا تكلم كان جهير الصوت.

٣٨٩

٤٢٧ ـ وصف الطرمّاح لسوء خلقة يزيد :(المصدر الأخير)

ولنعم ما قال الطرمّاح. لما دخل على معاوية نظر إلى يزيد وهو جالس على السرير ، فلم يسلّم عليه ، وقال : من هذا الغيشوم الميشوم ، المضروب على الخيشوم ، الواسع الحلقوم ، طويل الخرطوم [أي الأنف]؟. فقالوا : صه يا أعرابي ، هذا يزيد. قال : ومن يزيد لا زاد الله في مرامه ، ولا بلغّه مراده.والحاصل أن صفات يزيد كصفات الأداني ، وهيئته كهيئة العبيد.

٤٢٨ ـ (ميسون) أم يزيد :(تاريخ أبي الفداء ، ج ٢ ص ١٠٤)

وكانت أمه : ميسون بنت بجدل الكلبية ، أقام يزيد معها بين أهلها في البادية ، وتعلم الفصاحة ونظم الشعر هناك ، في بادية بني كلب [وهي البادية الممتدة شرق حمص ، ومن قارا والقطيفة إلى القريتين]. وكان سبب إرساله مع أمه إلى هناك ، أن معاوية سمع ميسون تنشد هذه الأبيات وهي جالسة في قصره :

لبيت تخفق الأرواح فيه

أحبّ إليّ من قصر منيف

ولبس عباءة وتقرّ عيني

أحبّ إليّ من لبس الشفوف

وخرق من بني عمي فقير

أحبّ إليّ من علج عنيف

فطلقّها معاوية ، وبعثها مع يزيد إلى أهلها ، وهي حامل.

٤٢٩ ـ أولاد يزيد وزوجاته :(العقد الفريد لابن عبد ربه ، ج ٤ ص ٣٠٥)

ليزيد عدة أولادهم :

ـ معاوية وخالد وأبو سفيان ، أمهم : فاختة بنت أبي هاشم بن عتبة بن ربيعة.

ـ وعبد الله وعمر ، أمهما : أم كلثوم بنت عبد الله بن عباس.

وكان ابنه عبد الله ناسكا ، وولده خالد عالما. لم يكن في بني أمية أزهد من عبد الله ، ولا أعلم من خالد.

روى الأصمعي عن أبي عمرو قال : أعرق الناس في الخلافة (عاتكة) بنت يزيد ابن معاوية : أبوها خليفة ، وجدها معاوية خليفة ، وأخوها معاوية الثاني خليفة ، وزوجها عبد الملك بن مروان خليفة ، وأربّاؤها الوليد وسليمان وهشام خلفاء.

وذكر السلطان الأشرف عمر بن يوسف في (طرف الأصحاب في معرفة الأنساب) أن أولاد يزيد هم :

٣٩٠

معاوية وخالد وعبد الله الأكبر والأصغر وعمير وعبد الرحمن وعتبة ويزيد ومحمد وحرب والربيع وعبد الله.

وفي (مروج الذهب) للمسعودي ، ج ٣ ص ٩٨ قال :

خلّف معاوية : عبد الرحمن ، يزيد ، عبد الله ، هندا ، رملة ، صفية.

وخلّف ابنه يزيد : معاوية ، خالد ، عبد الله الأكبر ، أبا سفيان ، عبد الله الأصغر ، عمر ، عاتكة ، عبد الرحمن ، عثمان ، عتبة الأعور ، أبا بكر ، محمّد ، يزيد ، أم يزيد ، أم عبد الرحمن ، رملة.

(أقول) : وأفضلهم قاطبة معاوية (الثاني) المسمى بمعاوية الصغير ، وهو الّذي وصّى له يزيد بالخلافة ، فخلع نفسه منها معترفا بأخطاء أبيه وأجداده ، ولو علم أبوه أنه سيفعل ذلك ما كان وصّى له.

وأفضل زوجاته (هند بنت عبد الله بن عامر بن كريز) التي استنكرت على يزيد أعماله الشائنة ، وقتله للحسينعليه‌السلام ، ودخلت عليه مجلسه ووبّخته. في حين أحسنت ضيافة زينبعليها‌السلام والهاشميات في دار يزيد حين جئن سبايا إلى الشام.

وسوف نتناول بالتفصيل نسب يزيد وأمه ميسون ، وكذلك معاوية وأمه هند بنت عتبة ، في آخر فصل من الجزء الثاني من الموسوعة ، وهو نسب يندى له الجبين.

٤٣٠ ـ فسوق يزيد :(مروج الذهب للمسعودي ، ج ٣ ص ٨١ و ٧٧)

وليزيد أخبار عجيبة ومثالب كثيرة : من شرب الخمر ، وقتل ابن بنت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ولعن الوصيعليه‌السلام ، وهدم البيت وإحراقه ، وسفك الدماء ، والفسق والفجور ، وغير ذلك ، مما قد ورد فيه الوعيد باليأس من غفرانه ، كوروده فيمن جحد توحيده وخالف رسله.

وفي أيام يزيد ظهر الغناء بمكة والمدينة ، واستعملت الملاهي ، وأظهر الناس شرب الشراب. وكان له قرد يكنّى بأبي قبيس ، يحضره مجلس منادمته ، ويطرح له متّكأ ، وكان قردا خبيثا ، وكان يحمله على أتان (أي حمارة) وحشية قد ريضت ، وذلّلت لذلك بسرج ولجام.

وقال البلاذري في (أنساب الأشراف) ج ٤ ص ١ :

وكان يزيد بن معاوية أول من أظهر شرب الشراب ، والاستهتار بالغناء والصيد ،

٣٩١

واتخاذ القيان والغلمان ، والتفكّه بما يضحك منه المترفون ، من القرود والمعافرة بالكلاب والديكة.

شرح : المعافرة : هي المهارشة ، وهي أن يدع الكلاب تثب على بعضها وتتقاتل.

وقال الاصفهاني في (الأغاني) ج ١٦ ص ٦٨ :

كان يزيد بن معاوية أول من سنّ الملاهي في الإسلام من الخلفاء ، وآوى المغنين وأظهر الفتك وشرب الخمر. وكان ينادم عليها سرجون النصراني مولاه ، والأخطل الشاعر النصراني ، وكان يأتيه من المغنين (سائب خاثر) فيقيم عنده فيخلع عليه.

وقال ابن الطقطقي في (الآداب السلطانية) ص ١١٣ : ثم ملك يزيد ، وكان موفور الرغبة في الله والقنص والخمر والنساء والشعر.

٤٣١ ـ اقتداء حاشية يزيد به في الفسوق :

(مرآة العقول للمجلسي ، المقدمة للسيد مرتضى العسكري ، ج ٢ ص)

وكان من الطبيعي أن يتأثر بيزيد حاشيته ، ويتظاهر الخلعاء والماجنون أمرهم ، كما ذكره المسعودي في (مروج الذهب) قال :

وغلب على أصحاب يزيد وعماله ما كان يفعله من الفسوق. وفي أيامه ظهر الغناء بمكة والمدينة ، واستعملت الملاهي ، وأظهر الناس شرب الشراب.

٤٣٢ ـ استخدام يزيد للنصارى :

(منتخبات التواريخ لدمشق لمحمد أديب الحصني ، ج ١ ص ٨٦)

وقد كان يزيد يتزيّد في تقريب المسيحيين ، ويستكثر منهم في بطانته الخاصة.

وقد استخدم المسيحيين في مصالح الملك في زمن خلافته ، فعهد بأمور المالية إلى منصور وسرجون من نصارى العرب السوريين. [وكان سرجون مستودع أسرار معاوية ، ثم اتخذه يزيد لمشورته في كل معضلة].

(أقول) : وإن تقريبه للمسيحيين منبعث من كون أمه مسيحية من بني كلب ، وهي ميسون بنت بجدل.

وهذه فكرة عن المنطقة التي تربّى فيها يزيد بين أخواله النصارى في (حوّارين) بعد أن طلّق معاوية أمه ، فالتحقت بأهلها.

٣٩٢

ـ خربة حوّارين :

قال الدكتور عفيف بهنسي في كتابه (سورية التاريخ والحضارة) ص ٥٨٦ :

خربة في هضبة حمص ، تقع في أرض سهلية متموجة ، فيها خرائب تعود إلى العصور التدمرية والبيزنطية والعربية الإسلامية. تمرّ بجوارها سكة حديد حمص ـ دمشق. وتنسب إلى يزيد بن معاوية [٦٠ ـ ٦٤ ه‍]. مع أنه لم يترك أثرا من المنشآت أو القصور ، ويرجع ذلك إلى انغماسه باللهو والصيد.

٤٣٣ ـ جبل (سنير):

جبل سنير : هو جبل حرمون ، بل هو سلسلة جبال لبنان الشرقية ، ويقع بين حمص وبعلبك ، وعلى رأسه قلعة سنير ، وهو يمتد مشرّقا حتّى القريتين.

ويقسم جبل سنير إلى ثلاثة أقسام ، مركزها دمشق أو جبل قاسيون ، وهي :

١ ـ جبل سنير الغربي : قضاء الزبداني ، ومنه جبل بلودان.

٢ ـ جبل سنير الشرقي والشمالي : قضاء النبك ، واسمه القديم القلمون.

٣ ـ جبل سنير الجنوبي : قضاء قطنا ، واسمه القديم الحرمون.

وفي (جولة أثرية في بعض البلاد الشامية) لأوليا جلبي ، ترجمة أحمد وصفي زكريا ، ص ٣٧١ :

كان جبل القلمون قبل الفتح الإسلامي يدعى (جبل سنير) وهو مأهول بأحفاد الآراميين ، سكان الشام الأقدمين ، بينهم فئة من الروم. ولما استقرت أقدام المسلمين في الشام ، سكن فيه من قبائل العرب بنو ضبّة وبعض بني كلب ، الذين منهم ميسون بنت بجدل أم يزيد بن معاوية ، وهذا هو السبب في تفضيل يزيد الإقامة واللهو في (حوّارين) والصيد في أعالي جبل سنير ، ليكون بين أخواله.

وفي (أنساب الأشراف) : أن (حوّارين) هو الاسم القديم (للقريتين).

وفي (منجد الأعلام) : أن (حوّارين) مكان بين دمشق وتدمر وحمص ، سكنه النصارى الآراميون في بداية العهد الأموي.

٣٩٣

ترجمة سرجون الرومي

(مقتل الحسين للمقرّم ، ص ١٦٩)

سرجون : كاتب يزيد وأنيسه وصاحب سره. نصراني كان مولى لمعاوية.

وفي كتاب (الإسلام والحضارة العربية) لمحمد كرد علي ، ج ٢

ص ١٥٨ : كان سرجون بن منصور من نصارى الشام. استخدمه معاوية في مصالح الدولة. وكان أبوه منصور على المال في الشام من عهد هرقل قبل الفتح ، ساعد المسلمين في قتال الروم.

ومنصور بن سرجون كانت له خدمة في الدولة كأبيه. وكان عمر ابن الخطاب يمنع من خدمة النصارى إلا إذا أسلموا.

٤٣٤ ـ أعمال يزيد ومعاوية كانت السبب الرئيسي لانقسام المسلمين وتفرق كلمتهم إلى يوم الدين :(منتخبات التواريخ ، ج ١ ص ٨٧)

يقول محمّد أديب الحصني :

ومن أشأم الوقائع التاريخية التي حدثت في عهد يزيد وأحدثت تبدلا عظيما في السياسة وتغيرا فاحشا في اجتماعات المسلمين : واقعة كربلاء المشهورة ، التي دوّنها المؤرخون ، وانتهت بقتل سيّد البيت العلوي المطهّر ورئيسه ، الإمام الحسين ابن علي سيد الشهداء ، وجماعة من سلالته وذوي رحمه ، أفظع قتل وأشنعه.

فهذه الدهماء والنازلة الشنعاء التي تسببت عن سوء سياسة يزيد ، هي التي ضعضعت أركان الحكومة الإسلامية ، وشوّشت أمر جامعة المسلمين ، وأتمّت أدوار الانشقاق والاضطراب ، التي ابتدأت في عهد والديهما [يعني عليا ومعاوية].وكانت إحدى الأسباب في تفريق الكلمة وتشتيت الوحدة وانثلام الحصن. فإن المسلمين مالبثوا من ذلك العصر ، ومن جراء تلك الحادثة المشؤومة والتي قبلها ، متفرقين طرائق ومنقسمين شيعا ، وخصوصا بعد ما ألبسوا المسألة صبغة دينية ، شأنهم في جميع الحوادث التاريخية ، التي حدثت في ذلك العصر وقبله وبعده بقليل.

٣٩٤

٤٣٥ ـ أعمال وحشية لا نظير لها :(المنتخب للطريحي ، ص ١٥ ط ٢)

ولما هلك معاوية تولى من بعده ولده يزيد ، فنهض إلى حرب الحسينعليه‌السلام وجهز له العساكر وجيّش له الجيوش ، وأمّر عليهم عبيد الله بن زياد ، وأمرهم بقتل الحسينعليه‌السلام وقتل رجاله وذبح أطفاله وسبي عياله ونهب أمواله. ولم يكفهم ذلك حتّى أنهم بعد قتله رضّوا أضلاعه وصدره بحوافر الخيول ، وحملوا رؤوسهم على القنا ، وحريمهم على أقتاب الجمال في أشدّ العنا.

٤٣٦ ـ خلافة يزيد :

يقول الذهبي في (دول الإسلام) ج ١ ص ٤٥ :

كان معاوية قد جعل يزيد ولي العهد من بعده. فقدم من أرض حمص ، وبادر إلى قبر والده. ثم دخل دمشق فركب إلى (الخضراء) وكانت دار السلطنة.

٤٣٧ ـ مجيء يزيد إلى دمشق :(الفتوح لابن أعثم ، ج ٥ ص ٢)

بعث الضحاك بن قيس رسالة إلى يزيد يستقدمه من (حوّارين) بعد دفن معاوية ، ليستلم مقاليد الحكم ويبايعه الناس بيعة محدودة [مجددة].

قال : ثم ورد الكتاب على يزيد ، فوثب صائحا باكيا ، وأمر بإسراج دوابه ، وسار يريد دمشق. فصار إليها بعد ثلاثة أيام من مدفن معاوية. وخرج

حتّى إذا وافى يزيد قريبا من دمشق ، فجعل الناس يتلقّونه فيبكون ويبكي.

قال : وسار يزيد ومعه جماعة إلى قبر معاوية ، فجلس وانتحب ساعة وبكى.

جلوس يزيد في قصر الخضراء :

ثم ركب يزيد وسار إلى قبة لأبيه خضراء ، فدخلها وهو معتم بعمامة خزّ سوداء ، متقلّدا بسيف أبيه معاوية ، حتّى وصل إلى باب الدار.

ثم دخل القبة الخضراء (وكانت دار السلطنة) وجلس على فرش منصوبة له ، وأخذ الناس يهنئونه بالخلافة ، ويعزّونه في أبيه.

ثم نعى أبيه لهم ، وذكر خصالا له ، فقال :

وقد كان أمير المؤمنين معاوية لكم كالأب البارّ بالولد ، وكان من العرب أمجدها وأحمدها وأهمدها ، وأعظمها خطرا ، وأرفعها ذكرا ، وأنداها أنامل ، وأوسعها فواضل ، وأسماها إلى الفرع الباسق.

٣٩٥

٤٣٨ ـ أحد الحاضرين يكذّب يزيد :(المصدر السابق ، ص ٧)

قال : فصاح به صائح من أقاصي الناس وقال : كذبت والله يا عدوّ الله!. ما كان معاوية والله بهذه الصفة ، وإنما كانت هذه صفة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وهذه أخلاقه وأخلاق أهل بيته ، لا معاوية ولا أنت.

قال : فاضطرب الناس ، وطلب الرجل فلم يقدروا عليه ، وسكت الناس.

٤٣٩ ـ خطبة يزيد في أهل الشام :

(الفتوح لابن أعثم ، ج ٥ ص ٨ ؛ والبداية والنهاية ج ٨ ص ١٤٣)

ثم رقى يزيد المنبر ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : أيها الناس إن معاوية كان عبدا من عباد الله ، أنعم الله عليه ، ثم قبضه إليه ، وهو خير ممن بعده ، ودون من قبله ، ولا أزكّيه على اللهعزوجل فإنه أعلم به. إن عفا عنه فبرحمته ، وإن عاقبه فبذنبه. وقد وليت [هذا] الأمر من بعده ، ولست آسى على طلب [حقّ] ، ولا أعتذر من تفريط [في باطل] ، وإذا أراد الله شيئا كان. ولقد كان معاوية يغزوكم في البحر ، وإني لست حاملا أحدا من المسلمين في البحر. وكان يشتّيكم بأرض الروم ، ولست مشتّيا أحدا بأرض الروم. وكان يخرج عطاءكم أثلاثا وأنا أجمعه كله لكم.

٤٤٠ ـ متى عزل مروان؟ :

قال ابن أعثم في (الفتوح) ج ٥ ص ١٠ :

ثم عزم يزيد على الكتب إلى جميع البلاد ، بأخذ البيعة له.

قال : وكان على المدينة يومئذ مروان بن الحكم فعزله يزيد ، وولى مكانه ابن عمه الوليد بن عتبة بن أبي سفيان ، وكتب إليه.

(وفي رواية) : أول عمل عمله يزيد بعد دفن أبيه ، أنه عزل مروان ووضع الوليد بن عتبة.

(أقول) : هذا غير صحيح ، لأن مروان لم يكن على المدينة يوم مات معاوية ، وإن صحّ فهو يدل على التناحر الخفي بين فرعي بني أمية ، وهما :

ـ الأعياص : بنو العاص ، ومنهم عثمان ومروان بن الحكم بن أبي العاص.

ـ والعنابس : ومنهم حرب وأبو سفيان ومعاوية ويزيد.

٣٩٦

والصحيح أن مروان كان على المدينة حتّى عزل سنة ٤٨ ه‍ ، ثم ولّي ثانية سنة ٥٤ ه‍ ، ثم عزل آخر سنة ٥٧ ه‍ ، ووليها الوليد بن عتبة بن أبي سفيان حتّى مات معاوية.

٤٤١ ـ الولاة على الأمصار :(الكامل لابن الأثير ، ج ٣ ص ٣٥٢)

وفي رجب من سنة ٦٠ ه‍ بويع يزيد بالخلافة بعد موت أبيه. فلما تولى كان :

ـ على المدينة : الوليد بن عتبة بن أبي سفيان.

ـ على مكة : عمرو بن سعيد بن العاص.

ـ على البصرة : عبيد الله بن زياد.

ـ على الكوفة : النعمان بن بشير الأنصاري.

ولم يكن ليزيد همّة حين ولي ، إلا النفر الذين أبوا على معاوية بيعته.

وفي (تذكرة الخواص) لسبط ابن الجوزي ، ص ٢٤٦ ط ٢ نجف :

فلم يكن ليزيد همّ بعد موت أبيه ، إلا بيعة النفر الذين سمّاهم أبوه.

٣٩٧

توقيت الحوادث الأساسية

عن كتاب (التوفيقات الإلهامية في مقارنة التواريخ الهجرية بالسنين الإفرنجية) تأليف اللواء المصري محمّد مختار باشا ، طبع سنة ١٣١١ ه‍ :

النصف الثاني من سنة ٦٠ ه‍ :

السبت

١ رجب

سنة ٦٠ ه‍

مات معاوية وعمره ٧٧ سنة

٧ نيسان

سنة ٦٨٠ م

الإثنين

١ شعبان

سنة ٦٠ ه‍

مسير الحسين من المدينة إلى مكة

٧ أيار

سنة ٦٨٠ م

الأحد

٨ ذوالحجة

سنة ٦٠ ه‍

استشهاد مسلم بن عقيل ،

٩ أيلول

سنة ٦٨٠ م

ومسير الحسينعليه‌السلام إلى العراق

بداية سنة ٦١ هجرية :

الاثنين

١ محرم

سنة ٦١ ه

١ تشرين أول

سنة ٦٨٠ م

الأربعاء

١٠ محرم

سنة ٦١ ه‍

مقتل مولانا الحسينعليه‌السلام

١٠ تشرين أول

سنة ٦٨٠ م

الأربعاء

١ صفر

سنة ٦١ ه

دخول السبايا إلى دمشق

٣١ تشرين أول

سنة ٦٨٠ م

الاثنين

٢٠ صفر

سنة ٦١ ه

زيارة الأربعين

١٩ تشرين ثاني

سنة ٦٨٠ م

٣٩٨

جدول زمني بحوادث وقعة كربلاء

(مجلة رسالة الحسين طبع قم ، العدد ٢ محرم ١٤١٢ ه‍ ، ص ٣٠٣)

اليوم

الشهر

السنة

الحادثة

الأحد

١٥ رجب

٦٠ ه‍

مات معاوية ، واستلم الحكم يزيد

الجمعة

٢٧ رجب

٦٠ ه‍

طلب الوليد البيعة من الحسينعليه‌السلام

السبت

٢٨ رجب

اللقاء الثاني بين الوليد والحسينعليه‌السلام

ليلة الأحد

٢٩ رجب

خروج الحسينعليه‌السلام من المدينة

ليلة الجمعة

٤ شعبان

٦٠ ه‍

الدخول إلى مكة

من ٤ شعبان إلى ٨ ذي الحجة

المقام في مكة

(أربعة أشهر وأربعة أيام)

الأربعاء

١٠ رمضان

٦٠ ه‍

وصول أولى رسائل أهل الكوفة

الاثنين

١٥ رمضان

خروج مسلم بن عقيل من مكة

الثلاثاء

٥ شوال

٦٠ ه‍

دخول مسلم الكوفة

الثلاثاء

٨ ذو الحجة

٦٠ ه‍

مقتل مسلم رضي الله عنه

الثلاثاء

٨ ذو الحجة

٦٠ ه‍

خروج الحسينعليه‌السلام من مكة إلى العراق

الخميس

٢ محرم

٦١ ه‍

وصول الحسينعليه‌السلام إلى كربلاء

(استغرق الطريق من مكة إلى كربلاء ٢٣ يوما)

الجمعة

٣ محرم

٦١ ه‍

وصول عمر بن سعد إلى كربلاء

من ٣ ـ ٦ محرم

مفاوضات ابن سعد مع الحسين والتعبئة

الثلاثاء

٧ محرم

قطع الماء عن معسكر الحسينعليه‌السلام

الخميس

٩ محرم

محاولة الحملة على معسكر الحسينعليه‌السلام

ليلة الجمعة

١٠ محرم

طلب الحسين الإمهال للصلاة والدعاء

٣٩٩

الجمعة

١٠ محرم

٦١ ه‍

وقعة كربلاء من الظهر إلى العصر

زوال السبت

١١ محرم

الرحيل بالسبايا من كربلاء إلى الكوفة

الجمعة

١ صفر

٦١ ه‍

دخول ركب السبايا إلى دمشق.

٤٠٠

فَكَتَبَعليه‌السلام : « لَا تَحِلُّ الصَّلَاةُ فِي حَرِيرٍ مَحْضٍ ».(١)

٥٣٦٠/ ١١. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ إِسْحَاقَ الْعَلَوِيِّ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الدَّيْلَمِيِّ ، عَنْ فُرَيْتٍ(٢) ، عَنِ ابْنِ أَبِي يَعْفُورٍ ، قَالَ :

كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام إِذْ دَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ مِنَ الْخَزَّازِينَ ، فَقَالَ لَهُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، مَا تَقُولُ فِي الصَّلَاةِ فِي الْخَزِّ(٣) ؟

فَقَالَ : « لَا بَأْسَ بِالصَّلَاةِ فِيهِ ».

فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ(٤) ، إِنَّهُ(٥) مَيِّتٌ وَهُوَ عِلَاجِي(٦) وَأَنَا أَعْرِفُهُ؟

____________________

(١).التهذيب ، ج ٢ ، ص ٢٠٧ ، ح ٨١٢ ؛والاستبصار ، ج ١ ، ص ٣٨٥ ، ح ١٤٦٢ ، معلّقاً عن الكليني. وفيه ، ص ٣٨٣ ، ح ١٤٥٣ ، بسنده عن محمّد بن عبدالجبّار ، مع اختلاف. فقه الرضاعليه‌السلام ، ص ١٥٧ : « ولا تصلّ في ديباج ولا في حرير »الوافي ، ج ٧ ، ص ٤٢٣ ، ح ٦٢٤٨ ؛الوسائل ، ج ٤ ، ص ٣٦٨ ، ح ٥٤١٢ ؛ وص ٣٧٦ ، ح ٥٤٣٩.

(٢). في « ظ ، بث ، بح ، بخ ، بس » وحاشية المطبوعوالوسائل والبحار : « قريب ».

(٣). قال بعض اللغويّين : « الخزّ أوّلاً : ثياب تنسج من صوف وإبريسم ». وقال بعض آخر : « الخزّ اسم دابّة ، ثمّ اُطلق على الثوب المتّخذ من وبرها ». لاخلاف في جواز الصلاة في الخزّ الخالص بمعنى أن لايكون مغشوشاً بوبر الأرانب والثعالب ، واختلف في حقيقته ، قال المحقّق والعلّامة : الخزّ : دابّة بحريّة ذات أربع تصاد من الماء وتموت بفقده ، ثمّ أضاف المحقّق : « وحدّثني جماعة من التجّار أنّه القندس ولم أتحقّقه » ، وقال الشهيد : « لعلّه ما يسمّى في زماننا بمصر وبر السمك وهو مشهور هناك ، ومن الناس من زعم أنّه كلب الماء ، وعلى هذا يشكل ذكاته بدون الذبح ؛ لأنّ الظاهر أنّه ذو نفس سائلة ». اُنظر : النهاية ، ج ٢ ، ص ٢٨ ؛ المغرب ، ص ١٤٤ ( خزز ) ؛ المعتبر ، ج ٢ ، ص ٨٤ ؛منتهى المطلب ، ج ٤ ، ص ٢٣٧ ؛ ذكرى الشيعة ، ج ٣ ، ص ٣٦.

(٤). في « بخ » : - « جعلت فداك ».

(٥). فيالتهذيب : + « هو ».

(٦). « علاجي » ، أي عملي وصنعتي. اُنظر : النهاية ، ج ٣ ، ص ٢٨٧ ( علج ).

٤٠١

فَقَالَ(١) أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « أَنَا أَعْرَفُ بِهِ مِنْكَ ».

فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ : إِنَّهُ عِلَاجِي وَلَيْسَ أَحَدٌ أَعْرَفَ بِهِ مِنِّي(٢)

فَتَبَسَّمَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، ثُمَّ قَالَ لَهُ : « أَتَقُولُ(٣) : إِنَّهُ دَابَّةٌ تَخْرُجُ مِنَ الْمَاءِ ، أَوْ تُصَادُ(٤) مِنَ الْمَاءِ ، فَتُخْرَجُ(٥) ، فَإِذَا فُقِدَ(٦) الْمَاءُ ، مَاتَ؟ ».

فَقَالَ الرَّجُلُ : صَدَقْتَ جُعِلْتُ فِدَاكَ هكَذَا هُوَ(٧)

فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « فَإِنَّكَ تَقُولُ : إِنَّهُ دَابَّةٌ تَمْشِي عَلى أَرْبَعٍ ، وَلَيْسَ هُوَ عَلى(٨) حَدِّ الْحِيتَانِ ، فَيَكُونَ(٩) ذَكَاتُهُ خُرُوجَهُ مِنَ الْمَاءِ؟ ».

فَقَالَ الرَّجُلُ : إِي وَاللهِ ، هكَذَا أَقُولُ.

فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « فَإِنَّ اللهَ - تَبَارَكَ وَتَعَالى - أَحَلَّهُ ، وَجَعَلَ ذَكَاتَهُ مَوْتَهُ كَمَا أَحَلَّ الْحِيتَانَ ، وَجَعَلَ ذَكَاتَهَا مَوْتَهَا(١٠) ».(١١)

____________________

(١). في « ظ ، ى ، بث ، بح ، بخ ، جن » والوافي والوسائل والتهذيب : + « له ».

(٢). في « جن » : + « له ».

(٣). في « بح » : + « له ». وفيالوافي والتهذيب : « تقول » بدون همزة الاستفهام.

(٤). في « بث ، بس » : « يصاد ».

(٥). في « ظ ، بس » : « فيُخرَج ».

(٦). فيالوافي : « فقدت ».

(٧). في « ى » : - « هو ».

(٨). فيالوسائل : « في ».

(٩). فيالوافي والوسائل والبحاروالتهذيب : « فتكون ».

(١٠). توقّف المحقّق في هذه الرواية لضعف محمّد بن سليمان الديلمي ولمخالفة مضمونها لما اتّفق عليه أصحابنا من أنّه لايحلّ من حيوان البحر إلّا السمك ولا من السمك إلّاذو الفلس. وذبّ عنه الشهيد بأنّ الضعف منجبر بشهرة مضمونها بين الأصحاب ، والمرادَ بحلّه حلّ استعماله في الصلاة لاحلّ أكله. اُنظر : المعتبر ، ج ٢ ، ص ٨٤ ؛ ذكرى الشيعة ، ج ٣ ، ص ٣٦. وللمزيد اُنظر : الحبل المتين ، ص ٥٩١ ؛الوافي ، ج ٧ ، ص ٤٠٩ - ٤١٠.

(١١).التهذيب ، ج ٢ ، ص ٢١١ ، ح ٨٢٨ ، معلّقاً عن الكليني. وفيه ، ح ٨٢٩ ، بسند آخر عن الرضاعليه‌السلام ، =

٤٠٢

٥٣٦١/ ١٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سَعْدِ بْنِ الْأَحْوَصِ(١) ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ الرِّضَا(٢) عليه‌السلام عَنِ الصَّلَاةِ فِي جُلُودِ السِّبَاعِ؟ فَقَالَ : « لَا تُصَلِّ فِيهَا ».(٣)

قَالَ : وَسَأَلْتُهُ : هَلْ يُصَلِّي الرَّجُلُ فِي ثَوْبِ إِبْرِيسَمٍ؟ فَقَالَ : « لَا ».(٤)

____________________

= وتمام الرواية هكذا : « سألت أبا الحسن الرضاعليه‌السلام عن الصلاة في الخزّ فقال : صلّ فيه »الوافي ، ج ٧ ، ص ٤٠٨ ، ح ٦٢١٣ ؛الوسائل ، ج ٤ ، ص ٣٥٩ ، ح ٥٣٩٠ ؛ البحار ، ج ٨٣ ، ص ٢١٩.

(١). هكذا في « ى ، بث ، بخ ، بس »والوسائل والتهذيب . وفي « ظ ، بح » والمطبوع : « إسماعيل بن سعد الأحوص ». وفي « جن » : « إسماعيل بن سعيد الأحوص ».

وإسماعيل هذا ، هو إسماعيل بن سعد الأحوص الأشعري المذكور في رجال البرقي ، ص ٥١ ؛ورجال الطوسي ، ص ٣٥٢ ، الرقم ٥٢٠٦ ، وهو وإن ورد في الموضعين بعنوان « إسماعيل بن سعد الأحوص » ، والمتبادر من العنوان أنّ « الأحوص » لقب ، لكنّ الظاهر من ملاحظة الاستعمالات وكتب المؤتلف والمختلف أنّ « الأحوص » اسم وليس بلقب. اُنظر على سبيل المثال : رجال النجاشي ، ص ٨١ ، الرقم ١٩٨ ؛ وص ٩٠ ، الرقم ٢٢٥ ؛ وص ١٧٩ ، الرقم ٤٧٠ ؛ توضيح المشتبه ، ج ١ ، ص ١٦٩ ؛ وتبصير المنتبه بتحرير المشتبه ، ج ١ ، ص ١٠.

(٢). فيالوافي : - « الرضا ».

(٣).التهذيب ، ج ٢ ، ص ٢٠٥ ، ح ٨٠١ ، معلّقاً عن الكليني.عيون الأخبار ، ج ٢ ، ص ١٢٣ ، ضمن الحديث الطويل ١ ، بسند آخر.الخصال ، ص ٦٠٣ ، أبواب الثمانين ومافوقه ، ضمن الحديث الطويل ٩ ، بسند آخر عن أبي جعفرعليه‌السلام ، وفي الأخيرين مع اختلاف يسير. راجع : الكافي ، كتاب الدواجن ، باب آلات الدوابّ ، ح ١٣٠١٤ ؛والتهذيب ، ج ٦ ، ص ١٦٦ ، ح ٣١١ ؛ والمحاسن ص ٦٢٩ ، كتاب المرافق ، ح ١٠٥ و ١٠٦ ؛ وقرب الإسناد ، ص ٢٦١ ، ح ١٠٢٣ ؛ ومسائل عليّ بن جعفر ، ص ١٨٩الوافي ، ج ٧ ، ص ٤١٢ ، ح ٦٢٢٣ ؛الوسائل ، ج ٤ ، ص ٣٥٤ ، ح ٥٣٧١.

(٤).التهذيب ، ج ٢ ، ص ٢٠٥ ، ح ٨٠١ ، معلّقاً عن الكليني. وفيه ، ص ٢٠٨ ، ح ٨١٤ ؛والاستبصار ، ج ١ ، ص ٣٨٦ ، ح ١٤٦٤ ، بسند آخرالوافي ، ج ٧ ، ص ٤٢٣ ، ح ٦٢٤٩ ؛الوسائل ، ج ٤ ، ص ٣٦٧ ، ح ٥٤١١.

٤٠٣

٥٣٦٢/ ١٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا(١) ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عُقْبَةَ ، عَنْ مُوسَى بْنِ أُكَيْلٍ النُّمَيْرِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : سَأَلْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ يَكُونُ فِي السَّفَرِ ، وَمَعَهُ السِّكِّينُ(٢) فِي خُفِّهِ لَايَسْتَغْنِي عَنْهَا(٣) ، أَوْ فِي سَرَاوِيلِهِ مَشْدُوداً(٤) ، وَالْمِفْتَاحُ(٥) يَخَافُ(٦) عَلَيْهِ الضَّيْعَةَ ، أَوْ(٧) فِي وَسَطِهِ(٨) الْمِنْطَقَةُ فِيهَا(٩) حَدِيدٌ(١٠) ؟

قَالَ : « لَا بَأْسَ بِالسِّكِّينِ وَالْمِنْطَقَةِ لِلْمُسَافِرِ فِي وَقْتِ ضَرُورَةٍ ، وَكَذلِكَ الْمِفْتَاحُ يَخَافُ عَلَيْهِ ، أَوْ فِي(١١) النِّسْيَانِ ، وَلَابَأْسَ بِالسَّيْفِ ، وَكَذلِكَ(١٢) آلَةُ السِّلَاحِ فِي الْحَرْبِ ، وَفِي(١٣) غَيْرِ ذلِكَ لَاتَجُوزُ(١٤) الصَّلَاةُ فِي شَيْ‌ءٍ مِنَ الْحَدِيدِ ؛ فَإِنَّهُ نَجَسٌ(١٥)

____________________

(١). في « ظ »والوسائل : « بعض أصحابه ».

(٢). في « ى ، بح » والوافي : « سكّين ».

(٣). في « بخ ، بس »والتهذيب : « عنه ».

(٤). في « بث ، جن » : « مشدودة ».

(٥). في « بث ، جن » : « أو المفتاح ».

(٦). فيالتهذيب : « يخشى ».

(٧). فيالتهذيب : « إن وصفه ضاع أو يكون » بدل « عليه الضيعة أو ».

(٨). في « بح » وحاشية « ظ » : « وسط ».

(٩). فيالتهذيب : « من ».

(١٠). في « بث » : « الحديد ».

(١١). فيالتهذيب : « إذا خاف الضيعة و » بدل « يخاف عليه أو في ».

(١٢). في حاشية « ظ ، بس ، جن »والتهذيب : « وكلّ ».

(١٣). في « ظ » : - « في ».

(١٤). في « ى ، بس »والتهذيب : « لايجوز ».

(١٥). في المعتبر ، ج ٢ ، ص ٩٨ : « قد بيّنّا أنّ الحديد ليس بنجس بإجماع الطوائف ، فإذا ورد التنجيس حملناه على الكراهية استصحاباً ؛ فإنّ النجاسة قد تطلق على ما يستحبّ أن يجتنب ». وللمزيد اُنظر :الوافي ، ج ٧ ، ص ٤٢٨؛مرآة العقول ، ج ١٥ ، ص ٣١٥.

٤٠٤

مَمْسُوخٌ ».(١)

٥٣٦٣/ ١٤. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَهْزِيَارَ ، عَنْ أَبِي عَلِيِّ بْنِ رَاشِدٍ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام : مَا تَقُولُ فِي الْفِرَاءِ؟ أَيُّ شَيْ‌ءٍ يُصَلّى فِيهِ؟ فَقَالَ : « أَيُّ الْفِرَاءِ؟ » قُلْتُ : الْفَنَكُ وَالسِّنْجَابُ(٢) وَالسَّمُّورُ(٣) ، قَالَ : « فَصَلِّ فِي الْفَنَكِ وَالسِّنْجَابِ ، فَأَمَّا السَّمُّورُ فَلَا تُصَلِّ فِيهِ ».

قُلْتُ : فَالثَّعَالِبُ نُصَلِّي(٤) فِيهَا؟ قَالَ : « لَا ، وَلكِنْ تَلْبَسُ بَعْدَ الصَّلَاةِ ».

قُلْتُ : أُصَلِّي فِي الثَّوْبِ الَّذِي يَلِيهِ؟ قَالَ : « لَا ».(٥)

٥٣٦٤/ ١٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عِبْدِيلٍ(٦) ، عَنِ ابْنِ سِنَانٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ‌

____________________

(١).التهذيب ، ج ٢ ، ص ٢٢٧ ، ح ٨٩٤ ، معلّقاً عن محمّد بن أحمد بن يحيى ، عن رجل ، عن الحسن بن عليّ ، عن أبيه ، عن عليّ بن عقبة ، مع اختلاف يسير وزيادة في أوّلهالوافي ، ج ٧ ، ص ٤٢٧ ، ح ٦٢٦٠ ؛الوسائل ، ج ٤ ، ص ٤١٩ ، ذيل ح ٥٥٨٦.

(٢). في « ظ » : « أو السنجاب ».

(٣). « السمّور » ، كتنّور : حيوان ببلاد الروس وراء بلاد الترك يشبه النمس. والنِمْس : دُوَيبّة نحو الهرّة يأوي البساطين غالباً ويقال لها : الدَلَق ، وقيل : دويبّة تقتل الثعبان. انظر : المصباح المنير ، ص ٢٨٨ و ٦٢٦ ( سمر ) و ( نمس ).

وفيمرآة العقول : « المشهور عدم جواز الصلاة في السمّور والفنك ، ويظهر من المحقّق في المعتبر الميل إلى الجواز. وأيضاً المشهور المنع من الصلاة في وبرالأرانب والثعالب ، والقول بالجواز نادر ، والأخبار الواردة فيه حملت على التقيّة ، والله يعلم ». وراجع : المعتبر ، ج ٢ ، ص ٨٦ و ٨٧.

(٤). في « ظ ، بخ ، بس ، جن » والوافي والتهذيب والاستبصار : « يصلّي ». وفي « بح » : « تصلّي ».

(٥).التهذيب ، ج ٢ ، ص ٢١٠ ، ح ٨٢٢ ؛والاستبصار ، ج ١ ، ص ٣٨٤ ، ح ١٤٥٧ ، معلّقاً عن عليّ بن مهزيار. وفيه ، ص ٣٨٢ ، ح ١٤٥٠ ؛والتهذيب ، ج ٢ ، ص ٢٠٧ ، ح ٨١١ ، بسند آخر عن الرضاعليه‌السلام ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٧ ، ص ٤٠٣ ، ح ٦١٩٦ ؛الوسائل ، ج ٤ ، ص ٣٤٩ ، ذيل ح ٥٣٥٦.

(٦). فيالوافي : « عبدوس ».

٤٠٥

جُنْدَبٍ ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ السِّمْطِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « الرَّجُلُ إِذَا اتَّزَرَ بِثَوْبٍ وَاحِدٍ إِلى(١) ثُنْدُوَتِهِ(٢) ، صَلّى فِيهِ».(٣)

٥٣٦٥/ ١٦. قَالَ : وَقَرَأْتُ(٤) فِي كِتَابِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ(٥) إِلى أَبِي الْحَسَنِعليه‌السلام

____________________

(١). في « بح » : « على ».

(٢). في « بخ » : « ثندويه ». والثندوتان للرجل كالثديين للمرآة. النهاية ، ج ١ ، ص ٢٢٣ ( ثند ).

(٣).الوافي ، ج ٧ ، ص ٣٨٢ ، ح ٦١٤٤ ؛الوسائل ، ج ٣ ، ص ٣٩١ ، ح ٥٤٨٣.

(٤). في « ظ » : « قرأت » بدون الواو. وفيمرآة العقول : « قوله : قال : وقرأت ، الظاهر أنّ القائل عليّ بن إبراهيم ».

(٥). روى الشيخ الطوسي فيالتهذيب ، ج ٢ ، ص ٢٠٥ ، ح ٨٠٤ ، بإسناده عن الحسين بن سعيد - وقد عَبَّر عنه بالضمير - عن محمّد بن إبراهيم ، قال : كتبت إليه أسأله عن الصلاة في جلود الأرانب ، فكتب : مكروهة.

وروى أيضاً فيالتهذيب ، ج ٢ ، ص ٣٦٤ ، ح ١٥٠٩ ، بإسناده عن الحسين بن سعيد ، قال : قرأت في كتاب محمّد بن إبراهيم إلى أبي الحسن الرضاعليه‌السلام يسأله عن الصلاة في ثوب حشوه قزّ ، فكتب إليه - قرأته - : لا بأس بالصلاة فيه.

والظاهر أنّ محمّد بن إبراهيم الذي روى عنه الحسين بن سعيد ، ونقل كتابه إلى أبي الحسن الرضاعليه‌السلام ، هو محمّد بن إبراهيم الحضيني الأهوازي ، روى عنه الحسين بن سعيد في رجال الكشّي ، ص ٤٩٦ ، الرقم ٥٩٣. ويؤكد ذلك أنّ الحسين بن سعيد أيضاً أهوازي.

إذا تبيّن هذا ، فنقول : روى عليّ بن مهزيار عن محمّد بن إبراهيم الحضيني فيالتهذيب ، ج ٥ ، ص ٤٢٧ ، ح ١٤٨٤. وعليّ بن مهزيار أيضاً أهوازي.

والظاهر من ملاحظة ما مرّ ، ومن ملاحظة أنّ عليّ بن مهزيار كان من الوكلاء كما صرّح به النجاشي في رجاله ، ص ٢٥٣ ، الرقم ٦٦٤ ، ولذا كثيراً ما يروي مكاتبات الأصحاب - كما هو ظاهر لمن راجع أسناد عليّ بن مهزيار - وأنّ محمّد بن إبراهيم الحضيني مات في حياة أبي جعفر الثانيعليه‌السلام ، كما في رجال الكشّي ، ص ٥٦٣ ، الرقم ١٠٦٤ ، والظاهر من ملاحظة هذا المجموع ، أنّ المراد من محمّد بن إبراهيم في سندنا هذا ، هو محمّد بن إبراهيم الحضيني ، وأنّ الراوي عنه بملاحظة الأسناد السابقة ، هو عليّ بن مهزيار.

فعليه الضمير المستتر في « قال » راجع إلى عليّ بن مهزيار ، فيكون السند معلّقاً على سند الحديث ٥٣٦٣ ، فينبغي جعل الخبر خبراً مستقلاًّ من الخبر ٥٣٦٤.

٤٠٦

يَسْأَلُهُ‌ عَنِ الْفَنَكِ : يُصَلّى فِيهِ؟ فَكَتَبَ(١) : « لَا بَأْسَ بِهِ(٢) ».

وَكَتَبَ يَسْأَلُهُ عَنْ جُلُودِ الْأَرَانِبِ ، فَكَتَبَعليه‌السلام : « مَكْرُوهٌ(٣) ».(٤)

وَكَتَبَ يَسْأَلُهُ عَنْ ثَوْبٍ حَشْوُهُ قَزٌّ(٥) : يُصَلّى فِيهِ؟ فَكَتَبَ : « لَا بَأْسَ بِهِ ».(٦)

٥٣٦٦/ ١٧. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ إِسْحَاقَ ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ مُقَاتِلٍ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِعليه‌السلام عَنِ(٧) الصَّلَاةِ فِي السَّمُّورِ وَالسِّنْجَابِ وَالثَّعْلَبِ(٨) ؟

فَقَالَ : « لَا خَيْرَ فِي ذلِكَ(٩) كُلِّهِ مَا خَلَا السِّنْجَابَ ؛ فَإِنَّهُ دَابَّةٌ لَاتَأْكُلُ اللَّحْمَ ».(١٠)

____________________

(١). في « بح » : « قال : فكتب ». وفيالوافي : « قال » بدل « فكتب ».

(٢). فيالوافي : - « به ».

(٣). فيالوسائل : « مكروهة ».

(٤).التهذيب ، ج ٢ ، ص ٢٠٥ ، ح ٨٠٤ ؛والاستبصار ، ج ١ ، ص ٣٨١ ، ح ١٤٤٤ ، معلّقاً عن الحسين بن سعيد ، عن محمّد بن إبراهيمالوافي ، ج ٧ ، ص ٤٠٥ ، ح ٦٢٠٢ ؛الوسائل ، ج ٤ ، ص ٣٥١ ، ح ٥٣٦٢.

(٥). في « بح » : « فرو ». و « القَزّ » : ضرب من الإبريسم فمعرّب ، أو هو ما يعمل ويسوّى منه الإبريسم ، ولهذا قيل : القزّ والإبريسم مثل الحنطة والدقيق. اُنظر :لسان العرب ، ج ٥ ، ص ٣٩٥ ؛ المصباح المنير ، ص ٥٠٢ ( قزز ).

وفيمرآة العقول : « قولهعليه‌السلام » حشوه قزّ ، قال الصدوق في الفقيه : إنّ المعنيّ في هذا الخبر قزّ الماعز دون قزّ الإبريسم. وقال في المدارك : أمّا الحشو بالإبريسم فقد قطع المحقّق بتحريمه ؛ لعموم المنع ، واستقرب الشهيد في الذكرى الجواز ؛ لرواية الحسين بن سعيد ، وحمل الصدوق بعيد ، والجواز محتمل ؛ لصحّة الرواية ومطابقتها لمقتضى الأصل ، وتعلّق النهي في أكثر الروايات بالثوب الإبريسم ، وهو لايصدق على الإبريسم المحشوّ قطعاً ». وراجع : ذكرى الشيعة ، ج ٣ ، ص ٤٤.

(٦).التهذيب ، ج ٢ ، ص ٣٦٤ ، ح ١٥٠٩ ، معلّقاً عن الحسين بن سعيد ، عن محمّد بن إبراهيمالوافي ، ج ٧ ، ص ٤٢٥ ، ح ٦٢٤٩ ؛الوسائل ، ج ٤ ، ص ٤٤٤ ، ح ٥٦٧١.

(٧). فيالتهذيب ، ح ٨٢١ : « أبا عبداللهعليه‌السلام في » بدل « أبا الحسنعليه‌السلام عن ».

(٨). فيالتهذيب ، ح ٨٢١والاستبصار : « والثعالب ».

(٩). في « بخ » والوافي والوسائل والتهذيب ، ح ٨٢١ : « ذا ».

(١٠).التهذيب ، ج ٢ ، ص ٢١٠ ، ح ٨٢١ ؛والاستبصار ، ج ١ ، ص ٣٨٤ ، ح ١٤٥٦ ، معلّقاً عن الكليني. =

٤٠٧

٥٣٦٧/ ١٨. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : أَنَّهُ كَرِهَ أَنْ يُصَلِّيَ وَعَلَيْهِ ثَوْبٌ فِيهِ تَمَاثِيلُ(١) (٢)

٥٣٦٨/ ١٩. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى، عَنْ سَمَاعَةَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : قُلْتُ لَهُ(٣) : الطَّيْلَسَانُ(٤) يَعْمَلُهُ(٥) الْمَجُوسُ أُصَلِّي فِيهِ؟ قَالَ : « أَلَيْسَ يُغْسَلُ بِالْمَاءِ؟ » قُلْتُ : بَلى ، قَالَ : « لَا بَأْسَ ».

قُلْتُ : الثَّوْبُ الْجَدِيدُ يَعْمَلُهُ الْحَائِكُ ،(٦) أُصَلِّي(٧) فِيهِ؟ قَالَ : « نَعَمْ ».(٨)

٥٣٦٩/ ٢٠. مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى ، عَنِ‌

____________________

= راجع :التهذيب ، ج ٢ ، ص ٢١٠ ، ح ٨٢١ ؛والاستبصار ، ج ١ ، ص ٣٨٤ ، ح ١٤٥٨الوافي ، ج ٧ ، ص ٤٠٤ ، ح ٦١٩٧ ؛الوسائل ، ج ٤ ، ص ٣٤٨ ، ح ٥٣٥٣.

(١). فيالوافي : « التمثال - بالكسر - : الصورة ، وقد يخصّ بما فيه روح ؛ لأنّه المحرّم تصويره ، المكروه استعماله دون غيره من الصور ». وفيمرآة العقول : « المراد بالتماثيل صور الحيوانات كما هو ظاهر الأخبار ، أو كلّ ما له مثل في الخارج كما ذكره جماعة ».

(٢).الوافي ، ج ٧ ، ص ٣٩٠ ، ح ٦١٦٤ ؛والوسائل ، ج ٤ ص ٤٣٧ ، ح ٥٦٤٣.

(٣). في « بث ، بخ ، جن » والوافي : - « له ».

(٤). « الطيلسان » : فارسيّ ، تعريب تالشان ، وهو من لباس العجم مدوّر أسود. وقال العلاّمة الفيض : « الطيلسان : ثوب يلقى على الكتفين يحيط بالبدن ». وقال العلّامة المجلسي : « الطيلسان ، بتثليث اللام : ثوب من قطن ». اُنظر : الصحاح ، ج ٣ ، ص ٩٤٤ ؛ المغرب ، ص ٢٩١ ( طلس ).

(٥). في « بخ » : « تعمله ».

(٦). « الحائك » : الناسج ، يقال : حاك الثوبَ حَوْكاً وحِياكاً وحِياكةً ، واويّة يائيّة : نسجه. اُنظر :القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٢٤٢ ( حيك ).

(٧). في « جن » : « يصلّى ».

(٨).الوافي ، ج ٧ ، ص ٤٣٤ ، ح ٦٢٨٥ ؛الوسائل ، ج ٣ ، ص ٥١٩ ، ح ٤٣٤٤.

٤٠٨

الْعِيصِ بْنِ الْقَاسِمِ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام عَنِ الرَّجُلِ يُصَلِّي فِي ثَوْبِ الْمَرْأَةِ وَفِي إِزَارِهَا ، وَيَعْتَمُّ بِخِمَارِهَا(١) ؟

قَالَ : « نَعَمْ(٢) إِذَا كَانَتْ مَأْمُونَةً ».(٣)

٥٣٧٠/ ٢١. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَهْزِيَارَ ، عَنْ فَضَالَةَ بْنِ أَيُّوبَ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام عَنِ الدَّرَاهِمِ السُّودِ الَّتِي فِيهَا التَّمَاثِيلُ : أَيُصَلِّي(٤) الرَّجُلُ وَهِيَ(٥) مَعَهُ؟

فَقَالَ : « لَا بَأْسَ إِذَا كَانَتْ مُوَارَاةً(٦) ».(٧)

____________________

(١). « الخِمار » : النصيف ، وهو ثوب تتغطّى به المرأة فوق ثيابها كلّها ، سمّي نصيفاً ؛ لأنّه نَصَف بين الناس وبينها فحجز أبصارهم عنها ، أو الخِمار : ما تغطّي به المرأة رأسها. اُنظر :لسان العرب ، ج ٤ ، ص ٢٥٧ ( خمر ) ؛ وج ٩ ، ص ٣٣٢ ( نصف ).

(٢). فيالوافي : « قولهعليه‌السلام : نعم ، لعلّه محمول على ما إذا لم يكن من الثياب المختصّة بهنّ ».

(٣).التهذيب ، ج ٢ ، ص ٣٦٤ ، ح ١٥١١ ، معلّقاً عن محمّد بن إسماعيل. الفقيه ، ج ١ ، ص ٢٥٦ ، ح ٧٨٥ ؛ وص ٣٧٤ ، ح ١٠٨٧ ، معلّقاً عن العيص بن القاسم ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٧ ، ص ٤٣٤ ، ح ٦٢٨٤ ؛الوسائل ، ج ٣ ، ص ٤٤٩ ، ح ٤١٣٩ ؛ وج ٤ ، ص ٤٤٧ ، ذيل ح ٥٦٧٩.

(٤). في « بخ » : « يصلّي » بدون همزة الاستفهام.

(٥). في « بح » : « وهو ».

(٦). « المواراة » : الإخفاء ، يقال : واراه وورّاه ، أي أخفاه. اُنظر : الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٥٢٣ ؛القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٧٥٨ ( ورى ).

(٧).التهذيب ، ج ٢ ، ص ٣٦٤ ، ح ١٥٠٨ ، معلّقاً عن عليّ بن مهزيار ، مع اختلاف يسير. راجع : الفقيه ، ج ١ ، ص ٢٥٦ ، ح ٧٨٣ ؛ وقرب الإسناد ، ص ١٨٥ ، ح ٦٩١الوافي ، ج ٧ ، ص ٤٢٩ ، ح ٦٢٦٥ ؛الوسائل ، ج ٤ ، ص ٤٣٩ ، ذيل ح ٥٦٤٩.

٤٠٩

٥٣٧١/ ٢٢. وَفِي رِوَايَةِ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ الْحَجَّاجِ ، عَنْهُ(١) ، قَالَ :

قَالَ(٢) : « لَا بُدَّ لِلنَّاسِ مِنْ حِفْظِ بَضَائِعِهِمْ(٣) ؛ فَإِنْ صَلّى وَهِيَ مَعَهُ ، فَلْتَكُنْ مِنْ خَلْفِهِ ، وَلَايَجْعَلْ شَيْئاً مِنْهَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْقِبْلَةِ(٤) ».(٥)

٥٣٧٢/ ٢٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « تُكْرَهُ الصَّلَاةُ فِي الثَّوْبِ الْمَصْبُوغِ الْمُشْبَعِ الْمُفْدَمِ(٦) ».(٧)

____________________

(١). فيالوافي : + « عليه‌ السلام أنّه ».

(٢). في « بخ ، بس » والوافي : - « قال ».

(٣). « البضائع » : جمع البِضاعة ، وهي قطعة من المال تعدّ للتجارة. وقيل غير ذلك. اُنظر : الصحاح ، ج ٣ ، ص ١١٨٦ ؛لسان العرب ، ج ٨ ، ص ١٥ ( بضع ).

(٤). فيمرآة العقول : « حمل على الاستحباب ».

(٥). الفقيه ، ج ١ ، ص ٢٥٦ ، ح ٧٨٣ ، معلّقاً عن عبدالرحمن بن الحجّاج ، مع اختلاف يسير وزيادة في أوّلهالوافي ، ج ٧ ، ص ٤٢٩ ، ح ٦٢٦٦ ؛الوسائل ، ج ٤ ، ص ٤٣٧ ، ذيل ح ٥٦٤٤.

(٦). « في « ى » : « المقدم ». و « الـمُفْدَم » : المُشْبَع حمرةً ، كأنّه الذي لايقدر على الزيادة عليه ؛ لتناهي حمرته فهو كالممتنع من قبول الصبغ. وقيل : هو الذي ليست حمرته شديدة. قال الشيخ البهائي في الحبل المتين ، ص ٦١٥ : « هو - أي المفدم - بالفاء الساكنة والبناء للمفعول ، أي الشديد الحمرة ، كذا فسّره المحقّق في المعتبر والعلّامة في المنتهى ، وربّما يقال : إنّه مطلق الثوب الشديد اللون ، سواء كان حمرة أو غيره ، وإليه ينظر كلام المبسوط ، فيكره الصلاة في مطلق الثوب الشديد اللون ، وهو مختار أبي الصلاح وابن الجنيد وابن إدريس ، ومال إليه شيخنا في الذكرى ». راجع أيضاً : النهاية ، ج ٣ ، ص ٤٢١ ؛لسان العرب ، ج ١٢ ، ص ٤٥٠ ( فدم ) ؛ المبسوط ، ج ١ ، ص ٩٥ ؛ المعتبر ، ج ٢ ، ص ٩٤ ؛منتهى المطلب ، ج ٤ ، ص ٢٤٦ ؛ ذكرى الشيعة ، ج ٣ ، ص ٥٦.

(٧).التهذيب ، ج ٢ ، ص ٣٧٣ ، ح ١٥٤٩ ، بسنده عن ابن فضّال. الكافي ، كتاب الزيّ والتجمّل والمروءة ، باب =

٤١٠

٥٣٧٣/ ٢٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى رَفَعَهُ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « صَلِّ فِي مِنْدِيلِكَ الَّذِي تَتَمَنْدَلُ بِهِ ، وَلَاتُصَلِّ فِي مِنْدِيلٍ يَتَمَنْدَلُ بِهِ غَيْرُكَ ».(١)

٥٣٧٤/ ٢٥. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى رَفَعَهُ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « لَا تُصَلِّ فِيمَا شَفَّ(٢) ، أَوْ سُفَّ(٣) » يَعْنِي(٤) الثَّوْبَ(٥) الْمُصَيْقَلَ(٦) .(٧)

____________________

= لبس المعصفر ، ضمن ح ١٢٤٧٢ ، بسند آخر عن أبي جعفرعليه‌السلام ، وفيه هكذا : « ولاتصلّوا في المشبع المضرّجالوافي ، ج ٧ ، ص ٣٩١ ، ح ٦١٦٦ ؛الوسائل ، ج ٤ ، ص ٤٦٠ ، ح ٥٧٢٣.

(١).الوافي ، ج ٧ ، ص ٤٣٤ ، ح ٦٢٨٣ ؛الوسائل ، ج ٤ ، ص ٤٤٧ ، ح ٥٦٨٠.

(٢). يقال : شَفَّ الثوبُ يشفّ شُفوفاً ، إذا رقّ حتّى يرى ما خلفه ، وإذا بدا ما وراءه ولم يستره. راجع : الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٣٨٢ ؛ النهاية ، ج ٢ ، ص ٤٨٦ ( شفف ).

(٣). في « بث ، بخ ، بف » : « أو شفّ ». وفيالتهذيب : « أو صفّ ». وفيمرآة العقول ، ج ١٥ ، ص ٣١٩ : « قولهعليه‌السلام : أو سفّ ، كذا في أكثر النسخ ، والظاهر أنّه بالصاد كما فيالتهذيب ، وبالسين ليس له معنى يناسب المقام ولا التفسير ، وربّما يقال : إنّه من السفّ بالكسر والضمّ ، وهو الأرقم من الحيّات تشبيهاً لصقالته بجلد الحيّة ، ولا يخفى بعده ، ومع قطع النظر عن التفسير يمكن أن يكون المراد به الثوب الوسخ ، قال في النهاية : فيه : فكأنّما اسفَّ وجه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أي تغيّر واكمدّ كأنّما ذُرَّ عليه شي‌ء غيره من قولهم : أسففت الوشم ، وهو أن يُغْرَزَ الجلدُ بإبرة ، ثمّ تُحْشَى المغارزُ كحلاً ». وانظر أيضاً : الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٣٧٤ ؛ النهاية ، ج ٢ ، ص ٣٧٥ ( سفف ).

(٤). في « ظ » : « عنى ».

(٥). فيالوافي : + « الصيقل ».

(٦). كذا في المطبوع والوافي نقلاً من بعض النسخ. وفي « ظ ، ى ، بث ، بح ، بخ ، جن » : « الصيقل ». وفي « بس »والوسائل : « الصقيل ». وفيالتهذيب : « المصقل ». و « المصيقل » ، أي المجليّ ، من قولهم : صَقَلَ السيف وسقله أيضاً صَقْلاً وصِقالاً ، أي جلاه. وقال العلّامة المجلسي : « وكأنّ المراد ما يصقل من الثياب بحيث يكون له جلاء وصوت لذلك ». انظر : الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٧٤٤ ( صقل ).

(٧).التهذيب ، ج ٢ ، ص ٢١٤ ، ح ٨٣٨ ، معلّقاً عن الكليني. وفيه ، ح ٨٣٧ ، معلّقاً عن محمّد بن أحمد بن =

٤١١

٥٣٧٥/ ٢٦. وَرُوِيَ : « لَا تُصَلِّ فِي ثَوْبٍ أَسْوَدَ ، فَأَمَّا الْخُفُّ أَوِ الْكِسَاءُ أَوِ الْعِمَامَةُ(١) ، فَلَا بَأْسَ(٢) ».(٣)

٥٣٧٦/ ٢٧. أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ ، عَنِ السَّيَّارِيِّ ، عَنْ أَبِي يَزِيدَ الْقَسْمِيِّ - وَقَسْمٌ حَيٌّ مِنَ الْيَمَنِ بِالْبَصْرَةِ(٤) :

عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَاعليه‌السلام : أَنَّهُ سَأَلَهُ(٥) عَنْ جُلُودِ(٦) الدَّارِشِ(٧) الَّتِي يُتَّخَذُ(٨) مِنْهَا الْخِفَافُ؟

قَالَ : فَقَالَ : « لَا تُصَلِّ فِيهَا ؛ فَإِنَّهَا تُدْبَغُ بِخُرْءِ(٩) الْكِلَابِ(١٠) ».(١١)

____________________

= يحيى ، عن السيّاري ، عن أحمد بن حمّاد ، رفعه إلى أبي عبداللهعليه‌السلام الوافي ، ج ٧ ، ص ٣٨٩ ، ح ٦١٦١ ؛الوسائل ، ج ٤ ، ص ٣٨٨ ، ح ٥٤٧٦.

(١). فيالوافي : « والكساء والعمامة ».

(٢). في « ظ » : + « به ».

(٣).الوافي ، ج ٧ ، ص ٣٩١ ، ح ٦١٦٨ ؛الوسائل ، ج ٤ ، ص ٣٨٣ ، ح ٥٤٦٤ ؛ وص ٣٨٧ ، ح ٥٤٧٢.

(٤). فيالوسائل ، ح ٤٣٣٤ : - « وقسم حيّ من اليمن بالبصرة ».

(٥). في « ى » : « سأل ».

(٦). في حاشية « بح » : « جلد ».

(٧). في « بث » : « الدراش ». و « الدارِش » : جلد معروف أسود ، كأنّه فارسيّ الأصل. اُنظر : الصحاح ، ج ٣ ، ص ١٠٠٦ ؛القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٨٠٩ ( درس ).

(٨). في « بخ » : « تتّخذ ».

(٩). « الخُرْء » ، بالضمّ : العذرة ، والجمع : خُرُوء. الصحاح ، ج ١ ، ص ٤٦ ( خرء ).

(١٠). فيمرآة العقول : « لعلّهم لم يكونوا يغسلونها بعد الدباغ ، أو لأنّ بعد الغسل أيضاً كان يبقى فيها أجزاء صغار ، أو استحباباً للاحتياط لعلّه يبقى فيها شي‌ء ولعلّ عدم أمره بالغسل لأجل اللون ، أو لما ذكرنا فتأمّل ».

(١١).التهذيب ، ج ٢ ، ص ٣٧٣ ، ح ١٥٥٢ ، معلّقاً عن محمّد بن أحمد ، مع اختلاف يسير ؛ علل الشرائع ، =

٤١٢

٥٣٧٧/ ٢٨. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ رَفَعَهُ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام (١) فِي الْخَزِّ الْخَالِصِ : « أَنَّهُ لَابَأْسَ بِهِ ، فَأَمَّا الَّذِي يُخْلَطُ فِيهِ وَبَرُ الْأَرَانِبِ ، أَوْ غَيْرُ ذلِكَ مِمَّا يُشْبِهُ(٢) هذَا ، فَلَا تُصَلِّ(٣) فِيهِ ».(٤)

٥٣٧٨/ ٢٩. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَرْقِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ سُلَيْمَانَ ، عَنْ جَرَّاحٍ الْمَدَائِنِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : أَنَّهُ كَانَ يَكْرَهُ أَنْ يَلْبَسَ(٥) الْقَمِيصَ الْمَكْفُوفَ بِالدِّيبَاجِ(٦) ، وَيَكْرَهُ لِبَاسَ الْحَرِيرِ وَلِبَاسَ الْوَشْيِ(٧) ،............................................

____________________

= ص ٣٤٤ ، ح ١ ، بسنده عن محمّد بن أحمد ، عن أحمد بن محمّد السيّاريالوافي ، ج ٧ ، ص ٤١٣ ، ح ٦٢٢٥ ؛الوسائل ، ج ٣ ، ص ٤٤٠ ، ح ٤١٠٥ ؛ وص ٥١٦ ، ح ٤٣٣٤.

(١). فيالتهذيب ، ح ٨٣٠ : + « عن الصلاة ». وفيالتهذيب ، ح ٨٣١والاستبصار ، ح ١٤٧٠ والعلل : + « الصلاة ».

(٢). في « ى » : « شبه ».

(٣). فيالاستبصار ، ح ١٤٦٩ : « فلا يصلّى ».

(٤).التهذيب ، ج ٢ ، ص ٢١٢ ، ح ٨٣٠ ؛والاستبصار ، ج ١ ، ص ٣٨٧ ، ح ١٤٦٩ ، معلّقاً عن الكليني. وفيالتهذيب ، ج ٢ ، ص ٢١٢ ، ح ٨٣١ ؛والاستبصار ، ج ١ ، ص ٣٨٧ ، ح ١٤٧٠ ، بسند آخر. علل الشرائع ، ص ٣٥٧ ، ح ٢ ، بسند آخر ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٧ ، ص ٤١٠ ، ح ٦٢١٤ ؛الوسائل ، ج ٤ ، ص ٣٦١ ، ذيل ح ٥٣٩٣.

(٥). فيمرآة العقول : « قولهعليه‌السلام : يكره أن يلبس ، الحكم بجواز الصلاة في الثوب المكفوف بالحرير مقطوع به‌في كلام الأصحاب المتأخّرين ، وربّما يظهر من عبارة ابن البرّاج المنع من ذلك ، واستدلّوا بهذا الخبر على الكراهة. ولا يخفى ما فيه ؛ فإنّ الكراهة في هذا الحديث أيضاً استعملت في الحرمة ».

(٦). « المكفوف بالديباج » أي الذي عُمل على ذيله وأكمامه وجيبه كفاف من ديباج ، والكفاف : جمع كُفَّة ، وكُفَّةكلّ شي‌ء ، بالضمّ : طُرّته وحاشيته ، وكلّ مستطيل : كُفّة ، ككُفّة الثوب ، وكلّ مستدير كِفَّة ، بالكسر ككِفّة الميزان. اُنظر : الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٤٢٢ ؛ النهاية ، ج ٤ ، ص ١٩١ ( كفف ).

(٧). « الوشي » : نقش الثوب ، معروف ويكون من كلّ لون ، والوشي في اللون : خلط لون بلون. اُنظر : =

٤١٣

وَيَكْرَهُ(١) الْمِيثَرَةَ(٢) الْحَمْرَاءَ ؛ فَإِنَّهَا مِيثَرَةُ إِبْلِيسَ.(٣)

٥٣٧٩/ ٣٠. مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ ، عَنِ الْحَلَبِيِّ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : الْخِفَافُ عِنْدَنَا فِي السُّوقِ نَشْتَرِيهَا ، فَمَا تَرى فِي الصَّلَاةِ فِيهَا؟

فَقَالَ : « صَلِّ فِيهَا حَتّى يُقَالَ لَكَ : إِنَّهَا مَيْتَةٌ بِعَيْنِهَا(٤) ».(٥)

٥٣٨٠/ ٣١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ رَفَعَهُ :

____________________

=لسان العرب ، ج ١٥ ، ص ٣٩٢ ( وشى ). وقال فيالوافي : « وفي بعض النسخ : القسّيّ ، مكان الوشي بالقاف والمهملة ، قال ابن الأثير في نهايته : فيه نهي عن لبس القِسَّيّ ، وهو ثياب من كتّان مخلوط بحرير ، يؤتى به من مصر أقول : وكأنّ النسخة الثانية أصحّ ؛ لتكرّر النهي عن القسّيّ في الأخبار ، كما فيالخصال وغيره ؛ بخلاف الوشي ، فإنّه لا كراهة فيه كما يأتي ». وانظر : النهاية ، ج ٤ ، ص ٥٩ ( قسس ).

(١). فيالوافي والكافي ، ح ١٢٥٠٦ : + « لباس ».

(٢). « المثيرَة » : مِفْعلة من الوَثارة بمعنى السهل واللين ، أصلها : مِوْثَرة ، وهي من مراكب العجم ، تعمل من حرير أو ديباج وتتّخذ كالفراش الصغير وتحشى بقطن أو صوف ، يجعلها الراكب تحته على الرحال فوق الجمال. وقال ابن الأثير : « ويدخل فيه مياثر السروج ؛ لأنّ النهي يشمل كلّ ميثرة حمراء ، سواء كانت على رحل أو سرج ». والميثرة أيضاً : الثوب الذي تجلّل به الثياب فيعلوها. راجع : النهاية ، ج ٥ ، ص ١٥٠ ؛لسان العرب ، ح ٥ ، ص ٢٧٨ ( وثر ).

(٣).التهذيب ، ج ٢ ، ص ٣٦٤ ، ح ١٥١٠ ، معلّقاً عن أحمد بن محمّد البرقي. الكافي ، كتاب الزيّ والتجمّل ، باب لبس الحرير والديباج ، ح ١٢٥٠٦ ، بسند آخر عن النضر بن سويد ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٢٠ ، ص ٧٢٧ ، ح ٢٠٣٥٦ ؛الوسائل ، ج ٤ ، ص ٣٧٠ ، ذيل ح ٥٤١٩ ؛ وص ٤٤٥ ، ح ٥٦٧٣.

(٤). في « ى ، بث ، بخ ، بس » : « بعينه ».

(٥).التهذيب ، ج ٢ ، ص ٢٣٤ ، ح ٩٢٠ ، بسنده عن ابن مسكان. وفيه ، ص ٣٧١ ، ح ١٥٤٥ ؛ وقرب الإسناد ، ص ٣٨٥ ، ح ١٣٥٧ ، بسند آخر عن الرضاعليه‌السلام ، وفي كلّ المصادر مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٧ ، ص ٤١٧ ، ح ٦٢٣٥ ؛الوسائل ، ج ٣ ، ص ٤٩٠ ، ذيل ح ٤٢٦١.

٤١٤

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « يُكْرَهُ السَّوَادُ(١) إِلَّا فِي ثَلَاثَةٍ : الْخُفِّ ، وَالْعِمَامَةِ ، وَالْكِسَاءِ ».(٢)

٥٣٨١/ ٣٢. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ مُحَسِّنِ بْنِ أَحْمَدَ ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : قُلْتُ لَهُ : أُصَلِّي فِي الْقَلَنْسُوَةِ(٣) السَّوْدَاءِ؟

فَقَالَ : « لَا تُصَلِّ فِيهَا ؛ فَإِنَّهَا لِبَاسُ أَهْلِ النَّارِ(٤) ».(٥)

٥٣٨٢/ ٣٣. عَلِيٌّ(٦) ، عَنْ سَهْلٍ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْجَهْمِ(٧) ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي الْحَسَنِ(٨) عليه‌السلام : أَعْتَرِضُ السُّوقَ ، فَأَشْتَرِي خُفّاً لَا أَدْرِي أَذَكِيٌّ هُوَ ،

____________________

(١). هكذا في جميع النسخ والمصادر. وفي المطبوع : « يكره الصلاة ».

(٢).التهذيب ، ج ٢ ، ص ٢١٣ ، ح ٨٣٥ ، معلّقاً عن الكليني. الكافي ، كتاب الزيّ والتجمّل ، باب لبس السواد ، ح ١٢٤٧٩ ، عن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن أبي عبدالله ، عن بعض أصحابه رفعه إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .الخصال ، ص ١٤٨ ، باب الثلاثة ، ح ١٧٩ ، بسنده عن أحمد بن أبي عبدالله البرقي ، بإسناده يرفعه إلى أبي عبداللهعليه‌السلام . علل الشرائع ، ص ٣٤٧ ، ح ٣ ، بسنده عن محمّد بن أحمد ، بإسناده يرفعه إلى أبي عبداللهعليه‌السلام . الفقيه ، ج ١ ، ص ٢٥١ ، ح ٧٦٨ ، مرسلاً وفيه : « كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يكره » ، وفي كلّ المصادر - إلّاالتهذيب - مع اختلاف يسيرالوسائل ، ج ٤ ، ص ٣٨٢ ، ح ٥٤٦١.

(٣). في « بح » والعلل : « قلنسوة ».

(٤). فيمرآة العقول : « قولهعليه‌السلام : فإنّه لباس أهل النار ، أي بني العبّاس لعنهم الله ».

(٥).التهذيب ، ج ٢ ، ص ٢١٣ ، ح ٨٣٦ ، معلّقاً عن الكليني. علل الشرائع ، ص ٣٤٦ ، ح ١ ، بسند آخر. الفقيه ، ج ١ ، ص ٢٥١ ، ح ٧٦٦ ، مرسلاً ، وفي الأخيرين مع اختلاف يسير. وراجع : الكافي ، كتاب الزيّ والتجمّل ، باب الغناء ، ح ١٢٤٨٠الوافي ، ج ٧ ، ص ٣٩٢ ، ح ٦١٦٩ ؛الوسائل ، ج ٤ ، ص ٣٨٦ ، ح ٥٤٧١.

(٦). عليّ هذا ، هو عليّ بن محمّد الراوي عن سهل بن زياد ، فما ورد فيالتهذيب ، ج ٢ ، ص ٢٣٤ ، ح ٩٢١ من نقل الخبر عن محمّد بن يعقوب ، عن سهل ، لا يخلو من الخلل.

(٧). في « غ ، بث ، بخ ، بس » : « جهم ». وفيالتهذيب : - « بن » ، والمذكور في بعض نسخه « الحسن بن الجهم ».

(٨). في « بح »والوسائل والتهذيب : + « الرضا ».

٤١٥

أَمْ لَا؟ قَالَ(١) : « صَلِّ فِيهِ ».

قُلْتُ : فَالنَّعْلُ(٢) ؟ قَالَ : « مِثْلُ ذلِكَ ».

قُلْتُ : إِنِّي أَضِيقُ مِنْ هذَا؟ قَالَ(٣) : « أَتَرْغَبُ عَمَّا(٤) كَانَ أَبُو الْحَسَنِعليه‌السلام يَفْعَلُهُ ».(٥)

٥٣٨٣/ ٣٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَهْزِيَارَ ، قَالَ :

سَأَلْتُهُ عَنِ الصَّلَاةِ فِي جُرْمُوقٍ(٦) - وَأَتَيْتُهُ بِجُرْمُوقٍ فَبَعَثْتُ(٧) بِهِ إِلَيْهِ -؟

فَقَالَ : « يُصَلّى فِيهِ ».(٨)

٥٣٨٤/ ٣٥. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنِ الْعَمْرَكِيِّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ جَعْفَرٍ :

عَنْ أَخِيهِ أَبِي الْحَسَنِعليه‌السلام ، قَالَ : سَأَلْتُهُ عَنْ رَجُلٍ صَلّى وَفِي كُمِّهِ طَيْرٌ(٩) ؟

قَالَ : « إِنْ خَافَ الذَّهَابَ عَلَيْهِ ، فَلَا بَأْسَ ».(١٠)

قَالَ : وَسَأَلْتُهُ عَنِ الْخَلَاخِلِ : هَلْ يَصْلُحُ لِلنِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ لُبْسُهَا؟

____________________

(١). في حاشية « بح » : « فقال ».

(٢). فيالتهذيب : « والنعل ».

(٣). في حاشية « بح » : « فقال ».

(٤). فيالتهذيب : « عنّا ».

(٥).التهذيب ، ج ٢ ، ص ٢٣٤ ، ح ٩٢١ ، معلّقاً عن الكلينيالوافي ، ج ٧ ، ص ٤١٩ ، ح ٦٢٤٠ ؛الوسائل ، ج ٣ ، ص ٤٩٣ ، ح ٤٢٦٨.

(٦). « الجُرْمُوقُ » : خفّ صغير ، أو خفّ صغير يلبس فوق الخفّ.لسان العرب ، ج ١٠ ، ص ٣٥ ( جرمق ).

(٧). فيالوسائل والتهذيب : « بعثت ».

(٨).التهذيب ، ج ٢ ، ص ٢٣٤ ، ح ٩٢٣ ، معلّقاً عن محمّد بن أحمد بن يحيى ، عن إبراهيم بن مهزيارالوافي ، ج ٧ ، ص ٤٣٠ ، ح ٦٢٧٠ ؛الوسائل ، ج ٤ ، ص ٤٢٧ ، ح ٥٦١١.

(٩). في « ظ » وحاشية « بس » : « طائر ».

(١٠). الفقيه ، ج ١ ، ص ٢٥٣ ، ضمن ح ٧٧٦ ، معلّقاً عن عليّ بن جعفر ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٧ ، ص ٤٣٠ ، ح ٦٢٦٩ ؛الوسائل ، ج ٤ ، ص ٤٦١ ، ح ٥٧٢٥.

٤١٦

فَقَالَ : « إِذَا(١) كَانَتْ صَمَّاءَ ، فَلَا بَأْسَ ؛ وَإِنْ كَانَتْ(٢) لَهَا صَوْتٌ ، فَلَا ».(٣)

٥٣٨٥/ ٣٦. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الْفَضْلِ الْمَدَائِنِيِّ ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « لَا يُصَلِّي(٤) الرَّجُلُ وَفِي(٥) تِكَّتِهِ(٦) مِفْتَاحُ حَدِيدٍ ».(٧)

٥٣٨٦/ ٣٧. عَلِيٌّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : لَايُصَلِّي(٨) الرَّجُلُ وَفِي يَدِهِ خَاتَمُ حَدِيدٍ ».(٩)

____________________

(١). في « بخ » والوافي : « إن ».

(٢). في « ى » وحاشية « بح » والوافي والوسائل والفقيه وقرب الإسناد : « كان ».

(٣). مسائل عليّ بن جعفر ، ص ١٣٨. وفيقرب الإسناد ، ص ٢٢٦ ، ح ٨٨١ ، بسنده عن عليّ بن جعفر ؛ الفقيه ، ج ١ ، ص ٢٥٤ ، ح ٧٧٧ ، معلّقاً عن عليّ بن جعفر ، وفي الأخيرين مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٧ ، ص ٤٣٠ ، ح ٦٢٦٩ ؛ وج ٢٠ ، ص ٧٨٢ ، ح ٢٠٤٩٨ ؛الوسائل ، ج ٤ ، ص ٤٦٣ ، ح ٥٧٣٢.

(٤). هكذا في معظم النسخ التي قوبلت والوافي والوسائل . وفي « بث » والمطبوع : « لا يصلّ ».

(٥). في « بح » : « في » بدون الواو.

(٦). في حاشية « بح » : « كمّه ». و « التِكَّة » : رباط السراويل ، والجمع : تِكَك. اُنظر :لسان العرب ، ج ١٠ ، ص ٤٠٦ ( تكك ).

(٧).الوافي ، ج ٧ ، ص ٤٢٨ ، ح ٦٢٦٣ ؛الوسائل ، ج ٤ ، ص ٤١٨ ، ح ٥٥٨٢.

(٨). هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي والوسائل والفقيه ، ح ٧٧٢والتهذيب ، ص ٢٢٧. وفي‌المطبوع : « لايصلّ ».

(٩).التهذيب ، ج ٢ ، ص ٢٢٧ ، ح ٨٩٥ ، معلّقاً عن عليّ بن إبراهيم. علل الشرائع ، ص ٣٤٨ ، ح ٢ ، بسنده عن إبراهيم بن هاشم ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن جعفر بن محمّد ، عن آبائهعليهم‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله . وفيه ، ح ١ ؛والفقيه ، ج ١ ، =

٤١٧

* وَرُوِيَ « إِذَا كَانَ الْمِفْتَاحُ فِي غِلَافٍ ، فَلَا بَأْسَ ».(١)

٦١ - بَابُ الرَّجُلِ يُصَلِّي فِي الثَّوْبِ وَهُوَ غَيْرُ طَاهِرٍ عَالِماً أَوْ جَاهِلاً‌

٥٣٨٧/ ١. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَهْزِيَارَ ، عَنْ صَفْوَانَ ، عَنِ الْعِيصِ بْنِ الْقَاسِمِ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام عَنْ رَجُلٍ صَلّى فِي ثَوْبِ رَجُلٍ أَيَّاماً ، ثُمَّ إِنَّ صَاحِبَ الثَّوْبِ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ لَايُصَلّى(٢) فِيهِ؟

قَالَ : « لَا يُعِيدُ شَيْئاً مِنْ صَلَاتِهِ ».(٣)

٥٣٨٨/ ٢. وَبِهذَا الْإِسْنَادِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَهْزِيَارَ ، عَنْ فَضَالَةَ بْنِ أَيُّوبَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ ، قَالَ :

سَأَلَ أَبِي أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام عَنِ الَّذِي يُعيِرُ ثَوْبَهَ لِمَنْ يَعْلَمُ أَنَّهُ يَأْكُلُ الْجِرِّيَّ(٤) أَوْ‌

____________________

= ص ٢٥٣ ، ح ٧٧٤ ، مع زيادة في آخره.التهذيب ، ج ٢ ، ص ٣٧٢ ، صدر ح ١٥٤٨ ، وفي الثلاثة الأخيرة بسند آخر عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، من دون الإسناد إلى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مع اختلاف يسير. الفقيه ، ج ١ ، ص ٢٥٣ ، ح ٧٧٢ ، مرسلاً عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الوافي ، ج ٧ ، ص ٤٢٨ ، ح ٦٢٦١ ؛الوسائل ، ج ٤ ، ص ٤١٧ ، ح ٥٥٨١.

(١).الوافي ، ج ٧ ، ص ٤٢٨ ، ح ٦٢٦٤ ؛الوسائل ، ج ٤ ، ص ٤١٨ ، ح ٥٥٨٣.

(٢). فيمرآة العقول : « يمكن أن يقرأ على المعلوم والمجهول ».

(٣).التهذيب ، ج ٢ ، ص ٣٦٠ ، ح ١٤٩٠ ؛والاستبصار ، ج ١ ، ص ١٨٠ ، ح ٦٣١ ، معلّقاً عن عليّ بن مهزيارالوافي ، ج ٧ ، ص ٤٣٣ ، ح ٦٢٨٢ ؛الوسائل ، ج ٣ ، ص ٤٧٥ ، ذيل ح ٤٢١٩.

(٤). قال ابن الأثير : « الجِرِّىُّ ، بالكسر والتشديد : نوع من السمك يشبه الحيّة ويسمّى بالفارسيّة مار ماهى ». وقال صاحب القاموس : « الجرّيّ ، بالكسر : سمك طويل أملس - وهو ضدّ الخشن - لايأكله اليهود وليس عليه فُصوص ». انظر : النهاية ، ج ١ ، ص ٢٦٠ ؛القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٥١٨ ( جرر ). وفيمرآة العقول : « كأنّ ذكر أكل الجرّيّ لبيان عدم تقيّده بالشرع ؛ لعدم النجاسة ، قال الشيخرحمه‌الله في مثل هذا الخبر : إنّه محمول على الاستحباب ؛ لأنّ الأصل في الأشياء كلّها الطهارة ولا يجب غسل شي‌ء من الثياب إلّابعد العلم بأنّ فيها نجاسة ، ثمّ روى رواية صحيحة فيها الأمر بالصلاة في مثل هذا الثوب والنهي عن الغسل من أجل ذلك ». كلام الشيخ فيالتهذيب ذيل هذا الحديث ، ونحوه فيالاستبصار كذلك.

٤١٨

يَشْرَبُ(١) الْخَمْرَ فَيَرُدُّهُ ، أَيُصَلِّي فِيهِ قَبْلَ أَنْ يَغْسِلَهُ؟

قَالَ : « لايُصَلِّي فِيهِ حَتَّى يَغْسِلَهُ »(٢) (٣)

٥٣٨٩/ ٣. أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْمُكَارِي ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ أَوْ أَبِي جَعْفَرٍ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمَا قَالَ : « لَا تُعَادُ الصَّلَاةُ مِنْ(٤) دَمٍ لَمْ تُبْصِرْهُ(٥) غَيْرَ(٦) دَمِ الْحَيْضِ ؛ فَإِنَّ قَلِيلَهُ وَكَثِيرَهُ فِي الثَّوْبِ - إِنْ‌

____________________

(١). فيالتهذيب والاستبصار : « ويشرب ».

(٢). هكذا في « ظ » ، وكذا نقله العلّامة الخبير السيّد موسى الشبيري - دام ظلّه - من نسخة العلّامة الطباطبائيقدس‌سره نقلاً من نسختي الشهيد الثاني أعلى الله مقامه. وفي أكثر النسخ والمطبوع بدل ما في المتن : « قال سألت أبا عبداللهعليه‌السلام عن الرجل يصلِّي وفي ثوبه عذرة من إنسان أو سنّور أو كلب ، أيعيد صلاته؟ فقال : « إن كان لم يعلم فلا يعيد ».

وما أثبتناه هو الظاهر ؛ فإنّه يأتي نفس هذا المتن المحذوف تحت الرقم ١١ من الباب وسنده مشترك مع سندنا هذا في بعض الأجزاء. والظاهر وقوع الاختلاط في أكثر النسخ بنوعٍ من جواز النظر.

ويؤيّد ما أثبتناه - مضافاً إلى ورود الخبر فيالتهذيب ، ج ٢ ، ص ٣٦١ ، ح ١٤٩٤ ، عن عليّ بن مهزيار ، عن فضالة ، عن عبدالله بن سنان ، قال سأل أبي أباعبداللهعليه‌السلام - ما ورد فيالوسائل ، ج ٣ ، ص ٤٦٨ ، ح ٤١٩٧ ، من نقل الخبر عن محمّد بن يعقوب ، عن الحسين بن محمّد ، عن عبدالله بن عامر ، بنفس السند الذي أثبتناه.

(٣).التهذيب ، ج ٢ ، ص ٣٦١ ، ح ١٤٩٤ ؛والاستبصار ، ج ١ ، ص ٣٩٣ ، ح ١٤٩٨ ، معلّقاً عن عليّ بن مهزيار ، عن فضالة ، عن عبدالله بن سنان ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام الوافي ، ج ٦ ، ص ٢١٥ ، ح ٤١٤٢ ؛الوسائل ، ج ٣ ، ص ٤٦٨ ، ح ٤١٩٧ ؛ وص ٥٢١ ، ذيل ح ٤٣٤٩.

(٤). في « بث » : « في ».

(٥). في « ظ ، بس » : « من دم يُبصره ». وفي « بث ، بح »والوسائل : « من دم تبصره ». وفي « جن » : « من دم تبصره من ». وفيالتهذيب : « من دم لم يُبصره ». وفيمرآة العقول : « قولهعليه‌السلام : لم تبصره ، أي لقلّته ، أو المراد أنّه كان جاهلاً ، ثمّ علم أنّه كان جاهلاً. والأخير أظهر فيظهر فرق آخر بين دم الحيض وغيره من النجاسات بإعادة الجاهل فيه دونها ، ولم أر هذا الفرق في كلام الأصحاب ».

(٦). فيالوافي والتهذيب : « إلّا ».

٤١٩

رَآهُ ، أَوْ لَمْ يَرَهُ(١) - سَوَاءٌ ».(٢)

٥٣٩٠/ ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ بَعْضِ مَنْ رَوَاهُ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِذَا أَصَابَ ثَوْبَكَ خَمْرٌ ، أَوْ نَبِيذٌ(٣) مُسْكِرٌ ، فَاغْسِلْهُ إِنْ عَرَفْتَ مَوْضِعَهُ ؛ فَإِنْ(٤) لَمْ تَعْرِفْ مَوْضِعَهُ(٥) ، فَاغْسِلْهُ كُلَّهُ ؛ وَإِنْ(٦) صَلَّيْتَ فِيهِ(٧) ، فَأَعِدْ صَلَاتَكَ ».(٨)

٥٣٩١/ ٥. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ خَيْرَانَ الْخَادِمِ ، قَالَ :

كَتَبْتُ إِلَى الرَّجُلِ - صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ - أَسْأَلُهُ عَنِ الثَّوْبِ يُصِيبُهُ(٩) الْخَمْرُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ : أَيُصَلّى فِيهِ ، أَمْ(١٠) لَا؟ فَإِنَّ أَصْحَابَنَا قَدِ اخْتَلَفُوا فِيهِ ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ : صَلِّ فِيهِ ؛ فَإِنَّ اللهَ إِنَّمَا حَرَّمَ شُرْبَهَا ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ : لَاتُصَلِّ فِيهِ.(١١)

____________________

(١). في « بث » : « ولم يره ». وفي « بخ ، بس »والتهذيب : « وإن لم يره ».

(٢).التهذيب ، ج ١ ، ص ٢٥٧ ، ح ٧٤٥ ، بسنده عن محمّد بن عيسى العبيدي ، عن الحسين بن سعيد ، عن النضر ، عن أبي سعيد ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله وأبي جعفرعليهما‌السلام الوافي ، ج ٦ ، ص ١٨٣ ، ح ٤٠٥٦ ؛الوسائل ، ج ٣ ، ص ٤٣٢ ، ح ٤٠٧٩.

(٣). في « ى » : + « أو ».

(٤). في حاشية « بث ، بح » والوافي والوسائل والتهذيب والاستبصار : « وإن ».

(٥). في « بخ » : + « وإلّا ».

(٦). فيالتهذيب والاستبصار : « فإن ».

(٧). في « ى » : - « فيه ».

(٨).التهذيب ، ج ١ ، ص ٢٧٨ ، ح ٨١٨ ؛والاستبصار ، ج ١ ، ص ١٨٩ ، ح ٦٦١ ، بسندهما عن الكلينيالوافي ، ج ٦ ، ص ٢١٥ ، ح ٤١٤٠ ؛الوسائل ، ج ٣ ، ص ٤٦٩ ، ح ٤١٩٩.

(٩). في « ظ ، بح ، جن » والوافي : « يصيب ».

(١٠). فيالاستبصار : « أو ».

(١١). فيمرآة العقول : « قولهعليه‌السلام : لاتصلّ فيه ، الظاهر أنّ الضمير راجع إلى الثوب المتنجّس بالخمر ، وضمير =

٤٢٠

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

701

702

703

704

705

706

707

708

709

710

711

712

713

714

715

716

717

718

719

720

721

722

723

724

725

726

727

728

729

730

731

732

733

734

735