موسوعة كربلاء الجزء ١

موسوعة كربلاء 8%

موسوعة كربلاء مؤلف:
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 735

الجزء ١ الجزء ٢
  • البداية
  • السابق
  • 735 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 468099 / تحميل: 5506
الحجم الحجم الحجم
موسوعة كربلاء

موسوعة كربلاء الجزء ١

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

حجر الأزد(١) . وليس من نفس طحا ، وإنما هو من قرية قريبة منها ، يقال لها : طحطوط(٢) ، فكره أن يقال له : طحطوطىّ ، فيظنّ أنه منسوب إلى الضّراط(٣) . وطحطوط : قرية صغيرة مقدار عشرة أبيات. قال الطحاوى(٤) : كان أول من كتبت عنه العلم المزنىّ ، وأخذت بقول الشافعى (رضى الله عنه). فلما كان بعد سنين ، قدم إلينا أحمد بن أبى عمران(٥) قاضيا على مصر ، فصحبته ، وأخذت بقوله ، وكان يتفقه على مذهب الكوفيين ، وتركت قولى الأول. فرأيت المزنى(٦) فى المنام ، وهو يقول لى : يا أبا جعفر ، اعتصبتك(٧) . يا أبا جعفر ، اعتصبتك(٨) .

__________________

(١) سير أعلام النبلاء ١٥ / ٢٩.

(٢) قرية كبيرة بصعيد مصر على شرقى النيل ، قريبة من الفسطاط بالصعيد الأدنى ، ومنها : الطحاوى الفقيه الذي انتسب إلى (طحا). (معجم البلدان) : ٤ / ٢٥. وواضح التناقض بين وصف ياقوت لهذه القرية بأنها كبيرة ، وبين ما نقله عن (ابن يونس) من قبل ، من أنها قرية صغيرة مقدار عشرة أبيات. ويفسر ذلك بأن وصف ياقوت يرجع إلى عهده (ق ٦ ـ ق ٧ ه‍) ، بينما وصف ابن يونس يرجع إلى زمانه (ق ٤ ه‍).

(٣) هو الريح الخارجة من الاست مع صوت. يقال : ضرط يضرط ضراطا : أخرج ريحا ، فهو ضرط وضرّاط (اللسان ، مادة : ض. ر. ط) ج ٤ / ٢٥٧٩ ، والمعجم الوسيط ١ / ٥٥٩. ولا تفهم الصلة بين خوف الطحاوى من النسبة إلى بلده (طحطوط) ، ونسبة الناس له إلى الضرّاط إلا بالرجوع إلى معجم (لسان العرب ، مادة : (ط. ح. ح) ج ٤ / ٢٦٤٣ ، فتجد : طحطح فى ضحكه بمعنى : كركر ، وهو الضحك بصوت. فخشى الرجل من التباس نسبه الحقيقى بالمعنى المذكور.

(٤) أسند المقريزى الرواية ، فقال : قال أبو سليمان بن زبر ، قال لى أبو جعفر الطحاوى (المقفى ١ / ٧٢٣). ولا مانع أن يرويها ابن يونس عن الطحاوى كذلك. ولعل المقتبسين من أصل كتابه حذفوا إسناده.

(٥) راجع ترجمتى له ومصادرها فى المجلد الثانى من (رسالتى للماجستير) هامش ٥ ص ٤٧.

(٦) راجع ترجمتى له ومصادرها فى المرجع السابق ، هامش ٣ ص ٤٨.

(٧) بمعنى : وافقتك ، وصرت أنا وأنت عصبة (جماعة). وأصلها : العصابة (أى : العمامة) وكل ما يعصّب به الرأس). (اللسان : ع. ص. ب) ج ٤ ص ٢٩٦٤ ، ٢٩٦٦ ، والمعجم الوسيط ٢ / ٦٢٥). فلعله عرفان المزنى بقدره بعد موته ؛ نظرا لغزارة علمه ، وكثرة مؤلفاته ، مثل :

(معانى الآثار ، وأحكام القرآن ، واختلاف العلماء). (حسن المحاضرة ١ / ٣٥٠). وأورد محقق (المقفى) قراءتين لتلك الكلمة ج ١ ص ٧٢٣ (هامش ٢) ، هما : (أغضبتك) : إشارة إلى إغضاب المزنى له ؛ مما جعله يترك مذهب الشافعى إلى الأحناف. والقراءة الأخرى ، وهى مرجوحة ، وتتمثل فى الفعل (اغتصبك) ، إشارة إلى (ابن أبى عمران) ، الذي أغراه بمذهب الأحناف ، فأعجبه وترك مذهب خاله (المزنى).

(٨) معجم البلدان ٤ / ٢٥.

٢١

سمعت القاسم بن محمد بن الحارث بن شهاب يقول : حضرت أحمد بن محمد بن سلامة الطحاوى ، وأتته امرأة برقعة ، فزعمت أنها مسألة بعثت بها إليه ، فنظر فيها ، فإذا فيها مكتوب : «رحم الله من دعا لغريب ، وجمع بين عاشق وحبيب». قال : فطواها ، ثم ردها إليها ، وقال لها : ليس هذا المكان الذي بعثت إليه يا امرأة ، غلطت(١) .

وكان ثقة ثبتا ، فقيها عاقلا ، لم يخلّف مثله(٢) . ولد سنة تسع وثلاثين ومائتين(٣) ، وخرج إلى الشام فى سنة ثمان وستين ومائتين ، وتوفى ليلة الخميس مستهل ذى القعدة سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة(٤) ، عن بضع وثمانين سنة(٥) .

٥٢ ـ أحمد بن محمد بن شرف بن السّمح : أبو العبّاس الحميرىّ. توفى فى رمضان سنة اثنتين وتسعين ومائتين. حدّث(٦) .

٥٣ ـ أحمد بن محمد بن عبد العزيز بن رباح (مولى عبد العزيز بن مروان) : يكنى أبا جعفر. توفى يوم الخميس آخر يوم من شهر شوال سنة ست وتسعين ومائتين ، وصلينا عليه غداة يوم الجمعة أول يوم من ذى القعدة فى «مصلّى خولان». حدّث عن يوسف

__________________

(١) تاريخ دمشق ٧ / ٣١٩ (بإسناد ابن عساكر إلى تلميذ مؤرخنا (ابن منده) ، إلى (مؤرخنا) ، إلى أستاذه المذكور بالمتن. وأورد الرواية بنفس المضمون المقريزى فى (المقفى) ج ١ ص ٧٢٣ ـ ٧٢٤ ، من غير نسبتها إلى ابن يونس ؛ مما يؤكد وجود مادة كثيرة من كتاب ابن يونس فى المصادر المتأخرة غير منسوبة إليه. وقد وردت فيها عبارة رقعة المرأة على هيئة بيت شعر (من بحر الخفيف) :

رحم الله من دعا لغريب

باجتماع لعاشق وحبيب

(٢) الأنساب ٢ / ١٧٩ ، وتاريخ دمشق ٧ / ٣١٨ ، ومعجم البلدان ٤ / ٢٥ ، وتذكرة الحفاظ (ط. دار إحياء التراث العربى) ج ٣ من المجلد الثانى ص ٨٠٩ ، وتاريخ الإسلام ٢٤ / ٧٨ ، وتاج التراجم ص ٨ ـ ٩ (وقال : لم يخلق مثله) ، وطبقات المفسرين للداودى ١ / ٧٣.

(٣) شذ عن تحديد ذلك التاريخ الذهبى فى (تذكرة الحفاظ) ، فجعله سنة سبع وثلاثين ومائتين ، فحرّفت تسع إلى سبع (ج ٣ من المجلد الثانى ص ٨٠٩). وتفرد المقريزى بذكر تاريخين لمولده مفصلين : (ربيع الأول سنة ٢٣٦ ه‍) ، وهو مرجوح فى نظرى. والثانى ـ ليلة الأحد العاشر من ربيع الأول سنة ٢٣٩ ه‍ (ولعله نقله عن ابن يونس ، ولم يذكر). (المقفى ١ / ٧٢٠).

(٤) الأنساب ٢ / ١٧٩ ، وتاريخ دمشق ٧ / ٣١٨ ، ومعجم البلدان ٤ / ٢٥ ، وتاج التراجم ٩ ، وطبقات المفسرين للداودى ١ / ٧٣ ـ ٧٥.

(٥) تفرد بهذه الإضافة الذهبى فى (تذكرة الحفاظ) ـ نقلا عن ابن يونس ـ ج ٣ من مج ٢ ص ٨١٠.

(٦) الإكمال ٤ / ٣٥٧ ـ ٣٥٨.

٢٢

ابن عدىّ ، وابن بكير ، وغيرهما(١) .

٥٤ ـ أحمد بن محمد بن عبد الواحد الكتّانى(٢) (بتاء مثقّلة) : هو أبو الحسن المصرى. يزعم أنه من موالى عمر بن الخطاب (رضى الله عنه). حدث عن على بن زيد الفرائضىّ ، ويونس بن عبد الأعلى ، وغيرهما. توفى سنة ست وعشرين وثلاثمائة ، ولم يكن بذاك(٣) .

٥٥ ـ أحمد بن محمد بن العلاء بن أبى رقيّة اللخمى : من راشدة ، يكنى أبا الذّكر ، كان مقبولا(٤) .

٥٦ ـ أحمد بن محمد بن الفتح بن الحجّاج بن عبد الله : ينسبون فى رعين. يكنى أبا العباس ، ويعرف ب «ابن القبّاب»(٥) . توفى فى المحرم سنة ثلاثين وثلاثمائة. شهد عند القضاة ، وحدّث(٦) .

٥٧ ـ أحمد بن مراد بن عيسى بن زيد بن زيادة الجهنىّ : يحدّث عن هارون بن سعيد وطبقته. حدث عنه أحمد بن عبد الله بن على الناقد ، وغيره. أراه من أهل الإسكندرية(٧) .

٥٨ ـ أحمد بن معاوية بن عبد الله الأسوانىّ : مولى بنى أمية. يكنى أبا عبد الله.

توفى يوم الأحد لسبع خلون من جمادى الأولى سنة إحدى وسبعين ومائتين(٨) .

__________________

(١) الإكمال ٤ / ١٣.

(٢) نسبة إلى بيع (الكتّان) ، وهو نوع من الثياب. (الأنساب ٥ / ٣١ ، وميزان الاعتدال ١ / ١٥١).

(٣) الإكمال ٧ / ١٨٧ ، والأنساب ٥ / ٣١ ، وتاريخ الإسلام ٢٤ / ١٨٧ ، وميزان الاعتدال ١ / ١٥١ ، والمغنى فى الضعفاء (ط. ١٩٧١ م) : ١ / ٥٦.

(٤) الإكمال ٤ / ٨٩.

(٥) نسبة إلى عمل القباب التى هى كالهوادج. (الأنساب ٤ / ٤٣٨).

(٦) الإكمال ٧ / ٩٥.

(٧) السابق : ٧ / ٢٣٩.

(٨) الطالع السعيد : ١٤٥.

٢٣

٥٩ ـ أحمد بن موسى بن عيسى بن صدقة المصرى : مولى الصدف ، الفقيه أبو بكر ابن الرّبّاب(١) . حدّث بكتب فقهيات. توفى سنة ست وثلاثمائة(٢) .

٦٠ ـ أحمد بن أبى يحيى زكير الحضرمى «مولاهم المصرى» : يكنى أبا الحسن. لم يكن بذاك ، فيه نكرة(٣) .

٦١ ـ أحمد بن يحيى بن زكريا الصّوّاف المصرى(٤) : أبو جعفر الحضرمى «مولى حضرموت». حدّث عن محمد بن رمح ، وأحمد بن سعيد الهمدانى ، وغيرهما.

سمعت منه ، وكان مقبولا عند القضاة ، ثقة. توفى فى مصر فى شهر ذى القعدة سنة اثنتين وثلاثمائة(٥) .

٦٢ ـ أحمد بن يحيى بن الوزير بن سليمان بن مهاجر التّجيبىّ : أبو عبد الله المصرى ، مولى قيسبة بن كلثوم السّومىّ(٦) . سمع ابن الكلبى ، وعبد الله بن وهب. وكان فقيها من جلساء ابن وهب ، وكان عالما بالشعر ، والأدب ، والأخبار ، وأيام الناس(٧) ،

__________________

(١) وردت محرفة فى (الديباج) ١ / ١٥٣ هكذا : (الزيّات). ويلاحظ أن ابن فرحون ذكر أن نص الترجمة منقول عن الأمير (ويقصد : ابن ماكولا مؤلف الإكمال) ، ومع ذلك لم يرجع محقق (الديباج) ؛ لتوثيقه. ولو عاد لصوّبه ؛ لأن ابن ماكولا ضبطه بالشكل وبالحروف ، وترجم للمذكور فى (الإكمال) ج ٤ ص ٣.

(٢) المصدر السابق (ذكره ابن يونس).

(٣) تاريخ الإسلام ٢٢ / ٤٦. وذكر الذهبى أن ابن يونس ليّنه (قلّل من توثيقه). (المغنى فى الضعفاء ـ ط. ١٩٧١ م) : ١ / ٦٢ ، وميزان الاعتدال ١ / ١٦٣.

(٤) اعتبرته ضمن كتاب ابن يونس رغم عدم تصريح ابن ماكولا بذلك ، واكتفائه بالقول بأن ابن يونس سمع منه ؛ استثناسا بما ورد لدى الذهبى من مادة لابن يونس عنه ، وتشابه تلك المادة مع ما يناظرها لدى ابن ماكولا ، إلى جانب نقل الأخير ـ أحيانا ـ عن مؤرخنا دون أن يسند ذلك إليه.

(٥) الإكمال ٥ / ٢٠٥ ـ ٢٠٦ ، وتاريخ الإسلام ٢٣ / ٨٤.

(٦) وقع تحريف فى ولائه فى (معجم الأدباء ٥ / ١٤٩) ؛ إذ قال : مولى قيسبة بن كلثوم السّوقىّ. والصواب ما أثبتّه فى المتن ، نقلا عن (الأنساب) ٣ / ٣٣٨ ، مادة (السّومىّ) مضبوطة بالحروف ، وقال : هذه النسبة إلى (سوم بن عدىّ) ، وهو وأبذى ، وعامر أخوه بنو عدى بن تجيب. وكذا ورد الولاء فى (تهذيب الكمال) ج ١ / ٥١٩ ، وقال : سوم : بطن من تجيب.

(٧) معجم الأدباء ٥ / ١٤٩ ، وتهذيب الكمال ١ / ٥٢٠ ، وتهذيب التهذيب ١ / ٧٨ ، وحسن المحاضرة ١ / ٢٩٢.

٢٤

والأنساب. يقال : كان مولده سنة إحدى وسبعين ومائة(١) . وتوفى فى حبس ابن المدبّر ـ صاحب الخراج بمصر ـ لخراج كان عليه ، ودفن يوم الأحد لاثنتين وعشرين ليلة خلت من شوال سنة خمسين ومائتين(٢) ، وكان من أهل مصر(٣) .

٦٣ ـ أحمد بن يونس بن سويد الصّدفىّ الأبّودىّ : وهى نسبة إلى «أبّود» ، وهو بطن من الصّدف. وله ذكر فى الأخبار ، ولم تقع إلىّ له رواية(٤) .

* ذكر من اسمه «إبراهيم» :

٦٤ ـ إبراهيم بن أحمد بن أسيد اللخمى الحدسىّ المصرى : الحدس : بطن من لخم. يحدث عن أسد بن موسى. حدثنا عنه عبد الله بن الأزهر بن سهيل مولى بنى خولان(٥) .

٦٥ ـ إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن خزيمة القارىّ (بتشديد المثنّاة من تحت) : نسبة إلى القارة القبيلة المعروفة ، وهم حلفاء بنى زهرة ، ولذلك يقال له : الزّهرىّ. مصرى ، حدّث عن مالك ، والليث ، وابن لهيعة. حدث عنه عثمان بن صالح ، وابن عفير ، وغيرهما(٦) . كان صالحا صدوقا ، متشددا ،

__________________

(١) معجم الأدباء ٥ / ١٤٩ ، وتهذيب الكمال ١ / ٥٢٠ ، وتهذيب التهذيب ١ / ٧٨.

(٢) معجم الأدباء ٥ / ١٥٠ ، وتهذيب الكمال ١ / ٥٢٠ (واكتفى بذكر الشهر والسنة). ولم يذكر مغلطاى فى (مخطوط إكمال تهذيب الكمال) ١ / ق ٣٨ ، سنة الوفاة ، فيما نقله عن ابن يونس بهذا الشأن ، وإن كان ذكر رواية سابقة عليها ، لم يذكر مصدرها ، قال فيها : توفى لست خلون من شوال سنة ٢٥١ ه‍. وهو تاريخ غير صحيح. وذكر السيوطى فى (حسن المحاضرة ١ / ٢٩٢ : شهر الوفاة والسنة). أما ابن حجر فى (تهذيب التهذيب ١ / ٧٨) ، فأخطأ لما جعل الوفاة سنة ٢٦٥ ه‍ ، ثم عاد ونقل روايتين : إحداهما ـ جعلت الوفاة سنة ٢٥١ ه‍ ، والأخرى ـ عن ابن يونس سنة ٢٥٠ ه‍ ، ولم يرجح.

(٣) الترجمة كلها منقولة ـ فى الأساس ـ عن (معجم الأدباء) ٥ / ١٤٩ ـ ١٥٠ ، الذي قال صاحبه فى نهاية النص : ذكر ابن يونس ذلك كله فى «تاريخ مصر».

(٤) الإكمال ١ / ١٠ ، والأنساب ١ / ٧٧ : وقد جعله فى مادة (الأبوذى) ، وفى هذا النسب تحريف ، كما أنه ترجم للعلم نفسه بالمادة نفسها (نقلا عن ابن يونس) من قبل تحت مادة (الأبردىّ) (١ / ٧١) ، وهى محرفة. والصواب ما فعله ابن ماكولا ، ونقلته عنه ، فالترجمة واحدة ، والعلم واحد ، والنسبة التى ذكرها هى الصواب.

(٥) الإكمال ١ / ٦٣ ـ ٦٤ ، ٢ / ٢٤٣.

(٦) هذه المادة لم ينسبها ابن حجر صراحة لابن يونس ، لكنى ـ استثناسا باهتمام ابن يونس البالغ

٢٥

أغلظ للسّرىّ فى القول ، وقال له : تحدّون الزانى وأنتم تزنون؟! وتقطعون السارق وأنتم تسرقون؟! وتجلدون فى الخمر وأنتم تشربون؟! فلم يزل يرفق به حتى ولّى. وشدّد على الناس ، وصمّم فى الحق ، فاختصم إليه رجلان فى شىء ، فأمر بالكتابة على أحدهما بإنفاذ الحكم ، فتشفّع المحكوم عليه بابن أبى عون إلى الأمير «السرى بن الحكم» ، فأرسل إليه السرى أن يتوقف عن الحكم إلى أن يصطلحا ، فإن لم يصطلحا أنفذ الحكم. فجلس إبراهيم فى منزله ، وامتنع عن القضاء. فركب إليه السرى ، وسأله الرجوع ، فقال : لا أعود إلى ذلك المجلس أبدا ، ليس فى الحكم شفاعة. فلما صمّم على الامتناع ، ولّى السرىّ إبراهيم بن الجرّاح ، وذلك فى جمادى الأولى سنة خمس ومائتين. ومات إبراهيم بن إسحاق بعد انفصاله بشهر واحد فى جمادى الآخرة من السنة(١) .

٦٦ ـ إبراهيم بن أبى أيوب عيسى المصرى : أبو إسحاق الطحاوى. روى عن ابن وهب ، والشافعى. روى عنه ابنه أحمد. مات فى المحرم سنة تسع وخمسين ومائتين ، وكان كاتب الحارث بن مسكين ، وكتب ـ أيضا ـ لعيسى بن المنكدر ، وهارون الزّهرىّ(٢) قضاة مصر. وكان ابنه من أهل الأدب(٣) .

٦٧ ـ إبراهيم بن الحجّاج(٤) بن منير الحمّصىّ(٥) : هذا الرجل كان يقلى الحمّص ويبيعه ، وكان يعرف ب (القلّاء)(٦) . وكان يسكن دار الحمّص بمصر. روى هو وعمه

__________________

بالنسب ـ نقلت ما تيسر لى منه ، وذكرت باختصار بعض أساتيذ وتلاميذ المترجم له على طريقة مؤرخنا (رفع الإصر ١ / ٢١).

(١) السابق ١ / ٢٢ ـ ٢٣.

(٢) ورد اللقب محرفا هكذا (الزّهيرى) فى (تاريخ الإسلام ١٩ / ٧٣). والصواب ما ذكرته ، فهو القاضى المصرى (هارون بن عبد الله الزّهرى) ، الذي ولى من (سنة ٢١٧ ـ ٢٢٦ ه‍). (كتاب القضاة للكندى ص ٤٤٣ ـ ٤٤٩).

(٣) تاريخ الإسلام ١٩ / ٧٣.

(٤) جرّده ابن حجر من (ال) فى (تبصير المنتبه ٢ / ٥١٥).

(٥) نسبة إلى (الحمّص) : وهو نوع من الحبوب. (بتشديد الميم وكسرها ، أو فتحها). (الأنساب ٢ / ٢٦٤ ، واللسان ، مادة : (ح. م. ص) ج ٢ / ٩٩٦ ، والمعجم الوسيط ١ / ٢٠٤ ـ ٢٠٥).

(٦) مشتبه النسبة (طبعة الهند) لعبد الغنى بن سعيد ص ٢٥ (وذكر أنه حدثنا بذلك : أبو الفتح ـ ولعله أبو الفتح بن مسرور البلخى تلميذ ابن يونس ـ عن أبى سعيد بن يونس) ، والأنساب ٢ / ٢٦٤ (وصرّح بذكر أبى سعيد بن يونس الصدفى صاحب كتاب (تاريخ المصريين) له ، وعاد فذكره ثانية فى ج ٤ ص ٥٦٩.

٢٦

عبد الله(١) . سمع من أبيه ، وغيره. كان ثقة مرضيا(٢) .

٦٨ ـ إبراهيم بن داود العنبرى(٣) المصرى : روى عن عيسى بن زغبة ، وعبد الملك بن شعيب بن الليث. ثقة. توفى فى جمادى الأولى سنة ٢٩٨ ه‍(٤) .

٦٩ ـ إبراهيم بن راشد بن أبى سكنة(٥) : كان هو وأخوه محمد من عمال أبى القاسم ابن الحبحاب(٦) على الصدقات. وذكر يحيى بن عثمان بن صالح : أن إبراهيم روى عن أبيه (راشد) أيضا ، ولم يقع إلىّ(٧) .

٧٠ ـ إبراهيم بن زيد المصرى : كنيته أبو إسحاق. محدث توفى سنة تسع وتسعين ومائتين(٨) .

٧١ ـ إبراهيم بن سعد بن شراح(٩) ، المعافرى الشّراحىّ قال : صلينا مع عمر بن عبد العزيز ، وروى عن أبيه. روى عنه محمد بن يزيد المعافرى. روى حديثه(١٠) ابن

__________________

(١) تبصير المنتبه ٢ / ٥١٥.

(٢) الإكمال ٣ / ٢٣ ، والأنساب ٢ / ٢٦٤ ، ٤ / ٥٦٩.

(٣) نسبة إلى بنى العنبر ، وقد يخفف ، فيقال : بلعنبر. وهم جماعة من بنى تميم ينسبون إلى بنى العنبر بن عمرو بن تميم. (الأنساب ٤ / ٢٤٥).

(٤) تاريخ الإسلام ٢٢ / ٩٣.

(٥) ضبطها ابن ماكولا بالحروف (بفتح السين ، وسكون الكاف). (الإكمال ٤ / ٣٢٠). وستأتى ترجمة والده (راشد) فى باب (الراء) ، بإذن الله (رقم ٤٢٢).

(٦) لعله عبيد الله بن الحبحاب (صاحب خراج مصر) وهو ـ غالبا ـ يكنى أبا القاسم ، فله ولد يسمى (القاسم) كما فى (البيان المغرب) ج ١ ص ٥١ ، وهو ذو النفوذ الكبير على ولاة مصر ، والمكانة الكبيرة لدى الخليفة (هشام بن عبد الملك). (راجع الولاة) للكندى ص ٧٣ ـ ٧٦ ، وكتاب (القضاة) للكندى ص ٣٤١ ـ ٣٤٢.

(٧) الإكمال ٤ / ٣٢١ (قال ابن يونس). ويلاحظ أن لفظة (أبى) ، التى تسبق (القاسم) سقطت منه ، وقد أثبتها ؛ لرجحان ذلك.

(٨) الألقاب ، لابن الفرضى ص ١٧٤. ولقّبه ب (قلنسوة) ، وذكر أن ابن يونس ذكره فى (تاريخهم).

(٩) ضبطه ابن ماكولا بالحروف فى (الإكمال) ٤ / ٢٩١ (كذا ضبطه ابن يونس بخط الصّورى) ، والأنساب ٣ / ٤١٢. وحرّفها عبد الغنى بن سعيد فى (المؤتلف والمختلف ، ط. دار الأمين) ص ١١٨ ، إلى (شراج). وهو غير صحيح. وسمّى (سعد بن شراح) سعيد بن شراح. وهذا تحريف. وفتح ابن يونس اسم (شراح) فى ترجمة والده (سعد) ، وابنه (إبراهيم) فى كلا الموضعين فى ترجمتين اثنتين.

(١٠) كذا فى (الأنساب) ٣ / ٤١٢. وفى (الإكمال) ٤ / ٢٩٣ : رواه ابن وهب. والأول أوضح.

٢٧

وهب ، عن أبى شريح المعافرى ، عن محمد(١) بن يزيد المعافرى(٢) .

٧٢ ـ إبراهيم بن سليمان بن عبد الله بن المهلّب الحوتكىّ(٣) الحرسىّ القضاعى : من أهل الحرس. يروى عن خالد بن نزار ، وغيره. يكنى أبا الشريف.

٧٣ ـ إبراهيم بن طلق بن السّمح اللّخمىّ : يكنى أبا السمح. كان نفّاطا(٤) يرمى بالنار. وقد روى عن أبيه. روى عنه يزيد بن أبى حبيب(٥) . له أحاديث(٦) .

٧٤ ـ إبراهيم بن عاصم بن موسى المصرى : كتبت عنه. توفى سنة إحدى وثلاثمائة(٧) .

٧٥ ـ إبراهيم بن عبد الله بن محمد بن عيسى بن جابر بن يحيى بن مالك الرشيدى : كنيته : أبو إسحاق ، مولى القارة حليف بنى زهرة. يروى عن مطروح بن شاكر ، وغيره. وهو من أهل رشيد (من مواحيز مصر)(٨) . توفى سنة إحدى وثلاثين

__________________

(١) فى (الأنساب) ٣ / ٤١٢ : عمر.

(٢) الإكمال ٤ / ٢٩٢ ـ ٢٩٣ ، والأنساب ٣ / ٤١٢.

(٣) ضبطه فى (الأنساب) بالحروف هكذا (٢ / ٢٨٧) ، وذكر الكندى فى (كتاب القضاة) ص ٤١٣ : أنه ينسب إلى (حوتكة بن أسلم بن الحاف بن قضاعة).

(٤) نسبة إلى (النّفط) ، وهو نوع من الدهن إذا وقع فى النار يصعب إطفاؤه (وكأنه كان يستخدم فى الحروب). (الأنساب ٥ / ٥١٤).

(٥) راجع دراستى عنه محدّثا فى كتاب (الحياة الثقافية فى العالم العربى فى ق ١ ، ٢ ه‍) ١ / ١٥٢ ـ ١٥٦.

(٦) الإكمال ٤ / ٣٥٩ ، والأنساب ٥ / ٥١٤ (وحدّد أن ترجمته ذكرها أبو سعيد بن يونس الحافظ فى (تاريخ مصر).

(٧) تاريخ الإسلام ٢٣ / ٥٧ ، وأضاف ما يلى : ذو مزاح ومجون ، مع ثقة ودين! روى عن يونس ابن عبد الأعلى ، وعيسى بن مثرود.

(٨) رشيد : بليدة على ساحل البحر والنيل (قرب الإسكندرية) مقابل البرلّس. (معجم البلدان ٣ / ٥٢). والعبارة فى (الأنساب) ٣ / ٦٨. أما بالنسبة لكلمة (مواحيز) الواردة فى النص ، فكأنها جمع (ماحور) ، التى أوردها (اللسان فى مادة ح. و. ز) ج ٢ / ١٠٤٧ فى سياق تعليق (عبيد بن جبر لا حرّ ، كما تركها محققو اللسان) راوى الحديث على ما دار بينه وبين الصحابى المصرى (أبى بصرة الغفارى لا أبى نضرة التى وردت فى اللسان). والحديث كما ورد فى (فتوح مصر ص ٢٨٣) ، وفى (اللسان) : خرج عبيد مع الصحابى المذكور من الفسطاط إلى الإسكندرية فى سفينة ، فلما خرجا من مرساهم ، أمر الصحابى بسفرته ، ودعا للغداء فى رمضان. فقال عبيد

٢٨

وثلاثمائة. ذكر بفضل ، وصلاح(١) .

٧٦ ـ إبراهيم بن عمرو بن ثور بن عمران المرادى «مولاهم المصرى» : أبو إسحاق.

سمع ابن بكير ، وأحمد بن صالح ، وغيرهما. حدثت عنه. ثقة ، كان يخضب ، وعمى. توفى فى شعبان سنة ثلاث وثلاثمائة(٢) .

٧٧ ـ إبراهيم بن عمرو بن عمرو بن سوّاد السّرحىّ : يكنى أبا الغيداق. حدّث عن جده «عمرو». توفى سنة إحدى وتسعين ومائتين(٣) .

٧٨ ـ إبراهيم بن عنمة المزنىّ(٤) :

فى المصريين ، يروى عن أبيه. روى عنه ابنه محمد بن إبراهيم. ولأبيه صحبة(٥) .

__________________

له : ما تغيبنا عن منازلنا ، فقال الصحابى : أترغب عن سنة النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ؟! وزاد اللسان تعليق الراوى وهو به اللفظة المرادة ، قال : فلم نزل نفطر حتى بلغنا ما حوزنا. (أى : الموضع الذي أرادوه). وأهل الشام يسمون المكان بينهم وبين العدو ، الذي فيه أساميهم ومكاتبهم (الماحوز).

(١) الإكمال ٤ / ١٤٠ ، والأنساب ٣ / ٦٨.

(٢) تاريخ الإسلام ٢٣ / ١١٢.

(٣) الإكمال ٤ / ٢٨٧ ، هامش ١ / نقلا عن التوضيح (ذكره ابن يونس فى تاريخه).

(٤) أقحم ابن ماكولا وسط نقوله فى هذه الترجمة عن تاريخ ابن يونس نصا ، قال فيه : «قال عبد الغنى : عنمة (بسكون النون). وليس بشىء». (الإكمال ٦ / ١٤٤). وبالرجوع ـ لتوثيق هذا النص ـ إلى كتاب المحدّث عبد الغنى بن سعيد المصرى (٣٣٢ ـ ٤٠٩ ه‍) المسمى : (المؤتلف والمختلف) ص ١٣٤ ، ألفيته يذكر أن عنمة المزنى صحابى ، روى عنه ابنه إبراهيم ، وابن ابنه (محمد) ، وهما من أهل مصر. وهذا يعنى أن الشق الأول من اقتباس (ابن ماكولا) لعبد الغنى ، والشق الآخر هو رأى ابن ماكولا ، وفيه يرجح ضبط (ابن يونس) لذلك الاسم. وكان الصواب ذكر نص عبد الغنى ، وتعليق ابن ماكولا عليه ، بعد انتهاء (نص ابن يونس) ؛ كى لا يظن أن النص لابن يونس. وعلى كل ، فمن المؤكد عدم إمكانية نقل ابن يونس عن كتاب (عبد الغنى) المذكور ؛ لأنه ولد سنة ٣٣٢ ه‍ (لا ٣٠٢ ه‍ ، كما ذكر خطأ محقق «المؤتلف والمختلف» فى مقدمته ص ٥) ، وتوفى سنة ٤٠٩ ه‍ (مخطوط تاريخ دمشق ١٤ / ٣١٢ ، ووفيات الأعيان ٣ / ٢٢٣) ، فهو ـ بناء عليه ـ كان ابن ١٥ سنة ، عند وفاة ابن يونس (٣٤٧ ه‍).

(٥) الإكمال ٦ / ١٤٤. وصرّح أن ابن يونس ذكره فى (باب إبراهيم). ومن هذا النص وغيره عرفت كيفية تقسيم ابن يونس كتابه. وذكر ابن حجر فى (الإصابة) ٤ / ٧٣٦ ، وهو يترجم لوالده (عنمة) : قال ابن يونس فى ترجمة ابنه ـ لا أبيه ، كما حرفها النساخ ـ (إبراهيم بن عنمة) ، من (تاريخ مصر) ، فقال : «لأبيه صحبة».

٢٩

٧٩ ـ إبراهيم بن أبى الفيّاض المصرى : روى عن أشهب مناكير(١) .

٨٠ ـ إبراهيم بن محمد البجلىّ المصرى «أبو يحيى بن البكّاء» : كان إبراهيم من أصحاب جابر بن الأشعث ، فقرّره فى القضاء ، فمكث أشهرا ، ثم عزل(٢) .

٨١ ـ إبراهيم بن محمد بن خلف بن قديد المصرى : أبو إسحاق ، مولى الأزد. سمع الربيع بن سليمان ، وغيره. لم يكن بذاك(٣) .

٨٢ ـ إبراهيم بن مطروح المصرى : أبو إسحاق ، مولى خولان. سمع عيسى بن حماد ، وسلمة بن شبيب. كتبت عنه ، وكان صالح الحديث. كتب لقاضى مصر(٤) .

٨٣ ـ إبراهيم بن منقذ بن إبراهيم بن عيسى الخولانى : أبو إسحاق مولاهم المصرى.

ثقة رضا. مات فى ربيع الآخر سنة تسع وستين ومائتين(٥) .

٨٤ ـ إبراهيم بن نشيط(٦) بن يوسف الوعلانىّ(٧) : مولاهم أبو بكر المصرى. من أهل مصر ، كان له عبادة وفضل ، وكان فقيها(٨) . قيل : إنه رأى ابن جزء(٩) . روى عنه الليث بن سعد ، وابن المبارك ، ورشدين بن سعد ، وابن وهب(١٠) . غزا القسطنطينية فى خلافة الوليد بن عبد الملك سنة ثمان وتسعين مع مسلمة بن عبد الملك(١١) . قال يحيى

__________________

(١) أى : أحاديث منكرة غريبة لم يروها الثقات. (ميزان الاعتدال ١ / ٥٣ ، والمغنى (ط. ١٩٧١) : ١ / ٢٢).

(٢) رفع الإصر ١ / ٤٢.

(٣) تاريخ الإسلام ٢٥ / ١٢٢ (وفيات ٣٣٥ ه‍) ، وميزان الاعتدال ١ / ٦٤ ، والمغنى (ط. ١٩٧١) ج ١ ص ٢٥.

(٤) تاريخ الإسلام ٢٣ / ٤٠٩ (وفيات ٣١١ ه‍).

(٥) سير أعلام النبلاء ١٢ / ٥٠٣ ـ ٥٠٤. وأضاف الذهبى : أنه سمع ابن وهب ، وأبا عبد الرحمن المقرئ ، وإدريس بن يحيى الزاهد. روى عنه : أبو العباس الأصم ، وأبو أحمد بن صاعد ، وغيرهما.

(٦) هكذا ضبطت فى (التقريب) ١ / ٤٥ ، وإن وقع تحريف ، فلقبه ب (البصرى) ، ووقع خطأ فى تاريخ الوفاة (جعلها ١٦١ ه‍ بدل ١٦٣ ه‍).

(٧) نسبة إلى وعلان : بطن من مراد (الأنساب ٥ / ٦١٠).

(٨) السابق ، وتهذيب التهذيب ١ / ١٥٣ (ولم يذكر أنه فقيه).

(٩) هو الصحابى (عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدىّ (لا جزّ المحرفة فى الأنساب) ت ٨٦ ه‍. (تهذيب التهذيب ٥ / ١٥٦). وأيد رؤيته إياه الذهبى فى (تاريخ الإسلام) ١٠ / ٦٦.

(١٠) الأنساب ٥ / ٦١٠.

(١١) تهذيب الكمال ٢ / ٢٢٩ ـ ٢٣٠ ، وتاريخ الإسلام ١٠ / ٦٦.

٣٠

ابن بكير : مات سنة إحدى ، أو اثنتين(١) ، وقيل : سنة ثلاث وستين ومائة. والصواب عنه أنه توفى فى سنة ثلاث وستين ومائة(٢) .

٨٥ ـ إبراهيم بن يزيد بن مرّة بن شرحبيل بن حميّة بن زكة بن عمرو بن شرحبيل بن هرم بن آزاذ بن شرحبيل بن حمرة بن ذى بكلان بن ثات بن زيد بن رعين(٣) الرّعينى(٤) ثم الثاتى(٥) المصرى : أبو خزيمة قاضى مصر. ولى قضاء مصر بعد أن عرضه الأمير أبو عون عبد الملك بن يزيد على السيف ، فقبل ذلك. كان من الزاهدين العابدين. يقال : إنه دخل على عبد الله بن الحارث بن جزء الزّبيدىّ(٦) الصحابى. وحدث عنه المفضّل بن فضالة ، وخالد بن حميد ، وجرير بن حازم ، والصبّاح بن أبان ، ورشدين بن سعد(٧) .

* ذكر من اسمه «أبو بكر» :

٨٦ ـ أبو بكر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم الأموى : كان أسنّ من عمر أخيه لأبويه ، وكان خيّرا فاضلا. له ابنان : الحكم ، ومروان. توفى سنة ست وتسعين(٨) .

* ذكر من اسمه «أبيض» :

٨٧ ـ أبيض(٩) : صحابى له ذكر فيمن نزل مصر(١٠) . روى من طريق ابن لهيعة ، عن

__________________

(١) ورد بلفظة (اثنين) فى (تهذيب التهذيب) : ١ / ١٥٣ ، وهو خطأ نحوى واضح.

(٢) المصدر السابق.

(٣) الإكمال ٢ / ٥١٤.

(٤) نسبة إلى (ذى رعين). هكذا ضبطها السمعانى ، وقال : كان من الأقيال ، وهو قبيل من اليمن ، نزلت جماعة منهم مصر. (الأنساب ٣ / ٧٦).

(٥) لعلها نسبة إلى أحد أجداد المترجم له (ثات).

(٦) هكذا ضبطها بالحروف ابن حجر فى (التقريب) ١ / ٤٠٧ ، فيكون ضبط الزاى بالشدة المفتوحة خطأ من محقق (رفع الإصر) : ١ / ٤٥.

(٧) هذا هو الصواب ، كما فى (الإكمال ٢ / ٥١٤ (وذكر وفاته ١٥٤ ه‍) ، وتهذيب التهذيب ٣ / ٢٤٠ ، والتقريب ١ / ٢٥١). أما ما أورده محقق (رفع الإصر) ١ / ٤٥ ، وسماه راشد بن سعد ، فهو من قبيل التحريف.

(٨) تاريخ الإسلام ٦ / ٥١٤ (قال ابن يونس). وقد رجّحت مصريته ؛ إذ الغالب أنه دخل مصر مع أبيه صغيرا ، فقد ولد أخوه (عمر) بالمدينة سنة ٦١ ه‍ (تهذيب التهذيب ٧ / ٤٣٨) ، وهو أسن منه بقليل فيما أرجح. ومعلوم أن بداية دخول عبد العزيز بن مروان مصر كان سنة ٦٥ ه‍.

(٩) ذكر ابن حجر أنه غير منسوب (لا نعرف أكثر من اسمه). (الإصابة ١ / ٢٤).

(١٠) رياض النفوس ، للمالكى (ط. مؤنس) : ١ / ٦١ (رقم ٢٦) ، وط. دار الغرب الإسلامى

٣١

بكر بن سوادة عن سهل بن سعد (رضى الله عنه) قال : «كان رجل يسمى أسود ، فسمّاه النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم أبيض»(١) . دخل أبيض هذا إفريقيّة ، وهو معدود فيها من أهل مصر(٢) .

٨٨ ـ أبيض بن حمّال بن مرثد السّبائىّ المأربىّ(٣) : دخل أبيض هذا إفريقية ، وهو معدود من أهل مصر. روى ابن لهيعة ، عن بكر بن سوادة ، عن سهل بن سعد ، أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم غيّر اسم رجل ، كان اسمه أسود ، فسمّاه أبيض. أظنه هذا(٤) .

٨٩ ـ أبيض بن هانئ بن معاوية بن نمر بن سلمة التجيبى : من بنى عامر بن عدى بن تجيب ، وهو والد هبيرة بن أبيض. شهد فتح مصر(٥) .

__________________

١ / ٩٥ (رقم ٢٦) ، وأسد الغابة ١ / ٥٨ (وصدّر النص بقوله : قال ابن منده : سمعت ابن يونس) ، والإصابة ١ / ٢٤ ، وحسن المحاضرة ١ / ١٦٨.

(١) ورد هذا الحديث فى (فتوح مصر) ص ٢٧٥ ، والإصابة ١ / ٢٤ ـ ٢٥ ، وحسن المحاضرة ١ / ١٦٨. ويلاحظ أن إسناده بالكامل فى (فتوح مصر) ، وهو كالآتى : رواه ابن عبد الحكم ، عن سعيد بن تليد ، عن ابن وهب ، عن ابن لهيعة ، عن بكر بن سوادة ، عن الصحابى (سهل ابن سعد الساعدىّ ، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم . وقد أخرجه الطبرانى فى (المعجم الكبير) ٦ / ٢٠٤ (رقم ٦٠١٦) من طريق أخرى ، تلتقى مع هذه فى (ابن لهيعة) ، وإن كان الذي حدثه به (يحيى ابن عثمان بن صالح) ، عن أبيه. وورد ـ كذلك ـ فى (مجمع الزوائد) للهيثمى ٨ / ٥٥.

(٢) رياض النفوس (ط. مؤنس) ١ / ٦١ ، وط. الغرب (١ / ٩٥).

(٣) هكذا ضبطت كلمة (حمّال) بالحروف ، و (مأرب) بكسر الراء : مأرب اليمن. ويقال : أبيض بن حمّال من الأزد (معالم الإيمان ١ / ١٥٣). أما السبائى ، فنسبة إلى (سبأ) المشهورة باليمن. ومأرب : ناحية باليمن بين حضرموت ، وصنعاء (الأنساب ٥ / ١٦١ ، ومعجم البلدان ٥ / ٤١). هذا ، وقد حرّف محقق (الطبقات) لابن سعد ج ٦ / ٥٧ (المآربى) إلى (المازنىّ).

(٤) تفرّد بنسبة هذا الحديث إلى ذاك الصحابى دون (أبيض غير المنسوب) الدبّاغ فى (معالم الإيمان) ١ / ١٥٣ ـ ١٥٤. ويلاحظ تعبير ابن يونس بصيغة الظن ؛ دلالة على ترجيحه أن هذا الحديث لأبيض المذكور فى الترجمة السابقة ، وهذا يؤكد وقوع خلط بين ترجمتى الرجلين فى (تاريخ ابن يونس) ، وهو ما سنوضحه فى دراسة هذا الكتاب فى (النقد الداخلى لبعض تراجمه).

(٥) الإكمال ٧ / ٣٦٤. لعل هذا الصحابى هو الذي ذكره ابن الأثير فى (أسد الغابة) ١ / ٥٨ ، وابن حجر فى (الإصابة) ١ / ٢٤ باسم : (أبيض بن هنىّ بن معاوية) : أدرك النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وشهد فتح مصر. روى عنه ابنه هبيرة. وقد تفرد ابن الأثير بالتصريح بنسبة الترجمة إلى ابن يونس (ذكره الحافظ أبو عبد الله بن منده فى تاريخه ، عن أبى سعيد بن يونس). وعلى كل ، فالمادة متقاربة جدا.

٣٢

* ذكر من اسمه «أبىّ» :

٩٠ ـ أبىّ بن عمارة(١) الأنصارى : بكسر العين. له صحبة ورواية. روى عنه أيوب ابن قطن ، وقال فى حديثه : وكان النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم قد صلّى القبلتين فى بيت عمارة. حديثه فى المصريين(٢) .

* ذكر من اسمه «أتة» :

٩١ ـ أتّة(٣) بن سعد بن محمد بن بحر بن ضبع بن أتّة بن يحمد(٤) الرّعينىّ : ذكره

__________________

(١) هكذا ضبطه ابن يونس بكسر العين فى تاريخه (الإكمال ٦ / ٢٧١ ، ومخطوط إكمال تهذيب الكمال ١ / ق ٧٧). وهذا هو رأى الأكثرين كما يقول ابن عبد البر ، وإن كان البعض يراها بالضم (الاستيعاب ١ / ٧٠). هذا ، وقد عكس ابن الأثير ـ فى نقله عن ابن عبد البر ـ القول السابق ، فجعل الأكثرية قائلة بالضم (أسد الغابة ١ / ٦١. وقد لاحظ ذلك ـ من قبل ـ محقق أسد الغابة ، هامش (١)).

(٢) أورد ابن عبد الحكم ذلك الحديث ، وهو يتعلق بالمسح على الخفّين ، لكنه جعل راويه ، الذي سأل الرسولصلى‌الله‌عليه‌وسلم فيه هو (أبىّ) نفسه ، لا أبوه (عمارة) ـ وكذا نقل عنه ـ فى الغالب ـ ابن الأثير ، ولم يصرّح. (فتوح مصر ٣١٠ ، وأسد الغابة ١ / ٦٠) ، وكذا فى الإصابة ١ / ٢٦. بينما يرى ابن يونس ـ هنا ـ وكذلك ابن عبد البر فى (الاستيعاب ١ / ٧٠) : أن الصلاة كانت فى بيت أبيه (عمارة) ، وأن (أبيا) روى أن الرسولصلى‌الله‌عليه‌وسلم صلّى فى بيت أبيه (عمارة) القبلتين ، ويضاف ـ إلى ذلك ـ أن (أبيا) له حديث آخر فى (المسح على الخفين) هو الذي روى بإسناد المصريين ، وأشار إليه ابن يونس ، وذكرنا مظانّه قبل قليل. ومن ثم ، لا يصح تعليق ابن ماكولا على عبارة ابن يونس بما يفيد التشكيك فى صحتها ؛ إذ يقول : «ولم أجد له حديثا فى أهل مصر». وعلى كل ، فقد أثار سند هذا الحديث (المسح على الخفين) جدلا واسعا بين العلماء ، وغالبيتهم على تضعيفه واضطرابه (الاستيعاب ١ / ٧٠ ، وأسد الغابة ١ / ٦٠ ـ ٦١ ، والإصابة ١ / ٢٦). ولا ندرى السند الذي أورده به ابن يونس ، ولا تعليقه عليه ، ولا رأيه فى معناه ومبناه (سنده) ؛ لأن اقتباس ابن ماكولا ، ومغلطاى عنه لم يتطرق إلى ذكر الإسناد ، فربما كان ابن يونس متفقا مع أئمة الحديث ، وقد يكون له رأى خاص جديد ، فاتنا ـ للأسف ـ معرفته.

(٣) ذكرها ابن حجر فى (تبصير المنتبه) ١ / ٥ بالضم ومثلّثة (أثّة). وهذا تصحيف من ابن حجر. والصواب هو الوارد فى المتن عن ابن ماكولا (الإكمال ١ / ١١) ، فهو مصدر أقدم وأدق فى هذا المجال ، وأصح. والأهم أنه منقول عن ابن يونس صراحة. وإذا كان ابن حجر اكتفى بذكر المصدر الذي نقل ابن يونس عنه ، هو ابن عفير ، فيكون التصحيف قد وقع فى نسخة ابن حجر من كتاب (الأخبار) لابن عفير ، ولم يفطن إليه ابن حجر.

(٤) ورد بضم الياء وكسر الميم غالبا ، وأحيانا بفتح الياء وكسر الميم (الإكمال ٧ / ٤٢٤ ، وهامشها).

٣٣

ابن عفير فى «الأخبار» ، وحكى عنه ، عن عمه السّميّن بن محمد(١) .

* ذكر من اسمه «أجمد» :

٩٢ ـ أجمد(٢) بن عجيّان(٣) الهمدانىّ : صحابى فرد من بنى همدان(٤) ، وفد على النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وشهد فتح مصر فى أيام عمر بن الخطاب (رضى الله عنه) ، وخطّته معروفة بجيزة مصر. ولا أعلم له رواية(٥) .

* ذكر من اسمه «أحرش» :

٩٣ ـ أحرش بن صبح : مولى الصّدف من الأجذوم. روى عن سعيد بن كثير بن عفير(٦) .

* ذكر من اسمه «أحمر» :

٩٤ ـ أحمر بن قطن الهمدانىّ : شيخ شهد فتح مصر. يقال : له صحبة ، كان سيدا فيهم(٧) .

__________________

(١) الإكمال ١ / ١١. وصرّح ابن ماكولا بعده : ذكره ابن يونس (كذا وجدته بخط الصورى مقيّدا). وستأتى ـ بإذن الله ـ ترجمة (السّميّن بن محمد) فى (باب السين).

(٢) هكذا ورد بالجيم المعجمة فى : (الإكمال ١ / ١٧ ، والاستيعاب ١ / ١٤٤ (أورد قول الدارقطنى : أحمد بالحاء كثير ، وبالجيم رجل واحد هو هذا الصحابى) ، وأسد الغابة ١ / ٦٥ ، والإصابة ١ / ٣١ ، وحسن المحاضرة ١ / ١٦٨).

(٣) هكذا فى : (الإكمال ١ / ١٧ ، والاستيعاب ١ / ١٤٤ ، والإصابة ١ / ٣١ ، وله وجوه أخرى فى الضبط (مثل : عجيان) ، أوردها ابن حجر فى (المصدر السابق) ، والسيوطى فى (حسن المحاضرة) ١ / ١٦٨.

(٤) تجريد أسماء الصحابة ، للذهبى ١ / ٤ (ترجمة ٤٠) ، وتاج العروس للزبيدى ٧ / ٥٢١.

(٥) الإكمال ١ / ١٧ ـ ١٨ ، والاستيعاب ١ / ١٤٤ ، وأسد الغابة ١ / ٦٥ ، والإصابة ١ / ٣١ ، وحسن المحاضرة ١ / ١٦٨). ويلاحظ أن ابن عبد البر صرح بكيفية وصول كتاب ابن يونس إليه كما يلى : أخبرنى بذلك عبد الواحد بن محمد البلخى ، قال : سمعت أبا سعيد عبد الرحمن بن أحمد ابن يونس بن عبد الأعلى الصدفى يقول). وطريق أخرى : أخبرنى بتاريخ أبى سعيد حفيد يونس فى (المصريين) : عبد الله بن محمد بن يوسف ، قال : ثنا يحيى بن مالك بن عائذ ، عن أبى صالح أحمد بن عبد الرحمن بن أبى صالح الحافظ ، عن ، أبى سعيد. وطريق ثالثة : رواه عبد الله بن محمد أيضا ، عن أبى عبد الله محمد بن محمد بن مفرّج القاضى ، عن أبى سعيد.

(٦) الإكمال ١ / ٣١ ، وأضاف الأمير أبو نصر بن ماكولا : روى عنه جبلة بن محمد (أبو قمامة).

(٧) السابق : ١ / ١٨ ، وأسد الغابة ١ / ٦٧ ، والإصابة ١ / ٣٢ ـ ٣٣ ، وحسن المحاضرة ١ / ١٦٩.

٣٤

* ذكر من اسمه «أحنف» :

٩٥ ـ أحنف الجندىّ(١) : قال : صلّيت خلف الأئمة والخلفاء. روى عنه أبو قبيل المعافرى(٢) .

* ذكر من اسمه «أخنس» :

٩٦ ـ أخنس بن عبد الله الخولانى ، ثم البقرىّ(٣) : شهد فتح مصر(٤) .

* ذكر من اسمه «إدريس» :

٩٧ ـ إدريس بن عبد الواحد بن نصير : كان مقبولا عند القضاة ، وكان من خاصّة ابن أبى الليث(٥) . حدّث عنه يحيى بن عثمان بن صالح(٦) .

* ذكر من اسمه «أدهم» :

٩٨ ـ أدهم بن حظرة اللخمى الراشدى : من بنى راشدة بن أذينة بن جديلة بن لخم. صحابى ذكره سعيد بن عفير فى أهل مصر ، ولم تقع إلىّ له رواية(٧) .

__________________

(١) ذكر ابن ماكولا : أن الجند بطن من المعافر. (الإكمال ٢ / ٢٢٠). وقال السمعانى : الجند بلد من بلاد اليمن مشهورة ، خرج منها علماء ومحدّثون. (الأنساب) ٢ / ٩٦. ولعل الأول هو المقصود ؛ لأن المعافر نزلت مصر.

(٢) الإكمال ٢ / ٢٢٠ (ذكره ابن يونس).

(٣) كذا ورد مضبوطا بالحروف فى (الإكمال) ١ / ٥٨٠. أما فى (مشتبه النسبة ، ط. الهند) ص ١١ ، فجعله بفتح القاف (البقرىّ) ، وهو ما نقله عنه وحكاه ابن ماكولا بالضبط ، ناسبا إياه إليه فى (الإكمال) ١ / ٥٨٠ ـ ٥٨١ (قاله عبد الغنى). ولم أقف على أصل النسبة ، ولعله بطن من خولان.

(٤) مشتبه النسبة (ط. الهند) ص ١١ (حدثنى بذلك أبو الفتح ، عن أبى سعيد) ، والإكمال ١ / ٥٨٠ (كذلك هو فى تاريخ ابن يونس بخط الصورى).

(٥) هو القاضى الكوفى الحنفى محمد بن أبى الليث ، الذي ولى قضاء مصر من سنة (٢٢٦ ـ ٢٣٧ ه‍). (راجع أخباره فى (كتاب القضاة) للكندى ص ٤٤٩ ـ ٤٦٧. وستأتى ترجمة هذا القاضى فى (تاريخ الغرباء) لابن يونس فى (باب الميم) ، بإذن الله.

(٦) الإكمال ١ / ٣٢٥ (ذكره ابن يونس). وستأتى ترجمة أخيه (سليمان) فى (تاريخ المصريين) لابن يونس فى باب (السين) بإذن الله.

(٧) الإكمال ٢ / ٤٨٥ ، والإصابة ١ / ٤٠ ، وحسن المحاضرة ١ / ١٦٩.

٣٥

* ذكر من اسمه «الأرقم» :

٩٩ ـ الأرقم بن جفينة(١) التجيبى : من بنى نصر بن معاوية. عداده فى الصحابة ، وشهد فتح مصر ، وله ذكر وعقب بها. روى حديثه ابن لهيعة ، عن يزيد بن أبى حبيب ، عن عبد الله بن الأرقم بن جفينة ، عن أبيه : أنه تخاصم إلى عمر هو وابنه(٢) .

* ذكر من اسمه «أزهر» :

١٠٠ ـ أزهر بن عبد الله بن يزيد السّبئىّ(٣) «السّبائىّ»(٤) : مصرى ، يكنى أبا عبد الله. حدث عنه أحمد بن يحيى بن وزير. توفى سنة خمس ومائتين. لا أعرفه بغير هذا(٥) .

١٠١ ـ أزهر بن مسلمة بن أزهر بن يزيد الغطيفىّ : مصرى(٦) .

* ذكر من اسمه «أسامة» :

١٠٢ ـ أسامة بن أحمد بن أسامة بن عبد الرحمن التّجيبى : أبو سلمة ، مولاهم المصرى. توفى فى شهر رمضان سنة سبع وثلاثمائة ، ولم يكن فى الحديث بذاك. تعرف وتنكر(٧) .

__________________

(١) حرّف فى (حسن المحاضرة) ١ / ١٦٩ إلى (حفيتة).

(٢) أسد الغابة ١ / ٧٥ ، وحسن المحاضرة ١ / ١٦٩. وذكر ابن الأثير عن أبى نعيم : أن هذا الصحابى لم يذكره أحد من المتقدمين ، وذكره بعض المتأخرين ـ يعنى : ابن منده ـ وأنه لم يخرّج له شيئا (أى : من أحاديث ، يكون رواها عن الرسولصلى‌الله‌عليه‌وسلم ) ، وأن ابن منده أحال به على (أبى سعيد بن عبد الأعلى) ـ يقصد : ابن يونس ، الذي نقل ترجمته عنه ، وهو لا يعرف له اسم (وهذا غير صحيح ، فاسمه مذكور فى ترجمته).

(٣) كذا ورد رسمه فى (الأنساب ٣ / ٢١١).

(٤) كذا ورد رسمه فى (الإكمال) ٤ / ٥٣٣. وقال السمعانى فى (الأنساب ٣ / ٢٠٩) : نسبة إلى سبأ ابن يشجب بن يعرب بن قحطان ، وهم رهط ينسبون إليه ، وعامتهم مصريون.

(٥) الإكمال ٤ / ٥٣٣ ، والأنساب ٣ / ٢١١.

(٦) الإكمال ٧ / ١٥١.

(٧) أى : تعرف أحاديثه التى يرويها ، وتنكر ، بمعنى : أنه يخلط بين الأحاديث الصحيحة المعروفة ، التى يرويها الثقات ، وبين غيرها من المناكير غير المعروفة. ترجمته عن ابن يونس فى : (الإكمال ٤ / ٣٥٨ ، وتاريخ الإسلام ٢٣ / ٢٠٣ ـ ٢٠٤) ، الذي أضاف ما يلى : عنى بالحديث ، والقراءات. وكان محدثا مكثرا. روى عن يونس ، وأحمد بن يحيى بن وزير ، وغيرهما كثير. وروى عنه : الكندى ، وابن يونس ، وغيرهما.

٣٦

* ذكر من اسمه «إسحاق» :

١٠٣ ـ إسحاق بن إبراهيم الكبّاش(١) : له تاريخ(٢) .

١٠٤ ـ إسحاق بن إبراهيم بن جابر التجيبى : أبو يعقوب المصرى القطّان. روى عن سعيد بن أبى مريم. حدثت عنه. توفى فى شهر جمادى الآخرة سنة ست وتسعين ومائتين ، وما علمت إلا خيرا(٣) .

١٠٥ ـ إسحاق بن إبراهيم بن صيغون المصرى : أبو يعقوب. صوفى صالح. مات سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة ، وقد حدّث(٤) .

١٠٦ ـ إسحاق بن إبراهيم بن الغمر بن الحصين الغسّانى المصرى : يكنى أبا يعقوب.

روى عنه سعد بن عبد الله بن عبد الحكم. توفى سنة سبع وخمسين ومائتين(٥) .

١٠٧ ـ إسحاق بن إبراهيم بن موسى بن نصير(٦) الجلّاب(٧) : يعرف ب «فقيقيعة»(٨) .

__________________

(١) نسبة إلى (الكبش) ، وهو نوع من الغنم ، ونسبة إلى تربيته. واشتهر بذلك النسب جماعة من أهل العلم بديار مصر. (الأنساب ٥ / ٢٥).

(٢) الإكمال ٧ / ١٥٩. وصدّر ذلك ابن ماكولا بالزعم (ذكره ابن يونس ، وزعم أن له تاريخا). وعلى كل ، فأمر وضع هذا الرجل تاريخا محتمل ، فالمنتسبون إلى هذا النسب مشهورون بالعلم ، لكن المحزن ألا توجد أية إشارة إلى هذا العلم ، ولا إلى تاريخه هذا ، لا من ابن يونس ولا من غيره فيما أعلم. وحتى السمعانى الذي ترجم لآخرين ينتسبون هذه النسبة (٥ / ٢٥ ـ ٢٦) لم يتعرض لذكره مطلقا!.

(٣) تاريخ الإسلام ٢٢ / ١٠٥ ـ ١٠٦.

(٤) الإكمال ٥ / ٢٣٠ ، وتبصير المنتبه ٣ / ٨٥٨.

(٥) الإكمال ٧ / ٣٤. وكان قد ذكر ترجمة قبله لأبيه (لعلها عن ابن يونس ، ولم يصرح). كنية والده : أبو إسحاق. روى عن ابن وهب. توفى فى شوال سنة ٢٢٥ ه‍.

(٦) إضافة إلى نسب المترجم له من (الألقاب) لابن الفرضى ص ١٦٥.

(٧) لقب يطلق على من يجلب الرقيق والدوابّ من موضع إلى آخر (الأنساب ٢ / ١٣٧. حرف فى (الألقاب) إلى (الحلاف).

(٨) فقع يفقع فقعا ، وفقوعا : صفا ، ونصع. ويغلب استخدامه فى اللون الأصفر. والفقّيع : جنس من الحمام أبيض ، وواحدته : فقّيعة. فلعل ما ورد فى النص تصغير لهذا اللفظ الأخير ، فيدل على اتصاف المترجم له بشدة البياض ، مع ضآلة فى الحجم ، فصغّر لذلك. أو شدة اصفراره وضعفه ؛ لأن (الفقع) يحتمل الدلالة على صفرة اللون. (اللسان ، مادة : ف. ق. ع ، ج ٥ ص ٣٤٤٨ ، والمعجم الوسيط ٢ / ٧٢٣).

٣٧

مولى قريش ، مصرى(١) . يروى عن حرملة ، وأحمد بن زهير(٢) ، وغيرهما. كتبت عنه ، وكان صالح الحديث(٣) . وتوفى سنة ثمان وتسعين ومائتين(٤) .

١٠٨ ـ إسحاق بن إبراهيم بن يعقوب المصرى الخفّاف(٥) : كنيته أبو يعقوب(٦) ، نسبوه فى موالى تجيب(٧) . يروى عن ابن وهب ، وإدريس بن يحيى الزاهد. توفى فى ذى القعدة سنة ست وخمسين ومائتين(٨) .

١٠٩ ـ إسحاق بن بزرج الفارسى المصرى : مولى أم حبيبة. يروى عن الحسن بن علىّ بن أبى طالب. حدث عنه ليث بن سعد ، وابن لهيعة(٩) .

١١٠ ـ إسحاق بن بكر بن مضر بن محمد بن حكيم بن سلمان المصرى : أبو يعقوب ، مولى ربيعة بن شرحبيل بن حسنة حليف بنى زهرة. كان فقيها مفتيا ، وكان يجلس فى حلقة الليث بن سعد يفتى بقوله. يروى عن أبيه. ثقة. توفى سنة ثمان وعشرين(١٠) ومائتين ، ومولده سنة اثنتين وأربعين ومائة(١١) .

١١١ ـ إسحاق بن عبد الله بن الوليد بن يزيد بن رمّانة المصرى : مولى بنى فهر. توفى فى شوال سنة سبع عشرة ومائتين(١٢) .

__________________

(١) الألقاب : ١٦٥ (وفيه حرفت مصرى إلى بصرى).

(٢) زيادة فى السابق.

(٣) السابق (ذكره أبو سعيد بن يونس فى تاريخه).

(٤) تاريخ الإسلام ٢٢ / ١٠٦. (أبو سعيد بن يونس).

(٥) حرفة عمل الخفاف ، التى تلبس (الأنساب ٢ / ٣٨٦).

(٦) السابق.

(٧) السابق.

(٨) السابق (ولم ينسبه إلى ابن يونس) ، وتاريخ الإسلام ١٩ / ٧٥.

(٩) الإكمال ١ / ٢٥٦.

(١٠) جعلها المزى ، وابن حجر سنة ٢١٨ ه‍ (تهذيب الكمال ٢ / ٤١٤ ، وتهذيب التهذيب ١٠ / ١٩٩).

(١١) الإكمال ٢ / ٤٧٠ ، وتهذيب الكمال ٢ / ٤١٤ ، وتهذيب التهذيب ١ / ١٩٩. وقال ابن ماكولا فى ج ٧ / ٢٥٩ : روى عنه الربيع الجيزى ، وعبد الرحمن ومحمد ابنا عبد الحكم ، وموسى بن قريش ، وأبو حاتم الرازى (ولعل ذلك منقول عن ابن يونس ، وسكت عن نسبته إليه ابن ماكولا).

(١٢) الإكمال ٤ / ٩٧.

٣٨

١١٢ ـ إسحاق بن عبد الكريم بن إسحاق الصوّاف(١) : يكنى أبا يعقوب. كان من أهل الفقه. سمع من أبى العلاء الكوفى ، وأبى عبد الرحمن النسائى ، ونحوهما(٢) . توفى فى شوال سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة ، وكان مقبولا عند القضاة. قيل لى : إنه كتب عنه(٣) .

١١٣ ـ إسحاق بن الفرات بن الجعد(٤) بن سليم التجيبى الكندىّ : أبو نعيم المصرى ، مولى معاوية بن حديج(٥) . روى عن مالك ، ويحيى بن أيوب ، والليث ، وحميد بن هانئ ، وهو أكبر شيخ له(٦) . كان فقيها ، وفى أحاديثه أحاديث كأنها منقلبة(٧) . ولى القضاء بمصر خليفة لمحمد بن مسروق الكندى(٨) . توفى بمصر ليلة الجمعة ، لليلتين خلتا من ذى الحجة سنة أربع ومائتين(٩) ، وله سبعون سنة(١٠) .

١١٤ ـ إسحاق بن كامل العثمانى المؤدّب المصرى : يكنى أبا يعقوب. مولى آل عثمان. لم يتابع. فى أحاديثه مناكير. توفى فى شعبان سنة خمس وستين ومائتين(١١) .

__________________

(١) إشارة إلى بيع الصوف ، أو اتخاذ الأشياء منه (الأنساب) ٣ / ٥٦١.

(٢) الإكمال ٥ / ٢٠٦.

(٣) السابق (قاله ابن يونس) ، والأنساب ٣ / ٥٦١ (شرحه).

(٤) ورد فى (رفع الإصر) ج ١ ص ١١٢ باسم (جعفر).

(٥) ورد فى (المصدر السابق) مصحّفا (خديج).

(٦) تاريخ الإسلام ١٤ / ٥٢.

(٧) الحديث المقلوب : إبدال لفظ بآخر فى سند الحديث ، أو فى متنه ، بتقديم أو تأخير ، ونحوه. ويكون القلب جائزا إذا كان على سبيل الاختبار والامتحان. ويكون الحديث ضعيفا مردودا ، إذا حدث فيه القلب ؛ لغرض الإغراب على الناس ، أو لخطأ ، أو لوضع. (تدريب الراوى للسيوطى ١ / ٢٩١ وبعدها ، وتيسير مصطلح الحديث ، للدكتور الطحّان ص ٧٩ ـ ٨١).

(٨) تهذيب الكمال ٢ / ٤٦٧ ، والمقفى ٢ / ٥٦ ، وتهذيب التهذيب ١ / ٢١٥ (وأضاف : ص ٢١٦ : أنه كان من أكابر أصحاب مالك ، وعالما باختلاف الفقهاء). وولى القضاء (سنة ١٨٤ ـ ١٨٥ ه‍). (كتاب القضاة ، للكندى ص ٣٩٢ ـ ٣٩٣).

(٩) تهذيب الكمال ٢ / ٤٦٧ (انفرد بتحديد ليلة الجمعة) ، والمقفى ٢ / ٥٦ ، وتهذيب التهذيب ١ / ٢١٥ ، ورفع الإصر ١ / ١١٥ (ولم يحدد اليوم ، واكتفى بذكر الشهر والسنة).

(١٠) زيادة انفرد بها الذهبى فى (تاريخ الإسلام) : ١٤ / ٥٣.

(١١) ذيل ميزان الاعتدال ، للعراقى ص ٩٠. وأضاف : أنه روى عنه : إدريس بن يحيى ، وعبد الله ابن كليب. روى عنه : أحمد بن داود بن عبد الغفار الحرّانى ، وأحمد بن عبيد الله الدارمى.

٣٩

١١٥ ـ إسحاق بن المطهّر البويطىّ : يروى عن ضمرة بن ربيعة ، وغيره. يكنى أبا يعقوب. ثقة ، حدّث عنه محمد بن موسى بن عاصم البلقينى(١) .

١١٦ ـ إسحاق بن وهب بن عبد الله الطّهرمسىّ(٢) : مولى آل سعيد بن أبى مريم. يكنى أبا يعقوب. روى عن ابن وهب أحاديث ، كان ابن وهب أتقى لله من أن يحدّث بها(٣) ، وأحسبه وهم فيها ؛ لأنه لم يكن من أصحاب الحديث ، وكان ـ أيضا ـ يحدّث حفظا. توفى ب «طهرمس» يوم الأربعاء لسبع بقين من شهر ربيع الآخر سنة تسع وخمسين ومائتين(٤) .

١١٧ ـ إسحاق بن يزيد بن أبى السّكن : مولى غافق ، ثم ل «حذران»(٥) ، وهو بطن من غافق. يكنى أبا يعقوب. كان مؤذنا فى المسجد الجامع العتيق بمصر ، وكان مقبولا عند القضاة. توفى سنة أربع وعشرين ومائتين(٦) .

* ذكر من اسمه «أسد» :

١١٨ ـ أسد بن سعيد بن كثير بن عفير المصرى : كنيته : أبو الحارث. سمع أباه ، وابن وهب ، والشافعى. روى عنه : جبلة بن محمد ، وعلى بن الحسن بن قديد ، والمصريون. توفى فى صفر سنة ستين ومائتين(٧) .

__________________

(١) اسم والد المترجم له (المطهّر) ، ضبط هكذا بالحروف فى (الإكمال) ٧ / ٢٦٢. ونص الترجمة ورد فى (المصدر السابق) ٧ / ٢٦٣ (قاله ابن يونس). وقد رجّحت مصرية المترجم له ؛ نظرا لنسبته إلى (بويط) ، وهى قرية من صعيد مصر الأدنى ، كان منها الإمام (أبو يعقوب يوسف ابن يحيى المصرى البويطى ، تلميذ الإمام الشافعى). (الأنساب : ١ / ٤١٦ ـ ٤١٧).

(٢) نسبة إلى قرية (طهرمس) من قرى جيزة فسطاط مصر. (الأنساب ٤ / ٨٧).

(٣) أورد له السمعانى نموذجا من تلك المرويات ، التى يزعم روايتها عن المحدّث الثقة (ابن وهب) ، وهى من قبيل الوضع على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم . (السابق).

(٤) السابق ٤ / ٨٧ ـ ٨٨.

(٥) هكذا وردت فى (الإكمال) ٢ / ٤٠٢ ، ووردت بالجيم فى (الأنساب) : ٢ / ٣٤.

(٦) المصدران السابقان. وصرّح السمعانى بورود ترجمته فى (تاريخ المصريين) لابن يونس.

(٧) تاريخ الإسلام ١٩ / ٨٤ ـ ٨٥.

٤٠

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

قال : ومدينة بابل بناها (بيوراسب) الجبار ، واشتق اسمها من اسم المشتري ، لأن (بابل) باللسان البابلي الأول اسم المشتري. ولما استتم بناؤها جمع إليها كل من قدر عليه من العلماء ، وبنى لهم اثني عشر قطرا ، على عدد البروج ، وسماها بأسمائهم. فلم تزل عامرة حتّى كان الاسكندر ، وهو الّذي خرّبها.

وبابل اليوم هي اسم ناحية ، منها الكوفة والحلة. وأما المدينة فهي خراب لا يوجد غير أطلالها ، التي تقع شمال الحلة على مسافة ٣ أميال (٦ كم). وهي الآن بعيدة عن ضفة شط الحلة اليمنى ، وكان الشط يمرّ بها في العهد القديم ، قبل تحويله.

وفي كتاب (أضواء على معالم محافظة كربلاء) لمحمد النويني ، ج ١ ص ٢٤ :تقع بابل على مقربة من شط الفرات الشرقي ، وقد كانت عاصمة للدولة البابلية.

وفي بابل جرت أكبر موقعة بين سعد بن أبي وقاص وجيوش الفرس سنة ١٦ ه‍ حين فتح المدائن. ويقال إن فيها ألقى النمرود سيدنا إبراهيم الخليلعليه‌السلام في النار ، فكانت عليه بردا وسلاما.

ـ كور بابل :(المصدر السابق)

أما كور بابل فيضم مجموعة القرى التالية ، التي تقع على فرع الفرات المسمى بنهر العلقمي [انظر الشكل ١٢] ، بعضها على شرقه كالعقر والغاضرية ، وبعضها على غربه وهي شفية. أما نينوى فتقع قرب شط الفرات الأصلي على شط فرعه المسمى نهر نينوى.

٧١٧ ـ العقر :

قال الخليل : سمعت أعرابيا من أهل الصمّان يقول : كل فرجة تكون بين شيئين فهي: عقر وعقر لغتان.

والعقر : عدة مواضع ، منها عقر بابل ، قرب كربلاء. وقد روي أن الحسينعليه‌السلام لما انتهى إلى كربلاء ، وأحاطت به خيل عبيد الله بن زياد ، قال :ما اسم تلك القرية؟. وأشار إلى العقر. فقيل له : اسمها العقر ، فقال : نعوذ بالله من العقر!. فما اسم هذه الأرض التي نحن فيها؟. قالوا : كربلاء!. قال : أرض كرب وبلاء. وأراد الخروج منها فمنع ـ كما هو مذكور في مقتله ـ حتّى كان منه ما كان.

٦٠١

٧١٨ ـ الغاضرية :

قرية منسوبة إلى بني غاضرة من بني أسد ، الذين قد اشترى منهم الحسينعليه‌السلام أرض كربلاء ، وهي الأرض المنبسطة التي كانت مزرعة لبني أسد ، شمالي الهيابي ، وتعرف بأراضي الحسينية. وقد نزلها بنو أسد بعد اختطاط الكوفة ونزول القبائل المضرية واليمانية.

٧١٩ ـ النواويس :(أضواء على معالم محافظة كربلاء ، ص ٢٥)

كانت النواويس مقبرة عامة للنصارى قبل الفتح الاسلامي ، وتقع في أراضي الحسينية قرب نينوى ، وهي الأطلال الكائنة في شمال غربي كربلاء التي تعرف بكربلاء القديمة ، يستخرج منها بعض الحباب الخزفية التي كان البابليون يدفنون موتاهم فيها.

وقد ذكرها الإمام الحسينعليه‌السلام في خطبته المشهورة عند ما عزم على المسير إلى الكوفة ، فقال : «كأني بأوصالي [هذه] تقطّعها عسلان الفلوات بين النواويس وكربلاء».

٧٢٠ ـ الحائر :

وهي الأراضي المنخفضة من كربلاء التي تضمّ قبر الحسينعليه‌السلام إلى رواق بقعته الشريفة. وقد حار الماء حولها على عهد المتوكل العباسي ، أي دار حول القبر دون أن يمسه ، وذلك عندما حاول المتوكل الغاشم حرث القبر الشريف ، وسلّط عليه الماء ليعفّي أثره.

وسوف يأتي بحث مستفيض حول (الحائر)و (الحرم) عند الكلام عن مرقد الحسينعليه‌السلام في كربلاء ، في أواخر الجزء الثاني من الموسوعة.

٧٢١ ـ المدائن :(الفهرست : معجم الخريطة التاريخية ، ص ٩٥)

المدائن (أو مدائن كسرى) : هي قاعدة مملكة الفرس لعهد الفتح الاسلامي ، وتدعى عند اليونان (طيسفون). تقع على الشاطئ الأيسر من نهر دجلة ، وأطلالها اليوم على بعد ٢٦ كم جنوب بغداد. وفيها آثار إيوان كسرى أنوشروان (طاق كسرى) الّذي وصفه البحتري في قصيدته السينية المشهورة. ومنذ أن دفن فيها الصحابي الجليل سلمان الفارسي أصبحت القرية تسمى (سلمان باك) : أي سلمان الطاهر.

٦٠٢

يقول اليعقوبي في كتابه (البلدان) ص ١٠٦ :

من أراد من بغداد إلى المدائن وما والاها مما على حافتي دجلة من المدن والطساسيج ، خرج من بغداد فسلك أي الجانبين الشرقي من دجلة أو الغربي في قرى عظام فيها ديار الفرس ، حتّى يصير إلى المدائن ، وهي على سبعة فراسخ من بغداد. والمدائن دار ملوك الفرس ، وكان أول من نزلها أنوشروان ، وهي عدة مدن في جانبي دجلة ، منها اسبانير في الجانب الشرقي ، وفيها إيوان كسرى العظيم الّذي ليس للفرس مثله ، ارتفاع سمكه ثمانون ذراعا. وفي هذه المدينة كان ينزل سلمان الفارسي.

نزول كربلاء

٧٢٢ ـ ما قاله الحسينعليه‌السلام أول نزوله كربلاء ، وفيه يذكر ما حلّ به :

(مقتل الخوارزمي ، ج ١ ص ٢٣٦)

وكان نزول الحسينعليه‌السلام في (كربلاء) في الثاني من المحرم سنة ٦١ ه‍.فجمع ولده وإخوته وأهل بيته ، فنظر إليهم وبكى ، ثم قال : الله م إنا عترة نبيك محمّد صلواتك عليه ، قد أزعجنا وأخرجنا وطردنا عن حرم جدنا ، وتعدّت بنو أمية علينا.

الله م فخذ لنا بحقنا وانصرنا على القوم الظالمين(١) .

٧٢٣ ـ من خطبة لهعليه‌السلام في أصحابه ، وفيها يذكر مصرعه :

(مقتل الخوارزمي ، ج ١ ص ٢٣٧)

ثم خطبعليه‌السلام في أصحابه ، فقال :

أما بعد ، فإن الناس عبيد الدنيا ، والدين لعق على ألسنتهم ، يحوطونه ما درّت معايشهم ، فإذا محّصوا بالبلاء قلّ الدّيّانون(٢) .

ثم قال لهم : أهذه كربلاء؟. قالوا له : نعم. فقال : هذه موضع كرب وبلاء. ههنا مناخ ركابنا ، ومحطّ رحالنا ، ومسفك دمائنا.

__________________

(١) مقتل الحسين للمقرّم ، ص ٢٣٠.

(٢) مقتل الحسين للمقرم ، ص ٢٣١ نقلا عن البحار ، ج ١٠ ص ١٩٨.

٦٠٣

موقف الإنسان من الدين والدنيا :

(سيد الشهداء للسيد مصطفى الاعتماد ، ص ٦٨)

قال الإمام الحسينعليه‌السلام : الناس عبيد الدنيا ، والدين لعق على ألسنتهم ، يحوطونه ما درّت معايشهم ، فإذا محّصوا بالبلاء قلّ الدّيّانون

هذه الجمل الذهبية التي فاه بها الإمام الحسينعليه‌السلام كحقيقة أبدية تعبّر أصدق تعبير ، عن تعلّقات النفس البشرية ، وتطوراتها الفجائية ، على أثر المطامع والأغراض الدنيوية الرخيصة. فارتكاز الناس أبدا على الحياة الدنيا ، أما الدين فليس لديهم بحيث يستحق أيما اهتمام إذا تعارض مع الدنيا. أما إذا كان الدين إلى جانب لا يمسّ مصالحهم بسوء فهو حق يعترف به ، ولكن لو تراءى شبح البلايا ، فانهم يتسللون لواذا من تحت راية الحق والحقيقة ، بلا هوادة أو تحاش.

٧٢٤ ـ تخييم الحسينعليه‌السلام في كربلاء مع أهله وأصحابه :

(الحسين في طريقه إلى الشهادة ، ص ١٤٦)

لما نزل أصحاب الحسينعليه‌السلام في كربلاء ، ضربوا أخبيتهم امتثالا لأمره ، فضربوا خيامهم قبالة الشمال الشرقي أبوابها. وأول خيمة نصبوها خيمة الحسينعليه‌السلام العظمى حيث هي محل مجتمعهم وناديهم ، ثم ضربوا أخبية عيالات الحسينعليه‌السلام غربي الخيمة العظمى على مسافة خمسين ذراعا ، وحجبوها بالزقاقات والأستار المزركشة بالأبريسم ، ثم خيّم أهل بيته خلف الخيمة العظمى ، أي قبلها متصلة بخيم الهاشميات ، ثم نصب الأنصار خيامهم شرقي خيم الهاشميين ، فكانت الخيم كلها كنصف دائرة محيطة بخيمة الحسين العظمى. ومن وراء الخيم مرابط الخيول ومعاطن الإبل (أي مرابضها).

٧٢٥ ـ ما قاله الحسينعليه‌السلام وهو يصلح سيفه بعد أن خيّم في كربلاء ، وحديثه مع زينبعليها‌السلام بعد أن نعى نفسه :

(مقتل الخوارزمي ، ج ١ ص ٢٣٧)

قال الخوارزمي : فنزل القوم وحطّوا الأثقال ناحية من الفرات. وضربت خيمة الحسينعليه‌السلام لأهله وبنيه وبناته ، وضربت خيم إخوته وبني عمه حول خيمته.

وجلس الحسينعليه‌السلام في خيمته يصلح سيفه ومعه جون مولى أبي ذرّ الغفاري ، فجعل يصلحه ويقول :

٦٠٤

(الشكل ١٦):

رسم تمثيلي لتوزيع خيام الحسينعليه‌السلام في كربلاء

يا دهر أفّ لك من خليل

كم لك بالإشراق والأصيل

من صاحب وطالب قتيل

والدهر لا يقنع بالبديل

وكلّ حي سالك سبيلي

ما أقرب الوعد من الرحيل

وإنما الأمر إلى الجليل

سبحانه جلّ عن المثيل(١)

قال زين العابدين علي بن الحسينعليه‌السلام : وجعل أبي يردد هذه الأبيات فحفظتها منه ، وخنقتني العبرة ولزمت السكوت حسب طاقتي. فأما عمتي زينب فلما سمعت بذلك استعبرت وبكت ، وكانت ضعيفة القلب ، فبان عليها الحزن والجزع ، فأقبلت تجرّ أذيالها إلى الحسينعليه‌السلام وقالت : يا أخي ويا قرّة عيني ، ليت الموت أعدمني الحياة. يا خليفة الماضين وثمال الباقين(٢) . فنظر إليها الحسينعليه‌السلام وقال : يا أختاه لا يذهبنّ بحلمك الشيطان [وفي رواية : تعزّي بعزاء الله] فإن أهل

__________________

(١) مناقب ابن شهراشوب ج ٣ ص ٢٤٩ ط نجف ، بدون الشطرة الأخيرة ، وأورد هذا الشعر ليلة عاشوراء.

(٢) الثّمال : الغياث ، وأصله من الثميلة ، وهي البقية من الماء.

٦٠٥

السماء يموتون وأهل الأرض لا يبقون ، وكل شيء هالك إلا وجهه ، له الحكم وإليه ترجعون. فأين أبي وجدي اللذان هما خير مني ، فلي بهما ولكل مؤمن أسوة حسنة.وعزّاها ، ثم قال لها : بحقي عليك يا أختاه ، إذا أنا قتلت فلا تشقّي عليّ جيبا ولا تخمشي عليّ وجها(١) . ثم ردّها إلى خدرها.

(وروي) أنه لما سمعت ذلك أخته زينب أو أم كلثوم جاءت إلى الحسينعليه‌السلام وقالت: يا أخي هذا كلام من أيقن بالموت ، قال : نعم يا أختاه. قالت : إذن فردّنا إلى حرم جدنا. فقال : يا أختاه لو ترك القطا (ليلا) لنام. فقالت : واثكلاه ليت الموت أعدمني الحياة ، مات جدي رسول الله ومات أبي علي وماتت أمي فاطمة ومات أخي الحسن ، وبقي ثمال أهل البيت ، واليوم ينعى إليّ نفسه. وبكت ، فبكت النسوة ولطمن الخدود وشققن الجيوب ، وجعلت أخته تنادي : وا محمداه وا أبا القاسماه ، اليوم مات جدي محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . وا أبتاه وا علياه ، اليوم مات أبي علي. وا أماه وا فاطماه ، اليوم ماتت أمي فاطمة. وا أخاه وا حسناه ، اليوم مات أبي علي. وا أماه وا فاطماه ، اليوم ماتت أمي فاطمة. وا أخاه وا حسناه ، اليوم مات أخي الحسن.وا أخاه وا حسيناه ، وا ضيعتنا بعدك يا أبا عبد الله. فعزّاها الحسين وصبّرها ، وقال :يا أختاه تعزّي بعزاء الله ، وارضي بقضاء الله ، فإن أهل السماء يفوتون ، وأهل الأرض يموتون ، وجميع البرية لا يبقون ، وكل شيء هالك إلا وجهه ، فتبارك الله الّذي إليه جميع الخلق يرجعون ، فهو الّذي خلق الخلق بقدرته ، ويفنيهم بمشيئته ، ويبعثهم بإرادته. يا أختاه كان جدي وأبي وأمي وأخي خيرا مني وأفضل ، وقد ذاقوا الموت وضمّهم التراب ، وإن لي ولك ولكل مؤمن برسول الله أسوة حسنة.

ثم قالعليه‌السلام : يا زينب ويا أم كلثوم ويا فاطمة ويا رباب ، أنظرن إذا أنا قتلت فلا تشققن عليّ جيبا ، ولا تخمشن عليّ وجها ، ولا تقلن فيّ هجرا.

(وفي تاريخ اليعقوبي ، ج ٢ ص ٢٤٣) عن زين العابدينعليه‌السلام أن الحسينعليه‌السلام قال هذه الأبيات عشية اليوم التاسع من المحرم.

قال علي بن الحسينعليه‌السلام : إني لجالس في العشية التي قتل أبي الحسين بن عليعليهما‌السلام في صبيحتها ، وعندي عمتي زينب تمرّضني ، إذ دخل أبي وهو يقول :[يا دهر أفّ لك من خليل] إلى آخر الأبيات المتقدمة.

__________________

(١) مقتل الحسين لأبي مخنف ص ٥٠ ، وأورد المقرم نظير هذا الكلام ص ٢٦٤ في ليلة عاشوراء منقولا عن الله وف. ولدى الرجوع إلى الله وف ص ٤٥ تبيّن أنه أورده هنا أول نزولهعليه‌السلام كربلاء.

٦٠٦

يقول زين العابدينعليه‌السلام : ففهمت ما قال ، وعرفت ما أراد ، وخنقتني العبرة فرددتها ، وعلمت أن البلاء قد نزل بنا.

وأما عمتي زينبعليها‌السلام فإنها لما سمعت ما سمعت ، وهي امرأة ـ ومن شأن النساء الرقة والجزع ـ لم تملك نفسها أن وثبت تجرّ ثوبها حاسرة ، حتّى انتهت إليه ، وهي تقول :

واثكلاه!. ليت الموت أعدمني الحياة. اليوم ماتت أمي فاطمة ، وأبي علي ، وأخي الحسنعليهم‌السلام . يا خليفة الماضي وثمال الباقي.

فنظر إليها الحسينعليه‌السلام ، ثم قال : يا أخيّة لا يذهبنّ حلمك الشيطان ، فإن الموت نازل لا محالة. فقالت : بأبي وأمي أتستقتل ، نفسي لك الفدا؟. فردّت عليه غصته ، وترقرقت عيناه بالدموع ، ثم قال : لو ترك القطا ليلا لنام!. فقالت زينبعليها‌السلام : يا ويلتاه ، أفتغصب نفسك اغتصابا؟ فذلك أقرح لقلبي وأشدّ على نفسي. ثم لطمت وجهها ، وأهوت إلى جيبها فشقّته ، وخرّت مغشيا عليها.

فقام إليها الحسينعليه‌السلام فصبّ على وجهها الماء حتّى أفاقت ، وقال لها : يا أخيّة ، اتّقي الله وتعزّي بعزاء الله ، فإن سكان السموات يفنون ، وأهل الأرض كلهم يموتون ، وجميع البرية يهلكون.

ثم قال لها : يا أختاه ، إني أقسمت عليك فأبرّي قسمي ؛ لا تشقّي عليّ جيبا ، ولا تخمشي عليّ وجها ، ولا تدعي عليّ بالويل والثبور ، إذا أنا هلكت.

(أقول) : ومما يرجح أن تكون هذه الحادثة حدثت في هذا الموقف وليس ليلة العاشر من المحرم ، أن الحسينعليه‌السلام لا يصبّ على وجه زينب الماء في تلك الليلة ، وهو لا يملك منه قطرة لشرب الأطفال والعيال.

ـ تعليق على قولهعليه‌السلام : يا دهر أفّ لك من خليل :

(أسرار الشهادة للفاضل الدربندي ، ص ٢٧٦)

يقول الفاضل الدربندي : إن قصد الحسينعليه‌السلام من الدهر هنا ، ليس الزمان وإنما الدنيا ، أو إن قصده من الدهر أهل الدهر ؛ وغرضه من قوله هو توبيخ أهل الدنيا الذين يغترون بها. وهذا مثل قول الإمام عليعليه‌السلام : «يا دنيا غرّي غيري».لأن الدهر بمعنى الزمان هو من خلق الله ، ولا يجوز سبّه ، مصداقا لما ورد في بعض الآثار : «لا تسبّوا الدهر ، فإن الدهر هو الله». أي هو من مخلوقات الله.

٦٠٧

٧٢٦ ـ من خطبة للحسينعليه‌السلام في أصحابه ، وفيها يصف حال الدنيا :

(مقتل الحسين للمقرم ، ص ٢٣٢)

ثم حمد الله وأثنى عليه وصلى على محمّد وآله ، وقال :

أما بعد ، فقد نزل بنا من الأمر ما قد ترون. وإن الدنيا قد تغيّرت وتنكّرت وأدبر معروفها ، ولم يبق منها إلا صبابة(١) كصبابة الإناء ، وخسيس عيش كالمرعى الوبيل. ألا ترون إلى الحق لا يعمل به ، وإلى الباطل لا يتناهى عنه ، ليرغب المؤمن في لقاء ربه محقّا ، فإني لا أرى الموت إلا سعادة ، والحياة مع الظالمين إلا برما(٢) .

[الأجوبة]

٧٢٧ ـ جواب زهير بن القين البجلي مؤثرا النهوض مع الحسينعليه‌السلام :

(مقتل الحسين للمقرم ، ص ٢٣٣)

فقام زهير بن القين ، وقال : سمعنا يابن رسول الله مقالتك ، ولو كانت الدنيا لنا باقية وكنا فيها مخلّدين ، لآثرنا النهوض معك على الإقامة فيها.

٧٢٨ ـ جواب برير بن خضير الهمداني فاديا نفسه للحسينعليه‌السلام :

(مقتل الخوارزمي ، ج ١ ص ٢٣٦)

وقال للحسين رجل من أصحابه يقال له برير بن خضير الهمداني : يابن رسول الله لقد منّ الله تعالى علينا بك أن نقاتل بين يديك ، وتقطّع فيك أعضاؤنا ، ثم يكون جدك رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم شفيعنا يوم القيامة(٣) فلا أفلح قوم ضيّعوا

__________________

(١) الصبابة : بقية الماء في الإناء. والمرعى الوبيل : أي الثقيل والوخيم. والبرم : ما يوجب السآمة والضجر.

(٢) كذا في الله وف ص ٤٤ ، والعقد الفريد ج ٢ ص ٣١٢ ، وحلية الأولياء لأبي نعيم ج ٣ ص ٣٩ ، وتاريخ ابن عساكر ج ٤ ص ٣٣٣. وعند الطبري ج ٦ ص ٢٢٩ أنه خطبهعليه‌السلام بذي حسم.وفي مجمع الزوائد ج ٩ ص ١٩٢ ، وذخائر العقبى ص ١٤٩ ، ومقتل الخوارزمي ج ٢ ص ٥ أنه خطب ذلك يوم عاشوراء. وفي سير أعلام النبلاء للذهبي ج ٣ ص ٢٠ أنه خطبه بأصحابه لما نزل به ابن سعد.

(٣) مقتل المقرم ص ٢٣٣ نقلا عن اللهوف ص ٤٤.

٦٠٨

ابن بنت نبيهم ، أفّ لهم غدا ما يلاقون ، سينادون بالويل والثبور في نار جهنم وهم فيها خالدون.

٧٢٩ ـ جواب نافع بن هلال الجملي فاديا نفسه للحسينعليه‌السلام ومواسيا له :

(المصدر السابق)

وقال للحسينعليه‌السلام رجل آخر من شيعته يقال له نافع بن هلال الجملي (وفي رواية الخوارزمي : هلال بن نافع) : يابن رسول الله أنت تعلم أن جدك رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، لم يقدر أن يشرب الناس محبته ، ولا أن يرجعوا إلى ما كان أحب ، فكان منهم منافقون يعدونه بالنصر ويضمرون له الغدر ، يلقونه بأحلى من العسل ، ويخلفونه بأمرّ من الحنظل ، حتّى قبضه الله تبارك وتعالى إليه. وإن أباك عليا صلوات الله عليه قد كان في مثل ذلك ، فقوم قد أجمعوا على نصرته وقاتلوا معه الناكثين والقاسطين والمارقين ، وقوم قعدوا عنه وخذلوه ، حتّى مضى إلى رحمة الله ورضوانه وروحه وريحانه. وأنت اليوم يابن رسول الله على مثل تلك الحالة ، فمن نكث عهده وخلع بيعته فلن يضرّ إلا نفسه ، والله تبارك وتعالى مغن عنه. فسر بنا يابن رسول الله راشدا معافى ، مشرّقا إن شئت أو مغرّبا ، فوالذي لا إله إلا هو ما أشفقنا من قدر الله ولا كرهنا لقاء ربنا ، وإنا على نيّاتنا وبصائرنا ، نوالي من والاك ونعادي من عاداك(١) .

٧٣٠ ـ كتاب الحر إلى ابن زياد :

(الوثائق الرسمية لعبد الكريم القزويني ، ص ٩٩)

ولما استقرّ المكان بالحسينعليه‌السلام وركبه الثائر ، كتب الحر بن يزيد التميمي قائد الكتيبة الأولى إلى عبيد الله بن زياد يخبره بقدوم الحسينعليه‌السلام ونزوله كربلاء.

__________________

(١) مقتل المقرم ص ٢٣٣ نقلا عن مقتل العوالم ص ٧٦. وذكر السيد علي بن الحسين الهاشمي النجفي في كتابه (الحسين في طريقه إلى الشهادة) ص ١٠٢ كل ما سبق من ردود أصحاب الحسينعليه‌السلام أنها كانت في موضع (البيضة) بين شراف والعذيب ، بعد أن خطب فيهم خطبة : «من رأى منكم سلطانا جائرا ..." وقد أوردناها سابقا على أنها رسالة لا خطبة كما رجّحنا.

٦٠٩

٧٣١ ـ كتاب عبيد الله بن زياد للحسينعليه‌السلام يخبره فيه بكتاب يزيد له بقتله أو يبايع :

(مقتل الخوارزمي ، ج ١ ص ٢٣٩)

ولما وصل كتاب الحر إلى عبيد الله بن زياد ، كتب ابن زياد للحسينعليه‌السلام : أما بعد يا حسين ، فقد بلغني نزولك كربلاء ، وقد كتب إليّ أمير المؤمنين يزيد أن لا أتوسّد الوثير ، ولا أشبع من الخمير ، حتّى ألحقك باللطيف الخبير ، أو ترجع إلى حكمي وحكم يزيد. فلما ورد كتابه وقرأه الحسينعليه‌السلام رمى به من يده ، وقال : لا أفلح قوم اشتروا مرضاة المخلوق بسخط الخالق. فقال له الرسول : جواب الكتاب؟. فقال له : لا جواب له عندي ، لأنه قد حقّت عليه كلمة العذاب(١) .

فغضب ابن زياد ، وانتدب عمر بن سعد لقتال الحسينعليه‌السلام .

اليوم الثالث من المحرّم

٧٣٢ ـ ندب عمر بن سعد لقتال الحسينعليه‌السلام والخيار الصعب :

(مقتل الحسين للخوارزمي ، ج ١ ص ٢٣٩)

ثم جمع عبيد الله بن زياد أصحابه ، فقال : أيها الناس ، من منكم يتولّى قتال الحسين بولايته أيّ بلد شاء؟. فلم يجبه أحد!.

فالتفت إلى عمر بن سعد بن أبي وقاص ، وكان ابن زياد قبل ذلك بأيام قد عقد له وولاه (الرّي وتستر) وأمره بحرب الديلم ، وأعطاه عهده. وأخّره من أجل شغله بأمر الحسينعليه‌السلام .

وفي (تذكرة الخواص) لسبط ابن الجوزي ، ص ٢٥٧ ط ٢ نجف :

وقال ابن زياد لعمر بن سعد : اكفني هذا الرجل ، وكان عمر يكره قتاله. فقال :اعفني!. فقال : لا أعفيك. وكان ابن زياد قد ولّى عمر بن سعد (الرّي وخوزستان).فقال : قاتله وإلا عزلتك ، فقال : أمهلني الليلة ، فأمهله. ففكر ، فاختار ولاية الري على قتل الحسينعليه‌السلام . فلما أصبح غدا عليه ، فقال : أنا أقاتله!.

__________________

(١) مقتل المقرم ص ٢٣٦ ، ومناقب ابن شهراشوب ج ٣ ص ٢٤٨ ط نجف.

٦١٠

(أقول) : والذي حدث أن عمر حارب الحسينعليه‌السلام وقتله ، ولكنه لم يعطه ابن زياد الولاية التي كان وعده بها ، فخسر الدنيا والآخرة.

وفي (كامل ابن الأثير) ج ٣ ص ٣٧٩ :

وكتب عهده على الري ، فعسكر بالناس في (حمام أعين). فلما كان من أمر الحسينعليه‌السلام ما كان ، دعا ابن زياد عمر بن سعد فقال له : سر إلى الحسينعليه‌السلام .

٧٣٣ ـ عمر بن سعد يستشير أصحابه :

(مقتل الخوارزمي ، ج ١ ص ٢٣٩)

قال الخوارزمي : فقال عمر بن سعد : فأمهلني أيها الأمير اليوم ، حتّى أنظر في أمري. قال : فقد أمهلتك.

فانصرف عمر بن سعد ، وجعل يستشير إخوانه ومن يثق به ، فلا يشير عليه أحد بذلك ، غير أنه يقول له : اتّق الله ولا تفعل.

وأقبل إليه حمزة بن المغيرة بن شعبة وهو ابن أخته ، فقال : أنشدك الله يا خال ، أن تسير إلى قتال الحسينعليه‌السلام ، فإنك تأثم بذلك وتقطع رحمك ، فوالله لأن خرجت من مالك ودنياك وسلطان الأرض كلها ، خير لك من أن تلقى الله بدم الحسين بن فاطمةعليه‌السلام . فسكت عمر ، وفي قلبه من (الرّي) ما فيه.

وبات ليلته قلقا مضطربا ، لأن نفسه في صراع بين الدنيا وقتل الحسينعليه‌السلام .وسمع يقول :

دعاني عبيد الله من دون قومه

إلى خطةّ فيها خرجت لحيني

فوالله ما أدري وإني لحائر

أفكّر في أمري على خطرين

أأترك ملك الرّي والريّ منيتي

أم ارجع مذموما بقتل حسين

وفي قتله النار التي ليس دونها

حجاب ، وملك الريّ قرّة عيني

(وفي مقتل أبي مخنف ، ص ٥١) وأجابه هاتف يقول :

ألا أيها النغل الّذي خاب سعيه

وراح من الدنيا ببخسة عين

ستصلى جحيما ليس يطفى لهيبها

وسعيك من دون الرجال بشين

إذا أنت قاتلت الحسين بن فاطم

وأنت تراه أشرف الثّقلين

فلا تحسبنّ الريّ يا أخسر الورى

تفوز به من بعد قتل حسين

ولما أصبح ذهب إلى عبيد الله بن زياد.

٦١١

ـ نصيحة الصديق كامل :(المنتخب للطريحي ، ص ٢٨٠)

وكان عند عمر بن سعد رجل من أهل الخير يقال له (كامل) ، وكان صديقا لأبيه من قبله. فقال له : يا عمر ، مالي أراك بهيئة وحركة ، فما الّذي أنت عازم عليه؟.وكان كامل كاسمه ذا رأي وعقل ودين كامل. فقال له ابن سعد : إني قد وليت أمر هذا الجيش في حرب الحسينعليه‌السلام ، وإنما قتله عندي وأهل بيته كأكلة آكل وكشربة ماء ، وإذا أنا قتلته خرجت إلى ملك الريّ. فقال له كامل : أفّ لك يا عمر بن سعد ، تريد أن تقتل الحسين ابن بنت رسول الله؟!. أفّ لك ولدينك يا عمر ، أسفهت الحق وضللت الهدى؟!. أما تعلم إلى حرب من تخرج ، ولمن تقاتل؟. إنا لله وإنا إليه راجعون. والله لو أعطيت الدنيا وما فيها على قتل رجل واحد من أمة محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لما فعلت. فكيف تريد قتل الحسين ابن بنت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؟. وما الّذي تقول غدا لرسول الله إذا وردت عليه وقد قتلت ولده وقرة عينه وثمرة فؤاده ، وابن سيدة نساء العالمين وابن سيد الوصيين ، وهو سيد شباب أهل الجنة من الخلق أجمعين.وإنه في زماننا هذا بمنزلة جده في زمانه ، وطاعته فرض علينا كطاعته. وإنه باب الجنة والنار ، فاختر لنفسك ما أنت مختار. وإني أشهد بالله أن من حاربه أو قتله أو أعان عليه أو على قتله ، لا يلبث في الدنيا بعده إلا قليلا. فقال له عمر بن سعد :فبالموت تخوّفني ، وإني إذا فرغت من قتله أكون أميرا على سبعين ألف فارس ، وأتولى ملك الري. فقال له كامل : إني أحدثك بحديث صحيح أرجو لك فيه النجاة إن وفّقت لقبوله. اعلم أني سافرت مع أبيك سعد إلى الشام ، فانقطعت بي مطيّتي عن أصحابي وتهت وعطشت ، فلاح لي دير راهب ، فملت إليه ونزلت عن فرسي ، وأتيت إلى باب الدير لأشرب ماء. فأشرف عليّ راهب من ذلك الدير وقال : ما تريد؟. فقلت له : إني عطشان. فقال لي : أنت من أمة هذا النبي ، الّذي يقتل بعضهم بعضا على حب الدنيا مكالبة ، ويتنافسون فيها على حطامها؟. فقلت له : أنا من الأمة المرحومة ، أمة محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . فقال : إنكم أشرّ أمّة ، فالويل لكم يوم القيامة ، وقد عدوتم إلى عترة نبيكم ، تسبون نساءه وتنهبون أمواله!. فقلت : لا يا راهب ، نحن نفعل ذلك؟!. قال : نعم. وإنكم إذا فعلتم ذلك عجّت السموات والأرضون والبحار والجبال والبراري والقفار والوحوش والأطيار باللعنة على قاتله ، ثم لا يلبث قاتله في الدنيا إلا قليلا. ثم يظهر رجل يطلب بثأره ، فلا يدع أحدا شرك في دمه إلا قتله ، وعجّل الله بروحه إلى النار. ثم قال الراهب : إني لا أرى لك قرابة

٦١٢

من قاتل هذا ابن الطيّب. والله إني لو أدركت أيامه لوقيته في نفسي من حرّ السيوف.فقلت : يا راهب إني أعيذ نفسي أن أكون ممن يقاتل ابن بنت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .فقال : إن لم تكن أنت فرجل قريب منك. وإن قاتله عليه نصف عذاب أهل النار ، وإن عذابه أشدّ عذابا من عذاب فرعون وهامان. ثم ردّ الباب في وجهي ، ودخل يعبد الله تعالى ، وأبى أن يسقيني الماء.

قال كامل : فركبت فرسي ولحقت أصحابي. فقال لي أبوك سعد : ما أبطأك عنا يا كامل؟. فحدّثته بما سمعته من الراهب. فقال لي : صدقت.

ثم إن سعدا أخبرني أنه نزل بدير هذا الراهب مرة من قبل ، فأخبره أنه هو أبو الرجل الّذي يقتل ابن بنت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . فخاف أبوك سعد من ذلك ، وخشي أن تكون أنت قاتله ، فأبعدك عنه وأقصاك. فاحذر يا عمر أن تخرج عليه ، فيكون عليك نصف عذاب أهل النار.

٧٣٤ ـ محاولة تنصّل فاشلة :(المصدر السابق)

ولما أصبح عمر بن سعد ذهب إلى عبيد الله بن زياد ، فقال له ابن زياد : ما عندك يا عمر؟. فقال : أيها الأمير إنك قد ولّيتني هذا العمل [يقصد ولاية الريّ] وكتبت العهد ، وقد سمع الناس به ، فإن رأيت أن تنفذه لي ، وتبعث إلى قتال الحسين غيري من أشراف أهل الكوفة ، فإن بها مثل : أسماء بن خارجة ، وكثير بن شهاب ، ومحمد بن الأشعث ، وعبد الرحمن بن قيس ، وشبث بن ربعي ، وحجّار ابن أبجر.

فقال له : يا عمر ، لا تعلمني بأشراف الكوفة ، فإني لا أستأمرك فيمن أريد أن أبعث ، فإن سرت إلى الحسين ، فرّجت عنا هذه الغمة ، فأنت الحبيب القريب ، وإلا فاردد إلينا عهدنا ، والزم منزلك ، فإنا لا نكرهك. فسكت عمر بن سعد.

٧٣٥ ـ تهديد ووعيد :(المصدر السابق ، ص ٢٤٠)

وغضب عبيد الله بن زياد ، فقال : والله يابن سعد ، لئن لم تسر إلى الحسين وتتولّ حربه وتقدم عليه بما يسوء ، لأضربنّ عنقك ، ولأهدمنّ دارك ، ولأنهبنّ مالك ، ولا أبقي عليك كائنا ما كان. فقال عمر : فإني سائر إليه غدا إنشاء الله. فجزاه عبيد الله خيرا ، وسرى عنه غضبه ، ووصله وأعطاه.

وضمّ إليه أربعة آلاف فارس ، وقال له : خذ بكظم الحسين وحل بينه وبين الفرات.

٦١٣

فسار عمر بن سعد من غده في أربعة آلاف ، حتّى نزل كربلاء في اليوم الثالث من المحرم. وجهّز خمسمائة فارس بقيادة عمرو بن الحجاج ، فنزلوا على شريعة الفرات.

وفي (الأخبار الطوال) لأبي حنيفة الدينوري ص ٢٥٤ :

ثم وجهّ [ابن زياد] : الحصين بن نمير ، وحجّار بن أبجر ، وشبث بن ربعي ، وشمر بن ذي الجوشن ، ليعاونوا عمر بن سعد على أمره.

قالوا : وكان ابن زياد إذا وجّه الرجل إلى قتال الحسينعليه‌السلام في الجمع الكثير ، يصلون إلى كربلاء ولم يبق منهم إلا القليل ، كانوا يكرهون قتال الحسينعليه‌السلام ، فيرتدعون ويتخلفون.

٧٣٦ ـ ظهور كرامة للإمام عليعليه‌السلام بشأن من يقتل الحسينعليه‌السلام :

(تذكرة الخواص لسبط ابن الجوزي ، ص ٢٥٦ ط ٢ نجف)

قال ابن سيرين : وقد ظهرت كرامات علي بن أبي طالبعليه‌السلام في هذا ، فإنه لقي عمر بن سعد يوما وهو شاب ، فقال : ويحك يابن سعد ، كيف بك إذا قمت يوما مقاما تخيّر فيه بين الجنة والنار ، فتختار النار؟!.

(لقاء عمر بن سعد)

٧٣٧ ـ رسول عمر بن سعد يسأل الحسينعليه‌السلام عما جاء به إلى هذا الموضع ، وجواب الحسينعليه‌السلام :

(مقتل الخوارزمي ، ج ١ ص ٢٤٠)

ولما جاء عمر بن سعد كربلاء ، دعا رجلا من أصحابه يقال له : عروة بن قيس الأحمسي ، فقال له : امض إلى الحسين وسله : ما الّذي جاء به إلى هذا الموضع؟وما الّذي أخرجه من مكة بعدما كان مستوطنا بها؟!. فقال عروة : أيها الأمير ، إني كنت قبل اليوم أكاتب الحسينعليه‌السلام ويكاتبني ، وإني لأستحي أن أصير إليه ، فإن رأيت أن تبعث غيري!. ثم طلب أيضا من الرؤساء أن يذهبوا إلى الحسينعليه‌السلام ويسألوه عن مقدمه ، فأبوا وكرهوا لأنهم ممن كاتبوه بالتوجه إليهم.

فبعث رجلا يقال له قرة بن قيس الحنظلي ، فلما أشرف ورآه الحسينعليه‌السلام قال :هل تعرفون هذا؟. فقال حبيب بن مظاهر الأسدي : نعم يابن رسول الله ، هذا رجل

٦١٤

من بني تميم ثم من بني حنظلة ، وكنت أعرفه حسن الرأي ، وما ظننت أن يشهد هذا المشهد. ثم تقدم الحنظلي حتّى وقف بين يدي الحسينعليه‌السلام فسلّم عليه وأبلغه رسالة عمر بن سعد.

فقال له الحسينعليه‌السلام : يا هذا أبلغ صاحبك عني أني لم أرد هذا البلد ، ولكن كتب إليّ أهل مصركم هذا أن آتيهم فيبايعوني ويمنعوني وينصروني ولا يخذلوني ، فإن كرهوني انصرفت عنهم من حيث جئت. فقال له حبيب بن مظاهر : ويحك يا قرّة عهدي بك وأنت حسن الرأي في أهل هذا البيت ، فما الّذي غيّرك حتّى جئت بهذه الرسالة. فأقم عندنا وانصر هذا الرجل الّذي قد أتانا الله به. فقال الحنظلي :لعمري لنصرته أحق من نصرة غيره ، ولكن أرجع إلى صاحبي بالرسالة وأنظر في ذلك. ثم انصرف فأخبره بجواب الحسينعليه‌السلام . فقال ابن سعد : الحمد لله ، والله إني لأرجو أن يعافيني الله من حربه وقتاله.

(وفي رواية أبي مخنف) أن الّذي أتى إلى الحسينعليه‌السلام هو رجل من خزيمة.

(قال في مقتله ص ٥٢) فقال له زهير : الق سلاحك وادخل. فقال : حبا وكرامة.ثم ألقى سلاحه ودخل عليه فقبّل يديه ورجليه ، وقال : يا مولاي ما الّذي جاء بك إلينا وأقدمك علينا؟. فقال : كتبكم. فقال : الذين كاتبوك هم اليوم من خواص ابن زياد. فقال لهعليه‌السلام : ارجع إلى صاحبك وأخبره بذلك. فقال : يا مولاي من الّذي يختار النار على الجنة ، فوالله ما أفارقك حتّى ألقى حمامي بين يديك. فقال له الحسينعليه‌السلام : واصلك الله كما واصلتنا بنفسك. ثم أقام عند الحسينعليه‌السلام حتّى قتل.

٧٣٨ ـ كتاب عمر بن سعد إلى ابن زياد يخبره فيه بموقف الحسينعليه‌السلام ، وجواب الكتاب :(مقتل الخوارزمي ، ج ١ ص ٢٤١)

ثم كتب ابن سعد إلى عبيد الله بن زياد :

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ. إلى الأمير عبيد الله بن زياد ، من عمر بن سعد. أما بعد فإني نزلت بالحسين ، ثم بعثت إليه رسولا أسأله عما أقدمه إلى هذا البلد؟. فذكر أن أهل الكوفة أرسلوا إليه يسألونه القدوم عليهم ، ليبايعوه وينصروه ، فإن بدا لهم في نصرته [أي بدا لهم شيء يمنعهم من نصرته] فإنه ينصرف من حيث جاء ، فيكون بمكة

٦١٥

أو يكون بأي بلد أمرته ، فيكون كواحد من المسلمين. فأحببت أن أعلم الأمير بذلك ليرى رأيه ، والسلام.

فلما قرأ عبيد الله كتابه ، فكّر في نفسه ساعة ، ثم أنشد :

الآن إذ علقت مخالبنا به

يرجو النجاة ولات حين مناص

ثم قال : أيرجو ابن أبي تراب النجاة ، هيهات هيهات ، لا أنجاني الله من عذابه إن نجا الحسين مني.

٧٣٩ ـ كتاب ابن زياد إلى عمر بن سعد رقم (١) يطالبه بعرض البيعة على الحسينعليه‌السلام :(المصدر السابق)

ثم كتب إلى ابن سعد : أما بعد ، فقد بلغني كتابك وما ذكرت فيه من أمر الحسين ، فإذا أتاك كتابي فاعرض عليه البيعة لأمير المؤمنين يزيد ، فإن فعل وبايع ، وإلا فائتني به والسلام.

فلما ورد الكتاب على عمر بن سعد وقرأه ، قال : إنا لله وإنا إليه راجعون. إن عبيد الله لا يقبل العافية ، والله المستعان.

ولم يعرض ابن سعد على الحسينعليه‌السلام بيعة يزيد ، لأنه علم أن الحسينعليه‌السلام لا يجيبه إلى ذلك أبدا.

٧٤٠ ـ خطبة ابن زياد يغري فيها الناس بالمال ، ويحرّضهم للخروج لحرب الحسينعليه‌السلام :(مقتل الخوارزمي ، ج ١ ص ٢٤٢)

ثم جمع ابن زياد الناس في جامع الكوفة ، وخرج فصعد المنبر ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال :

أيها الناس ، إنكم بلوتم آل أبي سفيان ، فوجدتموهم كما تحبون. وهذا أمير المؤمنين يزيد قد عرفتموه ؛ حسن السيرة ، محمود الطريقة ، (ميمون النقيبة) ، محسنا إلى الرعية (متعاهدا للثغور) ، يعطي العطاء في حقه ، وقد أمنت السبل على عهده (وأطفئت الفتن بجهده). وكما كان معاوية في عصره ، كذلك ابنه يزيد في أثره ؛ يكرم العباد ويغنيهم بالأموال ويزيدهم بالكرامة ، وقد زادكم في أرزاقكم مائة بالمائة ، وأمرني أن أوفّرها عليكم ، وآمركم أن تخرجوا إلى حرب عدوه الحسين بن علي ، فاسمعوا له وأطيعوا.

٦١٦

إعلان النفير العام

ثم نزل من المنبر ، ووضع لأهل الرياسة العطاء ، وأعطاهم. ونادى فيهم أن يتهيؤوا للخروج إلى عمر بن سعد ليكونوا عونا له على قتال الحسينعليه‌السلام .

وخرج إلى النّخيلة(١) وعسكر فيها. وبعث على الحصين بن نمير التميمي ، وحجّار بن أبجر ، وشمر بن ذي الجوشن ، وشبث بن ربعي ، وأمرهم بمعاونة عمر ابن سعد.

٧٤١ ـ استبطاء شبث بن ربعي وتمارضه :

(مثير الأحزان للشيخ شريف الجواهري ، ص ٥٠)

ثم أرسل [عبيد الله بن زياد] إلى شبث بن ربعي أن أقبل إلينا ، فإنا نريد أن نوجّه بك إلى حرب الحسين. فتمارض شبث ، فأرسل إليه : أما بعد ، فإن رسولي أخبرني بتمارضك ، وأخاف أن تكون من الذين( وَإِذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قالُوا آمَنَّا وَإِذا خَلَوْا إِلى شَياطِينِهِمْ قالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ ) (١٤) [البقرة : ١٤].(فانظر) إن كنت في طاعتنا فأقبل إلينا مسرعا. فأقبل إليه شبث بن ربعي بعد العشاء (الآخرة) لئلا ينظر إلى وجهه فلا يرى عليه أثر العلّة. فلما دخل رحّب به وقرّب مجلسه ، ثم قال له :أريد أن تشخص (غدا) إلى قتال الحسين عونا لابن سعد. فقال : أفعل أيها الأمير (فخرج في ألف فارس).

٧٤٢ ـ قطع الطريق على من يريد الالتحاق بالحسينعليه‌السلام :

(مقتل الحسين للسيد عبد الرزاق المقرّم ، ص ٢٤٠)

وجعل عبيد الله بن زياد زجر بن قيس الجعفي مسلحة في خمسمائة فارس ، وأمره أن يقيم بجسر الصراة ، يمنع من يخرج من أهل الكوفة يريد الحسينعليه‌السلام . فمرّ به عامر بن أبي سلامة بن عبد الله بن عرار الدالاتي. فقال له زجر : قد عرفت حيث تريد ، فارجع. فحمل عليه وعلى أصحابه فهزمهم ، ومضى وليس أحد منهم يطمع في الدنوّ منه. فوصل كربلاء ولحق بالحسينعليه‌السلام حتّى قتل معه. وكان قد شهد المشاهد مع أمير المؤمنين عليعليه‌السلام .

__________________

(١) النّخيلة : هي العباسية في كلام ابن نما ، وتعرف اليوم بالعباسيات ، وموقعها قريب من (ذي الكفل) وهي تبعد فرسخين شمال الكوفة.

٦١٧

٧٤٣ ـ إرهاب ابن زياد :

(الوثائق الرسمية للسيد عبد الكريم الحسيني القزويني ، ص ١٠٥)

ثم إن عبيد الله بن زياد أخذ يرسل الكتيبة تلو الكتيبة ، والفوج تلو الفوج ، إلى عمر بن سعد ، ويحثّ الناس على الخروج لحرب الحسينعليه‌السلام بعد أن زاد في عطائهم مائة بالمائة.

ثم نودي في شوارع وسكك وأزقة الكوفة : «ألا برئت الذمّة ممن وجد في الكوفة ، ولم يخرج لحرب الحسين».

وبعث ابن زياد سويد بن عبد الرحمن المنقري في خيل إلى الكوفة ، وأمره أن يطوف بها ، فمن وجده قد تخلّف أتاه به.

فبينما هو يطوف في أحياء الكوفة ، إذ وجد رجلا من أهل الشام ، قد كان قدم الكوفة في طلب ميراث له (وفي رواية : لأخذ دين له في ذمة رجل من أهل العراق).فأرسل به إلى ابن زياد. فقال ابن زياد : اقتلوه ، ففي قتله تأديب لمن لم يخرج بعد ، فقتل(١) .

٧٤٤ ـ جيوش من الهمج الرّعاع :(الوثائق الرسمية ، ص ١٠٦)

يقول السيد عبد الكريم الحسيني القزويني :

فتأثّر الرأي العام بالجو اللاشعوري ، أو ما يسمى بالسلوك الجمعي ، وإذا بالغوغائية جماعات وجماعات تخرج لحرب ابن بنت نبيّها محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم غير ملتفتة إلى ما ينتج من هذا المصير الوخيم الّذي أقبلت إليه مسرعة ، وفقد الفرد سيطرته على نفسه وعقله ، وأصبح يعيش في حالة هستيرية لا يعي ولا يشعر ، لأنه تأثّر بالعقل الجمعي وسلوكه ، وخصوصا بعد أن قتل جماعة من النخبة الواعية ، أمثال ميثم التمّار وغيره ، واعتقل البقية مثل : المختار بن أبي عبيدة الثقفي ، وسليمان بن صرد الخزاعي ، واختفى آخرون. وصفا الجو إلى ابن زياد حيث أخذ يلعب بالطبقة التي وصفها أمير المؤمنين عليعليه‌السلام بقوله :

«همج رعاع ، أتباع كلّ ناعق ، يميلون مع كلّ ريح ، لم يستنيروا بنور العلم ، ولم يلجؤوا إلى ركن وثيق».

__________________

(١) الأخبار الطوال للدينوري ، ص ٢٥٤.

٦١٨

اليوم السادس من المحرّم

(اكتمال الجيوش الأموية في كربلاء)

تجهيز الجيوش

٧٤٥ ـ القوات الأموية تزحف إلى كربلاء :

فأول من خرج إلى عمر بن سعد ، شمر بن ذي الجوشن الضّبابي في أربعة آلاف ، فصار ابن سعد في تسعة آلاف.

ثم أتبعه ابن زياد بيزيد بن ركاب الكلبي في ألفين ،

والحصين بن نمير السكوني في أربعة آلاف ،

ومضاير بن رهينة المازني في ثلاثة آلاف ،

ونصر بن خرشة في ألفين.

فتمّ له عشرون ألف فارس ، تكمّلت عنده إلى ست ليال خلون من المحرم.

وبعث كعب بن طلحة في ثلاثة آلاف ، وشبث بن ربعي في ألف ، وحجّار بن أبجر في ألف فارس. فصار عمر بن سعد في خمسة وعشرين ألفا.

ولم يزل ابن زياد يرسل بالعساكر إلى عمر بن سعد حتّى تكامل عنده ثلاثون ألفا ، ما بين فارس وراجل.

يقول ابن شهراشوب في (المناقب) ص ٢٤٨ :

وكان جميع أصحاب الحسينعليه‌السلام اثنين وثمانين رجلا ، منهم الفرسان اثنان وثلاثون فارسا ، ولم يكن لهم من السلاح إلا السيف والرمح.

٧٤٦ ـ التعداد الكمي للجيش الأموي في كربلاء :

(الوثائق الرسمية لثورة الحسين ، ص ١٠٧)

يقول السيد عبد الكريم الحسيني القزويني :

إن الاحصائيات التي رواها أرباب المقاتل وبعض الكتب التاريخية عن كمية تعداد الجيش الأموي الّذي أرسله عبيد الله بن زياد إلى كربلاء لحرب الحسينعليه‌السلام والقضاء على ثورته المقدسة ، هي على حسب الترتيب الزمني :

٦١٩

اسم قائد الكتيبة

عددها

كتيبة الحر بن يزيد التميمي

١٠٠٠ مقاتل

كتيبة عمر بن سعد (قائد الجيش)

٤٠٠٠ مقاتل

كتيبة شمر بن ذي الجوشن

٤٠٠٠ مقاتل

كتيبة يزيد بن ركاب الكلبي

٢٠٠٠ مقاتل

كتيبة الحصين بن نمير التميمي

٤٠٠٠ مقاتل

كتيبة مضاير بن رهينة المازني

٣٠٠٠ مقاتل

كتيبة نصر بن خرشة

٢٠٠٠ مقاتل

كتيبة كعب بن طلحة

٣٠٠٠ مقاتل

كتيبة شبث بن ربعي الرياحي

١٠٠٠ فارس

كتيبة حجّار بن أبجر

١٠٠٠ فارس

المجموع

٢٥٠٠٠ مقاتل

وما زال عبيد الله بن زياد يرسل إليه الخيل والرجال حتّى تكامل عنده ثلاثون ألفا ، ما بين فارس وراجل. كما أن بقية الجيوش الأموية كانت في حالة إنذار واستنفار عام.

٧٤٧ ـ تحقيق حول أعداد جيش عمر بن سعد :

(تذكرة الخواص لسبط ابن الجوزي ، ص ٢٦١ ط ٢ نجف)

قال سبط ابن الجوزي : ولم يحضر قتال الحسينعليه‌السلام أحد من أهل الشام ، بل كلهم من أهل الكوفة ممن كاتبه ، وكانوا ستة آلاف مقاتل.

(أقول) : الّذي استفاضت فيه روايات الشيعة ـ وهم أهل هذا البيت ، وأهل البيت أدرى بالذي فيه ـ أن العسكر الذين أحاطوا بالحسينعليه‌السلام يقربون إلى ثلاثين ألفا ، وهو المروي عن الإمام جعفر الصادقعليه‌السلام .

وفي (مطالب السّؤول) : أنهم كانوا اثنين وعشرين ألفا.

وفي كتاب (محمّد بن أبي طالب) ما حاصله : إن ابن زياد سيّر ابن سعد إلى الحسينعليه‌السلام في تسعة آلاف ، ثم يزيد بن ركاب الكلبي في ألفين ، والحصين ابن

٦٢٠

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

701

702

703

704

705

706

707

708

709

710

711

712

713

714

715

716

717

718

719

720

721

722

723

724

725

726

727

728

729

730

731

732

733

734

735