موسوعة كربلاء الجزء ١

موسوعة كربلاء 8%

موسوعة كربلاء مؤلف:
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 735

الجزء ١ الجزء ٢
  • البداية
  • السابق
  • 735 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 471738 / تحميل: 5570
الحجم الحجم الحجم
موسوعة كربلاء

موسوعة كربلاء الجزء ١

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

أهل مصر والشام غير واحد. وقد روى عن ولده جماعة(١) . يقال : توفى سنة سبع وأربعين ومائة ، وكان جده «حيويل بن ناشرة»(٢) . شهد فتح مصر. ولهم بقية بمصر اليوم(٣) .

* ذكر من اسمه «قيس» :

١٠٨٥ ـ قيس بن ثور بن مازن بن خيثمة السّكونىّ(٤) : يكنى أبا بكر. له رواية عن أبى بكر الصديق(٥) ، وشهد فتح مصر ، ثم انتقل إلى «حمص» ، فسكنها(٦) . وهو والد عمرو بن قيس(٧) .

١٠٨٦ ـ قيس بن الحارث المرادى ، ثم الكعبى : له إدراك ، وقدم من اليمن فى خلافة عمر بن الخطاب ، وتفقّه إلى أن صار يفتى فى زمانه ، وقدم مع عمرو بن العاص ، فشهد

__________________

(١) الإكمال ٢ / ٣٦ (ذكر معنى ذلك ابن يونس). وفى (تهذيب الكمال) ٢٣ / ٥٨٢ : روى عن أبيه ، والزهرى ، ويزيد بن أبى حبيب ، وأبى قبيل ، وأبى الزبير المكى. روى عنه حيوة بن شريح ، ورشدين بن سعد ، وابن لهيعة ، والليث. وأضاف ابن حجر فى (تهذيب التهذيب) ٨ / ٣٣٣ : روى عنه الأوزاعى ، وسعيد بن عبد العزيز.

(٢) ترجم له ابن يونس ـ من قبل ـ فى باب (الحاء) برقم (٣٧٥).

(٣) تهذيب الكمال ٢٣ / ٥٨٣ (قال أبو سعيد بن يونس) ، وتهذيب التهذيب ٨ / ٣٣٤ (لم يذكر اليوم).

(٤) كذا لقّب فى (مختصر تاريخ دمشق) : ٢١ / ٩٣. وقال : ولقب بالكندى ، ولقب والده ب (الكندى السّكونى). وقد ضبط السمعانى لقب (السكونى) بالحروف ، وقال : السّكون بطن من كندة. (الأنساب) ٣ / ٢٧٠.

(٥) وقد ورد فى (الإصابة) ٥ / ٥٣١ : أنه هاجر على عهد أبى بكر الصديق مع وفد ، فتلقاهم أبو بكر ب (الحرّة) ، فرأوه مخضوب الرأس واللحية.

(٦) مختصر تاريخ دمشق ٢١ / ٩٤ (قال أبو سعيد بن يونس) ، والإصابة ٥ / ٥٣١ (ذكره أبو سعيد ابن يونس).

(٧) مختصر تاريخ دمشق ٢١ / ٩٤. وابنه هذا المشار إليه ، يكنى أبا ثور. وهو شامى حمصى. روى عن جده (مازن بن خيثمة) الصحابى ، وابن عمرو ، ومعاوية. ووفد على معاوية مع أبيه ، وروى عنه. روى عن النعمان بن بشير أيضا. روى عنه معاوية بن صالح ، والأوزاعى ، وسعيد ابن عبد العزيز. ثقة ، توفى سنة ١٤٠ ه‍. (تهذيب التهذيب ٨ / ٨٠ ـ ٨١). وأخيرا ، راجع المزيد عن المترجم له (قيس بن ثور) فى (مختصر تاريخ دمشق) ٢١ / ٩٣ ، ومنه ومن أخباره السابقة فى (الإصابة) يترجح أنه أسلم فى عهد الرسولصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فله إدراك ، لكنه لم يهاجر إلا بعد وفاته (فى عهد أبى بكر).

٤٠١

فتح مصر(١) . روى عن عمر بن الخطاب(٢) . روى عنه سويد بن قيس ، وقيل : شديد بن قيس بن ثعلبة. روى عنه (أيضا)(٣) بكر بن سوادة(٤) . وهو الذي فتح القرية بصعيد مصر المعروفة ب «القيس» ، فنسبت إليه(٥) .

١٠٨٧ ـ قيس بن الحجّاج بن خلىّ(٦) بن معد يكرب الحميرى(٧) الكلاعىّ ، ثم السّلفىّ(٨) : يروى عن أبى عبد الرحمن الحبلىّ ، وحنش بن عبد الله السّبائىّ. روى عنه عبد الرحمن بن شريح ، وعمرو بن الحارث ، وخالد بن حميد ، والليث بن سعد ، وعبد الله بن لهيعة ، وعبد الله بن عيّاش ، ونافع بن يزيد ، وعبد الأعلى بن الحجّاج(٩) . يقال : توفى سنة تسع وعشرين ومائة ، وكان رجلا صالحا(١٠) .

١٠٨٨ ـ قيس بن ربيعة بن عامر المرادى : له إدراك. شهد فتح مصر(١١) .

__________________

(١) الأنساب ٥ / ٧٩ (له إدراك. ولم يذكر أنه قدم من اليمن) ، والإصابة ٥ / ٥٣١ (قاله أبو سعيد ابن يونس).

(٢) الأنساب ٥ / ٧٩ (قاله أبو سعيد بن يونس) ، والخطط ١ / ٢٠٤.

(٣) إضافة من لدنّى تتلاءم مع السياق.

(٤) حرفت بكر إلى (عسكر) فى : (المصدر السابق).

(٥) السابق (قال ابن يونس).

(٦) كذا فى (تهذيب الكمال) ٢٤ / ١٩ ، وتهذيب التهذيب ٨ / ٣٤٨. وحرفت فى (مخطوط تاريخ دمشق) ١٤ / ٤٣٨ إلى (خولى). ثم عاد ، فحرّفها ابن عساكر ـ فيما ينقل عن ابن يونس ـ إلى (حلى). وأخيرا ، فقد حرّفت إلى (مولى) فى مخطوط (الكمال فى معرفة الرجال) للمقدسى ٥ / ق ٥٦.

(٧) كذا فى (تهذيب التهذيب) ٨ / ٣٤٨. وفى (تهذيب الكمال) ٢٤ / ١٩ : معدى كرب.

(٨) ورد فى (السابق) : وقيل : الصنعانى (من صنعاء دمشق). وعلّق المزى : والصحيح أنه مصرى.

(٩) مخطوط تاريخ دمشق ١٤ / ٤٣٩ (بسنده إلى أبى عبد الله بن منده ، قال : قال لنا أبو سعيد بن يونس).

(١٠) السابق ، ومخطوط الكمال ٥ / ق ٥٦ (وآخر سنة الوفاة ، عن وصفه بالصلاح ، قال أبو سعيد ابن يونس) ، وتهذيب الكمال ٢٤ / ٢٠ (قال أبو سعيد بن يونس) ، وتهذيب التهذيب ٨ / ٣٤٨ (قال ابن يونس). ويلاحظ أنه سبقت الترجمة لجدّ المترجم له (خلىّ بن معد يكرب) فى باب (الخاء) رقم (٤١٩).

(١١) الإصابة ٥ / ٥٣٤ (ذكره ابن يونس).

٤٠٢

١٠٨٩ ـ قيس بن سعد بن عبادة بن دليم(١) بن حارثة بن أبى حزيمة(٢) بن ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن سعادة بن كعب بن الخزرج الأنصارى(٣) : شهد فتح مصر ، واختط بها دارا(٤) . وولى على مصر لعلىّ بن أبى طالب فى سنة ست وثلاثين ، وعزله عنها سنة سبع وثلاثين(٥) . روى عنه عبد الله بن مالك الجيشانى ، وعمرو بن الوليد بن عبدة السّهمىّ(٦) .

١٠٩٠ ـ قيس بن سمىّ بن أزبر(٧) بن عدى(٨) بن مالك بن سلمة بن أيدعان بن سعد ابن تجيب التجيبى(٩) : شهد فتح مصر ، وله رواية عن عمرو بن العاص. روى عنه سويد بن قيس التجيبى(١٠) . وهو جد حيوة بن الرّقاع بن عبد الملك بن قيس ، صاحب الدار بمصر ، وعقبه بإفريقية(١١) .

١٠٩١ ـ قيس بن أبى العاص بن قيس بن عدىّ(١٢) بن سعيد(١٣) بن سهم القرشى

__________________

(١) حرفت إلى (دليهم) فى (تهذيب التهذيب) ٨ / ٣٥٣.

(٢) كذا ضبطها ابن ماكولا بالحروف : ج ٣ / ١٤٠ من كتاب (الإكمال).

(٣) أورد ابن عساكر نسبه كاملا فى (مخطوط تاريخ دمشق) ١٤ / ٤٥٠. وذكر ابن ماكولا نسب والده (سعد) فى (الإكمال) ٣ / ١٤١. واكتفى ابن حجر فى نسبه بالوقوف عند (دليم الأنصارى الخزرجى). (الإصابة) ٥ / ٤٧٣.

(٤) مخطوط تاريخ دمشق ١٤ / ٤٥٠ (ولم يذكر دارا) ، وسير أعلام النبلاء ٣ / ١٠٣ (قال ابن يونس) ، والإصابة ٨ / ٤٧٣ (شرحه).

(٥) سير النبلاء ٣ / ١٠٣ ، والإصابة ٥ / ٤٧٣ (ثم كان أميرها لعلىّ). وورد فى (الولاة) ، للكندى ص ٢٠ ـ ٢٢ : أنه دخل مصر واليا ، مستهل ربيع الأول ٣٧ ه‍ ، وعزل فى الخامس من رجب ٣٧ ه‍ (بعد ٤ أشهر ، و ٥ أيام).

(٦) مخطوط تاريخ دمشق ١٤ / ٤٥٠. راجع تفاصيل ترجمته فى : (الاستيعاب ٣ / ١٢٨٩ ـ ١٢٩٣ ، وأسد الغابة ٤ / ٤٢٤ ـ ٤٢٧).

(٧) كذا ورد فى (الإكمال) ١ / ٥٢. وفى (الإصابة) ٥ / ٥٣٥ : الأزهر.

(٨) كذا فى (الإكمال) ١ / ٥٢. وفى (الإصابة) ٥ / ٥٣٥ : عمر.

(٩) ورد النسب كاملا فى (الإكمال) ١ / ٥٢. ووقف ابن حجر عند (سلمة التجيبى). (الإصابة) ٥ / ٥٣٥.

(١٠) الإكمال ١ / ٥٢ (ذكر ابن يونس) ، والإصابة ٥ / ٥٣٥ (شرحه).

(١١) زيادة فى (المصدر السابق).

(١٢) كذا فى (أسد الغابة) ٤ / ٤٣٢ ، والإصابة ٥ / ٤٨٦. وفى مخطوط (رفع الإصر ـ نسخة دار الكتب المصرية) : ق ٢١٠ ، قال : قيس بن عبد قيس بن عدى.

(١٣) الإصابة ٥ / ٤٨٦. وفى (أسد الغابة) ٤ / ٤٣٢ : سعد بن سهم. ووقف ابن حجر فى (مخطوط رفع الإصر) ورقة ٢١٠ عند (سعيد).

٤٠٣

السهمى(١) : شهد فتح مصر ، واختط بها دارا(٢) ، وهو أول قاض قضى بمصر ، ويقال : له صحبة. وهو من مسلمة الفتح. وقيل : شهد حنينا ، والطائف. وأعقب ذرية بمصر(٣) .

روى ابن لهيعة ، عن يزيد بن أبى حبيب : أن عمر كتب إلى عمرو بن العاص أن يتولى قيس بن أبى العاص القضاء على مصر. قال يزيد : فهو أول قاض فى الإسلام.

قال ابن لهيعة : فقضى يسيرا ، ثم مات(٤) .

١٠٩٢ ـ قيس بن عدىّ اللخمى : له إدراك ، وشهد فتح مصر ، وكان طليعة عمرو بن العاص(٥) .

١٠٩٣ ـ قيس بن ملجم بن عمرو بن يزيد المرادى : له إدراك ، وكان قد قدم المدينة ، هو وأخوه عبد الرحمن. وعمّر فى عهد عمر. وشهد قيس فتح مصر ، وله ذكر(٦) .

١٠٩٤ ـ قيس بن نخرة(٧) الصّدفىّ : له إدراك ، وشهد فتح مصر(٨) .

١٠٩٥ ـ قيس بن يسار بن مسلم الكنانىّ : يقال : إنه صحب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وقاتل معه فى(٩) وقاتل أيام الردّة. دخل إفريقية غازيا مع عقبة بن نافع ، وقيل : إنه دخلها قبل ذلك سنة سبع وعشرين مع عبد الله بن سعد. وهو جد «أبى محرز القاضى»(١٠) .

__________________

(١) ورد هذا النسب فى (الإصابة) ٥ / ٤٨٦. وفى (أسد الغابة) ٤ / ٤٣٢ : لم يذكر القرشى السهمى.

(٢) السابق ، ومخطوط رفع الإصر ق ٢١٠ ، وذكر ابن حجر فى (الإصابة) ٥ / ٤٨٧ ، رواية عن سعيد بن عفير : أن قيسا اختط دارا بحذاء دار ابن رمّانة.

(٣) مخطوط رفع الإصر ق ٢١٠ ، والإصابة ٥ / ٤٨٦ (قال أبو سعيد بن يونس).

(٤) السابق ٥ / ٤٨٧ (وأخرجه ابن يونس من طريق ابن لهيعة). وفى (أسد الغابة) ٤ / ٤٣٢ : ولى قضاء مصر لعمر بن الخطاب (رواه ابن لهيعة ، عن يزيد بن أبى حبيب. قاله ابن يونس). وورد فى كتاب (القضاة) للكندى ص ٣٠١ ، من طريق الحارث بن عثمان بن قيس بن أبى العاص : أن جده (قيسا) ـ المترجم له هنا ـ مات فى ربيع الأول سنة ٢٣ ه‍. وكان قد ولى أول سنة ٢٣ ه‍ (فيكون قد قضى فى منصبه ثلاثة أشهر).

(٥) الإصابة ٥ / ٥٣٦ (ذكره ابن يونس).

(٦) السابق ٥ / ٥٤١ (شرحه). وزاد : نزيل الكوفة ، أخو عبد الرحمن قاتل علىّ.

(٧) أوله نون مضمومة ، وبعدها خاء معجمة ساكنة (الإكمال ١ / ١٩١).

(٨) الإصابة ٥ / ٥٤١ (ذكره ابن يونس).

(٩) بياض فى الأصل المحقق عليه (رياض النفوس) للمالكى (ط. مؤنس ١ / ٦١ ، وط. بيروت ١ / ٩٦).

(١٠) المصدر السابق (قال أبو سعيد ، وغيره). وذكر المحقق : أنه لا ذكر له فى مصادر

٤٠٤

* ذكر من اسمه «قيسبة» :

١٠٩٦ ـ قيسبة(١) بن كلثوم بن حباشة(٢) بن هدم بن عامر بن خولىّ بن وائل الكندىّ(٣) : كان له قدر فى الجاهلية(٤) . وفد على النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) ، وشهد فتح مصر. وكان اختطّ بعض المسجد ، فلما بنى الجامع سلّم خطّته ، فزيدت فى المسجد ، وعوّض عنها ، فأبى أن يقبل. وفى ذلك يقول الشاعر لابنه عبد الرحمن :

وأبوك سلّم داره وأباحها

لجباه قوم ركّع وسجود(٥)

* ذكر من اسمه «قيصر» :

١٠٩٧ ـ قيصر بن أبى غزيّة : مولى تجيب ، وينسب إلى ولاء معاوية بن حديج(٦) .

__________________

تراجم الصحابة. والقاضى المذكور هو (محمد بن عبد الله بن قيس بن يسار بن مسلم الكنانى). من أصحاب الإمام مالك. ولّاه (إبراهيم بن الأغلب) القضاء على كره منه ، وأشرك معه فيه (أسد بن الفرات) ، فكانا معا على قضاء (إفريقيّة). توفى سنة ٢١٤ ه‍. (راجع تفاصيل ترجمته فى : (طبقات علماء إفريقية وتونس) ، لأبى العرب ص ١٦٦ ـ ١٦٧ ، ورياض النفوس (ط. بيروت) ١ / ٢٧٤ ـ ٢٨٠ ، والديباج المذهب ٢ / ٣٢٥.

(١) ضبطها ابن حجر فى (الإصابة) ٥ / ٥١٣.

(٢) ذكر ابن ماكولا أنها بضم الحاء المهملة ، والشين المعجمة (الإكمال) ٣ / ١٩٣. ووردت بضم الحاء فى (تبصير المنتبه) ١٠ / ٣٩٨.

(٣) ورد النسب كاملا فى (الإصابة) ٥ / ٥١٣.

(٤) قال ابن حجر فى (المصدر السابق) بعد ذلك : ثم ذكر ـ أى : ابن يونس ـ له قصة ، ولم يوردها ابن حجر. ثم ذكر أنه وفد على الرسولصلى‌الله‌عليه‌وسلم إلخ. قال (أى : ابن يونس) : وذكر بقية الترجمة.

(٥) الترجمة بكاملها فى (السابق) ، نقلا عن ابن يونس.

(٦) مختصر تاريخ دمشق ، لابن منظور ٢١ / ٨٢ (قال أبو سعيد بن يونس).

٤٠٥

باب الكاف

* ذكر من اسمه «كثير» :

١٠٩٨ ـ كثير(١) : له صحبة. روى ابن وهب ، عن حيوة بن شريح ، قال : سألت عقبة بن مسلم عن الوضوء مما مسّت النار. فقال : إن كثيرا ـ وكان من أصحاب النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ يقول : كنا عند النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فوضع الطعام لنا فأكلنا ، ثم أقيمت الصلاة فصلّينا ، ولم يتوضأ(٢) . الحديث معلول(٣) .

١٠٩٩ ـ كثير بن إياس الدّولى المصرىّ(٤) : يروى عن الليث ، ونافع بن يزيد ، ومفضّل بن فضالة. توفى سنة تسع عشرة ومائتين(٥) .

١١٠٠ ـ كثير بن قليب(٦) بن موهب الصّدفىّ الأعرج : له إدراك. شهد فتح مصر(٧) .

__________________

(١) قال ابن عبد البر : كثير الأزدى. روى عنه عقبة بن مسلم التجيبى. سكن مصر ، ويعد فى أهلها. (الاستيعاب ٣ / ١٣٠٩). وقال ابن الأثير : ذكر ابن منده ، وأبو نعيم عنه : كثير بن أبى كثير. وعلّق بأنه هو المذكور فى (الاستيعاب) ، فكلاهما واحد. (أسد الغابة) ٤ / ٤٥٧. وقال ابن حجر فى (الإصابة) ٥ / ٥٧٤ : غير منسوب.

(٢) السابق ٥ / ٥٧٤ (رجاله ثقات). وقد ورد الحديث بالإسناد الذي ساقه ابن يونس فى (مسند أحمد) ٤ / ١٩٠ ، لكن رواه الصحابى (ابن جزء) ، وبلفظ مقارب. وورد فى (فتوح مصر) لابن عبد الحكم ص ٢٩٩ ـ ٣٠٠ ، من طريق ابن لهيعة ، عن سليمان بن زياد ، عن ابن جزء ، قال : أكلنا مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم فى المسجد شواء ، ثم أقيمت الصلاة ، فمسحنا أيدينا بالحصباء ، ثم قمنا ، فصلّى ولم يتوضأ.

(٣) الإصابة ٥ / ٥٧٤ (ذكر ابن يونس). وعلّق ابن حجر قائلا : كأنه أشار إلى الاختلاف فيه على (عقبة بن مسلم) ، فإنه روى عنه من غير وجه (عن عبد الله بن الحارث بن جزء ، بدل الصحابى كثير).

(٤) بضم الدال. ولعلها نسبة إلى الدّول بن حنيفة بن لجيم بن صعب بن على بن بكر بن وائل. وفى رأى آخر : أن الدول امرأة من بنى كنانة ، وهم رهط أبى الأسود الدؤلى (راجع الإكمال ج ٣ ص ٣٤٧ ـ ٣٤٨).

(٥) تاريخ الإسلام ١٥ / ٣٥٧ (ذكره ابن يونس).

(٦) قال ابن ماكولا : أوله قاف مضمومة ، وآخره باء معجمة بواحدة (الإكمال) ٧ / ٧٠. وضبطها محقق (تهذيب الكمال) بفتح القاف. (ج ٢٤ / ١٤٦).

(٧) الإصابة ٥ / ٦٣٨ (ذكره ابن يونس).

٤٠٦

يروى عن أبى فاطمة ، وعقبة بن عامر. روى عنه الحارث بن يزيد(١) . روى سعيد بن أبى مريم عن ابن لهيعة ، قال : حدثنا الحارث بن يزيد ، عن كثير الأعرج الصدفى ، قال : سمعت أبا فاطمة ـ وهو معنا بذى الصوارى ـ يقول : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : «يا أبا فاطمة ، أكثر من السجود ؛ فإنه ليس من مسلم يسجد لله سجدة ، إلا رفعه الله بها درجة»(٢) .

١١٠١ ـ كثير بن ميسرة المصرى : يروى عن عمر بن الخطاب. روى عنه الحارث بن يعقوب(٣) .

١١٠٢ ـ كثير بن نجيح المصرى : يكنى أبا الخير. رأى عيسى بن المنكدر ، وعبد الله ابن عبد الحكم. وسأل أصبغ بن الفرج مسائل. قال لى : ولدت سنة أربع ومائتين. مات فى رمضان سنة إحدى وثلاثمائة ، وكان رجلا صالحا ، قارب المائة(٤) .

__________________

(١) الإكمال ٧ / ٧٠ ، وتهذيب الكمال ٢٤ / ١٤٦ ، وتهذيب التهذيب ٨ / ٣٨٠ (ولم ينسبه أيهم إلى ابن يونس ، لكنه له كما يتضح من إسناد الحديث الآتى).

(٢) ذكر المزى أن ابن يونس روى هذا الحديث فى ترجمة (الصحابى المذكور) من رواية سعيد بن أبى مريم ، عن ابن لهيعة (تهذيب الكمال ٢٤ / ١٤٨). قال ابن حجر فى (تهذيب التهذيب) ٨ / ٣٨٠ : وكذا رواه ابن يونس فى (تاريخه) من طريقه ، وقال : هو (كثير بن قليب بن موهب). وعلّق ابن حجر بقوله : الحديث المذكور معروف من رواية (كثير بن مرّة الحضرمى ، عن أبى فاطمة). هذا ، وقد مال المزى إلى تخطئة ابن يونس ، وأنه ذكر شخصا واحدا على أنه شخصان ، جعل أحدهما فى (تاريخ المصريين) ـ وأشار إليه ابن عساكر فيما يذكر المزى ـ وأخطأ فى تسمية أبيه (قليب بن موهب) ، بينما هو كثير بن مرة. وعاد ، فذكره فى كتاب (الغرباء الذين قدموا مصر) ، وذكر أن جماعة من أهل مصر رووا عنه ، وقال : الحديث محفوظ من رواية (كثير بن مرة ، عن أبى فاطمة). (تهذيب الكمال ٢٤ / ١٤٨ ـ ١٤٩). ويرى ابن حجر فى (تهذيب التهذيب) ٨ / ٣٨١ ـ وهو الراجح عندى ـ أن ابن يونس فرّق بينهما ، فجعل هذا بنسبه المذكور فى المصريين ، ووضع (كثير بن مرة) فى (تاريخ الغرباء) ، ولم يذكر أنه صدفى ، ولا أعرج. وأخيرا ، فالحديث المذكور ورد من طرق أخرى بلفظ مقارب مع زيادات فى (المعجم الكبير) للطبرانى ج ٢٢ / ٣٢٢ (أحاديث أرقام ٨١٠ ـ ٨١٢).

(٣) مخطوط تاريخ دمشق ١٤ / ٥١٨ (بسنده إلى أبى عبد الله بن منده ، قال : قال لنا أبو سعيد بن يونس). ثم قال ابن عساكر ـ فيما أرى ـ : كذا قال. وواصل تعليقه بأنه يبعد أن يكون من سمع من عمر بن الخطاب ، يغزو زمن عمر بن عبد العزيز. وهو ـ بذلك ـ يشكك فى صحة ما ورد فى رواية أخرى (غير منقولة عن ابن يونس) ، تذكر أنه قدم على عمر بن عبد العزيز بعد العود من القسطنطينية.

(٤) تاريخ الإسلام ٢٣ / ٧٢ (قال ابن يونس).

٤٠٧

* ذكر من اسمه «كريب» :

١١٠٣ ـ كريب بن أبرهة بن الصّبّاح بن لهيعة بن معدى كرب الأصبحىّ(١) : يكنى أبا رشدين. أمه كبشة بنت عيدان بن ربيعة بن عيدان الحضرمى(٢) . شهد فتح مصر(٣) ، واختط بجيزة فسطاط مصر(٤) . وأدركت(٥) قصره بالجيزة قائما(٦) بحاله معروفا مشهورا ، إلى بعد الثلاثمائة(٧) ، حتى هدمه ذكا(٨) الأعور (أمير كان على مصر) ونقل عمده

__________________

(١) هكذا اكتفى ـ فيما يبدو ـ ابن يونس بما أورد من نسبه فيما نقله ابن عساكر عنه فى ترجمة له ، بسنده إلى (أبى عبد الله بن منده ، قال : قال لنا أبو سعيد بن يونس) ١٤ / ٥٤١ ـ ٥٤٢ (من مخطوط تاريخ دمشق). وكذلك أورده ابن منظور فى (مختصر تاريخ يونس) ٢١ / ١٦٧. بينما جاء ابن حجر بنسب آخر فى أواخره (فيما أرى) هو : (كريب بن أبرهة بن الصباح بن مرثد ابن يكنف الأصبحى). (الإصابة) ٥ / ٦٤١. وقد ذكر نسبه الكامل ـ من قبل ـ ابن يونس فى ترجمة (ابن ابن أخى المترجم له ، وهو والى مصر أيوب بن شرحبيل بن أكسوم بن أبرهة) رقم (١٦١). هذا ، وقد اقتصر ابن عبد البر ، وابن الأثير فى ذكر نسبه على (كريب بن أبرهة). (الاستيعاب ٣ / ١٣٣٢ ، وأسد الغابة ٤ / ٤٧١). ويلاحظ ـ أخيرا ـ أن ابن حجر ترجم بعده فى (الإصابة) ٥ / ٦٤٣ لشخص آخر : يسمى (كريب بن الصبّاح الحميرىّ) ، وهو الذي كان فى صفوف معاوية فى (صفين) ، وبارزه ثلاثة من جيش علىّ فقتلهم ، ثم خرج إليه علىّ ، فقتله.

(٢) مخطوط تاريخ دمشق ١٤ / ٥٤٢ ، ومختصر ابن منظور ٢١ / ١٦٧ (قال أبو سعيد بن يونس).

(٣) مخطوط تاريخ دمشق ١٤ / ٥٤٢ ، ومختصر ابن منظور ٢١ / ١٦٧ ، وتاريخ الإسلام ٥ / ٥١٥ (شرحه) ، والإصابة ٥ / ٦٤٢ (قال ابن يونس).

(٤) مخطوط تاريخ دمشق ١٤ / ٥٤٢ ، ومختصر ابن منظور ٢١ / ١٦٧ ، والإصابة ٥ / ٦٤٢ (واختط بالجيزة). راجع تفصيل خططه ، وإخوته الثلاثة : (أبى شمر ، ومعدى كرب ، ويكسوم) فى الجيزة بمصر ، وأخرى آلت إليهم بالتوارث بعد مصاهرتهم بنى وعلة بالفسطاط (فتوح مصر) ص ١١٣.

(٥) مخطوط تاريخ دمشق ١٤ / ٥٤٢ ، ومختصر ابن منظور ٢١ / ١٦٧ ، وتاريخ الإسلام ٥ / ٥١٥. وفى (الإصابة) ٥ / ٦٤٢ : ولم يزل قصره بها.

(٦) إضافة فى (مختصر ابن منظور) ٢١ / ١٦٧.

(٧) إضافة فى (الإصابة) ٥ / ٦٤٢.

(٨) فى مختصر ابن منظور ٢١ / ١٦٧ ، وتاريخ الإسلام ٥ / ٥١٥ : (ذكاء). وفى كتاب (الولاة) ، للكندى ص ٢٧٣ ـ ٢٧٦ : (ولى ذكا مصر فى صفر سنة ٣٠٣ ه‍ ، وتوفى أميرا عليها فى ربيع الآخر ٣٠٧ ه‍).

٤٠٨

وطوبه ، فابتنى به القيساريّة الجديدة(١) المعروفة ب «قيسارية ذكا» ، يباع فيها البزّ(٢) . روى كريب بن أبرهة ، عن أبى ريحانة ، ومرّة بن كعب البهزىّ. روى عنه من أهل مصر والشام غير واحد ، منهم : الهيثم بن خالد التجيبى ، وشعبة الشّعبانىّ ، وثوبان بن شهر الأشعرى ، وغيرهم(٣) . وولى كريب لعبد العزيز بن مروان أمير مصر(٤) رابطة الإسكندرية ، وكان شريفا بمصر فى أيامه(٥) . توفى كريب بن أبرهة سنة خمس وسبعين(٦) .

حدثنا محمد بن أبى عدى ، حدثنا أسد بن سعيد بن كثير بن عفير ، حدثنى أبى ، حدثنا أبو أمية مخرمة بن يحيى ، عن مخرمة بن بكير ، عن يعقوب بن عبد الله بن الأشجّ ، قال : قدمت مصر فى أيام عبد العزيز بن مروان ، فرأيت كريب بن أبرهة قد خرج من عنده ـ يعنى : عبد العزيز بن مروان ـ وتحت ركابه خمسمائة من حمير يسيرون(٧) .

__________________

(١) مخطوط تاريخ دمشق ١٤ / ٥٤٢ (بعدها لفظة بالمدان ، التى لم أقف على مقصودها ، فأسقطتها ؛ لاعتقادى أنها زائدة ، ولا معنى لها ، والسياق لا يتأثر بها) ، ومختصر ابن منظور ٢١ / ١٦٧ ، وفى (تاريخ الإسلام) ٥ / ٥١٥ : وبنى عوضه.

(٢) مخطوط تاريخ دمشق ١٤ / ٥٤٢ ، ومختصر ابن منظور ٢١ / ١٦٧ (حرف إلى البزر) ، وتاريخ الإسلام ٥ / ٥١٥.

(٣) مخطوط تاريخ دمشق ١٤ / ٥٤٢. وورد عدد من أساتيذ ، وتلاميذ المترجم له فى (الاستيعاب ٣ / ١٣٣٢ ، وأسد الغابة ٤ / ٤٧١).

(٤) إضافة فى (تاريخ الإسلام) ٥ / ٥١٥.

(٥) مخطوط تاريخ دمشق ١٤ / ٥٤٢ ، ومختصر ابن منظور ٢١ / ١٦٧ ، وتاريخ الإسلام ٥ / ٥١٥ ، والإصابة ٥ / ٦٤٢. وذكر ابن عبد الحكم أن خطّته بمصر فى دار فى طرف زقاق القناديل ، مما يلى سوق بربر ، وتعرف ب (دار النخلة). (فتوح مصر ١١١).

(٦) مخطوط تاريخ دمشق ١٤ / ٥٤٢ ، ومختصر ابن منظور ٢١ / ١٦٧ ، وتاريخ الإسلام ٥ / ٥١٥ ، والإصابة ٥ / ٦٤٣.

(٧) مخطوط تاريخ دمشق بسنده كاملا ١٤ / ٥٤٢. وذكر ابن عبد الحكم الرواية فى (فتوح مصر) ص ١١٣ ، عن ابن عفير ، بإسناد ابن يونس نفسه (ولم يذكر : يسيرون). وفى (الإصابة) ٥ / ٦٤٢ : (يسعون). وفى (الاستيعاب ٣ / ١٣٣٢) ، (وأسد الغابة) ٤ / ٤٧١ : فى صحبته نظر ، ولم نجد له رواية إلا عن الصحابة (حذيفة ، وأبى الدرداء ، وأبى ريحانة). روى عنه كبار التابعين الشاميين ، مثل : كعب ، ومرّة بن كعب ، وسليم بن عامر. وفى (فتوح مصر) ص ١١٣ ، والإصابة ٥ / ٦٤٣ : له إدراك. سمع خطبة عمر بالجابية ، ولم يدرك معناها.

٤٠٩

* ذكر من اسمه «كعب» :

١١٠٤ ـ كعب الأقطع : رجل من أصحاب النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قطعت يده يوم اليمامة. روى عمرو بن الحارث ، عن بكر بن سوادة : أن زياد بن نافع ، حدّثه عن كعب ـ وكان من أصحاب النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قطعت يده يوم اليمامة ـ أن صلاة الخوف بكل طائفة ركعة وسجدتان(١) .

١١٠٥ ـ كعب بن عاصم الصّدفىّ : شهد فتح مصر. ذكروه فى كتبهم (يعنى : فى فتح مصر)(٢) .

١١٠٦ ـ كعب بن عدىّ بن عمرو بن ثعلبة بن عدىّ بن ملكان(٣) بن عذرة بن زيد اللّات : وهو الذي يقال له : التّنوخىّ ؛ لأن ملكان بن عوف حلفاء «تنوخ» ، وهم العباد ـ بكسر المهملة ، وتخفيف الموحّدة ـ بالحيرة(٤) . كان أحد وفد أهل الحيرة إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ولم يسلم ، وأسلم زمن أبى بكر. وكان شريك عمر فى الجاهلية فى تجارة البزّ(٥) . روى ابن وهب ، أخبرنى عبد الرحمن بن شريح ، عن يزيد بن عمرو ، عن أبى ثور الفهمىّ ، قال : كان كعب العبادى عقيدا(٦) لعمر بن الخطاب فى الجاهلية ، فقدم الإسكندرية ، فوافق لهم عيدا ، يكون على رأس مائة سنة ، فهم مجتمعون. فحضر معهم حتى إذا فرغوا ، قام فيهم من يناديهم : أيها الناس ، أيكم أدرك عيدنا الماضى ، فيخبرنا أيهما أفضل؟ فلم يجبه أحد حتى ردّد فيهم ، فقال : اعلموا أنه ليس أحد يدرك عيدنا المقبل ـ مما لم يدرك هذا العيد ـ من شهد العيد الماضى. وكان هذا العيد ـ عندهم ـ معروفا بالإسكندرية إلى بعد الثلاثمائة(٧) .

__________________

(١) الإصابة ٥ / ٦١٤ (ذكره ابن يونس ، وأخرجه من طريق عمرو بن الحارث. وعلّق ابن حجر : أظن فى إسناده انقطاعا ، فقد علّقه البخارى من طريق زياد بن نافع ، عن أبى موسى الغافقى ، عن جابر بن عبد الله).

(٢) الإصابة ٥ / ٦٤٧ (قال ابن يونس).

(٣) راجع ـ فى ضبطه ـ كتاب (الإكمال) لابن ماكولا ٧ / ٢٨٨.

(٤) نسبه ابن منده ، عن ابن يونس (الإصابة ٥ / ٦٠١. قال : (وهكذا قال ابن يونس فى تاريخ مصر). وذكر النسب نفسه ابن الأثير فى (أسد الغابة) ٤ / ٤٨٢ (ولم ينسبه إلى ابن يونس).

(٥) الإصابة ٥ / ٦٠٣ (قال ابن حجر : ذكر ابن يونس هذا النص فى بداية الترجمة).

(٦) عقيد : حليف ، وشريك. (اللسان ، مادة : ع. ق. د) ج ٤ / ٣٠٣١.

(٧) حاولت جاهدا تخير مكان هذه الرواية داخل الترجمة ، بما يتوافق مع موضوعها. وأعتقد أن

٤١٠

وقدم الإسكندرية سنة خمس عشرة رسولا من عمر إلى المقوقس. وشهد فتح مصر ، واختطّ بها. وكان ولده يأخذون العطاء فى بنى عدىّ بن كعب ، حتى نقلهم أمير مصر فى زمن «يزيد بن عبد الملك» إلى ديوان قضاعة. وولده بمصر من عبد الحميد بن كعب ابن علقمة بن كعب بن عدىّ. وله بمصر حديث من طريق إبراهيم بن أبى داود البرلسىّ ، أنه قرأ فى كتاب «عمرو ابن الحارث» بخطه ، حدثنى يزيد بن أبى حبيب ، أن ناعما(١) حدّثه ، عن كعب بن عدى ، قال : كان أبى أسقفّ الحيرة. فلما بعث محمد ، قال : هل لكم أن يذهب نفر منكم إلى هذا الرجل ، فتسمعوا من قوله ؛ لا يموت غدا ، فتقولوا : لو أنّا سمعنا من قوله ، وقد كان على حق؟ فاختاروا أربعة فبعثوهم ، فقلت لأبى : أنا أنطلق معهم. قال : وما تصنع؟! قلت : أنظر.

فقدمنا على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فكنا نجلس إليه ، إذا صلّى الصبح ، فنسمع كلامه والقرآن ، ولا ينكرنا أحد. فلم نلبث إلا يسيرا حتى مات ، فقال الأربعة : لو كان أمره حقا ، لم يمت. انطلقوا. فقلت : كما أنتم ، حتى تعلموا من يقوم مكانه ، فينقطع هذا الأمر أم يتم؟ فذهبوا ، ومكثت أنا لا مسلما ، ولا نصرانيا. فلما بعث أبو بكر جيشا إلى اليمامة ، ذهبت معهم. فلما فرغوا ، مررت براهب(٢) فوقع فى قلبى الإيمان ، فآمنت حينئذ ، فمررت على الحيرة ، فعيّرونى ، فقدمت على عمر ـ وقد مات أبو بكر ـ فبعثنى إلى المقوقس ، فقدمت عليه بكتابه بعد وقعة اليرموك ، ولم أعلم بها. فقال لى :

__________________

ابن حجر أشار إلى الترتيب العام لعناصر الترجمة لدى ابن يونس ، وهو ما التزمنا بإيراده. أما الجزئيات ، فلم يشر إليها ابن حجر بتفاصيلها من حيث الترتيب. والتعليق الذي قاله ابن يونس آخر الرواية يتناسق مع قول ابن حجر فى بدايتها : أورد ابن منده فى ترجمته قصة له ، تتضمن رواية أبى ثور الفهمى عنه ، أخرجها من طريق ابن وهب ، ثم ذكرها (الإصابة ٥ / ٦٠٥). وهذا يعنى أن ابن منده نقلها عن مؤرخنا ، الذي علّق عليها ، وصدّر تعليقه ب (قال ابن يونس).

(١) هو ناعم بن أجيل المصرى الفقيه ، وستأتى ترجمته فى (تاريخ المصريين) لابن يونس ، فى باب (النون) ، بإذن الله.

(٢) لم يسرد ابن حجر ـ فيما نقله عن ابن يونس من رواية يزيد بن أبى حبيب ـ ما دار بين المترجم له والراهب ، واختزل ذلك بقوله : فذكر قصة معه. (الإصابة) ٥ / ٦٠٣ (وعلى كل ، فما وقع بينهما سيأتى فى رواية ابن عفير ، وإن كنا لا نجزم أنها فى هذه الجزئية بالذات تتوافق تماما مع رواية يزيد).

٤١١

علمت أن الروم قتلت العرب ، وهزمتهم؟ قلت : لا. قال : ولم؟ قلت : لأن الله وعد نبيهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ليظهره على الدين كله ، وليس يخلف الميعاد. قال : فإن العرب قتلت الروم ـ والله ـ قتلة عاد ، وإن نبيكم صدق. ثم سألنى عن وجوه الصحابة ، فأهدى لهم. وقلت له : إن العباس عمّه حىّ ، فتصله؟(١) .

هكذا وجدته فى الدّرج والرّق ، الذي حدثنى به محمد بن موسى ، عن ابن أبى داود ، عن كتاب عمرو بن الحارث(٢) .

روى سعيد بن كثير(٣) بن عفير ، حدثنى عبد الحميد بن كعب بن علقمة بن كعب بن عدىّ التنوخى ، عن عمرو بن الحارث ، عن ناعم بن أجيل ـ بالجيم مصغرا ـ عن كعب ابن عدى ، قال : أقبلت فى وفد من أهل الحيرة إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فعرض علينا الإسلام فأسلمنا ، ثم انصرفنا إلى الحيرة ، فلم نلبث أن جاءتنا وفاة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فارتاب أصحابى ، وقالوا : لو كان نبيا ، لم يمت. فقلت : فقد مات الأنبياء قبله ، فثبتّ على الإسلام ، ثم خرجت أريد المدينة ، فمررت براهب كنا لا نقطع أمرا دونه. فعجت إليه ، فقلت : أخبرنى عن أمر أردته ، لقح(٤) فى صدرى منه شىء. قال : ائت باسمك من

__________________

(١) الإصابة ٥ / ٦٠٢ ـ ٦٠٣ (ويلاحظ أن ابن حجر فى نقله رواية ابن يونس ، عن يزيد بن أبى حبيب وصل إلى إرسال عمر المترجم له إلى المقوقس بعد موت أبى بكر. ولم يذكر ما وقع بنصه ، واختصره بقوله : فذكره نحوه (أى : نحو رواية ابن عفير ، التى ساقها ابن حجر سلفا). من هنا نقلنا رواية هذه الجزئية لدى ابن عفير ، باعتباره قدرا مشتركا بين الروايتين.

(٢) السابق ٥ / ٦٠٤ (وصدّر تعليق ابن يونس هذا بقوله : وتبع ابن ـ لا ابن ، كما ضبطها المحقق خطأ ـ يونس أبو عبد الله بن منده ، وأخرج الحديث ـ أى : تلك الرواية ـ عن ابن يونس ، من طريق يزيد بن أبى حبيب المذكورة ، وقال : قال ابن يونس (ثم ساق تعليقه). وهناك لفظتان وردتا فى التعليق هما : أ ـ الدّرج : الذي يكتب فيه. (القاموس المحيط ، باب الجيم فصل الدال) ١ / ١٨٦. أما بالتحريك (الدّرج) : الطريق. ومنه قولهم : رجع درجه ، وأدراجه : أى : من حيث جاء ، ورجع فى الأمر الذي كان قد ترك. (المعجم الوسيط) ١ / ٢٨٧. وعلى ذلك ، فالمعنى الأول مرتبط بتسكين الراء ، ولا يجوز تحريكها ؛ لأن هذا يدخل الكلمة فى معنى آخر غير مراد هنا (ومن هنا لا يصح ما فهمه محقق الإصابة من أنها يجوز فيها التحريك ، ج ٥ ص ٦٠٤ هامش ١). ب ـ الرّق : بفتح ويكسر ، وهو الجلد الرقيق يكتب فيه. والجمع : رقوق (القاموس المحيط ، باب القاف ـ فصل الراء ٣ / ٢٢٩).

(٣) حرّفت فى (الإصابة) ٥ / ٦٠١ إلى (حبير). والصواب ما ذكرت.

(٤) لقح يلقح لقحا : هاج فى نفسى بعد سكون. ومنه : حرب لاقح : شديدة. ومنه قولهم : إن لى لقحة تخبرنى عن لقاح الناس ، أى : تخبرنى عن نفوسهم. (وهو يطلق على الخبير بالناس). (اللسان ، ل. ق. ح) ٥ / ٤٠٥٩ ، و (المعجم الوسيط) ٢ / ٨٦٧.

٤١٢

الأشياء ، فأتيته بكعب. قال : ألقه فى هذا الشّعر (لشعر أخرجه) ، فألقيت الكعب فيه ، فإذا بصفة النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم كما رأيته ، وإذا موته فى الحين الذي مات فيه ، فاشتدّت بصيرتى فى إيمانى. فقدمت على أبى بكر ، فأعلمته وأقمت عنده ، ووجّهنى إلى المقوقس ، ورجعت ، ثم وجّهنى عمر أيضا ، فقدمت عليه بكتابه بعد وقعة اليرموك ، ولم أعلم بها. فقال لى : علمت أن الروم قتلت العرب ، وهزمتهم؟ قلت : لا. قال : ولم؟ قلت : لأن الله وعد نبيهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ليظهره على الدين كله ، وليس بمخلف الميعاد. قال : فإن العرب قتلت الروم ـ والله ـ قتلة عاد ، وإن نبيكم قد صدق. ثم سألنى عن وجوه الصحابة ، فأهدى لهم. وقلت له : إن العباس عمه حىّ ، فتصله؟(١) . الصواب ما فى الكتاب لم يسمعه عمرو من ناعم(٢) .

١١٠٧ ـ كعب بن علقمة بن كعب بن عدى التنوخى المصرى : يكنى أبا عبد الحميد. رأى عبد الله بن الحارث بن جزء الزّبيدىّ. روى عن مرثد اليزنى ، وعبد الرحمن بن جبير ، وعبد العزيز بن مروان. روى عنه ابن لهيعة ، والليث ، وحيوة بن شريح(٣) . توفى سنة سبع وعشرين ومائة ، فيما يقال. وقال يحيى بن بكير : مات سنة ثلاثين ومائة(٤) .

١١٠٨ ـ كعب بن يسار بن ضنّة(٥) بن ربيعة بن قزعة بن عبد الله بن مخزوم بن غالب

__________________

(١) الإصابة ٥ / ٦٠١ ـ ٦٠٢ (أوردت هذه الرواية ؛ لقول ابن حجر بعد إيراده رواية ابن يونس من طريق يزيد : ثم أخرج ابن يونس رواية سعيد بن عفير).

(٢) هذا تعليق ابن يونس على شىء من سند رواية ابن عفير ، وفيه يرى أن عمرو بن الحارث لم يسمع من ناعم ، بل يوجد وسيط بينهما هو (يزيد بن أبى حبيب). وهذا صحيح. ويلاحظ أن (من ناعم) حرفت إلى (ابن ناعم) ، وهو غير مفهوم (السابق ٥ / ٦٠٣).

(٣) تهذيب الكمال (٢٤ / ١٨٣ ـ ١٨٤ ، وتهذيب التهذيب ٨ / ٣٩١). وانتقيت ذلك وفق منهج ابن يونس المعهود.

(٤) تهذيب الكمال ٢٤ / ١٨٤ (قال أبو سعيد بن يونس) ، وتهذيب التهذيب ٨ / ٣٩١ (قال ابن يونس).

(٥) يسمى (كعب بن يسار بن ضنة). (الإكمال ٥ / ٢١٥ ـ ٢١٦) ، وأحيانا ينسب إلى جده (كعب ابن ضنة). (السابق ٥ / ٢١٦). ضنة : بكسر الضاد ، وبالنون فى (السابق) ٥ / ٢١٤ ـ ٢١٥ ، وكذلك فعل ابن حجر فى (التبصير) ٣ / ٨٥٤ (شكّلت النون بالشدة). وقال ابن حجر فى (الإصابة) ٥ / ٦١٣ : بمعجمة ، ونون ثقيلة (ضنّة). وحرفت فى (الاستيعاب) ٣ / ١٣٢٦ إلى (ضبة).

٤١٣

ابن قطيعة(١) بن عبس(٢) العبسىّ : هو صحابى شهد فتح مصر ، واختط بها ، وولى قضاءها(٣) . من أهل مصر(٤) ، وله بها عقب ، وقبور ولده بها ، وعليها بلاطة رخام ، فيها نسبهم كذلك ، وفيها أنه ابن بنت خالد بن سنان(٥) . أدرك كبار الصحابة(٦) . قال سعيد ابن عفير : وهو أول من استقضى بمصر فى الإسلام ، وكان قاضيا فى الجاهلية(٧) . روى الضحاك بن شرحبيل : أن عمار بن سعد التجيبى(٨) أخبرهم أن عمر بن الخطاب كتب إلى عمرو بن العاص : أن يجعل كعب بن ضنة على القضاء ، فأرسل إليه عمرو. فقال كعب : لا والله ، لا ينجيه الله من الجاهلية ، ثم يعود فيها أبدا بعد إذ نجّاه الله منها. فتركه عمرو(٩) .

* ذكر من اسمه «كنانة» :

١١٠٩ ـ كنانة بن بشر بن غياث بن عوف بن حارثة بن قتيرة بن حارثة بن تجيب التّجيبىّ : شهد فتح مصر ، وقتل بفلسطين سنة ست وثلاثين ، وكان ممن قتل عثمان(١٠) .

__________________

(١) كذا بالتصغير فى (الإكمال) ٧ / ١٢٠ (وهو بطن من عبس).

(٢) حرّف فى (مخطوط رفع الإصر) ق ٢١٠ إلى (عيسى). قال ابن حجر عن النسب الوارد فى (المصدر السابق) : نسبه أبو سعيد بن يونس. راجع مزيدا من النسب فى (أسد الغابة) ج ٤ ص ٤٩٠.

(٣) مخطوط معرفة الصحابة ، لأبى نعيم ، والإصابة ، ٥ / ٦١٣ (ويقال : إنه ولى القضاء بها. قال ابن يونس) ، ومخطوط رفع الإصر ق ٢١٠ (لم يذكرها عن ابن يونس).

(٤) الإكمال ٥ / ٢١٦ ، وتبصير المنتبه ٣ / ٨٥٤ (قاله ابن يونس).

(٥) مخطوط رفع الإصر ق ٢١٠ (قال أبو سعيد بن يونس). وتقول فيه عبس : تنبّأ فى الفترة بين محمد ، وعيسى (فتوح مصر) ص ٢٢٩.

(٦) الإكمال ٥ / ٢١٦ (أدرك الكبار من الصحابة) ، وتبصير المنتبه ٣ / ٨٥٤ (قال ابن يونس). ويلاحظ أن ابن ماكولا لم ينسب ما قال إلى ابن يونس ، ولم يحدد هولاء الصحابة.

(٧) مخطوط معرفة الصحابة ، لأبى نعيم ، ومخطوط رفع الإصر ق ٢١٠.

(٨) حرّف فى (السابق : ق ٢١١) إلى (عمار بن ياسر التجيبى).

(٩) الإصابة ٥ / ٦١٣ (أخرجه ـ أى : ابن يونس من طريق الضحّاك بن شرحبيل) ، ومخطوط رفع الإصر ق ٢١٠ ـ ٢١١ (أسند ابن يونس ، وأبو عمر). ذكر ابن الأثير تلميذ (الضحاك ابن شرحبيل) ، الذي نقل عنه تلك الرواية (حيوة بن شريح). (أسد الغابة ٤ / ٤٩٠). وأضاف ابن عبد الحكم قبل (حيوة) تلميذا آخر ، نقل عنه (عبد الله بن يزيد المقرئ). (فتوح مصر) ١١١ ، ٢٣٠ ، ٣١٥.

(١٠) الإصابة ٥ / ٦٥٤ (قال ابن يونس). قال ابن حجر : ذكرته ؛ لأن الذهبى ذكر عبد الرحمن بن ملجم ؛ لأن له إدراكا. وينبغى أن ينزّه عنهما كتاب الصحابة.

٤١٤

* ذكر من اسمه «كهمس» :

١١١٠ ـ كهمس(١) بن معمر بن محمد بن معمر بن حبيب : يكنى أبا القاسم. كان أبوه بصريا ، وولد هو بمصر ، وكان عاقلا. وكانت القضاة تقبله. حدّث عن محمد بن رمح ، وعيسى بن حمّاد زغبة ، وسلمة بن شبيب ، ونحوهم. توفى فى يوم الاثنين لأربع خلون من شهر ربيع الأول سنة إحدى عشرة وثلاثمائة(٢) .

* ذكر من اسمه «الكوثر» :

١١١١ ـ الكوثر بن الأسود القنوىّ(٣) : أرسله مروان بن محمد مع عثمان بن أبى نسعة الخثعمىّ إلى الأسود بن نافع ، لما سوّد بالإسكندرية(٤) ، فانهزم عنها ، وهرب إلى «صالح بن علىّ»(٥) .

__________________

(١) ضبط هذا الاسم فى ترجمة (كهمس بن الحسن التميمى) بالشكل (التقريب) : ٢ / ١٣٧.

(٢) الخطط ٢ / ١٦٠ (قال ابن يونس).

(٣) وردت النسبة مضبوطة بالشكل فى (الأنساب) ٤ / ٥٥٥ ، وقال : نسبة إلى القناة ، وهى الرمح ، لكنه لم يعرّف به ضمن المنتسبين إلى تلك النسبة.

(٤) أى : لبس السّواد (شعار العباسيين) ، ودعا إلى دولتهم ، وذلك أواخر عهد الأمويين.

(٥) الإكمال ٧ / ١٣٧ (قاله ابن يونس).

٤١٥

باب اللام

* ذكر من اسمه «لبيد» :

١١١٢ ـ لبيد بن عقبة التجيبى : عداده فى الصحابة. شهد فتح مصر ، ولا تعرف له رواية(١) .

* ذكر من اسمه «لصيب» :

١١١٣ ـ لصيب بن خيثم بن حرملة(٢) : شهد فتح مصر ، ولا تعرف له رواية(٣) .

* ذكر من اسمه «لقيط» :

١١١٤ ـ لقيط بن عدىّ اللخمى ، ثم الأجذومى : من بنى خشينة(٤) . وهو جد سويد ابن حيّان بن لقيط(٥) . له ذكر فى الصحابة. روى عنه سويد. ولا يعرف له مسند(٦) ، وعداده فى أهل مصر(٧) . شهد فتح مصر ، وكان صاحب كمين عمرو بن العاص ، لما افتتح عمرو الإسكندرية(٨) .

__________________

(١) أسد الغابة ٤ / ٥١٨ (قاله أبو سعيد بن يونس).

(٢) كذا فى (الإصابة) ٥ / ٦٨٣. وفى (أسد الغابة) ٤ / ٥٢١ : لصيت بن جشم بن حرملة.

(٣) السابق (قاله ابن يونس). وفى (الإصابة) ٥ / ٦٨٣ : نقل ابن منده هذا ، عن ابن يونس ، وزاد : له ذكر فى الصحابة. وهذه الزيادة ما رأيتها فى كتاب (ابن يونس).

(٤) ضبطها ابن ماكولا بالحروف فى (الإكمال) ٢ / ١٠٥ ، ٤٧٢ ، وقال : هى قبيلة. قال ابن قديد ، عن أبى قرّة فى كتاب (الرايات) : ثم راية خشينة. وقد درس د. البرى أوضاع (خشينة) فى مصر ، وذكر أنها بطن من قضاعة. (القبائل العربية فى مصر) ص ١٩١ ، ٢٣٧.

(٥) الإكمال ٢ / ١٠٥ ، ٤٧٢. وفى (أسد الغابة) ٤ / ٥٢٥ (لم يذكر اسم لقيط) ، وكذلك فى (الإصابة) ٥ / ٦٨٨.

(٦) أسد الغابة ٤ / ٥٢٥. وفى (الإصابة) ٥ / ٦٨٨ : مستند.

(٧) أسد الغابة ٤ / ٥٢٥ (قال أبو سعيد بن يونس) ، والإصابة ٥ / ٦٨٨ (ذكره ابن منده ، عن ابن يونس).

(٨) الإكمال ٢ / ١٠٥ (ذكره ابن يونس) ، ٢ / ٤٧٢ (شرحه) ، والإصابة ٥ / ٦٨٨ (قال ابن يونس : ذكر ذلك سعيد بن عفير).

٤١٦

١١١٥ ـ لقيط بن ناشرة : له إدراك. قديم ، له ذكر فى «الأخبار» ، وشهد فتح مصر(١) .

* ذكر من اسمه «لقيم» :

١١١٦ ـ لقيم(٢) بن سرح التّنوخىّ : له إدراك. شهد فتح مصر(٣) .

* ذكر من اسمه «لهيعة» :

١١١٧ ـ لهيعة الحضرمى : ذكره معروف فى التابعين(٤) . روى عنه محمد بن عبد الله التّيمىّ(٥) . مات سنة مائة(٦) . روى محمد بن عبد الله التيمى ، عن لهيعة الحضرمى : أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم نام يوما ، وعنده بعض نسائه ، فرأت وجهه يتلوّن ، ثم إنه أسفر. فلما استيقظ ، قالت : يا رسول الله ، لقد رأيت ما نالك ـ اليوم ـ ما لم أكن أرى! قال : إن الذي رأيت منى أنى رأيت الصّراط ، فمرّ أبو بكر ، فما كاد يخلص حتى ظننت لا يخلص ، ثم خلص ؛ فلذلك أسفر وجهى(٧) .

١١١٨ ـ لهيعة بن عقبة بن فرعان بن ربيعة بن ثوبان الحضرمى ، ثم الأعدولى المصرى : يكنى أبا عكرمة فيما يقال. أمه أم حيوة. ويقال : أم حمزة بنت شديد بن عبيد المنهلىّ. ومنهل بطن من حضرموت. وأخواه لأمه : عكرمة ، وطلحة ابنا أسد بن حريث بن ذهل بن أسلم بن الليث بن قيس بن الحارث(٨) . يقال : إنه كان ممن طلع مع

__________________

(١) الإصابة ٥ / ٦٩٤ (ذكره ابن يونس).

(٢) بالتصغير (السابق) ٥ / ٦٩٤.

(٣) السابق (ذكره ابن يونس).

(٤) السابق ٥ / ٦٩٧ (ذكره ابن يونس).

(٥) حرّف لقب (التّيمى) إلى (التّميمى) فى (المصدر السابق). وهو محمد بن عبد الله بن أبى عتيق ، محمد بن عبد الرحمن بن أبى بكر الصديق القرشى التّيمىّ المدنى. روى عن أبيه ، ونافع مولى ابن عمر ، والزهرى. روى عنه يحيى بن أيوب المصرى ، وحماد بن سلمة ، ومحمد بن إسحاق. حديثه عند البخارى مقرون. (تهذيب التهذيب ٩ / ٢٤٦ ـ ٢٤٧). وفى (التقريب) ٢ / ١٨٠ : مقبول الرواية.

(٦) الإصابة ٥ / ٦٩٧ (قال ابن يونس).

(٧) أسد الغابة ٤ / ٥٢٦. أسفر الصبح : انكشف ، وأضاء إضاءة. والمقصود : تهلّل وجهه ، وأشرق سرورا. ولم أقف على الحديث المذكور فيما تيسر لى من كتب السنّة.

(٨) تهذيب الكمال ٢٤ / ٢٥٢ ـ ٢٥٣ (قال أبو سعيد بن يونس).

٤١٧

سفيان بن وهب إلى المغرب سنة ثمان وسبعين ، ومات سنة مائة(١) . يروى عن سفيان ابن وهب الخولانى. روى عنه يزيد بن أبى حبيب ، وزبّان بن فائد ، ومحمد بن عبد الله التّيمىّ(٢) .

١١١٩ ـ لهيعة بن عيسى بن لهيعة بن عقبة بن فرعان بن ربيعة بن ثوبان الحضرمى ، ثم الأعدولى المصرى : أمه أمة العزيز بنت عيّاش بن عقبة. ويكنى أبا عكرمة. أخذ عن عمه. روى عنه ولده عيسى ، وسعيد بن عفير ، ويحيى بن بكير ، وغيرهم. وولّاه عبّاد ابن محمد قضاء مصر أيام الفتنة الواقعة بين(٣) الأمين والمأمون. وكان عباد يدعو للمأمون ، فأراد أن يولى عبد الله بن وهب القضاء ، فاستتر. فولى لهيعة بن عيسى ، وكان فى أول يوم من شعبان سنة ست وتسعين(٤) .

١١٢٠ ـ لهيعة بن مخمر(٥) بن نعيم بن سلامة اليحصبىّ : من الأفنوش. بطن من يحصب. له إدراك. شهد فتح مصر(٦) .

* ذكر من اسمه «ليث» :

١١٢١ ـ ليث بن سعد بن عبد الرحمن الفهمىّ المصرى : يكنى أبا الحارث. مولى عبد الرحمن بن خالد بن مسافر. وقيل : مولى بنى فهم لآل خالد بن ثابت(٧) بن ظاعن

__________________

(١) تهذيب الكمال ٢٤ / ٢٥٣ (قال أبو سعيد بن يونس) ، وتهذيب التهذيب ٨ / ٤١١ (قال ابن يونس).

(٢) ذكرت ذلك ؛ استئناسا بالمعهود من منهج مؤرخنا (ابن يونس) ، ونقلته عن (الأنساب) ١ / ١٨٦ (دون نسبة إلى ابن يونس) ، وقال : محمد بن عبيد الله التميمى ، وكذا حرّف فى (تهذيب الكمال) ٢٤ / ٢٥٣ ، وتهذيب التهذيب ٨ / ٤١١ (محمد بن عبيد الله التيمى ، ومحمد بن عبيد الله التميمى ، على التوالى). والصواب فى نسب هذا العلم ما ذكرته آنفا فى (هامش ٥ ، ص ٤١٧). ويلاحظ أنه سبقت الترجمة لابن المترجم له (عبد الله) فى باب (العين) ، رقم (٧٦٦).

(٣) حرفت من الناسخ إلى (بعد) ، وذلك فى (مخطوطة رفع الإصر) ق ٢١١.

(٤) أى : ومائة (من رجال المائة الثانية). (المصدر السابق : قاله ابن يونس). وهو حفيد المذكور فى الترجمة السابقة. ذكر الكندى : أنه ولى القضاء للمرة الأولى (١٩٦ ـ ١٩٨ ه‍). (القضاة : ص ٤١٧ ـ ٤٢٠). وللمرة الثانية (١٩٩ ـ ٢٠٤ ه‍). (السابق : ص ٤٢١ ـ ٤٢٦).

(٥) كذا ضبطه ابن يونس بالحروف ، كما ذكر ابن ماكولا فى (الإكمال) ٧ / ٢٢٦.

(٦) الإصابة ٥ / ٦٩٥ (قال ابن يونس).

(٧) حرّفت إلى (ناشر) فى كتاب (الرحمة الغيثية) لابن حجر ص ٣.

٤١٨

الفهمىّ(١) ، ثم من بنى كنانة بن عمرو بن القيس. وكان اسمه فى ديوان مصر فى موالى بنى كنانة من فهم(٢) . وأهل بيته يقولون : نحن من الفرس من أهل أصبهان. وليس لما قالوه من ذلك عندنا صحة(٣) . يعنى : كونهم من الفرس. فأما إن أصلهم من أصبهان ، فروى عن الليث أنه قال مثل ذلك(٤) . روى عمرو بن أبى الطاهر بن السّرح ، سمعت ابن بكير يقول : سعد والد الليث كان من موالى قريش ، ثم افترض من بنى فهم ، فنسب إليهم ، وتبعه الليث بعده(٥) . والمشهور أنه فهمىّ ، وفهم من قيس عيلان. ولد بقرقشندة (قرية على نحو أربعة فراسخ من مصر)(٦) .

حدثنا أحمد بن محمد بن الحارث ، حدثنا محمد بن عبد الملك بن شعيب ، عن أبيه ، قال : قيل لليث : إنّا نسمع منك الحديث غير مكتوب فى كتبك ، أمتع الله بك. فقال : ليس كل ما فى صدرى فى كتبى ؛ لأننى لو كتبت ما فى صدرى ، ما وسعه هذا المركب(٧) . توفى الإمام الليث بن سعد (رضى الله عنه) فى سنة خمس وسبعين ومائة(٨) .

وقد انفرد الغرباء عن الليث بأحاديث ليست عند المصريين ، عنه(٩) . فمنها : حديث مروان بن محمد ، عن الليث ، عن يزيد بن عمرو المعافرى ، عن أبى ثور الفهمى ، ليس

__________________

(١) تهذيب الكمال ٢٤ / ٢٥٥ ، والرحمة الغيثية ص ٣.

(٢) السابق : ٣.

(٣) تهذيب الكمال ٢٤ / ٢٥٦ (قال أبو سعيد بن يونس) ، وتهذيب التهذيب ٨ / ٤١٢.

(٤) الرحمة الغيثية : ص ٣. وزاد : أن عيسى بن حمّاد سمع الليث يقول : إن أصلهم من أصبهان ، وأوصى بأهلها خيرا. وقد رجّح القلقشندى فى (صبح الأعشى) ٣ / ٤٠٠ رأى ابن يونس ؛ لأنه أثبت ، وهو مصرى ، أهل البلد أخبر بحال بلدهم. ويضاف ـ إلى ذلك ـ أنه قريب من زمن الليث ، فبه أدرى. ويجوز أن يكون من أصل أصبهانى ، ثم نزل آباؤه قلقشندة ، وولد بها ، وسكنها ، فنسب إليها (وهذا احتمال راجح قوى فى نظرى).

(٥) الرحمة الغيثية : ص ٣ (قال ابن يونس فيما أخرجه من طريق عمرو بن أبى الطاهر).

(٦) تهذيب الكمال ٢٤ / ٢٥٦ ، وصبح الأعشى ٣ / ٣٩٩ (ذكر ابن يونس فى تاريخه) ، وسمّاها (قلقشندة).

(٧) سير أعلام النبلاء ٨ / ١٥٣ (ذكره بهذا السند) ، وتاريخ الإسلام ١١ / ٣٠٦ (السند نفسه. رواها أبو سعيد بن يونس).

(٨) الانتصار (القسم الأول ص ٢١). (قال ابن يونسرحمه‌الله ). وأضاف صاحب (صبح الأعشى) ج ٣ / ٤٠٠ : توفى نصف شعبان ١٧٥ ه‍ ، وصلى عليه موسى بن عيسى الهاشمى أمير مصر للرشيد.

(٩) تهذيب التهذيب ٨ / ٤١٥ (قال ابن يونس).

٤١٩

بمصر عند المصريين. ومنها : حديث قتيبة بن سعيد ، عن الليث ، عن يزيد بن أبى حبيب ، عن الطّفيل ، عن معاذ بن جبل (حديث الصلاة) ليس بمصر أيضا. وأحاديث أخرى(١) للغرباء ، عن الليث ليست بمصر(٢) .

١١٢٢ ـ ليث بن عاصم بن العلاء بن مغيث بن الحارث بن عامر الخولانىّ ، ثم الجدادى(٣) : الجديدة قبيلة من خولان ، وهم ولد رازح بن مالك بن خولان. وإنما سمّوا ب «الجديدة» أن رازحا لمّا شاب خضب ، فكان إذا أعاد الخضاب ، تقول خولان : جدّد ، فسمّى الجديدة. ومن ولد رازح بن مالك بن خولان(٤) بمصر إلى اليوم ، وهم ولد أبى رحب. حدثنى بذلك أحمد بن على بن رازح بن رحب فى إسناد له عن آبائه. حدثنى بهذا الحديث ـ أيضا ـ أشياخ من خولان ، عن آبائهم ، ومن أدركوا من أشياخهم ، عن آبائهم. وهم يقولون إذا نسبوا إلى هذه القبيلة : الجدادىّ(٥) . يكنى أبا الحسن. من أهل مصر. يروى عن الحسن بن ثوبان. حدّث عنه عبد الله بن وهب ، وإدريس بن يحيى(٦) . توفى يوم السبت ـ أول يوم من صفر ـ سنة اثنتين وثمانين ومائة. حدثنى بوفاته هذه أبو بكر أحمد بن على بن رازح بن رحب(٧) . وليث بن عاصم هذا أخو أبى رحب العلاء ابن عاصم ، وهو أسنّ من أبى رحب ، وكان إمام المسجد قبل أخيه «أبى رحب»(٨) .

١١٢٣ ـ ليث بن عاصم بن كليب بن خيار(٩) بن جبر(١٠) بن أسعد القتبانىّ

__________________

(١) فى (تهذيب الكمال) ٢٤ / ٢٧١ : أخر. ولعل الصواب ما أوردته بالمتن.

(٢) المصدر السابق ٢٤ / ٢٧١ (قاله أبو سعيد بن يونس).

(٣) ضبط بالحروف فى (الإكمال) ٢ / ٢٦٨ ، والأنساب ٢ / ٢٨. وبالحاء فى (تهذيب الكمال ٢٤ / ٢٩٠ ، وتهذيب التهذيب ٨ / ٤٢٠).

(٤) فى (الأنساب) ٢ / ٢٨ : قتيبة. وغيّرتها ؛ لتوافق النسب المذكور.

(٥) السابق (قال أبو سعيد بن يونس المصرى).

(٦) الإكمال ٢ / ٢٦٨ (قاله ابن يونس).

(٧) السابق (ذكر وفاته فى مستهل صفر) ، وتهذيب الكمال ٢٤ / ٢٩٠ ـ ٢٩١ (قال أبو سعيد بن يونس) ، وتهذيب التهذيب ٨ / ٤٢٠ (قال ابن يونس : توفى فى صفر سنة ١٨٢ ه‍).

(٨) الإكمال ٢ / ٢٦٨ ، وتهذيب الكمال ٢٤ / ٢٩١ (وصلى بالناس فى الجامع. قال أبو سعيد) ، وتهذيب التهذيب ٨ / ٤٢٠ (قال ابن يونس). وفيه حرّفت رحب إلى (وهب). وفى (الإكمال) ٢ / ٢٦٨ : صحّفت إلى (رجب) بالجيم.

(٩) حرفت إلى (جبار) فى (تهذيب التهذيب) ٨ / ٤١٩.

(١٠) حرفت إلى (خير) فى (تهذيب الكمال) ٢٤ / ٢٨٨.

٤٢٠

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

٨١٩ ـ خبر ابن حوزة :(مناقب آل أبي طالب ، ج ٣ ص ٢١٤ ط نجف)

عن ابن بطّة في (الإبانة) وابن جرير في تاريخه : أن ابن حوزة نادى الحسينعليه‌السلام ، فقال : يا حسين أبشر ، فقد تعجّلت النار في الدنيا قبل الآخرة.قال : ويحك أنا!. قال : نعم. قال : ولي رب رحيم ، وشفاعة نبي مطاع. الله م إن كان عبدك كاذبا فجرّه (أو : فحزه) إلى النار. قال : فما هو إلا أن ثنى عنان فرسه ، فوثب فرمى به ، وبقيت رجله في الركاب ، ونفر الفرس فجعل يضرب برأسه كل حجر وشجر ، حتّى مات.

(وفي رواية) : الله م جرّه إلى النار ، وأذقه حرّها في الدنيا قبل مصيره إلى الآخرة. فسقط عن فرسه في الخندق ، وكان فيه نار. فسجد الحسينعليه‌السلام .

(وفي كامل ابن الأثير ، ج ٣ ص ٣٨٩) :

فقالعليه‌السلام : الله م حزه إلى النار. فغضب ابن حوزة من دعاء الحسينعليه‌السلام وكان بينه وبين الحسين نهر ، فعلقت قدمه بالركاب ، وجالت به الفرس فسقط عنها ، فانقطعت فخذه وساقه وقدمه ، وبقي جنبه الآخر متعلقا بالركاب ، يضرب به كل حجر وشجر ، حتّى مات.

٨٢٠ ـ اهتداء مسروق بن وائل الحضرمي :(المصدر السابق)

وكان مسروق بن وائل الحضرمي قد خرج معهم ، وقال : لعلّي أصيب رأس الحسينعليه‌السلام ، فأصيب به منزلة عند ابن زياد!. فلما رأى ما صنع الله بابن حوزة بدعاء الحسينعليه‌السلام رجع ، وقال : لقد رأيت من أهل هذا البيت شيئا ، لا أقاتلهم أبدا.

يقول السيد عبد الكريم الحسيني القزويني في (الوثائق الرسمية) ص ١٦٤ :

وانتهت هذه الواقعة بشقاوة ابن حوزة ، وكرامة للحسينعليه‌السلام ، وهداية لابن وائل ، فهي شقاوة وكرامة وهداية.

٨٢١ ـ تميم بن الحصين الفزاري يتوعد الحسينعليه‌السلام بعدم ذوق الماء :

(أمالي الشيخ الصدوق ، ص ١٣٤ ط بيروت)

ثم برز من عسكر عمر بن سعد رجل آخر يقال له : تميم بن الحصين الفزاري ، فنادى : يا حسين ويا أصحاب الحسين ، أما ترون إلى ماء الفرات يلوح كأنه بطون الحيّات! والله لا ذقتم منه قطرة حتّى تذوقوا الموت جزعا. فقال الحسينعليه‌السلام :

٦٦١

من الرجل؟. فقيل : تميم بن حصين. فقال الحسينعليه‌السلام : هذا وأبوه في النار.الله م اقتل هذا عطشا في هذا اليوم. فخنقه العطش ، حتّى سقط عن فرسه ، فوطئته الخيل بسنابكها فمات.

٨٢٢ ـ محمّد بن الأشعث ينفي قرابة الحسينعليه‌السلام للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ودعاء مولانا الحسين عليه ، فمات بادي العورة :

(مقتل الخوارزمي ، ج ١ ص ٢٤٩)

ثم رفع الحسينعليه‌السلام صوته وقال : الله م إنا أهل بيت نبيك وذريته وقرابته ، فاقصم من ظلمنا وغصبنا حقنا ، إنك سميع قريب. فسمعها محمّد بن الأشعث ، فقال : يا حسين وأي قرابة بينك وبين محمّد؟ فقال الحسين : الله م إن محمّد بن الأشعث يقول إنه ليس بيني وبين رسولك قرابة ، الله م فأرني فيه هذا اليوم ذلا عاجلا فما كان بأسرع من أن تنحّى محمّد بن الأشعث وخرج من المعسكر ، فنزل عن فرسه وإذا بعقرب سوداء خرجت من بعض الحجرة فضربته ضربة تركته متلوثا في ثيابه مما به.

(وفي لواعج الأشجان ، ص ١٥١) أن محمّدا بن الأشعث قال : يا حسين أي حرمة لك من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ليست لغيرك؟. فتلا الحسينعليه‌السلام :( إِنَّ اللهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ (٣٣)ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ ) [آل عمران : ٣٣ ـ ٣٤]. ثم قال : وإن محمدا لمن آل إبراهيم.

ثم رفع الحسينعليه‌السلام رأسه إلى السماء فقال : الله م أر محمدا بن الأشعث ذلا في هذا اليوم لا تعزّه بعده أبدا. فعرض له عارض ، فخرج من المعسكر يتبرّز ، فسلّط الله عليه عقربا فلدغته ، فمات بادي العورة.

(وفي رواية ابن شهراشوب في المناقب ، ج ٣ ص ٢١٥ ط نجف) :

فبرز ابن الأشعث للحاجة ، فلسعته عقرب على ذكره ، فسقط وهو يستغيث ، ويتقلّب على حدثه.

٦٦٢

ترجمة محمّد بن الأشعث

(أسرة الغدر)

(وسيلة الدارين في أنصار الحسين ، ص ٨٧)

والده الأشعث بن قيس الكندي.

روى ابن عبد البرّ في (الاستيعاب) وابن حجر العسقلاني في (الإصابة) قال : إن الأشعث بن قيس أسلم في زمان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ثم ارتدّ بعده. فأسره أبو بكر ، فرجع إلى الإسلام ، وزوّجه أبو بكر أخته أم فروة ، فولدت منه محمّد بن الأشعث الّذي قاتل الحسينعليه‌السلام يوم كربلاء.

وقد كان الأشعث في صفوف الإمام عليعليه‌السلام يدّعي نصرته وينافق لمعاوية. وكان له دور في صفين في تأليب الناس ضدّ الإمامعليه‌السلام لقبوله التحكيم ، ليخلق الفتنة بين المسلمين.

وعن الإمام الصادقعليه‌السلام قال : «إن الأشعث كان من مشاوري عبد الرحمن بن ملجم المرادي في قتل الإمام عليعليه‌السلام ، وسمّت بنته جعدة الإمام الحسنعليه‌السلام ، وقاتل ابنه الخبيث محمّد بن الأشعث الإمام الحسينعليه‌السلام يوم الطف». فيا لها من عائلة مجرمة.

خطبة الحسين الأولى يوم عاشوراء

٨٢٣ ـ نسبه ومكانته من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :

(مقتل الحسين للمقرّم ، ص ٢٧٨)

ثم دعا الحسينعليه‌السلام براحلته فركبها ، ونادى بصوت عال يسمعه جلّهم :

أيها الناس اسمعوا قولي ولا تعجلوا حتّى أعظكم بما هو حقّ لكم عليّ ، وحتى أعتذر إليكم من مقدمي عليكم. فإن قبلتم عذري وصدّقتم قولي ، وأعطيتموني النّصف من أنفسكم ، كنتم بذلك أسعد ، ولم يكن لكم عليّ سبيل ، وإن لم تقبلوا مني العذر ولم تعطوا النّصف من أنفسكم( فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكاءَكُمْ ثُمَّ لا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلا تُنْظِرُونِ ) (٧١) [يونس : ٧١].( إِنَّ وَلِيِّيَ اللهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ ) (١٩٦) [الأعراف : ١٩٦].

٦٦٣

ثم حمد الله وأثنى عليه وصلّى على محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وعلى الملائكة والأنبياء ، وقال في ذلك ما لا يحصى ذكره ، ولم يسمع متكلم قبله ولا بعده أبلغ منه في منطقه(١) ثم قال :

الحمد لله الّذي خلق الدنيا ، فجعلها دار فناء وزوال ، متصرّفة بأهلها حالا بعد حال. فالمغرور من غرّته ، والشقيّ من فتنته. فلا تغرّنكم هذه الدنيا ، فإنها تقطع رجاء من ركن إليها ، وتخيّب طمع من طمع فيها. وأراكم قد اجتمعتم على أمر قد أسخطتم الله فيه عليكم ، وأعرض بوجهه الكريم عنكم ، وأحلّ بكم نقمته ، وجنّبكم رحمته ، فنعم الربّ ربّنا ، وبئس العبيد أنتم. أقررتم بالطاعة وآمنتم بالرسول محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ثم إنكم زحفتم إلى ذريته وعترته تريدون قتلهم!. لقد استحوذ عليكم الشيطان فأنساكم ذكر الله العظيم. فتّبا لكم ولما تريدون. إنا لله وإنا إليه راجعون.هؤلاء قوم كفروا بعد إيمانهم فبعدا للقوم الظالمين(٢) .

فقال ابن سعد : ويلكم كلّموه ، فإنه ابن أبيه. والله لو وقف فيكم هكذا يوما جديدا لما انقطع ولما حصر.

فتقدم شمر فقال : يا حسين ما هذا الّذي تقول؟. أفهمنا حتّى نفهم.

(وفي سير أعلام النبلاء للذهبي ، ج ٣ ص ٣٠١) :

«فقالعليه‌السلام : لا تعجلوا ، والله ما أتيتكم حتّى أتتني كتب أماثلكم ، بأنّ السّنّة قد أميتت ، والنفاق قد نجم ، والحدود قد عطّلت ، فاقدم لعل الله يصلح بك الأمة ، فأتيت. فإذ كرهتم ذلك ، فأنا أرجع».

ثم قالعليه‌السلام : أيها الناس ، انسبوني من أنا ، ثم ارجعوا إلى أنفسكم وعاتبوها ، وانظروا هل يحلّ لكم قتلي وانتهاك حرمتي؟. ألست ابن بنت نبيكم وابن وصيّه وابن عمه ، وابن أول المؤمنين بالله والمصدّق لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وبما جاء به من عند ربه؟.أوليس حمزة سيد الشهداء عمّ أبي؟. أو ليس جعفر الطيار عمي؟. أو لم

__________________

(١) أورد المقرم في مقتله هذه الفقرة نقلا عن الطبري ج ٦ ص ٢٤٢ ، ولم يوردها الخوارزمي في مقتله.

(٢) أورد المقرم هذه الفقرة نقلا عن مقتل محمّد بن أبي طالب ، وأوردها الخوارزمي ج ١ ص ٢٥٢ ليلة العاشر وليس يوم عاشوراء. كما أوردها ابن شهراشوب في مناقبه ج ٣ ص ٢٤٩ ط نجف.

٦٦٤

يبلغكم قول رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لي ولأخي : هذان سيّدا شباب أهل الجنة؟.(وفي رواية أبي مخنف : وقوله إني مخلّف فيكم الثّقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي؟).فإن صدّقتموني بما أقول وهو الحق ، فوالله ما تعمّدت الكذب منذ علمت أن الله يمقت عليه أهله ، ويضرّ به من اختلقه. وإن كذّبتموني فإن فيكم من إن سألتموه عن ذلك أخبركم سلوا جابر بن عبد الله الأنصاري ، وأبا سعيد الخدري ، وسهيل بن سعد الساعدي ، والبراء بن عازب(١) ، وزيد بن أرقم ، وأنس بن مالك ، يخبرونكم أنهم سمعوا هذه المقالة من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لي ولأخي. أما في هذا حاجز لكم عن سفك دمي(٢) ؟.

ـ مقاطعة الشمر لخطبة الحسينعليه‌السلام :

فقال الشمر : هو يعبد الله على حرف(٣) إن كان يدري ما تقول!. فقال له حبيب:والله إني أراك تعبد الله على سبعين حرفا(٤) ، وأنا أشهد أنك صادق ما تدري ما يقول ، قد طبع الله على قلبك.

(وفي تذكرة الخواص لسبط ابن الجوزي ، ص ٢٦٣) :

«فناداه شمر : الساعة ترد الهاوية. فقال الحسينعليه‌السلام : الله أكبر. أخبرني جدي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال : «رأيت كأن كلبا ولغ في دماء أهل بيتي». وما إخالك إلا إياه.

فقال شمر : أنا أعبد الله على حرف [أي على شبهة] إن كنت أدري ما تقول».

(وفي مقتل الحسين للخوارزمي ، ج ١ ص ٢٥٣) :

«فقال الشمر للحسينعليه‌السلام : يا حسين بن علي ، أنا أعبد الله على حرف إن كنت

__________________

(١) البراء بن عازب مذكور في مقتل ابن نما خاصة ، وتجد ترجمته فيما يأتي.

(٢) أورد أبو مخنف هذه الفقرة في مقتله ص ٥٤ قبل يوم عاشوراء. وكذلك الخوارزمي في مقتله ج ١ ص ٢٥٣ بتحريف بسيط.

(٣) قال تعالى في سورة الحج الآية ١١ :( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ عَلى حَرْفٍ ، فَإِنْ أَصابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ ، وَإِنْ أَصابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلى وَجْهِهِ ، خَسِرَ الدُّنْيا وَالْآخِرَةَ ، ذلِكَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِينُ ) . وتفسيرها : أنّ من الناس من يعبد الله على ضعف ، كضعف القائم على حرف أي على طرف جبل. وقيل على حرف : أي على شك. وقيل من يعبد الله بلسانه دون قلبه ، فإن أصابه خير اطمأن به ، وإن أصابه بلاء واختبار انقلب على وجهه.

(٤) يعبد الله على سبعين حرفا : أي هائم في طرق الضلال والشبهات ، يعبد الله على سبعين شبهة.

٦٦٥

أدري ما تقول. فسكت الحسينعليه‌السلام . فقال حبيب بن مظاهر للشمر : يا عدو الله وعدو رسوله ، إني لأظنك تعبد الله على سبعين حرفا ، وأنا أشهد أنك لا تدري ما يقول ، فإن الله تبارك وتعالى قد طبع على قلبك.

فقال له الحسينعليه‌السلام : حسبك يا أخا بني أسد ، فقد قضي القضاء وجفّ القلم والله بالغ أمره. والله إني لأشوق إلى جدي وأبي وأمي وأخي وأسلافي ، من يعقوب إلى يوسف وأخيه ، ولي مصرع أنا لاقيه».

ثم قال الحسينعليه‌السلام : فإن كنتم في شكّ من هذا القول ، أفتشكّون أني ابن بنت نبيكم؟. فوالله ما بين المشرق والمغرب ابن بنت نبيّ غيري ، فيكم ولا في غيركم ويحكم أتطلبوني بقتيل فيكم قتلته ، أو بمال استهلكته ، أو بقصاص من جراحة؟. فأخذوا لا يكلمونه.

ثم نادى : يا شبث بن ربعي ويا حجّار بن أبجر ويا قيس بن الأشعث ويا زيد بن الحارث ، ألم تكتبوا إليّ أن اقدم ، فقد أينعت الثمار واخضرّ الجناب ، وإنما تقدم على جند لك مجنّدة؟!. فقالوا : لم نفعل. قالعليه‌السلام : سبحان الله ، بلى والله لقد فعلتم.

(وفي رواية تذكرة الخواص لسبط ابن الجوزي ، ص ٢٦٢ ط ٢ نجف) :

«أنه نادى : يا شبث بن ربعي ، ويا حجّار بن أبجر ، ويا قيس بن الأشعث ، ويا زيد بن الحرث ، ويا فلان ويا فلان ، ألم تكتبوا إليّ؟. فقالوا : ما ندري ما تقول!.

وكان الحر بن يزيد اليربوعي من ساداتهم ، فقال له : بلى والله لقد كاتبناك ، ونحن الذين أقدمناك ، فأبعد الله الباطل وأهله».

ثم قالعليه‌السلام : أيها الناس إذا كرهتموني فدعوني أنصرف عنكم إلى مأمن من الأرض. فقال له قيس بن الأشعث : ما ندري ما تقول ، ولكن انزل على حكم بني عمك ، فإنهم لن يروك إلا ما تحب ، ولن يصل إليك منهم مكروه. فقال له الحسينعليه‌السلام : أنت أخو أخيك ، أتريد أن يطلبك بنو هاشم بأكثر من دم مسلم بن عقيل؟ لا والله لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل ولا أفرّ فرار العبيد(١) .(وفي رواية :ولا أقرّ إقرار العبيد).

__________________

(١) مثير الأحزان لابن نما ، ص ٢٦.

٦٦٦

ثم نادى : يا عباد الله( وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَنْ تَرْجُمُونِ ) (٢٠) [الدخان : ٢٠]. أعوذ بربي وربكم من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب(١) .

ترجمة البراء بن عازب

هو البراء بن عازب بن الحرث بن عدي الأنصاري الأوسي ، يكنى أبا عامر. صحابي ابن صحابي. استصغر يوم بدر ، وشهد أحدا. وكان من أصحاب أمير المؤمنينعليه‌السلام . قال أبو عمرو بن عبد البر في (الاستيعاب) :شهد مع عليعليه‌السلام الجمل وصفين والنهروان ، ثم نزل الكوفة ومات بها أيام مصعب بن الزبير سنة ٧٢ ه‍.

وقال العلامة الحلي : البراء بن عازب مشكور بعد إذ أصابته دعوة أمير المؤمنينعليه‌السلام في كتمان حديث غدير خم ، فأصابه البرص والعمى ، كما أصاب أنس بن مالك أيضا.

وروى الشيخ المفيد في (الإرشاد) قال : إن عليا قال للبراء ذات يوم : يا براء يقتل ابني الحسين وأنت حي لا تنصره!. فلما قتل الحسينعليه‌السلام كان البراء يقول : صدق والله علي بن أبي طالب ، قتل الحسين ولم أنصره ، ثم أظهر الحسرة على ذلك والندم.

ترجمة زيد بن أرقم

هو زيد بن أرقم بن قيس الأنصاري الخزرجي. صحابي مشهور. أول مشاهده الخندق ، ثم شهد ما بعده. وهو الّذي رفع إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قول عبد الله بن أبي :( لَئِنْ رَجَعْنا إِلَى الْمَدِينَةِ ، لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَ ) فكذّبه عبد الله بن أبي وحلف ، فأنزل الله تعالى تصديق زيد بن أرقم وتكذيب عبد الله بن أبي ، وذلك في سورة المنافقين. قال أبو عمرو بن عبد البر في (الإستيعاب) : سكن زيد بن أرقم الكوفة ، وبنى دارا في بني كندة. وشهد مع عليعليه‌السلام صفين ، وهو معدود في خاصته.

__________________

(١) أورد أبو مخنف في مقتله هذا الكلام ص ٥٥ وذلك يوم عاشوراء.

٦٦٧

وذكر الشيخ المفيد في (الإرشاد) : أنه لما وصل رأس الحسينعليه‌السلام ووصل ابن سعد إلى الكوفة من غد يوم وصوله ، ومعه بنات الحسينعليه‌السلام وأهله ، جلس ابن زياد في قصر الإمارة وأذن للناس إذنا عاما ، وأمر بإحضار الرأس ، فوضع بين يديه ، فجعل ينظر إليه ويبتسم وبيده قضيب يضرب به ثناياهعليه‌السلام . وكان إلى جانبه زيد بن أرقم صاحب رسول الله ، وهو شيخ كبير. فلما رآه يضرب ثناياه بالقضيب ، قال : ارفع قضيبك عن هاتين الشفتين ، فو الله الّذي لا إله غيره لقد رأيت شفتي رسول الله عليهما ما لا أحصيه كثرة يقبّلهما ، ثم انتحب باكيا. فقال له ابن زياد : أبكى الله عينيك ، أتبكي لفتح الله!. لو لا أنك شيخ قد خرفت وذهب عقلك ، لضربت عنقك.فنهض زيد بن أرقم من بين يديه وصار إلى منزله.

وعن زيد بن أرقم أنه قال : مرّ برأس الحسينعليه‌السلام وهو على رمح وأنا في غرفة لي في الكوفة ، فلما حاذاني سمعته يقرأ :

( أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كانُوا مِنْ آياتِنا عَجَباً ) فوقف والله شعري وناديت : رأسك والله يابن رسول الله وأمرك أعجب وأعجب.

وتوفي زيد بن أرقم سنة ست أو ثمان وستين ٦٨ للهجرة.

٨٢٤ ـ نصيحة زهير بن القين لأهل الكوفة وملا سنته مع الشمر :

(مقتل الحسين للمقرّم ، ص ٢٨٣)

وخرج إليهم زهير بن القين على فرس ذنوب [أي ذي ذنب وافر] وهو شاك في السلاح ، فقال : يا أهل الكوفة نذار لكم من عذاب الله (وفي رواية : نذار عباد الله).إن حقا على المسلم نصيحة أخيه المسلم ، ونحن حتّى الآن إخوة على دين واحد ما لم يقع بيننا وبينكم السيف. وأنتم للنصيحة منا أهل ، فإذا وقع السيف انقطعت العصمة ، وكنا أمة وأنتم أمة. إن الله ابتلانا وإياكم بذرية نبيه محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لينظر ما نحن وأنتم عاملون. إنا ندعوكم إلى نصرهم وخذلان الطاغية يزيد وعبيد الله بن زياد ، فإنكم لا تدركون منهما إلا سوء عمر سلطانهما ، ليسملان أعينكم ويقطعان أيديكم وأرجلكم ، ويمثّلان بكم ويرفعانكم على جذوع النخل ، ويقتلان أماثلكم

٦٦٨

وقرّاءكم ، أمثال حجر بن عدي وأصحابه وهانئ بن عروة وأشباهه فسبّوه وأثنوا على عبيد الله بن زياد ودعوا له وقالوا : لا نبرح حتّى نقتل صاحبك ومن معه ، أو نبعث به وبأصحابه إلى عبيد الله بن زياد سلما. فقال زهير : عباد الله ، إن ولد فاطمة أحق بالودّ والنصر من ابن سميّة ، فإن لم تنصروهم فأعيذكم بالله أن تقتلوهم. فخلّوا بين هذا الرجل وبين يزيد ، فلعمري إنه ليرضى من طاعتكم بدون قتل الحسينعليه‌السلام . فرماه شمر بسهم ، وقال : اسكت أسكت الله نأمتك(١) أبرمتنا بكثرة كلامك. فقال زهير : يابن البوّال على عقبيه ما إياك أخاطب ، إنما أنت بهيمة.والله ما أظنك تحكم من كتاب الله آيتين ، فأبشر بالخزي يوم القيامة والعذاب الأليم. فقال الشمر : إن الله قاتلك وصاحبك عن ساعة. فقال زهير : أفبالموت تخوّفني ، فو الله للموت معه أحبّ إليّ من الخلد معكم(٢) . ثم أقبل على القوم رافعا صوته وقال : عباد الله لا يغرّنكم عن دينكم هذا الجلف الجافي وأشباهه ، فو الله لا تنال شفاعة محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قوما أهرقوا دماء ذريته وأهل بيته ، وقتلوا من نصرهم وذبّ عن حريمهم. فناداه رجل من أصحابه ، إن أبا عبد الله يقول لك : أقبل فلعمري لئن كان مؤمن آل فرعون نصح قومه وأبلغ في الدعاء ، فلقد نصحت هؤلاء وأبلغت ، لو نفع النصح والإبلاغ(٣) .

٨٢٥ ـ نصيحة برير بن خضير لأصحاب عمر بن سعد :

(مقتل الخوارزمي ، ج ١ ص ٢٥٢)

فقال الحسينعليه‌السلام لبرير بن خضير : كلّم القوم يا برير وانصحهم. فتقدم برير حتّى وقف قريبا من القوم ، والقوم قد زحفوا إليه عن بكرة أبيهم ، [ونادى : يا معشر الناس إن الله بعث محمدا (بالحق) بشيرا ونذيرا وداعيا إلى الله (بإذنه) وسراجا منيرا. وهذا ماء الفرات تقع فيه خنازير السواد وكلابه ، وقد حيل بينه وبين ابن بنت رسول الله ، أفجزاء محمّد هذا؟. فقالوا : يا برير قد أكثرت الكلام فاكفف عنا ، فو الله ليعطش الحسين كما عطش من كان قبله(٤) ]. فقال لهم برير : يا هؤلاء اتقوا

__________________

(١) النأمة : الصوت. وأسكت الله نأمته : أي أماته.

(٢) أورد أبو مخنف في مقتله نظير هذا الكلام ، ص ٥٦.

(٣) تاريخ الطبري ج ٦ ص ٢٤٣.

(٤) مقتل المقرم ص ٢٨٥ ، ولم يوردها الخوارزمي.

٦٦٩

الله فإن ثقل محمّد قد أصبح بين أظهركم ، هؤلاء ذريته وعترته وبناته وحرمه ، فهاتوا ما عندكم وما الّذي تريدون أن تصنعوا بهم؟. فقالوا : نريد أن نمكّن منهم الأمير عبيد الله بن زياد فيرى رأيه فيهم. فقال برير : أفلا ترضون منهم أن يرجعوا إلى المكان الّذي أقبلوا منه؟!. ويلكم يا أهل الكوفة أنسيتم كتبكم إليه وعهودكم التي أعطيتموها من أنفسكم وأشهدتم الله عليها وكفى بالله شهيدا. ويلكم دعوتم أهل بيت نبيكم وزعمتم أنكم تقتلون أنفسكم من دونهم ، حتّى إذا أتوكم أسلمتموهم لعبيد الله ، وحلّأتموهم [أي طردتموهم ومنعتموهم] عن ماء الفرات الجاري ، وهو مبذول يشرب منه اليهود والنصارى والمجوس ، وترده الكلاب والخنازير!. بئسما خلّفتم محمدا في ذريته. ما لكم لا سقاكم الله يوم القيامة ، فبئس القوم أنتم. فقال له نفر منهم : يا هذا ما ندري ما تقول. فقال برير : الحمد لله الّذي زادني فيكم بصيرة. الله م إني أبرأ إليك من فعال هؤلاء القوم. الله م ألق بأسهم بينهم حتّى يلقوك وأنت عليهم غضبان(١) .

فجعل القوم يرشقونه بالسهام ، فرجع برير إلى ورائه.

خطبة الحسين الثانية يوم عاشوراء

٨٢٦ ـ وفيها يستنهض الناس لنصرته ويبدي سخطه على أهل الكوفة :

ورد في (الفاجعة العظمى) ص ٦٧ :

روي في (المناقب) بإسناده عن عبد الله بن محمّد بن سليمان بن عبد الله بن الحسن عن أبيه عن جده عن عبد الله ، قال :

لما عبأ عمر بن سعد أصحابه لمحاربة الحسينعليه‌السلام رتّبهم مراتبهم وأقام الرايات في مواضعها ، وعبأ أصحاب الميمنة والميسرة ، وقال لأهل القلب : اثبتوا.وأحاطوا بالحسينعليه‌السلام من كل جانب حتّى جعلوه في مثل الحلقة.

(وفي لواعج الأشجان للسيد الأمين ، ص ١٣١ ط ٤) :

ثم ركب الحسينعليه‌السلام ناقته ، وقيل فرسه ، وخرج إلى الناس ، فاستنصتهم فأبوا أن ينصتوا حتّى قال لهم : ويلكم ما عليكم أن تنصتوا لي فتسمعوا قولي ، وإنما

__________________

(١) مقتل المقرم ص ٢٨٥ و ٢٨٦ عن البحار ، ج ١٠ عن محمّد بن أبي طالب.

٦٧٠

أدعوكم إلى سبيل الرشاد ، فمن أطاعني كان من المرشدين ، ومن عصاني كان من المهلكين ، وكلكم عاص لأمري غير مستمع قولي ، فقد ملئت بطونكم من الحرام وطبع على قلوبكم. ويلكم ألا تنصتون؟! ألا تسمعون؟!. فتلاوم أصحاب عمر بن سعد بينهم ، فقالوا : أنصتوا له. فحمد الله وأثنى عليه وذكره بما هو أهله وصلى على محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وعلى الملائكة والأنبياء والرسل ، وأبلغ في المقال ، ثم قال :

تبّا(١) لكم أيتها الجماعة وترحا(٢) أحين استصرختمونا والهين(٣) (وفي رواية :ولهين متحيّرين) فأصرخناكم موجفين(٤) (مؤدّين(٥) مستعدّين) سللتم علينا سيفا لنا (في رقابنا) في أيمانكم ، وحششتم(٦) علينا نارا قدحناها (أجّجناها) على عدونا وعدوكم ، فأصبحتم إلبا(٧) على أوليائكم ويدا عليهم لأعدائكم ، بغير عدل أفشوه فيكم ، ولا أمل أصبح لكم فيهم ، إلا الحرام من الدنيا أنالوكم ، وخسيس عيش طمعتم فيه. من غير حدث كان منا ، ولا رأي تفيّل لنا(٨) . فهلا لكم الويلات ، إذ كرهتمونا وتركتمونا ، تجهّزتموها(٩) والسيف مشيم(١٠) (لم يشهر) والجأش طامن(١١) والرأي لمّا يستحصف(١٢) (يستحصد). ولكن أسرعتم إليها كطيرةالدّبا(١٣) وتداعيتم إليها كتداعي (كتهافت) الفراش ، فسحقا (فقبحا) لكم يا عبيد

__________________

(١) التبّ : الهلاك.

(٢) التّرح : الهم.

(٣) الوله : الحزن.

(٤) موجفين : مسرعين في العدو.

(٥) مؤدّين : متهيئين مناصرين.

(٦) حششتم : أوقدتم.

(٧) إلبا : أي مجتمعين.

(٨) تفيّل رأيه : أخطأ وضعف.

(٩) الضمير للحرب أو الفتنة ، والتجهّز : التهيّؤ.

(١٠) مشيم : مغمد.

(١١) طامن : مطمئن.

(١٢) استحصف : استحكم.

(١٣) الدّبا : أول ما يكون الجراد قبل أن يطير ، ثم يكون غوغاء إذا هاج بعضه في بعض ، ثم يكون كتفانا ثم يصير خيفانا ثم يكون جرادا. ويضرب المثل بالدبا لكثرته.

٦٧١

الأمّة (فإنما أنتم من طواغيت الأمّة) وشذّاذ الأحزاب(١) ، ونبذة الكتاب ، ونفثة الشيطان ، وعصبة الآثام ، ومحرّفي الكتاب (الكلم) ، ومطفئي السّنن ، وقتلة أولاد الأنبياء ، ومبيدي عترة الأوصياء ، وملحقي العهّار(٢) بالنسب ، ومؤذي المؤمنين ، وصراخ أئمة المستهزئين ، الذين جعلوا القرآن عضين(٣) ولبئس ما قدّمت لهم أنفسهم ، وفي العذاب هم خالدون. وأنتم ابن حرب وأشياعه تعضدون (أهؤلاء تعضدون) وعنّا تخاذلون. أجل والله الخذل فيكم معروف (الغدر فيكم قديم) ، وشجت عليه أصولكم ، وتأزّرت عليه فروعكم (وشجت عليه عروقكم ، وتوارثته أصولكم وفروعكم) ، وثبتت عليه قلوبكم ، وغشيت صدوركم ، فكنتم أخبث ثمر (شيء) شجا للناظر(٤) وأكلة للغاصب. (ألا لعنة الله على الناكثين ، الذين ينقضون الأيمان بعد توكيدها) ، وقد جعلتم الله عليكم كفيلا ، فأنتم والله هم.

ألا وإن الدّعيّ ابن الدعيّ(٥) قد ركز بين اثنتين : السّلّة(٦) أو الذلّة ، وهيهات منا الذلّة (وهيهات منا أخذ الدنيّة) ، يأبى الله ذلك لنا ورسوله والمؤمنون ، وجدود (وحجور) طابت ، وحجور (وحجز) طهرت ، وأنوف حميّة ، ونفوس أبيّة ، لا تؤثر (من أن تؤثر) طاعة اللئام على مصارع الكرام. ألا قد أعذرت وأنذرت ، ألا وإني زاحف بهذه الأسرة مع قلة العدد (العتاد) وكثرة العدو ، وخذلان الناصر (وخذلة الأصحاب).

ثم وصلصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كلامه بأبيات فروة بن مسيك المرادي ، وهو صحابي مخضرم ، فقال:

فإن نهزم فهزّامون قدما

وإن نغلب فغير مغلبّينا

وما إن طبّنا(٧) جبن ولكن

منايانا ودولة آخرينا

إذا ما الموت رفّع عن أناس

كلاكله(٨) أناخ بآخرينا

__________________

(١) الشذّاذ : الذين يكونون في القوم وليسوا من قبائلهم.

(٢) العهر : الفجور.

(٣) عضين : مفرّق.

(٤) شجا : مصدر بمعنى الحزن والهم.

(٥) المقصود به : عبيد الله ابن زياد.

(٦) السّلة : أي استلال السيوف.

(٧) الطّب : العادة.

(٨) الكلكل : الصدر.

٦٧٢

فأفنى ذلكم سروات قومي

كما أفنى القرون الأولينا

فلو خلد الملوك إذا خلدنا

ولو بقي الكرام إذا بقينا

فقل للشامتين بنا أفيقوا

سيلقى الشامتون كما لقينا

ثم قال : أما والله لا تلبثون بعدها إلا كريث(١) ما يركب الفرس ، حتّى تدور بكم دور الرحى(٢) وتقلق بكم قلق المحور(٣) . عهد عهده إليّ أبي عن جدي( فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكاءَكُمْ ثُمَّ لا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلا تُنْظِرُونِ ) (٧١) [يونس : ٧١]( ثُمَّ كِيدُونِ فَلا تُنْظِرُونِ إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ ، ما مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِناصِيَتِها ، إِنَّ رَبِّي عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ ) «هود ٥٦»(٤) .

اللهم احبس عنهم قطر السماء ، وابعث عليهم سنين كسنيّ يوسف ، وسلّط عليهم غلام ثقيف(٥) يسقيهم كأسا مصبّرة ، ولا يدع فيهم أحدا إلا قتله ، قتلة بقتلة ، وضربة بضربة ، ينتقم لي ولأوليائي وأهل بيتي وأشياعي منهم(٦) ، فإنهم غرّونا وكذّبونا وخذلونا ، وأنت ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير(٧) .

٨٢٧ ـ مقاصد الإمام الحسينعليه‌السلام يوم الطف من خلال خطبتيه السابقتين :(مقتل المقرّم ، ص ٨١ و ٨٢)

يقول السيد عبد الرزاق المقرّم في مقتله :

وعلى هذه السنن مشى أبو عبد الله الحسينعليه‌السلام يوم الطف ، فلم يبدأ القوم بقتال مهما رأى من أعدائه التكاتف على الضلال والمقابلة له بكل ما لديهم من حول وطول ، حتّى منعوه وعياله وصحبه من الماء الّذي لم يزل صاحب الشريعةصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يجاهر بأن «الناس في الماء والكلأ شرع سواء». لأنهعليه‌السلام أراد إقامة الحجة

__________________

(١) كريث : كمقدار.

(٢) الرحى : حجر الطاحون.

(٣) المحور : ما تدور حوله البكرة أو الطاحون.

(٤) مقتل المقرم ص ٢٨٧ عن تاريخ ابن عساكر ، ج ٤ ص ٣٣٤ واللهوف ص ٥٤.

(٥) هو المختار بن أبي عبيدة الثقفي.

(٦) مقتل المقرم ص ٢٨٧ عن مقتل العوالم ص ٨٤.

(٧) مقتل المقرم ص ٢٨٧ عن الله وف ص ٥٦. وذكر الخوارزمي في مقتله ج ٢ ص ٦ كامل الخطبة بتحريف بسيط.

٦٧٣

عليهم ، فوقف في ذلك الملأ المغمور بالأضاليل ، ونادى بحيث يعي الجماهير حجته ، فعرّفهم أولا خسارة هذه الدنيا الفانية لمن تقلّب فيها ، فلا تعود عليهم إلا بالخيبة ، ثم تراجع ثانيا إلى التعريف بمنزلته من نبيّ الإسلام ، وشهادته له ولأخيه المجتبى بأنهما سيدا شباب أهل الجنة ، وناهيك بشهادة من لا ينطق عن الهوى ، وكان محبوّا بالوحي الإلهي ، أن تؤخذ ميزانا للتمييز بين الحق والباطل. وفي الثالثة عرّفهم بأنه يؤدي كل ما لهم عنده من مال وحرمات ، وفي الرابعة نشر المصحف الكريم على رأسه ودعاهم إلى حكمه. وحتى إذا لم تجد هذه النصائح القيّمة فيهم ، ووضح لديه إصرارهم على الغي والعناد لله تعالى ولرسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، كشف الستار عن الإباء العلوي ، الّذي انحنت عليه أضالعه ، ورفع الحجاب عن الأنفة التي كان أبناء عليعليه‌السلام يتدارسونها ليلا ونهارا ، وتلهج بها أنديتهم. فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :

«ألا وإن الدّعيّ ابن الدعيّ قد ركز بين اثنتين : بين السّلةّ والذلّة ، وهيهات منا الذلّة ، يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون ، وجدود طابت ، وحجور طهرت ، وأنوف حميّة ، ونفوس أبيّة ، من أن تؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام. ألا وإني زاحف بهذه الأسرة عليقلة العدد وخذلان الناصر».

هذه وصايا الشريعة المطهرة وأحكامها الباعثة على الدعوة إلى الحق والنهضة لسدّ باب الباطل ، وكما ألزمت جهاد المضلين المشركين ، أباحت ترك الجهاد للصبي والمقعد والأعمى والشيخ الكبير والمرأة والبالغ الّذي لم يأذن له أبواه. لكن مشهد (الطف) خرق ناموسها الأكبر وجاز تلك المقررات جريا على المصالح والأسرار التي قصرت عنها أحلام البشر ، وقد تلقّاها (أبيّ الضيم)عليه‌السلام ، من جده المنقذ الأكبر وأبيه الوصيّ المقدّم. فالحسينعليه‌السلام لم يشرّع سنّة أخرى في الجهاد ، وإنما هو درس إلهي أثبته اللوح الأقدس في عالم الإبداع ، محدد الظرف والمكان ، تلقّاه الأمين جبرئيل وأفاضه على حبيب الله وصفيه (محمّد)صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فأودعه صاحب الدعوة الإلهية عند ولده سيد الشهداءعليه‌السلام .عليه‌السلام .

فكل ما يشاهد في ذلك المشهد الدامي من الغرائب التي تنحسر عن الوصول إلى كنهها عقول الرجال ، فهو مما آثر المولى سبحانه به وليه وحجته أبا عبد الله الحسينصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

٦٧٤

٨٢٨ ـ الحسينعليه‌السلام يلقي الحجة النهائية على عمر بن سعد ، ويخبره بنوع قتلته:(مقتل الخوارزمي ، ج ٢ ص ٨)

ثم قالعليه‌السلام : أين عمر بن سعد ، ادعوا لي عمر. فدعي له ، وكان كارها لا يحب أن يأتيه. فقال : يا عمر أنت تقتلني وتزعم أن يوليك الدعيّ ابن الدعي بلاد الري وجرجان. والله لا تتهنّأ بذلك أبدا ، عهد معهود ، فاصنع ما أنت صانع ، فإنك لا تفرح بعدي بدنيا ولا آخرة ، وكأني برأسك على قصبة قد نصب بالكوفة ، يتراماه الصبيان ، ويتخذونه غرضا بينهم(١) . فغضب عمر بن سعد من كلامه ، ثم صرف وجهه عنه. ونادى بأصحابه : ما تنظرون به؟ احملوا بأجمعكم ، إنما هي أكلة واحدة.

٨٢٩ ـ النفوس الخيّرة تستيقظ : توبة الحر وتوجّهه إلى الحسينعليه‌السلام :

(لواعج الأشجان للسيد الأمين ، ص ١٣٧ ط ٤)

ولما رأى الحر بن يزيد أن القوم قد صمموا على قتال الحسينعليه‌السلام (٢) قال لعمر بن سعد : أمقاتل أنت هذا الرجل؟. قال : إي والله قتالا شديدا أيسره أن تسقط الرؤوس وتطيح الأيدي!. قال : فما لكم فيما عرضه عليكم رضى؟. قال :أما لو كان الأمر إليّ لفعلت ، ولكن أميرك قد أبى ذلك. فأقبل الحر حتّى وقف عن الناس جانبا ، ومعه رجل من قومه يقال له : قرة بن قيس. فقال له : يا قرة ، هل سقيت فرسك اليوم؟. قال : لا. قال : أما تريد أن تسقيه؟. قال قرة : فظننت والله أنه يريد أن يتنحى فلا يشهد القتال ، فكره أن أراه حين يصنع ذلك. فقلت له : لم أسقه وأنا منطلق فأسقيه. فاعتزلت ذلك المكان الّذي كان فيه ، فو الله لو أطلعني على الّذي يريد لخرجت معه إلى الحسينعليه‌السلام . فأخذ الحر يدنو من الحسينعليه‌السلام قليلا قليلا ، فقال له المهاجر بن أوس : ما تريد يابن يزيد ، أتريد أن تحمل؟. فلم يجبه ، وأخذه مثل الأفكل [وهي الرعدة]. فقال له المهاجر :

__________________

(١) لواعج الأشجان ص ١٣٢ ومقتل المقرم ص ٢٨٩ ، نقلا عن تظلم الزهراء ومقتل العوالم ص ٨٤.

(٢) ذهب الخوارزمي إلى أن توبة الحر كانت بعد (الحملة الأولى) وهو ما أيّده ابن طاووس في الله وف. أما المقرّم فيعتبر توبته قبل بدء القتال ، وذلك نقلا عن تاريخ الطبري ، وهو ما اعتمده ابن شهراشوب في مناقبه والسيد الأمين في لواعجه.

٦٧٥

إن أمرك لمريب ، والله ما رأيت منك في موقف قط مثل هذا ، ولو قيل لي من أشجع أهل الكوفة ما عدوتك. فما هذا الّذي أرى منك؟!. فقال الحر : إني والله أخيّر نفسي بين الجنة والنار ، فو الله إني لا أختار على الجنة شيئا ولو قطّعت وحرقت. ثم ضرب فرسه نحو الحسين(١) منكّسا برأسه حياء من آل الرسول ، بما أتى إليهم وجعجع بهم ، وهو يقول : الله م إليك أنيب فتب عليّ ، فقد أرعبت قلوب أوليائك وأولاد بنت نبيك. وقال للحسينعليه‌السلام : جعلت فداك يابن رسول الله ، أنا صاحبك الّذي حبستك عن الرجوع وسايرتك في الطريق ، وجعجعت بك في هذا المكان.والله الّذي لا إله إلا هو ، ما ظننت القوم يردّون عليك ما عرضت عليهم ، ولا يبلغون بك هذه المنزلة. والله لو علمت أنهم ينتهون بك إلى ما أرى ما ركبت مثل الّذي ركبت. وإني قد جئتك تائبا مما كان مني إلى ربي ، مواسيا لك بنفسي ، حتّى أموت بين يديك ، فهل لي من توبة؟. قال الحسينعليه‌السلام : نعم ، يتوب الله عليك(٢) ويغفر لك. ما اسمك؟. قال : أنا الحر. قال : أنت الحر كما سمّتك أمك ، أنت الحر في الدنيا والآخرة ، انزل. فقال : أنا لك فارسا خير مني لك راجلا ، أقاتلهم على فرسي ساعة ، وإلى النزول يصير آخر أمري. (وفي رواية) «ثم قال : يابن رسول الله ، كنت أول خارج عليك ، فأذن لي أن أكون أول قتيل بين يديك(٣) فلعلي أن أكون ممن يصافح جدك محمدا غدا في القيامة».

فقال له الحسينعليه‌السلام : فاصنع يرحمك الله ما بدا لك.

٨٣٠ ـ الحر بن يزيد يسمع هاتفا يبشّره بالخير :

(لواعج الأشجان للسيد الأمين ، ص ١٢٠ ط نجف)

(روى ابن نما) أن الحر قال للحسينعليه‌السلام : لما وجّهني عبيد الله إليك ، خرجت من القصر ، فنوديت من خلفي : أبشر يا حر بخير. فالتفتّ فلم أر أحدا. فقلت :

__________________

(١) مقتل المقرم ص ٢٩٠ نقلا عن تاريخ الطبري ج ٦ ص ٢٤٤.

(٢) مقتل المقرّم ص ٢٩٠ نقلا عن الله وف ص ٥٨ ؛ وأمالي الشيخ الصدوق ص ٩٧ مجلس ٣٠ ؛ وروضة الواعظين ص ١٥٩.

(٣) هذا بناء على أن الحر هو أول من استشهد من جماعة الحسينعليه‌السلام بالمبارزة ، ولم يعتمد المقرم ذلك ، وإنما ذكر مصرعه بعد جملة من الأصحاب. وأما أبو مخنف فقد ذكره آخر من استشهد من الأصحاب ، وهو قول ضعيف.

٦٧٦

والله ما هذه بشارة ، وأنا أسير إلى الحسينعليه‌السلام . وما كنت أحدّث نفسي باتّباعك. فقالعليه‌السلام : لقد أصبت أجرا وخيرا.

٨٣١ ـ توبة الحر بن يزيد الرياحي (على رواية مقتل أبي مخنف):

(مقتل الحسين لأبي مخنف ، ص ٧٤)

وأورد أبو مخنف في المقتل المنسوب إليه توبة الحر بعد بدء القتال ، وبعد أن بدأ الحسينعليه‌السلام يستغيث فلا يغاث.

(قال أبو مخنف) : فوقع كلامهعليه‌السلام في مسامع الحر ، فأقبل على ابن أخيه قرّة وقال : أتنظر إلى الحسين يستغيث فلا يغاث ، ويستجير فلا يجار ، قد قتلت أنصاره وبنوه ، وقد أصبح بين مجادل ومخاذل ، فهل لك أن تسير بنا إليه ، وتقاتل بين يديه ، فإنّ الناس عن هذه الدنيا راحلة ، وكرامات الدنيا زائلة ، فلعلنا نفوز بالشهادة ، ونكون من أهل السعادة.

فقال له : ما لي بذلك حاجة. فتركه الحر وأقبل على ولده وقال له : يا بنيّ لا صبر لي على النار ولا على غضب الجبار ، ولا أن يكون غدا خصمي أحمد المختار. يا بنيّ أما ترى الحسينعليه‌السلام يستغيث فلا يغاث ويستجير فلا يجار!. يا بنيّ سر بنا إليه نقاتل بين يديه ، فلعلنا نفوز بالشهادة ، ونكون من أهل السعادة. فقال له ولده :حبا وكرامة.

ثم إنهما حملا من عسكر ابن زياد كأنهما يريدان القتال حتّى هجما على الحسينعليه‌السلام ، فنزل الحر عن ظهر جواده وطأطأ رأسه ، وجعل يقبّل يد الحسين ورجليه ، وهو يبكي بكاء شديدا. فقال له الحسينعليه‌السلام : ارفع رأسك يا شيخ ، فرفع رأسه وقال : يا مولاي أنا الّذي منعتك عن الرجوع. والله يا مولاي ما علمت أن القوم يبلغون منك هذا ، وقد جئتك تائبا مما كان مني ومواسيك بنفسي ، وقليل في حقك يا مولاي أن تكون نفسي لك الفداء. وها أنا ألقى حمامي يا مولاي بين يديك ، فهل من توبة عند ربي؟. فقال لهعليه‌السلام : إن تبت تاب الله عليك ويغفر لك وهو أرحم الراحمين ثم تقدم الحر إلى الحسينعليه‌السلام وقال : يا مولاي أريد أن تأذن لي بالبراز إلى الميدان ، فإني أول من خرج إليك وأحب أن أقتل بين يديك.فقال لهعليه‌السلام : ابرز بارك الله فيك.

٦٧٧

٨٣٢ ـ نصيحة الحر بن يزيد لأهل الكوفة بعد توبته :

(مقتل الحسين للمقرّم ، ص ٢٩١)

ثم استأذن الحر الحسينعليه‌السلام في أن يكلم القوم ، فأذن له. فنادى بأعلى صوته : يا أهل الكوفة ، لأمّكم الهبل والعبر(١) إذ دعوتموه وأخذتم بكظمه(٢) وأحطتم به من كل جانب ، فمنعتموه التوجه إلى بلاد الله العريضة حتّى يأمن وأهل بيته ، وأصبح كالأسير في أيديكم لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا ، وحلّأتموه(٣) ونساءه وصبيته وصحبه عن ماء الفرات الجاري ، الّذي يشربه اليهود والنصارى والمجوس ، وتمرغ فيه خنازير السواد وكلابه. وهاهم قد صرعهم العطش ، بئسما خلّفتم محمدا في ذريته ، لا سقاكم الله يوم الظمأ.

(وفي تذكرة الخواص لسبط ابن الجوزي ، ص ٢٦٢ ط ٢ نجف) :

وإذا لم تنصروه وتفوا له بما حلفتم عليه ، فدعوه يمضي حيث شاء من بلاد الله.أما أنتم مؤمنون؟!. وبنبوّة محمّد جده مصدّقون؟!. وبالمعاد موقنون؟!.

فحملت عليه الرجّالة ترميه بالنبل ، فتقهقر حتّى وقف أمام الحسينعليه‌السلام (٤) .

٨٣٣ ـ الرجوع عن الخطأ فضيلة :

(بقلم المؤلف)

(التربية الطيبة تكفل رجوع الإنسان إلى الحق مهما انحرف)

كثير أولئك الذين تتاح لهم في صغرهم فرض التربية والتهذيب ، والتنشئة الصالحة على المبادئ الأخلاقية الحميدة ، فتنطبع بها نفوسهم ، وتختلط نفحاتها بدمائهم ثم لا يلبثون أن تعترضهم في بداية حياتهم تقلبات من الزمان وتبدلات ، فيزهدون في تلك المبادئ السامية ، ويميلون إلى معاقرة الباطل والاستئناس به ثم هي فترة تمرّ من الزمن ، وإذا بهم قد استيقظوا وجلين مذعورين ، على أصوات ضميرهم ووجدانهم ، تدعوهم إلى النهوض من غفلتهم واليقظة من سكرتهم.فيطيحون بالباطل عن عاتق كواهلهم ، ويكنسون رواسبه من صفحات قلوبهم ،

__________________

(١) الهبل (بالتحريك والفتح) : الثّكل. والعبر : الحزن وجريان الدمعة.

(٢) الكظم (بالتحريك والفتح) : مخرج النّفس ، ويقال أخذ بكظمه : أي كربه وغمّه.

(٣) حّلأتموه : طردتموه ومنعتموه.

(٤) كامل ابن الأثير ، ج ٤ ص ٢٧ ، وشبيه هذا الكلام في مقتل أبي مخنف ص ٧٨.

٦٧٨

ويعودون بأنفسهم إلى أصولهم وأحسابهم ، حتّى كأنهم لم يسمعوا بالباطل ولا عهد لهم به. لقد عادوا خلقا جديدا غير الّذي كانوه بالأمس ، فكأنهم من بعد غير الذين كانوا من قبل.

وقد يعجب المرء من هذا التحول الانقلابي ، وهذا التبدّل الفجائي ، غير متذكّر أن التربية والتوجيه في الصغر يتركان في صاحبهما جذورا قوية من النبل والأدب والأخلاق. تظل متشعبة في حنايا نفسه ، لا تموت ولا تغيب ، رغم ما تخضع له من عواصف متقلّبة ، وأنواء متغيّرة ، لا تلبث بعد حين أن تنقشع غيومها ، وتنجرف رواسبها ، فتعود النفس مشرقة وضّاءة ، غنية خيّرة معطاءة ، فتنبت بذورها ، وتعلو سوقها ، مورقة مزهرة ، تفيض بالحق ، وتجود بالخير.

وليس لنا من مثال نضربه على هؤلاء الأشخاص أروع من مثال :

«الحر بن يزيد التميمي»

ذلك الرجل الحر ، الّذي أوتي من كرم الأصل وحسن المنبت وطيب السريرة ، ما جعله يؤوب إلى الحق بعد انحرافه ، ويعود إلى التصديق والإخلاص والوفاء ، وقد كان حربا عليها. وينجو من نار جهنم ، وقد كان على شفا حفرة منها. وينال الشهادة والسعادة والفوز ، وقد كان في منأى عنها.

وإن هذا المثل الخالد من تراثنا التليد ، إن كان يدلّ على شيء ، فإنما يدلّ على أن حسن التوجيه والتربية في الصغر ، غالبا ما تؤدي بصاحبها إلى السعادة والنجاة والفوز بالجنة ، وتكون له ذخرا وسندا في كبره ، على الرغم مما يتعرض له من محن وأخطاء ، وفتن وأخطار.

٦٧٩

(انتهى الجزء الأول من الموسوعة)

والحمد لله ربّ العالمين

وبذلك تمّ الفصل العشرون بانتهاء الجزء الأول من موسوعة كربلاء ،

وذلك حين جّهز عمر بن سعد جيوشه لقتال الحسينعليه‌السلام

يوم العاشر من المحرم ، ووضع سهمه في كبد قوسه ،

معلنا بدء القتال والنزال ، بين طغمة الباطل والضلال ،

وبين صفوة الهدى والكمال ، من خير صحب وخير آل.

وهو ما سيجده القارئ في الجزء الثاني من الموسوعة

إن شاء الله

٦٨٠

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

701

702

703

704

705

706

707

708

709

710

711

712

713

714

715

716

717

718

719

720

721

722

723

724

725

726

727

728

729

730

731

732

733

734

735