موسوعة كربلاء الجزء ٢

موسوعة كربلاء10%

موسوعة كربلاء مؤلف:
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 800

الجزء ١ الجزء ٢
  • البداية
  • السابق
  • 800 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 493780 / تحميل: 5848
الحجم الحجم الحجم
موسوعة كربلاء

موسوعة كربلاء الجزء ٢

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

فأقبل على أم كلثومعليها‌السلام وقال لها : أوصيك يا أخيّة بنفسك خيرا ، وإني بارز إلى هؤلاء القوم. فأقبلت سكينة وهي صارخة وكان يحبها حبا شديدا ، فضمّها إلى صدره ومسح دموعها بكمه ، وقال :

سيطول بعدي يا سكينة فاعلمي

منك البكاء إذا الحمام دهاني

لا تحرقي قلبي بدمعك حسرة

ما دام مني الروح في جثماني

فإذا قتلت فأنت أولى بالذي

تأتينه يا خيرة النسوان

١٢٤ ـ نعي الحسينعليه‌السلام نفسه ، وطلب نسائه الرجوع إلى حرم جدهمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (مقتل أبي مخنف ، ص ٨٤)

قال أبو مخنف : ثم نادىعليه‌السلام : يا أم كلثوم ويا زينب ويا سكينة ويا رقية ويا عاتكة ويا صفية ، عليكنّ مني السلام ، فهذا آخر الاجتماع ، وقد قرب منكن الافتجاع. فصاحت أم كلثوم : يا أخي كأنك استسلمت للموت!. فقال لها الحسينعليه‌السلام : يا أختاه فكيف لا يستسلم من لا ناصر له ولا معين!. فقالت :

يا أخي ردّنا إلى حرم جدنا. فقال لها : يا أختاه هيهات هيهات ، لو ترك القطا ليلا لنام. فرفعت سكينة صوتها بالبكاء والنحيب ، فضمّها الحسينعليه‌السلام إلى صدره الشريف وقبّلها ومسح دموعها بكمّه.

١٢٥ ـ الوداع الأخير(أسرار الشهادة للفاضل الدربندي ، ص ٤٢٣)

(وفي رواية) فنادى في تلك الحالة : يا زينب يا أم كلثوم ويا سكينة يا رقية يا فاطمة ، عليكنّ مني السلام. فأقبلت زينبعليها‌السلام فقالت : يا أخي ، أيقنت بالقتل؟.فقالعليه‌السلام : كيف لا أيقن وليس لي معين ولا نصير؟. فقالت :

يا أخي ردّنا إلى حرم جدنا. فقالعليه‌السلام : هيهات ، لو تركت ما ألقيت نفسي في المهلكة ، وكأنكم غير بعيد كالعبيد ، يسوقونكم أمام الركاب ، ويسومونكم سوء العذاب. فلما سمعته زينبعليها‌السلام بكت ، وجرى الدموع من عينيه ، ونادت :

وا وحدتاه ، وا قلة ناصراه ، وا سوء منقلباه ، وا شؤم صباحاه. فشقّت ثوبها ونشرت شعرها ولطمت على وجهها. فقال الحسينعليه‌السلام : مهلا لها ، يا بنت المرتضى ، إن البكاء طويل. فأراد أن يخرج من الخيمة ، فلصقت به زينبعليها‌السلام فقالت : مهلا يا أخي ، توقّف حتى أزوّد من نظري ، وأودّعك وداع مفارق لا تلاق

١٤١

بعده فمهلا يا أخي قبل الممات هنيهة ، لتبرد مني لوعة وغليل. فجعلت تقبّل يديه ورجليه. وأحطن به سائر النسوان

١٢٦ ـ الحسينعليه‌السلام يلبس ثوبا خلقا تحت ثيابه لئلا يجرّد منه :

(المنتخب للطريحي ، ص ٤٥١)

ثم قالعليه‌السلام لأخته : آتيني بثوب عتيق لا يرغب فيه أحد من القوم ، أجعله تحت ثيابي لئلا أجرّد منه بعد قتلي.

قال الراوي : فارتفعت أصوات النساء بالبكاء والنحيب.

يقول السيد المقرّم في مقتله ، ص ٣٤١ :

فأتوه بتبّان ، فلم يرغب فيه لأنه من لباس الذلة. وأخذ ثوبا خلقا [أي باليا] وخرّقه وجعله تحت ثيابه(١) ، ودعا بسراويل حبرة ففزرها ولبسها لئلا يسلب منها.

ويقول السيد عبد الكريم الحسيني القزويني في (الوثائق الرسمية) ص ٢٢٣ :

ثم إنهعليه‌السلام دعا بسروال يماني محكم النسج ، يلمع فيه البصر ، فخرّقه وفزره ، حتى لا يطمع فيه أحد ، لأنهعليه‌السلام يعلم أنه يسلب بعد مقتله. فقيل له : لو لبست تحته تبّانا ـ وهو سروال صغير ـ فقالعليه‌السلام : ذلك ثوب مذلة ، لا ينبغي لي أن ألبسه(٢) .

١٢٧ ـ مصرع ابن صغير للحسينعليه‌السلام عمره ثلاث سنوات :

(سير أعلام النبلاء للذهبي ، ص ٣٠٢)

وبينما الحسينعليه‌السلام جالس ، عليه جبّة خز دكناء ، والنبل يقع حوله ، فوقعت نبلة في ولد له ابن ثلاث سنين. فلبس لامته [أي درعه].

(أقول) : لا يبعد أن يكون هذا هو علي الأصغرعليه‌السلام .

١٢٨ ـ محاولة زين العابدينعليه‌السلام القتال رغم مرضه :

(مقتل الخوارزمي ، ج ٢ ص ٣٢ ؛ ومقتل الحسين للمقرّم ، ص ٣٤٠)

ثم التفت الحسينعليه‌السلام عن يمينه وشماله فلم ير أحدا من الرجال. فخرج علي

__________________

(١) مجمع الزوائد لابن حجر الهيثمي ، ج ٩ ص ١٩٢ ؛ والبحار ، ج ١٠ ص ٢٠٥.

(٢) تاريخ الطبري ، ج ٥ ص ٤٥١ و ٤٥٢.

١٤٢

ابن الحسينعليهما‌السلام وهو زين العابدين ـ وهو أصغر من أخيه علي القتيل ـ وكان مريضا بالذّرب [وهو داء يعرض للمعدة فلا تهضم الطعام ، ويفسد فيها ولا تمسكه]. ونهض السجّادعليه‌السلام يتوكأ على عصا ويجرّ سيفه ، لأنه لا يقدر على حمله لمرضه ، وأم كلثوم تنادي خلفه : يا بني ارجع. فقال : يا عمتاه!. ذريني أقاتل بين يدي ابن بنت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . فصاح الحسينعليه‌السلام بأم كلثوم : احبسيه لئلا تخلو الأرض من نسل آل محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فأرجعته إلى فراشه(١) .

١٢٩ ـ لماذا أمرض الله زين العابدينعليه‌السلام ؟ :

(أسرار الشهادة للدربندي ، ص ٤٠٥)

حاول الإمام زين العابدينعليه‌السلام أن يخرج للجهاد رغم مرضه ، فمنعه سيد الشهداءعليه‌السلام . والواقع أن الله تعالى قد أمرض سيد الساجدين ، فطال زمان كونه عليلا ليسقط عنه الجهاد ، حفظا للعالم عن أن ينهدم ويبيد. وقد أثر عن الحسينعليه‌السلام قوله : وحاشا اللهعزوجل شأنه الكبير المتعال ، أن يبقي الأرض بلا حجة من نسلي.

١٣٠ ـ الحسينعليه‌السلام يوصي لابنه زين العابدينعليه‌السلام بالإمامة أكثر من مرة :(أسرار الشهادة للدربندي ، ص ٤٠٦)

قال الفاضل الدربندي : اعلم أن وصية سيد الشهداءعليه‌السلام على ولده سيد الساجدينعليه‌السلام وتنصيصاته بإمامته ، كما أنها قد وقعت مرات عديدة قبل خروجهعليه‌السلام من المدينة ، فكذا إنها قد وقعت مرات في كربلاء. وما استفيد من الأخبار أنها وقعت في كربلاء أربع مرات : مرة في ليلة عاشوراء ، ومرة في طلب زين العابدينعليه‌السلام الجهاد ، ومرة قبيل شروع الإمام الحسينعليه‌السلام في الجهاد ، ومرة بعد صدور مجاهدات كثيرة وقتل آلاف من الناس في جملة من الحملات منهعليه‌السلام .

١٣١ ـ وصية الإمام الحسينعليه‌السلام لزين العابدينعليه‌السلام :

(العيون العبرى للميانجي ، ص ١٧٦ ؛ وأسرار الشهادة ، ص ٤٠٣)

عن (إثبات الوصية) قال : ثم أحضر علي بن الحسينعليه‌السلام وكان عليلا ،

__________________

(١) الخصائص الحسينية للشيخ جعفر التستري ، ص ١٢٩.

١٤٣

فأوصى إليه بالاسم الأعظم ومواريث الأنبياء. وعرّفه أنه قد دفع العلوم والصحف والمصاحف والسلاح إلى أم سلمة رضي الله عنها وأمرها أن تدفع جميع ذلك إليه.

وعنه أيضا : أن الحسينعليه‌السلام أوصى إلى أخته زينب بنت عليعليهما‌السلام في الظاهر ، فكان ما يخرج من علي بن الحسينعليهما‌السلام في زمانه من علم ينسب إلى زينبعليها‌السلام عمته ، سترا على علي بن الحسينعليهما‌السلام وتقيّة واتقاء عليه.

وعن العلامة الكليني عن أبي جعفر الباقرعليه‌السلام أنه قال : إن الحسينعليه‌السلام لما حضره الّذي حضر ، دعا ابنته الكبرى فاطمة بنت الحسينعليهما‌السلام فدفع إليها كتابا ملفوفا ووصية ظاهرة. وكان علي بن الحسينعليه‌السلام مبطونا معهم ، لا يرون إلا أنه لما به. فدفعت فاطمةعليها‌السلام الكتاب إلى علي بن الحسينعليهما‌السلام .

(قال الراوي) قلت : ما في ذلك الكتاب جعلني الله فداك؟. قال : فيه والله ما يحتاج إليه ولد آدم ، منذ خلق الله آدم إلى أن تفنى الدنيا. والله إن فيه الحدود ، حتى أن فيه أرش الخدش [أي الغرامة التي يدفعها الشخص إذا خدش شخصا آخر].

١٣٢ ـ شهادة علي الأصغر بن الحسينعليه‌السلام :

اختلف الرواة في عدد أولاد الحسينعليه‌السلام الذين حضروا كربلاء ، كما اختلفوا في أسمائهم. وقد حققنا سابقا أن عددهم أربعة هم :

علي الأكبرعليه‌السلام ـ علي الأوسط وهو زين العابدينعليه‌السلام ـ علي الأصغر ـ عبد الله الرضيع.

فمن الرواة ما اعتبر زين العابدينعليه‌السلام هو الأصغر ، ولم يذكر علي الأصغر.ومنهم من سمّى عبد الله الرضيع عليا الأصغر ، واعتبر عددهم ثلاثة.

وقد ذكر القرماني في (أخبار الدول وآثار الأول) شهادة علي الأصغر قبل شهادة علي الأكبرعليه‌السلام ، وقال : وطلب الحسينعليه‌السلام ماء لولده الصغير علي الأصغر ، فذهب علي الأكبر بركوة وملأها من الشريعة ورجع. وأجلس الحسينعليه‌السلام ابنه على فخذه وهمّ بسقيه ، فأتاه سهم

يقول الفاضل الدربندي في (أسرار الشهادة) ص ٤٠٤ : وهذه الرواية كما ترى غير مستقيمة ، وهي تنافي ما في الزيارة المروية من الناحية القائمية المقدسة.

ثم يقول القرماني في (أخبار الدول) ص ١٠٨ : وأصاب سهم ابنا

١٤٤

للحسينعليه‌السلام وهو في حجره ، فجعل يمسح الدم عنه ويقول : الله م احكم بيننا وبين قوم دعونا لينصرونا فقتلونا.

ثم يقول : وأتي بصبي صغير من أولادهعليه‌السلام اسمه عبد الله [الظاهر أنه الرضيع] ، فحمله وقبّله ، فرماه رجل من بني أسد [لعله حرملة بن كاهل الأسدي] فذبح ذلك الغلام. فتلقى الحسينعليه‌السلام دمه في يده وألقاه نحو السماء ، وقال :يا رب إن تكن حبست عنا النصر من السماء ، فاجعله لنا خيرا ، وانتقم من الظالمين.

أما ابن أعثم في (كتاب الفتوح) ج ٥ ص ٢٠٩ فيقول : فبقي الحسينعليه‌السلام فريدا وحيدا ، ليس معه ثان إلا ابنه عليعليه‌السلام وهو يومئذ ابن سبع سنين [أقول : هذا خطأ من الناسخ ، ولعل عمره سبع عشرة سنة ، وهو زين العابدينعليه‌السلام ]. وله ابن آخر يقال له علي في الرضاع. فتقدم إلى باب الخيمة ، فقال : ناولوني ذلك الطفل حتى أودّعه وإذا بسهم قد أقبل حتى وقع في لبّة الصبي [اللّبّة : موضع القلادة من الصدر] ، فقتله.

١٣٣ ـ شهادة الطفل الّذي ولد يوم عاشوراء :

(تاريخ اليعقوبي ، ج ٢ بعد ص ٢٤٣)

يقول اليعقوبي : ثم تقدّموا رجلا رجلا ، حتى بقي وحده ما معه أحد من أهله ولا ولده ولا أقاربه. فإنه لواقف على فرسه إذ أتي بمولود قد ولد له في تلك الساعة.فأذّن في أذنه ، وجعل يحنّكه ، إذ أتاه سهم ، فوقع في حلق الصبي ، فذبحه. فنزع الحسينعليه‌السلام السهم من حلقه ، وجعل يلطخه بدمه ، ويقول : والله لأنت أكرم على الله من الناقة [أي ناقة صالح التي ذبحها قومه فاستحقوا العذاب لذلك] ، ولمحمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أكرم على الله من صالح!. ثم أتى فوضعه مع ولده وبني أخيه.

ويقول السيد الميانجي في (العيون العبرى) ص ١٧٣ :

في (الإبصار) : عبد الله [الرضيع] ابن الحسينعليه‌السلام ولد في المدينة ، وأمه الرباب بنت امرئ القيس الكلبي وكانت الرباب عند الحسينعليه‌السلام وولدت له سكينة وعبد الله هذا.

ثم يقول : اشتهر في الألسن هذا الصبي بعلي الأصغر ، وقيل بتخالفهما ، وأن عبد الله الرضيع غيره ، وأن أمه أم إسحق بنت طلحة ، وأنه ولد في كربلاء في يوم عاشوراء وأن علي الأصغر قتل في معركة القتال ، رماه حرملة بن كاهل الأسدي فذبحه ، والعلم عند الله.

١٤٥

وذكر السيد حميد بن أحمد الزيدي صاحب (الحدائق الوردية) قال : ولد للحسينعليه‌السلام في الحرب ولد (أمه أم إسحق بنت طلحة بن عبيد الله التميمية) زوجة الحسينعليه‌السلام . فأتي به وهو قاعد ، فأخذه في حجره ولبّاه بريقه ، وسماه عبد الله.فبينما هو كذلك إذ رماه عبد الله بن عقبة الغنوي ، وقيل هانئ بن ثبيت الحضرمي ، بسهم فنحره. فأخذ الحسينعليه‌السلام دمه فجمعه ورمى به نحو السماء ، فما وقع منه قطرة إلى الأرض. قال الإمام الباقرعليه‌السلام : ولو وقعت منه إلى الأرض قطرة لنزل العذاب (انظر وسيلة الدارين للزنجاني ، ص ٢٨٠). ولنعم ما قيل :

ومنعطف أهوى لتقبيل طفله

فقبّل منه قبله السهم منحرا

لقد ولدا في ساعة هو والردى

ومن قبله في نحره السهم كبّرا

ونذكر الآن شهادة عبد الله الرضيع ابن الحسينعليه‌السلام ، الّذي له من العمر ستة أشهر.

شهادة عبد الله الرضيع ابن الحسينعليه‌السلام

١٣٤ ـ مصرع عبد الله الرضيع ابن الحسينعليه‌السلام على يد حرملة بن كاهل الأسدي(مقتل الحسين للمقرّم ، ص ٣٤١)

ثم تقدمعليه‌السلام إلى باب الخيمة وقال : ناولوني ولدي الرضيع لأودعه. فأتته زينبعليها‌السلام بابنه عبد الله [وقد سماه ابن شهر اشوب : علي الأصغر] وأمه الرباب بنت امرئ القيس ، فأجلسه في حجره وجعل يقبّله(١) ويقول : بعدا لهؤلاء القوم ، إذا كان خصمهم جدك المصطفى(٢) . ثم أتىعليه‌السلام بالرضيع نحو القوم يطلب له الماء ، وقال لهم : لقد جفّت محالب أمه ، فهل إلى شربة من ماء سبيل؟. ثم قال لهم : يا قوم ، إذا كنت أقاتلكم وتقاتلونني ، فما ذنب هذا الطفل حتى تمنعوا عنه الماء؟!.(وفي رواية) أنه قال : إذا لم ترحموني فارحموا هذا الطفل. فمنهم من رقّ قلبه للطفل ، وقال : اسقوه شربة من ماء ، ومنهم من قال : لا تسقوه ولا ترحموه!.

__________________

(١) عن الله وف ، ص ٦٥.

(٢) عن البحار ، ج ١٠ ص ٢٥٣ ؛ ومقتل الخوارزمي ، ج ٢ ص ٢٢.

١٤٦

فخاف عمر بن سعد أن يدبّ النزاع في صفوف جيشه ، فقال لحرملة بن كاهل الأسدي وكان راميا : اقطع نزاع القوم. فسدد حرملة سهمه نحو عنق الصبي ، فرماه بسهم فذبحه من الوريد إلى الوريد ، وهو لائذ بحجر أبيه. فأخذ الطفل يفحص من ألم الجروح ، ويرفرف كما يرفرف الطير المذبوح ، ودمه يشخب من أوداجه ، والحسينعليه‌السلام يتلقّى دمه من نحره حتى امتلأت كفه ، ثم رمى به نحو السماء.

قال الإمام الباقرعليه‌السلام : فما وقع منه قطرة إلى الأرض ، ولو وقعت منه إلى الأرض قطرة لنزل العذاب.

ثم قالعليه‌السلام : هوّن ما نزل بي أنه بعين الله تعالى(١) . الله م لا يكن أهون عليك من فصيل ناقة صالح. إلهي إن كنت حبست عنا النصر [من السماء] ، فاجعله لما هو خير منه ، وانتقم لنا من [هؤلاء القوم] الظالمين(٢) واجعل ما حلّ بنا في العاجل ذخيرة لنا في الآجل(٣) . الله م أنت الشاهد على قوم قتلوا أشبه الناس برسولك محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (٤) . فسمععليه‌السلام مناديا من السماء : دعه يا حسين فإن له مرضعا في الجنة(٥) .

ثم نزلعليه‌السلام عن فرسه ، وحفر له بجفن سيفه ، ودفنه مرمّلا بدمه ، وصلّى عليه(٦) . ويقال : وضعه مع قتلى أهل بيته(٧) .

(وفي رواية مقتل أبي مخنف ، ص ٨٣) : ثم أقبل الحسينعليه‌السلام إلى أم كلثوم وقال لها : يا أختاه أوصيك بولدي الأصغر خيرا ، فإنه طفل صغير وله من العمر ستة أشهر. فقالت له : يا أخي إن هذا الطفل له ثلاثة أيام ما شرب الماء ، فاطلب له شربة من الماء. فقال : هلمّي إليّ به. فأخذ الطفل وتوجّه نحو القوم ، وقال : يا قوم قد قتلتم أخي وأولادي وأنصاري ، وما بقي غير هذا الطفل ، وهو يتلظى عطشا فاسقوه

__________________

(١) عن اللهوف ، ص ٦٦.

(٢) عن مثير الأحزان لابن نما ، ص ٣٦.

(٣) عن تظلم الزهراء ، ص ١٢٢.

(٤) عن المنتخب للطريحي ، ص ٣١٣.

(٥) تذكرة الخواص ، ص ١٤٤ ؛ والقمقام لميرزا فرهاد ، ص ٣٨٥.

(٦) مقتل الخوارزمي ، ج ٢ ص ٣٢ ؛ والاحتجاج للطبرسي ، ص ١٦٣ ط نجف.

(٧) الإرشاد للمفيد ، ومثير ابن نما ، ص ٣٦.

١٤٧

شربة من الماء. فبينما هو يخاطبهم إذ أتاه سهم مشوم من ظالم غشوم ، فذبح الطفل من الأذن إلى الأذن. وقيل : إن السهم رماه قديمة العامري. فجعل الحسينعليه‌السلام يتلقى الدم بكفيه ويرمي به إلى السماء ويقول : الله م إني أشهدك على هؤلاء القوم ، فإنهم نذروا ألا يتركوا أحدا من ذرية نبيك. ثم رجع بالطفل مذبوحا ، ودمه يجري على صدره ، فألقاه إلى أم كلثوم ، فوضعه في الخيمة وبكى عليه.

١٣٥ ـ منزلة عبد الله الرضيععليه‌السلام (أسرار الشهادة ، ص ٤٠٠)

يقول الفاضل الدربندي : إن عبد الله الرضيع الّذي كان في القماط ، قد طلب بلسان الحال الفوز بدرجة الشهادة ، حين سمع أباه يستغيث فلا يغاث ، فقطّع قماطه وألقى نفسه إلى الأرض.

وبعد استشهاده صلّى عليه الحسينعليه‌السلام ودفنه إن صلاة الإمامعليه‌السلام عليه في ضيق ذلك الوقت ، مما يشير إلى علوّ درجة هذا الطفل الرضيع من حيث الشهادة ، فإن درجة شهادته عند الله بمنزلة درجة شهادة سادات الشبان والكهول والشيوخ من الشهداء ، بل لا يصل إلى درجته إلا درجة طائفة من سادات الشهداء.فصلاة الإمامعليه‌السلام عليه كصلاة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على الحمزة يوم أحد في هذا المقام أيضا.

ـ ماذا بعد استشهاد الطفل الرضيععليه‌السلام ؟ :

(الإمام الحسين يوم عاشوراء ، ص ١٣١)

وهكذا بدأ شلال الدم ينحدر على أرض كربلاء ، وسحب المأساة تتجمع في آفاقها الكئيبة ، وصيحات العطش والرعب تتعالى من حول الحسينعليه‌السلام وتنبعث من حناجر النساء والأطفال.

١٣٦ ـ رثاء الحسينعليه‌السلام أصحابه الذين استشهدوا :

(مقتل أبي مخنف ، ص ٨٤)

قال أبو مخنف : ثم توجّهعليه‌السلام نحو القوم وقال : : يا ويلكم علام تقاتلوني ؛ على حقّ تركته ، أم على سنّة غيّرتها ، أم على شريعة بدّلتها؟!. فقالوا : بل نقاتلك بغضا منا لأبيك وما فعل بأشياخنا يوم بدر وحنين. فلما سمع كلامهم بكى وجعل ينظر يمينا وشمالا فلم ير أحدا من أنصاره إلا من صافح التراب جبينه ، ومن قطع الحمام أنينه. فنادى : يا مسلم بن عقيل ويا هانئ بن عروة ويا حبيب بن مظاهر ويا

١٤٨

زهير بن القين ويا يزيد بن مظاهر ويا فلان ويا فلان يا أبطال الصفا ، ويا فرسان الهيجا ، مالي أناديكم فلا تجيبون ، وأدعوكم فلا تسمعون!. أنتم نيام ، أرجوكم تنتبهون ، أم حالت مودتكم عن إمامكم فلا تنصروه!. هذه نساء الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لفقدكم قد علاهن النحول ، فقوموا عن نومتكم أيها الكرام ، وادفعوا عن حرم الرسول الطغاة اللئام. ولكن صرعكم والله ريب المنون ، وغدر بكم الدهر الخؤون ، وإلا لما كنتم عن نصرتي تقصّرون ، ولا عن دعوتي تحتجبون. فها نحن عليكم مفتجعون ، وبكم لاحقون. فإنا لله وإنا إليه راجعون.

١٣٧ ـ الضحّاك بن عبد الله المشرقي يترك المعركة بعد استئذان الحسينعليه‌السلام (تاريخ الطبري ، ج ٧ ص ٣٥٤)

قال أبو مخنف : حدثني عبد الله بن عاصم عن الضحاك بن عبد الله المشرقي ، قال : لما رأيت أصحاب الحسينعليه‌السلام قد أصيبوا ، وقد خلص إليه وإلى أهل بيته ، ولم يبق معه غير سويد بن عمرو بن أبي المطاع الخثعمي وبشير بن عمرو الحضرمي ، قلت له : يابن رسول الله ، قد علمت ما كان بيني وبينك ؛ قلت لك :أقاتل عنك ما رأيت مقاتلا ، فإذا لم أر مقاتلا فأنا في حلّ من الانصراف!. فقلت لي :

نعم!. فقالعليه‌السلام : صدقت ، وكيف لك بالنجاة؟. إن قدرت على ذلك فأنت في حل!.

فأقبلت إلى فرسي ، وقد كنت ـ حيث رأيت خيل أصحابنا تعقر ـ أقبلت بها حتى أدخلتها فسطاطا لأصحابنا من البيوت ، وأقبلت أقاتل معهم راجلا ، فقتلت يومئذ بين يدي الحسينعليه‌السلام رجلين ، وقطعت يد آخر. وقال لي الحسينعليه‌السلام يومئذ مرارا : لا تشلل ، لا يقطع الله يدك ، جزاك الله خيرا عن أهل بيت نبيكصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فلما أذن لي استخرجت الفرس من الفسطاط ، ثم استويت على متنها ثم ضربتها ، حتى إذا قامت على السنابك رميت بها عرض القوم ، فأفرجوا لي ، واتّبعني منهم خمسة عشر رجلا ، حتى انتهيت إلى (شفية) قرية قريبة من شاطئ الفرات. فلما لحقوني عطفت عليهم ، فعرفني كثير بن عبد الله الشعبي وأيوب بن مشرح الخيواني وقيس بن عبد الله الصائدي ، فقالوا : هذا الضحاك بن عبد الله المشرقي ، هذا ابن عمنا ، ننشدكم الله لما كففتم عنه. فقال ثلاثة نفر من بني تميم

١٤٩

كانوا معهم : بلى والله لنجيبنّ إخواننا وأهل دعوتنا إلى ما أحبوا من الكف عن صاحبهم.

قال : فلما تابع التميميون أصحابي كفّ الآخرون. قال : فنجّاني الله.

وقد وردت قصة التحاق الضحّاك بن عبد الله المشرقي بالحسينعليه‌السلام في الجزء الأول من الموسوعة ـ الفقرة ٧٩٧ ، فراجع.

(جدول بأشهر المستشهدين من آل أبي طالبعليهم‌السلام

مع ذكر أمهاتهم وقاتليهم)

اسم الشهيد

اسم والدته

اسم قاتله

علي الأكبر بن الحسينعليه‌السلام

ليلى بنت أبي مرة

مرة بن منقذ العبدي

عبد الله الرضيع ابن الحسينعليه‌السلام

الرباب

حرملة بن كاهل الأسدي

أبو بكر (عبد الله الأكبر) بن الحسن

أم ولد : رملة

عبد الله بن عقبة الغنوي وقيل :

حرملة بن كاهل

القاسم بن الحسن (شقة القمر)

أم ولد : رملة

عمرو بن سعد بن نفيل الأزدي

(الغلام) عبد الله بن الحسنعليه‌السلام

أم ولد

حرملة بن كاهل الأسدي

العباس بن عليعليه‌السلام

أم البنين

زيد بن الرقاد الجهني وحكيم بن الطفيل السنبسي

عبد الله الأصغر بن عليعليه‌السلام

فاطمة

هانئ بن ثبيت الحضرمي

جعفر بن عليعليه‌السلام

بنت حزام

هانئ بن ثبيت الحضرمي

عثمان بن عليعليه‌السلام

الكلابية

رجل من بني أبان بن دارم

محمّد الأوسط بن عليعليه‌السلام

أمامة بنت أبي العاص

رجل من بني أبان بن دارم

أبو بكر (عبد الله) بن عليعليه‌السلام

ليلى بنت مسعود

زحر بن بدر النخعي

عمر الأصغر بن عليعليه‌السلام

الصهباء التغلبية

لم يعرف قاتله

محمّد الأصغر بن عليعليه‌السلام

أم ولد

رجل من بني أبان بن دارم

١٥٠

اسم الشهيد

اسم والدته

اسم قاتله

عون بن عبد الله بن جعفرعليه‌السلام

زينب العقيلةعليها‌السلام

عبد الله بن قطبة الطائي

محمّد بن عبد الله بن جعفرعليه‌السلام

الخوصاء بنت حفصة

عامر بن نهشل التميمي

عبد الله بن مسلم بن عقيل

رقية بنت عليعليها‌السلام

يزيد بن الرقاد الجهني وقيل عمرو بن صبيح الصدائي

محمّد بن مسلم بن عقيل

أم ولد

أبو جرهم الأزدي ولقيط الجهني

جعفر بن عقيل

أم الثغر بنت عامر

عبد الله بن عروة الخثعمي وقيل بشر بن سوط الهمداني

عبد الرحمن بن عقيل

أم ولد

عثمان بن خالد وبشر بن سوط

عبد الله الأكبر بن عقيل

أم ولد

عثمان بن خالد وبشر بن سوط

محمّد بن أبي سعيد بن عقيل

أم ولد

لقيط بن ناشر الجهني وقيل هانئ بن ثبيت

١٥١
١٥٢

الفصل الرابع والعشرون

شهادة أبي عبد الله الحسينعليه‌السلام

ويتضمن هذا الفصل :

ـ مقدمة الفصل

١ ـ الأشعار التي قالها الحسينعليه‌السلام وهو عازم على الشهادة

٢ ـ عطش الحسينعليه‌السلام

٣ ـ استسقاء الماء [أصابهعليه‌السلام سهم في فمه]

٤ ـ معركة في طريق الفرات [أصابه سهم في حنكه]

٥ ـ لما حال القوم بين الحسينعليه‌السلام وبين رحله

٦ ـ وصول الحسينعليه‌السلام إلى المشرعة ـ حيلة الاعتداء على نسائه

٧ ـ رجوع الحسينعليه‌السلام : الوداع الأخير

٨ ـ لما أصابه سهم في جبهته الشريفة

٩ ـ توزّع الأعداء على الحسينعليه‌السلام ثلاث فرق.

مصرع الحسينعليه‌السلام :

١ ـ شجاعة الحسينعليه‌السلام وإقدامه

٢ ـ قول ابن يغوث : ما رأيت مكثورا قط

٣ ـ إصابة الحسينعليه‌السلام بحجر في جبهته ، وبسهم ذي ثلاث شعب وقع في قلبه

١٥٣

٤ ـ سقوط الحسينعليه‌السلام عن فرسه بعد أن صار جسمه كالقنفذ ، وخولي يضربه بسهم في لبّنه

٥ ـ الحسينعليه‌السلام يقاتل راجلا

٦ ـ شهادة الطفلين : محمّد بن أبي سعيد بن عقيل وعبد الله الأصغر ابن الحسنعليه‌السلام

٧ ـ خطاب زينبعليها‌السلام لعمر بن سعد

٨ ـ قول شمر : ما تنتظرون بالرجل

٩ ـ سنان يضرب الحسينعليه‌السلام برمح في صدره فيخرّ على الأرض

١٠ ـ وصف هلال بن نافع للحسينعليه‌السلام وهو يجود بنفسه

١١ ـ الحسينعليه‌السلام يطلب في تلك الحال ماء

١٢ ـ دعاء الحسينعليه‌السلام قبيل استشهاده

١٣ ـ ذهول القوم عن حزّ رأس الحسينعليه‌السلام وارتعادهم منه

١٤ ـ أشقى الأشقياء شمر بن ذي الجوشن يذبح الحسينعليه‌السلام

١٥ ـ ما صنع فرس الحسين

١٦ ـ مناد من السماء يتوعّد الأمة الضالة ، وينعى الحسينعليه‌السلام

١٧ ـ تحقيق حول من الّذي باشر قتل الحسينعليه‌السلام

١٨ ـ تحقيق حول اليوم الّذي قتل فيه الحسينعليه‌السلام .

١٥٤

قال الحاج هاشم الكعبي :

آل الرسول ونعم أكفاء العلى آل الرسول

خير الفروع فروعهم

وأصولهم خير الاصول

سيّد الشهداء أبو عبد الله الحسينعليه‌السلام ولدعليه‌السلام في ٣ شعبان سنة ٤ ه‍ واستشهد في ١٠ محرم سنة ٦١ ه‍ وعمره الشريف ٥٧ سنة

يا ابن الذين توارثوا

العليا قبيلا عن قبيل

والسابقين بمجدهم

في كل جيل كل جيل

إن تمس منكسر اللوى

ملقى على وجه الرمول

فلقد قتلت مهذبا

من كل عيب في القتيل

١٥٥
١٥٦

الفصل الرابع والعشرون :

شهادة أبي عبد الله الحسينعليه‌السلام سيد شباب أهل الجنّة

مدخل الفصل :

بعد أن استشهد العباسعليه‌السلام انهدّ ركن الحسينعليه‌السلام وانكسر ظهره لمصرعه ، وأصبح وحيدا فريدا بين الوحوش من الأعداء (كأني بأوصالي تقطّعها عسلان الفلوات بين النواوويس وكربلاء). وقد عميت أبصارهم إلا عن جوائز يزيد وأحقاد نهروانية ضدّ عليعليه‌السلام .

فركب الحسينعليه‌السلام جواده يقصد مشرعة الفرات ، بعد أن أخذ العطش منه مأخذه ومن الهاشميات والأطفال ، وهو يرتجز أشعاره الخالدة ، فأصابه سهم في حنكه الشريف. ثم حالوا بينه وبين رحله ، فرجع ليحمي نساءه ، وطلب من الشمر عدم التعرض لهن ، فأجابه إلى ذلك. ثم ما زالعليه‌السلام يكشفهم عن المشرعة حتى وصل إلى الفرات. وحين همّ بأن يشرب ، ترامى له نبأ بتعرض القوم لرحله ، فرجع إلى المخيم ، فوجد أنها خدعة. عندها اغتنم الفرصة وودّع عياله الوداع الأخير ، وهو عازم على الموت ، وانطلق يغوص في الأعداء.

وخاف شمر من بسالة الحسينعليه‌السلام فطلب من عمر بن سعد أن يتفرق جيشه إلى ثلاث فرق للإحاطة بالحسينعليه‌السلام ، ففعل. وظل الحسينعليه‌السلام يحارب على فرسه حتى صار جسمه معقودا بالسهام كالقنفذ. فضربه رجل منهم بحجر فأصاب جبهته الشريفة ، ثم جاءه سهم ذو ثلاث شعب فوقع في قلبه. فخرّ عن جواده إلى الأرض ، ثم استوى جالسا. فخرجت أخته زينبعليها‌السلام تخاطب عمر بن سعد مندّدة بأعماله البربرية.

ثم صاح الشمر صيحته الثانية قائلا : ويحكم ما تنتظرون بالرجل ، اقتلوه.فاجتمعوا عليه يضربونه من كل جانب ، وهو ينوء ويكبو ، حتى سقط صريعا. وما زال يطلب الماء في تلك الحال وقد أعياه نزف الدم ، وهم يمنعونه منه ، وكأنه لم يبق في قلوبهم ذرة من الرحمة والشفقة.

١٥٧

ثم غشي عليهعليه‌السلام وظل ثلاث ساعات من النهار ملقى على الأرض يخور بدمه ، وكلما مرّ به رجل تحامى عن قتله. ثم حاول شبث بن ربعي أن يذبحه ، ثم حاول سنان ، ثم خولي ، فارتعدت أيديهم وذهلوا حين نظروا إلى وجهه الشريف ، إلى أن جاء اللعين شمر وسفّههم قائلا لسنان : فتّ الله في عضدك وأبان يدك!.

ثم نزل الشمر إلى الحسينعليه‌السلام وجلس على صدره الشريف يريد أن يذبحه ، فلما نظر في وجهه ورآه يبتسم أرعد من منظره ، فقلبه ليذبحه من قفاه ، وشرع يضرب بسيفه مذبح الحسين ، والحسينعليه‌السلام يذكر الله ويكبّر ، حتى احتز رأسه الشريف.

الحسينعليه‌السلام يرتجز من أشعاره

١٣٨ ـ ما قاله الحسينعليه‌السلام من الشعر لما عزم على الشهادة :

(مقتل الخوارزمي ، ج ٢ ص ٣٢)

ثم قامعليه‌السلام وركب فرسه ، ووقف قبالة القوم مصلتا سيفه بيده ، آيسا من نفسه عازما على الموت ، وهو يقول :

أنا ابن عليّ الخير من آل هاشم

كفاني بهذا مفخرا حين أفخر

وجدي رسول الله أكرم من مضى

ونحن سراج الله في الخلق يزهر

وفاطمة أمي ابنة الطهر أحمد

وعمّي يدعى ذا الجناحين جعفر

وفينا كتاب الله أنزل صادقا

وفينا الهدى والوحي بالخير يذكر

ونحن أمان الله في الخلق كلهم

نسرّ بهذا في الأنام ونجهر

ونحن ولاة الحوض نسقي ولاتنا

بكأس وذاك الحوض للسقي كوثر

فيسعد فينا في القيام محبّنا

ومبغضنا يوم القيامة يخسر

١٣٩ ـ قصيدة (خيرة الله من الخلق أبي):

(مقتل الحسين المنسوب لأبي مخنف ، ص ٨٦)

ثم وثبعليه‌السلام قائما ، وهو يقول :

كفر القوم وقدما رغبوا

عن ثواب الله ربّ الثقلين

قتلوا قدما عليا وابنه

حسن الخير وجاؤوا للحسين

١٥٨

(حسدا منهم وقالوا إننا

نقبل الآن جميعا للحسين

يا لقومي من أناس قد بغوا

جمعوا الجمع لأهل الحرمين

ثم ساروا وتواصوا كلهم

باجتياحي لرضاء الملحدين

لم يخافوا الله في سفك دمي

لعبيد الله نسل الفاجرين

وابن سعد قد رماني عنوة

بجنود كوكوف الهاطلين

لا لشيء كان مني سابقا

غير فخري بضياء الفرقدين

بعليّ الخير من بعد النبي

والنبيّ القرشيّ الوالدين)

* * *

خيرة الله من الخلق أبي

بعد جدّي فأنا ابن الخيرتين

والدي شمس وأمّي قمر

فأنا الكوكب وابن القمرين

فضّة قد صفّيت من ذهب

فأنا الفضة وابن الذهبين

ذهب في ذهب في ذهب

ولجين من لجين في لجين

من له جدّ كجدي المصطفى؟

أحمد المختار صبح الظلمتين

من له عمّ كعمّي جعفر؟

ذي الجناحين كريم النسبتين

من له أمّ كأمي في الورى؟

بضعة المختار قرّة كل عين

أمّي الزهراء حقا وأبي

وارث العلم ومولى الثّقلين

جدي المرسل مصباح الدجى

وأبي الموفي له بالبيعتين

خصّه الله بفضل وتقى

فأنا الزاهر وابن الزاهرين

ذاك والله علي المرتضى

ساد بالفضل جميع الحرمين

عبد الله غلاما يافعا

وقريش يعبدون الوثنين

يعبدون اللات والعزّى معا

وعليّ قام نحو القبلتين

مع رسول الله سبعا كاملا

ما على الأرض مصلّ غير ذين

أظهر الإسلام رغما للعدى

بحسام قاطع ذي شفرتين

قاتل الأبطال لما برزوا

يوم بدر ثم أحد وحنين

(وله في يوم أحد وقعة

شفت الغلّ بفضّ العسكرين

ثم بالأحزاب والفتح معا

كان فيها حتف أهل القبلتين

في سبيل الله ما ذا صنعت

أمة السوء معا بالعترتين

١٥٩

عترة البرّ النبي المصطفى(١)

وعليّ الورد بين الجحفلين)

* * *

نحن أصحاب العبا خمستنا

قد ملكنا شرقها والمغربين

ثم جبريل لنا سادسنا

ولنا البيت غدا والمشعرين

وكذا المجد بنا مفتخر

شامخا نعلو به في الحسبين

عروة الدين علي المرتضى

صاحب الحوض معزّ المؤمنين

يفرق الصفّان من هيبته

وكذا أفعاله في الخافقين

شيعة المختار طيبوا أنفسا

فغدا تسقون من حوض اللجين

فعليه الله صلّى ربّنا

وحباه تحفة بالحسنين

وفي (ينابيع المودة) لسليمان القندوزي الحنفي ، ج ٢ ص ١٧٢ ينهي القصيدة بقوله :

شيعة المختار قرّوا أعينا

فغدا تسقون من كفّ الحسين

ثم حملعليه‌السلام على الميمنة ، وهو يقول :

الموت أولى من ركوب العار

والعار أولى من دخول النار

والله من هذا وهذا جاري(٢)

وحمل على الميسرة ، وهو يقول :

أنا الحسين بن علي

آليت ألا أنثني

أحمي عيالات أبي

أمضي على دين النبي(٣)

عطش الحسينعليه‌السلام

١٤٠ ـ الحصين بن نمير يصيب الحسينعليه‌السلام بسهم في فمه الشريف ، فلم يستطع شرب الماء :

يقول القرماني في (أخبار الدول) ص ١٠٧ :

__________________

(١) الأبيات التي بين قوسين هي من (كتاب الفتوح) لابن أعثم ، ج ٥ ص ١١٦ طبع دار الأضواء بيروت. وقد وردت في (كشف الغمة) ج ٢ ص ٢٣٧ باختلاف يسير.

(٢) البيان والتبيين للجاحظ ، ج ٣ ص ١٧١ ط ٢ يضيف الشطرة الأخيرة.

(٣) مقتل المقرّم ، ص ٣٤٥ عن مناقب ابن شهر اشوب ، ج ٢ ص ٢٥٩ ط إيران.

١٦٠

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

٥٣٠٨/ ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنْ حَرِيزٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام عَنِ الصَّلَاةِ فِي أَعْطَانِ(١) الْإِبِلِ؟

فَقَالَ : « إِنْ تَخَوَّفْتَ الضَّيْعَةَ عَلى مَتَاعِكَ ، فَاكْنُسْهُ وَانْضِحْهُ(٢) ، وَلَابَأْسَ بِالصَّلَاةِ(٣) فِي مَرَابِضِ الْغَنَمِ(٤) ».(٥)

____________________

= وزيادة في آخره. راجع :الفقيه ، ج ١ ، ص ٢٤٤ ، ح ٧٣١ ؛والتهذيب ، ج ٢ ، ص ٢٢٢ ، ح ٨٧٤ و ٨٧٦الوافي ، ج ٧ ، ص ٤٥٤ ، ح ٦٣٣١ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ١٣٩ ، ح ٦١٤٩.

(١). قال الجوهري : « العَطَنُ والمـَعْطِنُ : واحد الأعطان والمعاطن ، وهي مبارك الإبل عند الماء لتشرب عَلَلاً بعد نَهَلٍ ، فإذا استوفت ردّت إلى المراعي والأظماء » ، وقريب منه ما قال ابن الأثير. وقال العلّامة الحلّي : « معاطن الإبل : هي مباركها حول الماء ليشرب عللاً بعد نهل. قاله صاحبالصحاح . والعلل : الشرب الثاني ، والنهل : الشرب الأوّل. والفقهاء جعلوه أعمّ من ذلك وهي مبارك الإبل مطلقاً التي تأوي إليها ، ويدلّ عليه ما فهم من التعليل بكونها من الشياطين ». وقال صاحب المدارك : « مبارك الإبل : هي مواضعها التي تأوي إليهما للمقام والشرب ، وإطلاق عبارات الأصحاب يقتضى كراهة الصلاة في المبارك ، سواء كانت الإبل غائبة عنها أم حاضرة وقد صرّح المصنّف والعلاّمة بأنّ المراد بأعطان الإبل مباركها ، ومقتضي كلام أهل اللغة أنّها أخصّ من ذلك ؛ فإنّهم قالوا : معاطن الإبل : مباركها حول الماء ؛ لتشرب عللاً بعد نهل ، والعلل : الشرب الثاني ، والنهل : الشرب الأوّل ، لكنّ الظاهر عدم تعقّل الفرق بين موضع الشرب وغيره ونقل عن أبي الصلاح أنّه منع من الصلاة في أعطان الإبل ، وهو ظاهر اختيار المفيد في المقنعة أخذاً بظاهر النهي ، ولاريب أنّه أحوط ». اُنظر :الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢١٦٥ ( عطن ) ؛منتهى المطلب ، ج ٤ ، ص ٣٢١ ؛مدارك الأحكام ، ج ٢٣ ، ص ٢٢٨ و ٢٢٩ وللمزيد اُنظر :المقنعة ، ص ١٥١ ؛ المعتبر ، ج ٢ ، ص ١١٢ ؛الحبل المتين ، ص ٥٢٩.

(٢). في الوافي والوسائل والتهذيب والاستبصار : + « وصلّ ».

(٣). في « ظ » وحاشية « جن » : « في الصلاة ».

(٤). « المرابض » : جمع المـَرْبِض ، و « مربض الغنم » : مأواها ومرجعها. اُنظر :الصحاح ، ج ٣ ، ص ١٠٧٦ ( ربض ).

(٥).التهذيب ، ج ٢ ، ص ٢٢٠ ، ح ٨٦٨ ؛والاستبصار ، ج ١ ، ص ٣٩٥ ، ح ١٥٠٧ ، بسندهما عن حمّاد ، عن =

٣٦١

٥٣٠٩/ ٣. عَنْهُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ سَمَاعَةَ ، قَالَ :

لَاتُصَلِّ فِي مَرَابِطِ(١) الْخَيْلِ وَالْبِغَالِ وَالْحَمِيرِ.(٢)

٥٣١٠/ ٤. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ :

عَمَّنْ سَأَلَ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام عَنِ الْمَسْجِدِ يَنِزُّ حَائِطُ قِبْلَتِهِ مِنْ بَالُوعَةٍ(٣) يُبَالُ فِيهَا؟

فَقَالَ : « إِنْ كَانَ نَزُّهُ مِنَ الْبَالُوعَةِ ، فَلَا تُصَلِّ(٤) فِيهِ ؛ وَإِنْ كَانَ نَزُّهُ(٥) مِنْ غَيْرِ ذلِكَ ، فَلَا بَأْسَ بِهِ(٦) ».(٧)

٥٣١١/ ٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ حَمَّادٍ ، عَنِ الْحَلَبِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : سَأَلْتُهُ عَنِ الصَّلَاةِ فِي مَرَابِضِ الْغَنَمِ؟

____________________

= حريز. وراجع :الخصال ، ص ٤٣٤ ، باب العشرة ، ح ٢١الوافي ، ج ٧ ، ص ٤٤٩ ، ح ٦٣١٣ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ١٤٤ ، ح ٦١٦٥.

(١). في الوافي : « مرابض ».

(٢).التهذيب ، ج ٢ ، ص ٢٢٠ ، ح ٨٦٧ ؛والاستبصار ، ج ١ ، ص ٣٩٥ ، ح ١٥٠٦ ، بسندهما عن سماعة ، مع اختلاف يسير وزيادة في أوّله. راجع :الفقيه ، ج ٤ ، ص ٨ ، ح ٤٩٦٨ ؛والأمالي للصدوق ، ص ٤٢٤ ، المجلس ٦٦ ، ح ١الوافي ، ج ٧ ، ص ٤٤٩ ، ح ٦٣١٤ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ١٤٥ ، ح ٦١٦٧.

(٣). « يَنِزُّ حائِطُ قِبْلَتِهِ مِنْ بَالُوعَةٍ » ، أي صار ذا نزّ منها ، يقال : نزّت الأرض ، أي صارت ذات نزّ ، والنزّ ، بفتح النون وكسرها : ما يتحلّب ويسيل من الأرض من الماء. اُنظر :لسان العرب ، ج ٥ ، ص ٤١٦ ( نزز ).

(٤). في « بث ، جن » : « فلا يصلّ ».

(٥). في حاشية « بح » : « ينزّ ». وفي التهذيب : - « نزّه ».

(٦). فيالوافي والوسائل والتهذيب : - « به ».

(٧).التهذيب ، ج ٢ ، ص ٢٢١ ، ح ٨٧١ ، معلّقاً عن الكلينيالوافي ، ج ٧ ، ص ٤٥٧ ، ح ٦٣٣٨ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ١٤٦ ، ح ٦١٧٢.

٣٦٢

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : سَأَلْتُهُ عَنِ الصَّلَاةِ فِي مَرَابِضِ الْغَنَمِ؟

فَقَالَ : « صَلِّ فِيهَا(١) ، وَلَاتُصَلِّ(٢) فِي أَعْطَانِ الْإِبِلِ إِلَّا أَنْ تَخَافَ عَلى مَتَاعِكَ الضَّيْعَةَ ، فَاكْنُسْهُ ، وَرُشَّهُ بِالْمَاءِ ، وَصَلِّ فِيهِ(٣) ».

وَسَأَلْتُهُ عَنِ الصَّلَاةِ فِي ظَهْرِ الطَّرِيقِ؟

فَقَالَ : « لَا بَأْسَ أَنْ تُصَلِّيَ(٤) فِي الظَّوَاهِرِ(٥) الَّتِي بَيْنَ الْجَوَادِّ(٦) ، فَأَمَّا عَلَى الْجَوَادِّ ، فَلَا تُصَلِّ فِيهَا » قَالَ : « وَكُرِهَ الصَّلَاةُ فِي السَّبَخَةِ(٧) إِلَّا أَنْ يَكُونَ(٨) مَكَاناً لَيِّناً تَقَعُ(٩) عَلَيْهِ الْجَبْهَةُ مُسْتَوِيَةً».

قَالَ : وَسَأَلْتُهُ عَنِ الصَّلَاةِ فِي الْبِيعَةِ؟

فَقَالَ : « إِذَا اسْتَقْبَلْتَ الْقِبْلَةَ ، فَلَا بَأْسَ بِهِ(١٠) ».

قَالَ : وَرَأَيْتُهُ فِي الْمَنَازِلِ الَّتِي فِي طَرِيقِ مَكَّةَ يَرُشُّ أَحْيَاناً مَوْضِعَ جَبْهَتِهِ ، ثُمَّ يَسْجُدُ عَلَيْهِ رَطْباً كَمَا هُوَ ، وَرُبَّمَا لَمْ يَرُشَّ الَّذِي يَرى أَنَّهُ طَيِّبٌ(١١) .

____________________

(١). في حاشية « بح » : « فيه ».

(٢). في « جن » : - « تصلّ ».

(٣). فيالوافي والتهذيب ، ص ٢٢٠ : - « فيه ».

(٤). في « بث »والتهذيب ، ص ٢٢٠ : « بأن تصلّي ».

(٥). « الظواهر » : أشراف الأرض ، أي العالية منها. اُنظر : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٧٣٢ ( ظهر ).

(٦). قال ابن الأثير : « الجوادّ : الطرق ، واحدها : جادّة ، وهي سواء الطريق ووسطه. وقيل : هي الطريق الأعظم التي تجمع الطرق ولابدّ من المرور عليها ». النهاية ، ج ١ ، ص ٢٤٥ ( جدد ).

(٧). « السَبَخةُ » : هي الأرض التي تعلوها الـمُلُوحة ولا تكاد تُنبت إلّابعض الشجر. النهاية ، ج ٢ ، ص ٣٣٣ ( سبخ ).

(٨). في « بس » : « أن تكون ».

(٩). في « ى ، بث ، جن » : « يقع ».

(١٠). في « بث ، بخ ، بس ، جن » والوافي : - « به ».

(١١). في « ظ ، بث ، بح ، بخ ، بس ، جن » : « رطب ». وفيالوافي : « نظيف ».

٣٦٣

قَالَ : وَسَأَلْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ(١) يَخُوضُ الْمَاءَ(٢) ، فَتُدْرِكُهُ الصَّلَاةُ؟

فَقَالَ : « إِنْ كَانَ فِي حَرْبٍ ، فَإِنَّهُ يُجْزِئُهُ الْإِيمَاءُ ؛ وَإِنْ كَانَ تَاجِراً ، فَلْيَقُمْ(٣) ، وَلَا يَدْخُلْهُ حَتّى يُصَلِّيَ ».(٤)

٥٣١٢/ ٦. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ ، عَنْ أَبِي جَمِيلَةَ ، عَنْ أَبِي أُسَامَةَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « لَا تُصَلِّ(٥) فِي بَيْتٍ فِيهِ مَجُوسِيٌّ ، وَلَا بَأْسَ بِأَنْ تُصَلِّيَ(٦) وَفِيهِ(٧) يَهُودِيٌّ‌......................................................

____________________

(١). في « بح » : « عن الذي ».

(٢). في « ى ، بخ » والوافي ومرآة العقول : « يخوض في الماء ». وقال فيمرآة العقول : « قولهعليه‌السلام : يخوض في الماء ، أي يركب السفينة ».

(٣). قُرئ من الإقامة ، ففيالوافي : « فليقم ، أي خارج الماء ، من الإقامة » ، وفيمرآة العقول : « قولهعليه‌السلام : لايدخله ، أي يقيم خارج الماء ولا يدخل السفينة حتّى يصلّي ، وخبر إسماعيل بن جابر أوضح منه في هذا المعنى ».

(٤).التهذيب ، ج ٢ ، ص ٢٢٠ ، ح ٨٦٥ ، معلّقاً عن الكليني ، إلى قوله : « فأمّا على الجوادّ فلا تصلّ فيها ». وفيه ، ص ٣٧٥ ، ح ١٥٥٧ ، معلّقاً عن عليّ بن إبراهيم ، من قوله : « وسألته عن الرجل يخوض الماء ». الفقيه ، ج ١ ، ص ٢٤٣ ، ح ٧٢٩ ، معلّقاً عن الحلبي ، إلى قوله : « ورشّه بالماء وصلّ فيه » ومن قوله : « وكره الصلاة في السبخة » إلى قوله : « تقع عليه الجبهة مستوية » ؛ علل الشرائع ، ص ٣٢٧ ، ح ٢ ، بسنده عن الحلبيّ. وفيه ، ح ١ ؛والتهذيب ، ج ٢ ، ص ٢٢١ ، ح ٨٧٣ ؛والاستبصار ، ج ١ ، ص ٣٩٦ ، ح ١٥٠٩ ، بسند آخر ، وفي الأربعة الأخيرة من قوله : « قال : وكره الصلاة في السبخة » إلى قوله : « تقع عليه الجبهة مستوية » مع اختلاف يسير. راجع :التهذيب ، ج ٢ ، ص ٢٢٠ ح ٨٦٩ ، ومسائل عليّ بن جعفر ، ص ١٧٢الوافي ، ج ٧ ، ص ٤٤٦ ، ح ٦٣٠٨ ؛ وفيالوسائل ، ج ٥ ، ص ١٣٩ ، ح ٦١٥٠ ؛ وص ١٤٣ ، ح ٦١٦٢ ؛ وص ١٤٥ ، ح ٦١٦٦ ؛ وص ١٥٠ ، ذيل ح ٦١٨٣ ، قطعة منه.

(٥). فيالوافي : « لا يصلّى ».

(٦). في « بخ »والتهذيب : « أن تصلّي ». وفيالوافي : « أن يصلّي ».

(٧). في « جن » : - « وفيه ».

٣٦٤

أَوْ نَصْرَانِيٌّ(١) ».(٢)

٥٣١٣/ ٧. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي الْحَسَنِعليه‌السلام : إِنَّا(٣) كُنَّا فِي الْبَيْدَاءِ(٤) فِي آخِرِ اللَّيْلِ ، فَتَوَضَّأْتُ ، وَاسْتَكْتُ(٥) وَأَنَا أَهُمُّ بِالصَّلَاةِ ، ثُمَّ كَأَنَّهُ دَخَلَ(٦) قَلْبِي شَيْ‌ءٌ ، فَهَلْ يُصَلّى(٧) فِي الْبَيْدَاءِ فِي الْمَحْمِلِ؟

فَقَالَ : « لَا تُصَلِّ فِي الْبَيْدَاءِ ».

قُلْتُ : وَأَيْنَ(٨) حَدُّ الْبَيْدَاءِ؟

فَقَالَ : « كَانَ أَبُو(٩) جَعْفَرٍعليه‌السلام إِذَا بَلَغَ(١٠) ذَاتَ الْجَيْشِ(١١) جَدَّ فِي السَّيْرِ ، ثُمَّ‌

____________________

(١). في « ى » : « نصارى ».

(٢).التهذيب ، ج ٢ ، ص ٣٧٧ ، ح ١٥٧١ ، بسنده عن أبي جميلة ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٧ ، ص ٤٦٠ ، ح ٦٣٤٦ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ١٤٤ ، ح ٦١٦٤.

(٣). في « ى » : + « إذا ». وفي « بس » وحاشية « جن » : « إذا ».

(٤). « البيداء » : أرض ملساء بين الحرمين على رأس ميل من ذي الحليفة. اُنظر :القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٣٩٧ ( بيد ).

(٥). « استكت » ، أي دلكت أسناني بالمسواك ، يقال : ساك فمه ، وسوّك فاه ، وإذا قلت : استاك أو تسوّك لم تذكرالفم. اُنظر :لسان العرب ، ج ١٠ ، ص ٤٤٦ ( سوك ).

(٦). في « بس » : + « في ».

(٧). في « بح » : « تصلّى ». وفيالوافي : « نصلّي ».

(٨). فيالوافي : « فأين ».

(٩). في « ظ ، بس ، جن »والوسائل : - « أبو ».

(١٠). في حاشية « بح » : + « أبي ».

(١١). « ذات الجيش » ، أو اُولات الجيش : واد قرب المدينة. وقال الشيخ البهائي : «روي أنّ جيش السفياني يأتي =

٣٦٥

لَا يُصَلِّي(١) حَتّى يَأْتِيَ مُعَرَّسَ(٢) النَّبِيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله ».

قُلْتُ : وَأَيْنَ ذَاتُ الْجَيْشِ؟

فَقَالَ(٣) : « دُونَ الْحُفَيْرَةِ(٤) بِثَلَاثَةِ أَمْيَالٍ ».(٥)

٥٣١٤/ ٨. عَنْهُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ(٦) ، قَالَ :

قَالَ الرِّضَاعليه‌السلام : « كُلُّ طَرِيقٍ يُوطَأُ(٧) وَيُتَطَرَّقُ(٨) - كَانَتْ(٩) فِيهِ جَادَّةٌ ،

____________________

= إليها قاصداً مدينة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فيخسف الله تعالى بتلك الأرض ، وبينها وبين ذي الحليفة ميقات أهل المدينة ميل واحد ». اُنظر :القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٨٠٢ ( جيش ) ؛ الحبل المتين ، ص ٥٣٥.

(١). فيالوافي والتهذيب : « ولا يصلّي ».

(٢). التعريس : نزول المسافر آخر الليل ، يقع فيه وقعةً للنوم والاستراحة ثمّ يرتحل. و « المعرَّس » : موضع التعريس ، وبه سمّي مُعَرَّس ذي الحليفة ، عرّس به النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وصلّى فيه الصبح ، ثمّ رحل. راجع : الصحاح ، ج ٣ ، ص ٩٤٨ ؛ النهاية ، ج ٣ ، ص ٢٠٦ ( عرس ).

(٣). في « بخ » والوافي والمحاسن : « قال ».

(٤). « الحفيرة » مصغّرة : منزل بين ذي الحليفة ومَلَل يسلكه الحاجّ. قال العلّامة المجلسي : « قولهعليه‌السلام : دون الحفيرة ، أي الحفيرة التي فيها مسجد الشجرة ». اُنظر : النهاية ، ج ١ ، ص ٤٠٦ ( حفر ).

(٥).المحاسن ، ص ٣٦٥ ، كتاب السفر ، ح ١١٤ ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، من قوله : « وأين حدّ البيداء » مع زيادة في أوّله.التهذيب ، ج ٢ ، ص ٣٧٥ ، ح ١٥٥٨ ، معلّقاً عن أحمد بن محمّد ، وفيهما مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٧ ، ص ٤٦٧ ، ح ٦٣٦٧ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ١٥٥ ، ح ٦١٩٩.

(٦). هكذا في النسخوالوسائل والتهذيب ، ص ٢٢٠. وفي المطبوع : « الفضل ».

والظاهر أنّ محمّداً هذا ، هو محمّد بن الفضيل الصيرفي الذي عُدّ من أصحاب أبي الحسن موسى والرضاعليهما‌السلام . راجع : رجال النجاشي ، ص ٣٦٧ ، الرقم ٩٩٥.

ثمّ إنّه لم يثبت رواية أحمد بن محمّد هذا عن محمّد بن الفضيل مباشرة ، كما أشرنا إليه في الكافي ، ذيل ح ١٥١٩ ، فلا يبعد سقوط الواسطة بين أحمد بن محمّد وبين محمّد بن الفضيل.

(٧). في « ظ » : « توطأ ».

(٨). في « بح » : « وينطرق ».

(٩). فيالوافي والتهذيب ، ص ٢٢٠ : « وكانت ».

٣٦٦

أَوْ(١) لَمْ تَكُنْ - لَايَنْبَغِي(٢) الصَّلَاةُ فِيهِ ».

قُلْتُ : فَأَيْنَ أُصَلِّي؟ قَالَ : « يَمْنَةً وَيَسْرَةً ».(٣)

٥٣١٥/ ٩. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى وَغَيْرُهُ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ نُوحٍ :

عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الْأَخِيرِعليه‌السلام ، قَالَ : قُلْتُ لَهُ : تَحْضُرُ الصَّلَاةُ وَالرَّجُلُ بِالْبَيْدَاءِ؟

فَقَالَ(٤) : « يَتَنَحّى عَنِ الْجَوَادِّ يَمْنَةً وَيَسْرَةً ، وَيُصَلِّي ».(٥)

٥٣١٦/ ١٠. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَهْزِيَارَ ، عَنْ فَضَالَةَ بْنِ أَيُّوبَ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : أَنَّهُ قَالَ : « الصَّلَاةُ تُكْرَهُ(٦) فِي ثَلَاثَةِ مَوَاطِنَ(٧) مِنَ الطَّرِيقِ : الْبَيْدَاءِ - وَهِيَ ذَاتُ الْجَيْشِ - وَذَاتِ الصَّلَاصِلِ(٨) ، وَضَجْنَانَ(٩) » قَالَ : وَقَالَ :

____________________

(١). في « جن »والوسائل : « أم ».

(٢). فيالوافي والتهذيب ، ص ٢٢٠ : « فلا ينبغي ».

(٣).التهذيب ، ج ٢ ، ص ٢٢٠ ، ح ٨٦٦ ، معلّقاً عن الكليني. وفيه ، ص ٢٢١ ، ح ٨٧٠ ، بسند آخر ، وتمام الرواية هكذا : « كلّ طريق يوطأ فلا تصلّ فيه » مع زيادة في آخره. وفيه أيضاً ، ح ٨٦٩ ، بسند آخر عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، مع اختلاف. الفقيه ، ج ١ ، ص ٢٤٣ ، ح ٧٢٨ ، مرسلاً ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٧ ، ص ٤٤٨ ، ح ٦٣١٠ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ١٤٧ ، ح ٦١٧٥.

(٤). في « بح »والوسائل والتهذيب : « قال ».

(٥).التهذيب ، ج ٢ ، ص ٣٧٥ ، ح ١٥٥٩ ، معلّقاً عن محمّد بن أحمد بن يحيى ، عن أيّوب بن نوح. الفقيه ، ج ١ ، ص ٢٤٤ ، ح ٧٣٥ ، معلّقاً عن أيّوب بن نوح ، عن أبي الحسن الثالثعليه‌السلام ، من قوله : « فقال : يتنحّى عن الجوادّ »الوافي ، ج ٧ ، ص ٤٦٨ ، ح ٦٣٦٩ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ١٥٦ ، ح ٦٢٠١.

(٦). في « بث »والتهذيب ، ج ٥ : « تكره الصلاة ».

(٧). في « بح » : « مواضع ». وفيالتهذيب ، ج ٥ : « أمكنة ».

(٨). « الصلاصل » : جمع صلصال ، وهو الطين الذي يَصِلّ من يبسه ، أي يُصوِّت. و « ذات الصلاصل » : أرض‌مخصوصة ذات صوت إذا مشي عليها. اُنظر :لسان العرب ، ج ١١ ، ص ٣٨٢ ( صلل ) ؛ الحبل المتين ، ص ٥٣٥ ؛الوافي ، ج ٧ ، ص ٤٦٩.

(٩). في « جن » : « والضجنان ». وقال ابن الأثير : « هو موضع أو جبل بين مكّة والمدينة ». وقال صاحب =

٣٦٧

« لَا بَأْسَ أَنْ يُصَلّى بَيْنَ الظَّوَاهِرِ(١) وَهِيَ الْجَوَادُّ ، جَوَادُّ الطَّرِيقِ ؛ وَيُكْرَهُ(٢) أَنْ يُصَلّى فِي الْجَوَادِّ».(٣)

٥٣١٧/ ١١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « لَا يُصَلّى فِي وَادِي الشُّقْرَةِ(٤) ».(٥)

____________________

= القاموس : « ضجنان ، كسكران : جبل قرب مكّة ، وجبل آخر بالبادية ». وقال الشيخ البهائي : « هذه المواضع الثلاث في طريق مكّة شرّفها الله تعالى وضجنان ، بالضاد المعجمة والجيم ونونين بينهما ألف : جبل بمكّة ». اُنظر : النهاية ، ج ٣ ، ص ٧٤ ؛القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٥٩٢ ( ضجن ) ؛ الحبل المتين ، ص ٥٣٥ ؛الوافي ، ج ٧ ، ص ٤٦٩.

(١). فيمرآة العقول : « قولهعليه‌السلام : بين الظواهر ، ليس المراد من الظاهر هنا المرتفع ، بل البين الذي انخفض‌بالسلوك فيها لظهور التطرّق فيه ، ولهذا فسّرعليه‌السلام الظاهر بالجوادّ ، وهي الطرق الواسعة وليس تفسير البين كما فهمه الأكثر. وقال الجوهري : الظهر : طريق البرّ ». واُنظر أيضاً : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٧٣٠ ( ظهر ).

(٢). في « بح » : « وتكره ».

(٣).التهذيب ، ج ٢ ، ص ٣٧٥ ، ح ١٥٦٠ ، معلّقاً عن عليّ بن مهزيار. وفيه ، ج ٥ ، ص ٤٢٥ ، ح ١٤٧٥ ، بسنده عن معاوية بن عمّار.المحاسن ، ص ٣٦٥ ، كتاب السفر ، ح ١١٣ ، بسند آخر ، مع زيادة. الفقيه ، ج ٤ ، ص ٣٦٥ ، ضمن الحديث الطويل ٥٧٦٢ ، بسند آخر عن جعفر بن محمّد ، عن آبائهعليهم‌السلام عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله . وفيه ، ج ١ ، ص ٢٤٢ ، ح ٧٢٦ ، مرسلاً من دون الإسناد إلى المعصومعليه‌السلام ، مع زيادة ، وفي الثلاثة الأخيرة إلى قوله : « وذات الصلاصل وضجنان » وفي كلّ المصادر مع اختلاف يسير. وراجع :الخصال ، ص ٤٣٤ ، أبواب العشرة ، ح ٢١الوافي ، ج ٧ ، ص ٤٦٨ ، ح ٦٣٧٠ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ١٥٥ ، ح ٦٢٠٠ ، إلى قوله : « وذات الصلاصل وضجنان ».

(٤). « الشُقْرَة » : لون الأشقر ، وهي في الإنسان حمرة صافية وبشرته مائلة إلى البياض ، وفي الخيل حمرة صافية يحمرّ معها العُرْف والذَنَب ، فإن اسودّا فهو الكميت. والشَقِرَة ، بكسر القاف : واحدة الشَقِر ، وهي شقائق النعمان ، قال ابن الأثير : « هو - أي شقائق النعمان - هذا الزَهْر الأحمر المعروف ويقال له : الشَقِر ، وأصله من الشقيقة ، وهي الفرجة بين الرمال وإنّما اُضيفت إلى النعمان ، وهو ابن المنذر ملك العرب ؛ لأنّه =

٣٦٨

٥٣١٨/ ١٢. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنِ ابْنِ الْبَرْقِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْفَضْلِ(١) ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « عَشَرَةُ مَوَاضِعَ لَايُصَلّى فِيهَا(٢) : الطِّينُ ، وَالْمَاءُ ، وَالْحَمَّامُ ، وَالْقُبُورُ ، وَمَسَانُّ الطَّرِيقِ(٣) ، وَقُرَى النَّمْلِ ، وَمَعَاطِنُ الْإِبِلِ ، وَمَجْرَى الْمَاءِ ، وَالسَّبَخُ ، وَالثَّلْجُ(٤) ».(٥)

____________________

= نزل شقائق رمل قد أنبتت هذا الزهر فاستحسنه ، فأمر أن يحمى له ، فاُضيفت إليه وسمّيت شقائق النعمان ، وغلب اسم الشقائق عليها. وقيل : النعمان : اسم الدم ، وشقائقه : قِطَعُه ، فشبّهت به لحمرتها. والأوّل أكثر وأشهر ».

هذا في اللغة ، وأمّا المراد بوادي الشقرة ، فقال العلّامة الحلّي : « اختلف علماؤنا ، فقال بعضهم : إنّه موضع مخصوص خسف به. وقيل : ما فيه شقائق النعمان ؛ لئلّا يشتغل النظر ». وقال الشهيد نحوه. وقال العلّامة الفيض : « الشقرة : ضرب من الحمرة ، وككتف يقال لكلّ أرض فيها شقائق النعمان. وبالضمّ : بادية من المدينة خسف بها ، وهي المراد هاهنا. وقيل : هذه الأربع كلّها : مواضع خسف بأهلها ». اُنظر : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٧٠١ - ٧٠٢ ( شقر ) ؛ النهاية ، ج ٢ ، ص ٤٩٢ ( شقق ) ؛ تذكرة الفقهاء ، ج ٢ ، ص ٤١٠ ؛ ذكرى الشيعة ، ج ٣ ، ص ٩٢.

(٥).التهذيب ، ج ٢ ، ص ٣٧٥ ، ح ١٥٦١ ، معلّقاً عن أحمد بن محمّد.المحاسن ، ص ٣٦٦ ، كتاب السفر ، ح ١١٥ ، بسند آخر ، مع زيادة في آخره ، وفيهما مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٧ ، ص ٤٦٩ ، ح ٦٣٧٢ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ١٥٧ ، ح ٦٢١٠.

(١). ورد الخبر فيالمحاسن ، ص ٣٦٦ ، ح ١١٦ ، عن أبيه ، عن عبدالله بن المفضّل النوفلي ، عن أبيه ، عن مشيخته ، لكنّ الصواب عبدالله بن الفضل النوفلي كما في البحار ، ج ٨٠ ، ص ٣٠٥ ، ذيل ح ١. وعبدالله بن الفضل هو عبدالله بن الفضل بن عبدالله النوفلي. راجع : رجال النجاشي ، ص ٢٢٣ ، الرقم ٥٨٥.

(٢). فيمرآة العقول : « قولهعليه‌السلام : لايصلّى فيها ، كأنّه أعمّ من الحرمة والكراهة ».

(٣). في حاشية « بث »والوسائل : « الطرق ». و « الـمَسانّ » : جمع الـمُسِنّ ، وهو كبير السنّ ، و « مسانّ الطريق » : المسلوكة منه. اُنظر :لسان العرب ، ج ١٣ ، ص ٢٢٢ ؛ مجمع البحرين ، ج ٦ ، ص ٢٦٩ ( سنن ).

(٤). فيالخصال : + « ووادى ضجنان ».

(٥).المحاسن ، ص ٣٦٦ ، كتاب السفر ، ح ١١٦ ، عن أبيه ، عن عبدالله بن المفضّل النوفلي ، عن أبيه ، عن =

٣٦٩

٥٣١٩/ ١٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ(١) ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ(٢) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ مُصَدِّقِ بْنِ صَدَقَةَ ، عَنْ عَمَّارٍ السَّابَاطِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : سَأَلْتُهُ عَنْ حَدِّ الطِّينِ الَّذِي لَايُسْجَدُ فِيهِ(٣) : مَا هُوَ؟

قَالَ(٤) : « إِذَا غَرِقَ(٥) الْجَبْهَةُ ، وَلَمْ تَثْبُتْ عَلَى الْأَرْضِ ».(٦)

وَعَنِ الرَّجُلِ يُصَلِّي بَيْنَ الْقُبُورِ؟

قَالَ : « لَا يَجُوزُ ذلِكَ(٧) إِلَّا أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْقُبُورِ - إِذَا صَلّى - عَشَرَةَ أَذْرُعٍ مِنْ‌

____________________

= مشيخته ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام . وفيالتهذيب ، ج ٢ ، ص ٢١٩ ، ح ٨٦٣ ؛والاستبصار ، ج ١ ، ص ٣٩٤ ، ح ١٥٠٤ ، معلّقاً عن الكليني.الخصال ، ص ٤٣٤ ، باب العشرة ، ح ٢١ ، بسنده عن أحمد بن أبي عبدالله البرقي ، عن أبيه ، عن عبدالله بن الفضل ، مع اختلاف يسير.المحاسن ، ص ١٣ ، كتاب القرائن ، ح ٣٩ ، بسند آخر. الفقيه ، ج ١ ، ص ٢٤١ ، ح ٧٢٥ ، مرسلاً. راجع :التهذيب ، ج ٢ ، ص ٣١٠ ، ح ١٢٥٧ ؛والاستبصار ، ج ١ ، ص ٣٣٥ ، ح ١٢٦٢الوافي ، ج ٧ ، ص ٤٤٥ ، ح ٦٣٠٦ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ١٤٢ ، ح ٦١٦٠ وح ٦١٦١.

(١). فيالتهذيب : + « بن يحيى ». وفيالاستبصار : « أحمد بن محمّد » بدل « محمّد بن أحمد ». وهو سهو ، كماتقدّم في الكافي ، ذيل ح ٤٤١٤.

(٢). فيالوسائل : - « بن عليّ ».

(٣). فيالوسائل والتهذيب : « عليه ».

(٤). فيالوسائل : « فقال ».

(٥). فيالوسائل والفقيه والتهذيب : « غرقت ».

(٦).التهذيب ، ج ٢ ، ص ٣١٢ ، ح ١٢٦٧ ؛ وص ٣٧٦ ، ح ١٥٦٢ ، بسندهما عن أحمد بن الحسن ، عن عمرو بن سعيد. الفقيه ، ج ١ ، ص ٤٤٧ ، ح ١٣٠٠ ، معلّقاً عن عمّار الساباطيالوافي ، ج ٧ ، ص ٤٤٦ ، ح ٦٣٠٧ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ١٤٣ ، ح ٦١٦٣.

(٧). استثنى الشهيد المشاهد المقدّسة وقال : « فيمكن القدح في هذه الأخبار ؛ لأنّها آحاد وبعضها ضعيف‌الإسناد وقد عارضها أخبار أشهر منها أو يخصّص هذه العمومات بإجماعهم في عهود كانت الأئمّة ظاهرة فيهم وبعدهم من غير نكير وبالأخبار الدالّة على تعظيم قبورهم وعمارتها وأفضليّة الصلاة =

٣٧٠

بَيْنِ يَدَيْهِ ، وَعَشَرَةَ أَذْرُعٍ مِنْ خَلْفِهِ ، وَعَشَرَةَ أَذْرُعٍ عَنْ يَمِينِهِ ، وَعَشَرَةَ أَذْرُعٍ(١) عَنْ‌يَسَارِهِ ، ثُمَّ يُصَلِّي إِنْ شَاءَ(٢) ».(٣)

٥٣٢٠/ ١٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ دَاوُدَ الصَّرْمِيِّ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ(٤) عليه‌السلام : قُلْتُ(٥) : إِنِّي أَخْرُجُ فِي هذَا الْوَجْهِ ، وَرُبَّمَا لَمْ يَكُنْ مَوْضِعٌ أُصَلِّي فِيهِ مِنَ الثَّلْجِ(٦) ؟

فَقَالَ : « إِنْ أَمْكَنَكَ أَنْ لَاتَسْجُدَ عَلَى الثَّلْجِ ، فَلَا تَسْجُدْ(٧) ؛ وَإِنْ(٨) لَمْ يُمْكِنْكَ ، فَسَوِّهِ وَاسْجُدْ عَلَيْهِ ».(٩)

* وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ : « اسْجُدْ عَلى ثَوْبِكَ ».(١٠)

____________________

= عندها ». وقال العلّامة المجلسي : « ظاهره عدم جواز الصلاة بين القبور وحمل على الكراهة ، والظاهر استثناء قبور الأئمّةعليهم‌السلام منها للتوقيع الذي خرج عن القائمعليه‌السلام ». اُنظر : ذكرى الشيعة ، ج ٢ ، ص ٣٧ ؛مرآة العقول ، ج ١٥ ، ص ٢٩٤.

(١). في « جن » : - « أذرع ».

(٢). في « جن » : « ما شاء ».

(٣).التهذيب ، ج ٢ ، ص ٢٢٧ ، ح ٨٩٦ ، معلّقاً عن الكليني.الاستبصار ، ج ١ ، ص ٣٩٧ ، ح ١٥١٣ ، بسنده عن‌الكلينيالوافي ، ج ٧ ، ص ٤٤٦ ، ح ٦٣٠٧ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ١٥٩ ، ح ٦٢١٦.

(٤). فيالوافي والفقيه : + « عليّ بن محمّد ».

(٥). في الوافي والتهذيب والاستبصار : + « له ».

(٦). في الوافي والفقيه والتهذيب والاستبصار : + « فكيف أصنع ».

(٧). في « ظ ، ى » : « لاتسجد ». وفي الوافي والوسائل والفقيه والتهذيب والاستبصار : + « عليه ».

(٨). في « جن » : « فإن ».

(٩).التهذيب ، ج ٢ ، ص ٣١٠ ، ح ١٢٥٦ ؛والاستبصار ، ج ١ ، ص ٣٣٦ ، ح ١٢٦٣ ، معلّقاً عن أحمد بن محمّد. الفقيه ، ج ١ ، ص ٢٦١ ، ح ٨٠٢ ، معلّقاً عن داود الصرمي. راجع :التهذيب ، ج ٢ ، ص ٣١٠ ، ح ١٢٥٧ ؛والاستبصار ، ج ١ ، ص ٣٣٥ ، ح ١٢٦٢الوافي ، ج ٧ ، ص ٤٥٢ ، ح ٦٣٢٣ ؛ وج ٨ ، ص ١٠٥١ ، ح ٧٧١٠ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ١٦٤ ، ح ٦٢٣١.

(١٠).التهذيب ، ج ٢ ، ص ٣١٢ ، صدر ح ١٢٦٦ ، بسند آخر ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٧ ، ص ٤٥٢ ، =

٣٧١

٥٣٢١/ ١٥. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مُوسى وَمُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ مُصَدِّقِ بْنِ صَدَقَةَ(١) ، عَنْ عَمَّارٍ السَّابَاطِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام قَالَ(٢) فِي الرَّجُلِ يُصَلِّي وَبَيْنَ يَدَيْهِ مُصْحَفٌ مَفْتُوحٌ فِي قِبْلَتِهِ ، قَالَ : « لَا ».

قُلْتُ : فَإِنْ كَانَ فِي غِلَافٍ؟ قَالَ : « نَعَمْ » وَقَالَ : « لَا يُصَلِّي الرَّجُلُ وَفِي قِبْلَتِهِ نَارٌ ، أَوْ حَدِيدٌ(٣) ».

وَعَنِ الرَّجُلِ يُصَلِّي وَبَيْنَ يَدَيْهِ(٤) قِنْدِيلٌ مُعَلَّقٌ وَفِيهِ(٥) نَارٌ إِلَّا أَنَّهُ بِحِيَالِهِ ، قَالَ : « إِذَا ارْتَفَعَ كَانَ شَرّاً(٦) ، لَايُصَلِّي بِحِيَالِهِ ».(٧)

٥٣٢٢/ ١٦. مُحَمَّدٌ(٨) ، عَنِ الْعَمْرَكِيِّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ جَعْفَرٍ :

____________________

= ح ٦٣٢٤ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ١٦٤ ، ح ٦٢٣٢.

(١). فيالوسائل : - « بن صدقة ».

(٢). في حاشية « ظ » : « قلت ». وفيالوافي والتهذيب : - « قال ».

(٣). فيالوسائل ، ح ٦٢٣٦والتهذيب : + « قلت : أله أن يصلّي وبين يديه مجمرة شبه؟ قال : نعم ، فإن كان فيها نار فلا يصلّي حتّى ينحّيها عن قبلته ».

(٤). فيالوافي : « وفي قبلته ».

(٥). في « ظ » : « فيه » بدون الواو.

(٦). في « ى » وحاشية « ظ ، جن »والوسائل ، ح ٦٢٣٦ : « أشرّ ». وفي حاشية « بس » : « أشرّ شرّاً ».

(٧).التهذيب ، ج ٢ ، ص ٢٢٥ ، ح ٨٨٨ ، معلّقاً عن الكليني.الاستبصار ، ج ١ ، ص ٣٩٦ ، ح ١٥١٠ ، معلّقاً عن محمّد بن أحمد بن يحيى ، عن أحمد بن الحسن بن عليّ ، وتمام الرواية فيه : « لايصلّي الرجل وفي قبلته نار أو حديد ». الفقيه ، ج ١ ، ص ٢٥٤ ، صدر ح ٧٨٠ ، معلّقاً عن عمّار بن موسى ، إلى قوله : « وفي قبلته نار أوحديد » مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٧ ، ص ٤٦٠ ، ح ٦٣٤٨ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ١٦٦ ، ح ٦٢٣٦ ؛ وفيه ، ص ١٦٣ ، ح ٦٢٢٧ ، إلى قوله : « فإن كان في غلاف قال : نعم ».

(٨). محمّد الراوي عن العمركي - وهو العمركيّ بن عليّ - هو محمّد بن يحيى ؛ فقد أكثر محمّد بن يحيى =

٣٧٢

عَنْ أَبِي الْحَسَنِعليه‌السلام ، قَالَ : سَأَلْتُهُ(١) عَنِ الرَّجُلِ يُصَلِّي وَالسِّرَاجُ مَوْضُوعٌ(٢) بَيْنَ يَدَيْهِ فِي الْقِبْلَةِ؟

فَقَالَ : « لَا يَصْلُحُ لَهُ أَنْ يَسْتَقْبِلَ النَّارَ ».(٣)

* وَرُوِيَ أَيْضاً(٤) أَنَّهُ : « لَا بَأْسَ بِهِ(٥) ؛ لِأَنَّ الَّذِي يُصَلِّي لَهُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ ذلِكَ ».(٦)

٥٣٢٣/ ١٧. مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رِئَابٍ ، عَنْ جَمِيلِ بْنِ صَالِحٍ(٧) ، عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ ، قَالَ :

____________________

= الرواية عن العمركي [ بن عليّ ] في أسناد الكافي ولم يتوسّط بينهما راو في شي‌ء منها ، سواء أكان محمّد بن أحمد ، أو شخصاً آخر. فعليه ليس في السند تعليق. راجع : معجم رجال الحديث ، ج ١٨ ، ص ٣٧٥ - ٣٧٦.

(١). في « بح » : « وسألته ».

(٢). في « بح » : « موضع ».

(٣).التهذيب ، ج ٢ ، ص ٢٢٥ ، ح ٨٨٩ ، معلّقاً عن الكليني.الاستبصار ، ج ١ ، ص ٣٩٦ ، ح ١٥١١ ، معلّقاً عن محمّد بن يحيى ، عن العمركي.قرب الإسناد ، ص ١٨٧ ، ح ٧٠٠ ، بسنده عن عليّ بن جعفر. الفقيه ، ج ١ ، ص ٢٥٠ ، ح ٧٦٤ ، معلّقاً عن عليّ بن جعفر ، وفيهما مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٧ ، ص ٤٦١ ، ح ٦٣٤٩ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ١٦٦ ، ح ٦٢٣٥.

(٤). في « ى » : - « أيضاً ».

(٥). في الفقيهوالتهذيب والاستبصار والعلل : « لا بأس أن يصلّي الرجل والنار والسراج والصورة بين يديه ».

(٦).التهذيب ، ج ٢ ، ص ٢٢٦ ، ذيل ح ٩٧ ، معلّقاً عن الكليني. وفي علل الشرائع ، ص ٣٤٢ ، ح ١ ؛والتهذيب ، ج ٢ ، ص ٢٢٦ ، ح ٨٩٠ ؛والاستبصار ، ج ١ ، ص ٣٩٦ ، ح ١٥١٢ ، بسند آخر عن أبي عبداللهعليه‌السلام . الفقيه ، ج ١ ، ص ٢٥٠ ، ح ٧٦٥ ، مرسلاً عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، وفي الأربعة الأخيرة مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٧ ، ص ٤٦١ ، ح ٦٣٥٠ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ١٦٧ ، ح ٦٢٣٧.

(٧). عليّ بن رئاب وجميل بن صالح كلاهما من مشايخ الحسن بن محبوب ، وقد أكثر ابن محبوب من الرواية عنهما في الأسناد ، كما أنّ عليّ بن رئاب وجميل بن صالح من رواة الفضيل بن يسار. راجع : معجم رجال الحديث ، ج ٤ ، ص ٣٣٩ - ٣٤٠ ، ص ٣٤٣ - ٣٤٤ وص ٣٥٩ وص ٣٦٤ وص ٤٦١ ؛ وج ١٢ ، ص ٢٩٣ - ٢٩٤ ؛ وج ٢٣ ، ص ٢٤٤ - ٢٤٧ ، وص ٢٥١ - ٢٥٣ ، وص ٢٧٠ - ٢٧٣.=

٣٧٣

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : أَقُومُ فِي الصَّلَاةِ ، فَأَرى(١) قُدَّامِي فِي الْقِبْلَةِ(٢) الْعَذِرَةَ؟

فَقَالَ : « تَنَحَّ عَنْهَا مَا اسْتَطَعْتَ ، وَلَاتُصَلِّ عَلَى الْجَوَادِّ(٣) ».(٤)

٥٣٢٤/ ١٨. جَمَاعَةٌ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ فَضَالَةَ بْنِ أَيُّوبَ ، عَنِ الْعَلَاءِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ :

عَنْ أَحَدِهِمَاعليهما‌السلام ، قَالَ : « لَا تُصَلَّى(٥) الْمَكْتُوبَةُ فِي الْكَعْبَةِ(٦) ».(٧)

____________________

= ثمّ إنّا لم نجد توسّط عليّ بن رئاب بين الحسن بن محبوب وبين جميل بن صالح في غير سند هذا الخبر. والظاهر وقوع خلل في سندنا هذا وأنّ الصواب فيه إمّا « وجميل بن صالح » بأن يكون جميل بن صالح معطوفاً على عليّ بن رئاب. وإمّا أن يكون « عن عليّ بن رئاب » زائداً في السند رأساً ، ولعلّ هذا الاحتمال هو الأقوى ؛ فإنّا لم نجد مع الفحص الأكيد تعاطف جميل بن صالح وعليّ بن رئاب في سندٍ. ومنشأ الزيادة كثرة روايات الحسن بن محبوب عن عليّ بن رئاب بحيث يوجب جري « عن عليّ بن رئاب » من قلم النسّاخ سهواً. ويؤيّد ذلك أنّ الخبر رواه أحمد بن محمّد بن خالد فيالمحاسن ، ص ٣٦٥ ، ح ١٠٩ ، عن الحسن بن محبوب ، عن جميل بن صالح ، عن الفضيل بن يسار.

(١). في حاشية « بح » : + « فإذا ».

(٢). فيالوافي : - « في القبلة ».

(٣). فيمرآة العقول : « كأنّ المراد أنّ العذرة تكون غالباً في أطراف الطريق فإن تنحّيت عنها فصلّ على الطريق ».

(٤).التهذيب ، ج ٢ ، ص ٢٢٦ ، ح ٨٩٣ ، معلّقاً عن الكليني. وفيه ، ص ٣٧٦ ، ح ١٥٦٣ ، معلّقاً عن سهل بن زياد.المحاسن ، ص ٣٦٥ ، كتاب السفر ، ح ١٠٩ ، عن الحسن بن محبوب ، عن جميل بن صالحالوافي ، ج ٧ ، ص ٤٥٧ ، ح ٦٣٣٧ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ١٦٩ ، ح ٦٢٤١.

(٥). في « بخ ، بس » وحاشية « بح » والوافي والوسائل والتهذيب ، ح ١٥٦٤ و ١٥٩٦والاستبصار ، ح ١١٠١: « لا تصلّ ».

(٦). في الحبل المتين ، ص ٥١٥ : « ما تضمّنه الحديث من المنع من الصلاة المكتوبة في الكعبة محمول عند أكثر الأصحاب على الكراهة ؛ لأنّ كلّ جزء من أجزاء الكعبة قبلة ؛ فإنّ الفاضل عمّا يحاذي بدن المصلّي خارج عن مقابلته وقد حصل التوجّه إلى الجزء. وقال ابن البرّاج والشيخ في الخلاف بالتحريم ».

(٧).التهذيب ، ج ٢ ، ص ٣٧٦ ، ح ١٥٦٤ ، معلّقاً عن الحسين بن سعيد. وفيه ، ج ٥ ، ص ٢٧٩ ، ح ٩٥٤ ؛ =

٣٧٤

* وَرُوِيَ فِي حَدِيثٍ آخَرَ : « يُصَلّى فِي(١) أَرْبَعِ جَوَانِبِهَا(٢) إِذَا اضْطُرَّ إِلى ذلِكَ ».(٣)

٥٣٢٥/ ١٩. جَمَاعَةٌ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ فَضَالَةَ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ ، عَنْ خَالِدٍ أَبِي إِسْمَاعِيلَ(٤) ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : الرَّجُلُ يُصَلِّي عَلى أَبِي قُبَيْسٍ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ؟

فَقَالَ : « لَا بَأْسَ ».(٥)

٥٣٢٦/ ٢٠. جَمَاعَةٌ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ‌

____________________

=والاستبصار ، ج ١ ، ص ٢٩٨ ، ح ١١٠٢ ، بسندهما عن صفوان وفضالة ، عن العلاء.التهذيب ، ج ٢ ، ص ٣٨٣ ، ح ١٥٩٧ ، بسنده عن العلاء. وفيه ، ص ٢٧٩ ، صدر ح ٩٥٣ ؛ وص ٣٨٢ ، صدر ح ١٥٩٦ ؛والاستبصار ، ج ١ ، ص ٢٩٨ ، صدر ح ١١٠١ ، بسند آخر عن أبي عبداللهعليه‌السلام . المقنعة ، ص ٤٤٧ ، مرسلاً من دون التصريح باسم المعصومعليه‌السلام ، مع زيادة في آخره ، وفي كلّ المصادر مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٧ ، ص ٤٧٠ ، ح ٦٣٧٣ ؛الوسائل ، ج ٤ ، ص ٣٣٦ ، ح ٥٣٢٦.

(١). في « بث ، خ » وحاشية « بح » والوافي : « إلى ».

(٢). فيمرآة العقول : « قولهعليه‌السلام : في أربع جوانبها ، لم يقل بظاهره أحد ، ويمكن حمله على أنّ المراد الصلاة على أيّ جوانبها شاء ».

(٣).الوافي ، ج ٧ ، ص ٤٧٠ ، ح ٦٣٧٤ ؛الوسائل ، ج ٤ ، ص ٣٣٦ ، ح ٥٣٢٧.

(٤). هكذا في « بث ، بح ، بخ ، بس ». وفي « ظ ، ى » والوسائل والتهذيب والاستبصار : « خالد بن أبي إسماعيل ». وفي حاشية « بح » : « خالد عن إسماعيل ». وفي « جن » والمطبوع : « خالد [ عن ] أبي إسماعيل ».

هذا ، ولم نجد رواية ابن مسكان ، عن خالد غير هذا ، ولم يُعْلَمْ بالجزم هل هو خالد بن أبي إسماعيل الذي ترجم له النجاشي والشيخ الطوسي ، ونسبا إليه كتاباً رواه صفوان بن يحيى ، أم هو خالد أبو إسماعيل العاقولي الذي ذكر في أصحاب أبي عبداللهعليه‌السلام ، أم هو شخص آخر غيرهما. راجع : رجال النجاشي ، ص ١٥٠ ، الرقم ٣٩٢ ؛ رجال البرقي ، ص ٣١ ؛الفهرست للطوسي ، ص ١٧٤ ، الرقم ٢٦٨ ؛ رجال الطوسي ، ص ٢٠١ ، الرقم ٢٥٥٣.

(٥).التهذيب ، ج ٢ ، ص ٣٧٦ ، ح ١٥٦٥ ، معلّقاً عن الحسين بن سعيدالوافي ، ج ٧ ، ص ٥٤٤ ، ح ٦٥٥٧ ؛الوسائل ، ج ٤ ، ص ٣٣٩ ، ح ٥٣٣٦.

٣٧٥

يَحْيى ، عَنِ الْعَلَاءِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَحَدَهُمَاعليهما‌السلام عَنِ التَّمَاثِيلِ فِي الْبَيْتِ؟

فَقَالَ(١) : « لَا بَأْسَ إِذَا كَانَتْ عَنْ يَمِينِكَ ، وَعَنْ شِمَالِكَ ، وَعَنْ(٢) خَلْفِكَ ، أَوْ تَحْتَ(٣) رِجْلَيْكَ(٤) ؛ وَإِنْ كَانَتْ فِي الْقِبْلَةِ ، فَأَلْقِ عَلَيْهَا ثَوْباً ».(٥)

٥٣٢٧/ ٢١. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَبْدِ السَّلَامِ بْنِ صَالِحٍ :

عَنِ الرِّضَاعليه‌السلام فِي الَّذِي تُدْرِكُهُ الصَّلَاةُ وَهُوَ فَوْقَ الْكَعْبَةِ ، قَالَ(٦) : « إِنْ(٧) قَامَ ، لَمْ يَكُنْ لَهُ قِبْلَةٌ ، وَلكِنَّهُ(٨) يَسْتَلْقِي عَلى قَفَاهُ(٩) ، وَيَفْتَحُ عَيْنَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ ، وَيَعْقِدُ بِقَلْبِهِ الْقِبْلَةَ الَّتِي فِي السَّمَاءِ الْبَيْتَ الْمَعْمُورَ ، وَيَقْرَأُ ، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَرْكَعَ ، غَمَّضَ عَيْنَيْهِ ، فَإِذَا(١٠) أَرَادَ أَنْ يَرْفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ ، فَتَحَ عَيْنَيْهِ ؛ وَالسُّجُودُ عَلى نَحْوِ ذلِكَ ».(١١)

____________________

(١). في « بث ، بخ ، جن » والوافي : « قال ».

(٢). فيالوافي والوسائل : « ومن ».

(٣). في « بث » : « وتحت ».

(٤). فيالوافي والوسائل ، ح ٦٢٤٦ والتهذيب والاستبصار والمحاسن ، ص ٦١٧ : « رجلك ».

(٥).المحاسن ، ص ٦١٧ ، كتاب المرافق ، ح ٥٠ ؛ وفيه ، ص ٦٢٠ ، ح ٥٨ من قوله : « لا بأس إذا كانت عن يمينك » ؛التهذيب ، ج ٢ ، ص ٢٢٦ ، ح ٨٩١ ؛ وص ٣٧٠ ، ح ١٥٤١ ؛الاستبصار ، ج ١ ، ص ٣٩٤ ، ح ١٥٠٢ ، وفي كلّ المصادر بسند آخر عن العلاء ، مع اختلاف يسير. وراجع : الكافي ، كتاب الزيّ والتجمّل والمروءة ، باب تزويق البيوت ، ح ١٢٩٣٧الوافي ، ج ٧ ، ص ٤٦٣ ، ح ٦٣٥٥ ؛الوسائل ، ج ٤ ، ص ٤٣٦ ، ح ٥٦٤٢ ؛ وج ٥ ، ص ١٧١ ، ح ٦٢٤٦.

(٦). في « ظ »والتهذيب : « فقال ».

(٧). في « بح » : « إذا ».

(٨). في « ى ، بخ ، بس »والوسائل والتهذيب : « ولكن ».

(٩). « يستلقي على قفاه » ، أي ينام. اُنظر :القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٧٤٥ ( لقى ).

(١٠). في « ى ، بخ ، بس ، جن » والوافي والوسائل والتهذيب : « وإذا ».

(١١).التهذيب ، ج ٢ ، ص ٣٧٦ ، ح ١٥٦٦ ، معلّقاً عن عليّ بن محمّد ، مع اختلاف يسيرالوافي ،ج ٧ ، =

٣٧٦

٥٣٢٨/ ٢٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام فِي التِّمْثَالِ(١) يَكُونُ فِي الْبِسَاطِ ، فَتَقَعُ(٢) عَيْنُكَ عَلَيْهِ(٣) وَأَنْتَ تُصَلِّي، قَالَ(٤) : « إِنْ كَانَ بِعَيْنٍ وَاحِدَةٍ ، فَلَا بَأْسَ ؛ وَإِنْ كَانَ لَهُ عَيْنَانِ ، فَلَا ».(٥)

٥٣٢٩/ ٢٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ حَمَّادٍ(٦) ، عَنْ حَرِيزٍ ، عَنْ زُرَارَةَ وَحَدِيدٍ(٧) ، قَالَا :

قُلْنَا لِأَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : السَّطْحُ يُصِيبُهُ الْبَوْلُ ، أَوْ يُبَالُ عَلَيْهِ : أَيُصَلّى فِي ذلِكَ الْمَكَانِ(٨) ؟

فَقَالَ : « إِنْ كَانَ(٩) تُصِيبُهُ(١٠) الشَّمْسُ وَالرِّيحُ(١١) وَكَانَ جَافّاً ، فَلَا بَأْسَ‌

____________________

= ص ٥٤٤ ، ح ٦٥٥٨ ؛الوسائل ، ج ٤ ، ص ٣٤٠ ، ح ٥٣٣٩.

(١). في حاشية « بس »والفقيه والتهذيب : « التماثيل ».

(٢). في « ظ ، بث ، جن » والوافي : « فيقع ».

(٣). في الفقيهوالتهذيب : « لها عينان » بدل « فتقع عينك عليه ».

(٤). في « بث ، بس »والفقيه والتهذيب : « فقال ».

(٥).التهذيب ، ج ٢ ، ص ٣٦٣ ، ح ١٥٠٦ ، بسنده عن محمّد بن أبي عمير. الفقيه ، ج ١ ، ص ٢٤٥ ، ح ٧٤١ ، مرسلاً من دون الإسناد إلى المعصومعليه‌السلام ، وفيهما مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٧ ، ص ٤٦٥ ، ح ٦٣٦٢ ؛الوسائل ، ج ٤ ، ص ٤٣٨ ، ذيل ح ٥٦٤٨ ؛ وج ٥ ، ص ١٧١ ، ح ٦٢٤٨ ؛ البحار ، ج ٨٣ ، ص ٢٤٥.

(٦). حمّاد الراوي عن حريز هو حمّاد بن عيسى ، ومن جملة رواته أحمد بن محمّد بن عيسى ، وهو المراد من‌أحمد بن محمّد في سندنا هذا. وقد تكررّت في الأسناد ، رواية محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد [ بن عيسى ] ، عن حريز. منها ما تقدّم في الكافي ح ٥٠٩٨ و ٥٢١٨ و ٥٣٠٨. فعليه ، ما ورد فيمرآة العقول ، من أنّه سقط ما بين أحمد وحمّاد واسطة ، لايخلو من ملاحظة.

(٧). فيالوسائل : + « بن حكيم الأزدي ».

(٨). فيالوافي والتهذيب : « الموضع ».

(٩). في « بس » : - « كان ».

(١٠). في « بث » : « يصبه ».

(١١). فيالوافي : « لايخفى أنّ في ذكر الريح مع الشمس دلالة على ما قلناه من عدم التطهّر بالشمس ؛ فإنّهم =

٣٧٧

بِهِ(١) ، إِلَّا أَنْ يَكُونَ يُتَّخَذُ مَبَالاً »(٢) (٣)

٥٣٣٠/ ٢٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ(٤) ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ مُصَدِّقِ بْنِ صَدَقَةَ ، عَنْ عَمَّارٍ السَّابَاطِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « لَا يُصَلّى(٥) فِي بَيْتٍ فِيهِ خَمْرٌ(٦) ‌.............

____________________

= مجمعون على عدم تطهّرها بتجفيف الريح إلّا أن يقال : إعانة الريح لا تنافيه ».

(١). في « ى » : - « به » ‌

(٢). في الحبل المتين ، ص ٥٣١ : « ما تضمّنه الحديث من قولهعليه‌السلام : إلّا أن يكون يتّخذ مبالاً ، يستنبط منه كراهة الصلاة في المواضع المعدّة للبول ، ويمكن إلحاق المعدّة للغائط أيضاً من باب الأولويّة ». وفيمرآة العقول : « الظاهر أنّ ذلك للجفاف لا للتطهير ؛ لأنّ الشمس مع الريح ، والريح وحدها لاتطهّر على المشهور ، والاستثناء باعتبار أنّه يصير حينئذٍ كثيفاً فيكره الصلاة فيه ، فتأمّل ».

(٣).التهذيب ، ج ٢ ، ص ٣٧٦ ، ح ١٥٦٧ ، معلّقاً عن أحمد بن محمّد. الفقيه ، ج ١ ، ص ٢٤٤ ، ح ٧٣٢ ، معلّقاً عن زرارة ، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، إلى قوله : « فلا بأس به » مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٦ ، ص ٢٣١ ، ح ٤١٧٧ ؛الوسائل ، ج ٣ ، ص ٤٥١ ، ح ٤١٤٧.

(٤). هكذا في « ى ، بخ ». وفي « ظ ، بث ، بح ، بس ، جن » والمطبوعوالوسائل : « أحمد بن محمّد ». وفي‌التهذيب : - « عن محمّد بن أحمد ».

هذا ، وقد أكثر محمّد بن أحمد [ بن يحيى ] من الرواية عن أحمد بن الحسن [ بن عليّ بن فضّال ] في الأسناد ، وتوسّط محمّد بن أحمد في بعضها بين محمّد بن يحيى وأحمد بن الحسن. راجع : معجم رجال الحديث ، ج ١٤ ، ص ٤٣٧ - ٤٣٩ ؛ وج ١٥ ، ص ٣١٣ - ٣١٥.

وأمّا توسّط أحمد بن محمّد بين محمّد بن يحيى وأحمد بن الحسن بن عليّ ، أو رواية محمّد بن يحيى عن أحمد بن الحسن مباشرة ، فلم يثبت في موضع. وما ورد في بعض الأسناد - النادرة جدّاً - من توسّط أحمد بن محمّد بين محمّد بن يحيى وأحمد بن الحسن هذا ، فلا يخلو من خلل ، كما أشرنا إليه في الكافي ، ذيل ح ٤٤١٤.

(٥). في « ظ ، بث ، جن » : « لا تصلّي ». وفي « بخ » والوافي والتهذيب والاستبصار : « لا تصلّ ».

(٦). قال شيخنا البهائيقدس‌سره في الحبل المتين ، ص ٥٣٦ : « ما تضمّنه الحديث من النهي عن الصلاة في بيت فيه خمر، محمول عند جمهور الأصحاب على الكراهة ، وعند الصدوق على التحريم ، قال : لايجوز الصلاة =

٣٧٨

أَوْ مُسْكِرٌ ».(١)

٥٣٣١/ ٢٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ حَمَّادٍ ، عَنْ عَامِرِ بْنِ نُعَيْمٍ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام عَنْ هذِهِ الْمَنَازِلِ الَّتِي يَنْزِلُهَا النَّاسُ ، فِيهَا أَبْوَالُ الدَّوَابِّ وَالسِّرْجِينُ ، وَيَدْخُلُهَا الْيَهُودُ وَالنَّصَارى : كَيْفَ يُصَلّى(٢) فِيهَا؟

قَالَ : « صَلِّ عَلى ثَوْبِكَ ».(٣)

٥٣٣٢/ ٢٦. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْوَشَّاءِ ، عَنْ أَبَانٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ خَالِدٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ جَبْرَئِيلُعليه‌السلام : يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنَّا لَانَدْخُلُ بَيْتاً فِيهِ صُورَةُ إِنْسَانٍ ، وَلَابَيْتاً يُبَالُ فِيهِ ، وَلَابَيْتاً فِيهِ كَلْبٌ ».(٤)

____________________

= في بيت فيه خمر محصور في آنية ، وقال المفيد : « لايجوز الصلاة في بيوت الخمر مطلقاً ». وقال في هامشه : « قد يتعجّب في تجويز الصدوقرحمه‌الله الصلاة في ثوب أصابه الخمر مع منعه من الصلاة في بيت فيه خمر ، ولايخفى أنّ الحمل على جفاف الثوب يكسر سورة التعجّب ؛ لزوال حقيقة الخمر بالكليّة ».

(١).التهذيب ، ج ٢ ، ص ٢٢٠ ، ح ٨٦٤ ، معلّقاً عن الكليني. وفيه ، ص ٣٧٧ ، ح ١٥٦٨ ؛ وج ٩ ، ص ١١٦ ، ضمن ح ٥٠٢ ؛ وج ١ ، ص ٢٧٨ ، ح ١٠٤ ؛والاستبصار ، ج ١ ، ص ١٨٩ ، ح ٦٦٠ ، وفي الأخيرين مع زيادة في آخره ، وفي الثلاثة الأخيرة مع اختلاف يسير ، وفي الأربعة الأخيرة بسند آخر عن أحمد بن الحسن بن عليّ. وفي الفقيه ، ج ١ ، ص ٢٤٦ ، ذيل ح ٧٤٣ ؛وفقه الرضا عليه‌السلام ، ص ٢٨٠ ، وفيهما مع اختلافالوافي ، ج ٧ ، ص ٤٥٩ ، ح ٦٣٤٥ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ١٥٣ ، ح ٦١٩٤.

(٢). في « بح » : « نصلّي ».

(٣).التهذيب ، ج ٢ ، ص ٣٧٤ ، ح ١٥٥٦ ، بسنده عن حمّاد بن عثمان ، عن عامر بن نعيم. الفقيه ، ج ١ ، ص ٢٤٤ ، ح ٧٣٣ ، معلّقاً عن عامر بن نعيم ، وفيهما مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٧ ، ص ٤٥٨ ، ح ٦٣٤٠ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ١٥٤ ، ح ٦١٩٨.

(٤).التهذيب ، ج ٢ ، ص ٣٧٧ ، ح ١٥٦٩ ، معلّقاً عن الحسين بن محمّد.المحاسن ، ص ٦١٥ ، كتاب =

٣٧٩

٥٣٣٣/ ٢٧. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنْ صَفْوَانَ(١) ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : إِنَّ جَبْرَئِيلَعليه‌السلام أَتَانِي ، فَقَالَ : إِنَّا مَعْشَرَ(٢) الْمَلَائِكَةِ(٣) لَانَدْخُلُ بَيْتاً فِيهِ كَلْبٌ(٤) ، وَلَاتِمْثَالُ جَسَدٍ(٥) ، وَلَا(٦) إِنَاءٌ يُبَالُ فِيهِ ».(٧)

____________________

= المرافق ، ح ٤٠ ، بسنده عن أبان ، عن عمر بن خالد ، عن أبي جعفرعليه‌السلام . الكافي ، كتاب الزي والتجمّل ، باب تزويق البيوت ، ح ١٢٩٤١ ، بسنده عن أبان. وفيه ، ، نفس الباب ، ح ١٢٩٣٢ ، بسند آخر عن أبي عبداللهعليه‌السلام ؛المحاسن ، ص ٦١٤ ، كتاب المرافق ، ح ٣٨ ، بسند آخر عن أبي عبداللهعليه‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وفي الأخيرين مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٧ ، ص ٤٥٨ ، ح ٦٣٤٢ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ١٧٥ ، ذيل ح ٦٢٥٩ ؛ البحار ، ج ٥٩ ، ص ١٨٨ ، ح ٣٨.

(١). في الكافي ، ح ١٢٩٣١والخصال : + « بن يحيى ».

(٢). في « ظ ، بث ، بس » ومرآة العقول والوسائل : « معاشر ».

(٣). قال ابن الأثير : « أراد الملائكة السيّاحين ، غير الحفظة والحاضرين عند الموت ». اُنظر : النهاية ، ج ٤ ، ص ٣٥٩ ( ملك ). واُنظر أيضاً :الوافي ومرآة العقول .

(٤). في الحبل المتين ، ص ٥٣١ : « إطلاق الكلب يشمل كلب الصيد وغيره ، كما أنّ إطلاق الإناء الذي يبال فيه وما كان معدّاً لذلك وإن لم يكن فيه بول بالفعل ».

(٥). في الحبل المتين ، ص ٥٣١ : « الظاهر أنّ المراد بتمثال الجسد تمثال الإنسان ». وفيمرآة العقول : « ثمّ إنّ المراد بالصورة أعمّ من أن تكون ذات ضلل أو لا ، وظاهر بعض الأصحاب التعميم بحيث يشمل صور غير ذوات الأرواح نظراً إلى إطلاق اللغويّين. وظاهر هذين الخبرين وغيرهما التخصيص بذوات الأرواح ، لكن صورة الإنسان أشدّ كراهة ».

(٦). في « جن » : - « لا ».

(٧). الكافي ، كتاب الزيّ والتجمّل ، باب تزويق البيوت ، ح ١٢٩٣١. وفيالتهذيب ، ج ٢ ، ص ٣٧٧ ، ح ١٥٧٠ ، معلّقاً عن أبي عليّ الأشعري. وفيالمحاسن ، ص ٦١٥ ، كتاب المرافق ، ح ٣٩ ؛والخصال ، ص ١٣٨ ، باب الثلاثة ، ح ١٥٥ ، بسندهما عن صفوان ؛ الفقيه ، ج ١ ، ص ٢٤٦ ، ذيل ح ٧٤٣ ، مرسلاً عن الصادقعليه‌السلام ، من =

٣٨٠

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

701

702

703

704

705

706

707

708

709

710

711

712

713

714

715

716

717

718

719

720

721

722

723

724

725

726

727

728

729

730

731

732

733

734

735

736

737

738

739

740

741

742

743

744

745

746

747

748

749

750

751

752

753

754

755

756

757

758

759

760

761

762

763

764

765

766

767

768

769

770

771

772

773

774

775

776

777

778

779

780

781

782

783

784

785

786

787

788

789

790

791

792

793

794

795

796

797

798

799

800