موسوعة كربلاء الجزء ٢

موسوعة كربلاء7%

موسوعة كربلاء مؤلف:
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 800

الجزء ١ الجزء ٢
  • البداية
  • السابق
  • 800 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 494028 / تحميل: 5856
الحجم الحجم الحجم
موسوعة كربلاء

موسوعة كربلاء الجزء ٢

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

(وفي رواية) إن علي بن الحسينعليهما‌السلام قال لعمته : اسكتي يا عمّة حتى أكلّمه.ثم أقبل عليه ، فقال : أبالقتل تهددني يابن زياد ، أما علمت أن القتل لنا عادة ، وكرامتنا الشهادة!.

٣٢٣ ـ محاولة ابن زياد قتل زين العابدينعليه‌السلام لو لا زينبعليها‌السلام :

(تذكرة الخواص لسبط ابن الجوزي ، ص ٢٦٨ ط ٢ نجف)

وقال هشام بن محمّد : لما حضر علي بن الحسين الأصغرعليه‌السلام مع النساء عند ابن زياد ، وكان مريضا ؛ قال ابن زياد : كيف سلم هذا اقتلوه. فصاحت زينب بنت عليعليهما‌السلام : يابن زياد ، حسبك من دمائنا ، إن قتلته فاقتلني معه.

وقال عليعليه‌السلام : يابن زياد إن كنت قاتلي ، فانظر إلى هذه النسوة من بينهن وبينه قرابة يكون معهن. فقال ابن زياد : أنت وذاك.

قال الواقدي : وإنما استبقوا علي بن الحسينعليه‌السلام لأنه لما قتل أبوه كان مريضا ، فمرّ به شمر ، فقال : اقتلوه. ثم جاء عمر بن سعد ، فلما رآه قال :

لا تتعرضوا لهذا الغلام. ثم قال لشمر : ويحك من للحرم؟.

٣٢٤ ـ ابن زياد يمثّل بالرأس الشريف ويقورّه :

(تذكرة الخواص ، ص ٢٧٠ ط ٢ نجف)

وذكر عبد الله بن عمرو الورّاق في كتاب (المقتل) أنه لما حضر الرأس بين يدي ابن زياد ، أمر حجّاما فقال : قوّره ، فقوّره ، وأخرج لغاديده(١) ونخاعه ، وما حوله من اللحم.

فقام عمرو بن حريث المخزومي ، فقال لابن زياد : قد بلغت حاجتك من هذا الرأس ، فهب لي ما ألقيت منه. فقال : ما تصنع به؟. فقال : أواريه. فقال : خذه ، فجمعه في مطرف خزّ كان عليه ، وحمله إلى داره ، فغسّله وطيّبه وكفّنه ، ودفنه عنده في داره ، وهي بالكوفة تعرف بدار الخز ، دار عمرو بن حريث المخزومي.

يقول اليافعي في (مرآة الجنان) ج ١ ص ١٣٥ ط ١ :

وذكروا مع ذلك ما يعظم من الزندقة والفجور ، وهو أن عبيد الله بن زياد أمر أن

__________________

(١) اللغاديد : ما بين الحنك وصفحة العنق من اللحم.

٢٨١

يقوّر الرأس المشرف المكرم حتى ينصب في الرمح ، فتحامى الناس عن ذلك. فقام من بين الناس رجل يقال له طارق بن المبارك [بل هو ابن المشؤوم المذموم] فقوّره ، ونصبه بباب المسجد الجامع ، وخطب خطبة لا يحلّ ذكرها.

وذكر الخوارزمي في مقتله هذه الرواية ، ج ٢ ص ٥٢ ، وقال : إنه نصبه على باب داره.

٣٢٥ ـ حمل زين العابدين والسباياعليهم‌السلام إلى السجن :

يقول السيد المقرم في مقتله ، ص ٤٢٤ :

ولما وضح لابن زياد ولولة الناس ولغط أهل المجلس ، خصوصا لمّا تكلمت معه زينب العقيلةعليها‌السلام ، خاف هياج الناس ، فأمر الشرطة بحبس الأسارى في دار إلى جنب المسجد الأعظم(١) .

قال حاجب ابن زياد : كنت معهم حين أمر بهم إلى السجن ، فما مررنا بزقاق إلا وجدناه مملوءا رجالا ونساء ، يضربون وجوههم ويبكون. فحبسوا في سجن ، وضيّق عليهم(٢) .

فصاحت زينبعليها‌السلام بالناس : لا تدخل علينا (عربية) إلا مملوكة أو أم ولد ، فإنهن سبين كما سبينا [تقصد أن المملوكة التي سبيت سابقا لا تشمت بسبايا أهل البيتعليهم‌السلام لأنها ذاقت ذل السبي ، فلا بأس بدخولها عليهن ، بخلاف الحرة العربية التي يمكن أن تشمت بهن].

وفي (الأمالي) للشيخ الصدوق : ثم أمر بعلي بن الحسينعليهما‌السلام فغلّ ، وحمل مع النسوة والسبايا إلى السجن.

٣٢٦ ـ شماتة ابن زياد أمام أم كلثوم

(الأنوار النعمانية ، ج ٢ ص ٢٤٥)

وأرسل ابن زياد إلى أم كلثوم بنت الحسينعليهما‌السلام ، فقال : الحمد لله الّذي قتل رجالكم ، فكيف ترين ما فعل الله بكم؟. فقالتعليها‌السلام : يابن زياد لئن قرّت عينك

__________________

(١) اللهوف ، ص ٩١ ؛ ومقتل الخوارزمي ، ج ٢ ص ٤٣.

(٢) روضة الواعظين ، ص ١٦٣.

٢٨٢

بقتل الحسينعليه‌السلام فطالما قرّت عين جدهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم به ، وكان يقبّله ويلثم شفتيه ويضعه على عاتقه. يابن زياد أعدّ لجده جوابا ، فإنه خصمك غدا!.

دفن الشهداءعليهم‌السلام

٣٢٧ ـ حال أجساد الشهداء المطهرة بعد يوم عاشوراء :

(مقتل الحسين للمقرّم ، ص ٤١٢)

ذكر أهل السير والتواريخ أن سيد الشهداءعليه‌السلام أفرد خيمة في حومة الميدان(١) ، وكان يأمر بحمل من قتل من صحبه وأهل بيته إليها. وكلما يؤتى بشهيد يقولعليه‌السلام : قتلة مثل قتلة النبيّين وآل النبيّين(٢) .

إلا أخاه أبا الفضل العباسعليه‌السلام تركه في محل سقوطه قريبا من شط الفرات.

ولما ارتحل عمر بن سعد بحرم الرسالة إلى الكوفة ، ترك أشلاء الشهداء على وجه الصعيد ، تصهرهم الشمس ، ويزورهم وحش الفلا. وبينهم سيد شباب أهل الجنة ، بحالة تفطّر الصخر الأصمّ ، غير أن الأنوار الإلهية تسطع من جوانبه ، والأرواح العطرة تفوح من نواحيه».

وظل جسد الحسين الشريف ملقى على وجه الرمال بلا دفن ثلاثة أيام ، وقد قال الشاعر :

ما إن بقيت من الهوان على الثرى

ملقى ثلاثا في ربى ووهاد

لكن لكي تقضي عليك صلاتها

زمر الملائك فوق سبع شداد

وقال الشريف الرضي أشعر الطالبيين ، في وصفه :

كأنّ بيض المواضي وهي تنهبه

نار تحكّم في جسم من النور

لله ملقى على الرمضاء غصّ به

فم الردى بعد إقدام وتشمير

تحنو عليه الرّبى ظلا وتستره

عن النواظر أذيال الأعاصير

تهابه الوحش أن تدنو لمصرعه

وقد أقام ثلاثا غير مقبور

__________________

(١) تاريخ الطبري ، ج ٦ ص ٢٥٦ ؛ وكامل ابن الأثير ، ج ٤ ص ٣٠ ؛ وإرشاد المفيد.

(٢) بحار الأنوار ، ج ١٠ ص ٢١١ وج ١٣ ص ١٣٥ عن غيبة النعماني.

٢٨٣

٣٢٨ ـ لا يلزم تغسيل الشهداءعليهم‌السلام (المنتخب للطريحي ، ص ٣٧ ط ٢)

يقول الطريحي : ورد في الخبر عن سيد البشرصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : رمّلوهم بدمائهم ، فإنهم يحشرون يوم القيامة ، تشخب أوداجهم دما ؛ اللون لون الدم ، والريح ريح المسك.

٣٢٩ ـ دفن الأجساد الطاهرة(العيون العبرى للميانجي ، ص ٢١٤)

يقول الميانجي : ولما انفصل ابن سعد عن كربلا ، خرج قوم من بني أسد ، كانوا نزولا بالغاضرية ، إلى الحسينعليه‌السلام وأصحابه ، فصلوا عليهم ودفنوا الحسينعليه‌السلام حيث قبره الآن ، ودفنوا ابنه علي بن الحسين الأكبرعليه‌السلام عند رجليه ، وحفروا للشهداء من أهل بيته وأصحابه الذين صرعوا حوله ، مما يلي رجلي الحسينعليه‌السلام . وجمعوهم ودفنوهم جميعا معا.

ودفنوا العباس بن عليعليه‌السلام في موضعه الّذي قتل فيه على طريق الغاضرية ، حيث قبره الآن.

ودفنت بنو أسد (حبيبا) عند رأس الحسينعليه‌السلام حيث قبره الآن ، اعتناء بشأنه.

ودفن الحرّ أقاربه في موضعه الّذي قتل فيه.

وقد دفن بنو أسد القتلى بعد ما قتلوا بثلاثة أيام (كما في تاريخ الطبري) ، وبعد يوم (كما عن المسعودي وابن شهر اشوب).

وفي (بغية النبلاء في تاريخ كربلاء) ص ٥٧ :

واستحال على بني أسد نقل جثمان الحسينعليه‌السلام دفعة واحدة من محل مقتله إلى حفرته ، إذ كان مقطّعا إربا إربا ، ووضعوه فوق حصير بورياء ورفعوا أطرافه.وكدّسوا بقية الأشلاء(١) من غير ما فارق بين ضجيع وضجيع ، وبعضهم فوق بعض ، وهالوا عليهم التربة.

٣٣٠ ـ لا يلي دفن الإمام إلا إمام مثله(مقتل المقرم ، ص ٤١٤)

قال السيد المقرم : وفي اليوم الثالث عشر من المحرم ، أقبل زين العابدينعليه‌السلام لدفن أبيه الشهيدعليه‌السلام ، لأن الإمام لا يلي أمره إلا إمام مثله(٢) .

__________________

(١) الشّلو : العضو من أعضاء الجسم ، جمعها أشلاء : وهي أعضاء الإنسان بعد البلى والتفرق.

(٢) إثبات الوصبة للمسعودي ، ص ١٧٣.

٢٨٤

وقال العلامة المجلسي : روي عن الإمام الرضاعليه‌السلام أن علي بن الحسينعليهما‌السلام جاء إلى كربلاء خفية ، فصلى على أبيه ودفنه بيده.

ولما أقبل الإمام السجّادعليه‌السلام [يوم الثالث عشر من المحرم من الكوفة إلى كربلاء] وجد بني أسد مجتمعين عند القتلى ، متحيّرين لا يدرون ما يصنعون ، ولم يهتدوا إلى معرفتهم وقد فرّق القوم بين رؤوسهم وأبدانهم. وربما يسألون من أهلهم وعشيرتهم. فأخبرهمعليه‌السلام عما جاء إليه من مواراة هذه الجسوم الطاهرة ، وأوقفهم على أسمائهم ، كما عرّفهم بالهاشميين من الأصحاب.

٣٣١ ـ دفن جسد الحسينعليه‌السلام (أسرار الشهادة ، ص ٤٠٦ ط ٢)

نقل الدربندي في (أسرار الشهادة) قال :

لما أقبل بنو أسد إلى كربلاء لمواراة جسد الحسينعليه‌السلام وأجساد أصحابه ، صارت همّتهم أولا أن يواروا جثة الحسينعليه‌السلام ثم الباقين. فجعلوا ينظرون الجثث في المعركة ، فلم يعرفوا جثة الحسينعليه‌السلام من بين تلك الجثث ، لأنها بلا رؤوس ، وقد غيّرتها الشموس.

فبينا هم كذلك وإذا بفارس أقبل إليهم ، حتى إذا قاربهم قال : وما بالكم؟.قالوا : إنا أتينا لنواري جثة الحسينعليه‌السلام وجثث ولده وأنصاره ، ولم نعرف جثة الحسينعليه‌السلام !. فلما سمع ذلك حنّ وأنّ ، وجعل ينادي : وا أبتاه ، وا أبا عبد الله ، ليتك حاضرا وتراني أسيرا ذليلا.

ثم قال لهمعليه‌السلام : أنا أرشدكم. فنزل عن جواده ، وجعل يتخطى القتلى ، فوقع نظره على جسد الحسينعليه‌السلام فاحتضنه وهو يبكي ويقول : يا أبتاه ، بقتلك قرّت عيون الشامتين ، يا أبتاه بقتلك فرحت بنو أمية ، يا أبتاه بعدك طال حزننا ، يا أبتاه بعدك طال كربنا.

ثم إنه مشى قريبا من جثتهعليه‌السلام ، فأهال يسيرا من التراب ، فبان قبر محفور ولحد مشقوق ، فنزّل الجثة الشريفة وواراها في ذلك المرقد الشريف ، كما هو الآن.

يقول الشيخ محمّد حسين الأعلمي في (دائرة المعارف) ج ٢٣ ص ٢٠١ :

حفر القبر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كما يظهر من حديث أم سلمة رضي الله عنها.

٢٨٥

٣٣٢ ـ كيف دفن الإمام السجّاد جسد أبيه الحسينعليه‌السلام :

(مقتل الحسين للمقرّم ، ص ٤١٦)

ثم مشى الإمام زين العابدينعليه‌السلام إلى جسد أبيهعليه‌السلام واعتنقه وبكى بكاء عاليا. وأتى إلى موضع القبر ورفع قليلا من التراب ، فبان قبر محفور وضريح مشقوق ، فبسط كفيه تحت ظهره وقال : «بسم الله وبالله وفي سبيل الله وعلى ملة رسول الله ، هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله. ما شاء الله ، لا حول ولا قوة إلا بالله العظيم».

وأنزله وحده ولما أقرّه في لحده وضع خده على منحره الشريف قائلا :

" طوبى لأرض تضمّنت جسدك الطاهر ، فإن الدنيا بعدك مظلمة ، والآخرة بنورك مشرقة. أما الليل فمسهّد ، والحزن فسرمد ، حتى يختار الله لأهل بيتك دارك التي أنت بها مقيم ، وعليك مني السلام يابن رسول الله ورحمة الله وبركاته». وكتب على القبر : هذا قبر الحسين بن علي بن أبي طالبعليهما‌السلام الّذي قتلوه عطشانا غريبا.

٣٣٣ ـ دفن العباسعليه‌السلام (دائرة المعارف للأعلمي ، ج ٢٣ ص ٢٠٣)

ثم التفت إليناعليه‌السلام وقال : انظروا هل بقي أحد؟. فقالوا : نعم يا أخا العرب ، بطل مطروح حول المسنّاة على نهر العلقمي ، وحوله جثّتان ، وكلما حملنا جانبا منه سقط الآخر ، لكثرة ضرب السيوف والسهام!. فقال : امضوا بنا إليه ، فمضينا. فلما رآه انكبّ عليه يقبّله ويقول : على الدنيا بعدك العفا يا قمر بني هاشم ، وعليك مني السلام من شهيد محتسب ، ورحمة الله وبركاته. ثم أمرنا أن نشقّ له ضريحا ، ففعلنا. ثم أنزله وحده ولم يشرك معه أحدا منا. ثم أهال عليه التراب.

ثم أمرنا بدفن الجثتين ، وهما من ولد أمير المؤمنينعليه‌السلام أيضا.

٣٣٤ ـ دفن بقية الشهداءعليهم‌السلام (مقتل الحسين للمقرّم ، ص ٤١٧)

ثم عيّن لبني أسد موضعين ، وأمرهم أن يحفروا حفرتين ، وضع في الأولى بني هاشم ، وفي الثانية الأصحاب(١) .

وكان أقرب الشهداء إلى الحسينعليه‌السلام ولده علي الأكبر الّذي قبره عند رجليه.

__________________

(١) الكبريت الأحمر ، وأسرار الشهادة ، والإيقاد.

٢٨٦

وفي (العيون العبرى) للميانجي ، ص ٢١٦ :

عن (الأسرار)و (دار السلام) عن الجزائري ، أن السجّادعليه‌السلام جعل يقول : هذا فلان وهذا فلان ، والأسديون يوارونهم. فلما فرغ مشى إلى جثة العباسعليه‌السلام فدفنه هناك. ثم عطف على جثث الأنصار ، وحفر لهم حفيرة واحدة وواراهم فيها ، إلا حبيب بن مظاهر ، حيث أبى بعض بني عمه ذلك ، ودفنه في ناحية عن الشهداء.

٣٣٥ ـ مواراة الحر بن يزيد رضي الله عنه :(دائرة المعارف للأعلمي ، ج ٢٣ ص ٢٠٢)

فلما فرغ الأسديون من مواراتهم ، قال لهم زين العابدينعليه‌السلام : هلموا لنواري جثة الحر الرياحي ، فتمشّى وهم خلفه حتى وقف عليه ، فقال : أما أنت فقد قبل الله توبتك ، وزاد في سعادتك ، ببذلك نفسك أمام ابن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . وأراد الأسديون حمله إلى محل الشهداء ، فقال : لا ، بل في مكانه واروه.

وفي (العيون العبرى) للميانجي ، ص ٢١٦ :

فلما فرغوا ركب الفارس جواده ، فتعلق به الأسديون وقالوا له : بحقّ من واريته بيدك ، من أنت؟. قالعليه‌السلام : أنا حجة الله عليكم ، أنا علي بن الحسينعليهما‌السلام ، جئت لأواري جثة أبي ومن معه والآن أنا راجع إلى سجن عبيد الله بن زياد ..فودّعهم وانصرف عنهم.

٣٣٦ ـ رواية الشيخ المفيد عن دفن الشهداءعليهم‌السلام :

(الإرشاد للمفيد ، ص ٢٤٣ ط نجف)

قال الشيخ المفيد : ولما رحل ابن سعد خرج قوم من بني أسد كانوا نزولا بالغاضرية إلى الحسينعليه‌السلام وأصحابه فصلّوا عليهم ، ودفنوا الحسينعليه‌السلام حيث قبره الآن ، ودفنوا ابنه علي بن الحسين الأصغرعليه‌السلام عند رجليه ، وحفروا للشهداء من أهل بيته وأصحابه الذين صرعوا حوله ، مما يلي رجلي الحسينعليه‌السلام ، وجمعوهم فدفنوهم جميعا معا. ودفنوا العباس بن عليعليه‌السلام في موضعه الّذي قتل فيه على طريق الغاضرية ، حيث قبره الآن.

ثم قال الشيخ المفيد ، ص ٢٤٩ :

وكل شهداء أهل البيتعليهم‌السلام مدفونون مما يلي رجلي الحسينعليه‌السلام في مشهده ، حفر لهم حفيرة وألقوا فيها جميعا ، وسوّي عليهم التراب إلا

٢٨٧

العباسعليه‌السلام ، فإنه دفن في موضع مقتله على المسنّاة بطريق الغاضرية ، وقبره ظاهر.

وليس لقبور إخوته وأهله الذين سمّيناهم أثر ، وإنما يزورهم الزائر من عند قبر الحسينعليه‌السلام ويومئ إلى الأرض التي نحو رجليه بالسلام عليهم ، وعلى علي بن الحسينعليه‌السلام في جملتهم ، ويقال : إنه أقربهم دفنا إلى الحسينعليه‌السلام .

فأما أصحاب الحسينعليه‌السلام رحمة الله عليهم ، الذين قتلوا معه ، فإنهم دفنوا حوله ، ولسنا نحصّل لهم أجداثا على التحقيق والتفصيل ، إلا أنا لا نشك أن الحائر الحسيني محيط بهم ، رضي الله عنهم وأرضاهم وأسكنهم جنات النعيم.

اليوم الرابع عشر من المحرم وما بعده

٣٣٧ ـ الرباب زوجة الحسينعليه‌السلام تحتضن الرأس الشريف وتقبّله :

(مقتل الحسين للمقرّم ، ص ٤٢٥)

ودعا ابن زياد بالسبايا مرة أخرى ، فلما دخلوا عليه رأين رأس الحسينعليه‌السلام بين يديه ، والأنوار الإلهية تتصاعد [منه] إلى عنان السماء ، فلم تتمالك الرباب

[بنت امرئ القيس] زوجة الحسينعليه‌السلام دون أن وقعت عليه ، وأخذت الرأس المقدس ووضعته في حجرها وقبّلته ، وقالت :

وا حسينا فلا نسيت حسينا

أقصدته أسنّة الأعداء

غادروه بكربلاء صريعا

لا سقى الله جانبي كربلاء

والرباب هذه بعد رجوعها إلى المدينة خطبها الأشراف من قريش ، فقالت : والله لا كان لي حمو بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . وعاشت بعد الحسينعليه‌السلام سنة ثم ماتت كمدا عليه ، ولم تستظل بعده بسقف(١) .

٣٣٨ ـ إحضار ابن زياد المختار الثقفي ليفتخر أمامه بمقتل الحسينعليه‌السلام :

(وسيلة الدارين ، ص ٣٦٣)

ذكر الفاضل المازندراني في (معالي السبطين) ج ٢ ص ١٠٩ نقلا عن بعض

__________________

(١) انظر لواعج الأشجان للسيد الأمين ، ص ١٩٦ ط نجف ؛ وتذكرة الخواص ، ص ٢٧٠ ط ٢ نجف.

٢٨٨

الكتب : أن ابن زياد استخرج المختار من الحبس ، وكان محبوسا عنده من يوم قتل مسلم بن عقيلعليه‌السلام . فبقي في السجن حتى جيء برأس الحسينعليه‌السلام ووضع بين يديه ، فغطّاه بمنديل. ثم استخرج المختار من الحبس ، وجعل يستهزئ عليه. فقال المختار : ويلك أتستهزئ عليّ ، وقد قرّب الله فرجه!. فقال ابن زياد : من أين يأتيك الفرج يا مختار؟. قال : بلغني أن سيدي ومولاي الحسينعليه‌السلام قد توجّه نحو العراق ، فلا بدّ أن يكون خلاصي على يده. قال ابن زياد : لقد خاب ظنك ورجاؤك يا مختار ، إنا قتلنا الحسين. قال : صه فضّ الله فاك ، ومن يقدر على قتل سيدي ومولاي الحسينعليه‌السلام ؟. قال له : يا مختار انظر ، هذا رأس الحسين!. فرفع المنديل ، وإذا بالرأس الشريف بين يديه في طشت من الذهب. فلما نظر المختار إلى الرأس الشريف جعل يلطم على رأسه ، وينادي : وا سيداه!. وا مظلوماه!.

نهاية عمر بن سعد

٣٣٩ ـ نهاية عمر بن سعد :

(تذكرة الخواص لسبط ابن الجوزي ، ص ٢٦٩ ط ٢ نجف)

ثم قام عمر بن سعد من عند ابن زياد يريد منزله إلى أهله ، وهو يقول في طريقه :ما رجع أحد مثلما رجعت ، أطعت الفاسق ابن زياد ، الظالم ابن الفاجر ، وعصيت الحاكم العدل ، وقطعت القرابة الشريفة.

وهجره الناس ، وكان كلما مرّ على ملأ من الناس أعرضوا عنه ، وكلما دخل المسجد خرج الناس منه ، وكل من رآه قد سبّه. فلزم بيته إلى أن قتل.

٣٤٠ ـ ندم عمر بن سعد حيث لا ينفع الندم :

(الأخبار الطوال للدينوري ، ص ٢٦٠)

روي عن حميد بن مسلم قال : كان عمر بن سعد لي صديقا ، فأتيته عند منصرفه من قتال الحسينعليه‌السلام ، فسألته عن حاله ، فقال : لا تسأل عن حالي ، فإنه ما رجع غائب إلى منزله بشرّ مما رجعت به. قطعت القرابة القريبة ، وارتكبت الأمر العظيم». ولكن هيهات ينفع الندم.

وفي (كامل ابن الأثير) ج ٤ ص ٩٣ :

ثم إن ابن زياد قال لعمر بن سعد بعد عوده من قتل الحسين : يا عمر؟. ائتني

٢٨٩

بالكتاب الّذي كتبته إليك في قتل الحسين (ومناجزته). قال : مضيت لأمرك وضاع الكتاب. قال : لتجيئني به. قال : ضاع. قال : لتجيئني به!. قال : ترك والله يقرأ على عجائز قريش بالمدينة ، اعتذارا إليهنّ.

٣٤١ ـ مجادلة عبيد الله بن زياد مع عمر بن سعد حول ملك الريّ :

(المنتخب للطريحي ، ص ٣٣٠ ط ٢)

قال فخر الدين الطريحي : حكي أنه لما فرغ عمر بن سعد من حرب الحسينعليه‌السلام وأدخلت الرؤوس والأسارى إلى عبيد الله بن زياد ، جاء عمر بن سعد ودخل على عبيد الله بن زياد يريد منه أن يمكّنه من ملك الرّي. فقال له ابن زياد : آتني بكتابي الّذي كتبته لك في معنى قتل الحسين وملك الري. فقال له عمر بن سعد : والله إنه قد ضاع مني ولا أعلم أين هو. فقال له ابن زياد : لا بدّ أن تجيئني به في هذا اليوم ، وإن لم تأتني به فليس لك عندي جائزة أبدا ، لأني كنت أراك مستحييا معتذرا في أيام الحرب من عجائز قريش. ألست أنت القائل؟ :

فو الله ما أدري وإني لصادق

أفكّر في أمري على خطرين

أأترك ملك الرّي والريّ منيتي

أم ارجع مأثوما بقتل حسين

وهذا كلام معتذر مستح متردد في رأيه.

٣٤٢ ـ ابن زياد يتلاعب على عمر بن سعد ويتنصّل من كتابه :

(المصدر السابق)

فقال عمر بن سعد : والله يا أمير لقد نصحتك في حرب الحسين نصيحة صادقة ، لو ندبني إليها أبي سعد ، لما كنت أدّيته حقه كما أديت حقك في حرب الحسين.فقال له عبيد الله بن زياد : كذبت يا لكع [أي يا لئيم أو يا أحمق].

فقال عثمان بن زياد [أخو عبيد الله بن زياد] : والله يا أخي لقد صدق عمر ابن سعد في مقالته. وإني لوددت أنه ليس من بني زياد رجل إلا وفي أنفه خزامة

[هي حلقة توضع في الأنف بعد ثقبه ، كناية عن الإذلال والاستعباد] إلى يوم القيامة ، وأن حسينا لم يقتل أبدا.

٣٤٣ ـ عمر بن سعد يرجع بخفّي حنين(المصدر السابق)

فقال عمر بن سعد : فو الله يابن زياد ما رجع أحد من قتلة الحسين بشرّ مما رجعت

٢٩٠

به أنا!. فقال له : وكيف ذلك؟. فقال : لأني عصيت الله وأطعت عبيد الله ، وخذلت الحسين بن بنت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ونصرت أعداء رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وبعد ذلك إني قطعت رحمي ووصلت خصمي وخالفت ربي. فيا عظيم ذنبي ،

ويا طول كربي في الدنيا والآخرة. ثم نهض من مجلسه مغضبا مغموما ، وهو يقول : و( ذلِكَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِينُ ) (١١) [الحج : ١١].

يقول الطريحي : وقد كان الإمام عليعليه‌السلام نبّأه بهذه النتيجة ، وأنه لن يهنأ بملك الري ، ولكنه لم يعتبر. كما نبأه الإمام عليعليه‌السلام بنوع قتلته ، فكان كما قال ، إذ بعث المختار له من ذبحه وهو على فراشه.

خبر عبد الله بن عفيف الأزدي

٣٤٤ ـ مجابهة عبد الله بن عفيف الأزدي لابن زياد :

(اللهوف لابن طاووس ، ص ٦٩ ؛ ومقتل الحسين للمقرّم ، ص ٤٢٦)

قال ابن أبي الدنيا : ثم جمع ابن زياد الناس في المسجد ، فصعد المنبر وخطب فقال : الحمد لله الّذي أظهر الحق وأهله ، ونصر أمير المؤمنين يزيد وحزبه ، وقتل الكذّاب ابن الكذاب الحسين بن علي وشيعته(١) . فما زاد على الكلام شيئا.

يقول السيد المقرم في مقتله : فلم ينكر عليه أحد من أولئك الجمع الّذي غمره الضلال ، إلا عبد الله بن عفيف الأزدي ثم الغامدي أحد بني والبة ، وكان من خيار الشيعة وزهّادها ، وكانت عينه اليسرى ذهبت يوم الجمل ، والأخرى في يوم صفين.وكان يلازم المسجد الأعظم ، يصلي فيه الليل. فقال :

يابن زياد ؛ الكذّاب ابن الكذاب ، أنت وأبوك ، والذي ولّاك وأبوه. يابن مرجانة ، أتقتلون أبناء النبيين وتتكلمون بكلام الصدّيقين(٢) على منابر المؤمنين!.

قال الراوي : فغضب ابن زياد ، وقال : من هذا المتكلم؟.

فقال ابن عفيف : أنا المتكلم يا عدوّ الله ، أتقتل الذرية الطاهرة التي قد أذهب الله عنها الرجس ، وتزعم أنك على دين الإسلام؟!. وا غوثاه ، أين أولاد

__________________

(١) كامل ابن الأثير ، ج ٤ ص ٨٢.

(٢) تاريخ الطبري ، ج ٦ ص ٢٦٣.

٢٩١

المهاجرين والأنصار ، لينتقموا من طاغيتك اللعين ابن اللعين ، على لسان رسول رب العالمين؟.

فازداد غضب ابن زياد حتى انتفخت أوداجه ، وقال : عليّ به. فقامت إليه الجلاوذة (الشرطة) من كل ناحية ليأخذوه.

فنادى ابن عفيف بشعار الأزد (يا مبرور) ، فوثب إليه منهم سبعمائة رجل ، فانتزعوه من أيدي الجلاوذة ، وأخرجوه من باب المسجد ، وانطلقوا به إلى منزله.

٣٤٥ ـ مقتل الشهيد السعيد عبد الله بن عفيف(المصدران السابقان)

فقال ابن زياد : اذهبوا إلى هذا الأعمى ، الّذي أعمى الله قلبه كما أعمى عينيه ، فأتوني به. قال : فانطلقوا إليه.

فلما بلغ ذلك الأزد اجتمعوا واجتمعت معهم قبائل اليمن ليمنعوا صاحبهم. وبلغ ذلك ابن زياد ، فجمع قبائل مضر ، وضمهم إلى محمّد بن الأشعث ، وأمرهم بقتال القوم.

قال الراوي : فاقتتلوا قتالا شديدا ، حتى قتل من الفريقين جماعة. ووصل أصحاب ابن الأشعث إلى دار ابن عفيف ، فكسروا الباب واقتحموا عليه الدار.فصاحت ابنته : أتاك القوم من حيث تحذر. فقال لها : لا عليك ، ناوليني سيفي.

قال : فناولته إياه ، فجعل يذبّ عن نفسه ، ويقول :

أنا ابن ذي الفضل العفيف الطاهر

عفيف شيخي وابن أم عامر

كم دارع من جمعكم وحاسر

وبطل جدّلته مغادر

قال : وجعلت ابنته تقول له : يا أبت ليتني كنت رجلا أذبّ بين يديك هؤلاء الفجرة ، قاتلي العترة البررة.

قال : وجعل القوم يدورون عليه من كل جهة ، وهو يذبّ عن نفسه ، فلم يقدر عليه أحد. وكلما جاؤوه من جهة ، قالت له ابنته : يا أبت جاؤوك من جهة كذا ، حتى تكاثروا عليه وأحاطوا به. فقالت ابنته : وا ذلاه ، يحاط بأبي وليس له ناصر يستعين به. فجعل يدور بسيفه ويقول :

أقسم لو يفسح لي عن بصري

ضاق عليكم موردي ومصدري

قال الراوي : فما زالوا به حتى أخذوه ، وأتوا به إلى ابن زياد. فلما رآه قال ابن

٢٩٢

زياد : الحمد لله الّذي أعمى عينيك. فقال ابن عفيف : الحمد لله الّذي أعمى قلبك.

فقال ابن زياد : يا عدوّ الله ما تقول في عثمان بن عفان؟. فشتمه ابن عفيف وقال:يا عبد بني علاج ، يابن مرجانة ، ما أنت وعثمان بن عفان ؛ أساء أو أحسن ، وأصلح أم أفسد!. وإن الله تبارك وتعالى وليّ خلقه ، يقضي بينهم وبين عثمان بالعدل والحق. ولكن سلني عن أبيك وعنك ، وعن يزيد وأبيه!.

فقال ابن زياد : لا سألتك عن شيء أو تذوق الموت غصّة بعد غصة.

فقال عبد الله بن عفيف : الحمد لله رب العالمين. أما إني قد كنت أسأل الله ربي أن يرزقني الشهادة من قبل أن تلدك أمك ، وسألت الله أن يجعل ذلك على يدي ألعن خلقه وأبغضهم إليه. فلما كفّ بصري يئست من الشهادة ، والآن فالحمد لله الّذي رزقنيها بعد اليأس منها ، وعرّفني الإجابة منه في قديم دعائي.

فقال ابن زياد : اضربوا عنقه. فضربت عنقه ، وصلب في السبخة. رضوان الله عليه.

٣٤٦ ـ إطلاق سراح النساء الأسرى غير الهاشميات :

يقول السيد إبراهيم الزنجاني في (وسيلة الدارين في أنصار الحسين) :

لم يسب في الكوفة إلا النساء الهاشميات ، وأما غيرهن فقد شفع فيهن أقرباؤهن من القبائل وأطلق سراحهن.

٣٤٧ ـ تطويف رأس الحسينعليه‌السلام في سكك الكوفة :

(وسيلة الدارين ، ص ٣٦٦)

ثم أمر ابن زياد برأس الحسينعليه‌السلام فطيف به في سكك الكوفة كلها وقبائلها.

قال زيد بن أرقم : لما مرّ به عليّ وهو على رمح ، وأنا في غرفة لي ، فلما حاذاني سمعته يقرأ( أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كانُوا مِنْ آياتِنا عَجَباً ) . فوقف والله شعري عليّ ، وناديت : رأسك والله يابن رسول الله وأمرك أعجب وأعجب.

فلما فرغ القوم من التطواف به في الكوفة ردّوه إلى باب القصر.

٣٤٨ ـ نصب الرؤوس بالكوفة :

(تذكرة الخواص لسبط ابن الجوزي ، ص ٢٧٠ ط ٢ نجف)

ثم إن ابن زياد نصب الرؤوس كلها بالكوفة على الخشب ، وكانت زيادة على

٢٩٣

سبعين رأسا ، وهي أول رؤوس نصبت في الإسلام ، بعد رأس مسلم بن عقيل بالكوفة.

كلام الرأس المقدّس

ـ تعليق حول كلام الرأس المقدس وهو على الرمح :

(المجالس السّنيّة للسيد الأمين ، ج ٣ مجلس ١٨٦)

لما كانت معركة صفّين ، وأيقن معاوية من الهزيمة ، لم يجد غير اتخاذ الحيلة ، فرفع عمرو بن العاص المصاحف على رؤوس الرماح ، ليوهم أهل العراق بأنه يحتكم إلى القرآن. فحذّر الإمام عليعليه‌السلام أصحابه من حيلة أهل الشام ، وقال لهم : أنا كتاب الله الناطق ، وهذا المصحف كتاب الله الصامت ، فأيهما أحقّ بالاحتكام إليه؟.

فلم يصغوا إليه!.

ثم كانت معركة كربلاء ، وقتلوا الحسينعليه‌السلام ورفعوا رأسه على السنان.فتذكرت عند ذلك رفع معاوية للقرآن على رؤوس الرماح يوم صفين ، فقلت :

ما أشدّ الشبه بين الحالين ؛ فهناك رفعوا القرآن على الرمح وهو كتاب الله الصامت ، وهنا رفعوا رأس الحسين على السنان وهو كتاب الله الناطق ، فنطق بالحجة حتى وهو مقطوع في أكثر من موضع ، كاشفا عن معجزته وكرامته.

٣٤٩ ـ تكلم الرأس الشريف في عدة مواضع :

يقول المحقق السيد عبد العزيز المقرّم في مقتله :

لم يزل السبط الشهيد حليف القرآن منذ أنشأ الله كيانه ، لأنهما ثقلا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وخليفتاه على أمته. وقد نصّ الرسول الأعظمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بأنهما لن يفترقا حتى يردا عليه الحوض. فبذلك كان الحسينعليه‌السلام غير مبارح تلاوة القرآن طيلة حياته ، وحتى بعد مماته. وكما قال الشاعر :

لهفي لرأسك فوق مسلوب القنا

يكسوه من أنواره جلبابا

يتلو الكتاب على السنان وإنما

رفعوا به فوق السنان كتابا

ويقول الفاضل الدربندي في (أسرار الشهادة) ص ٤٨٨ :

٢٩٤

عن مسلمة بن كهيل قال : رأيت رأس الحسينعليه‌السلام على قناة وهو يقرأ :

( فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) [البقرة : ١٣٧].

قال هلال بن معاوية : رأيت رجلا يحمل رأس الحسينعليه‌السلام والرأس يخاطبه :فرّقت بين رأسي وبدني ، فرّق الله بين لحمك وعظمك ، وجعلك آية ونكالا للعالمين. فرفع السوط وأخذ يضرب الرأس ، حتى سكت.

٣٥٠ ـ رأس الحسينعليه‌السلام يتلو من سورة الكهف :

يقول السيد المقرم في مقتله ص ٤٣٣ :

ولما نصب الرأس الأقدس في موضع (الصيارفة) وهناك لغط المارة وضوضاء المتعاملين ، فأراد سيد الشهداءعليه‌السلام توجيه النفوس نحوه ، ليسمعوا بليغ عظاته.فتنحنح تنحنحا عاليا ، فاتجهت إليه الناس ، واعترتهم الدهشة ، حيث لم يسمعوا رأسا مقطوعا يتنحنح قبل يوم الحسينعليه‌السلام ، فعندها قرأ سورة الكهف إلى قوله تعالى :( إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْناهُمْ هُدىً ) [الكهف : ١٣] ، فلم يزدهم إلا ضلالا.

وفي (مناقب آل أبي طالب) لابن شهر اشوب ، ج ٣ ص ٢١٨ ط نجف :

إنهم لما صلبوا الرأس الشريف على شجرة خارج الكوفة سمع منه :

( وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ ) [الشعراء : ٢٢٧].

وفي (تظلّم الزهراء) للقزويني ، عن الحارث بن وكيدة ، قال : كنت فيمن حمل رأس الحسينعليه‌السلام فسمعته يقرأ سورة الكهف ، فجعلت أشكّ في نفسي وأنا أسمع نغمة أبي عبد الله. فترك الحسينعليه‌السلام القراءة والتفت إليّ يخاطبني : يابن وكيدة ، أما علمت أنّا معاشر الأئمة أحياء عند ربنا نرزق؟!.

قال ابن وكيدة : فقلت في نفسي أسرق رأسه وأدفنه ، فإذا الخطاب من الرأس الأزهر: يابن وكيدة ، ليس لك إلى ذلك سبيل ، إنّ سفكهم دمي أعظم عند الله تعالى من تسييرهم إياي على الرمح ، فذرهم فسوف يعلمون( إِذِ الْأَغْلالُ فِي أَعْناقِهِمْ وَالسَّلاسِلُ يُسْحَبُونَ ) (٧١) [غافر : ٧١].

٢٩٥

ولنعم ما قال الشاعر ، وهو رزق الله بن عبد الوهاب الجبّائي في الحسينعليه‌السلام (١) :

رأس ابن بنت محمّد ووصيّه

للناظرين على قناة يرفع

والمسلمون بمسمع وبمنظر

لا منكر منهم ولا متفجّع

كحلت بمنظرك العيون عماية

وأصمّ رزؤك كلّ أذن تسمع

أيقظت أجفانا وكنت لها كرى

وأنمت عينا لم تكن بك تهجع

ما روضة إلا تمنّت أنها

لك تربة ولخطّ قبرك مضجع

٣٥١ ـ حجر يقع في سجن السبايا ينبئهم بأن مصيرهم إما القتل أو التسيير إلى يزيد :

ظل الإمام السجّادعليه‌السلام مع سبايا أهل البيتعليهم‌السلام في سجن ابن زياد حتى ١٩ محرم [أي حوالي ستة أيام] وهم لا يعرفون المصير الّذي يترصّدهم ، بعد أن بعث ابن زياد إلى يزيد يسأله ماذا يفعل بهم؟.

وفي الأثناء ألقي إليهم حجر معه كتاب مربوط ، وفيه : خرج البريد بأمركم إلى يزيد في يوم كذا ، وهو سائر كذا يوما ، وراجع في كذا يوم. فإن سمعتم التكبير فأيقنوا بالقتل ، وإن لم تسمعوا تكبيرا فهو الأمان.

وقبل قدوم البريد بيومين ، ألقي حجر في السجن ومعه كتاب وموسى ، وفي الكتاب: أوصوا واعهدوا ، فإنما ينتظر البريد يوم كذا.

فجاء البريد ، ولم يسمع التكبير. وفي كتاب يزيد الأمر بأن يسرّحهم ابن زياد إلى دمشق(٢) .

٣٥٢ ـ كم مكثوا في السجن؟ :

(مع الحسين في نهضته للسيد أسد حيدر ، ص ٣٠٨)

اختلفت الأقوال في تحديد اليوم الّذي انفصل فيه ركب آل محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من الكوفة إلى الشام. كما اختلفت الأقوال في يوم ورودهم إلى الكوفة. ومن هذا لا نعلم بالضبط مدة بقائهم في سجن ابن زياد.

وقد ذهب البعض إلى أنهم لم يمكثوا أكثر من أسبوع.

__________________

(١) سمط النجوم العوالي في أبناء الأوائل والتوالي لعبد الملك المكي ، ج ٣ ص ٧٩.

(٢) تاريخ الطبري ، ج ٦ ص ٢٦٦.

٢٩٦

٣٥٣ ـ استجواب ابن زياد لعبيد الله بن الحر الجعفي :

(مقتل أبي مخنف المقتبس من الطبري ، ص ٢٤٤ و ٢٤٥)

قال أبو مخنف : حدّثني عبد الرحمن بن جندب الأزدي ، أن عبيد الله بن زياد بعد قتل الحسينعليه‌السلام تفقّد أشراف الكوفة ، فلم ير عبيد الله بن الحر. ثم جاءه بعد أيام حتى دخل عليه ، فقال : أين كنت يابن الحر؟. قال : كنت مريضا. قال : مريض القلب أو مريض البدن؟. قال : أما قلبي فلم يمرض ، وأما بدني فقد منّ الله عليّ بالعافية. فقال له ابن زياد : كذبت ؛ ولكنك كنت مع عدونا. قال : لو كنت مع عدوّك لرئي مكاني ، وما كان مثل مكاني يخفى.

قال : وغفل عنه ابن زياد غفلة ، فخرج ابن الحر فقعد على فرسه. فقال ابن زياد :أين ابن الحر؟. قالوا : خرج الساعة. قال : عليّ به. فأحضرت الشّرط فقالوا له :أجب الأمير. فدفع فرسه ، ثم قال : أبلغوه أني لا آتيه والله طائعا أبدا.

ثم خرج حتى أتى منزل أحمر بن زياد الطائي ، فاجتمع إليه في منزله أصحابه.

ثم خرج حتى أتى كربلاء ، فنظر إلى مصارع القوم ، فاستغفر لهم هو وأصحابه.

ثم مضى حتى نزل المدائن. وقال في ذلك :

يقول أمير غادر حقّ غادر :

ألا كنت قاتلت الشهيد ابن فاطمه؟

ونفسي على خذلانه واعتزاله

وبيعة هذا الناكث العهد لائمه

فيا ندمي أن لا أكون نصرته

ألا كل نفس لا تسدّد نادمه

وإني لأني لم أكن من حماته

لذو حسرة ما إن تفارق لازمه

سقى الله أرواح الذين تآزروا

على نصره سقيا من الغيث دائمه

وقفت على أجداثهم ومحالهم

فكاد الحشى ينقضّ والعين ساجمه

لعمري لقد كانوا مصاليت في الوغى

سراعا إلى الهيجا حماة خضارمه

تأسّوا على نصر ابن بنت نبيّهم

بأسيافهم آساد غيل ضراغمه

فإن يقتلوا في كل نفس بقية

عليا لأرض قد أضحت لذلك واجمه

وما إن رأى الراؤون أفضل منهم

لدى الموت سادات وزهرا قماقمه

أتقتلهم ظلما وترجو ودادنا

فدع خطّة ليست لنا بملائمه

لعمري لقد أرغمتمونا بقتلهم

فكم ناقم منا عليكم وناقمه

أهمّ مرارا أن أسير بجحفل

إلى فئة زاغت عن الحق ظالمه

٢٩٧

فكفّوا وإلا زرتكم في كتائب

أشدّ عليكم من زحوف الديالمه

وسوف ترد هذه القصيدة في مناسبة ثانية ، في الفقرة ٦٦٥ من هذا الجزء ، في أول من زار قبر الحسينعليه‌السلام ورثاه.

قصة ولدي مسلم بن عقيلعليه‌السلام

٣٥٤ ـ قصة الغلامين محمّد وإبراهيمعليهما‌السلام :

هما غلامان من أولاد أهل البيتعليهم‌السلام لم يبلغا الحلم ، أسرا في الكوفة أو في كربلاء ، وحاولا الهرب والنجاة. وقد اختلف في نسبتهما.

قال الطبري وصاحب (كفاية الطالب) : إن محمّدا وإبراهيم هما : إما من ولد عبد الله بن جعفرعليه‌السلام أو من ولد مسلم بن عقيل بن أبي طالبعليه‌السلام ، على اختلاف الروايات فيهما.

وقد أورد هذه القصة الخوارزمي في مقتله ، واعتبر أن الغلامين هربا من عسكر ابن زياد ، وهما من أولاد جعفر الطيارعليه‌السلام . وعندما هربا وجدا امرأة تستسقي فالتجآ إليها ، فلما تعرّفت عليهما أحسنت إليهما ، لكن زوجها كان عميلا لابن زياد ، وكان ابن زياد قد طرح جائزة لمن يأتي بهما.

أما بقية المقاتل فذكرت القصة منسوبة إلى ولدي مسلم بن عقيلعليه‌السلام ، وهما محمّد [وعمره إحدى عشرة سنة] ، والثاني إبراهيم [وعمره تسع سنين] ، وذلك بروايتين مختلفتين :

الرواية الأولى : في (معالي السبطين) للمازندراني ، نقلا عن (الناسخ) : أن مسلم بن عقيلعليه‌السلام قبل مقتله بالكوفة كان هذان الطفلان معه ، فأودعهما عند شريح القاضي وأوصاه بهما. فلما قتل مسلم رأى شريح القاضي تسفيرهما إلى المدينة.وفي طريقهما إلى القافلة أخذهما أهل الكوفة وسلّموهما إلى ابن زياد إلى آخر القصة.

والرواية الثانية : أنهما أخذا أسيرين إلى الكوفة ، وأودعا السجن ، ثم فرّا منه.وهي مشابهة لرواية الخوارزمي. وهي قصة تنبئ عن براءة الأطفال ، ووحشية الكبار ، وأن الطمع يعمي القلب ، ويدفع الإنسان إلى ارتكاب كل جريمة ، كما فعل الحارث بن عروة كما تبيّن أن هناك في كل عصر وموقع رجالا مؤمنين صدقوا

٢٩٨

ما عاهدوا الله عليه ، وأنهم مستعدون للتضحية بكل غال ونفيس فداء للمبدأ والعقيدة التي آمنوا بها ، حتى ولو استدعى ذلك إلى بذل نفوسهم وأرواحهم.

وإليك القصة بالروايتين :

الرواية الأولى

٣٥٥ ـ قصة الغلامين ولدي مسلم بن عقيلعليه‌السلام :

(معالي السبطين للمازندراني ، ج ٢ ص ٧١)

قال صاحب (الناسخ) : إن هانئ بن عروة لما أخذ وحبس ، وخرج مسلم بن عقيلعليه‌السلام من دار هانئ ، وجمع شيعته ، واجتمعوا حوله وخرجوا على عبيد الله بن زياد ، دعا مسلم بن عقيلعليه‌السلام بابنيه محمّد وإبراهيم وكانا معه ، وسلّمهما إلى شريح القاضي ، وأوصاه بهما ، وكانا في داره حتى قتل مسلمعليه‌السلام . فأخبر ابن زياد بأن ابني مسلم محمدا وإبراهيم كانا مع مسلم ، وقد اختفيا في البلد. فأمر فنودي : من له علم بخبر ابني مسلم ولم يخبرنا فهو مهدور الدم. ولما سمع شريح أحضرهما وأشفق عليهما وبكى. فقالا : يا شريح ما هذا البكاء؟ فقال : لقد قتل أبوكما مسلم. فلما سمعا بكيا بكاء شديدا ، وناديا بالويل والثبور ، وصاحا : وا أبتاه وا غربتاه!. فجعل يسلّي خاطرهما ويعزّيهما بأبيهما. ثم أخبرهما بخبر عبيد الله بن زياد ، فخافا وسكتا. فقال شريح : أنتما قرة عيني وثمرة فؤادي ، ولا أدع أن يظفر بكما أحد ، من ابن زياد ولا غيره ، وأرى أن أسلّمكما إلى رجل أمين حتى يوصلكما إلى المدينة.

ثم دعا بابن له يقال له الأسد ، وقال : بلغني أن قافلة شدّوا على رحالهم يريدون المدينة ، فخذ هذين الصبيين وسلّمهما إلى رجل أمين ، كي يوصلهما إلى المدينة.ثم قبّلهما وأعطى لكل واحد منهما خمسين دينارا ، وودّعهما.

فلما مضى من الليل شطره حملهما ابن القاضي إلى ظهر الكوفة ، ومضى بهما أميالا. ثم قال : أيا ولديّ إن القافلة قد رحلت ومضت ، وهذا سوادها. امضيا حتى تلحقا بها وعجّلا في المشي. ثم ودّعهما ورجع.

ومضى الغلامان في سواد الليل وجعلا يسرعان حتى تعبا ، وإذا بنفر من أهل الكوفة قد عارضوهما وأخذوهما ، وجاؤوا بهما إلى عبيد الله بن زياد. فدعا عبيد الله بالسجّان وسلّمهما إليه. وكتب إلى يزيد كتابا وأخبره بقصتهما.

٢٩٩

وكان السجّان من محبّي أهل البيتعليهم‌السلام واسمه (مشكور). وكان الغلامان في السجن وهما باكيان حزينان ، والسجّان لمّا عرفهما أشفق عليهما وأحسن إليهما ، وأحضر لهما الطعام والشراب ، وأخرجهما من الحبس في جوف الليل ، وأعطاهما خاتمه ، وقال : أيا ولديّ إذا وصلتما إلى (القادسية) عرّفا أنفسكما إلى أخي ، واعرضا عليه خاتمي علامة ، فهو يكرمكما ويوقفكما على الطريق ، بل ويوصلكما إلى المدينة.

وخرج الغلامان إلى القادسية ، ومضيا في جوف الليل ، وهما غير خبيرين بالطريق. فلما أصبحا إذا هما حول الكوفة ، فخافا ومضيا إلى حديقة فيها نخيل وماء وشجر ، فصعدا على نخلة. فجاءت جارية حبشية لتستقي ماء ، فرأت عكس صورهما في الماء ، نظرت وإذا بغلامين صغيرين كأن الله لم يخلق مثلهما. وجعلت تلاطف بهما حتى نزلا من النخلة. وأتت بهما إلى دارها وأخبرت سيدتها بهما.فلما رأتهما [أي سيدة الدار] اعتنقتهما وقبّلتهما ، وقالت : يا حبيبيّ من أنتما؟.قالا : نحن من عترة محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وولد مسلم بن عقيل. فلما عرفتهما زادت في إكرامهما ، وأحضرت لهما الطعام والشراب ، وأعتقت جاريتها سرورا بهذه العطية ، وأوصتها بأن لا يطّلع زوجها على ذلك ، لأنها كانت تعرفه بالشر.

وأما عبيد الله بن زياد ، لما بلغه الخبر بأن مشكورا أطلق ولدي مسلم وأخرجهما من الحبس ، دعاه وقال له : ويلك أين الغلامان؟. قال : لما عرفتهما أطلقتهما كرامة لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . فقال : أأمنت من سطوتي؟ أما خفت من عقوبتي!. فقال : بل خفت من عقوبة ربي. ويلك يابن مرجانة ، قتلت أباهما وأيتمتهما على صغر سنهما ، فما تريد منهما؟. فغضب عبيد الله ودعا بالسياط ، وقال : اجلدوه خمسمائة جلدة ، واضربوا عنقه. فقال مشكور : هذا في الله وفي حبّ أهل بيت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قليل.فجلدوه خمسمائة جلدة. وجعل يسبّح الله ويقدّسه ، ويقول : الله م أستعين بك وأطلب منك الفرج والروح والصبر ، فإني قتلت في حب أهل بيت نبيك. الله م ألحقني بنبيّك وآله. ثم سكت حتى ضربوه خمسمائة سوط ، وقد بلغت روحه التراقي ، فقال بضعيف صوته : اسقوني ماء. فقال ابن زياد : لا تسقوه ، بل اقتلوه عطشانا. فتقدم عمرو بن الحارث وتشفّع فيه عند ابن زياد ، وحمله إلى داره ليداويه ، ففتح مشكور عينيه ، وقال : والله لقد شربت شرابا من الكوثر ، لا أظمأ بعده أبدا.ثم فارقت روحه.

٣٠٠

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

قال: سألته عن رجل له أربع نسوة فطلّق واحدة، يضيف إليهنّ أُخرى؟ قال: لا حتّى تنقضي العدّة فقلت: من يعتدّ؟ فقال: هو، قلت: وإن كان متعة؟ قال: وإن كان متعة.

أقول: حكم المتعة هنا محمول على الكراهة لما يأتي هنا(١) وفي المتعة(٢) .

[ ٢٦٢٤٨ ] ٥ - وبإسناده عن محمّد بن أحمد بن يحيى، عن أحمد بن الحسن، عن عمرو بن سعيد، عن مصدّق بن صدقة، عن عمّار قال: سئل أبو عبدالله( عليه‌السلام ) عن الرجل يكون له أربع نسوة فتموت إحداهنّ، فهل يحلّ له أن يتزوج اخرى مكانها؟ قال: لا، حتّى تأتي عليها أربعة أشهر وعشر.

سئل: فان طلّق واحدة هل يحلّ له أن يتزوج؟ قال: لا، حتّى تأتي عليها عدّة المطلّقة.

أقول: حمله الشيخ على الاستحباب قال: لانه إذا ماتت المرأه جاز للرجل أن ينكح امرأة أُخرى مكانها في الحال.

[ ٢٦٢٤٩ ] ٦ - محمّد بن عليّ بن الحسين بإسناده عن الحسن بن محبوب، عن سعد بن أبي خلف، عن سنان بن طريف، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: سئل عن رجل كن له ثلث نسوة ثمّ تزوّج امرأة اخرى فلم يدخل بها ثمّ أراد ان يعتق امة ويتزوجها، فقال: ان هو طلق التي لم يدخل بها فلا بأس أن يتزوّج اخرى من يومه ذلك، وإن طلق من الثلاث النسوة اللاتي دخل بهن واحدة لم يكن له ان يتزوّج امرأة اخرى حتّى تنقضي عدّة المطلّقة.

ورواه الشيخ ايضاً بإسناده عن الحسن بن محبوب، مثله(٣) .

[ ٢٦٢٥٠ ] ٧ - عبدالله بن جعفر في( قرب الإِسناد ): عن عبدالله بن الحسن، عن

____________________

(١) يأتي في الباب ١٠ من هذه الأبواب.

(٢) يأتي في الباب ٤ من أبواب المتعة.

٥ - التهذيب ٧: ٤٧٥ / ١٩٠٦.

٦ - الفقيه ٣: ٢٦٥ / ١٢٦٢.

(٣) التهذيب ٧: ٤٨٥ / ١٩٤٨.

٧ - قرب الإِسناد: ١٠٩، مسائل عليّ بن جعفر: ١٠٦ / ١٠.

٥٢١

عليّ بن جعفر، عن أخيه موسى بن جعفر( عليه‌السلام ) ، قال: سألته عن رجل كانت له أربع نسوة فماتت إحداهنّ، هل بصلح له أن يتزوّج في عدّتها اخرى قبل أن تنقضي عدّة المتوفاة؟ فقال: إذا ماتت فليتزوّج متى أحبّ.

[ ٢٦٢٥١ ] ٨ - وبالإِسناد قال: وسألته عن رجل له أربع نسوة فطلق واحدة هل يصلح له ان يتزوّج اخرى قبل أن تنقضي عدّة التي طلّق؟ قال: لا يصلح له أن يتزوّج حتّى تنقضي عدّة المطلّقة.

ورواهما عليّ بن جعفر في كتابه(١) .

٩ - وقد تقدّم في أحاديث غسل الميت حديث زرارة، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) في الرجل يموت وليس معه إلّا النساء، قال: تغسله امرأته لانها منه في عدّة وإذا ماتت لم يغسلها لأنّه ليس منها في عدّة، وفي حديث آخر، نحوه.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(٢) ، ويأتي ما يدلّ عليه(٣) .

٤ - باب ان من تزوج خمساً في عقد واحد وجب ان يخلي سبيل واحدة منهن

[ ٢٦٢٥٢ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن جميل بن درّاج، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) في رجل تزوّج خمساً في عقدة، قال: يخلّي سبيل أيتهنّ شاء ويمسك الأربع.

____________________

٨ - قرب الإِسناد: ١١١.

(١) مسائل علي بن جعفر: ٢٨٣ / ١٣.

٩ - تقدم في الحديث ١٣ من الباب ٢٤ من أبواب غسل الميت.

(٢) تقدم في الحديث ١ من الباب ٢ من هذه الأبواب.

(٣) يأتي في الباب ٩ من أبواب ميراث الأزواج.

الباب ٤

فيه حديث واحد

١ - الكافي ٥: ٤٣٠ / ٥.

٥٢٢

ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب(١) .

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(٢) ، ويأتي ما يدلّ عليه(٣) .

٥ - باب حكم من كان عنده ثلاث نسوة فتزوّج عليهنّ ثنتين في عقد

[ ٢٦٢٥٣ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد جميعاً، عن الحسن بن محبوب، عن عليّ بن رئاب، عن عنبسة بن مصعب قال: سألت أبا عبدالله( عليه‌السلام ) عن رجل كن له ثلاث نسوة فتزوّج عليهن امرأتين في عقدة فدخل على واحدة(٤) منهما ثمّ مات؟ قال: إن كان دخل بالمرأة التي بدأ باسمها وذكرها عند عقدة النكاح فإن نكاحها جائز، ولها الميراث، وعليها العدّة وإن كان دخل بالمرأة الّتي سميّت وذكرت بعد ذكر المرأة الأُولى فإنّ نكاحها باطل ولا ميراث لها وعليها العدّة.

ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب(٥) .

وبإسناده عن الحسن بن محبوب(٦) .

ورواه الصدوق بإسناده عن محمّد بن أبي عمير، عن عنبسة بن مصعب(٧) .

____________________

(١) التهذيب ٧: ٢٩٥ / ١٢٣٧.

(٢) تقدم في الحديث ٣ من الباب ١، وفي الحديث ١ و ٣ و ٤ من الباب ٢، وفي الباب ٣ من هذه الأبواب.

(٣) يأتي في الباب ٥ و ٦ من هذه الأبواب.

الباب ٥

فيه حديث واحد

١ - الكافي ٥: ٤٣٠ / ٤.

(٤) في المصدر: فدخل بواحدة.

(٥) التهذيب ٧: ٢٩٥ / ١٢٣٦.

(٦) التهذيب ٩: ٣٨٥ / ١٣٧٤.

(٧) الفقيه ٣: ٢٦٦ / ١٢٦٣.

٥٢٣

أقول: وتقدّم ما يدلّ على بعض المقصود(١) ، ويأتي ما يدلّ عليه(٢) .

٦ - باب ان الكافر اذا أسلم وعنده أكثر من أربع وجب عليه أن يفارق ما زاد على الاربع

[ ٢٦٢٥٤ ]١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن الحسين، عن محمّد بن عبدالله بن هلال،( عن عقبة بن خالد) (٣) ، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) في مجوسيّ أسلم وله سبع نسوة وأسلمن معه، كيف يصنع؟ قال: يمسك أربعاً ويطلق ثلاثاً.

ورواه الشيخ بإسناده عن( محمّد بن يحيى) (٤) ، عن محمّد بن الحسين(٥) .

أقول: قوله: يطلق مخففة من الاطلاق، أو مشدّدة، والطلاق لغويّ لا شرعيّ، أي يفارق ثلاثاً ويخلّي سبيلهنّ، وقد تقدّم ما يدلّ على ذلك(٦) .

____________________

(١) تقدم في الحديث ٣ من الباب ١، وفي الحديث ١ و ٣ و ٤ من الباب ٢، وفي الباب ٣ و ٤ من هذه الأبواب.

(٢) يأتي في الباب الاتي.

الباب ٦

فيه حديث واحد

١. الكافي ٥: ٤٣٦ / ٧.

(٣) في التهذيب: عن عقبة بن هلال بن خالد.

(٤) في التهذيب: محمّد بن احمد بن يحيى.

(٥) التهذيب ٧: ٢٩٥ / ١٢٣٨.

(٦) تقدم في الحديث ٣ من الباب ١، وفي الحديث ١ و ٣ و ٤ من الباب ٢ وفي الباب ٣ و ٤ و ٥ من هذه الأبواب.

٥٢٤

٧ - باب أنه لا يجوز للمرأة أن تتزوّج زوجين وتجمع بينهما ولا في عدّة أحدهما

[ ٢٦٢٥٥ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن محمّد بن علي، عن محمّد بن الفضيل، عن سعد الجلاب، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) - في حديث - قال: إنّما جعل الله الغيرة للرجال، لأنّه أحلّ للرجل أربعاً، وما ملكت يمينه، ولم يحلّ للمرأة إلّا زوجها، فإذا أرادت معه غيره كانت عند الله زانية.

ورواه الصدوق في( العلل) عن محمّد بن الحسن، عن الصفّار، عن أحمد بن محمّد، عن عليّ بن الحكم، عن محمّد بن الفضيل (١) (٢) .

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك في مقدمات النكاح(٣) وفي المصاهرة وغير ذلك(٤) ، ويأتي ما يدلّ عليه(٥) .

٨ - باب أنه لا يجوز للعبد أن يتزوّج أكثر من حرتين جمعاً او أربع اماء كذلك

[ ٢٦٢٥٦ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن الحسين

____________________

الباب ٧

فيه حديث واحد

١ - الكافي ٥: ٥٠٥ / ٢.

(١) في المصدر: الفضل.

(٢) علل الشرائع: ٥٠٤ / ١.

(٣) تقدم في الحديث ١ و ٦ من الباب ٧٧ من أبواب مقدمات النكاح، والحديث ١ باب ٧٨.

(٤) تقدم في الباب ١٦ و ١٧ من أبواب ما يحرم بالمصاهرة، وفي الحديث ١ و ٢ من الباب ١ من هذه الأبواب.

(٥) يأتي في الباب ٢٨ من أبواب المتعة، والباب ٢٧ من أبواب الزنا في الحدود وباب ٤٤ في المصاهرة.

الباب ٨

فيه ٥ احاديث

١ - الكافي ٥: ٤٧٦ / ١.

٥٢٥

وأحمد بن محمّد، عن عليّ بن الحكم وصفوان، عن العلاء بن رزين، عن محمّد بن مسلم عن أحدهما( عليهما‌السلام ) ، قال: سألته عن العبد يتزوّج أربع حرائر؟ قال: لا، ولكن يتزوّج حرّتين وإن شاء أربع إماء.

ورواه الشيخ بإسناده عن الحسين بن سعيد، عن صفوان، نحوه(١) .

[ ٢٦٢٥٧ ] ٢ - وعن أبي عليّ الأشعريّ، عن محمّد بن عبد الجّبار، وعن محمّد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان جميعاً، عن صفوان بن يحيى، عن ابن مسكان، عن الحسن بن زياد، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: سألته عن المملوك ما يحلّ له من النساء؟ فقال: حرّتان أو أربع إماء الحديث.

ورواه الشيخ بإسناده عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن صفوان، عن عبدالله بن مسكان، عن الحلبي، عن الحسن بن زياد، مثله(٢) .

[ ٢٦٢٥٨ ] ٣ - محمّد بن عليّ بن الحسين بإسناده عن حمّاد بن عيسى، أنّه سأل أبا عبدالله( عليه‌السلام ) فقال له: كم يزوّج العبد؟ فقال: قال أبي: قال عليّ( عليه‌السلام ) : لا يزيد علىّ امرأتين.

ورواه الحميري في( قرب الإِسناد) عن محمّد بن عيسى والحسن بن ظريف، وعليّ بن إسماعيل كلّهم عن حمّاد بن عيسى، مثله (٣) .

[ ٢٦٢٦٠ ] ٤ - محمّد بن الحسن بإسناده عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن

____________________

(١) التهذيب ٧: ٢٩٦ / ١٢٤٢، والاستبصار ٣: ٢١٣ / ٧٧٥.

٢ - الكافي ٥: ٤٧٧ / ٢، وأورد ذيله في الحديث ١ من الباب ٩ من هذه الأبواب، واورده عن التهذيب بسند آخر في الحديث ١ من الباب ٢٢ من أبواب نكاح العبيد.

(٢) التهذيب ٧: ٢٩٦ / ١٢٣٩.

٣ - الفقيه ٣: ٢٧١ / ١٢٨٨.

(٣) قرب الإِسناد: ٩.

٤ - التهذيب ٧: ٢٩٦ / ١٢٤٠، والاستبصار ٣: ٢١٣ / ٧٧٣، واورده بسند آخر في الحديث ٥ من الباب ٢٢ من أبواب نكاح العبيد.

٥٢٦

سعيد،( عن صفوان) (١) ، عن موسى، عن زرارة، عن أبى جعفر( عليه‌السلام ) قال: لا يجمع العبد المملوك من النساء أكثر من حرتين.

[ ٢٦٢٦٠ ] ٥ - عبدالله بن جعفر في( قرب الإِسناد ): عن الحسن بن ظريف، عن الحسين بن علوان، عن جعفر، عن أبيه، أنّ عليّاً( عليه‌السلام ) كان يقول: لا يتزوج: العبد أكثر من امرأتين.

أقول: ويأتي ما يدلّ على ذلك في نكاح العبيد والإِماء(٢) .

٩ - باب انه يحل للمملوك ان يتسرى من الاماء ما شاء مع اذن مولاه، ولا يتجاوز الحد الذي عين له

[ ٢٦٢٦١ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن أبي علي، عن ابن عبد الجّبار، و( عن محمّد بن الفضل) (٣) ، عن صفوان، عن ابن مسكان، عن الحسن بن زياد، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) - في حديث - قال: لا بأس بأن يأذن له - يعني للمملوك - مولاه فيشتري من ماله إن كان له جارية أو جواريّ يطؤهنّ، ورقيقه له حلال.

[ ٢٦٢٦٢ ] ٢ - وعن حميد بن زياد، عن ابن سماعة، عن غير واحد، عن

____________________

(١) في الاستبصار: عن النضر بن سويد.

٥ - قرب الإِسناد: ٥٠

(٢) يأتي في الباب ٢٢ من أبواب نكاح العبيد، وفي الحديث ٤ من الباب الاتي وتقدّم ما يدلّ عليه في الحديث ٢ من الباب ١ من هذه الأبواب.

الباب ٩

فيه ٤ احاديث

١ - الكافي ٥: ٤٧٧ / ٢، وأورد صدره في الحديث ٢ من الباب السابق.

(٣) في المصدر: ومحمّد بن اسماعيل عن الفضل بن شاذان.

٢ - الكافي ٥: ٤٧٧ / ٤.

٥٢٧

أبان، عن إسحاق بن عمّار قال: سألت أبا عبدالله( عليه‌السلام ) عن المملوك يأذن له مولاه أن يشتري من ماله الجارية والثنتين والثلاث ورقيقه له حلال؟ قال: يحدّ له حدّاً لا يجاوزه.

[ ٢٦٢٦٣ ] ٣ - وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن عليّ بن الحكم، عن موسى بن بكر، عن زرارة، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: إذا أذن الرجل لعبده أن يتسرّى من ماله فإنّه يشتري كم شاء بعد أن يكون قد أذن له.

محمّد بن الحسن بإسناده عن أحمد بن محمّد، عن الحسين، عن صفوان، عن موسى، عن زرارة، مثله، إلّا أنّه قال: قد أذن له في ذلك(٢) .

[ ٢٦٢٦٤ ] ٤ - وبإسناده عن الحسين بن سعيد، عن محمّد بن الفضيل قال: سألت أبا الحسن( عليه‌السلام ) عن المملوك، كم يحلّ له من النساء؟ فقال: لا يحلّ له إلّا اثنتين ويتسرّى ما شاء إذا كان أذن له مولاه.

أقول: ويأتي ما يدلّ على ذلك(٣) .

١٠ - باب انه يجوز للرجل ان يجمع من النساء بالمتعة وملك اليمين ما شاء ولو كان عنده اربع زوجات

[ ٢٦٢٦٥ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن ابن محبوب، عن ابن رئاب، عن زرارة قال: قلت له: ما يحل من المتعة؟ قال: كم شئت.

____________________

٣ - الكافي ٥: ٤٧٧ / ٥.

(١) التهذيب ٧: ٢٩٦ / ١٢٤١.

٤ - التهذيب ٨: ٢١١ / ٧٤٩، والاستبصار ٣: ٢١٣ / ٧٧١، وأورد صدره في الحديث ٣ من الباب ٢٢ من أبواب نكاح العبيد.

(٢) يأتي في الحديث ١ و ٢ و ٨ من الباب ٢٢ من أبواب نكاح العبيد.

الباب ١٠

فيه حديثان

(٣) الكافي ٥: ٤٥١ / ٣، واورده في الحديث ٣ من الباب ٤ من أبواب المتعة.

٥٢٨

[ ٢٦٢٦٦ ] ٢ - وعن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عمر بن أُذينة، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) ، قال: قلت له: كم يحل من المتعة؟ قال: فقال: هنّ بمنزلة الاماء.

أقول: ويأتي ما يدلّ على ذلك في محلّه(١) ، ويأتي ما ظاهره المنافاة ونبيّن وجهه(٢) .

١١ - باب ان الحرة اذا طلقت ثلاثاً حرمت على المطلق حتّى تنكح زوجاً غيره بأي نوع كان الطلاق، وان المطلقة تسعاً للعدّة تحرم على المطلق مؤبداً دون المطلقة للسنة

[ ٢٦٢٦٧ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، وعن عليّ بن إبراهيم عن أبيه جميعاً عن الحسن بن محبوب، عن عليّ بن رئاب، عن زرارة، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) - في حديث - قال: فاذا خرجت من حيضتها الثالثة طلّقها التطليقة الثالثة بغير جماع، ويشهد على ذلك، فإذا فعل ذلك فقد بانت منه ولا تحلّ له حتّى تنكح زوجاً غيره.

[ ٢٦٢٦٨ ] ٢ - محمّد بن الحسن بإسناده عن الحسين بن سعيد، عن ابن أبي

____________________

٢ - الكافي ٥: ٤٥١ / ١، واورده في الحديث ٦ من الباب ٤ من أبواب المتعة.

(١) يأتي في الباب ٤ من أبواب المتعة.

(٢) يأتي في الحديث ٩ و ١٠ و ١١ و ١٣ من الباب ٤ من أبواب المتعة، وتقدّم ما يدلّ عليه في الحديث ٦ من الباب ٧٧، وفي الحديث ١٢ من الباب ١٤٠ من أبواب مقدمات النكاح، وفي الحديث ١ من الباب ٧ من هذه الأبواب، وتقدم ما ظاهره المنافاة وبين وجهه في الحديث ٤ من الباب ٣ من هذه الأبواب.

الباب ١١

فيه حديثان

١ - الكافي ٦: ٦٥ / ٢، وأورد قطعة منه في الحديث ١ من الباب ١، وفي الحديث ١ من الباب ٢ من أبواب اقسام الطلاق، وقطعة منه في الحديث ٤ من الباب ٩ من أبواب مقدمات الطلاق.

٢ - التهذيب ٧: ٣١١ / ١٢٩٠.

٥٢٩

عمير، عن جميل بن درّاج، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: إذا طلق الرجل المرأة فتزوّجت ثمّ طلّقها فتزوّجها الاوّل ثمّ طلّقها فتزوّجت رجلاً ثمّ طلّقها [ فتزوجها الاول ](١) فاذا طلّقها على هذا ثلاثاً لم تحلّ له أبداً.

ورواه الكلينيّ عن محمّد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، وعن عليّ بن إبراهيم عن أبيه جميعاً، عن ابن أبي عمير، عن جميل بن درّاج، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) ، وعن إبراهيم بن عبد الحميد عن أبي عبدالله وأبي الحسن( عليهما‌السلام ) (٢) .

أقول: هذا محمول على المطلّقة تسعاً للعدّة، ويأتي ما يدلّ على ذلك في الطلاق(٣) .

١٢ - باب أن الأمة اذا طلقت طلقتين حرمت حتّى تنكح زوجا ً غيره، وان كانت تحت حر والحرة لا تحرم حتّى تطلق ثلاثاً وان كانت تحت عبد

[ ٢٦٢٦٩ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عمر بن أُذينة، عن زرارة، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) ، قال: سألته عن حر تحته أمة أو عبد تحته حرّة، كم طلاقها؟ وكم عدتها؟ قال: السنة في النساء في الطلاق، فإن كانت حرة فطلاقها ثلاثاً وعدتها ثلاثة أقراء، وإن كان حرّ تحته أمة فطلاقها تطليقتان، وعدّتها قرءان.

____________________

(١) اثبتناه من المصدر.

(٢) الكافي ٥: ٤٢٨ / ٧، والسند الاوسط ٥: ٤٢٩ / ١٣.

(٣) يأتي في الباب ١ و ٣ و ٤، وفي الحديث ٢ و ٣ من الباب ٦ وفي الباب ٢٤ و ٢٥ من أبواب اقسام الطلاق.

الباب ١٢

فيه ٣ احاديث

١ - الكافي ٦: ١٦٧ / ١، واورده في الحديث ٢ من الباب ٢٤ من أبواب اقسام الطلاق، واورده في الحديث ١ من الباب ٤٠ من أبواب العدد.

٥٣٠

[ ٢٦٢٧٠ ] ٢ - عبدالله بن جعفر في( قرب الإِسناد ): عن محمّد بن عيسى والحسن بن ظريف وعليّ بن إسماعيل كلّهم، عن حمّاد بن عيسى، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: سألته كم يطلّق العبد الأمة؟ قال: قال أبي: قال عليّ( عليه‌السلام ) : تطليقتين، قال: وقلت له: كم عدّة الأمة من العبد؟ قال: قال أبي: قال عليّ( عليه‌السلام ) : شهرين أو حيضتين، قال: وقلت له: إذا كانت الحرّة تحت العبد، قال: قال أبي: قال عليّ( عليه‌السلام ) : الطلاق والعدّة بالنساء.

[ ٢٦٢٧١ ] ٣ - وعنهم، عن حمّاد بن عيسى قال: قال أبو عبدالله( عليه‌السلام ) : تطلّق الحرّة ثلاثاً وتعتدّ ثلاثاً.

أقول: ويأتي ما يدلّ على ذلك في الطلاق(١) .

____________________

٢ - قرب الإِسناد: ٩.

٣ - قرب الإِسناد: ١٠.

(١) يأتي في الباب ٢٤ و ٢٥ و ٢٦ و ٢٧ وفي الحديث ١ من الباب ٢٨ وفي الحديث ١ من الباب ٢٩ من أبواب اقسام الطلاق ويأتي في الحديث ٢ من الباب ٢٩ من أبواب حد الزنا وفي الحديث ١ و ٢ و ٥ من الباب ٤٠ وفي الباب ٤١ من أبواب العدد.

٥٣١

٥٣٢

أبواب ما يحرم بالكفر ونحوه

١ - باب تحريم مناكحة الكفار حتّى اهل الكتاب

[ ٢٦٢٧٢ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن عليّ بن رئاب، عن زرارة بن أعين قال: سألت أبا جعفر( عليه‌السلام ) عن قول الله عزّ وجلّ:( والمحصنات من الذين أُوتوا الكتاب من قبلكم ) (١) ؟ فقال: هي منسوخة بقوله:( ولا تمسكوا بعصم الكوافر ) (٢) .

[ ٢٦٢٧٣ ] ٢ - وعن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن العلاء بن رزين، عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) ، قال: سألته عن نصارى العرب، أتؤكل ذبائحهم؟ فقال: كان عليّ(٣) ( عليه‌السلام ) ينهى عن ذبائحهم وعن صيدهم وعن مناكحتهم.

ورواه الشيخ بإسناده عن الحسين بن سعيد، عن فضّالة بن أيوب، عن العلا، مثله(٤) .

____________________

أبواب ما يحرم بالكفر ونحوه

الباب ١

فيه ٧ احاديث

١ - الكافي ٥: ٣٥٨ / ٨، التهذيب ٧: ٢٩٨ / ١٢٤٥، والاستبصار ٣: ١٧٩ / ٦٤٩.

(١) المائدة ٥: ٥.

(٢) الممتحنة ٦٠: ١٠.

٢ - الكافي ٦: ٢٣٩ / ٤، واورده في الحديث ٦ من الباب ٢٧ من أبواب ألذّبائح.

(٣) في المصدر: كان عليّ بن الحسين( عليه‌السلام ) .

(٤) التهذيب ٩: ٦٥ / ٢٧٨.

٥٣٣

[ ٢٦٢٧٤ ] ٣ - وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن ابن فضّال، عن الحسن بن الجهم قال: قال لي أبوالحسن الرضا( عليه‌السلام ) : يا أبا محمّد، ما تقول في رجل تزوّج نصرانيّة على مسلمة؟ قال: قلت: جعلت فداك، وما قولي بين يديك؟ قال: لتقولنّ فانّ ذلك يعلم به قولي، قلت: لا يجوز تزويج النصرانيّة على مسلمة ولا غير مسلمة، قال: ولم؟ قلت: لقول الله عزّ وجلّ:( ولا تنكحوا المشركات حتّى يؤمنّ ) (١) قال: فما تقول في هذه الآية:( والمحصنات من الذين أُوتوا الكتاب من قبلكم ) (٢) قلت: فقوله:( ولا تنكحوا المشركات ) نسخت هذه الآية، فتبسّم ثمّ سكت.

[ ٢٦٢٧٥ ] ٤ - وعنه، عن أحمد، عن ابن فضّال، عن أحمد بن عمر، عن درست الواسطيّ، عن عليّ بن رئاب، عن زرارة بن أعين، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: لا ينبغي نكاح أهل الكتاب، قلت: جعلت فداك، وأين تحريمه؟ قال: قوله:( ولا تمسكوا بعصم الكوافر ) (٣) .

ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب(٤) ، وكذا الذي قبله وكذا الأوّل.

[ ٢٦٢٧٦ ] ٥ - وعن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن محمّد بن أبي عمير، عن عبدالله بن سنان، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) - في حديث - قال: وما أُحبّ للرجل المسلم أن يتزوّج اليهوديّة ولا النصرانيّة مخافة أن يتهوّد ولده أو يتنصّر.

[ ٢٦٢٧٧ ] ٦ - عبدالله بن جعفر في( قرب الإِسناد ): عن السندي بن محمّد، عن

____________________

٣ - الكافي ٥: ٣٥٧ / ٦، التهذيب ٧: ٢٩٧ / ١٢٤٣، الاستبصار ٣: ١٧٨ / ٦٤٧.

(١) البقرة ٢: ٢٢١.

(٢) المائدة ٥: ٥.

٤ - الكافي ٥: ٣٥٨ / ٧.

(٣) الممتحنة ٦٠: ١٠.

(٤) التهذيب ٧: ٢٩٧ / ١٢٤٤، والاستبصار ٣: ١٧٨ / ٤٦٨.

٥ - الكافي ٥: ٣٥١ / ١٥، وأورد صدره في الحديث ١٠ من الباب ١٠ من هذه الأبواب.

٦ - قرب الإِسناد: ٦٥.

٥٣٤

أبي البختري، عن جعفر، عن أبيه، أنّه(١) كره مناكحة أهل الحرب.

[ ٢٦٢٧٨ ] ٧ - الفضل بن الحسن الطبرسيّ في( مجمع البيان) عند قوله تعالى: ( والمحصنات من الذين أُوتوا الكتاب ) (٢) قال: روى أبو الجارود، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) أنّه منسوخ بقوله تعالى:( ولا تنكحوا المشركات حتّى يؤمنّ ) (٣) وبقوله:( ولا تمسكوا بعصم الكوافر ) (٤) .

أقول: ويأتي ما يدلّ على ذلك(٥) ، ويأتي ما ظاهره المنافاة هنا(٦) وفي المواريث(٧) ، وهو محمول على التقيّة أو الضرورة أو المستضعفة أو المتعة أو الاستدامة أو نكاح الامة، كما ذكره الشيخ(٨) وغيره(٩) لما يأتي(١٠) ، إن شاء الله.

____________________

(١) في المصدر: ان علياً (عليه‌السلام ).

٧ - مجمع البيان ٢: ١٦٢.

(٢) المائدة ٥: ٥.

(٣) البقرّة ٢: ٢٢١.

(٤) الممتحنة ٦٠: ١٠.

(٥) يأتي في الأبواب ٢ و ٣ و ٤ و ٦ و ٧ من هذه الأبواب.

(٦) يأتي في الحديثين ١٠ و ١١ من الباب ١٠ من هذه الأبواب.

(٧) يأتي في الباب ١٦ من أبواب ميراث الازواج، وتقدّم ما ظاهرة المنافاة في الحديث ١ من الباب ١٦ من أبواب ما يكتسب به وفي الحديث ٤ من الباب ٢٦ من أبواب مقدمات النكاح، وتقدّم ما يدلّ على الحرمة في الحديث ١ من الباب ١ من أبواب ما يحرم بالمصاهرة، ويأتي حكم المرتد في الباب ٢١ من أبواب نكاح العبيد.

(٨) الاستبصار ٣: ١٧٩، ١٨٠ / ٦٥٢، ٦٥٣، ٦٥٥.

(٩) التذكرة ٢: ٦٤٥، ورياض المسائل ٢: ١٠٥، ١٠٦.

(١٠) يأتي في الأبواب ٢ و ٣ و ٤ و ٥ و ٦ من هذه الأبواب.

٥٣٥

٢ - باب جواز تزويج الكتابية عند الضرورة ويمنعها من شرب الخمر وأكل الخنزير

[ ٢٦٢٧٩ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن الحسن بن محبوب، عن معاوية بن وهب وغيره(١) جميعاً، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) في الرجل المؤمن يتزوّج اليهوديّة والنصرانيّة، فقال: إذا أصاب المسلمة فما يصنع باليهوديّة والنصرانيّة؟ فقلت له: يكون له فيها الهوى، قال: إن فعل فليمنعها من شرب الخمر وأكل لحم الخنزير، واعلم أنّ عليه في دينه غضاضة.

ورواه الصدوق بإسناده عن الحسن بن محبوب، نحوه(٢) .

أقول: هذا مخصوص بالهوى الغالب لما تقدّم(٣) ويأتي(٤) .

[ ٢٦٢٨٠ ] ٢ - وعن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن إسماعيل بن مرار، عن يونس بن عبد الرحمن، عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) - في حديث - قال: لا ينبغي للمسلم أن يتزوّج يهوديّة ولا نصرانيّة وهو يجد مسلمة حرّة أو أمة.

وعنه، عن أبيه، عن بعض أصحابنا، عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) - في حديث - مثله(٥) .

____________________

الباب ٢

فيه ٦ احاديث

١ - الكافي ٥: ٣٥٦ / ١، ونوادر احمد بن محمّد بن عيسى: ١١٩ / ٣٠١، والتهذيب ٧: ٢٩٨ / ١٢٤٨، والاستبصار ٣: ١٧٩ / ٦٥٢.

(١) في المصدر زيادة: من اصحابنا.

(٢) الفقيه ٣: ٢٥٧ / ١٢٢٢.

(٣) تقدم في احاديث الباب ١ من هذه الأبواب.

(٤) يأتي في احاديث هذا الباب والأبواب الاتية من هذه الأبواب.

٢ - الكافي ٥: ٣٥٨ / ١٠.

(٥) الكافي ٥: ٣٥٨ / ٩.

٥٣٦

ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب(١) ، وكذا كلّ ما قبله

[ ٢٦٢٨١ ] ٣ - وعنه، عن أبيه، عن إسماعيل بن مرار وغيره، عن يونس عنهم( عليهم‌السلام ) قال: لا ينبغي للمسلم المؤسر أن يتزوّج الامة إلّا أن لا يجد حرة، وكذلك لا ينبغي له أن يتزوّج امرأة من أهل الكتاب إلّا في حال ضرورة حيث لا يجد مسلمة حرّة ولا أمة.

[ ٢٦٢٨٢ ] ٤ - محمّد بن الحسن بإسناده عن محمّد بن عليّ بن محبوب، عن القاسم بن محمّد، عن سليمان بن داود، عن أبي أيّوب، عن حفص بن غيّاث قال: كتب بعض إخواني أن أسأل أبا عبدالله( عليه‌السلام ) عن مسائل فسألته عن الاسير هل يتزوّج في دار الحرب؟ فقال: أكره ذلك، فان فعل في بلاد الروم فليس هو بحرام هو نكاح وأمّا في الترك والديلم والخزر فلا يحلّ له ذلك.

وبالإِسناد عن أبي أيّوب، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: سألته، وذكر مثله(٢) .

[ ٢٦٢٨٣ ] ٥ - محمّد بن عليّ بن الحسين في( العلل ): عن أبيه، عن سعد، عن القاسم بن محمّد، عن سليمان بن داود، عن عيسى بن يونس، عن الاوزاعي، عن الزهري، عن عليّ بن الحسين( عليه‌السلام ) قال: لا يحلّ للأسير أن يتزوّج ما دام في أيدي المشركين مخافة أب يولد له فيبقى ولده كافراً في أيديهم

أقول: هذا محمول على الكراهية أو غير الكتابية أو غير الضرورة.

____________________

(١) التهذيب ٧: ٢٩٩ / ١٢٥٠، والاستبصار ٣: ١٨٠ / ٦٥٤.

٣ - الكافي ٥: ٣٦٠ / ٨، وأورد صدره في الحديث ٢ من الباب ٤٥ من أبواب ما يحرم بالمصاهرة.

٤ - التهذيب ٧: ٢٩٩ / ١٢٥١ و ٧: ٤٥٣ / ١٨١٤، والاستبصار ٣: ١٨٠ / ٦٥٥، اخرجه باسناد آخر عن التهذيب في الحديث ١ من الباب ٤٥ من أبواب جهاد العدو.

(٢) التهذيب ٧: ٤٣٣ / ١٧٢٧.

٥ - علل الشرائع: ٥٠٣ / ١، واخرج ذيله عن التهذيب في الحديث ٢ من الباب ٢٣، واخرجه عن التهذيب في الحديث ٢ من الباب ٤٥ من أبواب جهاد العدو.

٥٣٧

[ ٢٦٢٨٤ ] ٦ - عليّ بن الحسين المرتضى في رسالة( المحكم والمتشابه) نقلاً من( تفسير النعماني) بإسناده الآتي (١) عن عليّ( عليه‌السلام ) قال: وأمّا الآيات التي نصفها منسوخ ونصفها متروك بحاله لم ينسخ وما جاء به من الرخصة في العزيمة فقوله تعالى:( ولا تنكحوا المشركات حتّى يؤمن ولامة مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم ولا تنكحوا المشركين حتّى يؤمنوا ولعبد مؤمن خير من مشرك ولو أعجبكم ) (٢) وذلك أنّ المسلمين كانوا ينكحون في أهل الكتاب من اليهود والنصارى وينكحونهم حتّى نزلت هذه الآية نهيا أن ينكح المسلم من المشرك أو ينكحونه، ثمّ قال تعالى في سورة المائدة ما نسخ هذة الآية فقال:( وطعام ألذّين اوتوا الكتاب حلّ لكم وطعامكم حلّ لهم والمحصنات من المؤمناًت والمحصنات من الذين أُوتوا الكتاب من قبلكم ) (٣) فأطلق الله مناكحتهنّ بعد أن كان نهى، وترك قوله:( ولا تنكحوا المشركين حتّى يؤمنوا ) (٤) على حاله لم ينسخه.

أقول: تقدم(٥) أن هذه الآية ايضاً نسخت بقوله:( ولا تمسكوا بعصم الكوافر ) (٦) : فلعل هذا محمول على التقية أو الضرورة أو المستضعفة، أو على أن الآية نسخت آية قبلها ثمّ نسختها آية بعدها، هذا لما تقدم(٧) ويأتي(٨) .

٣ - باب جواز نكاح الكتابية المستضعفة

[ ٢٦٢٨٥ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن الحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمّد،

____________________

٦ - المحكم والمتشابه: ٣٤.

(١) يأتي في الفائدة الثانية من الخاتمة برقم( ٥٢ ).

(٢ و ٣) البقرّة ٢: ٢٢١.

(٤) المائدة ٥: ٥.

(٥) تقدم في الحديث ١ و ٧ من الباب ١ من هذه الأبواب.

( ٦) الممتحنة ٦٠: ١٠.

(٧) تقدم في الباب ١ وفي احاديث هذا الباب.

(٨) يأتي في الباب ٣ و ١٢ من هذه الأبواب.

الباب ٣

فيه ٣ احاديث

١ - الكافي ٥: ٣٥٦ / ٢.

٥٣٨

عن الحسن بن عليّ الوشّاء، عن أبان بن عثمان، عن زرارة بن اعين، قال: سألت أبا جعفر( عليه‌السلام ) عن نكاح اليهوديّة والنصرانيّة، فقال: لا يصلح للمسلم أن ينكح يهوديّة ولا نصرانيّة انّما يحلّ منهنّ نكاح البله.

ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب، مثله(١) .

[ ٢٦٢٨٦ ] ٢ - وعن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن جميل بن درّاج، عن زرارة قال: قلت لابي جعفر( عليه‌السلام ) : انّي أخشى أن لا يحلّ لي أن اتزوّج ممن لم يكن على أمري، فقال: وما يمنعك من البله؟ قلت: وما البله؟ قال: هنّ المستضعفات من اللّاتي لا ينصبن ولا يعرفن ما أنتم عليه.

[ ٢٦٢٨٧ ] ٣ - وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن الحسين(٢) بن عليّ بن فضّال، عن يونس بن يعقوب، عن حمران بن أعين قال: كان بعض أهله يريد التزويج فلم يجد امرأة مسلمة موافقة فذكرت ذلك لابي عبدالله( عليه‌السلام ) فقال: أين أنت من البله ألذّين لا يعرفون شيئاً.

أقول: ويأتي ما يدلّ على ذلك(٣) .

٤ - باب حكم تزويج ألذّمية متعة

[ ٢٦٢٨٨ ] ١ - محمّد بن الحسن بإسناده عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن

____________________

(١) التهذيب ٧: ٢٩٩ / ١٢٤٩، والاستبصار ٣: ١٨٠ / ٦٥٣.

٢ - الكافي ٥: ٣٤٩ / ٧، واورده عنه وعن التهذيب والاستبصار في الحديث ٣ من الباب ١١ من هذه الأبواب.

٣ - الكافي ٥: ٣٤٩ / ٩، واورده في الحديث ٧، ٨ من الباب ١١ من هذه الأبواب.

(٢) في المصدر: الحسن.

(٣) يأتي في الباب ١١ من هذه الأبواب.

الباب ٤

فيه ٣ احاديث

١ - التهذيب ٧: ٢٥٦ / ١١٠٣، والاستبصار ٣: ١٤٤ / ٥١٨، واورده في الحديث ٢ من الباب ١٣ من أبواب المتعة.

٥٣٩

الحسن بن عليّ بن فضّال، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: لا بأس أن يتمتّع الرجل باليهوديّة والنصرانيّة وعنده حرّة.

[ ٢٦٢٨٩ ] ٢ - وعنه، عن محمّد بن سنان، عن أبان بن عثمان، عن زرارة قال: سمعته يقول: لا بأس أن يتزوّج اليهوديّة والنصرانيّة متعة وعنده امرأة.

[ ٢٦٢٩٠ ] ٣ - محمّد بن على بن الحسين بإسناده، عن الحسن التفليسي، أنّه سأل الرضا( عليه‌السلام ) : يتمتّع الرجل اليهوديّة والنصرانيّة؟ فقال الرضا( عليه‌السلام ) : يتمتّع من الحرّة المؤمنة وهي أعظم حرمة منها(١) .

أقول: ويأتي ما يدلّ على ذلك(٢) ، وهذا يحتمل التخصيص بالضرورة لما مضى(٣) ويأتي(٤) .

٥ - باب جواز استدامة تزويج ألذّمية اذا أسلم الزوج، وعدم بطلان العقد

[ ٢٦٢٩١ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن الحسن بن محبوب، عن عبدالله بن سنان، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) - في حديث - قال: سألته عن رجل هاجر وترك امرأته مع المشركين ثمّ لحقت به بعد

____________________

٢ - التهذيب ٧: ٢٥٦ / ١١٠٤ و ٧: ٢٩٩ / ١٢٥٢، والاستبصار ٣: ١٤٤ / ٥١٩، والاستبصار ٣: ١٨١ / ٦٥٦، واورده في الحديث ٣ من الباب ١٣ من أبواب المتعة.

٣ - الفقيه ٣: ٢٩٣ / ١٣٩٠، واخرجه عنه وعن التهذيب في الحديث ٣ من الباب ٧، وعن التهذيب في الحديث ٦ من الباب ١٣ من أبواب المتعة.

(١) في المصدر: منهما.

(٢) يأتي في الباب ١٣ من أبواب المتعة.

(٣) مضى في الباب ١ و ٢ من هذه الأبواب.

(٤) يأتي في الباب ١٢ من هذه الأبواب.

الباب ٥

فيه ٧ احاديث

١ - الكافي ٥: ٤٣٥ / ٢، وأورد صدره في الحديث ٤ من الباب ٩ من هذه الأبواب.

٥٤٠

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

701

702

703

704

705

706

707

708

709

710

711

712

713

714

715

716

717

718

719

720

721

722

723

724

725

726

727

728

729

730

731

732

733

734

735

736

737

738

739

740

741

742

743

744

745

746

747

748

749

750

751

752

753

754

755

756

757

758

759

760

761

762

763

764

765

766

767

768

769

770

771

772

773

774

775

776

777

778

779

780

781

782

783

784

785

786

787

788

789

790

791

792

793

794

795

796

797

798

799

800