موسوعة كربلاء الجزء ٢

موسوعة كربلاء7%

موسوعة كربلاء مؤلف:
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 800

الجزء ١ الجزء ٢
  • البداية
  • السابق
  • 800 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 505276 / تحميل: 6087
الحجم الحجم الحجم
موسوعة كربلاء

موسوعة كربلاء الجزء ٢

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

« يروي عن أنس بن مالك -رضي‌الله‌عنه -، ربما أخطأ. روى عنه: شعبة، وزهير »(١) .

(٤)

رواية ميمون بن أبي خلف

وهو: الراوي للحديث عن أنس بن مالك.

ورواه عنه « سكين بن عبد العزيز ».

وجاء كذلك في أسانيد ابن عساكر الحافظ.

ابن حجر : « ميمون بن جابر أبو خلف البرقاني، عن أنس -رضي‌الله‌عنه - بحديث الطير. قال أبو زرعة: متروك، يروي عنه سكين بن عبد العزيز. انتهى. وذكره العقيلي وقال: لا يصح حديثه »(٢) .

قلت : والأصل في ذلك ما جاء في الجرح والتعديل: « ميمون أبو خلف الرفاء، روى عن أنس بن مالك قصة الطير، روى عنه سكين بن عبد العزيز. نا عبد الرحمن قال: سألت أبا زرعة عنه فقال: منكر الحديث وترك حديثه ولم يقرأ علينا »(٣) .

فالرجل منكر الحديث، والظاهر أنّهم يقصدون حديث الطير، فإنّ معناه عندهم منكر! لكنّ الرجل من التابعين، والتابعون عند أهل السنّة كالأصحاب لقولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم - فيما رووه -: « خير القرون قرني ثم الذين يلونهم » ولذا لم نجد تصريحا بضعفه، وإنّما يقولون منكر الحديث، وقد تقرّر عندهم أن رواية الحديث المنكر لا يكون جرحا للراوي.

____________________

(١). كتاب الثقات ٥ / ١٥٧.

(٢). تقريب التهذيب ٦ / ١٤٠.

(٣). الجرح والتعديل ٨ / ٢٣٤.

٢١

(٥)

رواية محمّد بن المنكدر

وهو: راوي الحديث عن جابر بن عبد الله.

وعنه: عبد الله بن لهيعة.

أخرجه عنه الحافظ ابن عساكر بإسناد له.

وابن المنكدر من رجال الصحاح الستّة:

ابن حجر : « محمد بن المنكدر بن عبد الله بن الهريز - بالتصغير - التيمي المدني. ثقة فاضل، من الثالثة، مات سنة ٣٠ أو بعدها / ع »(١) .

(٦)

رواية ثمامة بن عبد الله

وهو حفيد أنس بن مالك.

وقد رواه عن أنس. ورواه عنه ابن أخيه عبد الله بن المثنى، كما في الأسانيد، منها عند الحافظ ابن عساكر.

قال الحافظ: « ثمامة بن عبد الله بن أنس بن مالك، الأنصاري، البصري، قاضيها، صدوق، من الرابعة، عزل سنة عشر. ومات بعد ذلك بمدة » وقد وضع عليه علامة الكتب الستّة »(٢) .

____________________

(١). تقريب التهذيب ٢ / ٢١٠.

(٢). تقريب التهذيب ١ / ١٢٠.

٢٢

(٧)

رواية عبد الله بن المثّنى

وهو: عبد الله بن المثنى بن عبد الله بن أنس بن مالك.

وتعلم روايته من كثير من الأسانيد المذكورة في الكتاب، منها أسانيد ابن عساكر الحافظ.

وهو من رجال البخاري والترمذي وابن ماجة.

قال ابن حجر الحافظ: « صدوق، كثير الغلط، من السادسة »(١) .

(٨)

رواية جعفر بن سليمان الضبعي

المتوفى سنة: ٧٨.

وتعلم روايته من كثير من الأسانيد، رواه عن « عبد الله بن المثنّى ».

قال الذهبي: « ولحديث الطير طرق كثيرة عن أنس، متكلّم فيها، وبعضها على شرط السنن، ومن أجودها حديث:

قطن بن نسير - شيخ مسلم - حدّثنا جعفر بن سليمان، حدّثنا عبد الله بن المثّنى، عن عبد الله بن أنس، عن أنس »(٢) .

وقال ابن حجر: « صدوق زاهد، لكنه كان يتشيّع » ووضع عليه علامة: بخ م ٤(٣) .

____________________

(١). تقريب التهذيب ١ / ٤٤٥.

(٢). تاريخ الإسلام ٢ / ١٩٧.

(٣). تقريب التهذيب ١ / ١٣١.

٢٣

(٩)

رواية سكين بن عبد العزيز

وهو: راوي الحديث عن « ميمون أبي خلف عن أنس ».

ورواه عنه: « عبيد الله بن موسى ».

وقد أخرجه عنه بإسناده ابن عساكر الحافظ.

ابن حجر : « سكين - بالتصغير - ابن عبد العزيز بن قيس العبدي، العطار، البصري، وهو سكين بن أبي الفرات. صدوق، يروي عن الضعفاء. من السّابعة / د »(١) .

(١٠)

رواية الصباح بن محارب

وتعلم روايته من أسانيد الخطيب، فقد رواه عنده عن « عمر بن عبد الله ابن يعلى بن مرّة»(٢) .

وهو من رجال ابن ماجة.

ابن حجر : « قال أبو زرعة وأبو حاتم صدوق. وقال عبد الرحمن بن الحكم بن بشير بن سليمان: رأيت كتابه وكان صحيح الكتاب. وذكره ابن حبان في الثقات. قلت: وقال العقيلي: يخالف في بعض حديثه. ونقل ابن خلفون في الثقات عن العجلي توثيقه »(٣) .

____________________

(١). تقريب التهذيب ١ / ٣١٣.

(٢). تاريخ بغداد ١١ / ٣٧٦.

(٣). تهذيب التهذيب ٤ / ٣٥٨.

٢٤

(١١)

رواية ابن لهيعة

وهو: عبد الله بن لهيعة بن عقبة الحضرمي.

روى هذا الحديث عن: محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله.

ورواه عنه: أبو صالح المصري، كاتب الليث.

وأخرجه عنه الحافظ ابن عساكر بإسناد له.

ابن حجر : « عبد الله بن لهيعة - بفتح اللام وكسر الهاء - ابن عقبة الحضرمي، أبو عبد الرحمن المصري، القاضي، صدوق، من السابعة، خلط بعد احتراق كتبه، ورواية ابن المبارك وابن وهب عنه أعدل من غيرهما. وله في مسلم بعض شيء مقرون. مات سنة ٧٤ وقد ناف على الثمانين / م د ت ق »(١) .

(١٢)

رواية عبد الله بن صالح

وهو: كاتب الليث، أبو صالح المصري.

روى هذا الحديث عن ابن لهيعة.

ورواه عنه: محمّد بن إسماعيل التّرمذي

وأخرجه عنه الحافظ ابن عساكر بإسناده.

ابن حجر : « عبد الله بن صالح بن محمّد بن مسلم الجهني، أبو صالح المصري، كاتب الليث، صدوق، كثير الغلط، ثبت في كتابه، وكانت فيه

____________________

(١). تقريب التهذيب ١ / ٤٤٤.

٢٥

غفلة. من العاشرة. مات سنة ٢٢ وله ٨٥ سنة / خت د ت ق »(١) .

(١٣)

رواية عبد السلام بن راشد

وهو: راوي الحديث عن « عبد الله بن المثنى » وعنه: « حاتم بن الليث الجوهري » الحافظ الثقة المكثر المتقن الثبت كما وصفه الخطيب والذهبي، كما ذكرنا بترجمته.

فبقرينة الراوي يعرف « عبد السلام بن راشد » ويعلم كونه معتمدا، كما أنّ الحديث بهذا الطريق الّذي أخرجه به الحافظ ابن عساكر معتبر صحيح، لأنّه:

عن شيخه ابن الأكفاني، عن عبد العزيز الكتاني، عن ابن السمسار، عن الدار قطني، عن ابن مخلد الدوري، عن حاتم بن ليث، عن عبد السلام ابن راشد، عن عبد الله بن المثنى، عن ثمامة، عن أنس.

وبهذا تعرف ما في كلام الذهبي بترجمة عبد السلام بن راشد:

« عبد السلام بن راشد، عن عبد الله بن المثنى بحديث الطير. لا يعرف والخبر لا يصح ».

بل الخبر صحيح بهذا السند فضلا عن أسانيده الصحاح الأخرى، ولذا تعقّبه الحافظ بقوله:

« وقد تابعه على رواية حديث الطير عن عبد الله بن المثنى: جعفر بن سليمان الضبعي، وهو مشهور من حديثه »(٢) .

____________________

(١). تقريب التهذيب ١ / ٤٢٣.

(٢). لسان الميزان ٤ / ١٢.

٢٦

(١٤)

رواية قطن بن نسير

وهو: أبو عباد قطن بن نسير البصري المعروف بالذرع المتوفى سنة:

وتعلم روايته من كثير من الأسانيد.

ابن حجر : « روى عن جعفر بن سليمان الضبعي روى عنه مسلم حديثا واحدا، وأبو داود، روى الترمذي عن أبي داود عنه »(١) .

فهو من رجال مسلم وأبي داود والترمذي، وكذلك وضع عليه علائم الكتب الثلاثة

والذهبي أثبت وثاقته(٢) .

وابن حجر قال: « صدوق يخطئ، من العاشرة »(٣) .

(١٥)

رواية الحكم بن عتيبة

وهو: الراوي لحديث سعد بواسطة ابن أبي ليلى، توفي سنة: ١١٥.

وعنه رواه شعبة بن الحجاج في رواية الحافظ أبي نعيم.

وهو من رجال الكتب الستة.

الذهبي : « الإمام الكبير، عالم أهل الكوفة » ثم أورد كلمات الثناء بالجميل عليه »(٤) .

____________________

(١). تهذيب التهذيب ٨ / ٣٤١.

(٢). ميزان الاعتدال ٣ / ٣٩٠.

(٣). تقريب التهذيب ٢ / ١٢٦.

(٤). سير أعلام النبلاء ٥ / ٢٠٨.

٢٧

(١٦)

رواية إسحاق بن عبد الله

وهو: إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة المتوفى سنة: ١٣٣.

راوي الحديث عن أنس، في رواية عند الحافظين أبي نعيم والخطيب.

وهو من رجال الكتب الستة.

قال ابن حجر: « ثقة حجة »(١) .

(١٧)

رواية عبد الملك بن عمير

وهو: عبد الملك بن عمير بن سويد المتوفى سنة ١٣٦.

وتعلم روايته من أسانيد الفقيه ابن المغازلي.

الذهبي : « حدّث عن وخلق من الصحابة وكبار التابعين، وعمّر دهرا طويلا، وصار مسند أهل الكوفة » ثم ذكر الكلمات في حقّه وقد وضع عليه علامة الكتب الستة(٢) .

وله ترجمة في:

التاريخ الكبير ٥ / ٤٢٦، تهذيب التهذيب ٦ / ٤١١ وغيرهما.

(١٨)

رواية الأوزاعي

وهو: عبد الرحمن بن عمرو، المتوفى سنة: ١٥٧.

____________________

(١). تقريب التهذيب ١ / ٥٩.

(٢). سير أعلام النبلاء ٥ / ٤٣٨.

٢٨

وتعلم روايته من إسناد الحافظ الطبراني في المعجم الأوسط.

الذهبي : « عبد الرحمن بن عمرو بن يحمد، شيخ الإسلام وعالم أهل الشام، أبو عمرو الأوزاعي، قال محمد بن سعد: كان ثقة، وكان خيّرا، فاضلا، مأمونا، كثير العلم والحديث والفقه، حجة، توفي سنة ١٥٧، وقال أحمد: يصلح للإمامة. وعن مالك قال: الأوزاعي إمام يقتدى به. قال الخريبي: كان الأوزاعي أفضل أهل زمانه »(١) .

وله ترجمة في:

طبقات ابن سعد ٧ / ٤٨٨، التاريخ الكبير ٥ / ٣٢٦، حلية الأولياء ٦ / ١٣٥، تهذيب التهذيب ٦ / ٢٣٨. وغيرها.

(١٩)

رواية شعبة

وهو: ابن الحجاج، المتوّفى سنة: ١٦٠.

وتعلم روايته من إسناد أبي نعيم الحافظ(٢) .

الذهبي : « شعبة / ع. ابن الحجاج بن الورد، الإمام الحافظ، أمير المؤمنين في الحديث، روى عنه عالم عظيم وانتشر حديثه في الآفاق » ثم ذكر فضائله ومناقبه وأطنب فيها(٣) .

____________________

(١). سير أعلام النبلاء ٧ / ١٠٧ ملخصّا.

(٢). حلية الأولياء ٤ / ٣٥٦.

(٣). سير أعلام النبلاء ٧ / ٢٠٢.

٢٩

(٢٠)

رواية زهير بن معاوية

وهو: زهير بن معاوية بن خديج الجعفي، المتوفى سنة ١٧٣ أو ١٧٧(١) .

وتعلم روايته من أسانيد الحافظ ابن عساكر فقد أخرجه بإسناده عن أحمد بن يزيد الورتنيس قال: « أنبأنا زهير، أنبأنا عثمان الطويل، عن أنس بن مالك » و « زهير » هو « ابن معاوية » المذكور كما بترجمة « أحمد بن يزيد » من ( تهذيب التهذيب )(٢) .

و « زهير » من رجال الصحاح الستّة.

قال ابن حجر: « زهير بن معاوية بن خديج، أبو خيثمة الجعفي الكوفي، نزيل الجزيرة، ثقة ثبت، إلاّ أن سماعه عن أبي إسحاق بأخرة، من السابعة.

مات سنة ٣٢ أو ٣ أو أربع وسبعين، وكان مولده سنة ١٠٠ / ع »(٣) .

(٢١)

رواية مالك بن أنس

وهو: الإمام المشهور المعروف، المتوفّى سنة: ١٧٩.

وتعلم روايته من إسناد أبي نعيم الحافظ في الحلية.

السيوطي : « شيخ الأئمة، وإمام دار الهجرة. روى عن: نافع، ومحمد ابن المنكدر، وجعفر الصادق، وحميد الطويل، وخلق. وعنه: الشافعي، وخلائق جمعهم الخطيب في مجلّد قال الشافعي: إذا جاء الأثر فمالك

____________________

(١). تهذيب التهذيب ٣ / ٣٠٣.

(٢). تهذيب التهذيب ١ / ٧٨.

(٣). تقريب التهذيب ١ / ٢٦٥.

٣٠

النجم »(١) .

وله ترجمة في كافّة المصادر الحديثية والتاريخية والرجالية وغيرها.

(٢٢)

رواية إسحاق الأزرق

وهو: إسحاق بن يوسف الواسطي المتوفى سنة: ١٩٥.

وتعلم روايته من أسانيد الفقيه ابن المغازلي.

الخطيب : « روى عنه: أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وعمرو الناقد، والحسن بن حماد سجادة ورد إسحاق بغداد وحدّث بها وكان من الثقات المأمونين، وأحد عباد الله الصالحين » ثم روى ثقته عن أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، والعجلي، وابن سعد(٢) .

(٢٣)

رواية يونس بن أرقم

وتعلم روايته من أسانيد الفقيه ابن المغازلي.

البخاري : ترجم له بلا جرح(٣) .

وابن أبي حاتم كذلك(٤) .

وابن حجر وقال: « قال البخاري: كوفي معروف الحديث، كان يتشيّع، وكذا قال ابن حبان في الثقات لكن قال: بصري »(٥) .

____________________

(١). طبقات الحفّاظ: ٩٦.

(٢). تاريخ بغداد ٦ / ٣١٩ - ٣٢١.

(٣). التاريخ الكبير ٨ / ٤١٠.

(٤). الجرح والتعديل ٩ / ٣٣٦.

(٥). تعجيل المنفعة: ٣٠١.

٣١

قال: « وقال البزار في مسنده: يونس بن أرقم كان صدوقا، روى عنه أهل العلم واحتملوا حديثه، على أنّ فيه شيعيّة شديدة »(١) .

(٢٤)

رواية الرياحي

وهو: أبو العوام أحمد بن يزيد، المتوفى سنة

وتعلم روايته من أسانيد الفقيه ابن المغازلي.

الخطيب : « حدّث عن مالك بن أنس و روى عنه: ابنه محمّد. وكان ثقة »(٢) .

(٢٥)

رواية عبد الرزّاق الصنعاني

وهو: أبو بكر عبد الرزاق بن همام المتوفى سنة: ٢١١.

وتعلم روايته من إسناد الحافظ الطبراني في المعجم الأوسط.

وهو من رجال الكتب الستّة

الذهبي : « عبد الرزاق بن همام / ع.

ابن نافع، الحافظ الكبير، عالم اليمن، أبو بكر، الحميري مولاهم، الصنعاني، الثقة، الشيعي » ثم نقل ثقته والكلمات في حقه بما يطول المقام به فلاحظه(٣) وراجع غيره من المصادر مثل:

الطبقات ٥ / ٥٤٨، تذكرة الحفّاظ ١ / ٣٦٤، تهذيب التهذيب ٦ / ٣١٠.

____________________

(١). لسان الميزان ٦ / ٣٣١.

(٢). تاريخ بغداد ٥ / ٢٢٧.

(٣). سير أعلام النبلاء ٩ / ٥٦٣.

٣٢

(٢٦)

رواية عبيد الله بن موسى

هو: عبيد الله بن موسى بن أبي المختار المتوفى سنة ٢١٣ أو ٢١٤.

وتعلم روايته من أسانيد الفقيه ابن المغازلي.

الذهبي : « الإمام، الحافظ، العابد، وكان من حفّاظ الحديث، مجوّدا للقرآن وحدّث عنه: أحمد بن حنبل قليلا - كان يكرهه لبدعة ما فيه - وإسحاق، وابن معين، ومحمد بن عبد الله بن نمير، وعبد بن حميد، و

وروى عنه البخاري في صحيحه، ويعقوب الفسوي في مشيخته، وثّقه ابن معين وجماعة.

وحديثه في الكتب الستة »(١) .

وتوجد ترجمته في:

تهذيب التهذيب ٢ / ٥٠، تذكرة الحفّاظ ١ / ٣٥٣، الكاشف ٢ / ٢٣٢.

(٢٧)

رواية أبي عاصم النبيل

وهو: الضحّاك بن مخلد الشيباني المتوفى سنة: ٢١٥.

وتعلم روايته من أسانيد الحافظ ابن عساكر.

السيوطي : « عنه: أحمد، وإسحاق، والبخاري، وابن المديني، وعبد ابن حميد، وابن المثّنى، وخلق.

____________________

(١). سير أعلام النبلاء ٩ / ٥٥٣.

٣٣

وكان فقيها، حافظا، عابدا، متقنا »(١) .

وله ترجمة في مصادر كثيرة.

(٢٨)

رواية المصيّصي

وهو: إبراهيم بن مهدي، المتوفى سنة: ٢٢٥.

وتعلم روايته من أسانيد الفقيه ابن المغازلي.

الخطيب : « روى عنه: أحمد بن حنبل، ويعقوب الدورقي ذكره ابن أبي حاتم الرازي فقال: بغدادي الأصل، سكن المصيصة. وقال أيضا: سمعت أبي يقول: حدثنا إبراهيم بن مهدي وكان ثقة.

... وسئل يحيى بن معين عن إبراهيم بن مهدي الطرسوسي فقال: كان رجلا مسلما، فقيل له: أهو ثقة؟ فقال: ما أراه يكذب »(٢) .

(٢٩)

رواية القواريري

وهو: عبيد الله بن عمر بن ميسرة، المتوفى سنة: ٢٣٥.

وتعلم روايته من أسانيد الفقيه ابن المغازلي.

الذهبي : « الإمام الحافظ، محدّث الإسلام حدّث عنه: البخاري، ومسلم، وأبو داود، وأبو زرعة، وإبراهيم الحربي، وأبو حاتم، وعبد الله بن أحمد وكتب عنه: يحيى بن معين، وأحمد بن حنبل، وابن سعد.

وثّقه يحيى، وصالح جزرة الحافظ، والنسائي.

____________________

(١). طبقات الحفّاظ: ١٥٩.

(٢). تاريخ بغداد ٦ / ١٧٨.

٣٤

وقال ابن سعد: ثقة كثير الحديث.

وقال أبو حاتم: صدوق »(١) .

وتوجد ترجمته في:

طبقات ابن سعد ٧ / ٣٥٠، التاريخ الكبير ٥ / ٣٩٥، تاريخ بغداد ١٠ / ٣٢٠، تهذيب التهذيب ٧ / ٤٠ وغيرها.

(٣٠)

رواية سهل بن زنجلة

وهو: سهل بن أبي سهل الرّازي الخياط المتوفى سنة: ٢٣٨.

وتعلم روايته من أسانيد الخطيب في تاريخه.

الذهبي : « الحافظ الإمام الكبير قال أبو حاتم: صدوق، وقال أبو يعلى الخليلي: سهل ثقة حجة، ارتحل مرتين، وله تصانيف، ولا يقدّم عليه أحد في الإتقان والديانة من أقرانه في وقته ...»(٢) .

وله ترجمة في:

تهذيب التهذيب ٤ / ٢٥١، تاريخ بغداد ٩ / ١١٦، وغيرهما.

(٣١)

رواية وهب بن بقية

وهو: وهب بن بقيّة الواسطي المعروف بوهبان، المتوفى سنة: ٢٣٩.

وتعلم روايته من أسانيد الفقيه ابن المغازلي.

الخطيب : « روى عنه: محمد بن إسماعيل البخاري، ومسلم بن

____________________

(١). سير أعلام النبلاء ١١ / ٤٤٢.

(٢). سير أعلام النبلاء ١٠ / ٦٩٢.

٣٥

الحجاج، وحنبل بن إسحاق، وأبو داود السجستاني

وكان ثقة وكان قدم إلى بغداد فحمل عنه شيوخنا »(١) .

(٣٢)

رواية محمّد بن مصفّى

وهو: ابن بهلول الحمصي، المتوفى سنة: ٢٤٦.

وتعلم روايته من أسانيد الحافظ ابن عساكر.

الذهبي : « الحافظ الإمام، عالم أهل حمص حدّث عنه: أبو داود، والنسائي، وابن ماجة، و

قال أبو حاتم: صدوق »(٢) .

(٣٣)

رواية البخاري

وهو: أبو عبد الله محمّد بن إسماعيل، المتوفى سنة: ٢٥٦.

وهو صاحب الصحيح، وهو غني عن التعريف.

قال:

« إسماعيل بن سلمان الأزرق الكوفي، سمع أباه والشّعبي وأبا عمر، سمع منه وكيع. وقال عبيد الله بن موسى: أخبرنا إسماعيل بن سلمان بن أبي المغيرة الأزرق عن أنس: أهدي للنبيّ طائر فقال: اللهم ائتني بأحبّ خلقك، فجاء علي.

وسمعت أنسا: مرّ أبو ذر برجل عرّس فلم يسلّم عليه. قال أبو عبد الله:

____________________

(١). تاريخ بغداد ١٣ / ٤٨٧.

(٢). سير أعلام النبلاء ١٢ / ٩٤.

٣٦

لا يتابع عليه.

وروى ابن الفضيل، عن مسلم، عن أنس في الطير.

وقال عبيد الله بن موسى: أخبرنا سكين بن عبد العزيز، عن ميمون أبي خلف حدّثه عن أنس، عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في الطير »(١) .

وقال:

« أحمد بن يزيد بن إبراهيم أبو الحسن الحرّاني، قال لي محمّد بن يوسف: حدّثنا أحمد قال: ثنا زهير قال: ثنا عثمان الطويل، عن أنس بن مالك قال: اهدي للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم طائر كان يعجبه فقال: اللهم ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل هذا الطير، فاستأذن علي، فسمع كلامه فقال:

ادخل.

ولا يعرف لعثمان سماع من أنس: وقال إسحاق بن عبد الله بن يوسف، عن عبد الملك - هو ابن أبي سليمان - عن أنس: شهد النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بهذا. مرسل »(٢) .

(٣٤)

رواية حاتم بن الليث

وهو: أبو الفضل حاتم بن الليث البغدادي الجوهري المتوفى سنة: ٢٦٢.

وتعلم روايته من أسانيد الحافظ ابن عساكر.

الخطيب : « روى عنه: محمّد بن محمّد الباغندي، وأبو العباس السراج النيسابوري، وجماعة آخرهم: محمّد بن مخلد الدوري. وبعض الرواة عنه

____________________

(١). التاريخ الكبير ١ / ٣٥٧ - ٣٥٨.

(٢). التاريخ الكبير ٢ / ٢ - ٣

٣٧

يقول: حدّثنا حاتم بن الليث وكان ثقة ثبتا متقنا حافظا »(١) .

الذهبي : « الحافظ المكثر الثقة »(٢) .

(٣٥)

رواية فهد بن سليمان

وهو الدلاّل المتوفى سنة: ٢٧٥.

روى الحديث عن « أحمد بن يزيد الورتنيس ».

ورواه عنه: « علي بن سراج المصري ».

كما في أسانيد الحافظ ابن عساكر.

وذكره الذهبي فيمن روى عنه « علي بن سرّاج المصري » وفي وفيات سنة ٢٧٥ من سير الأعلام(٣) .

وقال ابن أبي حاتم: « كتبت فوائده ولم يقض لنا السّماع منه »(٤) .

(٣٦)

رواية أحمد بن حازم

وهو: أحمد بن حازم بن محمّد، أبو عمرو الغفاري الكوفي المتوفى سنة ٢٧٦.

وتعلم روايته من أسانيد الحافظ ابن عساكر.

الذهبي : « الإمام الحافظ الصدوق أحمد بن حازم سمع: جعفر بن عون، ويعلى بن عبيد، وعبيد الله بن موسى حدّث عنه: مطيّن، وابن

____________________

(١). تاريخ بغداد ٨ / ٢٤٥.

(٢). سير أعلام النبلاء ١٢ / ٥١٩.

(٣). سير أعلام النبلاء ١٣ / ١٧٧.

(٤). الجرح والتعديل ٧ / ٨٩.

٣٨

دحيم الشيباني

وذكره ابن حبان في الثقات وقال: كان متقنا »(١) .

وله ترجمة في:

تذكرة الحفّاظ ٢ / ٥٩٤، الوافي بالوفيات ٦ / ٢٩٨، اللباب ٢ / ٣٧٧.

(٣٧)

رواية أبي الأحوص

وهو: محمّد بن الهيثم بن حماد بن واقد المتوفى سنة ٢٧٩.

وقد عرفت روايته من أسانيد الفقيه ابن المغازلي الشافعي.

الخطيب : « كان من أهل الفضل، ورحل في الحديث إلى الكوفة، والبصرة، والشام، ومصر، فسمع من روى عنه: موسى بن هارون الحافظ، ومحمّد بن عبد الله الحضرمي مطين، و » فروى عن: ابن خراش أنّه: « من الأثبات المتقنين » وعن الدار قطني: « كان من الثقات الحفّاظ»(٢) .

(٣٨)

رواية محمّد بن إسماعيل الترمذي

وهو: محمّد بن إسماعيل بن يوسف، أبو إسماعيل السّلمي الترمذي، المتوفى سنة: ٢٨٠.

وتعلم روايته من أسانيد الحافظ ابن عساكر.

الخطيب : « سمع في أمثالهم من الشيوخ، وكان فهما متقنا مشهورا بمذهب السنّة، وسكن بغداد، وحدّث بها، فروى عنه وروى عنه أيضا أبو

____________________

(١). سير أعلام النبلاء ١٣ / ٢٣٩.

(٢). تاريخ بغداد ٣ / ٣٦٢.

٣٩

عيسى الترمذي، وأبو عبد الرحمن النسائي، في صحيحيهما » ثم نقل ثقته عن غير واحد من الأعلام(١) .

(٣٩)

رواية الباغندي

وهو: محمّد بن سليمان بن الحارث أبو بكر الواسطي الباغندي المتوفى سنة: ٢٨٣.

وقد عرفت روايته من أسانيد الفقيه ابن المغازلي.

الخطيب : « والباغندي مذكور بالضّعف، ولا أعلم لأيّة علّة ضعّف! فإنّ رواياته كلّها مستقيمة، ولا أعلم في حديثه منكرا »(٢) .

الذهبي : « الإمام، المحدّث، العالم، الصادق، أبو بكر »(٣) .

(٤٠)

رواية الحسين بن فهم

وهو: أبو علي الحسين بن محمّد بن عبد الرحمن بن فهم البغدادي، المتوفى سنة: ٢٨٩.

وتعلم روايته من أسانيد ابن المغازلي الفقيه الشافعي.

الخطيب : « كان ثقة، وكان عسرا في الرواية متمنّعا إلاّ لمن أكثر ملازمته »(٤) .

____________________

(١). تاريخ بغداد ٢ / ٤٢.

(٢). تاريخ بغداد ٥ / ٢٩٨.

(٣). سير أعلام النبلاء ١٣ / ٣٨٦.

(٤). تاريخ بغداد ٨ / ٩٢.

٤٠

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

قال الميانجي : في بعض الكتب : لما خرجوا من الكوفة كانوا خائفين من قبائل العرب ، لعل فيهم شيء من الحميّة والغيرة على إمامهم ، فيهيجوا ويخلّصوا العيال ويأخذوا الرؤوس. فلهذا عدلوا عن الطريق الأعظم والجادة الكبرى من الكوفة إلى الشام. فعلى هذا كانوا يقطعون مسيرة يومين بيوم ، ويسيرون جانب البر والقرى ، ويجدّون في السير خوفا من الطلب.

٤٣٤ ـ من أين بدأ المسير؟ :

لدينا رواية تذكر أن ركب الرؤوس والسبايا مرّ ب (القادسية) ، والقادسية تقع على بعد نحو ٨٠ كم جنوب الكوفة ، أي على غير طريقهم المتجه إلى الشمال ، فما معنى ذلك؟.

في (مقتل الحسين) المنسوب لأبي مخنف ، قال سهل :

فلما رأيت ذلك تجهزت وسرت مع القوم. فلما نزلوا القادسية أنشأت أم كلثومعليها‌السلام تقول : مات رجالي وأفنى الدهر ساداتي (شعر).

ويمكن تفسير ذلك بأن انطلاق ركب الرؤوس والسبايا كان عن طريق القادسية ليكونوا بعيدين عن الكوفة ، التي كانت تغلي كالمرجل بأهلها ، حنقا على يزيد وابن زياد. فأرادوا أن يموّهوا الطريق على الناس حتى لا يلحق بهم أحد ، ويحاول تخليصهم الرؤوس والسبايا. حتى إذا اجتمعوا في (القادسية) وهي في أول البرية ، اتجهوا شمالا بطريق صحراوي بعيدا عن الكوفة. ثم عبروا نهر الفرات من منطقة القناطر إلى قصر ابن هبيرة في شرقه. (انظر المخطط التفصيلي المرفق ـ الشكل ١٢)

٤٣٥ ـ وضع الرأس الشريف في صندوق :

(تذكرة الخواص لسبط ابن الجوزي ، ص ٢٧٣ ط ٢ نجف)

ذكر عبد الملك بن هاشم في كتاب (السيرة) : الّذي أخبرنا القاضي الأسعد أبو البركات عبد القوي ابن أبي المعالي ابن الجبار السعدي في جمادى الأولى سنة ٦٠٩ ه‍ بالديار المصرية ، قراءة عليه ونحن نسمع ، قال : أنبأنا أبو محمد عبد الله بن رفاعة بن غدير السعدي في جمادى الأولى سنة ٥٥٥ ه‍ ، قال : أنبأنا إلى آخر السند المعتبر. قال :

لما أنفذ ابن زياد رأس الحسينعليه‌السلام إلى يزيد بن معاوية مع الأسارى ، موثقين

٣٦١

(الشكل ١٢)

٣٦٢

في الحبال ، منهم نساء وصبيان وصبيات من بنات رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، على أقتاب الجمال ، موثّقين مكشّفات الوجوه والرؤوس ، وكلما نزلوا منزلا أخرجوا الرأس من صندوق أعدّوه له ، فوضعوه على رمح ، وحرسوه طول الليل إلى وقت الرحيل. ثم يعيدوه إلى الصندوق ويرحلوا.

أول منزل خراب

٤٣٦ ـ خروج يد من الحائط تكتب بالدم :

(ينابيع المودة لسليمان القندوزي ، ج ٢ ص ١٧٧ ط ١)

فساروا على ساحل الفرات ، فنزلوا على أول منزل كان خرابا ، فوضعوا الرأس الشريف المبارك المكرم ، والسبايا مع الرأس الشريف. وإذ رأوا يدا خرجت من الحائط معها قلم تكتب بدم عبيط [أي طري جديد] شعرا :

أترجو أمة قتلت حسينا

شفاعة جدّه يوم الحساب!

فلا والله ليس لهم شفيع

وهم يوم القيامة في العذاب

لقد قتلوا الحسين بحكم جور

وخالف أمرهم حكم الكتاب

فهربوا ثم رجعوا.

ثم رحلوا من ذلك المنزل ، وإذا هاتف يقول :

ماذا تقولون إن قال النبي لكم

ماذا فعلتم وأنتم آخر الأمم

بعترتي وبأهلي بعد مفتقدي

منهم أسارى ومنهم ضرّجوا بدم

ما كان هذا جزائي إذ نصحت لكم

أن تخلفوني بسوء في ذوي رحمي

وفي مخطوطة مصرع الحسين [مكتبة الأسد] قال أبو مخنف :

فساروا على جنب الفرات ، وجدّوا في السير. فأول منزل نزلوا به وضعوا الرأس بين أيديهم وجعلوا يشربون الخمر ، وإذ خرجت يد من الحائط فيها قلم يكتب بدم على الحائط هذه الأبيات :

أترجو أمة قتلت حسينا

شفاعة جدّه يوم الحساب!

أترجوه وقد قتلوا نجيبا

وأكرم من مشى فوق التراب

قتلتم للحسين وما رعيتم

نبي الله في خير الشباب

٣٦٣

ألا هبّوا ننوح على حسين

وننصره بشيب أو شباب

ونكفر بالذي فعلوه فيهم

وقالوا : إنه فعل الصواب

غدا يصلوا الجحيم وقد أعدّت

لهم دون الخلائق بالعذاب

فويل للذي قتلوا حسينا

وشالوا رأسه فوق الحراب

فيا قلبي تعزّى عن حسين

والعن دونه الشمر الضبابي

وقل بمقال محزون كئيب

محبّ آل أحمد ذي الشباب :

ألا لعن الإله على يزيد

وعترته إلى يوم الحساب

قال : ففزعوا من ذلك فزعا شديدا ، وتركوا الخمر.

دير للنصارى

٤٣٧ ـ بيت شعر مكتوب في الدير من القديم :

(معالي السبطين للمازندراني ، ج ٢ ص ٧٢)

فساروا إلى أن وصلوا إلى دير في الطريق ، فنزلوا ليقيلوا به [أي يناموا وسط النهار] ، فوجدوا أيضا مكتوبا على بعض جدرانه :

أترجو أمة قتلت حسينا

شفاعة جدّه يوم الحساب!

فسألوا الراهب عن المكتوب ، ومن كتبه؟. فقال : إنه مكتوب ههنا من قبل أن يبعث نبيّكم بخمسمئة عام. ففزعوا من ذلك ورحلوا من ذلك المنزل.

وتركوا الطريق خوفا من قبائل العرب أن يخرجوا عليهم ويأخذوا الرأس منهم.وكلما وصلوا إلى قبيلة طلبوا منهم العلوفة [أي العلف] ، وقالوا : معنا رأس خارجي.

٤٣٨ ـ ما حصل في دير للنصارى في الطريق :

(مثير الأحزان لابن نما ، ص ٧٦ ط نجف)

روى النّطنزي عن جماعة عن سليمان بن مهران الأعمش ، قال : بينما أنا في الطواف أيام الموسم ، إذا رجل يقول : اللهم اغفر لي وأنا أعلم أنك لا تغفر. فسألته عن السبب؟. فقال : كنت أحد الأربعين الذين حملوا رأس الحسينعليه‌السلام إلى يزيد على طريق الشام.

٣٦٤

(ستجد قصة هذا الرجل مفصّلة فيما بعد ، تحت عنوان : قصة أسلم).

فنزلنا أول مرحلة رحلنا من كربلا ، على دير للنصارى ، والرأس مركوز على رمح ، فوضعنا الطعام ونحن نأكل ، إذا بكفّ على حائط الدير تكتب عليه بقلم حديد سطرا بدم:

أترجو أمة قتلت حسينا

شفاعة جدّه يوم الحساب!

فجزعنا جزعا شديدا ، وأهوى بعضنا إلى الكف ليأخذها فغابت ، فعاد أصحابي.

٤٣٩ ـ ما كتب على جدار كنيسة للروم من ثلاثمئة عام :

(المصدر السابق)

وعن مشايخ من بني سليم : أنهم غزوا الروم ، فدخلوا بعض كنائسهم ، فإذا مكتوب هذا البيت. فقالوا لهم : منذ متى مكتوب؟. قالوا : قبل أن يبعث نبيّكم بثلاثمئة عام.

وحدّث عبد الرحمن بن مسلم عن أبيه ، أنه قال : غزونا بلاد الروم ، فأتينا كنيسة من كنائسهم قريبة من قسطنطينية ، وعليها شيء مكتوب. فسألنا أناسا من أهل الشام يقرؤون بالرومية ، فإذا هو مكتوب هذا البيت.

٤٤٠ ـ قلم من حديد يكتب سطرا بالدم :

(مناقب آل أبي طالب لابن شهراشوب ، ج ٣ ص ٢١٨ ط نجف)

عن (دلائل النبوة) عن أبي بكر البيهقي بالإسناد إلى أبي قبيل ، و (أمالي) أبي عبد الله النيسابوري أيضا : أنه لما قتل الحسينعليه‌السلام واجتزّ رأسه ، قعدوا في أول مرحلة يشربون النبيذ ويتحيّون بالرأس ، فخرج عليهم قلم من حديد من حائط ، فكتب سطرا بالدم :

أترجو أمة قتلت حسينا

شفاعة جدّه يوم الحساب!

قال : فهربوا وتركوا الرأس ، ثم رجعوا.

وفي كتاب ابن بطة : أنهم وجدوا ذلك مكتوبا في كنيسة.

وقال أنس بن مالك : احتفر رجل من أهل نجران حفرة ، فوجد فيها لوحا من ذهب فيه مكتوب هذا البيت ، وبعده :

فقد قدموا عليه بحكم جور

فخالف حكمهم حكم الكتاب

ستلقى يا يزيد غدا عذابا

من الرحمن يالك من عذاب

٣٦٥

قصر بني مقاتل

٤٤١ ـ نزولهم في قصر بني مقاتل ، والحرّ على أشده :

(معالي السبطين للمازندراني ، ص ١٣٥)

قال الشيخ الدهدشتي البهبهاني في (الدمعة الساكبة) : في بعض الكتب القديمة عن الشيخ المفيد ، قال :

لما رحلوا بالسبايا والرؤوس إلى دمشق ، وعدل بهم الطريق إلى قصر بني مقاتل ، وكان ذلك اليوم يوما شديد الحر ، وكانت القربة التي معهم مزّقت وأريق ماؤها ، فاشتدّ بهم العطش ، وأمر ابن سعد عدة من قومه في طلب الماء ، وأمر بفسطاط فضرب على أربعين ذراعا ، فجلس هو وأصحابه ورموا بالسبايا والأطفال على وجه الأرض تصهرهم الشمس.

فأتت زينبعليها‌السلام إلى ظل جمل هناك ، وفي حضنها علي بن الحسينعليه‌السلام وقد أشرف على الهلاك من شدة العطش ، وبيدها مروحة تروّحه بها من الحر ، وهي تقول : يعزّ عليّ أن أراك بهذه الحال يابن أخي. ثم ذهبت سكينة إلى شجرة هناك ، وعملت لها وسادة من التراب ونامت عليها. فما كان إلا قليل وإذا القوم قد رحلوا وتركوها

القادسيّة

٤٤٢ ـ ما أنشدته أم كلثومعليها‌السلام عند وصولهم إلى القادسية :

(مقتل الحسين لأبي مخنف ، ص ١١٠)

قال أبو مخنف : ثم إن ابن زياد دعا بشمر بن ذي الجوشن وخولي ، وضمّ إليهما ألفا وخمسمائة فارس ، وأمرهم أن يسيروا بالسبايا والرأس إلى الشام ، وأن يشهروهم في جميع البلدان.

قال سهل : فلما رأيت ذلك تجهزت وسرت مع القوم.

فلما نزلوا القادسية أنشأت أم كلثومعليها‌السلام تقول :

ماتت رجالي وأفنى الدهر ساداتي

وزادني حسرات بعد لوعات

صال اللئام علينا بعد ما علموا

أنّا بنات رسول الله بالهدايات

٣٦٦

يسيّرونا على الأقتاب عارية

كأننا فيهم بعض الغنيمات

يعزز عليك رسول الله ما صنعوا

بأهل بيتك يا خير البريّات

كفرتم برسول الله ويلكم

أهداكم من سلوك في الضلالات

شرقي الحصّاصة ـ قصر ابن هبيرة

٤٤٣ ـ مرور السبايا شرقي الحصّاصة وخارج الأنبار :

(مخطوطة مصرع الحسين ـ مكتبة الأسد)

قال أبو مخنف : وأخذوا الرأس وساروا على شرقي الجصّاصة [قرية من توابع الكوفة قرب قصر ابن هبيرة] وخارج الأنبار. وإذا بهاتف يهتف على يمين الطريق ، يسمع صوته ولا يرى شخصه ، وهو يقول :

ماذا تقولون إن قال النبي لكم

ماذا فعلتم وأنتم آخر الأمم

بعترتي وبأهلي بعد منقلبي

منهم أسارى ومنهم ضرّجوا بدم

ما كان هذا جزائي إذ نصحت لكم

(أن تخلفوني بسوء في ذوي رحمي)

سبيتمونا كسبي الروم ويحكم

هذا جزاء رسول الله عندكم!

ألم يقل أرفقوا في عترتي وصلوا

بالبرّ قرباي لا تؤذوا ذوي رحمي!

جرايا ـ مسكن

ثم مرّوا بجرايا ، ثم وصلوا مسكن قبل أن يعبروا تكريت.

وفي مخطوطة (مصرع الحسين) مكتبة الأسد ، ص ٣٨ :

قال أبو مخنف : وساروا خارج الأنبار ، وكتبوا إلى صاحب تكريت

تكريت

٤٤٤ ـ النصارى في تكريت يستنكرون قتل الحسين وأهلهعليهم‌السلام :

في (ينابيع المودة) للقندوزي ، ج ٢ ص ١٧٧ قال :

فلما وصلوا إلى (تكريت) نشرت الأعلام ، وخرج الناس بالفرح والسرور ، فقالت النصارى للجيش : إنا براء مما تصنعون أيها الظالمون ، فإنكم قتلتم ابن بنت نبيكم ، وجعلتم أهل بيته أسارى؟!.

٣٦٧

وفي (معالي السبطين) للمازندراني ، ج ٢ ص ٧٣ قال :

فلما وصلوا إلى (تكريت) كتبوا إلى صاحبها بأن تلقّنا ، فإن معنا رأس الحسين.فلما قرأ الكتاب أمر البوقات فضربت ، والأعلام فنشرت ، والمدينة فزيّنت. ودعا الناس من كل جانب ومكان من جميع القبائل ، فخرج فتلقّاهم. وكان كل من سألهم يقولون: هذا رأس خارجي خرج على يزيد بأرض العراق ، في أرض يقال لها كربلاء ، فقتله عبيد الله بن زياد ، وأنفذ به إلى الشام.

فقال رجل نصراني : يا قوم ، إني كنت بالكوفة ، وقد ورد هذا الرأس ، وليس هو رأس خارجي ، بل هو رأس الحسين بن علي بن أبي طالب ، وأمه فاطمة الزهراء ، وجده محمّد المصطفىصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . فلما سمعت النصارى ذلك عمدوا إلى النواقيس فأخذوها ، وجمعوا الرهبان ، وأغلقوا البيع [جمع بيعة وهي الكنيسة] إعظاما له ، وقالوا : إلهنا وسيدنا ، إنا برئنا من قوم قتلوا ابن بنت نبيهم.

فبلغهم ذلك ، فلم يدخلوها ، ورحلوا عنها وأخذوا على البرية.

طريق البر

٤٤٥ ـ سلوك طريق البرية(المقتل المنسوب لأبي مخنف ، ص ١١٣)

قال أبو مخنف : ورحلوا من تكريت ، وأخذوا على طريق البر. ثم على (الأعمى) ، ثم على (دير عروة) ، ثم على (صليتا) ، ثم على (وادي النخلة) فنزلوا فيها وباتوا.

وادي النّخلة

٤٤٦ ـ بكاء الجن على الحسينعليه‌السلام في وادي النخلة :

(المصدر السابق ؛ وينابيع المودة ، ص ١٧٧)

قال أبو مخنف : فسمعوا نساء الجن يبكين على الحسينعليه‌السلام ويقلن شعرا :

مسح النبي جبينه

فله بريق في الخدود

أبواه من عليا قريش

وجده خير الجدود

قتلوه ظلما ويلهم

سكنوا به نار الخلود

٣٦٨

أرميناء

ثم رحلوا من وادي النخلة ، وأخذوا على (أرميناء) ، وساروا حتى وصلوا إلى (لينا) ، وكانت عامرة بالناس.

مرشاد

٤٤٧ ـ العجائب في مرشاد :

(المنتخب للطريحي ، ص ٤٨١ ط ٢ ؛ وينابيع المودة ، ج ٢ ص ١٧٧)

فلما وصلوا إلى بلدة يقال لها (مرشاد) خرج المشايخ والمخدّرات والشبان يتفرجون على السبي والرؤوس ، وهم مع ذلك يصلّون على محمّد وآله ، ويلعنون أعداءهم ؛ وهو من العجائب.

لينا ـ برساباد

٤٤٨ ـ ما حصل في لينا (أو برساباد):

(مقتل الحسين المنسوب لأبي مخنف ، ص ١١٤)

وفي مخطوطة (مصرع الحسين) مكتبة الأسد ، ص ٣٩ :

قال أبو مخنف : ثم ارتحلوا على طريق (برساباد) وكانت مدينة عامرة غاصة بأهلها ، فخرجت المخدرات من خدورهن ، والكهول والشبان ، وجعلوا ينظرون إلى رأس الحسينعليه‌السلام ويصلون عليه وعلى جده وأبيه ، ويلعنون من قتله ، وهم يقولون : يا قتلة أولاد الأنبياء ، اخرجوا من بلدنا.

الكحيل ـ جهينة

قال أبو مخنف : فأخذوا على الكحيل (أو الأكحل) ، وأتوا جهينة (مرج جهينة) ، وكتبوا إلى صاحب الموصل ، أن تلقّانا فإن معنا رأس الحسين.

عسقلان

٤٤٩ ـ خبر زرير الخزاعي في عسقلان :

(معالي السبطين للمازندراني ، ج ٢ ص ٧٦)

ذكرنا سابقا أن هذه (عسقلان) غير عسقلان فلسطين ، وقد ذكرها السيد محمّد

٣٦٩

مهدي الحائري في (معالي السبطين) قبل الموصل. وفيها حصلت هذه القصة الغريبة التي هي إحدى المحاولات لاستنقاذ الرؤوس والسبايا من أيدي المجرمين.

في (الدمعة الساكبة) قال : وساروا مجدّين إلى أن وصلوا إلى بلد يقال له (عسقلان) وأمير ذلك البلد يعقوب العسقلاني ، وكان في حرب الحسينعليه‌السلام .فلما وصل العسكر مع الرأس والنساء إليه ، أمر أن يزيّنوا ذلك البلد ، وأمر أصحاب الله وو الزهو أن يفرحوا ويلعبوا ، ويضربوا الطنبور والعود. وجلسوا في القصور باللهو وشرب الخمور.

فلما دخلوا وأدخلوا الرأس والنساء ، كان رجل تاجر اسمه زرير الخزاعي ، وكان واقفا ، فلما رأى الناس على ذلك ، سأل بعضهم : إن هذا الفرح والسرور ما سببه ، وما سبب تزيين الأسواق؟. فقالوا : كأنك غريب. قال : نعم. قالوا : كان في العراق رجل مع جماعة ، وهم يخالفون يزيد وما بايعوه ، فبعث إليهم عسكرا فقتلوهم ، وهذه رؤوسهم ونساؤهم. فسأل زرير : يا هذا ، هؤلاء كانوا مسلمين أم كفرة؟. فقيل له : إنهم كانوا سادات أهل الاسلام. فقال : ما كان سبب خروجهم على يزيد؟. قيل له : إن كبيرهم كان يقول : أنا ابن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأنا بالخلافة أحق. فسأل : من كبيرهم ، ومن كان أبوه ، ومن كانت أمه؟. قيل : أما اسمه الحسين ، وأخوه الحسن ، وأمه فاطمة الزهراء بنت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وأبوه أمير المؤمنينعليه‌السلام . فلما سمع زرير ذلك اسودّت الدنيا في عينيه وضاقت الأرض عليه.

فجاء قريبا من السبايا ، فنظر إلى علي بن الحسينعليهما‌السلام فبكى بكاء شديدا ، وأنّ أنّة عظيمة. فقال زين العابدينعليه‌السلام : ما لي أراك تبكي يا هذا؟. وجميع أهل البلد في فرح وسرور!. فقال : يا مولاي أنا رجل غريب ، قد وقعت في هذا البلد ، وسألت أهل هذا البلد عن فرحهم وسرورهم؟. فقالوا : باغ تباغى على يزيد ، فقتله وبعث برأسه ونسائه إلى الشام. فسألت عن اسمه؟ قالوا : هو الحسين بن علي بن أبي طالبعليه‌السلام وجده محمّد المصطفى. فقلت : تبّا لكم فمن كان أحق منه بالخلافة؟. فقالعليه‌السلام : جزاك الله يا زرير خيرا فقد أرى فيك المعرفة ولنا المحبة. (قال) فقلت : يا سيدي هل لك حاجة ، لأني لك بشرط الخدمة.قالعليه‌السلام : قل للذي هو حامل لرأس الحسينعليه‌السلام أن يتقدم على النساء لتشتغل النظارة بالرأس عن النظر إلى النساء. قال : فمضيت من وقتي وأعطيت حامل الرأس

٣٧٠

خمسين مثقالا من الذهب والفضة حتى اعتزل وتقدّم به ، فاستراحت النساء من مدّ النظر إليهن ، وعاد الناس يتفرجون على الرؤوس. فأتيت إلى الإمام وقلت : سيدي بما ذا تأمرني بعد ذلك؟. قالعليه‌السلام : إن كان في رحلك ثياب زائدة ائتني بها. قال :فمضيت وأتيت لكل واحدة من النساء بثوب ، وأتيت لزين العابدينعليه‌السلام بعمامة.فعند ذلك قام الصياح والزعقات في السوق ، فتأملت ذلك وإذا هو الشمر اللعين ، فأخذتني الحمية فجئت إليه وشتمته ، ومسكت بلجام فرسه ، وقلت له : لعنك الله يا شمر ، رأس من هذا وضعته على الرمح؟. وهؤلاء السبايا الذين سبيتهم أولاد من؟.حتى أركبتهم الجمال بغير وطاء!. قطع الله يديك ورجليك وأعمى قلبك وعينيك.فغضب اللعين وصاح بأصحابه : اضربوه. فضربوه واجتمع عليه الناس بالحجارة حتى أثخنوه. ووقع مغشيا عليه فظنوا أنه قد قتل ومات ، وتركوه ملقى على قفاه لا يتحرك.

فلما كان الليل ومضى نصفه قام زرير مرة يحبو ومرة يتمرغل على ظهره وبطنه من كثرة الجراح ، حتى وصل إلى مسجد هناك يسمى بمشهد سليمان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فإذا هو بأناس رؤوسهم مكشوفة وأزياؤهم (وأزياقهم) مشققة ، وأعينهم باكية وقلوبهم محترقة. فقال زرير : ما لكم باكون والناس في هذا البلد فرحون مسرورون؟.فقالوا : أيها القادم علينا إن كنت منا فاجلس وشاركنا في المصيبة ، وإذا هم يبكون على الحسين وأهل بيتهعليهم‌السلام . فحكى زرير قصته وأراهم الطعن في بدنه ، فاشتغلوا بالبكاء ، وزادت مصيبتهم وعزاؤهم على أهل بيت الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

الموصل

٤٥٠ ـ كرامة جديدة لرأس الحسينعليه‌السلام قرب الموصل :

(معالي السبطين للمازندراني ، ج ٢ ص ٧٧)

وساروا إلى أن وصلوا قريبا من (موصل).

وفي (الناسخ) : كتب عمر بن سعد كتابا إلى والي موصل ، وفي خبر كتب شمر كتابا إلى الوالي ، أن تلقّنا وهيّئ لنا الزاد والعلوفة. فلما وصل الكتاب إلى والي موصل ، جمع الأكابر وعرض الكتاب عليهم واستشارهم ، فقالوا : حاشا أن نخلّيهم يدخلون علينا رأس الحسينعليه‌السلام . فكتب الوالي كتابا إلى شمر ، بأن أهل هذه البلدة من محبي علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، وإذا دخلتم البلد أخاف أن تثور عليكم

٣٧١

الفتنة ، فالصواب أن تنزلوا قريبا من البلدة ، ونحن نبعث لكم الزاد والعلوفة. فقبل شمر نصيحته ، ونزلوا تحت جبل هناك قريبا من موصل على فرسخ منها ، وأنزلوا العيال والأطفال ، وأنزلوا رأس الحسينعليه‌السلام من الرمح ، ووضعوه على صخرة ، فقطرت قطرة من دم نحره الشريف على الصخرة ، فصارت تنبع ويغلي منها الدم كل سنة في يوم عاشوراء ، والناس مجتمعون إليها في كل سنة ، ويقيمون مراسم العزاء والمأتم على الحسينعليه‌السلام في يوم عاشوراء. وبقيت هذه إلى أيام عبد الملك بن مروان ، فأمر بنقل الحجر ، فلم ير بعد ذلك منه أثر. ولكن بنوا على ذلك المقام قبة وسمّوها مشهد النقطة.

وفي (مقتل الحسين) المنسوب لأبي مخنف ، ص ١١٤ قال :

وأنفذوا إلى عامل موصل أن تلقّانا ، فإن معنا رأس الحسينعليه‌السلام فلما قرأ الكتاب أمر بأعلام فنشرت ، والمدينة فزيّنت. وتداعت الناس من كل جانب ومكان. وخرج الوالي فتلقّاهم على ستة أميال.

فقال بعض القوم : ما الخبر؟. فقالوا : رأس خارجي خرج بأرض العراق ، قتله عبيد الله بن زياد ، وبعث برأسه إلى يزيد. فقال رجل منهم : يا قوم ، هذا رأس الحسينعليه‌السلام !. فلما تحقّقوا ذلك اجتمعوا في أربعين ألف (وفي رواية : أربعة آلاف) فارس من الأوس والخزرج ، وتحالفوا أن يقتلوهم ويأخذوا منهم رأس الحسينعليه‌السلام ويدفنوه عندهم ، ليكون فخرا لهم إلى يوم القيامة.

فلما سمعوا ذلك لم يدخلوا البلد ، وأخذوا على (تل أعفر) ، ثم على جبل سنجار.

تل أعفر ـ سنجار

٤٥١ ـ في تل أعفر وسنجار :

(مخطوطة مصرع الحسين ـ مكتبة الأسد ، ص ٤٣)

قال أبو مخنف : فلم يدخل خولي الموصل وأخذوا به على طريق البرية ، على جبلة على (تل أعفر) ، ثم على (سنجار). وساروا على نصيبين على الحصن.وقد ذكرنا عند التعريف بسنجار أنها بلدة واقعة في السفح الجنوبي لجبل سنجار ، وفيها مزار للسيدة زينب الكبرىعليها‌السلام وهو يقوم على ربوة عالية في مدخل المدينة.

٣٧٢

والذي يريد التوجه من سنجار إلى (نصيبين) لا بدّ له أن يمرّ بمضيق في الجبل ليصير إلى الشمال ، مارا بوادي (الردّ) في طريقه إلى نصيبين.

(الشكل ١٣) :

مسير السبايا من تل عفر إلى نصيبين مرورا بسنجار

نصيبين

نصيبين بلدة تقع على الحدود السورية التركية ، محاذية للقامشلي. وقد حدثت فيها حوادث جليلة ، منها ما حصل مع راهب نصيبين. فلما أحس العسكر بهجوم مرتقب عليهم حاولوا دخول دير الراهب ليحتموا به ، وباتوا فيه. وإليك قصة ذلك.

٤٥٢ ـ مشهد النقطة في نصيبين(معالي السبطين ، ج ٢ ص ٧٧)

قال السيد محمّد مهدي الحائري : ثم ساروا إلى أن وصلوا إلى (نصيبين) وهي مدينة قرب دجلة ، وتقع على أحد روافد نهر الخابور المتوجهة إلى الحسكة.

عن (كامل البهائي) : أمر منصور بن إلياس بتزيين البلدة ، فزيّنوها بأكثر من ألف مرآة. فلما دخلوا أراد الملعون الّذي كان معه رأس الحسينعليه‌السلام أن يدخل البلد ، فلم يطعه فرسه. فبدّله بفرس آخر فلم يطعه ، وهكذا فإذا بالرأس قد سقط إلى الأرض ، فأخذه إبراهيم الموصلي فتأمل فيه ، فوجده رأس الحسينعليه‌السلام ، فلامهم ووبخهم ، فقتله أهل الشام.

ثم جعلوا الرأس خارج البلد ، ولم يدخلوا به. ولعل مسقط الرأس الشريف صار مشهدا ومزارا.

٣٧٣

يقول السيد المقرّم في مقتله ، حاشية ص ٤٤٤ :

وفي كتاب (الإشارات إلى معرفة الزيارات) لأبي الحسن علي بن أبي بكر الهروي [المتوفى سنة ٦١١ ه‍] ص ٦٦ قال :

في مدينة نصيبين مشهد النقطة ، يقال إنه من دم رأس الحسينعليه‌السلام . وفي سوق النشّابين مشهد الرأس ، فإنه علّق هناك لما عبروا بالسبي إلى الشام.

قال أبو مخنف : فنزلوا إلى نصيبين وشهروا الرأس والسبايا. فلما رأت زينبعليها‌السلام رأس أخيها بكت وأنشأت تقول :

ألم تشهرونا في البرية عنوة

ووالدنا أوحى إليه جليل

كفرتم برب العرش ثم نبيّه

كأن لم يجئكم في الزمان رسول

لحاكم إله العرش يا شرّ أمة

لكم في لظى يوم المعاد عويل

كفر نوبا ـ عين الورد

٤٥٣ ـ في كفر نوبا ثم رأس العين :

(مخطوطة مصرع الحسين ـ مكتبة الأسد ، ص ٤٣)

قال أبو مخنف : وأتوا به (كفر نوبا) ، وجازوا به إلى (عين الوردة) وهي رأس العين.

دعوات

٤٥٤ ـ في دعوات :(معالي السبطين ، ج ٢ ص ٧٨)

قال أبو مخنف : وجعلوا يسيرون إلى عين الوردة ، وأتوا إلى قريب

(دعوات). وكتبوا إلى عاملها أن تلقّانا ، فإن معنا رأس الحسينعليه‌السلام . فلما قرأ الكتاب أمر بضرب البوقات ، وخرج يتلقّاهم. فشهروا الرأس ودخلوا من باب الأربعين ، فنصبوا رأس الحسينعليه‌السلام في الرحبة ، من زوال الشمس إلى العصر ، وأهلها طائفة يبكون ، وطائفة يضحكون وينادون : هذا رأس الخارجي ، خرج على يزيد بن معاوية.

قال : وتلك الرحبة التي نصب فيها رأس الحسينعليه‌السلام لا يجتاز فيها أحد وتقضى حاجته إلى يوم القيامة.

٣٧٤

وباتوا ثملين من الخمور إلى الصباح. فلما ارتحلوا بكى زين العابدينعليه‌السلام وأنشأ يقول:

ليت شعري هل عاقل في الدياجي

بات من فجعة الزمان يناجي

أنا نجل الإمام ما بال حقي

ضائع بين عصبة الأعلاج

٤٥٥ ـ قصة صاحب الدير(معالي السبطين ، ج ٢ ص ٨٢)

قال في (الدمعة الساكبة) : وفي بعض الكتب القديمة قد روي مرسلا عن بعض الثقات عن أبي سعيد الشامي ، قال : كنت يوما مع الكفرة اللئام الذين حملوا الرؤوس والسبايا إلى دمشق. فلما وصلوا إلى دير النصارى ، وقع بينهم [أي جاءهم خبر] أن نصر الخزاعي قد جمع عسكرا ، ويريد أن يهجم عليهم نصف الليل ، ويقتل الأبطال ويجدّل الشجعان ، ويأخذ الرؤوس والسبايا.

فقال رؤساء العسكر من عظم اضطرابهم : نلجأ الليلة إلى الدير ، ونجعله كهفا لنا ، لأن الدير كان محكما لا يقدر أن يتسلط عليه العدو. فوقف الشمر وأصحابه على باب الدير ، وصاح بأعلى صوته : يا أهل الدير. فجاءه القسيس الكبير. فلما رأى العسكر قال لهم : من أنتم وما تريدون؟. فقال الشمر : نحن من عسكر عبيد الله بن زياد ، ونحن سائرون إلى الشام. قال القسيس : لأي غرض؟. قال : كان شخص في العراق قد تباغى وخرج على يزيد بن معاوية وجمع العساكر ، فبعث عسكرا عظيما فقتلوهم ، وهذه رؤوسهم ، وهذه النسوة سبيهم. قال : فلما نظر القسيس إلى رأس الحسينعليه‌السلام وإذا بالنور ساطع منه إلى عنان السماء ، فوقع في قلبه هيبة منه.فقال القسيس : ديرنا ما يسعكم ، بل أدخلوا الرؤوس والسبايا إلى الدير ، وأحيطوا بالدير من خارج ، فإذا دهمكم عدوّ قاتلوه ، ولا تكونوا مضطربين على الرؤوس والسبايا. فاستحسنوا كلام القسيس ، وقالوا : هذا هو الرأي. فحطّوا رأس الحسينعليه‌السلام في صندوق ، وقفلوه وأدخلوه إلى الدير ، هو والنساء وزين العابدينعليه‌السلام وجعلوهم في مكان يليق بهم.

القسّيس يشهد نزول نساء الأنبياء لتعزية الحسينعليه‌السلام :

قال : ثم إن صاحب الدير أراد أن يرى الرأس الشريف ، وجعل ينظر حول البيت [أي الغرفة] الّذي فيه الصندوق ، وكان له رازونة [أي كوة] فحطّ رأسه فيها ، فرأى البيت يشرق نورا ، ورأى أن سقف البيت قد انشق ونزل من السماء تخت عظيم.

٣٧٥

وإذا بامرأة أحسن من الحور جالسة على التخت ، وإذا بشخص يصيح : أطرقوا ولا تنظروا. وإذا قد خرج من ذلك البيت نساء ، وإذا هنّ حواء وسارة وأم إسماعيل وأم يوسف وأم موسى ومريم وآسيةعليهم‌السلام ونساء النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . قال : فأخرجن الرأس من الصندوق ، وكل من تلك النساء ـ واحدة بعد واحدة ـ يقبّلن الرأس الشريف.

فاطمة الزهراءعليها‌السلام ترثي ابنها :

فلما وقعت النوبة لمولاتنا فاطمة الزهراءعليها‌السلام غشي عليها ، وغشي على صاحب الدير ، وعاد لا ينظر بالعين ، بل يسمع الكلام ، وإذا بقائلة تقول : السلام عليك يا قتيل الأم ، السلام عليك يا مظلوم الأم ، السلام عليك يا شهيد الأم ، لا يداخلك همّ ولا غم ، وإن الله تعالى سيفرّج عني وعنك. يا بنيّ من ذا الّذي فرّق بين رأسك وجسدك؟. يا بنيّ من ذا الّذي قتلك وظلمك؟. يا بنيّ من ذا الّذي سبى حريمك؟. يا بنيّ من ذا الّذي أيتم أطفالك؟. ثم إنها بكت بكاء شديدا.

صاحب الدير يكلّم الرأس الشريف والرأس يكلّمه :

فلما سمع الديراني (صاحب الدير) ذلك اندهش ووقع مغشيا عليه. فلما أفاق نزل إلى البيت وكسر الصندوق ، واستخرج الرأس وغسّله وحنّطه بالكافور والمسك والزعفران ، ووضعه في قبلته [أي مقابله] وهو يبكي ويقول :

يا رأس من رؤوس بني آدم ، ويا كريم ويا عظيم جميع من في العالم. أظنك من الذين مدحهم الله في التوراة والإنجيل ، وأنت الّذي أعطاك فضل التأويل ، لأن خواتين [جمع خاتون ، وهي السيدة الجليلة] السادات من بني آدم في الدنيا والآخرة يبكين عليك ويندبنك. أنا أريد أن أعرفك باسمك ونعتك.

فنطق الرأس بقدرة الله تعالى ، وقال : أنا المظلوم أنا المهموم أنا المغموم ، أنا الّذي بسيف العدوان والظلم قتلت ، أنا الّذي بحرب أهل البغي ظلمت ، أنا الّذي على غير جرم نهبت ، أنا الّذي من الماء منعت ، أنا الّذي عن الأهل والأوطان بعدت.

فقال صاحب الدير : بالله عليك أيها الرأس زدني. فقال : إن كنت تسأل عن حسبي ونسبي : أنا ابن محمّد المصطفى ، أنا ابن علي المرتضى ، أنا ابن فاطمة الزهراء ، أنا ابن خديجة الكبرى ، أنا ابن العروة الوثقى. أنا شهيد.

٣٧٦

كربلا ، أنا قتيل كربلا ، أنا مظلوم كربلا ، أنا عطشان كربلا ، أنا ظمآن كربلا ، أنا وحيد كربلا ، أنا سليب كربلا ، أنا الّذي خذلني الكفرة بأرض كربلا.

القسيس وتلامذته يسلمون على يد الإمام زين العابدينعليه‌السلام :

قال : فلما سمع صاحب الدير من رأس الحسينعليه‌السلام ذلك ، جمع تلامذته وحكى لهم الحكاية ، وكانوا سبعين رجلا ، فضجّوا بالبكاء والعويل ، ورموا العمائم عن رؤوسهم ، وشقّوا أزياقهم. وجاؤوا إلى سيدنا زين العابدينعليه‌السلام وقد قطّعوا الزنّار وكسروا الناقوس ، واجتنبوا فعل اليهود والنصارى ، وأسلموا على يديه ، وقالوا : يابن رسول الله مرنا أن نخرج إلى هؤلاء الكفار ونقاتلهم ، ونجلي صداء قلوبنا بهم ، ونأخذ بثأر سيدنا ومولانا الحسينعليه‌السلام . فقال لهم الإمامعليه‌السلام : لا تفعلوا ذلك ، فإنهم عن قريب ينتقم الله تعالى منهم ، ويأخذهم أخذ عزيز مقتدر.

توضيح :

وردت عدة قصص لرهبان وصوامع وأديرة في الطريق ؛ منها ما حصل في أول دير مروا به على شط الفرات ، ومنها ما حصل لراهب قنّسرين الّذي اطّلع من صومعته ثم كلّم الرأس وأسلم ، ومنها ما حصل في صومعة الراهب قبل وصولهم إلى دمشق بقليل ، وقد رويناها بعدة طرق وأشكال. ومنها الرواية الآنفة الذكر وقد وضعناها هنا مسترشدين بالفقرة التالية التي نصّت على أن أهل البيتعليهم‌السلام أقاموا في دير الراهب قبل أن يساقوا إلى حرّان.

٤٥٦ ـ ورود أهل البيتعليهم‌السلام إلى مدينة حرّان :(كتاب : ما جرى بعد

واقعة عاشوراء للحاج محمّد دانشيار شوشتري ، ص ١٠٨ باللغة الفارسية)

يقول صاحب كتاب (روضة الأحباب) وهو من علماء السنة الموثوقين(١) :

إن شخصا يهوديا اسمه يحيى الحرّاني كان يسكن على رأس تل قريب من مدينة حرّان. وسمع يوما أن أهل البيتعليهم‌السلام سيقوا من دير الراهب إلى حران ، وسمع

__________________

(١) جاء في الموسوعة الإسلامية البريطانية ـ حرف الجيم : كتب المؤرخ الفارسي عطاء الله ابن فضل الله الشيرازي النيسابوري [ت ٩١٧ ه‍] فيما بين عامي ٨٨٨ ـ ٩٠٠ ه‍ سيرة للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وآل بيته وصحابته عنوانها (روضة الأحباب في سير النبي والآل والأصحاب) مجلدان ، وأهداها لمير علي شير. ويمكن الرجوع في شأنه إلى حاجي خليفة في كتابه (كشف الظنون).

٣٧٧

كذلك أن جماعة مؤلفة من نساء وأطفال قد أسروا ، ودخلوا حرّان بصحبة رؤوس كثيرة مقطّعة. فخرج يحيى من بيته ونزل من أعلى التل ، وانتظر وصول القافلة بجوار الطريق. وعندما انجلت مقدمة القافلة رأى يحيى رؤوسا محمولة على الرماح ، ورأى أهل البيت يساقون وراء الرؤوس كما يساق الكفار بقوة وعنف. وفي تلك اللحظات وقعت عين يحيى على رأس ابن بنت المصطفىصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وكان نور جماله يشع من بعيد. وعندما حدّق به شاهد شفتيه المباركتين تتحركان ، فاقترب من الرأس ليسمع ما ذا يقول ، فسمعه يقول :( وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ )

وعندما سمع هذه الآية المباركة يتلوها الرأس المقطوع ، أخذته الدهشة والذعر والحيرة ، وبشكل عفوي اقترب من أحد الجنود وسأله عن صاحب الرأس؟.أجابه : هذا رأس الحسين بن عليعليه‌السلام . سأله عن اسم أمه؟. أجابه : إنها فاطمة بنت محمّد المصطفىصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . وسأله عن هوية الأسرى الذين معه؟. أجابه : هؤلاء الأطفال والنساء هم عائلته. عند ذلك وقع يحيى باكيا ، وقال : أحمد الله أنه انكشف لي أن في شريعة محمّد ، كل من يمشي في طريق الضلال تكون عقوبته النار الأبدية.وانطلاقا من هذا المبدأ فإننا نجد أن الأنبياء وأهلهم هم أكثر الناس تحمّلا لألوان الظلم والاضطهاد والألم والعذاب ، وإن هذه البلية العمياء والداهية الدهياء لهي برهان على هذه الحقيقة.

عندئذ نطق يحيى اليهودي بالشهادتين وأسلم لله. وطلب أن يقدّم لأهل البيت كل ما يملك من أدوات وأغراض ، فرفض العسكر ذلك ومنعوه ، لأنهم خافوا من سلطة يزيد. وبما أن يحيى كان محبا للحسينعليه‌السلام ، وبما أن المحبّين عادة لا ينظرون إلى الربح والخسارة ، فقد شهر سيفه وقاتل العسكر حتى نال الشهادة ، ودفن بجوار بوابة حرّان ، وسمّي منذ ذلك الحين (يحيى الشهيد) رضوان الله عليه.

الرّقّة

٤٥٧ ـ في الرقّة :

من المقطوع به مرور السباياعليهم‌السلام على (الرقة) ، وهي بلدة معروفة تقع على الجانب الأيسر لنهر الفرات عند التقائه برافد (البليخ). وفي جنوبها وجنوب النهر يقع جبل (صفّين) الّذي كانت عنده الموقعة المشهورة. ولم يذكر مرورهمعليه‌السلام على الرقة في أية رواية ، مع أن مرورهم بها حتمي.

٣٧٨

دوسر ـ بالس

٤٥٨ ـ مرور الرأس الشريف على دوسر ثم بالس :

(مخطوطة مصرع الحسين ـ مكتبة الأسد ، ص ٤٣)

قال أبو مخنف : وأتوا به (دوسر) ، وأخذوا به تخت (بالس) ونزلوا بها. وكتبوا إلى صاحب حلب

فأما دوسر فهي (قلعة جعبر) وتقع على الفرات بين الرقة وبالس.

وأما بالس [وتدعى اليوم مسكنة] ففيها مشهد الطرح ، وبها مشهد الحجر الّذي وضع عليه رأس الحسينعليه‌السلام عند مرور السبايا بها (انظر التعريف ببالس سابقا).

حلب ـ جبل الجوشن

٤٥٩ ـ وصول الرؤوس والسبايا إلى حلب :

(تاريخ مشهد الإمام الحسين في حلب للسيد حسين يوسف مكي ، ص ١١ و ١٢)

وأما (حلب) فلم تكن مركزا في ذلك الوقت ، وإنما كانت تابعة

ل (قنّسرين) التي تقع إلى الجنوب الغربي من حلب على بعد ٢٥ كم. وقد كان مبيت (الرؤوس) عند وصولها إلى حلب على جبل يقع غرب حلب ، هو جبل الجوشن ، سمّي بهذا الاسم نسبة لشمر بن ذي الجوشن الّذي تولى ذبح الحسينعليه‌السلام واقتياد الرؤوس والسبايا والتشهير بهم في البلاد. وذلك ليبقى هذا الاسم معلنا بفسق الشمر وفجوره وفظاعة أعماله إلى يوم القيامة.

وأما (السبايا) فقد نزلوا على بعد مائتي متر جنوب مكان الرؤوس. وبقي في هذين المكانين قبل الارتحال أثران هامان ، الأول : نقطة من دم الحسينعليه‌السلام سقطت من الرأس الشريف على الحجر الّذي وضع عليه ، بني عليها

[مشهد الحسينعليه‌السلام ]. والثاني : قبر السقط (محسن) الّذي أسقطته إحدى زوجات الحسينعليه‌السلام أثناء مبيت السبايا ، وقد بني عليه [مشهد السقطعليه‌السلام ].

وقد شاء الله تعالى أن يظهر أمر هذين الأثرين للوجود ، وأن تكون لتلك الكرامات التي بانت لهذين المشهدين ، الأثر في نفس سيف الدولة الحمداني ، مما دعاه إلى تشييد مشهد لكل منهما سنة ٣٥١ ه‍».

٣٧٩

٤٦٠ ـ في جبل الجوشن(معالي السبطين للمازندراني ، ج ٢ ص ٧٩)

في (القمقام) عن ياقوت الحموي في (معجم البلدان) : أن في قرب حلب جبلا اسمه (جوشن) ، وهو جبل مطلّ على حلب في غربيّها وفيه مقابر ومشاهد للشيعة ، منها مقبرة ابن شهر اشوب صاحب المناقب. وكان في ذلك الجبل معدن الصفر ، ومنه يحمل النحاس الأحمر.

وفي قبلي الجبل مشهد يسمى (بمشهد السقط) لأنه لما عبروا بسبي الحسينعليه‌السلام ونسائه ، كانت زوجة الحسينعليه‌السلام حاملا بولد اسمه (محسن) وأسقطت هناك. والعيال طلبوا من الصنّاع في ذلك الجبل خبزا وماء وبعض الحوائج ، فشتموهم ومنعوهم ، فدعون عليهم. ومن ذلك اليوم فقد ذلك المعدن ، ومن عمل فيه لا يربح. فدفن السقط هناك ، وسمي بمشهد السقطعليه‌السلام . وأهل حلب يعبّرون عنه بالشيخ محسّن ، بفتح الحاء وتشديد السين المكسورة.

وقد تكلمنا سابقا عند التعريف بمشهد الحسين ومشهد السقط بشكل مستفيض حول تاريخ هذين المشهدين الكريمين ، وكيف تهدّم مشهد الحسينعليه‌السلام في هذا القرن ، ثم أعاد بناءه المجدد الأكبر العلامة السيد حسين يوسف مكي العاملي طيّب الله ثراه ، سنة ١٩٦٠ م.

قنّسرين

قنّسرين : تعرف بإسكي حلب ، وكانت مركز جند هام ، وتقع على طريق القوافل بين حلب وأنطاكية (منجد الأعلام ـ حرف القاف).

٤٦١ ـ البغاة في قنّسرين :(مقتل الحسين المنسوب لأبي مخنف ، ص ١١٦)

قال أبو مخنف : وأتوا (قنّسرين) وكانت عامرة بأهلها. فلما بلغهم ذلك أغلقوا الأبواب ، وجعلوا يلعنونهم ويرمونهم بالحجارة ، ويقولون : يا فجرة ، يا قتلة أولاد الأنبياء ، والله لا دخلتم بلدنا ، ولو قتلنا عن آخرنا. فرحلوا عنهم.

قال : فبكت أم كلثوم ، وأنشأت تقول :

كم تنصبون لنا الأقتاب عارية

كأننا من بنات الروم في البلد

أليس جدي رسول الله ويلكم

هو الّذي دلّكم قصدا إلى الرّشد

يا أمة السوء لا سقيا لربعكم

إلا العذاب الّذي أخنى على لبد

٣٨٠

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

701

702

703

704

705

706

707

708

709

710

711

712

713

714

715

716

717

718

719

720

721

722

723

724

725

726

727

728

729

730

731

732

733

734

735

736

737

738

739

740

741

742

743

744

745

746

747

748

749

750

751

752

753

754

755

756

757

758

759

760

761

762

763

764

765

766

767

768

769

770

771

772

773

774

775

776

777

778

779

780

781

782

783

784

785

786

787

788

789

790

791

792

793

794

795

796

797

798

799

800