موسوعة كربلاء الجزء ٢

موسوعة كربلاء7%

موسوعة كربلاء مؤلف:
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 800

الجزء ١ الجزء ٢
  • البداية
  • السابق
  • 800 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 493775 / تحميل: 5848
الحجم الحجم الحجم
موسوعة كربلاء

موسوعة كربلاء الجزء ٢

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

١٨ - باب استحباب زيادة الرجل في انحناء الركوع بغير افراط، وأن يجنح بيديه، وعدم استحباب ذلك للمرأة ٣٢٣

١٩ - باب كراهة تنكيس الرأس والمنكبين والتمدد في الركوع، واستحباب مدّ العنق فيه، وتسوية الظهر وردّ الركبتين الى خلف، والنظر الى ما بين القدمين، وتباعدهما بشبر أو أربع أصابع ٣٢٥

٢٠ - باب جواز الصلاة على محمد وآله في الركوع والسجود، واستحباب ذلك ٣٢٦

٢١ - باب استحباب اختيار « سبحان ربّي العظيم وبحمده » في الركوع، و « سبحان ربّي الأعلى وبحمده » في السجود ٣٢٧

٢٢ - باب استحباب تفريج الأصابع في الركوع، وعدم وجوبه ٣٢٩

٢٣ - باب جواز رفع اليدين في الركوع والسجود عند الحاجة ثمّ ردّها ٢٤ - باب أنّه يجب في كلّ ركعة ركوع واحد، وسجدتان، إلّا الكسوف ٣٣٠

٢٥ - باب جواز الجهر والإخفات في ذكر الركوع والسجود، واستحباب الجهر للإمام وكراهته للمأموم ٢٦ - باب استحباب اطالة الركوع والسجود، والدعاء بقدر القراءة أو أزيد، واختيار ذلك على اطالة القراءة ٣٣٢

٢٧ - باب استحباب اطالة الإمام الركوع بمقدار ركوعه مرتين إذا أحسّ بدخول من يريد الائتمام به ٢٨ - باب وجوب الانحناء في الركوع الى أن تصل الكفّان الى الركبتين، واستحباب وضعهما عليهما، والابتداء بوضع اليمنى على اليمنى ٣٣٤

أبواب السجود ١ - باب استحباب وضع الرجل اليدين عند السجود قبل الركبتين، ورفع الركبتين عند القيام قبل اليدين، وعدم وجوبه ٣٣٧

٢ - باب استحباب الدعاء بالمأثور في السجود وبين السجدتين، وجواز الجهر والاخفات في الذكر فيه ٣٣٩

٥٢١

٣ - باب استحباب التجافي في السجود للرجل خاصّة، وأن لايضع شيئاً من بدنه على شيء منه ٣٤١

٤ - باب وجوب السجود على الجبهة والكفّين والركبتين وابهامي الرجلين، واستحباب الارغام بالأنف، وجملة من أحكام السجود ٣٤٣

٥ - باب استحباب الجلوس على اليسار بعد السجدة الثانية من الركعة الأولى والثالثة، والطمأنينة فيه ٣٤٦

٦ - باب جواز الاقعاء بين السجدتين وبعدهما على كراهيّة ٣٤٨

٧ - باب كراهة نفخ موضع السجود وغيره في الصلاة، وعدم تحريمه، وكراهة النفخ في الرقى، والطعام، والشراب، والتعويذ ٣٥٠

٨ - باب أنّ من أصابت جبهته مكاناً غير مستو أو لا يجوز السجود عليه وجب أن يجرّها الى موضع آخر، وان لم يمكن جاز أن يرفعها قليلاً ثم يضعها ٣٥٣

٩ - باب أنّه يجزئ من السجود بالجبهة مسمّاه ما بين قصاص الشعر الى الحاجب، واستحباب الاستيعاب أو وضع قدر درهم، وعدم جواز السجود على حائل كالعمامة والقلنسوة ٣٥٥

١٠ - باب استحباب مساواة المسجد للموقف وموضع اليدين، وكراهة علوّ مسجد الجبهة عنهما، وجواز كونه أخفض منهما ٣٥٧

١١ - باب جواز علو مسجد الجبهة عن الموقف، وانخفاضه عنه بمقدار لبنة لا أزيد ٣٥٨

١٢ - باب أنّ من كان بجبهته دمل أو نحوه وجب أن يحفر حفيرة ليقع السليم على الأرض، وإلّا وجب أن يسجد على أحد جانبي جبهته، وإلّا فعلى ذقنه ٣٥٩

١٣ - باب أنّه يستحبّ أن يقال عند القيام من السجود ومن التشهّد: بحول الله وقوّته أقوم واقعد وأركع وأسجد، أو يكبّر ٣٦١

٥٢٢

١٤ - باب أنّ من نسي سجدة فذكر قبل الركوع وجب عليه الاتيان بها، وان ذكر بعد الركوع مضى في صلاته، وقضى السجود بعد التسليم ٣٦٤

١٥ - باب أنّ من شكّ في السجود وهو في محلّه وجب عليه الاتيان به، وإن شكّ بعد القيام مضى في صلاته وليس عليه سجود السهو ٣٦٨

١٦ - باب استحباب قضاء السجدة بعد التسليم إذا شكّ فيها وتجاوز محلّها ١٧ - باب جواز الدعاء في السجود للدنيا والآخرة، وتسمية الحاجة والمدعوّ له، في الفريضة والنافلة على كراهيّة في الأمور الدنيويّة، وما يدعى به في السجدة الأخيرة من نوافل المغرب ٣٧٠

١٨ - باب استحباب مسح الجبهة من التراب بعد السجود، وتسوية الحصى عند ارادته، وأخذها عن الجبهة إذا لصق بها ووضعها على الأرض ٣٧٣

١٩ - باب استحباب الاعتماد على الكفّين مبسوطتين لامقبوضتين عند القيام من السجود ٣٧٤

٢٠ - باب أنّ من عجز عن الانحناء للركوع والسجود أجزأه الايماء، ويرفع ما يسجد عليه إن أمكن ٣٧٥

٢١ - باب استحباب زيادة تمكين الجبهة والأعضاء في السجود ٣٧٦

٢٢ - باب جواز تحريك الأصابع في السجود لعدّ التسبيح ونحوه ٣٧٧

٢٣ - باب استحباب طول السجود بقدر الإمكان، والإكثار منه، والإكثار فيه من التسبيح والذكر ٣٧٨

٢٤ - باب استحباب التكبير للسجود ٢٥ - باب كراهة ترك رفع اليدين من الأرض بين السجدتين ٣٨٣

٥٢٣

٢٦ - باب استحباب مباشرة الأرض بالكفّين في السجود وعدم وجوبه، وانّه يجب وضع الجبهة خاصّة على ما يجوز السجود عليه ٣٨٤

٢٧ - باب عدم جواز السجود لغير الله، وأحكام سجود التلاوة وسجدة الشكر ٣٨٥

٢٨ - باب بطلان الصلاة بترك سجدتين من ركعة ولو سهواً، وبزيادتهما كذلك، ووجوب الإعادة بذلك ٣٨٩

أبواب التشهد ١ - باب وجوب الجلوس له، واستحباب كونه على الجانب الأيسر، ووضع الرجل اليمنى على اليسرى، وأنّ المرأة تضمّ فخذيها، وكراهة الاقعاء ٣٩١

٢ - باب جواز التشهّد من قيام لضرورة التقيّة وغيرها ٣٩٢

٣ - باب كيفيّة التشهّد، وجملة من احكامه ٣٩٣

٤ - باب وجوب الشهادتين في التشهّد ٣٩٦

٥ - باب استحباب التحميد قبل التشهّد، والدعاء قبله وبعده بالمأثور أو بما تيسّر ٣٩٩

٦ - باب استحباب الجهر للإمام بالتشهّد وجميع الأذكار، وكراهة الجهر للمأموم ٤٠٠

٧ - باب عدم بطلان الصلاة بنسيان التشهّد حتى يركع في الثالثة، ووجوب قضائه بعد التسليم، والسجود للسهو، وبطلانها بتركه عمداً ٤٠١

٨ - باب جواز الرجوع بعد الركوع في الوتر لمن نسي التشهّد حتى يركع ثم يقوم فيتمّ ٤٠٤

٩ - باب وجوب الجلوس للتشهّد اذا نسيه ثم ذكره قبل أن يركع في الثالثة ويسجد للسهو ٤٠٥

٥٢٤

١٠ - باب وجوب الصلاة على محمد وآله فى التشهّد، وبطلان الصلاة بتعمّد تركها ٤٠٧

١١ - باب استحباب التسبيح سبعاً بعد التشهّد الأوّل ١٢ - باب كراهة قول: « تبارك اسمك وتعالى جدّك » في التشهّد، وعدم جواز التسليم قبل الفراغ ٤٠٩

١٣ - باب حكم من نسي التشهّد حتى أحدث ٤١٠

١٤ - باب أنّه يستحبّ أن يقال عند القيام من التشهّد: بحول الله وقوّته أقوم وأقعد، أو يكبّر ٤١٣

أبواب التسليم ١ - باب وجوبه في آخر الصلاة ٤١٥

٢ - باب كيفيّة تسليم الإمام والمأموم والمنفرد، ومن يستحبّ قصده بالسلام ٤١٩

٣ - باب حكم نسيان التسليم وتركه ٤٢٣

٤ - باب كيفيّة التسليم، وجملة من أحكامه ٤٢٦

أبواب التعقيب وما يناسبه ١ - باب استحبابه وتأكّده بعد الصبح والعصر ٤٢٩

٢ - باب تأكّد استحباب جلوس الإمام بعد التسليم تاركاً للكلام حتى يتمّ كلّ من معه صلاتهم ٤٣٣

٣ - باب جواز انصراف المأموم وتنفّله قبل فراغ الإمام من التعقيب ٤٣٥

٤ - باب استحباب اختيار الدعاء بعد الفريضة على الدعاء بعد النافلة ٤٣٦

٥ - باب استحباب اختيار الدعاء بعد الفريضة على الصلاة تنفّلاً ٤٣٧

٦ - باب استحباب اختيار اطالة الدعاء في الصلاة وبعدها على اطالة القراءة ٤٣٨

٧ - باب تأكّد استحباب التعقيب بتسبيح الزهراء ( عليها السلام )، وتعجيله قبل أن يثني رجليه، والابتداء بالتكبير واتباعه بالتهليل ٤٣٩

٨ - باب استحباب ملازمة تسبيح الزهراء، وأمر الصبيان به ٤٤١

٩ - باب استحباب اختيار تسبيح الزهراء ( عليها‌السلام ) على كلّ ذكر وعلى الصلاة تنفّلاً ٤٤٣

١٠ - باب كيفية تسبيح فاطمة ( عليها‌السلام ) ، وكميّته، وترتيبه ٤٤٤

٥٢٥

١١ - باب استحباب تسبيح الزهراء ( عليها‌السلام ) عند النوم ٤٤٦

١٢ - باب استحباب الدعاء بالمأثور عند النوم، واذا انقلب على جنبه ٤٤٧

١٣ - باب ما يستحبّ قراءته عند النوم من الإخلاص والجحد والتكاثر وغيرها، واستحباب التهليل مائة، والاستغفار مائة ٤٥٠

١٤ - باب استحباب رفع اليدين فوق الرأس عند الفراغ من الصلاة، والتكبير ثلاثاً، والدعاء بالمأثور ٤٥٢

١٥ - باب استحباب التسبيحات الأربع بعد كلّ فريضة ثلاثين مرّة، أو أربعين مرّة ٤٥٣

١٦ - باب استحباب اتخاذ سبحة من طين قبر الحسين ( عليه السلام ) والتسبيح بها وادارتها ٤٥٥

١٧ - باب استحباب البقاء على طهارة في حال التعقيب، وفي حال الانصراف لمن شغله عن التعقيب حاجة، واستحباب ترك كلّ ما يضرّ بالصلاة حال التعقيب ٤٥٧

١٨ - باب تاكد استحباب الجلوس بعد الصبح حتى تطلع الشمس ٤٥٨

١٩ - باب استحباب لعن أعداء الدين عقيب الصلاة بأسمائهم ٤٦٢

٢٠ - باب استحباب الشهادتين والإقرار بالأئمّة ( عليهم‌السلام ) بعد كلّ صلاة ٢١ - باب استحباب الموالاة في تسبيح الزهراء ( عليها‌السلام ) وعدم قطعه، واعادته مع الشك فيه لا مع الزيادة، وجواز احتساب سبق الاصابع اللسان ٤٦٣

٢٢ - باب استحباب المواظبة بعد كلّ صلاة على سؤال الجنّة والحور العين، والاستعاذة من النار، والصلاة على محمّد وآله، وكراهة ترك ذلك ٤٦٤

٢٣ - باب استحباب قراءة الحمد، وآية « شهد الله » وآية الكرسي، وآية الملك، بعد كل فريضة، وقراءة التوحيد عند الخوف أو مائة آية ٤٦٧

٢٤ - باب نبذة ممّا يستحبّ أن يدعى به عقيب كلّ فريضة ٤٦٩

٢٥ - باب نبذة ممّا يستحبّ أن يزاد في تعقيب الصبح ٤٧٥

٥٢٦

٢٦ - باب استحباب الدعاء بعد صلاة الزوال بالمأثور ٤٨١

٢٧ - باب استحباب الاستغفار بعد العصر سبعين مرّة فصاعداً، وتلاوة القدر عشراً ٤٨٢

٢٨ - باب نبذة ممّا يستحبّ أن يزاد في تعقيب المغرب والعشاء ٤٨٣

٢٩ - باب استحباب قراءة الاخلاص اثنتي عشرة مرّة بعد كلّ فريضة، وبسط اليدين ورفعهما الى السماء والدعاء بالمأثور ٤٨٥

٣٠ - باب كراهة الكلام بين المغرب ونافلتها وفي أثناء النافلة ٤٨٨

٣١ - باب جواز تأخير التعقيب وسجدة الشكر عن نوافل المغرب وتقديمهما عليها، واستحباب اختيار تقديمهما على النوافل ٤٨٩

٣٢ - باب أستحباب الاضطجاع بعد ركعتي الفجر والدعاء بالمأثور ٤٩١

٣٣ - باب أنّه يجزي بدل الضجعة بعد ركعتي الفجر السجود والقيام والقعود والكلام، فإن نسي ذلك حتى شرع في الاقامة لم يرجع بل يجزي السلام ٤٩٢

٣٤ - باب استحباب الصلاة على محمّد وآله، والتسبيح والاستغفار م-ائة مائة، وقراءة الإخلاص أربعين م-رّة، أو احدى وعشرين مرّة، أو إحدى عشره مرّة بين ركعتي الفجر وصلاة الغداة مع سعة الوقت ٤٩٤

٣٥ - باب كراهة النوم بين صلاة الليل والفجر وعدم تحريمه ٤٩٥

٣٦ - باب كراهة النوم مابين طلوع الفجر وطلوع الشمس وعدم تحريمه، واستحباب الاشتغال حينئذ بالعبادة والدعاء ٤٩٦

٣٧ - باب ما يستحبّ أن يعمل من رأى في منامه مايكره ٤٩٩

٣٨ - باب استحباب الانصراف من الصلاة عن اليمين ٥٠٠

٣٩ - باب استحباب القيلولة ٥٠١

٤٠ - باب كيفيّة النوم، وجلة من أحكامه ٥٠٢

الفهرس ٥٠٨

٥٢٧

ويشاركوه ذلك. فسيّر الرأس الشريف من دمشق إلى عسقلان [في فلسطين] وذلك بالطريق المتعارفة في ذلك الزمان كعمّان والقدس. وتقع (عسقلان) في فلسطين بين يافا وغزة ، وفيها الآن مشهد للحسينعليه‌السلام . ثم ساروا بالرأس الشريف إلى مصر ، وكانت عاصمتها الفسطاط وهي (القاهرة) اليوم. وقد أقيم في كل مكان وضع فيه الرأس الشريف مشهد للحسينعليه‌السلام . فكأن غاية يزيد في توهين قيمة الحسينعليه‌السلام ومحو ذكره وعظمته ، عن طريق تسيير رأسه الشريف من بلد إلى بلد والتشهير به ، كأن هذه الغاية قد انقلبت إلى عكسها ، فكان ذلك التسيير والتشهير سببا إلى قيام المشاهد المتعددة للحسينعليه‌السلام في كل مكان من أرض الإسلام ، ليظل ذكر الحسين وأمجاده دائمة عامرة في كل مكان.

هذا وقد بلغ من طغيان رجال يزيد وقواده ، وشذوذ أعوانه ومتملّقيه ، أن بيعت الخيل التي داست صدر الحسين الشريف ، بيعت في مصر بآلاف الدنانير ، ومن لم يستطع شراء فرس اشترى حدوة الفرس بآلاف الدنانير ، وأصبحوا يضعونها على أبواب بيوتهم للتبرك بها والتفاؤل!.

٦٣٤ ـ بدعة وضع الحدوة للبركة :

(التعجب ص ٤٦ ـ ملحق بكنز الفوائد للكراجكي)

قال البيروني في (الآثار الباقية) ص ٣٢٩ ط ليدن :

لقد فعلوا بالحسينعليه‌السلام ما لم يفعل في جميع الأمم بأشرار الخلق ، من القتل بالسيف والرمح والحجارة وإجراء الخيل.

وقد وصل بعض هذه الخيول إلى مصر ، فقلعت نعالها وسمّرت على أبواب الدور تبركا ، وجرت بذلك السّنّة [أي العادة] عندهم ؛ فصار أكثرهم يعمل نظيرها ويعلق على أبواب الدور.

٦٣٥ ـ دفن الرأس الشريف في عسقلان :

(نور الأبصار للشبلنجي ، ص ١٣٣)

قال الشيخ مؤمن الشبلنجي : السؤال الّذي يتبادر إلى الأذهان ، بعد مسير الرأس الشريف إلى الشام ؛ إلى أين سار ، وفي أي موضع استقرّ؟. فذهبت طائفة إلى أن يزيد أمر أن يطاف به في البلاد ، فطيف به حتى انتهى به إلى (عسقلان) فدفنه أميرها بها.

٥٢٨

ـ تعريف بعسقلان :(أخبار الدول للقرماني ، ص ٤٦٥)

عسقلان مدينة حسنة على ساحل بحر الشام من أعمال فلسطين ، كان يقال لها عروس الشام لحسنها. ولها سوران. فيها مشهد رأس الحسينعليه‌السلام . وهو مشهد عظيم مبني على أعمدة ، وفيه ضريح الرأس ، والناس يتبركون به ، وهو مقصود من جميع النواحي ، وله نذر كثير. وقد خرّبها صلاح الدين الأيوبي.

وفي (مجلة الموسم) العدد ٤ ص ١٠٨٤ يقول :

أما المشهد الحسيني بعسقلان فلا يزال مقصودا بالزيارة ، وهو على نشز

[أي مرتفع] من الأرض ، يطلّ على أطلال المدينة.

وفي (جغرافية سورية العمومية) لسعيد الصباغ ، ص ١١٥ :

ويوجد في جوار (المجدل) خرابات مدينة قديمة اسمها عسقلان ، كانت ذات مدنية راقية ، ولها شأن عسكري خطير ، لا سيما في زمن الصليبيين ، حتى عسر فتحها عليهم خمسين سنة. ويوجد بينها وبين المجدل مقام للحسينعليه‌السلام يؤمّه خلق كثير في الموسم الخاص به.

ويقول ياقوت الحموي في (معجم البلدان) :

اسمها في التوراة (عسقلون). وذكر بعضهم أن عسقلان تعني أعلى الرأس ، فإن كان الاسم عربيا ، فمعناه أنها في أعلى الشام. وهي مدينة بالشام من أعمال فلسطين ، على ساحل البحر بين غزة وبيت جبرين. ويقال لها عروس الشام.

افتتحها المسلمون في أيام عمر بن الخطاب ، ولم تزل عامرة حتى استولى عليها الافرنج سنة ٥٤٨ ه‍ ، وبقيت في أيديهم خمسا وثلاثين سنة ، إلى أن استنقذها صلاح الدين يوسف بن أيوب سنة ٥٨٣ ه‍. ثم قوي الإفرنج وفتحوا (عكا) ، وساروا نحو عسقلان ، فخشي صلاح الدين أن يتمّ عليها ما تمّ على عكا ، فخرّبها سنة ٥٨٧ وهي على هذا الخراب إلى الآن.

(الشكل ٢٥) :

عسقلان عروس الشام

٥٢٩

وفيها كان رأس الحسينعليه‌السلام ، ثم نقل إلى القاهرة بأمر الوزير الفاطمي طلائع ابن رزيك ، خوفا من أن يهدمه الصليبيون إذا استحلوها.

٦٣٦ ـ نقل الرأس الشريف من عسقلان إلى القاهرة :

(نور الأبصار للشبلنجي ، ص ١٣٣)

فلما غلب الفرنج على عسقلان افتداه منهم [أي الرأس] الصالح طلائع ابن رزيك وزير للفائز الفاطمي بمال جزيل ، ومشى إلى لقائه من عدة مراحل ، ووضعه في كيس حرير أخضر ، على كرسي من الأبنوس ، وفرش تحته المسك والطيب ، وبنى عليه المشهد الحسيني المعروف بالقاهرة ، قريبا من خان الخليلي.

وفي كتاب (الخطط) للمقريزي بعد كلام على مشهد الحسينعليه‌السلام ما نصّه :

وكان حمل الرأس الشريف إلى القاهرة من عسقلان ، ووصوله إليها في يوم الأحد ٨ جمادى الآخرة سنة ٥٤٨ ه‍. ويذكر أن هذا الرأس الشريف لما أخرج من المشهد بعسقلان ، وجد دمه لم يجف ، وله ريح كريح المسك.

٦٣٧ ـ إقامة ذكرى الحسينعليه‌السلام في مصر :

(تاريخ النياحة للسيد صالح الشهرستاني ، ص ١١٢)

عن (الخطط) للمقريزي : إن شعار الحزن يوم العاشر من المحرم كان أيام الإخشيديين ، واتسع نطاقه في أيام الفاطميين ؛ فكانت مصر في عهدهم ، بوقت البيع والشراء تعطّل الأسواق ، ويجتمع أهل النوح والنشيد ، يكونون بالأزقة والأسواق ، ويأتون إلى مشهد أم كلثوم ونفيسة ، وهم نائحون باكون.

وفي (الخطط) للمقريزي ، ج ١ ص ٤٩٠ :

وكان الفاطميون يتخذون يوم عاشوراء يوم حزن تتعطل فيه الأسواق ، ويعمل فيه السماط العظيم ، المسمى سماط الحزن. وكان يصل إلى الناس منه شيء كثير.

فلما زالت الدولة (الفاطمية) اتخذ الملوك من بني أيوب يوم عاشوراء يوم سرور ، يوسّعون فيه على عيالهم ، ويتبسّطون في المطاعم ، ويصنعون الحلاوات ، ويتخذون الأواني الجديدة ، ويكتحلون ويدخلون الحمام ، جريا على عادة أهل الشام ، التي سنّها لهم الحجاج في أيام عبد الملك بن مروان ، ليرغموا بذلك آناف شيعة علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، الذين اتخذوا يوم عاشوراء يوم عزاء وحزن على الحسين بن عليعليه‌السلام لأنه قتل فيه.

٥٣٠

٦٣٨ ـ تعصّب الإخشيديين على الشيعة في مصر :

(خطط المقريزي ، ج ١ ص ٤٣١)

في سنة ٣٦٣ ه‍ في عهد المعزّ لدين الله الفاطمي ، أصبح الناس يوم العاشر من المحرم يغلقون الدكاكين وأبواب الدور ، ويعطلون الأسواق حزنا على مصيبة الحسينعليه‌السلام . وإنما قويت أنفس الشيعة بكون المعز بمصر. وقد كانت مصر لا تخلو منهم أيام الإخشيدية والكافورية في يوم عاشوراء عند قبر أم كلثوم ونفيسةعليه‌السلام . وكان السودان وكافور يتعصبون على الشيعة. ويتعلق السودان في الطرقات بالناس ، ويقولون للرجل : من خالك؟. فإن قال : معاوية ، أكرموه ، وإن سكت لقي المكروه ، وأخذت ثيابه وما معه.

تسيير رأس الحسينعليه‌السلام إلى المدينة

٦٣٩ ـ تسيير رأس الحسينعليه‌السلام إلى المدينة المنورة ثم ردّه إلى دمشق :

(مقدمة مرآة العقول للسيد مرتضى العسكري ، ج ٢ ص ٣١٢)

قال البلاذري في (أنساب الأشراف) ج ٢ ص ٢١٩ ؛ والذهبي في (سير أعلام النبلاء) : ثم بعث يزيد رأسه إلى المدينة ، إلى عمرو بن سعيد. ثم ردّه إلى دمشق.

وفي (تذكرة الخواص) لسبط ابن الجوزي ، ص ٢٧٧ ط نجف :

قال الواقدي : لما وصل الرأس إلى المدينة والسبايا ، لم يبق بالمدينة أحد ، وخرجوا يضجّون بالبكاء.

وفي (التذكرة) ص ٢٧٥ : واختلفوا في الرأس على أقوال :

أشهرها : أنه ردّه إلى المدينة مع السبايا ، ثم ردّ إلى الجسد بكربلاء ، فدفن معه.قاله هشام بن محمّد [الكلبي] وغيره.

والثاني : أنه دفن بالمدينة عند قبر أمه فاطمةعليه‌السلام . قاله ابن سعد.

قال : لما وصل إلى المدينة ، كان سعيد بن العاص واليا عليها [والصحيح : عمرو ابن سعيد بن العاص] فوضعه بين يديه ، وأخذ بأرنبة أنفه [أي طرف أنفه]. ثم أمر به فكفّن ودفن عند أمه فاطمةعليه‌السلام .

ثم ذكر أنه دفن في دمشق في دار إمارة يزيد ، ثم نقله الخلفاء الفاطميون ودفنوه في عسقلان ، ثم نقلوه إلى القاهرة كما ذكرنا سابقا.

٥٣١

وفي (التذكرة) ص ٢٧٦ :

وقال الكلبي : سمع عمرو بن سعيد بن العاص الضجة في دور بني هاشم فقال :

عجّت نساء بني تميم عجّة

كعجيج نسوتنا غداة الأرنب

والبيت لعمرو بن معديكرب.

وفي (شرح النهج) لابن أبي الحديد ، ج ١ ص ٣٦١ ط مصر ، قال :

ثم رمى بالرأس نحو قبر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقال : يا محمّد يوم بيوم بدر.

٦٤٠ ـ شماتة مروان بن الحكم :(مثير الأحزان لابن نما ، ص ٧٥)

عن (تاريخ البلاذري) أنه لما وافى رأس الحسينعليه‌السلام المدينة ، سمعت الواعية من كل جانب ، فقال مروان بن الحكم :

ضرب الدوسر(١) فيهم ضربة

أثبتت أوتاد حكم فاستقر

ثم أخذ ينكت وجهه بقضيب ، ويقول :

حبّذا بردك في اليدين

ولونك الأحمر في الخدين

كأنه بات بعسجدين

شفيت منك النفس يا حسين

ثم قال : والله لكأني أنظر إلى أيام عثمان.

تعليق :

لم أر في تاريخ العرب شخصا ألأم من مروان بن الحكم ، فكيف يسمح لنفسه بهذا الكلام عن الحسينعليه‌السلام ، والحسين هو الّذي عمل على إطلاق سراحه حين أخذ أسيرا في معركة الجمل. وكيف يسوّغ له أن ينسب إلى الحسينعليه‌السلام اشتراكه في قتل عثمان ، مع أنه وكما أثبت كل رواة التاريخ أنه كان من المدافعين عن عثمان ، والواقفين على بابه للدفاع عنه بأمر من أبيهعليه‌السلام . ومن قبل في كربلاء لما طلب الحسينعليه‌السلام شربة من ماء ، قال جند يزيد : لا تسقوه الماء حتى يموت عطشا كما فعل بعثمان. ولكن إنها لا تعمى الأبصار ، ولكن تعمى القلوب التي في الصدور.

__________________

(١) الدوسر : الجمل الضخم.

٥٣٢

٦٤١ ـ أحفاد الجناة في كربلاء :

(الثورة الحسينية للسيد عبد الحسين دستغيب ، ص ٧٥)

ينقل الشهيد دستغيب عن الشيخ الطوسي قوله :

إن عدة قبائل كانت محترمة في الشام بعد واقعة كربلاء ، ولمدة طويلة كان الخوارج والنواصب والمعادون لأهل البيتعليه‌السلام يحملون لهم الهدايا ؛ وذلك لأنهم أحفاد أولئك الأشخاص العشرة الذين داسوا صدر الحسينعليه‌السلام وأصحابه بحوافر الخيل ، وهذه القبائل تفتخر بأنها من نسل أولئك الرجال الذين فعلوا مثل ذلك الفعل ، تنفيذا لأوامر يزيد.

٦٤٢ ـ تفاخر بعض أسر الشام بالمشاركة في قتل الحسينعليه‌السلام :

(كتاب التعجب ، ص ٣٥٠ ط حجر قم ـ ذيل كنز الفوائد للكراجكي)

يعدد الكراجكي أسماء بعض الأسر في الشام التي اشترك أجدادها في قتل الحسينعليه‌السلام ، فسمّوا باسم العمل الّذي قاموا به :

فبنو (سراويل) : سلب جدّهم سراويل الحسينعليه‌السلام .

وبنو (السّرح) : سرّح جدهم خيله لدوس جسد الحسينعليه‌السلام ، ووصل بعض هذه الخيل إلى مصر ، فقلعت نعالها من حوافرها ، وسمّرت على أبواب الدور ليتبرك بها ، وجرت بذلك السنّة عندهم ، حتى صاروا يتعمدون عمل نظيرها (ووضعها) على أبواب دور أكثرهم.

وأما بنو (سنان) : فهم أولاد الّذي حمل الرمح الّذي حمل على سنانه رأس الحسينعليه‌السلام .

وأما بنو (الطشتي) : فجدّهم قدّم الطشت الّذي وضع فيه رأس الحسينعليه‌السلام .

وأما بنو (القضيبي) : فهم أولاد الّذي أحضر القضيب إلى يزيد ، لينكت به ثنايا الحسينعليه‌السلام الخ.

مدفن رأس الحسينعليه‌السلام

٦٤٣ ـ أين دفن رأس الحسينعليه‌السلام بعد مسيرته الطويلة :

(لواعج الأشجان للسيد الأمين ، ص ٢٤٥)

اختلفت الروايات والأقوال في مصير رأس الحسين الشريف ، بعد مسيرته

٥٣٣

الطويلة عبر الآفاق والأقطار والأمصار فمنها أن يزيد ردّه إلى المدينة فدفن عند قبر أمه فاطمةعليه‌السلام . ومنها أنه مدفون في دمشق عند باب الفراديس ، وكأنه هو الموضع المعروف الآن بمقام أو مشهد رأس الحسينعليه‌السلام في الجهة الشرقية من المسجد الأموي إلى يمين الداخل من باب جيرون (النوفرة). ومنها أنه مدفون في القاهرة. ومنها أنه مدفون في النجف الأشرف عند قبر أبيه عليعليه‌السلام والرواية الأخيرة أنه ردّ إلى جسده المقدس فدفن معه في كربلاء.

وتزعم بعض الروايات أن الرأس الشريف قد دفن أولا في دمشق ، ثم نقله الفاطميون إلى عسقلان بفلسطين ، ثم نقلوه إلى القاهرة فدفن فيها. وذلك في المشهد المعروف اليوم بمسجد سيدنا الحسينعليه‌السلام وهو مشهد معظّم يزوره المصريون ويتبركون به.

بينما تزعم روايات أخرى أن سليمان بن عبد الملك قد وجد الرأس الشريف في خزانة من خزائن بني أمية ، فصلى عليه ودفنه في دمشق ، فلما ولي الحكم عمر بن عبد العزيز نبش الرأس وردّه إلى كربلاء.

وقال سبط ابن الجوزي في (تذكرة الخواص) : إن يزيد ردّ الرأس الشريف إلى المدينة مع السبايا ، ثم ردّه إلى الجسد بكربلاء فدفن معه.

وهذه الروايات كلها من طرق السنّة أما إجماع الشيعة الإمامية فعلى أن الإمام زين العابدينعليه‌السلام ردّ الرأس الشريف إلى الجسد المقدس في كربلاء ، أثناء رجوعه مع السبايا من دمشق إلى المدينة ، ومنه زيارة الأربعين كما نوّهنا سابقا.

إذن فمن الثابت أن الرأس الشريف قد أرجع إلى الجسد المطهر في كربلاء ، سواء بردّه مباشرة من دمشق ، كما أجمعت عليه روايات الإمامية ، أو بعد دفنه في المدينة أو في دمشق أو في عسقلان أو في القاهرة ، كما تقول الروايات الأخرى ، ثم ردّ إلى الجسد المطهر في كربلاء.

وهذه بعض الروايات في هذا الخصوص من طرق الخاصة والعامة.

٦٤٤ ـ رواية سبط ابن الجوزي :

(تذكرة الخواص لسبط ابن الجوزي ، ص ٢٧٥ ط ٢ نجف)

قال سبط ابن الجوزي في (تذكرته) :

واختلفوا في الرأس (الشريف) على أقوال :

٥٣٤

أشهرها : أنه ردّه إلى المدينة مع السبايا ، ثم ردّ إلى الجسد بكربلاء ، فدفن معه.قاله هشام وغيره.

والثاني : أنه دفن (بالبقيع) بالمدينة ، عند قبر أمه فاطمةعليه‌السلام . قاله ابن سعد.

قال : لما وصل إلى المدينة ، كان سعيد بن العاص واليا عليها ، فوضعه بين يديه ، وأخذ بأرنبة أنفه. ثم أمر به فكفّن ودفن عند [قبر] أمه فاطمةعليه‌السلام .

وذكر الشعبي : أن مروان بن الحكم كان بالمدينة ، فأخذه وتركه بين يديه ، وتناول أرنبة أنفه ، وقال :

حبّذا بردك في اليدين

ولونك الأحمر في الخدين

ثم قال : والله لكأني أنظر إلى أيام عثمان.

والثالث : أنه بدمشق.

حكى ابن أبي الدنيا قال : وجد رأس الحسينعليه‌السلام في خزانة يزيد بدمشق ، فكفّنوه ودفنوه بباب الفراديس. وكذا ذكر البلاذري في تاريخه ، قال : هو بدمشق في دار الإمارة. وكذا ذكر الواقدي أيضا.

والرابع : أنه بمسجد الرقة على الفرات بالمدينة المشهورة. ذكره عبد الله ابن عمر الوراق في كتاب (المقتل) وقال : لما حضر الرأس بين يدي يزيد بن معاوية ، قال : لأبعثنه إلى آل أبي معيط عن رأس عثمان ، وكانوا بالرقة ، فبعثه إليهم ، فدفنوه في بعض دورهم. ثم أدخلت تلك الدار في المسجد الجامع. قال : وهو إلى جانب سدرة [شجرة النبق] هناك ، وعليه شبيه النيل لا يذهب شتاء ولا صيفا.

والخامس : أن الخلفاء الفاطميين نقلوه من باب الفراديس إلى عسقلان ، ثم نقلوه إلى القاهرة ، وهو فيها وله مشهد عظيم يزار.

ثم قال سبط ابن الجوزي : وفي الجملة ففي أي مكان كان رأسه أو جسده ، فهو ساكن في القلوب والضمائر ، قاطن في الأسرار والخواطر.

وقد سئل أبو بكر الآلوسي عن موضع رأس الحسينعليه‌السلام فقال شعرا :

لا تطلبوا رأس الحسين

بشرق أرض أو بغرب

ودعوا الجميع وعرّجوا

نحوي فمشهده بقلبي

٥٣٥

٦٤٥ ـ تحقيق السيد محسن الأمين :(أعيان الشيعة ، ج ٤ ص ٢٧٣)

قال العلامة السيد محسن الأمينرحمه‌الله :

اختلفت الروايات والأقوال في ذلك على وجوه :

(الأول) : أنه عند أبيه أمير المؤمنينعليه‌السلام بالنجف. ذهب إليه بعض أخبار وردت بذلك. وفي بعضها أن الصادقعليه‌السلام قال لولده إسماعيل : إنه لما حمل إلى الشام سرقه مولى لنا ، فدفنه بجنب أمير المؤمنينعليه‌السلام . وهذا القول مختص بالشيعة.

(الثاني) : أنه مدفون مع جسده الشريف. روايات ذلك :

ـ في (البحار) أنه المشهور بين علمائنا الإمامية ، ردّه الإمام علي بن الحسينعليه‌السلام .

ـ في (اللهوف) أنه أعيد ، فدفن بكربلاء مع جسده الشريف ، وكان عمل الطائفة على هذا المعنى المشار إليه.

ـ وقال ابن نما : الّذي عليه المعوّل من الأقوال أنه أعيد إلى الجسد ، بعد أن طيف به في البلاد ، ودفن معه.

ـ وعن المرتضى في بعض مسائله ، أنه ردّ إلى بدنه بكربلاء من الشام.

ـ وقال الشيخ الطوسي : ومنه زيارة الأربعين.

ـ وقال سبط ابن الجوزي في (تذكرة الخواص) : أشهر الأقوال أن يزيد ردّه إلى المدينة مع السبايا ، ثم ردّ إلى الجسد بكربلا فدفن معه. قاله هشام وغيره.

فهذا القول مشترك بين الشيعة وأهل السنة.

(الثالث) : في المدينة ، دفن عند قبر أمه الزهراءعليه‌السلام .

(الرابع) : أنه بدمشق ، وأنه دفن بباب الفراديس. ذكر ذلك سبط ابن الجوزي.وكذا ذكر البلاذري في تاريخه ، قال : هو بدمشق في دار الإمارة. وكذا ذكر الواقدي أيضا.

وفي رواية : أنه مكث في خزائن بني أمية ، حتى ولي سليمان بن عبد الملك ، فطلبه فجيء به وهو عظم أبيض ، فجعله في سفط وطيّبه ، وجعل عليه ثوبا ، ودفنه في

٥٣٦

مقابر المسلمين ، بعد ما صلى عليه. فلما ولي عمر بن عبد العزيز ، سأل عن الموضع الّذي دفن فيه ، فنبشه وأخذه ، والله أعلم بما صنع به. وقال بعضهم : الظاهر من دينه أنه بعث به إلى كربلاء ، فدفنه مع الجسد الشريف.

(راجع مقتل الخوارزمي ، ج ٢ ص ٧٦)

وروى ابن نما عن منصور بن جمهور ، أنه دخل خزانة يزيد لما فتحت ، فوجد بها جونة [وعاء كالخابية] حمراء ، فقال لغلامه سليم : احتفظ بهذه الجونة ، فإنها كنز من كنوز بني أمية. فلما فتحها إذ بها رأس الحسينعليه‌السلام وهو مخضوب بالسواد ، فلفّه في ثوب ودفنه عند باب الفراديس ، عند البرج الثالث مما يلي المشرق.

يقول العلامة الأمين : وكأنه هو الموضع المعروف الآن بمسجد أو مقام أو مشهد رأس الحسينعليه‌السلام بجانب المسجد الأموي بدمشق ، وهو مشهد مشيد معظم.

(الخامس) : في الرقة.

(السادس) : بمصر ، نقله الخلفاء الفاطميون من باب الفراديس إلى عسقلان ، ثم نقلوه إلى القاهرة ، وله فيها مشهد عظيم يزار. ذكره سبط ابن الجوزي.

ويقول العلامة الأمين : حكى غير واحد من المؤرخين ، أن الخليفة العلوي [أي الفاطمي] بمصر ، أرسل إلى عسقلان وهي مدينة بفلسطين ، فاستخرج رأسا زعم أنه رأس الحسينعليه‌السلام ، وجيء به إلى مصر فدفن فيها في المشهد المعروف الآن.وهو مشهد معظم يزار ، وإلى جانبه مسجد عظيم (اسمه مسجد سيدنا الحسين). وإنّ أخذ العلويين لذلك الرأس من عسقلان ودفنه بمصر لا ريب فيه ، لكن الشك في كونه رأس الحسينعليه‌السلام أم لا!.

وهذه الوجوه الأربعة الأخيرة كلها من روايات أهل السنة وأقوالهم خاصة.وإليك تفصيل ذلك :

الرأس في دمشق

٦٤٦ ـ مدفن الرأس الشريف في دمشق :

يقول القرماني في (أخبار الدول) ص ١٠٩ بعد ذكر عدة احتمالات :

والأصح أنه دفن في جامع دمشق.

٥٣٧

٦٤٧ ـ تحقيق ابن كثير :(البداية والنهاية ، ج ٨ ص ٢٢١)

يقول ابن كثير في بدايته : هناك عدة أقوال :

القول الأول : روى محمّد بن سعد أن يزيد بعث برأس الحسينعليه‌السلام إلى عمرو بن سعيد نائب المدينة ، فدفنه عند أمه بالبقيع.

القول الثاني : ذكر ابن أبي الدنيا من طريق عثمان بن عبد الرحمن عن محمّد بن عمر بن صالح ، أن الرأس لم يزل في خزانة يزيد بن معاوية حتى توفي ، فأخذ من خزانته فكفّن ودفن داخل باب الفراديس من مدينة دمشق.

قلت : ويعرف مكانه بمسجد الرأس اليوم ، داخل باب الفراديس الثاني.

القول الثالث : إن الّذي كفّنه هو سليمان بن عبد الملك ، ودفنه في مقبرة المسلمين.

٦٤٨ ـ رواية الذهبي :(سير أعلام النبلاء ، ج ٣ ص ٣١٦)

قال الذهبي : وقال عبد الصمد بن سعيد القاضي : حدثنا سليمان بن عبد الحميد البرائي : سمعت أبا أمية الكلاعي ، قال : سمعت أبا كرب ، قال : كنت فيمن توثّب على الوليد بن يزيد بدمشق ، فأخذت سفطا ، وقلت : فيه غنائي. فركبت فرسي ، وخرجت به من باب توما. قال : ففتحته ، فإذا فيه رأس مكتوب عليه : هذا رأس الحسين بن عليعليه‌السلام . فحفرت له بسيفي ، فدفنته.

يقول الذهبي في الحاشية : لا يصح الحديث ، فيه من لا يعرف.

في المدينة

٦٤٩ ـ مدفن رأس الحسينعليه‌السلام في المدينة :

(الإتحاف بحب الأشراف للشبراوي ، ص ٤٢)

يقول الشيخ عبد الله الشبراوي : وقيل إن يزيد أرسل برأس الحسينعليه‌السلام ومن بقي من أهله إلى المدينة ، فكفّن الرأس ودفن عند قبر أمه بقبّة الحسنعليه‌السلام .

وفي (شرح الهمزية) لابن حجر ، ص ٧٠ قيل : إن يزيد أرسل برأس الحسينعليه‌السلام وثقله ومن بقي من أهله إلى المدينة ، فكفّن رأسه ودفن عند قبر أمه بقبّة الحسنعليه‌السلام .

٥٣٨

في الكوفة

٦٥٠ ـ تحقيق الفاضل الدربندي :(أسرار الشهادة ، ص ١٦١)

يقول الفاضل الدربندي : في الخبر أنك إذا أتيت الغريّ [موضع بالنجف] رأيت قبرين : قبرا كبيرا وقبرا صغيرا. فأما الكبير فقبر أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وأما الصغير فرأس الحسينعليه‌السلام . وذلك أن ابن زياد لما بعث برأس الحسينعليه‌السلام إلى الشام ، ردّ إلى الكوفة. فقال : أخرجوه منها ، لا يفتن به أهلها ، فصيّره الله عند أمير المؤمنين ، فدفن. وهذا مفاد الحديث : فالرأس مع الجسد ، والجسد مع الرأس.وقد روى السيد ابن طاووس في (اللهوف) وغيره ، أن رأس الحسينعليه‌السلام أعيد فدفن مع بدنه بكربلاء ، وذكر أن عمل الطائفة على ذلك.

ولا يخفى أنه يمكن الجمع بين هذه الروايات وبين ما ادعاه ابن طاووس ، على [أنه] دفن الرأس أولا عند أمير المؤمنينعليه‌السلام بدافع الخوف ، ثم حمل الرأس بعد الدفن بقليل إلى كربلاء بعد الأمن ، ودفنه عند الجسد الشريف. ويؤيده في الرواية الأخيرة : «فالرأس مع الجسد ، والجسد مع الرأس». فالجسد الأول هو جسد الإمام عليعليه‌السلام ، والجسد الثاني هو جسد الحسينعليه‌السلام .

في عسقلان والقاهرة

٦٥١ ـ انتقال الرأس الشريف إلى عسقلان ثم القاهرة :

(التاريخ الحسيني للسيد محمود الببلاوي ، ص ١٦)

قال الببلاوي : أمر يزيد برفع الرؤوس في دمشق ثلاثة أيام ، ثم أمر بأن يطاف بها في البلاد. فطيف بها حتى وصلت عسقلان ، وأميرها إذ ذاك من خيرة الناس إيمانا وخوفا من الله ، فدفنها في مكان فخيم ، استمرت به إلى سنة إحدى وتسعين وأربعمائة ٤٩١ ه‍. وفي شعبان فيها خرج الأفضل ابن أمير الجيوش بعساكر كثيرة إلى بيت المقدس ، كما نقله المقريزي عن ابن ميسّر ، وحارب من به وملكه ، ثم دخل عسقلان. ولما علم بالرأس الشريف عمل له مشهدا جليلا بالمدينة المذكورة ، إذ رأى المكان الأول صار لا يليق بجلاله. ولما تكامل البناء أخرج الرأس الشريف فعطّره وحمله على صدره وسعى به ماشيا ، إلى أن أحله في المشهد المذكور.فاستمر به إلى سنة ثمان وأربعين وخمسمائة ٥٤٨ ه‍ ، وحواليها قضى الله على

٥٣٩

عسقلان أن تمتدّ إليها أيدي الطمع من الإفرنج ، وكان بها أمير يقال له عيّاش ، فأرسل إلى الخليفة الفائز بأمر الله بمصر ، يقول له : أما بعد ، فإن الإفرنج قد أشرفوا على أخذ عسقلان ، وإن بها رأس الإمام الحسين بن عليعليه‌السلام ، فأرسلوا من تختارونه وإلا أخذوه. وكان الخليفة الفاطمي الفائز إذ ذاك طفلا صغيرا لم يبلغ الحادية عشرة من عمره ، ولذلك كان الحل والعقد والأمر والنهي لأكبر وزرائه ، المسمى طلائع بن رزيك ، فأرسل فرقة من الجيش تحت أمر مكنون الخادم ، وزوّده بثلاثين ألف دينار ، فأتوا بالرأس. ووصلوا إلى قطية ، فخرج الوزير إلى لقائه من عدة مراحل ومعه جيوش كثيرة ، وكلهم حفاة خاشعون. فحمل الوزير الرأس على صدره ، حتى دخلوا مصر. وبنى طلائع مسجدا للرأس خارج باب زويلة من جهة الدرب الأحمر ، وهو المعروف بجامع الصالح الآن. فكشف الحجب عن تلك الذخيرة النبوية ، فوجد دمها لم يجف ، ووجد لها رائحة أطيب من المسك ـ كما قال المقريزي ـ فغسّل الرأس في المسجد المذكور على ألواح من الخشب ، ثم أراد أن يشرّف ذلك المسجد بدفنه فيه ، فأبى أهل القصر ، وهم معيّة الملك الفائز ، وقالوا : إن أثرا نبويا جليلا كهذا لا يليق أن يكون مستقره خارج حدود القاهرة ، بل لا بدّ من دفنه في قصر الملك [أي المعزّ] ، وكانت بوابة الباب الأخضر الموجودة الآن تحت المنارة الصغرى للمسجد الحسيني ، بابا من أبواب القصر المنتهي إلى الجمالية ، واسمه باب الديلم ودهليز الخدمة ، فعمدوا إلى الجهة المذكورة وبنوا بها بناء فخيما ، حلّوه بأنواع الزخارف الجميلة ، وكسوا جدرانه بالرخام الملون ، في البقعة المباركة الحالية.

وكان طلائع بن رزيك محبا لأهل البيتعليه‌السلام ويدعى الملك الصالح.

٦٥٢ ـ الجزم بأن الرأس الّذي كان في عسقلان ليس رأس الحسينعليه‌السلام :

(رأس الحسين لابن تيمية ، ص ١٥)

يقول ابن تيمية : بل نحن نعلم ونجزم بأنه ليس رأس الحسينعليه‌السلام ولا كان ذلك المشهد العسقلاني مشهدا للحسينعليه‌السلام ، من وجوه متعددة :

١ ـ أنه لو كان رأس الحسينعليه‌السلام هناك لم يتأخر كشفه وإظهاره إلى ما بعد مقتل الحسينعليه‌السلام بأكثر من أربعمائة سنة.

٢ ـ إن الذين جمعوا أخبار الحسينعليه‌السلام ومقتله ، مثل أبي بكر بن أبي الدنيا ،

٥٤٠

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

701

702

703

704

705

706

707

708

709

710

711

712

713

714

715

716

717

718

719

720

721

722

723

724

725

726

727

728

729

730

731

732

733

734

735

736

737

738

739

740

741

742

743

744

745

746

747

748

749

750

751

752

753

754

755

756

757

758

759

760

761

762

763

764

765

766

767

768

769

770

771

772

773

774

775

776

777

778

779

780

781

782

783

784

785

786

787

788

789

790

791

792

793

794

795

796

797

798

799

800