موسوعة كربلاء الجزء ٢

موسوعة كربلاء7%

موسوعة كربلاء مؤلف:
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 800

الجزء ١ الجزء ٢
  • البداية
  • السابق
  • 800 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 477599 / تحميل: 5544
الحجم الحجم الحجم
موسوعة كربلاء

موسوعة كربلاء الجزء ٢

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

وهكذا أخرجه مسلم ، وأبو داود ، والنسائي من طريق حبّان بن واسع ، وليس لعبد الله بن زيد عمّ اسمه عاصم ، بل عاصم اسم جده. وليست له صحبة.

٦٥٧٢ ـ عامر بن جعفر بن كلاب.

ذكره الدّار الدّارقطنيّ هكذا. استدركه الذهبي في التجريد ، وهو غلط نشأ عن سقط ، وإنما هو عند الدّار الدّارقطنيّ عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب ، وهو المعروف بملاعب الأسنة.

وقد مضى على الصواب في القسم الأول.

٦٥٧٣ ز ـ عامر بن حديدة الأنصاري.

ذكره ابن عبد البرّ فيمن يكنى أبا زيد من الصحابة ، وهو خطأ نشأ من عدم تأمل ، وذلك أن الّذي في كتاب الكنى لأبي أحمد : أبو زيد قطبة بن عمرو ، أو عامر بن حديدة ، فالصحبة لقطبة ، والتردّد في اسم أبيه : هل هو عمرو أبو عامر ، وسيأتي بيانه في حرف القاف إن شاء الله تعالى.

٦٥٧٤ ـ عامر بن الطفيل : بن مالك بن جعفر [بن كلاب] العامري الفارس المشهور.

ذكره جعفر المستغفريّ في الصحابة ، وهو غلط ، وموت عامر المذكور على الكفر أشهر عند أهل السير أن يتردّد فيه ، وإنما اغترّ جعفر برواية أخرجها البغوي يسنده إلى عامر بن الطفيل ـ أن عامر بن الطفيل أهدى إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فرسا ، وكتب إليه : إني قد ظهرت فيّ دبيلة ، فابعث إليّ دواء من عندك. فردّ الفرس ، لأنه لم يكن أسلم ، وأرسل إليه عكّة من عسل.

وهو خطأ نشأ عن تغيير ، وإنما هو عامر بن مالك ، وهو ملاعب الأسنة ، وفي ترجمته أورده البغوي ، وقد تظافرت الرواية بذلك كما ذكرته في ترجمته ، وأسند جعفر أيضا إلى الحديث الّذي ذكرته في القسم الأول في ترجمة عامر بن الطّفيل ، وقد بينت أنه آخر غير العامري ، وقد أورد الطبراني قصة موت عامر بن الطفيل كافرا من حديث سهل بن سعد.

٦٥٧٥ ـ عامر بن عبد الله (١): أبو عبد الله.

ذكره ابن شاهين في الصّحابة ، وهو خطأ نشأ عن تصحيف سمعي ، فأورد من طريق أبي أمية الطّرسوسي ، عن أبي داود الطّيالسي بسنده إلى أبي مصبح ، قال : كنا نسير في أرض الروم في صائفة وعلينا مالك بن عبد الله الخثعميّ ، إذ مرّ بعامر بن عبد الله وهو يقود بغلا له

__________________

(١) أسد الغابة ت (٢٧١١).

١٤١

وهو يمشي ، فقال : يا أبا عبد الله ، ألا تركب فذكر الحديث : «من اغبرّت قدماه في سبيل الله حرّمه الله على النّار».

وهذا الحديث قد أخرجه أبو داود الطّيالسي في مسندة بسنده المذكور ، فقال فيه : إذ مر عامر بن عبد الله ، وكذا أخرجه ابن المبارك في كتاب الجهاد عن عتبة بن حكيم شيخ الطيالسي فيه ، وهو في مسند أحمد ، وصحيح ابن حبان ، من طريق ابن المبارك.

٦٥٧٦ ـ عامر بن عبد الله بن أبي ربيعة (١).

ذكره ابن شاهين ، وأخرج من طريق بشر بن عمر ، عن إسماعيل بن إبراهيم بن عامر بن عبد الله بن أبي ربيعة ، عن أبيه ، عن جده ـ مرفوعا : «إنّما جزاء السّلف الوفاء والحمد».

وهذا خطأ نشأ عن زيادة اسم في النسب ، فقد أخرجه إسحاق بن راهويه في مسندة ، عن بشر بن عمر ، عن إسماعيل ، وليس في نسبه عامر ، وكذلك أخرجه إسحاق أيضا ، وابن أبي شيبة ، وأحمد جميعا ، عن وكيع ، والنسائي من طريق سفيان الثوري ، والطبراني ، من طريق حاتم بن إسماعيل ، كلّهم عن إسماعيل بن إبراهيم بن عبد الله بن أبي ربيعة. عن أبيه ، عن جده ، وأورده أصحاب المسانيد في مسند عبد الله بن أبي ربيعة.

٦٥٧٧ ـ عامر بن عبدة (٢).

روى عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «إنّ الشّيطان يأتي القوم في صورة الرّجل يعرفون وجهه ولا يعرفون نسبه ، فيحدّثهم ، فيقولون : حدّثنا فلان».

حديثه عند الأعمش ، عن المسيّب بن رافع ، عنه ، كذا أورده ابن عبد البر ، وهذا إنما هو عامر بن عبدة ، عن عبد الله بن مسعود موقوفا ليس فيه ذكر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، كذا أخرجه مسلم في مقدمة صحيحه من طريق الأعمش.

وقد ذكر ابن عبد البرّ عامر بن عبد الله هذا في كتاب الكنى ، فقال : أبو إياس عامر ابن عبدة تابعي ثقة. انتهى.

وقد وثّقه أيضا ابن معين ، وذكر ابن ماكولا أنه روى عنه مع المسيب بن رافع ، وأبو إسحاق السّبيعي.

__________________

(١) أسد الغابة ت (٢٧١٠).

(٢) أسد الغابة ت (٢٧١٦) ، الاستيعاب ت (١٣٤٣).

١٤٢

واختلف في عبدة ، فقيل بالسكون وقيل بالتحريك.

٦٥٧٨ ـ عامر (١)بن لدين (٢): بالدال مصغّرا ، الأشعري ، أبو سهل. ويقال أبو بشر.

ويقال اسمه عمرو.

وذكره ابن شاهين في «الصحابة» وقال أبو نعيم : مختلف في صحبته ، وهو معدود في تابعي أهل الشام ، ذكره بعض المتأخرين.

قلت : ولم أره في كتاب ابن مندة فكأنه عنى ببعض المتأخرين غيره.

ذكره أبو موسى في «الذيل» ، قال أسد بن موسى عن معاوية بن صالح ، عن أبي (٣) بشر مؤذن مسجد دمشق ، عن عامر بن لدين الأشعري : سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : «إنّ الجمعة يوم عيدكم ، فلا تجعلوا يوم عيدكم يوم صيامكم ...» الحديث.

هكذا أورده ابن شاهين من طريقه ومن تبعه ، وهو خطأ نشأ عن سقط ، وإنما رواه معاوية بن صالح بهذا السند عن عامر ، عن أبي هريرةرضي‌الله‌عنه ، قال : سمعت. هكذا أخرجه ابن خزيمة في صحيحه من طريق عبد الرحمن بن مهدي ، ومن طريق زيد بن الحبّاب ، وهكذا رويناه في نسخة حرملة ، وفي زيادات للنيسابوري ، من طريق يونس بن عبد الأعلى ، كلاهما عن ابن وهب ، ثلاثتهم عن معاوية بن صالح به.

ورواه عبد الله بن صالح كاتب اللّيث ، عن معاوية بن صالح ، عن أبي بشر ، عن عامر بن لدين ـ أنه سأل أبا هريرة عن صيام يوم الجمعة ، فقال : على الخبير سقطت ، سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فذكره.

وقال البخاريّ في «التاريخ» : عامر بن لدين سمع أبا هريرة ، وروى معاوية بن صالح عن أبي بشر عنه ، وكذا قال ابن أبي حاتم عن أبيه ، وقال ابن سميع : عامر بن لدين الأشعري قاض لعبد الملك سمع أبا هريرة.

وقال العجليّ : شامي تابعي ، ثقة. وقال ابن عساكر : ولى القضاء لعبد الملك ، وحدّث عن بلال ، وأبي هريرة ، وأبي ليلى الأشعري.

روى عنه أبو بشر المؤذن ، وعروة بن رويم ، والحارث بن معاوية.

قلت : وروايته عن أبي ليلى ستأتي في ترجمته ، وحديثه عن بلال ذكره الدّولابي في الكنى. وقال غيره : إنه أرسل عن بلال (٤).

__________________

(١) أسد الغابة ت (٢٧٢٧).

(٢) في أ : لذين بالذال.

(٣) في أ : ابن.

(٤) في أ : هلال.

١٤٣

٦٥٧٩ ـ عامر بن مالك الكعبي (١): هو القشيري.

استدركه أبو موسى ظانا أنه غيره فلم يصب.

٦٥٨٠ ـ عامر بن مالك بن صفوان (٢).

ذكره ابن قانع ، وأخرج من طريق سليمان التيمي ، عن أبي عثمان ، عن عامر بن مالك ، عن صفوان ـ رفعه : «الطّاعون شهادة والغرق شهادة».

وهذا غلط نشأ عن تصحيف ، وذلك أنّ الحديث معروف من هذا الوجه ، لكن عن عامر بن مالك ، عن صفوان ، وهو ابن أمية الجمحيّ ، فتصحّفت عن فصارت ابن.

وقد أخرجه البخاريّ في «تاريخه» على الصواب ، وكذا هو عند أحمد والنسائي ، وقد استدركه ابن الدباغ وخفيت علّته ، وقد تنبه له ابن فتحون ، فقال : أحسب أن ابن قانع وهم فيه ، بل أقطع بذلك ، وعامر بن مالك ذكره ابن حبان في الثقات.

٦٥٨١ ـ عامر المزني (٣): أبو هلال ، هو عامر بن عمرو الّذي تقدم.

فرّق بينهما ابن مندة ، فوهم ، والحديث واحد : وهو من رواية هلال بن عامر ، عن أبيه. وقد اختلف على هلال فيه كما بينته في رافع بن عمرو.

٦٥٨٢ ـ عامر أبو هشام (٤): هو عامر بن أمية جد سعد بن هشام الّذي تقدم.

فرق بينهما ابن مندة أيضا ، فوهم ، والحديث واحد ، وهو من رواية سعد بن هشام ، عن عائشة ـ أنها قالت لسعد بن هشام : رحم الله ، هشاما ، قتل يوم أحد.

العين بعدها الباء

٦٥٨٣ ـ عباد (٥)بن عمرو (٦). (٧)

له ذكر في القسم الأول في ترجمة عائذ بن قرط.

٦٥٨٤ ز ـ عباد بن أحمر المازني.

ذكره أبو محمّد بن قتيبة في «غريب الحديث» ، فقال : ومنه قول عباد بن أحمر

__________________

(١) أسد الغابة ت (٢٧٣٦).

(٢) أسد الغابة ت (٢٧٣٤).

(٣) أسد الغابة ت (٢٧٤٠).

(٤) أسد الغابة ت (٢٧٤٥).

(٥) في أعائد.

(٦) في ت : عمر.

(٧) أسد الغابة ت (٢٧٧٨).

١٤٤

المازني ، قال : كنت في إبلي أرعاها ، فأغارت علينا خيل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فركبت الفحل ، فجئت صباح تبوك.

قال ابن عساكر : وهم فيها ابن قتيبة. والصواب عمارة بن أحمر ، كما تقدم.

٦٥٨٥ ـ عباد بن الحسحاس.

كذا ذكره أبو عمر ، فصحفه ، والصّواب عبادة ، بضم أوله والتخفيف وزيادة هاء في آخره.

٦٥٨٦ ـ عباد بن المطلب.

له ذكر في المهاجرين ، ولا يعرف له رواية ، قاله ابن مندة ، وساق من طريق يونس بن بكير ، عن ابن إسحاق في ذكر المهاجرين ، قال : ونزل عبيدة بن الحارث ، وعباد بن المطلب ، وذكر جماعة سمّاهم.

قال أبو نعيم : هذا وهم شنيع ، وخطأ قبيح ، وإنما هو مسطح بن أثاثة بن المطلب ، ثم ساق من طريق إبراهيم ، عن سعد بن إسحاق في قدوم المهاجرين المدينة ، قال : ونزل عبيدة بن الحارث وأخواه : الطفيل ، وحصين ، ومسطح بن أثاثة بن عباد بن المطلب ، وسويبط بن سعد بن حرملة ، وطليب بن عمرو ـ علي بن عبد الله بن سلمة العجلاني ، وهو كما قال أبو نعيم.

وسبب الوهم أن لفظة ابن تصحّفت واوا فصار الواحد اثنين : مسطح بن أثاثة ، وعباد بن المطلب ، وعباد إنما هو جدّه مسطح. وقد وقع في رواية غير ابن مندة كما وقع عنده ، فليس التصحيف منه ، لكن ما كان يليق بسعة حفظه ومعرفته أن يمشي عليه مثل هذا.

وأغرب منه ما ذكر الذّهبيّ في «التجريد» ، فقال : عباد له هجرة ، ولا رواية له ، وهو مجهول ، فمشى على الوهم ، وزاد الوهم لبسا بترك ذكر أبيه.

٦٥٨٧ ـ عباد بن تميم.

ذكر الكرمانيّ شارح البخاري أنه رأى بعض نسخ البخاري في حديث عائشةرضي‌الله‌عنها : سمع النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم صوت عبّاد يصلّي في المسجد ، فقال : «رحم الله عبّادا» ، قال في بعض النسخ : عباد بن تميم ، كذا قال ، والمعروف أنه عباد بن بشر ، كما وقع في مسند أبي يعلى.

٦٥٨٨ ـ عبادة بن سليمان : مولى العباس.

١٤٥

له في النكاح ، قاله ابن سعد ، واستدركه الذهبي. والصواب عبّاد ، بفتح أوله وتشديد الموحدة ، وهو كما تقدم في الأول.

٦٥٨٩ ـ عباس بن جمهان : أو جهمان.

ذكره أبو أحمد العسكريّ ، وقال : حديثه مرسل ، ولا تصح له صحبة حكى عنه إسماعيل بن رافع ، وكذا ذكره البخاري في «التاريخ» وقال : حديثه مرسل.

٦٥٩٠ ـ عبد الأعلى (١)بن عدي البهراني (٢).

تابعي أرسل حديثا ، فذكره محمد بن عثمان بن أبي شيبة في الصحابة ، نقله أبو نعيم ، وقال : لا تصح له صحبة.

وجزم بأنّ حديثه مرسل البخاري ، وأبو داود.

وقد روى عن ثوبان ، وعتبة بن عبد السلمي ، وعبد الله بن عمرو ، وغيرهم. روى عنه حريز بن عثمان ، والأحوص بن حكيم ، وصفوان بن عمرو ، وغيرهم.

وحديثه في مراسيل أبي داود عند النسائي وابن ماجة.

وذكره ابن حبّان في «ثقات التابعين» ، وقال يزيد بن عبد ربّه : مات سنة أربع ومائة.

٦٥٩١ ز ـ عبد الله : بن إبراهيم الأنصاري.

أرسل شيئا فذكره بعضهم في الصحابة ، وقال ابن أبي حاتم : مجهول أرسل عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، روى فضالة بن حصن ، عن الخطاب بن سعيد ، عن سليمان بن محمد بن إبراهيم ، عنه واستدركه ابن فتحون ، ونسبه لابن أبي حاتم.

٦٥٩٢ ـ عبد الله بن أبي الأسد.

استدركه ابن فتحون لحديث أورده الخطيب من طريق محمد بن العباس صاحب السامة (٣) ، عن محمد بن بشر ، عن عبيد الله (٤) العمري ، عن الزهري ، عن عبيد الله بن أبي الأسد ، قال : رأيت (٥) النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يصلّي في ثوب واحد قد خالف بين طرفيه ، وهو خطأ نشأ عن سقط وتحريف ، والصواب ما رواه أبو أسامة عن العمري ، عن الزهري ، عن سعيد بن المسيب ، عن عمر بن أبي سلمة بن عبد الأسد. وسيأتي في عمر بن أبي الأسد فيه خطأ آخر.

__________________

(١) أسد الغابة ت (٢٨٠٦).

(٢) المهداني في أ.

(٣) في أ : الشامة.

(٤) في أ : عن عبد الله.

(٥) في أ : رأيتهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

١٤٦

٦٥٩٣ ز ـ عبد الله بن الأسود المزني (١).

ذكره أبو موسى في «الذيل» ، فوهم ، فإنه هو السدوسي ، والرواية التي نسب فيها مزنيا ضعيفة. وقد بينت ذلك في ترجمة الحجاج.

٦٥٩٤ ـ عبد الله بن أنيسة الأسلمي (٢).

ذكره ابن مندة ، وأخرج في ترجمته حديث جابر عنه في القصاص ، ولم يقع في روايته منسوبا ، إنما فيه عبد الله بن أنيس فقط. قال ابن مندة : فرق ابن أبي حاتم بينه وبين الجهنيّ ، وأراهما واحدا.

قلت : والحديث معروف للجهني ، وقد أشرت إلى ذلك في ترجمته ، وجمعهما أبو نعيم في ترجمة ، وعاب على ابن مندة التفرقة ، ولا ذنب لابن مندة فيه. وقد تقدم في الأول عبد الله بن أنس ، أو ابن أنيس الأسلمي ، وذكر من جوز أنه الجهنيّ.

٦٥٩٥ ـ عبد الله بن أبي أنيسة (٣).

ذكره محمّد بن الرّبيع الجيزي في الصحابة الذين دخلوا مصر ، وأخرج من طريق ابن المبارك ، عن داود بن عبد الرحمن العطار ، عن عبد الله بن محمد بن عقيل ، عن جابر ، قال : سمعت حديثا في القصاص لم يبق أحد يحفظه إلا رجل بمصر يقال له عبد الله بن أبي أنيسة ، فذكر رحلته إليه.

أورده الخطيب في «كتاب الرحلة» في الحديث ، وهذا هو عبد الله بن أنيس الجهنيّ. وقد ذكرت في ترجمته من أخرجه ، ومداره على عبد الله بن محمد بن عقيل ، عن جابر. واستدركه الذهبي في التجريد على من تقدمه ، وهو خطأ نشأ عن تحريف في اسم أبيه.

٦٥٩٦ ـ عبد الله بن بشر الحمصي.

ذكره البغويّ. وقد تقدم في الأول.

٦٥٩٧ ـ عبد الله بن بغيل (٤): بموحدة ومعجمة مصغّرا.

تقدم التنبيه عليه في عبد الله بن نفيل ، بنون وفاء.

٦٥٩٨ ـ عبد الله بن جبر بن عتيك الأنصاري (٥).

__________________

(١) أسد الغابة ت (٢٨١٦).

(٢) أسد الغابة ت (٢٨٢٣).

(٣) أسد الغابة ت (٢٨٢٤).

(٤) أسد الغابة ت (٢٨٤١).

(٥) أسد الغابة ت (٢٨٥٥).

١٤٧

أرسل حديثا ، فذكره أبو موسى في «ذيل الصّحابة» ، وهو عند النسائي من رواية جعفر بن عون ، عن أبي العميس ، عن عبد الله بن عبد الله بن جبر بن عتيك ، عن أبيه ـ أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عاد جبر بن عتيك الحديث.

وأخرجه ابن ماجة من طريق وكيع ، عن أبي العميس ، فزاد فيه بعد قوله : عن أبيه ـ عن جده ، وهو الصواب.

وعبد الله بن عبد الله من شيوخ مالك ، وقد أخرج الحديث عنه في الموطأ ، لكن قال : عن عبد بن جابر بن عتيك ، عن عتيك بن الحارث ـ أن جابر بن عتيك أخبره.

وقد تقدم في ترجمة جابر بن عتيك مفصّلا.

وعبد الله بن جابر المذكور هنا لم أر له ترجمة عند أحد ممن صنّف في الرجال.

٦٥٩٩ ـ عبد الله بن جبير الخزاعي.

تابعي أرسل حديثا فذكره أبو نعيم وأبو عمر في الصحابة ، قال أبو نعيم : مختلف في صحبته. وقال أبو عمر : قيل : إن حديثه مرسل. وقال أبو حاتم الرازيّ : شيخ مجهول روى عن أبي الفيل أن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم رجم

وذكره ابن حبّان في «ثقات التابعين» ، روى عنه سماك بن حرب وحده.

٦٦٠٠ ز ـ عبد الله بن جزء الزّبيدي (١).

ذكره ابن أبي عليّ ، واستدركه أبو موسى ، وهو عبد الله بن الحارث بن جزء ، نسب لجده ، فلا وجه لاستدراكه.

٦٦٠١ ـ عبد الله بن الحارث : أبو إسحاق.

روى عنه قتادة ، واستدركه أبو موسى ، وهو عبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب الملقب ببّة. وقد ذكره ابن مندة فلا وجه لاستدراكه. وقد تقدم في القسم الثاني.

٦٦٠٢ ـ عبد الله بن الحارث : بن أوس الثقفي (٢).

__________________

(١) أسد الغابة ت (٢٨٦٣) ، طبقات ابن سعد ٧ / ٤٩٧ ، طبقات خليفة ٩٤٥ ، ٢٧١٥ ، المعرفة والتاريخ ١ / ٢٦٨ ، الجرح والتعديل ٥ / ٣٠ ، المستدرك ٣ / ٦٣٣ ـ الحلية ٢ / ٦ ، تهذيب الكمال ٦٧٢ ، تاريخ الإسلام ٣ / ٢٦٣ ، العبر ١ / ١٠١ ، تذهيب التهذيب ٢ / ١٣٦ ، مرآة الجنان ١ / ١٧٧ ، تهذيب التهذيب ٥ / ١٧٨ ، حسن المحاضرة ١ / ٢١٢ ، خلاصة تذهيب الكمال ١٦٤ ، شذرات الذهب ١ / ٩٧.

(٢) أسد الغابة ت (٢٨٧١).

١٤٨

ذكره ابن شاهين ، وأخرج من طريق عارم ، عن ابن المبارك ، عن الحجاج بن أرطاة ، عن عبد الملك بن المغيرة ، عن عبد الرحمن السلماني ، عن أوس ، عنه ـ في طواف الوداع.

وفي هذا السند خبط في مواضع. وقد رواه غيره عن ابن المبارك ، عن حجاج ، عن ابن السلماني ، عن عمرو بن أوس ، عن الحارث بن عبد الله بن أوس ، وهو الصواب ، وكذا هو عند الترمذي من طريق عبد الرحمن المحاربي ، عن حجاج بن أرطاة. وأخرجه أبو داود والنسائي من وجه آخر عن الحارث بن عبد الله بن أوس. ومضى على الصواب.

٦٦٠٣ ـ عبد الله بن الحارث : بن أبي ربيعة المخزومي (١).

ذكره ابن عبد البرّ ، فقال : روى ابن خديج عن عبد الله بن أبي أمية ، عن عبد الله بن الحارث بن أبي ربيعة عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في قطع السارق ، قال : وأظنه هو عبد الله بن الحارث بن عبد الله بن عيّاش (٢) بن أبي ربيعة ، أخو عبد الرحمن بن الحارث ، فإن كان هو فحديثه مرسل لا شك فيه. انتهى كلام أبي عمر.

فأما عبد الرحمن بن الحارث فقد ذكر ابن أبي حاتم ، قال : إنه روى عن أخيه عبد الله بن الحارث ، وحديث عبد الرحمن عند البخاري في الأدب المفرد والسنن الأربعة.

وذكره العجليّ ، فقال : تابعي ثقة ، ووثّقه ابن سعد ، وقال : مات في خلافة المنصور وقيل : كان مولده سنة ثمانين من الهجرة ، وأما أخوه عبد الله فهو أكبر منه. وقال النسائي : ليس بالقوي.

٦٦٠٤ ـ عبد الله بن : الحارث بن زيد بن صفوان الضبي (٣).

تقدم في الأول في عبد الله بن زيد بن صفوان ، ذكره أبو عمر ، فزاد في نسبه الحارث ، وعزاه لابن الكلبي وابن حبيب ، وليس عندهما الحارث.

٦٦٠٥ ـ عبد الله بن الحارث : بن زيد بن صفوان الضبي.

ذكره أبو عمر هكذا.

وقد تقدم في الأول أنه وهم ، وأن الحارث بين عبد الله وزيد زيادة ، وسببها ما ذكر في عبد الله بن زيد أنه كان اسمه عبد الحارث بن زيد فسمّاه النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عبد الله ، فرآه أبو عمر عبد الحارث بن زيد ، فظنه عبد الله بن الحارث بن زيد.

__________________

(١) أسد الغابة ت (٢٨٧٤) ، الاستيعاب ت (١٥١٠).

(٢) في أ : عباس.

(٣) أسد الغابة ت (٢٨٧٦) ، الاستيعاب ت (١٥١٢).

١٤٩

٦٦٠٦ ز ـ عبد الله بن الحارث العبديّ.

تقدمت الإشارة في القسم الأول.

٦٦٠٧ ز ـ عبد الله بن الحجاج : الثمالي (١).

أورده الذّهبيّ ، وقال ذكره الثلاثة ، وقال (٢) ، بعد عبد الله : أبو الحجاج.

قلت : ما رأيت في «أسد الغابة» شيئا من ذلك ، بل قال : عبد الله أبو الحجاج الثمالي ، قيل اسمه عبد الله بن عبد ، أخرجه الثلاثة. نعم رأيته في «ذيل» أبي موسى كما قال الذّهبيّ. وأخرجه ابن مندة في موضع ثالث فقال : عبد الله الثمالي.

٦٦٠٨ ـ عبد الله بن حرام (٣).

ذكره أبو موسى ، وأبو بكر بن علي ، وذكره من طريق إبراهيم بن أبي عبلة ، قال : رأيت على رأس عبد الله بن حرام [كساء] (٤) قال : صليت إلى القبلتين ، قال أبو موسى : إنما هو عبد الله بن عمرو ابن أم حرام ، وهو كمال قال.

وقد ذكره ابن مندة على الصّواب في عبد الله ابن أم (٥) حرام ، وأبوه اسمه عمرو بن قيس.

٦٦٠٩ ز ـ عبد الله بن أبي حرام.

قال ابن الأثير : رأيته بخطي وعليه علامة الثلاثة ، ولم أجده عندهم.

قلت : إنما هو الّذي قبله ، وهو عبد الله ابن أم حرام ، فتغيرت أداة الكنية من أم إلى أبي.

٦٦١٠ ـ عبد الله بن حزابة (٦): بضم المهملة بعدها زاي منقوطة وبعد الألف موحدة.

ذكره ابن مندة ، فقال : عبد الله بن خزابة ، وعبد الله بن حكل ذكر في الصحابة ، وهما من تابعي أهل الشام ، روى عنهما خالد بن معدان.

٦٦١١ ـ عبد الله بن الحسن. (٧)

ذكره عليّ بن سعيد العسكريّ ، واستدركه أبو موسى من طريقه ، ثم من رواية داود بن

__________________

(١) أسد الغابة ت (٢٨٨٩).

(٢) في أ : بين.

(٣) أسد الغابة ت (٢٨٩٢).

(٤) سقط من أ.

(٥) في أ : أبي.

(٦) أسد الغابة ت (٢٨٩٦).

(٧) أسد الغابة ت (٢٨٩٧).

١٥٠

عبد الرحمن العطار ، حدثنا عبد الله بن الحسن ـ رفعه : لو كانت عندي ثالثة لزوجتها لعثمان.

قال أبو موسى : هذا مرسل أو معضل ، وهو عبد الله بن الحسن بن علي ، وهو تابعي صغير.

قلت : روى عن أبيه ، وعن أمه فاطمة بنت الحسين ، وابن عم جدّه عبد الله بن جعفر بن أبي طالب ، وعمه (لأمه) (١) إبراهيم بن محمد بن طلحة ، وعن الأعرج ، وعكرمة وغيرهم.

روى عنه ابناه : موسى ، (ويحيى) (٢) ، ومالك ، والثوري ، وابن أبي الموالي ، وابن عليّة ، وآخرون.

وثّقه ابن معين والرازيان والنسائي والعجليّ ، وغيرهم. وذكره ابن حبان في الطبقة الثالثة من الثقات ، فكأنه لم تصحّ عنده روايته عن عبد الله بن جعفر.

وكان لسان بني حسن في زمانه ، قال مصعب الزبيري : ما رأيت علماءنا يكرمون ، أحدا ما يكرمونه ، وكانت له منزلة عند عمر بن عبد العزيز.

مات في حبس المنصور سنة خمس وأربعين ومائة ، وهو ابن خمس وسبعين سنة.

٦٦١٢ ـ عبد الله بن حكل الأزدي (٣).

قال أبو عمر : شامي ، روى عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «عقر دار الإسلام الشّام». روى عنه خالد بن معدان.

ذكره ابن أبي حاتم عن أبيه ، وقال : هو مرسل ، وقد مضى كلام ابن مندة فيه في عبد بن حرام. وقال ابن حبّان في «ثقات التابعين» : عبد الله بن حكل روى عن رجل من أصحاب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (٤) خالد بن معدان.

٦٦١٣ ـ عبد الله بن حكيم الجهنيّ. (٥)

قال ابن الأثير : ذكره البخاريّ ، فقال : أدرك النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . قال أبو حاتم الرازيّ (٦) : هو ابن عكيم ، بالعين المهملة ، وهو كما قال.

__________________

(١) في أ : سقط.

(٢) في أ : سقط.

(٣) أسد الغابة ت (٢٨٩٩) ، الاستيعاب ت (١٥٢٩).

(٤) في أ : روى عنه خالد.

(٥) أسد الغابة ت (٢٩٠٠).

(٦) في أ : الرازيّ إنما.

١٥١

٦٦١٤ ـ عبد الله بن حكيم (١): بصيغة التصغير.

ذكره ابن عبد البرّ ، فقال : سمع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول في حجة الوداع : «اللهمّ اجعلها حجّة لا رياء فيها ولا سمعة». وهذا وهم نشأ عن سقط ، وذلك أنه سقط منه الصحابي ، وهو بشر بن قدامة كما مضى في الموحدة في القسم الأول على الصواب ، وهو حديث انفرد بروايته سعيد بن بشير ، عن عبد الله بن حكيم ، عن بشر ، وما رواه عن سعيد إلا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ، ولا يعرف عبد الله بن حكيم ولا شيخه إلا في هذا الحديث.

٦٦١٥ ز ـ عبد الله بن خليفة.

قال ابن فتحون في «الذيل» : ذكره الطّبريّ ، وأخرج له حديثا في صفة العرش.

قلت : وهو خطأ نشأ عن سقط ، وإنما يروى الحديث المذكور من طريق عبد الله بن خليفة (٢) ، هكذا أخرجه ابن خزيمة في كتاب التوحيد ، وأبو يعلى ، وابن أبي عاصم ، والطبراني في كتاب السنة ، كلّهم من طريق أبي إسحاق السّبيعي (٣) ، وذكره البخاري وغيره في التابعين.

٦٦١٦ ـ عبد الله بن رئاب (٤).

روي عن ـ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ وحديثه عندي مرسل ، رواه معمر عن كثير بن يزيد عنه ، كذا قال ابن عبد البرّ.

وقال ابن أبي حاتم : عبد الله بن رئاب روى عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مرسلا ، ويقال ابن زبيب ـ يعني بزاي وموحدتين مصغرا.

روى عن كثير بن يزيد عنه ، فأخذ أبو عمر كلامه ، ونسب الحكم بإرساله إلى نفسه ، وحذف الفائدة في ذكر الاختلاف في اسم أبيه ، وهو الّذي بعده.

٦٦١٧ ـ عبد الله بن زبيب الجندي.

قال ابن مندة : ذكر في الصحابة ، ولا يصح.

__________________

(١) أسد الغابة ت (٢٩٠٣) ، الاستيعاب ت (١٥٣١).

(٢) ابن خليفة عن عمر.

(٣) في أ : السبيعي عنه.

(٤) أسد الغابة ت (٢٩٤٤) ، الاستيعاب ت (١٥٤٩).

١٥٢

روى حديثه عبد الله بن المبارك ، عن معمر بن كثير بن عطاء عنه ، ثم ساق من طريق عبد الرزاق ، عن معمر ، عن كثير بن عطاء الجندي ، حدثني عبد الله بن زبيب الجندي ، قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «يا عبادة بن الصّامت ، يا أبا الوليد ، إذا رأيت الصّدقات قد كتمت ، واستؤجر على الغزو ، ورأيت الرّجل يتمرّس بأمانته كما يتمرّس البعير الشّجرة ، وخرب العامر ، وعمر الخراب ، فإنّك والسّاعة كهاتين ـ وأخذ إصبعيه السّبابة والّتي تليها».

وقال أبو نعيم : مختلف في صحبته ، ثم ساق الحديث من وجه آخر عن عبد الرزاق.

قلت : لو لا جزم ابن أبي حاتم بأنه هو والّذي قبله واحد ، وأن الحديث مرسل لأوردته في القسم الأول.

٦٦١٨ ـ عبد الله بن زهير (١).

ذكره عليّ بن سعيد العسكريّ في الصحابة ، وتبعه أبو موسى في الذيل ، وأخرج من طريقه عن إبراهيم بن الفضل الرخاني (٢) ، عن كامل بن طلحة ، عن حماد بن سلمة ، عن عطاء بن السائب ، عن عبد الله بن زهير ، قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «النّفقة في الحجّ كالنّفقة في سبيل الله».

قلت : وهو خطأ نشأ عن سقط وقلب وتصحيف ، والصواب : عن عطاء بن أبي زهير الضبعي ، عن عبد الله بن بريدة ، عن أبيه ، كذا رواه منصور عن أبي الأسود ، وأبو عوانة عن عطاء بن السائب ، ورواه علي بن عاصم عن عطاء فخبط فيه ، قال : عن عطاء بن السائب ، عن زهير بن عبد الله ، عن أبيه ، أخرجه ابن مندة. ونبّه على أنه وهم ، وهو كما قال ، إلا أنه لم يبيّن جهة الوهم ، وقد بينتها ولله الحمد.

٦٦١٩ ـ عبد الله بن زيد الجهنيّ (٣).

ذكره ابن مندة. وقال : في إسناد حديثه نظر ، ثم ساق من طريق محمد بن يحيى المأربي ، بالراء والموحدة ، عن حرام بن عثمان ، أحد المتروكين ، عن معاذ عن عبد الله بن زيد الجهنيّ ، عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : «إذا سرق فاقطع يده ...» الحديث. وفي آخره : «ثمّ إذا سرق فاضرب عنقه». قال ابن مندة : كذا قال حرام ، وخالفه غيره. انتهى.

__________________

(١) أسد الغابة ت (٢٩٥٣).

(٢) في أ : الرحافي.

(٣) أسد الغابة ت (٢٩٥٦).

الإصابة/ج٥/م١٠

١٥٣

وقال أبو نعيم : الصواب أنه عن معاذ بن عبد الله بن حبيب ، عن عبد الله بن زيد الجهنيّ ، وساقه في ترجمة عبد الله بن بدر من طريق حفص بن ميسرة ، عن حرام بن عثمان ، عن معاذ كذلك ، فظهر منه أن الوهم من الراويّ عن حرام بن عثمان بخلاف ما يفهمه كلام ابن مندة.

٦٦٢٠ ـ عبد الله بن زيد بن عمرو بن مازن الأنصاري.

ذكره البغويّ ، وابن مندة ، وهو وهم ، فأما البغوي فقال : سكن المدينة روى عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في الأذان ، ثم ساق الحديث من طريق الأعمش ، عن عمرو بن مرة ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن عبد الله بن زيد ، قال : «رأيت في المنام رجلا نزل من السّماء عليه بردان أخضران ...» الحديث.

وهذا هو عبد الله (١) بن عبد ربه الماضي في الأول ، أخطأ في نسبه وفي جعله اثنين.

وقد أخرج حديث الأذان من طريق الأعمش ، بهذا السند ، ابن خزيمة وغيره من مسند عبد الله بن زيد بن عبد ربه. وأخرج الترمذي بعضه من هذا الوجه ، ومن رواية محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عمرو بن مرة كذلك.

وأما ابن مندة ، فقال : ذكره ابن إسحاق في المغازي ، وأنه كان على النفل يوم بدر ، ثم ساق ذلك ، وهو خطأ أيضا ، وإن الّذي عند ابن إسحاق إنما هو عبد الله بن كعب بن زيد ، من بني عمرو بن مازن بن النجار ، وعمرو بن مازن جدّه الأعلى لا والد أبيه ، وسقط كعب بين عبد الله وزيد ، فخرج منه هذا الوهم.

وقد تعقبه أبو نعيم ، فقال : وهم فيه وصحّف ، فأما الوهم ففي إسقاط كعب ، وأما التصحيف ففي قوله ثقل النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالمثلثة والقاف ، وإنّما كان على النفل بالنون والفاء ، جعل إليه النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم القيام على النفل الّذي هو الغنائم مقفله من بدر إلى المدينة.

وقد ذكره ابن مندة في عبد الله بن كعب على الصواب.

٦٦٢١ ـ عبد الله بن أبي سديد بن عبد الله بن ربيعة الثقفي.

له حديث في قطع السدر ، رواه ابن قانع ، هكذا استدركه الذهبي فصحّف أباه وقد مضى في حرف الشين المعجمة في الآباء من القسم الأول على الصواب.

__________________

(١) في أ : عبد الله بن زيد بن عبد ربه.

١٥٤

٦٦٢٢ ـ عبد الله بن سعد الأزدي (١)السامي.

غاير ابن عبد البرّ بينه وبين عبد الله بن سعد عمّ حرام بن حكيم ، وهو واحد وقد جاء حديثه من عدة طرق لم ينسب فيها أزديا. والله أعلم.

٦٦٢٣ ـ عبد الله بن سعد بن مري (٢).

تقدم ذكره في الأول ، وأن الذهبي أفرده ، وكأنه وهم.

٦٦٢٤ ز ـ عبد الله بن سعد بن الأطول.

ذكره البغويّ ، فقال : سكن البصرة ، وأخرج له الحديث الّذي أورده في ترجمة أبيه ، وليس له فيه ما يدلّ على أن له صحبة أصلا ، وإنما فيه (٣) أنه كان يزور أصحابه بتستر فيقيم يوم الدخول واليوم الثاني ويخرج في اليوم الثالث ، فإذا سألوه عن ذلك يقول : سمعت أبي يحدّث عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنه نهى عن التناوة (٤) ويقول : من أقام في أرض الخراج فقدتنا. انتهى.

والتناوة : بالمثناة الفوقانية بعدها نون.

٦٦٢٥ ز ـ عبد الله بن أبي سلمة.

روى حديثه عبد الحميد بن سليمان عن ابن شهاب عنه في لبس الثوب.

وقد تقدم بيان الصواب في عبد الله بن أبي الأسد.

٦٦٢٦ ـ عبد الله بن سهيل بن عمرو : أخو أبي جندل.

شهد بدرا وذكره ابن مندة ، ثم قال : عبد الله بن سهيل (٥) من مهاجرة الحبشة ، هكذا غاير بينهم ، وأبو جندل هو ابن سهيل بن عمرو بن عبد شمس ، فما أدري كيف خفي عليه هذا.

وقد تعقبه أبو نعيم فقال : جعله ترجمتين ، وهما واحد. وقال ابن الأثير : بل جعله ثلاث تراجم ، والجميع واحد : وهو كما قال.

__________________

(١) في أ : الشامي.

(٢) في أ : بري.

(٣) في أ : فيه عنه.

(٤) التّناوة : المراد بها : التّناية وهي الفلاحة والزراعة فقلب الياء واوا. النهاية : ١ / ١٩٩.

(٥) في أ : سهيل.

١٥٥

قلت : لكن ابن مندة قال في الثالث : يقال إنه غير الأوّل ، وهو محتمل وأبو نعيم معذور.

٦٦٢٦ (م) ـ عبد الله بن صائد : وهو الّذي يقال له ابن صياد.

ذكره ابن شاهين ، والباوردي. وابن السكن ، وأبو موسى في الذيل ، قال ابن شاهين : كان أبوه من اليهود ، ولا يدري من أي قبيلة هو ، وهو الّذي يقال إنه الدجال ، ولد على عهد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أعور مختونا ، ومن ولده عمارة بن عبد الله بن صيّاد ، وكان من خيار المسلمين من أصحاب سعيد بن المسيّب.

روى عنه مالك وغيره ، ولم يزد أبو موسى على هذا.

وأما ابن السّكن فقال في آخر العبادلة «ذكر الدجال» : رأيت في كتاب بعض أصحابنا كأنه يعني الباوردي في أسماء من ولد على عهد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، قال : ومنهم عبد الله بن صياد وأورد ابن الأثير في ترجمته حديث ابن عمر الّذي في الصحيح أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مرّ بابن صياد وهو يلعب مع الغلمان عند أطم بني مغالة وهو غلام لم يحتلم الحديث. وفيه سؤاله عن الدخ (١) ، وحديث ابن عمر أيضا في دخول النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم النخيل الّذي فيه ابن صياد ، وهو نائم ، وهو قول أمه له : يا صاف ، هذا محمد ، فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «لو تركته بين» ، وفيه قوله : «أتشهد أني رسول الله؟ فقال : أشهد أنّك رسول الأمّيين ...» الحديث.

وفيه : أن (٢) عمر استأذن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في قتله ، فقال : «إن يكنه فلن تسلّط عليه ، وإن يكن غيره فلا خير لك في قتله» قال بعض العلماء : لأنه كان من أهل العهد.

وفي «الصحيحين» عن جابر أنه كان يحلف أن ابن صياد الدّجال. وذكر أنّ عمررضي‌الله‌عنه كان يحلف بذلك عند النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

وفي «صحيح مسلّم» عن أبي سعيد ، قال : صحبني ابن صياد في طريق مكة ، فقال : لقد هممت أن آخذ حبلا وأوثقه إلى شيء فأختنق به مما يقول الناس لي ، أرأيت من خفي عليه حديث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فكيف يخفى عليكم يا معشر الأنصار ، ألم يقل إنه لا يولد له ، وقد ولد لي ، ألم يقل إنه لا يدخل المدينة ولا مكة ، فها أنا من المدينة ،

__________________

(١) الدّخّ والدّخّ : الدّخان. اللسان ٢ / ١٣٣٩.

(٢) في أ : أن ابن عمر.

١٥٦

وهو ذا انطلق إلى مكة ، قال : فو الله ما زال يخبر بهذا حتى خفي.

قلت : فلعله يكون مكذوبا عليه ، ثم قال : والله يا أبا سعيد لأخبرنك خبرا حقا ، إني لأعرفه ، وأعرف والده وأين هو الساعة من الأرض. فقلت (١) : تبّا لك سائر اليوم.

ثم وجدت في بعض حديث أبي سعيد زيادة ، فروينا في الجزء الثاني من أمالي المحاملي

رواية الأصبهانيين عنه ، قال : حدثنا أحمد بن منصور بن سراج (٢) ، حدثنا النصر ، حدثنا عوف ، عن أبي نضرة ، قال : قال أبو سعيد : أقبلت في جيش من المدينة قبل المشرق ، وكان في الجيش عبد الله بن صائد. وكان لا يسايره أحد ولا يرافقه ولا يؤاكله أحد ولا يسارّه ، ويسمونه الدجال ، قال : فبينما أنا ذات يوم نازل فجاء عبد الله بن صياد حتى جلس معي ، فقال : [يا أبا سعيد ، ألا ترى ما صنع هؤلاء الناس لا يسايرونني فذكر ما تقدم ، وقال : قد علمت] (٣) يا أبا سعيد أن الدجال لا يدخل المدينة ، وأنا ولدت بالمدينة وائتدلت ، وقد سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : «إنّ الدجّال لا يولد له ، وقد ولد لي ، والله لقد هممت مما يصنع بي هؤلاء النّاس أن آخذ حبلا فأختنق حتّى أستريح ، والله ما أنا بالدّجّال ، والله لو شئت لأخبرتك باسمه واسم أبيه وأمّه ، والقرية التي يخرج منها». ورجال هذا السند موثقون ، لكن محاضر في حفظه شيء ، وإن كان قوله : سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالرفع ، ولم يثبت أنه أسلّم في عهد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لم يدخل في حدّ الصحابي ، وقد أمعنت القول في ذلك في كتاب الفتن من فتح الباري في شرح البخاري ، وفي صحيح مسلّم أن ابن عمر غضب منه فضربه بعصا ثم دخل على حفصة. فقالت : ما لك وله! إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : «إنّ الدّجّال يخرج من غضبة يغضبها».

وفي الجملة لا معنى لذكر ابن صيّاد في الصحابة ، لأنه إن كان الدجال فليس بصحابي قطعا ، لأنه يموت كافرا ، وإن كان غيره فهو حال لقيه النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لم يكن مسلما ، لكنه إن كان مات على الإسلام يكون كما قال ابن فتحون على شرط كتاب الاستيعاب.

٦٦٢٧ ـ عبد الله بن عبد الله (٤): بن أبي مالك.

ذكره ابن مندة ، وقال : شهد بدرا ذكره يونس بن بكير ، عن ابن إسحاق ، وأسنده من طريقه.

__________________

(١) في أ : قال فقلت له تبّا.

(٢) في أ : براح.

(٣) سقط في أ.

(٤) أسد الغابة ت (٣٠٤٠).

١٥٧

وتعقّبه أبو نعيم بأنه سقط من نسخته ابن بين أبي ومالك ، والصواب ابن أبيّ بن مالك ، فأبيّ ومالك اسمان ، وليسا كنية لشخص واحد ، وأبيّ بفتح الموحدة والتشديد ، وعبد الله المذكور ، وهو ولد عبد الله بن أبيّ ، المعروف بابن سلول رأس النفاق.

وقد مضت ترجمته في ترجمته في القسم الأول ، ووقع في رواية سلمة بن الفضل وزياد البكائي وغيرهما عن ابن إسحاق على الصواب.

٦٦٢٨ ـ عبد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب القرشي العدوي (١).

ذكره ابن أبي هاشم في «الصحابة» ، وساق بسند صحيح إلى (عمر بن أبي) عمرو مولى (٢) المطلب ، حدثني سعيد بن جبير ، عن عبد الله بن عبد الله بن عمر ـ أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لما دفع عشية عرفة سمع وراءه زجرا شديدا وضربا ، فالتفت إليهم ، فقال : «يا أيّها النّاس ، السّكينة ، فإنّ البرّ ليس بالإيضاع» ، ثم نقل عن يزيد بن هارون أنه قال : كان عبد الله بن عبد الله بن عمر أكبر ولد ابن عمر.

قلت : نعم ذكر الزبير أن ابن عمر أوصى إليه ، وقال الزبير : كان من وجوه قريش وأشرافها. انتهى.

ولا يلزم من ذلك أن يكون له صحبة ولا رؤية : فقد قال الزبير بن بكار : إن أمه صفية بنت أبي عبيد رضيعته كانت في حياة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم صغيرة ، فلم يولد إلا بعد موت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فليست له صحبة ولا رؤية. وحديثه عن أبيه في الصحيحين ، ولم أجد له رواية عن أحد من كبار الصحابة كجدّه عمر فمن بعده ، وإنما له رواية عن أبي هريرة ، ومن دونه.

روى عنه ابنه عبد العزيز ونافع مولاهم ، والزهري ، ومحمد بن عباد بن جعفر ، وعبد الرحمن بن القاسم (٣) ، ومحمد بن أبي بكر. وآخرون من أهل المدينة.

قال وكيع والعجليّ وابن سعد وأبو زرعة والنّسائي : ثقة. وذكره ابن حبان في الثقات ، وقال : مات سنة خمس ومائة.

٦٦٢٩ ـ عبد الله بن عبد الرحمن الأشهلي. (٤)

__________________

(١) أسد الغابة ت (٣٠٤١) ، الاستيعاب ت (١٦١٠).

(٢) في أ : بسند صحيح إلى عمرو مولى ابن أبي عمرو مولى المطلب.

(٣) في أ : ابن.

(٤) الاستيعاب ت (١٦١٢).

١٥٨

ذكره ابن حبّان في «الصحابة» وقال ابن عبد البر : له صحبة ورواية : من حديثه عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنه صلّى في بني عبد الأشهل.

روى عنه إسماعيل بن أبي حبيبة. انتهى.

وكلامه يشعر بأن لعبد الله هذا أحاديث هذا منها.

وقال ابن أبي حاتم : روي عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . روى عنه إسماعيل بن أبي حبيبة.

قلت : وحديثه المذكور عند ابن ماجة ، وابن أبي عاصم ، ولعله جاءنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في مسجد بني عبد الأشهل ، ولكن عبد الله ليس صحابيا ، وإنما سقط من رواية هؤلاء قوله في السند : عن أبيه ، عن جده.

وقد مضى في الثاء المثلثة أن اسم جده ثابت بن الصامت بن عدي ، ويقال : إن ثابتا مات في الجاهلية ، وإنّ الصحبة لولده عبد الرحمن ، وقد بينت ذلك في القسم الأول في ترجمة ثابت.

٦٦٣٠ ز ـ عبد الله بن عبد الرحمن بن سابط : أبي حميضة الجمحيّ.

ذكره ابن شاهين ، وأسند من طريق يحيى بن عبد الحميد ، عن أبي بردة ، عن علقمة بن مرثد ، عن ابن سابط ، عن أبيه حديث : إذا أصيب أحدكم بمصيبة فليذكر مصيبته بي ، أورده من وجهين عن يحيى ولم يسمّه فيهما ، ولا الراويّ عنه ، والّذي عند غيره : عبد الرحمن بن عبد الله بن سابط. والصحبة لجدّه سابط. واختلف في عبد الله بن سابط كما تقدم في القسم الأول.

٦٦٣١ ـ عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر (١)الصديق.

أورده ابن مندة مختصرا ، وقال : قتل يوم الطائف ، وذكره ابن شاهين ، وأورده في ترجمته من طريق عمرو بن الحارث أنّ بكيرا حدثه أن أبا ثور حدّثه عن عبد الرحمن بن أبي بكر ، وعن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر ـ أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : «لا تحلّ الصدقة لغنيّ ولا لذي مرّة سويّ».

فأما دعوى ابن مندة فإنّها غلط ، نبّه عليه ابن الأثير قال : وللذي قتل يوم الطائف من ولد أبي بكر هو عبد الله بن أبي بكر أخو عبد الرحمن بن أبي بكر لا ولده. وقد تقدم في القسم الأول.

__________________

(١) الاستيعاب ت (٣٠٤٩).

١٥٩

وأما دعوى ابن شاهين فأوهى منها ، وذلك أنه نقل عن أبي بكر بن أبي داود أن أبا ثور الفهميّ صحابي ، فظنّ أنه راوي هذا الحديث ، وأنه روى عن صحابيين مثله ظنّا من ابن شاهين أنّ عبد الرحمن بن أبي بكر هو ابن الصديق. وأن عبد الله بن عبد الرحمن المذكور معه ولده ، فترجم هنا لولده ، وهو ظنّ فاسد ، فإن عبد الرحمن بن أبي بكر هو عبد الرحمن بن أبي بكر عبد الله بن أبي عتيق محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق ، وعبد الله بن عبد الرحمن هو ولده ، والحديث من روايتهما مرسل ، وأبلغ من ذلك في الغفلة أنّ ابن شاهين أورد في هذه الترجمة قول موسى بن عقبة : لا نعلم أربعة أدركوا النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في نسق إلا محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر بن أبي قحافة ، وهذا الحصر يردّ عليه إثباته عبد الله بن عبد الرحمن في الصحابة ، فإن كان عنده أنه أخو أبي عتيق محمد بن عبد الرحمن ، فكان ينبغي أن يفصح بإيراده على موسى بن عقبة وإلّا فعبد الله بن عبد الرحمن هذا إنما هو حفيد محمد بن عبد الرحمن الّذي ذكره موسى بن عقبة ، وليس صحابيا ، بل هو تابعي مشهور ، وأمّه من ولد أبي بكر أخت أم المؤمنين أم سلمة ، وحديثه عن أم سلمة في الصحيحين.

قال النووي : قلت : الظاهر المختار الجاري على التواعد أنه إذا لم يتوهما لا تطليق إلا لأحدهما أو أحدهن ، لأن الاسم يصدق عليه فلا يلزمه زيادة ، وقد صرح بهذا جماعة من المتأخرين ، وهذا إذا نوى بحلال الله ـ تعالى ـ حرام طلاق وإن جعلناه صريحا ، والله أعلم.

٦٦٣٢ ـ عبد الله بن عبس.

شهد بدرا ، ولم ينسبوه ، بل قالوا : هو من حلفاء بني الحارث بن الخزرج ، هكذا ذكره ابن عبد البرّ ، قال ابن الأثير : أفرده أبو عمر بترجمة ، وهو الأول ـ يعني عبد الله بن عبس ، ويقال ابن عبيس ، وقد تقدم في القسم الأول ، قال : وإنما اشتبه على أبي عمر حيث رأى في هذا أنه حليف ، ولم يذكر في الأول أنه حليف ، لكنهم كثيرا ما يختلفون في الواحد يذكر تارة من القبيلة وتارة من حلفائها.

٦٦٣٣ ـ عبد الله بن عبيد الله (١)بن عتيق.

قال أبو موسى في «الذيل» : أورده علي بن سعيد العسكري في الأفراد ، وأخرج أبو بكر بن أبي علي من طريقه عن العطاردي ، عن يونس بن بكير ، عن ابن إسحاق ، حدثني محمد بن إبراهيم التيمي ، عن محمد بن عبد الله بن عبيد الله بن عتيق ، عن أبيه : سمعت

__________________

(١) أسد الغابة ت (٣٠٥٨).

١٦٠

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

وأبي القاسم البغوي ، وغيرهما ؛ لم يذكر أحد منهم أن رأس الحسينعليه‌السلام حمل إلى عسقلان ، ولا إلى القاهرة.

٣ ـ وقد دفن بدن الحسينعليه‌السلام في مصرعه بكربلاء ، ولم ينبش ولم يمثّل به.فلم يكونوا يمتنعون من تسليم رأسه إلى أهله ، كما سلّموا بدن ابن الزبير إلى أهله.وإذا تسلّم أهله رأسه ، فلم يكونوا ليدعوا دفنه عندهم بالمدينة المنورة ، عند عمّه وأمه وأخيه مقرّبا من جدهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ويدفنوه بالشام حيث لا أحد إذ ذاك ينصرهم على خصومهم!. هذا لا يفعله أحد.

في كربلاء

٦٥٣ ـ مدفن الرأس الشريف في كربلاء :

قال الشيخ محمّد الصبان في (إسعاف الراغبين) ص ١٩٧ :

وذهبت الإمامية إلى أنه أعيد إلى الجثة ، ودفن بكربلاء بعد أربعين يوما من المقتل. وقال المنّاوي في (طبقاته) : ذكر لي بعض أهل الكشف والشهود أنه حصل له اطلاع على أنه دفن مع الجثة بكربلاء.

وقال الطريحي في (المنتخب) ص ٣٨ ط ٢ :

زار الإمام الصادقعليه‌السلام قبر الحسينعليه‌السلام ، فسأله أحد أصحابه : يابن رسول الله ، أليس رأس الحسينعليه‌السلام بعث إلى الشام إلى يزيد؟. فقال : بلى ، ولكن رجلا من موالينا اشتراه من بعد موت يزيد ، وأتى به إلى هذا الموضع ، ودفنه هنا.

النتيجة :

(أقول) : يمكن اعتبار أغلب الروايات السابقة صحيحة ، مع ملاحظة ما يلي :

١ ـ إن بعض المشاهد التي ذكر أن فيها رأس الحسينعليه‌السلام هي مشاهد وضع فيها الرأس الشريف أثناء تجواله في الآفاق ، وذلك وفق ما ذكره ابن شهر اشوب في (مناقبه) ج ٣ ص ٢٣٥ ط نجف ، حيث قال :

ومن مناقب الحسينعليه‌السلام : ما ظهر من المشاهد التي يقال لها مشهد الرأس ؛ من كربلاء إلى عسقلان ، وما بينهما في الموصل ونصيبين وحماة وحمص ودمشق وغير ذلك. اه

فهذه مشاهد ، وليست مراقد.

٥٤١

وإذا تذكرنا الدوافع السياسية ، عرفنا لماذا حاول الفاطميون مثلا إيهام الناس بأن رأس الحسينعليه‌السلام كان مدفونا في عسقلان ، ثم نقلوه إلى القاهرة. وعرفنا لماذا ناضل ابن تيمية لتكذيب دعواهم ، لأنه كان من أكبر أعدائهم.

ففي اعتقادي أن الّذي في (عسقلان) هو مشهد للرأس وليس مدفن له. فنكون بذلك قد نفينا دعوى وجود الرأس في عسقلان أو القاهرة. كما ألمح إليه العلامة الأمين عليه الرحمة.

٢ ـ يمكن القول إن رأس الحسينعليه‌السلام لم يردّ إلى كربلاء دفعة واحدة ، بل إنه تنقّل في عدة مدافن ، كان آخرها مدفنه الشريف مع الجسد المقدس في كربلاء.فيمكن أنه دفن في المدينة المنورة ، ثم نقل إلى كربلاء. ويمكن أنه دفن بالكوفة عند قبر أمير المؤمنينعليه‌السلام أو في ظاهرها ، ثم نقل إلى كربلاء. ويمكن أن سليمان بن عبد الملك دفنه في دمشق عند باب الفراديس الثاني ، ثم نقله عمر ابن عبد العزيز إلى مقابر المسلمين ، ثم نقله هو أو غيره إلى كربلاء.

والذي يغلب في ظني ـ إذا استبعدنا كون الإمام زين العابدينعليه‌السلام أخذ معه الرأس من يزيد فدفنه في كربلاء ـ أن ردّ الرأس إلى الجسد المقدس في كربلاء تمّ بعد موت يزيد ، لأن يزيد كان مهتما جدا بالاحتفاظ بالرأس ، حتى أنه لم يرض أن يريه لزين العابدينعليه‌السلام فكيف به يعطيه إياه. ولعل الدافع إلى ذلك كان حقده الشديد على الحسينعليه‌السلام ، ثم تخوّفه من إثارة الفتنة بين العراقيين إذا رأوا رأس الحسينعليه‌السلام ، وما ينتج عن ذلك من زيادة النقمة عليه.

٣ ـ إن لله إرادة علوية وحكمة إلهية في وجود عدة مشاهد للحسينعليه‌السلام ، ومن دفن رأسه في عدة مواضع ، وذلك ليشيع ذكره في الآفاق ، ويزوره كل المسلمين في كافة الأقطار.

أما إذا ثبتت رواية ردّ الإمام زين العابدينعليه‌السلام للرأس الشريف مباشرة إلى كربلاء ، فإن كل الروايات الأخرى تكون وهما. وإن كان الأغلب أن ذلك الردّ ـ إن حصل ـ لم يكن في نفس سنة المقتل ٦١ ه‍ ، بل في الأربعين من السنة التالية أو ما بعدها.

٦٥٤ ـ دفن الرؤوس الشريفة :(مقتل الحسين للمقرّم ، ص ٤٦٩)

جاء النصّ على مجيء الإمام زين العابدينعليه‌السلام بالرؤوس معه إلى كربلاء في (حبيب السير) ؛ كما في (نفس المهموم) ص ٢٥٣ ؛ وفي (رياض الأحزان) ص ١٥٥.

٥٤٢

قال في (حبيب السير) : إن يزيد سلّم رؤوس الشهداء إلى علي بن الحسينعليه‌السلام فألحقها بالأبدان الطاهرة ، يوم العشرين من صفر سنة ٦١ ه‍ ، ثم توجّه إلى المدينة الطيبة.

بينما قال أبو اسحق الإسفريني في (نور العين في مشهد الحسين) ص ٩٩ : وروي أن يزيد بعد أن أرسل علي بن الحسينعليه‌السلام ومن معه ، أمر بدفن الرؤوس إلا رأس الحسينعليه‌السلام فإنه أرسله خارج دمشق ومعه خمسون فارسا يحرسونه ليلا ونهارا ، وذلك من كثرة خوفه وفزعه. فلما مات أتى به الحراس ووضعوه.

ـ روايات مستفيضة عند الإمامية بردّ رأس الحسينعليه‌السلام إلى كربلاء :

ثم قال السيد المقرّم : أما عن رأس الحسينعليه‌السلام فقد نصت روايات مستفيضة على مجيء الإمام زين العابدينعليه‌السلام بالرأس الشريف إلى كربلاء ودفنه مع الجسد الشريف. وعن هذا الدفن في كربلاء نذكر النصوص التالية :

١ ـ إنه المعوّل عليه عند الإمامية (روضة الواعظين لابن الفتال النيسابوري ، ص ١٦٥ ؛ ومثير الأحزان لابن نما ، ص ٥٨).

٢ ـ عليه عمل الإمامية (اللهوف لابن طاووس ، ص ١١٢).

٣ ـ إنه المشهور بين العلماء (إعلام الورى للطبرسي ، ص ١٥١ ؛ ومقتل العوالم ، ص ١٥٤ ؛ ورياض المصائب ؛ وبحار الأنوار).

٤ ـ إن رأس الحسينعليه‌السلام أعيد إلى بدنه بكربلاء (ذكره المرتضى في بعض مسائله).

٥ ـ ومنه زيارة الأربعين (إضافة الشيخ الطوسي).

٦ ـ في العشرين من صفر ردّ رأس الحسينعليه‌السلام إلى جثته (البحار ، عن العدد القوية لأخي العلامة الحلي ؛ وعجائب المخلوقات للقزويني ، ص ٦٧).

٧ ـ قيل : أعيد الرأس إلى جثته بعد أربعين يوما (الإتحاف بحب الأشراف للشبراوي ، ص ١٢).

٨ ـ أعيد رأس الحسينعليه‌السلام بعد أربعين يوما من قتله (شرح همزية البوصيري لابن حجر).

٥٤٣

٩ ـ الأشهر أنه ردّ إلى كربلاء ، فدفن مع الجسد (تذكرة الخواص لسبط ابن الجوزي ، ص ١٥٠)

١٠ ـ نقل اتفاق الإمامية على أن الرأس أعيد إلى كربلاء (المناوي في الكواكب الدريّة ، ج ١ ص ٥٧).

يقول السيد عبد الرزاق المقرّم : وعلى هذا فلا نعبأ بكل ما ورد بخلافه. ورحم الله الحاج مهدي الفلوجي الحلي حيث قال :

لا تطلبوا رأس الحسين فإنه

لا في حمى ثاو ولا في واد

لكنما صفو الولاء يدلّكم

في أنه المقبور وسط فؤادي

٥٤٤

الفصل الثلاثون

تسيير السبايا إلى المدينة

يتضمن الفصل المواضيع التالية :

١ ـ مسير السبايا إلى المدينة المنورة.

٢ ـ ردّ الرؤوس إلى كربلاء.

٣ ـ زيارة الأربعين :

ـ زيارة جابر بن عبد الله الأنصاري

ـ أول من زار قبر الحسينعليه‌السلام

ـ استبعاد أن يكون ورود السبايا إلى كربلاء يوم الأربعين سنة ٦١

ـ حديث علامات المؤمن الخمسة وشرحها

ـ خبر الرباب زوجة الحسينعليه‌السلام

٤ ـ وصول السبايا إلى المدينة المنورة :

ـ خطبة زين العابدينعليه‌السلام خارج المدينة

ـ دخول المدينة

ـ ندب الحسينعليه‌السلام في المدينة

٥٤٥
٥٤٦

الفصل الثلاثون

تسيير السبايا إلى المدينة

مقدمة الفصل :

نتيجة الضغوط المختلفة على يزيد ، من داخل البيت الأموي وخارجه ، ومن أعيان المسلمين وغير المسلمين ، ونتيجة لمقت عامة المسلمين له ؛ اضطر إلى تغيير سياسته ، فأظهر أمام الناس أنه يكرّم السبايا ، فأنزلهم منزلا حسنا بعد أن مكثوا وقتا في الخربة ، ثم أسبغ عليهم الجواهر والحلل ، كي يوهم الناس أنه بريء من الجرائم الفاشيّة التي ارتكبها ، ظنا منه أن ذلك ينطلي على المسلمين ، فتخفّ نقمتهم عليه ، ويقلّ مقتهم له.

ولما استشار يزيد حاشيته وأهل الشام ماذا يفعل بالسبايا؟ أشاروا عليه جميعا بتسييرهم إلى بلدهم في المدينة المنورة ؛ منهم من أشار عليه بذلك حبا وشفقة على أهل البيتعليه‌السلام ، مثل النعمان بن بشير الأنصاري ، ومنهم من أشار عليه بذلك تشفّيا وحنقا ، مثل مروان بن الحكم فقرر يزيد ترحيلهم إلى المدينة ، مظهرا المحبة والوداعة لهم ، والإكرام والتفضل عليهم. حتى قالت سكينةعليه‌السلام : " ما رأيت كافرا بالله خيرا من يزيد! ".

فهو كان يمارس شخصيتين متناقضتين : إحداهما حقيقية ، تنفّذ خطة رهيبة شيطانية لمحو الدين وأهله ؛ والأخرى ظاهرية ، تجعل منه حملا وديعا وقديسا طاهرا ، بعد أن وصل إلى حلمه الكبير ، وحصل على أمله الوحيد ، وهو قتل ممثل الإسلام ، والتفرد بالسلطة والأحكام.

وسنرى في الإتجاه الأول ، كيف أنه تابع تسيير الرأس الشريف إلى مصر ، وفي قول إلى المدينة أيضا ، ثم أرجعه إلى دمشق ، مؤكدا بذلك حقيقته الممعنة في الضلال ، بعد أن شكر عبيد الله بن زياد وقرّبه إليه ، عوضا عن عزله ومحاكمته ومعاقبته على ما اقترفت يداه. ولم يتمّ المرحلة الأولى من مخططه الخبيث ، وهي

٥٤٧

قتل عترة الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، حتى جهّز جيوشه لسبي المدينة المنورة واستحلالها ، ثم هدم الكعبة وإحراقها على من فيها.

وسوف نرى في هذا الفصل كيف كلّف يزيد النعمان بن بشير الأنصاري بنقل السبايا إلى المدينة ، وإرجاعهم إلى مدينة جدهمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . وكيف أنهم عرّجوا في مسيرهم على كربلاء ليجددوا الأحزان والعزاء ، فتوافوا في يوم واحد مع الصحابي الجليل جابر بن عبد الله الأنصاري ، الّذي رغم كبره وفقد بصره جاء لزيارة الحسينعليه‌السلام يوم الأربعين. وفي أغلب الظن أن ذلك التلاقي إن حدث ، فإنه لم يحصل في ٢٠ صفر من العام نفسه ، بل من العام الّذي يليه أي عام ٦٢ ه‍ أو ما بعده.

٦٥٥ ـ ضغوط شديدة على يزيد :(مقتل الحسين للمقرّم ، ص ٤٦٦)

يقول السيد عبد الرزاق المقرمرحمه‌الله :

لقد سرّ يزيد قتل الحسينعليه‌السلام ومن معه ، وسبي حريم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وظهر عليه السرور في مجلسه ، فلم يبال بإلحاده وكفره حين تمثّل بشعر ابن الزّبعرى ، وحتى أنكر نزول الوحي على رسول الله محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

ولكنه لما كثرت اللائمة عليه ووضح له الفشل والخطأ من فعلته التي لم يرتكبها حتى من لم ينتحل دين الإسلام وعاب عليه خاصته وأهل بيته ونساؤه ، وكان بمرأى منه ومسمع كلام الرأس الأطهر ، لما أمر بقتل رسول ملك الروم ، يقول : (لا حول ولا قوة إلا بالله) ؛ لم يجد مناصا من إلقاء التبعة على عاتق ابن زياد ، تبعيدا للتهمة عنه ؛ ولكن الثابت لا يزول.

ولما خشي الفتنة وانقلاب الأمر عليه ، عجّل بإخراج السجّادعليه‌السلام والعيال من الشام إلى وطنهم ومقرهم ، ومكّنهم مما يريدون. وأمر النعمان بن بشير وجماعة معه أن يسيروا معهم إلى المدينة ، مع الرفق.

الرحيل من دمشق إلى المدينة المنوّرة

٦٥٦ ـ تسيير السبايا إلى المدينة :(معالي السبطين للمازندراني ، ج ٢ ص ١١٢)

ولما أراد يزيد أن يجهّزهم ، قال للنعمان بن بشير صاحب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :جهّز هؤلاء النسوة بما يصلحهم ، وابعث معهم رجلا من أهل الشام أمينا صالحا ، وابعث معهم خيلا وأعوانا.

٥٤٨

وفي (أخبار الدول) للقرماني : أن الرسول هو النعمان بن بشير مع ثلاثين رجلا.

وفي (الإرشاد) للشيخ المفيد ، ص ٢٥ : وكان النعمان بن بشير والي الكوفة ، له ميل لأهل البيتعليه‌السلام وهو من الأنصار.

وفي (معالي السبطين) عن كتب المقاتل : لما أرادوا [أي السبايا] الرجوع إلى المدينة ، أحضر يزيد لهم المحامل وزيّنها.

٦٥٧ ـ استرضاء السبايا وإكرامهم :(المصدر السابق)

قال أبو مخنف : فأعطاهم مالا كثيرا ، وأخلف على كل واحد ما أخذ منه ، وأزاد عليه من الحلي والحلل. ثم دعا بالجمال فأبركوها ، ووطّؤوها لهم بأحسن وطاء وأجمله. ودعا بقائد من قواده ، وضم إليه خمسمائة فارس ، وأمره بالمسير إلى المدينة.

وفي (نور الأبصار) للشبلنجي ، ص ١٣٢ :

وبعد أن أنعم يزيد على السبايا بالألبسة والحلي ، قالت سكينةعليه‌السلام :

ما رأيت كافرا بالله خيرا من يزيد!.

٦٥٨ ـ يزيد ينتدب النعمان بن بشير لإرجاع السبايا إلى المدينة :

(إعلام الورى ، ص ٢٤٩ ط بيروت)

ثم ندب يزيد النعمان بن بشير ، وقال له : تجهّز لتخرج هؤلاء النساء إلى المدينة.

ولما أراد أن يجهّزهم دعا علي بن الحسينعليه‌السلام فاستخلاه [أي خلا به] ، وقال له : لعن الله ابن مرجانة (حيث قتل أباك). أما والله لو أني صاحب أبيك ما سألني خصلة إلا أعطيته إياها ، ولدفعت الحتف عنه بكل ما استطعت (ولو بهلاك بعض ولدي) ، ولكن الله قضى بما رأيت. كاتبني من المدينة (وارفع إليّ حوائجك) ، وانه إليّ كل حاجة تكون لك.

وتقدّم بكسوته وكسوة أهله ، وأمر بالأنطاع من الأبريسم ، وصبّ عليها الأموال.وقال : يا أم كلثوم ، خذوا هذه الأموال عوض ما أصابكم!.

فقالت أم كلثوم : يا يزيد ، ما أقلّ حياءك وأصلب وجهك ، تقتل أخي وأهل بيتي ، وتعطيني عوضهم مالا!. والله لا كان ذلك أبدا.

٥٤٩

وأنفذ معهم جماعة عليهم النعمان بن بشير ، وتقدم إليهم أن يسير بهم في الليل ، ويكونوا أمامه ، حيث لا يفوتون طرفة عين. فإذا نزلوا تنحّى عنهم بالظرف ، وتفرّق هو وأصحابه حولهم كهيئة الحرس لهم ، وينزل منهم بحيث لو أراد إنسان من جماعتهم وضوءا أو قضاء حاجة لم يحتشم.

فسار معهم ، فلم يزل يرفق بهم في الطريق ، حتى وصلوا إلى المدينة.

٦٥٩ ـ رفض النعمان بن بشير لهدية زينب وفاطمة بنتي عليعليه‌السلام :

(أخبار الدول للقرماني ، ص ١٠٩)

وكان النعمان يسأل عن حوائجهم ويتلطف بهم. فقالت فاطمة لأختها زينب بنت عليعليه‌السلام : لقد أحسن هذا الرجل إلينا ، فهل لك أن تصليه بشيء؟. فقالت : والله ما معنا ما نصله به إلا حليّنا ، فأخرجت إسوارين ودملجين لهما ، فبعثتا بها إليه ، واعتذرنا. فردّ الجميع ، وقال : ما فعلته إلا لله ولقرابتكم من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

وفي (مقتل الحسين) للخوارزمي ، ج ٢ ص ٧٥ :

وروي عن الحرث بن كعب ، قال : قالت لي فاطمة بنت عليعليه‌السلام : قلت لأختي زينبعليه‌السلام : قد وجب علينا حق هذا الرسول ، لحسن صحبته لنا ، فهل لنا أن نصله بشيء؟. قالت : والله مالنا ما نصله به إلا أن نعطيه حليّنا. فأخذت سواري ودملجي [أي الحلق] وسوار أختي ودملجها ، فبعثنا بها إليه واعتذرنا من قلّتها ، وقلنا : هذا بعض جزائك لحسن صحبتك إيانا. فقال : لو كان الّذي صنعت للدنيا ففي دون هذا رضاي ، ولكن والله ما فعلته إلا لله ، ولقرابتكم من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

ردّ الرؤوس إلى كربلاء

٦٦٠ ـ مصير الرؤوس الشريفة :

(معالي السبطين للمازندراني ، ج ٢ ص ١١٣)

في تاريخ (حبيب السير) أن يزيد بن معاوية سلّم رؤوس الشهداء إلى علي بن الحسينعليه‌السلام فألحقها بالأبدان الطاهرة يوم العشرين من صفر. ثم توجّه إلى المدينة الطيبة.

وقال : هذا أصح الروايات الواردة في مدفن الرأس المكرم.

٥٥٠

٦٦١ ـ أخذ زين العابدينعليه‌السلام الرؤوس معه :

(مدينة الحسين ، ج ٢ ص ٦٩)

قال الإمام الصادقعليه‌السلام : عند ما خرج الإمام علي بن الحسينعليه‌السلام من الشام ومعه أهل بيته وجملة من الخدم الذين بعثهم يزيد مع أهل البيتعليه‌السلام ، وعلى رأسهم النعمان بن بشير الأنصاري ، كانوا قد جاؤوا برأس الحسينعليه‌السلام ورؤوس البقية من أصحابه ليردّوهم إلى أجسادهم. فلما بلغ السجّاد العراق قال للدليل : مرّ بنا إلى كربلاء. فلما وصلوا كربلاء ألحقوا الرؤوس بأجسادها ، ووجد جابر عند قبر الحسينعليه‌السلام .

تعليق :

ذكرنا سابقا أن إلحاق رأس الحسينعليه‌السلام بجسده المقدس ، مما أجمعت عليه الروايات ، وإذا كان رحيل السبايا في صفر عام ٦٢ ه‍ ، أي بعد سنة من ورودهم إلى الشام ، فيحتمل أن يكون يزيد قد أعطى زين العابدينعليه‌السلام رأس أبيه ، فردّه إلى كربلاء. أو إن أحد موالي أهل البيتعليه‌السلام قد سرق الرأس الشريف من الشام بعد مدة وألحقه بالجسد المقدس ، كما في إحدى الروايات عن الإمام الصادقعليه‌السلام .

أما إلحاق بقية الرؤوس بأجسادها ، فهذا غير متيقن ، لأن هناك أدلة حسّية عن وجود بعض هذه الرؤوس أو كلها وعددها ١٦ رأسا ، في مشهد رؤوس الشهداء في مقبرة باب الصغير (الستّات) بدمشق ، كما نصّ على ذلك السيد الأمين وغيره.وسنبين ذلك فيما بعد.

٦٦٢ ـ هل ردّ رأس الحسينعليه‌السلام إلى كربلاء يوم الأربعين؟ :

(بغية النبلاء في تاريخ كربلاء لعبد الحسين الكليدار ، ص ١٦)

ولم يتعرض الشيخ المفيد إلى ذكر ورودهم كربلاء بعد إطلاق سراحهم. إلا أن السيد ابن طاووس قال : " أمر يزيد بردّ الأسرى وسبايا الحسينعليه‌السلام إلى أوطانهم بمدينة الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . وأما الرأس الشريف ، روي أنه أعيد فدفن بكربلا مع جسده الشريف".

ومن الغريب أن ابن طاووس قد ذكر العبارة السابقة ، بعد أن ذكر امتناع يزيد عن تلبية طلب السجّادعليه‌السلام برؤية وجه أبيه ، فكيف يعطيه الرأس الشريف!.

٥٥١

زيارة الحسينعليه‌السلام في الأربعين

٦٦٣ ـ رجوع السبايا إلى المدينة المنورة مع الإمام زين العابدينعليه‌السلام ومرورهم على كربلاء :

ثم إن يزيد أمر بردّ السبايا والأسارى إلى المدينة المنورة ، فسار بهم الإمام زين العابدينعليه‌السلام إلى المدينة من طريق العراق الصحراوي ، فلما وصلوا إلى موضع المصرع الشريف في كربلاء ، وجدوا جابر بن عبد الله الأنصاري وجماعة من بني هاشم ، قد وردوا لزيارة قبر الحسينعليه‌السلام في يوم الأربعين ، فأقاموا هناك المآتم والعزاء. وأغلب الظن أنهم وصلوا كربلاء يوم الأربعين من العام التالي لمقتل الحسينعليه‌السلام وليس في العام نفسه.

ثم تابع ركب السبايا مسيره من كربلاء إلى المدينة ، فاستقبلهم أهل المدينة بالبكاء والعويل.

ـ مرور السبايا على كربلاء يوم الأربعين :

(اللهوف للسيد ابن طاووس ، ص ٨٢)

ولما رجع علي بن الحسينعليه‌السلام وعياله من الشام وبلغوا العراق ، قالوا للدليل :مرّ بنا على طريق كربلاء. فوصلوا إلى موضع المصرع ، فوجدوا جابر بن عبد الله الأنصاري [وكان أعمى] وجماعة من بني هاشم ورجالا من آل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قد وردوا لزيارة قبر الحسينعليه‌السلام . فوافوا في وقت واحد ، وتلاقوا بالبكاء والحزن واللطم ، وأقاموا المآتم المقرّحة للأكباد ، واجتمع إليهم نساء ذلك السواد ؛ فأقاموا على ذلك أياما.

وفي (رياض الأحزان) ص ١٥٧ : وأقاموا في كربلاء ينوحون على الحسينعليه‌السلام ثلاثة أيام.

٦٦٤ ـ زيارة جابر للقبر الشريف :

(لواعج الأشجان للسيد الأمين ، ص ٢١٠)

عن كتاب (بشارة المصطفى) لأبي جعفر الطبري ، ص ٨٩ وغيره ، بسنده عن الأعمش ، عن عطيّة العوفي ، قال :

خرجت مع جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنه زائرا قبر الحسينعليه‌السلام . فلما

٥٥٢

وردنا كربلاء دنا جابر من شاطئ الفرات ، فاغتسل ثم ائتزر بإزار ، وارتدى بآخر. ثم فتح صرة فيها صعد [نوع من الطيب] فنثرها على بدنه ، ثم لم يخط خطوة إلا ذكر الله تعالى. حتى إذا دنا من القبر قال : ألمسنيه ، فألمسته إياه. فخرّ على القبر مغشيا عليه ، فرششت عليه شيئا من الماء. فلما أفاق قال : يا حسين [ثلاثا]. ثم قال :حبيب لا يجيب حبيبه ، وأنى لك بالجواب ، وقد شخبت أوداجك من أثباجك [جمع ثبج : وهو وسط شيء تجمّع وبرز] ، وفرّق بين بدنك ورأسك. أشهد أنك ابن خاتم النبيين ، وابن سيد المؤمنين ، وابن حليف التقوى ، وسليل الهدى ، وخامس أصحاب الكسا ، وابن سيد النقبا ، وابن فاطمة سيدة النساء. وما لك لا تكون هكذا ، وقد غذّتك كفّ سيد المرسلين ، وربّيت في حجر المتقين ، ورضعت من ثدي الإيمان ، وفطمت بالإسلام ؛ فطبت حيا وطبت ميتا. غير أن قلوب المؤمنين غير طيّبة بفراقك ، ولا شاكّة في حياتك. فعليك سلام الله ورضوانه. وأشهد أنك مضيت على ما مضى عليه أخوك يحيى بن زكريا.

ثم جال ببصره حول القبر [مع أنه أعمى فقد جال ببصره كأنه يرى ، إذ فتح الله على بصيرته] وقال : السلام عليكم أيتها الأرواح التي حلّت بفناء الحسينعليه‌السلام وأناخت برحله. أشهد أنكم أقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة ، وأمرتم بالمعروف ونهيتم عن المنكر ، وجاهدتم الملحدين ، وعبدتم الله حتى أتاكم اليقين.

والذي بعث محمدا بالحق نبيا ، لقد شاركناكم فيما دخلتم فيه. فقال له عطيّة العوفي : وكيف ولم نهبط واديا ، ولم نعل جبلا ، ولم نضرب بسيف؟!. والقوم قد فرّق بين رؤوسهم وأبدانهم ، وأيتمت أولادهم ، وأرملت الأزواج؟!.

فقال له : يا عطية ، إني سمعت حبيبي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : من أحبّ قوما حشر معهم ، ومن أحبّ عمل قوم أشرك في عملهم. والذي بعث محمدا بالحق إنّ نيّتي ونية أصحابي على ما مضى عليه الحسينعليه‌السلام وأصحابه.

قال عطية : فبينما نحن كذلك ، وإذ بسواد قد طلع من ناحية الشام. فقلت : يا جابر ، هذا سواد طلع من ناحية الشام. فقال جابر لعبده : انطلق إلى هذا السواد ، وائتنا بخبره ، فإن كانوا من أصحاب عمر بن سعد فارجع إلينا ، لعلنا نلجأ إلى ملجأ ، وإن كان زين العابدينعليه‌السلام فأنت حرّ لوجه الله تعالى.

قال : فمضى العبد ، فما كان بأسرع من أن رجع وهو يقول : يا جابر ، قم

٥٥٣

واستقبل حرم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . هذا زين العابدينعليه‌السلام قد جاء بعماته وأخواته.فقام جابر يمشي حافي الأقدام مكشوف الرأس ، إلى أن دنا من زين العابدينعليه‌السلام . فقال الإمامعليه‌السلام : أنت جابر؟. فقال : نعم يابن رسول الله.فقال : يا جابر ، ههنا والله قتلت رجالنا ، وذبحت أطفالنا ، وسبيت نساؤنا ، وحرّقت خيامنا.

ثم انفصلوا من كربلاء طالبين المدينة.

٦٦٥ ـ أول من زار قبر الحسينعليه‌السلام :

(مدينة الحسين ، ج ٢ ص ٦٥ ؛ وتذكرة الخواص ، ص ٢٨٠)

يؤخذ من رواية أبي مخنف التي ذكرها الطبري ، أن أول من زار قبر الحسينعليه‌السلام بعد دفن الأجساد ، كان عبيد الله بن الحر الجعفي. وهناك أنشد أشعارا رائقة ، تشعر عن ندامته على عدم نصرة الحسينعليه‌السلام .

يقول : ويظهر من (مقتل الخوارزمي) أنه أنشدها على قبر الحسينعليه‌السلام

[ولكن لم نجد ذلك في مقتل الخوارزمي] ، فضجّ من معه بالبكاء والعويل والنحيب ، وأقاموا عند القبر يومهم ذلك وليلتهم ، يصلّون ويبكون ويتضرعون ، والأبيات هي :

يقول أمير غادر أي غادر

ألا كنت قاتلت الشهيد ابن فاطمه

ونفسي على خذلانه واعتزاله

وبيعة هذا الناكث العهد لائمه

فيا ندمي أن لا أكون نصرته

ألا كل نفس لا تسدّد نادمه

وإني على أن لم أكن من حماته

لذو حسرة ما أن تفارق لازمه

سقى الله أرواح الذين تآزروا

على نصره سقيا من الغيث دائمه

وقفت على أطلالهم ومحالهم

فكاد الحشا ينقضّ والعين ساجمه

لعمري لقد كانوا سراعا إلى الوغى

مصاليت في الهيجا حماة خضارمه

تأسّوا على نصر ابن بنت نبيهم

بأسيافهم آساد غيل ضراغمه

فإن يقتلوا في كل نفس بقية

عليالأرض قد أضحت لذلك واجمه

وما إن رأى الراؤون أفضل منهم

لدى الموت سادات وزهرا قماقمه

أتقتلهم ظلما وترجو ودادنا

فدع خطّة ليست لنا بملائمه

لعمري لقد أرغمتمونا بقتلهم

فكم ناقم منا عليكم وناقمه

٥٥٤

أهمّ مرارا أن أسير بجحفل

إلى فئة زاغت عن الحق ظالمه

فكفّوا وإلا زرتكم في كتائب

أشدّ عليكم من زحوف الديالمه

ولما بلغ ابن زياد هذه الأبيات طلبه ، فقعد على فرسه ونجا منه.

ـ متى كانت زيارة جابر؟ :(مدينة الحسين ، ج ٢ ص ٦٧)

يقول السيد محمّد حسن مصطفى آل كليدار :

وفي عام ٦٢ ه‍ توجّه إلى كربلاء جابر بن عبد الله الأنصاري ، زائرا قبر الحسينعليه‌السلام ، ومعه جماعة من بني هاشم ، فكانوا عنده في ٢٠ صفر.

٦٦٦ ـ استبعاد أن يكون ورود السبايا في ٢٠ صفر من نفس العام :

(مدينة الحسين ، ج ٢ ص ٦٧)

يقول السيد عبد العزيز الحسني : إن الحقيقة التي يمكن القول بها كما هو الرأي السائد في أكثر الأوساط العلمية عند رجال الإمامية ، هو ما قاله

[صاحب (القمقام) فرهاد ميرزا] ص ٤٩٥ :

منذ رحل عمر بن سعد عن كربلاء إلى الكوفة ومعه سبايا الحسينعليه‌السلام والرؤوس ، كان قد قطع مسافة ثمانية فراسخ ما بين كربلاء والكوفة [نحو ٤٤ كم] ، فلا بدّ أن قطع هذه المسافة في ثلاثة أيام. وهناك لا بدّ أن عبيد الله بن زياد قد عطّل السبايا مدة من الزمن ، حيث مرّ بهم في جميع أسواق الكوفة ، لكي يوجد رعبا في قلوب القبائل العربية ، وأن ينتظر ورود أوامر يزيد ثانيا. ولما ورد طلب يزيد بجلب السبايا إلى الشام ، كانت المسافة التي يقطعها الراحل على خط مستقيم ما بين الكوفة والشام مائة وخمسة وسبعين فرسخا [حوالي ألف كم] ، إلا أن ابن زياد اتخذ طريقا غير هذا الطريق ، كما يؤخذ من رواية صاحب (المنتخب) قال : أخذوا الرؤوس مع السبايا من أهل الحسينعليه‌السلام من الكوفة إلى تكريت ، ومنه إلى دير عمر ، فوادي نخلة ، ونزلوا بها ليلتهم ، ثم ساروا إلى لينا ، ثم وادي الكحيلة ثم الجهينة ، ثم نصيبين فعين الوردة ، ومن هناك عرّجوا إلى حرّان فحلب. ثم إلى معارة نعمان ، ومنه إلى شيزر. ثم إلى حمص ، ومنه إلى بعلبك ، ومنه إلى دير النصارى ، ثم إلى دمشق. فلا بدّ وأن المسافة كانت شاسعة ، وقد طال أمد السير.

٥٥٥

كما وإن هناك رواية أن أهل البيتعليه‌السلام قد مكثوا مدة ستة أشهر عند يزيد ، حتى انطفأت ثائرته. ثم دعا الإمام علي بن الحسينعليه‌السلام وخيّره بين البقاء عنده أو المسير إلى المدينة.

ولعمري كيف يمكن في مدة أربعين يوما ، أن تستغرق هذه السفرة في الذهاب والإياب؟!. فمن الأمور المحققة التي تميل إليها الأوساط العلمية عند مؤرخي الإمامية ، أن أهل البيتعليه‌السلام قد وردوا كربلاء في ٢٠ صفر عام ٦٢ ه‍ ، ووجدوا جابرا عند القبر.

ويقول الفاضل الدربندي في (أسرار الشهادة) ص ٥٢٦ بعد أن أورد روايات أبي مخنف ، واللهوف الخ : إن هذه الروايات لم يظهر معها أن ورود آل الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلى كربلاء كان يوم الأربعين ، أي العشرين من صفر.

ولا يخفى أن دعوى ورودهم كربلاء يوم العشرين من صفر ، دعوى غير معقولة ؛ لأن آل الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كانوا في الكوفة مدة في سجن ابن زياد ، ثم كانوا مدة مديدة في دمشق في سجن يزيد. ثم إنهم أقاموا مأتم سيد الشهداءعليه‌السلام في دمشق مدة سبعة أيام ، وكان ذلك بعد خلاصهم من سجن يزيد.

المخرج :

إذا صحّ أن جابر ورد كربلاء يوم ٢٠ صفر من عام ٦١ ه‍ ، فيمكن افتراض أن جابر وجماعة من بني هاشم أدركوا زيارة الأربعين ، ثم مكثوا عند قبر الحسينعليه‌السلام حتى ورد عليهم زين العابدينعليه‌السلام فتلاقوا هناك. وهذا فحوى بعض الروايات : " فتوافوا في وقت واحد".

هذا هو المخرج الأول. أما المخرج الثاني فهو أن جابر والسبايا قد توافوا عند القبر الشريف في يوم واحد ، هو يوم الأربعين ؛ ولكن من العام التالي ٦٢ ه‍.

٦٦٧ ـ تحقيق يوم الأربعين :(تظلم الزهراء للقزويني ، ص ٢٨٧ ط قم)

روى السيد ابن طاووس في (الإقبال) قال : وجدت في (المصباح) أن حرم الحسينعليه‌السلام وصلوا المدينة مع مولانا علي بن الحسينعليه‌السلام يوم العشرين من صفر ، وكلاهما مستبعد ، لأن عبيد الله بن زياد كتب إلى يزيد يعرّفه ما جرى ، ويستأذنه في حملهم ، ولم يحملهم حتى عاد الجواب إليه ، وهذا يحتاج إلى نحو عشرين يوما أو أكثر منها. ولأنه لما حملهم إلى الشام ، روي أنهم أقاموا فيها شهرا

٥٥٦

في موضع لا يكنّهم من حرّ ولا برد. وصورة الحال تقتضي أنهم تأخروا أكثر من أربعين يوما ، من يوم قتلهعليه‌السلام إلى أن وصلوا كربلاء أو المدينة.

وأما جوازهم في عودهم على كربلاء ، فيمكن ذلك ولكنه ما يكون وصولهم إليها يوم العشرين من صفر ، لأنهم اجتمعوا على ما روي مع جابر بن عبد الله الأنصاري ، فإن كان جابر وصل زائرا من الحجاز ، فيحتاج وصول الخبر إليه ومجيئه [إلى كربلاء] إلى أكثر من أربعين يوما ، أو على أن يكون وصل جابر من غير الحجاز ، من الكوفة أو غيرها.

يقول السيد رضي بن نبي القزويني : غاية ما قالرحمه‌الله بعد تسليمه ، محض استبعاد ، ولا ينبغي بمحضه إنكار الروايات. فإنا سمعنا من الموثقين قرب الكوفة من دمشق ، بما قد تيسر للبريد أن يسير بثلاثة أيام ومدة مقامهم في دمشق على ما في (المنتخب) لا يعلم كونها زائدة على ثمانية أيام تقريبا.

ولم نظفر على رواية دلّت على مقامهم فيها مدة شهر ، والله يعلم. وأيضا قد يذهب الحمام [أي الزاجل] بالمكاتب بأسرع من ذلك.

واستبعاد مجيء جابر من أرض الحجاز أبعد من هذا ، لما روي أن أبا حنيفة رأى هلال ذي الحجة بالكوفة أو بغداد ، وورد مكة وحجّ في تلك السنة. ولأن أخبار نواعي الحسينعليه‌السلام من الجن والطير وانقلاب التربة دما وغير ذلك ، أكثر من أن يخفى على أمثال جابر كما مضى بعضه ، والله أعلم بحقيقة الحال ، والتسليم لنا خير للمآل.

٦٦٨ ـ هل أعيد الرأس يوم الأربعين؟ :

(تظلم الزهراء للسيد رضي القزويني ، ص ٢٨٥ ط قم)

قال السيد رضي بن نبي القزويني :

وأما تعيين الإعادة يوم الأربعين من قتله ، والوقت الّذي قتل فيه الحسينعليه‌السلام ونقله الله جلّ جلاله إلى شرف فضله ، كان (فيه) الإسلام مقلوبا والحق مغلوبا ، وما تكون الإعادة بأمور دنيوية ، والظاهر أنها بقدرة الإله.

لكن وجدت نحو عشر روايات مختلفات في حديث الرأس الشريف ، كلها منقولات. ولم أذكر إلى الآن أنني وقفت ولا رويت تسمية أحد ممن كان من الشام ، حتى أعادوه إلى جسده الشريف بالحائر ، ولا كيفية لحمله من الشام إلى الحائر على

٥٥٧

صاحبه أكمل التحية والإكرام ، ولا كيفية لدخول حرمه المعظم ، ولا من حفر ضريحه المقدس المكرم حتى عاد إليه ، وهل وضعه موضعه من الجسد ، أو في الضريح مضموما إليه؟.

فليقصر الإنسان على ما يجب عليه من تصديق القرآن [يقصد قوله تعالى عن الشهداء( ... عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ) ] ، من أن الجسد المقدس تكمّل عقيب الشهادة ، وأنه يرزق في دار السعادة. ففي بيان الكتاب العزيز ما يغني عن زيادة دليل وبرهان.

زيارة الأربعين

٦٦٩ ـ فضل زيارة الأربعين :(مزار البحار ، ج ٩٨ ص ٣٣٤ ط ٢)

يقول العلامة المجلسي في (مزار البحار) : اعلم أنه ليس في الأخبار ، ما العلة في استحباب زيارة الحسينعليه‌السلام في يوم الأربعين. والمشهور بين الأصحاب أن العلة في ذلك رجوع حرم الحسينعليه‌السلام في مثل ذلك اليوم إلى كربلاء عند رجوعهم من الشام ، وإلحاق الإمام زين العابدينعليه‌السلام الرؤوس بالأجساد.

وقيل : في مثل ذلك اليوم رجع السبايا إلى المدينة.

وكلاهما مستبعد جدا ، لأن الزمان لا يسع ذلك ، كما يظهر من الأخبار والآثار ، وكون ذلك في السنة الأخرى [أي التالية] أيضا مستبعد.

ولعل العلة في استحباب الزيارة في هذا اليوم هو أن جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنه في مثل هذا اليوم وصل من المدينة إلى القبر الشريف ، وزاره بالزيارة المعروفة ، فكان أول من زاره من الإنس ظاهرا. فلذلك يستحب التأسي به.

أو العلة هي إطلاق أهل البيتعليه‌السلام في الشام من الحبس والقيد في مثل هذا اليوم ، أو علة أخرى لا نعرفها.

وتوافق زيارة الأربعين يوم العشرين من صفر ، وذلك لأربعين يوما مضت على مقتل الحسينعليه‌السلام .

وقال السيد ابن طاووس في كتاب (الإقبال) ص ٦٠ : ووجدت في (المصباح) للشيخ الطوسي : أن حرم الحسينعليه‌السلام وصلوا المدينة مع مولانا علي بن الحسينعليه‌السلام يوم العشرين من صفر. وفي غير (المصباح) أنهم وصلوا كربلاء أيضا في عودهم من الشام يوم العشرين من صفر.

٥٥٨

ـ تعليق حول زيارة الأربعين :

(أقول) : إذا صحّت الرواية بأن الإمام زين العابدينعليه‌السلام وافى جابر بن عبد الله الأنصاري في كربلاء يوم الأربعين [٢٠ صفر] فيبعد أن يكون ذلك في السنة نفسها التي قتل فيها الحسينعليه‌السلام ، وذلك لأمور :

١ ـ إن الفترة التي قضاها السبايا في كربلاء ثم الكوفة (السجن) حتى جاء الأمر من دمشق بتسييرهم في أطول طريق إلى الشام ، ثم إقامتهم في دمشق حتى رخّص لهم يزيد بمغادرتها ، ثم حتى وصولهم كربلاء هذه الفترة تزيد عن أربعين يوما بلا شك.

٢ ـ كان جابر في المدينة حين قتل الحسينعليه‌السلام ، ويحتاج خبر مقتل الحسينعليه‌السلام ليصل من الكوفة إليها نحو ٢٤ يوما ، فلو أن جابر قرر الذهاب إلى كربلاء من حين وصول الخبر ، لاحتاج إلى ٢٤ يوما أخرى ليصل إليها ، لا سيما أنه كان ضريرا وكبير السن. فيمتنع أن يصل إلى كربلاء يوم الأربعين.

٣ ـ تنصّ إحدى الروايات على أن الإمام زين العابدينعليه‌السلام صحب معه رأس أبيه الحسينعليه‌السلام ودفنه يوم الأربعين مع الجسد الشريف في كربلاء ، أثناء رجوعه إلى المدينة. وهذا بعيد الظن لأن يزيد كان قد وعد الإمام زين العابدينعليه‌السلام بأن يقضي له ثلاث حاجات مما يريد ، فطلب في إحداها أن يريه وجه أبيه الحسينعليه‌السلام فقد اشتاق إليه. فكان جواب يزيد قوله : أما رؤية الرأس فليس إلى ذلك من سبيل. فإذا كان رفض أن يريه الرأس الشريف فكيف يسمح له بأخذه معه وإرجاعه.

٤ ـ إن يزيد بعد أن روّى حقده برؤية رأس الحسينعليه‌السلام على طبق من ذهب مزمّلا بدمائه ، لم يشفه ذلك حتى أعطى أوامره بتسيير الرأس الشريف إلى كل أرجاء الدولة الإسلامية ، حتى يرى كل المسلمين الرأس ممثّلا به ، فيزيلوا من مخيلتهم أية فكرة في الخروج عليه.

من هذا المنطلق بعث يزيد الرأس الشريف إلى مصر ، عن طريق عمّان والقدس ، فعسقلان فرفح ، حتى وصل إلى الفسطاط [وهي القاهرة اليوم]. وهناك أقام أعوان يزيد الأفراح والأعراس ابتهاجا ومشاركة ليزيد في بهجة انتصاره على الحسينعليه‌السلام وعرضت أمام الناس الخيول التي داست جسد الحسينعليه‌السلام

٥٥٩

في مسيرة حاشدة ، فاشتراها التجار بآلاف الدنانير ، وخلعت حدواتها وعلّقوها على أبواب بيوتهم تبركا بها. ثم أرجع يزيد الرأس الشريف إلى دمشق ، حيث سيّره إلى المدينة المنورة ، وكان عامله عليها عمرو بن سعيد الأشدق وهو من بني أمية ، فبعد أن ابتهج بمقتل الحسينعليه‌السلام وشمت به ، أدخل الرأس إلى مسجد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ووضعه بجانب قبر الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وخاطب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قائلا : قد أخذنا ثأرنا منك يا محمّد ، بقتلى بدر!.

ولهذا التسيير للرأس الشريف توهم بعض المؤرخين أنه دفن في القاهرة أو المدينة أو الكوفة.

وهذا التسيير قد استغرق وقتا كبيرا ، وهذا يتعارض كليا مع رواية إرجاع زين العابدينعليه‌السلام الرأس الشريف يوم الأربعين من عام ٦١ ه‍. فلو صحّ ذلك فهو في السنة التالية أو ما بعدها. وهذا ما ذهب إليه كثير من المحققين ، وقد أشار إليه السيد عبد الرزاق المقرم في مقتله ، وهو ما كان يرجّحه الخطيب المنبري في دمشق المرحوم الحاج حسني صندوق ، وهو ما نراه ونؤيده.

حديث علامات المؤمن

٦٧٠ ـ زيارة الأربعين من علامات المؤمن الخمسة :

(معالي السبطين للمازندراني ، ج ٢ ص ١١٤)

في تفسير الإمام الحسن العسكريعليه‌السلام قال :

" علامات المؤمن خمس : التختّم باليمين ، وصلاة إحدى وخمسين ، والجهر ببسم الله الرحمن الرحيم ، والتعفير للجبين ، وزيارة الأربعين".

[شرح الحديث] :

٦٧١ ـ التختّم باليمين :

(مقتل الحسين للمقرّم ، ص ٤٧٧)

مما تعرّض له الحديث السابق (التختّم باليمين) ، وهو ما التزم به الإمامية ، تديّنا بروايات أئمتهمعليهم‌السلام ، وخالفهم في ذلك جماعة من السنّة.

وقال الشيخ إسماعيل البروسوي : ذكر في (عقد الدرر) أن السّنة في الأصل

٥٦٠

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

701

702

703

704

705

706

707

708

709

710

711

712

713

714

715

716

717

718

719

720

721

722

723

724

725

726

727

728

729

730

731

732

733

734

735

736

737

738

739

740

741

742

743

744

745

746

747

748

749

750

751

752

753

754

755

756

757

758

759

760

761

762

763

764

765

766

767

768

769

770

771

772

773

774

775

776

777

778

779

780

781

782

783

784

785

786

787

788

789

790

791

792

793

794

795

796

797

798

799

800