موسوعة كربلاء الجزء ٢

موسوعة كربلاء7%

موسوعة كربلاء مؤلف:
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 800

الجزء ١ الجزء ٢
  • البداية
  • السابق
  • 800 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 506404 / تحميل: 6104
الحجم الحجم الحجم
موسوعة كربلاء

موسوعة كربلاء الجزء ٢

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

(الشكل ٢٩) : المرقد المقدس والمقام الشريف

للإمام أبي عبد الله الحسينعليه‌السلام في كربلاء بالعراق

٦٠١

عن زين العابدينعليه‌السلام حيث قال فيه : " قد أخذ الله ميثاق أناس من هذه الأمة ، لا تعرفهم فراعنة هذه الأرض ؛ هم معروفون في أهل السموات ، إنهم يجمعون هذه الأعضاء المتفرّقة ، وهذه الجسوم المضرّجة ، فيوارونها وينصبون بهذا الطفّ علما لقبر سيد الشهداء ؛ لا يدرس أثره ، ولا يعفو رسمه ، على كرور الليالي والأيام".

أما تعمير القبّة عليه ، فقد تكرر مرارا.

(العمارة الأولى)

٧٢٨ ـ العمارة الأولى للقبة الشريفة :(المصدر السابق)

العمارة الأولى للقبة الشريفة فوق الضريح ، كانت في زمن بني أمية ، لكن لا يعلم من بناها. إذ تدل جملة من الآثار والأخبار أنه كان على الضريح الشريف سقيفة لها باب ومسجد في زمن بني أمية. واستمرّ ذلك إلى زمن الرشيد من بني العباس.

٧٢٩ ـ تهديم هارون الرشيد قبر الحسينعليه‌السلام :(المصدر السابق ، ص ٣٠٤)

وبقيت هذه القبة إلى زمن الرشيد فهدمها ، وكرب موضع القبر ، وكان عنده سدرة فقطعها. وكان القصد من قطعها تغيير مصرع الحسينعليه‌السلام حتى لا يقف الناس على قبره. ففعل العباسيون بأهل البيتعليه‌السلام ما لم يفعله الأمويون.

وكما قال الشاعر :

تالله ما فعلت أميّة فيهم

معشار ما فعلت بنو العباس

(العمارة الثانية : عمارة المأمون)

٧٣٠ ـ العمارة الثانية :(المصدر السابق)

وفي زمن المأمون أعيد بناء القبة الشريفة ، حتى جاء المتوكل فهدمها.

٧٣١ ـ هدم المتوكل لقبر الحسينعليه‌السلام :(المصدر السابق ، ص ٢٨٦)

قال الطبري في تاريخه : في سنة ٣٣٦ ه‍ أمر المتوكل بهدم قبر الحسين بن عليعليه‌السلام وهدم ما حوله من المنازل والدور ، وأن يحرث ويبذر ويسقى موضع قبره ، وأن يمنع الناس من إتيانه. فذكر أن عامل صاحب الشرطة نادى في الناحية :من وجدناه عند قبره بعد ثلاثة بعثنا به إلى المطبق. فهرب الناس وامتنعوا من المصير إليه.

٦٠٢

حدّث القاسم بن أحمد بن يعمر الأسدي الكوفي قال : في سنة ٢٤٧ ه‍ بلغ المتوكل أيضا مصير الناس من أهل السواد والكوفة إلى كربلاء لزيارة قبر الحسينعليه‌السلام ، وأنه قد كثر جمعهم لذلك ، وصار لهم سوق كبير. فأنفذ قائدا في جمع كثير من الجند ، وأمر مناديا ينادي ببراءة الذمّة ممن زار قبره. ونبش القبر وحرث أرضه ، وانقطع الناس عن الزيارة. وعمد على تتبّع آل أبي طالبعليه‌السلام والشيعة ، فقتل ولم يتمّ له ما قدّره (قتله ابنه وهو في مجلس شرابه).

وتدل بعض الروايات على أن البقر (التي استخدمت لحرث قبر الحسينعليه‌السلام ) لم تقدم على محل القبر الشريف (بل كانت تحيد يمينا أو شمالا) ، وكانت تضرب الضرب الشديد ، فلا تمرّ عليه (ولا تطأ القبر بوجه).

٧٣٢ ـ ملوك بني العباس يهدمون قبر الحسينعليه‌السلام عدة مرات :

(تاريخ كربلاء للدكتور عبد الجواد الكليدار ، ص ٢٢)

أمر الرشيد سنة ١٩٣ ه‍ بهدم الحائر والقبة المطهرة والدور المجاورة ، واقتلاع السدرة ، وحرث الأرض ليمحي بذلك كل أثر للقبر الشريف ، فكانت تلك السنة آخر سنة من حياته. وقد جاء في حديث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «لعن الله قاطع السّدرة» (ثلاثا) ، فلم يعلم معنى ذلك ، حتى قطع الرشيد السدرة ، فأهلكه الله.

وقد اقتفى أثره حفيده (المتوكل) نيرون العرب ، فهدم قبر الحسينعليه‌السلام وكربلاء أربع مرات في خلال خمس عشرة سنة من حكمه ، ولكن( يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِؤُا نُورَ اللهِ بِأَفْواهِهِمْ وَيَأْبَى اللهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ ) (٣٢) [التوبة : ٣٢].

وذكر الشهيد : أن في هذا الموضع حار الماء لما أمر المتوكل بإطلاقه على قبر الحسينعليه‌السلام ليعفّي أثره ، فكان الماء يدور حول القبر ولا يصله.

٧٣٣ ـ أعمال المتوكل الانتقامية من أهل البيتعليه‌السلام :

(بحار الأنوار ، ج ٤٥ ص ٤٠٣ ط ٣)

روي أن المتوكل من خلفاء بني العباس كان كثير العداوة شديد البغض لأهل بيت الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وهو الّذي أمر الحارثين بحرث قبر الحسينعليه‌السلام ، وأن يخرّبوا بنيانه ويخفوا آثاره ، وأن يجروا عليه الماء من نهر العلقمي ، بحيث لا يبقى له أثر ، ولا أحد يقف له على خبر.

وتوعّد الناس بالقتل لمن زار قبره ، وجعل رصدا من أجناده ، وأوصاهم :

٦٠٣

«كل من وجدتموه يريد زيارة الحسين فاقتلوه». يريد بذلك إطفاء نور الله ، وإخفاء آثار ذرية رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

ويظهر من ذلك أن ما فعله بنو العباس فاق ما فعله بنو أمية ، وكما قال الشاعر :

تالله إن كانت أمية قد أتت

قتل ابن بنت نبيّها مظلوما

فلقد أتاه بنو أبيه بمثلها

هذا لعمرك قبره مهدوما

أسفوا على أن لا يكونوا شايعوا

في قتله ، فتتبّعوه رميما

٧٣٤ ـ رائحة القبر الشريف دلّت على القبر :

(الحسين بن عليعليه‌السلام لتوفيق أبو علم ، ص ١٧٢)

ذكر هشام بن الكلبي : أن الماء لما أجري على قبر الحسينعليه‌السلام ليمحي أثره ، نضب الماء بعد أربعين يوما. فجاء أعرابي من بني أسد ، فجعل يأخذ قبضة قبضة ويشمّها ، حتى وقع على قبر الحسين فبكى وقال : بأبي أنت وأمي ، ما كان أطيبك وأطيب تربتك. ثم أنشأ يقول :

أرادوا ليخفوا قبره عن عدوّه

فطيب تراب القبر دلّ على القبر

٧٣٥ ـ قصة زيد المجنون ولقائه ببهلول الكوفي :

(المنتخب للطريحي ، ص ٣٣٨ ط ٢)

عندما أمر المتوكل بحرث قبر الحسينعليه‌السلام وأن يجروا عليه الماء من نهر العلقمي ، وتوعّد بالقتل كل من يزور القبر الشريف ، وصل الخبر إلى رجل من أهل الخير في مصر ، يقال له : زيد المجنون ، ولكنه كان ذا عقل شديد ورأي رشيد.وإنما لقّب بالمجنون لأنه أفحم كل لبيب ، وقطع حجة كل أريب.

فسار زيد حتى أتى الكوفة ، فلقي هناك البهلول ، فسلّم عليه ، فردّعليه‌السلام .فقال زيد للبهلول : من أين لك معرفتي ولم ترني قط؟!. فقال زيد : يا هذا اعلم أن قلوب المؤمنين جنود مجنّدة ، ما تعارف منها ائتلف ، وما تناكر منها اختلف. فقال له البهلول : يا زيد ، ما الّذي أخرجك من بلادك بغير دابة ولا مركب؟. فقال : والله ما خرجت إلا من شدة وجدي وحزني ، وقد بلغني أن هذا اللعين [أي المتوكل] أمر بحرث قبر الحسينعليه‌السلام وخراب بنيانه وقتل زواره ، فهذا الّذي أخرجني من

٦٠٤

موطني ونغّص عيشي ، وأجرى دموعي وأقلّ هجوعي. فقال البهلول : وأنا والله كذلك. فقال له : قم بنا نمضي إلى كربلاء لنشاهد قبور أولاد علي المرتضىعليه‌السلام .

قال : فأخذ كل واحد بيد صاحبه حتى وصلا إلى قبر الحسينعليه‌السلام ، وإذا هو على حاله لم يتغير ، وقد هدموا بنيانه ، وكلما أجروا عليه الماء غار وحار ، واستدار بقدرة العزيز الجبار ، ولم يصل قطرة واحدة إلى قبر الحسينعليه‌السلام . وكان القبر الشريف إذا جاءه الماء يرتفع أرضه بإذن الله تعالى. فتعجب زيد المجنون مما شاهده ، وقال : انظر يا بهلول( يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِؤُا نُورَ اللهِ بِأَفْواهِهِمْ وَيَأْبَى اللهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ ) (٣٢) [التوبة : ٣٢].

٧٣٦ ـ كان المتوكل من ألدّ أعداء أهل البيتعليه‌السلام :

(مقتل الخوارزمي ، ج ٢ ص ٤٨)

فلما كان أيام المتوكل ـ وكان سيئ الاعتقاد في آل أبي طالبعليه‌السلام شديد الوطأة عليهم ، قبيح المعاملة معهم ، ووافقه على جميع ذلك وزيره عبيد الله بن يحيى ـ بلغ بسوء معاملتهم ما لم يبلغه أحد من الخلفاء من بني العباس. فأمر بتخريب قبر الحسينعليه‌السلام وقبور أصحابه ، وكرب مواضعها وإجراء الماء عليها ، ومنع الزوار من زيارتها ، وأقام الرصد وشدد في ذلك. حتى كان يقتل من يوجد زائرا ، وولى ذلك كله يهوديا. وسلّط اليهودي قوما من اليهود فتولوا ذلك. إلى أن قتل المتوكل ، وقام بالأمر ابنه (المنتصر) فعطف على آل أبي طالبعليه‌السلام وأحسن إليهم وفرّق فيهم الأموال. فأعيدت القبور في أيامه. إلى أن خرج الداعيان : الحسن ومحمد ابنا زيد ، فأمر محمّد بعمارة المشهدين الشريفين : مشهد أمير المؤمنين ومشهد الحسينعليه‌السلام . وأمر بالبناء عليهما ، وزيد في ذلك من بعده. وبلغ (عضد الدولة) البويهي الغاية في تعظيمهما وعمارتهما والأوقاف عليهما ، وكان يزورهما في كل سنة.

٧٣٧ ـ كيف قتل المتوكل على يد ابنه المنتصر؟ :

كان المنتصر بن المتوكل مواليا لأهل البيتعليه‌السلام بعكس أبيه ، وهذا الّذي دفعه إلى قتل أبيه. وسبب ذلك أن المتوكل أقام مرة حفلة ، وجعل شخصا بهيئة الإمام عليعليه‌السلام ، وحشا بطنه لتكبر ، وجعل الشخص يرقص متمثلا بعلي بن أبي طالبعليه‌السلام . عندها هيّأ المنتصر الخطة لقتل أبيه. فدخل على مجلسه وأبوه يشرب

٦٠٥

الخمر مع وزيره الفتح بن خاقان فقتلهما ، ونجا الشاعر البحتري الّذي كان معهما إذ تخبأ وراء الباب.

لكن الإمام علي الهاديعليه‌السلام قال للمنتصر : إن ملكك لن يطول ، فقتل بعد ستة أشهر.

العمارة الثالثة : عمارة المنتصر

٧٣٨ ـ العمارة الثالثة :(أعيان الشيعة ، ج ٤ ص ٣٠٥)

قال محمّد بن أبي طالب : إلى أن قتل المتوكل ، وقام بالأمر بعده ابنه المنتصر ، فعطف على آل أبي طالبعليه‌السلام وأحسن إليهم ، وفرّق فيهم الأموال ، وأعاد القبور في أيامه.

وذكر غير واحد من المؤرخين أن المنتصر أمر الناس بزيارة قبر الحسينعليه‌السلام .

[فانظر إلى حال هذا الزمان ، وكيف أن الله يخرج الحي من الميت].

وقال المجلسي في (البحار) : إن المنتصر لما قتل أباه وتخلّف بعده ، أمر ببناء الحائر ، وبنى ميلا على المرقد الشريف ، وأحسن إلى العلويين ، وآمنهم بعد خوفهم.

(٢) ـ مشهد أبي الفضل العباسعليه‌السلام

٧٣٩ ـ مرقد أبي الفضل العباسعليه‌السلام في كربلاء :

وفي كربلاء مشهد كبير ثان هو للعباس بن عليعليه‌السلام ، وهو يشبه في نسق بنائه وحجمه وتعدد الأروقة والغرف فيه مشهد الحسينعليه‌السلام . والفرق الوحيد بينهما هو أن للثاني ثلاث مآذن وللأول مئذنتين ، كما أن قبته غير مغطاة بصفائح الذهب (انظر صورة مشهد العباسعليه‌السلام ، الشكل ٣٠).

وفرش داخل المشهدين بالسجاجيد العجمية النفيسة ، وزيّن أبدع زينة ، تثير الإعجاب والروعة.

٧٤٠ ـ وصف مشهد العباسعليه‌السلام :

(أضواء على معالم محافظة كربلاء لمحمد النويني ، ص ٤٤ و ٤٦)

يقع مشهد العباسعليه‌السلام في مدينة كربلاء ، من الجهة الشمالية الشرقية لمشهد الحسينرلاعليه‌السلام .

٦٠٦

تبلغ مساحة الروضة العباسية مع الصحن المحيط بها ٤٣٧٠ م ٢. وللصحن ثمانية أبواب هي : باب الإمام الحسنعليه‌السلام ـ باب الإمام الحسينعليه‌السلام ـ باب الإمام صاحب الزمانعليه‌السلام ـ باب الإمام موسى الكاظمعليه‌السلام ، وتقع هذه الأبواب في الجهة الغربية ؛ باب الإمام عليعليه‌السلام ـ باب الإمام علي الرضاعليه‌السلام ، ويقعان في الجهة الشرقية ؛ باب الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم المسمى حاليا بباب القبلة ، ويقع في الجهة الجنوبية ؛ ثم باب الإمام محمّد الجواد ، ويقع في الجهة الشمالية.

تتوسط الصحن الروضة العباسية الشريفة ، ويعلو القبر الشريف قبّة ذهبية ضخمة ، نقشت في أسفلها الآيات القرآنية المطعّمة بالمينا والذهب. وفي طرفي القبة مئذنتان ضخمتان ، كما توجد هناك ساعة أثرية كبيرة دقّاقة ، واقعة على مئذنة باب القبلة.

وقد تمّ بناء هذه القبة بأمر من السلطان القاجاري فتح علي شاه ، كما قام بتذهيبها سنة ١٨١٧ م ، بعد أن صنع ضريحا من الفضة الخالصة لمرقد العباسعليه‌السلام سنة ١٨١٢ م.

زيّنت جوانب الصحن بالفسيفساء والكاشاني من الصنع القديم ، وتقع في جوانبه عدة غرف وأواوين ، دفن فيها جماعة من العلماء والسلاطين والأمراء والوزراء وكبار الشخصيات الإسلامية. وهو يعتبر من النفائس الأثرية.

وفي العهد الحديث احتفلت مدينة كربلاء بوصول الضريح الجديد لمرقد سيدنا العباسعليه‌السلام عام ١٩٦٥ م ، وهو ضريح مصنوع من الذهب الخالص والفضة ، ومطعّم بالأحجار الكريمة ، ويعتبر من أبدع وأعظم الأضرحة الموجودة في العالم الإسلامي ، وقد استغرق شغله حوالي ثلاث سنين(١) وقدّم هدية من بعض المحسنين الإيرانيين.

__________________

(١) تاريخ الروضة الحسينية للسيد عبد الحميد الخياط.

٦٠٧

(الشكل ٣٠) : المرقد المقدس والمقام الشريف

لأبي الفضل العباسعليه‌السلام في كربلاء بالعراق

٦٠٨

(٣) ـ المشاهد المشرّفة لأهل البيتعليهم‌السلام

في مدينة دمشق

مدخل :

يستغرب المرء أن تكون مشاهد أهل البيتعليه‌السلام عديدة في دمشق ، تلك المدينة التي كانت عاصمة لملوك الدولة الأموية. كما يستغرب أن تكون تلك المشاهد عامرة بالزوار والوافدين ، في حين لا يعرف لأحد من ملوك بني أمية قبر ولا أثر.ولكن( يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِؤُا نُورَ اللهِ بِأَفْواهِهِمْ وَيَأْبَى اللهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ ) (٣٢) [التوبة : ٣٢].

فمن مشهد رأس الحسينعليه‌السلام ، ومشهد زين العابدينعليه‌السلام ، ومشهد الإمام علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، في شرق المسجد الأموي ؛ إلى مرقد السيدة رقيّة بنت الحسينعليه‌السلام في الشمال الشرقي من المسجد الأموي ، عند باب الفراديس (العمارة) ؛ إلى مسجد السّقط ، حيث سقط رأس الحسينعليه‌السلام عند باب جيرون الداخلي ؛ إلى مشاهد أهل البيتعليه‌السلام في مقبرة باب الصغير ، ومنهم سكينة بنت الحسينعليه‌السلام ، وأم كلثوم زينب الصغرى بنت الإمام عليعليه‌السلام ، وعبد الله ابن الإمام زين العابدينعليه‌السلام ؛ إلى مشهد رؤوس الشهداءعليه‌السلام في المنطقة المذكورة ؛ إلى مرقد العقيلة زينب بنت الإمام عليعليه‌السلام في قرية (راوية) على بعد ١٠ كم جنوب دمشق ، في المكان المعروف اليوم بقبر الست.

١ ـ مشهد رأس الحسينعليه‌السلام

٧٤١ ـ مدفن الرأس الشريف بدمشق :

(الحسين بن عليعليه‌السلام لتوفيق أبو علم ، ص ١٧٤)

يقول ياسين بن مصطفى الفرضي :

المزارات المشهورة للصحابة بدمشق ونواحيها : والمشهور منها بتربة باب الفراديس ، المسماة بمرج أبي الدحداح الآن ، مسجد سمّي مسجد الرأس ، داخل باب الفراديس ، في أصل جدار المحراب لهذا المسجد رأس الشهيد الملك الكامل ، وغربي المحراب المذكور في الجدار طاقة على الطريق ، يقال إن رأس

٦٠٩

الحسينعليه‌السلام دفن بها ، ولذا يقال له مشهد الحسين [يقصد به المكان الّذي فيه الآن مرقد السيدة رقيةعليها‌السلام ].

وقال ابن الطولوني : وله بدمشق مشهد معروف ، داخل باب الفراديس ، وفي خارجه مكان الرأس على ما ذكروا.

وذكر ابن أبي الدنيا : أن الرأس لم يزل في خزانة يزيد بن معاوية حتى توفي ، فأخذ من خزانته ، فكفّن ودفن داخل باب الفراديس من مدينة دمشق.

يقول ابن كثير : ويعرف مكانه بمسجد الرأس اليوم ، داخل باب الفراديس الثاني.

٧٤٢ ـ مسجد الرأس :

(مجلة الحوليات الأثرية العربية السورية ـ المجلد ٣٥ لعام ١٩٨٥)

جاء في المجلة المذكورة تحت عنوان (العظماء الذين دفنوا في دمشق أو ماتوا فيها) :

يوجد للحسين بن عليعليه‌السلام مزارات كثيرة ، يطلق عليها اسم مشهد ، تشير إلى قبره ، ولعل الأصح أن تعدّ نصبا تذكارية ، لأنه لا يعقل أن يدفن رأس الحسينعليه‌السلام أو جثته في عدة بلدان. وله مشهد مثير شهير في كربلاء حيث قتل ، يرجّح أن يكون القبر الّذي وارى جثته ، كما أن له مشهدا آخر في القاهرة.

وتؤكد المصادر التاريخية أن رأس الحسينعليه‌السلام نقل إلى دمشق ليراه يزيد بن معاوية.

ويذكر المؤرخون مسجدا داخل باب الفراديس باسم (مسجد الرأس) ، وذلك نسبة لرأس الحسين بن عليعليه‌السلام الّذي دفن فيه ، وهو مشهد السيدة رقية حاليا.

كما أن للحسينعليه‌السلام مشهدا في جامع بني أمية بدمشق ، في مكان يطلق عليه (مشهد رأس الحسين) ، وقد أطلق عليه في القديم مشهد علي ، وكذلك مشهد زين العابدينعليه‌السلام . انتهى كلامه

توضيح :

تدل المعطيات السابقة إلى أن هناك موضعين باسم (مسجد الرأس) حيث دفن رأس الحسينعليه‌السلام .

٦١٠

الأول : عند ضريح السيدة رقية بنت الحسينعليه‌السلام داخل باب الفراديس لدمشق ، وفي هذا المشهد دفن الملك الكامل بن الغازي ابن الملك العادل ،

في أصل جدار محرابه.

والثاني : في قصر يزيد ، المتصل بالرواق الشرقي للجامع الأموي ، في المكان المسمى اليوم مشهد رأس الحسينعليه‌السلام .

وإذا صحّ أن الرأس الشريف قد دفن في دمشق قبل نقله إلى كربلاء ، فلا بدّ أنه دفن في أحد هذين الموضعين. ويمكن إزالة التعارض بين الروايات ، بأن الرأس الشريف وضع مدة في قصر يزيد وبات فيه ، حيث صلى الإمام زين العابدينعليه‌السلام ، فصار هذا الموضع مشهدا لزين العابدينعليه‌السلام ومشهدا للرأس الشريف وليس مكان دفنه ، وهو المشهد الموجود في شرق الجامع الأموي.

وإذا صحّ أن سليمان بن عبد الملك أو غيره وجد الرأس الشريف في خزائن بني أمية ، فأكرمه ودفنه ، فلعله دفنه عند ضريح ابنته السيدة رقيةعليه‌السلام داخل سور دمشق ، على يمين الخارج من باب الفراديس. وذلك قبل أن يتمّ نقله وإرجاعه إلى الجسد المطهر في كربلاء. ويؤكد ذلك اللوحتان الحجريتان اللتان كانتا في حائط مسجد السيدة رقيةعليه‌السلام إلى جانب المحراب ، كما سترى.

ونشرع الآن بالحديث عن مشهد رأس الحسينعليه‌السلام الواقع في شرق المسجد الجامع.

٧٤٣ ـ المشاهد الأربعة في الجامع الأموي :(العمارة العربية الإسلامية ، ص ٥٦)

المتفحص لمخطط المسجد الجامع المشهور بالأموي ، يلاحظ أربع قاعات كبيرة مستطيلة متساوية الأبعاد تقريبا ، موزّعة على جانبي البابين الشرقي والغربي ، عرفت قديما بالمشاهد ، ونسب كل واحد منها إلى أحد الخلفاء الراشدين الأربعة.يدعى المشهد الجنوبي الغربي مشهد أبي بكر ، والجنوبي الشرقي مشهد عمر ، والشمالي الغربي مشهد عثمان ، والشمالي الشرقي مشهد عليعليه‌السلام ، ثم دعي الأخير مشهد الحسينعليه‌السلام .

وقال ابن جبير في رحلته ، ص ٢٤١ :

وفي الجانب الشرقي من الصحن باب يفضي إلى مسجد من أحسن المساجد وأبدعها وصفا وأجملها بناء ، يذكر الشيعة أنه مشهد لعلي بن أبي طالبعليه‌السلام .

٦١١

وفي (الإشارات إلى معرفة الزيارات) ص ١٥ :

وبالجامع من شرقيّة مشهد علي بن أبي طالب ، ومشهد الحسين ، وزين العابدينعليه‌السلام .

وفي كتاب (الجامع الأموي) للشيخ علي الطنطاوي ، ص ٥٩ يقول :

وفي سنة ٦٦٨ ه‍ جدد الملك الظاهر مشهد زين العابدين (مشهد الحسين) بعدما استولى عليه الخراب ، وطرد من كانوا يتخذونه ملجأ ، إلا واحدا منهم رأى فيه الصلاح والعبادة. وأغلق مدة في أيام العثمانيين وأهمل ، فجدده الوالي العثماني سليمان باشا وفتحه.

وفي الكتاب المذكور ، ص ٢٣ يقول : وفي الشرق نجد مشهد زين العابدينعليه‌السلام المعروف اليوم بمشهد الحسينعليه‌السلام ، وفيه الآن القبر المشهور أن فيه رأس الحسينعليه‌السلام .

٧٤٤ ـ مشهد رأس الحسينعليه‌السلام في شرقي مسجد دمشق :

يعتقد بعض مؤرخي السنة أن في هذا المشهد دفن رأس الحسينعليه‌السلام . وفي الواقع إن هذا المشهد الواقع في أحد أجنحة المسجد الأموي ، على يمين الداخل من باب جيرون (النوفرة) كان إحدى غرف قصر يزيد التي كان ينام فيها ، ثم أصبح جزءا من المسجد الجامع. وفي هذه الغرفة وضع يزيد الرأس الشريف بعد أن عرض عليه. ثم لما ظهرت من الرأس المقدس الكرامات المشهورة ، ورأتها هند زوجة يزيد ، وكذلك يزيد نفسه ، نقله يزيد إلى مكان آخر خارج القصر. ولعل هذه الغرفة هي نفسها التي وضع فيها رأس الحسينعليه‌السلام بجانب القبة التي كان يشرب فيها يزيد المسكرات مع حاشيته ، والتي بات فيها سبعون رجلا يحرسون الرأس الشريف ، فرأى أحدهم الرؤيا العجيبة التي ذكرناها سابقا في الفقرة رقم ٦٠٧.

٧٤٥ ـ زيارة ميدانية :

وقد قمت بزيارة ميدانية لمشهد رأس الحسينعليه‌السلام في شرقي المسجد الأموي ، ورأيت فيه : مشهد الإمام عليعليه‌السلام ، ثم مشهد الإمام زين العابدينعليه‌السلام الّذي صلى فيه ، وبجانبه كوة في الحائط تفضي إلى المكان الّذي وضع فيه رأس الحسينعليه‌السلام ، وفي الداخل غرفة شبه مربعة أصغر من التي قبلها ، وضعت على جدرانها رخامات كتب عليها أسماء الأئمة الاثني عشرعليه‌السلام ، وفي

٦١٢

زاويتها الملاصقة للكوة قفص فيه عمامة خضراء ترمز لرأس الحسينعليه‌السلام ، وصندوق يزعم البعض أن فيه شعرة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

٧٤٦ ـ مزار شعرة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :

(مجلة الثقافة الاسلامية ـ العدد ١٥ ربيع ١٤٠٨ ه‍ ، ص ١٥٨ ؛

موضوع الأشراف ونقابتهم في التاريخ الاسلامي ، بقلم محمّد مطيع الحافظ)

ذكر السيد سعيد حمزة نقيب الأشراف بدمشق : أن في دمشق ثلاث شعرات للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إحداها لدى آل حمزة ، والثانية لدى آل سعد الدين ، والثالثة لدى آل أبي الشامات.

والشعرة الأولى موجودة لدى السادة الأشراف آل حمزة ، ومحفوظة في مشهد الحسينعليه‌السلام .

ويشير أحمد تيمور في كتابه (الآثار النبوية) إلى أن هذا المشهد كان متهدما ، فزاره والي دمشق فؤاد باشا سنة ١٢٧٨ ه‍ وسعى لدى السلطان

عبد العزيز في تعميره ، وجعل الدار المجاورة له تكية باسم المقام ، يطعم فيها الطعام كل يوم بعد العصر. واختير السيد سليمان الحمزاوي مشرفا على المقام لصلة نسبه بصاحب المقام مولانا الحسينعليه‌السلام . ثم إن السلطان عبد العزيز أرسل بشعرة من الآثار النبوية لتحفظ بهذا المقام ، فحفظت فيه ، وما زالت إلى اليوم ، يحتفل بإخراجها في العام مرة واحدة ، في ليلة ٢٧ رمضان ، ويزورها الناس بعد صلاة التراويح ، فيقرأ القراء ثم يشرعون في الصلاة على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ويخرجها المشرف ، ويكون نقيب الأشراف أو واحدا من أهله ، فيتبرك الحاضرون بتقبيلها وهي بيده ، وذكر الصلاة على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مستمر إلى أن تنتهي الزيارة ، فتعاد إلى لفائفها وصندوقها ، وترفع إلى مكانها.

٧٤٧ ـ وصف مشهد رأس الحسينعليه‌السلام شرقي المسجد الأموي :

وهذا وصف حي لمشهد رأس الحسينعليه‌السلام وأجزائه الثلاثة كما هو مبين في (الشكل ٣١) المرفق.

إذا أتينا إلى المسجد الجامع من الشرق ، نمرّ بطريق النوفرة (سويقة جيرون) حتى نصل إلى الباب الشرقي للجامع (باب جيرون) ، نصعد على الدرج (درج النوفرة) الّذي أقيمت عليه السبايا ، فإذا وصلنا إلى آخر الدرج ونظرنا يمينا نلاحظ في جدار

٦١٣

قصر يزيد أثر باب حجري كبير قد أغلق وسدّ ، إنه باب قصر يزيد الّذي أدخل منه السبايا والرؤوس ، وهو يقابل في الداخل محراب المشهد الّذي وضع فيه رأس الحسينعليه‌السلام .

ندخل من باب جيرون للمسجد حتى ننتهي إلى صحن الجامع ، ثم ننعطف إلى اليمين حتى نصل إلى مشهد رأس الحسينعليه‌السلام .

ويظن العامة أن هنا دفن رأس الحسينعليه‌السلام ، والصحيح أن هذا المكان كما ذكرنا كان جزءا من قصر يزيد ، وهو الغرفة التي بات فيها الرأس الشريف وظهرت فيها بعض كراماته. فحين استيقظت هند زوجة يزيد رأت النور ينبعث من تلك الغرفة ، فلما اقتربت منها رأت الرأس الشريف والأنوار تتصاعد منه إلى عنان السماء. فأيقظت يزيد وأمرته بإخراجه من القصر ، وهددته بالفراق ، فلم يلبث أن أخرج الرأس من القصر ، ونصبه على باب جيرون.

يتألف هذا المقام من ثلاثة مشاهد ، يدخل الزائر إلى الغرفة الأولى وهي الكبرى ، وتدعى مشهد الإمام علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، وفي صدرها محراب لطيف ، وتمتاز هذه الغرفة بسقفها العالي ، وفيها قفص حديدي معلق بالسقف على شكل ثريا.

ثم ندخل إلى الغرفة الثانية ، وهي أصغر من الأولى ، وهي مشهد الإمام زين العابدينعليه‌السلام ، ولها محراب خاص. ويجد الزائر في الجدار الشرقي لهذه الغرفة المكان الّذي كان يصلي فيه زين العابدينعليه‌السلام في الفترة الأخيرة من إقامته في دمشق ، حين قرّبه يزيد ونقله مع السبايا من الخربة إلى قصره ، خوفا من نقمة الناس عليه ، ليوهم الجمهور أنه يحب أهل البيتعليه‌السلام وأنه بريء من قتل الحسينعليه‌السلام . وفي هذا المكان قفص زجاجي فيه محراب صغير ، وعلى جدرانه لوحات قرآنية. وبجوار هذا القفص في الحائط كوة عميقة عطّرت بالمسك والعنبر وكسيت بالقاشاني ، تؤدي إلى الموضع الّذي تشرف بوضع الرأس المطهر فيه ، وذلك بناء على الحقيقة المنقولة بأن رأس الحسينعليه‌السلام كان يتضوع عطرا في كل مكان وضع فيه. ويتسابق الزوار لإدخال رؤوسهم في هذه الكوة ، ليقبلوها ويتنسموا منها عبق الجنة.

٦١٤

(الشكل ٣١) : مخطط مشهد رأس الحسينعليه‌السلام

٦١٥

ثم ندخل إلى الغرفة الثالثة شبه المربعة ، حيث يقع إلى يسار الداخل إليها القفص الخاص برأس الحسينعليه‌السلام ، وتدعى مشهد رأس الحسينعليه‌السلام . وقد وضع في القفص ، إلى اليسار كرة مجللة بثوب أخضر ، للدلالة على مكان وضع الرأس الشريف ، وإلى اليمين صندوق مجلل يقال إن فيه شعرة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كما ذكرنا سابقا.

وقد كسيت جدران هذه الغرفة بالرخام الأبيض ، ونقشت عليها أسماء الأئمة الاثني عشرعليه‌السلام . ولهذه الغرفة محراب يحاذي الباب المسدود من الخارج.وبجانب المحراب لوحة لزيارة أهل البيت ورأس الحسينعليه‌السلام .

ويعجب المرء من قدرة الله تعالى ، كيف أن هذا القصر الّذي كان قصرا ليزيد ، يزول ذكر صاحبه منه إلا باللعنة على كل لسان ، بينما يصير مقرا ومشهدا لتعظيم الحسينعليه‌السلام ، تذكره الأجيال وتزوره في كل عصر وزمان.

وفي تصوري أن الفاطميين قد اعتنوا بهذا المشهد اعتناء خاصا ، وذلك حين حكموا دمشق في القرن الرابع الهجري.

هذا وقد أهدى إخواننا الشيعة البهرة الذين يتواجدون في الهند (بومباي) قفصا فضيا مذهبا لهذا المقام الجليل ، فزاد المكان رونقا وبهاء ، وروعة وسناء.

٧٤٨ ـ وصف معماري للمشاهد الثلاث السابقة :

(الآثار الإسلامية في دمشق لكارل ولتسنغر ، ص ٣٣٥)

وهذا وصف معماري للغرف الثلاث للمستشرق ولتسنغر :

الغرفة رقم (١):

قاعة طويلة (تدعى مشهد علي). ثمة كتابة حديثة تعلو مدخلها. يضم الجدار محرابا وبابا وثلاث نوافذ. يخترق الجدار الشرقي باب صغير وثلاثة أبواب كبيرة ، وهي تؤدي إلى الغرفة رقم (٢). الجدار الجنوبي مزوّد بمحراب ، وتبرز إلى يساره فاصلة مونة بين حجرين ، وهي هامة بالنسبة للبقايا المعمارية السابقة للإسلام.ويبدو أن الجدار السابق للإسلام لم يشغل العرض بأكمله.

الغرفة رقم (٢):

غرفة مستطيلة موازية للقاعة السابقة ، لكنها أقصر حجما (٦٤ ، ٢* ٩٠ ، ١٤ م)

٦١٦

وتعرف باسم (مشهد علي بن الحسين زين العابدين). تظهر في الجدار الغربي ثلاث دعائم جدارية سابقة للإسلام. كما يوجد بئر في الزاوية الشمالية الشرقية. ويقوم محراب علي بن الحسين في قاعدة الجدار الشرقي. ويوجد إلى جانب المحراب صندوق يضم بعضا من شعر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . أما الجدار الجنوبي فإنه مزوّد بمحراب بالإضافة إلى مكان مخصص لأحد الأئمة التسعة في الجامع.

الغرفة رقم (٣):

(مسجد رأس الحسين) تعلوه قبّة. يقوم إلى اليمين محراب وإلى اليسار يوجد محراب. هناك صندوق جداري محاط بشباك من الفضة. كان هذا المكان يضم رأس الحسينعليه‌السلام . وكتابة هذا نصها : مرقد رأس سيدنا الإمام أبي عبد الله الحسين رضي الله تعالى عنه.

٢ ـ مرقد السيدة رقيةعليها‌السلام

٧٤٩ ـ مرقد السيدة رقيّة بنت الحسينعليه‌السلام :

(مجلة الحوليات الأثرية العربية السورية ـ المجلد ٣٥ لعام ١٩٨٥)

في باب الفراديس مسجد صغير فيه قبّة ، يرجع عهد بنائها إلى العصر الأيوبي ، تضم ضريحا عليه قفص معدني جميل ، يعتقد الناس بأن هذا القبر للسيدة رقية. وقد ذكر بعض المؤرخين أنها دفنت في مسجد الرأس الّذي يطلق عليه اسم مشهد السيدة رقيةعليه‌السلام .

وقد كتبت رخامة على باب مرقد رقيةعليه‌السلام من شعر العلامة السيد محسن الأمين وتأريخه ، وهي :

تمسّك بالولاء لآل طه

بحبهم غدا في الحشر تسعد

وهذا باب حطّة فادخلوه

وأنتم ركّع لله سجّد

لأسنى بقعة طهرت وطابت

بأزكى حضرة وبخير مرقد

فزرها واستجر واسأل ففيها

يماط الذنب والحسنات تصعد

وقد أرّختها : تزهو سناء

بقبر رقية من آل أحمد

(أقول) : لقد حصل خلط في اسم (رقية) نزيلة هذا المرقد الشريف ، فقد كانت فوق باب مشهدها رخامة رأيتها مكتوب عليها : مرقد السيدة رقية بنت الإمام علي بن

٦١٧

أبي طالبعليه‌السلام . وهذا خطأ ، لأن رقية المدفونة في هذا المشهد هي طفلة صغيرة ، وهي بنت الإمام الحسينعليه‌السلام التي توفيت في الخربة حين إقامتها مع السبايا ، فدفنت في مكان وفاتها.

وأما رقية الكبرى بنت الإمام عليعليه‌السلام فكانت زوجة لمسلم بن عقيلعليه‌السلام وقد حضرت كربلاء مع أولادها منه وهم : عبد الله وعلي ومحمد. وكانت مع السبايا ، ثم رجعت إلى المدينة المنورة ، ولم يذكر أحد أنها رجعت إلى دمشق أو توفيت فيها.

٧٥٠ ـ ما كتب على جدار مسجد السيدة رقيةعليها‌السلام :

(ثمار المقاصد في ذكر المساجد ليوسف بن عبد الهادي ، ص ٢٢٩)

قال يوسف بن عبد الهادي : كانت في مسجد السيدة رقيةعليه‌السلام لوحة حجرية إلى جانب المحراب كتب عليها : قد صار التوفيق لجناب الميرزا بابا المستوفي الكيلاني في عمارة البقعة المشهورة بمقام ستّنا رقية بنت سيدنا علي ، وموضع رأس الحسينعليه‌السلام .

وعلى لوحة أخرى مكتوب :

هذا المكان المبارك فيه مدفون كامل السلطان الشهيد الغازي المجاهد المرابط في سبيل الله ، الملك الكامل ناصر الدين محمّد بن جمال الدين صاحب ساقان قنبر دفن في هذا المشهد الحسيني بباب الفراديس في ٢٧ رمضان سنة ٨٠٨ ه‍.

وفي المصدر السابق ص ٨٧ قال : مسجد عند باب المسجد الجامع يعرف بمسجد الرأس ، فيه قناة [أي ماء] ، يقال : إن فيه رأس الحسينعليه‌السلام ، وضع فيه حين أتي به إلى دمشق.

وفي حاشية ص ٩٩ قال : عن مسجد الرأس قال ابن كثير في (البداية) ج ١٣ ص ٦٥٧ :

في سنة ٦٥٧ ه‍ قتل هولاكو الملك الكامل بن الغازي بن العادل (صاحب ميّافارقين) ، وطيف برأسه في البلاد ، ودخلوا به دمشق ، فنصب على باب الفراديس البراني ، ثم دفن بمسجد الرأس داخل باب الفراديس الجواني ، في المحراب في أصل الجدار. فنظم أبو شامة في ذلك قصيدة يذكر فيها فضله وجهاده ، وشبّهه بالحسينعليه‌السلام ، في قتله مظلوما ، ودفن رأسه عند رأسه.

٦١٨

٧٥١ ـ الكامل صاحب ميّافارقين :

(شذرات الذهب لابن عماد الحنبلي ، ج ٥ ص ٢٩٥)

مرّ آنفا ذكر الكامل ، وهو الملك الكامل ناصر الدين محمّد بن الملك المظفر شهاب الدين غازي بن العادل ، صاحب ميّافارقين ، التي كانت أشهر مدينة (بقصبة) ديار بكر ، عند منابع دجلة ، شرق (آمد) وشمال ماردين. ملك سنة ٦٤٥ ه‍ ، وكان عالما فاضلا شجاعا محسنا إلى الرعية ، ذا عبادة وورع ، ولم يكن في بيته من يضاهيه.

حاصرته التتار عشرين شهرا ، حتى فني أهل البلد بالوباء والقحط. ثم دخلوا وأسروه ، فضرب هولاكو عنقه بعد أخذه حلب ، وطيف برأسه ، ثم علق [بدمشق] على باب الفراديس ، ثم دفنه المسلمون بمسجد الرأس داخل الباب.

وقد ذكر أبو شامة قصة هذا البطل الصامد [الكامل] في كتابه (ذيل الروضتين).وأبو شامة عالم مؤرخ عاصر الكامل ، وكانت نهايته أن دخل عليه جماعة بداره بطواحين الأشنان [ركن الدين] فضربوه حتى قتلوه ، ودفن بمقابر باب الفراديس [الدحداح] واسمه: عبد الرحمن بن إسماعيل بن إبراهيم المقدسي الدمشقي الشافعي [٥٩٩ ـ ٦٦٥ ه‍ ـ ١٢٠٢ ـ ١٢٦٧ م].

ـ وفاة الملك الكامل بن غازي :

(تراجم رجال القرنين السادس والسابع ، المعروف بذيل الروضتين للحافظ شهاب الدين أبي شامة الدمشقي ، ص ٢٠٥)

يقول أبو شامة : وفي يوم الاثنين ٢٧ جمادى الأولى سنة ٦٥٨ ه‍ [١٢٦٠ م] طيف بدمشق برأس مقطوع ، مرفوع على رمح قصير معلق بشعره فوق قطعة شبكة ، زعموا أنه رأس الكامل محمّد بن شهاب الدين غازي بن العادل ، صاحب ميافارقين ، الّذي دام التتار على حصاره أكثر من سنة ونصف ، ولم يزل ظاهرا عليهم إلى أن فني أهل البلد لفناء زادهم.

وبلغني أنه دخل عليه البلد ، فوجد مع من بقي من أصحابه موتى أو مرضى ، فقطع رأسه وحمل إلى البلاد ، فطيف به بدمشق ، ثم علّق على باب الفراديس الخارج.يقول أبو شامة يصف ذلك :

ابن غازي غزا وجاهد في الل

ه جيوشا قد أثخنوا المشرقين

٦١٩

ظاهرا غالبا ومات شهيدا

بعد صبر عليهم عامين

لم يشنه أن طيف بالرأس منه

فله أسوة برأس الحسين

وافق السبط في الشهادة والحم

ل ، لقد حاز أجره مرّتين

جمع الله حسن دين الشهيدي

ن على قبح ذينك الفعلين

ثم واروا في مشهد الرأس ذاك ال

رأس فاستعجبوا من الحالتين

وارتجوا أنه سيحيى لدى البع

ث رفيق الحسين في الحسنيين

ثم وقع من الاتفاق العجيب أن دفن في مسجد الرأس داخل باب الفراديس ، شرقي المحراب في أصل الجدار. وغربي المحراب طاقة يقال إن رأس الحسينعليه‌السلام دفن بها.

عود إلى رقيةعليها‌السلام

٧٥٢ ـ قصة إصلاح قبر السيدة رقيّةعليها‌السلام :

هذه القصة ثابتة واقعيا ، وإن اختلفت قليلا في التفاصيل ، وسوف أعرض أربع روايات لها ، أبدؤها برواية الشبلنجي في (نور الأبصار) ص ١٧٦ ، وهي :

الرواية الأولى :

كانت للإمام عليعليه‌السلام بنتان باسم رقية ، إحداهما من فاطمةعليه‌السلام والأخرى من الصهباء التغلبية [أقول : الصحيح أن الأولى رقية الكبرى أمها الصهباء ، والثانية رقية الصغرى أمها أم ولد. وليست لفاطمة الزهراءعليه‌السلام بنت باسم رقية ، والتي حضرت كربلاء هي الأولى].

وبعد أن ذكر الشبلنجي أن رقية بنت الإمام عليعليه‌السلام مدفونة في القاهرة ، قال :وقد أخبرني بعض الشوام ، أن للسيدة رقية بنت الإمام عليعليه‌السلام ضريحا بدمشق الشام ، وأن جدران قبرها كانت قد تعيّبت ، فأرادوا إخراجها منه لتجديده ، فلم يتجاسر أحد أن ينزله من الهيبة. فحضر شخص من أهل البيت يدعى السيد ابن مرتضى [ولم يذكر اسمه] فنزل في قبرها ، ووضع عليها ثوبا لفّها فيه وأخرجها ، فإذا هي بنت صغيرة دون البلوغ.

وزاد المازندراني في (معالي السبطين) ج ٢ ص ١٠١ قوله : وكان متنها مجروحا من كثرة الضرب. وهذه القصة تدور كثيرا على ألسنة الناس في دمشق.

٦٢٠

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

701

702

703

704

705

706

707

708

709

710

711

712

713

714

715

716

717

718

719

720

٤٨ - بَابُ الرَّجُلِ يَأْخُذُ مِنْ مَالِ امْرَأَتِهِ(١) وَالْمَرْأَةِ تَأْخُذُ مِنْ مَالِ زَوْجِهَا‌

٨٦٢٩ / ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، امْرَأَةٌ دَفَعَتْ إِلى زَوْجِهَا مَالاً مِنْ مَالِهَا لِيَعْمَلَ بِهِ ، وَقَالَتْ لَهُ حِينَ دَفَعَتْ(٢) إِلَيْهِ : أَنْفِقْ مِنْهُ ، فَإِنْ(٣) حَدَثَ بِكَ حَدَثٌ(٤) ، فَمَا أَنْفَقْتَ مِنْهُ(٥) حَلَالاً طَيِّباً(٦) ، فَإِنْ(٧) حَدَثَ بِي حَدَثٌ(٨) ، فَمَا أَنْفَقْتَ مِنْهُ ، فَهُوَ(٩) حَلَالٌ طَيِّبٌ(١٠)

فَقَالَ : « أَعِدْ عَلَيَّ يَا سَعِيدُ(١١) الْمَسْأَ لَةَ(١٢) ».

فَلَمَّا ذَهَبْتُ أُعِيدُ عَلَيْهِ الْمَسْأَ لَةَ(١٣) ، اعْتَرَضَ(١٤) فِيهَا صَاحِبُهَا ، وَكَانَ مَعِي حَاضِراً(١٥) ، فَأَعَادَ عَلَيْهِ مِثْلَ ذلِكَ.

فَلَمَّا فَرَغَ أَشَارَ بِإِصْبَعِهِ إِلى صَاحِبِ الْمَسْأَلَةِ فَقَالَ(١٦) : « يَا هذَا ، إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ‌

____________________

(١). في « جت » : « المرأة ».

(٢). في الوسائل وتفسير العيّاشي : « دفعته ».

(٣). في « ط » : « وإن ».

(٤). في الوافي : « حادث ».

(٥). في « ى » : + « فهو ». وفي « بخ ، بف » وتفسير العيّاشي : « فلك ». وفي الوافي والتهذيب : « لك ».

(٦). فى « ى ، بخ ، بف » والوافي والتهذيب وتفسير العيّاشي : « حلال طيّب ».

(٧). فى « ط » والوافي والوسائل والتهذيب وتفسير العيّاشي : « وإن ».

(٨). فى الوافي : « حادث ».

(٩). في « ط » : + « لك ». وفي التهذيب : « لك ». وفي الوافي وتفسير العيّاشي : « فلك ».

(١٠). في « بخ ، بف » : - « فإن حدث بي حدث ، فما أنفقت منه فهو حلال طيّب ».

(١١). في « بف » : « يا با سعيد ».

(١٢). في التهذيب : - « المسألة ».

(١٣). هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي والوسائل وتفسير العيّاشي. وفي المطبوع : « اُعيد المسألة عليه ». وفي التهذيب : - « المسألة ».

(١٤). في « ط ، بح ، جت ، جد ، جن » والتهذيب والوسائل وتفسير العيّاشي : « عرض ». وفي حاشية « بح » : « أعرض ».

(١٥). في « بف » والتهذيب وتفسير العيّاشي : - « حاضراً ».

(١٦) في « بخ ، بف » والوافي والتهذيب : « وقال ».

٧٢١

أَنَّهَا قَدْ(١) أَفْضَتْ(٢) بِذلِكَ إِلَيْكَ(٣) فِيمَا بَيْنَكَ وَبَيْنَهَا وَبَيْنَ اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ - فَحَلَالٌ(٤) طَيِّبٌ(٥) » ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ، ثُمَّ(٦) قَالَ : « يَقُولُ اللهُ - جَلَّ اسْمُهُ - فِي كِتَابِهِ :( فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْ‌ءٍ مِنْهُ نَفْساً فَكُلُوهُ هَنِيئاً مَرِيئاً ) (٧) ».(٨)

٨٦٣٠ / ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنِ ابْنِ بُكَيْرٍ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام عَمَّا يَحِلُّ لِلْمَرْأَةِ أَنْ تَتَصَدَّقَ(٩) بِهِ مِنْ بَيْتِ(١٠) زَوْجِهَا بِغَيْرِ إِذْنِهِ؟

قَالَ : « الْمَأْدُومُ(١١) ».(١٢)

٤٩ - بَابُ اللُّقَطَةِ(١٣) وَالضَّالَّةِ‌

٨٦٣١ / ١. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ؛

____________________

(١). في « بف » : - « قد ».

(٢). في التهذيب : « أوصت ».

(٣). فيالوافي : « قد أفضت بذلك إليك : سلّمت أمره إليك ».

(٤). في « بخ ، بف » والوافي : + « لك ».

(٥). في حاشية « جن » : « لك ».

(٦). في « جن » : - « ثمّ ».

(٧). النساء (٤) : ٤.

(٨).التهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٤٦ ، ح ٩٧١ ، معلّقاً عن الحسين بن سعيد.تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ٢١٩ ، ح ١٧ ، عن سعيد بن يسارالوافي ، ج ١٧ ، ص ٣٢٧ ، ح ١٧٣٥٨ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٢٦٨ ، ح ٢٢٤٩١.

(٩). في « بخ ، بف » : « أن يتصدّق ». وفي « جن » : « أن تصدّق ».

(١٠). في « ط ، بخ ، بف ، جت » وحاشية « بح » والوافي والتهذيب : « مال ».

(١١). « المأدوم » : الخبر المخلوط بالإدام ، وهو ما يؤكل مع الخبر ، مثل اللحم والخلّ والدهن. راجع :لسان العرب ، ج ٩ ، ص ١٢ ( أدم ).

(١٢).التهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٤٦ ، ح ٩٧٣ ، معلّقاً عن أحمد بن محمّد.قرب الإسناد ، ص ١٧٢ ، ح ٦٣٣ ، بسنده عن عبد الله بن بكير.فقه الرضا عليه‌السلام ، ص ٢٥٥ ، مع اختلاف يسير. راجع :الكافي ، كتاب الأطعمة ، باب أكل الرجل في منزل أخيه بغير إذنه ، ح ١١٥٩٨ ؛والتهذيب ، ج ٩ ، ص ٩٦ ، ح ٤١٧ ؛ والمحاسن ، ص ٤١٦ ، كتاب المآكل ، ح ١٧٤الوافي ، ج ١٧ ، ص ٣٢٨ ، ح ١٧٣٥٩ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٢٧٠ ، ذيل ح ٢٢٤٩٦.

(١٣). قال ابن الأثير : « اللقطة بضمّ اللام وفتح القاف : اسم المال الملقوط ، أي الموجود ، والالتقاط : أن يعثر =

٧٢٢

وَ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ(١) ، عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي حَمَّادٍ جَمِيعاً ، عَنِ الْوَشَّاءِ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَائِذٍ ، عَنْ أَبِي خَدِيجَةَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « كَانَ النَّاسُ فِي الزَّمَنِ الْأَوَّلِ إِذَا وَجَدُوا شَيْئاً فَأَخَذُوهُ ، احْتَبَسَ(٢) ، فَلَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يَخْطُوَ(٣) حَتّى يَرْمِيَ بِهِ ، فَيَجِي‌ءَ طَالِبُهُ(٤) مِنْ بَعْدِهِ ، فَيَأْخُذَهُ ؛ وَإِنَّ النَّاسَ قَدِ اجْتَرَؤُوا عَلى مَا هُوَ أَكْثَرُ(٥) مِنْ ذلِكَ ، وَسَيَعُودُ(٦)

____________________

= على الشي‌ء من غير قصد وطلب ». وقال الفيّومي : « قال الأزهري : اللقطة ، بفتح القاف : اسم الشي‌ء الذي تجده ملقى فتأخذه ، قال : وهذا قول جميع أهل اللغة وحذّاق النحويّين ».النهاية ، ج ٤ ، ص ٢٦٤ ؛المصباح المنير ، ص ٥٥٧ ( لقط ).

(١). هكذا في « ط ، بح ، بخ ، بس ، بف ، جت ، جد ، جن » والوسائل. وفي « ى » : + « القاساني ».وفي المطبوع : + « القاشاني ».

والصواب ما أثبتناه ؛ فقد روى الكليني عن عليّ بن محمّد [ الكليني ] عن صالح بن أبي حمّاد في أسنادٍ عديدة ، وليس عليّ بن محمّد القاساني من مشايخه بل يروي عنه بتوسّط عليّ بن إبراهيم. راجع :معجم رجال الحديث ، ج ١١ ، ص ٤٤٧ - ٤٧٨ ؛ ج ١٢ ، ص ١٧٥ وص ٣٢١ - ٣٢٢.

(٢). في « ى » : + « في ذلك المكان ». وفيالوسائل : « احتسبوا ».

(٣). في هامش المطبوع : « كذا ، أي احتبس الآخذ في مكانه ولم يقدر أن يخطو ؛ ليتجاوز من المكان الذي احتبس فيه حتّى يرمي به ، فإذا رمى به صار قادراً على الخطوة والتجاوز ». وقال المحقّق الشعراني في هامشالوافي : « قوله : فلم يستطع أن يخطو ؛ يعني كان شدّة تمسّكهم بالدين وحرصهم على أداء أموال الناس وحقوقهم إليهم بحيث لم يتجرّؤوا أن يتحرّكوا عن مقامهم دون أن يصل المال إلى صاحبه ، وضعفوا بعد ذلك فاجترؤوا على مخالفة التكاليف. وقال صاحب الجواهر ما حاصله أنّ الملتقط ضامن بعد الالتقاط فلا يجوز له الرمي ، وأرى أنّ هذا حكاية حال الناس قبل الإسلام في بعض الاُمم.

ولا يبعد أن يلتزم بأنّ العادة إذا قضت في بعض البلاد وبعض الأزمنة بأن لا يؤخذ اللقطة أصلاً حتّى يجي‌ء صاحبها ويأخذها ، يجوز للملتقط رميها بعد الأخذ ؛ لأنّ الغرض من التعريف إيصالها إلى صاحبها ، وهذا أقوى في الإيصال. وأمّا في مثل هذه الأزمنة التي غلبت الخيانة ، فالأفضل للاُمناء التقاط اللقطات للحفظ والتعريف ، وهو إحسان إلى مالكها. وسيأتي حديث أخذ الباقرعليه‌السلام خاتماً من السيل ، ولو كان أخذه مكروهاً لم يكن أخذهعليه‌السلام ». وراجع :جواهر الكلام ، ج ٣٨ ، ص ٢٧٥.

(٤). في « بف » وحاشية « بح » : « صاحبه ».

(٥). في « بخ » والوافي : « أكبر ».

(٦). في « ط » : « فسيعود ». وفيمرآة العقول ، ج ١٩ ، ص ١٠٨ : « قولهعليه‌السلام : أكثر من ذلك ، أي لـمّا أخّر الله معاقبتهم إلى الآخرة لشدّة الامتحان ، اجترؤوا على الاُمور العظام ، وسيعود ، أي في زمن القائمعليه‌السلام ».

٧٢٣

كَمَا كَانَ(١) ».(٢)

٨٦٣٢ / ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ سِرْحَانَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام أَنَّهُ قَالَ فِي اللُّقَطَةِ : « يُعَرِّفُهَا سَنَةً(٣) ، ثُمَّ هِيَ كَسَائِرِ مَالِهِ(٤) ».(٥)

٨٦٣٣ / ٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ وَأَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ جَمِيعاً ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ جَمِيلِ بْنِ صَالِحٍ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : رَجُلٌ وَجَدَ فِي مَنْزِلِهِ(٦) دِينَاراً.

قَالَ : « يَدْخُلُ مَنْزِلَهُ غَيْرُهُ؟ » قُلْتُ : نَعَمْ كَثِيرٌ ، قَالَ : « هذَا(٧) لُقَطَةٌ ».

قُلْتُ : فَرَجُلٌ وَجَدَ فِي صُنْدُوقِهِ دِينَاراً.

قَالَ : « يُدْخِلُ أَحَدٌ يَدَهُ(٨) فِي صُنْدُوقِهِ غَيْرُهُ ، أَوْ يَضَعُ(٩) فِيهِ شَيْئاً؟ » قُلْتُ : لَا ، قَالَ :

____________________

(١). في « ى » : + « في زمن القائمعليه‌السلام ».

(٢).الوافي ، ج ١٧ ، ص ٣٣١ ، ح ١٧٣٦٤ ؛الوسائل ، ج ٢٥ ، ص ٤٤٠ ، ح ٣٢٣٠١.

(٣). فيالمرآة : « قولهعليه‌السلام : يعرّفها سنة ، حمل على ما إذا ينقص عن الدرهم ؛ فإنّه لا خلاف في عدم وجوب تعريف ما دون الدرهم ، ولا في وجوب تعريف ما زاد عنه ، وفي قدر الدرهم خلاف. وفي ما لا يجب تعريفه لو ظهر مالكه وعينه باقية وجب ردّه على الأشهر ، وفي وجوب عرضه مع تلفه قولان ».

(٤). فيالوافي : « كسائر ماله ، أي في جواز التصرّف فيها وإن لزمه الغرامة لو طلبها صاحبها ، كما دلّ عليه الخبر المتقدّم - وهو الحادي عشر هاهنا - والأخبار الآتية ».

وفيالمرآة : « قولهعليه‌السلام : هي كسائر ماله ، ظاهره حصول الملك بعد التعريف من غير اختياره ونيّته ، كما اختاره جماعة. وقيل : لا يملك إلّابالنيّة. وقيل : لا بدّ من التلفّظ ».

(٥).التهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٨٩ ، ح ١١٦١ ؛والاستبصار ، ج ٣ ، ص ٦٧ ، ح ٢٢٥ ، معلّقاً عن الكليني. وفيالتهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٨٩ ، ح ١١٦٣ ؛والاستبصار ، ص ٦٨ ، ح ٢٢٧ ، بسند آخر مع اختلاف يسير وزيادة في أوّله وآخره.قرب الإسناد ، ص ٢٦٩ ، ح ١٠٧٠ ، بسند آخر عن موسى بن جعفرعليه‌السلام ، مع اختلاف يسير وزيادة في آخرهالوافي ، ج ١٧ ، ص ٣٣٤ ، ح ١٧٣٦٦ ؛الوسائل ، ج ٢٥ ، ص ٤٤٤ ، ح ٣٢٣١٦.

(٦). في « ط ، بخ ، بف » والوافي والفقيه والتهذيب : « بيته ».

(٧). في « بخ ، بف » والوافي : « هذه ».

(٨). في « ى ، جد » : « يديه ».

(٩). هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي والوسائل والفقيه. وفي المطبوع : + « غيره ». وفي =

٧٢٤

« فَهُوَ لَهُ(١) ».(٢)

٨٦٣٤ / ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : سَأَلْتُهُ عَنِ اللُّقَطَةِ؟

قَالَ : « تُعَرَّفُ(٣) سَنَةً ، قَلِيلاً كَانَ أَوْ كَثِيراً ».

قَالَ : « وَمَا(٤) كَانَ(٥) دُونَ الدِّرْهَمِ ، فَلَا يُعَرَّفُ(٦) ».(٧)

٨٦٣٥ / ٥. عَلِيٌّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ رَزِينٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : سَأَلْتُهُ عَنِ الدَّارِ يُوجَدُ فِيهَا الْوَرِقُ(٨) ؟

فَقَالَ : « إِنْ كَانَتْ مَعْمُورَةً ، فِيهَا أَهْلُهَا ، فَهُوَ لَهُمْ ؛ وَإِنْ كَانَتْ خَرِبَةً قَدْ جَلَا عَنْهَا أَهْلُهَا ، فَالَّذِي وَجَدَ الْمَالَ(٩)

____________________

=التهذيب : « يصنع ».

(١). فيالمرآة : « قولهعليه‌السلام : فهو له ، عليه فتوى الأصحاب ، وقال الشهيدرحمه‌الله : هذا إذا لم يقطع بانتفائه عنه ، وإلّا كان لقطة ». وراجع :مسالك الأفهام ، ج ١٢ ، ص ٥٢٩.

(٢).الفقيه ، ج ٣ ، ص ٢٩٣ ، ح ٤٠٥٠ ؛والتهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٩٠ ، ح ١١٦٨ ، معلّقاً عن ابن محبوبالوافي ، ج ١٧ ، ص ٣٣٤ ، ح ١٧٣٦٧ ؛الوسائل ، ج ٢٥ ، ص ٤٤٦ ، ح ٣٢٣٢١.

(٣). في « بخ » والوافي : « يعرّف ». وفي « بس ، بف » : « يعرف ».

(٤). في الوافي : « فما ».

(٥). في الاستبصار : + « من ».

(٦). فيالمرآة : « يدلّ على وجوب تعريف قدر الدراهم ».

(٧).التهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٨٩ ، ح ١١٦٢ ؛والاستبصار ، ج ٣ ، ص ٦٨ ، ح ٢٢٦ ، معلّقاً عن الكلينيالوافي ، ج ١٧ ، ص ٣٣٤ ، ح ١٧٣٦٨ ؛الوسائل ، ج ٢٥ ، ص ٤٤٦ ، ح ٣٢٣٢٢.

(٨). قال الجوهري : « الورق : الدراهم المضروبة ». وقال ابن الأثير : « الورق - بكسر الراء - : الفضّة ، وقد تسكّن ».الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٥٦٤ ؛النهاية ، ج ٥ ، ص ١٧٥ ( ورق ).

(٩). هكذا في « ط ، بح ، بخ ، بس ، بف ، جت ، جد ، جن » والوافي والوسائل والتهذيب ، ح ١١٦٩. وفي « ى » والمطبوع : + « فهو ».

٧٢٥

أَحَقُّ بِهِ(١) ».(٢)

٨٦٣٦ / ٦. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَجَّالِ ، عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ مَيْمُونٍ(٣) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَمْرٍو الْجُعْفِيِّ(٤) ، قَالَ :

خَرَجْتُ إِلى مَكَّةَ وَأَنَا مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ حَالاً ، فَشَكَوْتُ إِلى أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، فَلَمَّا خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِهِ ، وَجَدْتُ عَلى بَابِهِ كِيساً فِيهِ سَبْعُمِائَةِ دِينَارٍ ، فَرَجَعْتُ إِلَيْهِ مِنْ فَوْرِي ذلِكَ ، فَأَخْبَرْتُهُ.

فَقَالَ : « يَا سَعِيدُ ، اتَّقِ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ ، وَعَرِّفْهُ فِي الْمَشَاهِدِ ».

وَكُنْتُ رَجَوْتُ أَنْ يُرَخِّصَ لِي فِيهِ ، فَخَرَجْتُ وَأَنَا مُغْتَمٌّ ، فَأَتَيْتُ مِنًى ، فَتَنَحَّيْتُ(٥) عَنِ النَّاسِ(٦) وَتَقَصَّيْتُ(٧) ، حَتّى أَتَيْتُ الْمَوْقُوفَةَ(٨) ، فَنَزَلْتُ فِي‌

____________________

(١). فيالمرآة : « يدلّ على ما هو المشهور من أنّ ما يوجد في المفاوز أو في خربة قد باد أهلها فهو لواجده ، وكذا قالوا في ما يجده مدفوناً في أرض لا مالك لها. وإطلاق الخبر يشمل ما إذا كان عليه أثر الإسلام أو لم يكن ، وقيّده جماعة من المتأخّرين بما إذا لم يكن عليه أثر الإسلام ، وإلّا كان لقطة جمعاً بين الروايات ».

(٢).التهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٩٠ ، ح ١١٦٩ ، معلّقاً عن الحسن بن محبوب. وفيه ، ذيل ح ١١٦٥ ، بسنده عن العلاء ، عن محمّد بن مسلم ، عن أحدهماعليهما‌السلام ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ١٧ ، ص ٣٣٥ ، ح ١٧٣٦٩ ؛الوسائل ، ج ٢٥ ، ص ٤٤٧ ، ح ٣٢٣٢٤. (٣). في « ط » : - « بن ميمون ».

(٤). ورد الخبر فيالتهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٩٠ ، ح ١١٧٠ ، عن أحمد بن محمّد بنفس السند عن سعيد بن عمرو الخثعمي ، والمذكور فيرجال الطوسي ، ص ٢١٣ ، الرقم ٢٧٨١ هو سعيد بن عمرو الجعفي الكوفي.

(٥). هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي والوسائل والبحار والتهذيب وفي المطبوع : « وتنحّيت ».

(٦). « فتنحّيت عن الناس » أي تجنّبت عنهم وصرت في ناحية منهم ، أو ابتعدت عنهم. راجع :لسان العرب ، ج ١٥ ، ص ٣١١ و ٣١٢ ( نحا ).

(٧). في « ط ، بف » والوافي : « ثمّ تقصّيت » و « تقصّيت » ، أي صرت في الأقصى عنهم ، يقال : تقصّيت الطريق ، أي صرت في أقصاها ، وهو غايتها ؛ من القَصْو ، وهو البعد. وفيالوافي : « تنحّيت : بعدت ، ثمّ تقصّيت : ازددت في البعد ». وراجع :النهاية ، ج ٤ ، ص ٧٥ ( قصا ).

(٨). في « ى ، بس ، جن » والوسائل والبحار : « الماورقة ». وفي « ط ، بف » : « المافوقة ». وفي حاشية « جت ، جن » والتهذيب : « الماقوفة ». وفي الوافي : « الماء فوقه ». وفيالمرآة : « قوله : حتّى أتيت الموقوفة ، وفي بعض =

٧٢٦

بَيْتٍ(١) مُتَنَحِّياً عَنِ(٢) النَّاسِ ، ثُمَّ قُلْتُ : مَنْ يَعْرِفُ الْكِيسَ؟ قَالَ(٣) : فَأَوَّلُ صَوْتٍ صَوَّتُّهُ ، إِذَا(٤) رَجُلٌ عَلى رَأْسِي يَقُولُ : أَنَا صَاحِبُ الْكِيسِ ، قَالَ(٥) : فَقُلْتُ فِي نَفْسِي : أَنْتَ فَلَا كُنْتَ(٦) ، قُلْتُ : مَا عَلَامَةُ الْكِيسِ؟ فَأَخْبَرَنِي بِعَلَامَتِهِ ، فَدَفَعْتُهُ إِلَيْهِ.

قَالَ(٧) : فَتَنَحّى نَاحِيَةً ، فَعَدَّهَا ، فَإِذَا الدَّنَانِيرُ عَلى حَالِهَا ، ثُمَّ عَدَّ مِنْهَا سَبْعِينَ دِينَاراً ، فَقَالَ : خُذْهَا حَلَالاً(٨) خَيْرٌ(٩) مِنْ سَبْعِمِائَةٍ حَرَاماً(١٠) ، فَأَخَذْتُهَا.

ثُمَّ دَخَلْتُ عَلى أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، فَأَخْبَرْتُهُ كَيْفَ تَنَحَّيْتُ ، وَكَيْفَ صَنَعْتُ ، فَقَالَ : « أَمَا إِنَّكَ حِينَ(١١) شَكَوْتَ إِلَيَّ ، أَمَرْنَا لَكَ بِثَلَاثِينَ دِينَاراً ، يَا(١٢) جَارِيَةُ هَاتِيهَا » فَأَخَذْتُهَا وَأَنَا(١٣)

____________________

= النسخ : الماقوفة ، وعلى التقادير الظاهر أنّه اسم موضع غير معروف الآن ».

وفي هامشالكافي المطبوع : « قد جاءت هذه اللفظة بصور مختلفة في كثير من النسخ ، وقد جاءت في بعضها بصورة المأفوقة ، وفي بعض آخر : الماروقة ، والماورقة ، والماقوقة ، وقد أفاد بعض الأفاضل في تصحيح هذه الكلمة في حاشيته على الكتاب ، حيث قال : وأظنّ أنّ الكلّ تصحيف ، والصواب : الماقوفة ، بتقديم القاف على الفاء اسم مفعول من الوقف على غير القياس ، والمراد المنازل الموقوفة بمنى لمن لا فسطاط له ، وذلك نحو قولهعليه‌السلام : اذهبين مأجورات غير مأزورات ؛ حيث كان القياس : موزورات. انتهى. وأنا أقول : وفي نسخة صحيحة عندي : الموقوفة ، فلا حاجة إلى هذه التكلّفات. فضل الله الإلهيّ ».

وفي هامشالوافي : عبارة « الماء فوقه » ، اختلفت في النسخ المخطوطة والمطبوعة ، ففيالكافي المطبوع : الموقوفة ، وفيالتهذيب المطبوع : الماقوفة ، وفيالكافي المخطوط « فت » : المافوقة ، وفي المخطوط « مج » : الماورقة ، الماقوفة - خ ل ، وفي حاشيته كتب : الماء فوقه ، كذا صحّحه العلّامة المولى ميرزا ».

(١). في الوافي : - « في بيت ».

(٢). في البحار : « من ».

(٣). في الوسائل والتهذيب : - « قال ».

(٤). هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي والوسائل والبحار والتهذيب. وفي المطبوع : « فإذا ».

(٥). في الوسائل والتهذيب : - « قال ».

(٦). فيالمرآة : « قوله : أنت فلا كنت ، على الاستفهام ، أي أنت صاحب الكيس؟ فلا كنت موجوداً ، دعاء عليه بأن تكون تامّة ، أو لا كنت صاحبه ، دعاء ، أو ما كنت حاضراً فكيف حضرت وسمعت؟ أو لعلّك لا تكون صاحبه ».

(٧). في « ط » : - « قال ».

(٨). في « جت » : + « لك ».

(٩). في « بح ، بخ ، بف ، جن » والوافي والتهذيب : + « لك ».

(١٠). في « بخ » : + « قال ».

(١١). في « بخ » : «جئت». وفي الوافي : « حيث ».

(١٢). في الوافي : « فيا ».

(١٣). في « جن » : « فأنا ».

٧٢٧

مِنْ أَحْسَنِ قَوْمِي(١) حَالاً.(٢)

٨٦٣٧ / ٧. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ(٣) ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُمَرَ ، عَنِ الْحَجَّالِ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي يَزِيدَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : قَالَ(٤) رَجُلٌ : إِنِّي قَدْ(٥) أَصَبْتُ مَالاً ، وَإِنِّي قَدْ(٦) خِفْتُ فِيهِ عَلى نَفْسِي ، فَلَوْ(٧) أَصَبْتُ صَاحِبَهُ دَفَعْتُهُ إِلَيْهِ ، وَتَخَلَّصْتُ(٨) مِنْهُ.

قَالَ : فَقَالَ لَهُ(٩) أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « وَاللهِ إِنْ(١٠) لَوْ أَصَبْتَهُ(١١) كُنْتَ تَدْفَعُهُ إِلَيْهِ؟ ».

قَالَ(١٢) : إِي وَاللهِ.

قَالَ : « فَأَنَا(١٣) وَاللهِ ، مَا لَهُ صَاحِبٌ غَيْرِي(١٤) ».

قَالَ(١٥) : فَاسْتَحْلَفَهُ(١٦) أَنْ يَدْفَعَهُ إِلى مَنْ يَأْمُرُهُ ، قَالَ : فَحَلَفَ ،

____________________

(١). في « ط ، بخ ، بف » وحاشية « جت » والوافي : « الناس ».

(٢).التهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٩٠ ، ح ١١٧٠ ، معلّقاً عن أحمد بن محمّد ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ١٧ ، ص ٣٣٦ ، ح ١٧٣٧٠ ؛الوسائل ، ج ٢٥ ، ص ٤٤٩ ، ح ٣٢٣٣٠ ؛البحار ، ج ٤٧ ، ص ٣٨٥ ، ح ١٠٨.

(٣). في الوسائل : « أحمد بن محمّد » ، وهو سهو ، لاحظ ما قدّمناه فيالكافي ، ذيل ح ٧١٧.

(٤). في حاشية « جن » : + « لي ». وفي حاشية « بح » والفقيه : + « له ».

(٥). في « ط » : - « قد ».

(٦). في « بخ » : - « قد ».

(٧). في « ى ، بح ، بس ، جت ، جد ، جن » والوسائل : « ولو ».

(٨). في « ى » : « فتخلّصت ». وفي « جن » : « لخلّصت ».

(٩). في « بخ ، بف » والوافي : - « له ».

(١٠). في « بخ ، بف » والوافي : - « والله إن ».

(١١). في « بخ » : « أصبت ».

(١٢). في الوافي : « فقال ».

(١٣). في « ط ، بف » والوافي والفقيه : « فلا ».

(١٤). قال السلطان في هامشالوافي : « قوله : ما له صاحب غيري ، كأنّ المصنّف - أي صاحبالفقيه رحمه‌الله - حمل المال على اللقطة ، وحمل قولهعليه‌السلام : ما له صاحب غيري ، على كونه أولى بالتصرّف في أموال الغائبين. ويحتمل أنّ المال له ضاع منهعليه‌السلام فلا حاجة إلى اعتبار ما اعتبره المصنّف من تعريف السنة. هذا على تقدير كون المال لقطة ، ولا تصريح في الحديث ، فيحتمل أنّ المراد أنّه اكتسب مالاً حراماً لم يعرف صاحبه ، فأمرهعليه‌السلام بالتصدّق من حيث إنّهعليه‌السلام وليّ الغيّب المجاهيل ». (١٥). في « ى ، بح ، بس ، جد ، جن » : - « قال ».

(١٦) في « بخ » : « فاستحلفته ». وفي « بف » : فاستخلفته ».

٧٢٨

قَالَ(١) : « فَاذْهَبْ فَاقْسِمْهُ فِي(٢) إِخْوَانِكَ ، وَلَكَ الْأَمْنُ مِمَّا خِفْتَ مِنْهُ(٣) ». قَالَ : فَقَسَمْتُهُ بَيْنَ إِخْوَانِي(٤) .(٥)

٨٦٣٨ / ٨. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : رَجُلٌ وَجَدَ مَالاً ، فَعَرَّفَهُ حَتّى إِذَا مَضَتِ السَّنَةُ ، اشْتَرى(٦) بِهِ خَادِماً ، فَجَاءَ طَالِبُ الْمَالِ ، فَوَجَدَ الْجَارِيَةَ الَّتِي اشْتُرِيَتْ بِالدَّرَاهِمِ هِيَ ابْنَتَهُ.

قَالَ : « لَيْسَ لَهُ أَنْ يَأْخُذَ إِلَّا دَرَاهِمَهُ ، وَلَيْسَتْ(٧) لَهُ الابْنَةُ(٨) ، إِنَّمَا لَهُ رَأْسُ مَالِهِ ، وَإِنَّمَا(٩) كَانَتِ ابْنَتُهُ مَمْلُوكَةَ(١٠) قَوْمٍ(١١) ».(١٢)

____________________

(١). في « ى ، جد ، جن » والوسائل : « فقال ».

(٢). في « بس » : « بين ».

(٣). في « ط ، ى ، بس » والفقيه : - « منه ».

(٤). في « ط ، بح ، بس ، جت ، جد » وحاشية « ى » والوافي والفقيه : « فقسمه بين إخوانه » بدل « فقسمته بين إخواني ». وفي حاشية « جن » : « فقسمته بين إخوانه ».

وفيالمرآة : « الخبر يحتمل وجوهاً :

الأوّل : أن يكون ما أصابه لقطة وكان من مالهعليه‌السلام ، فأمره بالصدقة على الإخوان تطوّعاً.

الثاني : أن يكون لقطة من غيره ، وقولهعليه‌السلام : ماله صاحب غيري ، أي أنا أولى بالحكم والتصرّف فيه. وعلى هذا الوجه حمله الصدوقرحمه‌الله فيالفقيه فقال بعد إيراد الخبر : كان ذلك بعد تعريفه سنة.

الثالث : أن يكون ما أصابه من أعمال السلطان ، وكان ذلك ممّا يختصّ به ، أو من الأموال الذي له التصرّف فيه. ولعلّ هذا أظهر وإن كان خلاف ما فهمه الكليني ».

(٥).الفقيه ، ج ٣ ، ص ٢٩٦ ، ح ٤٠٦٣ ، معلّقاً عن الحجّالالوافي ، ج ١٧ ، ص ٣٣٧ ، ح ١٧٣٧١ ؛الوسائل ، ج ٢٥ ، ص ٤٥٠ ، ح ٣٢٣٣١. (٦). في « ط » : + « له ».

(٧). هكذا في « ى ، بح ، بخ ، بز ، بس ، بظ ، بي ، جت ، جد ، جز ، جش ، جن » والوسائل . وفي « ط ، جي » والمطبوع‌والوافي والتهذيب والفقيه : « وليس ». (٨). فيالتهذيب : « البنت ».

(٩). في « بح ، بخ ، بف » والفقيه والتهذيب : « إنّما » بدون الواو.

(١٠). في « جن » : « لا مملوكة ».

(١١). فيالمرآة : « قولهعليه‌السلام : مملوكة قوم ، حاصله أنّه كما كانت قبل شراء الملتقط مملوكة قوم وكانت لا تنعتق عليه ، فكذا في هذا الوقت مملوكة للملتقط. أو المراد بالقوم الملتقط بعد التملّك ، أو على الشراء ، وعلى التقادير إمّا مبنيّ على أنّ اللقطة بعد الحول تصير ملكاً للملتقط ، أو محمول على الشراء في الذمّة ، أو مبنيّ على أنّه بدون تنفيذ الشراء لا تصير ملكاً له وإن اشتريت بعين مال ».

(١٢).التهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٩١ ، ح ١١٧٣ ، معلّقاً عن الكليني.الفقيه ، ج ٣ ، ص ٢٩٤ ، ح ٤٠٥٣ ، معلّقاً عن =

٧٢٩

٨٦٣٩ / ٩. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ ، قَالَ :

كَتَبْتُ إِلَى الرَّجُلِ(١) أَسْأَ لُهُ عَنْ رَجُلٍ اشْتَرى جَزُوراً أَوْ بَقَرَةً(٢) لِلْأَضَاحِيِّ(٣) ، فَلَمَّا ذَبَحَهَا وَجَدَ فِي جَوْفِهَا صُرَّةً فِيهَا دَرَاهِمُ أَوْ دَنَانِيرُ(٤) أَوْ جَوْهَرَةٌ(٥) ، لِمَنْ يَكُونُ ذلِكَ؟

فَوَقَّعَعليه‌السلام : « عَرِّفْهَا الْبَائِعَ ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ(٦) يَعْرِفُهَا(٧) فَالشَّيْ‌ءُ لَكَ(٨) ؛ رَزَقَكَ اللهُ إِيَّاهُ(٩) ».(١٠)

____________________

= أبي العلاءالوافي ، ج ١٧ ، ص ٣٣٨ ، ح ١٧٣٧٢ ؛الوسائل ، ج ٢٥ ، ص ٤٥١ ، ح ٣٢٣٣٤.

(١). في « ط ، بخ » : « رجل ».

(٢).في«جن»:«وبقرة».وفي الفقيه:+« أو شاة أو غيرها».

(٣). في الفقيه : + « أو غيرها ».

(٤). في « جن » : « ودنانير ».

(٥). في « جن » : « وجوهرة ». وفي « بخ ، بف »والتهذيب : « أو جوهر ». وفيالفقيه : + « أو غير ذلك من المنافع ».

(٦). في « ط ، بخ ، بف » والوافي والفقيه : - « يكن ». وفي « بس » : « تكن ».

(٧). في « ى ، بح ، جد ، جن » وحاشية « جت » : « يعرفه ».

(٨). قال المحقّق الشعراني في هامشالوافي :

« قوله فإن لم يعرفها فالشي‌ء لك المال الموجود في جوف الدابّة لا يجري عليه حكم اللقطة ، سواء وجد عليه أثر الإسلام أو لا ، وإنّما يعرّف البائع لاحتمال كونه ملكاً له ابتلعته الدابة عند العلفة ، فيد البائع جرت عليه ، وإذا إدّعاه قيل : منه ؛ لأنّ قول ذي اليد مقبول ، فإن لم يعرفه كان لقطة أو مالاً مجهول المالك. والفرق بينه وبين اللقطة في التعريف سنة وفي نيّة التملّك بعد التعريف ، فإن جوّزنا في كلّ مال معيّن مجهول المالك أن يمتلّك مع الضمان ، كما يجوز أن يتصدّق به فهو ، وإلاّ فهذا المال الموجود في جوف الدابّة وغيرها خارج عن حكم مجهول المالك بالنصّ ؛ إذ يجوز تملّكه.

والظاهر أنّ حكم اللقطة ثابت لكلّ مال معيّن لايعلم مالكه أنّه عندك وفي يدك ولاتعلم أنت أيضاً مالكه عيناً وإن أخذته من لصّ وسارق أو غاصب وظالم ، ومقتضى ذلك أن يعرّف ما وجد في جوف الدابّة بعد إنكار البائع سنة. وصرّح به العلّامة في المختلف مع وجدان أثر الإسلام ، ولاينافي الخبر. والصحيح الفرق بين ما يوجد في جوف الدابّة والدرّة الموجودة في جوف السمكة ؛ فإنّ الصيّاد لايعلم بها ولا يقصد حيازتها وتملّكها ، فإن احتمل كونها ملكاً للصيّاد بأن يعلفها في حوض محصور كان كالذي يوجد في جوف الدابّة ، وإلّا فهو من المباحات التي يجوز لمن حازها تملّكها ».

(٩). في « بح » : - « إيّاه ». وفيالمرآة : « قولهعليه‌السلام : رزقك الله إيّاه ، قد فرّق الأصحاب بين السمكة وغيرها في الحكم ، وعلّلوا بأنّ الصائد للسمكة والمباحات إنّما يملك بالقصد والحيازة معاً ، واستثنوا من ذلك سمكة تكون في ماء محصور تعتلف بعلف صاحبها. وبعضهم أيضاً فرّقوا بين ما يكون عليه أثر سكّة الإسلام أم لا ، وألحقوا الأوّل باللقطة في التعريف ، ولكن عموم الخبر يدفعه ، نعم مورد النصّ الدوابّ المملوكة بالأصل لا بالحيازة ».

(١٠).التهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٩٢ ، ح ١١٧٤ ، معلّقاً عن الكليني.الفقيه ، ج ٣ ، ص ٢٩٦ ، ح ٤٠٦٢ ، معلّقاً عن =

٧٣٠

٨٦٤٠ / ١٠. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْحَاقَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَمَّادٍ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « مَنْ وَجَدَ شَيْئاً فَهُوَ لَهُ ، فَلْيَتَمَتَّعْ بِهِ(١) حَتّى يَأْتِيَهُ(٢) طَالِبُهُ(٣) ، فَإِذَا جَاءَ طَالِبُهُ رَدَّهُ(٤) إِلَيْهِ ».(٥)

٨٦٤١ / ١١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ حَمَّادٍ ، عَنْ حَرِيزٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : سَأَلْتُهُ عَنِ اللُّقَطَةِ؟

فَقَالَ(٦) : « لَا تَرْفَعْهَا ، فَإِنِ(٧) ابْتُلِيتَ بِهَا(٨) فَعَرِّفْهَا سَنَةً(٩) ،.............

____________________

= عبد الله بن جعفر الحميري ، من دون التصريح باسم المعصومعليه‌السلام الوافي ، ج ١٧ ، ص ٣٣٨ ، ح ١٧٣٧٣ ؛الوسائل ، ج ٢٥ ، ص ٤٥٢ ، ح ٣٢٣٣٥.

(١). فيالمرآة : « قولهعليه‌السلام : فليتمتّع به ، حمل على ما بعد التعريف ، فيدلّ على وجوب الردّ مع بقاء العين وإن نوى‌التملّك ، والأكثر على أنّه مخيّر بين ردّه ، أو ردّ مثله أو قيمته ».

(٢). في « بخ ، بف » : « حتّى يأتي ».

(٣). في « ى » : « صاحبه ».

(٤). في « بف » : « ردّ ».

(٥).التهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٩٢ ، ح ١١٧٥ ، معلّقاً عن الكلينيالوافي ، ج ١٧ ، ص ٣٣٩ ، ح ١٧٣٧٤ ؛الوسائل ، ج ٢٥ ، ص ٤٤٧ ، ح ٣٢٣٢٣.

(٦). في « ط ، ى ، بح ، بس ، جد ، جن » والتهذيب والاستبصار : « قال ».

(٧). في « بخ ، بف » والوافي : « فإذا ».

(٨). في « بف » والتهذيب والاستبصار : - « بها ».

(٩). قال المحقّق الشعراني في هامشالوافي : « قوله : فعرّفها سنة ، قال الشيخرحمه‌الله في المبسوط : التعريف شرط للتملّك لا واجب ، فإن أراد حفظها لمالكها لا يلزمه أن يعرّف ، هذا حاصل كلامه. وظاهر المشهور أنّه واجب مطلقاً لإيصال المال إلى صاحبه ؛ إذ لا يعرف المالك حالها حتّى يطلبه ، ولذلك يعرّف لقطة الحرم مع عدم جواز تملّكها. ولكن وجوب التعريف وجوب مقدّمي لإيصال المال إلى صاحبه ، فإن لم يرج وجدان المالك ، أو لم يمكن حفظ المال سنة ، كالفواكه واللحوم ، أو كان وسيلة لإيصالها إليه أسهل من التعريف ، لم يجب قطعاً. وكذلك إن لم يمكن التعريف سنة ، مثل أن وجد المال في قافلة أو سفينة تفرّق أهلها في بلاد متفرّقة شاسعة ولم يجد المالك فيمن عرّفه ، فإنّه لا يجب عليه الذهاب إلى تلك البلاد البعيدة ، والتعريف الواجب في أمثال تلك الموارد الاجتهاد والسعي في وجدان المالك بقدر القدرة ، والصبر سنة إن احتمل مجي‌ء صاحبها ، وإلّا فيجوز التملّك والصدقة والحفظ أمّا بناءً على عدم جواز ذلك في كلّ مالٍ مجهول مالكه مطلقاً فواضح ، =

٧٣١

فَإِنْ جَاءَ(١) طَالِبُهَا(٢) ، وَ إِلَّا فَاجْعَلْهَا فِي عُرْضِ مَالِكَ(٣) ،..................

____________________

= و أمّا بناءً على عدم جوازه فيه ، فهذا لقطة اختلّ العمل ببعض شرائطها لعدم القدرة. ثمّ اعلم أنّ كلّ مال عيني - لا دين - لا يعلم مالكه واشتبه بين الموجودين في جماعة غير محصورة هو لقطة أو في حكم اللقطة ، ومن ذلك ما يدعه اللصّ عندك وتعلم أنّه من السرقة - على ما صرّح به كثير من العلماء - فيجب عليك التعريف سنة ويجوز لك تملّكه. أمّا الدين فلا يصدق عليه اللقطة ، وكذلك ما علم مالكه عيناً أو اسماً ونسباً وفقد بحيث لا يعلم مكانه ، وعقد المصنّف له باب المال المفقود صاحبه يجي‌ء حكمه إن شاء الله.

واعتبر كثيرٌ من علمائنا أنْ يكون ضائعه من مالكها ، ومعنى الضياع أنْ لا يكون يده عليه فعلاً ولا يعلم مكانه ، وأمّا كيفيّة خروجها من يده أكان بالسقوط منه ولم يلتفت إليه؟ أو نسبه عند أحدٍ؟ أو اشتبه عليه فأخذ بدلها وتركها؟ أو سرقت وبيعت؟ وغير ذلك ، فهذه غير معتبرة عند الفقهاء في مفهوم اللقطة ؛ فإنّها من اللقط ويصدق على كلّ منبوذ ومطروح ، بل جعلوها أعمّ منه أيضاً كالمأخوذ من اللصّ والكنز الذي عليه أثر الإسلام ، وكلّ ما يبدّل من النعل والثياب في المساجد والحمّامات ، وما تركه بظنّ أنّه لا يأخذه أحد ، وما اخذ منه جبراً وطرح في مكان لا يمكنه أخذه ، وأمثال ذلك كلّه لقطة ، وأخرج كثيراً من ذلك بعض المتأخّرين عنها ». وراجع :المبسوط ، ج ٣ ، ص ٣٢٢.

(١). في « ط » : + « لها ».

(٢). في « ط » : « طالب ».

(٣). قال ابن الأثير : « العُرْض - بالضمّ - : الجانب والناحية في كلّ شي‌ء ومنه حديث ابن الحنفيّة : كل الجبن عُرْضاً ، أي اشتره ممّن وجدته ولا تسأل عمّن عمله من مسلم أو غيره ؛ مأخوذ من عُرْض الشي‌ء ، وهو ناحيته ».النهاية ، ج ٣ ، ص ٢١٠ ( عرض ).

وفيالوافي : « في عرض مالك ، أي في جملته وفي ما بينه من غير مبالاة بترك عزلها عنه ؛ فإنّ هذه اللفظة تستعمل في مثل هذا المعنى ، يقال : يضربون الناس في عرض ، أي لا يبالون من ضربوا. وفي حديث ابن الحنفيّة : كل الجبن عُرْضاً ، أي اعترضه واشتره ولا تسأل عمّن عمله ».

وفي هامشه عن المحقّق الشعراني : « قوله : في عرض مالك ، لعلّ المراد أنّ اللقطة لا تصير ملكاً طلقاً ، ومعنى « فاجعلها في عرض مالك » أنّها نظيره وفي حكمه ؛ والملك مفهوم تصوّري ينزع من أحكام تكليفيّة يحصل من مجموعها معنى جعل لها في العرف واللغة لفظ الملك ، ليس حكماً تصديقيّاً وضعيّاً ، كما توهّمه بعضهم ، ولا من مقولة الجدة ، كما زعم من لا بصيرة له في اصطلاحات العلوم ، مثلاً جواز التصرّف في المال حكم يشترك بين الملك والإباحة والإجارة ، وجواز إتلافه مشترك بين الإباحة والولاية والملك ، وهكذا.

وإذا اجتمع أحكام مختلفة من هذا النوع انتزع معنى الملك ، والملك له أنواع باختلاف هذه الأحكام ، مثلاً مالكيّة الإنسان للوقف الخاصّ نوع ، وللملك الطلق نوع. وملك الإمام للأنفال نوع ، وللخمس نوع ، ولسائر أمواله نوع ؛ إذ الأنفال لا تقسم بين جميع الورثة ، والخمس الذي ملكه يقسم بين جميعهم ، وما لم يتصرّف فيه ، بل بقي في ذمّة أصحابه يسلم إلى الأيّام بعده ، لا إلى جميع ورثة الإمام. ومالكيّة الشركاء في الدار نوع ،=

٧٣٢

تُجْرِي(١) عَلَيْهَا(٢) مَا تُجْرِي(٣) عَلى مَالِكَ حَتّى يَجِي‌ءَ لَهَا طَالِبٌ ، فَإِنْ لَمْ يَجِئْ لَهَا(٤) طَالِبٌ ، فَأَوْصِ بِهَا(٥) فِي وَصِيَّتِكَ(٦) ».(٧)

٨٦٤٢ / ١٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فَقَالَ(٨) : يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنِّي وَجَدْتُ شَاةً ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : هِيَ لَكَ ، أَوْ لِأَخِيكَ(٩) ، أَوْ لِلذِّئْبِ(١٠) فَقَالَ : يَا رَسُولَ‌

____________________

= وللطريق المرفوع نوع ؛ إذ يمنع أحد الشركاء غيره من التصرّف في الدار ولا يمنع من التصرّف في الطرق المرفوعة. وملك المسلمين للأراضي المفتوحة عنوة نوع ، ومالكيّتهم للطرق والشوارع نوع ، وكلّ ذلك لاختلاف الأحكام التي ينتزع مفهوم الملك من مجموعها. وأمّا مالكيّة الإنسان للّقطة بعد التعريف فهو نظير مالكيّته لسائر أمواله من القدرة على البيع والتصرّف والإتلاف والهبة إلّافي شي‌ءٍ واحد ، وهو أنّ مالكه إذا جاء وادّعاها وكانت العين باقية يجب تسليمها إليه ، فهو ملك مطلق إلى عدم ظهور مالكه ، ونظيره بدل الحيلولة ؛ فإنّه ملك إلى أن يظهر أصل المال فيسلم إلى صاحبه ويرجع البدل مع بقائه. ويمكن أن يقال : إنّ اللقطة لواجدها ملك متزلزل ، نظير المبيع في زمان خيار البائع ؛ هذا على مذهب بعض علمائنا. وأمّا على مذهب من قال : ليس لمالك اللقطة حقٌّ في العين وإن كانت باقية ، وإنّما له مطالبة القيمة فقط ، فتكون اللقطة لواجدها ملكاً غير متزلزل انتقل إليه قهراً في مقابل القيمة. ولكنّ الأوّل أظهر من الأدلّة ؛ لأنّها ظاهرة في ردّ العين ، وهو الذي اختارهصاحب الجواهر ونسب القول الآخر إلى الأكثر ». وراجع :جواهر الكلام ، ج ٣٨ ، ص ٣٧٧.

(١). في « ى ، بح ، بس ، جت ، جن » والوافي والوسائل والتهذيب : « يجري ».

(٢). في « ط ، ى ، بح ، بس ، جد ، جن » : « عليه ».

(٣). في « ى ، بح ، بس ، بف ، جت » والوافي والوسائل والتهذيب والاستبصار : « يجري ».

(٤). في « جن » : - « لها ».

(٥). في « بس » : - « بها ».

(٦). في التهذيب والاستبصار : - « فإن لم يجئ لها طالب فأوص بها في وصيّتك ». وفيالمرآة : « ظاهره حفظه أمانة ، ويحتمل التملّك أيضاً ».

(٧).التهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٩٠ ، صدر ح ١١٦٥ ؛والاستبصار ، ج ٣ ، ص ٦٨ ، ح ٢٢٩ ، بسندهما عن محمّد بن مسلم ، عن أحدهماعليهما‌السلام الوافي ، ج ١٧ ، ص ٣٣٢ ، ح ١٧٣٦٥ ؛الوسائل ، ج ٢٥ ، ص ٤٤٤ ، ح ٣٢٣١٥.

(٨). هكذا في « ط ، ى ، بس ، بف ، جت ، جد ، جن » والوافي والوسائل والتهذيب. وفي سائر النسخ والمطبوع : + « له ».

(٩). في « جد » : « ولأخيك ».

(١٠). في « بخ » : - « فقال له : يا رسول الله - إلى - أو للذئب ». وفيالوافي : « هي لك ، أي إن أخذتها ولم تجد صاحبها =

٧٣٣

اللهِ ، إِنِّي وَجَدْتُ(١) بَعِيراً ، فَقَالَ : مَعَهُ حِذَاؤُهُ وَسِقَاؤُهُ(٢) ؛ حِذَاؤُهُ خُفُّهُ ، وَسِقَاؤُهُ كَرِشُهُ(٣) ، فَلَا‌

____________________

= بعد التعريف ، أو لأخيك إن وجدت صاحبها وسلّمتها إليه ، أو تركتها حتّى يأخذها صاحبها أو غيره ، أو للذئب إن تركتها حتّى يأكلها الذئب ». وفيالمرآة : « قولهعليه‌السلام : هي لك ، أو لأخيك ، الغرض إمّا بيان التسوية والتخيير ، أو هو تحريص على الأخذ ، أي إن لم تأخذه تأكله الذئب ، وإن أخذته ووجدت مالكه أعطيته ، وإلّا تملّكته ، فالأخذ أولى من الترك ».

وفي هامشالوافي عن المحقّق الشعراني : « قوله : أو للذئب ، تجويز لتملّك الشاة وأمثالها من الحيوانات الصغار ، أمّا البعير وأمثالها من الكبار ، فلا يجوز التقاطها.

قال فيالتذكرة : إنّ الأحجار الكبار كأحجار الطواحين والحباب الكبيرة وقدور النحاس العظيمة وشبهها ممّا ينحفظ بنفسه ، ملحقة بالإبل في تحريم أخذه ، بل هو أولى منه ؛ لأنّ الإبل في معرض التلف ، إمّا بالأسد أو بالجوع أو العطش أو غير ذلك ، وهذه بخلاف تلك ، ولأنّ هذه الأشياء لا تكاد تضيع عن صاحبها ولا تخرج من مكانها ، بخلاف الحيوان ، فإذا حُرّم أخذ الحيوان فهذه أولى ، وكذا السفن المربوطة في الشراع المعهودة لا يجوز أخذها والأخشاب الموضوعة على الأرض ، أمّا السفن المحلولة الرباط السائرة في الفرات وشبهها بغير ملّاح فإنّها لقطة إذا لم يعرف مالكها. انتهى.

وذلك لأنّ التصرّف في مال الغير غير جائز ، واُجيز الالتقاط في ما يضيع ويفقد ، وبقي الباقي على عدم الجواز. والظاهر أنّ هذه الأموال الثقيلة متروكة عمداً من جهة مالكه ، واللقطة متروكة نسياناً أؤ قهراً بغير اختيار ، وعلم من ذلك أنّ مثل الحمار والبقرة ملحق بالبعير في عدم الجواز وإن لم يكن فيها نصّ. هذا كلّه في الالتقاط ، أي الأخذ بنيّة التعريف والتملّك ، وأمّا بنيّة الحفظ لمالكها فالظاهر الجواز في جميع هذه الأشياء ، ومنع صاحبالجواهر منه أيضاً ، وينبغي الحكم بجوازه إذا خيف الخطر حتّى على مثل البعير والبقر ». وراجع : تذكرة الفقهاء ، ج ٢ ، ص ٢٦٨. وفي هامشالكافي المطبوع : « أي ينبغي أن تأخذه وتعرّفه حتّى لا يأخذها أخوك ؛ يعني رجل آخر ، أو يأخذها الذئب ». (١). في « ط » : « قد وجدت ».

(٢). فيالتهذيب ، ص ٣٩٤ : - « معه حذاؤه وسقاؤه ». والسقاء : ظرف الماء من الجلد.النهاية ، ج ٢ ، ص ٣٨١ ( سقا ).

(٣). في « ى ، بح ، جد ، جن »والتهذيب ، ص ٣٩٢ : « وكرشه سقاؤه ». وفي « ط » : « وكرشه سقاه ». وفيالصحاح ، ج ٣ ، ص ١٠١٧ ( كرش ) : « الكرش : لكلّ مجترّ بمنزلة المعدة للإنسان ، تؤنّثها العرب ، وفيها لغتان : كَرِش وكِرْش ، مثل كَبِد وكِبْد ». والمجترّ : الحيوان الذي أعاد المأكول من بطنه فمضغه ثانية ، من الجِرَّة ، وهو ما يخرجه البعير من بطنه ؛ ليمضغه ، ثمّ يبتلعه.

وفي هامشالكافي المطبوع : « الكرش ، ككتف : لكلّ مجترّ بمنزلة المعدة للإنسان ، أي ليس له محلّ مخصوص للطعام وآخر للماء ، كما في الشاة ، بل محلّهما واحد ، وهي الكرش ، حتّى أنّا سمعنا من جمّال يقول : أروينا بعيراً فسرنا بعد منازل حتّى بلغنا بيداء قفر لم يوجد فيه شي‌ء أصلاً ، فنحرنا البعير ، فإذا في كرشه وأمعائه الماء قد امتلأ ، ومنه الحديث : البغل كرشه سقاؤه ».

٧٣٤

تَهِجْهُ(١) ».(٢)

٨٦٤٣ / ١٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ وَسَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « مَنْ أَصَابَ مَالاً(٣) أَوْ بَعِيراً فِي فَلَاةٍ(٤) مِنَ الْأَرْضِ قَدْ كَلَّتْ(٥) وَقَامَتْ(٦) ، وَسَيَّبَهَا(٧) صَاحِبُهَا مِمَّا(٨) لَمْ يَتْبَعْهُ(٩) ، فَأَخَذَهَا غَيْرُهُ ، فَأَقَامَ عَلَيْهَا ،

____________________

(١). في هامشالكافي المطبوع : « قوله : فلا تهجه ، أي لا تحرّكه من موضعه ولا تتعرّض بحاله ، بل دعه حتّى يسير ويشرب ويأكل ؛ لأنّ معه حذاءه وسقاءه. وهذه كناية عن عدم احتياجه إلى شخص حتّى يوصله إلى مكانه ».

(٢).التهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٩٢ ، ح ١١٧٦ ، معلّقاً عن الكليني. وفيه ، ص ٣٩٤ ، ح ١١٨٤ و ١١٨٥ ، بسند آخر ، مع اختلاف يسير.الفقيه ، ج ٣ ، ص ٢٩٥ ، ح ٤٠٥٧ ، مرسلاً من دون التصريح باسم المعصومعليه‌السلام فقه الرضا عليه‌السلام ، ص ٢٦٦ ، مع اختلاف يسير. وراجع :قرب الإسناد ، ص ٢٧٣ ، ح ١٠٨٦الوافي ، ج ١٧ ، ص ٣٥٢ ، ح ١٧٤٠٤ ؛الوسائل ، ج ٢٥ ، ص ٤٥٧ ، ح ٣٢٣٤٧.

(٣). فيالمرآة : « قولهعليه‌السلام : مالاً ، الظاهر أنّ المراد به ما كان من الدوابّ التي تحمل ونحوها بقرينة قوله : كلّت ، إلى‌آخره ».

(٤). الفلاة : القفر من الأرض ؛ لأنّها فُليت عن كلّ خير ، أي فُطمت وعُزلت ، أو هي التي لا ماء فيها ، أو هي الصحراء الواسعة ، أو هي التي لا ماء بها ولا أنيس ، وإن كانت مُكْلئة. راجع :لسان العرب ، ج ١٥ ، ص ١٦٤ ( فلا ).

(٥). « كلّت » أي أعيت وعجزت ؛ من الكَلّ والكَلال بمعنى العجز والإعياء والثقل والتعب والوهن. راجع :لسان‌ العرب ، ج ١١ ، ص ٥٩٠ و ٥٩٤ ( كلل ).

(٦). فيالوافي : « قامت ، أي وقفت ». يقال : قام به دابّته ، أي وقفت. راجع :النهاية ، ج ٤ ، ص ١٢٥ ( قوم ).

(٧). كان الرجل إذا نذر لقدوم من سفر ، أو بُرْء من مرض ، أو غير ذلك قال : ناقتي سائبة ، فلا تُمنع من ماء ولا مرعى ، ولا تُحلَب ، ولا تُركب وأصله من تسييب الدوابّ ، وهو إرسالها تذهب وتجي‌ء كيف شاءت.النهاية ، ج ٢ ، ص ٤٣١ ( سيب ).

وفيالوافي : « سيّبها : تركها لا تركب ، والسائبة : المهملة ، والناقة كانت تسيّب في الجاهليّة لنذور ونحوه ، أو كانت إذا ولدت عشرة أبطن كلّهنّ اُناث سيّبت ».

(٨). في « ى » : « عمّا ». وفي التهذيب : « لما ».

(٩). في « بس » والتهذيب : « تتبعه ». وفي « جت » بالتاء والياء معاً.

٧٣٥

وَأَنْفَقَ نَفَقَةً حَتّى أَحْيَاهَا مِنَ الْكَلَالِ وَمِنَ الْمَوْتِ ، فَهِيَ لَهُ ، وَ(١) لَا سَبِيلَ لَهُ(٢) عَلَيْهَا ، وَإِنَّمَا هِيَ مِثْلُ الشَّيْ‌ءِ الْمُبَاحِ(٣) ».(٤)

٨٦٤٤ / ١٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ - صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ - قَضى فِي رَجُلٍ تَرَكَ دَابَّتَهُ مِنْ جَهْدٍ ، قَالَ : إِنْ تَرَكَهَا فِي كَلَإٍ(٥) وَمَاءٍ وَأَمْنٍ ، فَهِيَ لَهُ يَأْخُذُهَا حَيْثُ أَصَابَهَا ، وَإِنْ كَانَ(٦) تَرَكَهَا فِي خَوْفٍ وَعَلى غَيْرِ مَاءٍ وَلَا(٧) كَلَإٍ ، فَهِيَ لِمَنْ أَصَابَهَا ».(٨)

٨٦٤٥ / ١٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ(٩) ، عَنْ حَمَّادٍ ، عَنْ حَرِيزٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « لَا بَأْسَ بِلُقَطَةِ(١٠) الْعَصَا وَالشِّظَاظِ(١١) وَالْوَتِدِ وَالْحَبْلِ‌

____________________

(١). في « بف » : - « له و».

(٢). فيالوافي : « ولا سبيل له ، أي لصاحبه ».

(٣). قال المحقّق الشعراني في هامشالوافي : « قوله : إنّما هي مثل الشي‌ء المباح ، حيث شهدت القرائن بإعراض صاحبها عن ملكها فيجوز تملّكها لكلّ أحد ، وإنّما لا يجوز التقاط البعير وأمثالها ؛ حيث لم يدلّ القرائن على الإعراض ، ولا ضمان حينئذٍ ، كاللقطات ، ولا لصاحبها إن جاء أن يطالبها ، بخلاف الحيوانات الصغيرة التي اُجيز التقاطها ؛ إذ لم يعلم إعراض أصحابها عنها ».

(٤).التهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٩٢ ، ح ١١٧٧ ، معلّقاً عن الحسن بن محبوبالوافي ، ج ١٧ ، ص ٣٥٣ ، ح ١٧٤٠٨ ؛الوسائل ، ج ٢٥ ، ص ٤٥٨ ، ح ٣٢٣٤٨.

(٥). الكلأ : النبات والعشب ، وسواء رطبه ويابسه.النهاية ، ج ٤ ، ص ١٩٤ ( كلأ ).

(٦). في « ى ، بح ، بس ، جد ، جن » والوسائل والفقيه : - « كان ».

(٧). في « بخ ، بف » : - « لا ».

(٨).التهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٩٣ ، ح ١١٧٨ ، معلّقاً عن الكليني.الفقيه ، ج ٣ ، ص ٢٩٦ ، ح ٤٠٥٩ ، معلّقاً عن السكوني ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن أمير المؤمنينعليهم‌السلام المقنعة ، ص ٦٤٦ ، من دون الإسناد إلى المعصومعليه‌السلام ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ١٧ ، ص ٣٥٤ ، ح ١٧٤٠٩ ؛الوسائل ، ج ٢٥ ، ص ٤٥٨ ، ح ٣٢٣٥٠.

(٩). فيالوسائل : - « عن أبيه ». وهو سهو ؛ فإنّ المراد من حمّاد ، هو حمّاد بن عيسى ، ولم يثبت رواية عليّ بن إبراهيم عنه مباشرة ، وقد تكرّرت في كثيرٍ من الأسناد رواية عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن حمّاد [ بن عيسى ]. راجع :معجم رجال الحديث ، ج ١ ، ص ٥١٠ - ٥١٧.

(١٠). قد مضى معنى اللقطة أوّل الباب.

(١١). « الشظاظ » : خشبة محدّدة الطرف تُدْخَل في عروتي الجواليق ؛ لتجمع بينهما عند حملهما على البعير ،=

٧٣٦

وَالْعِقَالِ(١) وَأَشْبَاهِهِ ». قَالَ(٢) : « وَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍعليه‌السلام : لَيْسَ لِهذَا طَالِبٌ(٣) ».(٤)

٨٦٤٦ / ١٦. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَمُّونٍ ، عَنِ الْأَصَمِّ ، عَنْ مِسْمَعٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ(٥) : « إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ - صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ - كَانَ يَقُولُ فِي الدَّابَّةِ : إِذَا سَرَّحَهَا(٦) أَهْلُهَا ، أَوْ عَجَزُوا عَنْ عَلَفِهَا أَوْ نَفَقَتِهَا ، فَهِيَ لِلَّذِي أَحْيَاهَا ».

قَالَ : « وَقَضى أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام فِي رَجُلٍ تَرَكَ دَابَّتَهُ(٧) بِمَضِيعَةٍ(٨) ، فَقَالَ : إِنْ كَانَ(٩) تَرَكَهَا فِي كَلَإٍ وَمَاءٍ وَأَمْنٍ(١٠) ، فَهِيَ لَهُ يَأْخُذُهَا مَتى(١١) شَاءَ ، وَإِنْ(١٢) تَرَكَهَا فِي غَيْرِ كَلَإٍ وَلَا مَاءٍ ، فَهِيَ لِمَنْ أَحْيَاهَا ».(١٣)

____________________

= والجمع : أشظّة.النهاية ، ج ٢ ، ص ٤٧٦ ( شظظ ).

(١). في « بف » : « والنعال ». والعقال : الحبل الذي يشدّ به ذراعي البعير. راجع :لسان العرب ، ج ١١ ، ص ٤٥٩ ( عقل ). (٢). في « جن » : - « قال ».

(٣). فيالمرآة : « المشهور بين الأصحاب كراهة التقاط هذه الأشياء وأشباهها ممّا ثقل قيمتها وتعظم منفعتها ؛ لورود النهي عنها في بعض الأخبار ، وإنّما حكموا بالكراهة جمعاً ، وقال أبو الصلاح وجماعة : يحرم التقاط النعلين والإداوة والسوط ؛ لرواية عبد الرحمن ، وربما يعلّل بكونها في حكم الميتة ؛ لكونها من الجلد ».

(٤).التهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٩٣ ، ح ١١٧٩ ، معلّقاً عن الكليني.الفقيه ، ج ٣ ، ص ٢٩٥ ، ح ٤٠٦٥ ، مرسلاً من دون التصريح باسم المعصومعليه‌السلام ، إلى قوله : « العقال وأشباهه »الوافي ، ج ١٧ ، ص ٣٤٠ ، ح ١٧٣٧٦ ؛الوسائل ، ج ٢٥ ، ص ٤٥٦ ، ح ٣٢٣٤٤. (٥). في « ط » : - « قال ».

(٦). التسريح : الإرسال والإطلاق. راجع :لسان العرب ، ج ٢ ، ص ٤٧٩ ( سرح ).

(٧). فيالوسائل : « دابّة ».

(٨). هكذا في « ط ، ى ، بح ، بخ ، بس ، جد ، جن » والوافي والوسائل . وفي سائر النسخ والمطبوع : « في مضيعة ». وقال فيالوافي : « بمضيعة : محلّ تلف وهلاك ». وفيالتهذيب : - « بمضيعة ».

(٩). هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي والتهذيب وفي المطبوع : - « كان ».

(١٠). في « جد » : « فأمن ».

(١١). في حاشية « جت » : « ما ».

(١٢). في الوسائل : + « كان ».

(١٣).التهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٩٣ ، ح ١١٨١ ، معلّقاً عن سهل بن زيادالوافي ، ج ١٧ ، ص ٣٥٥ ، ح ١٧٤٠٩ ؛الوسائل ، ج ٢٥ ، ص ٤٥٨ ، ح ٣٢٣٤٩.

٧٣٧

٨٦٤٧ / ١٧. سَهْلُ بْنُ زِيَادٍ(١) ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ صَفْوَانَ الْجَمَّالِ(٢) :

أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « مَنْ وَجَدَ ضَالَّةً فَلَمْ يُعَرِّفْهَا(٣) ، ثُمَّ وُجِدَتْ عِنْدَهُ ، فَإِنَّهَا لِرَبِّهَا ، وَمِثْلَهَا(٤) مِنْ مَالِ الَّذِي كَتَمَهَا(٥) ».(٦)

٥٠ - بَابُ الْهَدِيَّةِ‌

٨٦٤٨ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : الْهَدِيَّةُ عَلى ثَلَاثَةِ وُجُوهٍ(٧) : هَدِيَّةُ مُكَافَأَةٍ(٨) ، وَهَدِيَّةُ مُصَانَعَةٍ(٩) ، وَهَدِيَّةٌ لِلّهِ عَزَّ وَجَلَّ ».(١٠)

____________________

(١). السند معلّق على سابقه. ويروي عن سهل بن زياد ، عدّة من أصحابنا.

(٢). ورد الخبر فيالفقيه ، ج ٣ ، ص ٢٩٣ ، ح ٤٠٥٢ ، عن الحسن بن محبوب عن صفوان بن يحيى الجمّال. وهو سهو واضح ؛ فإنّ صفوان الجمّال هو ابن مهران. وأمّا « بن يحيى » فهو إمّا أن يكون مصحّفاً من « بن مهران » ، أو يكون زيادة تفسيريةً اُدرجت في المتن سهواً. راجع :رجال النجاشي ، ص ١٩٨ ، الرقم ٥٢٥.

(٣). في « بخ ، بف ، جت » والوافي : « ولم يعرّفها ».

(٤). في الوسائل : « أو مثلها ».

(٥). فيالوافي : « أو مثلها من مال الذي كتمها ؛ يعني تلفت عنده. وفيالكافي : ومثلها ، وفيه بعد ». وفيالمرآة : « أو مثلها. وهو أظهر. وفيالفقيه كما هنا فالواو بمعنى « أو » ، أو هو كفّارة استحبابيّة ، أو تعزير شرعي ».

(٦).التهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٩٣ ، ح ١١٨٠ ، معلّقاً عن الحسن بن محبوب.الفقيه ، ج ٣ ، ص ٢٩٣ ، ح ٤٠٥٢ ، معلّقاً عن الحسن بن محبوب ، عن صفوان بن يحيى الجمّال ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام الوافي ، ج ١٧ ، ص ٣٥٥ ، ح ١٧٤١١ ؛الوسائل ، ج ٢٥ ، ص ٤٦٠ ، ح ٣٢٣٥٤.

(٧). هكذا في « ط ، ى ، بح ، بس ، جت ، جد ، جن » والوسائل والجعفريّات والخصالوتحف العقول . وفي سائرالنسخ والمطبوع : « أوجه ».

(٨). فيالوافي : « هديّة مكافأة : ما يكون في مقابلة إحسان سابق ».

وفيمرآة العقول ، ج ١٩ ، ص ١١٦ : « قولهعليه‌السلام : هديّة مكافأة ، قيل : أي مكافأة لما اُهدي إليك ، والأظهر أنّ المراد ما تهديه إلى غيرك ؛ ليكافئك أزيد ممّا أهديت إليه ».

(٩). فيالوافي : « هديّة المصانعة : ما يبتدئ به لتوقّع إحسان ؛ فإنّ المصانعة أن تصنع له شيئاً ليصنع لك شيئاً آخر». وراجع :النهاية ، ج ٣ ، ص ٥٦ ( صنع ). وفيالمرآة : « المصانعة : الرشوة ».

(١٠).التهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٧٨ ، ح ١١٠٧ ، معلّقاً عن الكليني.الجعفريّات ، ص ١٥٣ ، بسند آخر عن جعفر بن =

٧٣٨

٨٦٤٩ / ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ وَأَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ جَمِيعاً ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ الْكَرْخِيِّ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام عَنِ الرَّجُلِ تَكُونُ(١) لَهُ الضَّيْعَةُ(٢) الْكَبِيرَةُ ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْمِهْرَجَانِ(٣) أَوِ النَّيْرُوزِ(٤) ، أَهْدَوْا إِلَيْهِ الشَّيْ‌ءَ لَيْسَ هُوَ عَلَيْهِمْ ، يَتَقَرَّبُونَ بِذلِكَ إِلَيْهِ؟

فَقَالَ(٥) : « أَلَيْسَ(٦) هُمْ مُصَلِّينَ؟ » قُلْتُ : بَلى ، قَالَ : « فَلْيَقْبَلْ هَدِيَّتَهُمْ وَلْيُكَافِهِمْ(٧) ؛ فَإِنَّ رَسُولَ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله قَالَ : لَوْ أُهْدِيَ إِلَيَّ كُرَاعٌ(٨) لَقَبِلْتُ ، وَكَانَ ذلِكَ مِنَ الدِّينِ ، وَلَوْ أَنَّ(٩) كَافِراً أَوْ مُنَافِقاً أَهْدى إِلَيَّ وَسْقاً(١٠) مَا(١١) قَبِلْتُ ، وَكَانَ ذلِكَ مِنَ الدِّينِ ؛ أَبَى اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - لِي زَبْدَ(١٢) الْمُشْرِكِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَطَعَامَهُمْ ».(١٣)

____________________

= محمّد ، عن آبائهعليهم‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الخصال ، ص ٨٩ ، باب الثلاثة ، ح ٢٦ ، بسند آخر عن أبي عبد اللهعليه‌السلام الفقيه ، ج ٣ ، ص ٣٠٠ ، ح ٤٠٧٧ ، مرسلاً عن الصادقعليه‌السلام ، وفي الأخيرين من دون الإسناد إلى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله تحف العقول ، ص ٤٩ ، عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله الوافي ، ج ١٧ ، ص ٣٦٥ ، ح ١٧٤٢٩ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٢٨٥ ، ح ٢٢٥٣٥.

(١). في « ى ، بخ ، بف ، جن » والفقيه والتهذيب : « يكون ». وفي « بس » بالتاء والياء معاً.

(٢). « الضيعة » : الأرض المغلّة ، والعِقار ، وهو كلّ ملك ثابت له أصل ، كالدار والنخل والكَرْم والأرض.القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ٩٩٦ ( ضيع ).

(٣). قال الطريحي « المهرجان » : عيد الفرس ، كلمتان مركّبتان من « مهر » وزان حمل ، و « جان » ، ومعناه : محبّة الروح ». وفي معاجم اللغة الفارسيّة أنّ مهرجان معرّب « مهرگان » ، وهو عيد مخصوص غير عيد النيروز ، وهو من يوم السادس عشر إلى الواحد والعشرين من شهر « مهر ». راجع :مجمع البحرين ، ج ٣ ، ص ٤٨٦ ( مهر ).

(٤). في « ى ، بح ، بس ، جت ، جد ، جن » والوسائل والتهذيب : « النوروز ».

(٥). في « ط » : « قال ».

(٦). في «بح،جت،جن» :«ليس» بدون همزة الاستفهام.

(٧). في « بف » : « وليكافيهم ».

(٨). الكراع من الإنسان : ما دون الركبة إلى الكعب ، ومن الدوابّ : ما دون الكعب. أو هو من البقر والغنم بمنزلةالوظيف من الخيل والإبل والحمر ، وهو مستدقّ الساق العاري من اللحم.لسان العرب ، ج ٨ ، ص ٣٠٦ ( كرع ).

(٩). في « جن » : « أن كان ».

(١٠). فيالوافي : « الوسق : حمل بعير » أو ستّون صاعاً. راجع :القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٢٣٠ ( وسق).

(١١). في « بس » : « لما ».

(١٢). الزَّبْدُ : الرَّفْد والعطاء. راجع :النهاية ، ج ٢ ، ص ٢٩٣ ( زبد ).

(١٣).الكافي ، كتاب الأطعمة ، باب إجابة دعوة المسلم ، ح ١١٥٨٢ ، بسنده عن أحمد بن محمّد ، عن =

٧٣٩

٨٦٥٠ / ٣. ابْنُ مَحْبُوبٍ(١) ، عَنْ سَيْفِ بْنِ عَمِيرَةَ ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْحَضْرَمِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « كَانَتِ الْعَرَبُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ عَلى فِرْقَتَيْنِ : الْحُلِّ(٢) ، وَالْحُمْسِ(٣) ؛ فَكَانَتِ(٤) الْحُمْسُ قُرَيْشاً(٥) ، وَكَانَتِ الْحُلُّ سَائِرَ الْعَرَبِ ، فَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ مِنَ الْحُلِّ إِلَّا وَلَهُ حِرْمِيٌّ(٦) مِنَ الْحُمْسِ ، وَمَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ حِرْمِيٌّ مِنَ الْحُمْسِ(٧) ، لَمْ يُتْرَكْ أَنْ(٨) يَطُوفَ بِالْبَيْتِ إِلَّا عُرْيَاناً(٩) ، وَكَانَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله حِرْمِيّاً لِعِيَاضِ بْنِ‌

____________________

= ابن محبوب.المحاسن ، ص ٤١١ ، كتاب المأكل ، ح ١٤٣ ، عن ابن محبوب ، وفيهما من قوله : « لو أهدى إلىّ كراع » مع اختلاف يسير.الفقيه ، ج ٣ ، ص ٣٠٠ ، ح ٤٠٧٨ ، معلّقاً عن الحسن بن محبوب ، إلى قوله : « فليقبل هديّتهم وليكافهم » ؛التهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٧٨ ، ح ١١٠٨ ، معلّقاً عن الحسن بن محبوبالوافي ، ج ١٧ ، ص ٣٦٥ ، ح ١٧٤٣١ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٢٩٠ ، ح ٢٢٥٥٥ ؛البحار ، ج ١٦ ، ص ٣٧٣ ، ح ٨٣ ، من قوله : « لو أهدى إليّ كراع ».

(١). السند معلّق على سابقه. ويروي عن ابن محبوب ، عدّة من أصحابنا عن سهل بن زياد وأحمد بن محمّد.

(٢). « الحُلُّ » بالضمّ : جمع الأحلّ من الخيل والإبل والذئاب ، والأحلّ : الذي في رجله استرخاء ، وهو مذموم في‌كلّ شي‌ء إلّافي الذئب. وقد قرأه العلّامة الفيض بالكسر ، حيث قال فيالوافي : « الحلّ ، بالكسر : الحلال ». وراجع :الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٦٧٦ ؛تاج العروس ، ج ١٤ ، ص ١٦٥ ( حلل ).

(٣). في « بخ ، بف » : « الخمس ». وكذا فيما بعد « الحُمْس » : جمع الأحمس ، وهم قريش ومن ولدت قريش وكِنانةوجَدِيلة قيس ، سمّوا حُمْساً لأنّهم تحمّسوا في دينهم ، أي تشدّدوا ، والحماسة : الشجاعة ، كان إذا حجّ أحدهم لا يأكل إلّا طعام رجل من الحرم ، ولم يطف إلّا في ثيابه ، وكانوا يقفون بمزدلفة ولا يقفون بعرفة ، ويقولون : نحن أهل الله فلا نخرج من الحرم ، وكانوا لا يدخلون البيوت من أبوابها ، وهم محرمون. راجع :النهاية ، ج ١ ، ص ٤٤٠ ( حمس ).

(٤). في « بخ ، بف » : + « سائر العرب ».

(٥). في « بخ ، بف » : « قريش ».

(٦). كان أشراف العرب الذين كانوا يتحمّسون في دينهم ، أي يتشدّدون ، إذا حجّ أحدهم لم يأكل إلّا طعام رجل من‌الحرم ، ولم يطف إلّا في ثيابه ، فكان لكلّ شريف من أشرافهم رجل من قريش ، فيكون كلّ واحد منهما حِرْميّ صاحبه ، كما يقال : كريٌّ للمُكري والمكتري. والنسب في الناس إلى الحرم : حرميّ ، بكسر الحاء وسكون الراء ، يقال : رجل حِرْميّ ، فإذا كان في غير الناس قالوا : ثوب حَرَميّ. كذا فيالنهاية ، ج ١ ، ص ٣٧٤ ( حرم ). وفيالوافي أيضاً : « الحرميّ ، بكسر الحاء وسكون الراء : المنسوب إلى الحرم ، كذلك يقال للنسبة في الناس ، وفي غير الناس بفتحتين ». (٧). في حاشية « ى » : + « فكانت ».

(٨). في « جد » والبحار : - « أن ».

(٩). في هامشالكافي المطبوع : « والحاصل أنّ كلّ من يريد أن يطوف بالبيت من خارج الكعبة كان اللازم عليه =

٧٤٠

741

742

743

744

745

746

747

748

749

750

751

752

753

754

755

756

757

758

759

760

761

762

763

764

765

766

767

768

769

770

771

772

773

774

775

776

777

778

779

780

781

782

783

784

785

786

787

788

789

790

791

792

793

794

795

796

797

798

799

800