تربة الحسين عليه السلام الجزء ١

تربة الحسين عليه السلام0%

تربة الحسين عليه السلام مؤلف:
الناشر: دار المحجّة البيضاء
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 232

تربة الحسين عليه السلام

مؤلف: الشيخ أمين حبيب آل درويش
الناشر: دار المحجّة البيضاء
تصنيف:

الصفحات: 232
المشاهدات: 56007
تحميل: 3234


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 232 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 56007 / تحميل: 3234
الحجم الحجم الحجم
تربة الحسين عليه السلام

تربة الحسين عليه السلام الجزء 1

مؤلف:
الناشر: دار المحجّة البيضاء
العربية

تربة الحسين عليه السلام الجزء الأول

الشيخ أمين حبيب آل درويش

دار المحجّة البيضاء

١

٢

٣

٤

الإهداء :

إلى سبط الرسول ، ومهجة علي والبتول

إلى سيد الشهداء ، وخامس أصحاب الكساء

إلى الإمام الحسين بن علي (ع)

يسعدني ويشرفني أن أرفع إلى ساحة

قدسك هذا المجهود ، آملاً منك القبول ،

وشفاعتك في اليوم المهول

           

« المؤلف »

٥

٦

تقديم تفضل به

سماحة العلامة الحجة البحاثة الشيخ باقر شريف القرشي ( دام فضله )

بسم الله الرحمن الرحيم

الإمام الحسين رائد الحركة الإصلاحية التي أضاءت سماء الشرق العربي وغيره وانقدت المسلمين من واقعهم المرير وفتحت لهم آفاقاً مشرقة من الحرية والكرامة لقد أعزّ الله تعالى الإسلام بثورة أبي الأحرار التي جعلها الله تعالى عبرة لأولي الألباب وقدوة حسنة لدعاة الإصلاح الإجتماعي ، فلم تمض عليها حفنة من السنين حتى تبلورت الأفكار واستيقظ المسلمون من سباتهم ، وإذا بالمجتمع ينادي بفجر جديد لحياتهم الإجتماعية والسياسية فقد هَبّ المسلمون بثورات مثلى حقة فنسفت قصور الأموين وألحقت بهم الهزيمة والعار ، وانطوت معالم دولتهم القائمة على الظلم والطغيان

وكما أن الإمام الحسين عليه السلام سيد شباب أهل الجنة وأفضل المسلمين وسيد المصلحين فكذلك التربة التي استشهد على صعيدها من أفضل بقاع الأرض فما أضلت قبة السماء مكاناً قط أفضل ولا أسمى من بقعة كربلاء ، وقد أجمع رواة المسلمين أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد شم قطعة من تلك التربة الطاهرة التي جاء بها جبرئيل إليه وأخبره بشهادة ولده الإمام الحسين عليه السلام على صعيدها ، والشيعة إذ تقدس هذه التربة وتعظمها وتسجد عليها لله تعالى في صلاتها إنما هو إقتداء برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذي شمها وقبلها وقد جعل الله تعالى الشفاء في تلك التربة الزكية إجلالاً للحسين وتعظيماً له وهي من الكرامات التي خصه بها فسلام عليه فما أعظم عائدته على الإسلام والمسلمين

٧

ومن الخير والفضل ما قام به ولدنا الفاضل العلامة الشيخ عبد الرسول آل درويش(أ) في تأليف رسالة ممتعة عن التربة الحسينية ، فقد بحث عنها بحثاً موضوعياً وشاملاً شكر الله تعالى مساعيه وبلّغه أمانيه واني أصافحه وأتمنى له المزيد من البحوث المشرقة التي تنفع الناس .

باقر شريف القرشي

١٧ / الأضحى / ١٤٢٣ هـ

__________________________

(أ) ـ هذا هو الاسم السابق للمؤلف

٨

كتاب

( تربة الحسين ـ دراسة وتحليل)

للشيخ عبدالرسول حبيب درويش ـ حفظه الله ـ

كان تأليف الجزء الأول من الكتاب سنة ١٤١٢ هـ ، ونسخ ـ وصف ـ حروف الكتاب سنة ١٤١٧ هـ ؛ لذا أنشدتُ هذه الأبيات مؤرخاً لسنة نسخه(ب)

هذا كتابٌ فيه تبيانٌ لنا

لكُلِّ داءٍ ودواءٍ وكفى

« عبدالرسول » شيخنا كتابه

أعيى « ابنُ سينا » طبهُ أنْ يصفا

جاءَ بهِ بجهدهِ وفنِّهِ

أضاءَ للقراءِ نوراً كُشِفا

في رونقٍ مُجللٍ شيدهُ

فمن أراد الشهدَ منهُ ارتشفا

كتابهُ بفكرهِ أرختهُ :

( أميرُنا ترابهُ فيهِ الشفا )

٣٠٢ + ٨٠٦ + ٩٥ + ٤١٢ = ١٤١٧ هـ

عبدالرؤوف إبراهيم آل درويش(ج)

__________________________

(ب) ـ طبع الجزءُ الأول ـ وظهر إلى النور ـ سنة ١٤١٩ هـ

(ج) ـ أحد شعراء بلدتنا ( الملاحة )

٩

١٠

١١
١٢

بِسْمِ اللهِ الرَّحمَنِ الرَّحيمِ

اَلحَمْدُ لله رَبِّ الْعالَمينَ ، وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلى مُحَمَّد آلهِ الطَّاهِرينَ ، وبعد

الموضوع ودوافع اختياره :

فُطِرَ الإنسان على حب الإستطلاع ، والتعرف على الحقائق في مختلف المواضيع ، فهو دائماً هَمّه الوصول إلى الحقيقة ؛ إذ هي ضالته المنشودة ، وعلى هذه الفطرة سار الإسلام في خطوطه التربوية العامة ، وحرص على تربية هذه الأمة على الموضوعية والبحث ، ومقارنة الحجة بالحجة ، والبرهان بالبرهان ، قال تعالى :( قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ) [ البقرة / ١١١ ] كما أنّه نعى على العقول الجامدة ؛ التي تحجرت ضمن جدران التقليد الأعمى ، قال تعالى :( إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَىٰ أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَىٰ آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ ) [ الزخرف / ٢٣ ]

وهذه التربية القرآنية من شأنها أن تجعل المسلم رائداً للحقيقة ، قوي الثقة بنفسه وبرسالته ، مادام الدليل مسلكه ، والبرهان حجته ، والحق غايته ولذلك كان طبيعياً أن يتجه الكثير من قادة الفكر الإسلامي ورواده ، وشبابنا المسلم المثقف ، إتجاهاً علمياً لدراسة تلك الأفكار المذهبية ، التي وقع فيها الخلاف بين الفئات الإسلامية ، ومن بين تلك الأفكار ـتربة الحسين عليه‌السلام ـ التي هي موضوع بحثنا

ومن الدوافع التي دفعتني لاختيار هذا الموضوع ما يلي :

١٣

١ ـ وجود الملابسات والإستفهامات حول هذا الموضوع

٢ ـ إهتمام الشباب والباحثين ـبهذا الموضوع ـ ؛ دعاني لبحثه بصورة واسعة ، بحيث يكون شاملاً لجميع نواحيه

أهميته :

يرجع الخلاف في هذا الموضوع ـتربة الحسين عليه‌السلام ـ إلى عمل الشيعة الإمامية حينما اتفقت كلمتهم على جواز السجود عليها ، واتخاذها سُبَح للتسبيح بها في الصلاة وفي غيرها ، واستعمالها للشفاء والبركة ، لأدلة اعتمدوها وهناك فئة تعيب على الشيعة الإمامية عملها هذا ، بل عَبّرت عنه بأنّه عبادة للتربة ومنطق العقل والإنصاف يقتضي عرض كلا الفكرتين على البحث ، ليتبين لنا مدى صحة إحداهما أو بطلانهما معاً ، وبحثنا« تربة الحسين عليه‌السلام دراسة وتحليل » سيعالج الفكرتين معاً

والشيء الذي ينبغي التنبيه عليه ، أنّ تربة الحسينعليه‌السلام ليست من مصطلحات الشيعة الإمامية ، بل ظهر هذا المصطلح وأشرقت شمس أهميته في عصر المصطفىصلى‌الله‌عليه‌وآله ، حينما أخبرته ملائكة السماء عن تلك التربة ، بإخبار جبرئيل ، وملك القطر أو المطر ـحسب ما ذكرته الروايات ـ وسوف نشير إلى قسم منها في طَيَّات هذا البحث

وأيضاً إهتمام الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله بها من شَمِّها وتقبيلها وتقليبها كما نَصّت الروايات وكذلك إخبار زوجاته وصحابته بشأن هذه التربة المقدسة واهتمام أهل البيتعليهم‌السلام بشأن هذه التربة ؛ بدءاً بالإمام السجادعليه‌السلام حيث أخذ من تراب قبر والده الحسينعليه‌السلام واستعمله للسجود في الصلاة ، وعمل منه سبحة ، وجعله للشفاء والبركة ، وسار على نهجه أولاده وشيعته

١٤

وقد اهتم بهذه التربة الشريفة الكُتّاب والباحثون من المسلمين وغيرهم ، يقول جعفر الخياط في بحثه( كربلاء في المراجع الغربية ) ، تحت عنوان : التربة الحسينية : « وقد كانت التربة الحسينية وما تزال تلفت نظر الكثيرين من الغربيين وغيرهم حينما يزورون كربلاء ، أو يتعرفون على المجتمعات الشيعية في كل مكان ولعل أول من أشار إليها وإلى إستعمالها في الصلاة من الغربيين الرحالة الألماني كايستن نيبور حينما زار كربلاء سنة ١٧٦٥ م »(١)

وتقول الدكتورة سعاد ماهر : « يحتفظ الشيعة بألواح من تربة كربلاء ، مما يصنع عادة في قوالب مختلفة الرسوم والأشكال ، وبعضها يحتوي على رسوم نباتية وهندسية أو كتابات قرآنية أو أحاديث نبوية أو أقوال مأثورة ، يتخذون منها لطهارة تربتها موضعاً للجبهة ليتحقق السجود عليها لأداء الصلاة لله تبارك وتعالى ، إهتماماً بشأن الصلاة ومحافظة على صحتها »(٢)

كما إهتم بها الشعراء وأخصُّ منهم الآتي :

١ ـ المرحوم السيد حيدر الحلي حيث يقول :

يا تربةَ الطف المقدّسةِ التي

هالوا على ابن محمدٍ بَوْغاءها

حيث ثراكِ فلا طفته سحابةٌ

من كوثر الفردوس تحمل ماءها(٣)

٢ ـ المرحوم طلائع بن رُزَيِّك ( الملك الصالح ) حيث يقول :

يا بقعة بالطف حشو

ترابها دنياً ودينا

أضحت كأصدافٍ يصادف

عندها الدر الثمينا(٤)

__________________________

(١) ـ الخليلي ، جعفر : العتبات المقدسة ، ج ١٣ / ٣٦٧ ـ ٣٦٨

(٢) ـ ماهر ، الدكتورة سعاد : مشهد الإمام علي في النجف وما به من الهدايا والتحف / ١٨٦

(٣) ـ الخليلي ، جعفر : العتبات المقدسة ، ج ١٣ / ٢١٧

(٤) ـ نفس المصدر / ٢٢٤

١٥

٣ ـ المرحوم العلامة الشيخ عبد المنعم الفرطوسي حيث يقول :

تربة تَقدّست حين سالت

فوقها للحسين أزكى دماءِ

كل يوم يعلو ويهبط فوج

فوقها من أكارم الأمناءِ

ما تبقى لعظمها من نبي

لم يزرها من سائر الأنبياءِ(٥)

تساؤلات البحث :

١ ـ لماذا يعبد الإمامية التربة الحسينية ؟

٢ ـ لماذا يخالف الإمامية جمهور المسلمين بسجودهم على الأحجار ، وحملها في جيوبهم وتقديسها ؟

٣ ـ ما هذه الكلمات المكتوبة على التربة الحسينية ؛ التي يسجد عليها الشيعة الإمامية ؟

٤ ـ هل السجود على تربة الحسينعليه‌السلام يجعل الصلاة مقبولة عند الله سبحانه وتعالى ولو كانت باطلة ؟

٥ ـ لماذا يضع الشيعة الإمامية تربة الحسينعليه‌السلام مع الميت في قبره ؟

٦ ـ المعروف عن الشيعة الإمامية أنّها تقوم بتحنيك أولادها بتربة الحسينعليه‌السلام ، فما هو التحنيك ، وما أسبابه ، وما فوائده ؟

منهج وأسلوب البحث :

لستُ أول من كتب في هذا الموضوع ، بل سبقني إليه العلماء والباحثون وأخصُّ منهم التالي :

١ ـ المجتهد الأكبر الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء طاب ثراه ( ١٢٩٤ هـ ـ ١٣٧٣ هـ ) في رسالته( الأرض والتربة الحسينية ) حيث تناول التالي :

______________________

(٥) ـ الفرطوسي ، الشيخ عبد المنعم : ملحمة أهل البيت ، ج ٣ / ٢١٣

١٦

أولاً ـ أهمية الأرض للإنسان ؛ إذ هي مادة خلقه ومصدر خيراته ولها ارتباط بأحكامه الشرعية كل ذلك في الحياة ، وهي مدفنه في الممات ، أشار إلى ذلك في تفسيره لقوله تعالى :( أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفَاتًا أَحْيَاءً وَأَمْوَاتًا ) [ المرسلات / ٢٥ ]

ثانياً ـ تَعرّض لأقسام الأرض من خلال تفسيره لقوله تعالى :( وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُّتَجَاوِرَاتٌ ) [ الرعد / ١٤ ] وأوضح من خلال ذلك قاعدة التفاضل بين الأراضي ، وأثبت فضيلة تربة الحسينعليه‌السلام على غيرها

ثالثاً ـ أعطى فكرة تاريخية موجزة عن علاقة الشيعة الإمامية بهذه التربة الزكية ، من السجود عليها والإستشفاء بها ، وإعتمد في ذلك على روايات أهل البيتعليهم‌السلام

رابعاً ـ ختم رسالته بفوائد مهمة تتعلق بالأرض تشريعية وتكوينية

٢ ـ البحّاثة العلامة الشيخ عبد الحسين الأميني ( ١٣٢٢ هـ ـ ١٣٩٠ هـ ) طاب ثراه ، في بحثه( السجدة وما يصح السجود عليها ، السجدة على تربة كربلاء ) (٦) حيث تناول فيه التالي :

أ ـ ما يصح السجود عليه في السنة النبوية ، من خلال إستدلاله بروايات أهل السنة والجماعة

ب ـ أدلة الشيعة الإمامية على جواز السجود على تربة الحسينعليه‌السلام ، بناءً على الإستحسان العقلي المعتمد على أصلين :

أولهما ـ إتخاذ المصلي لنفسه تربة طاهرة يتيقن بطهارتها

ثانيهما ـ ثاعدة الإعتبار المطرد تقتضي التفاضل بين الأراضين

______________________

(٦) ـ الأميني ، الشيخ عبد الحسين : سيرتنا وسنتنا / ١٥٨ ـ ١٨٠

١٧

أقول : هذان البحثان أفضل ما كُتبا في هذا الموضوع ، وهما المادة الأساسية للبحوث التي أتت بعدهما ، إلا أنّ الأول منهما يتميز بالسعة والشمول على إختصاره ، إلا أنّ هذا الإختصار يحتاج إلى توضيح ؛ إذ مضى على تأليفه حتى الآن قرابة نصف قرن ، والأسئلة والإستفسارات تزداد ـ يوماً بعد يوم ـ حول هذا الموضوع ويتميز الثاني منهما بدراسة روايات السجود التي روتها العامة من باب التمهيد للوصول إلى صحة السجود على تربة الحسينعليه‌السلام من جهة ثم استعراض الدليل العقلي من جهة أخرى ، وأثبت من خلال ذلك صحة السجود على هذه التربة الزكية

وهذا الإسلوب رائع وموصل لغاية البحث ، إلا أنّه مع هذا يحتاج إلى إضافة بعض البحوث التي لها تَعلّق بالتربة ، حتى يقل التساؤل والإستفسار حولها ، وهذا ما يتميز به بحثنا ، وسوف يتبين لك ذلك ـأيها القارئ الكريم ـ بعد قراءة البحث بأكمله كما أنّه يعتمد في أسلوبه على طريقة السؤال والجواب ، فإنّها من الأساليب المحببة للقرَّاء الكرام وقد إتبعتُ فيه المنهج التالي :

البحث الأول ـ السجود على تربة الحسينعليه‌السلام

البحث الثاني ـ بداية إتخاذها سُبح ، مع بيان فضيلة التسبيح بها

البحث الثالث ـ الإستشفاء بها

البحث الرابع ـ أحكام التربة الحسينية

ثم نتائج تساؤلات البحث

وبهذا يتم بحثنا ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسوله محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وآله الهداة ..

أمين آل درويش الجمعة ٢٧ / ٦ / ١٤١٢ هـ

١٨

١٩

٢٠