تربة الحسين عليه السلام الجزء ١

تربة الحسين عليه السلام25%

تربة الحسين عليه السلام مؤلف:
الناشر: دار المحجّة البيضاء
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 232

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣
  • البداية
  • السابق
  • 232 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 61563 / تحميل: 3915
الحجم الحجم الحجم
تربة الحسين عليه السلام

تربة الحسين عليه السلام الجزء ١

مؤلف:
الناشر: دار المحجّة البيضاء
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

١٩ - باب كراهة الضجر (*) والمنى

[ ٢١٩٨١ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن ابن فضّال، عن سماعة بن مهران، عن أبي الحسن موسى( عليه‌السلام ) قال: إيّاك والكسل والضجر، فإنّك إن كسلت لم تعمل، وإنّ ضجرت لم تعط الحق.

[ ٢١٩٨٢ ] ٢ - وعنهم، عن أحمد، عن الهيثمّ النهدي، عن عبد العزيز بن عمر الواسطي، عن أحمد بن عمر الحلال(١) ، عن زيد القتات، عن أبان بن تغلب قال: سمعت أبا عبدالله( عليه‌السلام ) يقول: تجنّبوا المنى فإنّها تذهب بهجة ما خولتم(٢) ، وتستصغرون بها مواهب الله عندكم، وتعقبكم الحسرات فيما وهمتم به أنفسكم.

[ ٢١٩٨٣ ] ٣ - محمّد بن عليّ بن الحسين بإسناده عن عمر بن يزيد، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) إنّه قال: إيّاك والضجر والكسل، إنّهما مفتاح كلّ سوء، إنّه من كسل لم يؤدّ حقاً، ومن ضجر لم يصبر على حقّ.

[ ٢١٩٨٤ ] ٤ - وبإسناده عن أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) - في وصيته لمحمّد بن الحنفية - أنّه قال: يا بني إيّاك والاتكال على الأماني، فإنّها

____________________

الباب ١٩

فيه ٤ أحاديث

* - الضجر: القلق والغم ( الصحاح - ضجر - ٢: ٧١٩ ).

١ - الكافي ٥: ٨٥ / ٥.

٢ - الكافي ٥: ٨٥ / ٧.

(١) في المصدر: أحمد بن عمر الحلبي.

(٢) خوله الله الشيء: ملكه إيّاه ( الصحاح - خوله - ٤: ١٦٩٠ ).

٣ - الفقيه ٣: ١٠٣ / ٤٢١.

٤ - الفقيه ٤: ٢٧٥ / ٨٣٠.

٦١

بضائع النوكى، وتثبط عن الآخرة، - إلى إنّ قال: - أشرف الغنى ترك المنى.

أقول: وتقدم ما يدلّ على ذلك(١) .

٢٠ - باب استحباب العمل في البيت للرجل والمرأة

[ ٢١٩٨٥ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: كان أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) يحتطب ويستقي ويكنس، وكانت فاطمة (عليها‌السلام ) تطحن وتعجن وتخبز.

ورواه الصدوق بإسناده عن هشام بن سالم، مثله(٢) .

[ ٢١٩٨٦ ] ٢ - وعن أحمد بن عبدالله، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن عبدل بن مالك، عن هارون بن الجهم، عن الكاهلي، عن معاذ بيّاع الاكسية قال: قال أبو عبدالله( عليه‌السلام ) : كان رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) يحلب عنز أهله.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك في أحاديث العمل باليد(٣) .

____________________

(١) تقدم في الحديث ٥ من الباب ١٨ من هذه الأبواب ، وفي الباب ٦٦ من أبواب جهاد النفس.

ويأتي ما يدل عليه في الحديث ١ من الباب ١ من أبواب آداب القاضي.

الباب ٢٠

فيه حديثان

١ - الكافي ٥: ٨٦ / ١، وأورده عن الفقيه في الحديث ١٠ من الباب ٩ من هذه الأبواب

(٢) الفقيه ٣: ١٠٤ / ٤٢٧.

٢ - الكافي ٥: ٨٦ / ٢.

(٣) تقدم في الحديث ١٠ من الباب ٩ من هذه الأبواب ، وفي الحديث ٥ من الباب ٥، وفي الباب ٢٩ من أبواب أحكام الملابس.

٦٢

٢١ - باب استحباب مرمة المعاش وإصلاح المال

[ ٢١٩٨٧ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن عليّ بن الحكم، عن محمّد بن سماعة، عن محمّد بن مروان، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: إنّ في حكمة آل داود: ينبغي للمسلم العاقل أن لا يُرى ظاعناً إلّا في ثلاث: مرمّة لمعاش، أو تزوّد لمعاد، أو لذّة في غير ذات محرم.

وينبغي للمسلم العاقل إنّ يكون له ساعة يفضي بها إلى علمه، فيما بينه وبين الله جل وعز، وساعة يلاقي إخوانه الّذين يفاوضهم ويفاوضونه في أمر آخرته، وساعة يخلّي بين نفسه ولذّتها في غير محرم، فإنّها عون على تلك الساعتين.

[ ٢١٩٨٨ ] ٢ - وعنهم، عن أحمد، عن ابن فضّال، عن ثعلبة وغيره، عن رجل، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: إصلاح المال من الايمان.

ورواه الصدوق مرسلاً(١) .

[ ٢١٩٨٩ ] ٣ - وعن عليّ بن محمّد، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن بعض أصحابنا، عن صالح بن حمزة، عن بعض أصحابنا قال: قال أبو عبدالله( عليه‌السلام ) : عليك بإصلاح المال. فإنّ فيه منبهة للكريم،

____________________

الباب ٢١

فيه ٥ أحاديث

١ - الكافي ٥: ٨٧ / ١، وأورد صدره في الحديث ٦ من الباب ١ من أبواب آداب السفر.

٢ - الكافي ٥: ٨٧ / ٣.

(١) الفقيه ٣: ١٠٢ / ٤٠٤.

٣ - الكافي ٥: ٨٨ / ٦.

٦٣

واستغناء عن اللئيم.

[ ٢١٩٩٠ ] ٤ - محمّد بن عليّ بن الحسين قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : من المروة استصلاح المال.

[ ٢١٩٩١ ] ٥ - وفي( الخصال) عن محمّد بن عليّ ماجيلويه، عن عمّه محمّد بن أبي القاسم، عن أحمد بن أبي عبدالله البرقي، عن اسماعيل بن مهران، عن صالح بن سعيد، عن أبإنّ بن تغلب، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : من المروة استصلاح المال.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(١) ، ويأتي ما يدلّ عليه(٢) .

٢٢ - باب استحباب الاقتصاد وتقدير المعيشة

[ ٢١٩٩٢ ] ١ - محمّد بن عليّ بن الحسين بإسناده عن عبيد بن زرارة، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) أنّه قال له: يا عبيد إنّ السرف يورث الفقر، وإنّ القصد يورث الغنى.

[ ٢١٩٩٣ ] ٢ - قال: وقال العالم( عليه‌السلام ) : ضمنت لمن اقتصد إنّ لا يفتقر.

____________________

٤ - الفقيه ٣: ١٠٢ / ٤٠٣.

٥ - الخصال ١٠ / ٣٤، وأورده في الحديث ١٠ من الباب ٤٩ من أبواب آداب السفر.

(١) تقدم في البابين ٤، ٩ من هذه الأبواب ، وفي الباب ١، وفي الأحاديث ٦، ٧، ٨، ٩، ١٠ من الباب ٤٩ من أبواب آداب السفر.

(٢) يأتي في البابين ٢٢، ٢٩ من هذه الأبواب

الباب ٢٢

فيه ٩ أحاديث

١ - الفقيه ٣: ١٠٧ / ٤٤٦، وأورده عن الكافي في الحديث ٨ من الباب ٢٥ من أبواب النفقات.

٢ - الفقيه ٣: ١٠٢ / ٤٠٩، وأورده في الحديث ١٣ من الباب ٢٥ من أبواب النفقات.

٦٤

[ ٢١٩٩٤ ] ٣ - قال: وقال علي بن الحسين( عليه‌السلام ) : إنّ الرجل لينفق ماله في حقّ، وأنّه لمسرف.

[ ٢١٩٩٥ ] ٤ - وبإسناده عن الاصبغ بن نباتة عن أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) أنّه قال: للمسرف ثلاث علامات: يأكل ما ليس له، ويشتري بما(١) ليس له، ويلبس ما ليس له.

[ ٢١٩٩٦ ] ٥ - محمّد بن يعقوب، عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن ابن فضّال، عن داود بن سرحإنّ قال: رأيت أبا عبدالله( عليه‌السلام ) يكيل تمراً بيده، فقلت: جعلت فداك لو أمرت بعض ولدك او بعض مواليك فيكفيك، قال: يا داود إنّه لا يصلح المرء المسلم إلّا ثلاثة: التفقه في الدين، والصبر على النائبة، وحسن التقدير في المعيشة.

ورواه الصدوق مرسلاً من قوله: لا يصلح المرء المسلم إلى آخره(٢) .

[ ٢١٩٩٧ ] ٦ - وعن محمّد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن ابن أبي عمير، عن ربعي، عن رجل، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: الكمال كل الكمال في ثلاثة، فذكر في الثلاثة: التقدير في المعيشة.

[ ٢١٩٩٨ ] ٧ - وعن عليّ بن محمّد بن عبدالله، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن محمّد بن علي، عن عبدالله بن جبلة، عن ذريح المحاربي، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: إذاً أراد الله بأهل بيت خيراً رزقهم الرفق في المعيشة.

____________________

٣ - الفقيه ٣: ١٠٢ / ٤١٠.

٤ - الفقيه ٣: ١٠٢ / ٤١١.

(١) في المصدر: ما.

٥ - الكافي ٥: ٨٧ / ٤.

(٢) الفقيه ٣: ١٠٢ / ٤٠٥.

٦ - الكافي ٥: ٨٧ / ٢.

٧ - الكافي ٥: ٨٨ / ٥.

٦٥

[ ٢١٩٩٩ ] ٨ - محمّد بن الحسن بإسناده عن الحسن بن محمّد بن سماعة، عن حنإنّ بن سدير، عن أبيه، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: من علامات المؤمن ثلاث: حسن التقدير في المعيشة، والصبر على النائبة، والتفقه في الدين، وقال: ما خير في رجل لا يقتصد في معيشته، ما يصلح لا لدنياه ولا لآخرته.

[ ٢٢٠٠٠ ] ٩ - وعنه، عن محمّد بن زياد، عن عبدالله بن سنان، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) في قول الله عزّوجلّ:( وَلَا تَجعَلْ يَدكَ مَغْلُولةً إِلَى عُنُقِكَ ) - قال: فضمّ يده فقال هكذا -( وَلَا تَبسُطْهَا كُلَّ البَسطِ ) (١) قال فبسط راحته وقال: هكذا.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(٢) ، ويأتي ما يدلّ عليه(٣) .

٢٣ - باب وجوب الكدّ على العيال من الرزق الحلال

[ ٢٢٠٠١ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن

____________________

٨ - التهذيب ٧: ٢٣٦ / ١٠٢٨.

٩ - التهذيب ٧: ٢٣٦ / ١٠٣١ وأورد نحوه عن الكافي في الحديث ١ من الباب ٢٩ من أبواب النفقات.

(١) الإِسراء ١٧: ٢٩.

(٢) تقدم في الحديث ٦ من الباب ٥ من هذه الأبواب ، وفي الحديث ٢ من الباب ٢٩ من أبواب الملابس، وفي الباب ٥٠ من أبواب الدعاء، وفي الحديث ١ من الباب ٥١ من أبواب وجوب الحجّ، وفي الباب ٣٥، وفي الحديث ٩ من الباب ٤٩ من أبواب آداب السفر، وفي الحديث ٢٩ من الباب ٤، وفي الحديث ١ من الباب ٣١، وفي الحديث ٢١ من الباب ٤٩ من أبواب جهاد النفس، وفي الحديث ٨ من الباب ١٤ من أبواب الأمر بالمعروف، وفي الحديث ٢١ من الباب ٢٣ من أبواب مقدمة العبادات.

(٣) يأتي في الأبواب ٢٥، ٢٦، ٢٧، ٢٩ من أبواب النفقات، وفي الحديث ٢ من الباب ٣٢ من أبواب آداب التجارة.

الباب ٢٣

فيه ٨ أحاديث

١ - الكافي ٥: ٨٨ / ١.

٦٦

إبن أبي عمير، عن حمّاد بن عثمان، عن الحلبي، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: الكادّ على عياله(١) كالمجاهد في سبيل الله.

ورواه الصدوق مرسلاً(٢) .

[ ٢٢٠٠٢ ] ٢ - وعن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن إسماعيل بن مهران، عن زكريا بن آدم، عن أبي الحسن الرضا( عليه‌السلام ) قال: الّذي يطلب من فضل الله ما يكف به عياله أعظم أجراً من المجاهد في سبيل الله عزّوجلّ.

[ ٢٢٠٠٣ ] ٣ - وعن محمّد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن ابن أبي عمير، عن ربعي بن عبدالله، عن الفضيل بن يسار، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: إذاً كان الرجل معسراً، يعمل بقدر ما يقوت به نفسه وأهله، لا يطلب حراماً فهو كالمجاهد في سبيل الله.

[ ٢٢٠٠٤ ] ٤ - وعن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عبدالله بن سنان، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: كان عليّ بن الحسين( عليه‌السلام ) إذا أصبح خرج غادياً في طلب الرزق، فقيل له: يا ابن رسول الله أين تذهب؟ فقال: أتصدق لعيالي، قيل له: أتتصدق؟ فقال: من طلب الحلال فهو من الله صدقة عليه.

[ ٢٢٠٠٥ ] ٥ - وعن حميد بن زياد(٣) ، عن عبيدالله بن أحمد(٤) ، عن ابن

____________________

(١) في المصدر زيادة: من حلال.

(٢) الفقيه ٣: ١٠٣ / ٤١٨.

٢ - الكافي ٥: ٨٨ / ٢.

٣ - الكافي ٥: ٨٨ / ٣.

٤ - الكافي ٥: ١٢ / ١١.

٥ - الكافي ٥: ٣١٨ / ٥٧.

(٣) في التهذيب: جميل بن زياد.

(٤) في التهذيب: عبدالله بن أحمد.

٦٧

أبي عمير، عن الحسين بن أحمد المنقري، عن زرارة، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: إنّ من الرزق ما ييبس الجلد على العظم.

ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب مثله(١) .

[ ٢٢٠٠٦ ] ٦ - محمّد بن عليّ بن الحسين قال: قال( عليه‌السلام ) : من سعادة المرء إنّ يكون القيّم على عياله.

[ ٢٢٠٠٧ ] ٧ - قال: وقال النبي( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : ملعون ملعون من يضيع من يعول.

[ ٢٢٠٠٨ ] ٨ - قال: وقال( عليه‌السلام ) : كفى بالمرء إثماً أن يضيّع من يعول.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(٢) ، ويأتي ما يدلّ عليه(٣) .

____________________

(١) التهذيب ٧: ٢٢٥ / ٩٨٤.

٦ - الفقيه ٣: ١٠٣ / ٤١٥ وأورده عن الكافي في الحديث ٧ من الباب ٢١ من أبواب النفقات.

٧ - الفقيه ٣: ١٠٣ / ٤١٧ وأورده في الحديث ٦ من الباب ٨٨ من أبواب مقدّمات النكاح، وأورده عن الكافي في ذيل الحديث ٥ من الباب ٢١ من أبواب النفقات.

٨ - الفقيه ٣: ١٠٣ / ٤١٦، وأورده عن الكافي في الحديث ٤ من الباب ٢١ من أبواب النفقات.

(٢) تقدم في الأحاديث ١، ٤، ٥ من الباب ٤، وفي الأحاديث ١، ٣، ٥ من الباب ٧، وفي الحديثين ١١، ١٢ من الباب ٩ من هذه الأبواب ، وفي الحديث ١٣ من الباب ٣١ من أبواب الذكر.

(٣) يأتي في الباب ٢٨ من هذه الأبواب ، وفي البابين ١، ٢١ من أبواب النفقات.

٦٨

٢٤ - باب استحباب شراء العقار وكراهة بيعه إلّا أن يشتري بثمنه بدله، وكون العقارات متفرقة

[ ٢٢٠٠٩ ] ١ - محمّد بن عليّ بن الحسين بإسناده عن زرارة، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: ما يخلف الرجل بعده شيئاً أشدّ عليه من المال الصامت، قال: قلت له: كيف يصنع به؟ قال: يجعله في الحائط والبستإنّ والدار.

محمّد بن يعقوب، عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن إبن أبي عمير، عمّن ذكره، عن زرارة نحوه(١) .

[ ٢٢٠١٠ ] ٢ - وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن معمر بن خلاد قال: سمعت أبا الحسن( عليه‌السلام ) يقول: إنّ رجلاً أتى جعفراً( عليه‌السلام ) شبيهاً بالمستنصح له، فقال له: يا أبا عبدالله كيف صرت اتخذت الأموال قطعاً متفرقة؟ ولو كانت في موضع كان أيسر(٢) لمؤنتها وأعظم لمنفعتها؛ فقال أبو عبدالله( عليه‌السلام ) : اتخذتها متفرقة، فإنّ أصاب هذا المال شيء سلم هذا، والصرة تجمع هذا كلّه.

[ ٢٢٠١١ ] ٣ - وعن الحسين بن محمّد(٢) ، عن محمّد بن أحمد النهدي، عن يعقوب بن يزيد، عن محمّد بن مرازم، عن أبيه قال: قال أبو عبدالله

____________________

الباب ٢٤

فيه ٩ أحاديث

١ - الفقيه ٣: ١٠٤ / ٤٢٩.

(١) الكافي ٥: ٩١ / ٢.

٢ - الكافي ٥: ٩١ / ١.

(٢) في نسخة: أنسب ( هامش المخطوط ).

٣ - الكافي ٥: ٩٢ / ٥.

(٣) في المصدر: الحسن بن محمّد.

٦٩

( عليه‌السلام ) لمصادف مولاه: اتّخذ عقدة أو ضيعة، فإنّ الرجل إذا نزلت به النازلة أو المصيبة فذكر أنّ وراء ظهره ما يقيم عياله كان أسخى لنفسه.

[ ٢٢٠١٢ ] ٤ - وعن أبي عليّ الاشعري، عن محمّد بن الحسن بن عليّ الكوفي، عن عبيس بن هشام، عن عبد الصمد بن بشير، عن معاوية بن عمار، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: لـمّا دخل النبي( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) المدينة خط دورها برجله، ثمّ قال: اللّهم من باع رباعه(١) فلا تبارك له.

ورواه الصدوق بإسناده عن عبد الصمد بن بشير مثله، إلّا أنّه قال: من باع رقعة من أرض فلا تبارك فيه(٢) .

[ ٢٢٠١٣ ] ٥ - وعن حميد بن زياد، عن الحسن بن محمّد بن سماعة، عن غير واحد، عن أبإنّ بن عثمإنّ قال: دعإنّي أبو جعفر( عليه‌السلام ) (٣) فقال: باع فلان أرضه؟ قلت: نعم، قال: مكتوب في التوراة: إنّ من باع أرضاً أو ماءاً، ولم يضع ثمنه في أرض وماء ذهب ثمنه محقاً.

ورواه الشيخ بإسناده عن الحسن بن محمّد بن سماعة(٤) .

ورواه الصدوق مرسلاً(٥) .

[ ٢١٠١٤ ] ٦ - وعن عليّ بن محمّد، عن صالح بن أبي حماد، عن

____________________

٤ - الكافي ٥: ٩٢ / ٧.

(١) الربع: الدار وجمعها رباع ( الصحاح - ربع - ٣: ١٢١١ ).

(٢) الفقيه ٣: ١٠٤ / ٤٣٠.

٥ - الكافي ٥: ٩١ / ٣.

(٣) في الكافي والتهذيب: جعفر (عليه‌السلام )

(٤) التهذيب ٦: ٣٨٧ / ١١٥٥.

(٥) الفقيه ٣: ١٠٥ / ٤٣١.

٦ - الكافي ٥: ٩٢ / ٤.

٧٠

الحسن بن علي، عن وهب الحريري، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: مشتري العقدة مرزوق، وبايعها ممحوق.

ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب(١) .

ورواه الصدوق مرسلاً(٢) .

[ ٢٢٠١٥ ] ٧ - وعن عليّ بن محمّد بن بندار، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن محمّد بن عليّ بن يوسف، عن عبد السلام، عن هشام بن أحمر، عن أبي إبراهيم( عليه‌السلام ) قال: ثمن العقار ممحوق إلّا إنّ يجعل في عقار مثله.

[ ٢٢٠١٦ ] ٨ - وعن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمّد بن الحسن بن شمون، عن الاصم، عن مسمع قال: قلت لابي عبدالله( عليه‌السلام ) : إن لي أرضاً تطلب مني ويرغبوني فقال لي: يا أبا سيار أما علمت أنه من باع الماء والطين، ولم يجعل ماله في الماء والطين ذهب ماله هباء، قلت: جعلت فداك إنّي أبيع بالثمن الكثير، واشتري ما هو أوسع رقعة(٣) منه، فقال: لا بأس.

ورواه الشيخ بإسناده عن سهل بن زياد مثله(٤) .

[ ٢٢٠١٧ ] ٩ - وعن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن

____________________

(١) التهذيب ٦: ٣٨٨ / ١١٥٦.

(٢) الفقيه ٣: ١٠٤ / ٤٢٨.

٧ - الكافي ٥: ٩٢ / ٦.

٨ - الكافي ٥: ٩٢ / ٨.

(٣) في نسخة: ربعة ( هامش المخطوط ).

(٤) التهذيب ٦: ٣٨٨ / ١١٥٧.

٩ - الكافي ٥: ٢٦٠ / ٦، وأورده بتمامه في الحديث ١ من الباب ٤٨ من أبواب الداوب، وفي الحديث ١ من الباب ١، وصدره في الحديث ٩ من الباب ٣ من أبواب المزارعة.

٧١

السكوني، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) - في حديث - إنّ النبي( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) سُئل أي المال بعد البقر خير؟ فقال: الراسيات في الوحل، والمطعمات في المحل، نعم الشيء النخل من باعه فإنّما ثمنه بمنزلة رماد على رأس شاهق(١) في يوم عاصف إلّا إنّ يخلف مكانها.

ورواه الصدوق مرسلاً(٢) .

ورواه في( المجالس) عن أبيه، عن عليّ بن إبراهيم (٣) .

أقول: وتقدّم ما يدلّ على بعض المقصود(٤) ، ويأتي ما يدلّ عليه(٥) .

٢٥ - باب استحباب مباشرة كبار الاُمور كشراء العقار والرقيق والإِبل والاستنابة فيما سواها، واختيار معالي الاُمور وترك حقيرها

[ ٢٢٠١٨ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عليّ بن إبراهيم، عن محمّد بن عيسى، عن يونس، عن رجل، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: باشر كبار اُمورك، وكل ما شق(٦) منها إلى غيرك، قلت: ضرب أيّ شيء؟ قال: ضرب أشرية العقار وما أشبهها.

____________________

(١) في المصدر زيادة: اشتد به الريح.

(٢) الفقيه ٢: ١٩٠ / ٨٦٥.

(٣) أمالي الصدوق: ٢٨٦ / ٢.

(٤) تقدم في الباب ١٠ من هذه الأبواب

(٥) يأتي في الباب ٢٥ من هذه الأبواب ، وفي البابين ٣، ٤ من أبواب المزارعة.

الباب ٢٥

فيه ٣ أحاديث

١ - الكافي ٥: ٩٠ / ١.

(٦) في نسخة: ما شفّ ( هامش المخطوط ) وكذلك الكافي، وفي الفقيه: ما صغر والشفّ: نقص وقلَّ ( الصحاح - شفف - ٤: ١٣٨٢ ).

٧٢

ورواه الصدوق مرسلاً(١) .

[ ٢٢٠١٩ ] ٢ - وعن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن أبيه، عن عمر بن إبراهيم، عن خلف بن حماد، عن هارون بن الجهم، عن الارقط قال: قال أبو عبدالله( عليه‌السلام ) لا تكونن دوارا في الاسواق، ولا تلِ دقائق الاشياء بنفسك، فإنّه لا ينبغي للمرء المسلم ذي الحسب والدين إنّ يلي شراء دقائق الاشياء بنفسه ما خلا ثلاثة أشياء فإنّه ينبغي لذي الدين والحسب إنّ يليها بنفسه: العقار، والرقيق، والإِبل.

ورواه الصدوق بإسناده عن الارقط مثله(٢) .

[ ٢٢٠٢٠ ] ٣ - الكشي في كتاب( الرجال) عن نصر بن الصباح، عن إسحاق بن محمّد البصري، عن محمّد بن جمهور العمي، عن موسى بن بشار الوشاء، عن داود بن النعمان قال: دخل الكميت على أبي عبدالله( عليه‌السلام ) فأنشده:

أخلص الله لي هوأيّ فما أغرق

نزعاً ولا تطيش سهامي

قال أبو عبدالله( عليه‌السلام ) : لا تقل هكذا، ولكن قل: قد أغرق نزعاً وما تطيش سهامي.

ثمّ قال: إن الله عزّوجلّ يحبّ معالي الامور، ويكره سفسافها الحديث.

قال صاحب الصحاح: السفساف: الرديء من كلّ شيء والامر الحقير، وفي الحديث: إنّ الله يحبّ معالي الامور، ويكره سفسافها، ويروى: يبغض، انتهى(٣) .

____________________

(١) الفقيه ٣: ١٠٤ / ٤٢٥.

٢ - الكافي ٥: ٩١ / ٢.

(٢) الفقيه ٣: ١٠٤ / ٤٢٦.

٣ - رجال الكشي ١٣: ٤٦٣ / ٣٦٣.

(٣) الصحاح - سفف - ٤: ١٣٧٥.

٧٣

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك في الملابس(١) .

٢٦ - باب كراهة طلب الحوائج من مستحدث النعمة

[ ٢٢٠٢١ ] ١ - محمّد بن الحسن بإسناده عن محمّد بن أحمد بن يحيى، عن محمّد بن عيسى اليقطيني، عن زكريا المؤمن، عن محمّد بن سليمان، عن أبي حمزة الثمالي قال: قال أبو جعفر( عليه‌السلام ) : إنّما مثلُ الحاجة إلى من أصاب ماله حديثاً كمثل الدرهم في فم الافعى أنت إليه محوج، وأنت منها على خطر.

[ ٢٢٠٢٢ ] ٢ - وعنه، عن أحمد بن محمّد، عن أحمد بن يوسف بن عقيل، عن أبي عليّ الخراز، عن داود الرقي، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: قال يا داود تدخل يدك في فم التنين(٢) إلى المرفق خير لك من طلب الحوائج إلى من لم يكن فكان.

ورواه الصدوق بإسناده عن حمّاد بن عمرو وأنس بن محمّد عن أبيه جميعاً، عن جعفر بن محمّد، عن آبائه( عليهم‌السلام ) - في وصية النبي( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) لعليّ( عليه‌السلام ) - مثله(٣) .

[ ٢٢٠٢٣ ] ٣ - وبإسناده عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي

____________________

(١) تقدم في الباب ٥ من أبواب أحكام الملابس.

الباب ٢٦

فيه ٣ أحاديث

١ - التهذيب ٦: ٣٢٩ / ٩١١.

٢ - التهذيب ٦: ٣٢٩ / ٩١٢.

(٢) التنين: نوع من الحيات ( الصحاح - تنن - ٥: ٢٠٨٦ ).

(٣) الفقيه ٤: ٢٧٠ / ٨٢١.

٣ - التهذيب ٧: ١٠ / ٣٩، وأورده عن الكافي في الحديث ٢ من الباب ٢١ من أبواب آداب التجارة.

٧٤

عمير، عن حفص بن البختري قال: استقرض قهرمإنّ(١) لابي عبدالله( عليه‌السلام ) من رجل طعاماً لابي عبدالله( عليه‌السلام ) فألحّ في التقاضي، فقال له أبو عبدالله( عليه‌السلام ) : ألم أنهك أن تستقرض ممّن لم يكن له ثمّ كان.

ورواه الكليني عن علي بن إبراهيم(٢) .

أقول: ويأتي ما يدلّ على ذلك(٣) .

٢٧ - باب استحباب الاقتصار على معاملة من نشأ في الخير

[ ٢٢٠٢٤ ] ١ - محمّد بن الحسن بإسناده عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن أبيه، عن فضل النوفلي، عن ابن أبي نجران الرازي(٤) قال: قال أبو عبدالله( عليه‌السلام ) : لا تخالطوا ولا تعاملوا إلّا من نشأ في خير.

وبإسناده عن أحمد بن محمّد، عن ابن فضّال، عن ظريف بن ناصح قال: قال أبو عبدالله( عليه‌السلام ) وذكر مثله(٥) .

____________________

(١) القهرمان: الخازن والوكيل والحافظ لما تحت يده، والقائم بأمور الرجل( مجمع البحرين - قهرم - ٦: ١٥٠ ).

(٢) الكافي ٥: ١٥٨ / ٤.

(٣) يأتي في الباب ٢٧ من هذه الأبواب ، وفي الباب ٢١ من أبواب آداب التجارة.

الباب ٢٧

فيه حديث واحد

١ - التهذيب ٧: ١٠ / ٣٦، والكافي ٥: ١٥٩ / ٨، وأورده عن الفقيه في الحديث ٤ من الباب ٢١ من أبواب آداب التجارة.

(٤) في المصدر: أبي يحيى الرازي.

(٥) التهذيب ٧: ١٠ / ٣٧.

٧٥

ورواه الصدوق مرسلاً(١) .

ورواه الكليني عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد(٢) ، والّذي قبله عن عليّ بن محمّد بن بندار، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن أبيه.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(٣) ، ويأتي ما يدلّ عليه(٤) .

٢٨ - باب عدم جواز ترك الدنيا التي لا بدّ منها للاخرة وبالعكس

[ ٢٢٠٢٥ ] ١ - محمّد بن عليّ بن الحسين قال: قال( عليه‌السلام ) : ليس منا من ترك دنياه لآخرته ولا آخرته لدنيا.

أقول: المراد بالدنيا هنا الّذي يجب تحصيله من كفاية واجب النفقة ونحوه.

[ ٢٢٠٢٦ ] ٢ - قال: وروي عن العالم( عليه‌السلام ) أنّه قال: اعمل لدنياك كأنّك تعيش أبداً واعمل لاخرتك كأنّك تموت غداً.

[ ٢٢٠٢٧ ] ٣ - قال: وقال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : نعم العون على تقوى الله الغنى.

____________________

(١) الفقيه ٣: ١٠٠ / ٣٨٨.

(٢) الكافي ٥: ١٥٨ / ٥.

(٣) تقدم في الحديث ٣ من الباب ٢٦ من هذه الأبواب

(٤) يأتي في الحديث ٦ من الباب ٢١ من أبواب آداب التجارة.

الباب ٢٨

فيه ٤ أحاديث

١ - الفقيه ٣: ٩٤ / ٣٥٥.

٢ - الفقيه ٣: ٩٤ / ٣٥٦.

٣ - الفقيه ٣: ٩٤ / ٣٥٧، وأورده في الحديث ١ من الباب ٦ من هذه الأبواب

٧٦

[ ٢٢٠٢٨ ] ٤ - محمّد بن الحسن بإسناده عن الصفار، عن عليّ بن محمّد القاسإنّي(١) ، عن سليمان بن داود المنقري، عن حفص بن غياث قال: قال أبو الحسن الاول موسى بن جعفر( عليه‌السلام ) اشتدت مؤونة الدنيا ومؤونة الاخرة، أما مؤونة الدنيا فإنّك لا تمد يدك إلى شيء منها إلّا وجدت فأجراً قد سبقك إليه، وأمّا مؤونة الاخرة فإنّك لا تجد إخواناً يعينونك عليها.

ورواه الكليني، عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، وعن عليّ بن محمّد، عن القاسم بن محمّد، عن سليمان بن داود(٢) .

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(٣) ، ويأتي ما يدلّ عليه(٤) .

٢٩ - باب استحباب الاغتراب في طلب الرزق والتبكير اليه والإِسراع في المشي

[ ٢٢٠٢٩ ] ١ - محمّد بن عليّ بن الحسين بإسناده عن عمر بن أُذينة، عن الصادق( عليه‌السلام ) أنّه قال: إنّ الله تبارك وتعالى ليحبّ الاغتراب في طلب الرزق.

[ ٢٢٠٣٠ ] ٢ - قال: وقال( عليه‌السلام ) : اشخص يشخص لك الرزق.

____________________

٤ - التهذيب ٦: ٣٧٧ / ١١٠٣.

(١) في المصدر زيادة: القاسم بن محمّد.

(٢) الكافي ٨: ١٤٤ / ١١٢، وفيه عن أبي عبدالله (عليه‌السلام )

(٣) تقدم في الباب ٥ من هذه الأبواب ، وفي الباب ٥٠ من أبواب الدعاء.

(٤) يأتي في الباب ٤٨ من أبواب مقدّمات النكاح، وفي الحديث ٢ من الباب ١٤ من أبواب آداب التجارة.

الباب ٢٩

فيه ٧ أحاديث

١ - الفقيه ٣: ٩٥ / ٣٥٨.

٢ - الفقيه ٣: ٩٥ / ٣٥٩.

٧٧

[ ٢٢٠٣١ ] ٣ - وبإسناده عن عليّ بن عبد العزيز، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: إنّي لأًحبّ إنّ أرى الرجل متحرفاً في طلب الرزق، إن رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) قال: اللّهم بارك لاُمّتي في بكورها.

[ ٢٢٠٣٢ ] ٤ - قال: وقال الصادق( عليه‌السلام ) : تعلموا من الغراب ثلاث خصال: استتاره بالسفاد، وبكوره في طلب الرزق، وحذره.

[ ٢٢٠٣٣ ] ٥ - قال: وقال( عليه‌السلام ) : إذاً أراد أحدكم الحاجة فليبكّر إليها، فإنّي سألت ربي عزّوجلّ إنّ يبارك لاُمّتي في بكورها.

[ ٢٢٠٣٤ ] ٦ - قال: وقال( عليه‌السلام ) : إذاً أراد أحدكم حاجة فليبكر إليها وليسرع المشي إليها.

[ ٢٢٠٣٥ ] ٧ - محمّد بن يعقوب، عن الحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمّد، عن الحسن بن علي، عن حمّاد بن عثمإنّ قال: سمعت أبا عبدالله( عليه‌السلام ) يقول: لجلوس الرجل في دبر صلاة الفجر إلى طلوع الشمس أنفذ في طلب الرزق من ركوب البحر.

قلت يكون للرجل الحاجة يخاف فوتها، فقال: يدلج فيها وليذكر الله عزّوجلّ فإنه في تعقيب ما دام على وضوئه.

____________________

٣ - الفقيه ٣: ٩٥ / ٣٦٠.

٤ - الفقيه ١: ٣٠٦ / ١٣٩٧، أورده في الحديث ٤، وعن العيون والخصال في الحديث ٦ من الباب ٦٧ من أبواب مقدّمات النكاح.

٥ - الفقيه ٣: ٩٥ / ٣٦١.

٦ - الفقيه ٣: ٩٥ / ٣٦٢.

٧ - الكافي ٥: ٣١٠ / ٢٧، وأورده قطعة منه في الحديث من الباب ١٧، وصدره في الحديث ١١ من الباب ١٨ من أبواب التعقيب.

٧٨

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك هنا(١) ، وفي السفر(٢) ، ويأتي ما يدلّ عليه(٣) .

٣٠ - باب استحباب الذهاب في الحاجة على طهارة والمشي في الظل

[ ٢٢٠٣٦ ] ١ - محمّد بن عليّ بن الحسين قال: قال الصادق( عليه‌السلام ) : من ذهب في حاجة على غير وضوء فلم تقض حاجته فلا يلومن إلّا نفسه.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك في الطهارة(٤) .

[ ٢٢٠٣٧ ] ٢ - قال: وأرسل رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) رجلاً في حاجة وكان يمشي في الشمس فقال له: امشِ في الظل فإنّ الظل مبارك.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك في السفر(٥) ، ويأتي ما يدلّ عليه(٦) .

____________________

(١) تقدم ما يدل على بعض المقصود في الحديث ٨ من الباب ٤، وفي الحديث ١١ من الباب ٦، وفي الحديث ٤ من الباب ٢٣ من هذه الأبواب

(٢) تقدم في الحديث ٦ من الباب ٣، وفي الأحاديث ٥، ٦، ٧ من الباب ٧، وفي الحديث ٨ من الباب ١٠ من أبواب آداب السفر.

(٣) يأتي في الباب ٥٦ من أبواب آداب التجارة، وفي الحديث ٥ من الباب ١ من أبواب الدين، وفي الحديث ٦ من الباب ٦٧ من أبواب مقدّمات النكاح.

الباب ٣٠

فيه حديثان

١ - الفقيه ٣: ٩٥ / ٣٦٥، وأورده في الحديث ١ من الباب ٦ من أبواب الوضوء.

(٤) تقدم في الباب ٦ من أبواب الوضوء.

٢ - الفقيه ٣: ٩٥ / ٣٦٤.

(٥) تقدم في الباب ١٣ من أبواب آداب السفر.

(٦) يأتي ما يدل عليه في الباب ١٢ من ابواب أداب التجارة.

٧٩

٣١ - باب كراهة طلب الحوائج من الناس بالليل، واستحباب التزويج فيه

[ ٢٢٠٣٨ ] ١ - محمّد بن مسعود العياشي في( تفسيره) عن عليّ بن عقبة، عن أبيه، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: تزوجوا بالليل فإنّ الله جعله سكناً، ولا تطلبوا الحوائج بالليل فإنّه مظلم.

[ ٢٢٠٣٩ ] ٢ - وعن عبدالله بن الفضل، عمّن رفعه إلى أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: إذا طلبتم الحوائج فاطلبوها بالنهار فإنّ الله جعل الحياء في العينين، وإذاً تزوجتم فتزوجوا بالليل فإنّ الله جعل الليل سكناً.

[ ٢٢٠٤٠ ] ٣ - وعن الحسن بن عليّ إبن بنت إلياس قال: سمعت أبا الحسن الرضا( عليه‌السلام ) يقول: إنّ الله جعل الليل سكنّا وجعل النساء سكناً، ومن السنّة التزويج بالليل، وإطعام الطعام.

أقول: ويأتي ما يدلّ على ذلك(١) .

____________________

الباب ٣١

فيه ٣ أحاديث

١ - تفسير العياشي ١: ٣٧١ / ٦٨.

٢ - تفسير العياشي ١: ٣٧٠ / ٦٦.

٣ - تفسير العياشي ١: ٣٧١ / ٦٧.

(١) يأتي في الباب ٣٧ من أبواب مقدّمات النكاح.

٨٠

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

٦ ـ منجد اللغة / ٣١٧ ، لليسوعي :

« السُّبحة : سُبح وسُبُحات : خرزات منظومة في سلك ، إما للوضوء أو الصلاة والتسبيح وإما للتسلية »

٧ ـ جامع العلوم في إصطلاحات الفنون ( دستور العلماء ) ، ج ٢ / ١٦٢ ، للقاضي عبد النبي الأحمد نكري

« السّبحة : بالفتح التسبيح والصلاة والذكر ، وقد يطلق على ما يُعد به من الحبوب السُّبحة بالضم : خرزات للتسبيح تُعد ، والدعاء وصلوات التطوع »

٨ ـ الرائد ، ج ١ / ٨٠١ ، لجبران مسعود :

( السُّبحة : سُبح وسُبُحات : خرزات منظومة في سلك للتسبيح أو السَّلوى )

وبعد ذكر هذه المصادر اللغوية ، نخرج بالتالي :

١ ـ إتفاق اللغويين من عصر الخليل إلى الآن على وجود السُّبحة المعروفة والمتداولة في هذا العصر ، واستخدامها في التسبيح في الصلاة فكيف لا علاقة لها بالدين ؟

٢ ـ الإختلاف بين اللغويين على أنها عربية أم مولّدة

٣ ـ يستفاد من النص التاريخي واللغوي ، أنها تستخدم للتسبيح بها في جميع الأديان السماوية ، ودليل شرعيتها في الإسلام إستخدام الزهراءعليها‌السلام بمرأى من الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مع عدم نهيه عن ذلك ، وسار على ذلك المسلمون وخصوصاً بعد إستشهاد حمزة بن عبد المطلب ( رضي الله عنه ) كما ذكرت بعض المصادر

١٠١

أدلة الشيعة الإمامية :

عرفت الشيعة منذ القدم بأنها تتخذ من تربة الحسينعليه‌السلام سبحات تستخدمها بعد الإنتهاء من الصلاة المفروضة وفي باقي الأوقات ، بل يعتبر التسبيح بها فيه الفضل وزيادة الثواب ، وإنها تسبح في يد حاملها وإن لم يسبح بها ، فما هي حجتهم في ذلك ؟ نعم هذا شعار الشيعة الإمامية منذ قرون عديدة متداولاً بين علمائهم وعوامهم ، واستندوا في هذا العمل على سيرة أهل البيتعليهم‌السلام ، ويمكن تلخيصها فيما يأتي :

أولاً ـ الزهراء تسبح بتربة حمزة (رض) :

من المعروف لدى المسلمين أن لتربة حمزة بن عبدالمطلب ( رضي ) فضيلة ، وخير شاهد على ذلك ما روته كتب العامة والخاصة : بأنّ الزهراء إتخذت من تربته سبحة تديرها ، ثم عمل بذلك المسلمون

« قال ابن فرحون : والناس اليوم يأخذون من تربة قريبة من مشهد حمزة ، ويعملون بها خرزاً يشبه السبح » (١٥١)

وأيضاً ما روي عن إمامنا الصادقعليه‌السلام :( إنّ فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كانت سبحتها من خيط صوف مفتل معقود عليه عدد التكبيرات ، وكانت تديرها بيدها تكبر وتسبح حتى قتل حمزة بن عبد المطلب ، فاستعملت تربته وعملت منها التسابيح فاستعملها الناس فلما قتل الحسين صلوات الله عليه ؛ عُدِل بالأمر إليه فاستعملوا تربته لما فيها من الفضل والمزية ) (١٥٢)

______________________

(١٥١) ـ السمهودي ، السيد نور الدين علي : وفاء الوفاء ، ج ١ / ١١٦

(١٥٢) ـ المجلسي ، الشيخ محمد باقر : بحار الأنوار : ج ٩٨ / ١٣٣ ( باب ٣٣ ـ حديث ٦٤ )

١٠٢

ثانياً ـ الإمام السجّاد (عليه‌السلام ) يُسبح بتربة الحسين (عليه‌السلام ) :

إنّ أول من سبّح بتربة الحسينعليه‌السلام هو الإمام السجّادعليه‌السلام ، حيث أنه بعد أن دفن والده أخذ قبضة من تراب القبر وعمل منه سجادة وسبحة ، وهي السبحة التي كان يديرها بيده حين أدخلوه الشام على يزيد ( لعنه الله ) ، كما في الحديث الآتي :

( روي أنه لما حمل علي بن الحسين عليه‌السلام إلى يزيد ( لعنه الله ) ؛ همّ بضرب عنقه فوقفه بين يديه ، وهو يكلمه ليستنطقه بكلمة يوجب بها قتله وعلي عليه‌السلام يجيبه حسب ما يكلمه ، وفي يده سبحة صغيرة يديرها بأصابعه وهو يتكلم ، فقال له يزيد : أكلمك وأنت تجيبني وتدير أصابعك بسبحة في يدك فكيف يجوز ذلك ؟ فقال : حدثني أبي ، عن جدي أنه كان إذا صلى الغداة وانفتل لا يتكلم حتى يأخذ سبحة بين يديه ؛ فيقول : اللهم إني أصبحتُ أُسبِّحك وأُمجِّدك وأحمدك وأُهللك بعدد ما أدير به سبحتي ، ويأخذ السبحة ويديرها وهو يتكلم بما يريد من غير أن يتكلم بالتسبيح ، وذكر أن ذلك محتسب له وهو حرز إلى أن يأوي إلى فراشه ، فإذا أوى إلى فراشه قال : مثل ذلك ووضع سبحته تحت رأسه ، فهي محسوبة له من الوقت إلى الوقت ، ففعلت هذا إقتداء بجدي فقال له يزيد : لست أكلَّم أحداً منكم إلا ويجيبني بما يعود به وعفا عنه ووصله وأمر بإطلاقه ) (١٥٣)

قال الشيخ المامقاني ( قده ) :« الظاهر أن مسبحته عليه السلام كانت من غير تربة الحسين عليه السلام لعدم مهلته لصنعها منها بعد وقعة الطف ،

______________________

(١٥٣) ـ المجلسي ، الشيخ محمد باقر : بحار الأنوار ، ج ٩٨ / ١٣٦ ( باب ٣٣ ـ حديث ٧٨ )

١٠٣

والرواية مطلقة ، فيجزي ذلك في كل سبحة ، والله العالم» (١٥٤) ويمكن مناقشة هذا بما يأتي :

أولاً ـ قال الشيخ كاشف الغطاء ( قده ) : « فالذي استفدته من الآثار ، وتلقيته من حملة أخبار أهل البيتعليهم‌السلام ومهرة الحديث من أساتيذي الأساطين ، الذين تخرجت عليهم برهة من العمر هو أن زين العابدين ، علي بن الحسين عليهما السلام بعد أن فرغ من دفن أبيه وأهل بيته وأنصاره ، أخذ قبضة من التربة التي وضع عليها الجسد الشريف فشّد تلك التربة في صرّة وعمل منها سجادة ومسبحة ، وهي السبحة التي كان يديرها بيده حين أدخلوه الشام على يزيد ..»(١٥٥)

ثانياً ـ أن السبحة المذكورة في الرواية صغيرة ، وبإمكان الإمامعليه‌السلام صنعها وهو على تلك الحالة مع القوم ، ولعل المبادرة إلى ذلك ، هو القيام بإظهار فضيلة التسبيح بهذه التربة الشريفة بعد الدفن مباشرة ، لعلمه بما فيها من المزايا والفضائل

ثالثاً ـ وكون الرواية مطلقة ؛ لعدم تصريح الإمام زين العابدينعليه‌السلام بذلك للتقية ، وهو أحرص بتطبيقها من غيره في ذلك الوقت ، وأما شمولها لكل تربة ؛ فهذا خلاف المعروف المستفاد من روايات أهل البيتعليهم‌السلام ، بل المعروف من السبح المتداولة عند أهل البيتعليهم‌السلام هي تربة حمزة ( رضي الله عنه ) كما هو عمل الزهراءعليها‌السلام ثم هذه التربة الشريفة ، وهي أفضل من تربة حمزة

______________________

(١٥٤) ـ المامقاني ، الشيخ عبد الله : مرآة الكمال ، ج ٣ / ٢٤٣

(١٥٥) ـ كاشف الغطاء ، الشيخ محمد حسين : الأرض والتربة الحسينية / ٣١

١٠٤

ثالثاً ـ روايات أهل البيت (عليهم‌السلام ) :

وردت روايات عن طريق أهل البيت عليهم‌السلام تحث الشيعة الإمامية على التسبيح بتربة الحسين عليه‌السلام منها الآتي :

١ ـ وفي كتاب الحسن بن محبوب : ( أنَّ أبا عبد اللهعليه‌السلام سئل عن إستعمال التربتين من طين قبر حمزة (رض) وقبر الحسينعليه‌السلام والتفاضل بينهما فقالعليه‌السلام : السبحة التي هي من طين قبر الحسينعليه‌السلام تُسبح بيد الرجل من غير أن يسبح قال : وقال : رأيت أبا عبدالله وفي يده السبحة منها ، وقيل له في ذلك ، فقال : أما إنها أعود عليَّ ، أو قال : أخف عليَّ )(١٥٦)

٢ ـ عن أبي الحسن موسىعليه‌السلام قال( لا يخلو المؤمن من خمسة : سواك ، ومشط ، وسجادة ، وسبحة فيها أربع وثلاثون حبة ، وخاتم عقيق ) (١٥٧)

٣ ـ عن محمد الحميري قال :( كتبت إلى الفقيه أسأله هل يجوز أن يُسبِّح الرجل بطين القبر ؟ وهل فيه فضل ؟ فأجاب وقرأت التوقيع ومنه نسخت : فسبِّح به فما من شيء من التسبيح أفضل منه ، ومن فضله أن المسبح ينسى التسبيح ويدير السبحة فيكتب له ذلك التسبيح ) (١٥٨)

٤ ـ روي عن الصادقعليه‌السلام :( من أدار الحجير من تربة الحسين عليه‌السلام فإستغفر مرّة واحدة كتب الله له سبعين مرَّة ، وإن مسك السبحة ولم يُسبح بها ففي كل حبة منها سبع مرات ) (١٥٩)

______________________

(١٥٦) ـ المجلسي ، الشيخ محمد باقر : بحار الأنوار ، ج ٩٨ / ١٣٣ ، ( باب ٣٣ ـ حديث ٦٦ )

(١٥٧) ـ نفس المصدر / ١٣٦ ، ( باب ٣٣ ـ حديث ٧٦ )

(١٥٨) ـ نفس المصدر / ١٣٣ ، ( باب ٣٣ ـ حديث ٦٦ )

(١٥٩) ـ نفس المصدر / ١٣٣ ، ( باب ٣٣ ـ حديث ٦٣ )

١٠٥

٥ ـ وعن أبي الحسن الرضاعليه‌السلام قال :( من أدار الطين من التربة فقال : سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر ، مع كل حبة منها كتب الله له بها ستة آلاف حسنة ، ومحا عنه ستة آلاف سيئة ، ورفع له ستة آلاف درجة ، وأثبت له من الشفاعة مثلها ) (١٦٠)

٦ ـ وروي عن الصادقعليه‌السلام أنه قال : ( السُّبح الزرق في أيدي شيعتنا ، مثل الخيوط الزرق في أكسية بني إسرائيل ، إنّ الله عَزَّ وجَلَّ أوحى إلى موسى ( عليه السلام ) :أنْ مر بني إسرائيل أن يجعلوا في أربع جوانب أكسيتهم الخيوط الزرق ، ويذكرون به إله السماء ) (١٦١)

قال الشيخ المامقاني ( قده ) :( وقيل : يستحب أنْ يكون خيط السبحة أزرق ويستأنس له بقول الصادق : السُبح الزرق في أيدي شيعتنا مثل الخيوط الزرق في أكسية بني إسرائيل ، بناء على إرادة زرقة خيطها لا نفس حباتها ) (١٦٢)

٧ ـ روي عن الصادقعليه‌السلام أنه قال :( من اتخذ سبحة من تربة الحسين عليه‌السلام إن سَبّح بها ، وإلا سبحت في كَفِّه ، وإذا حَرّكها وهو ساهٍ كتب له تسبيحة ، واذا حركها وهو ذاكر الله تعالى ؛ كتب له أربعين تسبحة ) (١٦٣)

٨ ـ وعنهعليه‌السلام أنه قال :( من سَبّح بسبحة من طين قبر الحسين عليه‌السلام تسبيحة ؛ كتب الله له أربع مائة حسنة ، ومحى عنه أربع مائة سيئة ، وقضيت له أربع مائة حاجة ، ورفع له أربع مائة درجة ، ثم قال : وتكون السبحة بخيوط ______________________

(١٦٠) ـ النوري ، الميرزا حسين : مستدرك الوسائل ، ج ١٠ / ٣٤٤ ( باب ٥٨ ـ حديث ١ )

(١٦١) ـ نفس المصدر / ٣٤٥ ( باب ٥٨ ـ حديث ٥ )

(١٦٢) ـ المامقاني ، الشيخ عبد الله : مرآة الكمال ، ج ٣ / ٢٤٢

(١٦٣) ـ المجلسي ، الشيخ محمد باقر : بحار الأنوار ، ج ٨٢ / ٣٤٠

١٠٦

زرق أربعاً وثلاثين خرزة ، وهي سبحة مولاتنا فاطمة الزهراء ، لما قتل حمزة عليه‌السلام عملت من طين قبره سبحة تسبح بها بعد كل صلاة ) (١٦٤)

الفصل الثاني ـ السبحة الحسينية تُسبِّح عن صاحبها :

س / المستفاد من بعض الروايات السابقة ، أنّ تربة الحسين تُسبح وإنْ لم يُسبح بها صاحبها ، فكيف يكون ذلك ؟

ج / لكي نصل إلى جواب هذا السؤال ، لابد من بيان التالي :

أولاً ـ لا مانع من تسبيح الجمادات أو غيرها كما هو المستفاد من كلمات أعلام المسلمين ، إعتماداً على بعض الآيات ، وهي كالتالي :

١ ـ السيد نعمة الله الجزائري ( ١٠٥٠ ـ ١١١٢ هـ ) :

« إنّ الله سبحانه وتعالى قد رَكّبَ في الجمادات نوعاً من العلم والشعور للخضوع والإنقياد لخالقها وبارئها ( وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَـٰكِن لَّا تَفْقَهُونَ
تَسْبِيحَهُمْ
) (١٦٥) ومن هذا قال بعضهم : أن تسبيح الحصاة في كفهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ليس بإعجاز إنما في إسماعه الصحابة ، وهذا الذي دلت عليه الأخبار فلا عدول عنه »(١٦٦)

٢ ـ الشيخ البهائي ( ٩٥٣ ـ ١٠٣٠ هـ ) :

قال الشيخ البهائي قدس الله سره ما هذا لفظه : «( يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي
السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ
) (١٦٧) هذا التسبح إما بلسان الحال ، فإن كل ذرة من ______________________

(١٦٤) ـ المصدر السابق ، ج ٨٢ / ٣٤١

(١٦٥) ـ الإسراء / ٤٤

(١٦٦) ـ الجزائري ، السيد نعمة الله : الأنوار النعمانية ، ج ٢ / ٢١١

(١٦٧) ـ الحشر / ٢٤

١٠٧

الموجودات تنادي بلسان حالها على وجود صانع حكيم واجب الوجود لذاته وإما بلسان المقال ، وهو في ذوي العقول ظاهر ، وأما غيرهم من الحيوانات ؛ فذهبت فرقة عظيمة إلى أن كل طائفة منها تسبح ربها بلغتها وأصواتها كبني آدم وحملوا عليه قوله تعالى :( وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ
أَمْثَالُكُم
) (١٦٨)

وأما غير الحيوانات من الجمادات ، فذهب جمع غفير إلى أنَّ لها تسبيحاً لسانياً أيضاً ، واعتقدوا بقوله سبحانه :( وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ ) وقالوا : لو أريد به التسبيح بلسان الحال ؛ لاحتاج قوله جلَّ شأنه :( وَلَـٰكِن لَّا تَفْقَهُونَ
تَسْبِيحَهُمْ
) إلى تأويل ؛ وذكروا الإعجاز في تسبيح الحصى في كف النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ليس من حيث نفس التسبيح ، بل من حيث إسماعه للصحابة وإلا فهي في التسبيح دائماً ، إنظر مفتاح الفلاح ص ١٠١ ط مصر »(١٦٩)

٣ ـ الشيخ أبو عبد الله القرطبي ( ـ ٦٧١ هـ )

في قوله : «( وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ ) واختلف في هذا العموم ، هل هو مخصص أم لا ؟ فقالت فرقة : ليس مخصوصاً به تسبيح الدلالة ، وكل مُحَدَث يشهد على نفسه بأن الله عَزَّ وجَلَّ خالق قادر

وقالت طائفة : هذا التسبيح حقيقة ، وكل شيء على العموم يُسبِّح تسبيحاً لا يسمعه البشر ولا يفقهه ، ولو كان ما قاله الأولون من أنه من أثر الصنعة والدلالة لكان أمراً مفهوماً ، والآية تنطق بأن هذا التسبيح لا يَفقه ـ إلى ______________________

(١٦٨) ـ الأنعام / ٣٨

(١٦٩) ـ الجزائري ، السيد نعمة الله : الأنوار النعمانية ، ج ٢ / ٢١١ ـ ٢١٢ ( الحاشية )

١٠٨

أنّ قال : فالصحيح أن الكل يُسبح للأخبار الدالة على ذلك ، ولو كان ذلك التسبيح دلالة ، فأي تخصيص لداود ؟(١٧٠) وإنما ذلك تسبيح المقال بخلق الحياة والإنطاق بالتسبيح كما ذكرنا وقد نصَّت السنة على ما دَلّ عليه ظاهر القرآن من تسبيح كل شيء ، فالقول به أولى »(١٧١)

ثانياً ـ بعد ثبوت تسبيح الجمادات فلا غرابة من تسبيح تربة الحسينعليه‌السلام بيد صاحبها وحاملها وإن لم يُسبح بها ، فإنّ هذا التسبيح خاص ، حيث أنّ السبحة الحسينية تُسبح لله عن صاحبها وحاملها من دون سماع لغتها وصوتها ، ويحسب له ثواب ذلك كما مَرّ من روايات أهل البيتعليهم‌السلام وهم أعرف بخصوصية هذه التربة الزكية من غيرهم ، فهل في ذلك مانع ؟ وإذا كانت سبحة التربة الحسينية محل إستغراب ، فلماذا لا يُستغرب مما ذكره التاريخ في تسبيح سبحة أبي مسلم الخولاني ؟!!(١٧٢)

« كان أبو مسلم الخولاني بيده سبحة يُسبِّح بها فنام والسبحة بيده ، فاستدارت وإلتَفّت على ذراعه وجعلت تُسبِّح ، فإلتَفَتَ إليها وهي تدور في ذراعه ، وهي تقول : سبحانك يا منبت النبات ، ويا دائم الثبات ، فقال ______________________

(١٧٠) ـ إشارة إلى قوله تعالى :( وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ * إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ
وَالْإِشْرَاقِ
) [ ص / ١٧ ـ ١٨ ]

(١٧١) ـ القرطبي ، محمد بن أحمد الأنصاري : الجامع لأحكام القرآن ، ج ١٠ / ٢٦٦ ـ ٢٦٨

(١٧٢) ـ عبد الله بن ثُوب ، وقيل بن أثوَب ، ويقال بن عوف ، يقال اسمه : يعقوب بن عوف ، ثقة عابد ، من الثانية ، رحل إلى النبي (ص) فلم يدركه ، وعاش إلى زمن يزيد بن معاوية راجع تقريب التهذيب ، ٥٩٣ وتعتقد فيه العامة أنه سيد التابعين ، أسلم في حياة النبي (ص) ، وكان من أعوان معاوية سيئ الرأي في علي (ع) من الزهاد الثمانية ، مات سنة ٦٢ هجرية راجع الكنى والألقاب ج ١ / ١٥٨ ـ ١٥٩ للشيخ عباس القمي

١٠٩

لزوجته : هلمّي يا أم مسلم وأنظري أعجب الأعاجيب ، فجاءت والسبحة تدور تُسبِّح ، فلمّا جلست سكتت »(١٧٣)

الفصل الثالث ـ السبحة الحسينية حرز وأمان :

( في الحديث المعتبر ، أن الصادق صلوات الله عليه لما قدم فسألوه : عرفنا أن تربة الحسينعليه‌السلام شفاء من كل داء ، فهل هي أمان أيضاً من كل خوف ؟ فقال : بلى ، من أراد أن تكون التربة أماناً له من كل خوف ؛ فليأخذ السبحة منها بيده ويقول ثلاثاً : « اَصْبَحْتُ اَللّهُمَّ مُعْتَصِماً بِذِمامِكَ الْمَنيعِ ، الَّذي لا يُطاوَلُ وَلا يُحاوَلُ ، مِنْ شَرِّ كُلِّ غاشِم وَطارِق ، مِنْ سائِرِ مَنْ خَلَقْتَ ، وَما خَلَقْتَ مِنْ خَلْقِكَ الصّامِتِ وَالنّاطِقِ ، في جُنَّة مِنْ كُلِّ مَخُوف بِلِباس سابِغَة وَلاءِ اَهْلِ بَيْتِ نَبِيِّكَ ، مُحْتَجِباً مِنْ كُلِّ قاصِد لي اِلى اَذِيَّة بِجِدار حَصين الْاِخْلاصِ فِي الْاِعْتِرافِ بِحَقِّهِمْ ، وَالتَّمَسُّكِ بَحَبْلِهِمْ ، مُوقِناً اَنَّ الْحَقَّ لَهُمْ وَمَعَهُمْ وَفيهِمْ وَبِهِمْ اُوالي مَنْ والَوْا ، وَاُجانِبُ مَنْ جانَبُوا ، فَاَعِذْني اَللّهُمَّ بِهِمْ مِنْ شَرِّ كُلِّ ما اَتَّقيهِ ، يا عَظيمُ حَجَزْتُ الْاَعادِيَ عَنّي بِبَديعِ السَّمواتِ وَالْاَرْضِ ، اِنّا( جَعَلْنَا مِن بَيْنِ
أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ
) » ثم يُقبِّل السبحة ويمسح بها عينه ويقول : «اللَّهُمَّ انِّي أسأَلُكَ بِحَقِّ هذِهِ التُربَةِ المُبارَكَةِ وَبِحَقِّ صاحِبِها ، وبِحَقِّ جَدِّهِ وَبِحَقِّ أبيهِ ، وبِحَقِّ أُمِّهِ وبِحَقِّ أخيهِ ، وَبِحَقِّ وُلدِهِ الطاهِرينَ ، اجْعَلْها شِفاءً مِنْ كُلِّ داء ، وأماناً مِنْ كُلِّ خَوف ، وَحِفظاً مِنْ كُلِّ سُوء » ، ثم يجعلها على جبينه ، فإنْ عمل ذلك صباحاً ؛ كان في أمان الله تعالى حتى يمشي ، وإنْ عمله مساءً كان في أمان الله تعالى حتى يصبح )(١٧٤)

______________________

(١٧٣) ـ ابن عساكر ، الحافظ أبو القاسم ، علي بن الحسن : تاريخ دمشق ، ج ٧ / ٣١٨

(١٧٤) ـ القمي ، الشيخ عباس : مفاتيح الجنان / ٥٧١ ـ ٥٧٢

١١٠

١١١
١١٢

١١٣
١١٤

توطئة حول الإستشفاء والطب :

من الواضحات أنّ تعاطي الدواء والأخذ بوسائل الطب والصحة موافق للعقل والشرع ، أما العقل ؛ فلأن في ذلك جلباً للمنفعة ودفعاً للمفسدة وأما الشرع ؛ فلما جاء من الأحاديث النبوية الكثيرة المتعلقة بالطب الوقائي والعلاجي كما أن الأدوية أسباب خلقها الله للشفاء من الأمراض ، فالأخذ بها أخذ بسنة الله في خلقه ؛ ولذا رأيت قبل الدخول في بحث التداوي والإستشفاء بالتربة الحسينية ، أنْ أستعرض بعض الأمور التي لها فائدة وتعلق بالبحث المذكور ، وهي كالآتي :

معنى الإستشفاء والطب :

«الإستشفاء : طلب الشفاء والشفاء رجوع الأخلاط إلى الإعتدال »(١٧٥)

«الطب : علاج الجسم والنفس »(١٧٦)

«والطبيب : العالم بالطب ، وهو في الأصل الحاذق في الأمور العارف بها ، وجمع القلة ( أطِبَّة ) والكثرة أطباء الطبيب الحق هو الله تعالى ؛ لأنّه العالم بحقيقة الداء والدواء ويسمى غيره رفيقاً ؛ لأنه يرفق بالمريض ويحميه ما يخشى ويطعمه ماله الرفق قيل : ولا يطلق الطبيب عليه إسماً »(١٧٧) ويؤيد هذا المعنى ما روي عن الإمام الصادقعليه‌السلام :( قال موسى بن عمران : يا رب من أين الداء ؟ قال : مني قال : فالشفاء ؟ قال : مني قال : فما يصنع عبادك بالمعالج ؟ قال : يطيب بأنفسهم ، فيومئذ سمي المعالج الطبيب ) (١٧٨)

______________________

(١٧٥) ـ الجرجاني ، الشريف علي بن محمد : التعريفات / ١٢٧

(١٧٦) ـ ابن منظور ، محمد بن مكرم : لسان العرب ، ج ١ / ٥٥٣

(١٧٧) ـ الطريحي ، الشيخ فخر الدين : مجمع البحرين ، ج ٢ / ١٠٨

(١٧٨) ـ الكليني ، الشيخ محمد بن يعقوب : الفروع من الكافي ج ٨ / ٨٨

١١٥

مبدأ ظهور الطب :

إختلف المؤرخون في مبدأ ظهور الطب على أقوال :

١ ـ أنّ سحرة اليمن هم الذين وضعوا أساس علم الطب

٢ ـ وفئة تذهب إلى أنّ المصريين هم الذين وضعوا أساس هذا العلم

٣ ـ ويرى البعض أنهم سحرة فارس

٤ ـ وفئة رابعة تذهب إلى أن الهنود ، أو الصقالبة ، أو قدماء اليونان ، أو الكلدان هم الذين وضعوا أساس هذا العلم(١٧٩)

٥ ـ إنّ صناعة الطب مبدؤها الوحي والإلهام ، وإلى هذا ذهب الشيخ المفيد ( قده ) حيث قال : « الطب صحيح والعلم به ثابت وَطرِيقُه الوحي ، وإنما أخذ العلماء به عن الأنبياءعليهم‌السلام ، وذلك أنه لا طريق إلى علم حقيقة الداء إلا بالسمع ولا سبيل إلى معرفة الدواء إلا بالتوقيف ، فثبت أنّ طريق ذلك هو السمع عن العالم بالخفيات تعالى »(١٨٠) وهذا القول هو الأقرب إلى الصواب ، أي أساس هذا العلم من وحي السماء ، إلا أنّه بعد مرور الزمن إجتهد الناس حسب التجربة والدراسة ؛ فتوسعوا في هذا العلم ، وهذا ما نراه في الطب الحديث من الإكتشافات الطبية حسب إكتشاف الأمراض المستجدة

أهمية الإستشفاء والطب :

إهتمت الشريعة الإسلامية بحفظ الصحة الإنسانية بقسميها البدنية والنفسية إهتماماً بالغاً ، وذلك من خلال قواعدها الأساسية في القرآن الكريم والسنة النبوية ، وهما محور هذا البحث ، كالتالي :

______________________

(١٧٩) ـ راجع ـ العاملي ، العلامة السيد جعفر مرتضى : الآداب الطبية في الإسلام / ٩ ـ ١٠

(١٨٠) ـ المفيد ، الشيخ محمد بن محمد بن النعمان : شرح عقائد الصدوق / ١٢١

١١٦

الطب القرآني :

إنّ القرآن المجيد هو دستور الحياة لإصلاحها من الجهل والهمجية ، نعم هذا الكتاب المقدس فيه تبيان كل شئ ، حاوياً من الكنوز العلمية والإرشادات الدينية ما لا يعلمها إلا الله والراسخون في العلم ، ومن تلك الكنوز علم الطب ، وتظهر قيمة هذا العلم وأهميته من خلال تلك التكاليف السماوية التي لم تُشَرّع إلا لسليم العقل ، ولم يكن العقل السليم إلا في الجسم السليم ؛ ولذا كان من الحكمة واللطف الإلهي أنْ يلحظ القرآن هذه الناحية المهمة ـ أعني صحة الإنسان ـ ويهتم بها إهتماماً لا يقل عن الإهتمام بالتكاليف الشرعية لتوقفها عليها ، ولذا ذكر أسس الطب ودعائم الصحة ، كما ورد عن أمير المؤمنينعليه‌السلام : ( إنّ في القرآن لآية تجمع الطب كله :( كُلُوا
وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا
) (١٨١) ) [ الأعراف / ٣١ ]

« فإنّ كافة الأطباء قد أجمعوا بعد التحقيق العلمي المستمر والتجارب المتعاقبة ، على أنّ مدار صحة الأجسام ودعامة سلامتها هو الإعتدال ، إذا ما تعدى إلى الإفراط أو الإسراف ، أصبح وبالاً على البدن وفتح باباً واسعاً للفتك بالأجسام والنفوس وما هذا النتاج العلمي الذي يفخر به الطب في تقدمه إلا مؤدى هذه الكلمات الثلاث :( كُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ) حيث جمعت في طيِّها جميع أسُس حفظ الصحة وخلاصة مراميه »(١٨٢)

______________________

(١٨١) ـ المجلسي ، الشيخ محمد باقر : بحار الأنوار / ٢٦٧

(١٨٢) ـ الخليلي ، محمد بن الشيخ صادق : طب الإمام الصادق / ٢٣٢ ـ ٢٣٣

١١٧

كما تعرض القرآن المجيد للعلاج النفسي من خلال كثير من الآيات التي منها ـ على سبيل المثال ـ قوله تعالى :( يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن
رَّبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ
) [ يونس / ٥٧ ]

ـ وقوله تعالى :( وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا
خَسَارًا
) [ الإسراء / ٨٢ ]

وما أظن القارئ الكريم ينكر الطب النفساني والروحاني ومدى تأثيرهما في معالجة كثير من الأمراض ، وكم قرأنا وسمعنا شواهد على ذلك أقرّها العلم الحديث ، فعلى سبيل المثال قوله تعالى :( وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ ) [ الشعراء / ٨٠ ]

« يقرر العلم الحديث : أنّ الإيمان له علاقة وثيقة بالشفاء ، فالقوى المناعية في الإنسان عندما تضعف يقابلها ؛ عامل آخر لا يضعف بأي حال من الأحوال وهو عامل الإيمان ، وأنّ المعادلة التالية توضح لنا :أنّ الثقة القدرة الشفاء ، وكلمة ( هو ) في الآية السابقة تُعَبِّر عن الثقة وكلمة( يشفين ) تعبر عن القدرة ، كما أثبتت الأبحاث مؤخراً أنّ كثيراً من الأمراض المستعصية : كالسرطان والروماتيزم والذبحة الصدرية والإِنهيار العصبي ، ما هي إلا أعراض بدنية تُعَبِّر عن حالات نفسية ناشئة عن إضطراب نفسي مثل : القلق والخوف والغضب ، أدّت إلى صدور أوامر من العقل الباطن للأعضاء المصابة كوسيلة من وسائل تدمير النفس والرغبة في إنهاء الحياة ، في حين أنّ الصراع من أجل الحياة ينبع من داخل الإنسان ؛ لأنه خُلِقَ ولديه الوسائل الدفاعية التي لو إستخدمت الإستخدام الصحيح ؛ لأمَدّتُه بقوة هائلة ، تؤدي به إلى الشفاء ،

١١٨

بل وتقيه المرض »(١٨٣) وقوله تعالى :( الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّـهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّـهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ) [ الرعد / ٢٨ ]

إنّ الباحثين والأطباء توصلوا إلى أنّه لا علاج لهذه الأمراض إلا الإيمان بالله « فيقول وليم جيمس ـ أستاذ علم النفس ، بجامعة هارفاد : إنّ أعظم علاج للقلق ولا شك هو الإيمان »(١٨٤) ويقول الدكتور« كارل بونج » ـ من أعظم أطباء علم النفس ـ إنّ كل المرضى الذين إستشاروني خلال الثلاثين سنة الماضية من كل أنحاء العالم ، كان سبب مرضهم هو نقص إيمانهم وتزعزع عقائدهم ، ولم ينالوا الشفاء إلا بعد أن استعادوا إيمانهم »(١٨٥)

الطب النبوي :

إهتم نبينا العظيمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأهل بيتهعليهم‌السلام بمعالجة الجسد كإهتمامهم بمداواة الروح ، فهم أطباء الروح والجسد ؛ أما النبي الكريمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم صاحب الرسالةصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؛ فقد وردت عنه من التعاليم والإرشادات الصحية ما تستوف حد الحصر ، وكلها أصول ترتكز عليها قواعد هذا الفن وتدعم بها أركانه ، فقد أشتهر عنه التالي :

١ ـ ( تداووا ، فما أنزل الله داء إلا وأنزل معه الدواء ، إلا السام فإنه لا دواء له )(١٨٦)

٢ ـ ( المعدة بيت الداء ، والحمية رأس كل دواء ، وأعط كل بدن ما عود )(١٨٧)

٣ ـ ( روّحوا القلوب ساعة بعد ساعة )(١٨٨)

______________________

(١٨٣) ـ عبد الصمد ، محمد كامل : الإعجاز العلمي في الإسلام ـ القرآن الكريم / ٣٢٤

(١٨٤) ـ نفس المصدر / ٣١١

(١٨٥) ـ نفس المصدر

(١٨٦) ـ الخليلي ، محمد بن الشيخ صادق : طب الإمام الصادق / ٢٣٣

(١٨٧) ـ نفس المصدر / ٢٣٥

(١٨٨) ـ نفس المصدر / ٢٣٣

١١٩

وأما صنو النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليه‌السلام ؛ فقد إهتم بهذا الشأن ، ومن أقواله المشهورة :

ـ ( العالم ثلاثة ، الفقه للأديان ، والطب للأبدان ، والنحو للسان )(١٨٩)

ـ ( لا تميتوا القلوب بكثرة الطعام والشراب ، فإنّ القلب يموت كالزرع إذا كثر عليه الماء ) (١٩٠) وقوله لإبنه الإمام الحسنعليه‌السلام : (يا بني ، ألا أعلمك أربع كلمات تستغني بها عن الطب ؟ فقال عليه‌السلام : بلى قال : لا تجلس على الطعام إلا وأنت جائع ، ولا تقم عن الطعام إلا وأنت تشتهيه ، وجَوِّد المضغ ، وإذا نمت فاعرض نفسك على الخلاء ، فإذا إستعملت هذه إستغنيت عن الطب ) (١٩١)

وأما حفيده الإمام الصادقعليه‌السلام ، فقد كان عصره عصر إبتداء النهضة العلمية في الجزيرة العربية ، حيث إتجهت نحو طلب العلوم ، وكان ذلك الوقت مُلائِمَاً والظروف مساعدة له على بَثِّ ما لديه من تلك الكنوز القرآنية ، التي وصلته من آبائه عن الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقد ظهر من أقواله وآرائه الطبية ، فيما كتبه تلامذته الخواص

فقد جمع المفضل بعضاً منها في كتابه المروي عنه المسمى بـ( توحيد المفضل ) ، والدكتور محمد الخليلي في كتابه المسمى بـ( طب الإمام الصادق ) وغيرهما من الكتب وأما الإمام الرضاعليه‌السلام ، فقد كتب للمأمون العباسي( الرسالة الذهبية ) المشتملة على الطب النبوي ، هذه الرسالة التي عَبّر عنها

______________________

(١٨٩) ـ الحراني ، الشيخ حسن بن علي بن شعبة : تحف العقول عن آل الرسول / ١٤٧

(١٩٠) ـ الخليلي ، محمد ابن الشيخ صادق : طب الإمام الصادق / ٢٣٥

(١٩١) ـ القمي ، الشيخ محمد بن علي بن بابويه : الخصال / ٢٢٩

١٢٠

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232