تربة الحسين عليه السلام الجزء ١

تربة الحسين عليه السلام0%

تربة الحسين عليه السلام مؤلف:
الناشر: دار المحجّة البيضاء
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 232

تربة الحسين عليه السلام

مؤلف: الشيخ أمين حبيب آل درويش
الناشر: دار المحجّة البيضاء
تصنيف:

الصفحات: 232
المشاهدات: 56067
تحميل: 3234


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 232 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 56067 / تحميل: 3234
الحجم الحجم الحجم
تربة الحسين عليه السلام

تربة الحسين عليه السلام الجزء 1

مؤلف:
الناشر: دار المحجّة البيضاء
العربية

٦ ـ منجد اللغة / ٣١٧ ، لليسوعي :

« السُّبحة : سُبح وسُبُحات : خرزات منظومة في سلك ، إما للوضوء أو الصلاة والتسبيح وإما للتسلية »

٧ ـ جامع العلوم في إصطلاحات الفنون ( دستور العلماء ) ، ج ٢ / ١٦٢ ، للقاضي عبد النبي الأحمد نكري

« السّبحة : بالفتح التسبيح والصلاة والذكر ، وقد يطلق على ما يُعد به من الحبوب السُّبحة بالضم : خرزات للتسبيح تُعد ، والدعاء وصلوات التطوع »

٨ ـ الرائد ، ج ١ / ٨٠١ ، لجبران مسعود :

( السُّبحة : سُبح وسُبُحات : خرزات منظومة في سلك للتسبيح أو السَّلوى )

وبعد ذكر هذه المصادر اللغوية ، نخرج بالتالي :

١ ـ إتفاق اللغويين من عصر الخليل إلى الآن على وجود السُّبحة المعروفة والمتداولة في هذا العصر ، واستخدامها في التسبيح في الصلاة فكيف لا علاقة لها بالدين ؟

٢ ـ الإختلاف بين اللغويين على أنها عربية أم مولّدة

٣ ـ يستفاد من النص التاريخي واللغوي ، أنها تستخدم للتسبيح بها في جميع الأديان السماوية ، ودليل شرعيتها في الإسلام إستخدام الزهراءعليها‌السلام بمرأى من الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مع عدم نهيه عن ذلك ، وسار على ذلك المسلمون وخصوصاً بعد إستشهاد حمزة بن عبد المطلب ( رضي الله عنه ) كما ذكرت بعض المصادر

١٠١

أدلة الشيعة الإمامية :

عرفت الشيعة منذ القدم بأنها تتخذ من تربة الحسينعليه‌السلام سبحات تستخدمها بعد الإنتهاء من الصلاة المفروضة وفي باقي الأوقات ، بل يعتبر التسبيح بها فيه الفضل وزيادة الثواب ، وإنها تسبح في يد حاملها وإن لم يسبح بها ، فما هي حجتهم في ذلك ؟ نعم هذا شعار الشيعة الإمامية منذ قرون عديدة متداولاً بين علمائهم وعوامهم ، واستندوا في هذا العمل على سيرة أهل البيتعليهم‌السلام ، ويمكن تلخيصها فيما يأتي :

أولاً ـ الزهراء تسبح بتربة حمزة (رض) :

من المعروف لدى المسلمين أن لتربة حمزة بن عبدالمطلب ( رضي ) فضيلة ، وخير شاهد على ذلك ما روته كتب العامة والخاصة : بأنّ الزهراء إتخذت من تربته سبحة تديرها ، ثم عمل بذلك المسلمون

« قال ابن فرحون : والناس اليوم يأخذون من تربة قريبة من مشهد حمزة ، ويعملون بها خرزاً يشبه السبح » (١٥١)

وأيضاً ما روي عن إمامنا الصادقعليه‌السلام :( إنّ فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كانت سبحتها من خيط صوف مفتل معقود عليه عدد التكبيرات ، وكانت تديرها بيدها تكبر وتسبح حتى قتل حمزة بن عبد المطلب ، فاستعملت تربته وعملت منها التسابيح فاستعملها الناس فلما قتل الحسين صلوات الله عليه ؛ عُدِل بالأمر إليه فاستعملوا تربته لما فيها من الفضل والمزية ) (١٥٢)

______________________

(١٥١) ـ السمهودي ، السيد نور الدين علي : وفاء الوفاء ، ج ١ / ١١٦

(١٥٢) ـ المجلسي ، الشيخ محمد باقر : بحار الأنوار : ج ٩٨ / ١٣٣ ( باب ٣٣ ـ حديث ٦٤ )

١٠٢

ثانياً ـ الإمام السجّاد (عليه‌السلام ) يُسبح بتربة الحسين (عليه‌السلام ) :

إنّ أول من سبّح بتربة الحسينعليه‌السلام هو الإمام السجّادعليه‌السلام ، حيث أنه بعد أن دفن والده أخذ قبضة من تراب القبر وعمل منه سجادة وسبحة ، وهي السبحة التي كان يديرها بيده حين أدخلوه الشام على يزيد ( لعنه الله ) ، كما في الحديث الآتي :

( روي أنه لما حمل علي بن الحسين عليه‌السلام إلى يزيد ( لعنه الله ) ؛ همّ بضرب عنقه فوقفه بين يديه ، وهو يكلمه ليستنطقه بكلمة يوجب بها قتله وعلي عليه‌السلام يجيبه حسب ما يكلمه ، وفي يده سبحة صغيرة يديرها بأصابعه وهو يتكلم ، فقال له يزيد : أكلمك وأنت تجيبني وتدير أصابعك بسبحة في يدك فكيف يجوز ذلك ؟ فقال : حدثني أبي ، عن جدي أنه كان إذا صلى الغداة وانفتل لا يتكلم حتى يأخذ سبحة بين يديه ؛ فيقول : اللهم إني أصبحتُ أُسبِّحك وأُمجِّدك وأحمدك وأُهللك بعدد ما أدير به سبحتي ، ويأخذ السبحة ويديرها وهو يتكلم بما يريد من غير أن يتكلم بالتسبيح ، وذكر أن ذلك محتسب له وهو حرز إلى أن يأوي إلى فراشه ، فإذا أوى إلى فراشه قال : مثل ذلك ووضع سبحته تحت رأسه ، فهي محسوبة له من الوقت إلى الوقت ، ففعلت هذا إقتداء بجدي فقال له يزيد : لست أكلَّم أحداً منكم إلا ويجيبني بما يعود به وعفا عنه ووصله وأمر بإطلاقه ) (١٥٣)

قال الشيخ المامقاني ( قده ) :« الظاهر أن مسبحته عليه السلام كانت من غير تربة الحسين عليه السلام لعدم مهلته لصنعها منها بعد وقعة الطف ،

______________________

(١٥٣) ـ المجلسي ، الشيخ محمد باقر : بحار الأنوار ، ج ٩٨ / ١٣٦ ( باب ٣٣ ـ حديث ٧٨ )

١٠٣

والرواية مطلقة ، فيجزي ذلك في كل سبحة ، والله العالم» (١٥٤) ويمكن مناقشة هذا بما يأتي :

أولاً ـ قال الشيخ كاشف الغطاء ( قده ) : « فالذي استفدته من الآثار ، وتلقيته من حملة أخبار أهل البيتعليهم‌السلام ومهرة الحديث من أساتيذي الأساطين ، الذين تخرجت عليهم برهة من العمر هو أن زين العابدين ، علي بن الحسين عليهما السلام بعد أن فرغ من دفن أبيه وأهل بيته وأنصاره ، أخذ قبضة من التربة التي وضع عليها الجسد الشريف فشّد تلك التربة في صرّة وعمل منها سجادة ومسبحة ، وهي السبحة التي كان يديرها بيده حين أدخلوه الشام على يزيد ..»(١٥٥)

ثانياً ـ أن السبحة المذكورة في الرواية صغيرة ، وبإمكان الإمامعليه‌السلام صنعها وهو على تلك الحالة مع القوم ، ولعل المبادرة إلى ذلك ، هو القيام بإظهار فضيلة التسبيح بهذه التربة الشريفة بعد الدفن مباشرة ، لعلمه بما فيها من المزايا والفضائل

ثالثاً ـ وكون الرواية مطلقة ؛ لعدم تصريح الإمام زين العابدينعليه‌السلام بذلك للتقية ، وهو أحرص بتطبيقها من غيره في ذلك الوقت ، وأما شمولها لكل تربة ؛ فهذا خلاف المعروف المستفاد من روايات أهل البيتعليهم‌السلام ، بل المعروف من السبح المتداولة عند أهل البيتعليهم‌السلام هي تربة حمزة ( رضي الله عنه ) كما هو عمل الزهراءعليها‌السلام ثم هذه التربة الشريفة ، وهي أفضل من تربة حمزة

______________________

(١٥٤) ـ المامقاني ، الشيخ عبد الله : مرآة الكمال ، ج ٣ / ٢٤٣

(١٥٥) ـ كاشف الغطاء ، الشيخ محمد حسين : الأرض والتربة الحسينية / ٣١

١٠٤

ثالثاً ـ روايات أهل البيت (عليهم‌السلام ) :

وردت روايات عن طريق أهل البيت عليهم‌السلام تحث الشيعة الإمامية على التسبيح بتربة الحسين عليه‌السلام منها الآتي :

١ ـ وفي كتاب الحسن بن محبوب : ( أنَّ أبا عبد اللهعليه‌السلام سئل عن إستعمال التربتين من طين قبر حمزة (رض) وقبر الحسينعليه‌السلام والتفاضل بينهما فقالعليه‌السلام : السبحة التي هي من طين قبر الحسينعليه‌السلام تُسبح بيد الرجل من غير أن يسبح قال : وقال : رأيت أبا عبدالله وفي يده السبحة منها ، وقيل له في ذلك ، فقال : أما إنها أعود عليَّ ، أو قال : أخف عليَّ )(١٥٦)

٢ ـ عن أبي الحسن موسىعليه‌السلام قال( لا يخلو المؤمن من خمسة : سواك ، ومشط ، وسجادة ، وسبحة فيها أربع وثلاثون حبة ، وخاتم عقيق ) (١٥٧)

٣ ـ عن محمد الحميري قال :( كتبت إلى الفقيه أسأله هل يجوز أن يُسبِّح الرجل بطين القبر ؟ وهل فيه فضل ؟ فأجاب وقرأت التوقيع ومنه نسخت : فسبِّح به فما من شيء من التسبيح أفضل منه ، ومن فضله أن المسبح ينسى التسبيح ويدير السبحة فيكتب له ذلك التسبيح ) (١٥٨)

٤ ـ روي عن الصادقعليه‌السلام :( من أدار الحجير من تربة الحسين عليه‌السلام فإستغفر مرّة واحدة كتب الله له سبعين مرَّة ، وإن مسك السبحة ولم يُسبح بها ففي كل حبة منها سبع مرات ) (١٥٩)

______________________

(١٥٦) ـ المجلسي ، الشيخ محمد باقر : بحار الأنوار ، ج ٩٨ / ١٣٣ ، ( باب ٣٣ ـ حديث ٦٦ )

(١٥٧) ـ نفس المصدر / ١٣٦ ، ( باب ٣٣ ـ حديث ٧٦ )

(١٥٨) ـ نفس المصدر / ١٣٣ ، ( باب ٣٣ ـ حديث ٦٦ )

(١٥٩) ـ نفس المصدر / ١٣٣ ، ( باب ٣٣ ـ حديث ٦٣ )

١٠٥

٥ ـ وعن أبي الحسن الرضاعليه‌السلام قال :( من أدار الطين من التربة فقال : سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر ، مع كل حبة منها كتب الله له بها ستة آلاف حسنة ، ومحا عنه ستة آلاف سيئة ، ورفع له ستة آلاف درجة ، وأثبت له من الشفاعة مثلها ) (١٦٠)

٦ ـ وروي عن الصادقعليه‌السلام أنه قال : ( السُّبح الزرق في أيدي شيعتنا ، مثل الخيوط الزرق في أكسية بني إسرائيل ، إنّ الله عَزَّ وجَلَّ أوحى إلى موسى ( عليه السلام ) :أنْ مر بني إسرائيل أن يجعلوا في أربع جوانب أكسيتهم الخيوط الزرق ، ويذكرون به إله السماء ) (١٦١)

قال الشيخ المامقاني ( قده ) :( وقيل : يستحب أنْ يكون خيط السبحة أزرق ويستأنس له بقول الصادق : السُبح الزرق في أيدي شيعتنا مثل الخيوط الزرق في أكسية بني إسرائيل ، بناء على إرادة زرقة خيطها لا نفس حباتها ) (١٦٢)

٧ ـ روي عن الصادقعليه‌السلام أنه قال :( من اتخذ سبحة من تربة الحسين عليه‌السلام إن سَبّح بها ، وإلا سبحت في كَفِّه ، وإذا حَرّكها وهو ساهٍ كتب له تسبيحة ، واذا حركها وهو ذاكر الله تعالى ؛ كتب له أربعين تسبحة ) (١٦٣)

٨ ـ وعنهعليه‌السلام أنه قال :( من سَبّح بسبحة من طين قبر الحسين عليه‌السلام تسبيحة ؛ كتب الله له أربع مائة حسنة ، ومحى عنه أربع مائة سيئة ، وقضيت له أربع مائة حاجة ، ورفع له أربع مائة درجة ، ثم قال : وتكون السبحة بخيوط ______________________

(١٦٠) ـ النوري ، الميرزا حسين : مستدرك الوسائل ، ج ١٠ / ٣٤٤ ( باب ٥٨ ـ حديث ١ )

(١٦١) ـ نفس المصدر / ٣٤٥ ( باب ٥٨ ـ حديث ٥ )

(١٦٢) ـ المامقاني ، الشيخ عبد الله : مرآة الكمال ، ج ٣ / ٢٤٢

(١٦٣) ـ المجلسي ، الشيخ محمد باقر : بحار الأنوار ، ج ٨٢ / ٣٤٠

١٠٦

زرق أربعاً وثلاثين خرزة ، وهي سبحة مولاتنا فاطمة الزهراء ، لما قتل حمزة عليه‌السلام عملت من طين قبره سبحة تسبح بها بعد كل صلاة ) (١٦٤)

الفصل الثاني ـ السبحة الحسينية تُسبِّح عن صاحبها :

س / المستفاد من بعض الروايات السابقة ، أنّ تربة الحسين تُسبح وإنْ لم يُسبح بها صاحبها ، فكيف يكون ذلك ؟

ج / لكي نصل إلى جواب هذا السؤال ، لابد من بيان التالي :

أولاً ـ لا مانع من تسبيح الجمادات أو غيرها كما هو المستفاد من كلمات أعلام المسلمين ، إعتماداً على بعض الآيات ، وهي كالتالي :

١ ـ السيد نعمة الله الجزائري ( ١٠٥٠ ـ ١١١٢ هـ ) :

« إنّ الله سبحانه وتعالى قد رَكّبَ في الجمادات نوعاً من العلم والشعور للخضوع والإنقياد لخالقها وبارئها ( وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَـٰكِن لَّا تَفْقَهُونَ
تَسْبِيحَهُمْ
) (١٦٥) ومن هذا قال بعضهم : أن تسبيح الحصاة في كفهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ليس بإعجاز إنما في إسماعه الصحابة ، وهذا الذي دلت عليه الأخبار فلا عدول عنه »(١٦٦)

٢ ـ الشيخ البهائي ( ٩٥٣ ـ ١٠٣٠ هـ ) :

قال الشيخ البهائي قدس الله سره ما هذا لفظه : «( يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي
السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ
) (١٦٧) هذا التسبح إما بلسان الحال ، فإن كل ذرة من ______________________

(١٦٤) ـ المصدر السابق ، ج ٨٢ / ٣٤١

(١٦٥) ـ الإسراء / ٤٤

(١٦٦) ـ الجزائري ، السيد نعمة الله : الأنوار النعمانية ، ج ٢ / ٢١١

(١٦٧) ـ الحشر / ٢٤

١٠٧

الموجودات تنادي بلسان حالها على وجود صانع حكيم واجب الوجود لذاته وإما بلسان المقال ، وهو في ذوي العقول ظاهر ، وأما غيرهم من الحيوانات ؛ فذهبت فرقة عظيمة إلى أن كل طائفة منها تسبح ربها بلغتها وأصواتها كبني آدم وحملوا عليه قوله تعالى :( وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ
أَمْثَالُكُم
) (١٦٨)

وأما غير الحيوانات من الجمادات ، فذهب جمع غفير إلى أنَّ لها تسبيحاً لسانياً أيضاً ، واعتقدوا بقوله سبحانه :( وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ ) وقالوا : لو أريد به التسبيح بلسان الحال ؛ لاحتاج قوله جلَّ شأنه :( وَلَـٰكِن لَّا تَفْقَهُونَ
تَسْبِيحَهُمْ
) إلى تأويل ؛ وذكروا الإعجاز في تسبيح الحصى في كف النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ليس من حيث نفس التسبيح ، بل من حيث إسماعه للصحابة وإلا فهي في التسبيح دائماً ، إنظر مفتاح الفلاح ص ١٠١ ط مصر »(١٦٩)

٣ ـ الشيخ أبو عبد الله القرطبي ( ـ ٦٧١ هـ )

في قوله : «( وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ ) واختلف في هذا العموم ، هل هو مخصص أم لا ؟ فقالت فرقة : ليس مخصوصاً به تسبيح الدلالة ، وكل مُحَدَث يشهد على نفسه بأن الله عَزَّ وجَلَّ خالق قادر

وقالت طائفة : هذا التسبيح حقيقة ، وكل شيء على العموم يُسبِّح تسبيحاً لا يسمعه البشر ولا يفقهه ، ولو كان ما قاله الأولون من أنه من أثر الصنعة والدلالة لكان أمراً مفهوماً ، والآية تنطق بأن هذا التسبيح لا يَفقه ـ إلى ______________________

(١٦٨) ـ الأنعام / ٣٨

(١٦٩) ـ الجزائري ، السيد نعمة الله : الأنوار النعمانية ، ج ٢ / ٢١١ ـ ٢١٢ ( الحاشية )

١٠٨

أنّ قال : فالصحيح أن الكل يُسبح للأخبار الدالة على ذلك ، ولو كان ذلك التسبيح دلالة ، فأي تخصيص لداود ؟(١٧٠) وإنما ذلك تسبيح المقال بخلق الحياة والإنطاق بالتسبيح كما ذكرنا وقد نصَّت السنة على ما دَلّ عليه ظاهر القرآن من تسبيح كل شيء ، فالقول به أولى »(١٧١)

ثانياً ـ بعد ثبوت تسبيح الجمادات فلا غرابة من تسبيح تربة الحسينعليه‌السلام بيد صاحبها وحاملها وإن لم يُسبح بها ، فإنّ هذا التسبيح خاص ، حيث أنّ السبحة الحسينية تُسبح لله عن صاحبها وحاملها من دون سماع لغتها وصوتها ، ويحسب له ثواب ذلك كما مَرّ من روايات أهل البيتعليهم‌السلام وهم أعرف بخصوصية هذه التربة الزكية من غيرهم ، فهل في ذلك مانع ؟ وإذا كانت سبحة التربة الحسينية محل إستغراب ، فلماذا لا يُستغرب مما ذكره التاريخ في تسبيح سبحة أبي مسلم الخولاني ؟!!(١٧٢)

« كان أبو مسلم الخولاني بيده سبحة يُسبِّح بها فنام والسبحة بيده ، فاستدارت وإلتَفّت على ذراعه وجعلت تُسبِّح ، فإلتَفَتَ إليها وهي تدور في ذراعه ، وهي تقول : سبحانك يا منبت النبات ، ويا دائم الثبات ، فقال ______________________

(١٧٠) ـ إشارة إلى قوله تعالى :( وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ * إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ
وَالْإِشْرَاقِ
) [ ص / ١٧ ـ ١٨ ]

(١٧١) ـ القرطبي ، محمد بن أحمد الأنصاري : الجامع لأحكام القرآن ، ج ١٠ / ٢٦٦ ـ ٢٦٨

(١٧٢) ـ عبد الله بن ثُوب ، وقيل بن أثوَب ، ويقال بن عوف ، يقال اسمه : يعقوب بن عوف ، ثقة عابد ، من الثانية ، رحل إلى النبي (ص) فلم يدركه ، وعاش إلى زمن يزيد بن معاوية راجع تقريب التهذيب ، ٥٩٣ وتعتقد فيه العامة أنه سيد التابعين ، أسلم في حياة النبي (ص) ، وكان من أعوان معاوية سيئ الرأي في علي (ع) من الزهاد الثمانية ، مات سنة ٦٢ هجرية راجع الكنى والألقاب ج ١ / ١٥٨ ـ ١٥٩ للشيخ عباس القمي

١٠٩

لزوجته : هلمّي يا أم مسلم وأنظري أعجب الأعاجيب ، فجاءت والسبحة تدور تُسبِّح ، فلمّا جلست سكتت »(١٧٣)

الفصل الثالث ـ السبحة الحسينية حرز وأمان :

( في الحديث المعتبر ، أن الصادق صلوات الله عليه لما قدم فسألوه : عرفنا أن تربة الحسينعليه‌السلام شفاء من كل داء ، فهل هي أمان أيضاً من كل خوف ؟ فقال : بلى ، من أراد أن تكون التربة أماناً له من كل خوف ؛ فليأخذ السبحة منها بيده ويقول ثلاثاً : « اَصْبَحْتُ اَللّهُمَّ مُعْتَصِماً بِذِمامِكَ الْمَنيعِ ، الَّذي لا يُطاوَلُ وَلا يُحاوَلُ ، مِنْ شَرِّ كُلِّ غاشِم وَطارِق ، مِنْ سائِرِ مَنْ خَلَقْتَ ، وَما خَلَقْتَ مِنْ خَلْقِكَ الصّامِتِ وَالنّاطِقِ ، في جُنَّة مِنْ كُلِّ مَخُوف بِلِباس سابِغَة وَلاءِ اَهْلِ بَيْتِ نَبِيِّكَ ، مُحْتَجِباً مِنْ كُلِّ قاصِد لي اِلى اَذِيَّة بِجِدار حَصين الْاِخْلاصِ فِي الْاِعْتِرافِ بِحَقِّهِمْ ، وَالتَّمَسُّكِ بَحَبْلِهِمْ ، مُوقِناً اَنَّ الْحَقَّ لَهُمْ وَمَعَهُمْ وَفيهِمْ وَبِهِمْ اُوالي مَنْ والَوْا ، وَاُجانِبُ مَنْ جانَبُوا ، فَاَعِذْني اَللّهُمَّ بِهِمْ مِنْ شَرِّ كُلِّ ما اَتَّقيهِ ، يا عَظيمُ حَجَزْتُ الْاَعادِيَ عَنّي بِبَديعِ السَّمواتِ وَالْاَرْضِ ، اِنّا( جَعَلْنَا مِن بَيْنِ
أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ
) » ثم يُقبِّل السبحة ويمسح بها عينه ويقول : «اللَّهُمَّ انِّي أسأَلُكَ بِحَقِّ هذِهِ التُربَةِ المُبارَكَةِ وَبِحَقِّ صاحِبِها ، وبِحَقِّ جَدِّهِ وَبِحَقِّ أبيهِ ، وبِحَقِّ أُمِّهِ وبِحَقِّ أخيهِ ، وَبِحَقِّ وُلدِهِ الطاهِرينَ ، اجْعَلْها شِفاءً مِنْ كُلِّ داء ، وأماناً مِنْ كُلِّ خَوف ، وَحِفظاً مِنْ كُلِّ سُوء » ، ثم يجعلها على جبينه ، فإنْ عمل ذلك صباحاً ؛ كان في أمان الله تعالى حتى يمشي ، وإنْ عمله مساءً كان في أمان الله تعالى حتى يصبح )(١٧٤)

______________________

(١٧٣) ـ ابن عساكر ، الحافظ أبو القاسم ، علي بن الحسن : تاريخ دمشق ، ج ٧ / ٣١٨

(١٧٤) ـ القمي ، الشيخ عباس : مفاتيح الجنان / ٥٧١ ـ ٥٧٢

١١٠

١١١
١١٢

١١٣
١١٤

توطئة حول الإستشفاء والطب :

من الواضحات أنّ تعاطي الدواء والأخذ بوسائل الطب والصحة موافق للعقل والشرع ، أما العقل ؛ فلأن في ذلك جلباً للمنفعة ودفعاً للمفسدة وأما الشرع ؛ فلما جاء من الأحاديث النبوية الكثيرة المتعلقة بالطب الوقائي والعلاجي كما أن الأدوية أسباب خلقها الله للشفاء من الأمراض ، فالأخذ بها أخذ بسنة الله في خلقه ؛ ولذا رأيت قبل الدخول في بحث التداوي والإستشفاء بالتربة الحسينية ، أنْ أستعرض بعض الأمور التي لها فائدة وتعلق بالبحث المذكور ، وهي كالآتي :

معنى الإستشفاء والطب :

«الإستشفاء : طلب الشفاء والشفاء رجوع الأخلاط إلى الإعتدال »(١٧٥)

«الطب : علاج الجسم والنفس »(١٧٦)

«والطبيب : العالم بالطب ، وهو في الأصل الحاذق في الأمور العارف بها ، وجمع القلة ( أطِبَّة ) والكثرة أطباء الطبيب الحق هو الله تعالى ؛ لأنّه العالم بحقيقة الداء والدواء ويسمى غيره رفيقاً ؛ لأنه يرفق بالمريض ويحميه ما يخشى ويطعمه ماله الرفق قيل : ولا يطلق الطبيب عليه إسماً »(١٧٧) ويؤيد هذا المعنى ما روي عن الإمام الصادقعليه‌السلام :( قال موسى بن عمران : يا رب من أين الداء ؟ قال : مني قال : فالشفاء ؟ قال : مني قال : فما يصنع عبادك بالمعالج ؟ قال : يطيب بأنفسهم ، فيومئذ سمي المعالج الطبيب ) (١٧٨)

______________________

(١٧٥) ـ الجرجاني ، الشريف علي بن محمد : التعريفات / ١٢٧

(١٧٦) ـ ابن منظور ، محمد بن مكرم : لسان العرب ، ج ١ / ٥٥٣

(١٧٧) ـ الطريحي ، الشيخ فخر الدين : مجمع البحرين ، ج ٢ / ١٠٨

(١٧٨) ـ الكليني ، الشيخ محمد بن يعقوب : الفروع من الكافي ج ٨ / ٨٨

١١٥

مبدأ ظهور الطب :

إختلف المؤرخون في مبدأ ظهور الطب على أقوال :

١ ـ أنّ سحرة اليمن هم الذين وضعوا أساس علم الطب

٢ ـ وفئة تذهب إلى أنّ المصريين هم الذين وضعوا أساس هذا العلم

٣ ـ ويرى البعض أنهم سحرة فارس

٤ ـ وفئة رابعة تذهب إلى أن الهنود ، أو الصقالبة ، أو قدماء اليونان ، أو الكلدان هم الذين وضعوا أساس هذا العلم(١٧٩)

٥ ـ إنّ صناعة الطب مبدؤها الوحي والإلهام ، وإلى هذا ذهب الشيخ المفيد ( قده ) حيث قال : « الطب صحيح والعلم به ثابت وَطرِيقُه الوحي ، وإنما أخذ العلماء به عن الأنبياءعليهم‌السلام ، وذلك أنه لا طريق إلى علم حقيقة الداء إلا بالسمع ولا سبيل إلى معرفة الدواء إلا بالتوقيف ، فثبت أنّ طريق ذلك هو السمع عن العالم بالخفيات تعالى »(١٨٠) وهذا القول هو الأقرب إلى الصواب ، أي أساس هذا العلم من وحي السماء ، إلا أنّه بعد مرور الزمن إجتهد الناس حسب التجربة والدراسة ؛ فتوسعوا في هذا العلم ، وهذا ما نراه في الطب الحديث من الإكتشافات الطبية حسب إكتشاف الأمراض المستجدة

أهمية الإستشفاء والطب :

إهتمت الشريعة الإسلامية بحفظ الصحة الإنسانية بقسميها البدنية والنفسية إهتماماً بالغاً ، وذلك من خلال قواعدها الأساسية في القرآن الكريم والسنة النبوية ، وهما محور هذا البحث ، كالتالي :

______________________

(١٧٩) ـ راجع ـ العاملي ، العلامة السيد جعفر مرتضى : الآداب الطبية في الإسلام / ٩ ـ ١٠

(١٨٠) ـ المفيد ، الشيخ محمد بن محمد بن النعمان : شرح عقائد الصدوق / ١٢١

١١٦

الطب القرآني :

إنّ القرآن المجيد هو دستور الحياة لإصلاحها من الجهل والهمجية ، نعم هذا الكتاب المقدس فيه تبيان كل شئ ، حاوياً من الكنوز العلمية والإرشادات الدينية ما لا يعلمها إلا الله والراسخون في العلم ، ومن تلك الكنوز علم الطب ، وتظهر قيمة هذا العلم وأهميته من خلال تلك التكاليف السماوية التي لم تُشَرّع إلا لسليم العقل ، ولم يكن العقل السليم إلا في الجسم السليم ؛ ولذا كان من الحكمة واللطف الإلهي أنْ يلحظ القرآن هذه الناحية المهمة ـ أعني صحة الإنسان ـ ويهتم بها إهتماماً لا يقل عن الإهتمام بالتكاليف الشرعية لتوقفها عليها ، ولذا ذكر أسس الطب ودعائم الصحة ، كما ورد عن أمير المؤمنينعليه‌السلام : ( إنّ في القرآن لآية تجمع الطب كله :( كُلُوا
وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا
) (١٨١) ) [ الأعراف / ٣١ ]

« فإنّ كافة الأطباء قد أجمعوا بعد التحقيق العلمي المستمر والتجارب المتعاقبة ، على أنّ مدار صحة الأجسام ودعامة سلامتها هو الإعتدال ، إذا ما تعدى إلى الإفراط أو الإسراف ، أصبح وبالاً على البدن وفتح باباً واسعاً للفتك بالأجسام والنفوس وما هذا النتاج العلمي الذي يفخر به الطب في تقدمه إلا مؤدى هذه الكلمات الثلاث :( كُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ) حيث جمعت في طيِّها جميع أسُس حفظ الصحة وخلاصة مراميه »(١٨٢)

______________________

(١٨١) ـ المجلسي ، الشيخ محمد باقر : بحار الأنوار / ٢٦٧

(١٨٢) ـ الخليلي ، محمد بن الشيخ صادق : طب الإمام الصادق / ٢٣٢ ـ ٢٣٣

١١٧

كما تعرض القرآن المجيد للعلاج النفسي من خلال كثير من الآيات التي منها ـ على سبيل المثال ـ قوله تعالى :( يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن
رَّبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ
) [ يونس / ٥٧ ]

ـ وقوله تعالى :( وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا
خَسَارًا
) [ الإسراء / ٨٢ ]

وما أظن القارئ الكريم ينكر الطب النفساني والروحاني ومدى تأثيرهما في معالجة كثير من الأمراض ، وكم قرأنا وسمعنا شواهد على ذلك أقرّها العلم الحديث ، فعلى سبيل المثال قوله تعالى :( وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ ) [ الشعراء / ٨٠ ]

« يقرر العلم الحديث : أنّ الإيمان له علاقة وثيقة بالشفاء ، فالقوى المناعية في الإنسان عندما تضعف يقابلها ؛ عامل آخر لا يضعف بأي حال من الأحوال وهو عامل الإيمان ، وأنّ المعادلة التالية توضح لنا :أنّ الثقة القدرة الشفاء ، وكلمة ( هو ) في الآية السابقة تُعَبِّر عن الثقة وكلمة( يشفين ) تعبر عن القدرة ، كما أثبتت الأبحاث مؤخراً أنّ كثيراً من الأمراض المستعصية : كالسرطان والروماتيزم والذبحة الصدرية والإِنهيار العصبي ، ما هي إلا أعراض بدنية تُعَبِّر عن حالات نفسية ناشئة عن إضطراب نفسي مثل : القلق والخوف والغضب ، أدّت إلى صدور أوامر من العقل الباطن للأعضاء المصابة كوسيلة من وسائل تدمير النفس والرغبة في إنهاء الحياة ، في حين أنّ الصراع من أجل الحياة ينبع من داخل الإنسان ؛ لأنه خُلِقَ ولديه الوسائل الدفاعية التي لو إستخدمت الإستخدام الصحيح ؛ لأمَدّتُه بقوة هائلة ، تؤدي به إلى الشفاء ،

١١٨

بل وتقيه المرض »(١٨٣) وقوله تعالى :( الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّـهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّـهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ) [ الرعد / ٢٨ ]

إنّ الباحثين والأطباء توصلوا إلى أنّه لا علاج لهذه الأمراض إلا الإيمان بالله « فيقول وليم جيمس ـ أستاذ علم النفس ، بجامعة هارفاد : إنّ أعظم علاج للقلق ولا شك هو الإيمان »(١٨٤) ويقول الدكتور« كارل بونج » ـ من أعظم أطباء علم النفس ـ إنّ كل المرضى الذين إستشاروني خلال الثلاثين سنة الماضية من كل أنحاء العالم ، كان سبب مرضهم هو نقص إيمانهم وتزعزع عقائدهم ، ولم ينالوا الشفاء إلا بعد أن استعادوا إيمانهم »(١٨٥)

الطب النبوي :

إهتم نبينا العظيمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأهل بيتهعليهم‌السلام بمعالجة الجسد كإهتمامهم بمداواة الروح ، فهم أطباء الروح والجسد ؛ أما النبي الكريمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم صاحب الرسالةصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؛ فقد وردت عنه من التعاليم والإرشادات الصحية ما تستوف حد الحصر ، وكلها أصول ترتكز عليها قواعد هذا الفن وتدعم بها أركانه ، فقد أشتهر عنه التالي :

١ ـ ( تداووا ، فما أنزل الله داء إلا وأنزل معه الدواء ، إلا السام فإنه لا دواء له )(١٨٦)

٢ ـ ( المعدة بيت الداء ، والحمية رأس كل دواء ، وأعط كل بدن ما عود )(١٨٧)

٣ ـ ( روّحوا القلوب ساعة بعد ساعة )(١٨٨)

______________________

(١٨٣) ـ عبد الصمد ، محمد كامل : الإعجاز العلمي في الإسلام ـ القرآن الكريم / ٣٢٤

(١٨٤) ـ نفس المصدر / ٣١١

(١٨٥) ـ نفس المصدر

(١٨٦) ـ الخليلي ، محمد بن الشيخ صادق : طب الإمام الصادق / ٢٣٣

(١٨٧) ـ نفس المصدر / ٢٣٥

(١٨٨) ـ نفس المصدر / ٢٣٣

١١٩

وأما صنو النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليه‌السلام ؛ فقد إهتم بهذا الشأن ، ومن أقواله المشهورة :

ـ ( العالم ثلاثة ، الفقه للأديان ، والطب للأبدان ، والنحو للسان )(١٨٩)

ـ ( لا تميتوا القلوب بكثرة الطعام والشراب ، فإنّ القلب يموت كالزرع إذا كثر عليه الماء ) (١٩٠) وقوله لإبنه الإمام الحسنعليه‌السلام : (يا بني ، ألا أعلمك أربع كلمات تستغني بها عن الطب ؟ فقال عليه‌السلام : بلى قال : لا تجلس على الطعام إلا وأنت جائع ، ولا تقم عن الطعام إلا وأنت تشتهيه ، وجَوِّد المضغ ، وإذا نمت فاعرض نفسك على الخلاء ، فإذا إستعملت هذه إستغنيت عن الطب ) (١٩١)

وأما حفيده الإمام الصادقعليه‌السلام ، فقد كان عصره عصر إبتداء النهضة العلمية في الجزيرة العربية ، حيث إتجهت نحو طلب العلوم ، وكان ذلك الوقت مُلائِمَاً والظروف مساعدة له على بَثِّ ما لديه من تلك الكنوز القرآنية ، التي وصلته من آبائه عن الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقد ظهر من أقواله وآرائه الطبية ، فيما كتبه تلامذته الخواص

فقد جمع المفضل بعضاً منها في كتابه المروي عنه المسمى بـ( توحيد المفضل ) ، والدكتور محمد الخليلي في كتابه المسمى بـ( طب الإمام الصادق ) وغيرهما من الكتب وأما الإمام الرضاعليه‌السلام ، فقد كتب للمأمون العباسي( الرسالة الذهبية ) المشتملة على الطب النبوي ، هذه الرسالة التي عَبّر عنها

______________________

(١٨٩) ـ الحراني ، الشيخ حسن بن علي بن شعبة : تحف العقول عن آل الرسول / ١٤٧

(١٩٠) ـ الخليلي ، محمد ابن الشيخ صادق : طب الإمام الصادق / ٢٣٥

(١٩١) ـ القمي ، الشيخ محمد بن علي بن بابويه : الخصال / ٢٢٩

١٢٠