• البداية
  • السابق
  • 335 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 14785 / تحميل: 4380
الحجم الحجم الحجم
تربة الحسين عليه السلام

تربة الحسين عليه السلام الجزء ٢

مؤلف:
العربية

تربة الحسين عليه السلام الجزء الثاني

الشيخ أمين حبيب آل درويش

دار المحجّة البيضاء

١

تربة الحسين عليه السلام الجزء الثاني

الشيخ أمين حبيب آل درويش

دار المحجّة البيضاء

٢

٣
٤

مقدمة البحث

ـ الموضوع ودوافع إختياره

ـ أهميته

ـ تساؤلات البحث

ـ منهج وأسلوب البحث

٥
٦

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين ، وبعد.

الموضوع ودوافع إختياره :

لقد حظيت الأرض التي قتل عليها سيد الشهداء عليه السلام بأنواع الشرف والمجد والقداسة ، بل أصبحت من أفضل بقاع الأرض ، وذلك منذ اليوم الذي حَلّ فيها ركب الحسين عليه السلام ، وأهل بيته وصحبه ، وأضحوا ضحايا للدين والعقيدة ، فتحولت إلى بقعة تضم تلك الأجساد الطاهرة ، وغدت بذلم محجة للقلوب ، تهوي إليها الألوف من كل مكان ، يلوذون بتلك الأضرحة تأكيداً للمحبة والمودة لأهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وتخليداً لذكراه التي أظهرت معالم الدين والعقيدة ، ولما في ذلك من القرب إلى الباري عَزّ وجَلّ وتعظيماً لشعائره ، وخير شاهد على ذلك ما ذكرته الروايات عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته الأطهار عليهم السلام ، من فضل لهذه التربة الطاهرة وعناية لشأنها ، من ولادة الحسين عليه السلام إلى شهادته ، حيث عرفت بتسميات كثيرة.

يقول الدكتور عبد الجواد الكليدار : «وقد نعتت كربلاء منذ الصدر الأول في كل من التاريخ والحديث باسم كربلاء ، والغاضرية ، ونينوى ، وعمورا ، وشاطئ الفرات ، وورد منها في الرواية والتاريخ باسم مارية

٧

والنواويس ، والطف ، وطف الفرات ، ومشهد الحسين ، والحائر والحير ، إلى غير ذلك من الأسماء المختلفة الكثيرة ، إلا أنّ أهم هذه الأسماء في الدين هو الحائر ، لما أحيط بهذا الاسم من الحرمة والتقديس ، أو أنيط به من أعمال وأحكام في الرواية والفقه إلى يومنا هذا»(١) .

وقال أيضاً : «ولأرض كربلاء أسماء كثيرة ، المشهورة منها في كتب الأخبار والآثار ستة عشر اسماً وهي : كربلاء ، ونينوى ، الغاضرية ، شاطئ الفرات ، الطف ، قبة الإسلام ، عموراء ، مارية ، مكاناً قصياً»(٢) .

وبعد هذا نقول : إنّ كربلاء أم لقرى عديدة تقع بين بادية الشام وشاطئ الفرات ، ويحدثنا التاريخ أنها كانت من أمهات مدن بين النهرين ، الواقعة على ضفاف نهر بالاكوباس ـ الفرات القديم ـ ، وعلى أرضها معبد للعبادة والصلاة ، كما يستدل بذلك من الأسماء التي عرفت بها قديماً ، وقد أخذت كربلاء تزدهر شيئاً فشيئاً ، سيما على عهد الكلدانيين والتنوخيين واللخميين والمناذرة ، يوم كانت الحيرة عاصمتهم إلى عهد الفتح الإسلامي للعراق ، حينما توجه خالد بن عُرفُطَة بأمر من القائد العام سعد بن أبي وقاص إلى فتح كربلاء ، وبعد فتحها توجه خالد إلى فتح الحيرة ، وبعد فتحها عام ١٤ هـ عاد إلى كربلاء واتخذها مقراً لجنده ، ومعسكراً لجيشه مدة من الزمن ، وما كانت كربلاء هي أم لعدة قرى تحيط بها ؛ فقد أطلقت تلك الأسماء مجازاً على كربلاء ، ومن الملاحظ أن بعض أسماء هذه القرى عامة واسعة ، وبعضها خاصة لمنطقة ضيقة. وهذا هو موضوع البحث. ولعلّ من أهم الدوافع التي دفعتني لإختيار هذا الموضوع هي التالي :

__________________

(١) ـ الكليدار ، عبد الجواد : تأريخ كربلاء / ٢٣.

(٢) ـ الكليدار ، عبد الجواد : جغرافية كربلاء القديمة وبقاعها / ٤١ (مخطوط).

٨

١ ـ ما ذكرته الروايات عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وآله الكرام ، من ربط مصرع الحسين عليه السلام وثواب زيارته بذكر اسم من أسماء أرض شهادته ، وما ترتب على ذلك من تعداد أسمائها ، وهذا يدل على الإهتمام بهذه البقعة الطاهرة.

٢ ـ إن الشباب المثقف حينما يقرأ هذه الروايات ، يقف مبهوراً أمام عظمة هذه البقعة الطاهرة ، وما يلاحظ من الأسماء الكثيرة التي أطلقت عليها ، ويتساءل عن مغزى ذلك ؛ لذا رأيت أن أقوم ببذل الجهود لتتبع هذه الأسماء وإستخراجها من الروايات ودراستها ، آملاً التوفيق للوصول إلى بعض أهداف ذلك.

أهميته :

إنّ البحث والدراسة في تربة الحسين عليه السلام غني بالفوائد ، ولا يتصور البعض أنّ البحث خاص بالتربة من حيث هي ، إذ التراب لا قيمة له من الناحية القدسية من حيث هو ، إنما القيمة تظهر بما يضاف إليه من أمور تجعله مقدّساً لدى العقلاء ، وإلا فهذه الأرض التي قتل فيها سيد الشهداء لم يكن لها فضل ومزية على غيرها من الأراضي ، إلا أنّه شاءت الأقدار أن يساق إليها ركب الحسين عليه السلام ، فارتبط تاريخها بتاريخ سيد الشهداء بل بتاريخ الإسلام ، بل من حقه أن يقترن بتاريخ البشرية جمعاء ، فالقدر الحكيم يرتفع بالتضحية في كربلاء إلى أعلى مستوياتها المرموقة ، نعم لقد أبرزت بطولات كربلاء شرف التضحية على نحو باهر وجليل ، حتى لنكاد نحسب أنّ الأقدار إنما أدت ذلك اليوم بكل أهواله وتضحياته ، لتؤكد شرف التضحية في وعي البشرية كلها ، ولتفيئ بمغزاه العظيم ضمير الحياة ، إذن هي شرف الإنسان وشرف الحياة ، فالناس بحاجة ماسة إلى دروس وعبر كربلاء ؛ ولذا ينبغي إيضاح تلك الدروس لشبابنا ومثقفينا

٩

بأسلوب ولغة عصرية ، كي يتذوقوا هذه الدروس ويحصل لهم التفاهم المتبادل للوصول للغاية المنشودة ، وأحسن الطرق في هذا المجال ما نهجه علماء التربية في تتهذيب أخلاق النشئ وتقويمها ، وهي طريقة المثال الأعلى ـ وذلك بتقديم سِيَر الأبطال ورجال الفضيلة بصورة تجذب عواطفهم وتملك قلوبهم ، فيجعلون صورة أولئك الأشخاص أبداً نصب أعينهم ، فيجتهدون في تقليدها والسير على منوالها ، فما أحوجنا اليوم إلى شباب يتعلمون من مدرسة الحسين عليه السلام وتضحيته على أرض كربلاء ، وهذا ما نراه واضحاً في روايات أهل البيت عليهم السلام من الحث والتأكيد على قضية الحسين عليه السلام ، ومن الأمور التي إعتنت بها هذه الروايات ذكر أسماء البقعة الطاهرة التي إرتبطت به وبنهضته المقدسة ، وسار على هذا النهج رجال الحديث والفقه ؛ حيث ركزوا على بعض أسماء كربلاء ، كالحائر والحرم وتربة الحسين ؛ لإحتياجهم إليها في البحث الفقهي ، وكذلك المؤرخون والشعراء ، وبعد بيان كل ذلك ؛ ظهرت أهمية الموضوع ـ وهو (أسماء التربة في الروايات) ـ وما يترتب عليه من فوائد.

تساؤلات البحث :

لعلّ من أهم التساؤلات في هذا البحث ؛ هو التالي :

ذكرت الروايات أسماء عديدة للتربة الحسينية ـ على مُشرِّفها آلاف التحية والسلام ـ ، فما الهدف من ذلك؟

منهج وأسلوب البحث :

إهتم الباحثون بأسماء هذه التربة المقدسة ، نذكر ممنهم على سبيل المثال ما يلي :

١٠

١ ـ ياقوت الحموي في موسوعته : (معجم البلدان) ، حيث ذكر بعض أسمائها من الناحية التاريخية.

٢ ـ العلامة الشيخ عبد الواحد المظفر ، في موسوعته : (بطل العلقمي ـ في الجزء الثالث) ، حيث ذكر أشهر أسمائها وبحثها بحثاً علمياً.

٣ ـ الدكتور عبد الجواد الكليدار في : (تاريخ كربلاء وحائر الحسين عليه السلام) ، حيث قام بدراسة حول الحائر الحسيني من الناحية التاريخية واللغوية والفقهية.

٤ ـ الكاتب جعفر الخليلي في موسوعته (العتبات المقدسة ـ قسم كربلاء) ، حيث قام بدراسة لأشهر أسمائها ، ولكن الذي يتميز به بحثنا ، هو تتبع ما ذكر من أسمائها في الروايات ، وسيكون البحث متكوناً من بحثين كالتالي :

الأول ـ التربة في الروايات :

ويتناول الأبحاث التالية :

أولاً ـ التعرض للأسماء القديمة التي أطلقت على البقعة الطاهرة ـ كما ورد في الروايات ـ ، كالطف وكربلاء ونينوى ونحوها ، وكذلك الأسماء المحدثة قبل مقتل الحسين عليه السلام وبعده ، مثل : كرب وبلاء ، والتربة والطينة ، وحرم الحسين ، ونحو ذلك.

ثانياً ـ إنّ الأسماء المذكورة وإن كانت غير مختصة بمنطقة واحدة ـ إذ أنها من القرى التي كانت تحيط بكربلاء عند ورود الحسين عليه السلام لها ـ إلا أننا نذكر هذه الأسماء باعتبارها واقعة في حرم الحسين عليه السلام الذي حددته الروايات إلى خمسة فراسخ ، فهي أسماء لهذه البقعة الطاهرة بالنتيجة.

ثالثاً ـ ذكر الإسم والتعريف به من حيث سبب التسمية والموقع ، ثم ذكر الروايات النّاصة عليه.

١١

رابعاً ـ دراسة بعض الأسماء التي ذكرتها الروايات ومثال ذلك ؛ روضة من رياض الجنة ، وترعة من ترع الجنة ، والحائر ونحو ذلك ، مع بيان الفوائد المتعلقة بها.

خامساً ـ قسمت هذه الأسماء إلى ثلاثة أقسام كالتالي :

الأول ـ أسماء شرف وقداسة : وهي الأسماء التي أُطلقت وكان الهدف منها العناية الإلهية ؛ أي لها إرتباط بالدين ومثال ذلك : أرض الله المقدسة ، والحائر ، وبطحاء الجنة ، وقبة الإسلام ، وتربة الحسين ، ونحو ذلك.

الثاني ـ أسماء تاريخية : وهي الأسماء التي أطلقت وعرفت تاريخياً ، وأدرجنا في ضمنها بعض الأسماء التي عرفت لمناسبة معينة ، ومثال ذلك : العقر ، ونينوى ، والنواويس ، والغاضرية ، ونحو ذلك.

الثالث ـ أسماء طبيعية : وهي الأسماء التي أطلقت وعرفت لمناسبة ترجع إلى طبيعة الأرض وصفتها ولونها ، ومثال ذلك : أرض فلاة ، وبطحاء ، والتربة ، والطينة ، والطف ، ونحو ذلك.

سادساً ـ رتبت الأسماء المذكورة حسب الترتيب الهجائي في كل قسم على حِدَه.

الثاني ـ نتائج البحث :

ويتناول أهم الفوائد والأبحاث المستفادة من الروايات المذكورة ، التي يمكن تصنيفها كالتالي :

١ ـ إهتمام النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم بالتربة الحسينية.

٢ ـ إهتمام الملائكة بالحسين عليه السلام وتربته.

٣ ـ إهتمام الأنبياء بالحسين عليه السلام وتربته.

٤ ـ تقديس التربة والتبرك بها.

١٢

٥ ـ خصائص التربة الحسينية.

٦ ـ المجاورة في كربلاء والأماكن المقدسة.

وختمت البحث بأجوبة التساؤلات ، هذا ما أردت بحثه ، والله ولي التوفيق والسداد.

أمين بن الحاج حبيب آل درويش

الملّاحة ـ القطيف

الخمييس ١٧ / ٣ / ١٤٢٣ هـ

الموافق للمولد النبوي الشريف

١٣
١٤

البحث الأول

أسماء التربة في الروايات

١٥
١٦

بحوث تمهيدية

ـ الجانب اللغوي للإسم

ـ الجانب الديني للإسم

ـ الجانب الإجتماعي للإسم

١٧
١٨

الجانب اللغوي للإسم

أ ـ إشتقاق الإسم.

ب ـ معنى الإسم.

ج ـ أقسام الإسم.

١٩
٢٠

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335