• البداية
  • السابق
  • 335 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 13432 / تحميل: 3622
الحجم الحجم الحجم
تربة الحسين عليه السلام

تربة الحسين عليه السلام الجزء 2

مؤلف:
العربية

نتائج

تساؤلات البحث

٢٨١
٢٨٢

بعد إنهاء هذا البحث ؛ نأتي إلى نتائجه ، المتمثلة في الإجابة على التساؤلات التي ذكرت في بدايته.

وقلنا في بداية البحث : لعلّ من أهم التساؤلات في هذا البحث هو التالي :

ذكرت الروايات أسماء عديدة للتربة الحسينية ـ على مُشرِّفها آلاف التحية والسلام ـ ، فما الهدف من ذلك؟

والجواب على هذا التساؤل ، يستدعي البحث فيما يلي :

إنّ الإسلام أطلق أسماء خاصة ـ من خلال القرآن الكريم والسنة النبوية ـ على الأشياء المحترمة لديه ، على أنّ الإعتبار في استعمال هذه الأسماء إنما هو لهدف ، ولعلّ من أهم الأهداف ما يلي :

أولاً ـ إيجاد شعار خاص للدين الإسلامي يتميز به عن غيره من الديانات السابقة ، وهذا ما نراه واضحاً في قوله تعالى :( وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَـٰذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَىٰ وَنِعْمَ النَّصِيرُ ) [الحج / ٧٨].

قال الشيخ الطوسي (قده) : «وقوله تعالى :( هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ ) ، قال ابن عباس ومجاهد : الله سماكم المسلمين فهو كناية عن الله. وقال ابن زيد : هو كناية عن إبراهيم وتقديره إبراهيم سماكم المسلمين ، بدليل قوله :( وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ ) [البقرة / ١٢٨]»(٥٣٩) . وأيضا يستفاد من الآية ما يلي :

__________________

(٥٣٩) ـ الطوسي ، الشيخ محمد بن الحسن : التبيان في تفسير القرآن ، ج ٧ / ٣٤٤ ـ ٣٤٥.

٢٨٣

١ ـ إنّ الإسلام درجات ، أعلاها ما كان عليه إبراهيم عليه السلام ، وأدناها ما عليه عامة المسلمين ، يحفظون بها دمائهم وأموالهم ، مع ما عليه بعضهم من لفسق والشقاء ، وقد جمع جملة من مراتبها نبينا الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم في الحديث المعروف : (المسلم من سلم المسلمون من يده ولسانه)(٥٤٠) .

٢ ـ روي : أنّ الله أعطى هذه الأمة ثلاثة أشياء لم يعطها أحداً من الأمم ؛ جعلها الله شهيداً على الأمم الماضية ، وقال لهم :( مَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ) [الحج / ٧٨]. وقال :( ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ) [غافر / ٦٠](٥٤١) . وبعد هذا البيان نقول : إنّ النهضة الحسينية المباركة التي أخبر بها الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم وأكد عليها ، وما تركته من آثار إيجابية للحفاظ على الإسلام بعد أن كاد أن يدرس ؛ حيث أنّ نهضته المباركة أظهرت الإسلام الحقيقي الذي جاء به جده المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم ، وكشفت الإسلام المزيّف الذي تقنّع به أعداء أهل البيت النبوي ، وهذا ما أكد عليه بقوله : (وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمّة جَدّي ، أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر ، وأسير بسيرة جدي وأبي علي بن أبي طالب عليه السلام ، فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق ، وهو خير الحاكمين)(٥٤٢) . إذن هذا يؤكد مدى مقامه العالي ، ومنزلته عند الله عَزّ وجَلّ ، وهذا ما نجده في بعض أسماء أرض مصرعه مثل : (قبة الإسلام ، وأرض الله المقدسة ، وروضة من رياض الجنة ،

__________________

(٥٤٠) ـ السبزواري ، السيد عبد الأعلى : مواهب الرحمن في تفسير القرآن ، ج ٢ / ٤٠ ـ ٤١. (بتصرف)

(٥٤١) ـ الطوسي ، الشيخ محمد بن الحسن : التبيان في تفسير القرآن ، ج ٧ / ٣٤٥. (بتصرف)

(٥٤٢) ـ موسوعة كلمات الحسين (ع) / ٢٩١ ، إعداد لجنة الحديث (معهد تحقيقات باقر العلوم).

٢٨٤

وترعة من ترع الجنة ، وبطحاء الجنة ونحو ذلك ، وعلى هذا فالحسين عليه السلام وما قَدّمَه من تضحيات ، هو شعار للإسلام عرف بين المسلمين وغيرهم.

ثانياً ـ تربية الأمة الإسلامية بطابع خاص تتميز به عن غيرها من الأمم ، عن طريق هذه الأسماء والمصطلحات فعلى سبيل المثال : قوله تعالى :( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انظُرْنَا ) [البقرة / ١٠٤].

وخلاصة ما ذهب إليه المفسرون في هذه الآية الشريفة ما يلي :

روي أنّ المسلمين كانوا يقولون لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا ألقى عليهم شيئاً من العلم (راعنا) ، وكانت لليهود كلمة عبرانية يتسابون بها وهي (راعنا) ، إفترصوا ذلك وخاطبوا الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، ولما سمعها سعد بن معاذ منهم ، وكان يعرف العبرية ـ قال : يا أعداء الله عليكم لعنة الله ، والذي نفسي بيده لئن سمعتها من رجل منكم يقولها لرسول الله لأضربنّ عنقه. فقالوا ألستم تقولونها؟ فنزلت الآية.

وما تحويل القبلة ، وتعيين أعياد خاصة للمسلمين ، وتسمية الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم من لم يتبع الإسلام (جاهلي) إلا مؤيداً لما ذكرناه ، من الحرص على إيجاد أمة مستقلة مميزة على سائر الأمم الغارقة في الخرافة والجهل ، مستقلة في الفكر والسلوك والعواطف والمشاعر ، هكذا أرادها الله وصنعها رسوله الكريم ، خير أمة أخرجت للناس. وقد سار على هذا النهج وأحياه حسين التاريخ ، الذي أصبح مثالاً أعلى لرجال الإصلاح ، ولا عجب إن عدت نهضته المباركة المثل الأعلى ، وحازت شهرة وأهمية عظيمة لما قام به من تفادي لدين الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وأمته ؛ إذ قام بتضحية أوضحت النفوس الأموية ،

٢٨٥

ومكائدها وسوء نواياها في نبي الإسلام ودينه ، وقد أعلن بذلك يزيدهم طغياناً ـ وهو على مائدة الخمر ـ متمثلاً بقول ابن الزّبَعُرى :

ليت أشياخي ببدر شهدوا

جزع الخزرج من وقع الأسل

لعبت هاشم بالملك فلا

خبر جاء ولا وحي نزل

لست من خندف إن لم أنتقم

من بني أحمد ما كان فعل(٥٤٣)

وقد تحدث الإمام السجاد عليه السلام بفضح الأمويين قائلاً : (ولقد كان جَدّي علي بن أبي طالب في يوم بدر ، وأحد ، والأحزاب ، في يده راية رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، وأبوك وجدك في أيديهم رايات الكفار)(٥٤٤) .

نعم في قضية الحسين عليه السلام حجج بالغة برهنت على أنهم يقصدون التشفي منه والإنتقام ، وأخذهم ثارات بدر وأحقادها.

إنّ الذي جرى في يوم عاشوراء على الحسين عليه السلام ، وأهل بيته وصحبه من المصائب والمحن ؛ عَبّرَت عنه زيارة عاشوراء بـ : (لقد عظمت الرزية ، وجلّت المصيبة بك علينا ، وعلى جميع أهل الإسلام ، مصيبة ما أعظمها وأعظم رزيتها في الإسلام ، وفي جميع السماوات والأرض)(٥٤٥) .

إنّ هذه المظلومية صارت من الألقاب التي يقترن بها إسمه على الدوام ، وغالباً ما تذكر عبارة (يا حسين يا مظلوم في الزيارات والأحاديث ، والتركيز على هذا اللقب ، يستهدف بيان ظلم الأمويين ومن سار على نهجهم للحسين وأهل بيته الكرام ، بل صار علماً لبقعته الطاهرة (كرب وبلاء) ، وقد أشار إلى ذلك

__________________

(٥٤٣) ـ موسوعة كلمات الحسين (ع) / ٢٩١ ، إعداد لجنة الحديث (معهد تحقيقات باقر العلوم).

(٥٤٤) ـ المجلسي ، الشيخ محمد باقر : بحار الأنوار ، ج ٤٥ / ١٣٦.

(٤٥٤) ـ نفس المصدر ، ج ٩٨ / ٢٩٤.

٢٨٦

أمير المؤمنين عليه السلام بقوله : (وهذه أرض كرب وبلاء ، يدفن فيها الحسين عليه السلام وسبعة عشر رجلاً من ولدي وولد فاطمة ، وإنها لفي السماوات معروفة ، تذكر : أرض كرب وبلاء ، كما تذكر بقعة الحرمين ، وبقعة بيت المقدس)(٥٤٦) .

إذا إعتبرنا (كربلاء) أرض البلاء ؛ فهي موضع إختيار لإخلاص سيد الشهداء وأهل بيته وصحبه للعقيدة والدين ، وقد تجلى جوهرهم الذاتي وبعدهم الرفيع ، ومدى صدق عقيدتهم ، وقد أشار إلى ذلك سيد الشهداء بقوله : (الناس عبيد الدنيا ، والدين لعق على ألسنتهم ، يحوطونه ما دَرّت معايشهم ، فإذا محِّصوا بالبلاء قلّ الديّانون)(٥٤٧) . وشهد لأهل بيته وصحبه بقوله : (أما بعد ـ فإني لا أعلم أصحاباً أصلح منكم ، ولا أعلم أهل بيت أبرّ ولا أوصل ولا افضل من أهل بيتي ، فجزاكم الله جميعاً عني خيراً)(٥٤٨) .

إضافة إلى ما تضمنته كربلاء من إمتحان عظيم ، فقد كانت في الوقت نفسه سبباً للتقرب إلى الله وعلو الدرجة ، حيث قدّم سيد الشهداء إثنين وسبعين قرباناً ، وهو الذبح العظيم وقربان إلى الله ، وتعرض عياله في صحراء كربلاء لصنوف الأذى والعذاب. وبعد هذا البيان ، إتضح لنا أن واقعة الطف كانت من أعظم الحوادث في تاريخ البشرية ، والتي عَرّفت المسلمين وغيرهم على القيم النبيلة ، ومفهوم الحياة الهادف ، ومن الشواهد على ذلك ما يلي :

__________________

(٥٤٦) ـ المصدر السابق ، ج ٤٤ / ٢٥٣.

(٥٤٧) ـ الخوارزمي ، أبي المؤيد الموفق بن أحمد المالكي : مقتل الحسين ، ج ١ / ٣٣٧.

(٥٤٨) ـ نفس المصدر / ٣٤٩ ـ ٣٥٠.

٢٨٧

لياقة علي خان(٥٤٩) ـ أول رئيس وزراء باكستاني ـ قال : «لهذا اليوم من محرم مغزىً عميقاً لدى المسلمين في جميع أرجاء العالم ، ففي مثل هذا اليوم وقعت واحدة أكثر الحوادث أسىً وحزناً في تاريخ الإسلام ، وكانت شهادة الإمام الحسين (عليه السلام) مع ما فيها من الحزن مؤشر ظفر نهائي للروح الإسلامية الحقيقية ؛ لأنّها بمثابة التسليم الكامل للإرادة الإلهية ، ويتعلم منها وجوب عدم الخوف والإنحراف عن طريق الحق والعدالة ، مهما كان حجم المشاكل والأخطار»(٥٥٠) .

تاملاس توندون ، الهندوسي والرئيس السابق للمؤتمر الوطني الهندي : «هذه التضحيات الكبرى من قبيل شهادة الإمام الحسين عليه السلام ، رفعت من مستوى الفكر البشري ، وخليق بهذه الذكرى أن تبقى إلى الأبد ، وتذكر على الدوام»(٥٥١) . وخلاصة ما توصلنا إليه : إنّ نهضة الحسين عليه السلام صارت مدرسة للأجيال ، تعطي دروساً عملية للإنسانية على مر العصور ، هذه الدروس التي يمكن استخلاصها من عاشوراء كامنة في أقوال الحسين عليه السلام وأنصاره ، وفي سلوكهم ومعنوياتهم ، ومدى تأثير تلك الواقعة في فكر وحياة المسلمين ، وخلود تلك الملحمة ومعطياتها على مدى التاريخ ، ومن يتأمل أحداث هذه الواقعة ؛ يتعرف على عبرها ودروسها ، فعلى هذا إستحقت تربة الحسين عليه السلام الإهتمام في الروايات بكثرة تعداد أسمائها ، مشاركة بقية البقاع الإسلامية المقدسة نفس الهدف الإسلامي المقدس.

__________________

(٥٤٩) ـ لياقات علي خان (١٨٩٥ ـ ١٩٥١ م) : سياسي باكستاني ، رافق محمد علي جناح وناضل معه من أجل إنشاء باكستان ، حتى إذا أنشئت الدولة الجديد ، تولى رئاسة الوزارة (١٩٤٧ ـ ١٩٥١ م) ، إغتاله بعض المتعصبين لرفضه فكرة إعلان الحرب على الهند ـ موسوعة المورد العربية ، ج ٢ / ١٠٥٠.

(٥٥٠) ـ محدثي ، جواد : موسوعة عاشوراء / ٢٩٢ ـ ٢٩٣.

(٥٥١) ـ نفس المصدر / ٢٩٤.

٢٨٨

معجم الألفاظ

٢٨٩
٢٩٠

يوجد في هذا الجزء من (التربة الحسينية عليه اسلام دراسة وتحليل) ألفاظ وتعابير ومصطلحات تحتاج إلى تفسير ؛ لذا تسهيلاً للقارئ الكريم ، وضعت هذا المعجم محتوياً على شرحها وتفسيرها بالشكل التالي :

أبو جعفر الثاني عليه السلام :

كنية للإمام الجواد عليه السلام ، تمييزاً له عن الإمام الباقر عليه السلام ؛ إذ هو أبو جعفر أيضاً.

الحـ ـ أ ـ ـ رف

الأبّهَة :

بضم الهمزة وتشديد الباء : العظمة والكبر والبهاء ، ويقال تأبّه الرجل تأبّهاً إذا تكبر. وفي الدعاء : (كم من ذي أبّهة جعلته حقيراً). مجمع البحرين ، ج ٦ / ٣٣٩.

الأخْدُود :

الخَدُّ والأخْدُود : شقّ في الأرض مستطيل غائِصٌ ، وجمع الأخدود أخاديد ، وأصل تلك من خَدّي الإنسان وهما ما اكتنفا الأنف عن اليمين والشمال. والخدُّ يستعار للأرض ولغيرها كاستعارة الوجه. وأصحاب الأخدود : هو أخدود بنجران خَدّه الملك ذو نواس الحميري ، وأحرق فيه نصارى نجران ، وكان على دين اليهود ، فمن لم يرجع عن دين النصارى إلى دين اليهود أحرقه. راجع المفردات للراغب الإصفهاني ، ج ١ / ١٩٠ ، ومجمع البحرين للطريحي ، ج ٣ / ٤٢.

أذْفَر :

الذَفَر بالتحريك : شدّة ذكاء الريح. ومنه مسك أذفر ؛ أي جيد الريح. راجع مجمع البحرين للطريحي ، ج ٣ / ٣٠٩.

٢٩١

أرض السّوَاد :

هي كل أرض عامرة بخضرة الزرع والأشجار ، وإنما أطلق المسلمون هذا الإسم على الأرض العراقية ؛ لأنّهم حين خرجوا من أرضهم القاحلة في جزيرة العرب ، يحملون الدعوة إلى العالم ؛ ظهرت لهم خضرة الزرع والأشجار في أراضي العراق ؛ فَسمّوا خضرة العراق سواداً ؛ لأنّهم كانوا يجمعون بين الخضرة والسواد في الاسم. راجع القاموس الجامع للمصطلحات الفقهية للشيخ عبد الله الغديري / ٢٠.

الآراميون :

شعب ساميّ سكن في ما بين القرن الحادي عشر والقرن الثامن قبل الميلاد ، منطقة آرام (سوريا الشمالية) ، وبسط سيطرته على سهل البقاع الواقع بين سلسلتي جبال لبنان الشرقية والغربية ، وعلى دمشق أيضاً. وفي هذه الفترة نفسها إستولت بعض القبائل الآرامية على بابل (في العراق). حتى إذا كان القرن التاسع قبل الميلاد أمست المنطقة الممتدة من بابل إلى البحر الأبيض المتوسط خاضعة لسلطان الآراميين. راجع موسوعة المورد العربية للبعلبكي ، ج ١ / ١٠.

إرِيحَاء :

مدينة في فلسطين المحتلة ، تقع على مبعدة ثمانية كيلو مترات إلى الشمال من البحر الميت. وهي مدينة الجبّارين في الغور من أرض الأرْدُن بالشام ، بينها وبين بيت المقدس يوم للفارس في جبال صعبة المسلك ، سميت فيما قيل : بأريحا من مالك ، بن أرفخشد ، بن سام بن نوح عليه السلام. راجع : موسوعة المورد العربية ، للبعلبكي ، ج ١ / ٧٢. ومعجم البلدان ، للحموي ، ج ١ / ١٦٥.

٢٩٢

أسود الشُرّى :

الشُرّى : إنثى الشرّ الذي هو الأشرُّ في التقدير ، كالفضلّى الذي هو تأنيث الأفضل ؛ أي تذكر لمفاضلة في الشر. راجع : لسان العرب ، لابن منظور ، ج ٤ / ٤٠٠.

أغْرَارُ تصدوا للدفاع :

الغرارة الغفلة ، حداثة السن ، يقال : (كان ذلك على غرارتي) ؛ أي حداثة سني ، والغِرّ جمع أغرار : الشاب له خبرة له. راجع المنجد في اللغة / ٥٤٦.

الأنْبَار :

آثار مدينة في العراق على الفرات ، فتحها خالد بن الوليد (٦٣٤ م) ، جعلها السفاح عاصمة الدولة العباسية إلى أن تأسست بغداد. وفي الوقت الحاضر محافظة في العراق قاعدتها الرمادي ، لها ٦ أقضية : الرمادي ، القائم ، عَنه ، حدييثه ، هيت ، الفلوجة. راجع المنجد في الأعلام / ٧٣.

الأنْبَاط :

قبائل عربية أنشأت في أراضي المملكة الأردنية الحالية ، مملكة تُعرف بالمملكة النبطية وعاصمتها سَلْع البتراء ، وقد إزدهرت هذه المملكة في الفترة الممتدة من القرن الرابع قبل الميلاد إلى القرن الأول للميلاد. وليس يعرف المؤرخون شيئاً كثيراً عن الأنباط ، ولكن من الثابت لديهم أنّهم مدنيون بازدهار مملكتهم لموقعها على طريق القوافل التجارية الوافدة من بلاد العرب الجنوبية إلى سوريا ، وقد إحتل الأنباط حوران ، وبسطوا سلطانهم بُعَيْد عام ٨٥ قبل الميلاد على دمشق ، وما هي إلا فترة بسيرة حتى أطاح الإمبراطور تراجان بمملكتهم ، واحتل عاصمتها عام ١٠٦ للميلاد. راجع موسوعة المورد العربية للبعلبكي ، ج ١ / ١٣٣.

٢٩٣

أصْدَقِ الأسماء :

الصِّدْقُ : الجامع للأوصاف المحمودة ، وكلما نسب إلى الصلاح والخير أضيف إلى الصدق ، كقولهم : (دار صدق) و (غرس صدق) ، فأصدق الأسماء ؛ هي الجامعة للأوصاف المحمودة. راجع : لسان العرب لإبن منظور ، ج ١٠ / ١٩٦.

الأيْفَاع :

اليَفَاع : ما ارتفع من الأرض ، أو ما إرتفع من كل شيء ، والمراد به ـ هنا ـ التلّ المشرف : راجع : مجمع البحرين ، ج ٤ / ٤١٢.

الإيْوَان :

جمع إيوانات وأوَاوِين : المكان المتسع من البيت ، تحيط به ثلاث حيطان ، ويطلق على القصر ، ومنه إيوان كسرى. راجع : المنجد في اللغة / ٢٣.

الحـ ـ ب ـ ـ رف

بَخٍ بَخٍ :

بخ : كلمة تقال عند الرضا والمدح ، مبنية على السكون ، يقال : (بَخْ بَخْ) ، فإن وصلت خففت (بَخٍ بَخٍ) ، وربما شددت. راجع مجمع البحرين ، ج / ٤٢٩.

بُرْنُسَاء :

البُرْنُس : كل ثوب يكون غطاءُ الرأس جزءاً منه متصلاً به ، قلنسوة طويلة كانت تُلبس في صدر الإسلام. راجع : المنجد في الأعلام / ٣٦.

البُرونْز (الصفر) :

خليط من النحاس والقصدير ، يستعمل في صَبّ الأجراس والتماثيل وغيرها. راجع : المنجد في اللغة / ٣٦.

٢٩٤

بَرْقَاء :

البُرْقَة والبَرْقَاء والأبرق : غِلظ فيه حجارة ورمل. وبُرَق : ديار العرب تنيف على مائة. راجع : الإفصاح في فقه اللغة ، ج ٢ / ١٠٢٦.

البريد الشرعي :

هو مقدار نصف المسافة الشرعية الموجبة للتقصير ؛ أي هو أربعة فراسخ إجماعاً ونصوصاً. وهو إثنا عشر ميلاً إجماعاً. وهو ثمان وأربعون ألف ذراع بذراع اليد بلا إشكال وقد قدر بما يساوي ٢٢ كم حسب التقديرات المعاصرة. الأوزان المقادير / ص ٢٠.

البوار :

البور : هي الأرض التي لم تزرع : مجمع البحرين ج ٣ / ٢٣١.

بَعْقُوبَا :

ويقال : بَا عَقُوا أيضاً : قرية كبيرة كالمدينة بينها وبين بغداد عشرة فراسخ من أعمال طريق خراسان ، وهي كثيرة الأنهار والبساتين ، واسعة الفواكه متكائفة النخل ، وبها رُطَبٌ وليمون يضرب بحسنها وجودتها المثل ، وهي راكبة على نهر دَيالَى من جانبه الغربي ، ونهر جَلولاء يجري في وسطها ، وعلى جنبي النهر سوقان وعليه قنطرة ، وعلى ظهر القنطرة يتصل بين السُوقَيْن ، والسفن تجري تحت القنطرة إلى باجِسْرَا وغيرها من القرى ، وبها عدة حمامات ومساجد. راجع : معجم البلدان ، ج ١ / ٤٥٣.

بُغَام ناقة علي :

بَغَمْ وبُغَامَاتِ : الناقة قطعت الحنين ولم تمدّه. راجع : المنجد في اللغة / ٤٤.

٢٩٥

الحـ ـ ت ـ ـ رف

تنِّمره في ذات الله :

تَنمر : غضب وتغير وأوعد في ذات الله. راجع : المنجد في اللغة / ٨٣٨.

التّنُوخيّون :

تنوخ : قبيلة عربية مسيحية الأصل ، من شعوب مملكة الحيرة في العراق ، إنتقلت إلى بلاد حلب واعتنقت الإسلام على عهد المهدي العباسي ، إستوطنت جماعة منها جبل لبنان ، فخرج منهم الأمراء التنوخيون الذين عرفوا بأمراء الغرب وهم البحتريون. راجع المنجد في الأعلام / ١٩٤.

الحـ ـ ث ـ ـ رف

الثّقَلَين :

قال ثعلب : وأصل الثِّقَل أنّ العرب تقول لكل شيء نفيس خطير مصون ثَقَل ، فسمّاها النبي صلى الله عليه وآله وسلم الكتاب والعترة بـ(الثقلين) ، إعظاماً لقدرهما وتفخيماً لشأنهما ، وأيضاً لأنّ الأخذ بهما ثقيل ، والعمل بهما ثقيل. يقال السيد العزيز ثَقَل من هذا ، وسمى الله تعالى الجن والإنس لتفضيله إياهما على سائر الحيوان والمخلوق في الأرض بالتمييز والعقل الذي خُصّا به. وقال ابن الأنباري : قيل للجن والإنس الثّقَلان ؛ لأنهما كالثّقَل للأرض وعليها. راجع : لسان العرب ، ج ١ / ٨٨.

الحـ ـ ج ـ ـ رف

جَارِيَة :

الحية من جنس الأفعى.

٢٩٦

الجَبْلَة :

الجَبِلُ ككَتِف : السَّهم الجافي ، البَرْي ، أو كل غليظ جاف ، والأَنيثُ من النصال. راجع القاموس المحيط ، للفيروز آبادي / ٨٧٦.

الجَرْبُوعِيّة :

قرية تابعة للواء الحِلّة ، تقع على الطريق العام القديم من الكفل إلى الحِلّة ، بين الدبّلة والقاسم بن الإمام موسى عليه السلام. راجع : مراقد المعارف ، للشيخ محمد حرز الدين ، ج ٢ / ١٨.

جُوخَا :

إسم نهر عليه كورة واسعة في سواد بغداد بالجانب الشرقي منه الراذانان ، وهو بين خانقين وخوزستان ، قالوا : ولم يكن ببغداد مثل كورة (جُوخَا) ، كان خراجها ثمانين ألف درهم ، حتى صرفت دجلة عنها فخربت وأصابهم بعد ذلك طاعون شيروية فأتى عليهم.

وجوْخَاء : وهو موضع بالبادية بين عين صيد وزُبَالة في ديار بني عجل ، كان يسلكه حاج واسط. راجع : معجم البلدان للحموي ، ج ٢ / ١٧٨ ـ ١٧٩.

الجَوْشَن :

وهو الدرع ، ويوجد دعاءان بهذا الإسم : دعاء الجوشن الكبير المروي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، نزل به جبرئيل عليه السلام وهو في بعض غزواته ، وقد إشتدّت وعليه جوشن ثقيل آلمه ، فقال جبرئيل : يا محمد ، ربّك يقرأ عليك السلام ويقول لك : إخلع هذا الجوشن ، واقرأ هذا الدعاء ، فهو أمان لك ولأمتك. ودعاء الجوشن الصغير المروي عن الإمام الكاظم عليه السلام ، ودعا به علي بن موسى بن المهدي

٢٩٧

العباسي ، بعد ما قتل الحسين بن علي صاحب فَخّ. راجع : سفينة البحار للقمي ، ج ١ / ٥٨٥ ـ ٥٨٦.

الحـ ـ ح ـ ـ رف

الحَرْمَل :

نبات أوراقه مصفوفة على جانبي الغصن ، وأزهاره مجتمعة على مستوى واحد ، حَبّه شبيه بالسمسم ، أنواعه متعددة ، يزرع في الحدائق وله فوائد طبية منها : أنه يوقف الإسهال ، ويصفي الدم ، وينفع من داء المفاصل. راجع : المنجد في اللغة / ١٣٠.

الحَرْمَلة : شجرة نحو الرُمّانة الصغيرة ، ورقها أدق من ورق الرُمّان ، خضراء تحمل جِراء دون جِراء العُشَر ، فإذا جفت إنشقت عن ألين قطن فتحشى به المِخاذّ ، وهو من الأغلاث. راجع : الإفصاح في فقه اللغة ، ج ٢ / ١١٠٠.

الحَرّة : الأرض التي قد ألبستها كلها حجارة سوداء كأنها أحرقت بالنار ، والجمع حِرَار. راجع الإفصاح في فقه اللغة ، ج ٢ / ١٠٢٦.

الحَسَك :

نبات شائك ، والعظم الدقيق من السمك. راجع : المنجد في اللغة / ١٣٣. واحدته حَسَكة : عشبة تضرب إلى الصفرة ، لها شوك مدحرج لا يكاد أحد يمشي فيه إذا يبس إلا من رجليه نعل ، ومن شوك الحسك سُمي الحَسَك الذي تُحصّن به العساكر ، تُبَثّ في مذاهب الخيل فَتَنْشَبُ في حوافرها. راجع : الإفصاح في فقه اللغة ، ج ٢ / ١١١٧.

٢٩٨

الحَلْفى (الحَلْفَاء) :

نبات عِشْبِيّ مُعمِّر من الفصيلة النّخليّة ، موطنه جنوب أوروبا وشمال أفريقيا ، ولكنه يُزرع الآن بوفرة في مختلف أرجاء العالم ، في المناطق الصخرية والرملية ، يصل إرتفاع ساقه إلى ٩٠ سنتمتراً ، وهو قاسي الأوراق والسُّوق ، ومن أجل ذلك يستخدم في صناعة الورق ، وتتخذ منه الحبال والسلال والأخفاف. راجع : موسوعة المورد العربي ، ج ١ / ٤٤٥.

الحَلْفَاء : والحَلَف : نبت أطرافه محددة ينبت في مغايض الماء ، وهي سَلِبة غليظة المَسّ ، لا يكاد أحد يقبض عليها مخافة أن تقطع يده. واحدة الحلفاء واحدة وجمع ، وواحد الحَلَف حَلَفِة.

أحْلَفَت الحلفاء : نبتت. راجع : الإفصاح في فقه اللغة ، ج ٢ / ١١١٥.

الحُمّاض (الأُقصَلِيْس) : نبات عشبي من فصيلة الحُمّاضيّات ، يزرع بقلاً ، أوراقه غنية بحامض الأُقْصَلِيْس ، والواحدة حُمّاضَة جنس بنات عشبي ، من فصيلة اَلبَطْبَطِيّات ورقه كالهندباء ، له طعم فيه بعض الحموضة ، منه أنواع يزرع بعضها خاصة في أوروبا ، ويعد من البقول الزراعية. راجع : المنجد في اللغة / ١٥٥.

الحُمّاض : الحماض الأحمر : نبات من الفصيلة الخُبّازِيّة ، يزرع في غينيا والسنغال والسودان ، ويستعمل شراب منعش لذيذ الطعم ، هو المسمى الآن (الكَرْكَدية). راجع : الإفصاح في فقه اللغة ، ج ١ / ٤٧٦.

حُمَمَة :

جمع حُمَمَ : وهو كل ما احترق بالنار ، ويطلق على الرماد. راجع : المنجد في اللغة / ١٥٢.

٢٩٩

الحُمَمَة : واحدة الحُمَمَ وهو الفحم. وقيل الحُمَمَ : ما أُحرق من خشب ونحوه ، وتطلق الحُمَمَة على الجَمْر مجاز باسم ما يؤول إليه. راجع : الإفصاح في فقه اللغة ، ج ٢ / ١١٩٠.

الحـ ـ خ ـ ـ رف

الخَزَرْ :

شعب تتاري عاش حول بحر قزوين ـ الذي يعرف أيضاً بسبب ذلك بـ(بحر الخَزَرْ) ـ وفي سفوح جبال اقوقاز ، من حوالي العام ١٩٠ للميلاد إلى العام ١١٠٠ م ، وقد أنشأ الخزر إمبراطورية تجارية ، بلغت أوج قوتها في النصف الثاني من القرن الثامن ، عندما إمتدت من نهر دنيبر غرباً ، إلى نهر الفولفا الأدنى ، وبحر قزوين شرقاً ، وفي منتصف القرن الثامن تهوّد كثير من الخزر على أيدي اليهود الذي غادروا القسطنطينية آنذاك هرباً من الاضطهاد. راجع : موسوعة المورد العربية ، ج ١ / ٤٦٤.

الحـ ـ د ـ ـ رف

الدَرَك :

الطبق الأسفل ؛ وذلك أنّ للنار سبع دركات ، سميت بذلك لأنّها متداركة متتابعة بعضها فوق بعض. ويقال : الدرك الأسفل : توابيت من حديد مبهمة عليهم لا أبواب لها. قال الشيخ أبو علي (الطبرسي) رحمه الله : أصل الدرك : الحبل الذي يوصل بها الرشا ويُعلّق به الدلو ، ثم لما كان في النار سفال من جهة الصورة ، والمعنى قيل له ذلك ، والمعنى أنّ النار طبقات ودركات ، كما أنّ الجنة درجات فيكون المنافق في أسفل طبقة منها لقبح فعله. والدرك بالتحريك ،

٣٠٠