تربة الحسين عليه السلام الجزء ٣

تربة الحسين عليه السلام10%

تربة الحسين عليه السلام مؤلف:
الناشر: دار المحجّة البيضاء
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 554

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣
  • البداية
  • السابق
  • 554 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 42742 / تحميل: 4657
الحجم الحجم الحجم
تربة الحسين عليه السلام

تربة الحسين عليه السلام الجزء ٣

مؤلف:
الناشر: دار المحجّة البيضاء
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

١ ـ بيان حقيقة الرؤى

أ ـ علاقة الرؤى بالنوم

ب ـ أقوال العلماء في حقيقتها

ج ـ بيان أسمائها ومعانيها

٢٠١
٢٠٢

أ ـ علاقة الرؤى بالنوم :

إنّ أجسامنا صنعت من الطبيعة ولها ، وقد روعي فيها أن تتبع القوانين الطبيعية ، فالنوم حالة طبيعية متكررة يتوقف فيها الكائن الحي عن اليقظة ، وتصبح حواسه معزولة نسبياً عما تحيط بها من أحداث ، وقد عَبّر عنها القرآن الكريم في قوله تعالى :( وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا) [النبأ / ٩]. أي راحة لأبدانكم بانقطاعكم عن الأشغال. ويتضح هذا من خلال التقسيم العلمي للنوم ، وهو كالتالي :

هناك نوعان من النوم :

«النوم التقليدي : Orthodox Sleep (النوم الهادئ) (لا يترافق بحركة سريعة في العين) : ويشكل الجزء الأعظم من النوم ويبدأ بالنعاس وتصبح أمواج الدماغ الكهربائية فيه أبطأ وأكثر عمقاً من الأمواج التي تحدث في اليقظة ويتباطؤ نشاط الدماغ وعمليات الإستقلاب في الجسم (العمليات الكيمياوية الحيوية) وتصل إلى أدنى مستوى لها ، وتحدث فيه بعض الأحلام»(٢٤٤) .

وخصائص هذا النوم الهادئ : «ينخفض ضغط الدم ويتباطئ القلب في هذا النوع من النوم ويستطيع النائم التحرك في المراحل الخفيفة منه. لكنه لا يقوى على الحركة حين يدخل المرء في مراحل متقدمة من نوم عميق حيث ترتخي العضلات ويضعف نشاط الدماغ وقد تُرى الأحلام حول ما سيجري في غدٍ من أعمال ..»(٢٤٥) .

__________________

(٢٤٤) ـ باشا ، الدكتور حسان شمسي : النوم والأرق والأحلام بين الطب والقرآن / ٢٢.

(٢٤٥) ـ نفس المصدر / ٢٣.

٢٠٣

وحول دور النوم الهادئ تقول دائرة المعارف البريطانية (طبعة ١٩٨٩ م) : «إنّ النوم الهادئ هو النوم الذي يعطي الراحة والسكينة للجسم ، كما أنّه يدعم إحدى وظائف النوم الكبرى. وهي تعويض الجسم ما خسره في يقظته وترميم ما بلى منه وتخرّب»(٢٤٦) .

النوم المتناقض : Paradoxical Sleep (النوم الحالم) (يترافق بحركة سريعة في العين) :

وخصائص هذا النوم ـ كما تعبّر عنه دائرة المعارف البريطانية (طبعة ١٩٨٩ م) : «يتسم النوم الحالم بحالة من نشاط جسمي عام فموجات الدماغ تتسارع وتنخفض سعتها والقلب يتسارع في دقاته ويتصاعد إيقاع التنفس في شهيق وزفير ويرتفع ضغط الدم. ويحدث فيه الإنتصاب عند الذكور. وتكثر فيه حركة الجسم وتظهر فيه تقلصات عضلية في الوجه والأطراف ويزداد استهلاك الدماغ للأوكسجين كما يزداد تدفق الدم إلى الدماغ وترى خلايا الدماغ في هذا النوع من النوم نشاطه أثناء اليقظة»(٢٤٧) .

وحول دور النوم الحالم (المتناقض) : «أشارت التجارب والبحوث العلمية في مجال النوم إلى أنّ النوم ليس مرحلة ركود وخمول ، إنما هو مرحلة صيانة للجسم ، وإستعادة لما فقده من عناصر حيوية ؛ وهو مرحلة يستطيع خلالها الجسم أن يحضر ما يلزمه من مواد يحتاجها في الفترة التالية من اليقظة والنشاط ويعتقد بعض الباحثين أنّ صيانة أنسجة المخ تتم أثناء فترة النوم ،

__________________

(٢٤٦) ـ المصدر السابق / ٢٥.

(٢٤٧) ـ نفس المصدر / ٢٦ ـ ٢٧.

٢٠٤

ومن المعروف أنّ أنسجة الدماغ تتوقف عن النمو بعد عمر معين ، ويقتصر جهد الجسم بعد ذلك على الصيانة والترميم ..»(٢٤٨) .

ب ـ أقوال العلماء في حقيقتها :

يقول العلامة الطباطبائي (قده) : «كان الناس كثير العناية بأمر الرؤى والمنامات منذ عهود قديمة لا يضبط لها بدء تاريخي ، وعند كل قوم قوانين وموازين متفرقة متنوعة يزنون بها المنامات ويعبرون بها ويكشفون رموزها ، ويحلون بها مشكلات إشاراتها فيتوقعون بذلك شراً أو نفعاً أو شراً بزعمهم»(٢٤٩) .

وقد أثير حول حقيقتها التساؤل التالي :

س / هل للرؤى حقيقة أم لا؟

ج / إختلف العلماء في ذلك على قولين :

الأول ـ ذهب الباحثون من علماء الطبيعة الأوروبيين إلى عدم وجود حقيقة للرؤى ، بل ليس للبحث عن شأنها وإرتباطها بالحوادث الخارجية وزناً علمياً ، وهذا ما ذهب إليه علم الهدى السيد المرتضى (قده) ، وملخص عبارته هو : «أنّ النائم غير كامل العقل ؛ لأنّ النائم يفقد شعوره عند النوم ، فما يراه حصيلة عدم الشعور فلا قيمة له ، وجميع منامات الإنسان من هذا القبيل»(٢٥٠) .

__________________

(٢٤٨) ـ المصدر السابق / ٣٠.

(٢٤٩) ـ الطباطبائي ، السيد محمد حسين : الميزان في تفسير القرآن ، ج ١١ / ٢٦٨.

(٢٥٠) ـ الشريف المرتضى ، السيد علي بن الحسين الموسوي : أمالي المرتضى ، ج ٢ / ٣٩٢.

٢٠٥

الثاني ـ ذهب علماء النفس إلى أهمية الرؤيا وقيمتها لإتخاذها في القضية النفسية ـ في أواخر القرن التاسع عشر ـ وإحتجوا ببعض المنامات الصحيحة التي تنبأ عن حوادث مستقبلية ، أو أوامر خفية أوردوها في كتبهم مروية بطرق صحيحة لا يخالطها شك. وهذا ما ذهب إليه العلامة الطباطبائي (قده) في قوله : «ما منا واحد إلا وقد شاهد من نفسه شيئاً من الرؤى والمنامات دَلّهُ على بعض الأمور الخفية أو المشكلات العلمية أو الحوادث التي ستستقبله من الخير أو الشر أو وقوع سمعه بعض المنامات التي من هذا القبيل ، ولا سبيل إلى حمل ذلك على الإتفاق وإنتفاء أي رابطة بينها وبين ما ينطبق عليها من التأويل ، وخاصة في المنامات الصريحة التي لا تحتاج إلى تعبير»(٢٥١) .

وبعد ذكر أهم الأقوال في مسألة الرؤى ؛ نخرج بالنتيجة التالية :

أولاً ـ لا ينكر الإنسان أنّ للعوامل الخارجية المرتبطة ببدنه كالحر والبرد ونحو ذلك ، وكذلك للعوامل الداخلية الطارئة عليه ، كأنواع الأمراض ، وإمتلاء المعدة تأثير في المتخيلة ، وتأثير على الرؤى ولذا نلاحظ أنّ أغلب الرؤى والمنامات من التخيلات النفسانية التي لها إرتباط بشيء من الأسباب المذكورة ، فمثلاً : من أثّرَت فيها حرارة أو برودة بالغة ؛ يرى في منامه نيراناً مؤججة أو الشتاء ونزول الثلج. وأنّ من إنحرف مزاجه أو امتلأت معدته ؛ يرى رؤيا مشوشة.

وهذا الذي ذكره منكروا حقيقة الرؤى من علماء الطبيعة. وهذه الدعوى يمكن إبطالها بما يلي :

__________________

(٢٥١) ـ الطباطبائي ، السيد محمد حسين ، الميزان في تفسير القرآن : ج ١١ / ٢٦٩.

٢٠٦

توجد بعض المنامات والرؤى الصادقة التي تكشف حقائق لا سبيل إلى إنكارها ونفي الرابطة بينها وبين الحوادث الخارجية والأمور المستكشفة ، ومن الشواهد على ذلك التالي :

١ ـ رؤيا ابراهيم عليه السلام في ابنه اسماعيل عليه السلام حيث أخبر عنها القرآن الكريم في قوله تعالى :( فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَىٰ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَىٰ قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ ) [الصافات / ١٠٢].

٢ ـ رؤيا الملك :( وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَىٰ سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ ) [يوسف / ٤٣].

٣ ـ رؤيا صاحبي يوسف عليه السلام في السجن :( قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا وَقَالَ الْآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ) [يوسف / ٣٦].

٤ ـ ومن هذا القبيل ما ذكره الشهيد المطهري ـ حكاية عن زوجته ـ : «وأخبرتني ليلة ـ وكان ذلك قبل السحر ، من شهر رمضان بساعتين ـ بأنها رأت في المنام أبيها وهو غضبان : أين فلان؟ قلت له : لماذا؟ قال : إنّه يريد الزواج من شابة نصرانية. ثم قالت زوجتي : بأنها رأت في المنام ليلة أخرى هذه البنت النصرانية وقالت لها : لماذا لا تتركي هذا الشاب؟ فأنتِ نصرانية وهو مسلم ، أنت غريبة وهو شرقي ، وليس بينكما وجه إشتراك.

فقالت هذه الشابة : سوف تصلكم غداً رسالتي عليها علامة رقم (٨٨). فلما صلينا صلاة الصبح بقينا إلى طلوع الشمس ، وإذا بالباب يطرق ، فلما ذهب الشاب يفتح الباب ؛ إذا بساعي البريد على الباب ، أخذ الشاب الرسالة

٢٠٧

وفَضّها يقرأها ؛ فوجدها رسالة البنت النصرانية ، فقال : يا سبحان الله ، وأخذ يقرأها وكانت قد كتبت فيها : إني في المستشفى وقد أجريت لي عملية جراحية ـ وكانت قد أخبرته بأنها مريضة وقد تجري عملية جراحية ـ ولا أدري هل تتحسن صحتي أم لا؟ لأني الآن أملي على شخص بكتابة هذه الرسالة ، ولعله لا يصلك بعد هذه الرسالة شيء ، ثم قالت : بأنّ عنوانها قد تغير ، فإنّ أردت المراسلة فراسل على هذا العنوان : (.. رقم المنزل ٨٨) وكتبت هذا الرقم بظهر الرسالة أيضاً ، كل ذلك كان بعد ساعات من الرؤيا»(٢٥٢) .

فظهر مما ذكرناه أنّ جميع الرؤى لا تخلو عن حقيقة ، أي أنّ هذه الإدراكات المتنوعة المختلفة التي تعرض النفس الإنسانية ـ وهي الرؤى ـ لها أصول وأسباب تستدعي وجودها للنفس وظهورها للخيال ، وهي على اختلافها تحكي أنّ لكل منام تأويل وتعبير ، غير أنّ بعضها السبب الطبيعي العامل في البدن حال النوم ، وتأويل بعضها ، السبب الخلقي أو أسباب متفرقة.

إذن لا ربط لبعض الرؤى بذكريات وسوابق في الماضي ، لتكون راجعة للأسباب التي ذكرت سابقاً!

ثانياً ـ ما ذكر في القرآن الكريم من أنّ الرؤيا ، قد تكون أضغاث أحلام كما في قوله تعالى :( قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الْأَحْلَامِ بِعَالِمِينَ ) [يوسف / ٤٤].

وقد تكون رؤيا صادقة كرؤيا يوسف عليه السلام ، كما في قوله تعالى :( إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ ) [يوسف / ٤].

__________________

(٢٥٢) ـ المطهري ، الشيخ مرتضى : التوحيد / ١٥١ ـ ١٥٢.

٢٠٨

فعبرها له أبوه بما سيكون له من شأن ، وأنّ هذه الكواكب الإحدى عشر ؛ هي أخوته والشمس والقمر أبويه. إلى غير ذلك من الآيات الدالة على ذلك.

ثالثاً ـ إتضح لنا مما تقدم ، أنّ ما ذهب إليه العلامة الطباطبائي (قده) ، وعلماء النفس هو الصحيح.

ج ـ بيان أسمائها ومعانيها :

تظهر أهمية الرؤى والمنامات قديماً وحديثاً ، من خلال ما ذكره المؤرخون والباحثون في الطب الحديث ، وأهم من ذلك ما ذكره القرآن الكريم من الرؤى وأسماءها ، ولعلّ أهم ما ذكره من أسماء هو التالي :

١ ـ الرؤيا :

هي : «تخيل النفس للمعنى في المنام حتى كأنه يراه» (٢٥٣).

وقد وردت هذه اللفظة في القرآن الكريم تسع مرات ، منها قوله تعالى :( وَنَادَيْنَاهُ أَن يَا إِبْرَاهِيمُ *قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا ) [الصافات / ١٠٤ ـ ١٠٥].

٢ ـ الحِلْم :

«والأحلام جمع حلم ، وهو الرؤيا في النوم ، وقد يقال : جاء بالحلم ؛ أي الشيء الكثير ، كأنّه جاء بما لا يرى إلا في النوم لكثرته»(٢٥٤) .

وقد وردت في القرآن الكريم ثلاثة مرات ، منها قوله تعالى :( قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الْأَحْلَامِ بِعَالِمِينَ ) [يوسف / ٤٤].

__________________

(٢٥٣) ـ الطوسي ، الشيخ محمد بن الحسن : التبيان في تفسير القرآن ، ج ٦ / ١٤٥.

(٢٥٤) ـ نفس المصدر / ١٤٦.

٢٠٩

وسميت بـ(أضغاث أحلام) ؛ لأنّ الضغث : هو الحزمة من الحشيش ، والبقل وغيره ، وهو غير متشاكل ولا متلائم ، فشبهوا به تخليط المنام. والفرق بين الرؤيا والحلم : يغلب على الرؤيا ما يراه الإنسان من الخيرو الشيء الحسن ، وغلب الحلم عل ىما يراه الإنسان من الشر والقبيح. ويؤيد هذا المعنى ما في الدرة الباهرة : «قال أبو محمد العسكري عليه السلام : من أكثر المنام رأى الأحلام»(٢٥٥) .

قال الشيخ المجلسي (قده) : «.. أنّ كثرة الغفلة عن ذكر الله وعن الموت وأمور الآخرة موجبة للأماني الباطلة والخيالات الفاسدة التي هي كأضغاث الأحلام ولا يلتفت إليها الكرام. مع أنّ الحمل على ظاهره أظهر وأصوب ، بحمل الأحلام على الفاسدة منها ، كما ورد : (أنّ الحلم من الشيطان ..)(٢٥٦) .

٣ ـ الأحاديث :

قال تعالى :( وَكَذَٰلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ ) [يوسف / ٨]. وسميت الرؤيا بالأحاديث لما يلي :

أ ـ والأحاديث جمع الحديث وربما أريد به الرؤى ؛ لأنّها من حديث النفس ، فإنّ نفس الإنسان تصور له الأمور في المنام ، كما يصور المحدّث لسماعه الأمور في اليقظة فالرؤيا حديث مثله(٢٥٧) .

ب ـ إنّها سميت أحاديث ؛ لأنّها من حديث الملك إن كانت صادقة ، ومن حديث الشيطان إن كانت كاذبة(٢٥٨) .

__________________

(٢٥٥) ـ المجلسي ، الشيخ محمد باقر : بحار الأنوار ، ج ٥٨ / ١٩٠.

(٢٥٦) ـ نفس المصدر / ١٥٣.

(٢٥٧) ـ الطباطبائي ، السيد محمد حسين : الميزان في تفسير القرآن ، ج ١١ / ٧٩ ـ ٨١.

(٢٥٨) ـ نفس المصدر.

٢١٠

ج ـ قال العلامة الطباطبائي (ره) : «وبالجملة معنى كون الرؤيا من الأحاديث ، أنّها من قبيل تصور الأمور للنائم كما يتصور الأنباء والقصص بالتحدي اللفظي ، فهي حديث إما ملكي أو شيطاني أو نفسي كما تقدم ، لكم الحق أنّها من أحاديث النفس بالمباشرة ، وسيجيء إستيفاء البحث في ذلك إن شاء الله تعالى. هذا لكن الظاهر المتحصل من قصته عليه السلام المسرودة في هذه السورة أنّ الأحاديث التي عَلّمه الله تعالى تأويلها أعم من أحاديث الرؤيا ، وإنما هي الأحاديث ؛ أعني الحوادث والوقائع التي تتوصر للإنسان أعم من أن تتصور له في يقظة أو منام ، فإنّ بين الحوادث والأصول التي تنشأ هي منها والغايات التي تنتهي إليها إتصالاً لا يسع إنكاره ، وبذلك يرتبط بعضها ببعض ، فمن الممكن أن يهتدي عبد بإذن الله تعالى إلى هذه الروابط فينكشف له تأويل الأحاديث والحقائق التي تنتهي هي إليها. ويؤيده فيما يرجع إلى المنام ما حكاه الله تعالى من بيان يعقوب تأويل رؤيا يوسف عليه السلام ، وتأويل يوسف لرؤيا نفسه ، ورؤيا صاحبيه في السجن ، ورؤيا عزيز مصر وفيما يرجع إلى اليقظة ما حكاه عن يوسف في السجن بقوله :( قَالَ لَا يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلَّا نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَن يَأْتِيَكُمَا ذَٰلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي ) [يوسف / ٣٧] ، وكذا قوله :( فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَن يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمْرِهِمْ هَـٰذَا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ) [يوسف / ١٥] ، وسيوافيك توضيحه إن شاء الله تعالى»(٢٥٩) .

__________________

(٢٥٩) ـ الطباطبائي ، السيد محمد حسين : الميزان في تفسير القرآن ، ج ١١ / ٧٩ ـ ٨١.

٢١١

٤ ـ البشرى :

هي الرؤيا الحسنة التي يبشر بها المؤمن ، وإلى ذلك يُشير قوله تعالى :( لَهُمُ الْبُشْرَىٰ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ) [يونس / ٦٤].

٥ ـ النجوى :

هي الرؤيا المحزنة للمؤمن ، كما يوضح ذلك قوله تعالى :( إِنَّمَا النَّجْوَىٰ مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ) [المجادلة / ١٠].

قال الشيخ الطبرسي (ره) : «وقيل : إنّ الآية المراد بها أحلام المنام التي يراها الإنسان في نومه محزنة. وورد في الخبر عن أبي عبد الله بن مسعود قال : قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : إذا كنتم ثلاثة فلا يتناج إثنان دون صاحبهما ، فإنّ ذلك يحزنه»(٢٦٠) .

وبعد بيان وإيضاح أسماء المنامات والرؤى في القرآن الكريم ؛ تبين لنا أنّها من المسائل المهمة في حياة وطبيعة البشر ، بل هي من المسائل التي شغلت أذهان البشر للتعرف على حقيقتها ، وما الفائدة منها.

__________________

(٢٦٠) ـ الطبرسي ، الشيخ الفضل بن الحسن : مجمع البيان في تفسير القرآن ، ج ٩ ـ ١٠ / ٣١٧.

٢١٢

٢ ـ أقسام الرؤى

الأول ـ تقسيم الروايات

الثاني ـ تقسيم العلماء

الثالث ـ تقسيم العلم الحديث

٢١٣
٢١٤

الأول ـ تقسيم الروايات :

يمكن تقسيم الرؤى في الروايات من خلال ما رواه المسلمون في كتبهم كالتالي :

أ ـ مرويات الإمامية :

١ ـ عن علي بن إسماعيل بن موسى بن جعفر ، عن أبيه ، عن آبائه عليهم السلام ، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : (الرؤيا ثلاثة : بشرى من الله ، وتحزين من الشيطان ، والذي يُحدِّث به الإنسان نفسه فيراه في منامه)(٢٦١) .

٢ ـ وقال صلى الله عليه وآله وسلم : (الرؤيا من الله ، والحلم من الشيطان)(٢٦٢) .

٣ ـ عن أبي عبد الله عليه السلام قال : (الرؤيا على ثلاثة وجوه : بشرى من الله للمؤمن ، وتحذير من الشيطان ، وأضغاث أحلام)(٢٦٣) .

ب ـ مرويات السنة :

١ ـ عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : (إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المؤمن تكذب ، وأصدقهم رؤيا أصدقهم حديثاً ، ورؤيا المسلم جزء من ستة وأربعين جزء من ال نبوة.

والرؤيا ثلاث : فالرؤيا الصالحة بشرى من ا لله ، والرؤيا من تحزين الشيطان ، والرؤيا مما يُحدِّث نفسه ، وإذا رأى أحدكم ما يكره ، فليقم وليتفل ولا يحدث به الناس ، وأحب القيد في النوم ، واكره الغلّ ، القيد ثبات في

__________________

(٢٦١) ـ المجلسي ، الشيخ محمد باقر : بحار الأنوار ، ج ٥٨ / ١٩١.

(٢٦٢) ـ نفس المصدر.

(٢٦٣) ـ الكليني ، الشيخ محمد بن يعقوب : الروضة من الكافي ، ج ٨ / ٩٠.

٢١٥

الدين ، فإن رأى أحدكم رؤيا تعجبه فليقصها إن شاء ، وإن رأى شيئاً يكرهه فلا يقصه على أحد وليقم يصلي)(٢٦٤) .

٢ ـ عن عوف بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : (الرؤيا على ثلاثة : منها تخويف من الشيطان ليحزن به ابن آدم ، ومنها لاأمر يحدِّث به نفسه في اليقظة فيراه في المنام ، ومنها جزء من ستة وأربعين جزء من أجزاء النبوة)(٢٦٥) .

وبعد ذكر المرويات المتقدمة ؛ نخرج بالنتيجة التالية :

أولاً ـ أنّها متفقة على التقسيم الثلاثي وإن إختلفت الألفاظ ، إلا أنّ المعنى واحد ؛ إذ بعض المرويات عبرت بـ(بشرى من الهل) ، وبعضها بـ(جزء من ستة وأربعين جزء من النبوة) والمعنى ـ بقرينة بعض الروايات ـ كما عن أبي سعيد ، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : (الرؤيا الصالحة جزء من سبعين جزء من النبوة)(٢٦٦) . وعن أبي قتادة ، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : (الرؤيا الصالحة بشرى من الله ، وهي جزء من أجزاء النبوة)(٢٦٧) . إذن ، لا خلاف بين هذه الروايات في المعنى.

ثانياً ـ قوله صلى الله عليه وآله وسلم : (إذا اقترب الزمان) ، وعلى رواية أخرى : (إذا تقارب الزمان) : فيه وجوه أهمها ما ذكره ابن الأثير : «أراد إقتراب الساعة. وقيل : إعتدال الليل والنهار ، وتكون الرؤيا صحيحة لإعتدال الزمان»(٢٦٨) .

__________________

(٢٦٤) ـ السيوطي ، عبد الرحمن بن ابي بكر : الدر المنثور ج ٣ / ٣١٢.

(٢٦٥) ـ نفس المصدر / ٣١٣.

(٢٦٦) ـ نفس المصدر.

(٢٦٧) ـ ابن الأثير ، المبارك بن محمد الجزري : النهاية في غريب الحديث والأثر ، ج ٤ / ٣٣.

(٢٦٨) ـ نفس المصدر.

٢١٦

ثالثاً ـ قوله : (لم تكن رؤيا المؤمن تكذب ، وأصدقهم رؤيا أصدقهم حديثاً) ،

فيه وجوه :

١ ـ قال النووي ـ في شرح الصحيح ـ : «ظاهره أنه على إطلاقه ، حكى القاضي عن بعض العلماء أنّ هذا يكون في آخر الزمان عند إنقطاع العلم موت العلماء والصالحين ومن يستضاء بقوله وعمله ، فجعله الله تعالى جابراً وعوضاً ومنبهاً لهم ، والأول أظهر ؛ لأنّ غير الصادق في حديثه يتطرق الخلل إلى رؤياء وحكايته إياها»(٢٦٩) .

٢ ـ قال الشيخ المجلسي (قده) : «لما غَيّب الله تعالى في آخر الزمان عن الناس حجتهم ؛ تفضل عليهم وأعطاهم رأياً في إستنباط الأحكام الشرعية ، مما وصل إليهم من أئمتهم عليهم السلام ، ولما حجب عنهم الوحي وخُزّانه ؛ أعطاهم الرؤيا الصادقة أزيد مما كان لغيرهم ، ليظهر عليهم بعض الحوادث قبل حدوثها»(٢٧٠) .

رابعاً ـ قوله : (جزء أو سبعين جزء من أجزاء النبوة). فيه وجوه كالتالي :

١ ـ قال ابن عبد البر : «إختلاف الآثار في هذا الباب في عدد أجزاء الرؤيا ليس ذلك عندي إختلاف متضاد متدافع ـ والله أعلم ـ ؛ لأنّه يحتمل أن تكون الرؤيا الصالحة من بعض من يراها على حسب ما يكون من صدق الحديث وأداء الأمانة والدين المتين وحسن اليقين ، فعلى قدر إختلاف الناس فيما وصفناه تكون الرؤيا منهم على الأجزاء المختلفة العدد ، فمن خلصت نيته في عبادة ربه ويقينه وصدق حديثه ؛ كانت رؤياه أصدق ، وإلى النبوة

__________________

(٢٦٩) ـ الووي ، محي الدين بن شرف : شرح صحيح مسلم ، مج ٨ ، ج ١٥ / ٢٠ (كتاب الرؤيا).

(٢٧٠) ـ المجلسي ، الشيخ محمد باقر : بحار الأنوار ، ج ٥٨ / ١٧٧.

٢١٧

أقرب ، كما أنّ الأنبياء يتفاضلون ، قال الله تعالى :( وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَىٰ بَعْضٍ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا ) [الإسراء / ٥٥].

وأيّد القرطبي بقوله : «فهذا التأويل يجمع شتات الأحاديث ، وهو أولى من تفسير بعضها دون بعض وطرحه»(٢٧١) .

٢ ـ قال الشيخ المجلسي (قده) : «لعل المراد أنّ للنبوة أجزاء كثيرة ، سبعون منها من قبل الرأي ؛ أي الإستنباط اليقيني ، لا الإجتهاد والتظني ، والرؤيا الصادقة ، فهذا المعنى الحاصل لأهل آخر الزمان ، على تلك السبعين ، ومشابه لها وإن كان في النبوة أقوى»(٢٧٢) .

٣ ـ يمكن الجمع بين هذين القولين بما يلي :

أ ـ إنّ ذكر عدد الأجزاء بـ(سبعين ، أو ستين ، أو خمسين ، أو أربعين) ـ كما ورد في الروايات ، لعله من باب التمثيل ، كما قيل في قوله تعالى :( إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً ) [التوبة / ٨٠]. وقوله تعالى :( ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا ) [الحاقة / ٣٢].

وأيضاً ورد عدد (أربعين) في بعض الآيات كما في قوله تعالى :( وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَىٰ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ) [البقرة / ٥١]. وقوله تعالى :( فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً ) [المائدة / ٢٦]. وقوله تعالى :( حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً ) [الأحقاف / ١٥]. ففي كل هذه الآيات لعلها كناية عن الكثرة وطول المدة وما شابه ذلك.

__________________

(٢٧١) ـ القرطبي ، محمد بن احمد : الجامع لأحكام القرآن ، ج ٩ / ١٢٣.

(٢٧٢) ـ المجلسي ، الشيخ محمد باقر : بحار الأنوار ج ٥٨ / ١٧٧.

٢١٨

ولهذا لم يهتم ابن عبد البر بالعدد ، وقال : «إختلاف الآثار في هذا الباب في عدد أجزاء الرؤيا ، ليس ذلك عندي إختلاف متضاد متدافع». فبقوله هذا جمع بين هذه الروايات.

ب ـ يتفق الشيخ المجلسي وابن عبد البر على أنّ العبد كلما أخلص لله صدقت رؤياه وشُبِّه بالأنبياء من حيث صدق الرؤيا ، فكما أنّ المؤمنين على درجات من الإخلاص ، كذلك الأنبياء على درجات من المراتب والفضل.

خامساً ـ قوله : (وأكره الغُلّ) ، يمكن إرجاع ذلك إلى معنيين كالتالي :

١ ـ (الغُلّ : مختص بما يُقيّد به فيجعل الأعضاء وسطه ، وجمعه أغلال ، وغُلَّ فلان قيّد به. قال :( خُذُوهُ فَغُلُّوهُ ) [الحاقة / ٣٠] وقيل للبخيل هو مغلول اليد ، قال تعالى :( وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَىٰ عُنُقِكَ ) [الإسراء / ٢٩].

٢ ـ الغِلّ : العداوة والضغن ، قال تعالى :( وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ ) [الأعراف / ٤٣](٢٧٣) .

وبعد هذا لا مانع من إرادة المعنيين ؛ حيث أنّ البخل والضغن والعداوة مانعة من الرؤيا الصادقة.

الثاني ـ تقسيم العلماء :

لعلّ أهم تقسيم للعلماء هو ما يلي :

١ ـ حديث النفس بالشيء والفكر فيه ، حتى يحصل كالمنطبع في النفس ، فيخيل إلى النائم ذلك بعينه وأشكاله ونتائجه ، فمثلاً : ضعيف النفس الخائف

__________________

(٢٧٣) ـ الراغب الإصفهاني ، الحسين بن محمد : المفردات في غريب القرآن ، ج ٢ / ٤٧٠.

٢١٩

الذعران يتصور في نومه أموراً هائلة ، وكذلك البغض والعداوة والعجب ونحو ذلك يرى صوراً تناسبه وتلائمه.

٢ ـ تأثير الطبايع وما يكون من قهر بعضها لبعض ، فيطرب المزاج ويتخيل لصاحبه ما يلائم ذلك الطبع الغالب ، فترى من أثرت فيه حرارة أو برودة بالغة يرى في منامه نيراناً مؤججة ، أو نزول ثلج والمطر ، ومن إمتلأت معدته يرى رؤيا مشوشة لا ترجع إلى طائل.

٣ ـ ألطاف من الله عَزّ وجَلّ لبعض خلقه ، من تنبيه وتيسير وأعذار وإنذار ، فيلقى في روعه ما ينتج له تخيلات وأمور تدعوه إلى الطاعة والشكر على النعمة ، وتزجره عن المعصية وتخوّفه الآخرة ويحصل له مصلحة وزيادة فائدة ، وفكر يحدث له معرفة.

٤ ـ أسباب من الشيطان ووسوسة يفعلها للإنسان ويُذكره بها ، أموراً تحزنه وأسباباً تغمه فيما لا يناله ، أو يدعوه إلى ارتكاب محظور يكون فيه هلاكه ، أو تخيل شبهة في دينه ، وذلك مختص بمن عدم التوفيق لعصيانه وكثرة تفريطه في طاعات الله سبحانه.

٥ ـ ما يكون من غير سبب إعتقاداً مبتدأ.

الثالث ـ تقسيم العلم الحديث :

تفيد الأبحاث العلمية أنّ النائم يحلم بمعدل مرة واحدة كل حوالي مائة دقيقة نوم ويدوم كل حلم حوالي ١٥ دقيقة في النصف الأول من الليل في حين تزيد المدة في النصف الثاني من الليل إلى حوالي الضعفين. أي ثلاثة دقيقة.

وقد قسم العلماء الأحلام التي تحدث للإنسان أثناء النوم إلى ما يلي :

١ ـ ما تحدث للإنسان أثناء النوم إلى عدة مجموعات :

٢٢٠

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

فروع :

أ - العنبر إن اُخذ بالغوص ، كان له حكمه في اعتبار النصاب ، وإن ( جُبي )(١) من وجه الماء ، كان له حكم المعادن.

ب - قال الشيخ : العنبر نبات من البحر(٢) .

وقيل : هو من عين في البحر(٣) .

وقيل : العنبر يقذفه البحر إلى جزيرة ، فلا يأكله شي‌ء إلّا مات ، ولا ينقله طائر بمنقاره إلّا نصل(٤) منقاره ، وإذا وضع رجله عليه ، نصلت أظفاره ويموت(٥) .

ج - قال الشيخ : الحيوان المصاد من البحر لا خمس فيه ، فإن اُخرج بالغوص أو اُخذ قُفّيّاً(٦) ففيه الخُمس(٧) .

وفيه بُعد ، والوجه : إلحاقه بالأرباح التي تعتبر فيها مؤونة السنة.

د - السمك لا شي‌ء فيه - وهو قول العلماء(٨) . إلّا في رواية عن أحمد وعمر بن عبد العزيز(٩) - لأنّه من صيد فلا شي‌ء فيه.

الصنف الخامس : أرباح التجارات والزراعات والصنائع وسائر الاكتسابات‌ بعد إخراج مؤونة السنة له ولعياله على الاقتصاد من غير إسراف ولا‌

____________________

(١) في « ط وف » : جُني.

(٢) حكاه عنه ابن إدريس في السرائر : ١١٣.

(٣) حكاه عن كتاب منهاج البيان لابن جزلة ، ابن إدريس في السرائر : ١١٣.

(٤) أي : خرج. الصحاح ٥ : ١٨٣٠.

(٥) حكاه عن كتاب الحيوان للجاحظ [ ٥ : ٣٦٢ ] ابن إدريس في السرائر : ١١٣.

(٦) أي : يصطاد بالقفّة ، وهي زبيل يعمل من الخوص ، اُنظر لسان العرب ٩ : ٢٨٧.

(٧) المبسوط للطوسي ١ : ٢٣٧ - ٢٣٨.

(٨) المغني ٢ : ٦٢٠ ، الشرح الكبير ٢ : ٥٨٧.

(٩) المغني ٢ : ٦٢٠ ، الشرح الكبير ٢ : ٥٨٧ - ٥٨٨.

٤٢١

تقتير ، عند علمائنا كافة - خلافاً للجمهور كافة(١) - لعموم( وَاعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ ) (٢) وقوله( أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّباتِ ما كَسَبْتُمْ وَمِمّا أَخْرَجْنا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ ) (٣) .

وللتواتر المستفاد من الأئمةعليهم‌السلام .

قال الصادقعليه‌السلام : « على كلّ امرئ غنم أو اكتسب الخُمس ممّا أصاب لفاطمةعليها‌السلام ولمن يلي أمرها من بعدها من ذريتها الحجج على الناس ، فذلك لهم خاصة يضعونه حيث شاؤوا ، وحرم عليهم الصدقة ، حتى الخيّاط ليخيط قميصاً بخمسة دوانيق ، فلنا منه دانق ، إلّا من أحللناه من شيعتنا ؛ لتطيب لهم الولادة ، إنّه ليس عند الله شي‌ء يوم القيامة أعظم من الزنا ، إنّه يقوم صاحب الخُمس يقول : يا رب سل هؤلاء بما اُبيحوا(٤) »(٥) .

وكتب بعض أصحابنا الى أبي جعفر الثانيعليه‌السلام أخبرني عن الخُمس ، هل على جميع ما يستفيد الرجل من قليل وكثير من جميع الضروب وعلى الصناع وكيف ذلك؟ فكتب بخطّه : « الخمس بعد المؤونة »(٦) .

إذا عرفت هذا ، فالميراث لا خمس فيه ، سواء كان محتسباً كالأب والابن ، أو غير محتسب كالنسب المجهول ؛ لبُعده.

وعن بعض علمائنا : يجب فيه الخُمس مطلقاً وفي الهبة والهدية(٧) .

والمشهور خلاف ذلك في الجميع.

____________________

(١) كما في المعتبر : ٢٩٣.

(٢) الأنفال : ٤١.

(٣) البقرة : ٢٦٧.

(٤) في الاستبصار : بما نكحوا.

(٥) التهذيب ٤ : ١٢٢ / ٣٤٨ ، الاستبصار ٢ : ٥٥ / ١٨٠.

(٦) التهذيب ٤ : ١٢٣ / ٣٥٢ ، الاستبصار ٢ : ٥٥ / ١٨١.

(٧) أبو الصلاح الحلبي في الكافي في الفقه : ١٧٠.

٤٢٢

الصنف السادس : الحلال إذا اختلط بالحرام ولم يتميّز‌ ولا عُرف مقدار الحرام ولا مستحقّه ، أخرج خُمسه ، وحلّ له الباقي ؛ لأنّ منعه من التصرف في الجميع ينافي المالية ، ويستعقب ضرراً عظيماً بترك الانتفاع بالمال وقت الحاجة ، والتسويغ للجميع إباحة للحرام ، وكلاهما منفيان ، ولا مخلص إلّا إخراج الخُمس إلى الذرية.

قال الصادقعليه‌السلام : « إن أمير المؤمنينعليه‌السلام أتاه رجل ، فقال : يا أمير المؤمنين إنّي أصبت مالاً لا أعرف حلاله من حرامه ؛ فقال : أخرج الخمس من ذلك المال ، فإنّ الله تعالى قد رضي من المال بالخمس ، واجتنب ما كان صاحبه يعمل(١) »(٢) .

ولو عرف مقدار الحرام ، وجب إخراجه ، سواء قلّ عن الخُمس أو كثر ، وكذا لو عرفه بعينه.

ولو عرف أنّه أكثر من الخُمس ، وجب إخراج الخمس وما يغلب على الظن في الزائد.

ولو عرف صاحبه وقدره ، وجب إيصاله اليه ، فإن جهل القدر ، صالحه ، أو أخرج ما يغلب على ظنّه ، فإن لم يصالحه مالكه ، أخرج خُمسه اليه ، لأنّ هذا القدر جعله الله تعالى مطهِّراً للمال.

الصنف السابع : الذمّي إذا اشترى أرضاً من مسلم‌ ، وجب عليه الخُمس عند علمائنا ؛ لقول الباقرعليه‌السلام : « أيّما ذمّي اشترى من مسلم أرضاً فإنّ عليه الخُمس »(٣) .

وقال مالك : إن كانت الأرض عُشريةً ، منع من شرائها - وبه قال أهل‌

____________________

(١) في الموضع الثاني من المصدر : « يعلم » بدل « يعمل » وهو الأنسب.

(٢) التهذيب ٤ : ١٢٤ / ٣٥٨ و ١٣٨ / ٣٩٠.

(٣) التهذيب ٤ : ١٢٣ - ١٢٤ / ٣٥٥ ، والفقيه ٢ : ٢٢ / ٨١.

٤٢٣

المدينة وأحمد في رواية(١) - فإن اشتراها ، ضُوعف العُشر عليه ، فوجب عليه الخمس(٢) .

وقال أبو حنيفة : تصير أرضَ خراج(٣) .

وقال الثوري والشافعي وأحمد في رواية اُخرى : يصح البيع ولا شي‌ء عليه ولا عُشر أيضاً(٤) .

وقال محمد بن الحسن : عليه العُشر(٥) .

* * *

____________________

(١ و ٢ ) المغني ٢ : ٥٩٠ ، الشرح الكبير ٢ : ٥٧٩.

(٣) المبسوط للسرخسي ٣ : ٦ ، المغني ٢ : ٥٩٠ ، الشرح الكبير ٢ : ٥٧٩.

(٤) المغني ٢ : ٥٩٠ ، الشرح الكبير ٢ : ٥٧٨.

(٥) المبسوط للسرخسي ٣ : ٦ ، المغني ٢ : ٥٩٠ ، الشرح الكبير ٢ : ٥٧٩.

٤٢٤

٤٢٥

الفصل الثاني

في النصب‌

مسألة ٣١٥ : النصاب في الكنز عشرون مثقالاً ، فلا يجب فيما دونه خُمس‌ عند علمائنا - وبه قال الشافعي في الجديد(١) - لقولهعليه‌السلام : ( ليس فيما دون خَمس أواق صدقة )(٢) .

ومن طريق الخاصة : ما روي عن الرضاعليه‌السلام : أنّه سئل عمّا يجب فيه الخُمس من الكنز ، فقال : « ما تجب الزكاة في مثله ففيه الخُمس »(٣) .

ولأنّه حقٌّ مالي يجب فيما استخرج من الأرض ، فاعتبر فيه النصاب كالمعدن والزرع.

وقال الشافعي في القديم : لا يعتبر فيه النصاب ، بل يجب في قليله‌

____________________

(١) المهذب للشيرازي ١ : ١٧٠ ، المجموع ٦ : ٩٩ ، فتح العزيز ٦ : ١٠٣ ، حلية العلماء ٣ : ١١٨ ، المغني ٢ : ٦١٣ ، الشرح الكبير ٢ : ٥٨٨.

(٢) صحيح البخاري ٢ : ١٤٤ ، سنن أبي داود ٢ : ٩٤ / ١٥٥٨ ، سنن النسائي ٥ : ١٨ ، مسند أحمد ٣ : ٦.

(٣) الفقيه ٢ : ٢١ / ٧٥.

٤٢٦

وكثيرة(١) - وبه قال مالك وأحمد وأبو حنيفة(٢) - لعموم ( وفي الركاز الخُمس )(٣) .

ولأنّه مال يخمّس ، فلا يعتبر فيه النصاب كالغنيمة.

والخبر ليس من صيغ العموم. سلّمنا ، لكنّه مخصَّص بما تقدّم.

وينتقض قياسهم بالمعدن.

فروع :

أ - ليس للركاز نصاب آخر ، بل يجب في الزائد مطلقاً.

ب - هذه العشرون معتبرة في الذهب ، وفي الفضة مائتا درهم ، وما عداهما يعتبر فيه قيمته بأحدهما.

ج - لو وجد ركازاً أقلّ من النصاب ، لم يجب عليه شي‌ء وإن كان معه مال زكوي ، وسواء كان قد استفاد الكنز آخر حول المال أو قبله أو بعده ، وسواء كان الزكوي نصاباً ، أو تمّ بالركاز ، خلافاً للشافعي(٤) ، فإنّه ضمّه إليه ، إذ جعل الواجب زكاة وإن أوجب الخُمس.

د - لو وجد ركازاً أقلّ ، ثم وجد آخر كمل به النصاب ، لم يجب شي‌ء ، كاللقطة المتعدّدة.

مسألة ٣١٦ : اختلف علماؤنا في اعتبار النصاب في المعادن‌ ، فقال الشيخ في بعض كتبه : يعتبر(٥) - وبه قال الشافعي ومالك وأحمد وإسحاق(٦) -

____________________

(١) المهذب للشيرازي ١ : ١٧٠ ، المجموع ٦ : ٩٩ ، فتح العزيز ٦ : ١٠٣ ، حلية العلماء ٣ : ١١٨ ، المغني ٢ : ٦١٣ ، الشرح الكبير ٢ : ٥٨٨.

(٢) الشرح الصغير ١ : ٢٣٠ ، المغني ٢ : ٦١٣ ، الشرح الكبير ٢ : ٥٨٨ ، حلية العلماء ٣ : ١١٨.

(٣) تقدّمت الإِشارة الى مصادره في صفحة ٤١٢ ، الهامش (٥)

(٤) الاُم ٢ : ٤٥ ، حلية العلماء ٣ : ١١٨.

(٥) النهاية : ١٩٧ ، المبسوط للطوسي ١ : ٢٣٧.

(٦) الاُم ٢ : ٤٣ ، المهذب للشيرازي ١ : ١٦٩ ، المجموع ٦ : ٩٠ ، فتح العزيز ٦ : ٩٢ ، =

٤٢٧

لقولهعليه‌السلام : ( ليس عليكم في الذهب شي‌ء حتى يبلغ عشرين مثقالاً )(١) .

ومن طريق الخاصة : ما رواه البزنطي ، أنّه سأل الرضاعليه‌السلام ، عمّا أخرج المعدن من قليل وكثير هل فيه شي‌ء؟ قال : « ليس فيه شي‌ء حتى يبلغ ما يكون في مثله الزكاة عشرين ديناراً »(٢) .

وقال الشيخ في بعض كتبه : لا يعتبر(٣) - وبه قال أبو حنيفة(٤) - لأنّه مال يجب تخميسه ، فلا يعتبر فيه النصاب كالفي‌ء والغنيمة.

والفرق : أنّهما لا يستحقّان على المسلم ، وإنّما يملكه أهل الخُمس من الكفّار بالاغتنام.

إذا ثبت هذا ، ففي قدر النصاب عند من اعتبره من علمائنا قولان : أحدهما : عشرون ؛ لما تقدّم.

والثاني : دينار واحد ؛ لأنّ الرضاعليه‌السلام سئل عمّا يخرج من البحر من اللؤلؤ والياقوت والزبرجد ، وعن معادن الذهب والفضة هل فيه زكاة؟

فقال : « إذا بلغ قيمته ديناراً ففيه الخُمس »(٥) .

مسألة ٣١٧ : يعتبر النصاب بعد المؤونة‌ ؛ لأنّها وُصلة الى تحصيله ، وطريق الى تناوله فكانت منهما كالشريكين.

____________________

= حلية العلماء ٣ : ١١٢ ، المدونة الكبرى ١ : ٢٨٧ ، بداية المجتهد ١ : ٢٥٨ ، المغني ٢ : ٦١٨ ، الشرح الكبير ٢ : ٥٨٤.

(١) أورده ابن قدامة في المغني ٢ : ٦١٨.

(٢) التهذيب ٤ : ١٣٨ / ٣٩١.

(٣) الخلاف ٢ : ١١٩ ، المسألة ١٤٢.

(٤) المبسوط للسرخسي ٢ : ٢١١ ، المجموع ٦ : ٩٠ ، فتح العزيز ٦ : ٩٢ ، بداية المجتهد ١ : ٢٥٨ ، حلية العلماء ٣ : ١١٢ ، المغني ٢ : ٦١٨ ، الشرح الكبير ٢ : ٥٨٤.

(٥) الكافي ١ : ٤٥٩ / ٢١ ، التهذيب ٤ : ١٢٤ / ٣٥٦.

٤٢٨

وقال الشافعي وأحمد : المؤونة على المخرج ، لأنّه زكاة(١) . وهو ممنوع.

ويعتبر النصاب فيما أخرجه دفعة واحدة أو دفعات لا يترك العمل بينها على سبيل الإِهمال ، فلو عمل ثم أهمل ثم عمل ، لم يضمّ أحدهما الى الآخر. ولو ترك للاستراحة أو لإِصلاح آلة أو لقضاء حاجة ، ضمّ الثاني الى الأول. ويعتبر النصاب في الذهب ، وما عداه قيمته.

ولو اشتمل على جنسين ، كذهب وفضة أو غيرهما ، ضُمّ أحدهما إلى الآخر ، خلافاً لبعض الجمهور ، حيث قال : لا يُضمّ مطلقاً(٢) .

وقال بعضهم : لا يُضمّ في الذهب والفضة ، ويُضمّ في غيرهما(٣) .

مسألة ٣١٨ : النصاب في الغوص دينار واحد ، فما نقص عنه ، لم يجب فيه شي‌ء‌ ، عند علمائنا - خلافاً للجمهور كافة - لأنّ الرضاعليه‌السلام سئل عن معادن الذهب والفضّة هل فيه زكاة؟ فقال : « إذا بلغ قيمته ديناراً ففيه الخمس »(٤) .

ولا يعتبر في الزائد نصاب ، ولو أخرج النصاب في دفعتين ، فإن أعرض للإِهمال فلا شي‌ء ، وإلّا ضمّ أحدهما الى الآخر.

مسألة ٣١٩ : لا يجب في فوائد الاكتسابات والأرباح في التجارات والزراعات شي‌ء‌ إلّا فيما يفضل عن مؤونته ومؤونة عياله سنة كاملة ، عند علمائنا ، لقولهعليه‌السلام : ( لا صدقة إلّا عن ظهر غنى )(٥) .

ولقول أبي جعفر الثانيعليه‌السلام : « الخُمس بعد المؤونة »(٦) .

____________________

(١) المجموع ٦ : ٩١ ، حلية العلماء ٣ : ١١٣ ، المغني ٢ : ٦١٩ ، الشرح الكبير ٢ : ٥٨٦ ، وحكى قولهما أيضاً المحقّق في المعتبر : ٢٩٣.

(٢ و ٣ ) المغني ٢ : ٦١٨ ، والشرح الكبير ٢ : ٥٨٥.

(٤) التهذيب ٤ : ١٢٤ / ٣٥٦ ، والكافي ١ : ٤٥٩ / ٢١.

(٥) مسند أحمد ٢ : ٢٣٠.

(٦) التهذيب ٤ : ١٢٣ / ٣٥٢ ، الاستبصار ٢ : ٥٥ / ١٨١.

٤٢٩

وقولهعليه‌السلام : « عليه الخُمس بعد مؤونته ومؤونة عياله وبعد خراج السلطان »(١) .

مسألة ٣٢٠ : ولا يجب في الفوائد من الأرباح والمكاسب على الفور‌ ، بل يتربّص الى تمام السنة ، ويخرج خمس الفاضل ، لعدم دليل الفورية ، مع أصالة براءة الذمة.

ولأنّ تحقيق قدر المؤونة إنّما يثبت بعد المدّة ، لجواز تجديد ما لم يكن كتزويج بنت وعمارة منزل وغيرهما من المتجدّدات.

ولا يراعى الحول في غيره ، ولا فيه إلاّ على سبيل الرفق بالمكتسب.

ولا يجب النصاب في الغنائم في دار الحرب ، ولا في الممتزج بالحرام ، ولا أرض الذمي ، للعموم السالم عن المخصّص.

* * *

____________________

(١) التهذيب ٤ : ١٢٣ / ٣٥٤ ، الاستبصار ٢ : ٥٥ - ٥٦ / ١٨٣.

٤٣٠

٤٣١

الفصل الثالث

في قسمته وبيان مصرفه‌

مسألة ٣٢١ : يقسّم الخُمس ستة أقسام : سهم لله ، وسهم لرسوله ، وسهم لذي القربى ، وسهم لليتامى ، وسهم للمساكين ، وسهم لأبناء السبيل ، عند جمهور علمائنا - وبه قال أبو العالية الرياحي(١) - للآية(٢) المقتضية للتشريك.

وقول الكاظمعليه‌السلام : « يقسّم الخمس على ستة أسهم »(٣) .

وقال بعض علمائنا : يقسّم خمسة أقسام : سهم لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وسهم لذي القربى ، إلى آخره(٤) ، وبه قال الشافعي وأبو حنيفة ؛ لأنّهعليه‌السلام ، قسّم الخُمس خمسة أقسام(٥) .

____________________

(١) حكاه الشيخ الطوسي في الخلاف ، كتاب الفي‌ء وقسمة الغنائم ، المسألة ٣٧ ، والمحقق في المعتبر : ٢٩٤ ، وانظر : المغني ٧ : ٣٠٠ - ٣٠١ ، والشرح الكبير ١٠ : ٤٨٦.

(٢) الأنفال : ٤١.

(٣) التهذيب ٤ : ١٢٨ / ٣٦٦ ، الاستبصار ٢ : ٥٦ / ١٨٥.

(٤) حكاه أيضاً المحقّق في شرائع الإِسلام ١ : ١٨٢.

(٥) المهذب للشيرازي ٢ : ٢٤٧ ، حلية العلماء ٧ : ٦٨٧ ، المغني ٧ : ٣٠٠ و ٣٠١ ، الشرح الكبير ١٠ : ٤٨٦ و ٤٨٧ ، الهداية للمرغيناني ٢ : ١٤٨ ، بدائع الصنائع ٧ : ١٢٤ ، المبسوط للسرخسي ٣ : ١٧.

٤٣٢

وليس بذاك ؛ لجواز ترك بعض حقّه.

مسألة ٣٢٢ : سهم الله وسهم رسوله للرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله ‌ ، يصنع به في حياته ما شاء ، وبعده للإِمام القائم مقامه ، لأنّه حقٌّ له باعتبار ولايته العامة ، ليصرف بعضه في المحاويج ، فينتقل الى مَن يَنُويُه في ذلك.

وللروايات عن أهل البيتعليهم‌السلام (١) .

وقال الشافعي : ينتقل سهم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، الى المصالح ، كبناء القناطر وعمارة المساجد وأرزاق القضاة وشبهه(٢) .

وقال أبو حنيفة : يسقط بموتهعليه‌السلام (٣) . وليس بمعتمد.

مسألة ٣٢٣ : المراد بذي القُربى الإِمامعليه‌السلام خاصة‌ عند علمائنا ؛ لوحدته لفظاً ، فلا يتناول أكثر من الواحد حقيقةً ، والأصل عدم المجاز. وللرواية(٤) .

وقال الشافعي : المراد به قرابة النبيعليه‌السلام من ولد هاشم والمطّلب أخيه ، الصغير والكبير والقريب والبعيد سواءً ، للذكر ضِعفُ الاُنثى ؛ لأنّه ميراث(٥) .

وقال المزني وأبو ثور : يستوي الذكر والاُنثى ؛ لأنّه مُستَحقٌ بالقرابة(٦) .

____________________

(١) اُنظر على سبيل المثال : التهذيب ٤ : ١٢٨ / ٣٦٦.

(٢) المهذب للشيرازي ٢ : ٢٤٧ ، الوجيز ١ : ٢٨٨ ، حلية العلماء ٧ : ٦٨٨ ، المغني ٧ : ٣٠٢ ، الشرح الكبير ١٠ : ٤٨٩.

(٣) الهداية للمرغيناني ٢ : ١٤٨ ، المبسوط للسرخسي ٣ : ١٧ ، بدائع الصنائع ٧ : ١٢٥ ، المغني ٧ : ٣٠١ ، الشرح الكبير ١٠ : ٤٨٦ ، حلية العلماء ٧ : ٦٨٧.

(٤) التهذيب ٤ : ١٢٥ / ٣٦١ و ١٢٦ - ١٢٧ / ٣٦٤.

(٥) المهذب للشيرازي ٢ : ٢٤٨ ، الوجيز ١ : ٢٨٨ ، حلية العلماء ٧ : ٦٨٨ ، المغني ٧ : ٣٠٥ ، الشرح الكبير ١٠ : ٤٩٢.

(٦) المهذب للشيرازي ٢ : ٢٤٨ ، حلية العلماء ٧ : ٦٨٨ ، المغني ٧ : ٣٠٥ ، الشرح الكبير ١٠ : ٤٩٢.

٤٣٣

إذا عرفت هذا فسهم ذي القُربى للإِمام بعد الرسولعليه‌السلام ، فلا يسقط بموته ، وبعدم السقوط قال الشافعي(١) .

وقال أبو حنيفة : يسقط بموته(٢) .

وهو خطأ ؛ لأنّه تعالى أضاف السهم الى ذي القربى بلام التمليك.

مسألة ٣٢٤ : المراد باليتامى والمساكين وأبناء السبيل في آية الخُمس‌(٣) : مَن اتّصف بهذه الصفات من آل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وهُم ولد عبد المطّلب بن هاشم - وهم الآن أولاد أبي طالب - والعباس والحارث وأبي لهب خاصة دون غيرهم ، عند عامة علمائنا ؛ لأنّه عوض عن الزكاة ، فيصرف الى مَن مُنِعَ منها.

ولقول أمير المؤمنينعليه‌السلام( وَلِذِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ ) (٤) منّا خاصة(٥) .

وقال الشافعي : سهم ذي القُربى لقرابة النبيعليه‌السلام ، وهُم أولاد هاشم وآل المطّلب(٦) .

وقال أبو حنيفة : إنّه لآل هاشم خاصة(٧) ؛ مع اتّفاقهما على أنّ اليتامى والمساكين وأبناء السبيل غير مختص بالقرابة ، بل هو عام في المسلمين(٨) .

وأطبق الجمهور كافّة على تشريك الأصناف الثلاثة من المسلمين في الأسهم الثلاثة(٩) .

____________________

(١) المهذب للشيرازي ٢ : ٢٤٨ ، بدائع الصنائع ٧ : ١٢٥.

(٢) المبسوط للسرخسي ٣ : ١٨ ، الاختيار لتعليل المختار ٤ : ٢٠٧ ، حلية العلماء ٧ : ٦٨٨.

(٣) الأنفال : ٤١.

(٤) الحشر : ٧.

(٥) الكافي ١ : ٤٥٣ / ١.

(٦) المهذب للشيرازي ٢ : ٢٤٨.

(٧) أحكام القرآن - للجصّاص - ٣ : ٦٤ ، التفسير الكبير - للرازي - ١٥ : ١٦٦.

(٨ و ٩ ) الاُم ٤ : ١٤٧ ، المهذب للشيرازي ٢ : ٢٤٨ ، المغني ٧ : ٣٠٦ و ٣٠٧ ، الشرح =‌

٤٣٤

مسألة ٣٢٥ : ولا يستحقّ بنو المطّلب شيئاً من الخُمس‌ ، وتحلّ لهم الزكاة - وبه قال أبو حنيفة(١) - لتساوي بني المطّلب وبني نوفل وعبد شمس في القرابة ، فإذا لم يستحقّ بنو نوفل وعبد شمس فكذا مُساويهم.

ولقول الكاظمعليه‌السلام : « الذين جعل الله لهم الخُمس هُم قرابة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وهُم بنو عبد المطّلب الذكر والاُنثى منهم ، ليس فيهم من أهل بيوتات قريش ، ولا من العرب أحد »(٢) .

وقال الشافعي : إنّ بني المطّلب يستحقّون(٣) ؛ لقول النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : ( أنا وبنو المطّلب لم نفترق في جاهلية ولا إسلام )(٤) .

والمراد به النصرة لا استحقاق الخُمس.

مسألة ٣٢٦ : وإنّما يستحقّ من بني عبد المطّلب مَن انتسب اليه بالأب لا مَن انتسب اليه بالاُم‌ عند أكثر علمائنا - وهو قول الجمهور(٥) - لقول الكاظمعليه‌السلام : « ومَن كانت اُمّه من بني هاشم وأبوه من سائر قريش فإنّ الصدقة تحلّ له ، وليس له من الخُمس شي‌ء ؛ لأنّ الله تعالى يقول( ادْعُوهُمْ لِآبائِهِمْ ) (٦) »(٧) .

وقال السيد المرتضى : إنّ مَن انتسب اليهم بالاُم يستحقّ الخُمس(٨) ،

____________________

= الكبير ١٠ : ٤٩٣ و ٤٩٤ ، الاختيار لتعليل المختار ٤ : ٢٠٧.

(١) المغني ٢ : ٥١٨ ، الشرح الكبير ٢ : ٧١٤.

(٢) التهذيب ٤ : ١٢٩ / ٣٦٦.

(٣) المهذب للشيرازي ٢ : ٢٤٨ ، الوجيز ١ : ٢٨٨ ، الهداية للمرغيناني ٢ : ١٤٨.

(٤) سنن أبي داود ٣ : ١٤٦ / ٢٩٨٠.

(٥) الوجيز ١ : ٢٨٨ ، المغني ٧ : ٣٠٥ ، الشرح الكبير ١٠ : ٤٩١.

(٦) الأحزاب : ٥.

(٧) التهذيب ٤ : ١٢٩ / ٣٦٦.

(٨) حكاه عنه المحقّق في المعتبر : ٢٩٥.

٤٣٥

لقولهعليه‌السلام : ( هذان ولداي إمامان قاما أو قعدا )(١) يشير بذلك الى الحسن والحسينعليهما‌السلام ، وانتسابهما بالولادة إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إنّما هو بالاُم.

ونمنع كونه حقيقة.

مسألة ٣٢٧ : يعتبر في آخِذ الخُمس : الإِيمان‌ ، للنهي عن مودّة غير المؤمن ، وعمّن حادّ الله ورسوله(٢) . ولا تعتبر العدالة.

ولا يستحق الغني ؛ لأنّه وضع للإِرفاق ، كما وضعت الزكاة لمحاويج العوام. نعم يستحقّ الإِمام سهم ذي القُربى عندنا وإن كان غنيّاً.

واليتيم مَن لا أب له ممّن لم يبلغ الحُلُمَ ، وهو في آية الخُمس(٣) مختص بالذُرية من هاشم ، خلافاً للجمهور(٤) .

وهل يشترط فقره؟ قال الشيخ في المبسوط : لا يشترط ؛ عملاً بالعموم(٥) . وهو أحد قولي الشافعي ، وفي الآخر : يشترط(٦) .

ولا يعتبر الفقر في ابن السبيل ، بل الحاجة في بلد السفر.

مسألة ٣٢٨ : لا يُحمل الخُمس من بلد المال مع وجود المستحقّ فيه‌ ؛ لأنّ المستحق مطالب من حيث الحاجة والفقر ، فنقله يستلزم تأخير إيصال الحقّ إلى مستحقّه مع القدرة والطلب ، فإن نَقَله حينئذٍ ضمن ، ويبرأ مع التسليم.

____________________

(١) اعلام الورى : ٢٠٩ ، المناقب - لابن شهر آشوب - ٣ : ٣٦٧ ، كشف الغمة ١ : ٥٣٣ ، وعوالي اللآلي ٣ : ١٢٩ - ١٣٠ / ١٤.

(٢) المجادلة : ٢٢.

(٣) الأنفال : ٤١.

(٤) اُنظر : المصادر في الهامش ( ٨ و ٩ ) من صفحة ٤٣٣.

(٥) المبسوط للطوسي ١ : ٢٦٢.

(٦) المهذب للشيرازي ٢ : ٢٤٨ ، حلية العلماء ٧ : ٦٨٩ ، الوجيز ١ : ٢٨٨ ، المغني ٧ : ٣٠٦ - ٣٠٧ ، الشرح الكبير ١٠ : ٤٩٣.

٤٣٦

ولو فقد المستحقّ جاز النقل ؛ للضرورة ، ولا ضمان.

ويعطى مَن حضر البلد ، ولا يتبع من غاب عند علمائنا ، وبه قال بعض الشافعية(١) .

وقال الشافعي : ينقل من البلد الى غيره ، ويقسَّم في البلدان ؛ لأنّه مستحقّ بالقرابة ، فاشترك الحاضر والغائب كالميراث(٢) .

وليس بجيّد ، وإلّا لاختصّ به الأقرب كالميراث.

مسألة ٣٢٩ : ظاهر كلام الشيخ : وجوب قسمته في الأصناف‌ ؛ عملاً بظاهر الآية(٣) (٤) .

ويُحتمل المنع ؛ لأنّ المراد بيان المصرف كالزكاة.

ويؤيّده : أنّ الرضاعليه‌السلام سُئل عن قوله تعالى( وَاعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ ) (٥) ، قال : « فما كان لله فللرسول ، وما كان للرسول فهو للإِمام » قيل : أرأيت إن كان صنف أكثر من صنف أو أقلّ من صنف كيف يصنع؟

قال : « ذلك الى الإِمام ، أرأيت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله كيف صنع؟

إنّما كان يعطي على ما يرى ، كذلك الإِمام »(٦) .

نعم الأحوط ما قاله الشيخ.

مسألة ٣٣٠ : مستحقّ الخُمس من الركاز والمعادن هو المستحقّ له من الغنائم‌ عند علمائنا - وبه قال أبو حنيفة(٧) - لأنّه غنيمة ، وكذا البحث في جميع‌

____________________

(١) المهذب للشيرازي ٢ : ٢٤٨ ، حلية العلماء ٧ : ٦٨٩.

(٢) المهذب للشيرازي ٢ : ٢٤٨ ، حلية العلماء ٧ : ٦٨٨.

(٣) الأنفال : ٤١.

(٤) المبسوط للطوسي ١ : ٢٦٢.

(٥) الأنفال : ٤١.

(٦) الكافي ١ : ٤٥٧ / ٧ ، التهذيب ٤ : ١٢٦ / ٣٦٣.

(٧) المغني ٢ : ٦١٤ ، الشرح الكبير ٢ : ٥٨٩ ، المجموع ٦ : ١٠٢ ، فتح العزيز ٦ : ١٠٤ ، حلية العلماء ٣ : ١١٧.

٤٣٧

ما يجب فيه الخُمس.

وقال الشافعي : مصرفه مصرف الزكوات(١) - وعن أحمد روايتان(٢) - لأنّ أمير المؤمنينعليه‌السلام أمر صاحب الكنز أن يتصدّق به على المساكين(٣) .

ويحتمل القسمة في المساكين من الذرية.

ولا يجوز صرف حقّ المعدن الى مَن وجب عليه - وبه قال الشافعي ومالك وأحمد(٤) - لأنّه مأمور بإخراجه ، ولا يتحقق مع الدفع الى نفسه. ولأنّه حقٌّ وجب عليه ، فلا يصرف اليه ، كعُشر الزرع.

وقال أبو حنيفة : يجوز(٥) . وليس بمعتمد.

مسألة ٣٣١ : الأسهم الثلاثة التي للإِمام يملكها ويصنع ما شاء‌ ، والثلاثة الباقية للأصناف الاُخر ، لا يختص بها القريب دون البعيد ، ولا الذكر دون الاُنثى ، ولا الكبير على الصغير ، بل يُفرّقها الإِمام على ما يراه من تفضيل وتسوية ، ويُفرّق بين الحاضرين ، ولا يتبع الأباعد.

ولو فضل عن كفاية الحاضرين جاز حمله الى بلد آخر ؛ لاستغنائهم بحصول قدر الكفاية ، ولا ضمان.

وإذا حضر الأصناف الثلاثة ، استحبّ التعميم.

ولو لم يحضر في البلد إلّا فرقة منهم ، جاز أن يُفرّق فيهم ، ولا ينتظر غيرهم ، ولا يحمل الى بلد آخر.

____________________

(١) المجموع ٦ : ١٠٢ ، فتح العزيز ٦ : ١٠٣ ، حلية العلماء ٣ : ١١٧ ، المغني ٢ : ٦١٤ ، الشرح الكبير ٢ : ٥٨٩.

(٢) المغني ٢ : ٦١٤ ، الشرح الكبير ٢ : ٥٨٩ ، المجموع ٦ : ١٠٢ ، فتح العزيز ٦ : ١٠٤ ، حلية العلماء ٣ : ١١٧.

(٣) سنن البيهقي ٤ : ١٥٦ - ١٥٧.

(٤و٥) المجموع ٦ : ٩٠ ، حلية العلماء ٣ : ١١٣.

٤٣٨

٤٣٩

الفصل الرابع

في الأنفال‌

المراد بالأنفال كلّ ما يخصّ الإِمام ، فمنه : كلّ أرض انجلى أهلها عنها ، أو سلّموها طوعاً بغير قتال ، وكلّ أرض خربة باد أهلها إذا كانت قد جرى عليها ملك أحد ، وكلّ خربة لم يجر عليها ملك أحد ، وكلّ أرض لم يوجف عليها بِخَيلٍ ولا ركابٍ ؛ للرواية(١) .

ومنه : رؤوس الجبال والآجام والأرض الموات التي لا أرباب لها ؛ لقول الكاظمعليه‌السلام : « والأنفال كلّ أرض خربة قد باد أهلها ، وكلّ أرض لم يُوجَف عليها بِخَيل ولا ركاب ، ولكن صُولحوا عليها ، وأعطوا بأيديهم على غير قتال ، وله رؤوس الجبال وبطون الأودية والآجام ، وكلّ أرض ميتة لا ( وارث )(٢) لها »(٣) .

وأمّا المعادن ، فقال الشيخان : إنّها من الأنفال(٤) .

ومنعه ابن إدريس(٥) ؛ وهو الأقوى.

____________________

(١) اُنظر : الهامش (٣) من هذه الصفحة.

(٢) في المصدر بدل ( وارث ) : ( ربّ ).

(٣) الكافي ٣ : ٤٥٥ / ٤ ، التهذيب ٤ : ١٣٠ / ٣٦٦.

(٤) المقنعة : ٤٥ ، النهاية للطوسي ١ : ٤١٩.

(٥) اُنظر : السرائر : ١١٦.

٤٤٠

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554