تربة الحسين عليه السلام الجزء ٣

تربة الحسين عليه السلام3%

تربة الحسين عليه السلام مؤلف:
الناشر: دار المحجّة البيضاء
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 554

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣
  • البداية
  • السابق
  • 554 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 42767 / تحميل: 4667
الحجم الحجم الحجم
تربة الحسين عليه السلام

تربة الحسين عليه السلام الجزء ٣

مؤلف:
الناشر: دار المحجّة البيضاء
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

١ ـ القصة الواقعية :

لعلّ أهم ما يمكن دراسته في القصة الواقعية ، يرجع إلى ما يلي :

أ ـ القضايا الشخصية :

هي لون واقعي مقصود بأشخاصه ، وذلك كقصص الأنبياء والرسل ، وهذا اللون من القصص يتم التركيز فيه على أسماء معينة ، هي أهم شخصية لها ارتباط بالقضية والحدث ، ولعلّ أهم نماذجه في القرآن الكريم ما ذكر من شخصيات محددة بأسمائها كآدم ، وداود ، وسليمان ونحو ذلك.

تتحدث فيه عن بعض مواقف الأنبياء ، محاولة أن تُصوِّر للسامعين والقراء بعض ما فيها من عظات وعبر. وقد نلاحظ من خلال ذلك حديث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم عن رحلته في الإسراء والمعراج ، ومن هذا النوع ما يطلق عليه إسلام الصحابة ، حيث نجدهم يرصدون لنا أهم المواقف وأخطرها في حياتهم ، وأعمقها أثراً في نفوسهم ، فوجدوا أنفسهم يهربون من تلك الحياة في رحلة حق وخير إلى مرفأ الأمان والنجاة في ظل الاسلام ، ويبدوا أنّهم أحَسُّوا أنّ رحلتهم تلك وما صاحبها من ظروف وملابسات أولى أن يسجلوها ويهتموا بها ، حتى تظل دائماً في ذكرياتهم وعلى اللسان في أحاديثهم ، ومما يندرج تحت هذا النوع قصة المشركين مع الصحابي الجليل عَمّار بن ياسر «في جماعة اُكرهوا وهم : عَمّار ، وياسر أبوه ، وأمه سُمَيّة ، وصُهَيْب ، وبِلَال ، وخَبّاب عُذّبوا ، وقتل أبو عَمّار وأمه ، وأعطاهم عمار بلسانه ما أرادوا منه ، ثم أخبر سبحانه بذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. فقال قوم : كفر عَمّار. فقال صلى الله عليه وآله وسلم : كلا إنّ عَمّاراً مليء إيماناً من قرنه إلى قدمه ، واختلط الإيمان بلحمه ودمه. وجاء عَمّار إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو يبكي ، فقال صلى الله عليه وآله وسلم : ما وراءك؟ فقال : شرٌّ يا رسول الله ، ما تركت حتى

٤١

نلت منك وذكرت آلهتهم بخير ، فجعل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يمسح عينيه ويقول : إن عادوا لك ؛ فعدلهم بما قلت»(٣٥) . وفي السيرة الحسينية كثير من النماذج ، نذكر منها ما يلي :

١ ـ بعد نزوله في كربلاء في اليوم الثاني من المحرم سنة إحدى وستين ، فجمع عليه السلام ولده واخوته ، وأهل بيته ونظر إليهم وبكى وقال : (اللهم إنا عترة نبيك محمد ، قد اُخرجنا وطردنا واُزعجنا عن حرم جدنا ، وتَعدّت بنو أميّة علينا ، اللهم فخذ لنا بحقنا ، وانصرنا على القوم الظالمين)(٣٦) .

٢ ـ «ولما اثخن سعيد بالجراح سقط إلى الأرض وهو يقول : اللهم العنهم لعن عاد وثمود ، وابلغ نبيك مني السلام ، وابلغه مالقيت من ألم الجراح ، فإنّي أردت بذلك ثوابك في نصرة ذرية نبيك صلى الله عليه وآله وسلم والتفت إلى الحسين قائلاً : أوفيت يا ابن رسول الله؟ قال : نعم أنت أمامي في الجنة. وقضى نحبه فوجدوا فيه ثلاثة عشر سهماً غير الضرب والطعن»(٣٧) .

ب ـ القضايا التاريخية :

وهي مأخوذة من أحداث التاريخ الواقعة فيما مضى ، وكان الهدف منها في القرآن أو على لسان النبي صلى الله عليه وآله وسلم التربية والتوجيه وتعليم المسلمين ، دون أن تعنى بكل تفاصيل الواقعة التاريخية ، وما صاحبها من أحداث جزئية ، فالمقصود هي الحالة التي تمثل القصة لا الشخصية في ذاتها ، فالحدث هو محط الإهتمام ، ولذلك تكون القصة بأشخاصها الواقعيين ، أو بأي شخص ، أو أشخاص

__________________

(٣٥) ـ الطبرسي ، الشيخ الفضل بن الحسن : مجمع البيان في تفسير القرآن ، ج ٦ / ٥٠١.

(٣٦) ـ المقرم ، السيد عبد الرزاق الموسوي : مقتل الحسين / ١٩٣.

(٣٧) ـ نفس المصدر / ٢٤٦.

٤٢

آخرين يمكن أن يحصل منهم ذلك الحدث ، أو يتمثل فيهم ذلك النموذج الذي تحكيه القصة ، أو تتحقق فيهم مثل تلك المواقف التي تتحدث عنها القصة ، أنّ المقصود هنا هو نوع الحدث ، ونوع الموقف بغض النظر عن كون حصل لفلان بعينه من الناس ، ولذلك تجد شخصيات هذا النوع لا تذكر معينة بأسمائها ، وإنما تذكر بشكل عام غير مدد ، ومن هذا القبيل قصة أصحاب الأخدود التي أشار إليها القرآن الكريم في قوله تعالى :( قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ *النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ ) [البروج / ٤ ـ ٥]. ومن الروايات التي أشارت إلى قصتهم ، ما روي عن أبي جعفر عليه السلام قال : (بعث الله نبياً حبشياً إلى قومه فقاتلهم ، فقتل أصحابه واسروا ، وخَدُّوا لهم اُخْدُودَاً من نار ، ثم نادوا : من كان من أهل ملتنا فليعتزل ، ومن كان على دين هذا النبي ؛ فليقتحم النار ، فجعلوا يقتحمون النار ، وأقبلت امرأة معها صبي لها فهابت النار ، فقال لها صبيها : إقتحمي ، قال : فاقتحمت النار وهم أصحاب الأخدود)(٣٨) . وأيضاً ورد في حديث حَمّاد البصري ، عن أبي عبد الله عليه السلام ثم قال : (بلغني أنّ قوماً يأتونه من نواحي الكوفة ، وناساً من غيرهم ، ونساء يندبنه ، وذلك في النصف من شعبان ، فمن بين قارئ يقرأ ، وقاص يقصّ ، ونادب يندب ، وقائل يقول المرائي. فقلت له : نعم جعلت فداك قد شهدت بعض ما تصف. فقال : الحمد لله الذي جعل في الناس من يفد إلينا ، ويمدحنا ويرثي لنا ، وجعل عدونا يطعن عليهم من قرابتنا وغيرهم يَهْدِرُونهم ، ويُقَبِّحُون ما يصنعون)(٣٩) .

__________________

(٣٨) ـ البحراني ، السيد هاشم الموسوي : البرهان في تفسير القرآن ، ج ٨ / ٢٥٣.

(٣٩) ـ ابن قولويه ، الشيخ جعفر بن محمد : كامل الزيارات / ٥٣٩ ، (الباب ١٠٨ نوادر الزيارات ـ حديث ١).

٤٣
٤٤

ج ـ قصص متعلقة بتربة الحسين (عليه السلام)

أولاً ـ الإستشفاء

ثانياً ـ حرز وأمان

ثالثاً ـ عقوبة وحرمان

٤٥
٤٦

أولاً ـ الإستشفاء

١ ـ جابر الجعفي

٢ ـ السيد نعمة الله الجزائري

٣ ـ الشيخ الدربندي

٤ ـ السيد البروجردي

٥ ـ السيد الخوئي

٦ ـ الشيخ محسن المعلم

٧ ـ الشيخ الفشاركي

٨ ـ الشيخ علي الجنبي

٩ ـ الشيخ عبد الكريم مهدي پور (أبو عقيل)

١٠ ـ الطبيب كاظم التبريزي

١١ ـ الحاج علي الكردي البغدادي

١٢ ـ زوجة أحد السادة الخطباء

١٣ ـ أحمد عبد الواحد الزين

١٤ ـ زوجة الحاج عبد الرضا الجعفري الخوزستاني

١٥ ـ جعفر الخلدي

٤٧
٤٨

تمهيد :

عرفت الإنسانية بتقديس عظمائها ، سواء في ذلك الأنبياء أم غيرهم ، لا تتخلف عنها أمة حتى الأمم المتحضرة المعاصرة ، وقد أنكر ذلك بعض الناس ، ردّاً بذلك على كتاب الله الحكيم ، وعناداً منهم للمسلمين ، الذين يبتغون إلى الله الوسيلة في نجاح حوائجهم الدنيوية والأخروية ، كما هو مندوب إليه شرعاً وعقلاً وعرفاً ، قال تعالى :( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ ) [المائدة / ٣٥].

فيستشفعون برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، صاحب المقام المحمود عند الله ، وعترته المعصومين عليهم السلام ؛ لأنّهم عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون. قال الشيخ المجلسي (قده) : «قد ثبت في الأخبار المستفيضة أنّهم عليهم السلام الوسائل بين الخلق وبين الحق في إفاضة جميع الرحمات ، والعلوم ، والكمالات ، على جميع الخلق ، فكلما يكون التوسل بهم ، والإذعان بفضلهم أكثر ؛ كان فيضان الكمالات من الله أكثر»(٤٠) .

وقال أيضاً : «ولقد جَرّبنَا مراراً لا نحصيها ، أنّ عند إنغلاق الأمور وإعضال المسائل ، والبعد عن جناب الحق تعالى ، وإنسداد أبواب الفيض ، لمّا إستشفعنا بهم ، وتوسلنا بأنوارهم ـ فبقدر ما يصلح الإرتباط المعنوي بهم في ذلك الوقت ـ ؛ تنكشف تلك الأمور الصعبة ، وهذا معاين لمن أكحل الله عين قلبه بنور الإيمان»(٤١) . وللتوسل والإستشفاع بهم إلى الباري عَزّ وجَلّ طرق مختلفة ، ولعلّ من أهمها الإرتباط بسفينة النجاة ، ابي عبد الله الحسين عليه السلام ، من

__________________

(٤٠) ـ الرضوي ، السيد محمد الرضي : التحفة الرضوية / ٢١٠.

(٤١) ـ نفس المصدر.

٤٩

تجديد عزائه ، والتبرك والإستشفاء بتربته الطاهرة ، والدعاء تحت قبته السامية ، وبعد هذا التمهيد ؛ نذكر بعض الكرامات المتعلقة بتربته الشريفة ، كالتالي :

أولاً ـ الإستشفاء :

قد إستفاد الكثير من العلماء وعامة الناس ـ عبر العصور ـ من الإستشفاء بالتربة الحسينية ، على مشرّفها آلاف التحية والسلام ، نذكر منهم ما يلي :

١ ـ جابِر الجُعْفِي(٤٢) :

الشيخ المشهدي في المزار : باسناده عن جابر الجعفي قال : (دخلت على مولانا أبي جعفر بن علي الباقر عليها السلام) ، فشكوت إليه علتين متضادتين بيّ ، إذا داويت إحداهما إنتفضت الأخرى وكان بي وجع الظهر ووجع الجوف ، فقال لي : عليك بتربة الحسين بن علي (عليهما السلام). فقلت كثيراً : ما أستعملها ولا تنجح فيَّ. قال جابر : فتبيّنت في وجه سيدي ومولاي الغضب ، فقلت يا مولاي أعوذ بالله من سخطك ، وقام فدخل الدار وهو

__________________

(٤٢) ـ جابر بن يزيد الجعفي ، المتوفى عام (١٦٧ هـ) ، من تلامذة الإمام الباقر (ع) ، روى عنه سبعين الف حديث ، عَبّر عنه المحقق الشيخ عباس القمي في منتهى الآمال ، ج ٢ / ١٣٠ : (كان جابر بن يزيد من كبار التابعين ، حاملا لأسرار علوم أهل البيت الأطهار (عليهم السلام) ، تظهر منه أحياناً بعض المعجزات التي لا قدرة للناس على تحمل سماعها ، فينسبون إليه الإختلاط ، غير أن المرويات في مدحه كثيرة ، بل قيل ـ في رجال الكشي ـ : إنّ علم الأئمة (عليهم السلام) ينتهي إلى أربعة : الأول ـ سلمان الفارسي (رضي الله عنه) ، والثاني ـ جابر بن يزيد الجعفي والثالث ـ السيد (المراد السيد الحميري) ، والرابع ـ يونس بن عبد الرحمن ؛ والمراد بجابر : جابر بن يزيد الجعفي ، لا جابر الأنصاري ؛ وذلك بتصريح من علماء الرجال ويقول ابن شهر آشوب ، والكفعمي : بأنه باب الإمام الباقر (عليه السلام) ، والمراد ظاهراً باب علومهم وأسرارهم ، سلام الله عليهم ، وروى حمدان الحضيني ، نقلاً عن الصادق (عليه السلام) أنه قال : (إنما سمي جابراً ؛ لأنه جبر المؤمنين بعلمه ، وهو بحر لا يُنزح ، وهو الباب في دهره ، والحجة على الخلق ، من حجة الله أبي جعفر ، محمد بن علي (عليهما السلام).

٥٠

مغضب ، فأتى بوزن حبّة في كفّه فناولني إيّاها ، ثم قال لي : إستعمل هذه يا جابر. فاستعملتها فعوفيت لوقتي ، فقلت يا مولاي : ما هذه التي ما كذبت فيها ، ولكن قلت : لعلّ عندك علماً فأتعلّمه منك ، فيكون أحبّ إليّ مما طلعت عليه الشمس. فقال لي : إذا أردت أن تأخذ من التربة ؛ فتعمد لها آخر الليل ، واغتسل لها بماء القراح ، والبس أطهر أطمارك وتَطيّب بِسُعْد ، وادخل فقف عند الراس فصلِّ أربع ركعات ، تقرأ في الأولى الحمد وإحدى وعشر مرة قل يا أيها الكافرون ، وفي الثانية الحمد مرة وإحدى عشر مرة إنا أنزلناه في ليلة القدر ، وتُقنت فتقول في قنوتك : (لا إله إلا الله حقاً حقاً ، لا إله إلا الله عبودية ورقاً ، لا إله إلا الله وحده وحده ، أنجز وعده ، ونصر عبده ، وهزم الأحزاب وحده ، سبحانه الله مالك السموات وما فيهن وما بينهن ، سبحان الله ذي العرش العظيم ، والحمد لله رب العالمين ، ثم تركع وتسجد ، وتصلي ركعتين أخريين وتقرأ في الأولى الحمد وإحدى عشر مرة قل هو الله أحد ، وفي الثانية الحمد مرة وإحدى عشر مرّة إذا جاء نصر الله والفتح ، وتقنت كما قنت في الاوليين ، ثم تسجد سجدة الشكر وتقول : ألف مرة شكراً ، ثم تقوم وتتعلق بالتربة وتقول : يا مولاي يا ابن رسول الله ، إني آخذ من تربتك بإذنك ، اللهم فاجعلها شفاء من كل داء ، وعزاً من كل ذل ، وأمناً من كل خوف ، وغنى من كل فقر لي ولجميع المؤمنين والمؤمنات ، وتأخذ بثلاث أصابع ثلاث مرات ، وتدعها في خرقة نظيفة أو قارورة زجاج ، وتختمها بخاتم عقيق عليه ما شاء الله لا قوة إلا بالله ، استغفر الله ، فإذا علم الله منك صدق النية ، لم يصعد معك في الثلاث قبضات إلا سبعة مثاقيل ، وترفعها لكل علة فإنّها تكون مثل ما رأيت)(٤٣) .

__________________

(٤٣) ـ النوري ، الشيخ ميرزا حسين الطبرسي : مستدرك الوسائل ، ج ١٠ / ٣٣٨ (باب ٥٦ من أبواب المزار ـ حديث ١).

٥١

٢ ـ السيد نِعْمَة الله الجزائي(٤٤) :

قال السيد نعمة الله الجزائري (طاب ثراه) : «وقد أصابني ضعف في الباصرة ، فحضرت زيارة عاشوراء تحت قبة سيد الشهداء (عليه أفضل الصلوات) ، فلما خرج زوّاره في اليوم الثاني أو الثالث ؛ كنس الخدمة الروضة المطهرة عن التراب ؛ ليضعوا الفرش ، فوقفت أنا وجماعة تحت القبة الشريفة ، فثار غبار لم نتراءى من تحته ، ففتحت عيني حتى امتلأت من ذلك التراب ، فما خرجت من الروضة إلا وعيناي كالمصباح المتوقد ، وإلى الآن ما أعالج وجع العين إلا بالتكحل من ذلك التراب»(٤٥) .

٣ ـ الشيخ الدَرْبَنْدِي(٤٦) :

قال الشيخ الدربندي (طاب ثراه) : «ومن العجائب ، ما وقع لي في بعض الليالي من أزمنة إبتلائي بذلك المرض ، وبيانه : أنّ جناب الأعلى السيد الأفخم الأجل الحاج سيد أسد الله الطبيب الشيرازي ، هو الذي كان يمرضني ويعالجني ، وكان يبيت مع جمع من المؤمنين عندي مدة أسبوع ، ففي ليلة من الليالي قد

__________________

(٤٤) ـ السيد نعمة الله بن السيد عبد الله الموسوي الجزائري ، من أعاظم علمائنا المتأخرين ، ولد في قرية الصياغية من الجزائر الواقعة في أطراف شط العرب ، في حدود عام ١٠٥٠ هـ. وتوفي في قرية جايدر ليلة الجمعة ، الثالثة والعشرين من شوال سنة ١١١٢ هـ.

(٤٥) ـ الجزائري ، السيد نعمة الله الموسوي : زهر الربيع / ٣٠٣ ـ ٣٠٤.

(٤٦) ـ الشيخ المولى آغا بن عابد ، الشيرواني الأصل ، الشهير بالدربندي ، عالم متبحر ، وحكيم بارع ، ورجالي مُحدّث ، ولد في (دربند) عام ١٢٠٨ هـ ، ونشأ فيها مكباً على العلم ، حتى أتم فيها مقدماته وسطوحه على يد علماء بلده ، ثم هاجر إلى قزوين وأخذ علوم الفقه والحكمة والفلسفة ، ثم انتقل إلى كربلاء مجاوراً سيد الشهداء (ع) ، وبعد وفاة استاذه المازندراني عام (١٢٤٦ هـ) ، هاجر إلى النجف الأشرف ، فاستقر بها مجاوراً باب مدينة العلم. ثم عاد إلى كربلاء المقدسة وتصدى للتدريس ، ثم انتقل إلى طهران وتوفي بها عام (١٢٨٥ هـ) ، ثم حمل بعد ستة أشهر إلى الحائر الحسيني ودفن في الصحن الصغير مع العلماء.

٥٢

عرض لي وجع بعد مضيّ نصفها ، فكانت شدة الوجع في الغاية وتمام النهاية ، وكنت أظن كأنّ قلبي في مخالب بُزَاة قوية ، وأظافر جوارح كثيرة ، فصحت صيحة شديدة ، وكانت الجماعة نائمين فانتبهوا ، ورأى الطبيب أنّ هذه الحالة مهلكة على نمط الفوريّة ، فعالجني ببعض المعالجات الجزئية الميسرة ل بالنسبة إلى ذلك الوقت ، فلم تؤثر معالجته أصلاً ، بل إزدادت قوة الألم وشدّة الوجع ، وظننت وظنوا جميعاً بالهلاك فصحت وقلت : أما تدركني أما تغيثني يا أبا عبد الله؟ روحي لك الفداء يا ابن رسول الله ، فقلت لواحد من الجماعة : كم مرّة استشفيت بتربة القبر المقدس الحسيني روحي له الفداء ، منذ إبتليت بذلك المرض الوبائي؟ قال : خمس مرات أو ست مرات. فقلت : إئتني بالتربة المطهّرة ، ثم اشهدوا أني أقول : أنا أنجو في هذه الساعة ، وينقطع الوجع والألم مني في هذه الدقيقة ببركة التربة الحسينية ، فأكلت من التربة مقدار حمّصة ، فانقطع الألم والوجع في الفور ، فتعجبت الجماعة تعجباً شديداً. ثم قلت لهم : إستعملوا التربة الشريفة في مقامات الإستشفاء بها مرات كثيرة ، ولا تكتفوا بمرة أو مرتين ؛ لأنّ هذا هو المستفاد من الأخبار عند أصحاب الأنظار الدقيقة»(٤٧) .

٤ ـ السيد البُرُوجَرْدِي(٤٨) :

قال المرجع الشهير ، المرحوم آية الله العظمى السيد البروجردي : «لما كنت في بروجرد (مدينة بإيران) كنت أعاني من ألم شديد في عيني ، فراجعت

__________________

(٤٧) ـ الدربندي ، الشيخ آغا بن عباد الشيرواني ، أسرار الشهادة ، ج ٢ / ٤٨٧.

(٤٨) ـ السيد حسين بن السيد علي الحسني البروجردي ، فقيه أصولي ، رجالي من كبار مراجع التقليد ، وله في بروجرد عام ١٢٩٢ هـ ، أخذ المقدمات في إصفهان حدود عام ١٣٠٢ هـ ، هاجر إلى النجف وتخرج على شيوخها وأعلامها ، وفي عام ١٣٢٨ هـ عاد إلى بروجرد وتصدى للتدريس والفتيا ، إلى أن هاجر إلى قم المقدسة عام ١٣٦٤ هـ لتنظيم الحوزة فيها ، وأقام فيها إلى أن توفي عام ١٣٨٠ هـ.

٥٣

الأطباء ولكنهم يأسوا من علاجي ، ففي أيام عاشوراء حيث كانت العادة أن تأتي بعض مواكب العزاء إلى بيتنا ، جسلت أبكي في المجلس الحسيني ، وكانت عيني تؤلمني بشدة ، وبينما كنت في تلك الحالة ، إذ خطر ببالي أن أمس التراب الذي كان على وجوه وأجسام المعزين(٤٩) وأمسحه بعيني عَلّها تبرأ ، ففعلت ذلك من دون أن يلتفت إلي أحد هناك وما إن مسحت به على عيني حتى شعرت بتخفيف الألم ، وأخذت عيناي تتماثلان إلى الشفاء شيئاً فشيئاً حتى زال الألم تماماً ولم يعد إلى اليوم ، بل صرت أرى بجلاء أفضل دون الحاجة إلى النظارة. هذا والغريب أنّ المرحوم البروجردي (قده) ، لما بلغ من العمر التاسع والثمانين ، قام بعض الأطباء الأخصائيين بفحص عينه ، فلم يجدوا فيها ضعفاً ، حتى قالوا : إنّ الأعراف الطبية تقتضي ضعف عين الإنسان في هذا العمر ، فكيف بانسان أنهك عينه طوال هذه السنوات في القراءة والكتابة ، وكان يعاني ضعفاً وألماً في عينيه سابقاً ، إنّها ليست إلا معجزة الحسين عليه السلام»(٥٠) .

٥ ـ السيد الخوئي(٥١) :

حدثني فضيلة الشيخ مدن فَتِيل القطيفي ، في منزله ليلة الأربعاء الموافق ٤ / ٧ / ١٤٢٣ هـ : أنّ فضيلة الشيخ علي فَرْدَان القطيفي قال له : سمع من آية

__________________

(٤٩) ـ ذكر لي الفاضل الخطيب الشيخ عبد الكريم الماربوري الخوزستاني : أن من عادة أهل بروجرد ، في أيام عاشوراء يضعون التراب على رؤوسهم وأبدانهم حزناً على أبي عبد الله الحسين (ع).

(٥٠) ـ البحراني ، الشيخ عبد العظيم المهتدي : قصص وخواطر؟ ص ١٧٩ ـ ١٨٠.

(٥١) ـ السيد ابو القاسم بن السيد علي اكبر الموسوي الخوئي ، فقيه اصولي كبير ، من كبار مراجع التقليد وأساتذة الفقه والأصول ، تخرج على يديه جمع من الفقهاء والمجتهدين ، ولد عام ١٣١٧ هـ ، وهاجر إلى النجف الأشرف عام ١٣٢٨ هـ ، وتلمذ على أساتذتها الكبار ، إلى أن أصبح أحد أعلامها. وتوفي عام ١٤١٣ هـ.

٥٤

الله السيد نَصْر االله المسْتَنْبِط(٥٢) : أنّ زوجة السيد الخوئي ، كانت تقيم مأتماً نسائياً لسيد الشهداء عليه السلام ، وكان السيد الخوئي يتضايق من أصوات النساء ؛ لأنّه يريد أن يشتغل بكله في دروسه وفي تدريسه ، وبعد ذلك قرر أن يمنع زوجته من إقامة المأتم حتى يتفرغ ، فاصيبت عينه بآلام شديدة ، فتعالج عند بعض الأطباء ولكنه لم يحصل على فائدة ، فقال له زوج ابنته السيد نصر الله المستنبط : أنا عندي علاج لعينك ، شيء من تربة الحسين عليه السلام. فقال له السيد : لماذا تأخرت هذه المدة؟ يقول : فجئت بها إلى عمي السيد الخوئي ، ومجرد أن وضع التربة ؛ ذهبت الآلام كلها ، وبعد ذلك قرر السيد الخوئي أن لا يمنع زوجته من إقامة المأتم على الحسين فعادت تقيم المأتم.

ويُنقل عن الفاضل الشيخ حِجِّي الجُوَيد ـ من أهالي الأحساء ـ أنّه سمع من آية الله السيد نصر الله المستنبط القصة برواية ونقل مختلف عن النقل السابق كما يلي : كان عند زوجة السيد الخوئي مأتم للنساء ، وكان من صغر منزله أن السيد الخوئي إذا جاء وقت المأتم يخرج من البيت حتى ينتهين ثم يرجع ، وهكذا مرة فترة من الزمن.

وفي ذات يوم من الأيام لم يخرج السيد الخوئي من المنزل وجلس فيه ، فجاءت النساء كعادتهن في المأتم فعلمن بوجود السيد الخوئي ، فاستحيين فدخلن غرفة من غرفات المنزل وتراصصن فيها ، وقرأن مأتمه ثم خرجن. وفي الليل نام

__________________

(٥٢) ـ السيد نصر الله بن السيد رضي المستنبط ، مجتهد محقق ، عالم جليل ورع ، من أساتذة الفقه والأصول كثير البحث والتدقيق ، ولد في تبريز عام ١٣٢٧ هـ ، قرأ مقدمات الفقه والأصول على والده في تبريز ، وسافر إلى النجف الأشرف وحضر على أعلامها ، وشرع في التدريس والبحث ، وتخرج على يديه جمع من الفضلاء ، صاهر السيد الخوئي ولازمه في مجالسه الخاصة والعامة ، توفي في ١٦ / ٣ / ١٤٠٦ هـ.

٥٥

السيد الخوئي وزوجته ، وعند الصباح إستيقظت زوجة السيد الخوئي مرعوبة ، فقال لها السيد الخوئي : ما الخبر؟ فقالت له : لقد رأيتك في المنام وأنت أعمى.

فخاف السيد الخوئي من هذه الرؤيا. وبعد فترة ضعف نظر السيد الخوئي ، ثم ضعف إلى أن ترك درسه وأصبح رهين الفراش. ويقول السيد نصر الله المستنبط : دخلت عليه ذات ليلة لا يعرف أنفه من وجهه ، فلقد أصبح وجهه قطعة منتفخة حمراء.

فقال لي : أيها السيد ، إفتح لي الدرج ، ففتحته فإذا بها صرة من تراب. فقال لي : انثرها على عيني فعلمت أنّها تربة الحسين (عليه السلام) ، فنثرت التراب في عينيه ثم جلست بجواره قليلاً ، ثم خرجت من المنزل ، وفي الصباح وأنا القي الدرس ؛ جاء أحد الطلبة مذهولاً ، وهو يقول : إنّ السيد الخوئي يلقي بحثه وكأنّه لا شيء به. فقلت : هذه من بركات تربة الإمام الحسين (عليه السلام).

٦ ـ الشيخ محسن المعلِّم(٥٣) :

قال الشيخ محسن المعلم القطيفي : «ومن بركات تربته ما منّ الله به عليّ ، وذلك حينما كنت مهاجراً لطلب العلم في عش آل محمد قم المقدسة ، فكان يعاودني ألم شديد في حزام الظهر ، وكنت أشدّ حزاماً من صوف عليه ، وكان الألم يحد من نشاطي وحركتي ، وألاحظ آثاره عليّ ، وعقيب صلاة الظهرين في البيت اُلقي في روعي أنّ تربة سيد الشهداء مباركة يستشفى بها ، فتناولتها

__________________

(٥٣) ـ الشيخ محسن بن الحاج علي المعلم ، أحد فضلا القطيف البارزين ، أديب شاعر ومؤلف ، ولد في الجارودية إحدى قرى القطيف عام ١٣٧٢ هـ ، هاجر إلى النجف الأشرف عام ١٣٨٦ هـ ودام بها إلى عام ١٣٩٢ هـ ، ثم هاجر إلى قم المقدسة وبقي فيها إلى عام ١٤٠٢ هـ ، وخلال هذه الفترة كان مواظباً على دراسته ، حتى أصبح من رجال العلم والفضيلة.

٥٦

ومسحت بها مواضع الألم ، مبتدءاً ـ على ما أذكر ـ من الطرف الأيسر ، فما رفعتها من الطرف الأيمن إلا وارتفع معها وبها الألم ، فعرتني حالة خاصة وجرت عبرتي ، والحمد لله واهب العطاء ، مكرم سيد الشهداء بجزيل الحباء.

مولى بتربته الشفاء وتحت قبـْ

ـتِه الدعا من كل داع يسمع(٥٤)

٧ ـ الشيخ الفَشَارِكِي :

نقل الفاضل الشيخ نزار سُنْبُل ، عن فضيلة الشيخ جعفر بن المرجع الكبير الشيخ ميرزا جواد التبريزي حفظه الله : إنّ الشيخ الفشاركي ـ من طلاب الشيخ التبريزي ـ ، قد أصيب في عينه بدملة داخل الجفن ، وتسبب حكة في داخل العين ، فتحدث جروحاً فيها ، ولعله قال : في بياض وسواد العين ، فقرر له الدكتور عملية ، فحدث بذلك الميرزا التبريزي ، فقال له : لا تعملها ، ولكن خذ من هذه التربة فاستعملها. فشافاه الله سبحانه وتعالى ببركتها.

٨ ـ الشيخ علي الجَنَبِي(٥٥) :

حدثني الشيخ علي الجنبي ـ في ليلة الأربعاء ٥ / ١١ / ١٤٢١ هـ ـ قائلاً : أصبت بمرض في رجلي ، فاستمر معي هذا المرض مدة طويلة ، فذهبت إلى المستشفى لتشخيص المرض وأخذ العلاج ، فأفادني بأنّ رجلي مُسَطّحة ، فأخذت العلاج ، فكلما إستخدمته إزداد عليّ الألم ، ومن ضمن العلاج أن أضع رجلي في الماء الحار ، واستمريت لمدة من الزمن فلم يتغير عليّ شيء من الألم ، حتى ذكرت لي تربة الحسين عليه السلام ، فأخذتها من سماحة السيد علي

__________________

(٥٤) ـ المعلم ، الشيخ محسن : الحسين في موكب الخالدين / ٢٦٤.

(٥٥) ـ الشيخ علي الجنبي ، أحد طلبة العلم في القطيف ، ولد في قرية حِلّة محيش في ١٠ / ٧ / ١٣٨٨ هـ ، هاجر إلى النجف الأشرف في ٤ / ١٠ / ١٤١١ هـ.

٥٧

السبزواري(٥٦) ، فعملت من الأعمال التي يتقرب بها إلى الله ، فقمت بالمداومة على زيارة عاشوراء لمدة أربعين صباحاً ، وبعد ذلك وضعت تربة الحسين عليه السلام على رجلي اليسرى الشديدة الألم ، فكنت حينما أجلس من النوم أبكي من شدة الألم ، فأقف على رجلي ولا أستطيع الوقوف حتى أقع من شدة الألم ، فلما وضعت التربة على رجلي اليسرى ؛ دخلت كالثقب برودة في رجلي أول مرة أحسها في حياتي ، فشعرت في داخل قلبي أني شفيت ببركة الحسين عليه السلام ، وفعلاً ذهب ذلك الألم. حدثت هذه الكرامة الحسينية عام ١٤٢٠ هـ في النجف الأشرف.

٩ ـ الشيخ عبد الكريم مهدي پور (أبو عقيل) :

حدثنا سماحة العلامة الحجة السيد محمد علي الشيرازي في مشهد المقدسة ، ليلة الأحد الموافق ٩ / ١١ / ١٤٢٣ هـ ، في الساعة الثانية عشر إلا خمسة وعشرين دقيقة ، وخلاصة حديثه ما يلي : كان الشيخ عبد الكريم مهدي پور من الملازمين للسيد الوالد ـ سماحة المرجع الراحل السيد عبد الله الشيرازي ـ أصيب بمرض السرطان في حلقه ، وقد اُجريت له عملية في إحدى المستشفيات في مشهد ، بفتحة في رقبته لإدخال الغذاء ، وقال الطبيب : إنّه منتهي ـ أي سيموت قريباً ـ ، وكان من عادة الأطباء في إيران ، لمثل هؤلاء الأشخاص أن يخرجوا المريض مغطى بثوب أبيض إلى الثلاجة ، وقد أخرج هذا الرجل مغطى إلا وجهه ، وقد سأل سماحة السيد الوالد عنه قائلا : هل قالوا لكم إنّه ميت ، أم أنّه سيموت؟ فأجابوه : قالوا لنا : إنّه منتهي. وكان عند سماحة السيد شيئاً

__________________

(٥٦) ـ سماحة الحجة السيد علي نجل الفقيه الكبير السيد عبد الأعلى الموسوي السبزواري ، أحد أساتذة النجف الذين يشار لهم بالبنان في العلم والورع ، والشخصية المحترمة على الصعيدين العلمي والشعبي.

٥٨

من تربة الحسين عليه السلام ، قد جاء بها من العراق في حقيبته الخاصة ، فأعطاهم قليلاً منها فوضعوه في فم الشيخ عبد الكريم مهدي پور ، فتحرك قليلاً فعاد للحياة ، وهو ما زال حياً إلى الآن ، وبعد وفاة سماحة السيد الوالد ، صار من المقدسين ولازم العبادة. حدثت هذه الكرامة في حدود عام (١٣٩٩ هـ أو ١٤٠٠ هـ).

١٠ ـ الطبيب كاظم التبريزي :

نقل الفاضل الشيخ نزار سنبل ، عن فضيلة الشيخ جعفر بن المرجع الكبير الشيخ ميرزا جواد التبريزي (حفظه الله) ، في اليوم الثامن من شهر محرم الحرام سنة ١٤٢٢ هـ ، في مجلس الفاضل السيد حسين العوامي ، وقال : كان أخوه كاظم يدرس في بنغلادش ، فاتصل يوماً من الأيام ـ وهو يبكي ـ وقال : إنّي أريد الرجوع إلى ايران! فسأله والده الشيخ : لماذا؟ فقال : وهو يبكي : إنّ إحدى عيني ستذهب ، ويغلب بياضها على سوادها ، وقال الدكتور ـ وكان برفسوراً باكستانياً ـ : سوف نضربها تسع أبر ثم ننظر ، والأمر إليك. فقال له سماحة الشيخ : لا تنزل ، سوف أرسل لك شيئاً لتغسل به عينك ، فإذا لم يفد فانزل. ثم سأل سماحة الشيخ ابنه الشيخ جعفر : هل هناك من يسافر قريباً إلى بنغلادش؟ فقال له : نعم فأعطاه شيئاً من تربة الإمام الحسين عليه السلام ، وكانت قد أهديت للشيخ قطعة منها على أنّها من تراب القبر الشريف ، فلما أخذها كاظم غسل بها عينه في الليل فأصبح الصباح ، وإذا بعينه سليمة ويرى بها أقوى من العين السليمة.

يقول : في العصر ذهبت إلى الدكتور ـ وكان عندي معه موعد ـ فاستقبلني ، وجلست عند الجهاز فأخذ الدكتور يفحص ، فرأيته يضرب على الجهاز ؛ ثم

٥٩

قال : قم وائت لي مرة أخرى ، في الجهاز خلل اليوم ، خرجت من العيادة وأنا أعلم بأن عيني صحيحة ، ولم أخبره بذلك ، فامسك بيدي رجل هناك ، وقال : أنت إيراني؟ قلت له : نعم.

فقال : أنا أعرف أنكم الشيعة عندكم أمور ، فما هي القضية ؛ فقلت : غسلت عيني بماء فيه تربة الإمام الحسين (عليه السلام) ؛ فشافاني الله سبحانه وتعالى ببركتها ، وقصصت عليه ما جرى على الإمام الحسين عليه السلام.

قال لي : أريد أن تعطيني منها شيئاً ؛ فجاء معي إلى البيت فأعطيته ، وكان وقتها متزوجاً منذ إحدى عشرة سنة ولم ينجب له ، ثم ببركة تلك التربة قد أنجب له ، فاستبصر الرجل وعشيرته ، وهذه القضية قبل أربع سنين ، وعنده ثلاثة أولاد.

١١ ـ الحاج علي الكُرْدِي البغدادي :

«حَدّث العالم العامل ، والواعظ المتعظ ، الشيخ الثقة الجليل محمد علي الخراساني النجفي (طاب ثراه) ، عن الحاج علي الكردي البغدادي ، قال : حججت في العهد العثماني بيت الله الحرام ، وكنت في إحدى الليالي نائماً في موضع بين مكة والمدينة ، فانتبهت من النوم ، وأنا أحسّ بحرارة شديدة في عضدي ، فالتفت وإذا بيّ أحس بجنبي أفعى كبيراً ، رافعاً رأسه ، وكان قد لدغني في عضدي ، فتحيرت ولم أدر ما أصنع ، وقد إنتصف الليل وأنّي لي بالطبيب في ذلك الحين والمكان ، فقلت في نفسي : الداء الكبير يحتاج إلى دواء كبير ، فبادرت إلى صرّة كانت معي فيها شيء من تربة الحسين فأخذتها ، وأخرجت منها التربة المباركة وحللتها في الماء ، ورششته على عضدي ، وشددته شدّاً قوياً ، وما إن فرغت من شده ، حتى غابت من شدة الألم وحرارة السم

٦٠

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554