المحاضرات المنبريّة في المجالس الصفريّة

المحاضرات المنبريّة في المجالس الصفريّة20%

المحاضرات المنبريّة في المجالس الصفريّة مؤلف:
الناشر: انتشارات المكتبة الحيدرية
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
ISBN: 964-8163-14-6
الصفحات: 288

المحاضرات المنبريّة في المجالس الصفريّة
  • البداية
  • السابق
  • 288 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 36950 / تحميل: 5258
الحجم الحجم الحجم
المحاضرات المنبريّة في المجالس الصفريّة

المحاضرات المنبريّة في المجالس الصفريّة

مؤلف:
الناشر: انتشارات المكتبة الحيدرية
ISBN: ٩٦٤-٨١٦٣-١٤-٦
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

أبيه، عن جدّه أحمد بن أبي عبدالله، عن أبيه محمّد بن خالد ومحمّد بن سنان جميعاً، عن المفضّل بن عمر، عن الصادق (عليه‌السلام ) قال: من دخل الحمّام بمئزر ستره الله بستره.

أقول: وتقدَّم ما يدلّ على ذلك(١) وعلى عدم الوجوب(٢) ، ويأتي ما يدلّ على الحُكمين إن شاء الله(٣) .

١٠ - باب كراهة دخول الماء بغير مئزر

[ ١٤٢٢ ] ١ - محمّد بن الحسن بإسناده عن محمّد بن علي بن محبوب، عن علي بن الريّان بن الصلت، عن الحسن بن راشد، عن بعض أصحابه، عن مسمع، عن أبي عبدالله، عن أمير المؤمنين (عليه‌السلام ) ، أنّه نهى أن يدخل الرجل الماء إلّا بمئزر.

[ ١٤٢٣ ] ٢ - محمّد بن علي بن الحسين قال: نهى (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) عن الغسل تحت السماء إلّا بمئزر، ونهى عن دخول الأنهار إلّا بمئزر، وقال: إنّ للماء أهلاً وسكاناً.

[ ١٤٢٤ ] ٣ - وبإسناده عن حمّاد بن عمرو وأنس بن محمّد، عن أبيه

__________________

(١) تقدّم في الحديث ٥ من الباب ٣ من هذه الأبواب.

(٢) تقدّم في الباب ٤ من هذه الأبواب.

(٣) يأتي ما يدلّ عليه في الحديث ١، ٤ من الباب ١٠ وفي الحديث ١، ٢ من الباب ١١، وفي الحديث ٨ من الباب ١٦، وفي الحديث ١ من الباب ٢١، وفي الحديث ١ من الباب ٣١ من هذه الأبواب، وفي الحديث ٣ من الباب ١٠، وفي الحديث ١ من الباب ١٢ من أبواب أحكام الملابس.

الباب ١٠

فيه ٤ أحاديث

١ - التهذيب ١: ٣٧٣ / ١١٤٥.

٢ - الفقيه ١: ٦١ / ٢٢٦.

٣ - الفقيه ٤: ٢٥٨ / ٨٢٢.

٤١

[ جميعاً ](١) ، عن جعفر بن محمّد، عن آبائه (عليهم‌السلام ) - في وصيّة النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) لعلي (عليه‌السلام ) - قال: وكره الله لأمّتي الغسل تحت السماء إلّا بمئزر، وكره دخول الأنهار إلّا بمئزر، فإن فيها سكّاناً من الملائكة.

[ ١٤٢٥ ] ٤ - وبإسناده عن سليمان بن جعفر البصري، وفي ( المجالس ): عن محمّد بن موسى بن المتوكّل، عن سعد بن عبدالله، عن إبراهيم بن هاشم، عن الحسين بن الحسن القرشي، عن سليمان بن جعفر البصري، عن عبدالله بن الحسين بن زيد بن علي بن حسين، عن أبيه، عن الصادق، عن آبائه (عليهم‌السلام ) ، عن رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) قال: إنّ الله كره لكم أيّتها الأمّة أربعاً وعشرين خصلة، ونهاكم عنها - الى أن قال - وكره الغسل تحت السماء بغير مئزر، وكره دخول الأنهار إلّا بمئزر، وقال: في الأنهار عمّار وسكّان من الملائكة، وكره دخول الحمّامات بغير مئزر.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(٢) ، ويأتي ما يدلّ عليه إن شاء الله(٣) .

١١ - باب جواز الاغتسال بغير مئزر مع عدم ناظر على كراهية، وخصوصاً تحت السماء

[ ١٤٢٦ ] ١ - محمّد بن علي بن الحسين بإسناده عن عبيد الله بن علي الحلبي

__________________

(١) أثبتناه من المصدر.

٤ - الفقيه ٣: ٣٦٣ / ١٧٢٧، وأمالي الصدوق: ٢٤٨ / ٣.

(٢) تقدّم في الحديث ٥ من الباب ٧ من أبواب الماء المطلق، وفي الحديث ١١ من الباب ١٥ من أبواب أحكام الخلوة، وفي الحديث ١، ١٦ من الباب ٩ من هذه الأبواب.

(٣) يأتي في الحديث ٨ من الباب ١٦ من هذه الأبواب.

الباب ١١

فيه حديثان

١ - الفقيه ١: ٤٧ / ١٨٣، وأورده في الحديث ١ من الباب ٤٧ من أبواب الجنابة.

٤٢

قال: سألت أبا عبدالله (عليه‌السلام ) عن الرجل يغتسل بغير إزار حيث لا يراه أحد ؟ قال: لا بأس.

[ ١٤٢٧ ] ٢ - محمّد بن الحسن بإسناده، عن محمّد بن علي بن محبوب، عن علي بن السندي، عن حمّاد عن شعيب، عن أبي بصير قال: قلت لأبي عبدالله (عليه‌السلام ) : يغتسل الرجل بارزاً ؟ فقال: إذا لم يره أحد فلا بأس.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(١) وعلى ثبوت الكراهة(٢) .

١٢ - باب جواز دخول الرجل مع جواريه الحمّام بإزار، وكراهة كونهم عراة، وجواز دخول النساء الحمّام

[ ١٤٢٨ ] ١ - محمّد بن الحسن بإسناده، عن محمّد بن علي بن محبوب، عن الحسن بن علي بن النعمان، عن علي بن الحسين بن الحسن الضرير، عن حمّاد بن عيسى، عن جعفر، عن أبيه، عن علي (عليهم‌السلام ) قال: قيل له: إنّ سعيد بن عبد الملك يدخل مع جواريه الحمّام، قال: وما بأس إذا كان عليه وعليهنّ الأُزر، لا يكونون عراة كالحمر(٣) ينظر بعضهم إلى سوأة(٤) بعض.

أقول: ويأتي أيضاً ما يدلّ على جواز دخول النساء الحمّام في أحاديث النكاح في الحمّام(٥) وغير ذلك(٦) .

__________________

٢ - التهذيب ١: ٣٧٤ / ١١٤٨.

(١) تقدّم في الباب ١٠ من هذه الأبواب.

(٢) تقدّم في الحديث ٢ من الباب ٩ من هذه الأبواب.

الباب ١٢

فيه حديث واحد

١ - التهذيب ١: ٣٧٤ / ١١٤٦.

(٣) في المصدر: كالحمير.

(٤) السوأة: الفرج ( النهاية ٢: ٤١٦ ).

(٥) يأتي في الباب ٥٨ من أبواب مقدّمات النكاح وآدابه.

(٦) يأتي في الباب ١٥ من هذه الأبواب.

٤٣

١٣ - باب استحباب الدعاء بالمأثور في الحمّام، وجملة من أحكامه وآدابه

[ ١٤٢٩ ] ١ - محمّد بن علي بن حسين بإسناده عن يحيى(١) بن سعيد الأهوازي، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن محمّد بن حمران قال: قال الصادق جعفر بن محمّد (عليه‌السلام ) : إذا دخلت الحمّام فقل في الوقت الذي تنزع ثيابك فيه: اللّهمّ انزع عنّي ربقة النفاق، وثبّتني على الإيمان، وإذا دخلت البيت الأوّل فقل: اللّهمّ إنّي أعوذ بك من شرّ نفسي، وأستعيذ بك من أذاه، وإذا دخلت البيت الثاني فقل: اللّهم أذهب عنّي الرجس النجس، وطهّر جسدي وقلبي، وخذ من الماء الحارّ وضعه على هامتك، وصبّ منه على رجليك، وإن أمكن أن تبلع منه جرعة فافعل، فإنّه ينقّي المثانة، والبث في البيت الثاني ساعة، وإذا دخلت البيت الثالث فقل: نعوذ بالله من النار ونسأله الجنّة، تردّدها إلى وقت خروجك من البيت الحارّ، وإيّاك وشرب الماء البارد والفقاع في الحمّام، فإنّه يفسد المعدة، ولا تصبنّ عليك الماء البارد، فإنّه يضعف البدن، وصبّ الماء البارد على قدميك إذا خرجت فإنّه يسل(٢) الداء من جسدك، فإذا لبست ثيابك فقل: اللّهمّ ألبسني التقوى، وجنّبني الردى، فإذا فعلت ذلك أمنت من كلّ داء.

وفي ( المجالس ): عن الحسين بن علي، عن حمزة بن القاسم، عن جعفر بن محمّد بن مالك، عن محمّد بن الحسن الوزّان، عن يحيى بن سعيد الأهوازي، مثله(٣) .

__________________

الباب ١٣

فيه ٤ أحاديث

١ - الفقيه ١: ٦٢ / ٢٣٢.

(١) في نسخة: الحسين، ( منه قدّه ).

(٢) في نسخة: يسيل، ( منه قدّه ).

(٣) أمالي الصدوق: ٢٩٧ / ٤.

٤٤

[ ١٤٣٠ ] ٢ - وفي ( العلل ): عن محمّد بن الحسن، عن سعد، عن أحمد بن الحسن بن علي بن فضّال، عن الحسن بن علي، عن ابن بكير، عن ابن أبي يعفور، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) - في حديث - قال: إيّاك والاضطجاع(١) في الحمّام، فإنّه يذيب شحم الكليتين، وإيّاك والاستلقاء على القفا في الحمام، فإنّه يورث داء الدبيلة(٢) ، وإيّاك والتمشّط في الحمّام، فإنه يورث وباء الشعر، وإيّاك والسواك في الحمام، فإنّه يورث وباء الأسنان، وإيّاك أن تغسل رأسك بالطين، فإنّه يسمج(٣) الوجه، وإيّاك أن تدلك رأسك ووجهك بمئزر، فإنّه يذهب بماء الوجه، وإيّاك أن تدلك تحت قدمك بالخزف، فإنّه يورث البرص، وإيّاك أن تغتسل بغسالة الحمّام.

[ ١٤٣١ ] ٣ - محمّد بن يعقوب، عن علي بن محمّد بن بندار، عن إبراهيم بن إسحاق، عن يوسف بن السخت رفعه قال: قال أبو عبدالله (عليه‌السلام ) : لا تتّك في الحمّام، فإنّه يذيب شحم الكليتين، ولا تسرّح في الحمّام، فإنّه يرقق الشعر، ولا تغسل رأسك بالطين، فإنه يذهب بالغيرة، ولا تتدلك بالخزف، فإنّه يورث البرص، ولا تمسح وجهك بالإزار، فإنّه يذهب بماء الوجه.

ورواه الصدوق مرسلاً، إلّا أنّه قال: ولا تغسل رأسك بالطين، فإنّه يسمج الوجه(٤) .

[ ١٤٣٢ ] ٤ - قال: وفي حديث آخر: يذهب بالغيرة وذكر بقيّة الحديث.

__________________

٢ - علل الشرائع: ٢٩٢.

(١) أضطجع: نام، وقيل أستلقى ووضع جنبه على الأرض. ( لسان العرب ٨: ٢١٩ ).

(٢) الدبيله: داء يجتمع في الجوف، والدَّبل: الطاعون. ( لسان العرب ١١: ٢٣٥ ).

(٣) سمج: بالضم: قبح، يسمج سماجة: إذا لم يكن فيه ملاحة ( لسان العرب ٢: ٣٠٠ ).

٣ - الكافي ٦: ٥٠١ / ٢٤.

(٤) الفقيه ١: ٦٤ / ٢٤٣.

٤ - الفقيه ١: ٦٤ / ٢٤٣.

٤٥

١٤ - باب استحباب التسليم في الحمّام لمن عليه إزار، وكراهة تسليم من لا إزار عليه

[ ١٤٣٣ ] ١ - محمّد بن الحسن بإسناده عن محمّد بن علي بن محبوب، عن محمّد بن عيسى والعباس جميعاً، عن سعدان بن مسلم قال: كنت في الحمّام في البيت الأوسط، فدخل عليّ أبو الحسن (عليه‌السلام ) وعليه النورة، وعليه إزار فوق النورة، فقال: السلام عليكم، فرددت (عليه‌السلام ) ، وبادرت فدخلت إلى البيت الذي فيه الحوض، فاغتسلت وخرجت.

ورواه الصدوق بإسناده عن عبد الرحمان بن مسلم المعروف بسعدان، نحوه(١) .

ثمّ قال الصدوق: في هذا إطلاق في التسليم في الحمّام لمن عليه مئزر، والنهي الوارد عن التسليم فيه لمن هو لا مئزر عليه.

ورواه الحميري في ( قرب الإسناد ) عن محمّد بن عيسى وأحمد بن إسحاق جميعاً، عن سعدان، مثله(٢) .

[ ١٤٣٤ ] ٢ - محمّد بن علي بن الحسين في ( الخصال ): عن محمّد بن موسى بن المتوكّل، عن عبدالله بن جعفر الحميري، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب بإسناده رفعه إلى الصادق (عليه‌السلام ) قال: ثلاثة لا يسلّمون: الماشي مع الجنازة، والماشي إلى الجمعة، وفي بيت حمّام(٣) .

__________________

الباب ١٤

فيه حديثان

١ - التهذيب ١: ٣٧٤ / ١١٤٧، وأورد صدره في الحديث ٣ من الباب ٩ والحديث ١ من الباب ٣٩ من هذه الأبواب.

(١) الفقيه ١: ٦٥ / ٢٥١.

(٢) قرب الاسناد: ١٣١.

٢ - الخصال: ٩١ / ٣١، وأورده عن الكافي في الحديث ١ من الباب ٤٢ من أبواب أحكام العشرة ويأتي في الحديث ١ من الباب ١٧ من أبواب قواطع الصلاة.

(٣) في المصدر: الحمام.

٤٦

أقول: وقد عرفت وجهه.

١٥ - باب جواز قراءة القرآن كلّه في الحمّام لمن عليه إزار، وكراهة قراءة العاري، وجواز النكاح في الحمّام وفي الماء

[ ١٤٣٥ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حمّاد بن عيسى، عن ربعي بن عبدالله، عن محمّد بن مسلم قال: سألت أبا جعفر (عليه‌السلام ) : كان أمير المؤمنين (عليه‌السلام ) ينهى عن قراءة القرآن في الحمّام ؟ فقال: لا، إنّما نهى أن يقرأ الرجل وهو عريان، فأمّا إذا كان عليه إزار فلا بأس.

ورواه الصدوق بإسناده عن محمّد بن مسلم، مثله(١) .

[ ١٤٣٦ ] ٢ - وعنه، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حمّاد، عن الحلبي، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) قال: لا بأس للرجل أن يقرأ القرآن في الحمّام إذا كان يريد به وجه الله، ولا يريد ينظر كيف صوته.

[ ١٤٣٧ ] ٣ - وعن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن إسماعيل بن مهران، عن محمّد بن أبي حمزة، عن علي بن يقطين قال: قلت لأبي الحسن (عليه‌السلام ) : أقرأ القرآن في الحمّام، وأنكح فيه ؟ قال: لا بأس.

[ ١٤٣٨ ] ٤ - محمّد بن الحسن بإسناده، عن أحمد بن محمّد، عن الحسن بن

__________________

الباب ١٥

فيه ٨ أحاديث

١ - الكافي ٦: ٥٠٢ / ٣٢.

(١) الفقيه ١: ٦٣ / ٢٣٣.

٢ - الكافي ٦: ٥٠٢ / ٣٣.

٣ - الكافي ٦: ٥٠٢ / ٣١.

٤ - التهذيب ١: ٣٧٥ / ١١٥٥.

٤٧

علي بن يقطين، عن أخيه حسين، عن أبيه علي بن يقطين، عن أبي الحسن (عليه‌السلام ) قال: سألته عن الرجل يقرأ في الحمّام وينكح فيه ؟ قال: لا بأس به.

وبإسناده عن سعد بن عبدالله، عن أبي جعفر - يعني أحمد بن محمّد - مثله، إلّا أنّه قال: عن حسين بن علي بن يقطين، عن أخيه الحسن، عن أبيه(١) .

[ ١٤٣٩ ] ٥ - وعن سعد، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع، عن أبي الحسن الرضا (عليه‌السلام ) قال: سألته عن الرجل يقرأ في الحمّام وينكح فيه ؟ قال: لا بأس به.

[ ١٤٤٠ ] ٦ - وعنه، عن الحسين بن بندار الصرمي، عن أحمد بن الحسن، عن أبيه، عن داود بن أبي يزيد العطّار - وهو داود بن فرقد - عن بريد بن معاوية العجلي قال: قلت لأبي عبدالله (عليه‌السلام ) : الرجل يأتي جاريته في الماء ؟ قال: ليس به بأس.

[ ١٤٤١ ] ٧ - وبإسناده عن محمّد بن علي بن محبوب، عن الحسن بن علي، عن عبدالله بن المغيرة، عن عبيس بن هشام، عن كرام، عن أبي بصير قال: سألته عن القراءة في الحمّام ؟ فقال: إذا كان عليك إزار فاقرأ القرآن إن شئت كلّه.

[ ١٤٤٢ ] ٨ - محمّد بن علي بن الحسين بإسناده عن علي بن يقطين أنّه قال لموسى بن جعفر (عليه‌السلام ) : أقرأ في الحمّام وأنكح فيه ؟ قال: لا بأس.

__________________

(١) التهذيب ١: ٣٧١ / ١١٣٦.

٥ - التهذيب ١: ٣٧١ / ١١٣٥.

٦ - التهذيب ١: ٣٧١ / ١١٣٣.

٧ - التهذيب ١: ٣٧٧ / ١١٦٥.

٨ - الفقيه ١: ٦٣ / ٢٣٤، ويأتي ما يدلّ عليه في الحديث ١ من الباب ٤٧ من أبواب قراءة القرآن.

٤٨

١٦ - باب كراهة الإِذن للحليلة في غير الضرورة في الذهاب الى الحمّام، والعرس، والمأتم، ولبس الثياب الرقاق، وتحريم ذلك مع الريبة والتهمة والمفسدة

[ ١٤٤٣ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن رفاعة، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) قال: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدخل حليلته(١) الحمّام.

[ ١٤٤٤ ] ٢ - وعن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) قال: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فلا يرسل حليلته إلى الحمّام.

[ ١٤٤٥ ] ٣ - محمّد بن علي بن الحسين قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فلا يبعث بحليلته إلى الحمّام.

[ ١٤٤٦ ] ٤ - قال: وقال (عليه‌السلام ) : من أطاع امرأته(٢) أكبّه الله على منخريه في النار، قيل: وما تلك الطاعة ؟ قال: تدعوه إلى النياحات والعرسات والحمّامات ولبس الثياب الرقاق، فيجيبها.

[ ١٤٤٧ ] ٥ - وبإسناده عن شعيب بن واقد، عن الحسين بن زيد، عن

__________________

الباب ١٦

فيه ٩ أحاديث

١ - الكافي ٦: ٥٠٢ / ٢٩.

(١) الحليلة: الزوجة. ( لسان العرب ١١: ١٦٤ ).

٢ - الكافي ٦: ٥٠٢ / ٣٠.

٣ - الفقيه ١: ٦٣ / ٢٤٠.

٤ - الفقيه ١: ٦٤ / ٢٤١.

(٢) في المصدر: إمرأة.

٥ - الفقيه ٤: ٤ / ١.

٤٩

الصادق، عن آبائه (عليهم‌السلام ) - في حديث المناهي - قال: نهى رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) أن يدخل الرجل حليلته الحمّام.

[ ١٤٤٨ ] ٦ - وبإسناده عن حمّاد بن عمرو، وأنس بن محمّد، عن أبيه، عن جعفر بن محمّد، عن آبائه (عليهم‌السلام ) - في وصيّة النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) لعلي (عليه‌السلام ) - قال: يا علي، من أطاع امرأته أكبّه الله عزّ وجلّ على وجهه في النار، قال علي (عليه‌السلام ): وما تلك الطاعة ؟ قال: يأذن لها في الذهاب إلى الحمّامات والعرسات والنائحات ولبس الثياب الرقاق.

ورواه في ( الخصال )(٢) بالسند الآتي(٣) عن أنس بن محمّد، مثله.

[ ١٤٤٩ ] ٧ - وفي ( عقاب الأعمال ) عن أبيه، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه عن آبائه (عليهم‌السلام ) قال: قال ( رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله )(٣) : من أطاع امرأته أكبّه الله على وجهه في النار، قيل: وما تلك الطاعة ؟ قال تطلب إليه(٤) أن تذهب إلى الحمامات والعرس والنياحات والثياب الرقاق، فيجيبها.

[ ١٤٥٠ ] ٨ - وفي ( الخصال ): عن الخليل بن أحمد، عن محمّد بن معاذ،

__________________

٦ - الفقيه ٤: ٢٦٢ / ٨٢٤.

(١) الخصال: ١٩٦ / ٢.

(٢) يأتي في الفائدة الأولى من الخاتمة برمز (خ).

٧ - عقاب الأعمال: ٢٦٧، ويأتي عن الكافي في الحديث ١ من الباب ٩٥ من أبواب مقدّمات النكاح.

(٣) في المصدر: عليّ (عليه‌السلام ).

(٤) في نسخة: « منه »، ( منه قدّه ).

٨ - الخصال: ١٦٣ / ٢١٥.

٥٠

عن علي بن خشرم، عن عيسى بن يونس، عن أبي معمّر، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة قال قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يجلس على مائدة يشرب عليها الخمر، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدخل الحمّام إلّا بمئزر، [ و ](١) من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدع حليلته تخرج إلى الحمّام.

[ ١٤٥١ ] ٩ - وعن أبيه، عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن أحمد، عن العبّاس بن معروف، عن أبي همّام إسماعيل بن همام، عن محمّد بن سعيد بن غزوان، عن السكوني، عن جعفر بن محمّد، عن آبائه، عن علي (عليهم‌السلام ) قال: من أطاع امرأته في أربعة أشياء أكبّه الله على منخريه في النار، قيل: وما هي ؟ قال: في الثياب الرقاق، والحمّامات، والعرسات، والنياحات.

أقول: يأتي في أحاديث الجنائز(٢) والنكاح(٣) والتجارة(٤) إن شاء الله تعالى ما يدلّ على جواز خروج النساء في المأتم وقضاء حقوق الناس والنياحة وتشييع الجنازة، وعلى خروج فاطمة (عليها‌السلام ) وغيرها من نساء الأئمّة لذلك.

وتقدّم ما يدلّ على جواز دخول الجواري الحمّام(٥) ، وعلى جواز النكاح في الحمّام(٦) ، وهو قرينة على ما قلناه في العنوان والله أعلم.

__________________

(١) أثبتناه من المصدر.

٩ - الخصال: ١٩٦ / ٣.

(٢) يأتي ما يدلّ على ذلك في الحديث ١ و ٢ و ٥ من الباب ٦٩ من أبواب الدفن.

(٣) يأتي في الحديث ١ من الباب ٩٥ من أبواب مقدّمات النكاح.

(٤) يأتي في الباب ١٧ من أبواب ما يكتسب به.

(٥) تقدم في الحديث ١ من الباب ١٢ من هذه الأبواب.

(٦) تقدم في الحديث ٣ - ٥، ٨ من الباب ١٥ من هذه الأبواب.

٥١

١٧ - باب كراهة دخول الحمّام على الريق ومع الجوع وعلى البطنة

[ ١٤٥٢ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن علي بن الحكم، عن المثنّى بن الوليد الحنّاط، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) قال: لا تدخل الحمّام إلّا وفي جوفك شيء يطفئ عنك وهج(١) المعدة وهو أقوى للبدن، ولا تدخله وأنت ممتلي من الطعام.

[ ١٤٥٣ ] ٢ - وبالإسناد عن علي بن الحكم، عن رفاعة بن موسى، عمّن أخبره، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) أنّه كان إذا أراد دخول الحمّام تناول شيئا فأكله، قال: قلت له: إن الناس عندنا يقولون: أنّه على الريق أجود ما يكون، قال: لا بل يؤكل شيء قبله يطفي المرار ويسكن حرارة الجوف.

[ ١٤٥٤ ] ٣ - محمّد بن علي بن الحسين قال: قال أبو الحسن موسى بن جعفر (عليه‌السلام ) : لا تدخلوا الحمّام على الريق، ولا تدخلوه حتّى تطعموا شيئاً.

[ ١٤٥٥ ] ٤ - قال: وقال الصادق (عليه‌السلام ) : ثلاثة يهدمن البدن وربما قتلن: أكل القديد الغابّ(٢) ، ودخول الحمّام على البطنة، ونكاح العجوز(٣) .

__________________

الباب ١٧

فيه ٥ أحاديث

١ - الكافي ٦: ٤٩٧ / ٦.

(١) الوهج: شدّة الحر ( لسان العرب ٢: ٤٠١ ).

٢ - الكافي ٦: ٤٩٧ / ٦.

٣ - الفقيه ١: ٦٤ / ٢٤٥.

٤ - الفقيه ١: ٧٢ / ٣٠٠، وأورده عن الكافي والمحاسن في الحديث ٤، ٥ من الباب ٢٣ من أبواب الأطعمة المباحة، وفي الحديث ١، ٢ من الباب ١٥٢ من أبواب مقدّمات النكاح وآدابه.

(٢) غبّ اللحم: أنتن، الصحاح ١: ١٩٠.

(٣) في نسخة: العجائز، ( منه قدّه ).

٥٢

[ ١٤٥٦ ] ٥ - الحسين بن بسطام وأخوه في ( طبّ الأئمّة ) قالا: روي عن الصادق (عليه‌السلام ) أنّه قال: من دخل الحمّام على الريق أنقى البلغم، وإن دخلته بعد الأكل أنقى المرّة، وإن أردت أن تزيد في لحمك فادخل الحمّام على شبعك، وإن أردت أن تنقص من لحمك فادخل الحمّام على الريق.

١٨ - باب إجزاء ستر العورة بالنورة واستحباب الجمع

[ ١٤٥٧ ] ١ - محمّد بن علي بن الحسين بإسناده عن عبيدالله المرافقي - في حديث - أنّه دخل حمّاماً بالمدينة فأخبره صاحب الحمّام أنّ أبا جعفر (عليه‌السلام ) كان يدخله فيبدأ فيطلي عانته وما يليها، ثمّ يلفّ إزاره على أطراف إحليله ويدعوني فأُطلي سائر بدنه(١) ، فقلت له يوماً من الأيّام: إنّ الذي تكره أن أراه قد رأيته، قال: كلاّ إنّ النورة سترة(٢) .

ورواه الكليني كما مرّ(٣) .

[ ١٤٥٨ ] ٢ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن أحمد، عن عمر بن علي بن عمر بن يزيد، عن عمّه محمّد بن عمر، عن بعض من حدّثه أنّ أبا جعفر (عليه‌السلام ) ، كان يقول: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدخل الحمّام إلّا بمئزر، قال: فدخل ذات يوم الحمّام فتنوّر فلمّا أطبقت النورة على بدنه ألقى المئزر، فقال له مولى له: بأبي أنت وأُمي إنّك لتوصينا بالمئزر ولزومه وقد ألقيته عن نفسك، فقال: أمّا علمت أنّ النورة قد أطبقت العورة.

__________________

٥ - طب الأئمة: ٦٦.

الباب ١٨

فيه ٣ أحاديث

١ - الفقيه ١: ٦٥ / ٢٥٠.

(١) في المصدر: جسده.

(٢) وفي نسخة: ستره، ( منه قدّه ).

(٣) مرّ صدره في الحديث ٢ من الباب ١ من هذه الأبواب.

٢ - الكافي ٦: ٥٠٢ / ٣٥ وأورد صدره في الحديث ٦ من الباب ٩ من هذه الأبواب.

٥٣

[ ١٤٥٩ ] ٣ - وقد تقدّم في حديث سعدان أنّه رأى أبا الحسن (عليه‌السلام ) في الحمّام وعليه إزار فوق النورة.

١٩ - باب استحباب التعمم عند الخروج من الحمام في الشتاء والصيف

[ ١٤٦٠ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن سيف بن عميرة قال: خرج أبو عبدالله (عليه‌السلام ) من الحمّام فتلبّس وتعمّم فقال لي: إذا خرجت من الحمّام فتعمّم، قال: فما تركت العمامة عند خروجي من الحمّام في شتاء ولا صيف.

ورواه الصدوق مرسلاً، نحوه(١) .

٢٠ - باب كراهة الاستلقاء في الحمّام والاضطجاع والاتّكاء والتدلّك بالخزف وجوازه بالخرق

[ ١٤٦١ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن علي بن الحسن التيمي، عن محمّد بن أبي حمزة، عن عمر بن يزيد، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) قال: كان أمير المؤمنين (عليه‌السلام ) يقول: إلّا لا يستلقينّ أحدكم في الحمّام فإنّه يذيب(٢) شحم الكليتين، ولا يدلكنّ رجليه بالخزف فإنه يورث الجذام.

__________________

٣ - تقدّم في الحديث ٣ من الباب ٩، وفي الحديث ١ من الباب ١٤، وفي الحديث ١ من الباب ٣٩ من هذه الأبواب.

الباب ١٩

فيه حديث واحد

١ - الكافي ٦: ٥٠٠ / ١٧.

(١) الفقيه ١: ٦٥ / ٢٤٦.

الباب ٢٠

فيه ٥ أحاديث

١ - الكافي ٦: ٥٠٠ / ١٩.

(٢) وفي نسخة: يذهب ( منه قدّه ).

٥٤

[ ١٤٦٢ ] ٢ - وعن بعض أصحابنا، عن ابن جمهور، عن محمّد بن القاسم، عن ابن أبي يعفور، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) قال: قال: لا تضطجع في الحمّام فإنّه يذيب(١) شحم الكليتين.

[ ١٤٦٣ ] ٣ - وعن الحسين بن محمّد، ومحمّد بن يحيى، عن علي بن محمّد بن سعد، عن محمّد بن سالم، عن موسى بن عبدالله بن موسى، عن محمّد بن علي بن جعفر، عن أبي الحسن الرضا (عليه‌السلام ) قال: من أخذ من الحمّام خزفة فحكّ بها جسده فأصابه البرص، فلا يلومنّ إلا نفسه، الحديث.

[ ١٤٦٤ ] ٤ - محمّد بن علي بن الحسين قال: قال أبو الحسن موسى بن جعفر (عليه‌السلام ) - في حديث - والتدلّك بالخزف يبلي الجسد.

[ ١٤٦٥ ] ٥ - محمّد بن الحسن بإسناده، عن محمّد بن علي بن محبوب، عن أيّوب بن نوح، عن عبّاس بن عامر، عن ربيع بن محمّد المسلي قال: سمعت أبا عبدالله (عليه‌السلام ) وذكر الحمام فقال: إيّاكم والخزف فإنّها(٢) تنكأ الجسد، عليكم بالخرق.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(٣) ، ويأتي ما يدلّ على تخصيص الخزف ويمكن بقاؤه على عمومه(٤) .

__________________

٢ - الكافي ٦: ٥٠٢ / ٣٤.

(١) وفي نسخة: يذهب، ( منه قدّه ).

٣ - الكافي ٦: ٥٠٣ / ٣٨، وتقدّم ذيله في الحديث ٢ من الباب ١١ من أبواب الماء المضاف. ويأتي في الحديث ١ من الباب ١٠١ من هذه الأبواب.

٤ - الفقيه ١: ٣٢ / ١١٠.

٥ - التهذيب ١: ٣٧٧ / ١١٦٣.

(٢) في نسخة: قد، ( منه قدّه ).

(٣) تقدّم ما يدلّ على ذلك في الحديث ٢ من الباب ١٣ من هذه الأبواب.

(٤) يأتي ما يدلّ على التخصيص في الحديث ٤ من الباب ٢٣ من هذه الأبواب.

٥٥

٢١ - باب كراهة دخول الولد الحمّام مع أبيه وبالعكس، وتحريم النظر إلى عورة الوالدين والولد

[ ١٤٦٦ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن الحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمّد، عن أحمد بن محمّد بن عبدالله، عن محمّد بن جعفر، عن بعض رجاله، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : لا يدخل الرجل مع ابنه الحمّام فينظر إلى عورته، وقال: ليس للوالدين أن ينظرا إلى عورة الولد، وليس للولد أن ينظر إلى عورة الوالد.

وقال: لعن رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) الناظر والمنظور إليه في الحمّام بلا مئزر.

[ ١٤٦٧ ] ٢ - وعن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، رفعه قال: قال أبو عبدالله (عليه‌السلام ) : لا يدخل الرجل مع ابنه الحمّام فينظر إلى عورته.

[ ١٤٦٨ ] ٣ - وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، ومحمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع جميعاً، عن حنان بن سدير، عن أبيه - في حديث - أنّه دخل الحمّام فإذا فيه علي بن الحسين ومعه ابنه محمّد بن علي (عليهما‌السلام ).

ورواه الصدوق بإسناده، عن حنان بن سدير، ثمّ قال: في هذا الخبر إطلاق للإمام أن يدخل ولده معه الحمّام، دون من ليس بإمام لأنّ الإِمام معصوم في صغره وكبره لا يقع منه النظر إلى عورة في حمّام ولا غيره(١) .

__________________

الباب ٢١

فيه ٤ أحاديث

١ - الكافي ٦: ٥٠٣ / ٣٦.

٢ - الكافي ٦: ٥٠١ / ٢٣.

٣ - الكافي ٦: ٤٩٧ / ٨، وتقدّم صدره في الحديث ٤ من الباب ٩، ويأتي ذيله في الحديث ٤ من الباب ٤١ من هذه الأبواب.

(١) الفقيه ١: ٦٦ / ٢٥٢.

٥٦

[ ١٤٦٩ ] ٤ - محمّد بن علي بن حسين بإسناده عن حمّاد بن عمرو، وأنس بن محمّد، عن أبيه، عن الصادق، عن آبائه (عليهم‌السلام ) ، عن النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) - في وصيّته لعلي (عليه‌السلام ) - قال: حقّ الوالد على ولده أن لا يسمّيه بإسمه، ولا يمشي بين يديه، ولا يجلس أمامه، ولا يدخل معه الحمّام.

٢٢ - باب جواز إخلاء الحمّام لواحد على كراهية

[ ١٤٧٠ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن الحسين بن محمّد، عن شيخ من أصحابنا يقال له: عبدالله بن رزين - في حديث - أنّه سأل عن الحمّام الذي يدخله أبو جعفر الثاني (عليه‌السلام ) فصار إليه، فقال له صاحب الحمام: إن أردت دخول الحمام فقم فادخل فإنّه لا يتهيّأ لك ذلك بعد ساعة، قلت: ولم ؟ قال: لأنّ ابن الرضا (عليه‌السلام ) يريد دخول الحمّام(١) ، قلت له: ولا يجوز أن يدخل معه الحمّام غيره ؟ قال: نخلي له الحمّام إذا جاء، الحديث.

[ ١٤٧١ ] ٢ - وعنه، عن أحمد بن إسحاق، عن سعدان، عن أبي بصير، قال: دخل أبو عبدالله (عليه‌السلام ) الحمّام فقال له صاحب الحمّام: أُخليه لك ؟ فقال: لا حاجة لي في ذلك، المؤمن أخفّ من ذلك.

[ ١٤٧٢ ] ٣ - محمّد بن علي بن الحسين قال: دخل الصادق (عليه‌السلام )

__________________

٤ - الفقيه ٤: ٢٦٩ / ٨٢٤.

الباب ٢٢

فيه ٣ أحاديث

١ - الكافي ١: ٤١٢ / ٢.

(١) في المصدر زيادة: قال: قلت: ومن ابن الرضا ؟ قال: رجل من آل محمد له صلاح وورع.

٢ - الكافي ٦: ٥٠٣ / ٣٧.

٣ - الفقيه ١: ٦٥ / ٢٤٩.

٥٧

الحمّام، فقال له صاحب الحمّام: نخليه لك ؟ فقال: لا، إنّ المؤمن خفيف المؤنة.

٢٣ - باب كراهة غسل الرأس بطين مصر، والتدلّك بخزف الشام

[ ١٤٧٣ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن علي بن أسباط، عن أبي الحسن الرضا (عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : لا تغسلوا رؤوسكم بطين مصر، فإنّه يذهب بالغيرة(١) ، ويورث الدياثة(٢) .

وعنه، عن أبيه، وعن الحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمّد جميعاً، عن علي بن أسباط، مثله(٣) .

[ ١٤٧٤ ] ٢ - عبدالله بن جعفر في ( قرب الإِسناد ): عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، قال: سمعت الرضا (عليه‌السلام ) يقول - وذكر حديثاً في ذمِّ مصر - فقال: ولقد قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : لا تغسلوا رؤوسكم بطينها، ولا تأكلوا في فخارها فإنّه يورث الذلّة، ويذهب بالغيرة، قلنا له: قد قال ذلك رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) ؟ قال: نعم.

__________________

الباب ٢٣

فيه ٤ أحاديث

١ - الكافي ٦: ٥٠١ / ٢٥.

(١) الغيرة: الحميّة والأنفة ( لسان العرب ٥: ٤٢ ).

(٢) الدَيّوث: الذي تزني امرأته وهو يعلم بها، ويقال: هو الذي يدخل الرجال على زوجته ( مجمع البحرين ٢: ٢٥٣ ).

(٣) الكافي ٦: ٣٨٦ / ٩.

٢ - قرب الإِسناد: ١٦٥.

٥٨

[ ١٤٧٥ ] ٣ - محمّد بن علي بن الحسين قال: قال الصادق (عليه‌السلام ) : لا تغسل رأسك بالطين فإنّه يسمج(١) الوجه.

[ ١٤٧٦ ] ٤ - وفي حديث آخر: يذهب بالغيرة، ولا تدلك بالخزف فإنّه يورث البرص، قال: وروي أنّ ذلك طين مصر وخزف الشام.

أقول: وتقدَّم ما يدلَّ على الكراهة من غير قيد والله أعلم(٢) .

٢٤ - باب استحباب التحيّة عند الخروج من الحمّام واجابتها وكيفيّتها

[ ١٤٧٧ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، رفعه عن عبدالله بن مسكان قال: كنّا جماعة من أصحابنا دخلنا الحمّام فلمّا خرجنا لقينا أبو عبدالله (عليه‌السلام ) فقال لنا: من أين أقبلتم ؟ فقلنا له: من الحمّام، فقال: أنقى الله غسلكم، فقلنا له: جعلنا فداك، وإنّا جئنا معه حتّى دخل الحمّام فجلسنا له حتّى خرج فقلنا له: أنقى الله غسلك، فقال: طهّركم الله.

[ ١٤٧٨ ] ٢ - وعن محمّد بن الحسن، وعلي بن محمّد بن بندار، عن إبراهيم بن إسحاق، عن عبدالله(٣) بن حمّاد، عن أبي مريم الأنصاري، رفعه، قال: إنّ الحسن بن علي (عليه‌السلام ) خرج من الحمّام فلقيه إنسان فقال له: طاب

__________________

٣ - الفقيه ١: ٦٤ / ٢٤٣.

(١) يُسْمِجْ الوجه: يقبحه ( مجمع البحرين ٢: ٣١٠ ).

٤ - الفقيه ١: ٦٤ / ٢٤٣.

(٢) تقدّم في الأحاديث ٢ - ٤ من الباب ١٣، وفي الحديث ١، ٣ - ٥ من الباب ٢٠ من هذه الأبواب، والحديث ١ من الباب ٢١ من أبواب أحكام الخلوة.

الباب ٢٤

فيه ٣ أحاديث

١ - الكافي ٦: ٥٠٠ / ٢٠.

٢ - الكافي ٦: ٥٠٠ / ٢١.

(٣) في المصدر: عبد الرحمان.

٥٩

استحمامك، فقال: يا لكع(٢) ، وما تصنع بالاست ههنا ؟! فقال: طاب حميمك، فقال: أما تعلم أن الحميم العرق، قال: طاب حمّامك، قال: وإذا طاب حمّامي فأيّ شيء لي ؟! ولكن قل: طهر ما طاب منك، وطاب ما طهر منك.

ورواه الصدوق مرسلاً، نحوه(٣) .

[ ١٤٧٩ ] ٣ - محمّد بن علي بن الحسين قال: قال الصادق (عليه‌السلام ) : إذا قال لك أخوك وقد خرجت من الحمّام: طاب حمّامك، فقل له: أنعم الله بالك.

ورواه في ( الخصال ) بإسناده الآتي عن علي (عليه‌السلام ) في حديث الأربعمائة(١).

٢٥ - باب استحباب غسل الرأس بالخطمي ّ

[ ١٤٨٠ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن سفيان بن السمط، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) قال: تقليم الأظفار، والأخذ من الشارب، وغسل الرأس بالخطميّ ينفي الفقر، ويزيد في الرزق.

[ ١٤٨١ ] ٢ - وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن القاسم بن يحيى، عن جدِّه الحسن بن راشد، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله ( عليه

__________________

(١) اللكع: العبد، ثم استعمل في الحمق والذم ( النهاية ٤: ٢٦٨ ).

(٢) الفقيه ١: ٧٢ / ٢٩٧.

٣ - الفقيه ١: ٧٢ / ٢٩٨.

(٣) الخصال: ٦٣٥ ويأتي إسناده في الفائدة الأولى من الخاتمة برمز (ر).

الباب ٢٥

فيه ٧ أحاديث

١ - الكافي ٦: ٥٠٤ / ١، والفقيه ١: ٧١ / ٢٩١.

٢ - الكافي ٦: ٥٠٤ / ٣، والفقيه ١: ٧١ / ٢٩٣.

٦٠

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

قصة : في ليلة بدر وهي معركة مشهورة بين قوى الشرك المتمثلة بقريش وعلى رأسهم ( أبو سفيان ) وبين رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وأصحابه ، وكان عدد المشركين ثلاث أضعاف عدد المسلمين ، وفي ليلة السابع عشر من شهر رمضان لم ينم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله صفّ قدميه إلى جنب نخلة أو شجرة وانشغل بالصلاة والتضرّع إلى الله عزّ وجل في نصرة جيشه على المشركين( إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ ) (١) ، الله عزّ وجل نصر النبي والمسلمين حينما استغاث النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله بربّه وهكذا نحن إذا لجأنا وفزعنا إلى الله عند الشدّة يستجيب الله لنا ، والصلاة عبارة عن صلة العبد الفقير بربّه الغني وهكذا ينقل عن الإمام الصادقعليه‌السلام أنه إذا مرّت به شدّة كان يجمّع أولاده وعائلته ويصلي ركعتين ثم يدعوا الله عزّ وجل فتنكشف عنه تلك الشدّة

الانقطاع إلى الله يعزّز العبد عند الله تعالى :

في الحديث الشريف « أوحى الله إلى بعض أنبياءه أما انقطاعك إليّ فيعزّزك بي » نعم الخضوع والخشوع لله سبحانه يمنح الإنسان العزّة ، لأنّ العزّة الحقيقية بيد الله تعالى قال سبحانه( وَلِلَّـهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ ) إذا اشتغل الإنسان في طاعة الله واجتنب معاصيه يكون عزيزاً ، وقد أشار الإمام الحسن المجتبىعليه‌السلام : « من أراد عزاً بلا عشيرة وهيبة بلا سلطان وغنىً بلا مال فليخرج من ذل معصية الله سبحانه إلى عزّ طاعته »

العوامل الوراثية لها دور في صياغة شخصية الإنسان :

الحوراء زينبعليها‌السلام فتحت عينها وترى تهجد جدّها المصطفىصلى‌الله‌عليه‌وآله وهو يقوم
___________________

(١) سورة الأنفال : الآية ٩

١٢١

الليل ويتهجّد بآيات القرآن الكريم ، وهكذا نظرت إلى أُمّها الزهراءعليها‌السلام وهي تقوم أكثر الليالي حتى لقد حدّث الحسن المجتبىعليه‌السلام قال رأيت أُمي في ليلة من ليالي الجمعة ، وقد صفّت قدميها واستقبلت القبلة ولم تزل راكعة ساجدة إلى أن اتضح عمود الصباح وما سمعتها دعت لنفسها بل كانت تدعوا لجيرانها ولمّا سألها الحسنعليه‌السلام عن سبب ذلك فقالت الجار ثم الدار ، وكذلك نظرت إلى أبيها أمير المؤمنين وكيف كان يقوم الليل حتى كانت تعتريه بعض الحالات التي يكون فيها كالخشبة اليابسة ، إنّ هذه المشاهد من شأنها أن تؤثر في الذريّة والأبناء وكل من يشاهدها ، من هنا كان من ألقاب الحوراء زينبعليها‌السلام « عابدةٌ آل علي » ، ولذا لا نستبعد ما نقله المحقق الشيخ جعفر النقدي في كتابه ( زينب الكبرى ) قال ان الحسينعليه‌السلام أوصى زينب « أُخيّه لا تنسيني في صلاة الليل »

من آثار العبادة :

أولاً : اليقين : العبادة تصقل النفس الإنسانية وتزكّيها خصوصاً إذا كانت العبادة عن علم ومعرفة ، وإذا زكت النفس ، أصبح القلب مستعدّاً لتلقّي الفيوضات الربانيّة والعلوم الدينية التي تفاض عليه وهكذا كانت الحوراء زينبعليها‌السلام كما وصفها جّة العصر زين العابدينعليه‌السلام : « أنت بحمد الله عالمة غير معلّمة وفهمة غير مفهّمة »

ثانياً : الصبر على مجابهة الصعاب والشدائد : من جملة آثار العبادة الصحيحة لله عزّ وجل ، العبد يشعر بالطمأنينة والسكينة قال تعالى :( أَلَا بِذِكْرِ اللَّـهِ تَطْمَئِنُّ
الْقُلُوبُ
) وهذه السكينة التي تحصل عند العبد تورثه الرضا بما يصدر عن الله تبارك وتعالى فلا يعترض على أمره أو شيء من قدره ، وهكذا كانت الحوراء زينبعليها‌السلام حينما خاطبها اللعين عبيد الله بن زياد في الكوفة أرأيت كيف صنع الله

١٢٢

بأخيك الحسينعليه‌السلام فقالت : ما رأيت إلّا جميلاً ، هؤلاء قومٌ كتب الله عليهم القتل فبرزوا إلى مضاجعهم وسيجمع الله بينك وبينهم وتحاد وتخاصم فانظر لمن الفلج يومئذ ثكلتك أُمّك يابن مرجانه نلاحظ أنها قالت « ما رأيت إلّا جميلاً » وهناك شاهد آخر على صبرها وتسليمها ورضاها بما قضى الله عزّ وجل ، وهو أنّها أقبلت إلى جثمان أخيها الحسينعليه‌السلام وقالت بعد ان رفعته قليلاً إلى السماء « إلهي تقبّل منا هذا القربان »

ومن مظاهر صبرها انّها تحمّلت عناء السبيّ ولمحافظة على عيال أبي عبد الله الحسينعليه‌السلام وكذلك مجابهة الطغاة وفضحهم ، وقامت بمسؤليتها على أحسن وجه وكانت تستعين بالصلاة خصوصاً تتهجّد في الليل للقيام بمسؤوليتها في النهار ومن هنا قال الامام زين العابدينعليه‌السلام إنّ عمتي الحوراء زينب لم تترك تهجدها الليلي حتى في ليلة الحادي عشر من المحرّم بل كانت في الطريق مع متاعب الطريق كانت لا تترك صلاة الليل ، بل ربّما للتعب والأعياء تصلّيها من جلوس ولمّا زين العابدينعليه‌السلام إلى عمّته تصلّي من جلوس فسألها فقالت على الضعف الذي نزل بي ، ولسان حالها :

يعمّه راح الحيل عنّي

من راح ابوك حسين عنّي

وطبرات جسمه الضعضعني

ميتة عسن من زغر سنّي



ثم تلتفت إلى رأس أخيها ولسان الحال :

يحسين حال الظيم حالي

ظليت حرمه ابغير والي

مشدوه من الهظم بالي

او راسك يبو الشيمه اگبالي

يتلى الذ چ ر فوگ العوالي

ما چنت اظن غدر الليالي

١٢٣

ايخلّيني امشي ابظعن خالي

من كل هلي اهل المعالي

او دمعي على الوجنات هالي

         



انه امن ابچي ابحزن مر مانعنه

مصاب احسين من مر مانعنه

غريب الطف خواته مانعنه

اشحال الناعيه الراحت سبيه



هتكوا عن نساءكم كل خدر

هذه زينب على الأكوار



١٢٤

الموت

ولربّ قائلة وغرب عيونها

يدمي فيخفي نطقها استعبار

ماذا السؤال فمت بدائك حسرة

قضت الحميّة واستبيح الجار

ما هاشم إن كنت تسأل هاشم

بعد الحسين ولا نزار نزار

أتوانياً ولكم بأشواط العلا

دون الأنام الورد والإصدار

هذي أُميّة لاسرىٰ في قطرها

غضّ النسيم ولا استهلّ قطار

أضحت برغم أنوفكم ما بينها

بنساءكم تتقاذف الأمصار

من كلّ باكية تجاوب مثلها

نوحاً بقلب الدين منه أوار

حملت على الأكوار بعد خدورها

الله ماذا تحمل الأكوار(١)



عگب الهوادج يسّروها آل أُميه

او للطاغي ابن زياد ودّوها هديه

ما ظنتي ترضى يبو النفس الابيه

للطاغي ابن زياد ينظرها ابعينه

     

_____________________

(١) للسيد الحيدر الحلّي

١٢٥

ودّوها للشامات يا حيدر سردال

هي ويتاما احسين مچتوفين بحبال

او راس العزيز احسين منور فوگ عسال

نوره ايتلالا چالبدر يرعى الظعينه

في باب ابو الساعات وگفوهم يكرار

والناس من عظم الفرح تضرب المزمار

ناس يسبوهم ويضربوهم بالحجار

واحسين راسه فوگ خطي ناصبينه

     



زفيري اعليك شبه النار منهاي

ونه ايسيره لو تصيح الناس منهاي

كل خوفي يخويه احسين منهاي

طحت بالخفت منّه اشلون بيّه



أين الشهامة أم أين الحفاظ أما

يأبی لها شرف الأحساب والكرم

تسبى حرائرها بالطفّ حاسرة

ولم تكن بغبار الموت تلتثم

  

( قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ
إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ
) (١)

______________________

المقدمة :

القرآن الكريم كلام الله عزّ وجل والمعجزة الخالدة لنبينا الأكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله وهو الثقل
___________________

(١) سورة الجمعة : الآية ٨

١٢٦

الأكبر كما صرّحت بذلك بعض الروايات ، وهو النور من الله يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ، وقد أكّد النبي الكريم وأهل بيته على ضرورة الاهتمام به والعمل بأحكامه فها هو أمير المؤمنينعليه‌السلام يوصينا ويقول : « الله الله في القرآن لا يسبقكم إلى العمل به غيركم » لم يقل تلاوته مع أنّ التلاوة فيها أجر وثواب لأنّ التلاوة مقدمة للتدبّر وإذا تدبّرنا تكون على تهيأة واستعداد للعمل به ، وقد دعانا القرآن الكريم لأن نتدبر آياته فقال( أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا )

هناك مجموعة أقفال تمنّع من التدبّر والاستفادة من القرآن ومنها حبّ الدنيا واتباع الهوى اضرب لك مثال : في يوم من الأيام الامام الصادقعليه‌السلام كان يأكل الطعام وإلى جنبه ( ابو حنيفة ) فلما فرغ من الطعام حمد الله عزّ وجل حسب الاستحباب الوارد في آداب المائدة وقال اللهم لك الحمد هذا منك ومن رسولك ، فقال ابو حنيفة للامام الصادقعليه‌السلام اشركت يا أبا عبد الله ، وإلى يومنا هذا توجد نماذج في عالمنا المعاصر ما عندها شغل إلّا تكفّر وتجعل المسلمين مشركين تقبّل شيء يشير إلى رمز عظيم عندنا أو شيء يذكّرنا برسول الله فيقولون أشركت ، يا أخي لا يمكن أن تحسب كل قبلة شرك ، طيّب لا تقبّل ابنك لأنه شرك لا تقبّل المصحف فانه شرك ، لا تقبّل الحجر الأسود فانه شرك ، اقول في جوابك كما انه ليس في تقبيل طفلي شرك لأنه من باب المحبّة وتعبير عنها أو في تقبيل المصحف رمز إلى أنه كلام الله عزّ وجل اعتزازاً به ، كذلك أقول لك أنّما أقبّل ضريح الحسينعليه‌السلام لأنّه يذكرني برسول الله يذكرني بفاطمة ، لأنّه حلّت في هذا المكان روح وجسد عزيز عند النبي وأمرني الرسول بمودته ولم يطلب اجراً سوى المودة في القربى( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ ) ثم هذا يذكرني بالحرية والعزة والكرامة التي علّمني إياها الحسينعليه‌السلام أن لا أضع يدي بيد الظالم يخاطب الشاعر ضريح الحسينعليه‌السلام :

١٢٧

شممت ثراك فهبّ النسيم

نسيم الكرامة من بلقع

وعفّرت خدي بحيث استراح

خدّ تفرّىٰ ولم يضرع

كأنّ يداً من وراء الضريح

حمراء مبتورة الأصبع



استلهم العزة والكرامة من هذه القبور إذن تقبيل الضريح لا يعني عبادة وليس كل تقبيل عبادة ، والنية لها دور أعود إلى الحديث فقال للامام الصادقعليه‌السلام اشركت يا أبا عبد الله ؟! فقال له الإمام وكيف فقال قلت هذا منك ومن رسولك ، لابد ان تقول هذا منك فقط وتسكت ، الامام الصادقعليه‌السلام ارجعه إلى القرآن فقال له ألم تقرأ القرآن قال بلى( وَمَا نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّـهُ وَرَسُولُهُ مِن فَضْلِهِ ) فقال كأني لم أقرأها فقال له الامامعليه‌السلام أنت قرأتها ولكنّ الله عزّ وجل أنزل فيك وفي أمثالك أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها

عبد الله بن أحمد بن حنبل قال سألت أبي عن الرجل يمسّ منبر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ويتبرك بمسه ويقبّله ويفعل بالقبر مثل ذلك رجاء ثواب الله تعالى ، قال لا بأس به(١)

الحافظ ابو سعيد بن العاد وهو معاصر لابن تيمية قال وردنا عن الإمام أحمد بن حنبل أنّه غسل قميصاً للشافعي وشرب الماء الذي غسله به(٢)

ابن حجر العسقلاني عن أحمد أنه لا يرى بأساً في تقبيل منبر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وقبره(٣)

___________________

(١) وفاء الوفاء ٢ : ٤٢٤

(٢) أخرج هذا الحديث ابن الجوزي وابن كثير ، مناقب أحمد لابن الجوزي : ٦٠٩ ، البداية
والنهاية لابن كثير ١٠ : ٣٦٥ حوادث سنة ( ٢٤١ هـ ) .

(٣) فتح الباري بشرح صحيح البخاري ٣ : ٤٧٥ / ١٠٦٩

١٢٨

محمد بن المگدر وهو من أعلام التابعين توفي سنة ( ١٣٠ هـ ) كان يجلس مع أصحابه في المسجد النبوي الشريف فكان يقوم ويضع خدّه على قبر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ثم يرجع ، فعوتب في ذلك فقال إنه ليصيبني خطرة فإذا وجدت ذلك استشفيت بقبر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وكان يأتي موضعاً من المسجد في الصحن فيتمرّغ فيه ويضطجع فقيل له في ذلك ، فقال هني رأيت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله في هذا الموضع يعني في النوم(١)

ثابت البناني إذا رأى أنس بن مالك أخذ بيده فقبّلها ويقول يدٌ مسّتها يد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله (٢)

أعود إلى الآية الشريفة( قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ ) :

لماذا يفرّ الانسان من الموت وهل كل الناس سواء أمن هو الذي يفرّ من الموت ؟

الجواب : ليس كل الناس يفرّون من الموت ، ها هو امير المؤمنينعليه‌السلام يقول والله لابن أبي طالب آنس بالموت من الطفل لمحالب أُمّه ، صاحب المنبر الحسينعليه‌السلام كان يقول :

سأمضي وما بالموت عار على الفتى

إذا ما نوى حقاً وجاهد مسلما



هؤلاء يزحفون إلى الموت لا يفرّون منه

إذن لماذا يفرّ من الموت ومن هو ؟

سأل الامام الحسن المجتبىعليه‌السلام ما بالنا نكره الموت ؟ فقال لأنكم عمّرتم الدنيا
وخرّبتم الآخرة فتكرهوا أن تنتقلوا من عمران إلى خراب ، الظالم لا يحبّ
___________________

(١) راجع الذهبي في سير أعلام النبلاء ٥ : ٣٥٨ ـ ٣٥٩

(٢) سير أعلام النبلاء ٤ : ٤٢

١٢٩

الموت ، الطواغيت لا يريدون الموت ، لكن أين يذهبون ، هارون مع ظلمه للإمام الكاظمعليه‌السلام لمّا نزل به الموت قال ما أغنى عنّي ماليه هلك عنّي سلطانيه

« فانّه ملاقيكم » : لابدّ من الموت أين يفرّ من الموت ، كلّا لا مفر إلى ربك يومئذ المستقر اينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيّده ، كل من عليها فان ويبقى وجه ربّك ذو الجلال والإكرام في دعاء الصباح أمير المؤمنينعليه‌السلام : « وقهر عباده بالموت والفناء »

إذا عرفنا ذلك لابدّ لنا من الاستعداد للموت في دعاء الحزين : « ولو لم يكن إلّا الموت كيف وما بعد الموت أعظم وأدهى » إذن لابدّ من الاستعداد له ، امامنا زين العابدينعليه‌السلام في دعاء أبي حمزة الثمالي يبكي ولا نبكي نحن أبكي ولم لا أبكي« اَبْكي لِظُلْمَةِ قَبْري اَبْكي لِضيقِ لَحَدي ، اَبْكي لِسُؤٰالِ مُنْكَرٍ وَنَكيرٍ اِيّٰايَ ، اَبْكي
لِخُرُوجي مِنْ قَبْري عُرْيٰاناً ذَليلاً حٰامِلاً ثِقْلي عَلىٰ ظَهْري ، اَنْظُرُ مَرَّةً عَنْ يَميني
وَاُخْرىٰ عَنْ شِمٰالي ، اِذِ الْخَلٰائِقُ في شَاْنٍ غَيْرِ شَاْني ، لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَاْنٌ
يُغْنيهِ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ ، ضٰاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ »

بعض علمائنا يذكرون أنفسهم لكي لا يغفل عن الموت يحفر له في داره حفرة أشبه بالقبر وينزل فيها ويقرأ هذه الآية( رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا
تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ
) ويقول لنفسه ارجعوك اعمل

كان أمير المؤمنينعليه‌السلام في كل ليلة بعد اداء صلاة العشاء يخاطب الناس : « يقول أيها الناس تجهزوا يرحمكم الله فقد نودي فيكم بالرحيل »

ثم تردّون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون : بعد الموت لابدّ من الرجوع إلى الله سبحانه وتعالى ويخبره بما عمل في هذه الحياة ، رقابة كاملة إلهية( مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ) ،( وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا قَالُوا

١٣٠

أَنطَقَنَا اللَّـهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ ) ،( وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَـٰذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ
صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا
)

المؤمن والمؤمنة في حياتهما لابدّ لهما من أن يستحضرا الرقابة الالهية في كل وقت وبهذه يوفق ان لا يتوروا في المعصية إذا عرف أنّ الله عزّ وجل يراه « اللهم اجعلني اخشاك كأني أراك »

يقول الامام لأحد اصحابه « ان كنتم تعلم انه يراك وبرزت إليه بالمعصية فقد جعلته أهون الناظرين إليك »

العلامة الطباطبائيقدس‌سره أقبل إليه مسؤول فقال له أوصني فأجابه بهذه الاجابة « ألم يعلم بأنّ الله يرى » ومن هنا يقول سيد الشهداءعليه‌السلام هذا الدعاء ومحبته لله عزّ وجل وذلك أن قدّم فلذة كبده ، شبيه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله خلقاً وخُلقاً ومنطقاً ، قدّمه ليكون أول شهيد من شهداء بني هاشم وليعرّف الملأ العام أن الدين الحنيف يستحق أن نقدّم له القرابين تلو القرابين ، وبعد أن قام بجهاده وببطولته وقتل فيهم مقتلة عظيمة ضربه منقذ مرّة العبدي على رأسه بعد أن طعنه في ظهره ، واعتنق الفرس لعلّه يأخذه إل ی أبيه فاحتمله الفرس إلى مخيم الأعداء فقطعوه سيوفهم إرباً إربا ، يقول المرحوم الشيخ محمد بن نصار :

عگب ما شرّگ الهامات والطاس

اجته ضربة العبدي على الراس

وگع وتواردوه ابسيوفها الناس

شبگ على المهر ويلي والمهر فر



شبگ عل ی المهر لبّاله يوديه

لبوه احسين عن الگوم يحميه

اويلي المهر للعدوان فرّ بيه

واوچب آه بمسوّط العسكر



١٣١

هذا ايفصّل ابسيفه وريده

وهذا بالخناجر فصّل ايده

وهذا يغطّ رمحه الحديده

ابخاصرته وهو يعالج ويفغر



نادى ابه حسين عليك منّي السلام هذا جدي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قد سقاني بكأسه وبيده شربة لا اظمأ بعدها ابداً ويقول إنّ لك عنده كأساً مذخوره ، ولما سمع الحسين إلى صوته أخذت عيناه تدوران كالمحتضر ونادى بصوت مالك يابن سعد قطع الله رحمك كما قطعت رحمي ، ثم ركب جواده وانطلق نحو الميدان ، ولما وصل إليه رمى بنفسه وتمدّد بطول ولده ووضع خدّه على خدّه وهو يقول بني علي على الدنيا بعدك العفا أما أنت فقد استرحت من هم الدنيا وغمّها وأبقيت أباك لهمّها وغمّها

يا نجعة الحيين هاشم والندى

وحما الذمارين العلى والسؤدد

فلتذهب الدنيا على الدنيا العفا

ما بعد يومك من زمان أرغد



سريت وللگلب سرّيت بعداك

فعلت أفعال حامي الجار بعداك

على الدنيا العفا يا بويه بعداك

محل الضيج يبني اگطعت بيّه



يبويه من سمع يمّك ونينك

ومن شبحت لعند الموت عينك

للعشرين ما وصلن اسنينك

وحاتفني عليك الدهر الأگشر



نقل الشيخ الحائري في معاليه ما مضمونه ، ان رجلاً من الأعراب مرّ على دور بني هاشم بعد واقعة كربلا فسمع أنيناً يخرج من بيت سمرّ بقدميه إلى الأرض حتى

١٣٢

أنّ الناقة بركت في مكانها من شدّة الأنين فوقف ينتظر حتى خرجت جارية من البيت ، فسألها لمن هذه الدار ؟ فقالت غاب صاحبها فقلت لها هي لمن ؟

قالت للحسين بن علي ، فقلت ومن هذي الباكية ؟ قالت أُم ولد يقال لها ليلى ما زالت تندب ولدها صباحاً ومساءاً كأني بلسان حالها :

يبني علي لو تشوف الليل

ع گب عينك اشلون اگضيه

نص بالدمع والحسره

ونص أحلم واشوفك بيه

اگول ترد ليالينا

وزمان الراح نرجع ليه



نهاري والعگل تايه

وليلي والدمع جاري

لا يبرد حزن گلبي

ولا هي تنطفي ناري

اظن ما بين هذا أو ذاك

اگضي الليل وانهاري

ولا هجعة تجيني ابليل

ولا فرحه تجي ابمصباح



١٣٣

المختار الثقفي

من مبلغ المصطفى استعمال أُمته

من بعده نسخ وحي الله بالشورى

جاشت على آله ما ارتاح واحدهم

من جور أعداه حتى مات مقهورا

قضى أخوه خضيب الشيب وابنته

غضبىٰ وسبطاه مسموماً ومنحورا

يا وقعة الطف كم أوقدتي في كبدي

وطيس حزن ليوم الحشر مسجورا

كأنّ كلّ مكان كربلاء لدى

عيني وكلّ زمان يوم عاشورا

لهفي لظام على شاطي الفرات قضى

ظمئان يرنو لعذب الماء مقرورا

يا ليت عين رسول الله ناظرة

رأس الحسين على العسّال مشهورا

وجسمه نسجت هوج الرياح له

ثوباً بقاني دم الأوداج مزرورا

ان يبقى ملقى بلا دفن فإنّ له

قبراً باحشاء من والاه محفورا(١)



نعم بقي على أرض كربلاء لمدة ثلاثة أيام وسيّروا زينب والنساء سبايا وكأني بها نادت بلسان الحال :

صاحت يوادي كربلا عنّك مشينه

بلايا غسل واكفان خلينه ولينه

  

_____________________

(١) الشيخ عبد الحسين الأعسم ، الدر النضيد : ١٨٧

١٣٤

غصباً عليّ سافرت يا مهجة احشاي

يحسين يالماضاگ من قبل الذبح ماي

جسمك يظل على الترب والراس وياي

فوگ الرمح مشهور يبرى للظعينه



لو چان بيدي يا خليصي ابگيت ويّاك

واگعد على گبرك ينور العين وانعاك

لچني لو ظليت من يبره اليتاماك

لو طوّح الحادي وسره وعنّك مشينه



وصدّت إلى المسناة والعبره جريه

ونادت يراعي المشرعه لحگ عليه

عگب الخدر للشام يردونه سبيّه

ولا واحد بطول الدرب ينغر علينه



هل هناك شواهد على ولاء المختار لأهل البيتعليهم‌السلام :

عن الامام زين العابدينعليه‌السلام : « الحمد لله الذي أدرك لي ثأري من أعدائي وجزى الله المختار »(١)

المقدمة :

أولاً : ادّعى النبوّة : وهذه ليس لها دليل ، افتعلوا منشأ ، كان عنده مملوك اسمه جبرئيل وكان أثيراً عنده ، ومقرّباً لديه ، فكان عند الخواص يقول وهو يتحدث بالاثناء معهم قال لي جبرئيل ، أو قلت لجبرئيل ، أعداء المختار وحسّاده حرّفوا ذلك وقالوا ادّعىٰ النبوة

___________________

(١) رجال الكشي : ١٢٧

١٣٥

ثانياً : يطلب الرئاسة : وهذا لا دليل عليه ، وإلّا الادعاءات كثيرة تحتاج إلى دليل يقول الشاعر :

الدعاوىٰ ان لم تقيموا عليها

بينات أصحابها أدعياءُ



الشواهد على ولائه لأهل لابيتعليهم‌السلام :

أولاً : مبايعته الامام الحسينعليه‌السلام على يد مسلم بن عقيل

ثانياً : إيواءه مسلم بن عقيل ، وفتح بابه أمام الشيعة ، حيث تحوّل منزله إلى مقر لأخذ البيعة للإمام الحسينعليه‌السلام (١)

ثالثاً : موقف عبيد الله بن زياد منه حيث استدعاه إلى مقر الإمارة وعنّفه في إعطاء البيعة للإمام الحسينعليه‌السلام وضرب عينه بقضيب وأودعه السجن إلى أن فرغ من الإمام الحسينعليه‌السلام حيث توسط له عبد الله بن عمر زوج أُخته عند يزيد بن معاوية بتحريك من زوجته ( صفية بنت ابي عبيدة الثقفي ) فأرسل يزيد إلى عبيد الله يأمره بإطلاق سراحه(٢) ولابدّ لنا من أن نفصّل ونتوسّع قليلاً في بيان هذه النقطة

مسلم بن عقيلعليه‌السلام لما انتقل إلى الكوفة اتّخذ من دار المختار مقرّاً له ، وهذا
الأمر لوحده له مجموعة دلالات سياسية واجتماعية وعسكرية ، لأنّ مسلم بن
عقيل عليه‌السلام لم يأتي إلى الكوفة مجرد امام جماعة مسجد ، مسلم جاء إلى الكوفة
وعنده مهمة دينية وعسكرية ، واجتماعية ونفس اتخاذ سيدنا مسلم بن عقيل
___________________

(١) الكامل في التاريخ ٤ : ٣٦

(٢) الكامل في التاريخ ٤ : ٢١١

١٣٦

مقرّاً من دار المختار هذا الموضوع تزكية للمختار إلى أن دخل عبيد الله بن زياد لعنه الله الكوفة فانتقل سيدنا مسلم من دار المختار إلى دار هاني بن عروة المرادي المختار صار أمام الأمر الواقع فلذلك غيّب وجهه ، مسلم بن عقيل شكّل تشكيلاته العسكرية ، وعيّن كالكتائب والضبّاط وقادة الجيش ومن جملتهم مسلم بن عوسجة الأسدي ومن جملتهم المختار ولكن نتيجة للظرف الأمني والسياسي وزّع قواته خارج الحدود ( أي خارج حدود الكوفة ) ومنه أمّر عبد الله بن محمد الهاشمي على كتيبة ، وكذلك خرج المختار بكتيبة وظلّوا ينتظروا ساعة الصفر وساعة الوثبة ، لكنّ الذي حدث أنّ ساعة الصفر تقدّمت ففوجئ مسلم أي ان مسلم لمّا انكشف مقرّه في دار هانئ وأُلقي القبض عل هاني بن عروة وأودع في السجن اضطرّ مسلم بن عقيلعليه‌السلام أن يدخل في مواجهة عسكرية قبل ساعة الصفر وفعلاً صارت مواجهة واستشهد مسلم بن عقيل في القضية المعروفة

وكان المختار لا يعلم بتقدّم ساعة الصفر وهكذا عبد الله بن محمد الهاشمي إلى أن وصل لهم الخبر باستشهاد مسلمعليه‌السلام فتحركوا وإذا بهم يتفاجئون بالحصين بن نمير التميمي ( مدير الشرطة ) وصارت مواجهة عنيفة إلى أن قبض على المختار وأُسر وجيء به إلى ابن زياد وهذا الأمر نفسه أي تقدّم ساعة الصفر فوجئ بها البطل مسلم بن عوسجة الأسدي وكان مسؤول كتبية فالذي يستشكل يقول أينَ مسلم بن عوسجة الجواب هو نفس السبب أي تقدّم ساعة الصفر ولم يعلم بها أو علم ولم يمكنه ان يلتحق ، ومن هنا التحق بالحسينعليه‌السلام واستهشد مسلم بن عوسجه مع الحسينعليه‌السلام إلى أن جيء برأس أبي عبد الله الحسينعليه‌السلام إلى ابن زياد في الكوفة ، فأمر اللعين ابن زياد أن يخرج المختار من السجن وجاءوا به إلى عبيد الله بن زياد ، فلمّا نظر المختار إلى اللعين بعصاه ينكت شفتا أبي عبد الله الحسينعليه‌السلام جرت مناوشة كلامية حادة بين المختار وبين ابن زياد ، لأنّ المختار

١٣٧

قال لابن زياد ارفع سوطك عن شفتي أبي عبد اللهعليه‌السلام ، حيث ان الرسول طالما رشفهما تقبيلاً ، فغضب اللعين ابن زياد وضربه بالسوط الغليظ على عينه فشتر عينه وأودع السجن مرّة ثانية إلى أن توسط عبد الله بن عمر بواسطة زوجته ( صفية بنت أبي عبيدة الثقفي ) التي اقترحت عليه ان يكلّم يزيد ، وكلّم يزيد فكتب كتاباً إلى ابن زياد يأمره باطلاق سراحه واطلق سراحه ، والكوفة قامت تغلي في أواخر أيام يزيد قبل هلاك يزيد بأيام قلائل وفي ١٤ ربيع الأول عام ( ٦٤ هـ ) هلك يزيد ، اضطربت الأوضاع السياسية في الكوفة ، الناس كانوا يرفضون حكومة الأمويين ، عبيد الله بن زياد أراد البقاء على سلطة الكوفة خرجت مظاهرات واحتجاجات حتى النساء ، نساء الكوفة ، نساء همدان ابن الزبير استغلّ هذا الظرف زحفت قواته وسيطر على الكوفة ، ومركز العاصمة الأموية دمشق صار بها صراع عنيف بين الجناحين للأُسرة الحاكمة ، الجناح السفياني والجناح المرواني ، إلى ان انتهى الأمر بغلبة الجناح المرواني ، تولّى مروان بن الحكم الحكومة إلى ان انتهت الدولة الأموية بآخر حاكم من حكامهم الملقّب بمروان الحمار

وفي هذا الجو تحرّك ابن الزبير للحصول على سلطة الكوفة ، وفي الشام تحرك مروان ، فالسلطتان الأموية والزبيرية صارتا تتنافسان بينهما ، تحرّك المختار ليثب على الحكم أحسّت به السلطة عن طريق والي عبد الله بن الزبير ( عبد الله بن مطيع العدوي ) كذلك أُلقي القبض على المختار وأودع السجن ، وكذلك صارت وساطة من قبل عبد الله بن عمر أيضاً وأطلق سراحه ، وأخذ يعمل حثيثاً حتى يصل إلى مراده الأخذ بثار أبي عبد الله الحسينعليه‌السلام من هنا ورد عن الامام الباقرعليه‌السلام حيث يقول : « لا تسبوا المختار فإنه قتل قتلتنا وطلب بثأرنا »(١)

___________________

(١) رجال الكشي : ١٢٥

١٣٨

وكذلك ورد في الحديث الشريف عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : « ما امتشطت فينا هاشمية ولا اختضبت حتى بعث إلينا المختار برؤوس الذين قتلوا الحسينعليه‌السلام »(١) وكذلك ما ورد عن عبد الله بن عباس حين قال : ابن الزبير ألم يبلغك قتل الكذاب ؟ قال ابن عباس ومن الكذاب ؟ قال ابن أبي عبيد ( ويقصد به المختار ) قال ابن عباس : قد بلغني قتل المختار ، قال : كأنك نكرت تسميته كذاباً ومتوجع له ، فقال ابن عباس : ذاك رجل قتل قتلتنا وطلب ثأرنا وشفى غليل صدورنا ، وليس جزاؤه منّا الشتم والشماتة(٢)

وفي عام ( ٦٦ هـ ) ليلة ١٤ ربيع الأول نجحت ثورة المختار واستشهد بـ (١٤)
شهر رمضان المبارك ( ٦٧ هـ ) أي حكم فقط ١٨ شهراً ، كم قتل بالكوفة أثناء حكمه
١٨٠٠٠ قتيلاً وأما واقعة الخازر التي قادها ابراهيم بن مالك الأشتر النخعي قدس‌سره
والتي قتل فيها عبيد الله بن زياد مع ٥٢٠٠٠ من عملائهم فيكون المجموع
٧٠٠٠٠ ألفاً ، ولعلّ هذا معنى قول الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله الذي ينقله السيوطي في باب من
أعلام النبوة أن الله قتل بيحيى ابن زكريا ٧٠٠٠٠ وأنه قاتل بولدي الحسين
٧٠٠٠٠ ألفاً ، والحقيقة أن الثأر الأعظم للحسين بظهور ولي الله الأعظم المهدي
عجلّ الله فرجه ، ولما نجحت ثورة المختار أخذ يستغل مهارته السياسية ،
الأمويون من جانب له اعداء ، الزبيريون من جانب له اعداء ، حزب الخوارج
من جانب ، وآخرون من جانب عدة جبهات لذا أخذ يستعمل المختار أُسلوب
التدرج ، الذي عنده عشيرة قويّة كان يتركه أول الأمر ، عمر بن سعد عند عشيرة
قويّة وجماعة من اتباعه لذلك أُشير على المختار ان لا يفتك بعمر بني سعد
___________________

(١) رجال الكشي : ١٢٧

(٢) الكامل في التاريخ ٤ : ٢٧٨

١٣٩

في أول الوقت ، وجماعة تحرّكوا من جماعة عمر بن سعد وأخذوا له الأمان من المختار ومن باب الاستجابة لهم ، المختار أعطاه أمان مشروط بشرط ، الشرط يتكون من أمرين :

أولاً : إقامة جبرية بالكوفة

ثانياً : ان لا يحدث حدثاً ( وهذه في الظاهر أن لا يُخل بالنظام ) لكنّ المختار أراد المعنى الفقهي للحدث في باب نواقض الوضوء إنّما صنع ذلك حتى يبرّ يمينه ، عمر بن سعد لعنه الله بقى قلقاً على مصيره ، لذ قرّر ذات ليلة ان يخرج من الكوفة حتى يتخلص من القلق الذي يمزّقه داخلياً ، لذلك خرج إلى حدود الكوفة ، بيته مراقب ، رأساً أخبروا المختار بخروجه ، قال المختار لا عليكم أنّ في عنقه سلسلة ستعيده إلينا قيل له وما السلسلة ، قال دعاء المظلوم سيد الشهداءعليه‌السلام لأنّ الحسينعليه‌السلام في يوم عاشوراء دعا عليه لمّا سمع صوت ولده علي الأكبر أبه حسين عليك مني السلام هذا جدي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قد سقاني بكأسه وبيده شربة لا اظمأ بعدها أبدا ، فقال الحسينعليه‌السلام مالك يابن سعد قطع الله رحمك كما قعطت رحمي وسلّط الله عليك من يذبحك على فراشك وكأني برأسك على قصبة يتراماه الصبيان بالكوفة ، وبالفعل خادم عمر بن سعد قال له أنت لماذا خرجت فقال له أنا خائف ، فقال له أنت أخذت الأمان ، فقال مع ذلك إني قلق من المختار ، قال له الخادم ألم يشرط عليك أن لا تخرج قال بلى ، فقال له إذا خرجت تجعل للمختار على نفسك سبيلا ، فقال له الخادم ارجع فما زال به حتى أرجعه ، بيته مراقب والمختار أرسل على ولد عمر بن سعد فأحضره ، وأرسل المختار إلى مدير شرطته ( ابا عمرة ) وقال له نفّذ العملية وهجموا على عمر بن سعد وجدوه في فراشه ، تماماً كما قال سيد الشهداء ذبحه على فراشه ، أخذ رأسه الخبيث وجاء به إلى المختار وضع بين يديه ، سجد المختار لله شكراً ، والتفت المختار إلى ولد عمر بن سعد ، قال رأس من هذا؟ قال هذا رأس أبي ولا خير في الحياة من بعده ، فقال

١٤٠

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288