المحاضرات المنبريّة في المجالس الصفريّة

المحاضرات المنبريّة في المجالس الصفريّة20%

المحاضرات المنبريّة في المجالس الصفريّة مؤلف:
الناشر: انتشارات المكتبة الحيدرية
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
ISBN: 964-8163-14-6
الصفحات: 288

المحاضرات المنبريّة في المجالس الصفريّة
  • البداية
  • السابق
  • 288 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 37015 / تحميل: 5287
الحجم الحجم الحجم
المحاضرات المنبريّة في المجالس الصفريّة

المحاضرات المنبريّة في المجالس الصفريّة

مؤلف:
الناشر: انتشارات المكتبة الحيدرية
ISBN: ٩٦٤-٨١٦٣-١٤-٦
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

ذكر عدّة فضائل لأمير المؤمنينعليه‌السلام بترجمته، عن جمعٍ من الصحابة، ومن ذلك قوله:

« وعن ابن عباس: إن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: أنت وليّ كلّ مؤمنٍ بعدي »(١) .

ترجمته

والصفدي عالم جليل، ومؤرخ معتمد كبير، ترجموا له ووصفوه بأوصافٍ كريمةٍ في أشهر كتب التراجم والتاريخ، فلاحظ منها:

١ - الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة ٢ / ٨٧

٢ - النجوم الزاهرة في محاسن مصر والقاهرة ١١ / ١٩

٣ - طبقات الشافعية الكبرى ٦ / ٩٤

٤ - شذرات الذهب ٦ / ٢٠٠

٥ - البدر الطالع ١ / ٢٤٣

٦ - البداية والنهاية ١٤ / ٣٠٣

قال الحافظ ابن حجر بترجمته:

« سمع منه من أشياخه: الذهبي، وابن كثير، والحسيني، وغيرهم.

قال الذهبي في حقّه: الأديب البارع الكاتب، شارك في الفنون وتقدم في الإنشاء وجمع وصنف.

وقال أيضاً: سمع مني وسمعت منه، وله تواليف وكتب وبلاغه.

__________________

(١). الوافي بالوفيات ٢١ / ٢٧٠.

١٠١

وقال في المعجم المختص: الإمام العالم الأديب البليغ الكامل، طلب العلم وشارك في الفضائل، وساد في الرسائل، وقرأ الحديث، وجمع وصنف، وله تواليف وكتب وبلاغة.

وقد ترجم له السبكي في الطبقات.

وقال الحسيني: كان إليه المنتهى في مكارم الأخلاق ومحاسن الشيم.

وقال ابن كثير: كتب ما يقارب مئتين من المجلّدات.

وقال ابن سعد: كان من بقايا الرؤساء الأخيار ».

(٧٥)

رواية ابن كثير الدمشقي

وهو: إسماعيل بن عمر بن كثير الدمشقي، المتوفى سنة ٧٧٤.

روى عن أبي يعلي الموصلي بإسناده عن عمرو بن ميمون عن ابن عباس حديث الفضائل العشر المختصّة بأمير المؤمنينعليه‌السلام وأحدها فيه: « وقال له رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أنت وليّ كلّ مؤمنٍ بعدي »(١) .

ثم روى حديث الولاية عن غير واحدٍ من الأئمة بالأسانيد مع التحريف في ألفاظ الحديث، فتكلّم على سند بعضٍ وسكت عن آخر، ونحن نذكر روايته كلّها بنصّ كلامه:

قال: « حديث آخر: قال الحاكم وغير واحدٍ عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس عن بريدة بن الحصيب قال: غزوت مع علي إلى اليمن، فرأيت منه

__________________

(١). البداية والنهاية ٧ / ٣٣٨.

١٠٢

جفوة، فقدمت على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فذكرت علياً فتنقّصته، فرأيت وجه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يتغيّر، فقال: يا بريدة، ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ فقلت: بلى يا رسول الله. فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه.

وقال الإمام أحمد: حدثنا ابن نمير، ثنا الأجلح الكندي، عن عبدالله بن بريدة، عن أبيه بريدة قال: بعث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بعثتين إلى اليمن، على إحداهما علي بن أبي طالب، وعلى الأخرى خالد بن الوليد، وقال: إذا إلتقيتما فعلي على الناس وإذا افترقتما فكلّ واحدٍ منكما على جنده، قال: فلقينا بني زبيد من أهل اليمن فاقتتلنا، فظهر المسلمون على المشركين، فقتلنا المقاتلة وسبينا الذريّة، فاصطفى علي امرأةً من السبي لنفسه. قال بريدة: فكتب معي خالد بن الوليد إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يخبره بذلك، فلمـّا أتيت رسول الله دفعت إليه الكتاب، فقرئ عليه، فرأيت الغضب في وجه رسول الله. فقلت: يا رسول الله، هذا مكان العائذ، بعثتني مع رجل وأمرتني أنْ أطيعه، فبلّغت ما اُرسلت به. فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: لا تقع في علي فإنّه منّي وأنا منه وهو وليّكم بعدي.

هذه لفظة منكرة، والأجلح شيعي، ومثله لا يقبل إذا تفرّد بمثلها، وقد تابعه فيها من هو أضعف منه. والله أعلم.

والمحفوظ في هذا رواية أحمد، عن وكيع، عن الأعمش، عن سعد بن عبيدة، عن عبدالله بن بريدة، عن أبيه، قال قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: من كنت مولاه فعلي وليّه.

١٠٣

ورواه أحمد أيضاً والحسن بن عرفة، عن الأعمش، به.

ورواه النسائي عن أبي كريب، عن أبي معاوية، به.

وقال أحمد: حدثنا روح، عن علي بن سويد بن منجوف، عن عبدالله بن بريدة، عن أبيه قال: بعث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عليّاً إلى خالد بن الوليد ليقبض الخمس، فأصبح ورأسه يقطر، فقال خالد لبريدة: ألا ترى ما يصنع هذا؟ قال: فلمـّا رجعت إلى رسول الله أخبرته بما صنع علي، قال - وكنت أبغض علياً - فقال: يا بريدة أتبغض علياً؟ فقلت: نعم. قال: لا تبغضه وأحبّه، فإنّ له في الخمس أكثر من ذلك.

وقد رواه البخاري في الصحيح عن بندار، عن روح، به، مطوّلاً.

وقال أحمد: حدّثنا يحيى بن سعيد، ثنا عبدالجليل قال: انتهيت إلى حلقةٍ فيها أبو مجلز وابنا بريدة، فقال عبدالله بن بريدة: حدّثني أبي بريدة قال: أبغضت علياً بغضاً لم أبغضه أحداً، قال: وأحببت رجلاً من قريش لم اُحبّه إلّاعلى بغضه عليّاً، قال: فبعث ذلك الرجل على خيلٍ قال: فصحبته ما أصحبه إلاّعلى بغضه عليّاً، فأصبنا سبياً، فكتبنا إلى رسول الله أنْ ابعث إلينا من يخمّسه، فبعث إلينا علياً. وقال: وفي السبي وصيفة هي من أفضل السبي، فخمّس وقسّم، فخرج ورأسه يقطر، فقلنا: يا أبا الحسن ما هذا؟ قال: ألم تروا إلى الوصيفة التي كانت في السبي؟ فإني قسمت وخمست فصارت في الخمس ثم صارت في أهل بيت النبي صلّى الله عليه وسلّم ثم صارت في آل علي فوقعت بها. قال: وكتب الرجل إلى نبي الله صلّى الله عليه وسلّم، فقلت: إبعثني فبعثني مصدّقاً، قال: فجعلت أقرأ الكتاب وأقول: صدق. قال: فأمسك النبي صلّى الله عليه وسلّم بيدي والكتاب، قال: أتبغض علياً؟ قال: قلت: نعم. قال: فلا تبغضه، وإنْ كنت تحبّه فازدد له حبّاً، فوالذي نفسي

١٠٤

بيده لنصيب آل علي في الخمس أفضل من وصيفة. قال: فما كان في الناس أحد بعد قول رسول الله أحبّ إليَّ من علي.

قال عبدالله فوالذي لا إله غيره، ما بني وبين النبي صلّى الله عليه وسلّم في هذا الحديث غير أبي بريدة.

تفرّد به أحمد.

وقد روى غير واحدٍ هذا الحديث عن أبي الجواب، عن يونس بن أبي إسحاق، عن أبيه، عن البراء بن عازب، نحو رواية بريدة بن الحصيب.

وهذا غريب »(١) .

ترجمته

وقد ترجم لابن كثير في كثير من المصادر المعتبرة مع الإكبار والتقدير، فمن ذلك:

١ - المعجم المختص، للذهبي: ٧٤

٢ - الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة، لابن حجر العسقلاني ١ / ٣٩٩

٣ - طبقات الشافعية، لابن قاضي شهبة ٢ / ١١٣

٤ - طبقات الحفاظ، للسيوطي: ٥٢٩

٥ - طبقات المفسرين، للداودي المالكي ١ / ١١٠

٦ - النجوم الزاهرة، لابن تغري بردي ١١ / ١٢٣

٧ - شذرات الذهب، لابن العماد ٦ / ٢٣١

٨ - البدر الطالع، للشوكاني ١ / ١٥٣

__________________

(١). البداية والنهاية ٧ / ٣٤٤ - ٣٤٦.

١٠٥

وللإختصار نكتفي بخلاصة ترجمته في ( طبقات المفسرين ):

« إسماعيل بن عمر بن كثير كان قدوة العلماء والحفاظ، وعمدة أهل المعاني والألفاظ، ذكره شيخه الذهبي في المعجم المختص فقال: فقيه متفتن ومحدث متقن، ومفسّر نقّاد.

وقال تلميذه الحافظ شهاب الدين بن حجي: كان أحفظ من أدركناه لمتون الأحاديث، وأعرفهم بتخريجها ورجالها وصحيحها وسقيمها، وكان أقرانه وشيوخه يعترفونن له بذلك، وما أعرف أني اجتمعت به مع كثرة تردّدي إليه إلّاواستفدت منه.

وقال غيره: كانت له خصوصية بالشيخ تقي الدين ابن تيمية ومناضلة عنه واتّباع له في كثيرٍ من آرائه ».

(٧٦)

رواية محمّد بن أبي بكر الأنصاري

روى هذا الحديث باللفظ التالي:

« وروى أبو داود الطيالسي قال: نا أبو عوانة، عن أبي بلج، عن عمرو بن ميمون، عن ابن عباس: إن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال لعلي: أنت ولي كلّ مؤمنٍ بعدي »(١) .

__________________

(١). كتاب الجوهرة: ٦٤.

١٠٦

ترجمته

قال في معجم المؤلفين:

« محمّد بن أبي بكر التلمساني الأنصاري - كان حياً حوالي سنة ٦٧٦ - فاضل. من آثاره: وصف مكة والمدينة وبيت المقدس المبارك »(١) .

(٧٧)

رواية نور الدين الهيثمي

وهو: نور الدين علي بن أبي بكر القاهري، المتوفى سنة ٨٠٧.

أخرج حديث الولاية عن عدةٍ من الأئمة بألفاظ وأسانيد مختلفة:

« وعن بريدة قال: بعثنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في سريةٍ، فاستعمل علينا عليّاً، فلمـّا جئنا، قال: كيف رأيتم صاحبكم؟ فإمّا شكوته وإمّا شكاه غيري، قال: فرفع رأسه - وكنت رجلاً مكباباً - فاذا النبي قد احمرّ وجهه يقول: من كنت وليّه فعليّ وليّه. فقلت: لا أسؤك فيه أبداً.

رواه البزار، ورجاله رجال الصحيح »(٢) .

« وعن وهب بن حمزة قال: صحبت علياً إلى مكة، فرأيت منه بعض ما أكره، فقلت: لئن رجعت لأشكونّك إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. فلما قدمت لقيت رسول الله، فقلت: رأيت من علي كذا وكذا. فقال: لا تقل هذا فهو أولى الناس بكم بعدي.

__________________

(١). معجم المؤلفين ٩ / ١٠٧.

(٢). مجمع الزوائد ٩ / ١٠٨.

١٠٧

رواه الطبراني، وفيه دكين ذكره ابن أبي حاتم ولم يضعّفه أحد، وبقية رجاله وُثقوا »(١) .

عن بريدة - يعني ابن الحصيب - قال: أبغضت علياً بغضاً لم أبغضه أحداً قط، قال: وأحببت رجلاً من قريش لم أحبه إلاّعلى بغضه علياًرضي‌الله‌عنه ، قال: فبعث ذلك الرجل على جيش، فصحبته ما صحبته إلاّببغضه علياًرضي‌الله‌عنه ، قال: فأصبنا سبايا، فكتب إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ابعث إلينا من يخمّسه قال: فبعث علياًرضي‌الله‌عنه - وفي السبي وصيفة هي أفضل السبي - قال: فخمّس وقسّم، فخرج ورأسه يقطر، فقلنا: يا أبا الحسن ما هذا؟ قال: ألم تروا إلى الوصيفة التي كانت في السبي، فإنّي قسّمت وخمّست فصارت في الخمس، ثم صارت في أهل بيت النبي صلّى الله عليه وسلّم، ثم صارت في آل علي، فوقعت بها. قال: فكتب الرجل إلى نبي الله صلّى الله عليه وسلّم فقلت: ابعثني مصدقاً.

قال: فجعلت أقرأ الكتاب وأقول صدق، قال: فأمسك يدي والكتاب وقال: أتبغض علياً؟ قال: قلت: نعم، قال: فلا تبغضه، وإنْ كنت تحبّه فازدد له حباً. فوالذي نفس محمّد صلّى الله عليه وسلّم بيده لنصيب آل علي في الخمس أفضل من وصيفة قال: فما كان أحد من الناس بعد قول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أحب إليّ من علي. قال عبدالله - يعني ابن بريدة - فوالذي لا إله غيره، ما بيني وبين النبي صلّى الله عليه وسلّم في هذا الحديث إلاّ أبي بريدة.

قلت: في الصحيح بعضه. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح، غير عبد

__________________

(١). مجمع الزوائد ٩ / ١٠٩.

١٠٨

الجليل بن عطية وهو ثقة، وقد صرح بالسماع، وفيه لين.

وعن بريدة قال: بعث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بعثين إلى اليمن، على أحدهما علي بن أبي طالبرضي‌الله‌عنه ، وعلى الآخر خالد بن الوليد، فقال: إذا التقيتم فعلي على الناس، وإن افترقتما فكل واحد منكما على جنده قال: فلقينا بني زبيد من أهل اليمن فاقتتلنا، فظهر المسلمون على المشركين، فقتلنا المقاتلة وسبينا الذرية، فاصطفى علي امرأة من السبي لنفسه، قال بريدة: فكتب معي خالد بن الوليد إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يخبره بذلك، فلما أتيت النبي صلّى الله عليه وسلّم دفعت الكتاب فقرئ عليه، فرأيت الغضب في وجه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقلت: يا رسول الله هذا مكان العائذ، بعثتني مع رجل وأمرتني أن أطيعه ففعلت ما أرسلت به.

فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: لا تقع في علي، فإنه مني وأنا منه وهو وليكم بعدي.

قلت: رواه الترمذي باختصار. رواه أحمد والبزار باختصار، وفيه الأجلح الكندي، وثّقه ابن معين وغيره وضعّفه جماعة، وبقية رجال أحمد رجال الصحيح.

وعن بريدة قال: بعث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم علياً أميراً على اليمن، وبعث خالد بن الوليد على الجبل فقال: إن اجتمعتما فعلي على الناس، فالتقوا، وأصابوا من الغنائم ما لم يصيبوا مثله، وأخذ علي جارية من الخمس، فدعا خالد بن الوليد بريدة فقال: اغتنمها، فأخبر النبي صلّى الله عليه وسلّم ما صنع.

١٠٩

فقدمت المدينة ودخلت المسجد ورسول الله صلّى الله عليه وسلّم في منزله، وناس من أصحابه على بابه.

فقالوا: ما الخبر يا بريدة؟

فقلت: خيراً، فتح الله على المسلمين.

فقالوا: ما أقدمك؟

قلت: جارية أخذها علي من الخمس، فجئت لُاخبر النبي صلّى الله عليه وسلّم.

فقالوا: فأخبر النبي صلّى الله عليه وسلّم، فإنه يسقط من عين النبي صلّى الله عليه وسلّم.

ورسول الله صلّى الله عليه وسلّم يسمع الكلام، فخرج مغضبا فقال: ما بال أقوامٍ ينتقصون علياً، من تنقص علياً فقد تنقصني، ومن فارق علياً فقد فارقني، إن علياً مني وأنا منه، خلق من طينتي وخلقت من طينة إبراهيم، وأنا أفضل من إبراهيم، ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم.

يا بريدة، أما علمت أن لعلي أكثر من الجارية التي أخذ، وإنه وليكم بعدي؟

فقلت: يا رسول الله، بالصحبة إلّابسطت يدك فبايعتني على الإسلام جديداً.

قال: فما فارقته حتى بايعته على الإسلام.

رواه الطبراني في الأوسط. وفيه جماعة لم أعرفهم، وحسين الأشقر ضعّفه الجمهور ووثّقه ابن حبان.

١١٠

وعن عبدالله بن بريدة عن علي قال: بعث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم علي بن أبي طالب وخالد بن الوليد، كل واحد منهما وحده وجمعهما فقال: إذا اجتمعتما فعليكم علي. قال: فأخذا يميناً ويساراًت، فدخل علي وأبعد وأصاب سبياً، وأخذ جارية من السبي، قال بريدة: وكنت من أشد الناس بغضاًت لعلي، قال: فأتى رجل خالد بن الوليد فذكر أنه أخذ جارية من الخمس، فقال: ما هذا؟ ثم جاء آخر، ثم جاء آخر، ثم تتابعت الأخبار على ذلك.

فدعاني خالد فقال: يا بريدة، قد عرفت الذي صنع، فانطلق بكتابي هذا إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فكتب إليه، فانطلقت بكتابه، حتى دخلت على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فأخذ الكتاب بشماله وكان كما قال الله عزّ وجلّ لا يقرأ ولا يكتب، وكنت إذا تكلّمت طأطأت رأسي حتى أفرغ من حاجتي، فطأطأت رأسي، فتكلّمت فوقعت في علي حتى فرغت، ثم رفعت رأسي، فرأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم غضب غضباً لم أره غضب مثله إلّايوم قريظة والنضير، فنظر إليّ فقال:

يا بريدة: أحبّ علياً، فإنما يفعل ما اُمر به.

فقمت وما من الناس أحد أحب إليّ منه.

رواه الطبراني في الأوسط، وفيه ضعفاء وثّقهم ابن حبان.

وعن أبي سعيد الخدري قال: إشتكى علياً الناس، فقام رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فينا خطيباً، فسمعته يقول: أيها الناس لا تشكوا علياً، فوالله إنه لأخشى في ذات الله أو في سبيل الله.

رواه أحمد.

١١١

وعن عمرو بن شاش الأسلمي - وكان من أصحاب الحديبية - قال: خرجت مع عليعليه‌السلام إلى اليمن فجفاني في سفري ذلك، حتى وجدت في نفسي عليه، فلما قدمت المدينة أظهرت شكايته في المسجد، حتى سمع بذلك رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فدخلت المسجد ذات غداة ورسول الله صلّى الله عليه وسلّم جالس في ناس من أصحابه، فلما رآني أمدّ لي عينيه - يقول حدّد إليّ النظر - حتى إذا جلست قال:

يا عمرو، والله لقد آذيتني. قلت: أعوذ بالله من أذاك يا رسول الله، قال: بلى، من آذى علياً فقد آذاني.

رواه أحمد والطبراني باختصار، والبزار أخصر منه، ورجال أحمد ثقات.

وعن أبي رافع قال: بعث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم علياً أميراً على اليمن، وخرج معه رجل من أسلم يقال له عمرو بن شاس، فرجع وهو يذم علياً ويشكوه، فبعث إليه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال:

إخسأ يا عمرو، هل رأيت من علي جوراً في حكمه أو أثرة في قسمه.

قال: اللهم لا.

قال: فعلام تقول الذي بلغني؟

قال: بغضه لا أملك.

قال: فغضب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حتى عرف ذلك في وجهه، ثم قال: من أبغضه فقد أبغضني، ومن أبغضني فقد أبغض الله، ومن أحبه فقد أحبني، ومن أحبني فقد أحب الله تعالى.

١١٢

رواه البزار، وفيه رجال وثقوا على ضعفهم.

وعن سعد بن أبي وقاص قال: كنت جالساً في المسجد أنا ورجلين معي، فنلنا من علي، فأقبل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم غضبان يعرف في وجهه الغضب، فتعوّذت بالله من غضبه، فقال:

ما لكم ومالي، من آذى علياً فقد آذاني.

رواه أبو يعلى والبزار باختصار، ورجال أبي يعلى رجال الصحيح غير محمود بن خداش وقنان، وهما ثقتان »(١) .

ترجمته

ابن حجر: « كان خيّراً، ساكناً، ليّناً، سليم الفطرة ».

البرهان الحلبي: « كان من محاسن القاهرة ».

التقي الفاسي: « كان كثير الحفظ للمتون، والآثار، صالحاً خيّراً ».

الأفقهسي: « كان إماماً، عالماً، حافظاً، زاهداً، متواضعاً، متودّداً إلى الناس، ذا عبادةٍ وتقشّف وورع ».

السخاوي: « كان عجباً في الدين والتقوى والزهد والإقبال على العلم والعبادة والأوراد، والثناء على دينه وزهده وورعه ونحو ذلك كثير جداً، بل هو في ذلك كلمة اتفاق ».

تجد هذه الكلمات ونحوها في:

١ - الضوء اللامع ٥ / ٢٠٠

__________________

(١). مجمع الزوائد ومنبع الفوائد ٩ / ١٢٧ - ١٢٩.

١١٣

٢ - البدر الطالع ١ / ٤٤

٣ - طبقات الحفاظ: ٥٤١

٤ - حسن المحاضرة ١ / ٣٦٢

٥ - شذرات الذهب ٧ / ٧٠ وغيرها.

(٧٨)

رواية ابن دقماق

وهو: صارم الدين إبراهيم بن محمّد بن دقماق القاهري، المتوفى سنة ٨٠٩.

رواه عن ابن عباس بلفظ: « أنت وليّ كلّ مؤمن بعدي »(١) .

ترجمته

ترجم له جماعة من الأعلام:

كالسخاوي في الضوء اللامع ١ / ١٤٥

وابن حجر العسقلاني في أنباء الغمر ٦ / ١٦

والسيوطي في حسن المحاضرة ١ / ٥٥٦

وابن العماد في شذرات الذهب ٧ / ٨٠

وابن تغري بردى في المنهل الصافي ١ / ١٢٠.

__________________

(١). الجوهر الثمين في سير الملوك والسلاطين: ٥٨.

١١٤

قال السخاوي ما ملخّصه:

« إبراهيم بن محمّد بن دقماق، صارم الدين القاهري الحنفي، مؤرخ الديار المصرية في وقته، قال شيخنا في معجمه: ولد في حدود الخمسين وسبعمائة، واعتنى بالتاريخ فكتب منه الكثير بخطّه، وعمل تاريخ الإسلام، وتاريخ الأعيان، وطبقات الحنفية، وغير ذلك. وكان جميل العشرة، كثير الفكاهة، حسن الود، قليل الوقيعة في الناس.

وزاد في إنبائه: عامي العبارة، وأنه ولي في آخر الأمر إمرة دمياط، فلم تطل مدّته فيها، ورجع إلى القاهرة فمات بها في ذي الحجة سنة تسع.

قلت: وهو أحد من اعتمده شيخنا في إنبائه.

حبّب إليه التاريخ، وتصانيفه فيه جيدة مفيدة، واطّلاعه كثير، واعتقاده حسن، ولم يكن عنده فحش في كلامه، ولا في خطّه.

وقال المقريزي: إنه أكب عليه حتى كتب فيه نحو مائتي سفر من تأليفه وغير ذلك. وكتب تاريخاً كبيراً على السنين، وآخر على الحروف ».

(٧٩)

رواية الفاسي

وهو: تقي الدين محمّد بن أحمد بن علي الحسيني المكي المالكي المتوفى سنة ٨٣٢.

رواه الشيخ حسن زمان التركماني عن كتابه ( العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين )(١) .

__________________

(١). القول المستحسن في فخر الحسن: ٢١٤.

١١٥

ترجمته

له تراجم حسنة في غير واحدٍ من المصادر، راجع:

١ - الضوء اللامع ٧ / ١٨

٢ - شذرات الذهب ٧ / ١٩٩.

٣ - البدر الطالع ٢ / ١١٤

٤ - إنباء الغمر بأبناء العمر ٨ / ١٨٧.

قال السخاوي: « ولد بمكة ونشأ بها وبالمدينة، ودخل القاهرة ودمشق واليمن، وبلغت عدّة شيوخه بالسماع والإجازة نحو الخمسمائة، وعني بعلم الحديث أتم عناية، وكتب الكثير وأفاد وانتفع الناس به وأخذوا عنه، ودرّس وأفتى وحدّث بالحرمين والقاهرة ودمشق وبلاد اليمن بجملةٍ من مروياته ومؤلفاته. سمع منه الأئمة. وكان ذا يد طولى في الحديث والتاريخ والسير، واسع الحفظ، وكان إماماً علامةً فقيهاً حافظاً للأسماء والكنى، ذا معرفة تامة بالشيوخ والبلدان، ويد طولى في الحديث والتاريخ والفقه وأصوله، مفيد البلاد الحجازية وعمالها ».

(٨٠)

رواية البوصيري

وهو: شهاب الدين أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل، المتوفى سنة ٨٤٠.

رواه حيث قال: « وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - إن رسول الله صلّى

١١٦

الله عليه وسلّم قال لعلي: أنت ولي كلّ مؤمن بعدي.

رواه أبو داود الطيالسي بسندٍ صحيح »(١) .

ترجمته

السيوطي: « سمع الكثير وعني بالفن، وألّف وخرّج. مات في المحرم ٨٤٠ »(٢) .

السخاوي: « كان كثير السكون والتلاوة والعبادة والإنجماع عن الناس والإقبال على النسخ والإشتغال »(٣) .

إبن حجر العسقلاني: « لازم شيخنا العراقي على كبر، فسمع منه الكثير، ثم لازمني في حياة شيخنا، فكتب عنّي لسان الميزان والنكت على الكاشف، وسمع عليَّ الكثير من التصانيف وغيرها وعمل زوائد المسانيد العشرة »(٤) .

وترجم له ابن العماد في شذراته بنحو ذلك.

(٨١)

رواية بدر الدين العيني

وهو: بدر الدين محمود بن أحمد بن موسى الحنفي، المتوفى سنة ٨٥٥.

__________________

(١). إتحاف السادة المهرة بزوائد المسانيد العشرة. عن نسخته الأصلية، فرغ منها في رجب ٨٣٢.

(٢). حسن المحاضرة في محاسن مصر والقاهرة: ١ / ٣٦٣.

(٣). الضوء اللامع لأهل القرن التاسع ١ / ٢٥١.

(٤). إنباء الغمر ٨ / ٤٣١.

١١٧

قال بشرح قول النبي صلّى الله عليه وسلّم لعلي: « أنت منّي وأنا منك »:

« وهذا الحديث أخرجه الترمذي، من حديث عمران بن حصين، بلفظ: إنّ علياً منّي وأنا منه وهو وليّ كلّ مؤمن بعدي. ثم قال: حسن غريب لا نعرفه إلّامن حديث جعفر بن سليمان.

وأخرجه أبو القاسم إسماعيل بن إسحاق بن إبراهيم البصري، في فضائل الصّحابة، من حديث بريدة مطوّلاً، قال النبي صلّى الله عليه وسلّم لي: لا تقع في علي، فإنّ علياً منّي وأنا منه »(١) .

ترجمته

وهو عالمٌ كبيرٌ في الفقه والحديث والتاريخ والتفسير وغيرها من العلوم، وقد ترجم له الأكابر وأثنوا عليه، راجع من كتبهم:

١ - الضوء اللامع ١٠ / ١٣١

٢ - البدر الطالع ٢ / ٢٩٤

٣ - حسن المحاضرة ١ / ٤٧٣

٤ - شذرات الذهب ٧ / ٢٨٧

٥ - الجواهر المضية في طبقات الحنفية ٢ / ١٦٥

وقد ترجم له السخاوي ترجمةً حافلة، فذكر شيوخه والعلوم التي درسها عليهم، وذكر أسفاره ومناصبه الحكوميّة إلى أن قال ما ملخّصه بلفظه:

« وكان إماماً، عالماً علّامةً، عارفاً بالصرف والعربية وغيرها، حافظاً

__________________

(١). عمدة القاري في شرح صحيح البخاري ١٦ / ٢١٤.

١١٨

للتاريخ واللغة، كثير الإستعمال لها، مشاركاً في الفنون، ذا نظمٍ ونثرٍ مقامه أجل منهما، لا يمل من المطالعة والكتابة، حدّث وأفتى ودرّس، وأخذ عنه الأئمة من كلّ مذهب، طبقةً بعد اُخرى، بل أخذ عنه أهل الطبقة الثالثة، وكنت ممّن قرأ عليه أشياء، ولم يزل ملازماً للجمع والتصنيف حتى مات ».

(٨٢)

رواية الباعوني

وهو: شمس الدين أبو البركات محمّد بن أحمد الدمشقي، المتوفى سنة ٨٧١.

روى هذا الحديث في كتابه، عن ابن عباس، في حديث الفضائل العشر، ولفظه:

« أنت ولي كلّ مؤمن بعدي. ألا وأنت خليفتي »(١) .

وروى حديث بريدة بلفظين فقال: « خرّجهما الإمام أحمد »(٢) .

ترجمته

قال السخاوي بترجمته ما ملخّصه:

« ولد بدمشق في عشر الثمانين وسبعمائة، ونشأ بها، فحفظ القرآن وأخذ الفقه وسمع الحديث وتعانى النظم فأكثر وأتى فيه بالحسن، ونظم السّيرة النبوية

__________________

(١). جواهر المطالب في مناقب علي بن أبي طالب ١ / ٢١٢.

(٢). جواهر المطالب في مناقب علي بن أبي طالب ١ / ٨٧.

١١٩

للعلاء مغلطاي وسماه منحة اللبيب في سيرة الحبيب، يزيد على ألف بيت، وعمل تحفة الظرفاء في تاريخ الملوك والخلفاء، وكتب الكثير من كتب الحديث ونحوه بخطّه، وخطب بجامع دمشق، وجمع نفسه على العبادة، وحدّث بشيء من نظمه وغير ذلك. وممن كتب عنه: أبو العباس المجدلي الواعظ، بل نقل ابن خطيب الناصرية في تاريخه من نظمه، ووصفه بالإمام الفاضل العالم. ولقيته بدمشق فكتبت عنه من نظمه أشياء، بل قرأت عليه بعض مروياته وكان مجموعاً حسناً ».

(٨٣)

رواية الصّالحي الدمشقي

وهو: شمس الدين محمّد بن يوسف، المتوفى سنة ٩٤٢.

رواه في ( السّيرة ) حيث قال:

« روى ابو داود الطيالسي، والحسن بن سفيان، وأبو نعيم في فضائل الصحابة، عن عمران بن حصين: إن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: إنّ علياً منّي وأنا منه وهو ولي كلّ مؤمن بعدي».

وقال: « وروى الديلمي عن علي - رضي الله تعالى عنه - أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال لبريدة: يا بريدة، إنّ عليّاً وليّكم بعدي، فأحبّ عليّاً، فإنّه يفعل ما يؤمر ».

قال: « وروى الخطيب والرافعي عن علي - رضي الله تعالى عنه - أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال له: سألت الله فيك خمساً، فأعطاني أربعاً

١٢٠

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

المختار يا سيّاف اقطع رأسه ، قطعه ، وجمع المختار الرأسين ، واشتغل المختار بالبكاء ، فسألوا المختار هذه ساعة فرح وسرور لماذا تبكي ، فقال لهم المختار رأس عمر بن سعد الخبيث برأس الحسينعليه‌السلام ورأس ولده برأس علي الأكبر شبيه المصطفى ، لا والله لو قتلت ثلاث ارباع الدنيا على أن يفوا بأنملة من أنامل أبي عبد الله الحسينعليه‌السلام ما وفوا كيف يكون هذا الرأس بهذا

جاءوا برأسك يابن بنت محمد

متزملاً بدمائه تزميلا

ويكبّرون بأن قتلت وإنما

قتلوا بقتلك التكبير والتهليلا



وحگ راسك يخويه ونور عيني

طول الدهر ما يفتر ونيني

اشلون تلومني امن اعمي اعيوني

على فرگاك وانته نور العيون



ما تدري يخويه اشلون حالي

على راس الرمح راسك اگبالي

كلمن شاف ذل حالي بچالي

عدوانك عليّ غدوا يبچون

  

شالت راسها او صدت الراسه

على راس الرمح راعي الفراسه

يخويه احسين نادته ابحماسه

شتمونه يخويه اشلون جسرين



شگلك بالجره اعلينه يخونه

ولونه اخلاف عيناك او سبونه

بهلنا اشما نخينه ما لفونه

او صرنه ابحال يبن أُمي عسيره



لا والد لي ولا عم ألوذُ به

ولا أخ لي بقى ارجوه ذو رحمي

أخي ذبيح ورحلي قد أُبيح وبي

ضاق الفسيحُ وأطفالي بغير حمي



١٤١

المحاسبة ودورها في تهذيب النفس

يا وقعة الطف كم عين بك انذرفت

وكم إلى الدين من ركن بك انهارا

تزلزلت فيك أرض الله وانسكبت

عين السماء دماً والعرش قد مارا

أفيك يقضون آل المصطفى عطشاً

والماء طام فليت الماء قد غارا

ويصبح السبط شلواً فيك تصهره

شمس الهجير على الرمضاء إصهارا

وحوله آله صرعىٰ كأنّهم

جزر الأضاحي عليها الترب قد ثارا

يا للرجال لمقتولين ما كبد لـ

ـهم تحنّ ولا نعش لهم سارا

نائين رهن الفيافي لا ترى لهم

إلّا السوافي ووحش البرّ زوارا

يا أقبراً بعراص الطفّ هجت لنا

حزناً يؤجج في أحشاءنا نارا

ما زرت أرضك إلّا هَيْجَتْ شجناً

ومدمعاً فاض من عينيّ مدرارا

لهفي لزينب إذ قالت مودّعةً

والحزن بادٍ ودمع العين قد فارا

هلّا تمرون بالقتلى نودعهم

ونقض من ترب الخدّين أو طارا

سقطن من حَلَسِ الأقتاب باكية

وجئن يلثمن اثغارا وانحارا



ودعتك الله يا عيوني

يردون عنّك ياخذوني

زجر او خولى اليباروني

انه نخيت اخوتي وما جاوبوني



١٤٢

لا تگول ما عندچ امروّه

ولا تگول ضيّعت الاخوه

آنه ماخذوتن يحسين گوه

تدري الشمر بيّه اشسوه

سوطه على امتوني تلوّه

         



يخويه اوداعت الله رحت عنّك

بحسره او لا گضيت اوداع منّك

مروني على جثتك او لنّك

عاري امسلّب امطبّر امعفر



وصدّت إلى المسناة والعبره جريه

او نادت يراعي المشرعه لحگ عليّه

عگب الخدر للشام يردوني سبيّه

او لا واحد ابطول الدرب ينغر علينه



أخي كيف ترضى ان نساق حواسرا

ويطمع فينا شامت وحسود



المحاسبة ودورها في تهذيب النفس :

عن حفص بن غياث قال : قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : « إذا أراد أحدكم أن لا يسأل الله شيئاً إلّا أعطاه ، فلـ ( ييأس ) من الناس كلهم ، ولا يكون له رجاء إلّا من عند الله عزّ وجل ـ فإذا علم الله سبحانه وتعالى ـ ذلك من قلبه ، لم يسأله شيئاً إلّا أعطاه ، فحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا عليها ، فإنّ للقيامة خمسين موقفاً ، كل موقف مقام ألف سنة ، ثم تلا :( فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ ) »(١)

___________________

(١) الكافي ٨ : ١٤٣ / ١٠٨

١٤٣

المقدمة :

للمحاسبة دور مهم في ترويض النفس وتأديبها وبالتالي السيطرة على نوازع النفس وما تشتهيه وتطلبه من أُمور قد لا تنسجم ومقتضيات الشارع المقدّس وشرعه قال تعالى :( إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي ) (١)

ومن المعلوم وجداناً ، أنّ الشركات الكبيرة وكذلك المحلّات التجارية إذا لم تضع لها رأس سنة تعمل فيه الجرد السنوي للمشتريات والمبيعات تخسر ، لابدّ لها من معرفة الصادر والوارد السنوي والذي يرتبط بشكل طبيعي بالصادر والوارد اليومي أو الشهري فما بالك بالنسبة لعمر الإنسان الذي جعله الله جوهرة ثمينة للانسان وهو مسؤول عنه ، ماذا صنع فيه وما اكتسب خيراً أو شراً قال تعالى( فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ) (٢) ومن هنا نلاحظ الأولياء والصلحاء وبعض العلماء يحاسبون أنفسهم أشدّ من محاسبة الشريك لشريكه فمثلاً ينقل عن بعض العلماء كان يحفر له في بيته قبراً وينام فيه كل يوم ويقرأ هذه الآية( رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا
كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ
) ثم يخاطب نفسه يا فلان ارجعوك إلى دار الدنيا اعمل جيداً هذا من جهة ، ومن جهة أُخرىٰ نجد بعض الأولياء ومن أجل أن يحافظ على حرمة الآخرين والمؤمنين يضع في فمه حصاة حتى لا يتكلّم في كل شيء إلّا في حالات الضرورة وهل يكبّ الناس في النار إلّا حصائد ألسنتهم ، إلى آخره من الأمثلة التي تكشف عن المحاسبة

___________________

(١) سورة يوسف : الآية ٥٣

(٢) سورة الزلزلة : الآية ٧ ـ ٨

١٤٤

اليأس مما في أيدي الناس :

هناك مجموعة آثار تترتّب على هذه المسألة الأخلاقية وهي « اليأس مما في أيدي الناس » أو بتعبير آخر « قطع الطمع عمّا في أيدي الناس » ومن جملة هذه الآثار باختصار :

أولاً : العزّة : روي عن الصادقعليه‌السلام قال : اليأس مما في أيدي الناس عز للمؤمن في دينه والطمع هو الفقر الحاضر(١)

وروي عن الباقرعليه‌السلام قال : اظهر اليأس مما في ايدي الناس فان ذلك هو الغنىٰ(٢)

قصة : عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال اشتدت حال رجل من أصحاب النبي فقالت له امرأته لو أتيت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فسألته ، فجاء إلى النبي فلما رآه النبي قال : من سألنا اعطيناه ومن استغنىٰ اغناه الله ، فقال الرجل ما يعني غيري فرجع إلى امرأته فأخبرها ، فقالت ان رسول الله بشر فاعلمه ، فأتاه فلما رآه الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله قال من سألنا اعطيناه ومن استغنى أغناه الله ، حتى فعل الرجل ما ذكرته ثلاثاً ، ثم ذهب الرجل فاستعار معولاً ثم أتى الجبل فصعده فقطع حطباً ثم جاء به فباعه بنصف مد من دقيق فرجع فأكلوه ثم ذهب من الغد فصعده فجاء بأكثر من ذلك فباعه ، فلم يزل يعمل ويجمع حتى اشترى معولاً ، ثم جمع حتى اشترى بكرين وغلاماً ، ثم اثرىٰ حتى أيسر فجاء النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فأعلمه كيف جاء يسأله وكيف سمع النبي ، فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله قد قلتُ لك من سألنا اعطيناه ومن استغنى أغناه الله(٣)

___________________

(١ و ٢) مشكاة الأنوار ( للطبرسي ) : ١٨٤ ـ ١٨٥

(٣) مشكاة الأنوار ( للطبرس ی ) : ١٨٤

١٤٥

ثانياً : استجابة دعاء الانسان : وحديث حفص بن غياث عن الامام الصادقعليه‌السلام يوضّح هذا المعنى إذا يأس الانسان من الناس كلهم وكان رجاءه الوحيد عند الله سبحانه وهو القادر على قضاء حاجته وهذه الحالة يعبّر عنها بالاضطرار ، التي يلمح لها قوله سبحانه وتعالى( أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ ) فدعاء المضطر يتحقق لا محالة لأنّ الله عزّ وجل ذكر في كتابه « ادعوني استجب لكم » وهذا المضطر هو منقطع عن جميع الأسباب سوى الله عزّ وجل فيستجيب الله دعاءه ، وإن كان هذه الآية مأوّلة في صاحب الأمر عجّل الله تعالى فرجه ، حينما يتعلق بأستار الكعبة ويذكر هذه الآية فيستجيب الله دعاءه ، لكن القرآن الكريم يجري مجرى الليل والنهار كما في الأحاديث

قصة : ينقل ان أحد الأشخاص أُصيب ببصره وأقبل إلى حرم أمير المؤمنينعليه‌السلام وكان يتوسل إليه في شفاء بصره ويدعو الله عزّ وجل لكنه لم يُستجب له ، فبينما هو واقف إلى جنب الشبّاك وإذا الشاه الحاكم آنذاك ومعروف عند الناس أقبل في تلك الساعة لزيارة الأميرعليه‌السلام ورأى هذا الرجل الضرير ، وسمعه يدعو في شفاء عينه فخاطبه أنا الشاه الفلاني ، فخاف هذا الرجل الضرير خصوصاً لما كلّمه أنا سوف أزور وأُصلّي وإذا لم يرجع إليك بصرك اقطع رأسك ، فهذا الرجل أمسك بالضريح بشكل حقيقي ودعا الله عزّ وجل بصدق وهو يبكي استجاب الله وردّ عليه بصره

ليس من الشيعة مَن لم يحاسب نفسه :

تفيد بعض الأخبار وهذا الحديث عن الامام موسى بن جعفرعليه‌السلام : « ليس من شيعتنا من لم يحاسب نفسه في كل يوم فان عمل حسناً وخيراً استزاد الله وإن عمل سيئاً استغفر الله تعالى بعض الأولياء يكون معه دائماً قلماً وشيئاً من الورق يدوّن

١٤٦

فيه بعض ما صدر منه في هذا اليوم من خير أو شرّ ، وعند الليل قبل المنام ينظر في الحسنات والسيئات أي في عمل الخير والشرّ ، فيستغفر الله تعالى مما أخطأ به أو عصىٰ ربّه ، ويحمد الله ويشكره على الطاعات ويسأل الله الزيادة لذلك »

للقيامة ٥٠ موقفاً وكل موقف مقام ١٠٠٠ سنة :

هذه المواقف عبارة عن محطّات يسأل عنها الإنسان عمّا صنع في دار الدنيا ، ولابدّ من السؤال ولابدّ من إعداد الجواب مسبقاً ، وهنا يشير الامام حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ، وهل الحساب إلّا سؤال عمّا صنع ، يسأل عن عمره فيما أفناه ؟ يسأل عن ماله من أين اكتسبه ؟ يسأل عن ماله فيما أنفقه ؟ يسأل عن ولايته وحبّه لآل محمد ؟ إلى آخره من الأسئلة عن صلته لرحمه وبرّه لوالديه إلى جميع الواجبات والتكاليف

بكاء أهل البيتعليهم‌السلام وتضرعهم ؟

أمير المؤمنينعليه‌السلام يبكي في الليل ويقول آه إن أنا قرأت في الصحف سيئة أنا ناسيها وأنت محصيها فتقول : خذوه فياله من مأخوذ لا تنجيه عشيرته ولا تنفعه قبيلته . إمامنا زين العابدين يرفع السوط إذا تلكأت الداية عن المسير فيقول آه لولا القصاص لضربتك

في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة :

يقول رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله حينما سألوه كيف نستطيع تحمّل ذلك يا رسول الله ؟ فبشّرهم الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال إن ذلك اليوم ليخف على المؤمن حتى يكون بمقدار ما

١٤٧

يؤدي فريضته ، كم تستغرق في الفريضة خمسة دقائق أو عشر أو خمسة عشر دقيقة يكون للمؤمن المؤدّي للتكاليف الموالي لأهل البيتعليهم‌السلام

بشارة لمحب آل محمدعليهم‌السلام :

روى الشيخ الديلمي في أعلام الدين في صفات المؤمنين ، رواية عن جابر بن عبد اللهعليه‌السلام قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « من أحبّ الأئمة من أهل بيتي ، فقد أصاب خير الدنيا والآخرة ، فلا يشكنّ أحد أنه في الجنة ، فإنّ في حب أهل بيتي عشرين خصلة : عشر في الدنيا ، وعشر في الآخرة ، أما في الدنيا : فالزهد ، والحرص على العمل ، والورع في الدين ، والرغبة في العبادة ، والتوبة قبل الموت ، والنشاط في قيام الليل ، واليأس مما في أيدي الناس ، والحفظ لأمر الله عزّ وجل ونهيه ، والتاسعة بغض الدنيا والعاشرة السخاء

وأما في الآخرة : فلا ينشر له ديوان ، ولا ينصب له ميزان ، ويعطى كتابه بيمينه ، وتكتب له براءة من النار ، ويبيضّ وجهه ويكسى من حلل الجنة ويشفّع في مائة من أهل بيته ، وينظر الله إليه بالرحمة ، ويتوّج من تيجان الجنة والعاشرة دخول الجنة بغير حساب ، فطوبى لمحب أهل بيتي »(١)

الويل لمن ظلم عترة النبي محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله :

أين يفرّون من عذاب الله تعالى الذين آذوا النبيّ في عترته وذريته وقتلوا أولاده ونسبوا نساءه ، وصدق الأديب حيث يقول :

_____________________

(١) أعلام الدين : ٤٥١

١٤٨

بأية عينٍ ينظرون محمّداً

وقد قتلوا صبراً بنيهِ بلا ذنبِ

ألا في سبيل الله سَفكُ دمائكم

جهاراً بأسياف الضعائن والنصبِ

ألا في سبيل الله حَملُ رؤوسكم

إلى الشام فوقَ السُّمر كالأنجم الشُهبِ

ألا في سبيل الله سلبُ نساءكم

مقانعها بعد التخدّر والحجب

وسيقت سبايا فوق أحلاس هزّلٍ

إلى الشام تطوي البيد سُهباً على سُهب

يساوُ بها عنفاً بلا رفقِ محرمٍ

بها غير مغلولٍ يحنُّ على صعبِ



لو يشرىٰ الموت اشتريته

چتال اخي رافگیته

من جلة الوالي نخيته

سب والدي وانكر وصيته



وين الوجه يطوّه باچر والمفر وين

فوگ العطش ويلي الحزّو منحر احسين

والخيم حرگوها او خذو يسره الخواتين

عگب الخدر واتحيط بيها اسياط أُميّه

     



فوگ الهزل من گال تمشي الديرة الشام

يسره او سبيّه بنات حيدر حرم وايتام

وابذاكه الديوان وگفت بين ظلّام

او جدهن الهادي المصطفى سيد البريّه

     



أين المفر ولا مفر لكم غداً

فالخصمُ أحمد والمصير الهاديه

     
١٤٩

تالله إنّك يا يزيد قتلته

سرّاً بقتلك للحسين علانيه

ترقىٰ منابر قوّمت أعوادها

بظبىٰ أبيه لا أبيك معاويه

وإذا أتت بنت النبيّ لربّها

تشكو ولا تخفىٰ عليه خافيه

ربّ انتقم ممن أبادوا عترتي

وسبوا على عجف النياق بناتيه

والله يغضب للبتول بدون أن

تشكو فكيف إذا أتته شاكيه

فهنالك الجبار يأمر هبهبها

أن لا تبقّي من عداه باقيه

     



١٥٠

إنّ الله خبأ أربعاً في أربع

لله لكم أقرحت جفن النبيّ وكم

قد ألبست فاطماً ثوباً من الحزن

لم أنس يوم عميد الدين دسّ به

لجعدة السم سراً عابد الوثن

كيما تهدّ من العليا دعامتها

فجرعته الردى في جرعة اللبن

فقطّعت كبداً فمن غدا كبداً

لفاطم وحشى من واحد الزمن

حتى قضى بنجيع السمّ متمثلاً

يا منزل المن والسلوى بلا منن

كيف اصطبارك والسبط الزكي غدا

نهيباً لحقد ذوي الأضغان والأحن

من مبلغ المصطفى والطهر فاطمة

ان الحسين دماً يبكي على الحسن

لهفي لزينب تدعوه ومقتلها

عبرى وادمعها كالعارض الهتن



دم سحي الدمع علوجن يا عين

على البلسم دليله انجسم نصين



يوسفه سمّته اعلى الغدر جعده

عمت عيني عليه وانفطر چبده

طول الليل ظل ايلوج وحده

او صدّت فوگ راسه طاير البين



١٥١

وكأني بالحوراء تخاطب أخاها الحسينعليه‌السلام بلسان الحال :

يخويه جيت اريد انظر وليي

ولا عندي خبر مسموم أخيي

يخويه احسين عني زال فيي

آه شلون غدره غدرة البين



زينب تلوع او تلعىٰ چلثم

اينادن يخويه يا مشيّم

يا لبيك چان الشمل ملتم

عگبک علانه الهظم والهم



قضى الزكيّ فنوحوا يا محبيه

وابكوا عليه فذي الأملاك تبكيه



روي عن الامام الباقرعليه‌السلام : إنّ الله عزّ وجل أخفى ( خبأ ) أربعاً في أربع ، أخفى رضاه في طاعته ، فلا تستصغرنّ شيئاً من طاعته فلربّما وافق رضاه وأنت لا تعلم ، وإنّ الله أخفى سخطه في معصيته فلا تستصغرنّ شيئاً من معصيته فلربّما وافق سخطه وأنت لا تعلم ، وإن الله عزّ وجل أخفى وليّه في عباده فلا تستصغرنّ أحداً من عباده فلربّما وافق وليّه وأنت لا تعلم ، وإنّ الله عزّ وجل أخفى اجابته في دعاءه فلا تستصغرنّ شيئاً من دعاءه فلربّما وافق إجابته وأنت لا تعلم

المقدمة :

هناك مجموعة من العوامل التي تؤثّر بعضها على البعض الآخر ، وربّما تكون عوامل مادية ، كما أنّ هناك بعض الأعمال التي يقوم بها الإنسان سواء كانت صالحة أو طالحة تؤثّر على حياته سلباً وإيجاباً ، وقد أشار القرآن

١٥٢

الكريم في بعض الآيات الكريمة إلى أثر هذه الأعمال على حياة الإنسان والأُمم ومنها( إِنَّ اللَّـهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ ) أو قوله تعالى( فَأَهْلَكْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ )

المقطع الأول من الحديث الشريف : نفهم منه أنّه حيثما تكون هناك طاعة لله عز وجل في هذه الطاعة هناك رضا لله سبحانه والإنسان المؤمن بطبيعته يسعى وراء رضا الله عزّ وجل هكذا ينبغي أن يكون ، وينبغي أن لا يستصغر هذه الطاعة مهما كانت قليلة إذا كانت منبعثة عن نيّة صادقة ، على سبيل المثال الإنسان المؤمن لو جدّد وضوئه لسبب ما ، وأراد أن يصلّي ركعتين مستحبة لله عزّ وجل باعتبار ان الصلاة خير موضوع ، والصلاة قربان كل تقى كما تشير بعض الروايات ، الإنسان المؤمن ينبغي أن لا يستخف بهاتين الركعتين ، لأنّ رضا الله في طاعته ، وتشير بعض الروايات ربّما يكون الإنسان في طاعة من الطاعات فيتقبلها منه فيخاطب الملائكة ، ملائكتي سكان سماواتي إنّ عبدي فلان في طاعة مما ندبت إليه اشهدوا عليّ أنّي لا عذّبته بعدها أبداً

في الحديث الشريف من قال عند الصباح : « جزى الله عنّا محمّداً ما هو أهله » أتعب سبعين ألف كاتب ألف صباح كلمات خفيفة على اللسان ثقيلة في الميزان ، تخرج من دارك إلى العمل أو المدرسة أو أي شيء آخر تلوح لك القبة الشريفة مثلاً للامام علي بن موسى الرضاعليه‌السلام أو أي امام آخر وأنت في السيارة ما في مانع أن تنشغل بالزيارة كزيارة أمين الله أو أي زيارة أُخرى تحفظها ، ولو لم تحفظ شيئاً يجزيك السلام عليك يا أبا الحسن يا علي بن موسى الرضاعليه‌السلام ، ثم تصلّي ركعتي الزيارة حتى او أنت في السيارة ، الصلاة المستحبة لا مانع من أدائها حتى وأنت على ظهر الدابة وعليك أن تؤمىٰ للركوع والسجود ، هذا الانشغال بالطاعة أولاً يعزّزك عند الله تعالى ، ثانياً تطرد الشيطان بهذه الطاعة يكون بعيداً عنك وإنّما يأتي إلى الإنسان في حالات البطالة والفراغ الذي لا يسدّ بشيء من الطاعات

١٥٣

المقطع الثاني من الحديث الشريف : يقول الامام الباقرعليه‌السلام وإنّ الله عزّ وجل خبأ سخطه في معصيته ، حيثما هناك معصية لله عزّ وجل يعني هناك سخط لله عزّ وجل والعاقل ينبغي أن لا يتعرض إلى سخط الباري عزّ وجل ، والعاقل المؤمن ينبغي أن لا يستصغر المعصية ولا ينظر إلى صغرها بل عليه أن ينظر إلى من عصى ، عصى جبّار السماوات والأرض ، وفي الحديث الشريف إنّما يهلك الناس لاستخفافهم بالمعصية واستصغارهم لها « من أشدّ الذنوب ما استخافّ به صاحبه »

قصة : والنبي الأكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله يضرب لنا ولأصحابه مثلاً واضحاً كان ذات يوم في سفر ووصلوا إلى صحراء قاحلة فقال لهم اذهبوا وتفرقوا واجمعوا لنا حطباً ، فقالوا له يا رسول الله إنّها صحراء قاحلة لا يوجد فيها حطب ، فقال لهم اذهبوا وترّقوا واجمعوا الذي يمكنكم أن تجمعوه ، فتفرقوا وبعد فترة جاء كل منهم يحمل حزمة من الحطب فقال لهم النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله اطرحوه ها هنا فصارت كومة من الحطب فقال لهم النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله انظروا هكذا تجتمع الذنوب

ومن هنا ورد في الحديث الشريف عن زين العابدينعليه‌السلام : « ويل لمن غلبت آحاده عشراته »

المقطع الثالث من الحديث الشريف : وإنّ الله عز وجل اخفىٰ ( خبأ ) وليّه في عباده ، أولياء الله كثير من الناس يجهلونهم وذلك لتواضعهم ولعدم حبّهم للشهرة ، والظهور فهم يتمتعون بالإخلاص لله تعالى ، من هنا ينبغي للإنسان المؤمن أن لا يستخف بالناس ، ولا يستصغره ولا يهينه ولا يؤذيه ، لأنّه ربّما يكون وليّاً لله عز وجل ، وفي الحديث الشريف : « من أهان لي وليّاً فقد أرصدني للمحاربة ( المبارزة ) ودعاني إليها » الله لا ينظر إلى صورة الإنسان الظاهري وإنما ينظر إلى سريرته « إنّ الله تعالى لا ينظر إلى صوركم وإنّما ينظر إلى قلوبكم »

وفي الحديث الشريف « ربّ عبد أسود ذي طمرين لو أقسم على الله لأبر قسمه »

١٥٤

المقطع الرابع من الحديث الشريف : وإنّ الله أخفى ( خبأ ) إجابته في دعاءه فلا تستصغرنّ شيئاً من دعائه ، فلربّما وافق إجابته وأنت لا تعلم

الله سبحانه وتعالى كريم ، وخزائنه لا تنفد « ولا تزيده كثرة العطاء إلّا جوداً وكرما » وقد أمر عباده بالدعاء بقوله « ادعوني استجب لكم » وأحبّ أن يسأل فيستجيب ، وكرّه المسألة إلى المخلوقين وحبّبها إلى نفسه ، وبما أنّ الإنسان فقير ومحتاج إلى الله عزّ وجل حتى مع عدم احتياجه إلى الأموال فهو محتاج في أصل وجوده إلى الله عزّ وجل لإنّ قوام الإنسان وكل مخلوق بالله عزّ وجل في دعاء الجوشن الكبير : « يا من كل موجود قائم به » إذن هو محتاج في كل الحالات إلى الله عزّ وجل في حالة فنائه وفي حالة فقره في حالة صحته وفي حالة مرضه لأن الفقر ملازم له( يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّـهِ وَاللَّـهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ) (١)

قصة : سمعت من أحد أعلام المنبر وهو ينقل هذه القصة الواقعية التي حدثت
لأحد تجار طهران قبل سنين ، وقد أقبل إليه ذات يوم فقير وطلب منه فنهره بشدّة ،
الله عزّ وجل يقول في القرآن ( وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ ) ، هذا التاجر لم يعطه ونهره ،
فقال لافقير بانكسار أما تخاف من الله أن يجعلك مثلي ، فقال مستهزءاً به كون
يفكّر سبع سنوات حتى يجعلني مثلك ! حقاً كما ذكر الله عزّ وجل في القرآن ( كَلَّا
إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَىٰ
أَن رَّآهُ اسْتَغْنَىٰ ) (٢) الله عزّ وجل يمهل العبد ولكنّ العبد إذا
يعرّض للسخط الإلهي يؤدّبه بالعقوبة ولذلك ورد في دعاء أبی حمزة الثمالي
« إلهي لا تؤدبني بعقوبتك ولا تمكر بي في حيلتك » ينقل هذا الخطيب وكان عند
هذا التاجر ولد له صدقاة مع ابن الملك الحاكم آنذاك ، وفي ذلك اليوم خرجا إلى
الصيد ، وفي تلك اللحظة التي تكلّم التاجر بذلك الكلام وبينما كان يريد الصيد
___________________

(١) سورة فاطر : الآية ١٥

(٢) سورة العلق : الآية ٦ ـ ٧

١٥٥

فوقعت خطأً في ابن الملك وقتله ووصل الخبر إلى الملك ، تهستر الملك واصدر أمراً أيّها الناس أموال التاجر الفلاني هي هبة لكم ، وهجم الناس عل ی داره ، ينقل الناقل وفي ذلك اليوم لم يكن له مجال في بيته ليأكل الطعام بل أكل الطعام في الشارع مع زوجته

إذن الانسان فقير إلى الله حتى مع غناه ، من هنا نلاحظ الأئمةعليهم‌السلام في كل الحالات يدعون الله عزّ وجل في الشدّة والرخاء ، ونحن خصوصاً في هذا الظرف العصيب الذي يمرّ به أهلنا وإخوتنا وقد تكالب فيه اليهود على محو التشيّع واعلامه والظرف العصيب الذي يمرّ به مراجعنا في النجف الأشرف خصوصاً ما أحوجنا إلى أن نتضرّع إلى الله ليكشف ذلك عنّا وعن شعبنا في العراق ولنا أُسوة حسنة بصاحب المنبر سيّد الشهداء الذي كان يدعو الله عزّ وجل في الشدّة والرخاء وكان من دعائه في يوم عرفة« اِلٰهي اَنَا الْفَقيرُ في غِنٰايَ ، فَكَيْفَ لٰا اَكُونُ
فَقيراً في فَقْري ، اِلٰهي اَنَا الْجٰاهِلُ في عِلْمي ، فَكَيْفَ لٰا اَكُونُ جَهُولاً في جَهْلي ،
اِلٰهى اِنَّ اخْتِلافَ تَدْبيرِكَ وَسُرْعَةَ طَوٰآءِ مَقٰاديرِكَ ، مَنَعٰا عِبٰادَكَ الْعٰارِفينَ بِكَ عَنْ
السُّكُونِ اِلىٰ عَطٰآءٍ ، وَالْيَأْسِ مِنْكَ في بَلٰآءٍ »

ولمّا نظر إلى الجموع التي خرجت لقتاله والتي بلغ عددها ثلاثون ألفاً قال : « اللهم أنت ثقتي في كل كرب ، ورجائي في كل شدّة كم من همٍّ يضعف عنه الفؤاد وتقلّ فيه الحيلة ويشمتُ فيه العدو ويخذل فيه الصديق ، انزلته بك وشكوته إليك رغبة مني عمّن سواك ففرجته وكشفته فأنت وليُّ كل نعمة وصاحبُ كل حاجة ومنتهى كل رغبة » ولم يفتر الإمام الحسين عن الدعاء حتى لمّا سقط من على ظهر جواده مضمخّاً بدمائه الزاكية وذلك لما أتاه ذلك السهم المسموم الذي له ثلاث شعب فوق على قلبه ، فقالعليه‌السلام : بسم الله وبالله وعلى ملّة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ثم رفع رأسه إلى السماء وقال إلهي تعلم أنهم يقتلون رجلاً ليس على وجه الأرض ابن بنت نبي غيره ثم أخذ السهم فأخرجه من وراء ظهره فانبعث الدم كالميزاب !

١٥٦

وأعياه نزف الدم ، وفي ذلك يقول الشاعر الموهوب المرحوم السيد رضا الهنديقدس‌سره :

ثم لمّا نال الضما منه والشمس

ونزف الدما وثقل السلاح

أوقف الطرف يستريح قليلاً

فرماه القضا بسهم متاح

فهوى العرش للثرى وادلهمّت

برماد المصاب منها النواحي

حرّ قلبي لزينب مذ رأته

ترب الجسم مثخناً بالجراح



تدنّت زينب أو گامت

تجلب اجروح البصدره

ولنها اتشوف المثلث

طالع من خرز ظهره

گامت على الوجه تلطم

وتسچب زينب العبره

تگله ويل گلبي اعليك

يخويه هالسم ماذيك

يخويه تلوج ويلي اعليك

         



خويه ابحليب أُمي عليك

بطل الونّه ورفس رجليك

يا جرح يبن أُمي الماذيك

خاطر اشدّنه واداويك

ما بيها عيني ماي واسجيك

يمظلوم يالحزو وريدك



جاوب لسان الحال يختي يا حزينه

يا جرح البجسمي سهل واضمدينه

شيفيد تضميدچ وجسمي اموزعينه

والسهم طلّع من چبدي اوياه ثلثين



يرامي احسين چفك ريت ينشال

شلايم جرح گلبه وبيش ينشال

عاده الميت ابتابوت ينشال

ما شفنه يظل اعلى الوطيه



ما غسلوه ولا لفوه في كفن

يوم الطفوف ولا مدوا عليه ردا

١٥٧

نبذة من حقوق مولانا المهدي ( عج )

قد عهدنا الربوع وهي ربيع

أين لا أين أُنسها المجموع

درج الحيّ أم تتّبع عنها

نجع الغيث أم بدهياء ريعوا

لا تقل شملها النوى صدعته

إنّما شمل صبري المصدوع

سبق الدمع حين قلت سقتها

فتركت السما وقلت الدموع

فكأنّي في صحنها وهو قعب

أحلب المزن والجفون ضروع

بت ليلَ التمامِ أنشد فيها

هل لماض من الزمان رجوع

شاطرتني بزعمها الداء حزناً

حين أنّت وقلبي الموجوع

يا طروب العشي خلفك عني

ما حنيني صبابة وولوع

لم يرعني نوى الخليط ولكن

من جوى الطف راعني ما يروع

عجباً للعيون لم تغد بيضاً

لمصاب تحمر فيه الدموع

وأسىً شابت الليالي عليه

وهو للحشر في القلوب رضيع

قوضي يا خيام عليا نزار

فلقد قوض العماد الرفيع

واملأي العين يا أمية نوماً

فحسين على الصعيد صريع



١٥٨

فرّيت مهظومه الولينه

صحت بالمعاره احسين وينه

ندهته وليّه دار عينه

ظنّه يحصل واحد يعينه

تمنّيت طعنه طاعنينه

أشدها ويگوم احسين لينه

أثاري الأعادي امگطعينه

         



من طاح ابو اليمه

او هجمو اعله اخيمه

زينب لفت يمه

والحرم واسكينه

صارن عليه داره

ايجلبن ابكتاره

والدمع يتجاره

او ونّن على اونينه

طاحت عليه وحده

اتجلب جرح چبده

او وحده تشم خده

او وحده تحب عينه

وحده تشم نحره

او تجري الدمع عبره

او وحده تجس صدره

شافته امهشمينه



حياتي اتنهلت والعمر دارك

او چف الموت مدري اشلون دارك

انشدك هم ترد يحسين دارك

لو تظل ظلمة او خليّه



منازل كانت نيران بأهلها

تولّى عليها غبرة وقتام

ألا لا تزان الدار إلّا بأهلها

على الدار من بعد الحسين سلام



١٥٩

نبذة من حقوق مولانا المهدي ( عج ) علينا :

المقدمة :

إنّ لمولانا المهدي ( عج الله تعالى فرجه الشريف ) حقوق كثيرة على هذه الأُمة وعلى المؤمنين بشكل خاص ولا يمكن ذكر هذه الحقوق كلّها في مجلس واحد ، وإنّما للتبرك نذكر قسماً منها لعلّنا نوفّق للقيام بشيء من حقوقه علينا حيث ورد في دعاء الندبة الذي يقرأ في أيام الأعياد ويوم الجمعة : « وأعنّا على تأدية حقوقه إليه والإجتهاد في طاعته واجتناب معصيته »(١) ومن هذه الحقوق كما ذكر العلماء قسماً منها :

أولاً : حقّ الوجود : وتوضيح ذلك إنّ الله عزّ وجل هو الخالق وهو الربّ وهو الموجد والبارئ لجميع الخلق ، لكنّ حكمة الله عزّ وجل اقتضت أن تجري الأُمور بأسبابها ، ولولا الخليفة والحجة لم يخلق الخلق ، وفي الحديث القدسي يا أحمد لولاك لما خلقت الأفلاك ، يقول ابن العرندس في قصيدته الرائعة الموفقّة ، وهو يشير فيها إلى كرامة محمد وآل محمد على الخلق جميعاً

هم النور نور الله جلّ جلاله

هم التين والزيتون والشفع والوتر

مهابط وحي الله خزّان علمه

ميامين في أبياتهم نزل الذكر

وأسماؤهم مكتوبة فوق عرشه

ومكنونة من قبل ان يخلق الذرُّ

فلولاهم لم يخلق الله آدماً

وما كان زيد في الوجود ولا عمرو

ولا سطحت أرض ولا رفعت سما

ولا طلعت شمس ولا أشرق البدر



___________________

(١) مفاتيح الجنان ، دعاء الندبة

١٦٠

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288