المحاضرات المنبريّة في المجالس الصفريّة

المحاضرات المنبريّة في المجالس الصفريّة0%

المحاضرات المنبريّة في المجالس الصفريّة مؤلف:
الناشر: انتشارات المكتبة الحيدرية
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
ISBN: 964-8163-14-6
الصفحات: 288

المحاضرات المنبريّة في المجالس الصفريّة

مؤلف: الشيخ أبو علي البصري
الناشر: انتشارات المكتبة الحيدرية
تصنيف:

ISBN: 964-8163-14-6
الصفحات: 288
المشاهدات: 33374
تحميل: 4089

توضيحات:

المحاضرات المنبريّة في المجالس الصفريّة
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 288 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 33374 / تحميل: 4089
الحجم الحجم الحجم
المحاضرات المنبريّة في المجالس الصفريّة

المحاضرات المنبريّة في المجالس الصفريّة

مؤلف:
الناشر: انتشارات المكتبة الحيدرية
ISBN: 964-8163-14-6
العربية

ومولانا المهدي ( عج ) هو الحجة من آل محمد ، وهو بقية الله في أرضه ، وهو آخر العترة الطاهرة التي خلّفها النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله مع القرآن الكريم في هذه الأُمة

وبتعبير آخر لتوضيح النقطة الأُولى ، أن الإمام المهدي ( عج ) وآبائهعليهم‌السلام هم الوسائط في إيصال الفيوضات الإلهية إلى سائر المخلوقات وإليه أُشير في دعاء الندبة « أين السبب المتصلّ بين الأرض والسماء »

ثانياً : حق البقاء في الدنيا : فلولا الامام ( عج ) ما حييت في الدنيا ولا ساعة ، يدلّ على ذلك ما رواه الشيخ الكليني في الكافي الشريف بسند صحيح عن الوشاء وهو الحسن بن علي قال سألت أبو الحسن الرضاعليه‌السلام هل تبقى الأرض بغير إمام ؟ قال : لا ، قلت : إنا نروي أنها لا تبقى إلّا أن يسخط الله عزوجل على العباد ، قال لا تبقى إذاً لساخت(١)

ثالثاً : حق القرابة من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : وقد أشار القرآن الكريم إلى هذا الحق في سورة الشورى :( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ ) (٢)

قال الشاعر :

وجدنا لكم في آل حم آية

تأولها منّا تقي ومعرب



ويقول ابن العربي :

رأيت ولأي آل طه فريضه

على رغم أهل البعد يورثني القُربى

فما طلب المبعوث أجراً على الهدى

بتبليغه إلّا المودة في القربى



___________________

(١) الكافي ٢ / ١٧٩

(٢) سورة الشورى : الآية ٢٣

١٦١

وفي الحديث المروي في ظهور الإمام المهدي ( عج ) في مكة ينادي الناس اسألكم بحق الله وحق رسوله وبحقي فإنّ لي عليكم حق القربىٰ برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله

رابعاً : حق المنعم على المتنعم وحق واسطة النعمة : وتوضيح ذلك هناك إشارة في بعض الأحاديث ومنها الحديث المروي عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : « من أتى إليكم معروفاً فكافئوه فإن لم تجدوا فادعوا له حتى تعلموا من أنفسكم أنكم قد كافأتموه »

وقد اجتمع الحقّان لمولانا صاحب الزمانعليه‌السلام فإن ما ينتفع به أهل كل زمان إنما هو ببركة إمام زمانهمعليه‌السلام وفي الزيارة الجامعة الكبيرة إشارة إلى هذا المعنى « السلام على أولياء النعم » فولي نعمتنا هو مولانا المهدي ( عج ) إذ « بيمينه رزق الورىٰ وبوجوده ثبتت الأرض والسماء » والحديث الذي يرويه الشيخ الكلينيقدس‌سره في الكافي الشريف عن أبي عبد اللهعليه‌السلام : « بنا أثمرت الأشجار وأينعت الثمار وجرت الأنهار ، وبنا ينزل غيث السماء ، وينبت عشب الأرض ، وبعبادتنا عبد الله »(١)

ويدلّ على هذا المعنى ما رواه المحدّث النوري في دار السلام نقلاً عن كتاب بصائر الدرجات للصفار عن أبي حمزة الثمالي ، عن علي بن الحسينعليه‌السلام : « يا أبا حمزة لا تنامن قبل طلوع الشمس ، فإني أكرهها لك إن الله يقسم في ذلك الوقت أرزاق العباد وعلى أيدينا يجريها »

خامساً : حق الوالد على الولد : وتوضيح ذلك حسب ما أفادت في بعض
الروايات الواردة عن أهل البيت عليهم‌السلام أنّ الشيعة خلقوا من فاضل طينة أهل البيت ،
وبعض الروايات تصرّح كرواية الشيخ الطوسي في أماليه عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال :
___________________

(١) الكافي ١ / ١٤٤

١٦٢

« أنا الشجرة وفاطمةعليهم‌السلام فرعها وعليّ لقاحها ، والحسن والحسين ثمرها ومحبوهم من أُمتي ورقها »(١) ومن هنا يشير الشاعر :

يا حبذا دوحة في الخلد نابتة

ما مثلها نبتت في الخلد من شجر

المصطفى أصلها والفرع فاطمة

ثم اللقاح عليّ سيد البشر

والهاشميان سبطاه لها ثمر

والشيعة الورق الملتف بالثمر



وهناك حديث عن الإمام الرضاعليه‌السلام يؤيد ذلك وهو أنّ منزلة الامام منزلة الوالد يقول الامامعليه‌السلام : « الإمام الأنيس الرفيق والوالد الشفيق »

سادساً : حق السيّد على العبد : وتوضيح ذلك أنّ القرآن الكريم يشير في آية من آياته :( النَّبِيُّ أَوْلَىٰ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ ) (٢) وأهل البيت والعترة الطاهرة ورثوا مقام النبي وأمرنا الله عزّ وجل بطاعتهم حيث قال :( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
أَطِيعُوا اللَّـهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ
) (٣) ومن هنا يظهر لنا معنى سيادتهمعليهم‌السلام كونهم أولىٰ بك منك في جميع أُمورك

وقد روى الخرازي في كفاية الأثر : ١٩٥ مسنداً عن الحسين بن عليعليه‌السلام قال ،
قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لعليعليه‌السلام : « أنا أولى بالمؤمنين منهم بأنفسهم ثم أنت يا علي
أول ی بالمؤمنين من أنفسهم ثم بعدك الحسن أول ی بالمؤمنين من أنفسهم ، وبعده
الحسين أولى بالمؤمنين من أنفسهم ثم بعده علي أولى بالمؤمنين من أنفسهم ثم
بعده محمد أولى بالمؤمنين من أنفسهم وبعده جعفر أولى بالمؤمنين من أنفسهم ثم
___________________

(١) بحار الأنوار ١٢ / ٣٧ نقلاً عن أمالي الشيخ الطوسي

(٢) سورة الأحزاب : الآية ٦

(٣) سورة النساء : الآية ٥٩

١٦٣

بعده موسى أولى بالمؤمنين من أنفسهم ثم بعده علي أولى بالمؤمنين من أنفسهم ثم بعده محمد أولى بالمؤمنين من أنفسهم ثم بعده علي أولى بالمؤمنين من أنفسهم ثم بعده الحسن أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، والحجة ابن الحسن أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، أئمة أبرارهم مع الحق والحق معهم » ومن هنا ورد في الزيارة الجامعة الكبيرة : « والسادة الولاة »

ومن هنا فيما ينقل في كتب التأريخ والسيرة كما ذكر ذلك الشيخ الحائري في معالي السبطين وهو يشير إلى أدب أبي الفضل العباسعليه‌السلام أنّه ما خاطب أخاه الحسينعليه‌السلام بلفظ يا أخي بل كان غالباً يخاطبه سيّدي أبا عبد الله الحسينعليه‌السلام وهذا إن دلّ على شيء إنّما يدلّ على معرفة العباس بمقام أخيه الحسينعليه‌السلام وإنه إمام زمانه هذا من جانب ومن جانب آخر له حق القرابة برسول الله لأنه ابن فاطمة الزهراء ، من هنا رعىٰ حق هذه الحرمة ومن جهة أُخرى رأىٰ العباسّعليه‌السلام إنّ وجود الحسينعليه‌السلام أولى من وجوده في كل الأُمور حتى أنّه لما ملك المشرعة لم يشرب الماء قبل أخيه الحسينعليه‌السلام وقال :

يا نفس من بعد الحسين هوني

وبعده لا كنت أو تكون

هذا حسينٌ واردُ المنون

وتشربين بارد المعين

هيهات ما هذا فعال ديني

         

يحاچي النفس يا نفس تهونين

وكل الناس تغده فدوه لحسين

الف وسفه يخويه ما لك امعين

وتظل بعدي يبو سكنه امحيّر



اشلون اشرب واخوي احسين عطشان

وسكنه والحرم واطفال رضعان

واظن گلب العليل التهب نيران

يريت الماي بعده لا حله او مر



١٦٤

اميأس وگف عاف العمر من ساسه

رايد مماته او لا غدر نوماسه

صابو ابعامود الضعاين راسه

طاح او نده سيد شباب الجنه



وحين الوصل لحسين صوت عضيده

صاح عباس عگبك للعمر ما ريده



الدهر يا عباس من بعدك لوانه

وتمنينه الفنه گبلک لوانه

الله اویاک یالشایل لوانه

عگبک من یشیل العلم لیّه



لمن اللوا اعطي ومن هو جامعٌ

شملي وفي ضنك الزمام يقيني



١٦٥

باب الحوائج
موسى بن جعفر عليه‌السلام

تباً لهم من أُمة لم يحفظوا

عهد النبي بآله الأمجاد

قد شتتوهم بين مقهور ومأسور

ومنحور بسيف عناد

هذا بسامرا وذاك بكربلا

وبطوس ذاك وذاك في بغداد

لهفي وهل يجدي أسىً لهفي على

موسى بن جعفر علّة الايجاد

ما زال ينقل في السجون معانياً

عضّ القيود ومثقل الأصفاد

قطع الرشيد عليه فرض صلاته

قسراً وأظهر كامن الأحقاد

حتى إليه دسّ سمّاً قاتلاً

فأصاب أقصى منية ومراد

وضعوا على جسر الرصاخة نعشه

وعليه نادى بالهوان منادي(١)



نحل جسمي وغده ينلظم بالسم

وثغري بالفرح ما يوم بالسم

على المات ابسجن هارون بالسم

ونعشه اعلى الجسر خلوه رميه



___________________

(١) السيد مهدي الأعرجي ، رياض المدح والرثاء : ٥٦٦

١٦٦

على الجسر خلوه فرجه لليروح ولليرد

والمنادي عليه ينادي والنده ايذوب الچبد

مر طبيب البلد شافه وگام ينشد والنشد

ما هالميت عشيره ابثاره تطلب لا تهيد

     



من سمع ويلي گبل هذا الشهيد

ميت شالوه وبرجله الحديد

لچن ابغربه وماله من عضيد

واظهرت اشرارها المكتومها



بكت على نعشك الأعداء قاطبة

ما حال نعش له الأعداء باكونا



لم تزل للأنام تحسن صنعا

وتجير الذي أتاك وترعى

وإذا ضاقت الفضا بي ذرعا

يا سمّي الكليم جئتك أسعى

والهوى مركبي وحبّك زادي

أنت غيث للمجد بين ولولا

فيض جودكم الوجود اضمحلا

قسماً بالذي تعالى وجلّا

ليس تقضى لنا الحوائج إلّا

عند باب الرجاء جدّ الجواد

         



باب الحوائج :

وهذا اللقب من أكثر ألقاب الإمام موسى بن جعفرعليهما‌السلام ذكراً وأشهرها ذيوعاً وانتشاراً ، فقد اشتهر بين الخاص والعام أنه ما قصده مكروب أو حزين إلّا فرّج الله آلامه وأحزانه وما استجار أحد بضريحه المقدس إلّا قضيت حوائجه ، ورجع

١٦٧

إلى أهله مثلوج القلب مستريح الفكر مما ألمّ به من طوارق الزمن وفجائع الأيام وقد آمن بذلك جمهور شيعته بل عموم المسلمين على اختلاف طبقاتهم ونزعاتهم فهذا شيخ الحنابلة وعميدهم الروحي أبو علي الخلال يقول :

« ما همني أمر فقصدت قبر موسى بن جعفر إلّا سهل الله تعالى لي ما أُحب »(١)

وقال الامام الشافعي : « قبر موسى بن جعفر الكاظم الترياق المجرّب »(٢)

وقد ذكر المرحوم العلامة السيد أحمد المستنبط في كتاب القطرة إنّ الأبيات التي بدأنا بها صدر المجلس ما كتبت وألقيت في ضريح الامام موسى الكاظمعليه‌السلام إلّا وقد قضيت حاجته ببركة الامام موسى الكاظمعليه‌السلام

وقد روى الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد قصة كان فيها شاهد عيان فقد
رأى امرأة مذهولة قد فقدت رشدها لأنها أخبرت أن ولدها اعتقلته السلطة
المحلية وأودعته في السجن ، فأخذت تهرول نحو ضريح الامام مستجيرة به
فرآها بعض الأوغاد ممن لا يؤمن بالإمام فقال لها إلى أين ؟ فقالت إلى موسى بن
جعفر ، فانه قد حبس ابني ، فقال لها بسخرية واستهزاء « إنه قد مات بالحبس »
فاندفعت تقول بحرارة وقد لذعها قوله « اللهم بحق المقتول في الحبس ان تريني
القدرة » فاستجاب الله دعاءها ، فأطلق سراح ولدها ، وأودع ابن المستهزئ في
ظلمات السجون بجرم ذلك الشخص ونقل الشيخ الجليل الحائري في نور
الأبصار نقلاً عن البحار أن أحمد بن ربيعة كان أحد كتاب الخليفة المقتدر بالله ظهر
جرح في إحدى يديه ولم تزل تزاد العلة حتى اسودت يده ونتنت وظهرت منها
رائحة كريهة وأمر المعالج بقطعه استمهلهم ليلة ثم لجأ إلى أمير المؤمنين عليه‌السلام
واستدعى منه الخلاص فنام فرأى أمير المؤمنين عليه‌السلام فيما يراه النائم وقال له
___________________

(١ و ٢) حياة الامام الكاظم ( باقر شريف القرشي ) ١ : ٥١

١٦٨

يا أحمد إنّي لمشغول عنك إذهب إلى ولدي موسى بن جعفر وسله حتى تبرئ من علتك فلما انتبه اغتسل وتطيب وأمر بأن يحملوه في محمل إلى موسى بن جعفرعليه‌السلام ففعلوا ذلك وجاءوا به إلى القبر الشريف فرمى بنفسه على القبر وجعل يبكي ويتضرع ويتمسح بتراب القبر ويطلب الشفاء ثم شدّ يده فلما أصبح جاءوا إليه وكشفوا عنها فإذا هي بأحسن ما يكون كأن لم يكن فيها جرح ببركة تربة موسى بن جعفر والتوسل به يقول الشاعر :

زر ببغداد قبر موسى بن جعفر

قبر موسى مديحه ليس ينكر

هو باب إلى المهيمن تقضى

منه حاجاتنا وتحىٰ وتحبر

هو حصني وعدتي وغياثي

وملاذي وموئلي يوم احشر

كم مريض وافىٰ إليه فعافاه

وأعمى أتاه صح وابصر



نعم أنّ الأئمة هم أبواب رحمة الله تعالى ، وهم الوسيلة إليه وهم أقرب الخلق إليه لانّهم أعمل الناس بطاعته سبحانه ، فلهم الجاه الوجيه عند الله سبحانه وفي الزيارة الرجبية الواردة عن الناحية المقدّسة« اَنَا سٰائِلُكُمْ وَآمِلُكُمْ فيمٰا اِلَيْكُمُ ،
التَّفْويضُ ، وَعَلَيْكُمُ التَّعْويضُ فَبِكُمْ يُجْبَرُ الْمَهيضُ ، وَيُشْفَى الْمَريضُ ، وَمٰا تَزْدٰادُ
الْأَرْحٰامُ وَمٰا تَغيضُ »

وفي الزيارة الجامعة الكبيرة« مُسْتَجيرٌ بِكُمْ ، زٰآئِرٌ لَكُمْ لٰۤائِذٌ عٰآئِذٌ بِقُبُورِكُمْ ،
مُسْتَشْفِعٌ اِلَى اللهِ عَزَّوَجَلَّ بِكُمْ ، وَمُتَقَرِّبٌ بِكُمْ اِلَيْهِ ، وَمُقَدِّمُكُمْ اَمٰامَ طَلِبَتي ،
وحَوٰآئِجي»
يقول السيد عبد الباقي العمري :

لذو استجر متوسلاً

إن ضاق أمرك أو تعسّر

بأبي الرضا جد الجواد

محمد موسى بن جعفر



١٦٩

ويقول الامام علي بن الحسين زين العابدينعليه‌السلام في دعاءه :« اَللّٰهُمَّ صَلِّ عَلىٰ
مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، الْكَهْفِ الْحَصينِ ، وَغِيٰاثِ الْمُضْطَرِّ الْمُسْتَكينِ ، وَمَلْجَأِ الْهٰارِبينَ ،
وَعِصْمَةِ الْمُعْتَصِمينَ »
(١)

إخلاص العبودية لله عزّ وجل من أهمّ الأسباب التي جعلت لهم الجاه الوجيه عند الله عزّ وجل :

ولبيان هذه النقطة ينقل بعض أهل الفن « العبودية جوهرة كنهها الربوبية » وعبادة الامام موس ی بن جعفر كان يضرب فيها المثل وإنّه معروف حليف السجدة الطويلة والدموع الغزيرة ، ولم يحدثنا التاريخ عن مسجون ـ غير الامام موسى بن جعفر ـ كان يشكر الله تعالى على ما أتاح من نعمة التفرّغ للعبادة بين جدران السجن

قال ابن الصباغ المالكي : إنّ شخصاً من بعض العيون التي كانت عليه في السجن ، رفع إلى عيسى بن جعفر أنه سمعه يقول في دعاءه « اللهمّ إنّك تعلم أنّي كنت اسألك أن تفرغني لعبادتك وقد فعلت فلك الحمد »(٢)

وروى أصحابنا أنّه دخل مسجد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فسجد سجدة في أول الليل ، وسمع وهو يقول في سجوده « عظم الذنب من عبدك ، فليحسن العفو من عندك ، يا أهل التقوى ويا أهل المغفرة » فجعل يرددها حتى أصبح(٣)

وكانعليه‌السلام يصلي نوافل الليل ويصلها بصلاة الصبح ثم يعقّب حتى تطلع الشمس
وخرّ لله ساجداً فلا يرفع رأسه من الدعاء والتحميد حتى يقرب زوال الشمس
___________________

(١) مفاتيح الجنان ، في أدعية الزوال من كل يوم في شهر شعبان

(٢) الفصول المهمة : ٢٢٢

(٣) تاريخ بغداد ١٣ : ٢٧

١٧٠

وكان يدعو كثيراً فيقول : « اللهم إنّي أسألك الراحة عند الموت والعفو عند الحساب » ويكرر ذلك(١)

وحدّث هشام بن أحمر كنت أسير مع أبي الحسن في بعض طرق المدينة إذ ثنى رجله عن دابته فخرّ ساجداً فأطال وأطال ، ثم رفع رأسه وركب دابته ، فقلت جعلت فداك قد أطلت السجود ؟ فقال إنّي ذكرت نعمة أنعم الله بها عليّ ، فأحببت أن اشكر ربي(٢)

وكانعليه‌السلام يبكي من خشية الله حتى تخضل كريمته الشريفة من دموع عينيه(٣) ، ولكثرة سجوده فقد كان له غلام يقص اللحم من جبينه ، وعرنين أنفه فقد نظم بعض الشعراء ذلك بقوله :

طالت لطول سجود منه ثفنته

فقرّحت جبهة منه وعرنينا

رأى فراغته في السجن منيته

ونعمة شكر الباري بها حببنا



وكانعليه‌السلام أحسن الناس صوتاً بالقرآن ، فكان إذا قرأ يحزن ويبكي السامعون لتلاوته ويروى أنّ الرشيد كان يشرف على الحبس الذي هو فيه فيراه ساجداً فيقول للربيع : ما ذلك الثوب الذي أراه كل يوم في ذلك الموضع ؟ فيخبره أنّه ليس بثوب ، وإنما هو موسى بن جعفر ، له كل يوم سجدة بعد طلوع الشمس إلى الزوال ، فقال هارون : أما إنّ هذا من رهبان بني هاشم(٤)

___________________

(١) كشف الغمة : ٢٤٧

(٢) بحار الأنوار ٤٨ : ٢٦٦

(٣) كشف الغمة : ٢٤٧

(٤) أعيان الشيعة ٤ ق ٣ / ٤٢

١٧١

وكان من أشدّ السجون على إمامنا موسى بن جعفرعليه‌السلام سجن السندي بن شاهك وكان طامورة لا يعرف فيها الليل من النهار ، وفي هذا السجن زاره ابن سويد يقول بعد أن أرضيت بعض السجانين ببعض الدنانير ، فلمّا أردت النزول قالی لي الإمام لحظة يابن سويد لأسرج لك ، يقول لمّا أسرج لي ونزلت نظرت وإذا بسلاسل الحديد والقيود في رجلي الامامعليه‌السلام وقد أُشير إلى هذه المظلومية في الزيارة« وَالْمُعَذَّبِ في قَعْرِ السُّجُونِ وَظُلَمِ الْمَطٰاميرِ ،
ذِي السّٰاقِ الْمَرْضُوضِ بِحَلَقِ الْقُيُودِ »
وكذلك ورد في زيارة الجامعة لأئمة المؤمنين« وَمُكَبَّلٍ فِي السِّجْنِ قَدْ رُضَّتْ بِالْحَديدِ اَعْضٰآئُهُ » يقول ابن سويد فسألت الإمام مسائل فأجابني عنها ، فقلت له سيدي بقت مسألة واحدة ، فقال لي سَل يابن سويد ، قلت له متى الفرج لقد ضاقت صدورنا ؟ فقال لي إنّ الفرج قريب ! قلت ومتى وأين ؟ فقالعليه‌السلام يوم الجمعة ضحیً على الجسر ببغداد ، يقول خرجت وأنا لا تكاد تحملني رجلاي أقبلت إلى شيعتنا وأصحابنا أقول لهم البشارة البشارة إنّ إمامكم سوف يخرج فقالوا متى وأين ؟ فقلت لهم يوم الجمعة ضحىً على الجسر ببغداد ، يقول بينما نحن وقوف علىٰ أحرّ من الجمر وإذا بجنازة يحملها أربع من السجانين والمنادي ينادي هذا إمام الرافضة

وضعوا على جسر الرصافة نعشه

وعليه نادى بالهوان منادي



امن البصره السجن بغداد جابه

ابحديد او گید ويدوّر ذهابه

ذبّه بسجن مظلم غلگ بابه

نهى السجان يمّه ناس يصلون



١٧٢

ابسجن والسندي بن شاهك السجان

عليه ابكل وكت مغلق البيبان

ظل اسنين للوادم فلا بان

ما يدرون ميت والله مسجون



يگولون غريب اهله امبينين

لچن بالمدينه اعليه بعيدين



سمع سليمان بالضحية على الجسر فسأل ما الخبر فقيل له نعيش باب الحوائج على جسر الرصافة ، فقال لغلمانه خذوا نعشه وهيأ له كفناً بـ ( عشرين الف دينار ) ونادى عليه بهذا النداء ألا ومن أراد تشييع جنازة الطيب بن الطيب موسى بن جعفر فليحضر

من سمعت الشيعه الصوت گبّر

طلعت فرد طلعه ابحال الاگشر

صاحت آه وا موسى بن جعفر

هاذي امصيبتك بچّت الدارين



الاصل والرحم لسليمان جابه

على موسى ودحجته عروگ النجابه

بس لحسين ما حصّل گرابه

يغسلونه ويكفنونه ويدفنون



غسلته دماؤه ، قلبته أرجل الخيل ، كفّنته الرمول



١٧٣

أخلاق القائد

من ذا الفقيد علا عليه عويل

فعرى جميع العالمين ذهول

ولفقده جبريل نادى في السّما

صوتاً وجبريل به مثكول

يا من تسايل أيّ خطب قد عرى

وتكاد منه الراسيات تزول

بينا أُسايل إذ سمعت بأنّ ذا

الهادي وهذا نعشه محمول

أو ما ترى الزهراء تندب خلفه

ودموعها سيل الغمام تسيل

وتحنّ من قلب ملئ بالأسىٰ

طوراً وطوراً تنثني فتقول

حزني لفقدك سمرد لا تنقضي

أيّامه حتى يحين رحيل

أبتاه بعدك لا يطيب ليّ الكرى

كلّا ولا عيني إليه تمثيل(١)



يبويه اشلون يا راعي المحنّه

نضل بالدار وانته اتشيل عنّه

يبويه اعليك ما فتّر الونّه

ولا أبطل النياحه يا ولينه



___________________

(١) في شهادة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله للشيخ محمد سعيد المنصوري

١٧٤

من غاب شخصك يا ولينه

علگت روايه شر علينه

لفانه الصهاكي وشياطينه

ويّاهم حطبهم شايلينه

نشدته اشعندك جاي لينه

وكل يوم گلبي امروعينه

بسما لمحني وزرگ عينه

عصرني او مني استافه دينه

وآمر على شيوخ المدينه

تگود الفحل ليث العرينه

گادوا وراسه امكشفينه

ينخه ولا واحد يعينه

وراه اطلعت ولهه او حزينه

لاوين أصيحن ماخذينه

بس ما شافني المشرچ ابدينه

رد لي او سطر عيني ابيمينه



طول الليل فگدناك وعاني

وبگيت اجرع هظم بعدك وعاني

انكسر ضلعي اووگع محسن وعيني

لطمها الرجس وامتوني او اديّه



والداخلين على البتولة بيتها

والمسقطين لها أعزّ جنين



( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّـهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ) (١)

________________________

المقدمة :

من جملة الأُمور المهمة التي يحتاجها القائد بشكل عام ، وخصوصاً القائد
الربّاني الإلهي هو ( سعة الصدر ) وقد ورد في الحديث « آلة الرئاسة سعة الصدر »
___________________

(١) سورة آل عمران : الآية ١٥٩

١٧٥

إذا لم يتمتع القائد بهذه الخصلة فهو قائد فاشل ولا يمكنه أن يواصل هذه المهمّة والمسؤولية بنجاح بل سوف يخسر أقرب المقرّبين إليه

ولأهميّة هذه النقطة في حياة الأنبياء بشكل عام وخصوصاً نبينا الأكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله لذا فقد شملته الرحمة الإلهية والعناية الربانية في تهيأة الظرف المناسب لهذه النقطة ، ولعلّ من جملة المنن الإلهية على الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله قوله تعالى له( أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ
صَدْرَكَ
) وكذلك قوله تعالى( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّـهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ
الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ
)

الأخلاق الحسنة للقائد سبب رئيسي لكسب الجماهير :

كثير من القادة استطاعوا ان يكسبوا اعداءهم بأخلاقهم العالية وذلك لأنّ الإنسان الطبيعي غير الشاذ تؤثر فيه الأخلاق العالية ، ولعلّ من أبرز الشواهد على ذلك ، ما ينقله التأريخ من سيرة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله

دخول اليهودي في الإسلام : كان لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله جاراً يؤذيه وذلك يرمي سلّة الفضلات عليه حين رجوعه من صلاة الجماعة ، وكان يهودياً ، فافتقده النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله لمدة ثلاثة أيام لم يرم النبي بتلك الفضلات فسأل النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله عنه فقيل له إنّه يشتكي جسده ، فقال الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله إذن نعوده ، باعتبار من حقوق الجار عيادته إذا مرض ، وذهب هو وبعض أصحابه واستأذنوا للدخول عليه ، وعرف اليهودي أنّ ذلك من آداب الإسلام الحنيف ، فقال اليهودي يا رسول الله مدّ يدك فإني اشهد أن لا إله إلّا الله وإنّك محمد رسول الله

لين الجانب يبلغ بالعبد رضوان الله تعالى :

ورد في حديث عن إمامنا محمد الجوادعليه‌السلام أنّه قال : ثلاثة تبلغن بالعبد رضوان الله تعالى ، أولها : كثرة الإستغفار وثانيها كثرة الصدقة وثالثها لين الجانب

١٧٦

لين الجانب له أثر في استدرار عطف الطرف المقابل بخلاف الشدّة والغلظة والفظاظة تؤدي إلى انصراف الناس عن هذا الشخص وبالتالي تسقط شعبية القائد وجماهيرته في الوسط الاجتماعي ومن هنا يقول الله سبحانه وتعالى وهو يتحدث ويشير( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّـهِ لِنتَ لَهُمْ ) وفي الأحاديث الكثيرة هناك حثّ وترغيب على ضرورة التخلّق بالرفق ، « ما وضع الرفق في شيء إلّا زانه » وفي حديث قريب من هذا المعنى « خيركم الموطأين أكنافاً الذين يألفون ويُألفون »

لين الجانب لا يعني التنازل عن المبادئ والقيّم :

في الوقت الذي كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يتمتع بهذه الخصلة الحميدة لكنّه لم يتنازل عن معتقداته ومبادئه مهما كلّفه الأمر ، ولعلّ من أوضح الشواهد على ذلك قول المشركين لعمّه أبي الطالب قل لابن أخيك أن يسكت عن الكلام عن آلهتنا ونحن نعطيه مبالغ وأموال ، فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : « يا عم لو وضعوا الشمس بيميني والقمر بيساري على أن أترك هذا الأمر ما تركته أو أهلك دونه »

من مواقف أمير المؤمنينعليه‌السلام :

لما آلت الأُمور إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام وصار هو الحاكم أقبل جماعة وقالوا له يا أمير المؤمنين ، لو أبقيت فلاناً وفلاناً في وظائفهم إلى أن تستتب لك الأُمور فقال لهم : « أتأمرونني أن أطلب النصر بالجور »

الغلظة والفظاظة من أخلاق المنافقين والكافرين :

من أبرز صفات المنافقين والكافرين وأعداء الله ورسوله هي الغلظة ، والذي

١٧٧

يسير التأريخ يجد نماذج وصور كثيرة لأمثال هؤلاء ، فبعضهم من كان قبل أن يدخل في الإسلام قد وأد ابنته ، هذه التي ينبغي أن يعطف عليها حتى أنزل الله عزّ وجل :( وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ )

مثل هذا يتجرأ على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله :

لمّا قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إيتوني بدواة وكتف لأكتب لكم كتاباً لن تضلّوا بعده أبداً ، فقام بعض من حضر يلتمس دواة وكتفاً ، فقال له عمر : ارجع [ قد غلب عليه الوجع !! فانه يهجر !! وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله !! فاختلف أهل المجلس واختصموا فمنهم من يقول : قرّبوا منه الدواة والكتف ليكتب لكم رسول الله ومنهم من يقول ما قال عمر !! ]

العجب كل العجب لقولة عمر مع أن القرآن يقول في حق النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله :( وَمَا
يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ
إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ ) ويقول في حقه كذلك( وَمَا آتَاكُمُ
الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا
) ولكنّها الرئاسة والدنيا والملك أنستهم كل هذه الآيات

ومثل هذا لا نستبعد أن يقول بعد وفاة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله حينما قيل له إنّ في الدار فاطمة ، فيقول وإن !

أو أن يقول في جواب الطاهرة المطهّرة حينما قالت له : يابن صهاك أراك محرقاً عليّ داري ؟ فيقول : ذاك أقوى لما جاء به أبوك !!

شهادة ابن حجر العسقلاني في لسان الميزان : أخرج الإمام الحافظ شهاب الدين ابو الفضل المعروف بالعسقلاني ( المتوفى عام ٨٥٢ هـ ) في كتابه لسان الميزان بسنده عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه قال :

١٧٨

دخلت على أبي بكر أعوده فاستوى جالساً فقلت أصبحت بحمد الله بارئاً فقال أبو بكر : أما إنّي على ما ترى بي إنّي لا آسىٰ على شيء إلّا على ثلاث وددت إنّي لم أفعلهنّ وددت انّي لم أكشف بيت فاطمة وتركته وإن أُغلق على الحرب ، وددت إنّي يوم السقيفة كنت قذفت الأمر في عنق أبي عبيدة أو عمر فكان أميراً وكنت وزيراً(١)

علماً أنّ هذا المقطع رواه كذلك المتقي الهندي في كنزل العمال ٥ / ٦٣١ رقم الحديث ١٤١١٣ ورواه الذهبي في تاريخ الاسلام ٣ / ١١٧ ـ ١١٨ ورواه نور الدين الهيثمي في مجمع الزوائد ٥ / ٢٠٢ ـ ٢٠٣ وغيرهم

ومن هنا أشارت الزهراءعليهما‌السلام بعد كلامها مع الأول يقول الراوي ثم عطفت على قبر النبي وقالت :

قد كان بعدك أنباء وهنبثة

لو كنت شاهدها لم تكثر الخطب

إنّا فقدناك فقد الأرض وابلها

واختلّ قومك فاشهدهم ولا تغب

أبدت رجال لنا نجوى صدورهم

لمّا مضيت وحالت دونك الترب

تجهّمتنا رجال واستخف بنا

لمّا فقدت وكل الأرض مغتصب

فليت قبلك كان الموت صادفنا

لمّا مضيت وحالت دونك الكثبُ



من غبت يا سيد البريّه

ردت أصحابك جاهلية

للدار اجوني اشلون جيّه

جدامهم نسل الدعيّه

ورى الباب لمّن هجس بيّه

عصرني او طحت فوگ الوطيّه



___________________

(١) لسان الميزان ٤ / ١٨٨ ـ ١٨٩

١٧٩

يبو ابراهيم من عگبك مظلمه الدار

تدري اشصار يوم الهجمت الأنصار

الباب ابحطب گاموا يحرگونه ابنار

والدخان من گبّر غدت رنّه



گمت للباب لاچن ما عليّ احجاب

حس بيّه الرجس من لذت خلف الباب

عصرني واسگط المحسن وصدري انعاب

وكسر ضلعي وجنيني ايّست منّه

     



الزهره الزچيه بعد ابوها

هجموا عليها او روعوها

غصبوا فدكها او ما رعوها

او سگطوا محسنها ولوّعوها



وعليها هجم القوم ولم

تك لاثت لا وعلياها الخمارا



١٨٠