المحاضرات المنبريّة في المجالس الصفريّة

المحاضرات المنبريّة في المجالس الصفريّة26%

المحاضرات المنبريّة في المجالس الصفريّة مؤلف:
الناشر: انتشارات المكتبة الحيدرية
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
ISBN: 964-8163-14-6
الصفحات: 288

المحاضرات المنبريّة في المجالس الصفريّة
  • البداية
  • السابق
  • 288 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 36844 / تحميل: 5228
الحجم الحجم الحجم
المحاضرات المنبريّة في المجالس الصفريّة

المحاضرات المنبريّة في المجالس الصفريّة

مؤلف:
الناشر: انتشارات المكتبة الحيدرية
ISBN: ٩٦٤-٨١٦٣-١٤-٦
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

قال السمعاني: قرأت عليه الكتب الكبار والأجزاء، وسمعت أبا العلاء العطّار بهمدان يقول: ما أعدل بأبي القاسم ابن السمرقندي أحداً من شيوخ العراق وخراسان.

وقال عمر البسطامي: أبو القاسم إسناد خراسان والعراق

قال ابن عساكر: كان ثقة مكثراً، صاحب أُصول، دلّالاً في الكتب

قال السلفي: هو ثقة »(١) .

(١١٦)

رواية أبي الفتح الهروي

وهو: عبد الملك بن أبي القاسم عبد الله الكروخي المتوفى سنة: ٥٤٨.

وتعلم روايته من أسانيد الحافظ الكنجي.

الذهبي : « الشيخ الإِمام الثقة قال السمعاني: هو شيخ صالح، ديّن خيّر، حسن السيرة، صدوق، ثقة، قرأت عليه »(٢) .

وله ترجمة في:

المنتظم ١٠ / ١٥٤، تذكرة الحفّاظ ٤ / ١٣١٣، الكامل في التاريخ ١١ / ١٩٠.

(١١٧)

رواية أبي سعد ابن أبي صالح

وهو: عبد الوهاب بن الحسن الكرماني المتوفى سنة: ٥٥٩.

وتعلم روايته من أسانيد ابن عساكر الحافظ.

____________________

(١). سير أعلام النبلاء ٢٠ / ٢٨.

(٢). سير أعلام النبلاء ٢٠ / ٢٧٣.

٨١

الذهبي : « الشيخ الصالح المعمر أبو سعد سمع من أبي بكر ابن خلف وتفرّد في وقته، حدّث عنه: السمعاني وجماعة. توفي سنة ٥٥٩ »(١) .

(١١٨)

رواية أبي الخير الباغبان

وهو: محمّد بن أحمد الأصبهاني المتوفى سنة: ٥٥٩.

وتعلم روايته من أسانيد الحافظ ابن عساكر.

الذهبي : « الشيخ المعمر الثقة الكبير حدّث عنه: السمعاني و قال ابن نقطة: هو ثقة صحيح السّماع »(٢) .

وله ترجمة في:

الوافي بالوفيات ٢ / ١١١، النجوم الزاهرة ٦ / ٣٦٦، العبر ٤ / ١٦٨.

(١١٩)

رواية أبي زرعة المقدسي

وهو: طاهر بن محمّد بن طاهر الشيباني المقدسي المتوفى سنة: ٥٦٦.

وتعلم روايته من أسانيد الحافظ الكنجي.

الذهبي : « الشيخ العالم المسند الصّدوق أبو زرعة كان يقدم بغداد، ويحدّث بها، وتفرّد بالكتب والأجزاء حدّث عنه: السمعاني، وابن الجوزي وأبو بكر محمّد بن سعيد ابن الخازن، وآخرون.

... قال ابن النجار كان شيخاً صالحاً »(٣) .

____________________

(١). سير أعلام النبلاء ٢٠ / ٣٣٩.

(٢). سير أعلام النبلاء ٢٠ / ٣٧٨.

(٣). سير أعلام النبلاء ٢٠ / ٥٠٣.

٨٢

(١٢٠)

رواية ابن شاتيل

وهو: أبو الفتح عبيد الله بن عبد الله البغدادي الدبّاس المتوفى سنة: ٥٨١.

وتعلم روايته من أسانيد الحافظ الكنجي.

الذهبي : « الشيخ الجليل المسند المعمر عمّر دهراً وتفرّد ورحلوا إليه انتهى إليه علوّ الإِسناد، حدّث عنه: السمعاني، وابن الأخضر، والشيخ الموفّق، و »(١) .

(١٢١)

رواية ابن الأخضر

وهو: عبد العزيز بن أبي نصر محمود الجنابذي البغدادي المتوفى سنة: ٦١١.

وتعلم روايته من أسانيد الحافظ الكنجي.

الذهبي : « الإمام العالم المحدّث الحافظ المعمر مفيد العراق صنّف وجمع وكتب عن أقرانه، وحدّث نحواً من ستّين عاماً، وكان ثقة فهماً خيّراً ديّناً عفيفاً » ثم نقل ثقته عن ابن نقطة وابن النّجار(٢) .

وله ترجمة في كثير من الكتب الرجاليّة، والتاريخية، مثل:

الكامل ١٢ / ١٢٦، تذكرة الحفّاظ ٤ / ١٣٨٣، النجوم الزاهرة ٦ / ٢١١

____________________

(١). سير أعلام النبلاء ٢١ / ١١٧.

(٢). سير أعلام النبلاء ٢٢ / ٣١.

٨٣

(١٢٢)

رواية المراتبي

وهو: أبو غالب منصور بن أحمد الخلّال ابن المعوّج المتوفى سنة: ٦٤٣.

وتعلم روايته من أسانيد الحافظ الكنجي.

الذهبي : « الشيخ أبو غالب سمع روى عنه: مجد الدين ابن العديم وبالإِجازة الفخر ابن عساكر، وأبو المعالي ابن البالسي، والقاضي الحنبلي، وعيسى المطعّم، وابن سعد، وأحمد بن الشحنة، وستُّ الفقهاء الواسطية.

توفي في جمادى الآخرة سنة ٦٤٣ »(١) .

وله ترجمة في:

العبر ٥ / ١٨١، النجوم الزاهرة ٦ / ٣٥٥ وغيرهما.

(١٢٣)

رواية ابن الخازن

وهو: أبو بكر محمّد بن سعيد بن الموفق النيسابوري البغدادي المتوفى سنة: ٦٤٣.

وتعلم روايته من أسانيد الحافظ الكنجي.

الذهبي : « الشيخ الجليل الصالح المسند سمع أبا زرعة المقدسي و حدّث عنه وكان شيخاً صيّناً متديّناً مسمتاً »(٢) .

____________________

(١). سير أعلام النبلاء ٢٣ / ٢٢٠.

(٢). سير أعلام النبلاء ٢٣ / ١٢٤.

٨٤

وله ترجمة في:

تاريخ بغداد لا بن الدبيثي ١ / ٢٨٣، النجوم الزاهرة ٦ / ٣٥٥، العبر ٥ / ١٧٩.

(١٢٤)

رواية الباذرائي

وهو: أبو محمّد عبد الله بن محمّد بن حسن البغدادي المتوفى سنة: ٦٥٥.

وتعلم روايته من أسانيد الحافظ الكنجي.

الذهبي : « الإِمام قاضي القضاة قال أبو شامة: وكان فقيهاً عالماً ديّناً متواضعاً دمث الأخلاق منبسطاً »(١) .

وله ترجمة في:

طبقات السبكي ٨ / ١٥٩، البداية والنهاية ١٣ / ١٩٦، ذيل مرآة الزمان ١ / ٧٠ - ٧٢، العبر ٥ / ٢٢٣.

(١٢٥)

رواية ابن كثير

وهو: إسماعيل بن عمر بن كثير الدمشقي المتوفى سنة: ٧٧٤.

قال:

« حديث الطير: وهذا الحديث قد صنّف الناس فيه، وله طرق متعددة، في كلٍّ منها نظر، ونحن نشير إلى شيء من ذلك:

قال الترمذي: حدّثنا سفيان بن وكيع، ثنا عبد الله بن موسى، عن عيسى

____________________

(١). سير أعلام النبلاء ٢٢ / ٣٣٢.

٨٥

ابن عمر، عن السدّي عن أنس قال: « كان عند النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم طير فقال: اللّهم ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير، فجاء علي فأكل معه، ثم قال الترمذي: غريبُ لا نعرفه من حديث السدّي إلّا من هذا الوجه، قال: وقد روي من غير وجه عن أنس.

وقد رواه أبو يعلى: عن الحسن بن حمّاد، عن مسهر بن عبد الملك، عن عيسى بن عمر، به.

وقال أبو يعلى: ثنا قطن بن بشير، ثنا جعفر بن سليمان الضبعي، ثنا عبد الله بن مثنى، ثنا عبد الله بن أنس، عن أنس بن مالك قال: أهدي لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حجل مشوي بخبزة وضيافة، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : اللهم ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي من هذا الطعام. فقالت عائشة: اللّهم اجعله أبي، وقالت حفصة: اللّهم اجعله أبي، وقال أنس: وقلت: اللّهم اجعله سعد بن عبادة، قال أنس: فسمعت حركةً بالباب، فقلت: إن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على حاجة، فانصرف. ثم سمعت حركة بالباب فخرجت فإذا علي بالباب، فقلت: إن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على حاجة، فانصرف. ثم سمعت حركة بالباب، فسلّم علي فسمع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم صوته فقال: انظر من هذا؟ فخرجت فإذا هو علي، فجئت إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فأخبرته فقال: ائذن له يدخل عليّ، فأذنت له فدخل، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : اللّهم وال من والاه ».

ورواه الحاكم في مستدركه، عن أبي علي الحافظ، عن محمّد بن أحمد الصفار وحميد بن يونس الزيات، كلاهما عن محمّد بن أحمد بن عياض، عن أبي غسان أحمد بن عياض، عن أبي ظبية، عن يحيى بن حسان، عن سليمان ابن بلال، عن يحيى بن سعيد، عن أنس فذكره، وهذا إسناد غريب. ثم قال الحاكم: هذا الحديث على شرط البخاري ومسلم. وهذا فيه نظر، فإن أبا

٨٦

علاثة محمّد بن أحمد بن عياض هذا غير معروف، لكن روى هذا الحديث عنه جماعة، عن أبيه، وممن رواه عنه أبو القاسم الطبراني ثم قال: تفرد به عن أبيه والله أعلم.

قال الحاكم: وقد رواه عن أنس أكثر من ثلاثين نفساً. قال شيخنا الحافظ الكبير أبو عبد الله الذهبي: فصلهم بثقة يصحّ الإِسناد إليه. ثم قال الحاكم: وصحّت الرواية عن علي وأبي سعيد وسفينة، قال شيخنا أبو عبد الله: لا - والله - ما صح شيء من ذلك.

ورواه الحاكم من طريق إبراهيم بن ثابت القصار - وهو مجهول - عن ثابت البناني عن أنس قال: دخل محمّد بن الحجاج، فجعل يسب علياً، فقال أنس: اُسكت عن سب علي، فذكر الحديث مطولاً، وهو منكر سنداً ومتناً. لم يورد الحاكم في مستدركه غير هذين الحديثين.

وقد رواه ابن أبي حاتم، عن عمار بن خالد الواسطي، عن إسحاق الأزرق، عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن أنس. وهذا أجود من إسناد الحاكم.

ورواه عبد الله بن زياد أبو العلاء، عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسيب، عن أنس بن مالك. فقال: اُهدي لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم طير مشوي فقال: اللّهم ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير. فذكر نحوه.

ورواه محمّد بن مصفى، عن حفص بن عمر، عن موسى بن سعيد، عن الحسن، عن أنس فذكره.

ورواه علي بن الحسن الشامي، عن خليل بن دعلج، عن قتادة، عن أنس بنحوه.

ورواه أحمد بن يزيد الورتنيس، عن زهير، عن عثمان الطويل، عن أنس فذكره.

٨٧

ورواه عبيد الله بن موسى، عن سكين بن عبد العزيز، عن ميمون أبي خلف، حدّثني أنس بن مالك فذكره. قال الدار قطني: من حديث ميمون أبي خلف تفرد به سكين بن عبد العزيز.

ورواه الحجاج بن يوسف بن قتيبة، عن بشر بن الحسين، عن الزبير بن عدي، عن أنس.

ورواه ابن يعقوب إسحاق بن الفيض، ثنا المضاء بن الجارود، عن عبد العزيز بن زياد: أن الحجاج بن يوسف دعا أنس بن مالك من البصرة، فسأله عن علي بن أبي طالب فقال: اهدي للنبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم طائر فأمر به فطبخ وصنع فقال: اللهم ائتني بأحبّ الخلق إليّ يأكل معي. فذكره.

وقال الخطيب البغدادي: أنا الحسن بن أبي بكير، أنا أبو بكر محمّد بن العباس بن نجيح، ثنا محمّد بن القاسم النحوي أبو عبد الله، ثنا أبو عاصم، عن أبي الهندي عن أنس فذكره.

ورواه الحاكم بن محمّد، عن محمّد بن سليم، عن أنس بن مالك. فذكره.

وقال أبو يعلى: حدّثنا الحسن بن حماد الوراق، ثنا مسهر بن عبد الملك ابن سلع - ثقة - ثنا عيسى بن عمر، عن إسماعيل السدي: أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان عنده طائر فقال: اللّهم ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير، فجاء أبو بكر فردّه، ثم جاء عمر فردّه، ثم جاء عثمان فردّه، ثم جاء علي فأذن له.

وقال أبو القاسم بن عقدة: ثنا محمّد بن أحمد بن الحسن، ثنا يوسف ابن عدي، ثنا حماد بن المختار الكوفي، ثنا عبد الملك بن عمير، عن أنس بن مالك قال: اهدي لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم طائر فوضع بين يديه فقال: اللّهم ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي قال: فجاء علي فدّق الباب، فقلت من ذا؟ فقال: أنا علي، فقلت: إن رسول الله على حاجة. حتى فعل ذلك

٨٨

ثلاثاً، فجاء الرابعة فضرب الباب برجله فدخل، فقال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ما حبسك؟ فقال: قد جئت ثلاث مرات فيحبسني أنس، فقال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ما حملك على ذلك؟ قال قلت: كنت أحب أن يكون رجلاً من قومي.

وقد رواه الحاكم النيسابوري، عن عبدان بن يزيد، عن يعقوب الدقاق، عن إبراهيم بن الحسين الشامي، عن أبي توبة الربيع بن نافع، عن حسين ابن سليمان، عن عبد الملك بن عمير، عن أنس فذكره. ثم قال الحاكم: لم نكتبه إلّا بهذا الإِسناد.

وساقه ابن عساكر من حديث الحرث بن نبهان، عن إسماعيل - رجل من أهل الكوفة - عن أنس بن مالك فذكره. ومن حديث حفص بن عمر المهرقاني، عن الحكم بن شبير بن إسماعيل أبي سليمان - أخي إسحاق بن سليمان الرازي - عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن أنس فذكره، ومن حديث سليمان بن قرم، عن محمّد بن علي السلمي، عن أبي حذيفة العقيلي، عن أنس فذكره.

وقال أبو يعلى: ثنا أبو هشام، ثنا ابن فضيل، ثنا مسلم الملائي، عن أنس قال: أهدت أُم أيمن إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم طيراً مشوياً فقال: اللّهم ائتني بمن تحبه يأكل معي من هذا الطير، قال أنس: فجاء علي فاستأذن فقلت: هو على حاجته، فرجع ثم عاد فاستأذن فقلت: هو على حاجته فرجع، ثم عاد فاستأذن فسمع النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم صوته فقال: ائذن له فدخل - وهو موضوع بين يديه - فأكل منه وحمد الله.

فهذه طرق متعددة عن أنس بن مالك، وكل منها فيه ضعف ومقال.

وقال شيخنا أبو عبد الله الذهبي - في جزء جمعه في هذا الحديث بعد ما أورد طرقاً متعددة نحواً مما ذكرنا -: ويروى هذا الحديث من وجوه باطلة أو مظلمة عن: حجاج بن يوسف، وأبى عاصم خالد بن عبيد، ودينار أبى كيسان،

٨٩

وزياد بن محمّد الثقفي، وزياد العبسي، وزياد بن المنذر، وسعد بن ميسرة البكري، وسليمان التيمي، وسليمان بن علي الأمير، وسلمة بن وردان، وصباح ابن محارب، وطلحة بن مصرف، وأبي الزناد، وعبد الأعلى بن عامر، وعمر بن راشد، وعمر بن أبي حفص الثقفي الضرير، وعمر بن سليم البجلي، وعمر بن يحيى الثقفي، وعثمان الطويل، وعلي بن أبي رافع، وعيسى بن طهمان، وعطية العوفي، وعباد بن عبد الصمد، وعمار الدّهني، وعباس بن علي، وفضيل بن غزوان، وقاسم بن جندب، وكلثوم بن جبر، ومحمّد بن علي الباقر، والزهري، ومحمّد بن عمرو بن علقمة، ومحمّد بن مالك الثقفي، ومحمّد بن جحادة، وميمون بن مهران، وموسى الطويل، وميمون بن جابر السلمي، ومنصور بن عبد الحميد، ومعلى بن أنس، وميمون أبي خلف الجراف، وقيل أبو خالد، ومطر بن خالد، ومعاوية بن عبد الله بن جعفر، وموسى بن عبد الله الجهني، ونافع مولى ابن عمر، والنضر بن أنس بن مالك، ويوسف بن إبراهيم، ويونس بن حيان، ويزيد بن سفيان، ويزيد بن أبي حبيب، وأبي المليح، وأبي الحكم، وأبي داود السبيعي، وأبي حمزة الواسطي، وأبي حذيفة العقيلي، وإبراهيم بن هدبة.

ثم قال بعد أن ذكر الجميع: الجميع بضعة وتسعون نفساً، أقربها غرائب ضعيفة، وأردؤها طرق مختلقة مفتعلة، وغالبها طرق واهية.

وقد روي من حديث سفينة مولى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقال أبو القاسم البغوي وأبو يعلى الموصلي قالا: حدّثنا القواريري، ثنا يونس بن أرقم، ثنا مطير بن أبي خالد، عن ثابت البجلي، عن سفينة مولى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: أهدت امرأة من الأنصار طائرين بين رغيفين - ولم يكن في البيت غيري وغير أنس - فجاء رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فدعا بغدائه. فقلت: يا رسول الله، قد أهدت لك امرأة من الأنصار هدية، فقدمت الطائرين إليه فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : اللّهم ائتني بأحبّ خلقك

٩٠

إليك وإلى رسولك، فجاء علي بن أبي طالب فضرب الباب خفياً فقلت: من هذا؟ قال أبو الحسن، ثم ضرب الباب ورفع صوته فقال رسول الله من هذا: قلت علي بن أبي طالب. قال: افتح له، ففتحت له فأكل معه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من الطيرين حتى فنيا.

وروي عن ابن عباس، فقال أبو محمّد يحيى بن محمّد بن صاعد: ثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري، ثنا حسين بن محمّد، ثنا سليمان بن قرم، عن محمّد بن شعيب، عن داود بن عبد الله بن عباس، عن أبيه، عن جده ابن عباس قال: إن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أتي بطائر فقال: اللّهم ائتني برجل يحبه الله ورسوله. فجاء علي فقال: اللّهم وإليَّ.

وروي عن علي نفسه فقال عباد بن يعقوب: ثنا عيسى بن عبد الله بن محمّد بن عمر بن علي، حدّثني أبي، عن أبيه، عن جده، عن علي قال: أُهدي لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم طير يقال له الحبارى، فوضعت بين يديه - وكان أنس بن مالك يحجبه - فرفع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يده إلى الله ثم قال: اللّهم ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي هذا الطير. قال فجاء علي فاستأذن فقال له أنس: إن رسول الله يعني على حاجته، فرجع. ثم أعاد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الدعاء، فرجع. ثم دعا الثالثة فجاء علي فأدخله، فلما رآه رسول الله قال: اللّهم وإليَّ. فأكل معه. فلما أكل رسول الله وخرج علي قال أنس: تبعت علياً فقلت: يا أبا الحسن استغفر لي فإن لي إليك ذنباً، وإن عندي بشارة، فأخبرته بما كان من النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فحمد الله واستغفر لي ورضي عني، أذهب ذنبي عنده بشارتي إياه.

ومن حديث جابر بن عبد الله الأنصاري، أورده ابن عساكر من طريق عبد الله بن صالح كاتب الليث، عن ابن لهيعة.، عن محمّد بن المنكدر، عن جابر. فذكره بطوله.

وقد روي أيضاً من حديث أبي سعيد الخدري - وصححه الحاكم - ولكن

٩١

إسناده مظلم. وفيه ضعفاء.

وروي من حديث حبشي بن جنادة. ولا يصح أيضاً.

ومن حديث يعلى بن مرة، والإِسناد إليه مظلم.

ومن حديث أبي رافع نحوه. وليس بصحيح.

وقد جمع الناس في هذا الحديث مصنفات مفردة منهم: أبو بكر بن مردويه، والحافظ أبو طاهر محمّد بن أحمد بن حمدان فيما رواه شيخنا أبو عبد الله الذّهبي، ورأيت فيه مجلداً في جمع طرقه وألفاظه لأبي جعفر بن جرير الطبري المفسر صاحب التاريخ، ثم وقفت على مجلد كبير في ردّه وتضعيفه سنداً ومتناً للقاضي أبي بكر الباقلاني المتكلم.

وبالجملة، ففي القلب من صحة هذا الحديث نظر وإن كثرت طرقه.

والله أعلم »(١) .

ترجمته:

وتوجد ترجمته والثناء عليه في:

١ - الدرر الكامنة ١ / ٣٩٩.

٢ - طبقات ابن قاضي شهبة ٢ / ١١٣.

٣ - طبقات الحفّاظ: ٥٢٩.

٤ - طبقات المفسّرين ١ / ١١٠.

وهي مشحونة بالثناء والإِكبار والتوثيق ولا حاجة إلى نقلها.

____________________

(١). تاريخ ابن كثير ٧ / ٣٥١ - ٣٥٤.

٩٢

(١٢٦)

رواية العاقولي

وهو: محمّد بن محمّد بن عبد الله العاقولي المتوفى سنة: ٧٩٧.

قال:

« عن أنس قال: كان عند رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم طير فقال:

اللّهم ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي هذا الطائر. فجاء علي فأكل معه.

أخرجه الترمذي »(١) .

ترجمته:

وكان العاقولي فقيهاً، محدّثاً، أديباً، له مصنَّفات، منها الردّ على الرافضة، شرح المشكاة، وشرح منهاج البيضاوي، وغير ذلك(٢) .

(١٢٧)

رواية الهيثمي

وهو: نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي المتوفى سنة: ٨٠٧.

قال:

« وعن أنس بن مالك قال: كنت أخدم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقدّم فرخاً مشويّاً فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : اللّهم ائتني بأحبّ الخلق إليك وإليَّ يأكل معي من هذا الفرخ، فجاء علي ودقّ الباب. فقال

____________________

(١). الرصف فيما روي عن النبيّ من الفضل والوصف: باب عليعليه‌السلام : ٣٦٩.

(٢). بغية الوعاة: ٩٧، شذرات الذهب ٦ / ٣٥١ وغيرهما.

٩٣

أنس: من هذا؟ قال: علي. فقلت: النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على حاجة، فانصرف. ثمّ تنّحى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأكل، ثمّ قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : اللّهم ائتني بأحبّ الخلق إليك وإليّ يأكل معي من هذا الفرخ. فجاء علي فدق الباب دقاً شديداً فسمع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال: يا أنس، من هذا؟ قلت علي، قال: أدخله، فدخل، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لقد سألت الله ثلاثاً أنْ يأتيني بأحبّ الخلق إليه وإليَّ يأكل معي من هذا الفرخ. فقال علي: وأنا - يا رسول الله - لقد جئت ثلاثاً، كلّ ذلك يردّني أنس. فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : يا أنس، ما حملك على ما صنعت؟ قال: أحببت أن تدرك الدعوة رجلاً من قومي. فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لا يلام الرجل على حبّ قومه.

وفي روايةٍ: كنت مع النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في حائطٍ وقد اُتي بطائر.

وفي روايةٍ قال: أهدت اُم أيمن إلى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم طائراً بين رغيفين فجاء النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال: هل عندك شيء؟ فجاءته بالطائر.

قلت : عند الترمذي طرف منه.

رواه الطبراني في الأوسط باختصار، و أبو يعلى باختصار كثيرٍ، إلّا أنه قال:

فجاء أبو بكر فردّه، ثمّ جاء عمر فردّه، ثمّ جاء علي فأذن له.

وفي إسناد الكبير: حماد بن المختار، ولم أعرفه، وبقيّة رجاله رجال الصحيح.

وفي أحد أسانيد الأوسط: أحمد بن عياض بن أبي طيبة، ولم أعرفه، وبقيّة رجاله رجال الصحيح.

ورجال أبي يعلى ثقات وفي بعضهم ضعف.

٩٤

و عن أنس بن مالك قال: أُهدي لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أطيار فقسّمها بين نسائه، فأصاب كل امرأةٍ منها ثلاثة، فأصبح عند بعض نسائه - صفيّة أو غيرها - فأتته بهنَّ، فقال: اللّهم ائتني بأحبّ خلقك يأكل معي من هذا. فقلت: اللّهم اجعله رجلا من الأنصار، فجاء علي -رضي‌الله‌عنه - فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : يا أنس، أُنظر من على الباب، فنظرت فإذا علي، فقلت: إن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على حاجةٍ، ثم جئت فقمت بين يدي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقال: أنظر من على الباب؟ فإذا علي، حتى فعل ذلك ثلاثاً، فدخل يمشي وأنا خلفه، فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من حبسك - رحمك الله -؟ فقال هذا آخر ثلاث مرات يردّني أنس يزعم أنك على حاجة. فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :

ما حملك على ما صنعت؟ قلت: يا رسول الله، سمعت دعاءك فأحببت أن يكون من قومي. فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إن الرجل قد يحبُّ قومه، إنّ الرجل قد يحبُّ قومه. قالها ثلاثاً.

رواه البزار ، وفيه: إسماعيل بن سلمان، وهو متروك.

وعن سفينة - وكان خادماً لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم - قال: أُهدي لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم طوائر، فصنعت له بعضها، فلمـّا أصبح أتيته به فقال: من أين لك هذا؟ فقتل: من التي أتيت به أمس: فقال: ألم أقل لك لا تدّخرّن لغد طعاما، لكلّ يوم رزقه؟ ثم قال: اللهم أدخل عليّ أحبّ خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير، فدخل عليرضي‌الله‌عنه عليه فقال: اللّهم وإليَّ.

رواه البزار والطبراني باختصار ورجال الطبراني رجال الصحيح غير فطر ابن خليفة، وهو ثقة.

وعن ابن عباس قال: أُتي النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بطير فقال: اللّهم ائتني بأحبّ خلقك إليك، فجاء علي فقال: اللّهم وإليَّ.

٩٥

رواه الطبراني، وفيه: محمّد بن سعيد، شيخ يروي عنه سليمان بن قرم، ولم أعرفه. وبقيّة رجاله وثّقوا وفيه ضعف »(١) .

ترجمته:

وقد ترجم له في الموسوعات الرجالية بكل تفخيم وتجليل:

السيوطي : « الهيثمي الحافظ قال الحافظ ابن حجر: كان خيّراً ساكناً، صيّناً ليّناً، سليم الفطرة، شديد الإِنكار للمنكر، لا يترك قيام الليل »(٢) .

السخاوي : « كان عجباً في الدين والتقوى والزهد، والإِقبال على العلم والعبادة والأوراد » ثم نقل كلمات الأعلام كإبن حجر، والحلبي، والفاسي، وابن خطيب الناصرية، والأقفهسي ثمّ قال:

« والثناء على دينه وزهده وورعه ونحو ذلك كثير جداً، بل هو في ذلك كلمة اتفاق »(٣)

(١٢٨)

رواية الجزري

وهو: أبو الخير شمس الدين بن محمّد الجزري الشافعي المتوفى سنة: ٨٣٣.

وتعلم روايته من رواية العصامي.

____________________

(١). مجمع الزوائد ٩ / ١٢٥ - ١٢٦.

(٢). طبقات الحفّاظ: ٥٤١.

(٣). الضوء اللامع ٥ / ٢٠٠

٩٦

ترجمته:

وتوجد ترجمته والثناء البالغ عليه في:

١ - أنباء الغمر ٣ / ٤٦٧.

٢ - البدر الطّالع ٢ / ٢٥٧.

٣ - شذرات الذهب ٧ / ٢٠٤.

(١٢٩)

رواية المغربي

وهو: محمّد بن محمّد المتوفى سنة: ١٠٩٤.

قال:

« أنس - كان عند النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم طير فقال: اللّهم ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي هذا الطير، فجاء علي فأكل معه. هما للترمذي.

زاد رزين: إن أنساً قال لعلي: استغفر لي ذلك، عندي بشارة، ففعل، فأخبره بقولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم »(١) .

ترجمته:

المحبّي : « الإِمام الجليل، المحدّث المفنّن، فرد الدنيا في العلوم كلّها، الجامع بين منطوقها ومفهومها، والمالك لمجهولها ومعلومها، ولد سنة ١٠٣٧ نقلت عن شيخنا المرحوم عبد القادر بن عبد الهادي - وهو ممّن أخذ عنه، وسافر إلى الروم في صحبته وانتفع به - وكان يصفه بأوصاف بالغة حدّ الغلو فإنّه كان يقول: إنّه يعرف الحديث والاُصول معرفةً ما رأينا من يعرفها

____________________

(١). جمع الفوائد ٣ / ٢٢٠.

٩٧

ممّن أدركناه وقد أخذ عنه بمكة والمدينة والروم خلق، ومدحه جماعة وأثنوا عليه »(١) .

(١٣٠)

رواية العصامي

وهو: عبد الملك بن حسين المكّي، المتوفى سنة: ١١١١.

قال - في: الأحاديث في شأن أبي الحسنين كرّم الله تعالى وجهه -:

« الحديث الحادي عشر: عن أنسرضي‌الله‌عنه قال: كان عنده طير اُهدي إليه وكان مما يعجبه أكله، فقال: اللهم ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي هذا الطير، فجاء علي، فأكل معه. خرّجه الترمذي، والبغوي في المصابيح. وخرّجه الجزري وزاد بعد قوله: فجاء علي: فقال: استأذن على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . فقلت: ما عليه إذن. ثمّ جاء فرددته، ثمّ دخل الثالثة أو الرابعة. فقال عليه الصلاة والسلام: ما حبسك عنّي، أو ما أبطأك عنّي، يا علي؟ قال: جئت فردّني أنس. وكان أنس خادم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقال رسول الله: يا أنس، ما حملك على ما صنعت؟

قلت: رجوت أنْ يكون رجلاً من الأنصار. فقال: يا أنس أوَفي الأنصار خير من علي، أو أفضل من علي؟ خرّجه البخاري »(٢) .

ترجمته:

١ - الشوكاني: البدر الطالع ١ / ٤٠٢.

٢ - المرادي: سلك الدرر ٣ / ١٣٩.

____________________

(١). خلاصة الأثر ٤ / ٢٠٤.

(٢). سمط النجوم العوالي فضائل علي، الحديث: ١١.

٩٨

(١٣١)

رواية النابلسي

وهو: عبد الغني بن إسماعيل المتوفّى سنة: ١١٤٣.

رواه في كتابه ( ذخائر المواريث ١ / ١٢٨ ).

وتوجد ترجمته في:

١ - نفحة الريحانة ٢ / ١٣٧.

٢ - سلك الدرر ٣ / ٣٠.

(١٣٢)

رواية الشبراويّ

وهو: عبد الله بن محمّد بن عامر المتوفى سنة: ١١٧١.

قال:

« وأخرج الحاكم عن ثابت البناني: إن أنساً كان شاكياً، فأتاه محمّد بن الحجاج يعوده في أصحابٍ له، فجرى بينهم الحديث، حتى ذكروا عليّاً، فانتقصه ابن الحجاج، فقال أنس: من هذا؟ أقعدوني فأقعدوه. فقال: يا ابن الحجاج! أراك تنقص علي بن أبي طالب؟ والذي بعث محمّداًصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالحق، لقد كنت خادم رسول الله بين يديه، فجاءت اُم أيمن بطيرٍ فوضعته بين يدي رسول الله. فقال: يا اُم أيمن ما هذا؟ قالت: طير أصبته فصنعته لك. فقال: اللّهم جئني بأحبّ خلقك إليَّ وإليك يأكل معي من هذا الطير، فضرب الباب. فقال: يا أنس، أُنظر من بالباب؟ فقلت: اللّهم اجعله رجلاً من الأنصار، فذهبت فإذا علي بالباب فقلت له: إنّ رسول الله على حاجة، وجئت حتى قمت مقامي، فلم ألبث أن ضرب الباب فقال رسول الله:

٩٩

إذهب فانظر من على الباب؟ فقلت: اللّهم اجعله رجلاً من الأنصار، فإذا علي بالباب، فقلت: إن رسول الله على حاجة، وجئت حتى قمت مقامي، فلم ألبث أن ضرب الباب. فقال: يا أنس، أدخله فلست بأوّل رجلٍ أحب قومه، ليس هو من الأنصار، فذهبت فأدخلته. فقال: يا أنس قرّب إليه الطير، فوضعته فأكلا جميعاً.

قال ابن الحجاج: يا أنس، كان هذا بمحضر منك؟ قال: نعم. قال:

أعطي الله عهدا أن لا انتقص عليّاً بعد مقامي هذا، ولا أسمع أحداً ينقصه إلّا أشنت له وجهه»(١) .

ترجمته:

والشبراويّ: محدّث، فقيه، أُصولي، متكلّم، أديب، ولي مشيخة الجامع الأزهر، وله مصنفات منها: الإِتحاف بحبّ الأشراف(٢) .

(١٣٣)

رواية عبد القادر بدران

الحنبلي المتوفى سنة: ١٣٤٦، صاحب تهذيب تاريخ دمشق.

رواه بترجمة حمزة بن حراس. قال:

« فقال القشيري: حدّثني أنس بن مالك فقال: كنت أصحب النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فسمعته وهو يقول: اللّهم أطعمنا من طعام الجنّة. قال: فأُتي بلحم طير مشوي فوضع بين يديه فقال: اللّهم ائتنا بمن نحبه ويحبّك ويحبّ نبيك ويحبّه نبيك. قال أنس: فخرجت فإذا علي بن أبي طالب

____________________

(١). الإتحاف بحب الأشراف: ٢٨.

(٢). سلك الدرر ٣ / ١٠٧ عنه: معجم المؤلفين ٦ / ١٢٤.

١٠٠

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

ومولانا المهدي ( عج ) هو الحجة من آل محمد ، وهو بقية الله في أرضه ، وهو آخر العترة الطاهرة التي خلّفها النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله مع القرآن الكريم في هذه الأُمة

وبتعبير آخر لتوضيح النقطة الأُولى ، أن الإمام المهدي ( عج ) وآبائهعليهم‌السلام هم الوسائط في إيصال الفيوضات الإلهية إلى سائر المخلوقات وإليه أُشير في دعاء الندبة « أين السبب المتصلّ بين الأرض والسماء »

ثانياً : حق البقاء في الدنيا : فلولا الامام ( عج ) ما حييت في الدنيا ولا ساعة ، يدلّ على ذلك ما رواه الشيخ الكليني في الكافي الشريف بسند صحيح عن الوشاء وهو الحسن بن علي قال سألت أبو الحسن الرضاعليه‌السلام هل تبقى الأرض بغير إمام ؟ قال : لا ، قلت : إنا نروي أنها لا تبقى إلّا أن يسخط الله عزوجل على العباد ، قال لا تبقى إذاً لساخت(١)

ثالثاً : حق القرابة من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : وقد أشار القرآن الكريم إلى هذا الحق في سورة الشورى :( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ ) (٢)

قال الشاعر :

وجدنا لكم في آل حم آية

تأولها منّا تقي ومعرب



ويقول ابن العربي :

رأيت ولأي آل طه فريضه

على رغم أهل البعد يورثني القُربى

فما طلب المبعوث أجراً على الهدى

بتبليغه إلّا المودة في القربى



___________________

(١) الكافي ٢ / ١٧٩

(٢) سورة الشورى : الآية ٢٣

١٦١

وفي الحديث المروي في ظهور الإمام المهدي ( عج ) في مكة ينادي الناس اسألكم بحق الله وحق رسوله وبحقي فإنّ لي عليكم حق القربىٰ برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله

رابعاً : حق المنعم على المتنعم وحق واسطة النعمة : وتوضيح ذلك هناك إشارة في بعض الأحاديث ومنها الحديث المروي عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : « من أتى إليكم معروفاً فكافئوه فإن لم تجدوا فادعوا له حتى تعلموا من أنفسكم أنكم قد كافأتموه »

وقد اجتمع الحقّان لمولانا صاحب الزمانعليه‌السلام فإن ما ينتفع به أهل كل زمان إنما هو ببركة إمام زمانهمعليه‌السلام وفي الزيارة الجامعة الكبيرة إشارة إلى هذا المعنى « السلام على أولياء النعم » فولي نعمتنا هو مولانا المهدي ( عج ) إذ « بيمينه رزق الورىٰ وبوجوده ثبتت الأرض والسماء » والحديث الذي يرويه الشيخ الكلينيقدس‌سره في الكافي الشريف عن أبي عبد اللهعليه‌السلام : « بنا أثمرت الأشجار وأينعت الثمار وجرت الأنهار ، وبنا ينزل غيث السماء ، وينبت عشب الأرض ، وبعبادتنا عبد الله »(١)

ويدلّ على هذا المعنى ما رواه المحدّث النوري في دار السلام نقلاً عن كتاب بصائر الدرجات للصفار عن أبي حمزة الثمالي ، عن علي بن الحسينعليه‌السلام : « يا أبا حمزة لا تنامن قبل طلوع الشمس ، فإني أكرهها لك إن الله يقسم في ذلك الوقت أرزاق العباد وعلى أيدينا يجريها »

خامساً : حق الوالد على الولد : وتوضيح ذلك حسب ما أفادت في بعض
الروايات الواردة عن أهل البيت عليهم‌السلام أنّ الشيعة خلقوا من فاضل طينة أهل البيت ،
وبعض الروايات تصرّح كرواية الشيخ الطوسي في أماليه عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال :
___________________

(١) الكافي ١ / ١٤٤

١٦٢

« أنا الشجرة وفاطمةعليهم‌السلام فرعها وعليّ لقاحها ، والحسن والحسين ثمرها ومحبوهم من أُمتي ورقها »(١) ومن هنا يشير الشاعر :

يا حبذا دوحة في الخلد نابتة

ما مثلها نبتت في الخلد من شجر

المصطفى أصلها والفرع فاطمة

ثم اللقاح عليّ سيد البشر

والهاشميان سبطاه لها ثمر

والشيعة الورق الملتف بالثمر



وهناك حديث عن الإمام الرضاعليه‌السلام يؤيد ذلك وهو أنّ منزلة الامام منزلة الوالد يقول الامامعليه‌السلام : « الإمام الأنيس الرفيق والوالد الشفيق »

سادساً : حق السيّد على العبد : وتوضيح ذلك أنّ القرآن الكريم يشير في آية من آياته :( النَّبِيُّ أَوْلَىٰ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ ) (٢) وأهل البيت والعترة الطاهرة ورثوا مقام النبي وأمرنا الله عزّ وجل بطاعتهم حيث قال :( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
أَطِيعُوا اللَّـهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ
) (٣) ومن هنا يظهر لنا معنى سيادتهمعليهم‌السلام كونهم أولىٰ بك منك في جميع أُمورك

وقد روى الخرازي في كفاية الأثر : ١٩٥ مسنداً عن الحسين بن عليعليه‌السلام قال ،
قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لعليعليه‌السلام : « أنا أولى بالمؤمنين منهم بأنفسهم ثم أنت يا علي
أول ی بالمؤمنين من أنفسهم ثم بعدك الحسن أول ی بالمؤمنين من أنفسهم ، وبعده
الحسين أولى بالمؤمنين من أنفسهم ثم بعده علي أولى بالمؤمنين من أنفسهم ثم
بعده محمد أولى بالمؤمنين من أنفسهم وبعده جعفر أولى بالمؤمنين من أنفسهم ثم
___________________

(١) بحار الأنوار ١٢ / ٣٧ نقلاً عن أمالي الشيخ الطوسي

(٢) سورة الأحزاب : الآية ٦

(٣) سورة النساء : الآية ٥٩

١٦٣

بعده موسى أولى بالمؤمنين من أنفسهم ثم بعده علي أولى بالمؤمنين من أنفسهم ثم بعده محمد أولى بالمؤمنين من أنفسهم ثم بعده علي أولى بالمؤمنين من أنفسهم ثم بعده الحسن أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، والحجة ابن الحسن أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، أئمة أبرارهم مع الحق والحق معهم » ومن هنا ورد في الزيارة الجامعة الكبيرة : « والسادة الولاة »

ومن هنا فيما ينقل في كتب التأريخ والسيرة كما ذكر ذلك الشيخ الحائري في معالي السبطين وهو يشير إلى أدب أبي الفضل العباسعليه‌السلام أنّه ما خاطب أخاه الحسينعليه‌السلام بلفظ يا أخي بل كان غالباً يخاطبه سيّدي أبا عبد الله الحسينعليه‌السلام وهذا إن دلّ على شيء إنّما يدلّ على معرفة العباس بمقام أخيه الحسينعليه‌السلام وإنه إمام زمانه هذا من جانب ومن جانب آخر له حق القرابة برسول الله لأنه ابن فاطمة الزهراء ، من هنا رعىٰ حق هذه الحرمة ومن جهة أُخرى رأىٰ العباسّعليه‌السلام إنّ وجود الحسينعليه‌السلام أولى من وجوده في كل الأُمور حتى أنّه لما ملك المشرعة لم يشرب الماء قبل أخيه الحسينعليه‌السلام وقال :

يا نفس من بعد الحسين هوني

وبعده لا كنت أو تكون

هذا حسينٌ واردُ المنون

وتشربين بارد المعين

هيهات ما هذا فعال ديني

         

يحاچي النفس يا نفس تهونين

وكل الناس تغده فدوه لحسين

الف وسفه يخويه ما لك امعين

وتظل بعدي يبو سكنه امحيّر



اشلون اشرب واخوي احسين عطشان

وسكنه والحرم واطفال رضعان

واظن گلب العليل التهب نيران

يريت الماي بعده لا حله او مر



١٦٤

اميأس وگف عاف العمر من ساسه

رايد مماته او لا غدر نوماسه

صابو ابعامود الضعاين راسه

طاح او نده سيد شباب الجنه



وحين الوصل لحسين صوت عضيده

صاح عباس عگبك للعمر ما ريده



الدهر يا عباس من بعدك لوانه

وتمنينه الفنه گبلک لوانه

الله اویاک یالشایل لوانه

عگبک من یشیل العلم لیّه



لمن اللوا اعطي ومن هو جامعٌ

شملي وفي ضنك الزمام يقيني



١٦٥

باب الحوائج
موسى بن جعفر عليه‌السلام

تباً لهم من أُمة لم يحفظوا

عهد النبي بآله الأمجاد

قد شتتوهم بين مقهور ومأسور

ومنحور بسيف عناد

هذا بسامرا وذاك بكربلا

وبطوس ذاك وذاك في بغداد

لهفي وهل يجدي أسىً لهفي على

موسى بن جعفر علّة الايجاد

ما زال ينقل في السجون معانياً

عضّ القيود ومثقل الأصفاد

قطع الرشيد عليه فرض صلاته

قسراً وأظهر كامن الأحقاد

حتى إليه دسّ سمّاً قاتلاً

فأصاب أقصى منية ومراد

وضعوا على جسر الرصاخة نعشه

وعليه نادى بالهوان منادي(١)



نحل جسمي وغده ينلظم بالسم

وثغري بالفرح ما يوم بالسم

على المات ابسجن هارون بالسم

ونعشه اعلى الجسر خلوه رميه



___________________

(١) السيد مهدي الأعرجي ، رياض المدح والرثاء : ٥٦٦

١٦٦

على الجسر خلوه فرجه لليروح ولليرد

والمنادي عليه ينادي والنده ايذوب الچبد

مر طبيب البلد شافه وگام ينشد والنشد

ما هالميت عشيره ابثاره تطلب لا تهيد

     



من سمع ويلي گبل هذا الشهيد

ميت شالوه وبرجله الحديد

لچن ابغربه وماله من عضيد

واظهرت اشرارها المكتومها



بكت على نعشك الأعداء قاطبة

ما حال نعش له الأعداء باكونا



لم تزل للأنام تحسن صنعا

وتجير الذي أتاك وترعى

وإذا ضاقت الفضا بي ذرعا

يا سمّي الكليم جئتك أسعى

والهوى مركبي وحبّك زادي

أنت غيث للمجد بين ولولا

فيض جودكم الوجود اضمحلا

قسماً بالذي تعالى وجلّا

ليس تقضى لنا الحوائج إلّا

عند باب الرجاء جدّ الجواد

         



باب الحوائج :

وهذا اللقب من أكثر ألقاب الإمام موسى بن جعفرعليهما‌السلام ذكراً وأشهرها ذيوعاً وانتشاراً ، فقد اشتهر بين الخاص والعام أنه ما قصده مكروب أو حزين إلّا فرّج الله آلامه وأحزانه وما استجار أحد بضريحه المقدس إلّا قضيت حوائجه ، ورجع

١٦٧

إلى أهله مثلوج القلب مستريح الفكر مما ألمّ به من طوارق الزمن وفجائع الأيام وقد آمن بذلك جمهور شيعته بل عموم المسلمين على اختلاف طبقاتهم ونزعاتهم فهذا شيخ الحنابلة وعميدهم الروحي أبو علي الخلال يقول :

« ما همني أمر فقصدت قبر موسى بن جعفر إلّا سهل الله تعالى لي ما أُحب »(١)

وقال الامام الشافعي : « قبر موسى بن جعفر الكاظم الترياق المجرّب »(٢)

وقد ذكر المرحوم العلامة السيد أحمد المستنبط في كتاب القطرة إنّ الأبيات التي بدأنا بها صدر المجلس ما كتبت وألقيت في ضريح الامام موسى الكاظمعليه‌السلام إلّا وقد قضيت حاجته ببركة الامام موسى الكاظمعليه‌السلام

وقد روى الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد قصة كان فيها شاهد عيان فقد
رأى امرأة مذهولة قد فقدت رشدها لأنها أخبرت أن ولدها اعتقلته السلطة
المحلية وأودعته في السجن ، فأخذت تهرول نحو ضريح الامام مستجيرة به
فرآها بعض الأوغاد ممن لا يؤمن بالإمام فقال لها إلى أين ؟ فقالت إلى موسى بن
جعفر ، فانه قد حبس ابني ، فقال لها بسخرية واستهزاء « إنه قد مات بالحبس »
فاندفعت تقول بحرارة وقد لذعها قوله « اللهم بحق المقتول في الحبس ان تريني
القدرة » فاستجاب الله دعاءها ، فأطلق سراح ولدها ، وأودع ابن المستهزئ في
ظلمات السجون بجرم ذلك الشخص ونقل الشيخ الجليل الحائري في نور
الأبصار نقلاً عن البحار أن أحمد بن ربيعة كان أحد كتاب الخليفة المقتدر بالله ظهر
جرح في إحدى يديه ولم تزل تزاد العلة حتى اسودت يده ونتنت وظهرت منها
رائحة كريهة وأمر المعالج بقطعه استمهلهم ليلة ثم لجأ إلى أمير المؤمنين عليه‌السلام
واستدعى منه الخلاص فنام فرأى أمير المؤمنين عليه‌السلام فيما يراه النائم وقال له
___________________

(١ و ٢) حياة الامام الكاظم ( باقر شريف القرشي ) ١ : ٥١

١٦٨

يا أحمد إنّي لمشغول عنك إذهب إلى ولدي موسى بن جعفر وسله حتى تبرئ من علتك فلما انتبه اغتسل وتطيب وأمر بأن يحملوه في محمل إلى موسى بن جعفرعليه‌السلام ففعلوا ذلك وجاءوا به إلى القبر الشريف فرمى بنفسه على القبر وجعل يبكي ويتضرع ويتمسح بتراب القبر ويطلب الشفاء ثم شدّ يده فلما أصبح جاءوا إليه وكشفوا عنها فإذا هي بأحسن ما يكون كأن لم يكن فيها جرح ببركة تربة موسى بن جعفر والتوسل به يقول الشاعر :

زر ببغداد قبر موسى بن جعفر

قبر موسى مديحه ليس ينكر

هو باب إلى المهيمن تقضى

منه حاجاتنا وتحىٰ وتحبر

هو حصني وعدتي وغياثي

وملاذي وموئلي يوم احشر

كم مريض وافىٰ إليه فعافاه

وأعمى أتاه صح وابصر



نعم أنّ الأئمة هم أبواب رحمة الله تعالى ، وهم الوسيلة إليه وهم أقرب الخلق إليه لانّهم أعمل الناس بطاعته سبحانه ، فلهم الجاه الوجيه عند الله سبحانه وفي الزيارة الرجبية الواردة عن الناحية المقدّسة« اَنَا سٰائِلُكُمْ وَآمِلُكُمْ فيمٰا اِلَيْكُمُ ،
التَّفْويضُ ، وَعَلَيْكُمُ التَّعْويضُ فَبِكُمْ يُجْبَرُ الْمَهيضُ ، وَيُشْفَى الْمَريضُ ، وَمٰا تَزْدٰادُ
الْأَرْحٰامُ وَمٰا تَغيضُ »

وفي الزيارة الجامعة الكبيرة« مُسْتَجيرٌ بِكُمْ ، زٰآئِرٌ لَكُمْ لٰۤائِذٌ عٰآئِذٌ بِقُبُورِكُمْ ،
مُسْتَشْفِعٌ اِلَى اللهِ عَزَّوَجَلَّ بِكُمْ ، وَمُتَقَرِّبٌ بِكُمْ اِلَيْهِ ، وَمُقَدِّمُكُمْ اَمٰامَ طَلِبَتي ،
وحَوٰآئِجي»
يقول السيد عبد الباقي العمري :

لذو استجر متوسلاً

إن ضاق أمرك أو تعسّر

بأبي الرضا جد الجواد

محمد موسى بن جعفر



١٦٩

ويقول الامام علي بن الحسين زين العابدينعليه‌السلام في دعاءه :« اَللّٰهُمَّ صَلِّ عَلىٰ
مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، الْكَهْفِ الْحَصينِ ، وَغِيٰاثِ الْمُضْطَرِّ الْمُسْتَكينِ ، وَمَلْجَأِ الْهٰارِبينَ ،
وَعِصْمَةِ الْمُعْتَصِمينَ »
(١)

إخلاص العبودية لله عزّ وجل من أهمّ الأسباب التي جعلت لهم الجاه الوجيه عند الله عزّ وجل :

ولبيان هذه النقطة ينقل بعض أهل الفن « العبودية جوهرة كنهها الربوبية » وعبادة الامام موس ی بن جعفر كان يضرب فيها المثل وإنّه معروف حليف السجدة الطويلة والدموع الغزيرة ، ولم يحدثنا التاريخ عن مسجون ـ غير الامام موسى بن جعفر ـ كان يشكر الله تعالى على ما أتاح من نعمة التفرّغ للعبادة بين جدران السجن

قال ابن الصباغ المالكي : إنّ شخصاً من بعض العيون التي كانت عليه في السجن ، رفع إلى عيسى بن جعفر أنه سمعه يقول في دعاءه « اللهمّ إنّك تعلم أنّي كنت اسألك أن تفرغني لعبادتك وقد فعلت فلك الحمد »(٢)

وروى أصحابنا أنّه دخل مسجد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فسجد سجدة في أول الليل ، وسمع وهو يقول في سجوده « عظم الذنب من عبدك ، فليحسن العفو من عندك ، يا أهل التقوى ويا أهل المغفرة » فجعل يرددها حتى أصبح(٣)

وكانعليه‌السلام يصلي نوافل الليل ويصلها بصلاة الصبح ثم يعقّب حتى تطلع الشمس
وخرّ لله ساجداً فلا يرفع رأسه من الدعاء والتحميد حتى يقرب زوال الشمس
___________________

(١) مفاتيح الجنان ، في أدعية الزوال من كل يوم في شهر شعبان

(٢) الفصول المهمة : ٢٢٢

(٣) تاريخ بغداد ١٣ : ٢٧

١٧٠

وكان يدعو كثيراً فيقول : « اللهم إنّي أسألك الراحة عند الموت والعفو عند الحساب » ويكرر ذلك(١)

وحدّث هشام بن أحمر كنت أسير مع أبي الحسن في بعض طرق المدينة إذ ثنى رجله عن دابته فخرّ ساجداً فأطال وأطال ، ثم رفع رأسه وركب دابته ، فقلت جعلت فداك قد أطلت السجود ؟ فقال إنّي ذكرت نعمة أنعم الله بها عليّ ، فأحببت أن اشكر ربي(٢)

وكانعليه‌السلام يبكي من خشية الله حتى تخضل كريمته الشريفة من دموع عينيه(٣) ، ولكثرة سجوده فقد كان له غلام يقص اللحم من جبينه ، وعرنين أنفه فقد نظم بعض الشعراء ذلك بقوله :

طالت لطول سجود منه ثفنته

فقرّحت جبهة منه وعرنينا

رأى فراغته في السجن منيته

ونعمة شكر الباري بها حببنا



وكانعليه‌السلام أحسن الناس صوتاً بالقرآن ، فكان إذا قرأ يحزن ويبكي السامعون لتلاوته ويروى أنّ الرشيد كان يشرف على الحبس الذي هو فيه فيراه ساجداً فيقول للربيع : ما ذلك الثوب الذي أراه كل يوم في ذلك الموضع ؟ فيخبره أنّه ليس بثوب ، وإنما هو موسى بن جعفر ، له كل يوم سجدة بعد طلوع الشمس إلى الزوال ، فقال هارون : أما إنّ هذا من رهبان بني هاشم(٤)

___________________

(١) كشف الغمة : ٢٤٧

(٢) بحار الأنوار ٤٨ : ٢٦٦

(٣) كشف الغمة : ٢٤٧

(٤) أعيان الشيعة ٤ ق ٣ / ٤٢

١٧١

وكان من أشدّ السجون على إمامنا موسى بن جعفرعليه‌السلام سجن السندي بن شاهك وكان طامورة لا يعرف فيها الليل من النهار ، وفي هذا السجن زاره ابن سويد يقول بعد أن أرضيت بعض السجانين ببعض الدنانير ، فلمّا أردت النزول قالی لي الإمام لحظة يابن سويد لأسرج لك ، يقول لمّا أسرج لي ونزلت نظرت وإذا بسلاسل الحديد والقيود في رجلي الامامعليه‌السلام وقد أُشير إلى هذه المظلومية في الزيارة« وَالْمُعَذَّبِ في قَعْرِ السُّجُونِ وَظُلَمِ الْمَطٰاميرِ ،
ذِي السّٰاقِ الْمَرْضُوضِ بِحَلَقِ الْقُيُودِ »
وكذلك ورد في زيارة الجامعة لأئمة المؤمنين« وَمُكَبَّلٍ فِي السِّجْنِ قَدْ رُضَّتْ بِالْحَديدِ اَعْضٰآئُهُ » يقول ابن سويد فسألت الإمام مسائل فأجابني عنها ، فقلت له سيدي بقت مسألة واحدة ، فقال لي سَل يابن سويد ، قلت له متى الفرج لقد ضاقت صدورنا ؟ فقال لي إنّ الفرج قريب ! قلت ومتى وأين ؟ فقالعليه‌السلام يوم الجمعة ضحیً على الجسر ببغداد ، يقول خرجت وأنا لا تكاد تحملني رجلاي أقبلت إلى شيعتنا وأصحابنا أقول لهم البشارة البشارة إنّ إمامكم سوف يخرج فقالوا متى وأين ؟ فقلت لهم يوم الجمعة ضحىً على الجسر ببغداد ، يقول بينما نحن وقوف علىٰ أحرّ من الجمر وإذا بجنازة يحملها أربع من السجانين والمنادي ينادي هذا إمام الرافضة

وضعوا على جسر الرصافة نعشه

وعليه نادى بالهوان منادي



امن البصره السجن بغداد جابه

ابحديد او گید ويدوّر ذهابه

ذبّه بسجن مظلم غلگ بابه

نهى السجان يمّه ناس يصلون



١٧٢

ابسجن والسندي بن شاهك السجان

عليه ابكل وكت مغلق البيبان

ظل اسنين للوادم فلا بان

ما يدرون ميت والله مسجون



يگولون غريب اهله امبينين

لچن بالمدينه اعليه بعيدين



سمع سليمان بالضحية على الجسر فسأل ما الخبر فقيل له نعيش باب الحوائج على جسر الرصافة ، فقال لغلمانه خذوا نعشه وهيأ له كفناً بـ ( عشرين الف دينار ) ونادى عليه بهذا النداء ألا ومن أراد تشييع جنازة الطيب بن الطيب موسى بن جعفر فليحضر

من سمعت الشيعه الصوت گبّر

طلعت فرد طلعه ابحال الاگشر

صاحت آه وا موسى بن جعفر

هاذي امصيبتك بچّت الدارين



الاصل والرحم لسليمان جابه

على موسى ودحجته عروگ النجابه

بس لحسين ما حصّل گرابه

يغسلونه ويكفنونه ويدفنون



غسلته دماؤه ، قلبته أرجل الخيل ، كفّنته الرمول



١٧٣

أخلاق القائد

من ذا الفقيد علا عليه عويل

فعرى جميع العالمين ذهول

ولفقده جبريل نادى في السّما

صوتاً وجبريل به مثكول

يا من تسايل أيّ خطب قد عرى

وتكاد منه الراسيات تزول

بينا أُسايل إذ سمعت بأنّ ذا

الهادي وهذا نعشه محمول

أو ما ترى الزهراء تندب خلفه

ودموعها سيل الغمام تسيل

وتحنّ من قلب ملئ بالأسىٰ

طوراً وطوراً تنثني فتقول

حزني لفقدك سمرد لا تنقضي

أيّامه حتى يحين رحيل

أبتاه بعدك لا يطيب ليّ الكرى

كلّا ولا عيني إليه تمثيل(١)



يبويه اشلون يا راعي المحنّه

نضل بالدار وانته اتشيل عنّه

يبويه اعليك ما فتّر الونّه

ولا أبطل النياحه يا ولينه



___________________

(١) في شهادة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله للشيخ محمد سعيد المنصوري

١٧٤

من غاب شخصك يا ولينه

علگت روايه شر علينه

لفانه الصهاكي وشياطينه

ويّاهم حطبهم شايلينه

نشدته اشعندك جاي لينه

وكل يوم گلبي امروعينه

بسما لمحني وزرگ عينه

عصرني او مني استافه دينه

وآمر على شيوخ المدينه

تگود الفحل ليث العرينه

گادوا وراسه امكشفينه

ينخه ولا واحد يعينه

وراه اطلعت ولهه او حزينه

لاوين أصيحن ماخذينه

بس ما شافني المشرچ ابدينه

رد لي او سطر عيني ابيمينه



طول الليل فگدناك وعاني

وبگيت اجرع هظم بعدك وعاني

انكسر ضلعي اووگع محسن وعيني

لطمها الرجس وامتوني او اديّه



والداخلين على البتولة بيتها

والمسقطين لها أعزّ جنين



( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّـهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ) (١)

________________________

المقدمة :

من جملة الأُمور المهمة التي يحتاجها القائد بشكل عام ، وخصوصاً القائد
الربّاني الإلهي هو ( سعة الصدر ) وقد ورد في الحديث « آلة الرئاسة سعة الصدر »
___________________

(١) سورة آل عمران : الآية ١٥٩

١٧٥

إذا لم يتمتع القائد بهذه الخصلة فهو قائد فاشل ولا يمكنه أن يواصل هذه المهمّة والمسؤولية بنجاح بل سوف يخسر أقرب المقرّبين إليه

ولأهميّة هذه النقطة في حياة الأنبياء بشكل عام وخصوصاً نبينا الأكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله لذا فقد شملته الرحمة الإلهية والعناية الربانية في تهيأة الظرف المناسب لهذه النقطة ، ولعلّ من جملة المنن الإلهية على الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله قوله تعالى له( أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ
صَدْرَكَ
) وكذلك قوله تعالى( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّـهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ
الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ
)

الأخلاق الحسنة للقائد سبب رئيسي لكسب الجماهير :

كثير من القادة استطاعوا ان يكسبوا اعداءهم بأخلاقهم العالية وذلك لأنّ الإنسان الطبيعي غير الشاذ تؤثر فيه الأخلاق العالية ، ولعلّ من أبرز الشواهد على ذلك ، ما ينقله التأريخ من سيرة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله

دخول اليهودي في الإسلام : كان لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله جاراً يؤذيه وذلك يرمي سلّة الفضلات عليه حين رجوعه من صلاة الجماعة ، وكان يهودياً ، فافتقده النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله لمدة ثلاثة أيام لم يرم النبي بتلك الفضلات فسأل النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله عنه فقيل له إنّه يشتكي جسده ، فقال الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله إذن نعوده ، باعتبار من حقوق الجار عيادته إذا مرض ، وذهب هو وبعض أصحابه واستأذنوا للدخول عليه ، وعرف اليهودي أنّ ذلك من آداب الإسلام الحنيف ، فقال اليهودي يا رسول الله مدّ يدك فإني اشهد أن لا إله إلّا الله وإنّك محمد رسول الله

لين الجانب يبلغ بالعبد رضوان الله تعالى :

ورد في حديث عن إمامنا محمد الجوادعليه‌السلام أنّه قال : ثلاثة تبلغن بالعبد رضوان الله تعالى ، أولها : كثرة الإستغفار وثانيها كثرة الصدقة وثالثها لين الجانب

١٧٦

لين الجانب له أثر في استدرار عطف الطرف المقابل بخلاف الشدّة والغلظة والفظاظة تؤدي إلى انصراف الناس عن هذا الشخص وبالتالي تسقط شعبية القائد وجماهيرته في الوسط الاجتماعي ومن هنا يقول الله سبحانه وتعالى وهو يتحدث ويشير( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّـهِ لِنتَ لَهُمْ ) وفي الأحاديث الكثيرة هناك حثّ وترغيب على ضرورة التخلّق بالرفق ، « ما وضع الرفق في شيء إلّا زانه » وفي حديث قريب من هذا المعنى « خيركم الموطأين أكنافاً الذين يألفون ويُألفون »

لين الجانب لا يعني التنازل عن المبادئ والقيّم :

في الوقت الذي كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يتمتع بهذه الخصلة الحميدة لكنّه لم يتنازل عن معتقداته ومبادئه مهما كلّفه الأمر ، ولعلّ من أوضح الشواهد على ذلك قول المشركين لعمّه أبي الطالب قل لابن أخيك أن يسكت عن الكلام عن آلهتنا ونحن نعطيه مبالغ وأموال ، فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : « يا عم لو وضعوا الشمس بيميني والقمر بيساري على أن أترك هذا الأمر ما تركته أو أهلك دونه »

من مواقف أمير المؤمنينعليه‌السلام :

لما آلت الأُمور إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام وصار هو الحاكم أقبل جماعة وقالوا له يا أمير المؤمنين ، لو أبقيت فلاناً وفلاناً في وظائفهم إلى أن تستتب لك الأُمور فقال لهم : « أتأمرونني أن أطلب النصر بالجور »

الغلظة والفظاظة من أخلاق المنافقين والكافرين :

من أبرز صفات المنافقين والكافرين وأعداء الله ورسوله هي الغلظة ، والذي

١٧٧

يسير التأريخ يجد نماذج وصور كثيرة لأمثال هؤلاء ، فبعضهم من كان قبل أن يدخل في الإسلام قد وأد ابنته ، هذه التي ينبغي أن يعطف عليها حتى أنزل الله عزّ وجل :( وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ )

مثل هذا يتجرأ على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله :

لمّا قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إيتوني بدواة وكتف لأكتب لكم كتاباً لن تضلّوا بعده أبداً ، فقام بعض من حضر يلتمس دواة وكتفاً ، فقال له عمر : ارجع [ قد غلب عليه الوجع !! فانه يهجر !! وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله !! فاختلف أهل المجلس واختصموا فمنهم من يقول : قرّبوا منه الدواة والكتف ليكتب لكم رسول الله ومنهم من يقول ما قال عمر !! ]

العجب كل العجب لقولة عمر مع أن القرآن يقول في حق النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله :( وَمَا
يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ
إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ ) ويقول في حقه كذلك( وَمَا آتَاكُمُ
الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا
) ولكنّها الرئاسة والدنيا والملك أنستهم كل هذه الآيات

ومثل هذا لا نستبعد أن يقول بعد وفاة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله حينما قيل له إنّ في الدار فاطمة ، فيقول وإن !

أو أن يقول في جواب الطاهرة المطهّرة حينما قالت له : يابن صهاك أراك محرقاً عليّ داري ؟ فيقول : ذاك أقوى لما جاء به أبوك !!

شهادة ابن حجر العسقلاني في لسان الميزان : أخرج الإمام الحافظ شهاب الدين ابو الفضل المعروف بالعسقلاني ( المتوفى عام ٨٥٢ هـ ) في كتابه لسان الميزان بسنده عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه قال :

١٧٨

دخلت على أبي بكر أعوده فاستوى جالساً فقلت أصبحت بحمد الله بارئاً فقال أبو بكر : أما إنّي على ما ترى بي إنّي لا آسىٰ على شيء إلّا على ثلاث وددت إنّي لم أفعلهنّ وددت انّي لم أكشف بيت فاطمة وتركته وإن أُغلق على الحرب ، وددت إنّي يوم السقيفة كنت قذفت الأمر في عنق أبي عبيدة أو عمر فكان أميراً وكنت وزيراً(١)

علماً أنّ هذا المقطع رواه كذلك المتقي الهندي في كنزل العمال ٥ / ٦٣١ رقم الحديث ١٤١١٣ ورواه الذهبي في تاريخ الاسلام ٣ / ١١٧ ـ ١١٨ ورواه نور الدين الهيثمي في مجمع الزوائد ٥ / ٢٠٢ ـ ٢٠٣ وغيرهم

ومن هنا أشارت الزهراءعليهما‌السلام بعد كلامها مع الأول يقول الراوي ثم عطفت على قبر النبي وقالت :

قد كان بعدك أنباء وهنبثة

لو كنت شاهدها لم تكثر الخطب

إنّا فقدناك فقد الأرض وابلها

واختلّ قومك فاشهدهم ولا تغب

أبدت رجال لنا نجوى صدورهم

لمّا مضيت وحالت دونك الترب

تجهّمتنا رجال واستخف بنا

لمّا فقدت وكل الأرض مغتصب

فليت قبلك كان الموت صادفنا

لمّا مضيت وحالت دونك الكثبُ



من غبت يا سيد البريّه

ردت أصحابك جاهلية

للدار اجوني اشلون جيّه

جدامهم نسل الدعيّه

ورى الباب لمّن هجس بيّه

عصرني او طحت فوگ الوطيّه



___________________

(١) لسان الميزان ٤ / ١٨٨ ـ ١٨٩

١٧٩

يبو ابراهيم من عگبك مظلمه الدار

تدري اشصار يوم الهجمت الأنصار

الباب ابحطب گاموا يحرگونه ابنار

والدخان من گبّر غدت رنّه



گمت للباب لاچن ما عليّ احجاب

حس بيّه الرجس من لذت خلف الباب

عصرني واسگط المحسن وصدري انعاب

وكسر ضلعي وجنيني ايّست منّه

     



الزهره الزچيه بعد ابوها

هجموا عليها او روعوها

غصبوا فدكها او ما رعوها

او سگطوا محسنها ولوّعوها



وعليها هجم القوم ولم

تك لاثت لا وعلياها الخمارا



١٨٠

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288