المحاضرات المنبريّة في المجالس الصفريّة

المحاضرات المنبريّة في المجالس الصفريّة20%

المحاضرات المنبريّة في المجالس الصفريّة مؤلف:
الناشر: انتشارات المكتبة الحيدرية
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
ISBN: 964-8163-14-6
الصفحات: 288

المحاضرات المنبريّة في المجالس الصفريّة
  • البداية
  • السابق
  • 288 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 36982 / تحميل: 5270
الحجم الحجم الحجم
المحاضرات المنبريّة في المجالس الصفريّة

المحاضرات المنبريّة في المجالس الصفريّة

مؤلف:
الناشر: انتشارات المكتبة الحيدرية
ISBN: ٩٦٤-٨١٦٣-١٤-٦
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

وهكذا دواليك مصير كل ظالم إلى الزوال ، أين يزيد الظالم الذي لا يعرف له قبر ، وهذه بنت الامام الحسينعليه‌السلام السيدة رقية(٤) سنوات عمرها وقد شيّد لها مرقد يبهر النظار إليه هذا يزيد الذي ليس له ذرّة من الإنسانية والعطف والشفقة على آل رسول الله

يقول الراوي حملت النساء والأطفال على ظهر الجمال العارية مرّبقات مكتّفات ، وكانت كل امرأة بمجرد أن يرتفع صوتها بالبكاء يضربها زجر بكعب الرمح ويمنعها من البكاء ـ حتى أدخلوهن الشام ـ ولكن بأيّ حالة ؟ يقول إمامنا زين العابدينعليه‌السلام لما قربنا من الشام انزلونا عن الجمال وجاءوا بحبال وربّقونا بها ، وكان الحبل ممدوداً ـ من عنقي إلى اكتف عمّتي زينب وأُم كلثوم وباقي بنات رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وكنّا كلما قصرنا عن المشي ضربونا بالسياط ، وكلما عثر طفل أو سقط تنهال عليه السياط إلى أن أدخلونا على يزيد ، فوقفنا بين يديه ثلاث ساعات من النهار

فقال له الامام زين العابدينعليه‌السلام يا يزيد ما ظنّك بجدّي رسول الله لو رآنا على مثل هذه الحال ؟ قالوا فأمر يزيد بالحبال فقطّعت عن أعناقهم واكتافهم ، ثم أمر يزيد باحضار رأس الحسينعليه‌السلام فأُحضر الرأس الشريف في طشت من ذهب وجعلوه بين يدي يزيد وهو لا يتمالك نفسه من شدة الفرح والسرور ، فأخذ يزيد عود الخيزران وصار يضرب شفتي ابي عبد الله وهو يقول :

ليت أشياخي ببدر شهدوا

جزع الخزرج من وقع الأمل

لأهلوا واستهلوا فرحاً

ثم قالوا يا يزيد لا تشل

لعبت هاشم بالملك فلا

خبر جاء ولا وحي نزل

لستُ من خندق إن لم انتقم

من بني أحمد ما كان فعل

قد قتلنا القرم من ساداتهم

وعدلنا ميل بدر فاعتدل

٤١

التفت إليه سفير ملك الروم ، قال ليزيد رأس من هذا ؟ قال رأس الحسين بن علي بن أبي طالب ، قال أليس هذا ابن بنت نبيّكم ؟ قال : بلى ، فقال : أُفٍّ لك يا يزيد ، نحن معاشر النصارىٰ عندنا في بعض الجزائر أثر حافر حمار عيسىٰ ونحن نحجّ إليه كل عام من الاقطار وانتم تقتلون ابن بنت نبيّكم ؟ فأشهد انكم على باطل ، فأغضب يزيد هذا الكلام وأمر بقتله فقام إلى الرأس الشريف فقبّله وتشهد الشهادتين ثم قُتل

ثم إنّ عدو الله جعل يضرب شفتي الحسين بالعصا أمام اخواته وبناته وعائلته ، كانت فاطمة بنت الامام الحسينعليه‌السلام تنظر إلى رأس أبيها فأخبرت عمتها ما يصنع يزيد برأس أبيها فلما نظرت صاحت وا أخاه وا حسيناه يابن مكة ومنىٰ يابن زمزم والصفا أهكذا يصنع برأسك يا حبيب رسول الله ، فبكى الحاضرون لندبتها

راسك يخويه حين شفته

تلعب عصا ايزيد اعلى شفته

ذاك الوكت وجهي لطمته

صديتله ابحرگه وندهته

شلّت يمينك يالضربته

من شافتي الظالم عذلته

شتمني وتعدتله شتمته

يا سلوة الهادي او مهجته

يا أخو المثلك ضيّع أخته

         



انه امنين ابو فاضل اجيبه

وراويه حال اخته الغريبه

الما مثل امصيبتها مصيبه

         



٤٢

اتمنّه يابن سفيان سبع ال گ نطره موجود

ويشوفك تحاچيني وتضرب راسی اخوي ابعود

لاچن بطل حيلي اعليه ظل اعله النهر ممدود

         

  

انه ويني او وين الدواوين

مني امخدرة عباس وحسين

واولاد عمّي الهاشميين

شسوي وهلي عنّي بعيدين



وأعظم ما يشجي الغيور دخولها

إلى مجلس ما بارح اللهو والخمرا



٤٣

الأدوار المهمّة للأئمةعليهم‌السلام
تجاه ثورة الحسين عليه‌السلام

وقالوا لم يغسّل شبل طه

ألم يك غسله فيضُ الوريد

وقالوا لم يكفّن والسوافي

عليه نسجن ضافية البرود

وقالوا لم يقلّب والعوادي

تقلّبه على وجه الصعيد

وقالوا لم يشيّع فوق نعش

كتشيع الجنائز للحود

فقلت إذاً لمن في الرمح رأسٌ

يطاف به البلاد إلى يزيد

وتلك بنات نعش أم نساء

سرين توابعاً قمر السعود



خيالي چنت اگود الابل وحدي

وعگب ذاك الاخو ظليت وحدي

يحگ لي البس ثياب الحزن وحدي

على أهلي البگو بأرض الغاضريه



خويه مشينه اعلى الهزل ومچتفينه

أو مشينه ابها اليسر غصبن علينه

وياكم نظل لو يحصل بيدينه

لمن يحسين يلفينه المحتم



٤٤

يحسين لا تلفت لينه

وتشوفنه نشگف بيدينه

  

ناداها من فوگ الرمح الله يرعاچ

صبري يخيتي وسلّمي امرچ المولاچ

راسي على راس الرمح هالرايح اوياچ

وياچ يبره العايله ويرعه اليطيحون



يختي استعدي للهظم والهظم جدام

او لابد يودوكم يساره الطاغي الشام

او لابد تسمعون المسبة ابمجلس العام

او لابد تشوفون المذلّه الوان وفنون

  

لهفي لرأسك وهو يرفع مشرقاً

كالبدر فوق الذابل الميّاد

يتلو الكتاب وما سمعت يواعظ

اتخذ القنا بدلاً من الأعواد



بعض الأدوار المهمة التي قام بها أهل البيتعليهم‌السلام بالنسبة لثورة الحسينعليه‌السلام :

١ ـ ترسيخ الثورة في ضمير الأُمة : وذلك من خلال وسائل متعددة منها ذكر تفاصيل عن مظلومية الحسينعليه‌السلام فمثلاً امامنا الرضاعليه‌السلام قال : « ومن ذكّر بمصابنا فبكىٰ وأبكىٰ لم تبك عينه يوم تبكي العيون » أو من خلال عقد هذه المجالس واحياء ذكر أهل البيتعليهم‌السلام فمثلاً قال الرضاعليه‌السلام : « ومن جلس مجلساً يحيىٰ فيه امرنا لم يمت قلبه يوم تموت القلوب »

وكذلك عن طريق ذكر يوم الثورة ويوم الشهادة وهو اليوم العاشر من المحرّم يعتبر يوم عظيم مشهود فمن أجل أن تترسخ الثورة في جسم الامة يتطلب احياء هذا اليوم وفعلاً كان عمل الأئمةعليهم‌السلام في هذا اليوم متميّزاً بارزاً

٤٥

اعلان حالة الحداد العام تعطيل الأعمال : فقد روي عن أبي الحسن الرضاعليه‌السلام : « من ترك السعي في حوائجه يوم عاشوراء قضى الله له حوائج الدنيا والآخرة »(١)

اظهار المصيبة : كان الأئمة يتفاعلون مع المصيبة تفاعلاً حقيقياً وحيّاً فقد روي عن الامام الرضاعليه‌السلام قوله : « كان أبي إذا دخل شهر المحرم لا يرىٰ ضاحكاً وكانت الكآبة تغلب عليه حتى تمضي عشرة أيام منه فإذا كان يوم العاشر كان ذلك اليوم يوم مصيبته وحزنه وبكائه ويقول هو اليوم الذي قتل فيه الحسينعليه‌السلام »(٢)

وكذلك روي عن الإمام الرضاعليه‌السلام قوله : « من كان يوم عاشوراء يوم مصيبته وحزنه وبكائه جعل الله عزّ وجل يوم القيامة يوم فرحه وسروره وقرّت في الجنان عينه »(٣)

تبنّي القضية : كان الأئمةعليهم‌السلام يدفعون أصحابهم إلى تبنّي قضية الامام الحسينعليه‌السلام على ان يكون هو صاحب العزاء ولهذا عليه أن يثأر لتلك الدماء الطاهرة كما وردت روايات تطلب من المؤمنين ان يعزي بعضهم البعض الآخر في يوم عاشوراء كما روي ذلك عن الإمام الباقرعليه‌السلام قال الراوي قلت كيف يعزي بعضهم بعضاً ؟ قال يقولون : « عظم الله أُجورنا بمصابنا بالحسينعليه‌السلام وجعلنا وإياكم من الطالبين بثأره مع وليّه المهدي من آل محمد »(٤) وكذلك الأئمة كانوا يبيّنون للأُمة للتبري ولعن قتلة الحسينعليه‌السلام كما روي الريان بن شبيب عن الرضاعليه‌السلام : « يابن شبيب ان سرك ان تسكن الغرف المبنية في الجنة مع النبي وآله صلوات الله عليهم فالعن قتلة الحسينعليه‌السلام »(٥) كذلك تعليم المحب لزيارة عاشوراءعليهم‌السلام هذه الزيارة التي لها آثار كثيرة وقد ذكر المحدث القميقدس‌سره قصة عن
___________________

(١ ـ ٣) بحار الأنوار ج ١٠١ ، ص : ١٠٢

(٤ و ٥) نفس المصدر : ١٠٣

٤٦

امرأة كانت ملتزمة بزيارة عاشوراء ولما ماتت ودفنت زارها الامام الحسينعليه‌السلام ثلاث مرّات وفي المرّة الثالثة تشفع في مجاوري قبرها حيث امر أن يرفع العذاب عنهم لأجلها ، نعم أنّ الحسينعليه‌السلام هو البرّ الوفي « من زارني زرته » ومن هنا أكّد الأئمةعليهم‌السلام على ضرورة زيارة قبرهعليه‌السلام يوم العاشر وذلك لما روي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام : « من زار قبر الحسين بن عليعليه‌السلام يوم عاشوراء عارفاً بحقّه كان كمن زار الله في عرشه »(١)

العمل المضاد : ومقابل عمل الأئمةعليهم‌السلام باتجاه ترسيخ الثورة والثوار في جسم الأُمة كان هناك عملاً مضادّاً من قبل الطغاة واعوانهم من أجل محو آثار الثورة وانعكاساتها فقد اشاع الطغاة وعملوا على تلك الإشاعة ، وهي ان يوم العاشر من محرم يوم فرح وبركة ويستحب فيه الصوم وينبغي إظهار الفرح وإقامة الزينة ، كما لاحظنا في بعض مناطق الخليج ومما يؤسف له ، ان زواجهم يجعلونه ليلة العاشر من المحرّم وليس ذلك إلّا لفرحهم بقتل الحسينعليه‌السلام كما ورد في زيارة عاشوراء « وهذا يوم فرحت به آل زياد وآل مروان » فقد روى عبد الله بن الفضل قال قلت للصادقعليه‌السلام يابن رسول الله كيف سمّت العامة يوم عاشوراء يوم بركة ؟

فبكىعليه‌السلام ثم قال : « لمّا قتل الحسينعليه‌السلام تقرّب الناس بالشام إلى يزيد فوضوعوا له الأخبار وأخذوا عليها جوائز من الأموال فكان مما وضعوا له أمر هذا اليوم وانه يوم بركة ، ليعدل الناس فيه من الجزع والبكاء والمصيبة والحزن إلى الفرح والسرور والتبرك والاستعداد فيه ، حكم الله بيننا وبينهم »(٢)

وفي رواية أُخرى يسأل أحدهم الامام الرضاعليه‌السلام عن صوم يوم عاشوراء وما
يقول الناس فيه ؟ فقال الإمام الرضا عليه‌السلام عن صوم ابن مرجانة تسألني ؟ ذلك يوم
___________________

(١) البحار ج ١٠١ ، ص : ١٠٥

(٢) بحار الأنوار ج ١٠١ ، ص : ١٠٤

٤٧

صامه الأدعياء من آل زياد لقتل الحسينعليه‌السلام (١) نعم ورد عندنا ليس صوماً كاملاً وليكن الافطار بعد الزوال بساعتين أو ثلاث فهو ليس صوماً حقيقياً كاملاً ، وانما صامه الأدعياء باعتبار ظفر يزيد بالحسينعليه‌السلام فيصومون شكراً خذلهم الله ولعنهم

٢ ـ تركيز روح الثورة والتضحية عند الأُمة : وذلك من خلال نقل الصور الرائعة في التضحية لكل الثوار المشتركين مع الحسينعليه‌السلام ، كما هو واضح من خلال إذن الحسينعليه‌السلام لهم بالانصراف لكنّهم أصرّوا على البقاء مع والفداء دونه خصوصاً لما طلب منهم الحسينعليه‌السلام ليلة العاشوراء ان يأخذ كل رجل من الأنصار بيد رجل عن بني هاشم ويتفرقوا في الليل « هذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملا » فلم ينصرفوا وقام زهير بن القين فقال : « والله لوددت أني قتلت ثم نشرت ثم قتلت حتى أُقتل هكذا ألف مرّة وإنّ الله يدفع بذلك القتل عن نفسك وعن أنفس هؤلاء الفتيان من أهل بيتك »(٢) أو فيما ينقل عن هذه المرأة الصالحة التي قتل زوجها في المعركة بين يدي الحسينعليه‌السلام وكان عندها ولو صغير فقالت : ولدي قم وانصر الحسينعليه‌السلام وبيّض وجهي عند فاطمة الزهراءعليها‌السلام فاستجاب لطلب أُمّه وأقبل نحو الحسينعليه‌السلام فلما نظر إليه الحسينعليه‌السلام لم يأذن له قال له بنيّ إنّي لا أُحبّ أن أجمع على أُمك مصيبتين في يوم واحد الآن قتل ابوك إذهب إلى أُمّك لتأنس بك ، فرجع إلى أُمّه وأخبرها بما قال الامام الحسينعليه‌السلام قالت ولدي لعلّ الحسينعليه‌السلام استصغر سنّك فرفعت حمائل السيف وقصّرت ثيابه ثم قالت ولدي امشي على طرف أصابعك فلمّا توجه نحو الحسينعليه‌السلام كأني بالحسين اغرورقت عيناه بالدموع واذن له إلى أن قتل رضوان الله عليه

___________________

(١) بحار الأنوار ج ٤٥ ، ص : ٩٥

(٢) بحار الأنوار ج ٤٤ ، ص : ٣٩٣ ـ ٣٩٤

٤٨

هذه الصور المشرقة تعطي نموذجاً رائعاً في التضحية والفداء وإنّ هؤلاء الذين ضحّوا بأنفسهم في سبيل الله قد فازوا وحصلوا على مرتبة لا يمكن لأحد الحصول عليها إلّا بالتضحية والسير على هذا الخط

عن الريان بن شبيب عن الإمام الرضاعليه‌السلام : « يابن شبيب أيسرك أن يكون لك من الثواب مثل لما استشهد مع الحسينعليه‌السلام فقل متىٰ ما ذكرته : يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزاً عظيماً »

ثم ان الامام الرضاعليه‌السلام شدّ ابن شبيب وقرأ له العزاء والمصيبة على جدّه الحسين بقوله : « يابن شبيب ان كنت باكياً لشيء فابك للحسين بن علي فانه ذُبح كما يُذبح الكبش » اقول سيدي أبا الحسن الرضاعليه‌السلام ان الكبش لا يذبح حتى يسقىٰ الماء وقد ذبح جدك الحسين ظمآنا

أيقتل ظمآناً حسين بكربلا

وفي كل عضوٌ من أنامله بحر

ووالده الساقي على الحوض في غدٍ

وفاطمةٌ ماء الفرات لها مهر

انه اشرب لذيذ الماي حاشه

وأهلي گضوا كلهم عطاشه

وابونه الرمل امسىٰ فراشه

         



وزينب :

أخي لم تذق من بارد الماء شربه

واشرب ماء المُزن بعدك صافيا

يا ناس درب المشرعه امنين

عطشان أخيّ يا مسلمين

انه بيدي لجييب الماي لحسين

         



٤٩

والزهراءعليه‌السلام :

عجيب الشرب ماي ابشربته اتهنه

او مات حسين ظامي او لا شرب منّه

منهو الشاف مثل احسين وامصابه

ابگلبه انصاب وايده انشلّت الصابه

يطلب ماي منه احسين طلّابه

هاذا الماي لا دونه ولا عنّه



وحتى جبرئيلعليه‌السلام يقرأ هذه المصيبة لأبناء آدمعليهم‌السلام لما سأله عن السبب في دخول حالة الحزن والكآبة عليه إذا ذكر الحسينعليه‌السلام دون الأربعة من أهل الكساء ، فقال له يا آدم إنّ ولدك هذا يصاب بمصيبة تصغر عندها المصائب ولو تراه يا آدم وهو ينادي وا عطشاه وا قلّة ناصراه حتى يحول العطش بينه وبين السماء كالدخان

شيعتي مهما شربتم عذب ماء فاذكروني

أو سمعتم بغريب أو قتيل فاندبوني

فأنا السبط الذي من غير جرم قتلوني

فبجرد الخيل بعد القتل عمداً سحقوني

ليتكم في يوم عاشورا جميعاً تنظروني

كيف استسقي لطفلي فأبوا أن يرحموني

وسقوه سهم بغي عوض الماء المعين

         



٥٠

الجانب الأخلاقي والاجتماعي
عند زين العابدين عليه‌السلام

ما للعيون دموعهن غوادي

تهمي فلا تطفي لهيب فؤادي

لهفي له يوم الطفوف مقيّداً

بالسقم والأغلال والأصفاد

يحدو به الحادي على مهزولة

في أسر تلك الطغمة الأوغاد

يرنوا إلى تلك الضحايا صرّعاً

فوق الصعيد سليبه الأبراد

مهشومة الأضلاع تحت سنابك

الخيل الجياد لقیً بذاك الوادي

ويرىٰ مصونات الرسالة سيّرت

أسرىٰ بأيدي شامت ومعادي

ويرىٰ الرؤوس على القنا مهدية

ليزيد والمهدي لها ابن زياد

ويرى اليتيمة واليتيم بعجّ من

الام سائقها وسب الحادي

ويرىٰ بكفوان الجموع تجمهرت

من شامتين بهم ومن حسادي

فيصيح وا ذلاه اين عشيرتي

وسراة قومي أين أهل ودادي



هم مصايب كربله او هم علته

وفگد اخوته او ذبح ابوه او غربته

وگطعوا بالسم يويلي چبدته

ليش ابن حامي الحمه ايسمونه



٥١

علي حايز مراجلها وسمها

علامه الغصص يجرعها وسمها

گضه والجامعه ابچیده وسمها

وسمّه بالچبد ناره سريه



سمعنه العليل ايباشرونه

صباح ومسه يتفگدونه

وعن حاله دايم ينشدونه

مشفنه العليل ايگيدونه

وبحبال خشنه يچتفونه

صيحوا البني هاشم يجونه

وحبل البمتنه يحلونه

         



وقسوا حيث لم يعضّوا بناناً

لعليل عضّت عليه القيود



الجانب الأخلاقي والاجتماعي عند الامام زين العابدينعليه‌السلام :

« اللهمّ صلّ على محمد وآله وحلّني بحلية الصالحين وألبسني زينة المتقين في بسط العدل وكظم الغيظ وإطفاء النائرة وضمّ أهل الفرقة واصلاح ذات البين إفشاء العارفة وتستّر العائبة ولين العريكة وخفض الجناح وحسن السيرة »(١)

المقدمة :

البشرية في هذا اليوم وصلت إلى مستوى من التقدم والتطور العلمي
والتكنلوجي الذي أبهر الناس ولكن يا للأسف من الناحية الأخلاقية رجوع إلى
___________________

(١) من دعاء مكارم الأخلاق

٥٢

الوراء وإلى الخلف فنشاهد الانحطاط الخلقي ( الأخلاقي ) والمفاسد الاجتماعية والقتل والسرقات والتهم الرخيصة وما يجري اليوم على الأرض المحتلة في فلسطين انموذج واضح وصريح لما وصلت إليه الحضارة الغربية

والسر في ذلك هو عدم التوازن بين الجانب المادي والجانب الروحي بل انعدام الجانب الروحي لدی الانسان الغربي سبّب له المشاكل النفسية والاجتماعية ومن هنا نلاحظ الدين الاسلامي وباعتباره خاتم الأديان ركّز وبشكل أساسي على الجانب الأخلاقي لصياغة الانسان الكامل ، الانسان الذي لا تجد منه إلّا الخير الذي لا شرّ ، ومن هنا ورد في الحديث الشريف عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : « إنما بعثت لأُتمّم مكارم الأخلاق » ونحن نعلم أنّ النبي الأكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله مدحه الله عزّ وجل في القرآن الكريم :( وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ ) وفيها تلويح إلى أهمية هذا الجانب ومن هنا تشير بعض الروايات : « إنّ الله عزّ وجل ليعطي العبد على حسن خلقه ما يعطي من الثواب أجر الصائم النائم » و « علامة وعنوان للايمان بشكل واضح أكثركم ايماناً أحسنكم أخلاقاً » ، « عنوان صحيفة المؤمن حسن خلقه وحب علي بن أبي طالب » جمعاً بين الروايتين ، وعلى العكس من ذلك فان سوء الخلق يفسد الايمان كما يفسد الخلّ العسل ، وحسن الخلق لا يقتصر على مورد واحد أي مثلاً بين الزوج وزوجته ، بل في كل الجوانب ، بين الأخ وأخيه بين الوالد وولده ، وبين الرحم ورحمه ، وبين الصديق وصديقه ، وبين الجار وجاره ، بين الرجل وخادمه ، بين الرجل والحيوانات التابعة له وهكذا

ولذا كان من الحكمة الإلهية ومن باب اتمام الحجة على الناس ولرحمته ولطفه بالعباد سبحانه وتعالى أن جعل للناس إلى جنب الرسالة السماوية التي جاء بها الاسلام والتي تحمل الدورس الأخلاقية والتربوية لهذا الانسان وتضمن له السعادة ألا وهو القرآن الكريم جعل إلى جنبه للناس قدوات صالحة تطبّق تعاليم

٥٣

هذه الرسالة وتجسّد الحقائق بشكل عملي أمام الناس لكي تكون الصورة والرسالة حيّة فاعلة ومؤثرة أكثر في ضمير الأُمة لتأخذ بيدها إلى شاطئ الأمان إذا سارت على هديها فكان الرسول والأئمة الطاهرون أعلام هداية وقدوات واضحة ننهل منها الأخلاق العالية

فها هو زين العابدينعليه‌السلام صاحب هذه الليلة والذي اجتمعنا من أجله ولاحياء ذكره الشريف يُجسِّد خلق جده الرسول الأكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله وسوف أذكر للتبرك وللاستفادة نماذج من أخلاقه العالية عسىٰ أن ننتفع بها جميعاً والله من وراء القصد

أولاً ـ كظمه للغيظ : القتال النيسابوري يروي ان جارية لعلي بن الحسينعليهما‌السلام كانت تسكب عليه الماء ليتهيأ للصلاة فسقط الابريق من يدها فشجّ رأس الامام ، فرفع الامام رأسه إليها فقالت الجارية ان الله يقول والكاظمين الغيظ ، قال : كظمتُ غيظي قالت والعافين عن الناس قال عفا الله عنك ، قالت والله يحب المحسنين قال فاذهبي أنت حرّة لوجه الله

تعليق : نلاحظ من هذه القضية ان ثقافة الجواري بسبب صحبتهم وعيشهم في بيت الامام تكون ثقافةً قرآنية والتربية كذلك وهذا يدعونا وينبغي أن نأخذ درساً كيف نؤثّر على من يعيش معنا في البيت من الأولاد والجواري أو بعض الاصدقاء أن تكون ثقافتهم وأخلاقهم دروساً مستوحاة من القرآن الكريم

ثانياً ـ الإعراض عن المسيء والسكوت عنه : سبّه رجل فسكت عنه ، فقال إياك أعني فسكت عنه إلى أن اعادها عليه فقالعليه‌السلام وعنك أُغضي

تعليق : النفس الكبيرة تأبىٰ أن تنزل إلى مستوى الجهّال وهوعليه‌السلام يجسّد لنا ويترجم لنا الآية الشريفة التي تعطي مواصفات عباد الرحمن بشكل عملي( وَإِذَا
خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا
)

٥٤

ثالثاً ـ كان يصلُ أرحامه حتى من كان يؤذيه منهم : القرآن الكريم يقول :( وَالَّذِينَ
يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّـهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ
) فيما يُروىٰ أنّ الامامعليه‌السلام يخرج بالليل وهو يحمل المتاع والدقيق والشكر وغيرها من الأُمور اضافة إلى بعض المبالغ إلى بعض أرحامه كما أنهعليه‌السلام كان يصل الفقراء بشكل عام وكان ملثّماً فكان يعطي بعض أرحامه وهو يسمع رحمه يقول « الناسُ تصلنا وعلي بن الحسين لا يصلنا بشيء » كان يسمع ذلك ولكنه لا يقطع صلته عنه ولمّا استشهد الامام ودفن عرف ذلك الرجل أنّ الذي كان يصله هو زين العابدينعليه‌السلام

تعليق : بعض الاخوة عندهم أرحام داخل العراق حتى لو فرضنا أنّه كان قاطعاً لك فأنت بادر إلى إعادة العلاقة والصلة به هذه هي أخلاق الأئمة خلاصة في الحديث المختصر « صل من قطعك وأعطي من حرمك واعفو عمّن ظلمك » وهذه تدخل السرور على الرسول والأئمة إذا تخلّقنا بأخلاقهم

رابعاً ـ مقابلة الاساءة بالاحسان : أكثر من مروان وعدائه لأهل البيت واضح ولكن لما دخل الجيش الاموي المدينة واستباخوا المدينة أقبل مروان بعائلته وأودعها عند الامام زين العابدينعليه‌السلام لأنّ الامامعليه‌السلام كان في مأمن وقبلها الامام وكانت عائلة تلاقي من الاكرام أكثر من مما كانت عليه في السابق وشهدت بذلك بعد تمام الازمة

تعليق : لاحظوا أولاً هذه القصة تعطي انطباعاً لامانة الإمامعليه‌السلام أي فيها إيحاء لامانة الامام بحيث يؤتمن على الأعراض كما يؤتمن على الأموال هكذا ينبغي ان يكون المؤمن وثانياً مقابلة الامام بالاساءة لمروان بالاحسان إليه ويعكس لنا الامام خلق القرآن في ذلك( وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ ) كذلك يصوّرها لنا في صورة جميلة في إحدى أدعية الصحيفة السجادية الرائعة التي وردتنا عن

٥٥

الامامعليه‌السلام والتي قيل في حقّها انها زبور آل محمد أو انجيل آل محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله والتي يذكر المولى محمد تقي المجلسي انها وردت بـ (٦٠٠) طريق باسناد عالي وإلّا عدد الطرق للصحيفة السجادية أكثر من هذا بكثير والدعاء في يوم الجمعة يقرأ والأعياد وبدايته « يا من يرحم من لا يرحمه العباد ويا من يقبلُ من لا تقبله البلاد إلى أن يقول عادتك الاحسان إلى المسيئين وسبيلك الابقاء على المعتدين حتى لقد غرّتهم أناتك عن الرجوع وصدّهم إمهالك عن النزوع وإنّما تأنيت بهم ليفيؤا إلى أمرك وأمهلتهم ثقة بدوام ملكك فمن كان من أهل السعادة ختمت له بها ومن كان من أهل الشقاوة خذلته لها كلّهم صائرون إلى أمرك »

خامساً ـ اهتمامه بجيرانه : كانعليه‌السلام يستقي لضعفة جيرانه وذلك عملاً بوصايا القرآن للاهتمام بالجار وبوصية جده الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله كما يروي ذلك أمير المؤمنينعليه‌السلام : « الله الله في جيرانكم فما زال رسول الله يوصينا بالجار حتى ظننا إنّه سيورثه »

سادساً ـ صبره : من جملة الأخلاق التي يؤكّد عليها في كتب الأخلاق الصبر ولأهميته ذكر في القرآن في نيف وسبعين آية وإمامنا زين العابدينعليه‌السلام جسّد للأُمة الاسلامية مفهوم الصبر على أحسن حالة في وقعة صبر على الطاعة فكان كثير الصلاة والصيام وتلاوة القرآن ويكفيه في هذا ما روي شاهداً له انه ينادي مناد من بطنان العرش أو في يوم القيامة أين زين العابدينعليه‌السلام فيقوم علي بن الحسين يتخطىٰ رقاب الخلائق

وتقول مولاة له ما قدّمت له طعام في نهار قط ولا فرشت له فراش في ليل قط ، وكان من أحسن الناس صوتاً بالقرآن الكريم حتى كان السقاؤون يمرّون على دار الإمام فإذا سمعوا صوته وهو يتلو القرآن يقفون عن داره لحُسن صوته وتأثرهم بقراءته وصبر عن المعصية فهو المعصوم وصبر على المصائب الكثيرة ولو لم تمرّ

٥٦

على الامام زين العابدينعليه‌السلام إلّا مصيبة كربلا لكفىٰ مرّوا به يوم الحادي عشر من المحرّم على جثث القتلى مع عمّاته وأخواته وقد سيّروهم على أقتاب الجمال بغير وطاء كما يساق سبي الترك والروم وهنّ ودائع خير الأنبياء ومعهن السجاد وهو على بعير ظالع بغير وطاء وقد أنهكته العلة ولما نظر إلى أهله مجزرين وبينهم مهجة الزهراء بحالة تنفطر لها السماوات وتنشق الأرض وتخرّ الجبال هدّا عظم ذلك عليه واشتدّ قلقه فلما نظرت إليه عمته زينب قالت له : « ما لي أراك تجود بنفسك يا بقية جدي وأبي وأخوتي فو الله انّ هذا لعهد من الله إلى جدّك وأبيك ولقد أخذ الله ميثاق أُناس لا تعرفهم فراعنة هذه الأرض وهم معروفون في أهل السماوات انهم يجمعون هذه الأعضاء المقطعة والجسوم المضرّجة فيوراونها وينصبون بهذا الطف علماً لقبر أبيك سيد الشهداء لا يدرس أثره ولا يُمحىٰ اسمه على كرور الليالي والأيام وليجتهدن أئمة الكفر وأشياع الضلال في محوه وتطميسه فلا يزداد أثره إلّا علواً »

ثم أخذوه أسيراً إلى الشام وكان أصعب شيء عليه شماتة الأعداء وفرحهم بقتل الحسينعليه‌السلام حتى أسكنوهم في خربة لا تقيهم من حرارة الشمس ولا من برد الشتاء وكان الامامعليه‌السلام في بعض الأحيان يخرج من هذه الخربة ليروّح عن ضعف بدنه ، قال المنهال التقيت بالامام زين العابدينعليه‌السلام وساقاه كالقصبتين محمرّتين وقلت له كيف امسيت يا ابن رسول الله فقال امسينا كمثل بني اسرائيل في آل فرعون يذبّحون ابناءهم ويستحيون نساءهم يا منهال امست العرب تفتخر على العجم بأنّ محمد منها وامست قريش تفتخر على سائر العرب بأنّ محمداً منها وامسينا معشر أهل بيته ونحن مقتولون مشردون ، يا منهال ان الخربة التي نحن فيها لا تقينا من حرارة الشمس ولا من برد الشتاء حتى لقد تقشّرت وجوه عماتي واخواتي من حرارة الشمس ، قال المنهال بينما كنت

٥٧

أُكلّمه ويكلمني وإذا بأمرأة وقفت على باب الخربة وهي تنادي بصوت يقرح القلوب إلى أين يا حمانا إلى أين يا رجانا إلى أين يا نعم الخلف تركني وعاد إليها سألت عنها قيل عمته زينب

من عگب كربلا

وغربة العايله

ابو الباقر گضه

بگلبه نار العضه

بمالصايب والنوايب

گضه العمر بالحزن



ما منّا إلّا مسموم أو مقتول ، اكرمهم الله بالشهادة توّج عمره وختمه بالشهادة على يد أشر خلق الله في زمانه وهو الوليد بن عبد الملك أوعز إلى واليه بأن يدس السم إلى إمامنا وفي مثل هذه الليلة إمامكم يلوج بنفسه من حرارة السم يقبض يميناً ويبسط شمالاً

طول الليل ما فتّر ونينه

بعد ما صد لبو جعفر ابعينه

يبويه امودعين الله گضينه

بچوا حنوا حنين فراگ شفجين



وقع عليه ولده الباقر يقبّله ، سلّمه مواريث الأنبياء والأوصياء وأوصاه بوصاياه ، ثم عرق جبينه وسكن أنينه ، ثم قال وعليكم السلام يا ملائكة ربي هذا جدي رسول الله ، وهذه أُمي فاطمة وهذا جدي أمير المؤمنين وهذا عمي الحسن وهذا أبي الحسين ثم غمض عينيه وأسبل يديه ومدّد رجليه وفاضت روحه الطاهرة رحم الله المنادي وا إماماه وا علياه ، وقع عليه الباقر ولسان حاله :

يبويه انروح كل احنه فداياك

اخذنه يا عزيز الروح ويّاك

أهي غيبه يبويه واگعد اتناك

واگولن سافر ويومين يسدر



٥٨

گام شبله ايغسّله والدمع من عينه همه

او مدده على المغسّل والماي جاه امن السما

وبالطفوف احسين ابوه اتغسّل ابفيض الدمه

جثته ظلّت على حزّ الصعيد امرضضه

     



يا سائلاً وشظايا القلب في شجن

هل جهزّوا لقتيل مات ممتحن

اجبته بقلب واله حزن

ما غسّلوه ولا لفوه في كفن

يوم الطفوف ولا مدو اعليّه ردّا

         



٥٩

مناسبة العشرين من صفر
( آثار زيارة الحسين عليه‌السلام )

قم جدّد الحزن في العشرين من صفر

ففيه ردّت رؤوس الآل للحفر

يا زائري بقعة أطفالهم ذبحت

فيها خذوا تربها كحلاً إلى البصر

والهفتاه لبنات الطهر يوم رنت

إلى مصارع قتلاهنّ والحفر

رمين بالنفس من فوق النياق على

تلك القبور بصوت هائل ذعر

فتلك تدعو حسيناً وهي لاطمة

منها الخدود ودمع العين كالمطر

وتلك تصرخ وا جدّاه وا أبتاه

وتلك تصرخ وا يتماه في الصغر

فلو تروا أُم كلثوم مناشدة

ولهىٰ وتلثم ترب الطف كالعِطر

يا دافني الرأس عند الجثة احتفظوا

بالله لا تنثروا ترباً على قمر



للسجاد اجت زينب

تگله گل لحادينه

يعرّج عالطفوف نريد

نمرّ بگبر والينه



نوصل للگبر نگعد

نبچي ونكشف ترابه

ونصل ليه ونتچيله

ونعتبه ونچثر اعتابه

٦٠

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

غذاؤه جحن ومحثل وجدع، وكلما غذي بغير أمه يقال له عجي ويقال عند بني فلان حوار يعاجونه بغير أمه، قال النمر بن تولب :

فأعطت كلما غذيت شبابا

فأنبتها نباتا غير حجن

وقال أوس بن حجر :

وذات هدم عار نواشرها

تصمت بالماء تولبا جدعا

وقال العجاج :

ولم يجلها لائحات الانكال

ولم ينبت شبر بالاحثال

ويقال أصابت الناس سنة فقرقمت السخال أي ساء غذاؤها فصغرت عليه، قال الشاعر [ وهو امرؤ القيس ] :

تطعم فرخا لها صغيرا

قرقمة الجوع والاحثال

قلوب خزان ذي أورال

قوتا كما يرزق العيال

ويقال عوى الفصيل ولا يقال لشئ من البهائم عوى إلا الكلب والذئب، قال ذو الرمة :

به الذئب محزونا كأن عواء‌ه

عواء فصيل آخر الليل محثل

واليتم في البهائم موت الام وفي الانس موت الاب، قال أبو النجم :

خوصاء ترمي باليتيم المحثل

لا تحفل الرجز ولا قيل حل

تخبط الذائد أن لم يرحل ويقال للبعير إذا حسن غذاؤه كانت له درة أمه وعلالتها وعفافتها، فأما الدرة فما ينزل من صلبها إلى ضرتها، وأما العلالة فلبن ينزل

٨١

بعد لبن وأصل ذلك من قولك نهل البعير وعل، فأما النهل فالشربة الاولى وأما العلل فالثانية، وأما العفافة فأن يحلب الرجل الناقة أو الشاة ويلقي ولدها عليها فما أنزلت بعد ذلك فهي العفافة، قال الاعشى وذكر ظبية ترضع ولدها ما تجافى عنه النهار وما تعجوه إلا عفافة أو فواق الفواق ما بين الحلبتين يقال انتظره فواق ناقة، ويقال قد اجتمع فيقة في ضرعها فاحلب، ويقال استفق ناقتك أي انظر هل دنا فواقها الذي يجتمع فيه اللبن، ويقال أفاقت هي وإفاقتها نزول اللبن بعد الحلب وجيئته بعد وقت حلبها، وما اجتمع في الضرع سمي فيقة، قال الاعشى :

حتى إذا فيقة في ضرعها اجتمعت

جاء‌ت لترضع شق النفس لو رضعا

وفيقات جمع فيقة، وقال الراجز :

غزر له بوقات فيقات بوق

اعمد براعيس أبوها ذعلوق

ذعلوق اسم فحل، بوق فعل من البائقة وهي الدفعة الشديدة من المطر، ويقول أهل الحجاز رضع يرضع ويقول قيس وتميم رضع يرضع، قال وأنشدنا عيسى بن عمر [ لعبدالله بن همام السلولي ] قال ينشده أهل الحجاز :

وذموا لنا الدنيا وهم يرضعونها

أفاويق حتى ما يدر لها ثعل

الثعل خلف زائد في الاخلاف، والثعل أيضا سن زائدة في الاسنان، ويقال شاة ثعول، فإذا خدجت الناقة لسبعة أشهر أو ثمانية فعطفت على ولدها الذي من عام أول فهي الصعود يقال

٨٢

ناقة صعود وإبل صعائد، فإذا خدجت الناقة أو مات فعطفت على غيره فرئمته فهي رائم ورؤوم، فإذا لم ترأم دس في حيائها خرق ثم خل عليها ثم لطخ الولد الذي يريدون أن يعطفوها بسلاها وبما يخرج منها ثم يشد منخراها فيأخذها لذلك كرب فإذا جهدت نزعت غمامتها من أنفها وسل ما في حيائها وأدني منها الولده فوجدت حس ما يخرج منها وتنفس، فإذا خرجت غمامتها من أنفها وجدت ريح السلا من الحوار الذي قرب إليها فتدر وترأمه، والذي يكون في الحياء يسمى الدرجة، وأنشد :

وقد شدت غمامتها عليها

ودرجتا وخيسها الهجار

وقال الآخر :

وكنت كذات البو تعطف كرهة

فطابقت حتى خرمتك الغمائم

فإذا عطفت على الولد فدرت عليه فهي ظؤور ولاهلها ما فضل عن الولد، فإن عطفت على اثنين قسم اللبن بينهما واستعين عليها بلبن أخرى، فإذا غذي الولد كذا بغير أمه فهو عجي والجميع العجايا، فإذا عطف ثلاث على واحد أو ثنتان على واحد فرئمتاه جميعا فغذي الواحد بالواحدة وتخلى أهل البيت بالاخرى لانفسهم فهي تسمى الخلية، فإذا تركت الناقة مع ولدها ولم تعطف على غيره فهي بسط وبسط والجماع أبساط، قال أبوالنجم :

بلهاء لم تحفظ ولم تضيع

يدفع عنها الجوع كل مدفع

خمسون بسطا في خلايا أربع يصف امرأة يقول لم تكن تخاف فيوضع عليها رقيب ولم تكن ممن

٨٣

يهون على أهله فيتركوها فهي بين ذلك، وقوله في خلايا أربع أي مع خلايا أربع كقول النابغة الجعدي :

ولوح الذراعين في بركة

إلى جؤجؤ رهل المنكب

إنما أراد مع بركة، فإذا رئمت بأنفها ومنعت درتها فهي العلوق، قال النابغة الجعدي :

وكيف تواصل من أصبحت

خلالته كأبي مرحب

رآك ببث فلم يلتفت

إليك وقال كذاك ادأب

وما نحني كمناح العلو

ق ما تر من غرة تضرب

قال وأنشدني أبوعمرو بن العلاء [ لافنون التغلبي ] :

عما جزوا عامرا سوأى بحسنهم

أم عم يجزونني السوأى من الحسن

أم كيف ينفع ما تعطى العلوق به

رئمان أنف إذا ما ضن باللبن

وإذا نفرت عن الولد قيل ناقة مذائر فإذا صرت فالخشب الذي يشد بالخيط على خلفها التودية و [ الجماع ] التوادي، قال الراجز :

يحملن في سحق من الخفاف

تواديا شوبهن من خلاف

وقال الآخر ينوء بقلع راعيها التوادي والقلع الخف الخلق أو جلدة شبه الزنفالجة، ينوء [ بقلع ] راعيها يقول تثقل فيه التوادي حتى يميل، فإذا صرت الناقة فخشي عليها إذا حفلت أو يضيق الصرار جعل بين الخيط والخلف بعرة من بعرها فذلك البعر الذيار، قال الراجز

٨٤

حرقها من النجيل أشهبه

ومرتع من ذي الفلاة يطلبه

قرب وهدانا له مدربه

لا يشتري العطر ولا يستوهبه

إلا ذيارا بيديه جلبه فإذا عضن الصرار حتى يضر به قيل ناقة مجددة الاخلاف، قال حميد الارقط يذكر قطا :

ضربا على جآجئ منحات

أولاد أبساط مجددات

منحات متحرفة وهي مجددة ليس لها ضرع وهي مخلاة وولدها يعني القطاط، قال [ مالك بن خالد الخناعي ]

الهذلي رويد عليا جد ما ثدي أمهم

إلينا ولكن ودهم متماين

وقال مسافر بن أبي عمرو :

تمد إلى الاقصاء ثديك كله

وثدي الاداني ذو عوار مجدد

وأصل الجد القطع يقال جد الناس النخل إذا صرموه، قال الشاعر :

كأن المشرفية تختليهم

مخالب خيبر زمن الجداد

فإذا بركت الناقة على بول أو ندى أو أصابتها عين فتعقد لبنها في ضرعها فخرج اللبن خاثرا متقطعا كأنه قطع الاوتار وسائر اللبن ماء أصفر رقيق قيل قد أخرطت ناقة فلان فهي مخرط وهن نوق مخارط ولبنها الخرط، والمنغر التي تحلب لبنا خلطه دم، ويقال ممغر ومنغر ويقال أمغرت وأنغرت والجماع المماغير والمناغير، فإذا كان ذلك من عادتها فهي ممغار ومنغار فإذا حلبت الناقة فحبست لبنها وكرهت الولد وأنكرت الحالب فرفعت درتها قيل غارت تغار مغارة وغرارا وهى ناقة مغار يا فتى، قال العجاج يصف المنجنيق

٨٥

وبضربها مثلا للناقة إذا قل لبنها :

إذا رأى أو رهب الغرارا

موج الوضين قدم الذيارا

الغرار شفرة السيف والسهم، قال حميد الارقط سن غرارية مداويس القين وقال [ الداخل بن حرام ] الهذلي سليم النصل لم يدحض عليه الغرار فقدحه زعل دروج ويقال ما كان نوم فلان إلا غرارا أي خفيف ثم ينقطع، فإذا بعتت بطيبة النفس والدرة قيل نعوس، ودرة الابل مع النعاس ودرة الغنم مع الاجترار، قال حدثني أبوعمرو بن العلاء قال سمعت جندل بن الراعي ينشد بلال بن أبي بردة [ لابيه ] :

نعوس إذا درت جروز إذا غدت

بويزل عام أو سديس كبازل

قال فكاد صدري ينفرج، قال جبيهاء الاشجعي :

رقود لو ان الدف يضرب تحتها

لتنحاش من قاذورة لم يناكر

وقال الراجز :

إذا انفججن رقدا قياما

حسبت في أرفاغها سلاما

والخلفان المقدمان يسميان القادمين والمؤخران يسميان الآخرين، فإذا تركت الناقة بغير صرار فهي باهل والجميع بهل، ويقال أبهلها مع ولدها تشرب متى شاء‌ت، ويقا للسخلة إذا خلي مع أمه من الغنم قد أرجل فهو يرجل إرجالا وكذلك هو من الابل، قال أبو النجم فظل حولا في رضاع نرجله

٨٦

فإذا درت الناقة على غير ولدها أو على غير ما تعطف عليه فهي مرئ كما ترى، ويقال درت تدر درورا إذا أنزلت اللبن، ودر الخراج إذا كثر، وجمع مري مرايا، ومسح الضرع لتدر المرية مضموم وإنما سميت مرايا أنها تدر على المسح، والمسح المري، قال أبوزبيد :

شامذا تتقي المبس عن المر

ية كرها بالصرف ذي الطلاء

وهو الدم الذي يطلى به، والشامذ التي ترفع ذنبها، والمبس الذي يقول لها بس على ذا، والمرية الاسم من المري، يقال مراه يمريه مريا ومرية، ويقال للبعير إذا ظلع فجعل لا يتمكن من الوطي تركته يمري مريا، قال الشاعر :

إذا حل عنها الرحل ألقت برأسها

إلى شذب العيدان أو صفنت تمري

تمري تمسح كأنها معيية فهي تمسح الارض، فإذا اشتدت درتها قيل حفلت وحشكت واشتكرت، فإذا امتلا الضرع إلا شيئا قليلا قيل حالق، قال الخطيئة :

وإن لم يكن إلا الاماليس [ أصبحت ]

بها حالقا ضراتها شكرات

الحالق التي قد دنا ضرعها من الامتلاء، قال ابن لجاء في الضرة :

كأنها نطت إلى ضراتها

من خشب الطلح مجوفاتها

ويروى من نخر الطلح يريد سعة مخارج اللبن، وقال زهير :

كما استغاث بسئ فز غيطلة

خاف العيون فلم ينظر به الحشك

ويقال حشك الوادي بمل‌ء جنبيه إذا دفع، والصرف صبغ أحمر.

٨٧

قال أنشدنا أبوعمرو بن العلاء [ السلمة بن الخرشب الانماري ] :

كميت غير محلفة ولكن

كلون الصرف عل به الاديم

قال وحدثنا أبوعمرو بن العلاء قال يطلع كوكب قبل سهيل يقال له ثور أبيض يسمى المحلف لان الناس يشكون فيه حتى يتحالفون أنه سهيل فمن ثم قيل للشئ يشكون فيه محلف، قال وحدثنا أبوعمرو قال يطلع كوكبان أسفل من ذلك أو معه يقال لهما حضار والوزن وإنما قيل حضار لبياضه، ويقال للابل البيض الحضار، قال أبوذؤيب :

معتقة صهباء صرف سباؤها

بنات المخاض شومها وحضارها

والشوم السود، قال ولم أسمعه إلا في الجماع، ويقال رفقت الناقة ترفق رفقا إذا استدت الاحاليل من ورم وهي مخارج اللبن فخرج اللبن دقيقا، قال ومثل من الامثال يضرب للرجل يخطئ فيكثر شخب في الاناء وشخب في الارض، والشخب ماخرج عند كل غمزة والشخب العمل، فإذا قصر خلف الناقة فلم يخرج لبنها إلا بأصبعين فتلك المصور، قال رجل من فرسان العرب.

أوكل بالخزازة كل يوم

ويقسم بيننا لبن مصور

والعمل المصر، فإذا اتسع الشخب فهي ثرة يقال ناقة ثرة بينة الثرور، ويقال للطعنة الكثيرة الدم ثرة، فإذا أسرع انقطاع لبن الناقة فلم يبق إلا قليلا حتى يحف فهي قطوع، فإذا دام عزرها فهي مكود [ ومنوح ] وإبل مكائد ومنائح ويقال ما نحت ناقة فلان العام أجمع، قال الراجز

٨٨

إن شرك الغزر المكود الدائم

فاعمد براعيس أبوها الرائم

البراعيس جمع برعيس وهي الغزيرة الطيبة النفس بالدرة، فإذا درت الناقة على الجوع والقر فهي مجالح بغير هاء ويقال قد جالحت الناقة تجالح مجالحة شديدة، قال رجل من غطفان :

لها شعر داج وجيد مقلص

وجسم خداري وضرع مجالح

وقال الفرزدق :

مجاليح الشتاء خبعثنات

اذا النكباء ناوحت الشمالا

وكل غليظ الجسم من الابل وغيهرا خبعثن، قال أبوزبيد يصف الاسد :

خبعثنة في ساعديه تزايل

تقول وعى من بعد ما قد تكسرا

والصمرد القليلة اللبن البكيئة، والخنجور الغزيرة، والرهشوش الرقيقة الغزيرة، قال رؤبة :

أنت الجواد رقة الرهشوش

تكرما والهش للهشيش

وقال الحطيئة [ ومنعت وفرا جمعت فيها ] مذممة خناجر أي غزار والواحدة خنجور، والتزنيم أن تشق أذن الناقة ثم تفتل حتى تيبس فتصير معلقة، قال المسيب بن علس:

رأوا نعما سودا فهموا بأخذه

إذا التف من دون الجميع المزنم

رأوا نعما يقول يجاء بهذه الابل قرب البيوت فتلتف فيراها أهل الحوار فيعجبون بها، فإذا كانت الناقة سريعة الاستعطاش

٨٩

قيل ناقة هافة وناقة مهياف، والعسوس شيئان في الابل فأحدهما أن الناقة إذا ضجرت عند الحلب قيل ناقة عسوس وفيها عسس وهو سوء الخلق، ويقال بئس العسوس أي بئست مطلب الدرة، وطلب الدرة أن يدخل فيروز ويمسح الضرع، قال ابن أحمر :

وراحت الشول ولم يحبها

فحل ولم يعتس فيها مدر

أي لم يرز من جهد الناس، ومثل العسوس القسوس وهي التي تطلب في الابل وتبتغى منها الدرة، فإذا شالت الناقة للقاح فهي شائل والجماع الشول، فإذا أتى عليها سبعة أشهر من نتاجها أو ثمانية فهي شائلة بالهاء والجمع شول، قال وهذا عجب ومخرجه صائم وصوم وصاحب وصحب ونائم ونوم وشارب وشرب ويقال مثله ناصر ونصر يريد النصار، قال العجاج :

بواسط أفضل دار دارا

والله سمى نصرك ألانصارا

وقال في أخرى إن قال قيل لم أكن في القيل قائل وقيل من القائلة يقول إن قال أناس لم أكن فيهم يريد القائلين، قال ابن احمر :

وما كنت أخشى أن تكون منيتي

ضريب جلاد الشول حمطا وصافيا

والضريب لبن يجلب بعضه على بعض حتى يتلبد ولا يكون إلا من إبل شتى لا يكون من واحدة، ويقال أكفأ فلان فلانا وهو

٩٠

أن يعطيه أولادها وأوبارها وألبانها تلك السنة كلها كما قال ذو الرمة :

ترى كفأيتها تنفضان ولم يجد

لها ثيل سقب في النتاجين لامس

سبحلا أبا شرخين أحيا بناته

مقاليتها فهي اللباب الحبائس

الشرخان نتاج سنتين من الابل والناس، قال حسان إن شرخ الشباب والشعر الاسود ما لم يعاص كان جنونا شرخ الشباب النتاج الذي ولد مع الشباب، قال الفرزدق :

نأتني الغانبات فقلن هذا

أبونا جاء من تحت السلام

ولو جداتهن سألن عني

رددن علي أضعاف السلام

رأين شروخهن مؤزرات

وشرخ لدي أسنان الهرام

وقال العجاج :

إذا الاعادي حسبونا بخبخوا

صيد تسامى وشروخ شرخ

الصيد داء يأخذ الانف فيميل منه رأس البعير ويسيل منه زبد فيقال للرجل الذي به كبر أصيد فلما كثر تشبيههم به قالوا رجل أصيد وقوم صيد، قال رؤبة يذكر السيوف :

نعصى بغربي كل نصل قداد

إذا استعيرت من جفون الاغماد

فقأن بالصقع يرابيع الصاد ويقال الصيد والصاد ويقال أخذه صيد وصاد إذا أخذه ورم في أنفه، فشبه الورم باليربوع، وقوله تنفضان أي تذهبان، ويقال أنفض بنو فلان إذا ذهب زادهم ويقال أصبح بنو فلان منفضين إذا لم يبق معهم زاد، والمقلات التي لا يعيش

٩١

لها ولد، قال والقلت الهلاك، قال وسمعت شيخا من بلعنبر يقول إن ابن آدم ومتاعه لعلى قلت إلا ما وقى الله، وقال [ أبو المثلم ] الهذلي :

له عكة وله ظبية

إذا أنفض الناس لم ينفض

متى ما أشأ غير زهو الرجا

ل أجعلك رهطا على حيض

وأكحلك بالصاب أو بالجلا

ففقح لكحلك أو غمض

قال الاصمعي قلت لشيخ من هذيل ما فعل أبوك قال رفع رأسه ففقح أي فتح عينيه من المرض، والرهط أديم يؤخذ ويترك أعلاه ويشق الذي يلي الساقين والفخذين فيستتر بالصحيح منه ويهون المشي فيه للشقيق، يقول أجعلك ثوب امرأة حائض، والصاب شجر له لبن إذا قطر على الجلد أحرقه فإن كحل به فذلك البلاء، قال أبوذؤيب :

نام الخلي وبت الليل مشتجرا

كأن عيني فيها الصاب مذبوح

وقال الآخر :

كأن الخزامى طلة في ثيابها

إذا طرقت أو فار مسك يذبح

يقول كأن الخزامى ندية في ثيابها يعني طيب ريحها ولو كانت يابسة ذهب ريحها، وقال المتنخل:

بطعن يفجر اللبات ثر

وضرب مثل تعطيط الرهاط

أي مثل تشقيق الرهاط، ويقال ما في إبله قاضية أي ليس فيها ما يجوز عند أصحاب الصدقة ولا في الديات، والقاضية التي تقضي عنه، قال ابن أحمر

٩٢

لعمرك ما أعان أبوحكيم

بقاضية ولا بكر نجيب

فصدق ما أقول بحبحبي

كفرخ الصعو في العام الجديب

فلا تبعد فقد بعدت وضاعت

قلاص العقل بعد بني حبيب

وهي القواضي قال أدنى ما يجوز في الدية [ القاضية ] والفريضة من مخاض، وفي الابل الطرف والتلد، فأما الطرف فالتي اشتريت حديثا والتلد واحدها تليد وهو الذي اشتري منذ حين فتلد عندهم أي طال مقامه، والتلاد الذي ولد عندهم والتلاد الواحد والجميع فيه سواء، قال الشاعر :

أخذت الدين أدفع عن تلادي

وأخذ الدين أهلك للتلاد

والتلاد من أتلدنا عندنا فنحن نتلد إتلادا، سمعت المنتجع بن نبهان يقول لرجل حلف على باطل :

كأنما تأكل مالا متلدا

وإنما تأكل جمرا موقدا

قال وأصله من الواو مثل التكلان والتخمة، قال الاعشى :

كثير النوافل تبري له

مرازى لست بعدادها

ومنكوحة غير ممهورة

وأخرى يقال لها فادها

ومنزوعة من فناء امرئ

لمبرك أخرى ومرتادها

تدرك على غير أسمائها

مطرفة بعد إتلادها

ويقال لسنام البعير السنام، والشرف، والذروة، والقمعة، والقحدة، والهودة، يقال إبل لها هود ضخام، والعريكة والكتر، قال علقمة :

قد عريت زمنا حتى استطف لها

كتر كحافة كير القين ملموم

٩٣

قال ولم أسمع بالكتر إلا في هذا البيت، واستطف ارتفع، فإذا كانت الناقة مفترشا سنامها في جنبيها وليس بمشرف قيل ناقة دكاء كما ترى وهو الدكك، فإذا كانت مشرفة السنام فهي مسنمة وسنمة، قال رجل من أهل البادية يذكر الطعام في اليوم البارد:

جزور سنمة وموسى

خذمة في غداة شبمة

فإذا عظم جنبا السنام وجريا بالشحم على الاضلاع قيل جزور شطوط وهن جزر شطائط، ويقال جزور عظيمة الشطين أي عظيمة جنبي السنام،

قال الراجز [ وهو أبوالنجم ] :

شط أمر فوقه بشط

لم ينزل في البطن ولم ينحط

ومما يذكر به غزارة الابل يقال ناقة رهشوش إذا كانت رقيقة خوارة غزيرة والغزر مع الخؤورة، قال رؤبة بن العجاج أنت الجواد رقة الرهشوش ويقال ناقة خبر إذا كانت غزيرة وأصل ذلك من المزادة تسمى الخبر، قال النابغة يذكر إبلا الماء للخيل في المزادة مقرنة بالادم والصهب كالقطا عليها الخبور محقبات المراجل ويقال ناقة برعيس إذا كانت رقيقة غزيرة، ويقال ناقة صفي وهن الصفايا إذا كن غزارا، وناقة لهموم إذا كانت غزيرة وإبل لهاميم، وناقة خنجور وهي الغزيرة،

٩٤

ما يذكر به البك‌ء والبك‌ء المصدر وهو قلة الغزر يقال بكؤت الناقة وبكأت تبكأ بكئا، قال سلامة بن جندل :

يقال محبسها أدنى لمرتعها

ولو تعادى ببك‌ء كل محلوب

وناقة بكئ وبكيئة، قال الشاعر [ وهو أبومكعت الاسدي ] :

فليأزلن وتبكأن لبونه

وليصمتن صبيه بسمار

السمار المذق القليل الذي قد اخضر يقال أتانا بسمار وسجاج ومذق وضياح، ويقال جاء‌نا بمذيقة خضراء، قال الشاعر :

نشربه محضا ونسقي عياله

سجاجا كأقراب الثعالب أورقا

ويقال أتانا بمذيقة مثل قرب الذئب ومثل طرة الخنيف، والخنيف ثوب من كتاب أخضر وشبه اللبن بطرة الثوب الاخضر، وكل لبن شد مذقه [ بالماء فهو مجهود ] يقال أتانا بلبن مجهود، ويقال أتانا بشربة خرساء إذا كانت ثخينة إذا صبت، ويقال أتانا بالمرضة وهي شربة ثقيلة خاثرة، وكل ثقيل فهو مرض، وناقة صمرد إذا كانت قليلة اللبن، وناقة فتوح إذا كانت إذا مشت شخبت أخلافها، ويقال ناقة ضروس إذا كانت سيئة الخلق عند الحلب،

قال بشر بن أبي خازم:

عطفنا لهم عطف الضروس من الملا

بشهباء لا يأتي الضراء رقيبها

٩٥

الملا أرض مستوية، ويقال ناقة نخور وهي التي لا تدر حتى يضرب أنفها، وناقة عصوب وهي التي لا تدر حتى يعصب فخذاها، قال الحطيئة :

تدرون إن شد العصاب عليكم

ونأبى إذا شد العصاب فلا ندر

ويقال للناقة إذا أصاب أحد أخلافها شئ فيبس ناقة ثلوث، قال [ صخر الغي ] الهذلي [ ألا قولا لعبد الجهل ] إن الصحيحة لا تحالبها الثلوث وإذا بركت الناقة وسط الابل قيل ناقة دفون، فإذا بركت في ناحية قيل ناقة كنوف، وإذا كثر وبر الناقة وكانت جلدة قيل ناقة مدفأة، قال الشماخ :

وكيف يضيع صاحب مدفآت

على أثباجهن من الصقيع

[ و ] يقال ناقة نزوع وجمل نزوع الذكر فيه والانثى سواء وهو الذي يطرب إلى بلاده فينزع إليها واسم ذلك النزاع، قال الراعي :

واستقبلت سربهم هيف يمانية

هاجت نزاعا وحاد خلفهم غرد

وقال ذو الرمة :

ظللت كأني واقف عند رسمها

بجاجة مقصور له القيد نازع

والنزائع من الابل والخيل والناس، يقال ما أنجب النزائع أي الغرائب، قال طفيل في نزائع الخيل:

نزائع مقذوفا على سرواتها

بما لم يخالسها الغزاة وتسهب

وقال الطرماح:

٩٦

نزيعان من جرم بن زبان إنهم

أبوا أن يريقوا في الهزاهز محجما

وقال العجير :

أمن أهل الاراك هوى نزيع

نعم أسقيهم لو نستطيع

ويقال ناقة قذور إذا كانت تبرك مع الابل، ويقال ناقة زحوف إذا كانت تجر رجليها، ويقال ناقة صفوف إذا كانت تجمع بين محلبين، ويقال ناقة رفود إذا كانت تملا الرفد، والرفد العس، قال الاعشى :

رب رفد هرقته ذلك اليو

م وأسرى من معشر أقتال:

الاقتال الاعداء يقال هو قتلك أي عدوك، ويقال ناقة مخزاب وهي التي لا تزال يكون في ضرعها غلظ يقال خزبت الناقة تخزب خزبا فيسخن لها الجباب فيدهن به ضرعها، قال النابغة :

نفجتم لمما لهم

عصلا كأذناب الثعالب

يجري الجباب على المفا

رق جامد منه وذائب

ويقال ناقة كزوم إذا كانت قصيرة الخطم كزته، [ ويقال ناقة مسياع وهي التى نصبر على الاضاعة والجفاء وسوء القيام عليها ] ويقال رجل مسياع إذا كان مضياعا لا يحسن أن يقوم على ماله، قال والافقار في الابل أن يعطى الرجل الناقة أو البعير فيركبه ثم يرده، والاطراق أن يعار الفحل فيضرب ثم يرد، ويقال لضراب الفحل طرقه، قال الراعي :

كانت نجائب منذر ومحرق

أماتهن وطرقهن فحيلا

٩٧

الفحيل من الابل الذي يصلح للضراب، ويقال بعير للرحلة إذا أريد للركوب، ويقال بعير ذو رحلة إذا كان قويا على الركوب، ويقال بعير ذو فحلة إذا كان يصلح للافتحال، ويقال بعير مسدم إذا حبس عن آلافة ولا يكون إلا في الذكور، والافيل ابن مخاض وابن لبون والانثى أفيلة، قال إهاب بن عمير :

ظللت بمندح الرحى مثولها

ثامنة ومعولا أفيلها

المندح المتسع ومثولها قيامها، ومعولا أفيلها يقول يرغو من العطش، وطروقة الجمل ما بلغ أن يحمل عليه الجمل، فإذا كانت الناقة حقة فقد بلغت أن تكون طروقة، ويقال طرق البعير يطرق طرقا إذا كان في إحدى يديه استرخاء، ويقال بعير أعقل وناقة عقلاء إذا اشتد فرش رجلها، قال النابغة [ الجعدي مطوية الزور طي البئر دوسرة ] مفروشة الرجل فرشا لم يكن عقلا والفرش أن يكون فيه انحناء، فإذا أفرط فهو عقل، ويقال ناقة قسطاء وجمل أقسط إذا كان في يديه انتصاب ويبس، وناقة خفجاء إذا كانت إذا مشت هزت إحدى فخذيها دون الاخرى، وبه سمي خفاجة، ويقال بعير به رجز وبعير أرجز وهو أن ترعد رجلاه حين يقوم، وأنشد [ لابي النجم ] :

تجد القيام كأنما هو نجدة

حتى يقوم تكلف الرجزاء

ويقال بعير أركب وناقة ركباء إذا كان وارم الركبة، ويقال

٩٨

ناقة حلبانة ركبانة إذا كانت تصلح للركوب وللحلب.

وحلباة ركباة مثلها، ويقال بعير أحرد وناقة حرداء إذا كان بنفض إحدى يديه إذا سار، قال أبونخيلة :

ضربا لكل ناكث وملحد

جلدا كتلقيف البعير الاحرد

وقال الراعي :

بين المرافق مبتل مآزرهم

ذأو الجآجئ في أيديهم حرد

وقال رؤبة :

فذاك بخال أروز الارز

وكل مخلاف وكلئز

أحرد أو جعد اليدين جبز ويقال بعير ذو ضب إذا كان بحقه ورم، قال الاغلب ليس بذي عرك ولا ذي ضب والعرك الضاغط الصغير، والضاغط جلد يمور ويجتمع يكاد يسد الابط، وأنشد [ لابن حبناء التميمي فإن استك الكوماء عيب وعورة ] تطرطب فيها ضاغطان وناكت والناكت أن ينكت المرفق في الجنب، وقال ذو الرمة :

وجوف كجوف القصر لم ينتكت لها

بآباطها الملس الزحاليق مرفق

ويقال بعير واسع الفروج إذا كان بعيد اليدين من الجنبين بعيد ما بين الرجلين، قال بعض الرجاز نابي الفروج من أذاة العركين وقال النمر بن تولب :

كأن بهو ذراعيه وبركته

إذا توجه يمشي مقبلا باب

٩٩

ويقال ناقة طرفة إذا كانت تتبع المرعى وتستطرفه، ويقال ناقة أزية إذا كانت لا تشرب إلا عند مصب الدلو، ومهراق الدلو يسمى الازاء، قال ابن لجاء :

حتى ترى الشنة في إهوائها

ككرة الاعب وانتزائها

من مسقط الدلو إلى إزائها ويقال إبل حوائم إذا كانت عطاشا تحوم حول الحوض، ويقال ظلت الابل تلوب يومها أجمع إذا كانت تدور حول الماء، قال المخبل :

يقاسون جيش الهرمزان كأنهم

قوارب أحواض الكلاب تلوب

ويقال جاء‌ت الابل تصل إذا جاء‌ت عطاشا، قال الراعي :

فسقوا صوادي يسمعون عشية

للماء في أجوافهن صليلا

قال وأنشدني أبومهدي عن مزاحم العقيلي :

غدت من عليه بعد ما تم ظمؤها

تصل وعن قيض بزيزاء مجهل

من عليه يريد من فوقه، وقال آخر [ وهو عمرو بن شأس الاسدي ] :

ألم تعلمي يا أم حسان أنني

إذا عبرة نهنهتها فتجلت

رجعت إلى صدر كجرة حنتم

إذا قرعت صفرا من الماء صلت

ويقال ناقة تاجرة إذا كانت نافقة إذا أدخلت السوق، ويقال ناقة وذمة وهي التي في حيائها مثل الثآليل فيقال وذموها فيقطع ذلك فتلقح، ويقال ناقة عائط وهي تعتاط رحمها لا تحمل أعواما، ويقال اعتاطت أعواما لا تحمل، واعتاطت رحمها

١٠٠

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288